رواية شمس ربحها القيصر الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون بقلم بيلا
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رواية شمس ربحها القيصر البارت الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون بقلم بيلا
![]() |
رواية شمس ربحها القيصر الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون بقلم بيلا
الفصل الحادي والعشرون
( الجزء الثاني )
في غرفتها تجلس شمس وهي ترفع قدميها نحو ذقنها وتحيطهما بذراعيها بينما عقلها شارد بعيدا يفكر في كل شيء يجري حولها ..
لقد ظنت إن كل شيء انتهى منذ عامين وإنها تخلصت من كافة الكوابيس التي أحاطت بها قبل هذا التوقيت ..
لكن يبدو إن كل شيء كان لعبة او مجرد تمويه لا أكثر ..
قيصر لم يطلقها كي يحررها كما ظنت لوهلة .. هو أراد شيئا معينا بتطليقها وحققه والأهم إنه كان ينوي العودة الى محيطها بعد مدة وهي تجزم بذلك ..
ماذا كان يريد من تطليقها ..؟! لماذا لم يجبرها على الزواج منذ عامين كما كان سيفعل ..؟! لماذا إنتظر عامين كاملين قبل أن يظهر في حياتها من جديد ..؟!
هي حقا لا تفهم لكنها تود ان تفهم ..
هذا الرجل لغز محير من الصعب أن يفهمه أحد ..
أغمضت عينيها لوهلة وكلماته الأخيرة تتسرب داخل عقلها ببطأ :
" واجهي كل من تخافينه .. واجهي فادي بل واجهيني انا شخصيا إذا أردت .."
بالرغم من عدم تصديقها له فهي واثقة إنه يقول ما لا يقصده او ينويه فقط كي يلعب بعقلها ويجعلها تميل نحوه لكنها تدرك في داخلها إن هذا الكلام هو الصح ..
الهروب ليس حلا .. هروبها من محيطهما لن يمنع أيا منهما من الإقتراب منها .. فادي يستطيع أن يخطفها كما فعل مسبقا فهو ليس بقليل نفوذ وشر أما قيصر ..
ابتسمت بتهكم وهي تفكر إنه يستطيع أن ينالها من بين أنياب الأسد ..
قيصر إن أراد ينفذ وإن كانت تظن إنها برفضها التدريب عنده سوف يتركها وشأنها فستكون غبية جدا ..
لكن ما الحل ..؟! وأين المفر ..؟!
هل تواجة ..؟! هي مهما حاربت وواجهت لن تستطيع الفرار منهما ..؟!
ومهما ابتعدت وهربت واختبئت سيجدها وينالها ..
إذا ما الحل ..؟!
كيف ستتخلص منه ومن أخيه ..؟!
فتحت عينيها ثم فكت طوق ذراعيها حول ساقيها وتمددت على السرير تنظر الى السقف بشرود وهي تحاول أن تجد حلا .. حلا ينقذها من هذه الدوامة ..
سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول والدتها التي هتفت بجدية :
" عمك سيأتي اليوم لزيارتنا .. "
انتفضت من مكانها تصيح بعدم تصديق :
" ماذا ..؟! متى سيأتي وماذا يريد ..؟!"
جلست والدتها على السرير تهتف بإرهاق :
" سيأتي بعد قليل ولا أعلم لماذا ..؟!"
صاحت شمس معترضة :
" لن يدخل هذا المنزل .. لن أسمح له بهذا .."
جذبتها والدتها من ذراعها تحذرها .
" اخفضي صوتك .. لا أريد لأخيكِ أن يسمع شيئا .. طلبت منه أن يذهب الى منزل خالك كي يرفه عن نفسه قليلا مع ابن خالك .. لا أريده أن يعلم بحضور عمك كي لا يسبب لنا مشكلة .."
" سلبيتنا هذه من تجعله يتصرف هكذا .. "
قالتها شمس بنزق لترد والدتها بتحذير :
" انتبهي على كلامك .. هذه ليست سلبية .. هذا حرص على أخيكِ الذي ما زال في فورة شبابه ويتصرف برعونة وطيش .."
ضغطت على فمها بقوة ثم قالت بعناد:
" انا لن أخرج من غرفتي ولن أرى ذلك المجرم .. تحدثي انتِ معه إذا أردتِ .."
أومأت مها برأسها وقالت بجدية :
" حسنا ابقي هنا .. لا انتِ ولا ربى ستخرجان .. فأنا لا أضمن ردود أفعالكما أبدا .."
أومأت برأسها متفهمة بينما خرجت والدتها لتجلس شمس على سريرها وهي تشعر بالإختناق من كل ما يجري وكأنه لا يكفيها هم قيصر ليأتي عمها الحقير ويكمل سلسلة مشاكلها التي لا يبدو إنها ستنتهي ..
....................................................................
كانت كوثر تحيط فادي الذي يجلس جانبها بذراعيها وهي تشعر بفرحة عارمة فقد عاد ابنها أخيرا بعد عامين من الغياب المفاجئ والذي برره إنه يحتاج الى هدنة للإنفراد بنفسه قليلا ..
ورغم حزنها لفراقه لكنها كانت تعلم إن ابنها يحتاج للإبتعاد عن كافة الأجواء المحيطة به وإعادة النظر في امور حياته لذا إضطرت للقبول واكتفت بتلك المكالمات المقتضبة تدعو داخلها أن يعود لها أفضل حالا مطمئنة إن قيصر يتابعه من بعيد ..
واليوم بعدما رأته تشعر إنه أفضل بكثير ومختلف عن الماضي فهي ما زالت تتذكر آخر أشهر قبل سفره وكيف تدهورت حالته مما جعل قيصر يحبسه في جناحه متعللا بإستهتاره وتصرفاته الطائشة وثمالته معظم الوقت مما يجعله يتصرف بشكل غبي ومجنون يتسبب لهم بالفضائح ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ورغم إنها حاولت كثيرا أن تقنع قيصر بإخراجه من الجناح الذي أصبح سجنا له لكنه رفض بتعنت وعاد متجاهلا محاولاتها بل عصبيتها وتوعدها بالعديد من الأشياء إذا لم يخرجه فهو يعلم جيدا إنها لا تستطيع الوقوف في وجهه مهما أرادت ..
تأملت حوراء أخيها حيث كانت تجلس أمامه لتجده يبتسم بملامح باهتة ويجيب على اسألة والدتها بفتور ..
هتفت أخيرا متسائلة :
" لماذا لم تخبرنا بأمر عودتك كي نستقبلك في المطار ..؟!"
رد بجدية :
" لقد قررت العودة بشكل مفاجئ فحجزت اول طائرة الى البلاد ولم أتواصل مع أيا منكم لإنني لست بحاجة لشخص يدلني على طريق القصر .."
" ولماذا قررت فجأة أن تعود بعد كل هذا الغياب ..؟!"
سألته مرة أخرى لتهتف والدتها بضيق :
" هل لديك مشكلة في عودته يا حوراء ..؟! حمدا لله إنه عاد أخيرا بعد هذا الغياب .."
قالت حوراء بسرعة :
" على مهلك ماما .. مجرد سؤال فضولي لا اكثر .. لم أقصد شيئا سيئا منه .."
هتف فادي بصوت هادئ :
" لإنني إكتفيت من البقاء هناك وشعرت برغبتي في رؤيتكم والإطمئنان عليكم .. "
أردف متسائلا :
" أين البقية ..؟! لماذا لا يوجد سواكما في القصر ..؟!"
ردت والدته :
" أختك خرجت للتنزه مع صديقاتها .. أخوك وابن عمك في الشركة .. لميس هي الأخرى بدأت في العمل .."
قالت حوراء بدورها :
" ستصل زوجة عمك مع غيث ورانسي بعد قليل فموعد هبوط طائرتهم مر عليه حوالي ساعة .."
انهت حديثها لتسمع صوت لميس تهتف بهم :
" مساء الخير .."
ثم هتفت مندهشة :
" فادي .. حمد لله على سلامتك .. متى عدت ..؟!"
نهض فادي من مكانه مرحبا بها حيث إحتضنها بخفة ثم ابتعد وقال :
" سلمك الله يا لميس .. وصلت منذ ربع ساعة تقريبا .."
ابتسمت لميس وهي تتجه وتجلس بجانب حوراء تهتف بفرحة صادقة :
" رائع .. يبدو إن الجميع سيصل اليوم .."
سألتها كوثر بإهتمام :
" لماذا لم تذهبي مع أخيك لإستقبال أمك وإخوانك ..؟!"
ردت لميس بجدية :
" لم أجد وقتا كافيا للذهب مع خالد فأنا لم أنهِ عملي إلا قبل نصف ساعة .."
" أين تعملين يا لميس ..؟!"
سألها فادي بإهتمام لترد بصوت هادئ :
" في قناة تلفزيونية مالكها أياد صفوان .. "
رفع حاجبه مرددا بإستغراب :
" قناة تلفزيونية ..؟! لماذا لم تعملي في إحدى شركاتنا ..؟! غريب أن تختاري العمل في هذا المجال ..؟!"
" إخترت هذا المجال لإنه مختلف وممتع .. انا خريجة علاقات عامة ويمكنني العمل في أكثر من مجال لكنني فضلت هذا المجال تحديدا لإنني شعرت بقدرتي على التميز به .. "
" هو مجال مختلف حقا .. بالتوفيق لك .."
قالها بصدق لتبتسم بخفة وهي تجيب برقة :
" شكرا لك .."
لحظات و دلف خالد يتبعه صبي في الرابعة عشر من عمره ..
ألقى خالد التحية يتبعه أخيه الأصغر غيث والذي ألقى التحيه بهدوء قبل أن يسلم على فادي الذي نظر اليه مندهشا وقال :
" متى كبرت يا ولد ..؟!"
رد غيث بقوة :
" كبرت يا ابن العم منذ زمن لكنك بعيد دائما لهذا تفاجئت بي .."
نظر فادي إليه مندهشا من هذه اللهجة الواثقة والصوت الذي بدأت نبرته تخشن بوضوح بينما حيا غيث كوثر برسمية شديدة فهو لا يميل إليها أبدا ..
اتجه نحو اخته الذي احتضنته بفرحة شديدة وهي تردد :
" حبيبي .. اشتقت إليك .."
رد وهو يبتسم بخفة :
" وأنا أكثر .."
ثم اتجه نحو حوراء وحياها برسمية قابلتها هي بنفس الرسمية ..
اما خالد فنظر الى فادي الذي غمغم بنبرة لا تخلو من التهكم :
" ألن تحييني يا خالد .."
تجاهل خالد تهكمه وهو يرد ببرود :
" اهلا فادي .. حمد لله على سعادتك .."
ثم ابتعد عنه وسار نحو الكرسي المقابل له مكتفيا بهذه الكلمات تحت أنظار فادي وحوراء الغاضبة من هذا التجاهل المستفز ..
سألت لميس وهي ما زالت تحتضن أخيها :
" أين ماما ورانسي .."
" أنا هنا .."
صدح صوت فتاة في الرابعة عشر من عمرها تتقدم نحوهم بفستان أبيض قصير قليلا ذو أكمام قصيرة بينما شعرها المموج الطويل ينسدل خلف ظهرها بنعومة وقد بدت أكبر من سنها قليلا بملامحها الجذابة ..
حملق فادي بها بعدم تصديق وهو يسأل :
" من هذه ..؟! من أنتِ يا فتاة ..؟!"
رفعت رانسي حاجبيها وردت :
" انا رانسي عمران يا فادي بك .. ابنة عمك .."
تأملها من رأسها حتى أخمص قدميها وهو يهتف بذهول :
" متى كبرت يا فتاة ..؟! آخر مرة رأيتك فيها كنت تركضين خلف الكرة في حديقة القصر وتتشاجرين مع أخيكِ الصغير لأجلها .. "
" لا أحد يبقى صغيرا يا ابن عمي .."
حدق بها وهتف بإعجاب :
" أتفق معك يا بنت عمي .."
نظر خالد له بغضب لا إرادي بالرغم من فرق السن بينهما بينما لكن نظراته وتغزله الصريح أزعجاه بشدة بينما توجهت رانسي نحو كوثر وحيتها بإقتضاب شديد فهي لا تحبها بتاتا ثم حيت حوراء بنفس الطريقة قبل أن تتجه نحو لميس وتحتضنها بشوق شديد لتدلف والدتهما في نفس الوقت وهي تلقي التحية بينما نهض فادي وكان اول المرحبين بها يتبعه البقية ..
.......................................................................
في منزل شمس ..
خرجت شمس من غرفتها لتجد ربى تتجه نحو الطابق السفلي حيث قررت أن تهبط وتسمع ما سيقوله عمها خلف الباب لتلتفت نحو أختها وتهتف :
" هل ستنزلين أنتِ الأخرى ..؟!"
همت شمس بالرفض فهي لا تطيق سماع صوت ذلك الرجل لكن فضولها غلبها لمعرفة سبب زيارته فتبعت أختها بخفة وهبطت نحو الطابق السفلي لتقف الاثنتان خلف الباب تستمعان لذلك الحديث بينهما ..
كانت والدتها تجلس امام عمها الذي ينظر إليها بهدوء بينما هو يتأملها قليلا قبل أن يهتف متسائلا برسمية :
" كيف حالك يا أم شمس ..؟!"
إبتسمت مها بسخرية وردت :
" بأفضل حال يا علام .."
صمت علام قليلا ثم قال بجدية :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" بالتأكيد تستغربين زيارتي في هذا الوقت .. "
أومأت برأسها وهي ترد :
" نعم أستغرب كثيرا .."
تنهد علام وقال بجدية :
" حسنا دعينا ندخل في الموضوع إذا .."
نظرت إليه بترقب رغم قلقها مما سيقوله ليهتف بعد لحظات بصوت هادئ :
" انا أطلب يد ربى لإبني الوحيد فارس .."
اندفعت ربى لا اراديا تتبعها شمس لتصرخ الأولى :
" ماذا تقول انت ..؟! هل جننت ..؟!"
انتفض علام من مكانه صائحا بها :
" الزمي حدودك يا فتاة .. كيف تتحدثين مع عمك هكذا ..؟!"
صاحت بسخرية :
" عمي الذي سرق ميراث أبي وجعله يموت حسرة وقهرا بسبب ذلك .."
رد علام بقوة :
" لا تخلطي الأمور ببعضها .. ما حدث لوالدك كان قضاء وقدر .. "
قاطعته شمس والتي إستفاقت أخيرا من صدمتها :
" بل أنت السبب فقلبه لم يتحمل صدمته في أخيه الوحيد .."
قاطعها علام :
" اخرسي يا فتاة ولا تتحدثي أنتٍ .."
ثم إلتفت نحو مها يردد بسخرية :
" ماشاءالله على بناتك يا مها .. ونعم التربية .."
صاحت ربى بسلاطة :
" لا تتحدث معها هكذا وإذا كنت تتوقع إننا سنتقبل وجودك ونتعامل معك كعم بحق بعدما سرقت ميراثنا وتسببت بموت والدي فأنت مخطأ يا سيد علام .."
" ربى يكفي .."
قالها مها بعصبية بينما أكملت ربى غير آبهة بتحذيرها :
" أما بشأن طلبك فهو مرفوض .. انا لن أتزوج بإبن رجل مثلك .. ظالم ويأكل مالا ليس من حقه .. "
رمقها علام بنظرات ساخرة ورد :
" ترفضين إبني انا يا ابنة مها .. إحمدي ربك إنه قبل بك .. ألا تدركين مقدار الفرق بينك وبينه ..؟! ألا يكفي إنني تنازلت وقبلت بك زوجة له ..؟!"
صاحت مها بغضب :
" ومالذي أجبرك على ذلك يا علام ..؟! طالما ابنتي ليست من مستوى ابنك .."
ردد علام بسخرية :
" واجبي نحوكم يا أرملة أخي .. قلت لأخطب احدى الفتاتين لإبني فهي أولى به من الغريبة وعلى الأقل لا تذهب أموالي وأملاكي لأبناء واحدة لا تقربني بشيء .. "
أكمل ببرود :
" ومن جهة أنفع إبنة أخي وأجعلها تتنعم بحياة مختلفة تماما لكن يبدو إنها لا تريد ذلك .. "
" نعم لا أريد .. "
قالتها ربى بقوة ليهتف بإستهزاء :
" كما تشائين يا ابنة أخي .. أنتِ الخسرانة بكل تأكيد .."
خرج من صالة الضيوف ومن المنزل بأكمله لتذهب ربى بغضب الى غرفتها ..
تطلعت شمس الى والدتها التي جلست على الكنبة بتعب فهتفت بها بسرعة :
" لا تتضايقي ولا تزعجي نفسك ماما .. لقد خرج ولن يعود أبدا .. "
أومأت مها برأسها دون رد لتجلس شمس بجانبها وتواسيها قليلا ثم تبدأ في الحديث معها بمختلف الأمور ..
ظلًا يتحدثان وقد بدأت مها تتناسى ما حدث حتى مرت حوالي ساعة لتنهضان سويا وتتجهان نحو المطبخ كي تجهزان العشاء ..
بدئتا في العمل حينما فوجئتا بربى تقتحم المطبخ وهي تهتف بقوة واستعداد :
"لقد قررت .. سأتزوج فارس ابن عمي كما أراد عمي العزيز ومن خلال ولده الغالي سوف أستعيد ميراثنا .."
ثم أكملت مع نفسها :
" لن أكون ربى إذا لم أجعلك تدفع ثمن أفعالك يا علام .. أولا وفاة والدي بسببك ثم سرقة ميراثنا ثانيا و إهانتي والتقليل من شأني أخيرا .."
الفصل الثاني والعشرين
" ما هذا الهراء الذي أسمعه ..؟! هل جننت يا فتاة ..؟!"
قالتها مها بصوت خرج عصبيا بشدة بينما أكملت شمس بنبرة جاهدت أن تكون طبيعية :
" لا تتغابي في تصرفاتك يا ربى .. لقد ذهب ذلك الوغد ولن يعود ابدا .."
قاطعتها ربى وهي تعقد ذراعيها امام صدرها تهتف بقوة :
" ولكني أريد منه أن يعود .."
تقدمت والدتها نحوها بغضب لا ارادي وجذبتها من ذراعها تهتف بها بتحذير شديد :
" حذاري مما تفكرين به يا ربى .. إبعدي تلك الأوهام عن عقلك الصلد وإلا .."
قالت شمس بسرعة وهي تجذب والدتها من كفها تحاول تهدئتها :
" ربى لن تفعل أي شيء يا ماما .. هي فقط غاضبة لا أكثر .. عندما تهدأ ستنسى كل ما قالته .. "
قالت والدتها بجدية :
" أنا أعرف أختك أكثر من أي أحد .. عندما تضع شيئا في رأسها تنفذه .. وعندما تكره أحدا تكرهه .."
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر إتجاه ربى التي ردت بنفس القوة :
" ونسيتِ شيئا آخرا يا ماما .. لا أتنازل عن حقي وحق عائلتي مهما حدث .."
اندفعت مها تصيح :
" وكيف ستأخذين حقك يا ربى ..؟! بالزواج من إبن عمك ..؟! بهذه الطريقة يا ربى ..؟!"
" بأي طريقة ممكنة .. وطالما لا توجد طريقة غير هذه فلمَ لا ..؟!"
قالتها بجدية لتصيح بها شمس لا إراديا :
" هل تظنين إنك سوف تستعيدين حقنا بهذه الزيجة ..؟!ماذا تعرفين أنتِ عن ابن عمك يا ربى ..؟! تتحدثين وكأن زواجك منه سيصب لصالحك حقا .. وكأن إبن عمك مجرد شاب مطيع سيعيد لك ولنا حقنا الضائع .."
ردت ربى بعناد:
" انا أعرف ماذا أفعل .. لا تتدخلي في أموري يا شمس .."
" مالذي تغير الآن يا ربى ..؟! لقد توفي والدك منذ أكثر من عام .. لماذا تذكرتِ الآن أمر الميراث ..؟! "
أجابت ربى بهدوء :
" لإني وقتها لم يكن لدي طريقة تعيد لي حقي .. الآن وجدت الطريقة فلمَ سأنتظر ..؟!"
عادت والدتها تضغط على ذراعها تهدر بها بقسوة :
" أنت جننتِ حقا .. لا أريد سماع هذا الكلام مرة آخرى .. هل فهمت ..؟!"
" اتركيني .."
قالتها بضيق وهي تحرر ذراعها من كف والدتها وتندفع نحو الطابق العلوي حيث غرفتها ..
اتجهت شمس خلفها بسرعة لتجدها تغلق الباب خلفها بعنف ..
زفرت أنفاسها بضيق ثم وقفت بجانب الباب تنتظر أن تهدأ أختها قليلا قبل أن تتحدث معها لكنها فوجئت بها تغلق الباب بالمفتاح لتغمغم بضيق :
" كم أنتِ عنيدة يا ربى .. !!"
.....................................................................
دلف قيصر الى صالة الجلوس ليجد والدته وحوراء هناك مع زوجة عمه وغيث ..
ألقى التحيه بهدوء ثم اتجه نحو زوجة عمه وإحتضنها قبل أن يتقدم نحو ابن عمه الصغير ويحييه محتضنا إياه ..
جلس بعدها معهم ليهتف بغيث :
" كيف حالك يا غيث ..؟! "
أجاب غيث بجدية :
" بخير يا قيصر وماذا عنك ..؟!"
" عمو قيصر .."
قالتها والدته ليبتسم قيصر على ملامحه التي بدأت تنضج ويجيب :
" بخير يا غيث .. "
ثم سأل زوجة عمه :
" أين تلك الصغيرة يا زوجة عمي ..؟!"
ردت وهي تبتسم بهدوء :
" في جناحها .. ستنزل حالا .."
اومأ بتفهم وأكمل :
" قرار جيد إنكِ قررت الإستقرار هنا .. لا داعي لمزيد من الغربة .."
وافقته علياء :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" معك حق .. الأولاد يكبرون ويحتاجون لوجود العائلة حولهم .."
أكملت وهي تتنهد :
" فقط رانسي منزعجة كثيرا من عودتنا فهي لم ترغب بترك هناك ابدا .."
مط غيث شفتيه وهو يقول :
" ابنتك لا تريد ترك أصدقائها ومدرستها مع إنهم لا يطاقون .."
رفع قيصر حاجبه متسائلا :
" ألست في نفس مدرستها ..؟! "
اومأ غيث برأسه وهو يجيب :
" نعم في نفس المدرسة لكنني لا أختلط مع أصدقائها فهم تافهون للغاية .."
حذرته علياء :
" لا تتحدث عن الآخرين بهذه الطريقة يا غيث .. عيب حقا .."
ضم شفتيه بعدم رضا بينما ابتسم قيصر وهو يشير الى زوجة عمه :
" يبدو إن أحدهم نضج مبكرا وبات يرى جميع من في سنه تافهون .."
ابتسمت علياء بينما رد غيث مبررا :
" كلا هم فعلا تافهون .. "
قاطعته والدته :
" غيث ..!! ماذا قلت أنا ..؟!"
أجاب بإقتضاب :
" قلت الحقيقة لا غير .."
" ابنك ليس هينا يا علياء .. طريقته في الحديث تسبق سنه .."
قالتها كوثر بجدية لتجيب علياء :
" ابناء هذا الجيل جميعهم هكذا .. يكبرون قبل آوانهم .. "
دخلت لميس مع أختها لتلقي التحية بينما سارت رانسي نحو قيصر لتحييه حيث إحتضنها بحب وهو يهتف :
" ما كل هذا الجمال يا فتاة ..؟! أرى إنك تغيرت كثيرا في تلك الأشهر المعدودة التي لم نراكِ فيها .."
ابتسمت بسعادة وهي تجيب :
" هذا من ذوقك يا قيصر .. "
" عمو قيصر .."
قالتها علياء بتنبيه لتزم رانسي شفتيها وهي تهتف بوالدتها :
" أحب أن أناديه هكذا .."
ربت قيصر على شعرها مرددا بجدية :
" ناديني كما تحبين يا رانسي .."
ضحكت رانسي وهي تجلس بجواره بينه وبين لميس بينما تقدم فادي بعد مدة ليجدهما يتحدثان في مختلف المواضيع فيلقي التحية بهدوء ثم تلتقي عيناه بعيني أخيه الذي أشاح بصره عنه بعد لحظات مكملا حديثه مع لميس ليزفر أنفاسه بإحباط قبل أن يخرج بعد لحظات من المكان متحججا بحاجته للنوم ..
..........................................................................
في صباح اليوم التالي ..
دلفت شمس الى الشركة بخطوات ثابته ثم صعدت الى الطابق الذي يوجد به مكان عملها ..
بعد مدة كان تعمل على قدم وساق وقد نجحت في إخفاء توترها وخوفها البديهي من وجودها مع فادي في نفس المكان مكررة كلمات قيصر داخل عقلها مرارا كي يترسخ للأبد ..
نظرت الى أحد المهام الجديدة الموكلة إليها بضيق وهي تفكر إن العمل مرهق للغاية في هذه الشركة ..
في الحقيقة العمل مرهق للجميع فالموظفين القدامى يبذلون جهدا خرافيا لكنها علمت إن راتبهم الشهري عالي لدرجة تجعله يستحق هذا الجهد الذي يبذلونه ..
ورغما عنها فكرت هل ستكون مرتاحة حقا اذا حصلت على وظيفة دائمة هنا ..؟!
هل ستكون قادرة على العمل لساعات طويلة بجهد خرافي في سبيل راتب عالي للغاية ..؟!
عادت ونهرت نفسها فهي تسبق الأمور وتفكر وكأنها ضمنت قبولها هنا ..
تأملت عملها الذي إنتهت منه لتوها ثم تذكرت ما أخبرتها به السكرتيرة مع زملائها بضرورة إرسال العمل الى موقع معين أعطتهم حسابه الرسمي مع ضرورة التأكيد بإنتهاء العمل عندها ..
أرسلت الملفات الى البريد الألكتروني ثم نهضت من مكانها وإتحهت الى سكرتيرة خالد تخبرها بذلك ..
لتجد خالد يتجه نحو سكرتيرته ويتحدث معها فتشعر بالإحراج وهي تتذكر ما حدث أمامه وكيف يفكر بها الآن بعدما رأه ..
أفاقت على سؤاله الرسمي :
" كيف حالك يا شمس ..؟!"
أجابت وهي تتأمل ملامحه التي بدت عادية للغاية لا توحي بشيء :
" بخير يا سيد خالد .."
وجدت أنظاره تتجه نحو الجانب فإتجهت بدورها بنفس الإتجاه لا اراديا بعدما لاحظت جمود ملامحه المفاجئ ..
وجدت قيصر يقف أمام تارا وهو ممسكا بيديها للتحية قبل أن تمنحه تارا إبتسامة رقيقة وتتحرك نحو الجهة الأخرى فتنتبه الى خالد الذي ينظر اليها بجمود مهيب ..
إرتسمت على شفتيها إبتسامة خلابة وهي تتقدم نحوه تحت أنظار قيصر الذي وقف بعيدا يتابع ما يحدث ..
مدت يدها نحو خالد وهي تهتف :
" كيف حالك يا بك ..؟!"
رد وهو ينظر الى يدها الممدودة لثواني ثم يقبض عليها بكفه :
" بخير .."
خرجت مقتضبة بينما عيناه تتأمل ملابسها البسيطة المكونة من جينز ممزق من بعض المناطق وتيشرت ذو أكمام قصيرة .. حذائها الرياضي و شعرها المرفوع بشكلٍذيل حصان ووجهها الخالي من المكياج والذي بدا أقل جمالا من المعتاد لكنها جميلة بكل الأحوال والأهم إنها جذابة بشكل مهلك خاصة بتلك الإبتسامة الخلابة التي تسرق لب أي شخاص ..
إلتفتت نحو شمس تحييها :
" كيف حالك يا شمس ..؟!"
تعجبت شمس من تذكرها إسمها لتكمل تارا وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها :
" أنا لا أنسى الأشخاص بسهولة .. حتى العاديون منهم فكيف إذا كانت فتاة مميزة مثلك .."
شعرت شمس بالإحراج قليلا فردت وهي تبتسم بخفوت :
" انا بخير يا .."
قاطعتها تارا بسرعة :
" تارا يا شمس .. قلتها قبل أن تقولي هانم او سيدة تارا .."
ضحكت شمس بخفة بينما نظرت تارا لا إراديا نحو قيصر الذي كان يتابع ما يحدث بإهتمام ليزيح بصره بعيدا وهو يلقي كلمات مقتضبة نحو سكرتيرته ثم ينسحب نحو مكتبه وقد فعل خالد المثل لتهتف تارا بشمس :
" من الجيد أن أراك هنا يا شمس ... "
ثم أكملت بمكر :
" يبدو إن الباشا لم يقاوم كثيرا وإضطر للعودة في نهاية المطاف .."
بهتت ملامح شمس وهي تسأل :
" ماذا تقصدين ..؟!"
قالت تارا وهي تبتسم :
" أتحدث عن الباشا الذي سقط في دوامة العشق أخيرا .."
ثم أكملت بمزاح :
" إياك أن تخبريه بما قلته فربما يقتلني حينها .."
تلعثمت شمس وهي تقول :
" ماذا تقولين يا سيدة تارا ..؟! لا يوجد شيء كهذا .. عملي هنا بسبب ترتيبي على دفعتي ولست الوحيدة هنا لهذا السبب .."
قالت تارا بجدية متغاضية عن كلمة سيدة :
"عزيزتي أنا أقول هذا بناء على ما أراه .. لا يخصني كيف وصلت الى هنا .. "
صمتت قليلا وهي تتأملها لتكمل بجدية :
" وجودك هنا أكبر دليل على إن الباشا قارب على رفع راية إستسلامه .."
هزت شمس رأسها نفيا وهي ترد :
" أنت لا تفهمين شيئا مما يحدث .."
قاطعتها تارا بصدق :
" انا بالفعل لا أفهم شيئا ولا أعرف ماذا حدث بينكما .. انا لا أعرف اصلا كيف ومتى إلتقيتما لإن قيصر لم يتطرق أبدا لأي شيء يخصك خلال لقائاتنا المحدودة في العمل او في الحفلات والعزومات الرسمية .."
أكملت بجدية :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" أنا أتحدث بناء عما رأيته مسبقا وما أراه الآن .. هكذا فقط .."
همت شمس أن تسألها عما رأت وقد شعرت بالفضول الشديد لذلك لكن كرامتها أبت لتهتف بضيق :
" أنتِ مخطئة يا تارا .. "
ابتسمت تارا وهي تجيب بهدوء :
" سنرى يا عزيزتي مع إن نظرتي لا تخيب أبدا .."
ثم تحركت بعيدا عنها نحو المصعد لتتأملها شمس للحظات قبل أن تتجه بسرعة هي الأخرى نحو المصعد الآخر كي تهبط الى الطابق الذي يوجد به مكان عملها ..
......................................................................
مساءا ..
في احد أشهر فنادق المنطقة ..
وقف حاتم بجانب قيصر الذي يتابع الحفل من جهة ويتجاذب أطراف الحديث معه من جهة أخرى ..
هتف حاتم بجدية :
" الحفل رائع .. لقد وضعت لميس لمساتها الخاصة وجعلته مختلفا نوعا ما عن المعتاد .."
اومأ قيصر برأسه موافقا على حديثه :
" معك حق .. لهذا أعطيتها مسؤولية تنظيمه .. رغم صغر سنها إلا إنها تعرف جيدا كيف تثبت نفسها في كل مهمة تخصها .."
صمت بعدها وهو يبتسم لبعض الضيوف ويرد على تحية البعض الآخر ..
" وماذا عنك انت ..؟! كيف حالك ..؟!"
سأله حاتم ليرد قيصر بهدوء :
" بخير .."
عاد وسأله :
" وماذا عن فادي ..؟!"
رد قيصر بوجوم :
" هو الآخر بخير .. رفض أن يحضر حفل الليلة .. كالعادة لا يهتم بهكذا أمور .."
تنهد حاتم وهو يريد :
" وما المشكلة في ذلك ..؟! ليس من الضروري أن يحضر طالما هذا يريحه .."
أردف بعدها :
" انظر الي .. ألم يخبرك الطبيب إن وضعي النفسي تحسن كثيرا ولم يعد يحتاج للبقاء في المشفى ويكتفي بزيارة الطبيب في عيادته .. ؟! لا تقلق إذا .. من قال هذا هو واحد من أكبر وأشهر الأطباء النفسيين في الخارج .."
رد قيصر بجدية :
" أشعر بالقلق منه وعليه .. لا أريده أن يعود مثل السابق .. ما مر به لم يكن هينا لا عليه ولا على أي احد .."
أكمل بشرود :
" الطبيب قال إنه كان يتصرف بلا وعي .. كان كمن فقد عقله تقريبا .. لا أستطيع أن أثق به وبتصرفاته رغم بقاءه في المشفى لمدة عام ونصف .. "
صمت حاتم بينما استمر قيصر في حديثه :
" ما زلت أراقبه كما فعلت بعد خروجه من المشفى منذ أشهر قليلة .. اتسائل مع نفسي الى متى سأظل أراقب وأفكر به وأقلق عليه ..؟! رغم كرهي له ولكذبه ولما فعله بي وبغيري لكنني لا أستطيع التخلي عنه .. لا أستطيع يا حاتم .."
هتف حاتم بسرعة :
" بالطبع لن تتخلي .. لا أحد يتخلى عن أخيه إلا قليل الأصل .. كما إن فادي وضعه غير طبيعي وشره وسوء تصرفاته بناء على تجاربه السابقة .. "
اومأ قيصر برأسه دون رد بينما سأل حاتم محاولا تغيير الموضوع :
" وماذا عن شمس ..؟! كيف حالها ..؟!"
رد بهدوء :
" تبدو هادئة لكنني أشعر إنه الهدوء ما قبل العاصفة .."
ابتسم حاتم بخفة وقال :
" عاصفتها هبت منذ وقت طويل بل إنها منذ دخولها حياتك وعاصفتها لا تتركك وشأنك .."
لم يعقب قيصر على حديثه بل إنتبه الى تارا التي دلفت الى قاعة الحفل بفستانها الأسود الجذاب وطلتها الخاطفة للأنفاق ليبتسم بخفة وهو يراها تتقدم نحوه وتحييه وهي تهتف به :
" مبارك الصفقة يا قيصر .."
رد قيصر بهدوء وهو ما زال محتفظا بإبتسامته :
" أشكرك يا تارا .."
اتجهت نحو حاتم الذي هتف بها وهو يحييها :
" اتسائل مالذي يجعلك تحضرين حفلات قيصر دون سواه يا هانم ..؟!"
ابتسمت بعذوبة وهي ترد :
" لا أحد يقوى على رفض دعوته يا حاتم .. "
ضحك حاتم وهو يهتف بها :
" هذا صحيح وأنا اول شخص لا يقوى على ذلك .."
ضحكت بصوت مرتفع قليلا لتتجه أنظار من حولهم نحوها وخاصة ذلك الذي سيطر الوجوم على ملامحه بعدما تأملها للحظات وهي تحيي ابن عمه ثم صديقه المقرب ..
بالرغم من كونه كان مندمجا في الحديث مع أحد شركائهم في العمل إلا إنه لاحظها منذ قدومها دون أن يعرف إذا ما لاحظها لإن أنظار الجميع إتجهت لا أراديا نحوها فهو فعل المثل أم لسبب آخر ..!
" تارا الهاشم أتت كالعادة .. "
انتبه الى حديث الرجل بجانبه والذي أكمل وهو ينظر إليه :
" خطفت أنظار الجميع منذ دخولها .. إنها ساحرة حقا .. "
لم يعقب خالد على حديثه بينما وجدها تتقدم نحو أحد رجال الاعمال والذي رحب بها كثيرا مستغربا مدى إهتمام الجميع المبالغ به بها ثم عاد وفكر إنها مشهورة كثيرا فما سمعه عنها يؤكد مدى شعبيتها وقوة جمهورها ..
فوجئ بها تتقدم نحوه وهي تبتسم بتحفظ ليجدها تحيي الرجل جانبه والذي طبع قبلة خفيفة على كفها وقال :
" سعيد برؤيتك يا هانم .."
أكمل بخبث :
" غريب إننا لا نراك سوى في حفلات قيصر عمران يا تارا هانم .. فإنتِ قليلة الحضور في الحفلات والمناسبات عموما رغم الدعوات الكثر التي تأتيكِ على حسب علمي .."
ردت وهي تبتسم برسمية :
" قيصر بك لديه معزة خاصة عندي .. "
ثم نظرت الى خالد وحيته برسمية شديدة :
" كيف حالك يا بك ..؟!"
رد تحيتها بنفس الرسمية :
" بخير يا هانم .."
ابتعدت عنهما بعدها لتتابعها عيناه لا إراديا حتى اندمجت مع الحضور فحاول إلهاء نفسه عنها بالحديث مع بعض الضيوف عموما ..
...................................................................
بعد مرور حوالي ساعة ..
إعتلت تارا المسرح فإتجهت انظار الجميع نحوها لتحمل السماعة وتهتف بجدية وشفتيها تعلوها إبتسامة واثقة :
" اسمحوا لي أن أقتنص القليل من وقتكم بإحدى الأغاني المفضلة لديكم .."
بدأ الجميع بالتصفيق والتشجيع بينما خالد ينظر اليها بملامح غامضة لا توحي بشيء وقيصر يتأملها بإستغراب فهي لا تغني في الحفلات الخاصة عموما ولا حتى حفلات رجال الاعمال والزفاف ..
أكملت بجدية :
" الأغنية ليست لي بل هي إحدى أغاني الزمن الجميل والذي يفضله أحدهم هنا عما أغنيه انا لذا فهذه الأغنية اهداء له .."
بدأ الجميع يتهامسون عن ذلك الشخص الموجود وسطهم والذي أهدت تارا له هذه الأغنية ..
لتكمل وهي تبتسم بعينين براقتين :
" اتمنى أن تعجبك يا بك وتلائم ذوقك .. إخترتها بناء على حدسي الشخصي كوني لا أعلم أغنيتك المفضلة .."
كان خالد مرتديا قناع البرود رغم ضربات قلبه الذي أعلنت ثورتها بينما أذنه تسمع الأحاديث الجانبيه ومن بينهم صوت إحداهن تقول :
" منذ متى وتارا الهاشم تغني في هذه الحفلات ..؟!"
بينما الأخرى ترد :
" يبدو إنه شخصا مهما للغاية .."
صدح صوت الموسيقى لتشدو تارا بصوتها العذب أغنية العندليب ( اول مرة تحب يا قلبي ) ليندمج الجميع معها ..
تضاعفت نبضات قلب خالد ما إن عرف الأغنية من الموسيقى الخاصة بها بينما عيناه تتابعنها دون أن تحيد عنها ولو للحظة خاطفة ..
حاول السيطرة على نبضاته والتركيز مع صوتها الرائع والذي خطف قلب الجميع لكن سرعان ما عاد قلبه ينبض بعنف مخيف ما ان وصلت الى المقطع الآخير..
(قلبي يعيدلي كل كلامك .. كلمة بكلمة يعيدها عليّا
لسه شفايفي شايلة سلامك .. شايلة أمارة حبك ليّا
افرح واملى الدنيا اماني .. لا أنا ولا انت حنعشق تاني
اول مرة .. اول مرة)
انتهت تارا من الأغنية ليبدأ الجميع في التصفيق لها بحرارة ولم يستطع خالد منع نفسه من التصفيق لها بينما رأته هي فإبتسمت بثقة شديدة وهي تنظر الى عينيه بقوة وتحدي وكأنها تخبره إن غنائها مس قلبه رغما عنه ..
هبطت من فوق المسرح بينما سمع خالد صوت احد الرجال الذين يقف بجانبهم يقول :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" من هذا المحظوظ الذي أهدته تارا الهاشم بنفسها هذه الأغنية ..؟!"
بينما الأخر يجيب:
" محظوظ فقط .. محظوظ وأمه تدعي له في كل صلاة .. غدا سوف تتحدث الأخبار عن المعشوق السري للمطربة الفاتنة .."
ابتعد خالد عنهما متجها خارج القاعة دون أن تغفل نظرات تارا عنه ولا نظرات آخرى توجهت نحوه لا إراديا وشعرت بشيء ما يحدث معه لكنها تغاضت عن ذلك وهي تستمر في حديثها مع صديقتها ..
.................................................................
في منزل شمس ..
جلست شمس على سريرها وهي تتناول الشوكولاته والشيبس وبعض المقرمشات بتلذذ ..
تشعر براحة غريبة سيطرت عليها منذ إستيقاظها صباح اليوم لسبب تجهله لكنها ليست المرة الأولى التي تملأ السكينة قلبها فجأة بلا سبب معين ..
كانت تقلب في هاتفها حينما ظهر أمامها منشور لمركز تجميلي مشهور جدا لكن المشكلة لم تكن به بل بصاحبة ذلك المركز والتي لم تكن سوى ريتا عشيقة قيصر ..
كانت تقف مع مجموعة من اطباء التجميل الذين يعملون هناك تبتسم بسعادة بينما يتحدث المنشور عن المركز وتفوقه على كافه منافسيه في المنطقة ونجاحاته المتتالية والإقبال الشديد عليه ..
مطت شفتيها وهي تفكر إن نجاحاتها تلك نتيجة علاقتها مع قيصر او ربما مع غيره ..
لا تعرف لماذا دفعها فضولها للدخول الى حسابه على الانستغرام لتتذكر إنها ألغت متابعته فتزم شفتيها وهي تعاود التقليب في حسابها ..
أبعدت الطعام عنها بعد لحظات ووضعته على الطاولة بجانبها ثم تمددت على السرير وهي ما زالت ممسكة بهاتفها ..
وجدت أحدهم يرسل لها طلب صداقة ففتحته لتجده موظفا معها في الشركة ..
عقدت حاجبيها بتعجب من معرفته حسابها رغم إنها لم تضف أحدا في الشركة بعد ..
تأملت صورته وقد تذكرت إنها رأته البارحة لتنتظر قليلا ثم تضغط على زر الموافقة ..
لحظات وفوجئت به يراسلها لتمط شفتيها وهي تغمغم :
" ما هذه السرعة ..؟! انتظر قليلا يا رجل .."
ثم أغلقت الهاتف وهي تفكر إنها لا تريد الحديث معه ولا مع غيره فلا مزاج لديها الآن ..
عادت تفكر لا اراديا في أختها وهدوئها الغريب وتقبلها لخصام والدتها لها فلم تتحدث والدتها معها منذ البارحة لتلتزم ربى الصمت بينما تتحدث معها هي بهدوء غريب ..
تنهدت وهي تدعو الله أن يبعد تلك الأفكار عن أختها تماما فهي لا ينقصها مشاكل جديدة ..
.....................................................................
كانت ربى تبحث عن صفحة فارس ابن عمها الذي لا تعرف عنه شيئا سوى اسمه ..
لا تتذكر متى آخر مرة رأته فهي كانت طفلة عندما انقطعت علاقة عمها مع والدها تماما وقبلها إنقطعت عائلة عمها عن التواصل معهم كما سمعت مسبقا ..
هي حتى لم تكن تعرف اسمه وقد عرفته من حديث عمها ذاك اليوم ..
عقدت حاجيها وهي تفكر في طريقة ايجاد حسابه ثم تذكرت أمر قريبتها من جهة والدها والتي تكون صديقتها على مواقع التواصل ففكرت إنه ربما هو صديق لديها ايضا ..
دخلت على حسابها وبحثت في قائمة الاصدقاء لتلمح اسمه فتبتسم بإنتصار وهي تفتح حسابه ..
تأملت صورته وملامحه الوسيمة الجذابة بتمعن قبل أن تهبط الى المعلومات الشخصية لتتفاجئ انه في التاسعة والعشرين من عمره وخريج كلية الصيدلة .!!
إذا هو يعمل في نفس تخصصها الدراسي ..
لكن ما فاجئها إن حالته الإجتماعية خاطب ..
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تفكر إنه كيف يكون خاطب ويطلب يدها ..!!
زفرت أنفاسها بقوة وهي تفتح حساب خطيبته لتجدها فتاة فائقة الجمال تصغره بعامين فقط ..
احتلت الدهشة معالم وجهها وهي تفكر في حقيقة الأمر وكيف ستتصرف بعدما عرفته ..
..........................................................................
كانت تارا تجلس على احدى الطاولات التي يجلس عليها كلا من خالد وحوراء ولميس وقد صادفت أن انضمت إليهم هي بعدما دعتها احدى السيدات والتي تعرفها جيدا بينما يجلس أيضا بعض الرجال والسيدات معهم ..
كان الجميع يتحدث بإستثناء خالد الذي يراقبهم بجمود و قد توقف عن ردوده المقتضبة التي كان يجامل بها الموجودين ما إن إنضمت هي اليهم ..
لا يعلم لماذا لم يحب إنضمامها إليهم ولم يرتح لوجودها قربه ..
أفاق من شروده على صوت أحدهم يسأل :
" ما رأيك أنت يا خالد بك ..؟!"
لتهتف أخرى مازحة وقد لاحظت تفاجئه من السؤال :
" يبدو ان خالد بك لم يكن معنا ..."
ابتسم خالد بإقتضاب دون رد بينما المرأة تتأمله بإعجاب صريح انتبهت له تارا التي التوى فمها بإبتسامة متهكمة وهي تسمعها اكمل :
" هنيئا لمن جعلتك شاردا بها يا بك .."
تجاهل حديثها وهو يرتشف قليل من العصير أمامه بينما حدقت بها حوراء بنظرات باردة قبل أن تنتبه الى إبتسامة تارا الخافتة والتي لم يلحظها سواها كونها سرعان ما أخفتها ..
عادت الأحاديث الجانبية بينما وضعت حوراء جل تركيزها ما تارا التي إنتبهت الى نظراتها الخاطفة المصوبة نحو ابن عمها لتتجهم ملامحها كليا لتجدها تتحدث مع لميس وشخص آخر عن الأخبار الأخيرة التي انتشرت عن ألبومها القادم ليهتف أحد الموجودين بمكر :
" أنتِ فقط كوني مستعدة لأخبار الغد التي لن تنفك الحديث عن الحبيب المجهول .."
اتجهت انظار حوراء نحو خالد الذي وجدت جبينه يتغضن بإنزعاج فهزت رأسها بإنكار وهي تفكر إن هذا كله مستحيل ومن صوب خيالها الذي يصور لها ما غير موجود .
ردت تارا بهدوء :
" الأخبار دوما ما تتحدث عني وعن عشاقي الذين لا وجود لهم من الأساس يا بك .. لقد اعتدت هذا الأمر .."
أردفت بجدية :
" الأغنية مجرد اهداء لا اكثر ولا تعني اي شيء .."
لا يعلم لماذا شعر بكلماتها تضربه في الصميم وإن هناك شيء ما إنزعج داخله بشدة بسبب هذه الكلمات ..
أكملت تارا :
" انا لا اهتم لهذه الأخبار أبدا .. "
" وماذا عن تلك الشائعات التي تخرج عنك يا تارا هانم ..؟! أنت من المشاهير الذين دوما ما تصدر شائعات في حقهم و البعض منها ليس لطيفا .."
حدقت بها تارا بتمهل بطيء وكأنها تقيمها كليا بينما اتجهت انظار الجميع نحوها منتظرين ردها خاصة خالد الذي أغضبه حديث حوراء بشكل لا يفهمه والأهم لا يفهم سبب هجومها الواضح على تارا ..
أخيرا ردت تارا بصوت هادئ طبيعي للغاية :
" حسب ما أذكر فإن آخر شائعة صدرت بحقي تحدثت عن زواج سري جمعني بقيصر بك .. أخوكِ .."
شددت على كلمة " أخوكِ " ليتوتر الجو من حولها كليا لتكمل وهي تتأمل وجه حوراء الذي بهت للحظات حيث لم تتوقع هذه الصراحة منها :
" بالنسبة لي لقد نفيت تلك الشائعة بوضوح وكذلك فعل قيصر بك .."
أردفت وهي تبتسم بهدوء يحمل في طياته التحدي :
" ربما من الممكن أن تشكي في حديثي لكن من غير الممكن أن تشكي في حديث أخيكِ يا هانم .. وإذا كنت تشكين بذلك فهو معك دوما .. إسأليه إذا أردت وهو لن يكذب أبدا .. حسب علمي قيصر عمران معروف بصراحته وجرئته ولا يخشى شيئا مهما كان .."
أنهت كلماتها وهي ما زالت تبتسم بقوة لتشيح بوجهها بعيدا وهي تحتسي البعض من كوب عصيرها متجاهلة نظرات خالد المصوبة نحوها والتي شعرت بها بوضوح ..
لا يستطيع أن ينكر إعجابه بجوابها وثقتها رغم غضبه من حديثها عن صراحة وجرئة ابن عمها الذي يريد معرفة سر ما يجمعهما بشدة غير منتبها لتلك التي لاحظت نظراته فإشتعلت الغيرة داخلها وهي تراه إهتمامه بها و الذي مهما حاول إخفائه يظهر بوضوح لمن يراقبه بتمعن ..
إهتمام تكاد تجزم إنه لم تحظَ أي إمرأة به من قبل حتى هي وجاءت تلك المغنية وحظيت بإهتمامه رغم إنها أفضل منها في كل شيء ..
عادت تتأمل تارا بنظرات حاقدة بينما الأخيرة نهضت من مكانها متجهة الى أحد أصدقائها وهي تفكر إن عليها أن تبتعد تماما عن هذه الطاولة ..
تلك الفتاة كوالدتها تماما تتماثلان في الشخصية المتعجرفة المتعالية لكن ليس عليها بالطبع فهي تعرف كيف تتعامل مع هذه النماذج وتوقفها عند حدها اما خالد عمران والذي تكاد تجزم إنه سببا في هجوم تلك الحمقاء عليها فستتجاهله هو الآخر كما تجاهلت الكثير قبله .. هي لم ولن تسمح بدخول رجل الى حياتها أبدا ولن يكون هو إستثناء لذلك ..
....................................................................
في صباح اليوم التالي ..
وقفت شمس امام المصعد تنتظر هبوطه حينما فوجئت بشخص يهتف وهو يقف جانبها :
" صباح الخير .."
نظرت اليه بدهشة لثواني ثم سرعان ما تذكرته فهو من راسلها البارحة لترد بهدوء :
" صباح النور .."
قال يعرفها عن نفسه :
" مصطفى .."
ردت بفتور :
" وانا شمس .. تعرف بالطبع .."
ضحك وهو يرد :
" نعم أعرف .."
أكمل بجدية :
" انت متدربة هنا .. أليس كذلك ..؟!"
أومأت برأسها دون رد ثم اندفعت داخل المصعد الذي وصل اخيرا ليلحق هو بها بسرعة دون أن ينتبه أيا منهما الى ذلك الذي وصل منذ قليل وكان شاهدا على حديثهما المقتضب ونظرات ذلك الشاب الغير مريحة ولحاقه بها ..
.........................................................................
دلفت ربى الى تلك الشركة التي يملكها ابن عمها كما فهمت ثم سارت بخطواتها نحو موظفة الإستقبال تسألها عن مكتبه ..
اتجهت بعدها نحو المصعد ودلفت به وهي تتذكر قرارها البارحة بزيارته فهي لن تضيع هذه الفرصة منها ابدا ..
حمدت ربها إن والدتها ذهبت صباحا لبيت خالتها كي تودع أيمن الذي سيعود الى الخارج مع عروسه لتنتهز هي غيابها وأخوها أسامة الذي يستيقظ متأخرا كونه يذاكر طوال الليل فتخرج بسرعة وتأتي الى هنا ..
سارت نحو مكتبه بعدما دلها الموظفين عليه لتدلف الى الداخل فتتفاجئ بمكتب السكرتيرة فارغ وباب مكتبه مفتوح ..
مدت قامتها وهي تتقدم نحو المكتب قبل ان تقف عند الباب وتهتف :
" صباح الخير .."
التفت فارس نحوها والذي كان يقف في منتصف المكتب يتحدث مع سكرتيرته ليتأملها قليلا وقد جذب انتباهه شعرها الأحمر ولون عينيها وهو يكاد يجزم إن تلك التفاصيل ولون الشعر هذا لا يمتلكه سوى واحدة وهي ابنة عمه التي رأها لآخر مرة عندما كانت طفلة صغيرة لكنه يتذكر ملامحها جيدا ..
" صباح النور .. تفضلي .."
قالها بجدية لتتقدم نحوها وتقف أمامه معرفة عن نفسها بثقة :
" انا ربى يا فارس .. ابنة عمك .."
الفصل الثالث والعشرون
تأمل فارس ابنة عمه التي تجلس أمامه بنظرات هادئة مليئة بالثقة وقد أدرك من نظرة واحدة إنها تحمل من التكبر والغرور الكثير ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ربما بسبب جمالها المميز او هو طبع متأصل بها او ربما تستخدم هذا الإسلوب مع من تكرههم وهو بالتأكيد واحدا منهم ..
" ماذا تشربين يا ربى ..؟!"
سألها بهدوء لتجيب :
"'شكرا ... لا أريد شيئا .. جئت لأتحدث معك قليلا وأخرج .."
" تفضلي ...أسمعك يا ربى .."
قال جملته تلك وهو يضغط على حروف إسمها وداخله يفكر في سبب مجيئها له ..
هو شبه متأكد إن والده فعل شيئا جعلها تأتيه ويتمنى حقا ألا يكون نفذ ما في رأسه ..
" لقد زارنا عمي قبل يومين .."
نظر إليها بترقب لتكمل بثبات :
" خطبني لك .."
حاول ألا يجعل أي شيء يظهر على ملامح وجهه رغم الغضب الذي أوج به من والده وتصرفه هذا وإصراره على وضعه أمام الأمر الواقع ..
" أعلم .."
قالها بإقتضاب كاذبا عليها كي لا يظهر بشكل الإبن الغبي الذي يتصرف والده في شؤونه رغما عنه بينما داخله يتجهز لحرب قوية مع والده بعد تصرفه هذا ..
" ألم يخبرك بجوابي ..؟!"
سألته بنبرة بدت عادية لكنها تحمل الكثير من الخبث لتكمل دون أن تستمع الى جوابه :
" ألم يخبرك إنني رفضت طلبه..؟! "
حاول ان يحافظ على جمود ملامحه ولا يتأثر بطريقتها الإستفزازية الواضحة وقال :
" أخبرني بالطبع .. "
أكمل بجدية :
" وأخبرته إنك حرة في رأيك .."
أكدت على حديثه :
" انا حرة بالطبع ولا أحد يجبرني على ما لا أريده .."
سألت وهي تتأمل نظرات التي جاهد لجعلها هادئة :
" ألن تسأل لماذا أتيت اليوم ..؟!"
سألها ببرود :
" لماذا أتيت يا ربى ..؟!"
أجابت بصدق :
" لأعلم غايتك انت ووالدك من هذا الطلب .."
رفع حاجبه وقال :
" غايتنا ...؟! أي غاية بالضبط يا ربى ..؟!"
هتفت بنبرة هازئة قليلا :
" والدك لا يفعل شيئا لوجه الله يا فارس .. هو بالتأكيد يريد شيئا من وراء ذلك .. وأنت بالتأكيد تعرف ماذا يريد وماذا تريد انت ربما .."
أجاب بقوة :
" لا أعلم شيئا و إن كان هو يضمر غاية معينة وراء ذلك فهذه ليست مسؤوليتي .."
ضحكت بخفة وهي تهتف بسخرية :
" حقا ..؟! إذا ماذا تسمي خطبتك لي وأنت خاطب أخرى غيري منذ مدة ..؟! "
أردفت وهي تلاحظ وجوم ملامحه :
" هل أصبحت من عادة الرجال أن يخطبوا على خطيباتهم .. ؟! ظننت إنهم يتزوجون على زوجاتهم بعد الزواج لا يخطبون .. لكن يبدو إن الأمور تبدلت وانا لا علم لدي .."
رمقها بنظراته الباردة وقال :
" الأمر ليس هكذا .. هناك أسباب وراء ذلك .."
" أسباب ..؟! أية أسباب بالضبط ..؟!"
سألته بنبرة متهكمة ليرد بالحقيقة قاصدا إحراجها :
" نرمين خطيبتي هي ابنة خالي ووالدي لا يريدها لإنه لا يحب خالي حيث يقاطعه منذ سنوات لذا هو يريد تخريب زيجتي من ابنة خالي وتزويجي بكِ كي يرى الجميع إنني فضلت ابنة عمي على ابنة خالي .."
لم تصدق ما تسمعه منه ..
هل كانت لعبة عند عمه وعنده ..؟!
انتفضت من مكانها وهي تصيح لا إراديا :
" يا لك من وضيع .. كيف تفعل هذا ..؟!"
نهض من مكانه وتقدم نحوها هاتفا بتحذير :
" الزمي حدودك وانتِ تتحدثين معي.."
ضحكت ببرود ثم هتفت بوجه يكاد ينفجر من شدة الغضب :
" ألزم حدودي مع من ..؟! معك انت ..؟! مع رجل وضيع ضعيف مثلك .. يتلاعب بإبنة خاله وابنة عمه .."
" إياكِ أن تتجاوزي حدودك يا ربى لإنك لن تضمني ردود أفعالي وقتها .."
" لم أقل شيئا خاطئا .. فقط قلت الحقيقة .. الحقيقة لا غير .."
كانت تتحدث ووجهها يقابل وجهه ليتأمل حمار وجهها الذي أصبح متوهجا كنار حارقة فيهتف بعدم استيعاب :
" ما هذه الجرأة يا فتاة ..؟! كيف تتحدثين مع شخص يكبرك بعدة أعوام بهذا الشكل ..؟! لا أصدق إنك في الثامنة عشر من عمرك فقط .. احترمي من يكبرك سنا فهذا يدل على عدم تربيتك .."
ردت بلا مبالاة :
" الأمر ليس له علاقة بالعمر يا فارس .. فأنا رغم إنني أصغرك بأكثر من عشرة أعوام إلا إنني أمتلك من الأخلاق التي تجعلني لا أتلاعب بأي شخص مهما كان .."
أكملت وهي ترمقه بنظرات نافرة صادقة :
" من الجيد إنني قمت بهذه الزيارة وعرفتك .. لو كان يوجد احتمال صغير بأن أعيد التفكير في طلب عمي فيستحيل أن أفعل ذلك بعد الآن .."
اقترب منها أكثر وقال بقوة :
" للمرة الأخيرة إلزمي حدودك يا فتاة وإلا .."
أكملت غير مبالية :
" لكن ماذا سأتوقع من ابن شخص قاتل وسارق مثله .. ؟! "
وعند هنا لم يتحمل فارس أكثر ونزل بكفه على وجنتها بقوة جعلت عيناها تجحظ بعدم إستيعاب فهي التي لم يتجرأ أحدا يوما على ضربها ليأتي ابن عمها الذي تكرهه أكثر من أي شيء ويمد يده عليها ..
..................................................................
لحظات قليلة ورفعت ربى كفها كي ترد له ضربته لكنه أمسك به بسرعة فتشتعل عيناها ليلاحظ هو ذلك وينتبه الى تلك الدموع التي تحجرت بهما ..
أنبه ضميره بقوة وأراد الرد متغاضيا عن طولة لسانها لكنها كانت أسرع وهي تدفعه بكل قوتها الى الخلف ثم تنقض عليه وهي تضربه بقبضتها وتصيح به :
" أيها الوغد .. من تظن نفسك .. ؟! من تكون كي ترفع يدك علي .. ؟! والدي رحمه الله لم يفعلها يوما ليأتي وغد مثلك ويفعلها .."
قبض على رسغها هادرا بها :
" فعلت هذا بسبب سلاطة لسانك وقلة أدبك وسوف أفعلها مرة أخرى إذا استمريت على هذا النحو .. إن كان عمي رحمه الله بالغ في تدليلك فأنا سأعيد تربيتك يا ابنة عمي .."
دفعته محررة رسغها من قبضته مرددة بتهكم :
" أنت ..؟! هل صدقت إنني إبنة عمك ..؟! هل تتذكر متى إلتقيتني آخر مرة ..؟! يا رجل لولا إن والدك ذكر اسمك أمامي ما كنت لأتذكره من الأساس .."
أردفت بقوة :
" كما إنني تبرئت من والدك منذ أكثر من عام .. منذ وفاة والدي .. لذا تعامل معي على إنني شخص غريب ولست ابنة عمك .."
تقدم نحوها مرددا ببرود :
" تبرئك من والدي شيء وكوني ابن عمك شيء آخر .. "
همست بسخرية مريرة :
" طالما إنك ابن عمي فقم بمهامك المفترضة .. كن ابن عم بحق وأعد لنا حقوقنا وإرثنا .. أم إن إبن العم لا يظهر إلا لإعادة تربيتي وتأديبي بينما في الأمور الأخرى يخفي نفسه بمهارة .. "
أكملت وهي تلاحظ تغضن ملامحه :
" والدك سرق ميراث والدي وتسبب بموته وليته اكتفى بهذا .. جاء بكل وقاحة يطلبني زوجة لك وليته فعل هذا حبا بي بل تحديا لخالك وربما والدتك أيضا .. "
قال بسرعة :
" لا علاقتي لي بأمر الميراث ولم أكن راضيا عنه ولو كان بيدي لمنعته .."
أردف بجدية :
" أنا رفضت الأمر رفضا قاطعا .. وهذه الشركة والأموال هي لوالدتي من عائلتها الثرية ولا علاقة لوالدي بها .."
" هذا غير مهم بالنسبة لي .. انا فقط أذكرك إن واجباتك نحونا لا تقتصر على أشياء معينة .. كما إنك رجلا بالغا راشدا ولست صغيرا ابدا أي تستطيع مواجهة والدك والوقوف في وجهه لو أردت فلا تأتي الآن وتدعي إنك غير قادر على فعل شيء بل قل إنك غير مهتم من الأساس .."
منحته نظرة أخيرة قبل أن تتجه خارج المكتب لتتوقف لحظة تستدير نحوه تتأمله لبرهة ثم تهتف بهدوء وثبات :
" صحيح قل لوالدك إنني أدركت الفرق حقا بيني وبينك .. هو كان صادقا في حديثه فالفرق بيني وبينك كبير .. وإذا كنت تتفوق علي بأشياء معينة فأنا أتفوق عليك بأشياء أخرى .. يكفيني إنني لا أرضى بالظلم ولا أتنازل عن حقي مهما حدث ويكفيني أخلاقي التي لا تعرف التلاعب ولا التقليل من الآخرين .. بالنسبة لي هذه الأشياء أهم من غيرها .."
أردفت بعدها وهي تأخذ نفسها :
" وأخبره إنني لن أتنازل عن حقي ولو بعد سنين .. "
ثم رحلت بسرعة تاركة إياه يتابع رحيلها بنظراته الجامدة قبل أن يسحب هاتفه ومفاتيح سيارته وينطلق خارج مكتبه بسرعة ..
....................................................................
بعد مرور عدة ايام ..
خرج من غرفة مكتبه بنية التوجه خارج الشركة لعمل مهم فوجد خالد يتوجه نحوه وهو يهتف :
" هل ستخرج الآن ..؟! أريد أن أتحدث معك بشأن الصفقة الأخيرة .. "
" ألن تذهب اليوم مع مؤيد للقاء ممثلي الشركة الأخرى ..؟!"
اومأ خالد برأسه وأجاب :
" نعم سأذهب .. "
هتف قيصر بجدية :
" تحدث معهم اولا وإفهم منهم كل شيء ونتحدث غدا مع بقية المدراء .."
هز خالد رأسه متفهما ثم حدثه بإختصار عن بعض أمور العمل قبل أن ينسحب عائدا الى مكتبه بينما اتجه قيصر نحو المصعد وضغط على الزر ليفتح ويصعد به ..
هم بضغط الزر الخاص بالطابق الأرضي لكنه تراجع وهو يقرر المرور الى الطابق الذي تعمل به لغرض رؤيتها ..
منذ عدة أيام لم يرها وقد سعى هو لذلك فهو أراد أن يترك لها مساحة خاصة بها تستعيد من خلالها نفسها وقد أدرك إن إستمرارها في التدريب دليل إن كلماته أثرت بها ..
وهذا شيء لصالحه مبدئيا على الأقل ..
الإن سيذهب لرؤيتها فقط لإنه يشتاقها بقوة لكنه لن يقوم بأي شيء فما زالت تحتاج لمدة أطول دون أن يقترب منها أو يشتت انتباهها ..
خرج من المصعد واتجه نحو مكتبها ليتجمد مكانه وهو يجدها تقف مع نفس الشاب الذي رأه مسبقا معها عند المصعد ..
هو يضحك لها ويتأملها بإعجاب واضح بينما هي ترسم إبتسامة باهتة على شفتيها وتسمع حديثه دون رد ..
من نظرة واحدة أدرك إنها تتصنع الإبتسامة والإهتمام وتجامله ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تقدم نحوهما بخطواته لتنتبه هي فتتوتر نظراتها ويبدو إن الشاب شعر بذلك فإستدار نحو الخلف حيث تنظر فيتوتر لا إراديا من وجود مدير الشركة قربه ..
" أليس هذا وقت العمل أم أنا مخطئ ..؟! "
اومأ الشاب برأسه ليرد وهو يتأمل شمس الصامتة :
" لماذا لستما في أماكن عملكما إذا ..؟!"
هم الشاب بالرد لكنه قاطعه بنبرة آمرة :
" اذهب الى مكتبك فورا .."
تحرك بسرعة نحو مكتبه وهمت شمس بالتحرك لكنها قال بصوت قوي :
" انتظري .."
توقفت وهي ترمقه بنظراتها ليهتف بشدة :
" لا تتحركي من أمام مديرك دون إذن منه يا أنسة .."
همت بالحديث لكنه سبقها :
" أنتظرك في الكراج فهناك أمر هام أريدك به .."
ثم أكمل بتحدي ؛
" وإذا لم تأتِ سأتِ بنفسي وأخذكِ .."
ثم تحرك منطلقا لتشحب ملامحها وهي تفكر إنه عاد كما كان وتلك التمثيلية الغبية التي إتبعها الفترة السابقة إنتهت أخيرا ..
اتجهت نحو المكتب وهي تحمل حقيبتها وفي داخلها تفكر بما سيحدث ..
سارت نحو المصعد حيث ستهبط الى الطابق الأرضي ثم الكراج الذي سيكون خاليا كالعادة في هذا الوقت المبكر من العمل ..
بعد دقائق كانت تتقدم داخل الكراج لتتفاجئ به يسحبها من كفها ويجرها نحو سيارته ..
" ابتعد عني .. اتركني .."
قالتها وهي تحاول دفعه بعيدا بينما يده الصلبة تقبض على ذراعها بقسوة شديدة تمنع محاولاتها المستميتة للفرار ..
فتح باب سيارته وهو ما زال قابضا على ذراعيها ثم دفعها الى الداخل في المقعد الأمامي وأغلق الباب عليها ليتجه بسرعة نحو الجهة الأخرى من السيارة ويركب في مقعده ثم يدير المقود متجها نحو المجهول ..
فوجئ بها تهاجمه بضراوة حيث تضربه وتحاول ايقافه ليصيح بها وهو يحاول السيطرة على السيارة :
" توقفي .. سوف نصاب بحادث أيتها الغبية .."
جذبت حزام الأمان وربطته على جسدها ثم عادت تضربه وهي تصيح :
" وهذا ما أريده .. حادث يخلصني منك الى الابد .."
وفي لحظة كاد ان يصطدم في سيارة قادمة نحوه بعدما بدأ يفقد سيطرته على المقود بسبب محاولاتها المجنونة لإيقافه ..
لا يعرف كيف سيطر في اللحظة الأخيرة على الوضع وأدار المقود بشكل جعل السيارة تستدير بقوة مندفعة الى الجهة الأخرى ولولا ستر الله لكانا الآن في عداد الموتى او على الأقل في غرفة العمليات ..
تراجع بجسده الى الخلف ما ان توقفت السيارة اخيرا على الجانب بينما عينيه مشخصتين بقوة بسبب ما حدث ..
أخذ نفسا عميقا ثم إلتفت بسرعة عليها ليجدها منكمشة على نفسها كليا ترتجف من شدة الخوف ..
" شمس .. أنتِ بخير .. أليس كذلك ..؟!"
سألها بقلق واضح لتتجه بعينيها المذعورتين نحوه وهي تومأ برأسها دون جواب ليعاود سؤالها بهدوء أخيرا بدأ يأخذ طريقه إليه :
" هل تعرضت لإصابة من اي نوع أثناء ما حدث ..؟!"
هزت رأسها نفيا وردت بخفوت :
" كلا .. انا بخير .."
تنهد براحة ثم إلتفت إليها بعينين هادئتين بينما هي تنظر إليه وتفكر إنه رغم كل ما فعلته وتسببت به بسبب جنونها يسألها عن أحوالها بخوف حقيقي ..
لا تعرف لماذا سألت نفسها اذا ما كان هناك شخص سيفعل مثله لو كادت ان تتسبب بحادث قد يميته ..؟!
بالطبع لا .. مهما بلغت محبة الشخص لها فلن يتسامح معها بشيء كهذا ..
وفي تلك اللحظة شعرت لأول مرة بإنه مختلف ، مميز ، مهتم وكم تعجبت لتفكيرها ..!!
لم تدم أفكارها طويلا حينما فوجئت به يقبض على ذراعها صارخا بها :
" أيتها الحمقاء .. هل رأيت ما كان سيحدث بسببك ..؟! كنا سنموت بسبب جنونك الغبي .."
دفعته بشراسة وقد عاد الجنون يتلبسها :
" ابتعد .. لا تلمسني هكذا .. لا أسمح لك .. "
ثم أكملت مدعية اللا مبالاة رغم رعبها كلما تتذكر ما حدث :
" ثانيا لم يحدث شيء وأنت أمامي بخير .. "
"بعد ماذا ..؟! بعدما كنا سنموت .. "
أكمل بعصبية واضحة :
" متى ستتعقلين..؟! متى ستكبرين ..؟! أخبريني .. "
قال كلمته الأخيرة بصياح ونفاذ صبر لترد بإستفزاز :
" انا لن أتغير .. هكذا أنا وإذا لم يعجبك اتركني وشأني .. تصرفاتي لن تضرك بشيء .."
اقترب منها ببطأ لتتراجع الى الخلف بخوف حتى التصق جسدها بالباب خلفها ليهتف وهو ينظر الى عينيها بقوة :
" تعقلي يا فتاة واستوعبي ما كان سيحدث بسببك .. كنا سنموت .. هناك أشياء لا يمكن التهاون بها يا شمس .. ارجوكِ لا تأخذي كل شيء من باب العناد فقط .."
كان تدرك إن معه حق فهي كانت ستتسبب بحادث مخيف والله وحده يعلم كيف كانا سيخرجان منها هذا إذا خرجا من الأساس ..
زمت شفتيها وهي تجيبه :
" أنت السبب .. أنت من تجعلني أجن بسببك .. "
أردفت تسأله بحنق :
" ماذا تريد مني ..؟! لماذا لا تتركني بشأني ..؟! ما علاقتك بي ..؟! لماذا تتدخل في تصرفاتي وعلاقتي مع زملائي ..؟! "
رد ببرود :
" لم أتدخل سوى هذه المرة لإن زميلك هذا سخيف وغير محترم .. "
صاحت معترضة :
" بلى إنه شاب محترم و .."
قاطعها بغضب :
" إياكِ أن تتحدثي عنه بهذا الشكل ..؟! لا تتحدثي عنه .. هل فهمت ..؟! ولا تجلبي سيرته على لسانك مهما حدث .."
" عفوا .. هل تأمرني ..؟!"
سألته هازئة ليرد بقوة :
" نعم أامرك .."
صاحت بعصبية :
" بأي حق تفعل ذلك ..؟! من تظن نفسك .. ؟!"
" بصفتي خطيبك وزوجك المستقبلي .."
قالها ببرود لتجحظ عينيها وهي تهتف بعدم استيعاب :
" نعم ..؟! من خطيب من ..؟! هل جننت ..؟! سأبتلي بمصيبة بسببك .."
رد بلا مبالاة :
" سأخطبك من والدتك اليوم وأصبح خطيبك رسميا .. "
" لن أقبل .. ووالدتي لن تقبل .. "
قالتها بغضب ليطلق شتيمة جعلتها تشهق لا اراديا ثم تصيح بها معترضة :
" ما هذا ..؟! أنت حقا غير مؤدب .. إذا سمعتك تتفاخر بنفسك ومستواك واسم عائلتك وكافة هذه الأشياء سأذكرك بهذه الشتيمة كي تصمت تماما .. "
ضحك بخفة ثم قال :
" هل تجرؤين على ذلك .. ؟!"
ردت بقوة :
" أجرؤ عليها و على ما هو أكبر منها .. "
سحب نفسا عميقا وهو يبتعد عنها ناظرا الى الجانب يحاول ان يجد حلا لكل ما يتعرض له بسببها وعلى يدها ..
لأول مرة هناك واحدة تستعصي عليه .. لأول مرة يعاني مع إحداهن ..
حسنا عليه أن يجد حلا .. هو يعترف إن إسلوبه قاسي متملك لكنه هكذا ولن يتغير ..
نظر إليها بهدوء ليجدها تعقد ذراعيها أمام صدرها وهي تنظر أمامها بوجوم ويبدو ان ما حدث استنزفها هي أيضا ..
حسنا ماذا سيفعل الآن ..؟! هو ليس غبيا كي يجبرها على الزيجة ويهددها كما فعل مسبقا ..
بهذه الطريقة سوف يخسرها تماما وحتى وإن نالها فسينالها جسدا بلا روح ..
كلا لن يكرر اخطاء الماضي مهما حدث ..
لقد قرر ان يتخلى عن اسلوبه القديم معها ما إن قرر إعادتها الى حياته وعليه ان يفعل ..
وفي تلك اللحظة بدأت يستعيد كل شيء وبدأ يتمعن النظر في شخصيتها المجنونة ..
جنونها الذي سيروضه يوما لكن بعدما ينالها وتصبح بجانبه ..
لكن كيف سينالها ..؟!
كيف سيكسر دماغها المتحجر ..؟!
" ما بالك تنظر إلي هكذا ..؟!"
سألته فجأة عندما وجدته يتأملها للحظات لتجد عيناه الزرقاوين تلمعان بقوة غريبة ..
ربما عليه الآن أن يلعب على الوتر الحساس لدي أي إمرأة .. العاطفة .. ربما عليه ان يسرق عاطفتها ويوجهها كليا نحوه ..
هتف فجأة :
" هل تحبين البحر ..؟!"
نظرت اليه بدهشة ليكمل بجدية :
" تحبينه بالطبع .. "
ثم قاد سيارته نحو المكان المجهول بينما هي تسأله بعصبية عن المكان الذي سيأخذها اليه وقد بدأت المخاوف تتشكل داخلها ..
......................................................................
دلف خالد الى القصر مستعجلا ليأخذ احد ملفات العمل التي نساها هنا ..
كان يتوجه نحو السلم حينما اندفعت أخته إتجاهه وارتطمت به بسبب سرعتها فأبعدها عنه وهو يهتف بها :
" ما بالك يا رانسي .. ؟! انتبهي وأنت تسيرين في المكان .. "
قاطعته رانسي بسرعة :
" دعني أذهب وأرى تلك المغنية يا خالد .. "
جذبها من ذراعها متسائلا بدهشة وهو يفكر إنها من المستحيل أن تكون هي :
" أية مغنية ..؟!"
ردت بسرعة وحماس :
" تارا الهاشم .. لقد جاءت مع لميس منذ قليل .."
" ماذا ..؟!"
صاح بعدم تصديق بينما اندفعت رانسي نحو الأعلى حيث توجد تارا في صالة الجلوس ليهز خالد رأسه بعدم إستيعاب وهو يفكر إنها ليست هنا .. غير معقول أن تكون هنا .. ألا يكفي إنها تطارده في خياله طوال الوقت ليجدها هنا في قصره وأمام عينيه ..؟!
وجد غيث يلقي التحيه وهو يتبع شقيقته ليسأله :
" وأنت أيضا ستذهب لرؤيتها ..؟!"
مط غيث شفتيه وهو يقول بعدم اهتمام :
" سأرى تلك التارا التي صدعت رانسي بها رأسي منذ أن علمت بوصولها .."
ثم صعد درجات السلم ليصعد هو بدوره خلفه بعدما فشل في مقاومة رغبته في رؤيتها ..
ما إن وصل الى الصالة حتى توقف في مكانه وهو يسمع أخيه يلقي التحيه فتجيبه بصوتها العذب بنبرته الجذابة ..
" مساء الخير .."
قالها وهو يلج الى الداخل لتلتقي نظراته بها لثواني بينما لميس تسأل بدهشة بعدما ردت تحيته :
" لماذا أتيت مبكرا يا خالد ..؟! هل هناك مشكلة ..؟!"
رد بجدية وهو ينظر الى والدته التي تتطلع إليه بإهتمام :
" كلا ، عدت فقط لإني لدي موعد مهم مساء اليوم وأردت أخذ قسطا من الراحة قبله .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
أنهى كلامه ليجد الخادمة تتقدم وهي تحمل صينية تحوي فناجين القهوة للموجودين والذين لم يكونوا سوى والدته ولميس اخته ودينا والتوأم ..
جلس بجانب دينا مقابل الكنبة التي تجلس عليها تارا بجانب لميس ليسمع رانسي تهتف بإنبهار طفولي :
" أنتِ جميلة للغاية مثل الصور التي نراها وأكثر .."
ضحكت تارا وهي ترد بعذوبة :
" وأنتِ جميلة أيضا .."
هتفت رانسي وهي تعبث بخصلات شعرها الطويل :
" هل تعلمين .. أنا أحب العمل في مجالكم .. يعني أصبح مغنية او ممثلة .. "
قاطعها غيث بإمتعاض :
" صوتك ليس جميلا يا رانسي فكيف ستصبحين مغنية ..؟!"
ردت رانسي بضيق :
" بإمكاني أن أصبح ممثلة ..؟! أليس كذلك يا تارا ..؟!"
هتفت تارا :
" بالطبع .. إذا كنت تحبين التمثيل بإمكانك دراسته والعمل في مجاله .. أنت جميلة وستصبحين أجمل حينما تكبرين .."
هتفت لميس مازحة :
" كي يقتلها خالد .. إنه يرفض عملي في القناة في مجال العلاقات العامة فهل سيقبل بعملها كممثلة .. ؟!"
" لإنه يخاف عليكِ يا لميس .. العمل في مجال الفن ليس سهلا أبدا .."
هتفت لميس معترضة :
" ليس الى هذا الحد ماما .."
إلا إنها فوجئت بتارا تهتف بجدية :
" كلام علياء هانم صحيح يا لميس .. أنتِ تنظرين الى الأمور من زاوية خاصة كونك ما زلتِ جديدة في الوسط .. عندما تتعمقين في مجالنا ستفهمين وترين العديد من الأشياء الصادمة .. ربما عملك أفضل من غيرك بكثير لكن هذا لا يمنع أن أي شخص يدخل الى مجالنا يتعرض للكثير من المشاكل وأشياء أخرى .."
" هل تعنين إنك تعانين من عملك في الفن ..؟!"
سألتها دينا بدهشة لتبتسم تارا وهي تسأل بدورها :
" وهل توجد مهنة لا يوجد بها معاناة يا دينا .. ؟! نحن في مهنتنا نتعرض للمشاكل والإشاعات بل ودوما ما نجد من يحاربنا ويحاول التقليل من شأننا .. "
" ولكنك مشهورة للغاية .. يعني لا أتخيلك تعانين فشهرتك تجعل الكثير يرغبون في خدمتك ودعمك.."
ردت تارا بجدية :
" بالعكس يا دينا .. كلما إزددت نجاحا وشهرة كلما إزداد عدد الأعداء والكارهين وكلما إزدادت الإشاعات والمشاكل وبالتالي تزداد المعاناة . "
" ومالذي يجبرك على هذا ..؟!"
صدح سؤاله وهو الذي كان يتابع حديثها منذ بداية الأمر وعيناه لا تترك تفصيله واحدة من وجهها تمر عليه طوال حديثها ..
تأملته تارا للحظة قبل أن تجيب بهدوء وإبتسامة خافتة تشكلت على شفتيها :
" لإن رغم كل شيء عملي هذا قدم لي الكثير بل غير حياتي كاملة وجعلني إنسانة أخرى تماما وهذا الشيء يجعلني أحبه بل وممتنة له كثيرا .. مهما بلغت المعاناة والتعب في عملي فهذا لا يلغي إن حياتي باتت أفضل به ومن خلاله .. "
ظل يتأملها قليلا بينما نظرت هي الى رانسي التي تنهدت بإعجاب وهي تقول :
" أنت جميلة في الشكل والشخصية أيضا .. "
ثم أكملت بمزاح :
" صديقاتي يحبونك كثيرا .. سوف يشعرون بالغيرة إذا علموا إنني رأيتك بل وجلست معك وتحدثت أيضا .."
ابتسمت تارا بينما هتفت دينا بسرعة :
" وأنا أيضا أحبك وأحب أغانيك خاصة تلك التي تحدثت بها عن الرجال الخائنين .. كما إنني أحب إنك تعبرين عن المرأة في العديد من أغانيك بل وتعرفين كي تتحدثين عن أنانية الرجال وحقارتهم مع النساء .."
ضحكت لميس وهي تشاغبها :
" ما بالك تتحدثين وكأنك تعرضت للعديد من التجارب مع النساء ..؟!"
ردت دينا وهي تمط شفتيها:
" ما أسمع عنه في الصحف ومن الذين حولي يكفي .."
ثم أكملت :
" أحييك حقا على إختيارك أغاني ألبوماتك عموما .. من كثرة تأثري بأدائك أشعر إن تلك الأغاني تعبر عنك .."
ردت تارا :
" شكرا يا دينا.."
ثم أكملت ممازحة :
" بالطبع ليست كلها تعبر عني لكنها تعبر عن العديد غيري .. فتجارب النساء حولي كافية لنكتب مئات الأغاني .. "
عادت تارا تتحدث مع لميس والبقية بينما خالد يتأملها بين لحظة والاخرى دون حديث وقد نسى أمر الملف تماما ..
بعد خروج تارا صعد نحو جناحه ليجد حوراء تخرج من جناحها ثم تتقدم نحوه وتسأله بكبرياء :
" هل ذهبت تلك المغنية ..؟!"
رمقها بنظرات واجمة ثم قال ببرود :
" لا أعلم .. اذهبي أنت بنفسك وإعلمي إذا ما ذهبت أم لا .. "
ردت بتهكم :
" أصبحت لميس تصادق أيا كان .. من الضروري أن تنتبه عليها يا خالد .. لا تجعلها تنحدر الى هذا المستوى .."
توقف في مكانه بعدما كان ينوي التوجه نحو جناحه ..
تأملها مليا قبل أن يقول :
" إذا كنا سنتحدث عن المستويات فأنتِ آخر من يتحدث خاصة بأصدقائك الدين رغم إنتمائهم لنخبة المجتمع إلا إنهم يتشابهون بالتفاهة وقلة الإحترام .. "
" أنت كيف تجرؤ بالتحدث عنهم هكذا ..؟!"
سألته بغضب ليرد بتهكم :
" لم أقل سوى الحقيقة .. جميعهم أشخاص تافهون لا يفعلون شيئا سوى متابعة الآخرين وإنتقادهم .. الحديث في مواضيع تافهة .. إهتماماتهم محدودة .. يتعالون في تصرفاتهم ويتكبرون على من حولهم مستغلين أسماء عوائلهم ومكانتهم دون أن يفكروا في صنع شيئا واحدا يجعلهم يتفاخرون بنفسهم بدلا من الإعتماد على إنجازات الآخرين .. "
" هؤلاء أصدقائي ولا اسمح لك بالحديث عنهم هكذا .."
ابتسم ببرود ورد :
" بالطبع ستتحدثين هكذا فإنتِ مثلهم تماما .. نفس العقلية الفارغة والتكبر على الآخرين رغم إنك لا تمتلكين ميزة واحدة سوى اسم عائلتك .. حتى العمل فشلت في إثبات نفسك به .. "
" هذا كله لأجلها .. تتحدث معي بهذه الطريقة وتهينني لأجلها .. "
رد بلا مبالاة :
" ليس لأجلها فقط بل لأجل كل من تتعاملين معه او تتتحدثين عنه بهذا الأسلوب .. أنت لا شيءٍ دون اسم عائلتك يا حوراء .. مجرد فتاة متعالية متكبرة اذا ما وقعت يوما سوف يشمت الجميع بك لإنك لن تجعلي احدا يحبك بسبب إسلوبك .. تلك التي تتحدثين عنها أفضل منك بمراحل .. رغم كل شهرتها ورغم إنها بدخولها لأي مكان تخطف الأنظار من الجميع وأولهم أنت إلا إنها تتصرف بتواضع وعفوية خالصة وتمنح إبتسامة عذبة للجميع .. كما إنها إنسانة ناجحة في حياتها ومهنتها .. صنعت لها إسما كبيرا رغم صغر سنها ورغم خلفيتها البسيطة مقارنة بك .. "
منحها نظرة أخيرة ولأول مرة ترى النفور نحوها واضحا في عينيه ..
تأملته وهو يبتعد لتهتف بكبرياء جريح :
" ستندم يا خالد .. والله ستندم على كل هذا .."
اما خالد فدلف الى جناحه وخلع سترته راميا إياها ارضا ثم اتجه نحو الشرفة يأخذ أنفاسه وهو يحاول استيعاب ما فعله ..
منذ متى وهو يهتم لتصرفات حوراء السخيفة ؟!
كان يتجاهل اسلوبها وكلامها دوما فهي لا تهمه حقا ..
لماذا تجادل معها وقال هذا اليوم ..؟!
لماذا لم يتحمل كلمة واحدة على تارا فتحدث مع حوراء بهذه الطريقة متخليا عن بروده لأول مرة ..؟!
لماذا يا خالد ..؟!
كان سؤالا مهما وجوابه قد يكلفه الكثير فيما بعد ..
الفصل الرابع والعشرون
كانت تجلس على المائدة الموضوعة في واجهة المركب الذي يتوسط البحر تعقد ذراعيها أمام صدرها والوجوم يكسو ملامحها ..
وجدته يقترب منها وهو يحمل كأسين من العصير ووضعهما أمامها لتتأمله وهو يجلس بإسترخاء مقابلا لها يتأملها بصمت مهيب ..
وبدلا من أن تشيح وجهها كانت تواجه نظراته بأخرى مماثلة لها وكأنها تخبره إنها لن تخجل من تمعنه الصريح بها رغم إنها من الداخل تشعر بالخجل والإحراج الشديد ..
لم تقاوم وعيناه الزرقاوان تحاوطانهز بالكامل فأشاحت بوجهها نحو الجانب تتأمل مياه البحر الرائعة تخفي إحراجها من كل ما يحدث ..
" تناولي عصيرك .."
قالها بهدوء لترمقه بنطراتها العابرة قبل أن تعود مرة اخرى وتنظر الى البحر بينما لسانها يهتف :
" لا أريد .."
لم يهتم وهو يحمل كأسه ويتناول عصيره ببرود إستفزها لتضم شفتيها بقوة تمنع نفسها من قول شيء ما يثير جنونه وهي في غنى عن ذلك الآن حقا ..
هي تريد العودة الى البر والى منزلها في أي طريقة لذا عليها أن تتصرف بعقلانيه لأول مرة بدلا من ذلك الجنون الذي يسيطر عليها في حضرة وجوده ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
انتهى من تناول عصيره وهي تقضم شفتيها بقوة رغم إن قضم الشفاه ليست من عاداتها لكن يبدو إن ذلك الرجل يخرج أسوأ ما فيها ..
نظر الى شفتيها اللتين تقضمانها بقوة تكاد تمزقها ليتسائل بجدية مبعدا نظراته عن شفتيها :
" هل سوف تبقين صامتة هكذا ..؟! "
اندفع لسانها يرد بسرعة :
" ماذا تريد أن أفعل ..؟! هل أرقص لك مثلا ..؟!"
سأل بعبث لا يشبهه :
" هل تجيدين الرقص ..؟!"
لعنت نفسها وقد إستوعبت لتوها حماقة ما تفوهت به بينما بينما ذلك السافل يستغل تهورها لصالحه ..
" كلا .. انا لا أحب الرقص وهكذا تفاهات .."
رفع حاجبه وهو يهتف :
" تفاهات ..؟! حسنا طالما تعتبرين الرقص تفاهة ، أخبريني ماذا تحبين إذا ..؟!"
رمشت بعينيها وهي تشعر بسؤاله الصادق ونظرات الإهتمام الواضحة التي أحاطها بها ..
همت بالرد بليس من شأنك لكنها منعت نفسها وهي تفكر إن التمنع عن الرد ليس لصالحها فهي سبق وجربت الإمتناع والتجاهل والنتيجة كانت ضدها فلمَ لا تتصرف بشكل مختلف عن المعتاد وتسايره فربما حينها يحدث العكس ويلين معها قليلا ويسمح لها بالمغادرة عندما تطلب هي منه ذلك ..
أجابت بهدوء :
" أحب العديد من الأشياء .. الموسيقى والرسم والروايات .. "
تأملها للحظة ثم أكمل :
" وماذا بعد ..؟! غير الهوايات .. ماذا تحبين ..؟!"
ردت بصدق :
" أحب كل شيء يجلب السعادة .."
سألها بإهتمام :
" ومالذي يمنحك السعادة يا شمس ..؟!"
أجابت وهي تبتسم فجأة :
" التنزه ، السفر و الكثير من الأشياء التي لا أستطيع عدها .."
" تحبين التنزه إذا ..؟!"
هتفت بعفوية :
" كثيرا .. انا أخرج بشكل شبه يومي مع أصدقائي او أختي او والدتي وغيرهم .."
سأل بدهشة :
" بشكل شبه يومي ..؟!"
أومأت برأسها وهي تثرثر :
" نعم .. نادرا ما يمر يوم دون الخروج الى احد الأماكن والتنزه حتى عندما كنت أعود من الجامعة كنت أستعد للخروج مساءا وأحيانا أخرج من الجامعة في فترات الإستراحة مع أصدقائي هناك .. انا عموما لا أحب الجلوس في البيت إطلاقا .."
توقفت عن حديثها وهي تستوعب إنفتاحها المفاجئ في الحديث معه لتجده يبتسم بخفة وهو يسألها :
" لماذا توقفتِ عن الحديث ..؟!"
أجابت بجدية محاولة إخفاء إستيحائها منه :
" ماذا سأقول بعد ..؟!"
احتفظ بإبتسامته وهو يهتف :
" لا أريدك أن تتوقفي عن الحديث .. أحب سماعك وأنتِ تثرثرين هكذا .."
رفعت حاجبها وهي تهتف بعدم تصديق :
" ثرثرة ..؟! هل تسمي حديثي ثرثرة ..؟!"
أردفت بإنزعاج :
" الثرثرة هي الكلام الفارغ والمبالغ به .."
" كان تعبير مجازي لا أكثر .."
قالها بصدق مندهشا من إتجاه تفكيرها ليجدها تزم شفتيها وهي ترد ببرود :
" حتى لو إعتبرت حديثي ثرثرة فلن أهتم لإن رأيك لا يهمني من الأساس .."
زفر أنفاسه ثم هتف بهدوء وصبر :
" حسنا ، هل أعجبك العمل في الشركة ..؟!"
ردت بصراحة :
" ليس كثيرا .."
" لماذا ..؟!"
سألها بفضول لتجيب :
" تقسون على الموظفين كثيرا .. لا تعطونهم الفرصة ليأخذوا نفسهم حتى .."
" هذا طبيعي يا شمس عندما يعملون في شركة كبيرة ومعروفة .. كما إننا نعطيهم في المقابل نتيجة تعبهم بأفضل صورة ممكنة .. "
" أعلم ولكن الرحمة بالآخرين مطلوبة أيضا .."
هتف مندهشا :
" وماذا أفعل لهم مثلا ..؟! تتحدثين وكأننا نعذبهم .."
هتفت به :
" نوعا ما .. لماذا لا تجعلوا الإجازة يومي الجمعة والسبت مثل المدارس والجامعات ..؟! ولماذا لا تقللوا ساعات العمل ..؟!"
سأل وهو يضحك بعفوية :
" هل تتذمرين من التدريب يا شمس ..؟! هل تتحدثين عن نفسك وعن مدى ضيقك من العمل وتريدين تخفيف أثقاله عليك ..؟!"
احمرت وجنتاها دون رد ليكتم ضحكته وهو يكمل :
" سأتحدث مع خالد كي يخفف مهامك .. خالد بطبيعته يضغط على الموظفين في العمل وخاصة المتدربين الجدد أمثالك.."
إعترضت حديثه بسرعة :
" لا داعي لذلك .. انا لا أريد .. يعني أشهر قليلة وينتهي التدريب .. كما إنني لا أحب هذه الطريقة أبدًا .. "
أردفت بجدية :
" أريد أن تتعاملوا معي مثل الجميع دون تفرقة .. بحسب علمي وجودي كان لنفس السبب الذي وُجد عليه الجميع لذا سيكون من غير المنطقي التفرقة بيننا .."
قالت جملتها الأخيرة بنبرة ذات مغزى ليتأملها بتمعن ثم يهتف بها :
" لكِ ما تريدين .. انا لن أجبرك على شيء لا تريدنه .."
" لن تستطيع أصلا .."
قالتها بحدة وقد تذكرت ما أجبرها عليه مسبقا ليكتم غيظه من حدة إسلوبها وهو يقول :
" اهدئي يا شمس .. لم أقل شيئا يستحق هذ الغضب .."
" لست غاضبة .. انا فقط أذكرك بإنني لم أعد شمس القديمة .. لقد تغيرت ولن أخضع لك من جديد .."
قالتها بصوت خرج متشنج بشدة لتسمعه يقول بهدوء :
" لم تخضعِ مسبقا يا شمس كي تخضعي الآن .."
ضحكت بمرارة وهي تقول :
" هل تمزح يا بك ..؟! لقد خضعت عدة مرات .. خضعت لك ولتهديداتك وقبلت الزواج منك رغم عدم رغبتي بذلك .. في تلك الأيام القليلة التي كنت فيها زوجتك كنت أنت تسيرني فيها كما تشاء .. هل تتذكر ذلك أم إنك نسيت ..؟! "
سألها بصوت جامد لا حياة فيه :
" ألن تنسي ما حدث وقتها أبدا ..؟!"
ردت بصوت متحشرج :
" ماذا سأنسى بالضبط ..؟! تهديداتك لعدة مرات ولأسباب مختلفة جميعها تصب في صالحك او صالح أخيك ....؟! خطفي ومحاولة إغتصابي ..؟! أم خطبتي لك وتحكمك بي في المرات القليلة التي إلتقينا بها ..؟! "
أكملت وجسدها يرتجف بقوة :
" بسببك أصبحت أخاف من نظرة أي رجل موجهة نحوي وأنا أتخيله رجلا واصلا ذو مركز قد يضعني في رأسه لسبب معين ويستغل سلطته تلك لينالني .. بسببك أصبحت أرفض الإختلاط بمن لا أعرفهم فأنا على الرغم من كوني لم أنتبه لاخيك يوما وتعرضت لما تعرضت بسببه .. تريد مني أن أنسى ..؟! كيف سأنسى وأنت ما زلت تحاصرني طوال الوقت ..؟! ما زلت تتحكم بي ....تفرض سطوتك علي .. وإياك أن تنكر ذلك .."
قالت حملتها الأخيرة بقوة رغم عدم محاولته للرد لتكمل بصوت ثابت :
" مهما حاولت أن تدعي العكس فأنت لن تجعلني أصدقك .. أنت تفعل كل هذا فقط كي تقنعني بالعكس لكنك لم تتغير .. أنت كما أنت .. وأكبر دليل وجودي هنا إجبارا عني ..!!"
إلتزم الصمت وهو ينظر إليها دون رد لتنهض من مكانها وهي تتجه نحو الجهة الأخرى من المركب ..
وقفت هناك لمدة تتأمل المياه بسكون بينما أسنانها تقضم شفتيها بقوة لتشعر به خلفها ..
إلتفتت نحوه تطالعه بقوة وتحدي فوجدت وجهه هادئا للغاية ..
توترت فجأة من قربه منها ووقوفه بجانبها فعادت تقضم شفتيها بقوة لتتفاجئ بإصبعه يحرر شفتيها من قبضة أسنانها بخفة وهو يقول :
" سوف تمزقينها يا شمس .. "
ثم لاحظ الجرح الذي إحتل شفتها السفلي ليمد سبابته ويتلمسه برقة ..
إبتلعت شمس ريقها بتوتر وهي تشعر بإصبعه يتلمس شفتيها ببطأ لتبتعد بسرعة عنه دون قول شيء ..
وقف بجانبها يتأمل البحر للحظات قبل أن يهتف فجأة بهدوء وثبات :
" عندما جلبتك الى شركتي لم يكن بدافع إخضاعك يا شمس بل كان بدافع رغبتي في قربك مني .. "
نظرت إليه بدهشة ليكمل وهو يتطلع الى عينيها بقوة :
" انا اريدك يا شمس .. كزوجة حقيقية .. زوجة تشاركني القادم من حياتي .. لو كانت لدي نية حقا في إخضاعك الآن لكنت فعلتها مسبقا حينما كنت على ذمتي وزواجنا بعد أشهر قليلة .. لكنني لم أفعل .. هل تعلمين لماذا ..؟!"
كانت تنظر إليه بترقب ليكمل بقوة :
" لإنني لا إريدك مجبرة ، خاضعة ومستسلمة بل أريدك راضية ، مرتاحة وسعيدة .. "
شعر بالتوتر يسيطر على ملامحها ليكمل بجدية :
" أنتِ تعلمين جيدا إنني كنت أستطيع نيلك منذ عامين .. لكنني فضلت أن أعطيك مطلق الحرية .. حسنا ربما وقتها لم يكن هذا سببي الوحيد .. كان لدي أسباب أخرى تخصني جعلتني أطلقك لكن أحد الأسباب هو عدم رغبتي في إجبارك على زيجة تنفرين منها .. وبعد عامين وعندما أنهيت دراستك قررت أن أخطو خطوتي الأولى .. تدريبك في شركتي كانت من تخطيطي لكنني أخبرتك سببه ... ووجودك هنا فهو لرغبتي في الحديث معك والتعرف عليك أكثر .. بإمكانك أن تطلبي مني العودة الى البر وسأعود حالا .. "
أطلق تنهيدة غير مسموعة وأردف :
" أنا أريدك حقا .. أريدك أكثر من أي شيء .. وسأحقق ما أريده وأتزوجك وأنتِ أكثر من راضية بذلك .."
سيطرت على دهشتها أخيرا مما قاله لتهتف بجدية وقليل من السخرية :
" تتحدث وكأنك واثقا من موافقتي ورضاي يوما ما على زواجي منك .."
ردت وهو ينظر الى وجهها بطريقة أربكتها :
" في داخلي شعور يخبرني بذلك بل ويؤكد إنك ستكونين لي .. إنها المرة الأولى التي أعتمد فيها على مشاعري وإحساسي بدلا من عقلي وتفكيري .. أتمنى ألا يخيب إحساسي في مرته الاولى يا شمس.."
الفصل الرابع والعشرون
( الجزء الثاني )
جلست شمس بجانب أختها التي كانت تعبث بهاتفها دون أن تنظر إليها ..
تنحنت تهتف بجدية :
" هل ستبقين صامتة ..؟! ألن تقولي شيئا ..؟!"
رمقتها ربى بطرف عينيها ثم ردت بصوت عادي وهي تنظر الى شاشة هاتفها من جديد :
" ماذا سأقول ..؟! تتحدثين وكأنني لم أركِ منذ أشهر .. ها أنا أقلب بهاتفي وأنتِ تتابعين مسلسلك المفضل و تأكلين البوشار .."
رفعت شمس حاجبها وهي تقول:
" ماما نامت يا ربى .."
إستدارت ربى ناحيتها تهتف بها :
" إذا انتِ كنت تنتظرين الفرصة المناسبة كي تنفردين بي ..أليس كذلك ..؟!"
" هل لديك مشكلة في ذلك ..؟!"
سألتها شمس بجدية ثم أكملت بهدوء :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" أنت تغيرتِ كثيرا في الأيام السابقة .. تشردين دائما وتتجاهلين اغلب الأمور .. ماذا يحدث بالضبط ..؟! لقد إنقلب حالك منذ مجيء ذلك الرجل .. ألم نتفق أن تنسي ما قاله ..؟!"
أشاحت ربى وجهها بعيدا عن أختها وهي تفكر إنها ستغضب كثيرا إن علمت بذهابها سابقا لفارس ابن عمها لذا هي لن تخبرها عن ذهابها بل ستكتم ذلك داخلها وستخفي غضبها منه ومما فعله جيدا ..
ما زالت صفعته لها توقد نارا شديدة في صدرها بينما عقلها يحثها على الانتقام لكن كيف وهي لا تستطيع أن تفعل شيئا يرد له الصاع صاعين ..
سمعت شمس تهتف بها :
" توقفي عن التفكير بذلك الرجل وعرضه السخيف .. لقد ذهب ولن يعود .."
أومأت برأسها محاولة إنهاء الحوار لكن شمس أردفت بقلق:
" سكوتك هذا لا يطمئني .. أنا اعرفك جدا .. عندما تضعين شيئا في بالك تفعلينه .."
هتفت ربى بسرعة :
" صدقيني لا يوجد شيء .. انا فقط مغتاظة من كل ما حدث .. وحزينة بشدة .. ذلك الرجل وسرقته العلنية لنا تجعلني ارغب بقتله حيا .. والمشكلة إنه لا أحد يستطيع الوقوف في وجهه .. عمك ذو الشخصية الضعيفة أم عمتك التي تقيم في الخارج و لا حول لها ولا قوة .. "
" من الجيد إنك تدركين ذلك .. لذا فوضي امرك لله ودعينا نبتعد عن المشاكل .."
هتفت ربى بجدية :
" ونعم بالله .."
ثم أكملت بسخط :
" ولكن الى متى سنبقى هكذا ..؟! هذا حقنا يا شمس .."
قالت شمس بهدوء ظاهري رغم حسرتها الشديدة على كل ما حدث :
" صدقيني يا ربى لو كانت هناك طريقة قانونية واحدة نستعيد بها حقنا لما إكتفيت بالصمت .. لكن ما بيدي ولا يدك حيلة .."
نظرت ربى إليها بعدم إقتناع بينما أكملت شمس وهي تربت على كفيها :
" تناسي كل ما حدث .. نحن مستورين والحمد لله .. صحيح ميراث والدي كان سيصبح نقلة نوعية في حياتنا وفي مستقبلنا لكن هذا النصيب يا ربى .. إرضي به .."
كانت شمس لا تعلم إذا ما كانت بحديثها هذا تقنع ربى أم نفسها ولكنها مضطرة لقول ذلك عل وعسى أختها تقتنع وتتجاهل كل ما يحدث فهي لا تريد لها أن تدخل في مشاكل جديدة هم جميعا في غنى عنها ..
..................................................................
في صباح اليوم التالي ..
في قصر عائلة عمران ..
يجلس الجميع على مائدة الإفطار يتناولون طعامهم حينما دلف فادي الى غرفة الطعام ملقيا تحية الصباح بملامح مبتسمة أدهشت قيصر الذي تابعه لا إراديا وهو يجلس على الجانب الأيمن بجانب والدته وأختيه ..
رد الجميع عليه حتى خالد ليهتف مشيرا الى أخيه بلهجة خرجت عادية :
" سأباشر عملي اليوم في الشركة يا قيصر .."
رد قيصر بإقتضاب :
" ليس الآن يا فادي .. انتظر قليلا .."
رفع فادي حاجبه متسائلا بصوت بدا لقيصر خبيثا :
" لماذا ..؟! هل يوجد ما يمنع عملي هناك ..؟!"
نقل خالد بصره بين الإثنين وهو يدرك الجواب الخفي لهذا السؤال بينما هتفت كوثر بولدها الأكبر :
" لماذا لا تدعه يعمل من اليوم يا قيصر ..؟! ما المشكلة في ذلك ..؟!"
أجاب قيصر بهدوء :
" يجب ترتيب بعض الأمور قبل أن يباشر عمله .."
رد فادي بسرعة :
" قيصر معه حق يا ماما .. سنرتب بعض الأمور قبل أنضمامي الى الشركة من جديد .."
أومأت كوثر برأسها رغم عدم إقتناعها بينما أشار قيصر لأخته التي تتناول طعامها بهدوء :
" وأنتِ يا حوراء سوف تنتقلين الى فرع الشركة الآخر منذ الغد .. "
قالت حوراء معترضة :
" ولكن انا لا أريد الإنتقال الى هناك وترك فرع الشركة الرئيسي .. "
قال بجدية :
" ستنتقلين يا حوراء .. لقد قررت ذلك وانتهى الأمر .."
" ما هذه الديكتاتورية ..؟!"
صاحت بها معترضة بينما أيدتها كوثر :
" ماذا يحدث يا قيصر ..؟! لماذا تصر على نقلها ..؟!"
رد ببرود :
" هي تعلم السبب فلا داعي لكثرة الأقاويل في هذا الموضوع .."
نظر الجميع إليه مدهوشين مما يقوله لتهتف حوراء بتهكم :
" وما هو السبب يا أخي العزيز ..؟! "
رد بنفس البرود :
" تنقلين أخبار الشركة وما يحدث بها خارجها .. وهذا سبب كافي بالنسبة لي .."
أكمل بعدها :
" حذرتك قبل أن تبدئي عملك يا حوراء بضرورة الإلتزام بنظامنا وشروطي في العمل .. وأنت تحدثتي عن اشياء تخص العمل ليس مرة واحدة بل أكثر من مرة ..."
" والآن تذكرت أن تنقلني بعد مرور أيام طويلة على ما حدث .."
أجاب بجدية :
" كنت مشغولا للغاية في بعض الأمور .."
تدخلت والدته في الحوار مرددة :
" أختك لم تخطأ يا قيصر .. ستنقلها فقط لإنها أخبرتني بحدث معين بشكل عفوي .."
قال بجدية :
" هذا نظامي يا والدتي العزيزة .. أمور العمل لا تخرج من الشركة لأيا كان .."
انتفضت حوراء من مكانها وقالت :
" وانا لا أقبل بذلك .. "
" جيد .. اتركي العمل اذا .."
قالها بلا مبالاة مغيظة ليصدح صوت فادي يهتف بدهشة :
" ما بالكما أنتما الأثنان ..؟! ماذا يجري بالضبط ..؟!"
اندفعت حوراء خارج المكان دون رد وهي تتمتم داخلها ببعض الكلمات الغاضبة بينما عاد قيصر يتناول طعامه بكل هدوء تحت أنظار والدته المشتعلة وفادي المندهشة ..
حل الصمت من جديد لتقطعه لميس بعد لحظات وهي تبتسم محاولة تلطيف الأجواء :
" يوم السبت عيدميلادي .. سوف نقيم حفلة صغيرة هنا .. وددت إخباركم بذلك كي تكونوا متواجدين ولا تتفقوا على موعد مسبق في هذا اليوم .."
هتف قيصر وهو يبتسم بخفة :
" كل عام وانتِ بخير يا لميس ..؟!"
ردت لميس برقة :
" وانتَ بخير يا قيصر .."
هنأها كلا من دينا وخالد وأخويها الصغيرين ثم فادي الذي تبع تهنئته مازحا :
" اذا ستكملين الثانية والعشرين أخيرا ..؟!"
ضحكت وهي ترد :
" نعم .. العمر يجري بي كما ترى .. "
رد بتنهيدة :
" يجري بنا جميعا .."
قالت والدتها بجدية :
" ستأتي جميع العائلة هنا .. عمتك هند واولادها .. عمك صالح وعائلته و بعضا من أفراد عائلتي .."
هتفت كوثر بجدية :
" سأطلب من الخدم أن يجهزو أجنحتهم .."
أومأت علياء برأسها متفهمة بينما اكملت لميس :
" وانا أيضا سأدعو بعضا من معارفي وأصدقائي .. "
" ظننتها حفلة عائلية .."
هتف بها فادي لترد لميس :
" ليست عائلية تماما و لكن الغرباء سيكونون قليلين .. بعض أصدقائي وزملائي في العمل .. "
هز فادي رأسه متفهما بينما انتبه لقيصر الذي كان يرمقه بنظراته الثاقبة ليتنحنح لا إراديا ثم يشيح بوجهه بعيدا عنه ..
..................................................................
بعد مرور بعضا من الوقت ..
اندفعت بخطواتها الواثقة الى داخل الشركة تتبعها نظرات الموظفين الذين لاحظوا ذلك الغضب الذي يسيطر على ملامحها بدهشة ..
اتجهت نحو طابق معين بملامح متوعدة وهي تفكر إنها تعرضت لكل هذا بسبب فتاة لا تساوي شيئا ..
خرجت من المصعد متجهة الى مكتبها الذي تعرفه جيدا لتجد المكتب خاليا فتضم شفتيها بقوة قبل أن تجد شمس تدلف الى الداخل تنظر إليها بدهشة لتهتف بها بتهكم :
" أهلا أهلا بالآنسة شمس أم أقول لك طليقة أخي .."
نظرت اليها شمس بتعجب قليلا قبل أن تسأل بصوت خرج عاديا :
" نعم يا آنسة حوراء .. تفضلي .."
صححت لها حوراء بسخرية :
" هانم .. حوراء هانم يا انسة شمس .."
هتفت شمس بلا مبالاة :
" بالنسبة لي آنسة .. آنسة فقط لا غير .."
ضحكت حوراء بخفة وردت :
" بالطبع ستقولين هذا لإنك تعيشين في وسط لا تعرفون فيه الهوانم من الأساس .."
ضحكت شمس بنفس الخفة :
" هذا جيد حقا فأنا لا أحب التعامل مع أشخاص من هذا النوع .."
" وكأنك تستطيعين التعامل من الأساس .."
قالتها حوراء بتعالي لتتقدم شمس نحوها وهي تهتف بقوة :
" ماذا تريدين يا حوراء ..؟! وما سبب تشريفك لي في مكتبي انا وزملائي ...؟!"
" حوراء هانم يا شمس .. إحفظيها جيدا .. "
أردفت ببرود :
" اما عن سبب تشريفي هنا فأنا حرة يا شمس .. ادخل في المكتب الذي أريده وقت ما أريده .. أنا أحد ملاك هذه الشركة وبقية الشركات وبالطبع لن انتظر الإذن من مجرد متدربة عندنا كي أدخل أي مكتب أريده .."
هتفت شمس بحزم وقد طفح الكيل بها من حديث حوراء المتعحرف:
" لا يخصني سبب دخولك المكتب يا حوراء .. انا اسأل عن سبب وجودك هنا لكي أعرف بصراحة ماذا تريدين مني ..."
التوى فم حوراء بإبتسامة باردة وهي ترد :
" ماذا سأريد منك مثلا ..؟!"
ثم أردفت وهي تدعي التذكر :
" آه نعم تذكرت .. جئت لأخبرك إن تصرفاتك هذه لن تجدي نفعا معه .. أنتِ لستِ سوى رغبة مؤقته يسعى جاهدا لنيلها وما إن يأخذ كفايته منها سيتركها بسرعة دون ذرة تفكير .. ولا تفكري للحظة أن يتزوجك او يسمح أحدا منا له أن يتزوجك فلا أنا ولا والدتي سنقبل بزواج قيصر من فتاة مثلك ذات خلفية متواضعة لا تليق بنا اطلاقا .."
نظرت شمس إليها بجمود للحظات وقد ألمتها كلماتها كثيرا لتقول أخيرا بصوت قوي بارد :
" لست انا من يجري وراءه بل هو من يفعل ورغم كافة محاولاته معي لم أقبل به .. هذا الكلام يجب أن تقوليه لأخيك والذي لو علم به لن يمرره عليكِ بسهولة .. اما عن خلفيتي المتواضعة فمهما بلغ تواضعها لن تكون بمقدار تواضع و حقارة كلامك وتصرفاتك فيكفي سواد قلبك لأدرك جيدا إن تواضع خلفيتي هو نعمة منحها الله لي كي لا أصبح مثلك .. شخص لا يطيقه أحد وهو ذاته لا يطيق نفسه. .."
رفعت حوراء كفها بنية صفعها لكنها توقفت في مكانها وهي تسمع صوت موظفة تلقي تحية الصباح قبل أن تنظر إليهما بدهشة فتخفض حروفي يدها وتخرج من المكتب وهي تتوعد لها بالكثير ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
........................................................................
اتجهت شمس نحو مكتب قيصر بسرعة قصوى وهي تتوعده بالكثير وتخبره إنها لن تسمح لأحد أن يتطاول عليها والأهم إنها ستتوقف عن التدريب في شركته ..
دلفت الى داخل مكتبه بعدما سمحت لها السكرتيرة بذلك لتجد جالسا على مكتبه يتطلع الى ملامحها المتحفزة قبل أن يهتف برزانة :
" تعالي يا شمس ..."
تقدمت نحوه ووقفت أمام مكتبه تهتف بقوة :
" اسمعني جيدا .. من الأن فصاعدا ستخرج من حياتي ولا أريد أن أراك اما التدريب فإنسحبت منه ولن أعود .."
نهض من مكانه مقتربا منها يسألها بتعجب :
" ماذا حدث لكل هذا ..؟! تبدين غاضبة جدا .. لا أتذكر إنني فعلت شيئا يستحق كل هذا .."
ردت بتهكم :
" انت لم تفعل لكن غيرك فعل .."
ثم قررت ان تخبره بكل شيء فهي ليست تلك الطيبة التي ستتغاضى عن افعال أخته الحقيرة وتنسحب بصمت .. بل يجب ان يعرف ويعاقبها ..
تعجبت من ثقتها الشديدة بأن قيصر سيعاقب أخته لأجلها لكنها هتفت به :
" حوراء جاءت الى مكتبي وأهانتني .."
نظر إليها بدهشة سرعان ما تحولت الى غضب من أخته التي تجاوزت حدودها بالكامل بتصرفها الأخير بينما سردت شمس حديث أخته بالكامل دون أن تغفل عن اي شيءٍ لتنهي حديثها قائلة :
" ثم رفعت كفها في وجهي بنية صفعي .. تصفعني أنا .. من تظن نفسها .. ؟! أقسم بالله لو لم نكن في الشركة لكنت لقنتها درسا ورددت عليها بشكل يليق بتصرفها الحقير .."
كان يستمع الى حديثها وعيناه تشتعلان غضبا وتوعدا ...
اتجه نحو الهاتف بعدما هتف بشمس :
" قفي مكانك ولا تذهبي .."
وهي وقفت مكانها بالفعل بتحفز لتسمعه يهتف على الهاتف بصوت بارد:
" تعالي فورا .. "
ثم أغلق الهاتف وظل واقفا مكانه أمامه واضعا كفيه في جيوب بنطاله ينتظر قدوم أخته ..
دلفت حوراء بعد مدة قصيرة لتتأمل شمس ببرود قبل أن تتقدم نحو قيصر تسأله :-
" نعم .. ماذا هناك ..؟!"
قال قيصر بصوت قوي :
" بأي حق تذهبين الى متدربة لدينا وتهينيها وتحاولين صفعها في مكتبها يا حوراء ..؟!"
قالت حوراء وهي تنظر الى شمس بسخرية :
" لم تصبري لمدة قصيرة حتى فسارعتِ لنقل ما حدث إليه .. برافو حقا .. تقتنصين الفرص بذكاء .."
" أجيبي على سؤالي حالا .."
قالها قيصر بصوت شديدة الحدة بينما ردت شمس ببرود :
" لقد أخبرته بما حدث بصفته مدير الشركة وليس أخيك .."
نظرت حوراء لها بكره ثم عادت تنظر نحو أخيها تخبره :
" لقد قلت رأيي الشخصي لا اكثر .. لا انتِ ولا غيرك يحق له أن يحاسبني على ذلك .."
صاح قيصر بغضب :
" بل يحق لي ما هو اكثر من الحساب .. من تظنين نفسك كي تتحدثي مع متدربة لدي هكذا ..؟! من أعطاك الحق بذلك ..؟! "
" وهل تفعل هذا وتحاسبني هكذا لإنها متدربة لديك أم لإنها تخصك ..؟!"
سألته بغضب إنتقل إليها لتشتعل عينا شمس غضبا وهي تصيح :
" أيتها اللعينة .. سأترك لكِ الشركة كلها كي ترتاحي .."
" انتظري يا شمس .."
توقفت في مكانها بعدما تحركت قليلا لتسمعه يهتف بصرامة :
" انتِ لا يحق لكِ الخروج من المكتب دون إذن مني فأنا مديرك يا انسة .. لا تنسي ذلك .."
نظرت اليه بضيق بينما أردف مشيرا الى اخته ببرود :
" وإن كانت تخصني .. ما المشكلة في ذلك ..؟! "
" لدي مشكلة بالطبع وهي .."
قاطعها بقوة تحت أنظار شمس المندهشة :
" لا اريد سماع اي شيء منك .. رأيك لا أريد سماعه لإنني غير مهتم به .. وطالما أنتِ من بدأتي وفتحتي هذا الموضوع فدعيني أخبرك إنها تخصني ومن يمسها بكلمة سوء واحدة سوف ينال اضعافها .. وأنتِ الإن ستعتذرين منها أمامي .."
صاحت معترضة تحت أنظار شمس التي ما زالت على دهشتها من موقف قيصر بينما داخلها يخبرها أنها كانت تتوقع هذا الموقف منه دون أن تفهم سبب تفكيرها به بهذا النحو :
" أنت جننت بالتأكيد .. أعتذر لمن ..؟!"
ضرب المكتب بقبضته القوية ثم قال بغضب مرعب :
" من هذا الذي جن يا فتاة ..؟! كيف تجرؤين على الحديث معي بهذا الشكل ..؟!"
ردت بسرعة :
" أنت الذي تطلب مني شيئا غير معقولا .. تريد مني الإعتذار لهذه ..؟! هذا جنون حقا .."
قالتها وهي تشير الى شمس بسخرية جعلت الأخيرة تندفع نحوها تنقض عليها فإنتفض قيصر مسرعا من مكانه وهو يصيح بإسميهما قبل أن يجذب شمس وراء ظهره ويهتف بأخته المقابلة له على مسافة قريبة منه للغاية :
" يكفي يا حوراء .. رصيدك ينفذ عندي تدريجيا بسبب أفعالك تلك .. أنت بتصرفاتك تلك تقطعين كل وصال الصفح لدي نحوك .."
ضحكت متهكمة وهي تقول :
" لماذا كل هذا ..؟! لأجل هذه .. ؟! ليتها تستحق .. ما سبب تمسكك بها هكذا لا افهم ..؟!"
أردفت وهي تتأمل شمس بقرف ثم تعود تنظر نحو أخيها قائلة بنفس السخرية :
" ماذا يحدث معك يا قيصر ..؟! لماذا تدافع عنها وتخاف على مشاعرها هكذا ..؟! لا يوجد بها شيء مميز يستحق كل هذا أم.."
صمتت قليلا قبل أن تنظر الى شمس بنظرة خبيثة ثم تهتف به :
" أم إنها تدفئك جيدا بالفراش يا أخي العزيز .."
هبطت صفعته القاسية على وجهها لتشهق شمس بصوت مسموع لا إراديا ..
.........................................................................
اندفعت خارج المكتب وهي تغالب دموعها لتصطدم بآخر شخص تريد رؤيته ليهتف بضيق :
" ما بالك تسيرين هكذا ..؟!"
ثم انتبه الى وجهها المحمر ليهتف بتعجب :
" ماذا حدث ..؟! "
دفعته بقوة وهي تصيح به منفعلة :
" ابتعد عني .. ما شأنك بي ..؟! هل تريد أن تعرف ما حدث كي تشمت بي كما شمتت هي ..؟!"
صاح بصرامة ؛
" لا ترفعي صوتك في وجهي اولا .. ثانيا انا لا أعلم ماذا حدث ..!!"
اكمل بعدها :
" هل تشاجرت مع أخيك ..؟! ماذا سيحدث لو تتركيه وشأنك دون أن تحشري أنفك بما لا يعنيكِ ..؟!"
هتفت بتهكم :
" بالطبع ستدافع عنه فأنت مثله .."
أكملت وهي تلاحظ وجوم ملامحه :
" هو يحب فتاة متواضعة لا تليق به ولا بإسمه وأنت تحب مغنية لولا إننا نعيش في زمن العوالم ما كانت لتساوي قرشا واحدا .."
" ماذا تقولين انت ..؟! كيف تجرؤين على الحديث معي هكذا ..؟! "
هتفت بمرارة :
" ماذا ..؟! هل أنا أكذب ..؟! هل تظن إنني لم ألحظ كيف تنظر نحوها ..؟! قيصر بدأ وأنت تستمر فيما بدأه ونحن هنيئا لنا في إختياراتكما الرائعة .. لا عتب على فادي اذا جلب واحدة من الشارع وتزوجها فيما بعد .."
تقدم نحوها هاتفا بقوة أهابتها :
" اسمعي يا حوراء .. كلمة أخرى وستجدين ردة فعل لن تعجبك ابدا ...ماذا تظنين نفسك وبصفتك من تتحدثين معي هكذا ..؟! ما شأنك بي ..؟! إذا كان قيصر أخيك فأنا لست كذلك .. هل فهمت ..؟!"
ضحكت وهي تهتف به :
" نعم فهمت .. فهمت إنك غضبت لأجل المغنية بعدما تحدثت عنها مثلما غضب هو لأجل تلك الفتاة .."
صاح منفعلا :
" ما بالك اليوم يا فتاة ..؟! ما دخلك انتِ ..؟! وحتى لو كان بيني وبين تارا شيء .. ما علاقتك بالأمر ..؟! لماذا تتصرفين بطريقة تجعلني انا والبقية ننفر منكِ ..؟! "
صاحت بلا وعي :
" لإنني أحبك .."
نظر اليها مندهشا بحق غير مستوعبا إعترافها الصادم ..
حسنا لا ينكر إنه في بعض الأوقات كان يشعر بها تحمل مشاعرا خاصة نحوه لكن لم يهتم .. تجاهل الأمر برمته معتقدا إن هذا مجرد خيال لا أكثر مخبرا ذاته إنه حتى لو كان صحيحا فهذه بالتأكيد مشاعر غير حقيقية ..
ومع مرور الوقت تناسى الأمر ..
" لإنني أحبك وأنت لا تشعر بي .. وفوق كل هذا انجذبت الى تلك المغنية .. تلك المغنية التي لا تليق بها من الأساس .."
احتدت ملامحه وهو يهتف بها :
" عدنا الى نفس النغمة .."
أردف بعدها بجدية :
" انت تتوهمين يا حوراء .. مشاعرك ليست حقيقية .. أنا أخوك الكبير وأنت أختي الصغري وأي شيء آخر هو مجرد وهم لا أكثر .."
" ليتك تعاملني كأختك الصغرى حتى .. أنت لا تطيقني من الأساس .."
قالتها بمرارة ليرد بصراحة :
" هذه صحيح لإن تصرفاتك لا تطاق وإسلوبك مزعج .. انا بطبعي لا أحب المجاملة وأنت تدركين ذلك .."
نظرت إليه بقوة ظاهرية وردت :
" لا يهمني كل هذا .. أحببتني أم لا .. أحببت تصرفاتي أم لا .. "
ثم أردفت بتحدي :
" واعترافي هذا لا يعني شيئا .. فأنا تغاضيت عنك وقررت أن أمحيك من قلبي منذ وقت طويل .."
رد بهدوء لا يخلو من البرود :
" هذا أفضل لك .. مع إنني متأكد إن كل ما تشعرين به ليس حقيقيا .."
ردت بتهكم :
" لا تقلق يا ابن عمي ابدا ولا تزعج نفسك أبدا بما سمعته لإنني لم أعد أهتم بك منذ زمن ..ركز مع تلك المغنية فهي تناسبك اكثر مني .."
قالت جملتها الأخيرة بتكبرها المعتاد ثم رحلت ليهتف داخله بتهكم :
" لا فائدة منها أبدا .."
أردف بعد مدة بشرود :
" تارا .. وكأنكِ لم تكتفِ بإحتلال أفكاري طوال الوقت فيأتي البقية يذكروني بك بين الحين والآخر .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
الفصل الخامس والعشرون
دلف خالد الى مكتبه وشعور خفيف بالضيق لمسه وهو يفكر إن ما حدث خطأ فإعتراف حوراء قد يترتب عليه أشياء لا يرغب في حدوثها او بالإحرى لا مزاج له في الدخول بها ..
يعرف حوراء جيدا ويعرف كم هي قوية متسلطة وإن قوتها تلك تستخدمها بطريقة مؤذية وهذا الشي يجعله يفكر جديا بما ستفعله من أشياء ماكرة إن لم تكن صادقة في حديثها بإنها لم تعد تريده ..
هو لا يخاف منها أبدا بل إنه يستطيع إيقافها عند حدها متى ما يشاء لكن الفكرة إنه لا يمتلك المزاج الكافي لذلك ولا الوقت بالطبع ..
اتجه بأفكاره نحو حديثها عن تارا حيث لم ينكر إن هناك شيء يحدث بينهما بالأحرى شيء من ناحيته هو ولكن حوراء تحدثت بصيغه الجمع فهي تظن إن ما يحدث متبادل بينهما ..
لا يعرف لماذا فعل هذا فهو صحيح لم يؤكد ما قالته عن اهتمامه الشخصي بتارا لكنه لم ينكر وقد فاجئه هذا بقوة ..
اتجه نحو المكتب وجلس على كرسيه عائدا بظهره الى الخلف وقد تشكلت صورتها أمامه ...
تتمايل برقة بذلك الفستان الأسود الذي أبرز جاذبيتها الطاغية رغم نحافة جسدها الواضحة وملامحها الناعمة الغير فائقة الجمال إلا إنها تمتلك هالة من الجاذبية التي تحيط بها دائما ..
وليت الجمال يقتصر على المظهر الخارجي فشخصيتها وثقتها بنفسها الممزوجة بتواضع محبب شكلت مزيجا رائعا ..
قوة شخصيتها لا غبار عليها بل إنها من أكثر النساء قوة ولباقة عرفهن في حياته ..
ثقتها الشديدة في نفسها لا خلاف عليها أيضا والتي تتحول الى غرور صريح مع البعض رغم إنها تتعامل مع عموم الأشخاص بتواضع وعفوية ..
هي خليط مميز للغاية ..مختلفة لا تشبه غيرها ..
وهي الوحيدة التي لفتت إنتباهه فلم يحدث قبلها أن إهتم بأنثى بل لم يحدث إن نالت أحداهن إعجابه أبدا فهو دوما لا يحبذ التعامل مع النساء عموما ومتحفظ للغاية في تعامله مع القليل منهم وهذا السبب الذي جعله متعاليا في نظر الجميع خاصه إنه يتعرض لمحاولات إقتراب العديد من النساء منه منهن لإعجابهن الصادق به ومنهن للظفر بحفيد عائلة عمران ..
هو لا ينكر إنه يكون متعالي أحيانا وغامض دائما وبارد مع الأغلبية بإستثناء أخوانه ووالدته وبعضا من أصدقائه وأقاربه لكنه لا يتصنع هذا أبدا فهو طبع متأصل به ..
أخذ يرسم في قلمه خطوط ودوائر على الورقة البيضاء أمامه بينما عقلها يشرد به وبأفكارها التي تتمحور حولها ..
هذه المرة الأولى التي يشعر بها بشيء إتجاه إمرأة ولا يعرف كيف يتصرف ..
يريد رؤيتها في داخله رغم إنكاره لذلك حتى مع نفسه لكن كبريائه يمنعه بصرامه فهو لم ولن يتنازل لأي أحد من قبل كي يتنازل عن كبريائه قليلا ويحاول رؤيتها فتفهم هي إنه يود التقرب منها ..
هو حتى لا يعلم اذا ما كانت تشعر بشيء نحوه فهي تتصرف بعفوية واضحة ونظراتها نحوه لم تحمل شيئا مختلفا ..
وكأنها إن فعلت ومنحته إهتماما او تصرفا يدل على إنجذابها نحوه سوف يسارع للإقتراب منها ..!
كبريائه اللعين وغروره كان سيمنعه حتى في هذه الحالة ..
زفر أنفاسه وهو يتوقف عن تلك الخطوط الغريبة التي يرسمها ليتذكر كل تفصيله منها ونبرتها المميزة ..
صوتها العذب وهي تشدو بتلك الأغنية التي مست قلبه بقوة مرعبة فباتت تتردد داخل اذنه بصوتها هي مرارا وتكرارا ..
أغمض عينيه عائدا برأسه الى الخلف متمنيا في داخله أن يجمعه لقاءا قريبا بها ..
ليت القدر يقف هذه المرة معه ويهديه لقاءا بها ويحقق رغبته وتوقه الشديد لرؤيتها ..
......................................................................
تأملها وهي تقف أمامه بملامح جامدة لا حياة فيها ..
ما إن إستفاقت من صدمتها لما فعله وصفعه لأخته حتى سيطر الجمود عليها بشكل أثار قلقه بشدة فتقدم نحوها بخطوات بطيئة ولسانه يردد اسمها بخفوت وصل الى مسامعها فإهتزت حدقتيها وإضطربت ملامحها كليا دلالة على تخليها عن جمودها اللحظي ..
وقف أمامها وعيناه تتأملان ملامحها الرقيقة بعناية قبل أن يطلق تنهيدة مسموعة ثم يهتف بصوت قوي صادق :
" انا اعتذر نيابة عن حوراء يا شمس .."
تغضن جبينها بوضوح بينما عينيها تتأملانه بذهول صريح .. ذهول سرعان ما تحول الى حيرة وهي تفكر في اعتذاره الغريب والذي بالرغم من رضاها عنه إلا إن شكوكها تمنعها قليلا من التصديق إنه اعتذار خالص منه إليها ..
حاولت ان تنحي شكوكها جانبا فهو ليس مجبرا على الاعتذار الذي يعتبر صعبا للغاية لشخص مثله لكنها فشلت في ذلك فسألته بهدوء :-
" لماذا ..؟!"
نظرت الى تقطيبه جبينه وأكملت بصراحة واضحة :
" لماذا تعتذر ...؟! او لأكون صريحة في حديثي ، منذ متى وأنت تعتذر ..؟! "
رد بهدوء مشابه لهدوئها :
" لإنك تستحقين اعتذارا مني يا شمس على ما قالته أختي في حقك .."
" منذ أن عرفتك وأنا أتعرض لأسوء المواقف .. والإهانات .."
قالتها بنبرة باردة ليومأ برأسه وهو يرد بإقتضاب :
" صحيح .. "
أكملت بقوة :
" أخبرني يا سيد قيصر .. كم إعتذار يحب أن تقدمه لي كي توفي ما تعرضت إليه بسببك او بسبب أخيك واختك ..؟!"
أكملت وهي تلاحظ جمود ملامحه :
" انت اعتذرت نيابة عن حوراء .. ولكن .."
صمتت لوهلة ثم أردفت بتحدي :
" من سيعتذر لي نيابة عنك ..؟! والأهم من ذلك هل تظن إن كلمة آسف تكفي لتعويضي عما تعرضت له منك او من غيرك والذي كان بسببك أيضا .. ؟! هل تلك الكلمة ستمحي كل ما مررت به ..؟! هل هي قادرة على ذلك ..؟!"
تمعن النظر اليها بغموض أخافها لا اراديا وهي تعترف داخلها إنها رغم ما تفعله ورغم إدعائها القوة واللامبالاة وتحديها له مرارا إلا إنها داخلها تخشاه وهذا شعور لا تستطيع التحرر منه للأسف ..
تحدث أخيرا بنفس الهدوء الذي يثير شعورا من الترقب داخلها :
" كلا لا تكفي .. لكن الأفعال تكفي .. "
لم ترد عليه بل اكتفت بمنحة نظرة جامدة قاصدة أن تخبره إن كلامها لن يؤثر به ولن تصدقه ..
سألته أخيرا :
" وما هي تلك الأفعال ..؟!"
أجاب بجدية :
" اتركي كل شيء لوقته .. الأفعال ستظهر تدريجيا وتثبت لك إنني قادر أن أمحي كل ما فات من خلالها .."
" سيكون هذا افضل لإنك مهما تحدثت وإدعيت لن أصدقك .. "
اومأ برأسه رغم الغضب الذي بدأ يظهر على ملامحه لترمقه بنظرة أخيرة ثابتة ثم ترحل خارج المكتب ليتجه هو عائدا نحو مكتبه جالسا على كرسيه بجمود وحوارهما الذي انتهى منذ لحظة يتردد داخله ..
.......................................................................
كان فارس يجلس على احدى الطاولات في احد الكافيهات الشهيرة يتناوله مشروبا باردا ينتظر قدوم خطيبته نرمين كي يتناولان طعام الغداء سويا ..
بعد مرور بعضا من الوقت تقدمت نرمين بطلتها الأنيقة المعتادة وإبتسامتها الناعمة ..
تقدمت نحوه وقبلته من وجنتيه قبل أن تتجه الى الكرسي المجاور له وتجلس بجانبه ثم تحتضن كفه بيدها وتهتف به :
" لم اتأخر عليك .. أليس كذلك ..؟!"
ابتسم وهو يرد :
" كلا ، لقد وصلت منذ حوالي نصف ساعة وتناولت مشروبا باردا كما ترين .."
ابتسمت برقة ثم قالت :
" انا جائعة حقا .. لنطلب الطعام .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
اومأ برأسه متفهما ثم أشار الى النادل يطلب منه الحضور ليأتي بالفعل فيطلب منه الأطباق المعتاد كليهما على طلبها دائما ..
دون النادل طلباتهما ثم رحل بينما إلتفتت هي نحوه وهي تبتسم وتتحدث بحماس شديد عن تفاصيل اليوم وما حدث معها كما اعتادت ان تفعل فهي تشاركه في كل تفاصيل حياتها دون أن تغفل عن شيء ..
مر الوقت وهي تتحدث وهو يستمع اليها بإهتمام ويناقشها في بعض الأمور ثم سألته بإهتمام عن يومه فأخبرها ببعض الاشياء قبل أن يأتي النادل حاملا لهما الطعام ليبدئا في تناول طعامها بصمت امتدت للحظات قطعته وهي تسأله :
" ما أخبار والدك يا فارس ..؟! هل عاد وتحدث معك بشأن موضوع ابنة عمك ..؟!"
شرد فارس للحظة وهو يتذكر حديثه مع والده بعد خروجه من مكتبه في ذلك اليوم الذي جاءت به ربى إليه ..
لقد حدث والده بوضوح وغضب ظهر تدريجيا خاصة مع إصرار والده على صحة تصرفه لكنه كان صريحا وهو يخبره بوضوح إنه لن يتزوج من تلك الفتاة ولا غيرها كونه خاطب ويحب خطيبته ..
كما حذره من إدخاله في أمور لا يعلم عنها ليهتف والده بغيظ واضح إن ابنة عمه رفضته بالفعل فيخبره بلا مبالاة إن هذا افضل له ولها ..
عاد ينظر الى نرمين وهو يفكر إنه اكتفى بتحذير والده عما يفعله في ذلك الحوار الوحيد الذي جمعهما قبل أن يبدأ كلاهما بتجاهل الآخر وبدلا من ان يرتاح لذلك لم يستطع أن يمنع كلام ابنة عمه عن الميراث يتسلل داخله ويسيطر على تفكيره ..
يريد ان يتحدث مع والده بشأن هذا الموضوع رغم إدراكه لصعوبة اقناعه بل إستحالة ذلك لكنه يجب ان يحاول كي لا يشعر بإنه تجاهل الموضوع ..
عندما فعل والده ما فعل لم يهتم وتجاهل الامر فهو لا يتدخل في اعماله وقد اختار ان يسيطر على أملاك والدته التي تكفيه تماما بل أكثر من كافية ..
لكن بعد حديث ربى الصريح شعر بإن تجاهله للأمر تصرفا غير مسؤولا وإنه مهما حدث فعائلة عمه مسؤولة منه نوعا ما وإن ربى وأختها الكبرى وحتى أخيهما الصغير في مقام أخوته وكونه يكبرهم ثلاثتهم سنا فعليه ان يساعدهم حتى لو على قدر استطاعته ..
اجاب اخيرا بهدوء :
" كلا .. بالطبع لن يفعل .. لقد أنهيت الموضوع برمته منذ ذلك الحديث الذي جمعنا .. "
حل الصمت للحظة قبل أن يسمعها تهتف بما أدهشه :
" برأيي إنك إستعجلت يا فارس بتصرفك هذا .."
تأملت نظراته المدهونة لتكمل بجدية وهي تقلب طعامها :
" ربما هذه الزيجة لصالحك بالفعل .."
هتف فارس مصدوما بحق :
" ما هذا الكلام يا نرمين ..؟! هل تعين ما تقولينه ..؟!"
ردت بفتور :
" انا أتحدث بمنطقية يا فارس .. والدك يرفضني بشدة رغم إنه لم يعرف بعد بما حدث .."
أكملت بنبرة ضعيفة :
" هو لا يعلم شيئا عن ذلك الحادث .. "
قال بجدية محاولا السيطرة على غضبه مما قالته :
" دعي موضوع الحادث جانبا .. هذا الأمر يخصنا لوحدنا .."
قاطعته بجدية :
" كلا لا يخصنا وحدنا يا فارس .."
تطلع اليه بذهول لتكمل بصراحة :
" بل يخص والدك .. والدك الذي لن يقبل أن يعيش ابنه الوحيد بلا ذرية .. ذرية تحمل اسمه .. وأنا واقعيا لا ألومه كثيرا .. "
أكملت وهي تتأمل ملامح الوسيمة بألم :
" أنت نفسك تحتاج الى اطفال .. اطفال يحملون اسمك .. تحتاج الى طفل من صلبك بل أكثر من طفل .. انت الآن تتحدث ببساطة وتتقبل الوضع لإنك ما زلت في عز شبابك تأخذ الدنيا بعنفوان وقوة لكن عندما تكبر مع مرو الوقت وعندما ترى جميع من حولك لديهم بدل الطفل إثنين وثلاثة واكثر ستشعر بالفرق وبحاجتك لوجود طفل من دمك ولحمك يكون سندا لك مستقبلا والأهم إنه سيمنحك شعور الأبوة الذي يحبه اي رجل .."
نظر إليها بصمت للحظات ثم قال :
" كل هذا كان تخبئينه داخلك يا نرمين ..؟! لماذا اذا تقبلت الوضع واستمريت معي ونفذتي اتفاقنا بشأن عدم الحديث في هذا الموضوع نهائيا ..؟! لماذا اكملت الخطبة إذا بل إنكِ تتحدثين عن زواجنا بإستمرار ..؟!"
قال جملته الأخيرة بحدة لتمسك كفه بسرعة وتقول بصدق :
" من قال إنني أريد تركك ..؟! من قال إنني أريد انهاء الخطبة ..؟!"
سألها بعدم استيعاب :
" ماذا تعنين بحديثك اذا ..؟! تتحدثين عن زواجي من اخرى .. "
قاطعته بسرعة :
" نعم قلت ذلك لكن افهم وجهة نظري اولا .."
تطلع اليها بترقب وهو يتمنى داخله ألا تقول ما فهمه لتهتف بجدية :
" تلك الفتاة .. ابنة عمك .. والدك يريدها .. وهي تريد ميراثها .. تزوجها وأنجب منها الطفل الذي سيحمل اسمك واسم والدك .. وأنا سأكون معك ايضا .. عندما تنجب لك الطفل سوف تنتهي اهم مشكلة في حياتنا .. انت سوف تحصل على طفل يحمل اسمك وانا لن أخاف من هذه المشكلة وعدم قدرتي على منحك طفلا من صلبك ووالدك لن يرفض وجودي كزوجة لك بعدما يعلم بعدم قدرتي على الانجاب لإنك منحته الطفل الذي سيحمل اسمك .."
" تريدينني أن أتزوج من غيرك وأنجب طفلا منها أيضا ..؟! كيف تقبلين بشيء كهذا يا نرمين ..؟! هل تريدين أن تصبحي زوجة ثانية ..؟! هل ستقبلين بهذا ..؟!"
قالت بسرعة :
" من قال إني سأصبح زوجة ثانية ..؟! هل أنا قلت هذا ..؟!"
هتف بحدة :
" ألم تقولي تزوجها وإنجب منها طفلا قبل لحظات ..؟! ما معنى هذا ..؟! اشرحي لي لإنني أشعر بسببك إنني بطيء الاستيعاب .."
هتفت بجدية:
" نعم قلت تزوجها وانجب منها طفلا وأعطها ميراثها ثم طلقها .. طلقها وخذ منها ابنك وأنا سأربيه اذا اردت .. انا مستعدة جذا لذلك بل سأكون سعيدة حقا .. واذا عاندت وتسببت لك بمشاكل فإمنحها حضانة طفلها بعد طلاقها رغم إن وجودها في حياتك و تواصلها معك بسبب الطفل سيزعجني حقا لكنني سأقبل لأجلك .."
حدق بها مذهولا للحظات قبل أن يهتف بعدم تصديق وهو ينهض من مكانه :
" هذا جنون .. لقد وصلت لأقصى مراحل الجنون بتفكيرك هذا .."
" فارس .."
قالتها بنبرة شبه باكية وهي تنهض من مكانه تقابله ليخرج محفظته ويرمي مبلغ من المال لا يعرف مقداره لكنه يكفي وزيادة لما طلباه ثم يخرج من المطعم فتحمل حقيبتها وتركض خلفه وهي تصيح بإسمه ببكاء ..
التفت نحوها بملامح شديدة الغضب لتمسك ذراعه ما ان وصلت اليه وهي تهتف به بترجي وعينين متوسلتين :
" فارس ارجوك .. لا تفعل بي هذا .. اسمعني فقط .."
قبض على ذراعا بقسوة مرددا بتحذير مخيف :
" في هذه اللحظة بالذات لا أريد رؤيتك يا نرمين لإنني غاضب منك لدرجة صعب أن تتخيليها ولا أريد أن أفرغ غضبي منك بك .."
تركها ورحل بسرعة كالبرق لتضغط على حقيبتها ودموعها تهطل على وجنتيها تدريجيا ..
..........................................................................
تقدم حاتم من قيصر وهو يردد بمرح :
" والله اشتقت اليك .. اصبحت لا اراك الا قليلا .."
رد قيصر وهو يرتشف قليلا من مشروبه ثم يضعه على الطاولة امامه :
" مشغول للغاية يا حاتم .. الأعمال والمشاكل لا تنتهي .."
قال حاتم بخبث :
" نعم معك حق .. خاصة انت بمشاكلك المتنوعة ما بين العمل والعاطفة .."
لم يرد قيصر على حديثه بل تجاهله وهو يهتف بجدية :
" صحيح انت مدعو يوم السبت عندنا في القصر على عيدميلاد لميس .. "
رفع حاتم حاجبه وهو يسأله بمزاح :
" ولماذا لم تتصل صاحبة الحفل بي ..؟! أليس من المفترض ان تدعوني بنفسها للحفل ...؟!"
رد قيصر :
" يا رجل تتحدث وكأنك غريب عنا .. أنت تحضر حفلاتنا العائلية أكثر مني احيانا .. "
ضحك حاتم وهو يقول :
" انا رجل اعرف بالأصول .. ليس مثلك .."
ثم أردف بجدية :
" من سيحضر ...؟! يعني حفل عائلي ام ماذا ..؟!"
رد قيصر بجدية :
" عائلتي لكن سيحضر بعض الاصدقاء المقربين .. عائلتك مدعوة بالطبع .. ستتصل زوجة عمي بهم "
اومأ حاتم برأسه متفهما ثم سأله :
" اذا ما آخر الآخبار ..؟! هل هناك جديد حدث معك ..؟!"
تنهد قيصر ثم حدثه بإختصار عن حوراء وتعديها على شمس متغاضيا عما قالته في حقها وعن ضربه لها ..
هتف حاتم اخيرا ما ان انهى قيصر حديثه :
" اختك هذه لا فائدة منها .. كلما تكبر اكثر كلما تزداد غرورا اكثر .."
اومأ قيصر برأسه دون رد بينما قال حاتم مكملا حديثه :
"لكن انت بدورك خفف من اسلوبك الصارم معها .. يعني حاول ان تتعامل معها بشكل مختلف .. ربما يكون هناك سبب ما يجعلها تتصرف على هذا النحو .."
قال قيصر بجدية :
" تتحدث وكأنك لا تعرف حوراء يا حاتم .. منذ أن كانت طفلة صغيرة وهي هكذا .. هذه طباعها وهذا إسلوبها .. ليست جديدة عليها هذا التصرفات لكن مسبقا كنت أغفر لانها طفلة صغيرة غير واعية لما تقوم به أما الآن فهي كبرت بما فيه الكفاية لتنتبه على تصرفاتها وإسلوبها مع الآخرين .."
اومأ حاتم برأسه متفهما ثم قال :
" ولكن مع هذا حاول تغيير اسلوبك .. شخصية كحوراء لا ينفع الاسلوب شديد الصرامة معها .. لا أطلب منك التهاون معها لكن خفف من صرامتك وحدتك قليلا .. تصرف معها بالمعقول .."
" لقد تعبت يا حاتم .. لم ينقصني سوى حوراء .. لدي ما يكفيني من المشاكل حقا .."
قال حاتم بجدية :
" المشكلة إنه لا يوجد شخص قادر على ترويضها غيرك .. فوالدتك نسخة منها وترى تصرفاتها صحيحة اما فادي فهو بحاجة لترويض ودينا صغيرة .. "
كان قيصر يدرك ان حاتم يتحدث بشكل منطقي ليهتف بتهكم :
" نعم هذا صحيح .. أساسا احد اسباب ما وصلت اليه والدتي فهي من عززت داخلها هذه الصفات المزعجة وجعلتها تتصرف على هذا النحو .."
" حسنا لا تتضايق مني .. لكن والدتك تتصرف بناء على طبيعتها .. هي ترى حوراء نسخة مصغرة منها .. تشبهها في الشكل والشخصية والدليل إنهما قريبتان من بعضيهما للغاية .."
" معك حق لكن هذا لا يغير حقيقة إنه طبع متأصل فيها ووالدتي كما قلت لك ساعدت في دعمها وتمسكها بتصرفاتها .. "
ابتسم حاتم بخفة وهو يقول :
" تتحدث وكأنك لا تشبههم .."
رد قيصر :
" لن أنكر غروري وتعجرفي لكنني أعرف توظيف هذه الصفات جيدا .. أما حوراء فهي تتعامل بعجرفة مع الكبير قبل الصغير وفي كافة الاوقات .. "
" معك حق .."
قالها حاتم بصدق بينما حمل قيصر كأسه وارتشف قليلا منه ثم هتف به :
" أصبحت تقيم هنا أكثر من قصر عائلتك .."
قال حاتم :
" ارتاح هنا اكثر .. "
" ووالدتك ..؟! كيف تسمح لك بهذا ..؟!"
رد حاتم بجدية ؛
" تسمح ..؟!!! إنها تتشاجر معي يوميا بسبب هذا .. لكنني أتبع إسلوب التجاهل معها .. "
أكمل بعدها متهكم :
" تخيل إنها تريدني أن أتزوج .. تتحدث معي كلما تراني عن هذا الموضوع .."
" ولماذا لا تفعل ..؟!"
سأله قيصر بجدية ليهتف حاتم بسرعة :
" أفعل ماذا ..؟! اتزوج ..؟! هل تمزح يا قيصر ..؟! هل أنا مجنون لأفعل هذا ..؟! اصمت بالله عليك .."
ضحك قيصر وقال بسخرية :
" اهدأ يا رجل .. خوفك من الزواج يقلقني كثيرا .."
هتف حاتم بجدية :
" اترك مزاحك جانبا .. انا حقا لا اريد الزواج .. حياتي هكذا افضل .. انا حر في حياتي .. لا يوجد احد يربطني به .. "
ابتسم قيصر وقال :
" لا تعلم ربما يأتي يوم تغير رأيك وتتزوج .."
هتف حاتم :
" انا لست مثلك يا قيصر .. فأنت رغم كل شيء فكرة الزواج كانت مطروقة لديك .. كنت تؤجلها فقط لكنك تنتويها يوما ما لإنك تريد زوجة تناسبك تظهر بها امام الجميع والأهم تريد أطفال من صلبك يحملون اسمك اما أنا فلا أرغب حتى بطفل او بالأحرى لست مهتما عموما .."
" هي مسألة قناعات بالفعل .. فأنا أحتاج لأولاد يحملون اسمي وزوجة تناسبني ايضا .."
نظر اليه حاتم قليلا ثم قال :
" لكن تلك الفتاة لا تناسبك .."
أكمل متأملا تجهم ملامحه :
" لا اتحدث عن المستوى المادي والاجتماعي .. انا اتحدث عن الفتاة ذاتها ..قيصر انت رجل لديك علاقات متعددة وشخصية باردة قاسية ومتسلطة بشهادة الجميع لذا عندما تقرر الزواج فعليك الزواج ممن تناسب صفاتك .. تلك الفتاة بكل ما بها من صفات لن تقبل بتسلطك ولن تتعايش مع قسوتك وبرودك والأهم إنها لن ترضى بأن تكون زوجة لرجل لديه عدة عشيقات غيرها .. هي لن تكون تلك الزوجة التي تعيش في قصرك تنتظرك عندما تعود مساءا بعد جلسة ممتعة مع احدى عشيقاتك وتستقبلك بهدوء .. هي لن تكون الزوجة المطيعة التي ترافقك في حفلاتك ومناسباتك الإجتماعية وتنجب لك اطفالا تربيهم وتعتني بهم .. أحببت أن أذكرك بذلك كي لا تنجرف وراء رغبتك بها وتتورط في زيجة لست واثقا من نجاحها .."
انهى كلماته تلك ليجد قيصر شاردا في حديثه بصمت بادله اياه وهو يفكر إن قيصر كان يحتاج لهذا الحديث منذ مدة كي لا يتعجل بخطواته هذه المرة ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺