رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون والثلاثون بقلم بيلا
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رواية شمس ربحها القيصر البارت السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون والثلاثون بقلم بيلا
![]() |
رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون والتاسع والعشرون والثلاثون بقلم بيلا
الفصل السادس والعشرون
دلفت شمس الى منزلها بملامح واجمة لتجد ربى تجلس في صالة الجلوس تتابع التلفاز بإهتمام قبلما تلتفت إليها ثم تهتف بها :
" شمس .. من الجيد إنك أتيت ..."
حدقت بها شمس بصمت بينما نهضت ربى من مكانها وسألت بعدما لاحظت جمودها الغريب :
" ما بكِ ..؟! لا تبدين على ما يرام .."
سألتها شمس محاولة السيطرة على ملامحها ونبرة صوتها اللتان تعكسان كافة الإضطرابات التي تمر بها :
" لا شيء .. مرهقة بسبب العمل .."
سألتها ربى بإهتمام :
" يضغطون عليك كثيرا .. أليس كذلك ..؟!"
لم ترد عليها شمس وهي تفكر إن أختها التي لا تعلم بعد عن الشركة التي تعمل بها وحقيقة إنها ملك لقيصر فهي قد أخبرتهم جميعا بإختصار بإنها تعمل في شركة جيدة دون ذكر اسمها لكن أعطتهم عنوانها كونها تعلم جيدا إنهم لن يأتوا هناك ابدا فالمدة هي ثلاثة أشهر فقط وتصبح خارج الشركة وفي حالة تم قبولها وفكرت في الأمر بجدية ستضطر الى إخبارهم الحقيقة أما في الوضع الحالي فلا داعي لذلك ..
" أين شردت يا شمس ..؟!"
سألتها ربى وهي تحرك كفها أمام عينيها لتشيح شمس بوجهها بعيدا عنها وهي تهتف بضيق :
" انا مرهقة للغاية يا ربى .."
قالت ربى بسرعة تمنعها الحركة :
" انتظري .. دعيني أخبرك بما حدث .."
زفرت شمس أنفاسها وهي تسأل بنفاذ صبر :
" ماذا حدث ..؟! تحدثي هيا .."
" عريس .."
قالتها ربى بنبرة جادة وهي تسيطر على إبتسامتها بصعوبة لتهتف شمس بعدم فهم :
" عريس ..!!!"
ثم أردفت بجدية :
" من هو ..؟! ومن أين تعرفينه ..؟!"
ردت ربى بسرعة :
" كلا يا شمس .. إنه عريس لكِ وليس لي .."
صاحت بدهشة :
" لي .. عريس لي .."
أومأت ربى برأسها وهي تبتسم لا اراديا لتهتف شمس بضيق :
" ما بالك تبتسمين كالبلهاء هكذا ..؟! كأن العريس جاء لكِ وليس لي .."
هتفت ربى بحماس :
" لإنك ستتزوجين وانا سأكون اخت العروس .. "
أكملت وهي تمط شفتيها :
" نحن بحاجة لقليل من التغيير في حياتنا يا شمس وموضوع زواجك سوف يلهينا قليلا بدلا من هذا الملل .."
قالت شمس بنرفزة :
" زواجي هو من سيخفف الملل والرتابة في حياتك يا ربى .. لماذا لا تستغلين وقتك والعطلة في أكثر من شيء يبدد هذا الملل الذي يسيطر على الاجواء .."
" ما بالك يا شمس ..؟! لماذا تضايقت ..؟! حسنا كنت أمزح .. بالطبع الأمر ليس كذلك .. الموضوع فقط إنني تحمست قليلا لمعرفة هوية العريس ومواصفاته .. "
ردت شمس بعصبية :
" لإنني مشغولة بمئة شيء في رأسي وتأتين انتِ وتحدثينني عن هذا العريس.."
" ومالذي يشغل عقلك يا هانم الى هذا الحد ..؟!"
سألتها ربى ببعض التهكم لتجيب شمس بحنق :
" لن أخبرك .. سأتركك مع الملل المحيط بك كما تقولين عل وعسى يقتل احدكما الآخر .."
ثم اتجهت نحو الدرج حيث صعدت الى الطابق العلوي لتقابل أسامة الذي إستيقظ لتوه من نومه فتسأله بضيق :
" هل إستيقظت متأخرا كالعادة ..؟! امتحاناتك تقترب .. من المفترض ان تقلل ساعات نومك .."
رد بصوت ناعس :
" حاضر .. أعدك سأقللها .."
" واضح .. واضح .."
قالها بسخرية قبل أن تتركه وتتجه نحو غرفتها ومئات الأفكار تعصف داخل رأسها ..
.................................................................
جلست شمس على سريرها بتعب بعدما خلعت حذائها ورمته ارضا ..
تمددت بعد لحظات على سريرها مغمضة عينيها محاولة السيطرة على مشاعرها المتناقضة بعدما حدث ومنح نفسها السكينة والهدوء ..
ظلت على هذه الوضعية لأكثر من ربع ساعة قبل أن تعتدل في جلستها وتقرر تغيير ملابسها ..
نهضت بتثاقل واتجهت نحو خزانتها لتخرج لها بيجامة خفيفة وترتديها ثم تتجه مرة أخرى نحو السرير وتتمدد عليه تنظر الى السقف بشرود بينما عقلها يذكرها بكل ما حدث ..
ما زالت تشعر بالغيظ والقهر من تلك الحرباء وما قالته ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
لقد تجاوزت حدودها كثيرا لكن ما قالته في نهاية الحدث جرحها بشدة فهي لم تتعرض يوما لموقف مشابه لهذا بل إنها لم تسمع يوما او تشعر بأحد ما يدين أخلاقها ولو قليلا فبالرغم من شخصيتها المندفعة الجريئة بعض الشيئ وملابسها المتحررة قليلا إلا إنها وضعت لنفسها حدودا صارمة في علاقتها مع الرجال او بالأحرى الشباب ..
فتعاملها مع زملائها في الجامعة كان بشكل رسمي عموما بإستثناء قلة كانت تعتبرهم اصدقاء بمرتبة أخوة ..
اما الأقارب فدوما كانت متحفظة معهم حتى أيمن لم تتجاوز حدودها معه يوما بل انها لم تتحدث معه بكلمات الغزل والغرام ..
مشاعرهما كانت متبادلة فقط وقتها لكنهما لم يكونا يتواصلان الا مرات معدودة في الشهر يتحدثان بأمور عادية ولقائاتهما دائما كانت بوجود الجميع فلم تخرج يوما معه لوحدها رغم طلبه ذلك بعض المرات ..
بعد كل هذا وبعد سنوات حافظت بها على نفسها تأتي فتاة تافهة وتتحدث عنها بهذا الشكل المشين ..
شعرت بمرارة شديدة تؤلم قلبها بينما عقلها يخبرها إنها مجرد فتاة مغرورة ليس لكلامها السخيف اي اهمية ..
ظلت تفكر لمدة وكلمات حوراء تتردد داخل اذنها فتحرق قلبها بشدة ...
رنين هاتفها أيقظها من أفكارها المرهقة فإعتدلت في جلستها لتجد احدى صديقاتها تتصل بها ..
ردت عليها وتحدثت معها لبعضا من الوقت قبل أن تغلق الهاتف وهي تفكر إنها بالكاد استطاعت التجاوب معها ..
نظرت الى الهاتف وفكرت بالإتصال بصبا فهي تحتاجها حقا وهي الوحيدة التي تعلم بتفاصيل الموضوع منذ اول يوم ..
رنت عليها لتجيبها صبا بعد لحظات وهي ترحب بها ثم تسأل عن احوالها ليأتيها صوت شمس الضعيف :
" احتاج الحديث معك .."
قالت صبا بسرعة وقد استشعرت الضيق الشديد في نبرتها وبعض الحزن :
" بالطبع تحدثي .. اسمعك .."
بدأت شمس تتحدث وتخبرها بكل ما حدث ..
كانت مشاعر صبا تتأرجح بين الغضب والنفور من تلك المتعجرفة وكلامها السام مثلها ..
شتمت قائلة :
" الحقيرة .. كم إنها رخيصة ..؟! كيف تتحدث بكل هذه الوقاحه والرخص ..؟!"
أكملت متسائلة بحنق :
" وماذا حدث ..؟! هل تركتيها هكذا دون رد ..؟!"
" أخوها رد نيابة عني .."
سألتها صبا بفضول :
" ماذا فعل ..؟!"
ردت شمس :
" صفعها على وجهها .."
هتفت صبا بإنفعال :
" والله تستحق .."
ثم أردفت وقد استوعبت ما فعله :
" ضربها كف ..؟! امامك ..؟!"
" كلا ، اخذها على الجانب وصفعها .. بالطبع أمامي .."
قالتها شمس بضيق لترد صبا بسرعة :
" ماشاءالله .. هل أصبح لديه ضمير أخيرا ..؟! يعني لم أتوقع منه ردة فعل كهذه .. كيف لشخص مغرور ومتعجرف مثله ان يضرب اخته أمامك ولأجلك ..؟!"
" خذي الكبيرة اذا .. لقد اعتذر مني ايضا نيابة عنها .."
" ماذا ..؟!"
صاحت بها صبا مندهشة قبل أن تردف بعدما استوعبت ما سمعته :
" اعتذر .. قيصر نفسه من اعتذر أم خياله .."
ثم اكملت بجدية :
" ماذا حدث يا شمس ..؟! أليس هو نفسه من تصرف معك بكل حقارة وغرور وتسلط ..؟! مالذي تغير ..؟! هل تحسنت اخلاقه اخيرا ..؟! أم إن هذا نتيجة تأثيرك عليه ..؟!"
" تأثيري ..؟! ماذا تقصدين ..؟!"
سألتها مندهشة لتهتف صبا بها :
" نعم تأثيرك .. أنت تؤثرين به وإلا ما كان سينتظرك طوال عامين .. بعيدا عن كل شيء وعن صفاته السيئة لكنك تؤثرين به فشخص مثله غير مجبر على انتظارك كل هذه المدة .. "
" يريد أن يمتلكني .."
قالتها شمس بواقعية لترد صبا بجدية :
" هذا صحيح .. بالطبع يفعل هذا لانه يريدك وليس من باب المساعدة .. لكن فكرة إنه انتظر عامين كي يريدك غريبة .. كان يستطيع الزواج بك بكل سهولة بإستخدام أساليبه المعتادة .."
" لإنه يريدني راضية .. لقد قالها لي بوضوح .."
" متى قالها ..؟!"
سألتها صبا بدهشة لترد شمس بهدوء :
"لقد تحدثنا سويا .. لقد جمعنا لقاء منذ ايام لم أخبرك عنه .."
" حسنا .. وماذا قال ..؟!"
شردت شمس بحديثه للحظات وكلماته السابقة على المركب تتردد داخل عقلها من جديد ..
أخبرها بصراحة إنه يريدها زوجة له .. زوجة حقيقية وشريكة حياة .. يريدها راضية ومرتاحة وسعيدة ..
صحيح لم يجاملها ويخبرها انه سينسحب اذا ما رفضته كزوج لكنه قال في نفس الوقت إنه لن يأخذها مجبرة ..
وبالرغم من تناقض الفكرة إلا انها تشعر بصدقه وحقيقة انه سينالها في كامل رضاها وهذا ما يقلقها حقا ..
فكيف ستكون نصيبه برضاها وهي ما زالت تتمنى الخلاص منه ..؟!
" قال إنه يريدني زوجة حقيقية له .."
إسترسلت في حديثها تخبرها عن كلامه وقتها وطريقته معها لتهتف صبا ما ان أنهت حديثها :
" هذا الرجل غريب للغاية ولا أحد يعلم ما يدور في عقله .."
" صحيح .."
قالتها شمس بهدوء لتكمل صبا بجدية :
" لكن موقفه معك اليوم رائع ويستحق الثناء .."
" صحيح .."
قالتها شمس بنفس الهدوء لتسمع صبا تهتف بها :
" ما بالك تكتفين بهذا الرد ..؟! قولي شيئا .."
ردت شمس بصدق :
" لا أعرف ماذا اقول ولكني قلقة جدا .. قلقة مما هو قادم .."
صمتت صبا للحظة قبل ان تقول :
" خير باذن الله .. توكلي على الله وإستبشري خيرا .. "
" ان شاءالله .."
قالتها شمس بشرود وهي تتمنى داخلها ان ينتهي كل هذا بأسرع وقت ..
......................................................................
أنهت شمس مكالمتها مع صبا لتضع هاتفها جانبا ثم تقرر اشغال نفسها بأي شيء بدلا من التفكير في نفس المواضيع التي لا تنتهي ..
همت بالنهوض لكنها توقفت عندما سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعه دخول والدتها اليها وهي تبتسم بخفة ..
نظرت اليها وقالت :
" تفضلي ماما .."
تقدمت والدتها منها وجلست جانبها لتتفاجئ بربى تدلف خلفها وهي تنظر اليها بترقب لتتذكر موضوع العريس الذي أخبرتها عنه فتفهم سبب مجيء والدتها ..
قالت شمس بهدوء :
" أتيت لأجل العريس .. أليس كذلك ..؟!"
سألتها والدتها بدهشة :
" كيف علمتِ ..؟!"
ثم إلتفتت نحو ربى تهتف بها:
" ماشاءالله يا ربى .. أخبرتها بهذه السرعة ..!!"
ابتسمت ربى ببلاهة وردت :
" وما المشكلة يا ماما ..؟! أليس العريس لها ..؟!"
هزت والدتها رأسها بيأس ثم عادت تهتف بشمس :
" إنه عريس مناسب جدا يا شمس ومن عائلة محترمة .."
" لا اريد الزواج الآن يا ماما .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
قالتها شمس بجدية لتهتف والدتها بها :
" لماذا يا شمس ..؟! لقد أنهيتِ دراستك الجامعية والطبيعي عندما يخطبك عريس مناسب تفكرين به بشكل جدي لعله يناسبك .."
"وما هي مواصفات ذلك العريس ..؟!"
سألتها ربى بحماس لترميها شمس بنظراتها الحادة لكنها هزت كتفيها بلا مبالاة بينما قالت والدتها :
" إنه مهندس مثلك .. موظف براتب عالي جدا .. محترم وذو خلق عالي .. "
" هل هو وسيم ..؟!"
سألتها ربى بإهتمام لتهتف شمس بحنق :
" هل جاء لأجلكِ أم لأجلي ..؟!"
ردت ربى بسرعة :
" اطمئن على مستقبل اولادك .."
" اخرجي يا ربى .."
قالتها والدتها بصرامة لتهتف ربى متوسلة :
" كلا يا ماما .. ارجوكِ دعيني هنا وأنا لن أفتح فمي بكلمة واحدة .."
هتفت شمس بجدية :
" ماما انا لا اريد الزواج حاليا .. يعني لا رغبة لي بذلك الآن .."
" تعرفي عليه اولا .."
قالتها والدتها محاولة اقناعها لترد شمس بسرعة :
" يا ماما انا رافضة الموضوع تماما في الوقت الحالي .. ولا اظن إن هناك مشكلة بهذا .. انا ما زلت صغيرة كما إنني أريد التركيز على عملي وموضوع تعييني في الجامعة .. "
نظرت والدتها إليها بتمعن قبل أن تسألها :
" هل هناك شخص معين ..؟!"
صاحت شمس بسرعة :
" أبدا والله .. صدقيني هذه اسبابي .. انا فقط بحاجة لبعض الوقت بعد التخرج كي أنظم اموري واستقر في عمل معين .."
أكملت بعدها بلطف :
" أنت لم تجبريني يوما على شيء لا أريده ولا أظن إنك ستفعلينها الآن .."
قالت والدتها بسرعة :
" بالطبع لن أجبرك يا شمس .. انا فقط أتصرف بمنطقية فلا يوجد فتاة ترفض عريس دون ان تراه وتتحدث معه .. لكن طالما أنت تفكرين بهذا الشكل فأنتِ حرة يا شمس .. لن أجبرك على شيء لا تريدنه .."
ابتسمت شمس براحة ثم قبلتها من وجنتها لترتب والدتها على كتفها وتنهض من مكانها فتجلس ربى بجانبها وهي تهتف بها بضيق :
" ماذا كان سيحدث لو رأيتيه فقط ..؟! لم نعرف كيف شكله .."
نظرت إليها شمس بملل قبل أن تنهض من مكانها وتخرج من غرفتها وقد قررت أن تعد كعكة صغيرة علها تشغل نفسها قليلا ..
.........................................................................
وقف أمام المرآة يعدل هندامه بملامح واجمة .. حمل سترته وإرتداها ثم ألقى نظرة أخيرة على المرآة قبل أن يخرج من جناحه هابطا نحو الطابق السفلي ومنه خارج القصر ..
خرج من القصر ملقيا بعض العبارات على رجاله والحرس ثم أخبر سائقه بعدم حاجته إليه الليلة فهو سيقود سيارته بنفسه ..
قاد سيارته متجها الى تلك الدعوة التي سيحضرها بعضا من رجال الاعمال ..
لقد دعاه احد معارفه من رجال الأعمال على عشاء في احد المطاعم الراقية وبالرغم من كونه قرر مسبقا الاعتذار عن الحضور الا إنه غير رأيه وقرر الحضور بالفعل ...
لا يعلم سبب ذلك لكنه يحتاج لعشاء كهذا يشغله عن افكاره فمن جهة حوراء ومشاكلها التي لا يعرف كيف يتصرف معها بطريقة تجعلها تهدأ وتستوعب اخطائها ومن جهة العمل الذي يضم صفقات مهمة قادمة يضع تركيزه عليها ..
كلام حاتم ايضا أثر فيه وقتيا وإن نحا افكاره في هذا الموضوع جانبا فهو في غنى عن كل هذا ..
يكفيه ما لديه من أشياء يحتاج الى دراستها جيدا ..
اوقف سيارته امام المطعم المنشود وهبط منه متجها الى الداخل حيث إستقبله الموجودون بحفاوة شديدة ..
من ضمن الموجودين كانت ضحى تلك التي عرفها لمدة قصيرة ثم سرعان ما قطع علاقته بها بعدما شعر بالملل منها ومن تصرفاتها التي بدت تأخذ منحى آخر لا يحبه لذا تركها بهدوء وهي تقبلت الأمر بعدما وجدت ان محاولاتها لإعادته لن تفي غرضها ..
تذكر تلك المشاجرة الغبية التي حدثت بينها وبين شمس منذ اكثر من عامين ..
كان موقفا سخيفًا مجنونًا كأغلب مواقف شمس معه ..
جلس على المائدة على الكرسي جانبها لتهمس له :
" أنرت جلستنا يا باشا وسعيدة بجلوسك جانبي اليوم .."
أكملت بصدق وهي تتأمل وسامته التي بدت لها ازدادت عن ذي قبل :
" كل مرة أراك فيها أجدك ازددت وسامة يا قيصر .. تقدم السنين ينعكس بشكل إيجابي على وسامتك .."
نظر الى ملامحها الفاتنة رادا بهدوء ولباقة :
" شكرا يا ضحى وانتِ ايضا جميلة كعادتك .."
ابتسمت بخفة وهي تعاود الهمس له مستغلة انشغال الموجودين في الحديث مع بعضهم حيث كلا منهم يحدث من يجلس بجانبه او قريبا منه :
" في الحقيقة كنت أنوي زيارتك في الشركة .. أريد الحديث معك في أمور تخص العمل .. "
ارتشف قليلا من مشروبه ثم رد بجدية :
" تعالي متى ما أردتِ .."
" سآتي في اقرب وقت .."
قالتها بنبرة سعيدة ثم عادت ترتشف مشروبها ..
مر العشاء سريعا وسط تبادل الاحاديث العامة والتي تتحدث اغلبها عن العمل ..
انتهى العشاء وخرج مع ضحى التي كانت تسير بجانبه وهي تتحدث قائلة :
" سعادتي لا توصف لإني رأيتك يا قيصر .. اشتقت اليك كثيرا .."
لم يرد عليها لتوقفه وهي تهتف به :
" ما رأيك أن تأتي معي الى المنزل .. ؟! نقضي وقتا ممتعا .."
حدق بها متذكرا كيف بدأت علاقته بها فهو تعرف عليها في احدى الحفلات حيث كانت قد بدأت لتوها في مجال التجارة بعد طلاقها من زوجها ..
مع مرور الوقت أصبحت عشيقته وقد قضى معها وقتا ممتعا لكنه أنهى كل شيء بعد أشهر قليلا دون ان ينسى أن يساعدها قليلا في مجال عملها اذا ما احتاجت منه ذلك ..
عاد يفكر بعرضها الذي بدا مغريا فهو بالفعل بحاجة لشيء يلهيه قليلا ولن يكون هناك شيء افضل من إمرأة تشغله ويستمتع معها قليلا ..
لا يعرف لماذا تذكر كلمات حاتم وشعر بإن الموقف هذا جاء اليوم تحديدا بعد حديث حاتم الصريح له كي يثبت لنفسه شيئا من خلالها ..
اراد الرفض لوهلة لكنه تراجع بكبرياء عنيد ليقول :
" لمَ لا ..؟!"
ابتسمت بسعادة وهي تهتف بها :
" هيا بنا .."
عاد يسير بجانبها وهو يفكر اذا ما كان تصرفه صحيح او لا والأهم ان هناك شعورا ضئيلا داخله يخبرها إنه فعلا هذا عن قصد كي يثبت لنفسه إنه لن يتغير لأجل اي احد ..
.....................................................................
دفعها نحو السرير وهو يقبلها بشراسة بينما كفه يعبث بفستانها ..
بدأ يفك ازرار قميصه لتساعده هي بذلك وتبادله قبلاته بنفس الوقت ..
لحظات قليلة ورمى قميصه ارضا وتبعه بفستانها ليستمر في تقبيلها والعبث بجسدها الشبه عاري بين يديه ..
دقائق قليلة وشعرت به يبتعد عنها فجأة لتجذب الغطاء نحو جسدها العاري وتعتدل في جلستها تنظر الى ظهره الصلب بدهشة فهي لم تفهم ماذا حدث ..
كل شيء كان يسير بشكل رائع لكنه ابتعد عنها فجأة كمن لدغه عقرب ..
مسح قيصر على وجهه بإرهاق قبل ان ينهض من مكانه ويجذب بنطاله يرتديه تتابعه هي بعينيها وتسأل نفسها :
( ماذا حدث كي يتراجع عما كان يفعله في آخر لحظة ..؟!)
الفصل السادس والعشرون
( الجزء الثاني )
في اليوم التالي ..
رمى احد ملفات العمل على مكتبه بإهمال فلا مزاج لديه بالعمل حقا ..
إنها المرة الاولى التي يتعرض بها لشعور مماثل لهذا ..
يفقد رغبته للعمل وكل شيء ..
ما حدث البارحة كان بمثابة صفعة له ..
ولأول مرة يشعر بمزيج من الإحاسيس المتناقضة التي يمقتها كلها ..
يريد الإقتراب .. الامتلاك لكن دون مشاعر حقيقية ..
حتى لو لم يخون .. حتى لو ستبقى هي الوحيدة ولا غيرها في حياته لكن يجب ان يفعل هذا لأجله وليس لأجلها هي ..
يراجع سبب تصرفه البارحة .. يحاول ان يجد سببا مقنعا ..
كل ما يذكره ان كلام حاتم رن في أذنه في تلك اللحظة التي أوشك بها على إمتلاك ضحى ..
هل سيكون مخلصا لها ام لا ..؟! وهل سترضى هي بعدم إخلاصه ..؟!
والجواب كان واضحا .. لا وألف لا ..
وما ان وصل الى هذه الاجابة حتى ابتعد ..
لا يعلم اذا ما ابتعد لتخبط افكاره وضيقه من تذكر حديث حاتم او لسبب آخر ..!!
نهض من مكانه متجها خارج مكتبه متجاهلا نظرات سكرتيرته المندهشة من خروجه المفاجئ من مكتبه بعد اقل من ساعة على قدومه ..
ركب المصعد وضغط على زر الطابق الارضي ..
لحظات قليلة وخرج من منه متجها خارج الشركة ليجدها تهبط من التاكسي متجهة الى الداخل ليزفر انفاسه بضيق من هذه الصدفة التي لم تكن في وقتها ابدا ..
سارت بجانبه بلا مبالاة ليوقفها حديثه وهو يقول بها بسلاطة :
" لماذا متأخرة اليوم ..؟! أليس من المفترض ان تكوني هنا منذ اكثر من نصف ساعة ..؟!"
توقفت أمامه وهتفت بعدم اهتمام :
" أستيقظت متأخرا .."
التوى فمه وهو يهتف بها :
" ماشاءالله .. وتقولينها بكل بساطة .."
ردت بملل :
" أليس هذا افضل من الكذب وادعاء اسباب اخرى لم تحدث ..؟!"
رمقها بنظرات باردة قبل أن يأمرها :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" اذهبي الى عملك فورا ولا تتأخري مرة اخرى .. هذه شركة وليست جامعة تغيبين عن بعض المحاضرات وقت ما تريدين .."
همت بالرد لكنها تراجعت وهي تعتصر قبضة يدها وتسير بسرعة الى الداخل ..
دلفت الى داخل الشركة واتجهت الى مكتبها وكالعادة غرقت في العمل الذي لا ينتهي ..
مرت اكثر من ساعتين عندما رن هاتفها برقم ربى لترد عليه فيأتيها صوت احدهم يخبرها :
" مرحبا .. حضرتك قريبة صاحبة هذا الرقم ..؟!"
" نعم انها اختي .. ماذا حدث ..؟! "
سألتها بهلع ليرد عليها :
" لقد تعرضت اختك لحادث بسيط وهي في المشفى .. "
سألته برعب :
" ماذا حدث ..؟! هل هي بخير .."
ليقول بسرعة :
" نعم .. تعرضت لكسور بسيطة لكنها تريدك.."
" اين هي ..؟! أعطني العنوان .."
أخبرها عنوان المشفى لتخرج بسرعة من المكتب متجاهلة سؤال زميلتيها ..
خرجت من الشركة بعدها لتأخذ تاكسي فوجدت تاكسي بالفعل يمر بالقرب منها ..
أشارت اليه وركبته دون ان تسأله عن اي شيء حيث اخبرته العنوان فورا ..
كانت تنظر الى الهاتف بتوتر ثم حاولت الاتصال به لكن دون رد ..
" من فضلك استعجل .."
قالتها بتوسل وهي تفكر إنها لا تستطيع ان تخبر أحدا بما حدث ثم عادت وفكرت عن سبب خروج ربى من المنزل في وقت كهذا ..
تأملت الطريق الذي ما زال مستمرا لتدعو ربها ان تكون ربى بخير ..
فوجئت بسائق التاكسي يقف امام منزل صغير في احدى المناطق الهادئة لتبتلع ريقها بتوتر وهي تسأله :
" لماذا توقفت هنا ..؟!"
إلتفت نحوها نصف إلتفاتة وقال بهدوء مرعب :
" هناك شخص ما يريد رؤيتك في الداخل .."
" ماذا تقول انت ..؟! اختي في المشفى .."
قاطعها موضحا :
" اختك بخير .. لقد سرقنا هاتفها صباح اليوم واتصلنا بك من خلالها .. لم يكن امامنا طريقة اخرى لإجبارك على القدوم معنا .."
" انزلني .. انزلني فورا .."
قالتها وهي تحاول فتح الباب لتشهق بعنف وهي تجده يرفع سلاحه في وجهها بينما يهتف بها :
" امامك خيارين اما ان تنزلي معي وتلجي الى الداخل او سأفرغ رصاصه في رأسك .. .."
ابتلعت ريقها برعب ولم ترد ليبتسم بإنتصار ويهتف بحسم :
" رائع .. هيا انزلي .."
.........................................................................
بعد مرور ربع ساعة ..
كانت شمس تقف في منتصف المنزل تتأمل جدرانه بتوجس وقد ذهب السائق الى احدى الغرف تاركا اياها لوحدها ..
لا تفهم ماذا يحدث ومن وراء هذا ..؟!
سخرت من نفسها وهي تفكر إنه مجرم ووراءه مجرمين مثله ربما سيقتلونها ويأخذون اعضائها او يفعلوا ما هو اسوء ..
أدمعت عيناها وهي تشعر إنها تعيش في فيلم اكشن لا نهاية له ..
لحظات ووجدت شابا وسيما أمامها لتنظر اليه برعب فيبتسم بخفة وهو يقول :
" أنرتِ منزلي المتواضع يا انسة .."
رمق الكاميرات خلفه بنظراته التي لم تنتبه لها ثم قال بلباقة :
" اعتذر عما تسبب به لك .. لكنني مضطر لذلك .. احتاج الحديث معك .. "
اكمل معرفا عن نفسه :
" انا مدحت عصام .. مهندس معروف .."
مد يده نحوها لتصيح به :
" من انت وماذا تريد ..؟!"
" سأخبرك يا انسة .."
قالها وهو يتقدم نحوها لتتراجع هي الى الخلف بلا وعي قبل ان تتفاجئ بها يدفعها على الكنبة وينقض عليها محيطا جسدها بجسده ..
صرخت وهي تحاول دفعه ليرن جرس الباب يتبعها طرقات قوية فيبتسم بخفة وهو يقول :
" وصل أخيرا .."
تجمدت اوصالها وهي تجده يتجه لفتح الباب ليفاجئ بلكمة قوية على وجهه يتبعه دخول قيصر وهو يجذبه نحوه ثم يلكمه مرة اخرى ..
" قيصر .."
هتفت بها بعدم تصديق قبل ان تنهض من مكانه وتركض نحوه تتمسك به لا اراديا وهي تصيح برعب :
" لقد خطفوني .."
نظر الى كفها القابض على قميصه ونظراتها المذعورة ليهتف بها بقوة :
" انزلي نحو الاسفل حالا .. واتركيني معه .."
أومأت برأسها فورا وقد بلغ منها التعب كثيرا فأصبحت لا تريد شيئا سوى الابتعاد عن كل هذا ..
بقي قيصر معه يتأمله لوهلة قبل ان ينقض عليه بكامل قوته ويلكمه على وجهه وسائر انحاء جسده دون رحمة ..
سقط ارضا وهو يصرخ وجعا بعد لحظات لينحني قيصر نحوه مرددا بتوعد .
" أخبر من ارسلك إن خططه تلك لن تجلب نتيجة .. لست شابا صغيرا كي اصدق تلك الرسالة الحقيرة .. انا اذكى بكثير من خططكم التي لا يقع بها إلا الغبي مثلكم .. "
ثم دفعه بنفور وخرج من الشقة ليجري اتصالا سريعا بجاسم :
" سأرسل لك موقعا اذهب اليه مع بعضا من رجالنا واجلبوا الشاب الملقي ارضا في الشقة رقم ستة في الطابق الخامس وابحثوا في الشقة اذا ما كان هناك اي شيء مهم يستدعي معرفتي به .."
اغلق الهاتف بعدها واندفع خارجا من العمارة متجها الى حيث ركن سيارته ..
وقف بجانب سيارته واتصل بها ليأتيه صوتها الشاحب يقول :
" ماذا حدث ..؟!"
باغتها في السؤال :
" اين انت ..؟!"
صرحت بقهر :
" في طريقي الى المنزل .. "
زفر انفاسه بضيق وقال :
" يجب ان نتحدث .. عندما تهدئين طبعا .."
" حسنا .."
قالتها بضعف وقد بدت مشوشة من كل ما حدث ..
اغلق الهاتف بعدها ثم ركب سيارته متجها بسرعة قياسية الى حيث يجب ان يذهب ..
..............:.................................................
هبطت من التاكسي وهي تشعر برعب حقيقي لثم دلفت الى المنزل بخوف لتسمع صوت هاتفها يرن برقم غريب ..
ارتعبت ملامحها ورفضته لتتفاجئ برسالة تصلها على احدى التطبيقات ..
فتحتها بتوتر لتجد فيديو في طور التحميل ..
وما ان فتحته حتى وجدته مقطعا صغيرا وهي تتحدث مع الشاب ثم مقطعا آخرا وهي تتلوى بين ذراعيه على الكرسي ..
شهقت برعب وقد تذكرت امر ذلك الشاب الذي اختفى من الداخل والذي لم يره قيصر بالطبع ..
اذا الآخر ظل في الداخل كي يأخذ الكاميرات عندما يخرج ..
الحقراء .. وضعوا كاميرات لتسجيل ما حدث ..
بل وعدلوا المقطع ايضا حيث اخذوا لقطات تظهرها وكأنها تتقبل تحيته ولقطة وهي بين احضانه ..
اتصلت به بسرعة ليأتيها صوته الذي بدا متلهفا :
" ماذا حدث يا شمس ..؟! هل انت بخير .؟!"
هتفت بصوت مرتعش :
" الفيديو .. لقد ارسلوا لي فيديو .."
" فيديو ماذا ..؟!"
ارسلت له الفيديو على نفس التطبيق لتجده يتصل بها ويهتف بها :
" الحقير .. سأربيه بنفسي هو والآخر المتخبئ في مكان ما في الشقة .."
قالت برعب :
" الآخر تركني واتجه الى الداخل ولم يخرج بعدها .. كان يجب ان اخبرك ان هناك آخر عليكِ ان تأخذ حذرك منه .."
صاح بغضب مخيف :
" كنت تعلمين .. تعلمين ان هناك اخر ولا تخبرينني .. بسببك هو هرب ومعه الفيديو .. "
" والله لم اقصد ..كنت في وضع لا يسمح لي بالتفكير .. كنت اريد الهرب لا غير .."
صاح بقوة اجفلتها :
" الفيديو معه .. وهو بالتأكيد هرب بعد خروجي من العمارة .. "
ثم تذكر امر جاسم الذي ارسله الى المنزل فأغلق الهاتف في وجهها دون ان ينتظر ردا واتصل به ليأتيه صوته سريعا :
" نحن في الشقة يا قيصر .. الشاب ممدد امامنا سنأخذه معنا كما أمرت والمنزل لا يوجد به شيء مهم سوى كاميرا مراقبة مفرغة من شريطها .."
اعتصر قيصر قبضة يده بقوة وهو يفكر ف ذلك الشاب والفيديو الذي معه والذي يمكن ان ينشره في اي وقت ..
اغلق الهاتف دون ان يستمع بقية الحديث بينما عقله يفكر في حل لهذه الورطة ..
......................................................................
مرت الليلة سوداء على شمس التي التزمت غرفتها متحججة بصداع شديد وإرهاق يرغمها على البقاء في السرير ..
قيصر كان يبحث عن ذلك الشاب الآخر وفي نفس الوقت يفكر في حل لهذه المشكلة وكلما يفكر يجد حلا واحدا لا غير ..
جاء الصباح ودلف قيصر الى الشركة وداخله يتمنى ان تأتي شمس الى الشركة كي يتحدثا بما حدث بعدما طلب هو منها ذلك ..
قدومها إليه ضروري فالأمر ليس هينا ووجود فيديو مع شاب مفقود حاليا غير معروف اين يوجد سيسبب لها مشاكل عديدة ..
دلف الى مكتبه وهو يتمنى ان تتصرف بعقل وتأتي كي يتفاهما والاهم ان تصدق ولو لمرة واحدة انه قادر على حمايتها ..
جلس على مكتبه وطلب فنجانا من القهوة السادة تاركا عمله كما هو ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
انتظر اكثر من ساعة قبل ان تأتي ليهتف بها وهو يراها تدلف الى المكتب بملامح مرهقة ..
جلست امامه اخيرا ليهتف بها :
" أنت تعرفين خطورة وجود فيديو كهذا يا شمس ..أليس كذلك ..؟!"
أومأت برأسها وردت بصوت متحشرج :
" بالطبع .. هذا الفيديو سيتسبب بمشكلة لي .. لقد عدلوه بشكل يؤذيني .. كما ان وجودي في شقة شاب غريب يحاول لمسي يسيء لي كثيرا ..؟!"
" ماذا حدث ..؟! يعني كيف وصلت الى هناك ..؟!"
نظرت اليه وردت :
" لقد اتصلوا بي من رقم ربى وأخبروني انها في المشفى .. اتجهت مسرعة خارج الشركة فوجدت تاكسي بالشارع الجانبي وركبته فورا .."
" خطة جيدة .. لكن ألم تفكري في التواصل مع احدا من افراد عائلتك قبل الخروج بسرعة وركوب تاكسي مندس منهم ..؟! "
ردت مبررة تصرفها :
" الرقم رقم ربى .. كما انه لم يكن هناك مجالًا للتفكير .. اختي في المشفى .. بالطبع سأركض .. من اين يخطر في بالي إن ربى خرجت صباحا الى المحل وتعرضت للسرقة .. "
زفر انفاسه بإحباط لتسأله بترقب :
" كيف عرفت بما حدث ووصلت الى المنزل ..؟!"
رد بفتور :
" ارسلوا لي رسالة يخبروني بوجودك هناك .."
" هل فعلوا هذا بسببك ..؟! هل أرادوا ان يخبروك بشيء يخصني .."
سألته بتوجس ليرد :
" ربما .. لكنني سأخذ حقك منهم جميعا .."
اردف بجدية :
" لكن قبلها يجب ان نجد حلا لوضعك وما حدث .."
نظرت اليه لترقب ليقول :
" علينا ان نتصرف بطريقة تجعل اي تصرف يبدر منهم يفشل .. هذا الفيديو سيمحى من الوجود لكن قبلها يجب ان نفعل ما يمنع اي شخص من المساس بك .."
هتف بعد صمت قصير :
" الحل الوحيد لينهي كل هذا هو الزواج .. تزوجيني يا شمس وانا سأعرف كيف أمنع أي مخلوق على وجه الارض مو المساء بك والأهم إني سأمحيك من الجميع .. انا سأجد ذلك الشخص وأتصرف معه على طريقتي لكنني لا أضمن متى سينشر الفيديو .. ربما اليوم او غدا .. واذا انتشر في وضع كهذا سييء لك لكن اذا ما أصبحت خطيبتي لن يجرؤ احدا على نشره واذا ما تجرأ وفعلها فكونك خطيبتي سيبعد كل الشكوك عنك خاصة إنني حينها سأستطيع الدفاع عنك بشكل مطلق دون حواجز ..."
حل الصمت المطبق وهي تنظر اليه بدهشة ..
هل يعرض الزواج عليها في ظروف كهذه ..؟!
هل هذا الفيديو يستدعي ان تتنازل عن قرارها السابق وتتزوجه ..؟!
لكن هذا الفيديو لا يظهر ان الشاب كان يتحرش بها ..
ولا يوجد ضمان انها ستحصل على النسخة الاصلية ..
وحتى لو انكرت وقالت ما حدث فسيلقون اللوم عليك وهم يرونك بهذا الوضع ..
سيقولون مالذي اخذها الى منزله ولن يصدق احدا بالطبع أمر ذلك الاتصال ..
تأملها قيصر قليلا ثم قال بجدية :
" سيكون خطبة فقط مبدئيا يا شمس .. خطبة أستطيع حمايتك من خلالها .. أخبرتك مسبقا انني لن اتزوجك الا وأنتِ راضية .. لذا بإمكانك الموافقة مبدئيًا وتقرري مع مرو الايام اذا ما أردتِ الإستمرار ام لا .."
نظرت اليه بصمت بينما عقلها يحسبها من جميع النواحي ..
مرت دقائق قبل ان تهتف بتردد :
" موافقة .."
تطلع اليها بملامح هادئة وهو يومأ برأسه بينما في داخله تكونت نشوة انتصار لذيذة وقد نال ما سعى اليه اخيرا وبشكل أسهل مما تصور ..
الفصل السابع والعشرون
دلف قيصر الى القصر متجها بسرعة قياسية نحو الطابق العلوي ..
قابل احدى الخادمات في طريقة فسألها :
" اين كوثر هانم ..؟!"
أجابته الخادمة بسرعة :
" في جناحها .."
صعد الى جناحها وطرق الباب عليه ليقتحمه فورا ما ان سمع صوتها يسمح له بالدخول لتنتفض من مكانها على صوته وهو يهتف بصوت بارد لكنه مخيف :
" احسنت يا كوثر هانم .. احسنت يا سيدة المجتمع الراقي .. يا ابنة الحسب والنسب .. يا سليلة احدى اعرق العوائل في البلد .. احسنت على تصرفك هذا وعلى المستوى الذي وصلتِ إليه .."
" ماذا جرى لك ..؟! كيف تتحدث معي هكذا ..؟!"
سألته بغضب اندلع داخلها لا اراديا رغم معرفتها سبب تصرفه لتجده يجيب بصوت محمل بكل ضغائن الماضي :-
" كنت أعلم إنك وراء شائعة زواجي من تارا .. وراء موضوع ريتا أيضا .. ومع ذلك تجاهلت الأمر تماما وإدعيت إنني لا أعلم شيئا عن المتسبب بكل هذه الفوضى .. ليس لأجلك بالطبع بل لإن الطلاق وقتها كانت أفضل لي ولغيري .."
أكمل وهو يتنفس بقوة :
" نعم ما حدث وقتها جعلني أعيد حساباتي ووجدت ان الطلاق هو الحل الأسلم لذا تغاضيت عن أفعالك وقلت لا بأس جاءت بوقتها .. "
هتف وعيناه ترمقانها بغضب مخيف :
" لكن ما فعلتيه هذه المرة لا يغتفر ولن أتغاضى عنه .. وليكن في علمك إنني سأتزوج شمس من شديد وبموافقتها هذه المرة .. أخبريني كيف ستمنعين ذلك ..؟! استعدي لإنني سأخطبها رسميا نهاية الاسبوع وهي موافقة وراضية .."
رمقها بنظرة أخيرة ساخرة وقال :
" أشكركِ كثيرا لإنك ساعدتني في موضوع عودتها إلي دون قصد .. هل رأيت بنفسك نتيجة مخططاتك .. لقد إنقلب السحر على الساحر .. !"
" نعم فعلتها .. أردت انقاذك من زيجة لا تناسبك .. زيجة فشلها محتوم .."
قالتها بقوة لتجده يسأل بتهكم :
" و هل أنقذتني ..؟! هل نجحتِ في ذلك ..؟! للأسف الشديد لقد فشلت وبقوة وإن كان هناك احتمال بأن زواجي من شمس لن يحدث فبعد فعلتك هذه سيحدث وبأقرب وقت ممكن وبرضا الجميع ودعيني أرى ماذا ستفعلين ..؟!"
" تكسر كلامي يا قيصر .. ؟! أليس لرأيي أهمية عندك ..؟!"
سألته بنبرة قاتمة ليرد ببرود :
" رأيك على عيني ورأسي ولكنني انا صاحب الرأي الأول والأخير في ادارة شؤون حياتي .. استوعبي هذا من فضلك .. لن أهتم برأي أي احد مهما بلغت قرابته وأهميته لدي .. لم أفعلها مسبقا كي أفعلها الآن .. "
كظمت غيظها وكلمات وقعت على طرف لسانها لتقول بهدوء مصطنع :
" هذا قرارك النهائي إذا ..؟!"
رد بجدية :
" نعم ، ولا رجعة فيه .."
انسحب خارجا من الجناح تاركا إياها تشتعل غيظا وهي تفكر إن كل شيء انقلب ضدها فتتجه مسرعة نحو حوراء التي أنبتها :
" كيف تفعلين هذا ..؟! كيف تتصرفين لوحدك ..؟! هل تظنين إن ابنك غبي كي تنطلي عليه لعبة كهذه ..؟! هل تظنين إنه سيصدق إنها على علاقة بذلك الشاب ..؟! هذا تصرفا غير مقبولا يا ماما .. "
صاحت كوثر بضيق :
" لا ينقصني سوى تأنيبك يا حوراء .. ارجوكِ يكفي .. بي ما يكفيني .."
ردت حوراء بجدية :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" انا أقول الحقيقة .. كان يجب ان تحسبي خطواتك جيدا ولا تتصرفي بطريقة هوجاء .. انظري لقد دمرتِ كل شيء بتصرفك هذا .. سيتزوجها يا ماما ولا احد سيستطيع منعه ابدا .."
" وماذا افعل انا ..؟! أردت إبعادها عنه بأسرع وقت .. فكرت ان وجودها أمامه سوف يعزز من رغبتها بها .. هل تفكيري خطأ ..؟! "
" نعم خطأ .. وها سيتزوجها وبسرعة ..وانتِ لن تستطيعي ان تفعلي اي شيء واحدا لإن قيصر لن يرحمك حينها .. الحمد لله إنني لم أتدخل في هذا الموضوع وإلا لم يكن ليرحمني أبدا .."
" هذا كل ما يهمك .. ؟! المهم إنكِ لم تكونِ طرفا في الموضوع ..؟!"
سألتها كوثر بتذمر لترد حوراء بلا مبالاة :
" بالطبع .. يكفي ما بيننا من مشاكل .. لا ينقصني مشكلة جديدة .."
نظرت كوثر اليها بحدة ثم اندفعت خارجة من الجناح بغضب لتزم حوراء شفتيها بعبوس وهي تردد داخلها :
" تفعل المشكلة ثم تشكو إلي توابعها .. ما ذنبي أنا ..؟!"
........................................................................
مساءا ..
وقفت شمس امام والدتها تفرك يديها الاثنتين بتوتر لتسألها مها بدهشة :
" ماذا حدث يا شمس ..؟! لماذا تقفين امامي بهذه الطريقة وكأنك تريدين إخباري بشيء سيغضبني ..؟!"
نظرت شمس الى والدتها بتوتر ثم سارعت وجلست بجانبها على سريرها في غرفتها تقول بتردد :
" هناك شخص خطبني .. أقصد يعني يريد خطبتي .. في الحقيقة انت تعرفينه .. وتكرهينه ولكن .."
قاطعتها مها بسرعة :
" على مهلك يا شمس .. اهدئي وخذي نفسا ثم تحدثي .."
أغمضت شمس عينيها بقوة وهي تخشى ردة فعلها .. ماذا ستفعل حينما تعلم قرارها ..؟! كيف ستتقبله ..؟! وهي كيف ستبرر لها سبب قبولها الزواج منه ..؟!
هي لن تستطيع ان تخبرها بما حدث لأنها ستؤنبها بشدة خاصة وهي كذبت عليها بشأن عملها في شركته ..
هي لن تخبرها حتى بأمر عملها في شركة قيصر وسوف تبلغ قيصر بضرورة عدم اخبارها بذلك ..
اللعنة عليها وعلى غبائها الذي جعلها تقرر العمل لديه ..
كيف جازفت بنفسها بل كيف خبأت الموضوع عن والدتها ..؟!
" تحدثي يا شمس .. من هو هذا العريس ..؟!"
سألتها والدتها بإستغراب لتجيب بسرعة :
" قيصر عمران .."
" ماذا ..؟!"
صاحت بها مها بعدم استيعاب لتنتفض شمس من مكانها لا اراديا بينما والدتها تسألها بسرعة وقد استوعبت ما يجري من وراء ظهرها :
" وهل انتِ موافقة ..؟!"
ابتلعت شمس ريقها وهي ترمق والدتها بنظرات مرتبكة دون رد لتهتف والدتها بعد لحظات :
" موافقة .. السكوت علامة الرضا .."
هدرت بها بعدها :
" كيف حدث هذا ..؟! كيف غيرتِ رأيك ..؟! مالذي حدث وفجأة وافقتي عليه ..؟!"
أكملت وقد تذكرت ما نسته في خضم صدمتها :
" بل أخبريني .. أين إلتقيتي به من جديد ..؟! متى عرض عليك الزواج ..؟! هل تقابلينه من ورائي ..؟! منذ متى تلتقين به ..؟! تحدثي .."
ردت شمس بسرعة :
" لم ألتقِ به من ورائك .. انا فقط .."
صمتت قليلا وهي تحاول انتقاء كلماتها لتهتف بعدها :
" يا ماما افهميني .. لقد عرض علي الزواج من جديد وانا لا ارى خطئا في هذا .."
" الآن أصبحتِ لا ترين خطئا يا شمس .. ألم يكن هو نفسه من تزوجته مسبقا غصبا ...؟! ألم يكن هو نفسه من كنتِ تكرهينه حد الموت وتتمنين خلاصك منه ..؟!"
" نعم هو بذاته .. لكن الأمور تتغير .. الوضع برمته تغير.. انا تغيرت ونظرتي للأمور تغيرت .."
" انت تغيرت اذا ..؟! وماذا عنه ..؟! هل تغير ..؟!"
ردت بسرعة :
" نعم تغير .. يعني ليس بالمعنى الحرفي لكن طريقه كلامه تغيرت .. حتى حديثه عن زواجنا اختلف هذه المرة .."
حسنا كيف تخبرها بما جمعتهما من احاديث ..؟! كيف تخبرها بطريقته التي تغيرت معها .. ؟! نعم ما زال مسيطرا ، متحكما لكنه لم يجبرها على ما لا تطيقه كالسابق وهي بدورها تعرف إنها لن تجعله يفرض سطوته عليها .. ربما في السابق خضعت لبعضا من قراراته لكن الآن لن تخضع مهما حدث ..
هي تعلم إنه يريدها بقوة .. يريدها زوجة .. زوجة بحق ..
وتعلم جيدا إنه يهادنها .. يحاول إستيعابها .. يخبرها إنه تغير من خلال تصرفاته معها والتي تثق بقوة إنها مجرد تمثيلية لأجل نيلها لكنها ستوافق .. ستتزوجه برضاها هذه المرة لا غصبا عنها .. طالما لا خلاص لها منه فستوافق بدلا من إجبارها على الموافقة ولكن ستعرف بعدها كيف تروض الوضع لصالحها .. هي ليست بريئة ملائكية وهو يعرف هذا جيدا .. ربما هي مجنونة ، متهورة و تتصرف بسخافة احيانا لكنها ذكية أيضا .. قوية نوعا ما وشرسة ..شرسة كثيرا
لو لم يكن لها تأثيرا قويا عليه لما غير طريقه تعامله معها .. لأجبرها كما فعل سابقا على الزواج منه ..
لكنه لم يفعل .. لإنه يريدها بحق والأهم إنه يريدها زوجة للأبد ..نعم قالها وهي واثقة إنه لا يكذب ..
قيصر عمران لا يكذب ولا يدعي ما لا يفعله ..
" انه رجل به مميزات عديدة .. نعم به عيوب ايضا ولكن مميزاته ايضا موجوده .. "
قالتها بهدوء لتسألها والدتها بتهكم :
" وما هي مميزاته ..؟! أخبريني هيا .."
ردت شمس بجدية :
" قوي وغني .. من اصل عريق .. رجل يعتمد عليه .. نعم اخطأ ببعض تصرفاته لكنه يعتمد عليه .. والأهم يريدني .. يريدني بقوة والى الابد .. دعينا نتحدث بالمنطق ماما .. أي شخص سيتقدم لي لن يمتلك ميزاته .. ثروته ومكانته .. ذكاءه وشخصيته .. نحن متفقين من هذا الجانب بالتأكيد .. اذا ما بقي ..؟! الأخلاق ..؟! علاقاته النسائية ..؟! أخبريني ماما .. أي شاب سيتقدم لي الآن ، هل تضمنين إنه لن يخونني ..؟! هل تضمنين إنه لا علاقات نسائية لديه ..؟! اتركي هذا الجانب الآن .. هل تضمنين إنه سيصونني حقا ..؟! لن يضربني ..؟! لن يهينني ..؟! انظري حولك ماما .. الرجال عموما لا يستحقون ثقتنا المطلقة .. الرجال يتفننون في التعنيف والإهانة والخيانة .. أيمن ابن خالتي اكتشفت بالصدفة إنه زير نساء .. أيمن الذي كان من المفترض أن اتزوجه هذا العام حسب اتفاقك مع خالتي .. كان من الممكن ان اتزوجه واكتشف حقيقته فيما بعد .. شاب عديم الشرف أخبر قيصر في خطبتنا إنني كنت على علاقة به .. ابن خالتي ماما الذي تربى معنا وأمامنا .. هل يجب ان نثق في احد بعد الان ..؟! "
تأملتها والدتها بصمت ...
أخذت شمس نفسا عميقا غير مصدقة إنها قالت كل هذا وتحدثت بهذه الطريقة عن زيجة كانت تمقتها يوما ..
لكن رغم كل شيء وجدت ان ما تفوهت به صحيح ..
الرجال أغلبهم يمتلكون صفاتا سيئة فلا يوجد رجل مثالي أبدا ..
كل رجل لديه عيوبه وإن كان قيصر يمتلك ميزات فغيره لا يمتلك ميزة واحدة حتى تخفف من سطوة عيوبه ..
هي ليست طامعة ولا تفكر بأمواله وسلطته لكنها تفكر بعقلها ..
هي تعلم جيدا إن اي رجل ستتزوجه قد يكون جيدا وقد يكون العكس ..
قد يحترمها ويعاملها برقي وقد يعنفها ويضربها ويهينها ..
قد يكون مخلصا لها وقد يخونها ..
لا يوجد ضمان وهي عليها ان تفهم هذا ..
ليست واثقة ان زواجها من قيصر سيكون مريحا ولكنها تتعامل معه كرجل تقدم للزواج منها ..
تفكر في عرضه بعيدا عن اضغان الماضي دون ان تنسى إنه يستطيع اجبارها عليه ..
ومع كل هذا اضافة الى ما حدث صباح اليوم الموافقة هي سبيلها للخلاص من كل هذا ..
سمعت والدتها تهتف بصوت جاف :
" لا يوجد شيء يقال بعد هذه المحاضرة الطويلة يا شمس ..لقد اتخذت قرارك اذا .. لا داعي لأن اسألك عن اية تفاصيل .. فأنت قررت وانتهى .."
" ماما ارجوكِ .. الأمر ليس هكذا .. اقسم لك .."
" فقط صلي استخارة قبل أن تمنحيه موافقك .. لأجلك يا شمس .. اما انا فلا سلطة لي عليك في موضوع كهذا .. لطالما قلتها وسأقولها مجددا . لن أجبر أيا منكم يا أبنائي على اي شيء لا ترغبونه ولن أمنعكم عما تريدونه طالما لا تفعلون شيئا معيبا او حراما .. لكن ضعي في رأسك إنك مسؤولة عن قرارك يا شمس .. انت في الثانية والعشرين من عمرك .. يعني في عمر تتحملين فيه مسؤولية قرارك .."
انهت كلماتها وخرجت تاركة شمس تنظر أمامها بقلب مذعور من قرارها الذي تخشى تبعاته بشدة ..
......................................................................
" اذا ستتزوج .."
قالها حاتم وهو يكتم ضحكته بصعوبة ليهتف به قيصر بنزق :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" ما سبب هذه الضحكة يا حاتم ..؟! هل قلت نكتة مثلا ..؟! "
رد حاتم بسرعة وهو يسيطر على ضحكاته :
" كلا ، ضحكتي هذه تدل على سعادتي بزواجك لا أكثر .. "
اومأ قيصر برأسه بلا مبالاة ليكمل حاتم بجدية :
" المهم أن تكون فكرت بكلامي السابق جيدا .."
لم يرد قيصر عليه ليزفر حاتم انفاسه بضيق من برود صديقه ولا مبالاته ..
" ماذا عن والدتك ..؟! ماذا ستفعل ..؟!"
رد قيصر بعدم اكتراث :
" لتفعل ما تفعله .. "
سمعا صوت جرس الباب يرن لينهض حاتم كي يفتحه ..
سمعه قيصر يهتف بدهشة :
" ماما .. ماذا تفعلين هنا في منتصف الليل ..؟!"
دلفت والدة حاتم الى الداخل وهي تتفحص الشقة بعينيها غير منتبهة على قيصر الذي جاء خلفها لتهتف بولدها :
" جئت لأرى ما تفعله بعيني .. "
إلتفتت نحو الخلف لتهتف بقيصر :
" وانت ايضا هنا ..؟!"
أكملت متسائلة :
" أخبراني هيا .. هل هي مجرد سهرة شبابية لصديقين أم هناك نساء في الداخل ...؟!"
كتم قيصر ضحكته بصعوبة بينما زفر حاتم أنفاسه بحنق ليرد قيصر بعد لحظات :
" لا يوجد سوانا .. بإمكانك التاكد بنفسك خالتي .."
التفتت نحو ابنها تسأله بحنق :
" متى ستعود الى القصر وتستقر فيه ..؟! الى متى ستبقى هنا في هذه الشقة ..؟! لا يعجبني وضعك يا حاتم .. لا يعجبني ابدا .."
" هل أتيت من القصر الى هنا كي تخبريني بهذا .. ؟! كيف سمح لكِ والدي بالمجي في هذا الوقت ..؟!"
ردت بسرعة :
" والدك مسافر يا باشا .. بالطبع حضرتك لا تعلم بما يحدث حولك .. مالذي يشغل الباشا ويجعله بعيد عنا الى هذه الدرجة ..؟! أخبرني هيا .."
كتم حاتم غيظه وهو يلعن نفسه وغباءه الذي جعله يسأل عن والده المسافر ليرد بهدوء مفتعل :
" مشغول بعملي يا أمي الغالية .. انا ايضا لدي عملي .. اما والدي فأنا أتواصل معه يوميا مثلما أتواصل معك .. أزوركم بإستمرار .. ماذا فعلت لكل هذا ..؟!"
" لا يكفي .. اتصالك وزياراتك لا تكفيني يا حاتم .. مكانك في قصرنا .. في جناحك .. ألا يكفي إنك اكملت الخامسة والثلاثين دون زواج.. ؟! ترفض الزواج وترفض المكوث في منزل العائلة وتريد مني تقبل هذا .. "
إلتفتت نحو قيصر متجاهلة تأفف ابنها :
" تحدث يا قيصر .. هل يرضيك هذا ..؟! يعيش وحيدا ويلهو مع النساء دون ان يفكر بالإستقرار وطمأنة قلبي عليه .. "
تنهد قيصر وهو يجيب :
" اتركيه على راحته يا خالتي .. عندما يشعر إنه يريد الاستقرار سيفعل .."
هتفت معترضة :
" بالطبع ستقول هذا لإنك مثله .. ألست صديقه ..؟! أنت آخر شخص يجب أن أتحدث معه بهذه الأمور .. "
أكملت بعدها وهي تشير لإبنها :
" افعل ما تشاء يا حاتم .. بكل الاحوال لقد تحدثت مع والدك بشأن زواجك .. لقد وجدت لك العروس المناسبة .. ستراها في اقرب فرصة ولن أقبل بأي إعتراض .."
" ماذا ..؟!"
صاح بها حاتم بعدم تصديق لتكمل بعدم اكتراث :
" لا مجال للرفض .. ستتزوج من الفتاة التي إخترتها .. انتهى الامر .."
خرجت دون ان تنتظر رده ليتطلع حاتم الى قيصر الذي انطلقت ضحكاته الصاخبة ليهتف من بينها :
" مبارك زواجك يا صديق .. يبدو إنك ستسبقني في الدخول الى القفص الذهبي يا حاتم .."
......................................................................
في صباح اليوم التالي ..
في مكتب قيصر ..
كانت تارا تجلس أمامه بينما يجلس أمامها على الجهة المقابلة مدير العلاقات العامة في الشركة يتحدثون بشأن العقد الذي يخص عمل تارا كوجه إعلاني لأحد منتجات الشركة الجديدة ..
" اذا المبلغ لا يرضيك يا تارا ..؟!"
سألها قيصر بهدوء وهو يعبث بقلمه لترد بجدية :
" آخر تعامل بيننا كان منذ اربعة اعوام .. ارتفع أجري يا قيصر .. من الخطأ أن أقلل الأجر معكم لإن هذا سيؤثر على تعاملي مع بقية الشركات في المستقبل .."
" وسيفتح الألسنة ايضا .. فمالذي يجبرك على تقليل أجرك في تعاملك معنا ..؟؟"
قالها قيصر بجدية وهو يفكر إنه لا يحتاج الى شائعات من جديدك تخص علاقته بتارا .. لقد انتهت هذه الشائعات منذ سنوات ولا داعي لإحيائها ..
" حسنا ..موافق على أجرك اذا .. "
ابتسمت تارا بخفة وقالت بلباقة :
" سيكون تعاملا مميزا كالعادة ان شاءالله .."
ابتسم قيصر برسمية ورد :
" واثق من هذا .. "
وضع قيصر توقيعه على العقد ثم منحها إياه لتضع توقيعها عليه ..
انتهوا من امضاء العقود لينهض المدير من مكانه ويشير اليها :
" من الأفضل أن نتحدث الآن لوحدنا من أجل بعض التفاصيل .. "
نهضت من مكانها ثم مدت يدها لتودع قيصر الذي أخبرها :
" بعد انهاء الاجتماع القصير مع سالم بك عودي الى مكتبي كي نتناول القهوة ونتحدث قليلا .."
ابتسمت بخفة وهي تومأ برأسها ثم خرجت مع سالم ..
لحظات قليلة ودلفت شمس الى المكتب ليهتف بها بدهشة :
" كيف دخلتِ وأين السكرتيرة ..؟!"
ردت بضيق :
" غير موجوده .. "
" أليس من المفترض أن تستأذنه قبل الدخول ..؟!"
رفعت حاجبها وأجابت ببرود مصطنع :
" لسنا في وضعنا يسمح في التركيز على اشياء سخيفة كهذه .. أليس كذلك ..؟!"
سارت نحوه بثقة تعمدتها بينما قيصر يتأمل فستانها القصير و ملامح وجهها المميزة بتمعن ..
جلست أمامه ليتابعها بعينيه وهي تتحدث :
" لقد تحدثت مع ماما البارحة .. هي ليست موافقة بالطبع لكنها لن تعارض رغبتي اذا ما وافقت .."
كانت تتحدث وكأنها سيدة الموقف غير مدركا إن هذه طريقتها الجديدة في التعامل معه ..
تأملها وهي تكمل :
" لا ألومها ولكنني سأسعى لإقناعها بزواجنا .."
سألها بخبث :
" أرى إنك مقتنعة بهذه الزيجة للغاية هذه المرة .."
" ولمَ لا .. ؟!زيجة جيدة تطمح اليها اي فتاة .."
نظر اليها مستغربا لتكمل بإبتسامة واسعة وهي تفكر إنها ستجعله في كل لحظة يعلم إنها لم تعد كالسابق والإهم إنها ذات دور أساسي وهام في كل ما يجري وليست لعبة في يده :
" رجل ثري ذو مركز وسلطة .. قوي ولا يخاف احدا .. زيجة مناسبة سوف توفر لي حياة رغيدة ومستقبل رائع .."
أكملت بعدها بجدية :
" خاصة عندما تنفذ لي طلباتي .. تلك الطلبات التي تطلبها اي عروس .."
" وما هي طلباتك ..؟!"
سألها بسرعة لترد بثقة :
" سأخبرك إياها عندما تأتي وتخطبني من والدتي من جديد .. أمامها سأخبرك بطلباتي .. وانت لك مطلق الحرية في تنفيذها من عدمه ..
تطلع اليها متعجبا.. من المفترض إن زواجهما بسبب ما حدث لكنها تتصرف وكأنها زيجة طبيعية ..
يجب ان يسعده ذلك فكونها راضية بهذه الزيجة أمرًا جيدا لكن في داخله يعلم إن بها شيئا تغير ..
" وماذا بعد ..؟!"
قالت بجدية :
" القادم عندك .. اذا ما زال عرضك للزواج مني قائما أخبرني كي أحدد لك موعدا لتأتي وتخطبني وإذا تراجعت عن قرارك .."
قاطعها بسرعة :
" قيصر عمران لا يتراجع عن قراره يا شمس .. اعرفب ذلك جيدا .."
ابتسمت وهي تهتف به :
" جيد .. اذا سأتحدث مع والدتي كي أخبرك بالموعد الذي يناسبها .."
اومأ برأسه متفهما لتنهض من مكانها وتقول منهية الحوار :
" عن اذنك .. لدي عمل هام يجب إنهاؤه .. اراك لاحقا .."
ثم سارت الى الخارج بنفس الخطوات الواثقة التي دخلت بها ..
..........................................................................
سارت شمس خارج المكتب لترى تارا تسير في الممر بجانب احد موظفي الشركة ..
ابتسمت لها بخفة وهي تنهي حوارها مع الموظف ثم تتجه نحوها تسألها بنفس الإبتسامة الجذابة :
" كيف حالك يا شمس ..؟!"
ردت شمس بإبتسامة منتعشة :
"بخير يا تارا .."
" اذا وكيف أخبار عملك هنا ..؟!"
سألتها لترد شمس :
" كل شيء يسير جيدا نوعا ما .. "
" رائع .. اتمنى لك الموفقية .. "
ابتسمت شمس وردت :
" شكرا يا تارا .. "
نظرت اليها تارا للحظة ثم قالت :
" العفو .. "
" هل لديك عمل هنا ..؟!"
سألتها شمس فجأة ثم قضمت لسانها وقد ندمت على سؤالها الذي لم تفهم سببه حتى ..
ردت تارا ببساطة :
" شيء من هذا القبيل .. سوف اكون الوجه الإعلامي الجديد للشركة .."
" اختيار ممتاز .."
ضحكت تارا وردت :
" شكرا .. "
أكملت بجدية :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" هل هناك شيئا آخر تودين معرفته ..؟!"
احمرت وجنتا شمس وهي ترد بسرعة :
" كلا .. لقد سألت من دافع الفضول لا اكثر .."
جذبتها تارا من ذراعها نحو احد اركان الشركة الخالية من الموظفين وقالت بجدية :
" لا داعي لكل هذا .. كنت أمزح معك .."
أكملت بعدها :
" حتى لو سألت هذا حقك .. من حقك أن تعلمي سبب وجودي .. بالتأكيد الشائعات القديمة ما زالت تحتل تفكيرك .. هذا أمر طبيعي .. "
ابتلعت شمس ريقها وهي تفكر ان الحديث أخذ منحنى لا تحبذه ..
تأملت تارا توترها وقالت :
" اسمعيني يا شمس .. او اسمعي نصيحتي .. انا اعلم جيدا إن هناك شيء يدور بينك وبينه .. مثلما اعلم إن هذا الشيء بدأ من عنده .. وبقراره وحده .، "
" ماذا تقصدين .."
سألتها شمس بإضطراب لتهتف تارا بجدية :-
" قيصر يحبك يا شمس .."
توترت ملامح شمس لا إراديا قبل ان تهتف بتلعثم :
" ما هذا الكلام ..؟! بالطبع لا .. "
أردفت بجدية :
" شخص مثل قيصر عمران لا يستطيع أن يحب .. حتى لو حاول فلن يستطيع .. أشك إن لديه قلبا من الأساس .."
ضحكت تارا وردت :
" أنت تظلمينه كثيرا يا شمس .."
رمشت شمس بعينيها وقالت :
" أظلمه ..؟! انا يا تارا ..؟! شكرا حقا .. "
ثم أكملت ببؤس :
" ما بالك تدافعين عنه بهذا الشكل ..؟!"
هتفت تارا بجدية :
" بالطبع أمزح .. انظري هو .."
صمتت قليلا تحاول انتقاء كلماتها فهي إن تحدثت عنه بصراحة ستقول كلمات ربما تجعل هذه العنيدة تنفر أكثر فمن وجهة نظرها هو قاسي ، متسلط ، متحكم ولكنها واثقة إنه يحبها .. نظراته لها واضحة لا تقبل جدالا .. لا تعرف لماذا تريدها أن تدرك مشاعره .. منذ متى وهي تتحدث بالحب والأمور العاطفية بل وتنصح أحدا بخصوصها..؟!
لماذا تود أن تشعر شمس بقيصر وبما يعتمل بداخله نحوها ..؟!
هل رغبة منها بدعم رجل ساعدها مسبقا ..؟!
كلا فقيصر لم يتحدث أمامها يوما عن شمس بل لم يتحدث عن أي أمور خاصة إطلاقا ..
إذا هي تفعل هذا لأجل تلك الصغيرة التي تعاني من تملكه وتسلطه دون أن تستوعب إن كل هذا بدافع الحب الذي لمحته هي بعينيه وأدركته مرارا ورغم دهشتها من ذلك إلا إنها فرحت بشكل غريب وهي تفكر إن العشق سيخفف تسلط ذلك الرجل ويجعله أكثر لينا بل ربما يجعله شخصا آخر ..
هتفت أخيرا بجدية :
" إنه شديدا للغاية .. باردا قليلا .. متسلطا نوعا ما لكن .."
صمتت وهي تنظر الى ملامح شمس التي تتابعها بإهتمام :
" هذا لا يعني إنه لا يستطيع أن يحب .. الحب أنواع يا شمس .. وطرق التعبير عنه تختلف من شخص لآخر ..
طرق التعبير ليست مهمة بقدر ما صدق المشاعر هو المهم .. ليس من الضروري أن يكون الرجل شاعرا يلقي على مسامعك كلمات العشق والهيام .. يكفي أن تشعري بحبه من خلال حمايته لك ودفاعه عنك ومساندتك في مختلف امور الحياة .."
" لماذا تخبريني بهذا ..؟! لماذا تريدين أن تثبتي لي إنه يحبني ..؟!"
ردت تارا بصدق :
" لإنه رغم كل صفاته المزعجة رجلا بحق .. رجل قادر ان يحافظ عليك ويدعمك دائما .."
أردفت بخفوت :
" ولإني أشعر إنكما ستكونان ثنائي رائع سويا .. أشعر بإنكما تناسبان بعضيكما للغاية .."
حدقت شمس بها بصمت بينما كلماتها ترن داخل أذنها وعقلها مشوش بالكامل ..
هل هو فعلا كما قالت عنه ..؟! هل يحبها بصدق ..؟! هل شعوره ناحيتها تجاوز مرحلة الرغبة وحب التملك ..؟!
وإذا كان كلامها صحيح ماذا ستفعل حينها ..؟!
نظرت تارا اليها والى تلك التساؤلات التي صدحت بعينيها بإبتسامة خافتة قبل أن تهمس بها منهية الحوار :
" فكري في حديثي جيدا وكوني واثقة إن لا مصلحة لدي في إخبارك بمشاعره الصادقة نحوك .."
الفصل الثامن والعشرون ..
( قبل الفصل اعتذر منكم عن التأخير للمرة الألف .. صرت احس الرواية مشؤومة لدرجة فكرت احذفها وابطل اكتب 🙂.. أتكلم بأمانة بس فعلا ظروفي زفت وكل ما تحدد موعد يتلخبط وآخرها اليوم .. اتمنى تعذروني بس فعلا هذي الحقيقة واني صادقة .. ظروفي هالفترة زفت بمعنى الكلمة ..
اتمنى تتحملوني وتأكدوا انوا الفصول الجاية ممتعة جدا .. لذا اعذروني ..
شكرا على تفهمكم ...❤️)
في قصر عائلة عمران ..
هبطت حوراء درجات السلم لتنادي احدى الخادمات وتسألها :
" ماذا حدث ..؟! من جاء قبل قليل ..؟!"
أجابتها الخادمة :
" لقد وصل صالح بك مع زوجة وابنته منذ قليل وهم الآن في صالة الجلوس مع بقية أفراد العائلة .."
أومأت برأسها ثم صرفت الخادمة واتجهت الى صالة الجلوس لتجد عمها مع زوجته وسوزان هناك اضافة الى والدتها وزوجة عمها علياء وقيصر الذي عاد من العمل لتوه وغيث ورانسي ..
ألقت التحية ثم اتجهت نحو عمها تحييه وتبعته بزوجته ثم سوزان التي حيتها بترفع شديد بادلتها سوزان إياه ..
أخذت مكانها بجانب والدتها لتسمع سوزان تسأل زوجة عمها علياء :
" متى ستعود لميس يا عمتي ..؟! أليس من المفترض ألا تذهب صباح اليوم الى العمل ..؟! "
ردت علياء بإبتسامتها اللطيفة :
" ستصل بعد قليل وتتجهز لأجل المساء .."
أومأت سوزان برأسها متفهمة بينما هتفت والدتها :
" كلما تكبر لميس كلما تزداد جمالا يا علياء .. ماشاءالله عليها .. سوزان اخبرتني إنها قررت العمل بعيدا عن شركات العائلة .."
ردت علياء :
" نعم .. فضلت ان تعمل في احدى القنوات الفضائية في مجال دراستها .. العلاقات العامة .."
" كان يجب ان تعمل في احدى شركاتنا يا علياء .. كان سيكون أفضل لها .."
قالها صالح بجدية لترد عليه زوجته :
" بالعكس يا صالح .. دعها تستقل في عملها وتعتمد على نفسها .. هذا افضل لها .. مكانها في شركات العائلة محفوظ لا يمسه أحد .."
أنهت حديثها ما ان وجدت خالد ولميس يدخلان الى المكان حيث ألقيا التحية عليهم قبل ان يتجها نحو صالح وعائلته لتحيته ..
شعرت حوراء بالإرتباك يغزوها فهذه المرة الأولى التي تقابل فيها خالد بعد اعترافها الغبي بمشاعرها نحوه ..
حاولت الحفاظ على رباطة جأشها بينما قفزت رانسي نحو اختها تهتف بها :
" متى ستتجهزين لأجل المساء ..؟!"
ردت لميس :
" ما زال الوقت مبكرا يا رانسي .. سوف أتجهز في حدود الساعة الرابعة ونصف .. "
" كيف حالك يا خالد وما أخبار العمل ..؟!"
سأل صالح ابن أخيه بإهتمام ليرد بجدية :
" بخير يا عمي .. كل شيء يسير على ما يرام .."
" هل دعوتِ جميع اصدقائك يا لميس ..؟!"
سألتها علياء بإهتمام لتجيب لميس :
" نعم جميعهم وسيأتون جميعا .."
" وهل دعوتِ تارا الهاشم أيضا ..؟؟"
سألتها رانسي بحماس لتهتف كوثر وقد أفاقت من أفكارها المتزاحمة على سؤال رانسي :
" وهل تارا الهاشم صديقة لها من الأساس ..؟!"
أكملت وهي تشير الى لميس :
" بالطبع ليست صديقتك .. أليس كذلك ..؟!"
" لكنها جاءت معها الى القصر وتناولت القهوة .. "
قالتها رانسي بسرعة لتبتسم كوثر بتهكم وهي ترد :
" نعم ، لقد علمت عزيزتي .. حقا مستغربة من سر إهتمام الجميع بها .. "
" وأنا مستغربة من سر تلك العداوة التي تحملينها نحوها يا زوجة عمي .."
حل الصمت المطبق بينما اتجهت انظار الجميع نحو سوزان التي كانت تبتسم بهدوء ..
تغضن جبين خالد بضيق انتبهت له حوراء التي كانت تلاحقها بنظراتها بينما كان الجمود يكسو وجه قيصر لتكمل سوزان :
" أنت تكرهينها بشكل غريب .. لا تستغربي كلامي فدوما ما كنت أرى نظراتك المزدرءة نحوها وحديثك السيء عنها .. يعني كنت أسمعك تتحدثين عندما ترينها على التلفاز او على أغلفة المجلات .. دوما ما تحاولين التقليل منها بشكل يثير استغرابي حقا رغم إنه لا يوجد رابط معرفة بينكما .."
تجمدت ملامح كوثر لا اراديا للحظات قبل ان ترد بصوت جاف :
" لإنها لا تعجبني .. ليست مريحة .. والأهم إنها تدعي الاحترام والرقي بينما هي لا تحمل أيا منهما .. "
شعر خالد بالغضب يكسوه من حديثها بينما ابتسمت حوراء بتشفي اما لميس فأزعجتها تلك الكلمات فهمت بالدفاع عن تارا رغم معرفتها القصيرة بها الا انها شعرت بدماثة أخلاقها لكن كان هناك من سبقها وهو قيصر الذي هتف بصرامة :
" هذا غير صحيح .. تارا لا تدعي الاحترام والرقي يا أمي .. هي كذلك فعلا .. "
نظر خالد اليه بقوة وشعور الضيق سيطر عليه رغم إنه من المفترض ان يكون سعيدا بهذا الكلام اما حوراء فقد كتمت غيظها بصعوبة ..
" ومن أين تعلم هذا ..؟! تتحدث بثقة غريبة يا بني .."
قالتها كوثر بنبرة بدت له متهكمة ليرد بجدية :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" لإنني أعرفها منذ اعوام .. منذ أولى سنواتها في هذا المجال .. تارا محترمة حقا .. رغم عملها في وسط به الكثير من المغريات الا إنها حافظت على إحترامها ووضعت لها حدودا غير مسموح لأي حد تخطيها .. دماثة أخلاقها لا خلاف عليها وللمعلومة هي تنتمي لعائلة محترمة للغاية ذات أصل طيب لكنها لا تتحدث عن حياتها الخاصة أمام العامة .."
" ماشاءالله .. تعرف كل هذا عنها يا قيصر .. يبدو إن صداقتكما قوية للغاية .. "
قالتها حوراء بسخرية ليرد قيصر بحزم :
" لا داعي لهذه التلميحات السخيفة يا حوراء .. نعم بيننا صداقة نوعا ما .. ليست عميقة لكنها صداقة بكل الاحوال بسبب تعاملنا سويا في مجال العمل أكثر من مره .. اما هذه المعلومات فأنا عرفتها من أحد الأصدقاء المشتركين اضافة إلا إن أخلاقها وإحترامها يشهد به جميع من تعامل معها وجميع من يعرفها يعني ليس شيئا غريبا او سريا .."
ضمت حوراء شفتيها بقوة بينما قالت رانيا بمرح مفتعل :
" ما بالكم جميعا ..؟! لا داعي لهذا التوتر .. لميس هل تعرفين تارا حقا ..؟! أخبريها إن زوجة عمك معجبة بها وتحب أغانيها وتستمع اليها دائما .."
نظرت كوثر اليها بقرف بينما ابتسمت لميس وردت :
" سأخبرها بالطبع .. "
ثم أكملت بتحدي :
" كما إنني دعوتها الى حفل العيدميلاد وأتمنى حقا أن تأتي .."
سيطر الوجوم على ملامح كوثر بينما زفر قيصر أنفاسه بضيق من جميع ما يحدث وخاصة كونه إضطر الى الدفاع عن تارا بهذا الشكل الصريح والذي سيجلب الشكوك نحوه لكنه اضطر لفعل هذا خوفا من تمادي والدته في حديثها السيء عن الفتاة ..
...................................................
كانت شمس تساعد والدتها في صب طعام الغداء حينما سمعتها تقول فجأة :
" لقد صليت لأجلك صلاة الإستخارة .."
بهتت ملامح شمس للحظات قبل ان تترك ما بيدها وتتجه نحوها تسألها بعدما استوعبت ما سمعته :
" حقا ..؟! وماذا رأيت..؟! أقصد يعني هل رأيت شيئا ..؟! او شعرت بشيء تجاه هذه الزيجة ..؟!"
تأملتها والدتها بصمت للحظات قبل ان تقول بجدية :
" لقد كان حلما جيدا .. "
" حقا ..؟!"
سألتها شمس بعدم تصديق لتكمل والدتها وهي تومأ برأسها :
" نعم .. ليس مهما أن تعرفي ما رأيته لكن للأمانة الحلم كان يدل على خير والله اعلم .. "
شردت شمس في حديث والدتها ورغما عنها سألت نفسها ، هل ستجد خيرا من هذه الزيجة حقا ..؟! هل ستكون سعيدة ومرتاحة ..؟!
" انظري يا شمس .. لا أنكر إن الإستخارة أثرت بي نوعا ما لكن هذا لا يلغي قلقي وعدم اقتناعي أبدا بهذه الزيجة .. لكنك تريدين إتمامها لذا لا يحق لي منعك والوقوف في طريقك .. فقط ما أريده ان تتمهلي في كل خطوة قادمة .."
اكملت وهي تحاول إخفاء خوفها الشديد مما هو قادم :
" اتمنى لك أن يكتب الله لك الخير في كل خطوة قادمة من حياتك .."
ابتسمت شمس بحزن ثم اندفعت تحتضن والدتها التي أحاطتها بين ذراعيها بحنو ..
ابتعدت عنها بعد لحظات لتسألها بجدية :
" هل نحدد موعدا مبدئيا معه ..؟!"
نظرت اليها والدتها وردت :
" أريد أن يأتي لوحده اولا .. يجب أن أتحدث معه .."
قالت شمس بجدية :
" جيد وأنا أيضا لدي شروطي يجب أن يعلم بها .."
" حسنا .. حددي له موعدا يناسبك وأبلغيني به .. "
هزت شمس رأسها ثم قالت وهي تتجه خارج المطبخ :
" سأعود بعد قليل .."
اتجهت نحو غرفتها لتفتح هاتفها وتقرر الاتصال به ..
" مرحبا .."
قالها مندهشا من اتصالها لتهتف به :
" مرحبا .. اتصلت بك لأجل الموعد .. ماما تريد رؤيتك لوحدك اولا قبل أن تأتي بعائلتك .."
كانت تتحدث برسمية ليجيب وهو يفك أزرار قميصه في جناحه :
" لها ما تريد بالطبع .. أي موعد يناسبكم .. ؟!"
ردت بهدوء :
" بعد الغد .. الخامسة مساءا مثلا ..؟!"
" جيد .. ليكن كذلك اذا .."
" حسنا .. ننتظرك اذا .. مع السلامة .."
" مع السلامة .."
أغلقت الهاتف في وجهه لتبتسم وهي تفكر في تلك الشروط التي وضعتها والتي تتمنى حقا ان يوافق عليها ..
اندفعت خارج غرفتها بحماس تخبر والدتها عن موعد زيارته لهم..
.........................................................................
مساءا ..
أطفأت لميس شموع عيدميلادها الثاني والعشرين لتبدأ في تلقي التهاني من جميع الضيوف ..
عائلة عميها وعائلة عمتها ..
أقارب والدتها وبعضا من معارفهم المقربين وبالطبع أصدقائها ..
اقترب منها خالد يضمها بحميمية أخوية قبل ان يمنحها هديتها والتي كانت عبارة عن سيارة ذات طراز حديث موديل هذا العام لتفرح بشدة وتشكره بإمتنان على هذه الهدية الثمينة ..
تلقت الهدايا من البقية والتي كان بعضها ثمينا جدا من أفراد عائلتها كوالدتها التي أهدتها عقدا ماسيا وعمتها التي أهدتها سوارا رائعا ..
انتهى الجميع من منحهم هداياها ثم صدحت اسواق الموسيقى الإيقاعية في ارجاء المكان لتذهب لميس مع أصدقائها بينما يندمج الجميع مع بعضهم كلا مع مجموعته الخاصة ..
كان حاتم يجلس بجانب قيصر الذي سأله :
" ما أخبار خالتي حنان ..؟! هل ذهبت لزيارتها بعد تلك الليلة ..؟!"
رد وهو ينظر الى والدته التي تتحدث مع علياء بإبتسامة واسعة وبجانبها تجلس اخته الصغرى عليا :
" نعم ذهبت .. تبدو جادة في امر زواجي .. تقول إنها اختارت العروس وسأعرفها قريبا .."
سأله قيصر بجدية :
" وهل ستوافق ..؟!"
هتف حاتم بسرعة :
" هل جننت يا قيصر ..؟! أوافق على ماذا ..؟! مستحيل .. انا أرفض الزواج عموما فهل تتوقع أن أتزوج وبهذه الطريقة ..؟!"
قال قيصر بهدوء :
" ولكن خالتي حنان لن تتراجع عن قرارها بسهولة .."
" سأقنعها أن تتراجع .. لا أفهم ما مشكلتها معي ..؟! لديها ولد آخر فلتزوجه بدلا مني .."
قال قيصر وهو يبتسم بخفة :
" اخوك يصغرك بأعوام .. انت البكر والأولى بذلك .."
هتف حاتم بحنق :
" من حظي الأسود أنني البكر يا قيصر .. انا لا افهم لمَ هي مصرة على تزويجي ..؟! ما الفائدة من زواجي ..؟! لماذا لا تفعل مثل والدتك ..؟! هاهي تجلس وكأنها في عزاء منذ ان علمت بقرار زواجك ..؟!"
نظر قيصر الى والدته الواجمة ليبتسم وهو يقول :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" والدتي كان الله في عونها .. هي الآن في مرحلة استيعاب صدمة قراري .."
هز حاتم رأسه بملل ثم نظر الى خالد الذي يجلس مقابله يتحدث مع مجموعة من أقربائه لتتلاقي نظراتهما فيسأله حاتم بمزاح :
" وماذا عنك يا باشا ..؟! ألا تنوي دخول القفص الذهبي مثل ابن عمك ..؟!"
رد خالد بهدوء :
" فلتدخله انت اولا يا حاتم .. لا تنسى أنك الأكبر سنا .."
تذمر حاتم قائلا :
" ما مشكلتكم مع سني لا أفهم ..؟! هل قاربت على الخمسين وانا لا ادري ..؟!"
كتم قيصر ضحكته وقال مشاكسا :
" شكلك يوحي إنك في منتصف الأربعينات يا حاتم .. "
التفت نحوه خاتم وقال بسخرية :
" أرى أن قرار زواجك إنعكس على نفسيتك بشكل جيد .. منذ متى وأنت تحب المزاح يا قيصر ..؟!"
عاد ونظر الى خالد المبتسم بإقتضاب ليهتف بجدية :
" حقا يا خالد .. تأثير الزواج ظهر مبكرا على ابن عمك .. أتمنى أن يكون له ربع التأثير عليك .. "
" اذا تزوج من إمرأة يعشقها سيكون له تأثير رهيب عليه ..."
قالها احد الموجودين ليرمقه خالد بنظراته الهادئة دون رد بينما يشاكسه حاتم :
" خالد يعشق ..؟!! أشك في ذلك .. "
أيده الشاب :
" أتفق معك .."
نهض خالد من مكانه مرددا بضجر:
" يبدو إن مزاجكم عالي جدا الليلة .."
اتجه نحو البوفيه ليأخذ كأسا من العصير بينما نهض قيصر من مكانه هو الآخر واتجه نحو عمته التي تجلس بجانب والدته وزوجات عمومه ليبتسم لها ويقول :
" جهزي نفسك عمتي .. ستخطبين لي قريبا ..."
" حقا ..؟! من هي العروس ..؟! أخبرني هيا .."
ابتسم بخفة على سعادة عمته متجاهلا نظرات والدته وحوراء الحانقتين بينما اقتربت دينا منه بفضول ليقول :
" نفسها العروس السابقة يا عمتي .."
هتفت هند بدهشة :
" شمس .. حقا يا قيصر ..؟!"
سألته علياء بإستغراب :
" طالما ستتزوج منها الآن ، لماذا طلقتها منذ عامين ..؟!"
رد بهدوء :
" النصيب يا زوجة عمي ..."
" مبارك لك يا بني .. فرحت لك كثيرا .."
قالتها هند بسعادة حقيقية ليرد :
" شكرا عمتي .. بارك الله لنا في عمرك .."
" مبارك لك يا قيصر .. بالرفاه والبنين ان شاءالله .."
قالتها رانيا زوجة عمه وتبعها الموجودين ..
ابتعد قيصر عنهم بعدها ليتفاجئ بسوزان تقترب منه بملامح يسيطر عليها الخجل فيبتسم لها بدعم صريح لتهتف بصوت متحشرج :
"مبارك يا قيصر .. سعدت كثيرا لأجلك .."
رد قيصر وهو ما زال محتفظا بإبتسامته :
" شكرا يا سوزان .. عقبالك .."
تنحنت بحرج ليهتف بها بجدية :
" قولي ما لديكِ يا سوزان .. لا داعي للحرج .."
هتفت بتوتر :
" اسفة على كل ما بدر مني سابقا .. أشعر بالحرج كلما تذكرت تصرفاتي السابقة .."
قال قيصر بصدق :
" لا داعي للاعتذار يا سوزان .. انتِ اختي الصغيرة التي مهما فعلت أظل أحبها وأتفهمها .."
ابتسمت برقة وهي ترميه بنظراتها الممتنة لتجد فادي يتقدم منهما فتستأذن منه وتبتعد ليقف فادي امام اخيه يهتف به :
" مبارك .."
تأمل قيصر ملامح أخيه الغامضة وأجاب بثبات :
" شكرا .. عقبالك ..."
لاحت ابتسامة متهكمة على وجه فادي أختفت بسرعة ليكتفي بإيماءة من رأسه دون رد تلاحقه نظرات قيصر الذي رغما عنه شعر بالشفقة على أخيه وحاله الذي لا يستقر ابدا ..
......:...............................................................
بعد مرور يومين ..
كان قيصر يجلس امام والدة شمس التي ترمقه بنظراتها الهادئة بينما تجلس ابنتها بجانبها تنظر اليهما بصمت لتهتف والدتها أخيرا :
" اذا لقد عدنا الى نقطة البداية .. مر عامين وعدنا من حيث انتهينا .."
ابتسم قيصر بخفة ورد :
" إنه النصيب يا هانم .. "
هزت رأسها دون رد ثم ما لبثت ان قالت :
" لقد طلبت رؤيتك لوحدك كي أتحدث ببعض الأمور قبل ان تجلب عائلتك معك .."
" تفضلي .. كلي آذان صاغية لك ..."
تنهدت مها بصمت ثم قالت بهدوء :
" انا لن أتحدث عن الأمور المادية والطلبات المعتادة كالمهر والمسكن وغيرها .. شمس هي من تقرر ما تريد ..
انا تهمني اشياء اخرى .. أنت تريد الزواج من ابنتي .. لن أمنعها اذا قبلت بهذا .. لن أقف في طريقتها مهما حدث لكن في نفس الوقت سأكون بجانبها .. سندا لها .. سوف أمنحها كل ما أستطيع متى ما إحتاجت لي ... "
صمتت للحظة ثم أكملت :
" أما أنت فلا أريد منك سوى أن تكون سندا بحق لها .. تحافظ عليها وتحميها من كل شيء .. تقف جانبها في أوقات الشدة .. تعاملها أفضل معاملة .. تكون أبا لها قبل أن تكون زوجا .. لن أقبل أن تهينها يوما .. ترفع يدك عليها .. حتى عندما تخطأ لن تفعلها .. بإمكانك ان تحاسبها على اخطائها بأي طريقة .. إلا الضرب والإهانة يا قيصر .. لن أرضى بهما أبدا وإن فعلتها يوما ، لن أبقيها على ذمتك لحظة مهما حاربتني .. لن تهمني سلطتك ونفوذك ابدا .."
كان يستمع الى حديثها بثبات وترقب لكل حرف يصدر منها ليهتف أخيرا بهدوء :
" ربما لست مثاليا .. أغضب بسرعة شديدة .. قاسي في تعاملي .. لكن كوني واثقة إنني لن أفعل شيئا كهذا مهما حدث .. لم أضرب يوما إمرأة كي أفعلها الآن ومع زوجتي .. لا ضرب ولا شتيمة .. سندا لها سأكون .. سأدعمها في كل خطوات حياتي وفي المقابل اريد منها ما هو واجب طبيعي لأي زوجة .. لا أريدها خاضعة مستسلمة ولكن أريدها ان تحترم مكانتي في حياتها وتستوعب طباعي .. تدعمني في عملي وتهتم بي كزوجة بحق وفي المقابل ستجد مني كل الرعاية والإهتمام .. "
أومأت مها برأسها ثم اكملت :
" هناك شيء آخر .. ابنتي ستصبح زوجتك .. لن تكون هناك غيرها في حياتك بأي صفة كانت .. ابنتي لن ترضى بذلك وانا لن أرضى بذلك لها .. أتحدث عن الزواج الثاني حتى .. انت رجل مقتدر ماشاءالله .. النساء من حولك كثر .. ضع في بالك إن شمس لن تقبل يوما بمن تشاركها زوجها .. ربما تتعجب من كلامي لكنني أريد وضع النقاط على الحروف .. ابنتي ساكون زوجتك الوحيدة وطالما هي على ذمتك لن تكون هناك غيرها على ذمتك ايضا .."
" لست مزواجا يا هانم .. كوني واثقة من ذلك .. وبالطبع من حقك ان تحددي كل هذا من الآن .."
منحته مها ابتسامة مقتضبة قبل أن تقول :
" وأخيرا .. عائلتك .. لن أقبل بأي إهانة موجهة لهم لإبنتي .. سيعاملونها بما يرضي الله واذا أهانوها يوما فستتصرف انت معهم .. لن تقبل ابنتي بأي إهانة منهم وهي في المقابل ستعاملهم بما يرضي الله .."
تنهد قيصر وقال :
" كرامة زوجتي من كرامتي يا هانم .. من يهينها يهينني .."
حدقت به مها بصمت تتأمل لباقته رغم حديثه المختصر لتهتف منهية حديثها :
" لقد قلت ما لدي .. الباقي ستقوله شمس فهو يخصها وحدها .."
نظر قيصر الى شمس وسألها بجدية :
" تفضلي يا شمس .. قولي ما هي طلباتك .. ؟! "
رفعت شمس عينيها اللامعتين نحوه لتأخذ نفسا عميقا وقالت بجدية :
" حسنا طلباتي بسيطة .."
نظر لها بإهتمام لتهتف :
" اولا سأعمل كما تمنيت دوما معيدة في الجامعة .. عندما يصدر قرار تعييني بالطبع ..
حتى إن قررت يوما العمل في غير مجال التدريس ستقبل ..
يعني بإختصار لن اترك عملي ابدا ..
حتى لو مرت سنوات على زواجنا ولو رزقنا الله بأطفال فعملي لن يتأثر بكل هذا .. "
قاطعها :
" في حالة عدم تأثير عملك على واجباتك كأم وزوجة فلا بأس .. انا أحترم المرأة العاملة عموما .."
هتفت بثقة لا تعرف من أين أتتها :
" بالطبع لن يؤثر .."
" جيد ... غيره ..؟!"
قالت بجدية :
" لدي اضافة على النقطة الاولى .. انا أنوي اكمال الدراسات العليا .. الماجستير ثم الدكتوراه .. "
ابتسم بخفة وقال :
" تفكير جديد .. احب النساء الطموحات.."
" حسنا .. ثانيا اذا .. لا أحب التحكم المفرط .. سأحترم كلامك بالطبع لكن دون تسلط او تحكم مبالغ فيه .. "
حدق بها بصمت لتكمل بجدية :
" كل شيء بحدود .. أليس كذلك ..؟! "
هز رأسه وأجاب بهدوء :
" بالطبع .."
هتفت أخيرا :
" ما قبل الأخير .. أريد السكن في منزل منفصل عن عائلتك .."
ابتسم بخفوت ثم قال :
" هذا مستحيل .. انا كبير العائلة .. لا يمكنني ترك القصر ابدا .. ثانيا القصر كبير .. جناحنا كبير للغاية .. يعني من غير المنطقي ان اترك قصر عائلتي واعيش خارجه .."
" ولكن انا احب الإستقلالية .."
قالتها بعناد ليهتف بجدية :
" استقلاليتك لن تتأثر ابدا .. القصر شاسع الحجم .. "
زمت شفتيها بعدم رضى ليكمل بهدوء :
" لا تحكمي قبل أن تري بنفسك جناحنا المستقبلي وحجمه .."
أردف بعدها :
" وماذا بعد ..؟! هل توجد طلبات أخرى ..؟!"
أومأت برأسها ثم قالت :
" نعم .. آخر طلب .. هو بالأحرى شرط .. لن ننجب أطفالا قبل ثلاث سنوات على زواجنا .."
نظر اليه بملامح واجمة قبل أن يهتف بهدوء غريب :
" إنها مدة قصيرة حقا يا شمس .. برأيي أن تؤجليها حتى الذكرى العاشرة لزواجنا مثلا بإعتبار أنك ستتزوجين من شابا يافعا ما زال في طور تكوين نفسه ..!!"
الفصل التاسع والعشرون
" وما المشكلة في ذلك ..؟! إنه امر طبيعي .. على الاقل عندما يحدث انفصال بسبب عدم إتفاقنا لن يكون هناك اطفال يتشتتون بيننا .."
" وصلت الى مرحلة الانفصال وانا لم أخطبك بعد .."
قالها بتهكم ليسمع والدتها تهتف بتحذير :
" شمس .. لا تقولي كلام كهذا الآن .."
قاطعتها شمس بإصرار :
" انا اتحدث بمنطقية ماما .."
هتف بها قيصر :
" اين المنطقية يا شمس ..؟! هل ما تقولينه منطقي برأيك ..؟!"
ردت بهدوء :
" لا أحد يضمن شيئا .. "
قاطعها بنفس الهدوء :
" من الجيد أنك تعرفين هذا .. الحياة بأكملها لا يوجد بها اي ضمان .. وان كنتي تظنين إن مرور ثلاثة سنوات على زواجنا بتفاهم سيضمن عدم حدوث مشكلة قد تؤدي الى الطلاق لا سامح الله فأنتِ مخطئة .. هناك من يتطلقون بعد عشرين عاما من زواجهم .. "
عبست ملامحها ليتنهد ويكمل :
" اقبل جميع طلباتك ولكن هناك اشياء غير مقبولة .. بإمكانك استبدالهما بطلبات آخرى اذا اردت .."
قال جملته الأخيرة بنبرة شعرت بها ساخرة لتهتف بحنق :
" هل تسخر مني ..؟!"
قال مصطنعا الدهشة :
" أسخر منك ..؟! بالطبع لا .. اتحدث بجدية .. "
أشاحت وجهها بضيق ليشير الى والدتها قائلا :
" حسنا يا هانم .. ما رأيك أن تأتي عائلتي معي يوم الخميس ونخطب شمس رسميا .. ؟!"
نظرت مها الى ابنتها التي اكتفت بتعابيرها الممعتضة دون ان ترفض حديثه لتوافق على الموعد ..
خرج قيصر بعدها لتنتفض شمس من مكانها وهي تتمتم بحنق :
" حسنا يا قيصر عمران .. ارفض كما تشاء لكنني سأنفذ ما أريده على كل حال .."
.........................................................................
بعد مرور شهرين ..
تمت الخطبة بشكل سريع حيث ارتديا الخواتم بوجود افراد العائلة المقربين ..
اتفق قيصر ان يكون الزواج بعد شهرين فلا داعي للتأجيل خاصة إنه يخطبها للمرة الثانية وبالطبع لم تستطع والدة شمس الرفض فالمنطق يقول ان تتزوج ابنتها بسرعة كونها تخرجت منذ مدة ولا داعي للانتظار اولا وكونها سبق لها أن تزوجت ومن نفس الرجل ..
وما ان اتفقوا على جميع التفاصيل حتى انغمس الجميع في التحضير لحفل الزفاف وتجهيز شمس من جميع النواحي والتي قررت ان تحضر كل التجهيزات بنفسها خاصة بعدما قررت ان تترك التدريب في شركة قيصر على وعد ان تعود الى العمل كموظفة في الشركة حتى
يصدر قرار تعيينها كمعيدة في الجامعة وبالرغم من عرض قيصر عليها العمل في احدى الجامعات الخاصة لكنها رفضت متمسكة بحقها في جامعتها الاصلية ..
مرت الايام وحفل الزفاف يقترب وقد أصر قيصر ان يقيمه في أرقى فندق في البلاد ولم تعترض شمس بل إنها طلبت منه ارتداء ثلاث فساتين زفاف ليهتف متعجبا :
" ثلاث فساتين ..؟! "
فتومأ برأسها وتقول :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" نعم ثلاثة فساتين .. إنها موضة منتشرة هذه الفترة .. هل توجد مشكلة ..؟! أم إنك لا تتحمل تكلفة ثلاث فساتين ..؟!"
رد بقوة :
" أستطيع ان أجعلك ترتدين كل عشر دقائق من الحفل فستان جديد وليس ثلاث فساتين فقط .."
" جيد .. "
قالتها وهي تبتسم بتصنع ليكمل بهدوء :
" هناك مصمم خاص نتعامل معه .. هو المسؤول عن التصميم .."
أومأت برأسها ثم قالت :
" حسنا ولكن سيصمم الفستان الاصلي اما الفستانين الآخرين سأختارهما بنفسي .."
" اذا اذهبي الى احدى محلات الماركات العالمية واشتري من هناك الفستانين .. "
هزت رأسها ثم سألته بدهشة :
" ألن تأتي معي وانا اختار الفساتين ..؟!"
هتف بجدية :
" حسنا اذا قلت سآتي ربما ترفضين فأنا لا اعرف مالذي يناسبك وتحبذينه .."
ابتسمت بخفة وقالت :
" حسنا لا تأتي .. دعها مفاجئة .."
هز رأسه وهو يكاد يخنقها فهي طالما لا تريده أن يأتي ، لماذا سألته اذا ..؟!
كانت شمس تولت مسؤولية تجهيز اشيائها الخاصة بينما قيصر مسؤول عن بقية الاشياء فهي كانت تثق في ذوقه ولكن بالطبع كان يأخذ رأيها في بعض تفاصيل الحفل الذي سيكون من أفخم حفلات الزفاف في البلد لهذا العام ..
لم تلتقِ شمس بعائلته سوى مرتين تعاملت بها مع الجميع بإستثناء فادي الذي كان غائبا عن المنزل في المرتين ..
ما زال داخلها يوجد مخاوف من المقابلة رغم إنها تتمنى ان تقابله وجها لوجه كي تعتاد على وجوده الذي لا بد منه ..
......................................................................
دلف قيصر الى جناح أخيه بعدما سمح له أخيه بذلك ليجده يلملم أغراضه في حقيبة كبيرة ليهتف به :
" اذا ما قالته ماما صحيح .. ستترك القصر .."
توقف فادي عن لملمة أغراضه مستديرا نحو أخيه متأملا إياه للحظة قبل أن يرد عليه :
" نعم سأترك القصر .. هكذا افضل .."
" بسبب زواجي من شمس .. أليس كذلك ..؟!"
سأله قيصر بملامح لا توحي بشيء ليرد فادي بصدق :
" احد الأسباب ولكن ليس السبب الأساسي .."
" وما هو السبب الأساسي ..؟!"
سأله قيصر بإهتمام ليرد فادي بجدية :
" أريد الإنفراد بنفسي .. البقاء لوحدي .. اشتريت شقة مناسبة وسأبقى فيها .. أشعر إن هذا أفضل لي .. وأفضل لك أيضا .."
أكمل بعدها بجدية :
" أظن أنك تتفق معي في كلامي ، أليس كذلك ..؟!"
لم يجبه قيصر على سؤاله بل قال بجدية :
" هذا قصر العائلة .. مكانك محفوظ به .. لا أحد يستطيع ان يمسه .. تذكر ذلك دائما .."
" أعلم ذلك .. لكن اجواء القصر لا تناسبني هذه الفترة .. حتى لو لم تكن ستتزوج من شمس كنت سأتركه يوما ما ولكن زواجك عزز من قراري وشجعني على تنفيذه .. "
" ستحضر حفل الزفاف .. أليس كذلك ..؟!"
سأله قيصر بهدوء ليبتسم فادي بخفة ويرد :
" بالطبع لن أفعلها ولا أحضر يا قيصر .. لن أجعلك انت والعائلة عرضة لألسنة الناس وأحاديثهم التي لا تتوقف .."
" جيد .."
قالها قيصر بإقتضاب ليهتف فادي أخيرا بجدية :
" صحيح ، انا سأسافر خارج البلاد بعد الزفاف ولا تسألني لماذا .."
نظر اليه قيصر بتمهل ثم ما لبث ان قال بجدية :
" كما تشاء يا فادي .. لكن ابقى على تواصل معي .."
اومأ فادي برأسه متفهما بينما خرج قيصر من الجناح تاركا اياه يكمل ترتيب اغراضه ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
.....................................................................
كانت شمس تلملم أغراضها المتبقية استعدادا لحفل الزفاف لتجد ربى تدلف الى الداخل وهي تضع أمامها بعض حاجياتها وتقول :
" خذي هذه ايضا .. لا تنسيها .."
زفرت شمس أنفاسها بضيق واتجهت تجلس بجانب اختها على السرير تهتف بحنق :
" لقد تعبت .. أشعر بالإرهاق الشديد .. لو كنت أعلم ان الأمر متعب لهذه الدرجة ما كنت لأتزوج .."
ضحكت ربى وقالت :
" تعبت من تحضيرات الزفاف فقط .. ماذا ستفعلين بعد الزواج وانت تتحملين مسؤولية عائلة ..؟! زوج ثم اطفال باذن الله .."
تطلعت شمس اليها بضيق بينما سألت شمس :
" ماذا تفعل ماما ..؟! "
ردت ربى بجدية :
" لا أعلم .. أشعر إنها حزينة هذه الفترة بسبب زواجك وخروجك من المنزل .."
" بالطبع ستفعل .."
قالتها شمس بسرعة ثم ما لبثت ان سألت أختها :
" وأنت ..؟! ألستِ حزينة ...؟!"
ردت ربى :
" لا أعلم .. لم أستطع تحديد مشاعري بعد .."
نظرت اليها شمس بصدمة لتهتف بعدها :
" وأسامة ..؟! اتمنى ألا يكون سعيدا .."
" أسامة أسعد شخص الآن ليس بسبب زواجك بل بسبب انتهاء امتحاناته وتحرره من هذه المرحلة الدامية .."
زمت شمس شفتيها بعبوس لتكتم ربى ضحكتها وهي تقول :
" يكفي ان ماما حزينة يا شمس .."
حدقت بها بضيق بينما سمعتا جرس الباب يرن لتنهض ربى من مكانها وتتجه نحو الطابق الأسفل لفتحه ..
فتحت الباب لتجد آخر شخص توقعته امامها..
احتدت ملامحها وهتفت بعصبية :
" ماذا تفعل هنا ..؟!"
سيطر فارس على اعصابه وهو يقول :
" اريد التحدث مع والدتك لو سمحت.."
زفرت انفاسها بضيق ثم سمحت له بالدخول على مضض لتخبره بعدما طلبت منه الجلوس في الصالة :
" دقيقة .. سأناديها لك .."
اومأ برأسه متفهما ثم اتجهت الى والدتها تناديها بينما أخذ فارس يتأمل المكان وهو يفكر في ما يفعله ..
لقد آتى الى هنا من باب الواجب اولا ولكي يعتذر عن تصرفات والده ثانيا ..
لحظات وأتت زوجة عمه لينهض من مكانها مستقبلا اياه ..
" مرحبا يا فارس ..."
قالتها مها بهدوء وهي ترسم ابتسامة رسمية ليبادلها إبتسامتها الرسمية وهو يجيب :
" اهلا بك يا زوجة عمي .."
" تفضل .."
قالتها وهي تشير له ان يجلس ليجلس على الكنبة المقابلة لها بينما هتفت هي بإبنتها التي تقف خلفها :
" اسألي ابن عمك ماذا يشرب وأعديه .."
حدقت ربى به بنظرات تود فتكه من خلالها ليتطلع اليها بلا مبالاة فتسمع صوت والدتها تناديها من جديد فتسأله على مضض :
" ماذا تشرب يا ابن عمي ..؟!"
رد بهدوء :
" أي شيء .. "
" سأعد لك العصير .."
قالتها بإقتضاب بينما نظرات والدتها المنحرجة تتابعها لتهتف بعدما رحلت :
" اعذرها يا فارس .. لقد ضايقها حديث والدك السابق كثيرا .."
تنهد وقال :
" انا أعذرها يا زوجة عمي ولا ألومها .. وانا جئت كي أعتذر منك عن تصرفات والدي وما قاله.. "
أكمل متأملا الضيق الذي سيطر على قسمات وجهها :
" انا غير راضيا عن جميع ما يقوم به وما قام به مسبقا .. كوني واثقة من هذا .."
حدقت به مها وهي تفكير إنه ليس وسيم الطلعة فقط بل يبدو ذو أخلاق رفيعة وشخصية لبقة مميزة ..
قالت أخيرا بجدية :
" انت لا علاقة لك بكل هذا يا فارس .. لن أحملك اخطاء غيرك .."
تقدمت ربى منه ووضعت العصير امامه ثم اتجهت وجلست بجانب والدتها ترمقه بنظراتها القوية والتي لم يبالِ بها وهو يكمل مشيرا الى زوجة عمه :
" في الحقيقة لقد أتيت ايضا لأخبرك إنكم عائلة عمي ومهما فعل والدي لن يلغي تلك الروابط بيننا ... علينا ان نتذكر هذا جيدا .."
هتفت مها بجدية :
" هذا أكيد يا فارس .. لم أسعَ يوما لإلغاء تلك الروابط ابدا .. و انت ابن عمهم الأكبر .. أي بمثابة أخيهم الاكبر .."
" ابن عمنا الذي لم نره ولو لمرة طوال حياتنا بل لم يكلف نفسه ويحضر عزاء عمه حتى .."
" ربى .."
نهرتها والدتها لتشيح وجهها بعدم اكتراث بينما قال فارس :
" كنت مسافرا يا ربى .. لو كنت هنا ما كنت ترددت لحظة لأحضره .."
لوت شفتيها بتهكم لاحظه لتهتف مها معتذرة :
" ربى لسانها يفلت منها أحيانا فهي تنفعل بسرعة .."
" لساني لا يقول سوى الحقيقة .. لا يعرف المجاملة ابدا .."
نظرت اليها والدتها بتوعد ليهتف فارس بتهكم يارب :-
" جيد وانا ايضا لا أحب المجاملات يا ربى .. "
حدقت به بعينين مشتعلتين لينهض من مكانه ويقول :
" اسمحي لي فيجب ان اذهب الآن .. أتمنى أن نبقى على تواصل يا زوجة عمي فكما قلت لك لا دخل لي بوالدي .."
" ان شاءالله يا فارس .."
قالتها مها بهدوء ثم أكملت بجدية :
" صحيح .. زفاف شمس ابنتي بعد ثلاثة ايام .. اتمنى ان تشرفني في الحضور انت وعائلتك ... "
ابتسم بلباقة وهو يرد :
" مبارك لها .. سأحاول ان احضر باذن الله .. "
هتفت ربى بسرعة :
" ولا تنسي ان تجلب خطيبتك يا فارس .. "
أكملت وهي تخبر والدتها :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" فارس خاطب يا ماما ومن الطبيعي ان ندعو خطيبته .."
أردفت وهي تنظر اليه بتحدي :
" اسمها نرمين ، أليس كذلك .. ؟! سننتظرها معك .. "
...........................................................................
بعد مرور ثلاثة ايام ..
كانت شمس تجلس في الغرفة المخصصة لها في الفندق بجانبها اختها وصبا وبعضا من قريباتها تضع اللمسات الأخيرة على وجهها ..
هتفت ربى بجدية :
" تبدين رائعة حقا .. لا تضيفي اي شيء آخر .."
" معك حق .."
قالتها شمس بشرود بينما قالت ربى :
" لنأخذ صورة سويا قبل الحفل .."
اتجهت نحوها بفستانها الأرجواني المميز والتقطت صورة مميزة معها قبل ان تحتضنها وتهتف بحزن واضح :
" سأشتاق لك كثيرا .."
أدمعت عينا شمس وقد بدأت تستوعب اخيرا إنها ستدخل مرحلة جديدة في حياتها دون عائلتها الصغيرة :
" وأنا أيضا .."
ابتعدت ربى عنها بعينين حزينتين بينما فتحت الباب ودلفت كلا من لميس ودينا منها وخلفهما رانسي لتهتف لميس بإبتسامة محببة :
" مبارك يا شمس ... بالرفاه والبنين ان شاءالله .."
ابتسمت شمس بخجل وردت :
" شكرا لميس وعقبالك .."
هتفت دينا بإبتسامة صادقة :
" مبارك لك .. تبدين جميلة للغاية .."
نظرت شمس اليها بإبتسامة هادئة وهي تفكر ان دينا تبدو افضل من والدتها وأختها وأخيها الاصغر بينما هتفت رانسي بإعجاب :
" انت جميلة للغاية .. لقد احسن قيصر الإختيار .."
ضحكت لميس وقالت :
" دوما ما كان يحسن الإختيار يا رانسي .."
ابتسمت شمس بخجل بينما دلف الكوافير من جديد ليتجه نحوها كي يضع اللمسات الاخيرة عليها قبل بدء حفل الزفاف ..
الفصل الثلاثون ..
كانت شمس تجلس على احد الكراسي الموجوده في المكان تنتظر دخول قيصر إليها بعدما خرج الجميع كي يأخذها ويخرجان الى قاعة الحفل ..
كانت تشعر بتوتر شديد لا تعرف اذا ما كان بسبب الحفل الذي ستكون هي فيه محط أنظار جميع ضيوفه او بسبب ما ينتظرها بعد الحفل ..!!
نظرت الى الباب تنتظر قدومه ولأول مرة تشعر بالفضول حيال رأيه بها ..
دلف أخيرا بخطواته الرزينة ليتوقف على بعد مسافة منها متأملا إياها بملامح هادئة للغاية ..
لم يظهر على ملامح وجهه تعبير معين لكن نظرات عينيه كانت كفيلة بإخبارها بكل شيء ..
نظراته نحوها كانت مثالية .. أدركت كم هو معجب بها وبطلتها .. كم هو راضي عنها كعروس ولكن ما شعرت به وسبب لها نغزة داخلية هي تلك النظرة الغريبة التي لمحتها بين نظراته المليئة بالإعجاب ..
نظرة ذكرتها بحديث تارا السابق فعاود ذلك السؤال يراودها مجددا .. هل يمتلك مشاعر حقيقية نحوها ..؟!
كان قيصر يتأمل كل تفصيله فيها بشوق عارم وفكرة إنها باتت ملكه أخيرا أنعشته بقوة ..
مشاعره مختلطة ما بين توقه لها وسعادته بكونها باتت على ذمته ..
سعادة لم يتوقع ان يشعر بها يوما لسبب كهذا ..
آخر ما تخيله ان يسعد بوجود إمرأة في حياته ..
رغبته لا تقل عن سعادته فهو سينالها أخيرا بعد عامين من الإنتظار ..
كم رغب بها ..؟! وكم أرادها بين ذراعيه ..؟! والليلة سيحصل على كل هذا ..
ومع كل هذا المشاعر المختلطة كان قلبه ينبض بشكل جديد ومشاعر قوية بدأت تجتاحه نحوها ولأول مرة يعترف بإن رغبته بها لا تقتصر على العلاقة الجسدية فهو يرغب في وجودها في حياته تشاركه لحظاته وتسانده دائما ..
تقدم نحوها حتى وقف أمامها لتسأله بجدية :
" كيف أبدو ..؟!"
رد بصدق :
" رائعة .."
ابتسمت بخفة وردت :
" أعلم .. "
" تعجبني ثقتك بنفسك يا شمس ..تنعكس عليكِ بشكل ايجابي .."
قالها وهو يتأمل عينيها اللامعتين وقد تذكر اول لقاء جمعه بها وكيف انجذب للمعة عينيها ..
انحنى نحوها وطبع قبلة رقيقة على شفتيها لترمش بعينيها قبل أن تحمر وجنتيها فيهمس بخفوت :
" دعينا نخرج وننهي هذا الحفل بسرعة .."
ابتلعت ريقها وتوترت ملامحها وهي تفكر في القادم وما سيحدث وتتمنى ان تمر الليلة على خير ..
مد يده لها لتضع كفها في كفه وهي تفكر إنها بعد الآن ستبدأ شوط جديد من حياتها لا تعلم اذا ما سيستمر ام لا ..؟!
......................................................................
في الحفل ..
تقدم حاتم من قيصر وهو يبتسم بسعادة لينهض قيصر نحوه بإبتسامة هادئة فيهتف حاتم :
" واخيرا يا قيصر .. وأخيرا يا صديقي .. "
ضحك قيصر ورد بخبث :
" وأخيرا يا حاتم .. عقبالك .."
زفر حاتم انفاسه وردد بإحباط :
" لن يحدث ان شاءالله .. "
أردف مشاكسا :
" المهم مبارك لك وان شاءالله نفرح بوريث عائلة عمران قريبا.. "
ابتسم قيصر وقال :
" سيحدث ان شاءالله .."
ابتسم له حاتم ثم اتجه نحو شمس ومد كفه وقال :
" مبارك يا هانم .."
ابتسمت شمس وردت بعدما التقطت كفه :
" شكرا وعقبالك .. "
" ان شاءالله .."
قالها بإبتسامة ثم انسحب متجها الى طاولته ليجد حوراء تجلس على طاولة العائلة تتأمل القاعة بجمود فيقترب منها ويمازحها :
" ابتسمي قليلا يا حوراء .. ابتسامة واحدة لن ترسم التجاعيد على وجهك الجميل .."
رمقته حوراء بنطراتها الباردة ليبتسم ويكمل :
" انه زفاف أخيك الأكبر يا فتاة .. افرحي قليلا .."
ردت بصلابة :
" يكفي ان تفرح انت وغيرك ... فرحتي من عدمها لن تغير شيء .."
تنهد وقال :
" لا توجد فائدة .. "
احتدت ملامحها وقالت :
" بالطبع لا توجد فائدة .. لهذا لا داعي ان تتعب نفسك في حديث لن يغير اي شيء .."
" لو فقط افهم سبب تمسكك برفضك لزوجة أخيك .."
نظرت اليه حوراء ثم اشاحت وجهها وهي تفكر في حديثه ..
هل تخبره عن الأسباب الأساسية لرفضها كونها لا تناسبهم ولا تليق بهم ام عن السبب الذي جعلها تكرهها وتحقد عليها بشدة فهي جعلت أخيها يضربها ..
هي التي لم يجرؤ احدا يوما ويمد يدها عليها فجاء هو وفعلها وأمام واحدة لا تساوي شيئا ..
زفرت انفاسها ونهضت من مكانها بضيق لتجد دينا تتقدم نحوها وهي تهتف بها بحماس :
" تعالي ارقصي معنا انا ولميس وسوزان .."
ردت بإمعتاض :
" شكرا .. لا اريد الرقص ولا احبه من الاساس .."
ثم انسحبت من القاعة لتتأملها دينا بضيق قبل ان تعود الى لميس التي ترقص مع سوزان فتسمعها تسأل :
" ما بها حوراء ..؟! "
ردت دينا بملل :
" كالعادة لا يعجبها شيء ..."
هتفت سوزان بجدية :
" اتركوها وشأنها .. هي ليست من محبين الرقص اصلا .. "
" تعالوا لنأخذ صورة .."
قالتها دينا بسرعة وهي تشير الى المصور لتقفز رانسي من مكانها وتتبعهما وهي تهتف بهن :
" سآتي معكن .. انا ايضا من فتيات العائلة ويجب ان أشارك في الصورة .."
........................................................................
كان خالد يجلس على طاولة العائلة بجانب بقية أفراد عائلته يتأمل الحفل دون ان تغفل عيناه عنها فهو ينظر إليها لا اراديا بين الحين والآخر ..
كانت تجلس في الجهة المقابلة له على طاولة تجمعها بمجموعة من نخبة المجتمع التي تربطها صداقة بهم ..
ترتدي فستانا أسودا أيضا يليق بها بشكل يخطف الأنفاس ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ابتسامتها ترتسم على شفتيها وجمالها الرائق يجذب انظار الجميع وحضورها يسيطر على جميع افراد الطاولة ..
كيف لها ان تمتلك كل هذه مقومات من جمال وجاذبية وحضور طاغي ..؟!
كيف ان تجتمع كل تلك المميزات في إمرأة واحدة ..؟!
أشاح وجهه بعيدا عنها محاولا عدم النظر اليها رغم رغبته في ذلك ..
انتبه اليها بعد لحظات وهي تنهض من مكانها متجهة خارج قاعة الحفل ..
حمل كأس العصير وارتشف منه قليلا قبل ان ينهض من مكانه ويتجه الى احد العاملين ليأخذ منه نوعا آخرا من العصير فهذا النوع لم يعجبه ..
سحب كأسا من العصير وبدأ يرتشف منه القليل حينما لمحها تدلف الى القاعة ..
سارت الى الامام لتتلاقى عيناها بعينيه فتهز رأسها بتحية رسمية وملامح جامدة قبل أن تعاود السير نحو طاولتها ليتأملها بإستغراب سرعان ما تحول الى انزعاج شديد مما حدث ..
سمع صوت حاتم يأتي من خلفه يسأله :
" ما بال وريث عائلة عمران وقطبها الثاني يقف وحيدا بعيدا عن العائلة والاصدقاء ..؟!"
رد عليه بملل :
" نهضت كي أخذ العصير .."
وقف حاتم بجانبه وقال :
" الحفل رائع .. "
وافقه خالد :
" معك حق .. "
نظر حاتم اليه بطرف عينيه وقال :
" ألا تنوي ان تفعلها وتتزوج انت ايضا ..؟!"
رمقه خالد بنظرة سريعة قبل ان يعاود النظر الى الامام ويقول :
" ما زال الوقت مبكرا على هذا .."
" ما زال مبكرا أم إنك تنتظر الفتاة المناسبة ..؟!"
رد خالد بجدية :
" أليس من الطبيعي ان يتم الزواج من الفتاة التي أراها مناسبة لي ..؟!"
" صحيح .."
قالها حاتم وهو يفكر ان خالد لا يشعر بحوراء اطلاقا وهو الأمر الذي أحبطه قليلا ..
كان يتمنى لو يشعر خالد بها ويبادلها مشاعرها فربما حينها يستطيع احتواء تصرفاتها مع انه يشك في قدرة خالد على ذلك ببروده المستفز ..
زفر انفاسه بضيق ثم أخذ يتأمل الموجودين قبل ان يهمس لخالد :
" انظر الى كريم .. انه يرقص مع ابنة احد الوزراء .. هذا الشاب ينتقي الفتيات انتقاءا .."
رد خالد بقرف :
" تافه وسخيف .. "
ضحك حاتم وقال :
" لا اعلم متى سيترك علاقاته المشبوهة .. انه مدمن على الفتيات .."
هز خالد رأسه وقال بجدية :
" فظيع .. لا اعرف كيف يتحمل نفسه ..؟!"
ابتسم حاتم بخفة ثم اخذ ينظر الى الجهة المقابلة حيث تقف كلا من لميس ودينا امام سوزان فيتأمل سوزان بشعرها الأشقر وفستانها الجذاب ولكن ما جذبه اكثر ابتسامتها الرائقة وسعادتها الغريبة بالنسبة ليوم كهذا ..!!
.....................................................................
صدح صوت موسيقى هادئة في ارجاء القاعة ليقبض قيصر على يد شمس وهو يهمس لها :
" حان وقت رقصتنا .."
نهضت من مكانها معه وسارت جواره قبل ان تقف في منتصف القاعة فترفع يديها وتحيط رقبته بكفيها بينما يحيط هو خصرها النحيل بكفيه ..
بدئا يرقصان بتناغم شديد وهدوء بينما عيناه الزرقاوان لا تحيدان عن ملامح وجهها التي يعشق النظر اليها منذ اول مرة رأها فيها ..
" تبدين مرتبكة .."
قالها بجدية متأملًا توترها الغريب لتهمس بصدق :
" خجلة قليلا .."
ابتسم وقال :
" لم أعهدك خجولة يا شمس .. "
زمت شفتيها بعبوس وقالت :
" خجولة في المواقف التي تستدعي ذلك .."
تأمل شفتيها المزموتين برغبة دفينه لتكمل بتردد :
" الحفل سيستمر حتى منتصف الليل ، أليس كذلك ..؟!"
سألها :
" تريدين إنهاؤه قبلها .."
هزت رأسها نفيا ليبتسم على توترها الذي يفهم سببه في ليلة كهذه ..
كان الجميع يتابعهم حينما نهض حاتم وتقدم نحو حوراء يهتف بها :
" ما رأيك ان ترقصي معي يا حوراء ..؟!"
نظرت إليه حوراء بتأهب قبل ان تضع كفها في كفه على مضض وتسير بجانبه كي يرقصا سويا ..
تأملتهما علياء قبل ان تهمس الى حنان والدة حاتم :
" انظري ابنك يرقص مع حوراء .. هل تفكرين بما افكر به ..؟!"
رفعت حنان حاجبها وقالت :
" بالطبع لا افكر .."
سألتها علياء بدهشة :
" لماذا ..؟! ألا تريدين تزويجه ..؟!"
ردت حنان بضيق :
" إلا ابنة كوثر .. هل انا مجنونة لأزوجه من حوراء يا علياء .. ؟! ثانيا انت تعلمين إن حوراء بمثابة اخته الصغيرة وهي تراه اخوها الكبير .. لذا لن يحدث هذا ابدا .."
أكملت بعدها وهي تتأمل ابنها :
" انا حقا اريد تزويجه لكن من فتاة مناسبة ويرغب هو بها في ذات الوقت .."
" الفتيات كثيرات حولك يا حنان .. اقترحي عليه احداهن مبدئيا مع إنني افضل ان يختار شريكة حياته بنفسه .."
أومأت حنان برأسها قبل ان تتأمل الناس حولها فتقع عيناها عليها لتهتف فجأة وهي تشير الى علياء نحوها :
" ما رأيك ..؟!"
قالت علياء :
" سوزان ..؟! تفكرين بسوزان يعني ..؟!"
ابتسمت حنان وهي تتأمل الفتاة الجميلة بإعجاب شديد :
" انظري إليها .. انها مثالية .. بها كل المواصفات المطلوبة .. ابنة عائلة معروفة .. والداها معروفان وذوي سمعة طيبة .. جميلة وخريجة .. ماذا اريد اكثر من ذلك ..؟!"
قالت علياء بجدية :
" ما تقولينه لا خلاف عليه .. لكن حاتم يعرفها منذ الصغر ولم يفكر بها .."
قاطعتها حنان :
" لا يعرفها بحق .. تعاملهما رسمي وهي دائما في الخارج مع والديها .. وعن كونه لم يفكر بها فهذا سيتغير عندما ألفت نظره نحوها .."
" جيد .. سوزان فتاة جيدة .. اتمنى أن يتحقق ذلك .. "
قالتها علياء ثم عادت تتحدث مع احدى المدعوات واندمجت معها في حديثها تاركة حنان تفكر في خطة تجذب من خلالها حاتم الى سوزان ..
........................................................................
انتهت الرقصة واتجه الضيوف بعدها الى البوفيه لتناول العشاء ..
كان حاتم يتحدث مع خالد في احد اركان المكان حينما لمح تارا تتقدم وهي تحمل طبقها ليهتف بها :
" تارا هانم .. لم أرك منذ بداية الحفل .."
ضحكت وهي تسأله بعدما وقفت أمامه :
" كيف حالك يا حاتم ..؟!"
رد وهو يلتقط كفها :
" بخير يا تارا .. ماذا عنك ..؟!"
" بخير .. الحمد لله .."
قالتها برقة قبل ان تنظر الى خالد للحظة ثم تعود ببصرها نحو حاتم الذي تأمل طبقها فمازحها :
" ما هذا يا تارا ..؟! اين الطعام أخبريني ..؟! "
ابتسمت وردت :
" لست جائعة فإكتفيت ببعض السلطات .. "
" وأنا ايضا .. اساسا لا احب تناول الطعام في الحفلات .."
أكمل بعدها ممازحا :
" ألن تغني في حفل زفاف الباشا خاصتنا ..؟!"
" للاسف كلا فأنت تعلم جيدا إنني لا أغني في حفلات الزفاف .."
قالتها بجدية ليومأ برأسه وهو يردد :
" أعلم أعلم .."
اقترب احد الضيوف منهم وحياهم لينشغل حاتم معه بالحديث فينظر خالد اليها للحظة ثم يهتف :
" كيف حالك ..؟!"
ردت بإقتضاب :
" بخير .."
رفع حاجبه متسائلا :
" هل هناك مشكلة ..؟!"
" عفوا ..؟!"
هتفت بها ليكمل بصراحة :
" أشعر ان هناك خطب ما من طريقة تحيتك ونظراتك لي .."
" لا يوجد اي شيء من هذا القبيل .. انا أتعامل معك بناء على مدى المعرفة بيننا والتي لا تتجاوز لقائين او ثلاثة قصيرين للغاية وكلمات مقتضبة .."
" فهمت .. "
قالها بجمود لتبتسم له برسمية ثم تنسحب من أمامه وهي ما زالت تحافظ على إبتسامتها ..
...................................................................
قارب الحفل على الانتهاء وكل شيء يسير على ما يرام ..
الحفل منظم بشكل مثالي ..
الجميع سعيد بإستثناء القليل ..
فادي يلتزم مكانه على طاولة العائلة دون ان يتحرك منها إلا عند موعد الطعام حيث اضطر للنهوض كي لا يستغرب احد سبب عدم نهوضه وذهابه الى هناك ..
مر الحفل سريعا وانتهى على خير ليذهب العروسان الى الجناح المخصص لهما في نفس الفندق ..
دلفت شمس الى الجناح يتبعها قيصر لتذهب الى الخزانة فورا وتخرج قميص النوم المخصص لها ثم تحمله وتتجه الى الحمام ..
" الى اين ..؟!"
سألها قيصر مندهشا لتضم قميص نومها اليها لوهلة ثم تجيب بعدما التفتت نحوها :
" سأغير ملابسي .."
تأمل الإرتباك والتوتر الذي يسيطر عليها بشفقة فأومأ برأسه متفهما وقد ادرك حاجتها للانفراد قليلا ..
سارت بسرعة الى الحمام واغلقت الباب خلفها ومن حسن حظها ان فستانها الثالث كان قصيرا بسيطا يمكن خلعه بسهولة وقد تركت شعرها حرا مرفوعا من الامام فقط عندما ارتدته لذا لن تحتاج الى جهد في خلع الفستان او فك شعرها ..
خلعت الفستان ثم ارتدت قميص النوم لتقف امام المرأة فتتأمل شعرها الطويل المرفوع من الجانبين ووجهها بتمعن ثم اخذت تفكر فيما ستفعله ..
أغلقت الروب جيدا وحمدت ربها ان قميص نومها محتشما للغاية ثم تلفتت حولها قبل ان تخرج بتردد من الحمام لتدعي التعثر أمامها فتسقط ارضا وتصرخ بألم كاذب ..
انتفض قيصر من مكانه وسار نحوها لينحني تجاهها ويسألها بقلق :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" هل انت بخير ..؟! ماذا حدث ..؟!"
هتفت بتعب مصطنع :
" قدمي تؤلمني قليلا .. لا اعرف ماذا حدث .. فجأة دارت الارض بي .."
تنهد براحة وقال :
" ربما أرهقت قليلا فالحفل كان طويلا .."
أومأت برأسها واكملت كاذبة :
" او ربما لإنني لم أنم منذ ثلاثة ايام .."
" ألم تنامِ منذ ثلاثة ايام ..؟! لماذا ..؟! "
سألها بدهشة لتهتف بإحراج مفتعل :
" لم أستطع .. كنت قلقة للغاية .."
" لماذا ..؟! ما سبب هذا القلق الغير منطقي ..؟!"
ابتلعت ريقها وزاغت عيناها لتقول بعد لحظات :
" انا .. انا .."
" هل هناك شيء يا شمس ..؟! تبدين مضطربة للغاية .."
هزت رأسها وردت :
" انا خائفة ولست مستعدة لهذه الليلة .."
رفع حاجبه وسألها :
" كيف يعني ..؟! ماذا تعنين بلست مستعدة ..؟!"
اخذت تفرك كفيها وقالت :
" يعني .. "
صمتت للحظات ثم هتفت بدموع كاذبة :
" ليس بيدي .. انا خائفة بل مذعورة .. أريد قليلا من الوقت .. من فضلك .."
زفر انفاسه وقال بضيق:
" حسنا لا تبكي .. لا داعي لهذه الدموع يا شمس .."
مسحت دموعها برفق وقالت مدعية الخجل :
" انا اسفة .. اعتذر .. لكن يبدو ان الخوف الفطري من هذه الليل اضافة الى ما حدث في الماضي يؤثر علي .. أشعر أنني لم أتجاوز تلك الحادثة .."
قاطعها بحدة :
" يكفي .. لا أحب أن تذكري ما حدث في الماضي .. من فضلك لا تفعلي .."
هزت رأسها وهتفت بخفوت :
" اذا كنت مصرا على إتمام زيجتنا الليلة فسأحاول .."
قاطعها بجدية :
" بالطبع لا .. لن أجبرك على شيء لا تريدنه او غير مستعدة له .. "
حدقت به وهتفت :
" ولكن ألن تنزعج .. ؟!"
هتف بهدوء مصطنع :
" يزعجني أكثر أن تكوني حزينة او غير مرتاحة .."
" شكرا .."
قالتها بإمتنان قبل أن تضع كف يدها على فمها و تتثائب
ثم تهتف به :
" حسنا سأخلد للنوم فأنا مرهقة .. تصبح على خير .."
ثم طبعت قبلة خفيفة على وجنته ونهضت من مكانها لتتمدد على السرير وهي تبتسم بإنتعاش ثم تجذب الغطاء عليها وتغمض عينيها براحة غير مسبوقة ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺