أخر الاخبار

رواية زوجتي الشرقيه الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم ميار عبدالله

رواية زوجتي الشرقيه الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم ميار عبدالله 

رواية زوجتي الشرقيه الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم ميار عبدالله 


 الفصل السادس عشر 

تناولت القهوة منها وهي تبتسم بتوتر ، جلست ليلي على المقعد المقابل وهتفت 

- ها قد وصلنا للصالون الخاص بي ، لا أعلم لما فعلتي كل ذلك كنا بعد الحفل ذهبنا مباشرة للصالون 


أرتشف القهوة ببطء ، ردت بهدوء وهي تضع الكوب بين يديها 

- يجب علي فعل ذلك لتضليلهم هذه هي الطريقة الوحيدة لعدم معرفة زين لخطواتي 


لا تعلم كيف تفكر تلك الحمقاء ولا تعلم ما الغرض لفعلها ذلك ، ضيقت عيناها وهي تهتف بنبرة مستنكرة

- أتعلمين ماذا سيحدث لتيم .. هل هو كبش فداء يا ليان ؟ 


عضت شفتيها السفلي بأسي وهي لا تعلم كيف وصلت لتلك الحالة ، زفرت بحرارة وهي تعود مرة آخري ترتشف القهوة 


- إنني حزينة حقا ، أعلم أن زين سيثور بعض الشيء لأنه يكرهه ويكره الصحفيين بشكل عام 


ثم استرسلت وتغير نبرتها الضعيفة بنبرة آخري جادة حازمة 

- والآن لنتحدث في موضوع هام وحساس للغاية يا ليلي أريد منك وعداً ألا تخبرين بأحد ما سأقوله 


اتسع بؤبؤ ليلي ، وهتفت بفضول 

- يا فتاة أخبريني لقد أصبحت فضولية 


صمتت لبرهة وهي تطالع نظرات ليلى الثاقبة ، يا الله ماذا ستخبرها ، تعلم تفكير ليلي المنحرف لكن هي الوحيدة التي ستساعدها..


أطرقت برأسها أرضاً وهي تعبث بكوب قهوتها هتفت بخحل وبدأت وجنتها تتصاعد بالحمرة 

- هل تستطيعين اممم عمل تلك العلامات على العنق تعلمين ما أقصد !


اتسعت أعين ليلي ذهولا ، لم تتوقع أبدا ولم يجل بخاطرها هذا الشيء ، توقعت شيئا آخر ومع ذلك لم تمتنع إطلاقاً من إطلاق كلماتها التي تحتوي بين طياتها الكثير من الخبث والمكر 


- يا ماكرة ماذا الذي تريدين الوصول إليه بسبب تلك الأعمال 


زجرتها ليان ببعض العنف وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها بدلاً أن تخبرها 

- ليلي توقفي هذا أمر جاد للغاية لا يتحمل المزاح هل تقدرين علي فعلها أو لا


أرجعت ليلي خصلاتها الشقراء للخلف وهتفت بزهو 

- بالطبع أستطيع فعلها ، أتعلمين لقد فعلتها من قبل لآدم لكي يتزوجني


لم تسمع لذلك التصريح من قبل ، كانت منذ بداية علاقتهم تخبرها أن حبيبها لم يقدم لطلب يديها علي الرغم من سنوات معرفتهم لم يتجرأ لقولها ، غمزت بمكر 

- وتقولين أنني أنا المحتالة 


ردت ليلى 


- أعلم أعلم لم أجد شيئا آخر لأحرك ذلك الساكن أمامي لقد أخرجته من شعوره وتحول إلي رجل متملك لمحبوبته أصبح في كل ليلة يسألني من ذلك الرجل الذي تجرأ ولمسي وأنا يجيبه بكل برود لا دخل له لأن ذلك الرجل سيتزوجني رأيته لأول مرة عيناه تشع غضباً و أخبرني أنني الوحيد الذي سيتزوجك وفعلا قد تزوجنا ، لكن ما دافعك انتِ لفعلها ؟ 


تنهدت ليان وهي تضغط على شفتيها 


- جدتي أفعل ذلك بسبب جدتي أتتذكرين الأسبوع الفائت تلح علي في كل مرة أن نصبح أنا وزين زوجين ، لا أعلم كيف الجدة تجرأت على قول ذلك أمامي حاولت في كل مرة أن أعدلها عن ذلك القرار ولكن رأسها يابسة فلم أجد سوى ذلك الحل المؤقت 


وسؤالها كان بمثابة القنبلة في وجهها 

- وماذا عن زوجك ؟


هزت رأسها نافية وبنبرة واثقة 

- كلا لن يراه بالطبع ، عند رحيله في الصباح سأذهب لجدتي و أرتدي أي شىء يبرز عنقي حتى تهدأ 


ضحكت ليلى بأستماع وهي ترد بمشاكسة 

- أيتها المخططة منذ متي أنتي تفكرين بكل ذلك الخبث والمكر


زفرت ليان بقلة حيلة 

- هيا ليلي سيتأخر الوقت أريد العودة للمنزل بأسرع وقت ممكن 


قامت ليلى من مقعدها لتأتي بحقيبتها وتعود مرة أخرى لديها هاتفه بحزم 

- لكن صدقيني إن رأي زين لن يحدث خير إطلاقا وخصوصاً أن آخر ما قابلتيه اليوم هو تيم 


شعور من الندم والقلق يساورها كلما تذكر زين ، لكن هي مضطرة علي فعلها ، منعت ذلك الصوت الداخلي الذي أمرها بالتوقف عن فعل تلك الحماقات وتواجه ، لكنها جبانة .. جبانة للغاية 


- اصمتي وابدأي لما أنتي متشائمة لذلك الحد قلت لكي لن يراه سأزيله عند المساء 


عقصت ليلي شعرها وهتفت 

- حسنا حسنا سأعطيكِ كريم لإزالته 


قضت عدة ساعات وليلي تعمل بجهد حتى هتفت وهي تبتعد زافرة براحة 

- وأخيرا لقد إنتهيت صدقيني لن يشك أحد إنها مزيفة 


تطلعت ليان إلي المرآه برضي ، هتفت بأمتنان 

- أشكرك يا ليلي 


ثم تسائلت بقلق خوفاً إن سرق الوقت 

- كم الوقت الآن 


أجابت بلا مبالاه وهي تنظر للساعة المعلقة على رسغها 

- الحادية عشر مساءا 


اتسع بؤبؤ بندقيتها بهلع 

- يا إلهي لقد تأخرت 


قامت من مقعدها وهي تلتقط حجابها ، أمسكتها ليلي من رسغها بقوة لتجلسها 


- إنتظري نص ساعة ليجف ذلك الجزء الأخير وسأبعث بسيارة أجرة إلى منزلك 


ابتسمت بسعادة فـ ليلي هي الوحيدة التي تهون عليها كل الضغوط التي تمر بها 

- ليلي حقا شكرا لكِ


ردت ليلى بضيق زائف 

- لا يوجد شكر للأصدقاء يا حمقاء ولكن طمئنيني ما سيحدث غداً


....................................


سردت له ما حدث كل شيء لم تترك شيئا لتلمع عيناها هامسة بصوت متحشرج 

- لقد إكتشفت في التو واللحظة كم أنت تثق بي يا سيد زين 


إبتعدت عن حصاره وهي تتوجه عدة خطوات نحو الفراش إلتقطت حقيبتها وهي تخرج بعلبة صغيرة ،

وضعت جزء على مكان إحدي العلامات فركتها قليلا لتحتفي العلامة وأصبعها صبغ باللون الأحمر

- وهذا لزيادة التأكد إن كنت لا تصدقني 


خانتها دموعها لتنحدر إلى وجنتيها ، ارتمت على الأرض وهي جالسة كالقرفصاء ، دفنت بوجهها بين راحتي يداها

- والآن أرجوك أخرج 


لبى ندائها وهو يخرج صافقاً الباب بقوة ، صوت شهقاتها أخذ وتيرته في العلو ، كتمت شهقاتها حتى لا يستمع أحد .. قامت من علي الأرض وهي تزيل العلامات الباقية و تتوجه نحو الفراش إرتمت بضعف وهي تغلق جفنيها.

........................................


أخذ يزرع الأرض مجيئا وذهابا ، يسب ويلعن غبائه تلك الغبية تخبره أنه لا يثق بها ؟ ، يخشى عليها إن حدث لها شيئاً ، مجتمعها مختلف الأفكار مختلفة ، مجتمعها الشرقي هنا لا أساس لوجوده .. سيجرحها أحد بسبب دينها ومعتقداتها . 


إنها ما زالت جديدة في ذلك المجتمع الغربي ، خلل بأصابعه على خصلات شعره ، فرك عيناه بأرهاق ليجلس على الأريكة بثقل ...


كان حتماً سيجن بل طار آخر ذره عقل عندما وجد تلك العلامات من رجل آخر غيره ، كان ردودها المستفزة تجعله يوشك علي قتلها كلا ليس هي فقط بل حاول شخص الاقتراب من إحدي ممتلكاته .


عاد لشروده مرة آخري ليتذكر حديثها ، ستحب رجل غيره ، يهتم بها ويحبها وتكون هي أول مسؤلياته 


عاد وكرر الجملة مرات عديدة ، ستحب رجل غيره !! 

اللعنة لقد أخبرته بطريقة ملتوية أنها تحبه !! .. لم ينتبه لتلك الكلمة كل ما مركز ببصره عليه تلك العلامات على عنقها.


لسانها يحتاج لقص لعدم التفوه بتلك الترهات ، قبل البدء في شيء عليه اولاً عليه أن يتخلص من ذلك الصحفي الأحمق .


....................................

بين اليقظة والنوم ، تتقلب يميناً ويساراً ، شعرت بصوت فتح الباب ... لم يكن سواه علمت بسبب وجود عبق رائحته التي غلف المكان بأكمله ..


توجه نحو الفراش وهو يلتقطها بين ذراعيه ، دفن وجه بين خصلات شعرها وهمس 

- أعلم إنكِ ما زلتي متيقظة 


لم تقدر علي النظر إليه ،بلعت ريقها بتوتر وهي تراه يربت علي خصلات شعرها ، لقد فاجئها اليوم 

- وأعلم أنكِ واقعة في حبي ، أتعلمين أخشي فقدانك بشدة يا ليان، انتي لا تعلمين ما الذي فعلتيه به عندما دخلتي حياتي قلبتها رأساً على عقب


تريث قليلا ويديه تضمان جسدها بقوة ، يتنفس عبق رائحتها .. 

- أعطيني القليل من الوقت ليان 


توقعته أن يتركها لكن ما زالت يديه مكبلتين ، تعترف نعم واقعة في حب ذلك البارد ... وأخبرته بدون وعي منها ودون أن تعلم عواقب ما قالته .. يريد القليل من الوقت حسناً ستعطيه القليل من الوقت ، لا يوجد أمامها سوى الصبر .


غلبها النعاس فجأة لتنام ورأسها موضوعه على مضخته الثائرة .. لا تريد أن يكون حلماً لا تريد أن يكون هلاوس أو يصور لها العقل شيئا .. تمنت وترجت أن يكون كل شيئاً حقيقي .


لاحظ أنتظام تنفسها لينحني نحو شفتيها يسرق قبلة تمناها في أحلامه ، قبلته طالت وأصبحت عميقة متطلبه .. يحاول الأبتعاد وألا يتهور لكن لم ينصاع لذلك .. أصبح شغوف بها فهي دائه ودوائه 


إبتعد لاهثا وهي يتحسس بأنامله شفتيها ليعود مرة آخري في عناق جامح لا يريدها أن تستيقظ ، شل جسده عن الحركة عندما وضعت أحاطت يداها بعنقه وهي تضمه إليه .


يراودها دائما في أحلامها ، يأتيها كل يوم دائما يسرق شفتيها في قُبله تذوب بها روحها ، لكن تلك المرة تشعر بها حقيقة ليس حلماً .. نبهت بجميع خلايا جسدها للأفاقه .


إتكئت بجذعها على الفراش تلتفت يميناً ويساراً لكن لا أثر لوجوده إختفى كالزيبق ، تحسست بأناملها لشفتيها .. لتهب من فراشها علي الفور منتفضة وهي تتوجه نحو المرآه 


شعرها أصبح أشعث ، عنقها أصبح يحمل بصمته لقد دمغ وصك ملكيته علي جسدها ، ياإلهي لم يكن حلماً ؟ لقد كان حقيقة .. 

لن تري الجدة أي شيء ستموت من الخجل إن جعلتها ترى أي شيء .

.....................................


نظرت إليهم الجدة بمكر وخبث .. ليان التي تتحاشى النظر إليها 

- ما بكِ يا صغيرتي الجو حار اليوم إخلعي ذلك الوشاح على عنقك 


سقطت الشوكة على طبقها وهي تنظر إلي زين من جهه ومن جهه أخري إلي الجدة نظراتهم تلمعان ببريق ملئ بالمكر وابتسامة هادئة 

- كلا جدتي أشعر بالبرد قليلاً 


ضحكت الجدة باستمتاع وهي ترى وجه ليان الذي إصبطغ بالحمرة 

- يبدو أنكِ طوال الليل لم تنامي 


هبت من مقعدها على الفور ، لن تستطيع سماع تلك الكلمات المخجلة ، ركضت نحو الدرج وهي تختبيء بين نظراتهم الماكرة 


عادت ببصرها نحو الذي يأكل بهدوء 

- كيف تسير الأحوال يا زياد 


رد باقتضاب وهو يشرب كوب الماء 

- علي ما يرام جدتي 


دنت منه هامسة 

- إذا متي ستأتيان بطفل صغير ؟


رفع ببصره مستنكراً ، منذ عدة سنوات تلح عليه بالزواج والآن لن تتركه حتي يأتي طفل 

- جدتي 


تمتمت بتساؤل وخيبة أمل ظاهرة على معالمها

- ماذا ألم يحدث شيئا البارحة؟


- يوجد لدي عمل معذرة علي الذهاب 


قام من مقعده وهو يلتقط سترته متوجها للخارج نظرت الجدة للدرج ثم نحو باب المنزل 

هامسه

- إهربا بقدر ما تشاءان لكنني لن أترككما


صاحت للخادمة لكي تأخذ بالاطباق إلي المطبخ .. قامت من مقعدها وهي تضرب بعصاها مصطنعة التفكير 

- والآن ما هي خطتنا القادمة ؟ 

...................................


- جيد أنكِ أتيتي اليوم أخبريني ماذا حدث البارحة ؟ هل علم زين 

هتفت بها ليلي عندما سحبتها من يديها إلي حمام السيدات 

وضعت ليان بأصبعها على شفتيها وهمست 


- اششش اخفضي صوتك ستقومين بفضحي 


لم تعبأ ليلى بكل شيء لتتابع بفضولية 

- لم يغلق بي جفنا منذ ليلة البارحة ها أخبريني 


تمتمت بضيق 

- لقد رأي زين 


اتسعت أعين ليلي دهشة لتهتف بثقة 

- اللعنة كنت أعلم ذلك 


مطت شفتي ليان بضيق 

- هذا لأنك فتاة متشائمة 


أغلقت باب الحمام الخارجي لعدم دخول أحد ويقتحم خلوتهم ، زجرتها بضيق وهي تعود مرة أخرى 


- اصمتي ها وماذا حدث بعد ذلك ؟


تمتمت ليان ببساطة 

- توقع أنه من تيم 


كتمت شهقتها وهي تضع كفها على شفتيها ، لتمتم بعدم تصديق 


- يا إلهي سنقول الآن لتيم وداعا 

هزت ليان رأسها نافية وهي تبرهن وتطمئن نفسها قبل طمئنتها

- لن يحدث شيء له لقد كان غاضبا وثائرا 


رفعت ليلى حاجبها باستنكار وأردفت 

- هل تراهنيني ؟


- ليلي توقفي 


بأعين متفحصة ومترقبة هتفت 

- أنتِ لا تعلمين زين عندما يقول شيئا فأنه سيفعله


صمتت قليلاً وهي تستوعب حجم الكارثة التي بها ،لتعود مرة آخري وهي تردف بثقة زائفة

- لكنه علم أنها مجرد خدعة وتيم لم يكن الليلة السابقة 


هتفت ليلي بثقة 

- ألم تقولي لي أنه يكرهه ويكره الصحفيين 


غمغمت في خفوت 

- نعم


- لذلك سيفعلها 

تعلم أن زين يستطيع فعلها ، لكن الأمر كانت خدعة فقط تمتمت بشك 

- هل أنتي متأكدة؟


وبنبرة واثقة أجابت 

- مائة بالمائة عزيزتي 


بلعت ريقها بتوتر ، لا تعلم ما مصدر الثقة التي تأتي بها ليلي ، هدأت من روعها وهي تفتح صنبور المياه وضعت بقطرات المياه على وجهها .. لن يحدث شيء ، لقد كان منفعل وغاضب لكنه لن يفعلها. 

....................................


طرقت باب غرفته وفتحتها هاتفه بأبتسامة 

- أيها الأشقر المدير يطلبك 


ترك ما في بيده وقام من مجلسه يهتف بضيق زائف

- تعلمين إسمي أليس كذلك .. إذاً توقفي عن نداء ذلك اللقب 


ضحكت جاسمين وهي تنظر إلي معالم وجه الحانقة 

- ليست مشكلتي أنك أشقر ، والآن إذهب إلي مدير التحرير يريدك الآن 


مط شفتيه بعبوس وأردف بتساؤل

- منذ متى المدير يطلبني 


تأففت بضيق 

- هلا توقف عقلك قليلا عن التخمين، لن ينتظرك المدير النهار بأكمله ولن أضيع وقت استراحتي معك سأذهب للمقهى هل تريد أن أجلب لك شيئا 


تمتم بابتسامة راضية 

- كلا شكرا لكِ


توجه نحو غرفة المدير ، طرق الباب عدة طرقات متتالية ، ليستمع صوت المدير الجهورى وهو يأذن له بالدخول 

- سيد ويليام لقد طلبتني 

هتف بها بعملية وهو يتوجه نحو مكتبه 


- إجلس من فضلك 

غمغم بها بهدوء ، جلس تيم بأعين مترقبة وشيء داخلي يخبره أن هناك خطأ 

- لقد خدمت الجريدة عدة سنوات وأظن قد حان الوقت لتنتقل وترتقي إلى جريدة أفضل 


اتسعت أعين تيم ذهولا ، الجريدة قررت الاستغناء عن خدماته صاح بانفعال وهو يهب من مقعده 


- ماذا ؟ سيدي أنا عملت في تلك الجريدة منذ ثمانِ سنوات .. هل في ليلة وضحاها قررت الاستغناء عني 

رد المدير ببرود وعملية 

- اعلم يا سيد تيم لذلك قررنا بوضع مكافأة لك لنهاية خدمتك معنا 


إبتسم تيم بسخرية وتهكم ، مكافأة نهاية خدمة ! ما تلك المزحة ؟ 

خطي بخطوات ينفث عنها النيران نحو الباب ، أمسك بمقبض الباب ليرحل قبل أن يلقي بكلمات لاذعة أمام أحد سمع صوت المدير يهتف بعملية

- وأظن عليك التوقف يا تيم العبث مع رجال الأعمال 


إذا هو الذي فعلها ... لم يكن سواه زين الحديدى ، لقد إستخدم سلطته وقوته لطرده من العمل ..


همس بوعيد .. لم ننتهي بعد يا سيد زين .. لم تنتهي المعركة بتلك السهولة ، لست بخصم ضعيف حتي أجر أذيال الخيبة والاستسلام من أول جولة .

........................................


عدة أيام كانت ممتنعه الخروج من غرفتها ، تأكل بصعوبة تتجنبه ، كلما حاول الحديث معها تتحجج بالنوم ،

طرق باب غرفتها ودخل بهدوء 


- سميره من فضلك عايز أتكلم مع ندى شوية 


أومأت بإذعان وضعت بالصينية علي الطاولة وهتفت بحزن على حالة الندي 


- حاضر 

أغلقت سميرة الباب خلفها ، ليجلس علي الفراش وهو يهتف بهدوء 

- إيه هتعملي زي كل مرة عايزة تنامي وب


قاطعته بتوسل وهي تشد الشرشف حول جسدها

- بابا من فضلك أنا عايزة تعبانه وعايزة أنام 


صاح بغضب وانفعال من هيئة صغيرته الجديدة

- متبقيش جبانة وواجهيني من إمتي بتتهربي من مشاكلك 


هتفت بهدوء وهي تنظر إلي عيناه 

- بابا إنت قلتلي إتجوزت إنت وماما إزاي 


ضيق عيناه وفهم ما ترمي إليه إبنته 

- إيه اللي دخل ده في موضوعنا 


ضحكت بوجع وهي ترد

- مش ملاحظ انه فيه تشابه ما بينا بس فيه إختلاف في العمر والشخصيات يعني حضرتك والداك رفض إنك تتجوز واحدة من القاهرة وإنت برضو رفضت 


يعلم ما تحاول ترمي إليه ، هل ستكرر ما حدث منذ خمس وعشرون عاما

- ندى عايزة توصلي لايه


تطلعت إلي ملامحه المتوترة وأجابت ببرود خارجي عكس تلك النار التي تحرقها 


- ولا حاجه متقلقش انا مش هعملها مش ههرب بالعكس أنا مستنيه إنك تحكيلي موضوع مروان هل ده ليه حكاية بموضوع سفرنا للبلد ، إيه هو الجد قرر يربط بنت ابنه علشان متبعدش عنه ولا إيه ؟! 


لا تعلم كيف إنقشع برودها ،، تحول برودها إلى إنفعال غاضب وصوت متهكم 


- ندى إهدي واعرفي إنتي بتقولي إيه 


صاح والداها بانفعال ، إلتقطت أنفاسها وهي تنظر إليه بألم 


- ما انا هادية يا بابا انا كل اللي مستغرباه لما قولتلك انه جاي رحبت بسم لاتفاحىء بأنه تقول في وشه إنها في حكم المخطوبة مقولتليش ليه يا بابا مأخدتش رأيي ليه زي ما بنعمل زمان قبل كل مرة 


تريثت قليلا وهي تنظر إليه ، تحتاج إلي تبريرات .. دائما تشيح ببصرها عنه .. تجمعت العبرات نحو مقلتيها وهتفت بجمود

- بعد إذنك يا بابا انا محتاجه انام 


.......................................

اليوم اصطحبها إلي حفل مفاجئ ، حفلة بسبب وجود صفقة مشتركة بين شركة زوجها وشركه أخري .. تكره النفاق والمجاملات .. يداه كانت محاطة بخصرها طول الوقت ، لم يجعلها تبتعد عنه مقدار إنش واحد .. 


شردت في وقت الظهيرة عندما جاء تيم وأخبرها أنه طرد من عمله ،لم يتفوه بأي شيء آخر كانت عيناه فقط تحملان نظرات الأتهام لها أنها هي السبب ..


آلمتها تلك النظرة لم تستطيع الجلوس معه أكثر وعيناه تحملان تلك تقتلها ..


عادت إلى المنزل لتتفاجأ بوجود صندوق كبير مخملي الملمس .. وكارت صغير يخبرها أن تتجهز عند المساء 


تكرر المشهد مثل المرة السابقة ، استدعت ليلي والجدة كانت جالسة معهما طوال الوقت تنظر لها بابتسامة هادئة ..


نزلت الدرج بخطوات بطئية لتجده في أبهى حله .. هيئته خطفت أنفاسها .. قلبها يقرع كطبول الحرب 


ما فاجئها وآثار دهشتها أنه قبل جبهتها أمام نظرات ليلى والجدة .. تغير معاملته أثار دهشتها ، تخشى أن يكون هذا هدوء ما قبل العاصفة .


أفاقت عندما شعرت بصوته يهمس بجانب أذنها ،صوته الرجولي ورائحه عطره دمرتها ، ستخبره أن يتوقف وضع تلك الرائحة 

- انتظريني خمس دقائق وسأتي 


انصاعت وهي تهز برأسها ، حالة من الهذيان و اللاوعي أحاطتها 

توجهت نحو الحمام لكي تنتعش وتفيق من تلك الحالة ..


نظرت إلي المرآه لا تعلم لم ابتسامتها اليوم متسعة ، أعينها تلمعان ووجنتيها متوردتان 


خرجت من الحمام وهي تنظر يميناً ويساراً .. تبحث عنه .. اتسعت ابتسامتها بعد فترة من البحث عنه .. كان يتحدث مع رجل بعملية شديدة 


ابتسامتها اختفت ، لتصعق من هول ما رأته وهي تري امرأة فائقة ومتفجرة الأنوثة بذلك الفستان النارى الذي يحدد أدق تفاصيل جسدها تعانق زين بحميمية وشفتيها تتوجه نحو خاصته أمام أعين الجمع !!


الفصل السابع عشر 

"عالم الرجل من قش ، و عالمك الداخلي من نار ، تكفي نظرة واحدة حقيقية منك أحيانا لتشعلي كل شيء" 


فادي عزام 


استدارت بوجهها للخلف لن تستطيع أن تري تلك الوقاحة أمام مرمى بصرها ، تناولت أحد العصائر الموضوعة على الطاولة لتتوجه إلي مكان أكثر هدوئاً ،،


لا تعلم كيف الوقت مر عليها وهي تنظر نحو الفراغ ، يوجد شيء خطأ ! ، يوجد شيء غير مكتمل في الصورة ، تسعى جاهداً لمعرفة ذلك الجزء المفقود منها ولكن بلا فائدة ..


استدارت للخلف لتتفاجأ بوجود الحارس أمامها وهو يتمتم براحة 

- سيدتي انتِ هنا

هزت رأسها إيجابا وهي ترد بتعجب 


- نعم هل يوجد مشكلة !


- كلا تفضلي السيد زين كان يبحث عنك 


توجهت معه وهي تسير بخطوات بطئية للغاية حتي وصلت إلى المرآب 


كان يضع بكلتا كفيه في جيبي بنطاله ويتكئ بجزعه العلوي على السيارة وما إن رآها حتى إستقام وهتف 

- أين كنتِ ؟


غمغمت في خفوت 

- كنت في ركن هادىء لم أتحمل الضجيج 


لم تمنع عيناها من تفحص وجهه إن كان يوجد به أي أثار من تلك الحقيرة ، توقفت عن التمعن في وجهه عندما تقابلت أعينهم للحظات عيناه كانت متسائلة ،


ابتسمت في خفوت وهي تطأطأ برأسها للأسفل وتصعد السيارة ، لا تريد أن يفهمها بأي شكل خاطىء .. لا تريد أن تدمر أي شىء ،، لا تريد أن تسأله عن تلك الفاتنة ؟ قلبها سيتألم .. سيؤلمها أكثر إن أخبرها أنها من الماضي ، لذلك عزمت أنها لن تسأله أبداً عن الماضي .

........................................


إجتمع الجميع ما عداه كعادة كل يوم ، ما بين المزاح والضحك ، رغم مرور وقت قصير علي معرفتهم إلا إنها تشعر أنها تعلمهم منذ وقت طويل للغاية ، نظرت للمقعد الفارغ بشرود .. لم يأتي منذ أسبوعان .. ما الذي يريد أن يوصله لها ؟ .. أنها السبب ؟! 


هتفت بتساؤل 

- أين تيم ؟


تطلعت إلى نظراتهم الحائرة ، لترد جاسمين بلا مبالاة 

- يبحث عن العمل 


- لقد مر أسبوعان ولم يجد وظيفة ! لكن هذا لا يمنعه للمجيء 

صاحت بها بتعجب ، لتتولي ليلي الرد عن جاسمين 


- ليان .. تيم يمر بفترة سيئة تعلمين أن عمله كان يعتبر كالشغف بالنسبة له ولكن الآن كونه عاطلا وتغير الروتين الخاص به يجعله مشوش وغير متزن سيأتي في الغد أو بعد الغد لا تقلقي تيم قوي أليس كذلك جاسمين ؟


نطقتها بحماس زائف وهي تغمز لجاسمين ، بللت جاسمين شفتيها وهمست مؤكده

- بالطبع لا تقلقي 


- يا بنات لم أخبركم ماذا حدث بعد أن أخبرني أنه يطلب رقمي 


ذلك الصوت الذي خرج من فم سلمي جعلها تصمت وهي تطالع أعين ليلي وجاسمين الهاربة .


كانت تتحدث سلمي بسعادة بسبب وجود شخص أبدي إعجابه بها ، لم تستمع إلي باقي التفاصيل لأن عقلها كان شارداً من جهة زين ومن جهة أخرى تيم ، ماذا فعل زين له ؟ 

....................................................


ظلام دامس يعم المكان ولا يوجد بصيص نور فى أنحاء شقته بأكملها ، إستطالت لحيته بشكل شنيع وهيئته أصبحت كهيئة إنسان يعيش في الغابة ، انعزل عن الجميع .. لم يكن يريد أن يصبح سلبي بتلك الدرجة لكن قواه قد خارت قلبه توقف عن الحياة ، يعيش أيامه بالطول والعرض ، حتى أصبح لا يعلم كم الساعة الآن وما هو اليوم ؟ 


قام من مقعده عندما سمع صوت رنين جرس على الباب متواصل ، أمسك المقبض وفتح الباب بأعين ناعسة 

- واخيراً فينك يا عم من الصبح 


نطقتها سارة بشقاوة وهي تشيح بذراعه الذي عرقلها من الدخول ،


جالت ببصرها إلى المنظر الكارثي وشقته التي أصبحت كمدخنة قطار قديم لا يفعل شيء سوى تغطية المكان بالأدخنة سعلت بقوة وهي تمتم بسخط

- ايه ده إنت بتشرب ولا بتستحمي سجاير 


أزاحت الستائر المغلقة ليبدأ الضوء بالتسلل للداخل استنشقت هواء الصباح بانتعاش 


- علفكرة أنا جيت قبل محاضراتي علشان هتوصلني بعربيتك للكلية بتاعتي


جلس علي المقعد وهو يلتقط لفافة من التبغ وهتف بخشونة 


- سارة أنا مش ناقص صداع لو في حاجه مهمة جاية تقوليها قولي غير كده إتفضلي 


تمتمت بضيق وهي ترمي بحقيبتها على الطاولة 

- حيوان وغبي وهتفضل طول عمرك كده معندكش ذوق ،عقابا بقي هننزل نفطر ونروح 


صاح بغضب وهو يرمي باللفافة في المطفأة التي امتلأت ببقايا السجائر 

- سارة لمي لسانك 


- يلا قوم كده ضبط نفسك وإحلق البتاع ده ، عشان عايزاك في موضوع مهم 


نطقت بها بتقزز وهي تشير بأصبعها نحو لحيته التي جعلتها تشعر أنها تشاهد أفلام من العصور الوسطى 


تنهد شهاب بضيق وهو يقوم 

- بس صدقيني مش هرحمك لو اكتشفت ان فيه موضوع تافه نزلتني عشانه 


عضت شفتيها السفلي تكتم ضحكتها بصعوبة ، تطلعت إلي وجهه الغاضب وهيئته التي شبيه بالهنود الحمر 

يحتاج فقط إلي فرو أي حيوان وسيكون مريع .

....................................................


جلس على المقعد بتأفف شديد وكما توقع تلك الصغيرة تتحدث في مواضيع لا تخصه بصلة ، تحدثه عن كليتها وإختباراتها ثم تنتقل إلي مواقف طريفة وهو حتى الآن لا يعلم لما أذعن لطلبها 


- يا شهاب ركز بس إسمع النكتة دى هتعجبك والله 

هتفت بها سارة وهو تتمسك بصعوبة في محاولة عدم الضحك ، ارتشفت الماء ببطء وحمحمت بجدية عندما رأت نظرات شهاب التي تحرقها


- مرة فيه واحد حب واحده ، بس للأسف الواحد محاربش علشان يكسب حبه معندهوش لا جرأه ولا شجاعه علشان يكمل .. إنسحب من أول معركة المهم بقي تفتكر ديه نهاية حكايتهم ... اقدر أقول اه ولأ في نفس الوقت اقول لأ علشان الواحد ده انا متأكده انه هيرجع تاني يكمل معركته ومش هيسيبها إلا لما يفوز ، وأقول اه علشان الواحدة ديه اللي بيحبها هيكون كتب كتابها آخر الأسبوع 


أظلمت عيناه فجأة وهب من مقعده على الفور لتتمسك بذراعه وهي تمنعه من آي تصرف متهور


- إهدي بس يا عم أنا لسه مخلصتش 


أزاح بيديها عن ذراعه وهتف بقسوة 

- سارة سيبيني دلوقتي 


بنبرة مستعطفة هادئة قالت

- يا شهاب لو سمحت الأنسان وقت غضبه ممكن يعمل تصرف يندم عليه طول حياته 


جز علي أسنانه بغيظ 

- إنتِ مش عارفة إنتِ قولتي إيه ! بتقوليلي كتب كتابها آخر الأسبوع خلاص هي كمان استسلمت ووافقت ولا هي كانت عارفة وموافقة 


- شوفت أهو ده أنا اللي خايفة منه ، غضبك وتهورك ممكن يضيعوك في لحظة إهدي بس وإسمعني 


.....................................


تلألأت الدموع من مقلتيها وهمست بفرح

- بجد متعرفيش بتوحشوني قد إيه 


مسحت ساره دموعها وابتسمت

- إضحكي ده إنتِ لسه كلمتيني إمبارح 


- وحشتوني جداً 


عبست سارة بملامحها وهتفت 

- خلاص إنزلي مصر 


تلعثمت ليان 

- بس أنا يادوب هكمل شهر 


رفعت سارة حاجبها باستنكار 

- لا والله ، المهم طمنيني نينا واللي واكل الجو عاملين ايه ؟ مرتاحة هناك ؟ 


- تمام نينا بتسلم عليكِ ، وكويسة تمام ومرتاحة والدنيا ماشية تمام 


تنهدت سارة براحة 

- بس متنسيناش ها ، حاولي تنزلي مصر علشان بجد وحشتينا ، يلا بقي سلام علشان ألحق محاضرات بكره 


أغلقت الحاسوب وتنهدت بضيق ، والدها ووالدتها دائما

يخبرانها متى ستعود ؟ كيف ستعود وبالكاد مضي شهر بمفردهم ،،


هي أيضاً تشتاق لهم وبقوة ولكن كيف ستكون ردة فعله إن أخبرته أنها تريد العودة إلي موطنها، علاقتهم تحتاج إلي المزيد من الوقت وبالكاد هي تخطت العقبة الأولي من حياتها ،،


رنين هاتف من رقم غريب جعلها تتسائل صاحب ذلك الرقم ، وضعت الهاتف على أذنها وهتفت بتساؤل 

- مرحبا ؟


صوت ضجيج من الخط المقابل وصوت فتاة تهتف بصوت عالي بالكاد إلتقطت الحروف من أذنها 


- ليان لقد إشتقت لكي ، لحظة ... لحظة لا تخبريني أنك لا تعلمين من أنا 


صوتها ليس غريب ، ولكنه مميز هتفت بأبتسامة 


- علياء 


ضحكت علياء وهي تصعد السيارة 

- آليا ،نعم إنها أنا أريدك أن تعلمي أنني قد عدت إلي لندن ، في الصباح سأتي للمنزل لكي أدردش معك 


رغم غرابة الأمر هتفت 

- حسناً 


أجابت علياء بمرح 

- رائع سأقابلك غداً 


أغلقت هاتفهاً ووضعته جانباً ،، نظرت للساعة المعلقة على الحائط لتجدها الثانية عشر ، لم يأتي إلي الآن !! .. 


سحبت الشرشف وتدثرت جيداً ، أغمضت جفنيها لأن غداً سيكون يوم حافل للغاية .


..............................................


صعد إلي غرفتها بل غرفتهم في الحقيقة ،، آخر مرة شعر بدفء جسدها عندما أخبرها أنه يحتاج لوقت ،،

توقع أن ترفض أو تثور لكنها وافقت لا يعلم إذا كانت موافقتها بعد يأس أم أنها كانت تنتظرها ،،


فتح الغرفة بهدوء ليجد الظلام يغلف المكان ، خلع حذائه و ألقي سترته جانباً ، فك أزرار قميصه العلوية وتوجه نحو الفراش ،


سينام بجوارها الليلة بضع ساعات فقط ثم سيقوم حتى لا تستيقظ هي على غفلة ، لا يعلم لما يخشي أن تستيقظ وتراه كاللص الذي يخشى أن يراه الضابط ..


سحب جسدها نحوه ، وضع بيديه على خصرها ودفن بوجهه في عنقها ، رائحتها تجعله يشعر بالراحة والطمأنينة ..


هي مصدر سلام آمني لداخله ، لم يكن يعلم أن صاحبة أعين البندقيتين ستجعله يشعر بتلك الراحة بعد كل تلك السنوات الماضية المؤلمة ..


"دائما هناك شخص يكسر قوانينك التي وضعتها دون أن تستطيع منعه "


ردد العبارة بابتسامة هادئة ليشدد من معانقة جسدها نحوه وهو يهتف بعبارات مطمئنه ، لن ترحل .. لن ترحل .. لن يدعها ترحل .


...........................................


- إنك تمزحين لما لم تذهبي إلى تلك الحقيرة وجذبتيها من شعرها 

صاحت بها ليلي بانفعال أمام نظرات ليان المتألمة 


تأففت بضيق عندما رأت محاولة ليان الفاشلة في أن تتحكم في دموعها

- إتركي دموعك يا فتاه ، أنتي تغارين عليه إذا لما لم تذهبي وتلتصقي به لما هربتي ؟


إنهارت ليان وصورة تلك الحية لا تغادر أبداً من خيالها

- لا أعلم كنت أخشي بشده ، أنتي لم تريها تلك كانت فاتنة أما أنا كنت ك..


- واللعنة اصمتي 


تريثت ليلي قليلاً وهي تنظر إلي حالة ليان المتدمرة أمامها 


- أنتِ جميلة للغاية لكن ينقصك الثقة 


انهارت ليان لتمسح دموعها بكفيها كالطفلة الصغيرة 

- تقولين هكذا لتواسيني أنت لا تعلمي كيف كانت تلك الجذابة الحقيرة بذلك الفستان 


ضربت ليلي بكفها علي جبهتها هزت رأسها يائسة 


- حسناً هذا لن ينفع 


تريثت قليلا وقالت ببعض الأسف 

- ليان أنا آسفه علي قولها ولكنك غبية أتعلمين لو كنت مكانك كنت اقتلعت خصلات شعرها ثم أمسكته منذ ذراعه وقبلته بدلاً منها 


اعترضت ليان هاتفه 

- ليلي لم أقل أنه قبلها بل هي التي كانت قريبة من شفتيه لا أعلم إن قبلته أم لا ؟!


ارتفع حاجبا ليلى باستنكار 

- معذرة ولكن مشكلتك في القبلة فقط وليست أنها هجمت بجسدها عليه


تنهدت ليان وزفرت بقلة حيلة 

- حسنا أعلن راية الأستسلام ، أكره أن تقبله إمرأه ولو من وجنتيه وأكره أن احتضنته إمرأه وأكره أن تقترب منه أي إمرأه وأكره إن إبتسم لأي إمرأه ولو بابتسامة باردة وأكره جميع العاملات معه في الشركة هل أنتي سعيدة الآن ؟! 


اتسعت ابتسامة ليلي بحالميه 

- إنك ذائبه به يا فتاه مثل السكر الذي يذوب في القهوة


- أعلم ولكن هل هذا يجعلني أفرح أم أتوتر 


- بالطبع تفرحين أين التوتر ؟ 


مطت شفتيها بعبوس 

- حقا لا أعلم 


همت ليلى بالحديث ليقاطعهم صوت ذكوري يهتف بهدوء 


- مرحبا يا فتيات 


وبصوت واحد متعجب ومستنكر قالتا 

- تيم 


جلس تيم علي مقعده المخصص وهتف بأبتسامة هادئة

- يبدو أنكم لا تريدون رؤية وجهي 


نفت ليلى رأسها وهبت من مقعدها 


- كلا كلا لقد تفاجأت قليلا سأذهب إلي كمال وسأتي فوراً


تتطلعت ليان إلي ليلي حتى إختفت عن مرمى بصرها ، هتف تيم بأبتسامة هادئة 


- كيف حالك ليان ؟


- كيف حالك أنت 


غمغم في خفوت 


- جيد نوعا ما 


ردت باستنكار

- نوعا ما !؟


- نعم كما تعلمين أنا شبه عاطل عن العمل ، حتي الآن لم تتقبل أي جريدة لتوظيف ، وصاحب الشقة يريد أجرته وإلا سيقوم بطردى لا أعلم كيف تلك الأشياء حدثت في ليلة وضحاها 


سترسم إبتسامة بلهاء لا يوجد غير ذلك ، تعلم أن زوجها فعل ذلك ولكن ما هو السبب ؟! 

- سيكون كل شيء بخير 


رد بيأس

- أتمني ذلك حقاً 

............................................

عادت للمنزل لتجد الجدة وعلياء يتسامران بمرح وصوت ضحكات تنفلت من بين شفتي علياء ، حمحمت بهدوء 

- مساء الخير 


صاحت الجدة 

- مساء الخير هيا تعالي 


تقدمت نحوها وجلست على الأريكة ، اتسعت ابتسامة علياء 

- جيد أنكِ أتيتي كنت سأذهب بعد قليل غداً سيكون حفلة لمصممي الأزياء وطبعاً ستكونين أنتي حاضرة 


عضت شفتيها السفلى بإحراج

- لكن 


قاطعتها بنبرة حاسمة 

- كلا كلا سأقوم بعمل عرض لي غداً لن أسمح بوجود أي إعتذارات لقد أخذت موافقة زين بصعوبة 


حثتها الجدة على الموافقة 

- إذهبي يا ليان 


ردت بتوتر 

- لكنني لن أندمج


تعلم جيداً ما يجول في خاطر ليان إبتسمت في حبور 

- لا تقلقي ستحضرين عرض الأزياء وإن شعرتي بالضجر في الاحتفال بعد العرض ارحلي 


استسلمت بيأس من محاصرة علياء التي لا تقبل الرفض 

- حسناً


صفقت يداها بمرح 

- رائع حسنا تجهزي أريدك أول الحاضرين غداً خلف الكواليس 


أومأت ليان راسها بإيجاب لتسترسل علياء 

- جيد حسنا سأذهب أنا إلى اللقاء 

.............................................


"ﻻ تقع في الحب ... لان أي شيء يقع ينكسر "


أصبحت تلك مقولتها المفضلة ، ماذا فعلت بالحب وماذا أضاف لها ؟! .. مجرد الوجع والحزن وانشطار قلبها 


عضت شفتيها السفلي بألم وهي تتطلع إلي هيئتها في المرآه .. إنها عروس ،، تلك الليلة التي حلمت بها أن تكون مع حبيبها شهاب 


ولكن أين حبيبها إختفى كالزيبق ،، هاتفت سارة لتكون الوحيدة من تساندها وتدعمها في حالتها ،،


ولسانها يردد دائماً سامحك الله أبي تريدني أن أتزوج بذلك السمج مروان !


اقتحمت سارة خلوتها وهتفت 

- يلا يا عروسة ، المأذون جيه 


غمغمت بانزعاج وهي تري اللامبالاة علي وجه سارة

- سارة أنا مش عارفة إنتِ جايبة كل البرود ده من فين 


مطت سارة شفتيها بعبوس 

- يعني أنا أصوت وأعمل عزا ولا إيه ؟ 


أوصدت عيناها بألم ، لا مجال للتراجع الآن ستتزوجه 

- شهاب عرف 


بللت سارة شفتيها بتوتر ، وهي ترى نظرة الأمل في أعين ندى 

- الصراحة اه 


سمعت صوت والدها وهو يأمرها بالخروج ، تحجرت الدموع عند مقلتيها ، شعرت بيد سارة التي تطمئنها سارت بجوار سارة بخطوات بطئية إليهم ، في كل خطوة تخطوها تشعر أن روحها تنسحب من جسدها .

.............................................


حفلة كأي حفلة مملة لكن المختلف أن عدسات الصحفيين تلتقط الصور في كل ثانية ، عارضات أزياء ممشوقات القوام ، مصممين عالمين يتحدثون أمام أعين العدسات بابتسامة متكلفة ،،


كان زين محقاً لعدم موافقته للذهاب إلى تلك النوع من الحفلات ، على الرغم أن كل تلك الحفلات كئيبة لكن تلك شعرت أنها على وشك الأختناق ،، وستفعل مثل كل مرة تبتعد عن أعين الجميع وتراقب زوجها عن كثب .


سمعت صوت خطوات كعب عالي يتوجه نحوها ، ورائحة عطر أنثوي صارخ وصل إلي أنفها 

استدرات بجسدها لتقابل إمرأه أقل ما يقال أنها خرجت من إحدي الصحف الخاصة بالموضة ..


دققت النظر إليها قليلاً ، ذلك الوجه لم يغب عنها .. أين رأتها ، أي حفلة رأتها ؟!


اتسعت عيناها دهشة .. إنها تلك الحقيرة صاحبة الفستان الناري ، هل تسحبها من شعرها كما قالت ليلي ؟! 


- إنظرى جيداً يا عزيزتى أين أنتِ وأين هو ..يجب عليك معرفة الفارق بينكما جيداً 


بهتت للحظات وهى تستمع الى تلك الشقراء الفاتنة وهما منزويان بعيداً عن الأشخاص 


استرسلت الشقراء بسخرية:

- أنا حقاً لا أعلم كيف بعد مرور كل ذلك الوقت لم يتركك مثلما يفعل مع باقى النساء !!


امتنعت عن الرد .. لتنظر الشقراء إلى تلك الساكنة المتجمدة أمامها متنهدة بحزن 


- لا أريد أن أحطم أمالك يا عزيزتى ولكن هذا هو زين الحديدى ..لا تستطيع اى امرأه الصمود أمام كتلة الوسامة والجاذبية ، لديه طرقه الخاصة ليجعلك انتِ تتمنين أن تصبحي بفراشه وليس هو 


اتسعت حدقتي ليان بصدمه ، ضحكت ليان بسخرية 

- رائع حقاً كل يوم اكتشف به صفة جديدة تجعلني أصاب بالدهشة 


غمغمت الشقراء 

- هذا هو زين الحديدى عزيزتى ..ولكن كون انه ظل معك تلك الفترة الطويلة يوجد احتمالين فقط !!


تطلعت ليان للشقراء وهى تحثها على متابعة الحديث لتسترسل الشقراء بسخرية 


- إما إنه لم ينم معك وهذا إحتمال مؤكد بنسبة تسعون بالمائة او أنه قرر أن يمضى حياته معك وهذا احتمال ضعيف جداً ..لأن زين لا يوجد في قاموسه الحب ابداً ..لذلك لا تنخدعي إذا عاملك بلطف 


الوقحة ..تلك الحقيرة كيف تجرأ وتتحدث معها هكذا ؟! ...إنها تتحدث معها بأريحية عن ذلك الموضوع المخجل وهى المسكينة كلما تتذكر قبلاته تخجل وتبدأ وجنتيها بالاحمرار .


جزت على أسنانها بغيظ لتلك الوقحة أمامها 


- كفى لا أريد أن أستمع لهرائك أيتها الوقحة 


ضحكت الشقراء باستمتاع وهي تنظر الى تورد وجنتين ليان 


- اوووه عزيزتى انك خجلة من حديثى هذا ؟! لقد تأكدت فعلا انه لم ينم معك 


- قلت توقفي 


ابتسمت الشقراء بمراوغة

- حسناً حسناً سأتوقف ولكن تذكري شيئا واحداً لا تكونى حمقاء إن جال بعقلك الاخرق ذلك أن تهربى منه أو مثلا تمنعيه من أخذ حقوقه الزوجية ..لانه بلا شك سيأخذه منك يا عزيزتى وأيضا ستكونين مستمتعة بين ذراعيه الدافئتين.. زين يستطيع فعل ذلك بسهولة. 


حقاً يكفى هكذا الحقيرة ما زالت تتحدث معها بأريحية نحو موضوع تخجل حتى أن تفكر به وبكل وقاحه تقول بطريقة غير مباشرة أنها نامت معه في الفراش ليست هى وحدها بل العديد من النساء ايضاً...و بدون اى مقدمات تحركت من مكانها فورا واتجهت نحوه بنظرات متوعدة له .


سارت بقدمين تقسم أنها ينفث عنها النيران ، وجدته يحادث احداً ويبدو انهما مشغولان بسبب عدم ملاحظتهم لوجودها قاطعت حديثهما بجمود وبابتسامة دبلوماسية


- عذرا سيدى لمقاطعتك ولكننى أريد أن أتحدث مع زوجى لدقيقتين 


ابتسم الرجل وهو يومىء رأسه ثم تحرك بهدوء مبتعداً عنهم 


رفع أحد حاجبيه بتساؤل ، مطت شفتيها بعبوس 

- لقد مللت من تلك الحفلة السخيفة أريد العودة إلى المنزل ..الآن 


توقعت أن يرفض ويطلب منها الانتظار قليلا بل حدث العكس تماما فى دقيقتين وجدت نفسها فى السيارة والسائق يقود متحركاً نحو المنزل .


ظل حديث الشقراء يدور فى ذهنها بطريقة لم تستوعبها لتسقط دموعها بأريحية بعد أن حمدت ربها انها لم تبكى أمام تلك الحقيرة ، تمتمت بسخط 

- أنا فعلاً غبية 

- ماذا قلتى؟ 


تطلعت اليه بغضب وهتفت باشمئزاز غير واعية انها تتحدث بالعربية


- انا ازاى كنت عامية للدرجة ديه 


أمسكها زين من ذراعها وصاح بجمود 


- اهدئي وعودى إلى رشدك واخبرينى ما الذى حدث لكِ ؟


أشاحت بكفيه عنها وبنبرة مشمئزة قالت 

- أنا لم أعد اتحملك يا زين ابعد يداك النجسة عنى 


نظر لها بذهول وهي تعيد تهذى بكلمات عربية لم يفهمها صاح بصرامة

- كُفى عن هذيانك هذا ! واحمدى ربك اننى مررت ما فعلتيه ذلك اليوم


- أنا لست أهذي وثم لماذا طردت ذاك الشاب لقد اصبح متسولاً فى الشوارع لا مأوى لديه ولا عمل وكل ذلك بسبب سطوتك .


أظلمت عيناه ..أما زالت تتحدث معه بعد ما حدث ..نار داخلية جعلته يلتهب ..أمسك فكها بقسوة 

- وما زلتى تقابلين ذلك اللعين ! كيف أتتك الجرأة للتحدث معه مرة اخرى بعد ما فعلتيه ؟


لقد قلب الطاولة ببساطة وبسرعة لم تستوعبها .. إنه على وشك أن يتهمها !! 


- أنت تعلم جيدا السبب كما أنني لست عاهرة لكى أقوم بتلك الاشياء المشينة وانا لم اقوم بعمل شيء مشين لأعاقب عليه


ثم تابعت بسخرية غير مبالية لألامها ..

- بل أنت يجب عليك ان تخجل من نفسك عما تفعله ..تلك الوقحة تخبرني بأنجازاتك العظيمة مع النساء ..انها حتى لا تخجل من نفسها وهي تتحدث بكل ثقة أنها نامت بجوارك 


إزادات شهقات بكائها لتضربه بكف يديها على صدره بقوه جعله يترك فكها ويتراجع للخلف قليلاً 


- أنا أكرهك بشدة يا زين أكرهك بشده لا أريدك فى حياتى ابداً

أمسك كفيها بيد واحدة وصاح بانفعال 

- توقفى عن هرائك الآن إننا لسنا فى المنزل 


- لا يهمني أين نحن ..أنا لا أطيق وجودك بجانبى 

ثم استرسلت بحسم 


- طلقنى 


كتمت شهقتها وهي تضع كفها علي شفتيها ،لم تريد أن تنطق بذلك ، كيف أخبرته أنها تكره كيف فعلتها تخبره أنها تكره ولا تريد رؤيته مرة آخري ولا تطيق رؤيته في حياتها ؟! 


تلك المخادعة الحقيرة لقد جعلتها تنطق بما لا تريده ، هل حقا قالت طلاق ؟! تريد الانفصال عنه وقد بدأت الحياه بينهما تسير بشكل شبه طبيعي ؟!


الفصل الثامن عشر 


"وما أسوأ الندم على أشياء لم نفعلها، وكلمات لم نقلها لأحباب فرّقتنا عنهم الحياة، أو الموت "


التمعت عيناها بالدموع وأخفضت برأسها للأسفل 

- زين أنا آسفه ، أنا لم أقصد 


قالتها بأسف شديد ، إبتسم بسخرية وهو يشيح ببصره نحو النافذة 

- وإن قصدتي 


سحقت شفتيها بألم ، كلماته كالخنجر الذي طعن قلبها ، هي التي سببت له ذلك الألم ، تود لو أن لسانها قد إبتلع وإلا ما نطقت بتلك الكلمات ،،


- سيدي إلي أين سنذهب 

قالها السائق بتوتر وهو يراقب الجو المشحون ، لم يغلق السيد النافذة الفاصلة بينهما مثل كل مرة ، إستمع إلي كل كلمة وكل حرف وهو يتخذ موضع الصمت 


رفع زين ببصره إلي السائق وهتف بجمود 


- إخرج من السيارة أنا سأقود ولا تجعل احد يتبعني


- ولكن سيدي 


-إخرج

صاح بنبرة آمره غاضبة جعلتها تترتعش من مجلسها ، أطلقت العنان لدموعها الحبيسة ، وضعت كفها على شفتيها وهي تراقب نظرات السائق المذعورة 


فر السائق من مقعده ليترجل من السيارة ويتوجه نحو المقود ،، 

التفت برأسه للخلف ونظر للتي انكمشت حول نفسها 

- أنتِ 


رفعت ببصرها نحوه ، تحولت عيناه للسواد ، يا إلهي ما الذي فعلته ؟! أشار بعينيه نحو المقعد المجاور اذعنت لطلبه علي الفور وتجلس بجواره ،، 


كان يقود بسرعة عالية ، صوت سيارته تشق الأجواء الساكنة حولها ، لن تكذب لن تتصطنع اللامبالاة 

إنها خائفة عليه كانت من المفترض أن ترفض وهو بتلك الحالة ، أغمضت جفنيها وهي تتلو ببعض الأدعية أن يكون بخير ، ألا يحدث شيء له ولا لها 


فتحت جفنيها عندما سمعت صوت مكابح السيارة التي أصدرت صريراً عالي للأرض ،،


حمدت ربها أنها إرتدت حزام الأمان وإلأ تحطمت رأسها .. 


نظرت للمكان حولها بريبة كل شيء مظلم لا يوجد بصيص للنور سوي مصابيح سيارته الأمامية التي شقت عتمة الظلام 

- إنزلي 


هتفت بتوتر وقلبها ينبض بالهلع هل سيتركها هنا في ذلك المكان !؟ كلا لن يفعلها 


- زين أنا 

قاطعها بخشونة وهو يضرب على المقود بنفاذ صبر 

- واللعنة قلت انزلي 


بلعت كلماتها في جوفها لتترجل من السيارة بيأس ، ترجل هو الأخر وتقدم أمام سيارته ليتكئ بجزعه العلوي وعيناه تحدقان نحو الفراغ ..


صوت أنفاسهما المضطربة هو الشيء الوحيد الذي شق ذلك السكون ،، تقدمت نحوه كالطفل الصغير الذي ينتظر عقاب والداه ..


قرر قطع السكون وهو يهتف بجمود وعيناه ما زالت تحدقان نحو الفراغ 


- أتعلمين وضعتي في داخلي مقدار ذرة أمل حتى أفتح لكِ جوارحي في الوقت المناسب ، ولكنك متعجلة وحقا أظن قد حان الوقت 


أسرعت بوضع اصبعها على شفتيه وهمست بألم 

- زين من فضلك


أشاح بأصبعها بعيداً ، وأراح بذراعيه على مقدمة السيارة 


- زين أم زياد ليس هناك فرق أنا شخص واحد ، أخبرت المقربين مني أن ينادوني بذلك الأسم لأنه يجعلني أشعر بالقوة والدي علمني الكثير في تلك الحياة حتي برغم كوني صغيراً والكثير من الأشياء لم أفهمها ، إلا إنني أستوعبتها عندما كبرت 


تريث قليلا وهو يزفر بحنق ، إسترسل وهو ينظر إلي ملامحها المتألمة 


- هل تعلمين ذلك البيت في القاهرة أقسمت أنه لن تطئه أي إمرأة سوي زوجتي هل تعلمين لماذا ؟ لأنني أخبرت والداي عندما كنت صغير أن الفتاه التي تستحق أن تكون لي هي الوحيدة التي لها الأحقية بدخول المنزل ، زواجنا كان غريب أعلم ، لم أكن أريد منك الذهاب ونعم كانت خطة مني لكنني فعلتها علي يأس من أن ترحلي وتبتعدي عني 


جذبها فجأه نحو صدره ضم جسدها بقوه من خصرها لتلتهم شفتيها وهي تحاول منع صدور أي شهقة مؤلمة ، ستتحمله ستتحمل غضبه ستتحمل كل شيء إلا البعد والفراق ، وتيرة أنفاسها تسارعت عندما لمس وجنتيها 


إرتفعت معدل الحمرة في وجنتيها ، عندما بدأت يداه تكتشف منحنيات جسدها 


- هل تعلمين لما ابتعدت كلما اقترب منكي كل أنش في جسدي يطالبك بأن تكوني زوجتي لكنني تحملت وبذلت مجهودا شاقا حتى آتي لكِ بصورة مشرفة لأستحقك ياليان 


دفن بوجهه نحو عنقها وإستنشق عبق رائحتها الذي أرسل إلي خلايا جسده الراحة ،، همس بخشونة

- لأنك وردة لا أريد تلويثك ، حياتي ماضي القديم الأسود لا أريده أن يدمر حاضري ومستقبلي معك 


احتضنته بقوه وهي تكبل بذراعيها نحو عنقه

- زين أنا نادمة حقاً على ما تفوهت به 


رد بجمود وانامله لم ترحم جسدها ولو لثانية اصطبغ وجهها باللون الأحمر القاني لما يفعله لها وجسدها الذي يستجيب لكل لمسة منه


- أتعلمين يقولون أن الأنسان في حالة غضبه يقول بالحقيقة التي يخفيها بين طياته 


انقشعت تلك الغمامة الوردية ، لتهوي على أرض الواقع المؤلم 


نفت برأسها وهمست بصوت مستعطف 

- زين 


قاطعها بوضع اصبعه على شفتيها وهتف بألم 

- آسف لقد جعلتك توقفي حياتك لأجل رجل لا يستحقك و يخشى الأعتراف بما يجيش في صدره


لا تعلم كم مرة عليها أن تستعطفه ، كلماته تدمرها .. تؤلمها ، تعلم أنها المخطئة لكن يعطيها فرصة واحدة ، فرصة واحدة فقط لتصلح تلك الأشياء المدمرة 


- من فضلك كلامك يؤلمني 


- ولكن ليس مثل قلبي المتألم ليان 


طالع إلي شفتيها برغبة ، تلك المرة لن يتنازل وإن كانت قبلتهم الأخيرة ، سينساق إلى رغبته لن يسرق شفتيها مثل المرة السابقة ولن يسرقها وهو ثمل ، سيسرقها وهو واعٍ 


إلتقط شفتيها بين شفتيه ليسرق أنفاسها بداخله ، بعثرها ولملمها في لحظات .. أصبحت بين يديه كمعزوفة هادئة يُتقنها ..


لأول مرة تجردت من خجلها ، ستبوح بالكثير ما لا تستطيع لسانها قوله .. لفت ذراعيها حول عنقه وهي تطالب بالمزيد تخبره أنها تريده كما هو يريدها ،، لن تهتم بماضيه حاضرها ومستقبلها أصبح ملكه هو ..


تهدجت أنفاسها مع أنفاسه .. أخرجت مشاعرها كالبركان الهائج التقطه بين يداه ،، أخذا أنفاسا طويلة وكأنهما في سباق للعدو 


- أخبريني كيف تشعري بقبلتي ؟


اقشعر جسدها عندما سمعت صوت سحاب فستانها ،، ما الذي يفعله ؟ هل هذا هو وقت والمكان المناسب لما سيفعله ؟ 

- زين 


عاد سؤاله للمرة الثانية ولكن نبرته الحازمة كانت تريد جواباً 

- واللعنة قولي لي كيف تشعرين بقبلتي 


لا تعلم كيف نطقتها ، كيف تخلت عن ذلك الخجل والحياء الذي يزينها 

- جسدي كان يرتجف وشفتاي ترغب بالمزيد 


أغمضت جفنيها وتقوس ظهرها عندما لامس أنامله ظهرها العاري 


دنا نحو أذنها وهمس بخشونة 


- أتعلمين أنا أشعر بقدر ثلاث أضعاف شعورك لكنني كنت أكبت ذلك الصوت الذي يخبرني بأن أمتلكك ، لكنني تأخرت 


تنهد بحرارة ، ليغلق سحاب فستانها مرة أخرى .. سمع همسها 

- زين من فضلك اسمعني 


- تقولين ماذا يا ليان لقد قلتي ما بداخلك 


صمت لعدة لحظات ، ليحيط بوجهها بين كفيه ولفح أنفاسه أمام صفحات وجهها

-انا اسف ليان 


سحبت ياقتي قميصه نحوها مزمجرة بغضب 

- لن ترحل لن تبتعد عني ، هل هذا ما تفعله الهروب 

صدقني لن أسمح لك بالابتعاد عني ، ابداً


التمعت عيناها بالدموع وبدأت بالنواح كالطفلة الصغيرة التي تنشد بعودة والدتها 

- كنت يائسة مدمرة أتعلم الصمت هو أصعب عقاب فعلته لي ، هناك الكثير من الهواجس التي إقتحمت عقلي إعذرني حقا علي كل كلمة قلتها ، كنت أشعر بك عندما تحتضنني وتنسحب قبل إستيقاظي ، وحديثي عن تيم كان 


قاطع حديثها صائحاً بقسوة 

- هل ما زلتي تنطقين بأسمه 


ردت برجاء 

- أرجوك دعنا ننهي ذلك الأمر الآن قبل غداً


غمغم بعنف 

- انتي لا تعلمين ذلك الحقير 


- لقد كنت أدافع عنه بدافع الإنسانية ليس أكثر 


غبية نعم غبية تلك الفتاة ،، زفر بحنق 

- ليان لا تتفوهي بأي حماقة 


- زين إنظر إلي عيناي لا يوجد رجل غيرك يملأ حياتي حتى برغم صمودك وبرودك 


أبعد بكفها عنه وصاح بجمود وهو يشير نحو السيارة 

- هيا ليان لقد تأخر الوقت 


تنهدت بيأس ،، لا يوجد شيء ستقوله بعد الآن ، نفذت كلماتها وانتهت حروفها ، ابتلعت غصة مريرة في حلقها 


جرت بأذيال الخيبة ورائها ، لتصعد السيارة معه ستتركه الآن يأخذ وقته وستعود مرة آخري تتحدث معه ، لم ينتهي حديثهم بعد ، لن تتركه يأخذ قراره بمفرده . 


.............................................


نظرت إلي السمج مروان بابتسامة مقتضبة ، هزت ساقيها بتوتر وهي لم تسمع إلي آي شيء مما قاله المأذون 


ذلك الشهاب حتماً إن رأته ستقتله بيديها .. كلا أولاً ستحتضنه ثم تضربه وأخيراً تقتله 


لاقت إستحسناها تلك الفكرة لكن ليأتي أولاً، رنين جرس متواصل مُلح جعلتها تنظر برهبة إلي سارة 

ربتت سارة علي ظهرها وهتفت 


- انا هروح افتح 


هل آتي ؟ هل تحققت أمنيتها فجأه هل سمعتها جنية الأمنيات .. نظرت إلي باب الصالون بترقب منتظرة الطارق لما تأخرت سارة كل ذلك الوقت ؟! ،،


أخفضت برأسها للأسفل وهي تفرك يداها بتوتر ، لا لن يأتي كان يستطيع أن يأتي قبل ذلك


- مساء الخير يا عمي ، أنا آسف بس ندي مش هتتجوز غيري


تهللت أساريرها عندما علمت صاحب ذلك الصوت ، رفعت ببصرها نحوه وهي ترسل رسالة عتاب له 

طمئنها بنظراته يخبرها أنها له ، لن تصبح غيره 


قام مروان من مجلسه وغمز بعينيه لشهاب 

- طب أستأذن أنا وألف مبروك يا عريس


تطلعت ندي لوالدها بتعجب ليقابلها غموض من الأخر ، نقلت بصرها إلى سارة التي نفت برأسها عدة مرات ، هل تلك مزحة أم خدعة من والداها ؟! 


- نعم أنا مش فاهمة حاجة 

قالتها بتعجب وهي ترمق والداها بنظرات متفحصة ، ليجيب مروان بشقاوة 


- لا ديه قصه طويلة جداً هيقولها سيادة اللواء 


غمغم أيمن بخشونة 

- إقعد يا ولد إنت رايح فين أومال مين هيشهد علي العقد

رفع مروان يديه باستسلام ورد بمزاح

- آسف يا سيادة اللواء أنا هطير علي الشغل علطول


كان الحديث دائر بين مروان وأيمن والباقي اتخذ دور المشاهد وأول من قرر التحدث هو المأذون الذي تنهد بيأس 


- يا جماعة ورايا عقد قران غيركم بعد ساعة مين العريس 


صدح أيمن بثقة وهو يرفع إحدى رجليه على الأخري 

- إبدأ يا مولانا العريس شهاب عز الدين


.......................................... 


عند عودتها أصبح الجو مغيم ، لا تعلم كيف انقلب حال الطقس في غضون ساعات ، أسندت بجذعها العلوي على الشرفة 

خطف نظرها نور قوي مفاجئ في السماء ، تلاها صوت الرعد 

الذي جعلها ترتعد من صوته القوي ، تأملت السماء لتجد السحب تشابكت مع بعضها جعل ضوء القمر يختفي ، انهمر المطر على زجاج مصاحباً البرق


ارتعش جسدها من صوت الرعد الذي كان أقوى من المرة السابقة ، احفظه لي يا الله 

تمتمت بدعاء لذلك الذي غضب وامتنع عن دخول المنزل وأيضا أغلق هاتفه حتى لا تستطيع الوصول إليه ، تعلل بوجود بعض الأعمال العالقة ، همست بسخرية "لا يريد أن يرى وجهك" .. حتى الآن لا تصدق ما قالته له .. أين كان عقلها قبل أن تتفوه بتلك الكلمات المخجلة ..


صوت رقع أقدام تأتي على مسافة بعيدة استرعت انتباهها ، هل آتي ؟!


تسارعت بالخروج من غرفتها للتوجه نحو ذلك الصوت ،، 

تهللت أساريرها عندما وجدته أمامها ، هتفت بلوع 

- زين أنت بخير 


ركضت نحوه غير عابئة إن كان سيحتضنها أم لا ، ارتد للخلف عدة خطوات أثر جسدها المندفع نحوه تحت نظراته المتعجبة 

- هل زلتي مستيقظة لذلك الوقت إنها الآن الثالثة صباحا


طبعت عدة قبلات هادئة على وجنتيه ، كالأم التي إشتاقت لرؤية ابنها بعد شهور طويلة من الفراق 

- حمدلله أنك بخير 


ابتلع ريقه بتوتر ، تلك القبلات بمثابة شعلة لن تخمد ، تأججت مشاعر ما بداخله همس بخشونة 

- ليان 


لاحظت تشنج عضلات جسده ، إبتعدت عنه بألم 

- أرجوك لا تفعلها مجددا ابدا لا تترك المنزل وأنت غاضب لا تقود السيارة وأنت غاضب ولا تغلق هاتفك أرجوك من فضلك ، لا تعلم مع تلك الأجواء في الخارج راودتني أشياء سيئة للغاية 


حاوط وجهها بين كفيه وهمس بطمأنينة 

- إهدأي 


التمعت بندقيتها بألم ورغم أنه أمامها لكن بدأت نوبتها في البكاء 


- لا تفعلها زين أرجوك إن كنت تريد معاقبتي أفعلها لكن أبدا ليست بتلك الطريقة 


اعتصر جسدها بين ذراعيه ، كان جسدها ينتفض بين الحين والآخر .


- حسنا اهدئي اهدئي أنا أمامك بخير 


حملها بين ذراعيه وتوجه بها نحو غرفتهم ،لفت ذراعيها نحو عنقه ودست برأسها علي صدره براحة 


وضعها علي الفراش ولكن يديها أبت أن تبتعد ، أزاح ذراعيها ببطء ودثرها بالفراش جيداً ، وتوجه نحو الخارج ..

............................................

أمسك بكلتا كفيها وتنهد براحة 

- مبروك عليا يا مراتي 


توردت وجنتيها عندما طبع قبلة علي كفيها ، لا تصدق أنها زوجته بل كلاهما لم يصدقان أنهما أصبحا زوجين ،، عبست ملامحها لتزيح بكفيها عن خاصته وصاحت بحنق 


- لأ إستني بس الأول أنا مأخدتش حقي منك 


رفع حاجبه باستنكار وهو يراها تتخذ موضع الهجوم ، أحاط بجسدها بذراعيه وهمس بخشونة 

- ورايا حاجات أهم من كده 


اقشعر جسدها وازدادت وتيرة أنفاسها في العلو والهبوط 

ردت بعبوس 

- لا يا سيادة المقدم الأول لازم تدفع تمن 


ضمت كفها وضربته علي صدره بقوه ، أطلق تأوه خفيض ليمسك كفها وصاح بدهشة 


- إيدك يا مفترية 


- تستاهل 


رفع حاجبه وتمتم بمكر 

- طيب خليكي عارفة إنتي اللي بدأتي 


ردت ببساطة وهي تعقد ذراعيها على صدرها

- ولا يهز فيا شعره 


انفلتت منه عدة ضحكات وغمز بإحدى عيناه بشقاوة 

- يا واد يا جامد بس متقلبيش بقي زي الكتكوت المبلول بعد شوية


بللت شفتيها بتوتر وهي تراه يتقدم نحوها كالفهد الذي سينقض على فريسته ، حاولت إخراج صوتها واثق لكنه خرج مهزوز بعض الشيء

- ايه هتعمل ايه ؟ 


ضم خصرها نحوه ومال على أذنها هامساً بنعومة 

- حاجه كان نفسي أعملها لما كشفنا البواب 


عضت شفتيها السفلى بإحراج 

- شهاب اهدي كده بابا بره


قاطعها بخشونة وغرس بأنامله على خصرها بتملك 

- وإنتِ مراتي 


وزع قبلاته المتناثرة علي عنقها وجهها وأي مكان تصل إليه شفتيه ، تأوهت بضعف 

- شهاب 


اللعنة ما كان يجب عليه فعلها الآن ، زفر انفاسه الحارة علي عنقها ورد بخشونة 

- عيونه


جاهدت في إخراج حروفها جيداً وهي تنظر إلي الباب مغلق عليهم 


- شهاب بجد بابا بره وومكن سارة تدخل في أي لحظة 


زمجر بخشونة 

- اهدي بقي مكنتش بوسة 


إلتقط شفتيها بوحشية والتهمها التهاما لم تعد تقاومه فقد شل حركتها وأجبرها على فقد السيطرة والتحكم انهارت دفاعاتها في وحشية قبلاته واستسلمت باحتياج وحب وشوق لم تخفيهم فلم تعد عندها مقدرة، أبعد شفتيه ليتحدث بهمس يقطر رغبة

- بحبك 


التقطت أنفاسها بصعوبة وهمست بدون وعي 

- وأنا كمان 


هم بأن يعود أن يلتقط شفتيها مرة آخري ، ما زال يريدها الآن أضعافاً ، إبتعدت عنه بخجل وارتباك عندما إستمعا الى صوت سارة 


- يا نهار أسود اللي بتعمله ده يا شهاب قلة الادب ديه بتحصل في بيت اللواء 


سحب ندي مرة أخري إلي ذراعيه ، خبأت برأسها في صدره وهي بقدر الإمكان تبتعد عن نظرات سارة الثاقبة 


- ســارة 


صاح بها شهاب بغضب وهو يلهث بصعوبة ، توردت وجنتي سارة من الخجل رغم محاولاتها عدة مرات أن تظهر كالجماد حمحمت بجدية 

- سيادة اللواء عايزك بره 


فرت هاربة من الغرفة ، ليتمتم شهاب بسخط 

- هادمة اللذات 


...............................................


- رائع جميعكم مجتمعون ، لمن النميمة اليوم ؟

صاحت بها ليان بابتسامة عابثة وهي تجلس علي مقعدها ، فنادراً ما تجتمع الفتيات معاً


ردت جاسمين بحماس 

- قرر تيم أن يفتتح متجر ولكن ينقصنا بعض المال ، لذلك كل واحد منا سيساعده 


تيـم هو سبب مشاكلها مع زوجها ، يصبح زوجها كالطوفان بمجرد أن يسمع إسمه ، إزدر ريقها بتوتر وهمست 

- رائع 


صفقت ليلي يدها لتجذب انتباه الجميع 

- حسنا يا فتيات تبقي المكان فقط


ردت ليان ببساطة 

- لقد رأيت متجر معروض للبيع على بعد شارعين


وضعت جاسمين بقلمها على الطاولة 

- تقصدين متجر إدوراد كلا هذا الرجل بغيض للغاية


قامت ليان من مجلسها وهتفت بحماس زائف 

- حسناً يا فتيات عمل موفق لكم ،، يوجد لدي موعد 

صاحت سلمى متسائلة 

- إلى أين ؟ 


- سنذهب أنا وعلياء للتسوق 


غمزت ليلى وبنبرة خفيضة قالت

- لا تنسي تلك الثياب المثيرة لزوجك 


إلتقطت بعلبة المناديل وقذفتها على وجه ليلى متمتمه بحنق 

- وقحة 


ضحكت الفتيات بمرح لتضرب ليان بقدمها علي الأرض وتخرج من المقهي لتصعد للسيارة وتأمر السائق أن يتوجه إلي إحدي المتاجر 

....................................


- يا فتاة أين جئتي بكل تلك الصحة 


قالتها ليان وهي ترتمي علي فراشها بوهن 

- لا أشعر برجلي سامحك الله يا علياء 


جلست علياء بجوارها وتمتمت ببساطة 

- لقد ذهبنا فقط إلي سبع متاجر 


تأوهت بضعف وهي تشعر بتحطم عظامها 

- ده انتى مفترية 


لم تفهم علياء ما قالته بالعربية لكن خمنت أنها تسبها سحبتها علياء من ذراعها وهتفت بحماس 


- هيا هيا قومي وإتدري ذلك الفستان الأبيض الذي اخترته لك 


ترددت قليلاً 

- لكنه قصير وأنا


قاطعتها علياء صائحة وهي تخرج الفستان من الحقيبة البلاستيكية وتضعه على فخذ ليان 


- هل قلت لكِ أنكِ سترتدينه في الخارج إنه لمناسبة خاصة لكِ ولزوجك


ختمت عباراتها بغمزة ، احتقن وجهها من الخجل والحنق 

- هل أنتِ وليلي قد إجتمعتما عليّ


- قومي هيا يوجد لدي جلسة تصوير بعد ثلاث ساعات 


ضربت ليان على الأرض بحنق وهي تمتم بعبارات حانقة لتغلق باب المرحاض بقوة جعلت علياء تضحك بقوة على تذمرها ،،


الثواني تبعتها الدقائق وما زالت ليان في الداخل ، هزت برجليها بتعجيل وبين الحين والآخر تعلق بصرها نحو باب المرحاض 


هبت علياء من على الفراش وصاحت بأنبهار وهي تتطلع إلى هيئة ليان التي تبدو غير مألوفة عليها

- تبدين فاتنة 


تقدمت نحو المرآه وظلت تتفحص الفستان بغير رضي 

- لا تبالغي لست جميلة يا علياء 


- زياد 

لم تكن تنتظر ذلك الرد من علياء ، تعلقت ببصرها نحو باب الغرفة لتجده أمامها ، عيناه لامعتان رغم تخشب جسده 


إلتقطت علياء حقيبتها وهمست 


- جدتي تحتاجني سأذهب 


سمع صوت غلق الباب خلفهم ليتقدم نحوها عدة خطوات مدروسة ، جال ببصره نحو المكان لتسارع هي 


- آسفه على منظر الغرفة الفوضوي دقيقتان فقط و أرتب الغرفة 


سارع بأمساك عضدها وجذبها نحوه لترتطم بصدره العريض ، إرتفع معدل نبضات قلبها صاحبها إرتعاشة لذيذة عندما وضع ذراعه على خصرها 


اختلطت انفاسهم ، أغمضت جفنيها بأستمتاع من تلك اللحظة التي ربما لن تتكرر في الأيام القادمة ! 


فتحت جفنيها ببطء عندما شعرت أنامله تمتد إلي سحاب فستانها .


كان في طريقه إلى غرفة جدته تشنج جسده عندما رأي هيئتها تلك المتفجرة الأنوثة تأججت أنفاسه ببطء وهو يراقب منحيات جسدها الغض الذي أبرزه الفستان بصدر رحب ،،


كان يسير كالمسحور نحوها .. خصلات شعرها الغجرية كان لها دور هام في بعثرته ، إنفجرت براكين في داخله لن تخمد أبداً إلا بطريقة واحدة !! 


- زيـــن 

تأوهت بصوت خافت وهي مثل كل مرة دائما تنطق بأسمه في لحظات خاطئة لن تتعلم أبداً .. 


ألا تنطق إسمه بتلك الأثارة أبداً !


الفصل التاسع عشر 


"وما كنت أؤمن بالعيون وسحرها حتّى دهتني في الهوى عيناك"


توقفت حركة عقارب الساعة ، توقف الزمن لعدة لحظات .. ليظلا هما يتأملان بعض بعيون مشتاقة شغوفة .


لم ترمش عيناها ولو لثانية تريد أن تشبع عينيها وهي تتأمل ملامحة الجاذبة بعشق ،،


إبتعدت عنه ببطء وهي تزيح ذراعه المثبته خلفه ظهرها لتنحني نحو الارض وهي تلتقط الأكياس الملقاة بإهمال على الأرض والباقي علي الفراش ،، 


إنتهت بوضعهم في الخزانة لتلتفت نحوه ، لتجده ما زال متخشب في مكانه فقط حدقتي عينيه تتحرك بجرأة على فستانها ،،


إزدر ريقها بتوتر ، وهي ترى تحول حدقتي عينيه إلي لون داكن ..


وأخيراً وجدته يتحرك لكن مهلا !! .. لما يتقدم نحوها ، هل ستظل ثابته في مكانها أم تتراجع ،


قدميها خانتها بدلاً من الثبات إرتدت للخلف ، كل خطوة يخطوها نحوها ترجع للخلف بخطوات متعثرة حتى اصطدم جسدها بالخزانة وقبل اي محاولة للأبتعاد وجدته حاصرها وهو يسند بكلتا ذراعيه علي جانبي جسدها .


لاحظت ابتسامة هادئة تعتلي ثغرة وعيناه قد انزاح لونها الداكن لتعود إلي حالتها الطبيعية ،،


إصدم بجسده عن تعمد نحو جسدها ، المسافة تلاشت كلياً يوجد إنشات قصيرة تفصل بين رؤسهما ، تسلل دفء جسده إلي جسدها صاحبها تلك الارتعاشة اللذيذة ،، تعلم حالتها التي يرثي عليها في كل مرة يقترب منها بحميمة 


- ماذا ؟


حمدت ربها عندما أخرجت من جوفها عده حروف متشابكة 


- جسدك 

رد بهدوء وهو يشدد علي كل حرف ، باتت تتنفس انفاسه الهادرة علي صفحات وجهها 


- نعم ؟


- جسدك يحجب عني فتح الخزانة 


توقفت تلك المعزوفة الهادئة التي تتطرب أذنها ويرقص قلبها بأستمتاع ونشوة ، ليخرج صوت نشاز حاد ..امتعضت ملامحها وهتفت بأبتسامة صفراء تزين ثغرها

- آسفه 


جسده لم يتحرك مقدار إنش ، إنتظرته أن يبتعد لكنه أبى ورفض الانصياع 


رفعت حاجبها بتعجب وقررت إستعمال نفس كلمته 

- جسدك 


- ما به ؟


- أظن أنك ملتصق بي بعض الشيء

نفخت وجنتيها بضيق زائف ، لتتسع أعينها دهشة من رده

- بل كلياً عزيزتي


كانت مخطئة إنه لم يكن يوجد مساحة فاصلة بينهم ، بل كان يوجد إنشات بينهم 


شفاههم على وشك أن تتحد معاً لكنه قرر التمنع عن فعلها ، لمس بأنامله على وجنتيها ثم إلي كفها العاري نهاية إلي خصرها ،، 


أغمضت جفنيها وهي تشعر بقشعريرة تدب كامل جسدها ، يلعب علي أوتار أعصابها جيداً ، خبير جداً في جعلها أن تنسي من هي ؟ وأين ؟ وما الذي كانت ستفعله ؟ ، تشعر بفقد ذاكرة مؤقتة نعم هذا هو الذي يفعله لها .


غمغم بخشونة وهو يداعب بأنامله علي عنقها 

- ما الذي تحاولين إرساله لي بذلك الثوب 


ما زالت غالقة جفنيها وهي ترد بتلعثم

- كنت أجربه فقط


رفع بصره من عنقها إلي جفنيها المغلقين ، لاحت ابتسامة صغيرة على شفتيه ليتمتم بمكر 


- والمنامة الزرقاء هل كانت تعتبر دعوة لي


فتحت حدقتي عينيها بتوسع وزمجرت بعنف 

- كف عن وقاحتك 


- لم أحصل على جوابي بعد 

رده كان هادئاً عكس الثورات الداخلية التي تحدث له ، بمجرد أن تذكر تلك المنامة الزرقاء وعندما تدلت إحدي حمالات علي كتفها ، أغمض جفنيه بقوة وهو يحاول أن يظل هادئاً .. بارداً 


- زين 


سمع همسها المُلح والمصر عليه ، فتح جفنيه ليقابل بندقيتها اللامعتين إنحدر بنظره نحو عنقها ثم إلي جزء ليس بالهين الذي يكشف حنايا صدرها .. راقب صعود وهبوط صدرها بدون ملل ، أشاح عيناه سريعاً عندما ألح جسده بشيء يود فعله 

جسده يوافق ومنتظر إشاره من عقله لكن عقله رافض ، من المفترض أن يكون غاضباً منها ، كلا إنه غاضب بالفعل !!


- توقفي


صاح ببعض العنف وهو يسمع همسها بأسمه كان ضعيف وناعم مثل بنيتها الضعيفة وبشرتها الناعمة ، ما الذي تفعله تلك المرأه به ؟! 


رمشت بأهدابها الطويلة عدة مرات وهي تلاحظ تشنجات جسده وشفتيه التي كانت تودان أن تقول شيئاً لكنه بتر عباراته


- ماذا ؟


- لا تنطقي إسمي بتلك النبرة أبداً ، وإلا صدقيني سأفعل أشياء أتوق لفعلها الآن 


هتف بها بحنق شديد ليهرب منها قبل أن يخونه جسده علي فعل أشياء لن يندم عليها سوي لاحقاً ..

نظرت إلي شبح طيفه وهي تجده يتمتم ببعض الكلمات الحانقة لتبتسم بخجل وهي تتوجه إلي المرحاض ..

.............................................

كان يجلس على الطاولة ويرتشف قهوته بتلذذ ، وضع جريدة الصباح على الطاولة عندما وجدها تقدمت نحوه وهي تفرك عيناها بنعاس 

- صباح الفل يا عروسة 


ابتسمت بعشق له ، سبت نفسها وهي تتذكر كل كلمة حمقاء تفوهت بها أمامه وهي في أشد حالات غضبها 

- بابا 

نطقتها بأسف شديد وهي تطرق برأسها للأسفل ، ليبتسم أيمن بحنو


- ارفعي وشك كده خليني أشوفك


التمعت عيناها بالدموع لتهمس بأسف ورأسها ما زال مطرق للأسفل 

- انا آسفه على اللي قولته 


قام أيمن من مقعده ليتقدم نحوها وهو يربت على ظهرها بحنو شديد 

- نمتي كويس ؟


هزت رأسها إيجاباً

- تمام الحمدلله 


رفعت بوجهها لتقابل عيناه الحانية همت بالحديث عن شيء لكنها وأدتها ، لم يغيب أيمن عن نظرتها المترددة وهتف 

- عينيكي بتسأل قولي 


جالت بعيناها يميناً ويساراً وهي لا تعلم كيف ستسأله ،نظفت حلقها وهي تهتف بعبارات ليس لها صلة 

- احم ... احم... بابا ... يعني انت عارف 


تحدث بجدية وهو يحثها على الجلوس

- اقعدي يا ندي


أذعنت لطلبه وهي تجلس بأعين متلهفة ومترقبة ، تريد أن تعلم كل شيء ، هل كانت تلك لعبة من والدها أم ماذا ؟ 


ضيق أيمن عيناه وهو يتفحص تلك المرتبكة أمامه 

- انتي كنتي فاكرة اني ممكن اجوزك لشخص مش متقبلاه اصلا ، بس ده برده مش معناه الموضوع كان لعبة ، فعلا جدك طلب ايدك من مروان لما سافرت أول مرة ، بس أنا وقتها رفضت وقولتله ان في عريس اتقدملك 


سارعت بمعانقته وهي تخبأ وجهها في تجويف عنقه ، كيف كانت غبية هي لتتوقع أن والدها سيجبرها على فعل شيء لا تتقبله ، إشتدت من معانقة أبيها بقوة ليربت والدها علي ظهرها بحنو

إبتعدت عنه وهتفت بشقاوة 


- يا حبيبي يا بابا علشان كده امه مكنتش طيقاني لما جيت 


عبس ملامح أيمن ليزمجر بغضب 

- بنت 


نفخت وجنتيها بضيق لتصحح كلمة " أمه" مع إبتسامة عريضة مزيفة 

- والدته اسف يا سيادة اللواء 


رنين هاتفها يصدر من غرفتها جعلها تقوم من مجلسها وتتوجه نحو غرفتها لتعود بعد ثوانٍ الي والدها الذي هتف بعبارة واحدة 

- هو ؟


هزت رأسها إيجاباً 

- اه هو 


أنتهي رنين الهاتف قبل محاولتها لرد اتصاله ، عقد أيمن ذراعيه علي صدره وصاح بجمود وخشونة وكأن أمامه ضابط وليست إبنته 


- قوليله الكلام ليه وقته مش معني انه بقى جوزك يبقي تنسي ابوكي ، لسه ملوش اي حكم عليكي طول ما انتي قاعدة معايا


أدت التحية العسكرية بأحترام 

- علم وسينفذ يا سيادة اللواء 


ضحك أيمن علي تلك الشقية ليلتقط مفاتيحه من على الطاولة 


- طيب أنا هنزل الشغل ، خدي بالك من نفسك 


- حاضر يا بابا 


توجهت معه نحو الباب لتحتضنه بامتنان وما زالت تشعر بالحرج والخجل منه ، ودعته بأبتسامة ناعمة لتغلق الباب خلفها وهي تتنهد براحة ..


صوت هاتفها الذي أعلن عن وجود رسالة إسترعي إهتمامها 

فتحت الرسالة لتتوقف أنفاسها لمدة ثواني 


" لو أنّ الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي، لكنّ الحبّ أرواح توهب، فهل تكفيك روحي؟ " 


تلتها رسالة قصيرة " معرفتش اكتب كلام شاعري فسرقتها " 


بعد ثانيتين تلاها رسالة آخري " بحبــك " ليختتم بوضع قلب أحمر نابض 


اتسعت ابتسامتها ليتراقص قلبها فرحاً من مجرد كلماته ، تنهدت براحة والطمأنينة تغلف روحها لتتوجه نحو غرفتها ،، 


لا تصدق أنها أصبحت زوجته ، يوجد بينهما رابط مقدس و متين ارتسمت ابتسامة عاشقة وهي تمتم 


- مجنون 


لا تعلم كيف أصابها سلطان النوم بمجرد أن وضعت رأسها علي الوسادة ، كأنها تختبر هل هذا مجرد مجلم أم أنه حقيقة ؟ 


..................................


لاحظت الجدة الأوضاع الهادئة بينهما ، رغم كونهم صامتين لكن تحسنت الأوضاع عن الأيام السابقة ، سيتخطان المصاعب لأنهما قطعا جولة طويلة ولكن تبقى القليل فقط ، انتهى عملها لذلك ستعود بأدراجها للقرية 


ارتشفت العصير بتلذذ وهي تستند علي سور الشرفة 

- سأعود غداً إلي القرية 


سألتها ليان بتوجس 

- لما جدتي ؟


ردت الجدة بأشتياق وما زالت رائحة عبق منزلها عالقة في أنفها

- لقد إشتقت إلي منزلي


عبست ليان بحزن وهي تتمسك بكف الجدة 

- سأكون بمفردي يا جدتي 


لا تريد رحيل الجدة في الوقت الحالي ، تحتاج إليها برغم تلك الأشياء الصبيانية التي تفعلها معها لكن الوحدة ستقتلها زين يذهب في الصباح الباكر ويعود في وقت متأخر ، حتى برغم ذهابها إلي المقهي لكنها تجلس عدة ساعات قليلة لتعود وتجلس مع جدتها أو تتحدث مع عائلتها أو ندى 


غمزت الجده بخبث 

- زوجك معك أظنه سيجعلك تنسيني لفتره 


- جدتي 


صاحت بها بيأس وهي تنفخ وجنتيها بسأم ، لن تتوقف الجدة أبداً عن الحديث بذلك الأمر المخجل ، لانت نبرتها وهي تهمس بعذوبة 


- سأشتاق إليكِ جدتي 


- وأنا ايضا عزيزتي 


احتضنتها ليان بقوة وحنان لتربت الجدة على ظهرها بحنو 

- ضعي زوجك أمام نصب عيناك يا ليان


تمتمت بهدوء 

- حاضر جدتي


إبتعدت ليان قليلاً وهي تطالع الجده باشتياق ، لاحظت الجدة وجود شيء يتحرك تعلقت أنظارها نحو الداخل لتجد زين قد عاد وعلي بعد خطوات منهم.. إبتسمت بمكر وهي تغمز بعيناها لـ ليان 

- وأريد أن أرى حفيدا لي قريباً


- جدتي 


ردت بإصرار يائس وهي تشدد علي كل حرف يخرج من جوفها ، لتلتمع أعين الجدة بمرح وهي تلاحظ تورد وجنتي ليان


- ماذا إنني لا أطلب شيئا مستحيلاً 


تمتمت بصوت خفيض .. ستلقي اللوم عليه أيضا وليست هي بمفردها .. هل تظن الجدة أنها رافضة ؟! 

- زين غاضب مني بعض الشيء 


- أعلم لكنه لا يقدر على أن يشيح بعينيه عنكِ ولو للحظة


تعلقت أعين ليان نحو الداخل لتجده محتفظ بمسافة لخلوتهم وشفتيه ترتسم إبتسامة دافئة 


- أرأيتي 

لكزتها الجدة على مفرقها بشدة ، لتمنع حديث لغة الأعين بينهما ، هزأت ليان رأسها إيجاباً لتتنهد الجدة براحة وهي تشعر أن مهمتها قد إنتهت بنجاح برغم أنها كانت ستشد شعرها منذ عدة أيام .. ربما وجود علياء سهل الأمر عليها !!


- أتمنى لك حياة سعيدة مع زوجك ، ولا تنسي أريد زيارة كل آخر شهر هل هذا واضح 


تعجبت ليان من تغير نبرة الجدة من لينة إلي حازمة في ثوانٍ ، ردت بإيماءة 

- نعم جدتي واضح 


نسيم هواء بارد لفحهما ، لتقشعر بدن الجدة 

- هيا لندخل لقد شعرت بالبرد 


- هيا جدتي 


أمسكت ليان مرفق الجدة بهدوء وهما متوجهان نحو الداخل ، هزت رأسها بإيماءة بسيطة نحو الواقف في مكانه ولم يبرح إنشاً واحداً وكأنها تحية ليرد الإيماءة بأبتسامة هادئة ، هل يبتسم ؟! ..


نعم إنه يبتسم ليست إبتسامة مزيفة ولكنها إبتسامة تخبرها " أشكرك على حسن معاملتك لجدتي " ..


تقلصت عضلات وجهها بضيق واختفت إبتسامتها ، وهل هي خادمة أو جليسة حتي يشكرها ، إنها زوجته 


نفضت رأسها بيأس وتلك الأفكار الحمقاء تراودها .. لتخرس عقلها قائلة " إنه لم يتفوه بشىء .. مجرد إبتسامة .. هل ستحلل إبتسامته على هواها ؟ "

...............................................

جالسة علي الأريكة بضجر ، أمسكت بهاتفها لعدة دقائق وهي تحاول أن تجد شي يسليها حتي قدوم زوجها لكنها للأسف لم تجد .. انتقلت إلي التلفاز إتكئت بذراعها على مسند الأريكة ويديها الأخري تقلب القنوات بسرعة فائقة ،،


انتبهت على صوت آدم وهو يحتضنها من الخلف 

- ليلي 


واستدارت حتى تصبح في مواجهته ، جلست على ركبتيها حتى تصبح مقاربة لطوله ، همست بصوت مغري 

- حبيبي لقد اشتقت لك


إزدر آدم ريقه بتوتر وهي ينظر إلى عينيها الناعستين ثم إلى ثوبها الفاضح الذي أبرز منحنيات جسدها بسخاء ، سأل ببلاهه

- هل أنتِ بخير 


انكمشت ملامح ليلي للعبوس ، ضربته بقوه على صدره وهي تزمجر بغضب 


- لا وقت للمزاح يا آدم 


ضحك باستمتاع وهو يراها تضربه بخفة في أنحاء متفرقه في جسده ، كبل يداها الأثنين وأرجعهم خلف ظهرها وهو يتمتم بهدوء 


- لقد مر أسبوع ولم أسمع منك اي شىء يتعلق بـ ليان أو زياد


حاولت أن تنفلت من قبضته لتصيح بيأس من محاولاتها الفاشلة من التحرر منه 

- إنني مخطئة حقا إبتعد 


رغم محاولاتها اليائسة لتحرر ، حرر يدها وسحبها من خصرها وغمغم في خفوت 

- لقد كنت أمزح 


مطت شفتيها بعبوس 

- مزاحك ثقيل 


همس بجانب أذنها بنبرة دغدغتها 

- لقد إشتقت لك حبيبتي 


- وأنا أيضا 

لفت ذراعيها حول عنقه لتدفن بوجهها بين ثنايا عنقه ، إبتسم بعشق نحو مجنونته ...يعترف أنه أصبح مجنون ليلى .


وزع بقبلات متناثرة على عنقها ، يعلن أنه يريدها كانت ستنساق خلفه لولا أنها صاحت بضيق


- إنني قلقة من تيم لقد تغير كثيراً لا أعلم ما به 


تنهد بيأس ، لقد حطمت تلك المعزوفة الهادئة إبتعد عنها وهو يخلل أصابعه على شعره بجزع


- حقا هذا كثير يا ليلي منذ متى تعينتي مسؤولة لحل مشكلات الجميع ، يا ترى من بعد تيم لكي إستعد نفسياً ؟!


راقبت إنفاعلاته الثائرة بعدم فهم وهو يذرع الأرض مجيئاً وذهاباً يسب ويلعن نفسه ومن حظه العثر 


عقدت ذراعيها على صدرها وهمست بحنق زائف 

- غليظ حقاً ، قلبي الحنون والطيب هي مشكلتي 


هدأت ثوارته وانفعاله ، سحب نفساً عميقاً وزفره على مهل ، ليعود ببصره إلى منامتها الحمراء الصارخة التمعت عيناه برغبة وهتف بخشونة 


- يجب عليكِ أن تدفعي غرامة الآن 


ردت بتعجب وهي تعلم ما الذي يدور في عقله 

- ماذا ؟ غرامة !! .... هل نسيت ليلة أمس !! 


توجه نحوها ليحملها بين ذراعيه دون أدني معارضة منها و هتف بنبرة ذات معني 

- لقد قلتيها بنفسك ليلة أمس ، وليس الآن 


سار عدة خطوات متوجه نحو غرفتهم ، لتستمع ليلي إلي صوت هاتفها لتهمس 

- آدم إنتظر الهاتف 


هز برأسه نافياً وهو يركل بقدمه ليغلق باب غرفتهم متوجهاً نحو الفراش 


- كلا لن أدعك 

.........................................


رمت جاسمين بهاتفها علي الطاولة وصاحت بحنق 

- اللعنة ليلي لا ترد علي هاتفها منذ الأمس ، كانت تعلم أننا سنذهب للمتجر اليوم 


تمتمت ليان ببساطة وهي ترتشف العصير المنعش برغم الأجواء الباردة 

- يبدو أنها مشغولة 


امتعضت ملامح جاسمين باستياء 

- كيف سأفعل ذلك بمفردي الآن كيف سأرتب البضائع 


تساءلت ليان وهي تتابع ارتشاف عصيرها بلا مبالاة 

- أين سلمي ؟ 


- إنها الآن في دوامها لن تنتهي إلا مساءاً وأنا أخذت الأذن لمده ساعتان من المدير البغيض 


صمتت قليلا لتلمع عيناها بحماس 

- لما لا تأتي وتساعديني 


توقفت عن ارتشاف العصير ، لتسعل بقوة وهي تأخذ نفسا عميقا 

- انا !! ... لا لا 


غمزت جاسمين إحدى عينيها وهي تلح بأصرار 


- مجرد ساعتين فقط سنرتب البضائع وسنذهب 


تلعثمت في الرد ، إن علم زين أنها ما زالت تذهب إليه سيقتلها بالتأكيد .. ستقام الحرب العالمية الثالثة 


- لكن !!


علمت جاسمين الموضوع الشائك بين تيم وزوج ليان من ليلي لتهتف بهدوء وثقة 


- أنا وأنتِ فقط تيم أعطاني المفتاح وقال أنه لن يأتي اليوم 


توسلاتها بنبرة طفولية جعلت ليان تبتسم 

- هيا أول مره أطلب منك طلب صغير 


وافقت علي مضض وهي تدعو في سرها أن يمر اليوم علي خير ، لكنها لا تعلم أنها حفرت القبر بيديها !


...............................................


توجه نحو المشفي بخطوات هادئة ، قلبه يطرب فرحاً لما أصبح عليه الآن ، لقد حدد معاد زواجه .. يجب أن تكون أول من تعلم بذلك الخبر المفرح 


فتح باب غرفتها وعلى وجهه إبتسامة ناعمة سرعان ما إختفت وانقبض قلبه وهو يرى الغرفة هادئة لا يوجد بها أحد والفراش منظم ، ابتلع ريقه بتوتر وأسوء السيناريوهات تقتحم عقله ،،


هدأ من روعه وهو يقول إنها بخير ... ربما أخطأ في عنوان الغرفة ،، عاد ببصره نحو اللوحة المعلقة على الغرفة ليجد أنها الغرفة الصحيحة ..


إستند علي الحائط ومعدل نبضات قلبه تتسارع ، استوقف ممرضة وهتف بلهفة 

- لو سمحتي هي فين الممرضة اللي في اوضه ٤٠٧ ؟ 


غمغمت الممرضة في خفوت 

- تقصد مريضة السرطان 


قاطعها بلهفة وعيناه تجوبان تعبير وجهها الجامد

- ايوه هي فين ؟


مطت الممرضة شفتيها وأجابت بعملية بحته 

- البقاء لله يا أستاذ .... اتوفت الصبح 


غادرت وهي تتوجه نحو موقعها ، ليهوي شهاب علي الأرض أرجله لم تتحمل الصدمة .. لسانه شل عن الحركة بل عقله كلياً رفض تلك الفكرة .. كيف رحلت .. لم لا لم تنتظر قليلاً ليأتيها بالخبر الذي إنتظرته .. لمعت عيناه بألم وهو يقوم من علي الأرض متوجهاً نحو منزلها 


" رحيلك يا ورد علمني أنّ كل شهقة فرح يتبعها صوت صامت يقول لو كنتي معي لاكتمل الفرح رحمك الله يا أختي "


..............................................


- ها قد أوشكنا على الانتهاء ، علي كل الأحوال شكرا لكِ

هتفت بها جاسمين وهي تضع الصندوق الثقيل على الأرض ، تهدجت أنفاسها من فرط المجهود الذي بذلته اليوم 


تمتمت ليان بابتسامة بسيطة 

- لا مشكلة ، أخبريني اراكِ مهتمه بتيم كثيرا ما الأمر يا فتاة 


اشتعلت وجنتي جاسمين من غمزة ليان الماكرة لترد بتلعثم 

- نحن أصدقاء 


رفعت ليان حاجبها بعدم تصديق 


- فقط 


- نعم أصدقاء فقط 


ارتسمت إبتسامة ماكرة علي شفتي ليان وهي تراقب نظرات جاسمين الزائغة 


- سأحاول أن أصدق 


صوت ذكوري ذو بحة مميزة ينتشلهم 

- مساء الخير يا فتيات لقد أحضرت عصير طازج لكم


اعتدلت جاسمين في جلستها وهتفت بتلعثم 

- تيم هل أتيت ؟


حك تيم خصلات شعره وتمتم ببساطة


- نعم شعرت أنها إهانه لي وأنا أترك إمرأتان هنا وأنا جالس بمفردي قلت لأتي ونساعد بعضنا قبل إفتتاح المتجر


علق ببصره القابعة خلف جاسمين ليحمحم بجدية 

- مرحبا ليان


- أهلا 

خرج صوتها خافت ، يجب عليها الرحيل الآن قبل أن تحدث كوارث في المنزل ،، 


صوت رنين هاتف جاسمين الذي أعلن على وصول رسالة قطع الصمت المغلف حولهم 


صاحت جاسمين بحنق وهي تضع هاتفها مرة أخرى في جيب بنطالها


- اللعنة ذلك المدير البغيض سأقتله يخبرني إن لم آتي خلال عشر دقائق سيخصم مرتبي 


رد تيم بأبتسامة هادئة

- لا مشكلة إذهبي 


- ولكن يوجد خمس صناديق 

قالتها وهي تشير إلي الصناديق خلفها ، ضحك تيم وهتف 


- سأفعلها أنا إذهبي قبل أن يخصم مرتبك وتخبريني أنا السبب في ذلك 


احتضنته بقوة وتمتمت بامتنان 

- شكرا يا رجل 


ابتعدت فجأة عنه .. اللعنة ما الذي فعلته !! .. في حياتها لم تقترب منه ولم تحتضنه .. خرجت من المتجر مسرعة وهي تذهب من أجل إنقاذ مرتبها الذي سيتعرض للخصم وستفكر لاحقاً بما فعلته معه ..


راقبتها ليان بابتسامة هادئة لتتقابل عيناها مع تيم


- أشكرك حقا يا ليان على مساعدتك 


هتف بها بامتنان وهو يقدم لها عصير من الليمون المنعش ..شكرته فى هدوء ثم أخذت تدقق إلى المتجر وعينيها تلمع بسعادة 

- المتجر رائع يا تيم مبارك لك 


- شكرا لكى يا ليان خذى راحتك سأقوم بغلق المصابيح حتى أعود لكِ لنغادر والصناديق سأرتبها في الغد 


اومأت برأسها له لتجده يبتعد عنها ذاهبا الى الباب الخلفى ..ظلت ترتشف العصير بتلذذ حتى قامت بشرب آخر قطرة..


وضعت الكوب على إحدى الجوانب وبعد عده ثوانى أصبح المكان معتماً لا يوجد سوى ضوء خافت على باب المتجر ..


انتظرت عدة ثوانى لمجيئه لكى يأتى لكنه لم يظهر حتى الآن !!


ظلت تنادى عليه ليقابلها عدم الرد من الآخر ..


لا تعلم لما أصبح رأسها ثقيل بعض الشيء أغمضت جفنيها لعدة لحظات وبدأ رأسها يصبح أثقل رفعت يدها تضغط بخفه على رأسها فى محاولة يائسة لتخفيف ذلك الألم الحاد 


فتحت جفنيها عندما شعرت بأنفاس تلفح أمامها ...أصبحت رؤيتها مشوشة لتهتف بضعف 

- أهذا أنت يا تيم ؟


-نعم 


ارتدت للخلف بحركه لا اراديه عندما شعرت بيديه تعانق ذراعها لتهتف بضيق وهى تفرك جبهتها 


- توقف يا تيم انت تعلم اننى لا احب ذلك 


ثم تابعت بضعف وهى تشعر ان رأسها سوف ينفجر من الألم 


-رأسي سوف ينفجر


إبتسم بخبث وظفر وهتف بنبرة لم تعهدها من قبل


- لا تقلقى دقيقتان فقط ولن تشعرى بأى الم 


لم تستوعب حديثه بسبب ذلك الالم ولكن شعرت بالرعب يدق قلبها لتهتف بتوجس وهى ترتد إلى الوراء حتى تصل للباب


- ماذا وضعت في العصير ؟


ابتسم باتساع وهو يراها تتراجع إلى الخلف ليتقدم نحوها ببطء 

- مجرد مخدر يا عزيزتى 


أخذت ترجع للوراء حتى شعرت بالباب خلف ظهرها لتمسك بالمقبض وتحاول فتح ذلك الباب اللعين ...لتجده مغلق !!


معدل ضربات قلبها يزداد عندما شعرت يديه تتحسس جسدها بشهوانية ..يداها شلت عن الحركة وبدأ جسدها يسترخى ..


نظرت له بذعر عندما دنا نحوها وقام بفك حجابها ليتساقط شعرها بأنسيايبه على ظهرها نظر إلى شعرها بأعجاب شديد وبدأت ملامحه تزداد رغبة ..ط.


زفر براحة وما زالت يديه تتحسس منحنيات جسدها بشهوة ورغبة عارمة... وهى كالمسكنية تبكي بقهر وبدأت تعلو أصوات شهقاتها ..قام تيم بمسح دموعها بأنامله ليهتف بتلذذ بعد أن تذوق طعم دموعها بين شفتيه


- إنها لذيذة مثلك 


اخذ يتحسس وجهها بنعومة شديده يستشعر بشرتها الناعمه الدافئة حتى وصل الى شفتيها ..اخذ يتحسس شفتيها وقد نفذ اخر صبره 


- لا تعلمين كم أتوق لتذوق تلك الشفتين !


جسدها أصبح رخو ليشدها من خصرها نحو صدره ...اغلقت جفنيها بعد مصارعة رهيبة بينها وبين ذلك المخدر .. أسقطت دمعه حارة قبل ان يغشى عليها وهى تعلم أنها ستخسر اهم شىء تحافظ عليه المرأة الشرقية ..ستخسر عذريتها بين يدى ثعلب وثقت به منذ البداية ..وقلبها يصرخ منادياً زوجها ..زين !!


الفصل العشرون 


يشعر لأول مرة بالقلق الذي يساوره منذ أن تزوجها .. قلقه يزداد عندما تذهب لمقابلة ذلك اللعين !! يشعر بالخوف عليها ..نظرات ذلك اللعين على زوجته لا تطمئنه على الاطلاق !!


وهى كالحمقاء تتخذه صديقاً لها !! .. غبية لا تعلم نظرات تلك الرجال عندما يرونها ...جمالها الشرقى وطباعها الشرقية يجعل الرجال الغربيون يلتفون حولها ... وكأنها حلوى مغلفة يتهافت عليها الأطفال !!

وهى المغفلة تقول انها لا تمتلك اى صفات للجمال !! ... حمقاء ..غبية لا تعلم أنها إمرأة فاتنة .


تعلم انه يضع لها رجال لمراقبتها كلما تذهب إلى أصدقائها ولا تتفوه بشيء ..منذ متى وهى تصادق رجال ؟ 

يعلم عنها ادق تفاصيل حياتها مصادقة الرجال خط أحمر ..لماذا تغيرت عندما تزوجته؟ ..اهذا إنتقام منها ام تمرداً ..كاد عقله أن يجن بسبب تصرفاتها الغير معهوده والتى سوف تجعل قلبه يتوقف عن النبض !! 


تتصرف تصرفات هوجاء ..وحمقاء !! وهي لا تعي ما مقابل ما تفعله .. وذلك تيم سوف يقتله يوما ما ان لم يتوقف عن ملاحقة زوجته ..وهى تدافع عنه ..حتى دون مراعاة مشاعره وأنه زوجها 

هل لتلك الدرجة عمياء !! 

وهى تصفه انه بارد المشاعر مثل رجال الغربيين ..غبية بل مشاعره تتقاذف كحمم بركانية وغيره شرقية تتآكل وتنهش قلبه .. يكفى لذلك الحد سيقوم بوضع ذلك التـيم بآخر البلاد ولكن قبل ذلك سينتقم منه ..أشد إنتقاماً على كل ليلة مؤرقة سببها له !!


يزداد غضباً عندما يعلم انها تقابل ذلك الاحمق بل كاد ان ينفجر امامها ويلكم وجهها الناعم 

- سيد زين 

إنتبه على صوت مساعده وهو يخبره أن الاجتماع سيبدأ بعد دقيقتين 


توجهه إلى غرفة الاجتماع وما زال عقله مشغولا بالاخرى .. مجرد بعدها عنه يجعله نصف عقل وبحضورها يفقد عقله بأكمله!


رنين هاتف قطع ذلك الاجتماع وهو يلتقط أذناه وهو يستمع إلى آخر شىء من الممكن ان يتوقعه زوجته ذهبت اليه مره اخرى غير عابئة بتهديداته وذلك الأحمق الذي عينه يخبره انها ذهبت لمتجره وقد طال وجودها بل أن مصابيح المتجر أغلقت ، ويسأله ايتفقد الأمر أم لا؟ 


إن كان يغضب ويثور فقط عندما يتقابلان فى إحدي المقاهي ماذا عن مكان منعزل وهما بمفردهم .. سيقتل ذلك التيم حتماً عندما يراه ..


خرج من شركته بسرعة لم يتوقعها ... ولم يبالى بالعملاء ونظراتهم المندهشه ولا حتى بمساعده الذي كان يحاول لحاق سرعته الفائقة .


وخلال دقائق فقط وكاد أن يتسبب بالعديد من الحوادث بسبب سرعته الفائقة التى تخطت الـ٢٠٠ وصل إلى المتجر بأعين قاتمه وانفعالات جسده التي توحي بالغضب بل بركاناً على وشك الثوران وهو يخرج سلاحه الذى يحتفظ به دائما دلف الى ذلك المتجر ...


هوى قلبه عندما وجدها متكومة على الارض مغشى عليها وحجابها ملقى و ملابسها الممزقة ... وذلك التيم ملقى على جانب آخر برغم كل الكدمات والدماء التي تنزف من كل مكان فى جسده إلا أنه محتفظ بنظرة شيطانية موجهه له !!


إرتفعت أقصى درجات غضبه وقلبه توقف عن النبض لعدة ثواني .. وعقله يصور له صور لا يريدها أن تكون حقيقه ..يريد أن يستيقظ من الكابوس ..ولكنه بدا واقعيا عندما رأى أحد الرجال يهاتفه ويتحدث بنبرة مقلقة وهو يلاحظ سيده الذي سيقوم بارتكاب جناية الان له وللملقى على الأرض وهو ما زال يبتسم وحديث الاعين دائر بينهما 

- سيدى 


هتف بها وهو بالكاد يستطيع الوقوف أمامه ...ليوجه زين ببصره نحوه ونحو التيم بنظرات أرعبت الحارس وهو يوقن أن الليلة لن تمر مرور الكرام !! وستنتهى بموت أحدهم أو كلاهما !


.........................................


جالساً لا يشعر بالذي جواره .. منفصل عن العالم كلياً .. عيناه مرتكزتان نحو الفراغ .. كان يوجد قدر صغير لشفائها .. رحيلها عن العالم بتلك الصورة المؤلمة سببت له فتح جرح ظن أنه إلتئم .. رحيل والدته منذ أن كان صغيراً يتبعها الأن ورد شقيقته الصغري .. ومن التالي يا ترى ؟! عقله يفكر وهو يعلم الإجابة .. لن ترحل ستظل معه هي الوحيدة التي ستدفعه لأستمراره على الحياة .. ساعات جالس بدون أن تشتكي له أي عظمة .. انسحب المعظم عائدين إلى المنزل .. من يربت على كتفه بشفقه ومن يواسيه ... ومن يسأل عنه وما صلته بالمرحومة .. إستمع لردود عجيبة من بعض الرجال من قال انه حبيبها ومن قال انه خطيبها .. ما ذلك الهراء ؟! 


لا يحتاج شفقة من أحد .. لم يطلبها منهم من الأساس .. إن كانوا يظنون أن تلك النظرات المشفقة سيجعلهم يشعرون بتحسن .. كاذب بل تلك النظرة تجعلك تشعر بسكاكين تنغرز نحو قلبك المحطم .


يود أن يلكم أولئك البغضاء .. هل جاءوا للعزاء أم فضح عورات الجميع .. ألا يوجد احترام للميت ؟ بدل أن يتحدثوا مثل النساء يدعوا لها بالرحمة والمغفرة ثم ينطلقوا بإدراجهم للمنزل .


شعر بيد ناعمة تربت على كتفه ، التفت ببصره لصاحبة اليد


غمغمت ندى بحزن علي حالته


- شهاب 


دفء عيناها كانت كالدواء .. اللسان عجز عن الحديث ولكن ماذا عن العيون ؟! 


انتفض فجأة من مجلسه لتتراجع ندي علي أثرها هدر بصوت جامد

- ندي بتعملي ايه هنا ؟ و ايه اللي جابك !


رغم ضيقها التي سارعت بأختبائه وكتمته بسبب حالته .. ردت بصوت خافت 

- كنت بطمن عليك 


لو كان في وضع آخر ومكان وزمان مختلف كان إعتصرها بين أضلعه .. جاهد في إخراج نبرته هادئة لكن خرجت عنيفة بعض الشيء 


- برده ميحصش تيجي هنا كنتِ رنتي عليا 


عقدت ذراعيها على ظهرها وردت بجفاء 

- مش بترد علي موبايلك طنط عيزاك ف..


بترت عبارتها عندما شعرت بتخشب جسد شهاب وأعينه تقدحان منها الشرر 

- الحيوان ده اللي ايه اللي جابه


استدارت للخلف لترى من ذلك " الحيوان " .. بللت شفتيها بتوتر لتسارع بأمساك عضده قبل أن يندفع الأسد نحو الفريسة 


- شهاب اهدي من فضلك مش عايزين مشاكل 


زمجر بغضب وعيناه تندلع فيهما حريق هائل وهو يراه يقترب منه 

- الحيوان ده هقتله


- البقاء لله 

تمتم بها يوسف بألم وهو يمد يده نحو شهاب ثم إلي والد ورد ،

ضحك شهاب بسخرية مما أثار انتباه الجالسين بجواره 


- يااه انت لسه فاكراها لا بجد كتر خيرك يا استاذ يوسف .. انت عارف انت احقر انسان شفته على الأرض 


إبتسم يوسف برسمية .. جز على أسنانه بغيظ مكتوم 

- من فضلك اتكلم باسلوب احسن من كده 


عادت ضحكات شهاب مرة أخرى .. وبصوت غاضب


- هو انا لسه قولت حاجه .. عارف اللي سبتها ديه بجد خسارة انها تموت كان المفروض تبقى انت مكانها لأنك إنسان *** وأحقر منك مشوفتش .. ديه كانت في وقت مرضها تسألني عنك وانت بخير ولا لأ وانت ولا هامك .. اكيد عرفت مرضها زي ما عرفت موتها مجتش زورتها ليه .. مخففتش عنها ألمها ليه وهي طول الوقت بتسألني هيسامحني يا شهاب علي اللي عملته ؟ هيجي مش كده ؟ هيجي ويقولي انا سامحتك .. مش عايزة منه حاجة غير يقولي انا سامحتك .. كنت كل يوم استنى إذا كنت هتشرف يا بيه ولا لسه .. ومع الايام بطلت ما تسأل عرفت الإجابة مرضتش حتي تبصلي وماتت ومات آخر ذرة امل معاها 


تحولت النغمة الصاخبة المزعجة إلي نغمة حزينة كئيبة .. أخفض والد ورد رأسه للأسفل بحزن علي فقدان زهرته ..أغمض شهاب جفنيه بألم لتربت ندى على كتفه هامسه


- شهاب 

نبرتها تخبره توقف .. اهدأ .. لكن نيرانه لم تخمد بل زادت إشتعالا عندما سمع رده 


- كنت هاجي بس ان..


- يوسف 


صوت أنثوى انتشل من المعركة التي ستحدث بين شهاب ويوسف .. والجميع متخذ وضع المشاهدة وكأنهم يشاهدون مسرحية هزلية !! .. اتسعت عين ندي دهشة من صاحبة الصوت ورددت ببلاهة وهي لا تصدق من أمامها 

- ليان !! 

.....................................


فتحت جفنيها ببطء وهي تسترجع آخر ما حدث معها قبل أن يغشى عليها ... عده لقطات جرت أمام عيناها لما حدث لتنتفض من فراشها على الفور وكأن عقرب لدغها تنظر حولها بتوتر للمكان .. إنها فى منزلها .. فى غرفتها ..كيف !!


هل كانت تحلم بحلم مزعج أم ماذا ؟ .. شهقت بفزع عندما قابلتها زوج من الأعين القاتمة التى تعلم جيداً لا تظهر الا في أشد حالات الغضب ..لتزحف للخلف بحركة تلقائية وهى تجده يتقدم نحوها واضعاً يديه في جيبي بنطاله


ارتطم ظهرها بمقدمة الفراش لتجده يميل نحوها وأعين تتطلعان إليها بنظرة نارية جعلتها ترتعش من مجلسها 


- لماذا يا ليان ؟

عضت شفتيها السفلى بألم وهي تنكمش حول نفسها أكثر وأنفاسه الهادرة تحرقها تلسع بشرتها ...لتبكى بقهر وهى تحتضن بكفها على وجهها وصوت شهقاتها يأخذ وتيرته في العلو ..


لم يتأثر إلى منظرها المزرى... ولا صوت شهقاتها التى تدمى القلوب .. هتف بغضب وهو يمسكها من خصلاتها بقوة آلمتها 


- هيا اخبريني لما فعلتى ذلك ؟؟ لقد حذرتك لمرات عديدة أن تبتعدى عنه ولكن كيف وعقلك الغبى يرفض اي شيء اقوله ..إنظرى إلى أين وصلتى بسبب عقلك المتهور !!


إبتعد عنها وكأنها أصبحت ملوثة أو شيء معدي يمنع الاقتراب منه .. قال ببرود 

- حقاً كفى لقد سئمت 


توقفت عن البكاء وصوت شهقاتها التي ترتفع تصمتها بكفيها ، تطلعت إليه بصدمة وبخوف شديد .. وهى تطمئن قلبها أن ما حدث لم يكن سوى كابوس ..كابوس مزعج يؤرق مضجعها 


هتفت بتوجس وبصوت جاهدت أن يخرج من جوفها ...وهى تتطلع اليه ..بشرته شاحبة كالموتى !! وجهه المرهق كأنه لم ينم منذ ايام وشعره الاشعث !! ..وانفعالات جسده التى يتحكم بها بصعوبه وهو يضغط على كفه بقوة حتى ابيضت سلمياته ..


- ماذا تقصد ؟

- انت تعلمين ماذا اقصد جيدا ..يا مدام !!


قالها بسخرية شديدة ..وهوى قلبها ذعراً وهى تجده خرج من الغرفة صافقاً الباب بقوة جعلتها تنتفض من مكانها ..


أغلقت جفنيها بيأس وكأن آخر شيء يبقيها على الحياة رحل وتركها تتعذب بمفردها ..نار تآكلها عن عدم معرفة ما حدث لها!! ..هل خسرت شرفها حقاً !!..الشىء الوحيد التى تحافظ عليه الفتاة الشرقية قد آضاعته بسبب غبائها !! 


أول مرة ينطق مدام لتسقط دمعة حارة ..أخذت تلتفت حول تنظر إلى اى شىء حاد.. لتتعلق عيناها نحو المرآة التى تهشمت قامت من علي فراشها وكأنها منومة مغناطسياً تتجه نحو إحدى شظايا المرآة التقطتها من الأرض وقد حددت مسارها الاخير للحياه !!

لا يوجد شىء آخر يجعلها تظل على قيد الحياة بعد أن خسرته ..زيــن !!

..............................


ما زال يعيد تفكيره ما تفوه به أمامها ... ما كان عليه أن يبدو قاسى وبارد معها... وسط انفجار بكائها كان قلبه يدعوه أن يحتضنها بذراعيه ويبث داخل أذنها بعبارات تطمئنها ... ولكن ذلك العقل اللعين كان صامداً لم يتزحزح عن التراجع ولو لثانية ...سيذيقها بعض العذاب مثلما فعلت ... إن كان فى بدايه الامر يتعامل معها ببرود وتجاهل ...سوف يجرحها مثلما جرحته بدم بارد ...ولكن للقلب رأى آخر !!


افاق من شروده على صوت صراخ الخادمة من الطابق العلوى ليدرك أنه قادم من غرفته ..انتفض من مكانه وقلبه سوف يأتى بسكته قلبية بسببها ... 


دلف إلى الغرفة ليجدها ملقاة على الأرض والدماء تدفق من رسغها ...توقف عقله عن التفكير كلياً .. وجسده تيبس عن الحركة 

لا يعلم كم من الوقت مر عليه وجسده وحدقتى عيناه متسعتان بذهول ..بصدمة .. وجسده المتخشب رافض اى استجابه لعقله الذى عاد مرة أخرى بعد ثوانى من حالة الصدمة .


تقدم نحوها ببطء شديد عكس ثورانه الداخلي ..ليجثو ببطء حاملاً إياها بين ذراعيه القويتين ولا يعلم كيف فى ثوانى قليلة وضعها داخل السيارة ويسرع نحو المقود .. وبأقصى سرعة إنطلق نحو المشفى ،،،،


وكأن الذى كان متيبساً منذ قليل لم يكن هو الذى يركض ويعدو وكأنه يسابق الريح !! 

..................................


كانت محظوظة للمرة الأولى لمنجاتها !!

كانت تبكى بصمت وهي تنظر الى قطعة القماش الملفوفة حول رسغها ..


لماذا جعلها تبقى على قيد الحياة ؟ لما انقذها ؟ 

رغم حالة الاكتئاب الذى بداخلها إلا انها متيقنة بداخلها انه حارسها الشخصى ... رغم العديد من الرجال الذين كلفهم لحراستها ولو على بعد مسافه إلا أنها تشعر بالاطمئنان فى حضوره وإن كان توجد مسافات بعيدة !! 


فى داخلها يقين أنه انقذها فى المرة السابقة مثل اليوم ..لا تتجرأ على سؤاله يكفى عيناه الكفيلتان بأخراسها .. وإن لم يطمئنها فهى المتهورة رفضت الانصياع إليه منذ البداية 

لتتحمل نتيجة خطئها وتهورها .


جسدها يئن من الوجع .. تشعر بالآلام رهيبه فى عظامها .. تأوهت بألم عندما عدلت من وضع جلوسها لموضع أكثر راحة ..


انتفضت على صوت صفع الباب ..تعلقت بعينيها نحو بتلهف ..باشتياق .. تدعوه ان يضمها الى صدره ..يطمئنها ويزيل الهواجس اللعينة التى تؤرق مضجعها ...


ساكنا كالجماد يراقب أعينها المتوسلة التى لا ترحم قلبه .. 


ليهتف بسخرية 

- ماذا يا مدام ..هل قررتى حقا الانتحار ؟ هل لتوك ادركتى حجم الأضرار والخسائر التي ارتكبتيها


أغمضت عينيها بألم ..لن يكف عن كلامه الذي ينخر قلبها ولو قليلاً يكفيها ما ارتكبته بسبب تهورها ..


شهقت بألم عندما وجدته يقبض على عضدها لتتوسل بألم

- دعني ارجوك 

- كلا لن ادعك ليان اقسم لك اننى سأقوم بأخذ ثأرى منك 


ارتعدت وجسدها يرتعش خوفاً وهى تراه يوصد باب الغرفة وهو يطالعها بتلك النظرات التى تربكها ولم تستطع فك شفراته حتى الآن ..فك أزرار قميصه ويرميه أرضاً وهو يهتف ببرود 

- ها قد حان الوقت لأخذ ثأرى !!


- زيـاد ! 

هتفت بها بهمس وتوسل عيناها تفيضان ألم وقهر ... تصلب جسده من الاسم تنهد بألم وقد غير مخططاته بمجرد نطق إسم شخص عزيز على قلبه " والداه " 


- أحببتك من كل جوارحي ليان .. كنتِ انتي هي الشعاع الأمل لأصلح حياتي الفاسدة .. إخترتك زوجتي وأنا واع كنت مخطيء بسبب بعدي وجفائكي عنكِ لن ألقي باللوم عليكي كنتي تنتظرين من الحديث معك .. أبى مصري الأصل من أثري العائلات في مصر درس في جامعة لندن وهدفه فقط الحصول على الشهادة لكن لم يكن في الحسبان أن يلتقي بأمى ويقع في حبها .. بعد إنتهاء الجامعة تقدم أبى لطلب يديها لكن جدي رفض أن يتزوج إمرأه أجنبية ليست من نفس معتقداتهم ولا ديانتهم .. لكن ذلك لم يجعل أبى يتراجع ولو للحظة وتزوج أمي رغم رفض جدي وعاشا في لندن .. وحمزة كان في مثل عمر أبى برغم أنه كان يعمل سائق لجدي سافر مع والدي لكي يكون بجواره صلة الصداقة بين حمزة وأبي كانت متينة وقوية .. جئت أنا لأكون نبتة عشقهم أمضيت فترة طفولتي حتي سن العاشرة و تعرفت على أختي الصغيرة ليلي كانت جارتنا في المنزل المقابل لنا .. أمي كانت تعشق مصر وكل شيء يخص بها .. لم يكن هناك جدال في الديانة كوني مسيحياً أو مسلماً .. لم تعترض علي كوني مسلماً .. كانت مختلفة حقاً عن جميع نساء الغرب .. 


صمتت لعدة لحظات وهو يرفع بصره نحوها ليجدها تتابع حديثه باهتمام ودموعها تنزل بصمت .. استرسل وهو ما زال يفتح صفحات ماضيه

- قرر أبي أن نذهب لمصر زيارة لجدي .. كان وقتها مريض ويلفظ أنفاسه الأخيرة أمى كانت متحمسة لأنها للمرة الأولي التي ستزور مصر وتتعرف على عائلة أبي وبالفعل ذهبنا وأقمنا في إحدي الفنادق المتوسطة .. عندما زرت جدي كنت خائفاً أن يرفضني لكن منذ أن رآني إبتسم وتمتم بكلمات عربية لأبي لم أفهمها 


ضحك بسخرية علي حاله 

- غريب حقاً أليس كذلك من المفترض أن أكون أتحدث بالعربية .. لكن للأسف أبى كان مشغول في عمله وأمي أيضا حتي يكسبان لقمه العيش أما أنا حينما أعود للمدرسة أذهب لمنزل ليلي حتي يحين موعد مجىء والدتي .. 


ما زال يقلب في دفاتره القديمة وينفض التراب وكأن الأحداث التي يحكيها حدثت أمس 

- منع جدي المال من أبي لمده تسع سنوات .. كان يعاقبه أو يختبره لا أعلم .. بعد عدة أيام ذهبنا إلي القصر في مصر .. قصر جدي في الأصل .. وتوالت الأيام حتى جاء اليوم المشؤوم .. وقتها أمي أخبرتني أنها ستذهب مع أبي للعيادة حتى تتأكد من وجود أخ او أخت في المستقبل .. فرحتي لم تسعني لن أكون بمفردي .. كنت أفكر حين عودتهم ماذا سافعل إن كانت فتاة هل ستلعب معي كرة القدم أم ستجبرني على العاب الفتيات وقلت ربما يكون صبي .. انتظرت كثيرا مجيئهم ونمت وأنا أنتظرهم حتى جاء صباح اليوم التالي جاء عمي زيدان وأخبرني بطريقة غير مباشرة أنهم توفوا أثر حادث فقدت النطق أثر الصدمة .. لقد توفوا عائلتي ثلاثة أفراد ... اليتم شعور مؤلم حقاً قررت العودة إلى قرية جدتي وإستمريت لشهور وجدتي كانت تحاول التحدث معي لكنني لم أكن معها .. كتمت دموعي في داخلي الالام والجرح الذي سببه قلبي لقد دفنته .. وحينما نطقت كانت أول كلمة إسم والدي زياد .. جدتي كانت سعيدة أبلغت عمي زيدان ليأتي .. عدت للمدرسة مرة أخري في لندن وعمي وجدتي معي .. لم أتقبل الوضع حين عودتي من المدرسة اري عائلة زملائي في إنتظارهم في ساحة المدرسة .. لن تصدقي وقتها كمية نصل الحادة التي طعنت قلبي قررت الإنتقال إلى مدرسة داخلية حتى لا أشعر بالنقص مثل أي طفل .. نكون متساوين في كل شيء .. رفض عمي وجدتي لكن ذلك لم يمنعني أن التحق بمدرسة داخلية .. كرست سنواتي في الدراسة حتى التحقت بالجامعة 

وهنا بدأت نقطة التغير في حياتي .. أطلقت كل شىء .. فعلت كل شىء .. مثل الشخص الجائع إذا نظر إلي وليمة طعام .. شربت .. كونت علاقات نسائية لا تحصى بعدد شعيرات رأسي حتى بدأت لا تذكر أسمائهن .. حتى جاءت بيث 


اتسعت عيناها دهشة هل هذه حبيبته .. هل أيضا توفت !! 


إلتقط أنفاسه وهو لا يصدق أنه يفتح لها مذكرات حياته في ذلك الوقت 


- كنت في المرحلة القبل الأخيرة وهي في عامها الأخير وهي الوحيدة التي امتنعت عن وجود علاقة بيننا .. أصبحنا أصدقاء توغلت إلى .. استطاعت أن تخرج زين القديم الطفل اليتيم .. شعرت أنها ستكون مثل والدتي .. شعرت أنه الحب .. لكنها كانت ماكرة لئيمة مخادعة .. كانت تأخذ جميع أخباري وعلاقاتي بالنساء لتنشرها في جريدتها .. الحقيرة كانت صحفية وفضحتني على جميع جرائد لندن .. تخيلي ما كتبوه عني وكل السنوات الجهد والتعب لشركة عمي وهي تأخذ طريقها للمجد والشهرة لحظة ثوانٍ ستتحطم .. تلقيت الصدمة الثانية ، الأولى كانت من رحيل عائلتي والثانية التي اعتبرتها حبيبتي .. وقررت أن أبذل جهدي أستعيد شركة عمي وها نحن الأن من شركة إلي ناطحة سحاب ومن أكبر مؤسسة للتجارة العالمية .. محيت صفحة بيث من حياتي وقررت عدم فتح قلبي مرة أخري لأحد وعدم الثقة بأي إمرأة ، حتى وجدت ليلي تعلن عن سفرها لمصر .. مصر التي اعتبرتها خط أحمر بالنسبة لي بسبب ما حدث .. لم تستمع إلي ندائي وذهبت حاولت مهاتفتها لليوم التالي لكن وجدت هاتفها مغلق ، ذعرت إن تكرر لها ما حدث لعائلتي .. وقتها بعثت برجال حتى يبحثوا عنها واستمرت ليلتان وأنا اقول هل رحلت ليلي التي كانت بمثابة اختي الصغيرة .. حمدت ربي حينما هاتفتني واخبرتني عن العائلة الكريمة التي ضيفوها في منزلهم .. هنا توقفت لعدة لحظات هل يوجد شخص يدخل بيته للغريب .. وحين عودتها لم تسلم وهي تحدثني عنكِ في كل مرة .. وعن والداك شعور بالحنين والاسرة الدافئة فتح جرح جديد لقلبي .. رأيت صوره لك بالصدفة مع ليلي وانتم امام الاهرامات .. عيناكٍ الدافئتين هي التي جذبتني إليكي .. قلبي أرادك لكن عقلي قال توقف ستجرح مرة آخري

وبقيت في صراع لوقت طويل .. لن أفعلها لن أنجذب مرة اخرى لفتاة .. لا اريد ان اتسبب بجرح ثالث .. ولكن قلبي لم يتأثر .. عامان وكل ليلة اراكِ بين أحضاني وتتلمسين شعري بنعومة كما كانت تفعل والدتي .. زواج ليلى في مصر جعلني متحير أذهب أم لا وفي النهاية ذهبت وبداخلي يخبرني شيء سيء قادم لي .. رغبتك وأنتي تريدين عمل لقاء صحفي معي هي النقطة الاتصال بيننا .. اما الباقي فأنتِ تعرفينه .. صفقة العمل .. زواجنا الذي لم اكن اتوقعه .. أنا آسف ليــان .


ابتعد عنها على الفور لا يريد أن تري ضعفه الذي يمقته ، إلتقط قميصه من الأرض وارتدي فى عجالة وتركها بمفردها ..


كتمت شهقتها بكفيها وهي تنتحب بمرارة .. فصاحب أول دقة يتركها بمفردها بعد أن أخبرها بما يجيش في قلبه .. إعترف بحبه لها و الاوان قد فات !! 


...................................


فتح شهاب الصندوق الذي أخبرته محاسن أنها ترسلها لشهاب إن ماتت ورحلت .. وجد عدة أظرف ومكتوب بها إسم كل شخص مقرب في حياتها .. والدها ، والدتها ، عم إبراهيم ، سعاد شهاب ، ليان ، سارة وأخيراً يوسف 


كان علي وشك أن يحرق الظرف لكن يد ندي منعته .. هدر بغضب وهو يركل بقدميه في الهواء 

- كتباله رسالة للحيوان ده


- شهاب اهدي من فضلك ، أظن هو كمان المفروض ياخد رسالته


جز على أسنانه بغيظ 

- ولا بيقولك كان هيجي بيضحك على نفسه ولا عليا وطلع البيه خاطب ولأ وكمان مين واحدة شبه ليان 


امتنعت ندي عن الرد .. محق في كل كلمة .. لن تجادله الأن .. وجدته يفتح الظرف الخاص به لتنسحب بهدوء وتجعله يختلي بنفسه .

....................................


يريد أن يسحقها بين ذراعيه .. هتفت باسم زياد لأول مرة ..


اسمه وهى تناديه يوجد به سحر عجيب .. أخبرها حياته منذ طفولته حتى مقابلتهما معاً .. عاد فتح قلبه للمرة الثانية أمامها هي .. ولكن ما فائدة ما قاله أمامها .. فكل شيء أصبح تحصيل حاصل !! 


استقل سيارته ليتوجه بها نحو الذي أطفأ شعلة زوجته ..حبيبته 


ترجل من السيارة في إحدى المستودعات ليهرول الحارس نحوه 


- سيدى 


- أين هو ؟ 

عيناه غائمتان ... نار داخلية تجرى بأوردته ..سيحرقه يقسم انه سيفعلها !


توجها إلى الداخل ليجدا جثة مازالت على قيد الحياة ..


فتح جفنيه بألم وما إن وجده حتى إبتسم بمرارة 


- اهلا بالسيد زين حقا اشكرك على ضيافتك لى 


دنا نحوه وهو يمسك من تلابيب قميصه الممزقة هاتفا بنبرة شيطانية 

- لن أرسلك إلى ربك بتلك السهولة يا *** 


- مهما فعلت يا زين فإن ما ستفعله بى لن ينسيك ما حدث 


رغم الالام جسده و الدماء التى تسيل من جبهته إلا انه يريد ان يرى إنكساره .. ضعفه 


- اتعلم رغم اننى لا احب الفتيات الشرقيات ولكن ما إن رأيت زوجتك حتى أصبحت مهوس بها .. لقد كنت اتخيلها وهى نائمة بجواري .. أدفن وجهي في عنقها ورائحتها المسكرة ستجعلنى اذوب بها .. جسدها الناعم وعيناها الدافئتين وشعرها الذى تخيلته الالاف المرات لكن ما إن رأيته حتى فتنت به !! 


ظل يستمع إليه دون أن يعقب والبركان على وشك الانفجار لا محالة


نظر له تيم بسخرية وهو يطالع وجهه الذي بدأ يصطبغ باللون الأحمر واضطرابات جسده خير دليل أنه سيفتك به 


- يبدو انها ايقظت بك دماء الرجال الشرقيين هنيئاً لها 


أخذ يلكمه فى وجه وجميع أنحاء جسده .. وهو يبتسم فى خفوت .. سحبه من تلابيب قميصه وصاح بتوعد وعيناه ينطلقان منها شرر الغضب

- أقسم لك أني سأجعلك تندم على ما فعلته معها وما تفوهت به


والآخر كان كالمغيب وهو ينظر له بابتسامة يستفزه بها 

- لم أندم ولو للحظه يا رجل عندما كانت بين ذراعى 


كان الحارس يتابع ما يحدث بقلق .. وعندما وجد سيده يخرج سلاحه يشهره نحو رأس الملقى ارضاً ..اتسع أعين الحارس ذعراً

- سأقتلك يا تيم ! 

ودوى صوت طلقه نار و استقرت نحوه حتى عم الصمت للمكان


يتبع 


بداية الروايه من أولها هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close