رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم بيلا
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رواية شمس ربحها القيصر البارت السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم بيلا
![]() |
رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم بيلا
الفصل السادس عشر
بعد مرور يومين ..
وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها بضيق فاليوم ستذهب الى منزل قيصر حيث ستقابل عائلته لأول مرة بعد الخطبة ..
كم تكره ذلك فهي تدرك جيدا إنها لن ترتاح هناك أبدا ..
زمت شفتيها بعبوس قبل أن تحمل أحمر شفاهها وتضعه بإتقان على شفتيها وهي تفكر إن كل شيء يجري بسرعة كبيرة ..
سمعت صوت رنين هاتفها فعلمت إنه جاء لتلقي نظرة أخيرة على إطلالتها قبل أن تحمل هاتفها وتضعه في حقيبتها ثم تحمل الحقيبة وتخرج إليه بعدما أغلقت باب المنزل جيدا فعائلتها خرجوا قبلها في زيارة لعائلة عمها ..
ولأول مرة تشعر إن والدتها وأختها محظوظتان بهذه الزيارة فمهما بلغت سماجة وسخافة زوجة عمها وبناتها فلا تقارن بتلك العائلة التي ستزورها بعد قليل ..
خرجت من المنزل لتجده يقف مستندا على سيارته ينتظرها لتسير نحوه برأس مرفوع بينما يتأملها هو مليا بتلك الملابس الأنيقة للغاية رغم بساطة تصميمها فعلم إنها تجيد إنتقاء الملابس في الزيارات المهمة كهذه وهذه نقطة لصالحها بالطبع ..
" مساء الخير .."
قالتها بخفوت ليرد بهدوء :
" مساء النور .."
ثم فتح لها الباب لتدلف الى الداخل وهي تفكر إنه يتصرف حقا كرجل نبيل رغم عجرفته وتسلطه المزعجين ..
ركب بجانبها وأدار مقود السيارة بعدما شغلها ..
سألها وهو يقود السيارة :
" كيف حالك ..؟!"
ردت بهدوء :
" بخير .."
ثم فكرت إنه لم يتواصل معها بعد الخطبة سوى مرة واحدة سأل فيها عن أحوالها وأخبرها بأمر تلك العزومة ..
حدق بها للحظة متأملا ملامحها الساكنة ونبرتها الهادئة قبل أن يعود بأنظاره نحو الأمام متمنيا في داخله أن تكون هكذا على الدوام ..
أما هي فكانت تعبث بأناملها وخاصة ذلك الخاتم الماسي الذي يزين سبابتها وقد عادت بذاكرتها الى الخلف حينما أجبرها على ارتدائه بدلا من ذاك الذي اختارته هي وبالرغم من كونها توعدته كثيرا لكنها لم تفعل شيئا فهي ما إن إنتهت الحفلة حتى ركضت الى سريرها تختبئ به دون أن تفكر بأي شيء آخر ..
بعد لحظات شعرت بالضجر والملل فهتفت بضيق :
" ألا تحب سماع الأغاني ..؟!"
رد وهو يضع تركيزه على الطريق أمامه :
" ليس كثيرا .. بإمكانك أن تفتحي ما تحبينه عن طريق هاتفك .."
أخرجت هاتفها بسرعة ثم أخذت تشغل إحدى الأغاني التي تسمعها في الآونة الأخيرة ..
لحظات ونظر إليها قيصر بدهشة قبل أن يهتف بها :
" ما هذه ..؟! "
رد بتعجب :
" اغنية ( بنت الجيران ) .. بالتأكيد سمعتها من قبل .. إنها رائعة وتجعل الشخص يرقص لا اراديا .."
قاطعها بملل :
" أعرفها لكن لا بالطبع لا أحب سماعها .. افتحي لنا شيئا يستحق السماع او لا تفتحي .."
رفعت حاجبها بدهشة مما قاله قبل أن تهتف بخفوت :
" معقد .."
سألها :
" ماذا قلت ..؟!"
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
أجابت وهي تمنحه ابتسامة صفراء :
" لم أقل شيئا .."
ثم أكملت بنبرة ذات مغزى :
" بالطبع انت لا تحب سماع هذا النوع من الأغاني .. أنت تفضل أغاني أخرى لناس أخرين كتارا الهاشم مثلا .."
انقبضت ملامحه كليا فتسأله بمكر :
" ماذا تفضل أن تسمع من أغانيها ..؟! هيا أخبرني .."
رد بفتور :
" افتحي ما تشائين فجميع اغانيها تستحق السماع .."
اتسعت ابتسامتها كليا وهي تردد :
" نعم ... بالفعل تستحق السماع خاصة تلك الأغاني التي تتحدث بها عن الرجال الخائنين وكيف تنتقم منهم المرأة او المتحكمين وكيف تتحرر منهم .."
نظر إليها للحظة قبل أن يعاود النظر في نفس الإتجاه وهو يهتف بإقتضاب:
" هل سنحلل أغانيها بدلا من سماعها ..؟!"
كتمت ضحكتها بصعوبة ثم بحثت عن احدى أغانيها المفضلة لتارا لتفتحها وتستمع اليها معه ..
..................:............................................
في قصر عائلة عمران ..
تقدمت كوثر من هند وهي تهتف به :
" خير يا هند .. أخبرتني ليزا إنك تريدنني .."
" اجلسي يا كوثر .."
قالتها هند بنبرة جادة لتجلس كوثر أمامها وهي تضع قدما فوق الأخرى فتسمع هند تقول بهدوء :
" زوجة ابنك ستأتي بعد قليل يا كوثر .. "
قالت كوثر بسخرية :
" أعلم ذلك .. "
أكملت ببرود :
" ماذا أفعل لها ..؟! هل أجهز فرقة خاصةلإستقبالها ..؟!"
ابتسمت هند وردت متهكمة :
" لم أطلب ذلك منك يا كوثر .. انا فقط وددت أن أذكرك بحسن التصرف معها .. كنتك ستزورك للمرة الأولى وتتعرف عليك عن قرب فلا داعي لأن تظهري لها وجهك الحقيقي .. "
صاحت كوثر مستنكرة حديثها :
" ما هذا الكلام يا هند ..؟! ما به وجهي الحقيقي ..؟!"
هتفت هند بصوت صارم :
" لا ترفعي صوتك علي يا كوثر .."
أردفت بجدية :
" عاملي البنت بشكل جيد .. تحدثي معها بلطف وابتعدي عن تكبرك وغرورك المعتادين .."
قالت كوثر بملل :
" لقد أخبرني قيصر بذلك .. اطمئني يا هند .."
هتفت هند بفتور :
" من الجيد إن قيصر قوي بما فيه الكفاية ليحمي زوجته منك .."
قالت كوثر بضيق :
" لا أفهم سبب كرهك لي يا هند .. ليتك تعاملين علياء كما تعاملينني .. حتى رانيا تعاملينها بشكل أفضل .. انا الوحيدة التي تتعاملين معها بهذا الشكل ولا أعلم لماذا .."
دوى صوت هند القوي في انحاء الغرفة وهي تقول بصوت منزعج :
" ما هذا الهراء يا كوثر ..؟! انا لا اكرهكك بالتأكيد وإنما اكره تصرفاتك .. ثانيا علياء من التي تقارنين نفسك بها .. كوني برقيها وبساطتها ثم تحدثي و عاتبيني لإنني أفرق بينك وبينها او بين رانيا التي لا أراها الا نادرا لكن يكفيني لباقتها ولطافة اسلوبها ..إسلوبك هو من يجبرني على معاملتك بهذه الطريقة يا كوثر .."
ردت كوثر معترضة :
" كلا يا هند .. انتِ تفضلين علياء لإنه ابنة عمك .. مهما حدث فتظلان ابنتي عم ودمائكما واحدة وتفضلينها على الجميع .."
هدرت هند بغضب :
" نفس كلامك الأزلي الذي لا يتغير يا كوثر .. تكرهين علياء دائما .. ألا يكفي تصرفاتك معها والتي تجاهلتها هي دوما بسبب رجاحة عقلها .. ؟! لم تتركِ شيئا لم تفعليه يا كوثر .. حتى رانيا وددت أن تدمري علاقتها معها لولا ذكاء رانيا وقدرتها على استيعاب تصرفاتك .. "
أشاحت كوثر وجهها بضيق بينما قالت هند بجمود :
" حديثك لم يعجبني ابدا لكنني سأتغاضى عنه لأجل ضيفتنا القادمة .."
نهضت من مكانها متجهة خارج المكان تاركة كوثر تتابع أثرها بضيق وهي تفكر بإنها ما زالت تتحمل هند تلك بعد كل السنوات ..
ألا يكفي إنها تتحكم بكل شيء منذ الصغر حتى في حياة أخوانها الكبيرين ..؟!
دوما كانت هند المسؤولة عن كل شيء وكأنها أساس العائلة ..؟!
الابنة الوحيدة والمدللة لدى والدها و إخوانها فأعطوها سلطة واضحة على الجميع وعندما تزوجت لم يتوانَ زوجها عن منحها كل ما تريده وتتمناه ..
دوما كانت محظوظة والجميع يصغي إليها حتى قيصر يهتم برأيها ويعتبرها عمود العائلة ..
كانت تظن بوفاة زوجها وتولي قيصر المسؤولة سيضع حدا لعمته لكنه فاجئها بالعكس ..
زفرت أنفاسها بضيق وهي تغمغم مع نفسها :
" متى سأرتاح منك يا هند ..؟! متى ..؟! أخبرني يا الله.. "
............................................................................
دلفت شمس الى القصر وهي ممسكة بيد قيصر بعدما فوجئت به يقبض على كفها ما ان هبطا من السيارة وتقدما الى الداخل ..
وجدت جاسم يقترب منهما وقد تذكرته فورا بالرغم من كونه لم تره من ذلك اللقاء الذي جمعها بقيصر في القصر الثاني ..
" مساء الخير .."
قالها جاسم برسمية قبل أن يحييها بنفس الرسمية :
" اهلا بكِ يا هانم .. مبارك لكِ عقد القران .."
هتفت شمس بهدوء :
" شكرا جزيلا .."
اقترب جاسم من قيصر وهمس له ببضعة كلمات تحت أنظارها لتجد قيصر يهتف بجدية :
" جيد .. أكد الحجز اذا .. "
اومأ جاسم برأسه متفهما ثم استأذن منهما ورحل لتسأله بفضول :
" ماذا يعمل جاسم هنا ..؟!"
رد بهدوء :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" إنه ذراعي اليمنى والمسؤول عن كل شيء يخص عملي .."
هزت رأسها بتفهم ثم سارت معه لتفتح الخادمة لهما الباب وهي تبتسم بنفس العملية فيهتف قيصر :
" مساء الخير .. "
فترد الخادمة وهي محتفظة بنفس الإبتسامة وملامحها الجذابة نالت إعجاب شمس :
" مساء النور يا بك .. أهلا بك يا هانم .. الجميع في إنتظاركم .."
اومأ قيصر برأسه متفهما ثم سار معها الى الداخل لتعود ذكريات الزيارة الأولى والوحيدة الى هذا القصر ..
دلفا الى صالة الجلوس ليجدا هناك كلا من هند وكوثر وعلياء وخالد وسوزان ..
نهضت هند ونهض بعدها الجميع ليقترب قيصر منها اولا ويحييها تتبعه شمس التي اقتربت منها على استيحاء لتهتف هند وهي تقبلها من وجنتيها :
" اهلا بك حبيبتي .. أنرتِ القصر بوجودك .. "
" أشكرك يا هانم .."
قالتها شمس بحرج بتقول هند بسرعة :
" قولي عمتي كما يناديني الجميع .."
أومأت شمس برأسها متفهمة ثم تقدم بها قيصر نحو والدته التي حيتها بهدوء غريب فبادلتها شمس تحيتها بنفس الهدوء ..
اتجهت بعدها وحيت علياء التي استقبلتها بنفس الابتسامة اللطيفة ..
" هذا خالد ابن عمي .. لقد تعرفتِ عليه مسبقا عندما بارك لنا في الخطبة .."
مد خالد يده لها وهو يحييها برسمية :
" اهلا بك .. سعدت بلقائك .."
ابتسمت شمس مجاملة وهي ترد :
" شكرا .. انا الأسعد .."
أردف قيصر وهو يشير الى سوزان التي كانت تقيمها بنظراتها :
" وهذه سوزان .. ابنة عمي صالح .."
" اهلا بك يا شمس .."
قالتها سوزان بترفع وهي تمد لها يدها على مضض لتبادلها شمس التحية بهدوء ..
جلست شمس بجانب قيصر لتهتف هند بتساؤل :
" كيف حالك يا شمس ..؟! "
أجابتها شمس بهدوء وقد قررت أن تتصرف على طبيعتها وبثقة كما اعتادت دوما :
" الحمد لله بخير .."
" لقد كنتِ رائعة يوم الخطبة .. ماشاءالله عليكِ .."
قالتها علياء بصدق لتبتسم بهدوء وهي ترد :
" أشكرك .. هذا من ذوقك .."
سألت سوزان :
" هل انتِ من إخترتِ الفستان ..؟! "
ردت شمس بصدق :
" كلا قيصر هو من إختاره .."
سأل قيصر سوزان :
" لماذا تسألين يا سوزان ..؟! ألم يعجبك الفستان ..؟! "
ردت سوزان بهدوء :
" كلا أعجبني بالطبع .. ذوقك رائع حقا .. كما إنه لاق بها كثيرا .. انا فقط سألت لإنني عندما رأيته لأول مرة شعرت إنه ليس إختيارها هي .. أظن ذوقها مختلف نوعا مع ولا ترتدي هذا النمط من الفساتين .."
سألتها شمس بهدوء :
" وهل رأيتِ ما أرتديه مسبقا حتى تحكمي على ذوقي ..؟! لا أظن إننا إلتقينا من قبل .. أليس كذلك ..؟!"
اتجهت انظار الجميع الى سوزان التي ردت بوداعة مفتعلة:
" انا لم أقصد شيئا سيئا .. انا .."
قاطعتها شمس بنفس الهدوء :
" انا لم أقل إنك قصدتِ شيئا سيئا .. انا فقط أستفسر عن سبب تفكيرك هذا .. "
ابتسمت سوزان بحرج بينما صدح صوت هند منهيا هذا الحديث :
" أنت تدرسين الهندسة يا شمس .. أليس كذلك ..؟!"
ردت شمس بجدية :
" نعم ، أدرس في قسم هندسة الحاسوب .."
" هذا رائع .. سوف يكون لديك مكانا في شركات العائلة في المستقبل .."
قالتها علياء لتهتف شمس بصوت جاد :
" في الحقيقة لدي طموحات مختلفة قليلا فيما بعد التخرج .. "
" وما هي طموحاتك ..؟!"
سألتها سوزان بنبرة بدت لها هازئة لترد شمس بثقة :
" أنا أطمح للعمل كمعيدة في الجامعة بعد التخرج وإكمال الدراسات العليا .. أما العمل فلم أقرر بعد كيف سأعمل بعد التخرج لإن تخصصنا فيه عدة مجالات مناسبة للعمل .. "
هتفت كوثر متهمكة :
" انتِ بالطبع تمزحين .. زوجك يمتلك أكبر شركات في البلاد وانتِ تتحدثين عن العمل كمعيدة ولا أعرف ماذا أيضا .. غيرك يطمح للحصول على أي وظيفة في شركاتنا .."
ردت شمس بهدوء تحت أنظار قيصر الذي كان يشعر بالضيق من هذا الحوار بأكمله :
" انا لا امزح .. لكل شخص وجهة نظره .. أنتِ ترين العمل كمعيدة شيئا غير مهما لكنني أرى العكس من منظوري الشخصي .. انتِ ترين شركاتكم حلم لأي شخص وانا لا ارى ذلك .. ليس من الضروري أن تتوافق نظرتنا للشيء لكن من الضروري أن نحترم وجهات نظر بعضنا .. "
نظر إليها قيصر بأعجاب شديد من ثقتها وهدوئها بل وجوابها المنمق ولم تكن هي وحدها من نظرت لها بذلك بل ماثلها الجميع تلك بإستثناء سوزان وكوثر التي أصرت على حديثها وهي تكمل :
" مهما كان فعليك الإعتراف إن اغلب الخريجين حاليا وخاصة المهندسين يطمحون للعمل بل ويركضون وراء اي وظيفة حتى لو كانت في شركة متواضعة بسبب البطالة المنتشرة في كل مكان وعدم توافر فرص للعمل هنا .."
" وهل هذه مسؤوليتهم أم مسؤولية الدولة التي لا تقوم بتعيينهم بسبب عدم وجود مشاريع عامة تابعة للحكومة من الأساس فأصبحت جميع المشاريع هنا تابعة للقطاع الخاص من شركات داخل البلاد وخارجها وطبعا أصحاب الشركات لديهم معايير خاصة في إختيار موظفينهم عموما والتي تخدمهم هم حصريا لا الخريجين من حولهم .."
" أنا أتفق معك .. "
قالها خالد الذي كان يتابع الحوار منذ الأول لتتجه أنظار قيصر نحوه والجميع أيضا ليكمل موجها حديثه لها :
" جميع الشركات مثلا حتى شركاتنا تستخدم معايير محددة ثابتة منذ الأزل عند تعيين الموظفين .. حتى طريقة قبول المقدمين للوظيفة لدينا ما زالت ثابتة لا تغيير فيها .."
سأله قيصر :
" وما بها طريقة اختيار الموظفين يا خالد ..؟! نحن نختار موظفينا بناء على أسس ثابتة .."
قاطعه خالد بجدية :
" وما هي هذه الأسس يا قيصر .. ؟! الخبرة طبعا .. اللباقة وحسن التصرف وأشياء اخرى لا داعي لذكرها لإنك تعرفها .. لكن ماذا عن القدرات والمواهب الفذة في العمل لبعض الشباب حديثي التخرج ..؟! ماذا لو ركزنا على أشخاص ربما في الوهلة الأولى تراهم مجرد خريجين عاديين للغاية لكن ما إن نرى عقولهم سننبهر بما يمتلكونه من ذكاء ونباهة وابداع في العمل .. "
سأله قيصر بقوة :
" وماذا تقترح يا خالد أن نفعل بشأن ذلك ..؟! "
رد خالد ببرود :
" هناك اقتراحات عديدة سأرى أيهم أفضل وأطبقه على فرع الشركة المسؤول عن أدارته مع بداية العام الجديد .. "
لوى قيصر فمه ورد بضيق مكتوم :
" جيد .. لنرى ستراجيتك الجديدة ماذا ستفعل .. ربما أطبقها أنا أيضا اذا نجحت حقا .."
" مساء الخير .."
قالتها لميس التي دلفت الى الداخل تتبعها كلا من حوراء ودينا اللتين ألقيتا التحية أيضا ..
تقدمت لميس نحوها وهي تهتف بترحيب :
" اهلا شمس .. سعيدة بوجودك بيننا .."
نهضت شمس من مكانها وبادلتها التحية بإبتسامة هادئة لتسمع لميس تكمل :
" انا لميس ابنة عم قيصر .. باركت لكِ في الخطبة لكنكِ بالطبع نسيتني بسبب كثرة الضيوف .."
" اهلا بكِ .. سعدت بمعرفتك .."
ابتسمت لميس وهي تجلس على الكرسي الذي يوجد بجانب الكنبة بينما تقدمت دينا وقالت بإبتسامة هادئة :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" وانا دينا اخت قيصر الصغيرة .."
ابتسمت شمس بخفة وردت :
" نعم تذكرتك .. اهلا بك .."
بعدها تقدمت حوراء بملامحها الجامدة وقالت ببرود :
" اهلا بك في قصرنا .. "
ردت شمس بنفس البرود :
" شكرا .."
قالت هند وهي تشير الى لميس :
" لميس في نفس عمرك يا شمس .. أنتِ في التاسعة عشر .. أليس كذلك ..؟!"
أومأت شمس برأسها لتهتف لميس بها :
" إذا نحن مواليد نفس العام .. صدفة جميلة حقا .. ماذا تدرسين ..؟!"
ردت شمس وهي تبتسم بخفة :
" الهندسة .. "
" رائع وأنا أدرس الأعلام .. قسم العلاقات العامة .."
" تخصص جميل حقا .."
قالتها شمس وهي تبتسم بهدوء وقد شعرت بالراحة نوعا ما اتجاه لميس التي بدت لطيفة كوالدتها ثم بدأت الأحاديث بين الجميع لمدة حتى أتت إحدى الخادمات وأخبرتهم إن الطعام جاهز ..
...........................................................................
في الطريق الى المنزل ..
كانت شمس صامتة وهي تفكر بكل ما حدث اليوم ..
في الحقيقة بعد حديثها مع والدة قيصر لم يحدث اي موقف سيء ابدا ..
كوثر وسوزان لم تتحدثان ابدا ..
خالد هو الآخر كان ملتزما الصمت حتى إنه خرج بعد الغداء بحوالي ساعة متعللا بضرورة ذهابه لزيارة صديقه ..
هند وعلياء لطيفتان كالعادة ..
لميس رائعة وقد تحدثت اغلب الوقت معها وتفاجئت بعلاقتها الجيدة جدا مع قيصر رغم إختلافهما في الطباع ..
فكيف لتلك الفتاة البسيطة رغم قوة شخصيتها أن تتوافق مع قيصر الكريه المتسلط ..؟!
في الحقيقة لميس بالذات تشعر إنها لا تنتمي لهذه العائلة ليس بسبب لطفها ولكن بسبب طريقة تفكيرها وطموحاتها التي علمت عنها الكثير أثناء حديثهما طوال اليوم ..
دينا لم ترها كثيرا فهي خرجت بعد الغداء مباشرة الى درسها الخصوصي ..
اما حوراء فهذه حكاية أخرى ..
متعجرفة مغرورة لا تطاق ..
هكذا فكرت شمس وهي تتذكر ملامحها الباردة و نظراتها الهازئة الموجهة نحوها والتي قابلتها بالتجاهل التام ..
أطلقت تنهيدة صامتة قبل أن تسمع قيصر يسأل :
" هل ستبقين صامتة هكذا ..؟! ليست عادتك .."
ردت بوجوم :
" صمتي لا يعجبك وحديثي لا يعجبك .. ماذا أفعل أخبرني ..؟!"
سألها بجدية :
" إذا اخبرتك ستفعلين ما أقوله ..؟!"
ردت بجدية :
" بل سأفعل عكسه .."
ابتسم بخفة لتضم شفتيها بقوة بينما سألها مرة أخرى :
" ما رأيك بعائلتي عموما ..؟!"
ردت بجدية :
" لا أعطي رأيي بشخص رأيته لمرة واحدة .. لقاء عدة ساعات لن يمنحني الحق في التقييم .."
نظر لها بإعجاب ليسمعها تكمل :
" لكن سأقول رأيي بناء على نظرتي الأولى ..
والدتك لا تحبني ومن الواضح إنها تمثل الهدوء لأجلك ..
عمتك سيدة رائعة وانا معجبة بها كثيرا ..
زوجة عمك لطيفة جدا ..
لميس تبدو رائعة حقا
خالد لن أستطع أن أتبين شخصيته بعد
دينا ايضا مثله
سوزان غير محبوبة رغم جمالها الواضح
اما حوراء .."
صمتت لوهلة قبل أن تكمل بسخرية :
" هي الوحيدة التي أستطيع تقييم شخصيتها دون الحاجة الى مرات أخرى لرؤيتها .."
" حقا ..؟!"
سألها بترقب لترد بجدية :
" متعجرفة .. مغرورة .. لا تطاق .."
نظر اليها بدهشة قبل أن يهتف بغضب مكتوم :
" وماذا فعلت لكِ كي تنعتيها بكل هذه الصفات ..؟!"
ردت بجدية :
"نظراتها تكفي .. "
رد بوجوم :
" حسنا انا لا أنكر إنها مغرورة و متعجرفه لكنها ما زالت لا تعرفك .. "
قاطعته بجدية :
" مهما كان .. لا يحق لأي شخص أن يرمي غيره بنظرات استهزاء واضحة كما فعلت هي حتى لو كان شخصا عابرا يمر في الشارع .. لا يحق ابدا .. هذه سخافه حقا .. "
زفر أنفاسه لتكمل بصدق :
" لم أحبها أبدا .. اسفة ولكنني لا أعرف المجاملة مع شخص لا يستطيع مجاملتي .. كان بإمكانها المجاملة على الاقل لكن تحيتها لي ونظراتها المستفزة واضحة
.. "
" حسنا دعك منها .. حوراء هكذا مع الجميع تقريبا .. هذه شخصيتها .."
قالت بسرعة :
" لست مهتمة أبدا .. وحتى لو بقيت هكذا على الدوام لن أهتم .. أشخاص مثلها تجاهلهم هو أكبر إستفزاز لهم .."
ركز أنظاره على الطريق متجاهلا بقية حديثها بينما نظرت هي من النافذة الى الخارج تفكر كالعادة فيما ينتظرها في الأيام القادمة ..
...............................................................................
بعد مرور اكثر من شهر ..
كانت تجلس أمامه في احد المطاعم الشهيرة الذي دوما يرتادها ..
حدقت به وهو يضع هدية عيدميلادها أمامها فإدعت عدم الإهتمام وهي تفتحها رغم فضولها الشديد لرؤية ما جلبه لها ...
فتحت الهدية لتجد أمامها هاتف أحدث موديل والذي نزل الأسواق منذ أيام معدودة ومعه ساعة ذكية خاصة به تستطيع استخدامها بدلا منه وقت الحاجة ..
حسنا لقد أحسن الإختيار فهي تعشق كل ما له علاقة بالتكنولوجيا ..
أما قيصر فتأمل ملامحها السعيدة ليبتسم بخفة وهو يفكر إنه لم يجلب لها المجوهرات كما يعتاد أن يفعل مع نساؤه بالعادة بل وحتى مع اخته حوراء ووالدته فهو يعرفها جيدا ويعرف إنها ليست من النوع الذي يعشق المجوهرات وإنها ستفضل هدية كهذه على أي شيء آخر ..
" شكرا .. هدية رائعة .."
أكملت وهي تمط شفتيها :
" لكنها غالية حقا .. لا يوجد داعي لإن تكون هديتك غالية كثيرا .."
رد بهدوء :
" انتِ زوجتي ولا شيء يغلى عليكِ .."
نظرت إليه بصمت وعقلها يشرد بعيدا وتحديدا طوال الشهر المنصرم ..
حسنا لقد سافر قيصر بعد العزومة بيومين ولم يعد إلا قبل إسبوع بسبب صفقة مهمة في الخارج ..
وخلال الإسبوع الأخير التقت به ثلاث مرات وكانت تتعامل معه بنفس إسلوبها المعتاد رغم شعور الملل الذي تسلل إليها من هذا الوضع بأكمله ..
كانت تشعر حقا بالرغبة في أخذ هدنة لكنها تعود وتنهر نفسها فهو لا يستحق ..
أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول :
" كل عام وانتِ بخير يا شمس .."
ردت بهدوء :
" وانت بخير .."
عاد وقال بجدية :
" لقد أصبحت فتاة عشرينية يا شمس .. أتمنى أن تنضجي أكثر وتستوعبي أهمية المرحلة القادمة من حياتك .."
" اذا كنت تتحدث من جهة العمر فأنا لا أعترف بوجوده لإن الشباب شباب الروح كما يقولون وأنا روحي ثابتة لا تتغير مهما ازداد عمري .. وإذا كنت تتحدث عن زواجي منك فإطمئن .. أنا سأتزوجك خصيصا كي أجعلك تلعن ذلك اليوم الذي رأيتني به بل وتلعن كل النساء بعدما تسعى جاهدا للتخلص مني .."
زفر أنفاسه بضيق ثم قال :
" الى متى يا شمس ..؟! هل سنبقى هكذا الى الابد ..؟! انظري نحن تزوجنا .. زفافنا بعد شهرين .. ماذا بعد ..؟! "
" ماذا بعد .. ؟! سنتزوج وسأجعلك تكره حياتك باذن الله ثم تطلقني وانتهي منك .."
" هل تظنين الأمر بهذه السهولة ..؟!"
قالها بسخرية قبل أن يكمل بجدية :
" ألا تخافين حقا مني وما سأفعله بك اذا إستمريت على هذا النحو بعد الزواج ..؟!"
ردت بهدوء غريب :
" أتوقع منك الكثير ومستعدة له .. "
أكملت وهي تبتسم بتهكم :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" ماذا ساتفعل مثلي ..؟! ستضرب ..؟! ستجبرني على تصرفات واشياء لا ارغبها .. ؟! اتوقع منك كل شيء .. "
" بهذه البساطة ..؟!"
سألها بتمعن لترد ببساطة :
" نعم بهذه البساطة وأكثر ... انا لا أخاف منك حقا .. ماذا سيحدث اسوء من إجباري على الزواج بك ..؟! هيا أخبرني .."
" مشكلتك إنك لا تنسين هذه النقطة بتاتا يا شمس .. ترفضين النسيان والتعايش .."
" ومشكلتك إنك لا تترك غرورك وتسلطك ابدا .. ترفض التغيير دائما رغم سوء طباعك .."
أكملت وهي تراقب جمود ملامحه :
" مهما حدث ومهما فعلت وحاولت أن تغريني بتصرفاتك المنمقة وهداياك الثمينة ستظل الرجل الذي هددني بعائلتي أكثر من مرة ولأكثر من سبب .. رجل تزوجته مجبرة لإنني أعلم جيدا إنه لا يمكنني الفرار من سلطته ..."
حل الصمت المطبق بينهما لتجده ما زال محتفظا بجموده للحظات قبل أن يشير الى النادل يسأله عن الطعام ..
...........................................................................
بعد مرور اسبوعين آخرين ..
اغلق الملف وهو يعود برأسه الى الخلف متنهدا بتعب ..
لقد أهلكه العمل من جهة وتفكيره بشمس من جهة اخرى ..
لم يرها منذ اسبوعين ..
لم يرغب برؤيتها بعد حديثهما الأخير ..
هناك أشياء بداخله كثيرة .. اشياء لا يفهمها .. حسنا كل شيء يعاكس المنطق .. ولأول مرة يشعر بإنه اخطأ في إجبارها على الزواج ..
لكن لا حل آخر أمامه سوى الإستمرار في هذه الزيجة فهو بالطبع لن يطلقها ..
حسنا ربما عليه أن يتحملها ويتجاهلها كليا أفضل له ..
لكن كيف سيفعل ذلك عندما تعيش معه وتنام على سريره ..؟!
كيف سيتجاهل رغبته بها ويسيطر على إنفعالاته نحوها ..؟!
هي الآن بعيدة لكن عندما تقترب سيكون من الصعب جدا التجاهل ..
أطلق تنهيدة قصيرة قبل أن ينتبه الى صوت رنين هاتفه ففتحه ليجد ريتا تتصل به ..
أغمض عينيه بتعب وهو يتذكر محاولاتها في إقناعه لزيارتها وهو تحدثه عن شوقها له ..
حسنا هو بالفعل يحتاج لها .. يحتاج لإمرأة تريحه قليلا من اعباء هذا اليوم الثقيل وأعباء روحه ..
وبالطبع لا يوجد افضل من ريتا لهذا ..
هي تفهمه للغاية وتعرف كي تجعله يرتاح كليا ..
نهض من مكانه مقررا التوجه إليها وهو يفكر إنه سيجد الراحة هناك بالتأكيد ..
بعد حوالي ساعة كان يجلس في صالة الجلوس في منزلها بينما هي بجانبه تهتف به بصوتها الأنثوي :
" تبدو مرهقا للغاية .."
رد وهو مغمضا عينيه :
" كثيرا يا ريتا .. العمل لا ينتهي .. المشاكل لا تنتهي .."
ضمت شفتيها وهي تمنع نفسها من إخباره إن كل شيء يحدث معه بسبب خطبته لتلك الفتاة لتقول بدلا عن ذلك :
" ما رأيك أن تأخذ حماما سريعا .. ؟!"
فتح عينيه ليجدها تقوم من مكانها وهي تهتف بسرعة :
" سأجهز لك الحمام بسرعة .."
تابعها وهي ترحل ليحمل كأسه ويرتشف منه القليل قبل أن ينهض من مكانه ويتجه نحو غرفة النوم استعداد لأخذ حماما طويلا ينعشه قليلا ويزيل إرهاقه الشديد ..
بعد مدة خرج وهو يلف المنشفة حول خصره ليجد ريتا تتقدم منه وتحتضنه من الخلف وهي تهتف بحب :
"اشتقت كثيرا لك ولوجودك حولي .."
التفت نحوها يتأمل ملامحها الجميلة عن قرب للحظات قبل أن ينحني نحوها ويقبلها فتتجاوب معه بلهفة فهي انتظرت عودته لها طويلا ..
مرت الساعات وجاء الصباح ليفتح عينيه على صوت جرس الباب ليزفر أنفاسه بقوة وهو ينهض من مكانه جاذبا بنطاله كي يرتديه ..
لحظات قليلة وسمع صوت صياح ريتا فيغلق أزرار قميصه بسرعة ويخرج متعجبا مما يحدث ليتفاجئ بشمس أمامه وهي تبتسم بتهكم قبل أن تنظر إليه بنفور بينما ريتا تقول بصدق :
" والله حاولت منعها لكنها دفعتني وضربتني أيضا .."
الفصل السابع عشر
" شمس ..!! ماذا تفعلين هنا ..؟!"
صدح صوته أخيرا بعدما استوعب حقيقة وجودها أمامه ليجد نظراتها النافرة تختفي ويحل محلها السخرية وهي ترد عليه :
" سؤال منطقي يا باشا .. وكي أدعك ترتاح ولا تفكر كثيرا في كيفية مجيئي هنا خاصة إن هناك أشياء أهم تنتظرك وتستحق التفكير فسأجيبك .. لقد اتصل بي أحدهم وأخبرني بوجودك هنا وإنك قضيت ليلة البارحة هنا مع عشيقتك الحالية .. ريتا .. "
التفت إلى ريتا تسألها بإبتسامة هادئة :
" أليس هذا إسمكِ..؟! ألستِ أنتِ ريتا ..؟! أم إن هناك غيرك أيضا وتدعي ريتا ..؟!"
وعندما لم تجد ردا فأكملت بنفس الهدوء :
" يبدو إن هناك من يسعى للإيقاع بكِ وإفشال هذه الزيجة .. بالتأكيد شخص ما يعرف قذراتك كلها أو ربما تكون عشيقتك هي من فعلت ذلك كي تدمر الزيجة .."
أنهت كلامها وهي تلقي نظرة عابرة على ريتا التي إنتفضت تدافع عن نفسها :
" كلا .. هذا غير صحيح .. أقسم لك يا قيصر .. انا لا أفعل ذلك .. لا أجرؤ على ذلك أبدا .."
كان قيصر يدرك جيدا إن ريتا لن تفعل هذا فهي لن تجازف وتلعب معه لعبة كهذه تدرك جيدا تبعاتها ..
رمقتها شمس بنظراتها وهي تهتف بإشمئزاز :
" لا أصدق كيف لإمرأة جميلة ولا ينقصها شيء مثلك أن تفعل بنفسها هذا وتصبح مجرد عشيقه له ..؟! "
صاحت ريتا بضيق :
" لا تتحدثي معي بهذه الطريقة .. لا أسمح لكِ .."
ثم إلتفتت نحو قيصر وهتفت :
" قل شيئا يا قيصر .. "
ردت شمس ببرود :
" ماذا سيقول مثلا ..؟! هو لا يختلف عنك كثيرا .. كلاكما تتشاركان بإنعدام الأخلاق والرذيلة .."
تقدم نحوها وقبض على كفها هاتفا بصوت متأمر :
" تعالي معي .."
حررت كفها من كفه بسرعة وهتفت بملامح منقبضة وصوت كاره :
" إياكِ أن تلمسني .. هل فهمت ..؟!"
أردفت بعدها متجاهلة نظراته الحادة :
" لم أتِ الى هنا كي أخرج معك وأستمع الى حديثك السخيف وأوامرك الكريهة .. بل جئت لأخبرك إنني كنت صادقة حينما وصفتك بالسفالة وإنعدام الأخلاق .."
شهقت ريتا بعدم تصديق من جرأة تلك الفتاة بينما جذبها هو من ذراعها محاولا الخروج بها من المنزل لكنها دفعته بقوة وهي تهتف بنزق :
" قلت لك لا تلمسني .. وهاك خاتمك .. انا لن أتزوج من زير نساء يا بك .. "
خلعت خاتمها ورمته في وجهه قبل أن تقول بقوة:
" ستطلقني وحالا .."
نظر إليها بصمت لوهلة قبل أن يهتف بهدوء :
" اتركينا لوحدنا يا ريتا .."
سارت ريتا بسرعة نحو الطابق العلوي بينما نظر هو إليها قليلا قبل أن يسأل :
" تريدين الطلاق إذا ..؟!"
أومأت برأسها رغم شعور القلق الذي إعتراها لتجيب بصوت ثابت :
" نعم أريده .. فأنا لا يشرفني أن أصبح زوجة لرجل مثلك .."
عاد وسألها :
" هل انتِ واثقة من هذا ..؟!"
ردت بقوة وثقة :
" أكثر من اي شيء .."
سار ناحيتها أكثر فهمتِ بالتحرك الى الخلف لكنها ثبتت جسدها في عناد وهي تسمعه يكمل :
" وماذا عن عائلتك ..؟! ماذا ستخبريهم ..؟!"
ردت بلا مبالاة مصطنعة :
" سأقول اي شيء .. ماما ستفرح اصلا وبابا سيتفهم بالتأكيد حتى لو إنزعج في بداية الأمر .. "
" بهذه البساطة .."
قالها بنبرة بدت لها هازئة لترد بعدم اكتراث :
" نعم بهذه البساطة .."
حدق بها متمهلا قبل أن يقول :
" مشكلتك إنكِ تنظرين الى الأمور بطريقة مخالفة للجميع .. بطريقة تناسبك وحدك .. هل تظنين الطلاق سهلا الى هذه الدرجة ..؟! "
إمتعضت ملامحها وهي تجيب :
" طلاقي حاليا أفضل من طلاقي بعد الزفاف بكل تأكيد .. نحن الآن على البر وطلاقنا أمرا واردا .. لا يوجد بيننا عقد محكمة حتى .. مجرد يمين طلاق يقال وأتحرر منك .. "
أكملت بسخرية :
" واذا كنت تتحدث عن تبعات الطلاق وربما معاناتي في المجتمع كفتاة مطلقة فالأكيد إن طلاقي بعد بعد القران أفضل بمراحل من طلاقي بعد الزفاف والعيش معك .."
" أنتِ تتوهمين .. طلاقك حاليا ليس من صالحك ابدا .."
قالها بهدوء وهو يجلس على الكنبة لتنظر إليه بحيرة فيكمل بتروي :
" وضعك ليس طبيعيا يا شمس .. جميع ما مررتِ به لن يكون سهلا ابدا .. فادي ومحاولة إغتصابه لكِ .. زواجك مني وجميع ما حدث بيننا وما زال يحدث .. "
" أنت تعرف جيدا إن فادي لم يغتصبني هو فقط حاول .. أنت نفسك قلت هذا .."
قالتها وهي تكاد تبكي من فكرة أن يكون كذب عليها وفادي إغتصبها بعدما فقدت وعيها ..
" لم أقل إنه اغتصبك ولكن .."
قاطعته بغضب :
" حتى لو فعلها حقا .. لم يعد يهمني .. ولن أتزوجك كي تستر علي .. هل فهمت ..؟!"
" سوف أكرر سؤالي يا شمس .. هل أنتِ واثقة مما تقولينه ..؟!"
تجمعت الدموع داخل عينيها وهي تشعر بالضغط الشديد ..
هذا الرجل يعرف كيف يضغط عليها بشدة ..
صاحت وقد فاض الكيل بها ودموعها الحارة أكبر شاهد على حرقتها مما تمر به :
" نعم واثقة .. انا لا أريد شيئا سوى التحرر منك .. أريد أن أبتعد .. منذ اول يوم ارتبطت بك وأنا أتمنى أن تحدث معجزة وتتركني بشأني .. عندما علمت بخبر زواجك من تارا كنت سأطير من السعادة ظنا مني إنني سأتخلص منك أخيرا و عندما علمت اليوم بوجودك هنا قلت وأخيرا سينتهي كل شيء .. انا تعبت .. والله تعبت .. لا أريدك ولا أريد أي شيء منك .. أريد أن أكون سعيدة .. مرتاحة .. أريد أن أعود كما كنت ... أرجوك إفعل هذا .. أرجوك طلقني .. "
لا يعرف لماذا أوجعته كلماتها الى تلك الدرجة ..؟! ولماذا تخنقه دموعها ..؟!
لكنه يعرف شيئا واحدا .. هو يريد أن يوقف دموعها تلك وينهي عذابها ..
هتف أخيرا بصوت هادئ غريب :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" اذهبي الآن .. "
" ألن تطلقني ..؟!"
سألته بصوت مرتجف ليكمل بنفس الهدوء رغم الألم الذي يغزو قلبه :
" سنتحدث فيما بعد .. اذهبي الآن .."
نظرت إليه بضعف وترجي ليغمض عينيه للحظة ثم يفتحها فتطل نظراته الباردة كالعادة فتجر حقيبتها وترحل بسرعة ..
.......................................................................
جلست كوثر امام حوراء وهي تتآكل من الغيظ لتسألها ابنتها :
" ماذا حدث ..؟! تبدين منزعجة للغاية .."
هتفت كوثر بحنق :
" سأختنق .. سأموت .."
هتفت حوراء مندهشة :
" لماذا ..؟! ماذا حدث ..؟!"
ردت كوثر بضيق :
" ماذا سيحدث أكثر يا حوراء ..؟! عمتك التي ما زالت تتحكم بكل شيء رغم عودتها الى قصرها ومكوثها فيه .. فادي الذي لا أعرف عنه شيئا وكلما سألت أخيك قال إنه بخير ويحتاج للإنفراد بنفسه قليلا .. وفوق هذا كله زواج أخيكِ الذي يقترب .. هذا بالذات لا أستطيع تقبله .. يا إلهي سأموت في حسرتي وأنا أراه يتزوج بتلك الفتاة .. "
مطت حوراء شفتيها وهي تقول :
" اتركيه ماما .. اتركيه يفعل ما يشاء .."
أكملت بسخرية :
" بكل الأحوال لن يستمر معها .. مهما حدث فهي لا تناسبه اطلاقا .. لا تليق به .. وهو سيفهم ذلك في أقرب فرصة بعد الزواج .."
قالت كوثر بغيظ :
" هل قيصر طفل صغير كي لا يدرك مدى الفرق بينه وبينها ليدركه بعد زواجها منه ..؟!"
ردت حوراء بجدية :
" ماما افهمي .. من الواضح إن تلك الفتاة تعجبه وهو يريدها .. الموصوع رغبة لا اكثر .. كل شيء سينتهي ما إن ينالها ثم يتعايش معها ويدرك مدى الفرق بينهما وخلفيتها المتواضعة .. تلك الفتاة أقل من تكون زوجة اه بكثير .. "
" تلك الفتاة ليست سهلة يا حوراء .. لا تظنين إنها ستخرج من هذا القصر بسهولة بعدما تدخله .. "
لوت حوراء شفتيها وهي ترد:
" أعلم ذلك .. فتاة مثلها ستتمسك به بإيديها وأرجلها .. من أين ستجد عريسا مثله ..؟! هو حلم بالنسبة لها وتحقيقه معجزة .."
أردف وعيناها تلمعان بمكر :
" ولكن نحن نستطيع أن نجبرها على الإبتعاد .. أليس كذلك ..؟!"
زمت كوثر شفتيها بعبوس بينما أكملت حوراء وهي تحاول التخفيف عنها :
" ماما افهمي وتصرفي بشكل صحيح .. لا تضايقي نفسك اطلاقا واتبعي اسلوب الهدوء واللا مبالاة .. لتتزوجه وتستمع لأيام قليلة او حتى اسابيع .. صدقيني لن تستمع أكثر من أسبوعين ثلاثة وبعدها سوف نتصرف معها ونجعلها تفهم إن الحياة هنا أسوء مما تتصور بمراحل .. "
نظرت إليها كوثر بعدم إقتناع لتكمل حوراء بجدية :
" هيا لا تتضايقي .. كل شيء سيكون بخير .. في النهاية سيحدث ما يرضيك .."
هزت كوثر رأسها على مضض بينما نهضت حوراء من مكانها وقالت :
" لدي موعد مع صديقتي بعد ساعة .. سأجهز نفسي .. اراكِ مساءا .."
ثم رحلت دون أن تنتظر ردا لتصعد نحو الطابق العلوي فتتوقف في مكانها وهي تسمع خالد يتحدث مع سوزان فتتراجع الى الخلف وتخفي نفسها خلف الجدار تسترق السمع الى حديثهما ..
كانت سوزان تقول بتروي وهدوء :
" لا أفهم .. هل لديك مشكلة بهذا يعني ..؟!"
رد خالد بجدية :
" نعم يا سوزان لدي مشكلة .. أنا صارم للغاية في عملي وأحب الالتزام في كل شيء .."
قاطعته بعدم تصديق :
" ما بالك تتحدث وكأنني مهملة غير ملتزمة في العمل ..؟!"
رد بجفاء :
" ربما لم أعمل معكِ من قبل لكنني أعرفك جيدا وأعرف ما سيحدث حينما تعملين معي .. "
قالت بحزن :
" هل هذه نظرتك لي حقا ..؟! هل تراني مهملة ولا أصلح للعمل معك ..؟!"
كانت حوراء تستمع وهي تبتسم ليهتف خالد بضجر :
" هل سنترك الموضوع الأساسي ونناقش نظرتي نحوكِ ..؟! سوزان قيصر وافق ان تعملي معه .. ما مشكلتكِ أخبريني ..؟!"
قالت سوزان بجدية :
"أنا لست لعبة بينكم يا خالد .. هو رفض أن أعمل معه والآن وافق على ذلك .. مالذي تغير ..؟! ولماذا وافق على عملي عنده ..؟!"
زفر خالد أنفاسه ورد ببرود :
" لا أعلم .. إسأليه .."
قالت بسخرية :
" انت من طلبت هذا يا خالد .. هو لم يكن ليفعل من تلقاء نفسه .."
أكملت بحشرجة :
" لماذا تفعل هذا ..؟! لماذا تبعدني عنك ..؟!"
صاح بها :
" ما هذا الهراء ..؟! ماذا تقصدين بكلامك ..؟!"
تجمدت ملامح حوراء وهي تسمع كلام سوزان بينما أكملت سوزان بصراحة :
" أنت تعرف ماذا أقصد يا خالد .. نحن دوما كنا أصحاب وعلاقتنا طيبة .. لكنك تغيرت .. "
هتف بهدوء :
" جميعنا تغيرنا يا سوزان ولست أنا فقط .. أنتِ تغيرتِ كثيرا ايضا .. أصبحتِ لا تفكرين بشيء سوى زواجك من قيصر .. "
ردت بألم :
" ظننت إن زواجي منه هو أفضل شيء أحصل عليه .. انا لم احب قيصر أبدا يا خالد .. رغبتي في الزواج به فقط كونه رجل مثالي وحلم لأي فتاة .."
" ومالذي تغير الآن ..؟!"
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
سألها بنبرة ساخرة لترد بهدوء :
" تغير الكثير .. قيصر لا يراني من الأساس وانا بدوري لا أحبه .. نعم شعرت بالغضب كونه إختار غيري زوجة له لكن هناك جزء داخلي يخبرني إن هذا جاء لصالحي فأنا لو تزوجته ما كنت لأصبح سعيدة أبدا .."
" حسنا .. تفكير جيد .. صدقيه أفضل لك .."
قالها بهدوء لتسأل بحزن :
" هكذا فقط .. ألن تقول شيئا آخرا ..؟!"
" ماذا يجب أن أقول ..؟!"
سألها بنفاذ صبر لتهتف سوزان بجدية :
" لا تدعي عدم الفهم يا خالد.. "
أكملت بعدها بقلب خافق :
" هل ما قلته كان صحيح ..؟! هل هناك واحدة في حياتك ..؟!"
رد منزعجا :
" ما مشكلتك أنتِ يا سوزان اذا ما كانت هناك أخرى في حياتي ..؟! بأي حق تسألينني عن شيء كهذا من الأساس ..؟!"
" ولماذا لا تجيب أنت ..؟! "
" لو قلت لك يوجد واحدة في حياتي .. هل سترتاحين وتتركيني وشأني ..؟!"
سألته بفزع :
" حوراء .. أليس كذلك ..؟!"
جحظت عينا حوراء بعدم تصديق مما سمعته بينما قال خالد بعدم استيعاب :
" أية حوراء ..؟!"
ثم اتسعت عيناه ما إن إستوعب المقصودة :
" تقصدين حوراء ابنة عمنا .. هل جننت يا سوزان ..؟! حوراء ..؟! حوراء يا سوزان .."
ابتلعت حوراء ريقها وقد شعرت بالألم يسيطر عليها لتسمع سوزان تكمل :
" وما بها حوراء ..؟! جميلة شكلا و ابنة عمك والعديد يتمناها زوجة له .."
رد خالد :
" وأنا لست منهم .. "
" يعني ليست هي ..؟!"
سألته سوزان بترقب شديد ليصيح بها بحدة :
" اسمعيني جيدا يا سوزان .. لا تتحدثي بهذا الموضوع حتى مع نفسك .. حوراء بالذات لا .. هل ترينني غبيا لإرتبط بها .. "
ضحكت بصعوبة وهي تردد :
" لقد دافعت عنها أمامي .."
اعتصرت حوراء قبضتي يديها وهي تشعر بالإختناق مما تسمعه ليدرك خالد ما تقصده سوزان فيكمل :
" نعم فهمت .. تتحدثين عن نقاشكما على موضوع العمل .. انا لم أدافع انا فقط قلت الحق .. اسمعي جيدا .. حوراء لا تعنيني ابدا ... هي مجرد ابنة عمي فقط ..هل فهمت ..؟!"
أومأت سوزان برأسها وهي تشعر بالخوف بينما سار خالد مبتعدا عنها وهو يشعر بالضيق من هذا الحوار الغبي ..
........................................................................
جلس حاتم بجانب قيصر الشارد ليتأمله قليلا قبل أن يهتف بجدية :
" منذ مجيئك إلي قبل ساعتين وأنت لا تفعل شيئا سوى تناول القهوة والشرود .. قل شيئا يا قيصر.."
رد قيصر بهدوء :
" بمَ يزعجك شرودي الى هذه الدرجة يا حاتم ..؟!"
زفر حاتم أنفاسه بينما قال قيصر وهو ينهض من مكانه ويخلع سترته ويرميها على الكنبة :
" سأذهب الى احدى الغرف وأنام قليلا .."
اومأ حاتم برأسه متفهما بينما سار هو الى احدى الغرف ودلف إليها ليهوي بجسده على السرير ويغمض عينيه فتتشكل صورتها أمامه ويتذكر كلماتها جيدا ..
لكن الغريب إنه لم يتضايق هذه المرة من كلماتها ورغبتها الصريحة بالتحرر منه بل ما ضايقه هو حزنه عليها والألم الذي داهم قلبه بسبب بكاءها ورجاءها ..
ولأول مرة يراجع نفسه وكل شيء يشعر به نحوها ..
تجاهله العديد من أفعالها الغبية ..
عدم معاقبتها على تجاوزها عليه عدة مرات ..
واحدة غيرها بكل ما قالته عنه وفعلته ما كان ليترك دون عقاب قاسي يجعلها لا تستطيع النظر في وجهه مرة أخرى ..
بل في الحقيقة لا يوجد أحد استطاع يوما أن يتعامل معه او يقول له حتى ربع ما قالته وفعلته هي الوحيدة من تجاوزت حدوده كلها وتغاضى هو عن ذلك ..
منذ متى وهو هكذا ..؟!!
منذ متى وهو يتصرف على هذا النحو ..؟!
اعتدل في جلسته لا إراديا وكل شيء يتشكل أمامه منذ اول لقاء جمعه معها وحتى الآن ..
رغبته المتزايدة بها تغيظه ..
شوقه لرؤيتها يغضبه ..
نهض من مكانه وقرر الخروج للتنفس قليلا ليجد حاتم في وجهه يسأله :
" إلى أين ..؟!"
لم يجب عليه فيكمل صديقه :
" ألا ترى إنه منذ خطبتك لشمس بل منذ لقاءك بها ودخولها حياتك وأنت أصبحت شخصا آخر .. ؟! "
سيطر الجمود عليه ليكمل حاتم :
" ماذا يحدث معك بالضبط يا قيصر ..؟! لماذا أصبحت هكذا ..؟!"
" إلامَ تلمح يا حاتم ..؟!"
سأله قيصر بتعب ليهتف حاتم بجدية :
" يبدو إنك وقعت في حبها يا قيصر ويزعجك ذلك بشدة .."
انتفض قيصر من مكانه مرددا بقوة :
" ما هذا الهراء ..؟! بالطبع لا .. لا يوجد شيء كهذا .."
نظر إليه حاتم بهدوء وأكمل :
" لم تكن غبيا يوما يا صديقي ولم تكن من النوع الذي ينكر اي شيء يخصه .. اعترف بهذا لنفسك .. لأجلك قبل الجميع .."
تركه ورحل بينما كلماته تتردد داخله ولأول مرة يشعر بهذا الشعور في حياته ..
الشعور بالخطر ..!!
يا له من شعور مريع بالنسبة لرجل مثله لم يهتم يوما لأحد ولم يخشَ أحدا ..
هبط من شقة حاتم وركب سيارته وظل يقودها في الشوارع دون وجهة محددة ..
مرت ساعات توقف بسيارته أمام البحر جالسا في سيارته مستندا بظهره الى الخلف مغمضا عينيه ويفكر بالكثير من الأشياء ..
في النهاية حسم أمره وأخرج هاتفه يتصل بها لترد عليه بلهفة فيقول بصوت بارد لا حياة فيه :
" انتِ طالق .. وجميع حقوقك ستأخذينها حتى لو لم يصدق زواجنا في المحكمة .."
أغلق الهاتف دون أن يستمع ردها وأغمض عينيه وهو يعود برأسه الى الخلف ولأول مرة يعترف إنه نجى ..
نجى من شيء كان سيأخذه بعيدا ويجعل منه انسانا آخر لا يحبه ولا يريده ..
الآن عاد قيصر عمران الى سابق عهده أما رغباته تلك فسيعرف جيدا كيف ينتزعها منه فهو بالتأكيد لن يعجز عن هذا ..!!
الفصل الثامن عشر
تطلعت الى الهاتف بصدمة سرعان ما تحولت الى سعادة حقيقية وهي تستوعب ما حدث ..
لقد تطلقت ..
تحررت ..
وأخيرا ..
أخذت تقفز في مكانها بسعادة ..
لا تصدق ما حدث ..
الآن سيعود كل شيء الى نصابه ..
الآن ستعود الى سابق عهدها ..
لن تخشى القادم بعد الآن ..
لن تقضي الليل بأكمله تفكر بما ينتظرها معه وكيف ستكون معه في منزل واحد وما ستعايشه بعد زواجها منه ..
لن تبكي كثيرا بعدما تفكر بكل هذا ..
لن تسأل نفسها مرارا كيف ستنقذ نفسها من سلطته وشره وكيف ستعيش معه وتواكب نمط حياته وعائلته وأشياء كثيرة ..
كل شيء تغير وسوف تعود الى حياتها القديمة ..
سوف تحقق ما طمحت اليه وأي شيء آخر لا يهم ..
توقفت للحظة وقد سيطر عليها شعور القلق من فكرة أن تكون هذه لعبة منه لكنها نهرت نفسها وهي تفكر إنه لم يكن ليرمي عليها يمين الطلاق لو لم يكن مقررا أن يتركها أخيرا ..
اتجهت نحو هاتفها وقررت الاتصال بصبا فهي الوحيدة من صديقاتها من اعلم كل شيء بل الوحيدة التي أخبرتها عن تفاصيل ما يحدث بينهما وآخرها علاقته بريتا ...
جاءها صوت صبا المندهش من اتصالها بهذا الوقت لتهتف شمس بفرخة غامرة :
" تطلقت .. طلقني .. تطلقت يا صبا .."
" ماذا ..؟!"
هتفت بها صبا بعدم استيعاب قبل أن تهتف بعدها :
" هل تمزحين يا شمس ..؟! أم إن هذا حلم من أحلامك الغريبة ..؟!"
ضحكت شمس وقالت :
" لقد اتصل بي وأخبرني إني طالق .. لقد فعل هذا .. اقسم لك .."
قالت صبا بحبور :
" مبارك يا شمس .. لقد تخلصت منه .. "
ثم أردفت بعدم تصديق :
" يا إلهي .. أنا أبارك لك طلاقك .. انظري الى أي حال وصلنا بسبب هذا الرجل .. "
ضحكت شمس بفرحة افتقدتها طويلا :
" ليس مهما .. صدقيني .. عندما أقارن ما كنت سأعيشه بعد زواجي منه مع تبعات الطلاق أشعر بالراحة .. كل شيء يهون طالما هو بعيد عني .."
ابتسمت صبا بخفة بينما سألتها شمس بتردد:
" صبا هو لا يكذب .. يعني لن يفعل شيئا ويجبرني على الزواج منه من جديد .."
قالت صبا بسرعة :
" أنتِ الآن محرمة عليه يا شمس .. إذا اراد ان يتزوجك فعليه أن يعقد قرانه عليكِ من جديد .. كما إنني لا أظن إنه يسعى ليعيدك بعدما طلقك .."
ردت شمس بسرعة :
" وانا ايضا .. هو ليس من هذا النوع .. هو لا يحب المراوغات ابدا ..يفعل كل شيء بوضوح دون خجل .."
" حسنا .. لكن ماذا عن أهلك ..؟! ماذا ستقولين لهم ..؟!"
ردت شمس ببديهية :
" سأخبرهم إنني طلبت الطلاق .. وعندما يسأل والدي عن السبب سأقول إنه سبب خاص وإذا أصر على معرفة السبب سوف أخبره الحقيقة .. سأقول له إنه زير نساء وله علاقات متعددة .. لا تقلقي علي كما إن والدتي سوف تساندني فهي كانت تتمنى أن تفشل هذه الزيجة حقا .."
تنهدت صبا وقالت :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" جيد .. لا تحزني اذا ما سمعت انتقادات من أحد او كلام عن كونك تطلقتِ قبل زواجك .."
ردت شمس بهدوء :
" لست من النوع الذي يتأثر بكلام احد يا صبا وأنتِ أكثر من يعرف ذلك .. غير إن جميع من يتحدث يرى الأمر من منظوره هو .. لا يعلم حقيقته وكيف تمت هذه الزيجة من الأساس وبمَ هددني .. "
" معك حق .."
قالها صبا بتأكيد لتهتف شمس بسرعة :
" اذهبي الآن .. سأتحدث مع والدتي كي تتصرف وتخبر أبي غدا .."
" حسنا اذهبي حبيبتي .."
اغلقت شمس الهاتف ثم اتجهت بخفة نحو والدتها التي ما زالت مستيقظة تتابع احد البرامج لتبتسم بخفة وهي تتجه نحوها كي تخبرها بما حدث ..
.........................................................................
بعد مرور يومين..
وقفت آمام المرأة تتأمل مظهرها بسعادة وهي تود داخلها ان تقفز وتركض وتمرح ..
فتحت الباب ودخلت والدتها بملامح مسترخية لأول مرة فلقد انتهى الكابوس اخيرا لتلتفت شمس نحوها بملامح رائعة وسعادة سيطرت على كل انش فيها بعدما انتهى كل شيء وتطلقت بشكل نهائي لتجد والدتها تهتف بها :
" لم أركِ سعيدة بهذا الشكل منذ وقت طويل .."
ابتسمت شمس وردت :
" وانا لم أرك مرتاحة هكذا منذ وقت طويل .."
جلست والدتها على السرير لتجلس شمس بجانبها فتسمع والدتها تقول بجدية :
" لقد أنقذك الله من هذه الزيجة يا شمس .. كل يوم كنت اسأل نفسي كيف ستتحملين القادم .. ذلك الرجل وأخيه كانا كالكابوس بالنسبة لي .. أنتِ كنت على وشك الإرتباط برجل بلا ضمير لديه أخ أسوأ منه وعائلة لا أظن إنها تختلف كثيرا عنهما .. "
تنهدت ثم أكملت بحقد :
" كلما أتذكر ما فعله هو بك وتهديده لك وأشياء كثيرة أشعر بالإختناق والأسوء عندما اتذكر أخيه وخطفه ومحاولة إغتصابه لكِ .."
ادمعت عينا شمس لتهتف والدتها بها :
" انسي كل هذا .. لقد انتهينا أخيرا منهما .."
هتفت شمس بصوت متحشرج :
" انا الى الان لا اصدق كيف حدث هذا .. كيف طلقني بهذه السهولة ..؟!"
ردت مها بجدية :
" ألم أخبرك أن تثقي بالله يا شمس ..؟! لقد كنت أدعي لك كثيرا وفي نهاية كل صلاة .. دعوت الله أن يهدي قلبه عليكِ ويحررك من هذه الزيجة وقد حدث ما رجوته أخيرا .. كانت تجربة صعبة حقا لكنها انتهت والأهم أن تتعلمي منها .. نعم أنتِ لم تخطئي لكن مع ذلك سوف تستفيدين منها بالتأكيد.."
أكملت بتنبيه :
" اسمعيني جيدا .. قد تسمعين كلام كثير من الأقارب او صديقاتك .. سوف تجدين العديد من الشامتين بك .. تذكري إنه لا يوجد شيء يعيبك .. لستِ اول من تتطلق يا شمس .. الطلاق ليس عيبا ولا حراما .. الطلاق ينقذ المرأة من حياة سيئة ورجال حقراء .. ابنتي لا تهتمي لأي شيء .. كونك مطلقة فهذا أمر عادي لكن كلام الناس وإستنكارهم لهذا هو غير العادي ابدا .. "
ابتسمت شمس وردت :
" انا لا اهتم حقا.. الناس لا يعلمون شيء .. هم يعرفون الظاهر فقط .."
ابتسمت مها بخفة بينما سألت شمس بقلق :
" ماذا عن ابي ..؟!"
ردت مها بسرعة :
" ابيك بخير .. هو حزين لأجلك فقط .. يظن ان قلبك إنكسر ليس إلا .. لكنه ارتاح بعد الطلاق فهو لم يرضَ ان يزوجك بزير نساء ابدا .. كما إنني شعرت إنه نادم على استعجاله وموافقته على هذه الزيجة رغم صغر سنك .."
أكملت وهي تلاحظ حزن ابنتها :
" لا تقلقي يا شمس .. طالما انت بخير فلا يهم شيء آخر .. حتى والدك سينسى كل هذا عندما يراكِ سعيدة ومرتاحة .. والدك متفهم للغاية وكل ما يهمه انتِ .."
ابتسمت بإمتنان ثم قالت بفرحة :
" وأخيرا سأنام دون خوف وكوابيس لا تنتهي .."
ضمتها والدتها اليها بينما اندفعت ربى الى الداخل وهي تهتف بسرعة :
"لقد سمعت حديثكما بالكامل والآن أريد معرفة ما كان يحدث بينكم وما فعل ذلك النذل بأختي .."
والدهشة سيطرت على قيصر بينما صراخ والدتها ارتفع وهي تستنكر بشدة تنصت ربى عليهما ..
......................................................................
" اذا لقد طلقتها .."
قالها حاتم بعدم تصديق وهو يتأمل صديقه الذي يجلس على كرسيه خلف مكتبه ويجيبه بهدوء :
" نعم .. فعلت ذلك .."
هتف حاتم بسخرية :
" لا أصدق .. يعني بعد كل ما حدث وبعدما أصريت على إمتلاكها طلقتها دون حتى أن تنال ما تزوجتها لأجله .. "
" أليس هذا أفضل يا حاتم ..؟!"
سأله قيصر مدعيا عدم الاهتمام بكل ما يقوله حاتم ليهتف حاتم به :
" لا أعلم .. انا لم أعد أعلم ما هو الأفضل ولم أعد أفهم عليك وكيف تفكر .."
هتف قيصر بنفس الهدوء :
" لقد راجعت نفسي ووجدت إن هذا الأفضل .. هذه الزيجة كانت خطئا منذ البداية وأنا كنت سأطلقها عاجلا أم آجلا .."
" حقا ..؟! وهل تذكرت هذا الآن ..؟! انت كنت تعرف ذلك منذ اول يوم .."
أكمل بعدها بضيق :
" اعترف انك خفت من التعلق بها .. لم ترغب بذلك فقررت ان تتخلص من وجودها في حياتك .. لا داعي لأن تدعي إنك فعلت هذا لأجلها يا قيصر .."
رد قيصر :
" ولكنني فعلت هذا لأجلها .. هي ما زالت صغيرة ولا تستحق كل هذا العذاب .."
" انظر الي يا قيصر .. انا حاتم .. حاتم صديقك .. صديقك الذي يحفظك عن ظهر قلب .. انت لم تفعل هذا لأجلها بل لأجلك .. أنت طلقتها بعدما شعرت بإن إستمرار وجودها في حياتك لن يكون عاديا بالنسبة لك .. لم ترغب بأن تتعمق في علاقتك بها فتجد نفسها غير قادرا على الإبتعاد عنها او تحريرها فيما بعد فقررت أن تنأى بنفسك عن كل هذا وتنهي الموضوع في البداية قبل أن يتطور .."
نظر اليه قيصر بصمت بينما داخله يعرف كل هذا ويدركه جيدا ..
هو لم يطلقها لأجلها كما يدعي ..
لم يفعل ذلك حبا فيها او خوفا عليها ..
الطلاق لأجله كما كان الزواج لأجله ..
هو طلقها لإنه لا يريدها في حياته .. لا يريدها أن تقترب منه أكثر وتصبح بجواره فيغرق بها لا إراديا ..
لا يريد أن يكمل زيجته منها وهو غير واثق من قدرته على التحرر من هذه الزيجة فيما بعد ..
عندما أصر على الزواج منها وضع في باله شيئا واضحا ..
زواجا يستمتع به ويطفئ من خلاله رغبته الغريبة نحوها ..
يعاقب اخيه من خلال ذلك ثم يطلقها بعد مدة ويعطيها حقوقا كاملة تعوضها عن هذه الزيجة ..
لكن في الآيام السابقة بات يشعر بأن الوضع سوف يخرج عن الإطار الذي حدده وإن الأمر سيتعدى حدود الرغبة وهو لا يرغب بهذا ولا يوده ..
هو لن يسقط في فخ شابة صغيرة متمردة لا تناسبه بأي شكل ولا تشبهه والأسوء من ذلك تكرهه وبشدة ..
هو لن يورط نفسه معها ولن يسمح لمشاعر غبية أن تسيطر عليه فيصبح مقيدا بها ..
لذا قرر أن يطلقها وهو في داخله ينوي من ذلك تحرير نفسه من شيئا قويا بدأ يغزوه لا تحريرها ..
" هل ستبقى صامتا هكذا ..؟!"
سأله حاتم بجدية ليرد بهدوء :
" كلا سأتحدث .."
ثم هتف مغيرا الموضوع :
" هناك من يسعى خلفي ويراقبني .. معرفة شمس بوجودي في بيت ريتا واشاعة زواجي من تارا قبلها ورائها نفس الشخص .."
" ومن هو هذا الشخص ..؟!"
سأله حاتم متعجبا ليرد قيصر بجدية :
" لا أعلم ولكنني سأعلم قريبا .. كان علي أن أبحث خلف المسؤول عن اشاعة زواجي من تارا منذ وقت انتشار تلك الشائعة لكنني انشغلت ببعض الأمور واكتفيت بنفي الشائعة .. "
" يجب أن تعلم يا قيصر .. لا تترك الأمور هكذا .."
قالها حاتم بجدية ليومأ قيصر برأسه قبل أن يقول :
" اعلم ذلك .. دعني انتهي من موضوع الصفقة ثم أفتش وراء المسؤول عن هذا .."
" ماذا عن فادي ..؟! كيف وضعه الآن ..؟!"
شرد قيصر في أخيه الذي نقله منذ شهر ونصف الى الخارج بالإجبار رغم رفض الأخير لذلك ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
كان قد زاره بعد اللقاء الذي جمعهما والذي لم يفعل به شيئا سوى ضربه ليجده مدمرا فأخبره ببرود إنه سيسافر للعلاج ..
لم يرغب في الحديث معه ولا سماع اي شيء منه ولا أسبابه ..
في داخله غضب كبير عليه لكنه سيسيطر عليه الآن فليدعه يتعالج اولا ..
وهذا ما حدث لقد أخبره فور دخوله اليه بأمر سفره ليغضب ويصرخ وينتفض لكنه في النهاية لم يستطع منع ذلك خاصة وهو محبوس عنده مقيد بأوامره ..
وهاهو موجود في المشفى الخاص بعلاج الإدمان منذ شهر ونصف وقد كان هو هناك في نفس البلد يراقبه من بعيد مدعيا امام الجميع انه في رحلة عمل في الخارج ..
أفاق من شروده وقال :
" لا أعلم .. يحتاج وقت طويل كي يتعافى .. "
هتف حاتم بجدية:
" سيتعافى .. لا تقلق عليه .."
نهض حاتم بعدها وودعه ذاهبا الى عمله بينما عاد قيصر يعمل على حاسوبه بتركيز شديد ..
..............................................................................
بعد مرور مدة زمنية ..
يجلس خلف مكتبه يتأمل صورها بذلك الملف الألكتروني الذي أرسله له الرجل المكلف بمراقبتها ومعه كافة تحركاتها هذا اليوم ..
أغمض عينيه وهو يعود برأسه الى الخلف مفكرا إن اليوم انتهت إمتحاناتها أخيرا ..
وحان الوقت ليأخذ خطوته الأولى بعد هذه المدة ..
لقاؤهما يقترب وردة فعلها على ذلك يترقبها أكثر من اي شيء خاصة كونها كبرت وبالتأكيد تغيرت بعد هذه المدة ..!!
الفصل التاسع عشر
دلفت شمس الى المنزل ببطأ ..
أغلقت الباب خلفها ثم سارت الى الطابق العلوي ..
ما ان وصلت الى هناك حتى رمت الملازم في الهواء وأخذت تصيح بسعادة:
" انتهيت ... انتهيت .. أيها القوم .. تعالوا .. شمس أنهت إمتحاناتها وتخرجت من الجامعة أخيرا .."
فُتح باب غرفتها أختها التي إندفعت خارجة تصرخ بها يتبعها أخيها أسامة الذي خرج من غرفته هو الآخر:
" اخرسي .. لمَ كل هذا الصراخ ..؟! هل أنتِ وحدكِ من تخرجتِ يا شمس ..؟!"
أكملت بنبرة شبه باكية :
" لقد ذهبت الى الفراش منذ أقل من ساعة وإستيقظت الآن بسببك .."
هتفت شمس بسرعة :
" نوم .. أي نوم وأختكِ تخرجت يا ربى ..؟! "
قال أسامة بجدية :
" لم تتخرجِ بعد يا شمس .. عندما تظهر النتائج وتجدين اسمك في لائحة الناجحين تصبحين خريجة حقا .."
تخصرت شمس أمامهما وهي تقول بثقة :
" يا سلام .. طوال الثلاثة أعوام السابقة نجحت من أول دور وكنت الأولى على دفعتي العام الماضي والثانية في العام الأول .. فقط العام الثاني كان ترتيبي السابع وهذه السنة سأكون الأولى بإذن الله .."
" حسنا يكفي .. اذهبي الى غرفتك ودعيني أنام .."
قالتها ربى وهي تتثائب لتمط شمس شفتيها وهي تقول :
" ألن تحتفلي معي بهذه المناسبة ..؟!"
هتفت ربى بتوسل :
" سأحتفل وأرقص وأفعل كل شيء لكن أرجوك دعيني أنام أولا .. لم يمر يومين على إنتهاء امتحاناتي وأريد تعويض تلك الأيام السوداء والتي لم أنم بها سوى ساعات معدودة .."
" حسنا .. اذهبي .. نامي يا ربى .. انتِ تنامين أكثر مما تستيقظين أصلا .."
سارت ربى نحو غرفتها بينما هتف أسامة بحماس :
" سأحتفل أنا معك .. ما رأيك ..؟!"
رفعت شمس حاجبها وقالت :
" تحتفل بماذا يا أسامة ..؟! اذهب الى غرفتك يا حبيبي فأنت وراءك بكالوريا أم نسيت هذا ..؟! "
" كلا ، لم أنسَ .. هناك إمتحانات وزارية تنتظرني ومصيري بالكامل سيتحدد من خلالها ويجب أن أحصل على معدل عالي يؤهلني لدخول احدى كليات القمة .. لقد حفظتها يا شمس .. والله حفظتها من كثرة سماعها على ألسنتكم .."
اقتربت شمس منه ثم ربتت على كفه وهي تردد بعطف :
" لا بأس يا أخي العزيز .. لست وحدك من عانى من هذه المرحلة .."
أكملت بصرامة :
" اذهب الى غرفتك وأكمل مذاكرتك .. أمامك شهر واحد فقط وتبدأ إمتحاناتك فلا تتكاسل .."
" حسنا .. سأذهب .. "
قالها بضيق ثم أردف بسخرية :
" تصبحين تشبهين والدتي عندما تتحدثين معي بهذه الطريقة .."
زمت شفتيها بعبوس بينما ذهب هو الى غرفته لتتطلع اليه بشفقة فهي تعلم جيدا مدى صعوبة هذه المرحلة بالنسبة لأي طالب وليس لأخيها فقط ..
دلفت الى غرفتها لترمي حقيبتها على السرير قبل أن تبدأ بخلع ملابسها وتستبدلها ببيجامة مريحة ..
جلست على سريرها تسترخي عليها قليلا وأخذت تتذكر ما مرت به طوال السنتين الماضيتين ..
كانت خسارة والدها أصعب شيء يمر عليها .. لم تتوقع أن تخسره بهذا وكل هذا بسبب عمها النذل ..
ذلك البغيض الذي لم يراعِ والدها ووضع قلبه فإستغله وخدعه ليجعله يتنازل عن حصته في أراضي واملاك والده دون أن يدرك ذلك ..
لا تصدق إن هناك شخص بهذا الجشع والطمع ..
كم تحقد عليه وكم تتمنى أن يأتي يوم وتأخذ حق والدها منه ..
لطالما كانت علاقتهم مع عائلة عمها سيئة للغاية لكن لم تتوقع أبدا أن يصل الكره والحقد الى هنا ..
زفرت أنفاسها وأخذت تتذكر دراساتها والنجاحات التي حققتها بها فهي كانت الأولى على دفعتها السنة الماضية وتتمنى أن تكون الأولى هذه السنة كي تحصل على فرصة العمل كمعيدة في الجامعة ..
اعتدلت في جلستها وشعرت بعدم رغبتها في النوم بل ترغب في المرح وفعل العديد من الأشياء ..
كانت تلك عادتها عندما تعود من آخر يوم امتحانات حيث تفعل كل ما يخطر على بالها وتنام بعد منتصف الليل رغم ما تحمله من تعب وقلة نوم طوال فترة الامتحانات إلا ان كل هذا يختفي عندما تبدأ الإجازة ..
فتحت هاتفها وأخذت تقلب به حينما خطرت في بالها فكرة قررت أن تنفذها ..
" صبا كيف حالك ..؟!"
قالتها وهي تبتسم بحماس لتجيب صبا :
" بخير عزيزتي .. أنت ما أخبارك ..؟! كنت سأتصل بك حالا كي أسألك عن امتحان اليوم .. طمنيني .. كيف كان إمتحانك ..؟!"
ضحكت شمس وأجابت :
" جيد للغاية .. اطمئني .. صديقتك لا تحتاج سوى ورقة النتيجة بيدها وتصبح مهندسة رسميا .."
" حبيبتي .. تستحقين هذا .. مبارك لك مقدما .."
قالتها صبا بفرحة حقيقية لتهتف شمس بحب :
" شكرا حبيبتي .. صبا .. ما رأيك أن نخرج سويا ونتناول الغداء في الخارج ..؟! أشعر بالملل حقا .. والدتك لن تمانع بالتأكيد فإنتِ انتهيتِ لتوك من إمتحاناتك .."
هتفت صبا :
" نخرج الآن ..؟! حسنا لا مشكلة لدي .. كلا والدتي ان تمانع طبعا .. جهزي نفسك وأنا سأمر عليك بعد نصف ساعة .. حسنا .."
صاحت شمس بسرعة :
"رائع .."
ثم أغلقت الهاتف وهي تبتسم بفرحة لتهتف فجأة :
" ليتني لم أغير ملابسي واتصلت بها من الأول .."
نهضت من فوق سريرها واتجهت نحو ملابسها المرمية على الارض بإهمال ثم قررت أن ترتديهما من جديد ..
..............................................................................
أمام البحر كانت شمس تسير وهي تحيط ذراع صبا بذراعها تتسامران سويا في مختلف الأمور ..
سألت شمس :
" ماذا ستفعلين الفترة القادمة ..؟! هل تخططين لشيء ما ..؟!"
ردت صبا بجدية :
"لم أخطط لأي شيء.. بالتأكيد سأبدأ في البحث عن عمل في احد البنوك او الشركات .."
" ستجدين إن شاءالله .. تخصصك مطلوب في البنوك الأهلية وحتى الشركات .."
أومأت صبا برأسها وقالت :
" هذا صحيح .. سأبدأ البحث ما إن أستلم نتيجتي .. "
" وأنا أيضا .."
قالتها شمس بحماس ثم أكملت :
" مع إنني لا أظن إن عملي كمعيدة سيسمح لي بهذا .."
سألت صبا بجدية :
" هل واثقة من إختيارهم لكِ كمعيدة .. أنتِ تعرفين النظام هنا .. ربما يختارون غيركِ بالواسطة .."
قالت شمس بسرعة ؛
" لا اظن .. لقد أخبرني العميد بنفسه إنه سيسعى لتعييني هنا فأنا أستحق ذلك بشهادة جميع الأساتذة .. لا تنسى إنني باذن الله سأكون الأولى على دفعتي في المعدل النهائي كما إن مشروعي كان الأفضل .."
أومأت صبا برأسها متفهمة وقالت :
" ان شاءالله ستحققين ما تتمنين لكن مع هذا ابحثي عن عمل .."
قالت شمس بسرعة :
" طبعا طبعا .. بالأساس تعينني سيأخذ وقتا قبل أن يصدر .. ربما عاما كاملا .."
نظرت الى البحر أمامها ثم شردت بعيدا وقالت :
" انا متفائلة للغاية بما هو قادم .. أشعر إن الله يخبأ لي العديد من المفاجئات السعيدة.."
" وانا ايضا أشعر بهذا .."
قالتها صبا وهي تبتسم بخفة ليسمعها صوت هاتف شمس يرن فترد عليه :
" اهلا ماما .. نعم لقد تناولت الغداء وانا أسير على البحر الآن مع صبا .."
ظهر الإمتعاض على وجهها وهي تسمع حديث والدتها لتهتف بضيق مكتوم :
" أنا كنت أنوي العودة بعد قليل .. سأخرج مرة أخرى خصيصا لشراء شيء مناسب .."
زفرت أنفاسها بضيق ثم أنهت الحوار وهي تقول :
" حسنا سأبحث قليلا ثم أعود .."
أغلقت الهاتف وهي تتنهد بضيق لتسألها صبا بإهتمام :
" ماذا حدث ..؟!"
ردت شمس بضجر :
" زفاف أيمن اقترب وأنا لم أشترِ شيئا بعد .."
"ماذا تنتظرين كي تشتري ..؟!"
سألتها صبا بتعجب لتهتف شمس بملل :
" انتظر حدوث معجزة تمنعني من حضور الزفاف .."
كتمت صبا ضحكتها بصعوبة بينما قالت شمس بملل :
" هيا دعينا نذهب الى المحلات القريبة كي نرى شيئا مناسبا لحضور زفاف ذلك البغيض .."
ضحكت صبا بصوت عالي لتسحبها شمس خلفها وهي تشاركها الضحك ..
..........................................................................
دلف قيصر الى مكتب خالد وهو يقول :
" أريد التحدث معك بموضوع هام .."
نظر خالد إليه بهدوء رغم تعجبه من قدومه الى مكتبه فهذه المرة الأولى التي يزور بها قيصر مكتبه رغم مرور أكثر من عام على إنتقاله للفرع الرئيسي في الشركة ..
" تفضل .."
قالها خالد بنفس الهدوء ليتقدم قيصر نحوه ويجلس على الكرسي المقابل له هاتفا بجدية :
" بشأن مسألة تعيين الموظفين الفترة القادمة .. بعد إتباعنا خطة جديدة العامين الماضيين بناء على مقترحاتك أنت فكرت بشيء جديد يمكن إتباعه الفترة القادمة .."
" شيء ماذا ..؟!"
سأله خالد بجدية ليرد قيصر بهدوء :
" فكرت في أن نجمع الطلبة الاوائل في كل جامعة كي يعملوا لدينا .. أنت تعرف نحن نحتاج إلى مواهب الشباب وعقولهم الشابة القادرة على مواكبة تطورات العصر .."
" هل تخرجت خطيبتك أخيرا من كليتها ..؟!"
سأله خالد وهو يرمقه بنظرات شخص يود أن يضحك بقوة ليهتف قيصر بصوت حاد قليلا :
" ما علاقة هذا بهذا ..؟! ثانيا مالذي ذكرك بخطيبتي السابقة الآن ..؟!"
رد خالد بإستفزاز وهو ما زال محتفظا بهدوءه :
" ولمَ سأتذكرها أنا ..؟! يكفي أن تتذكرها أنت.."
" خالد .. انتبه على حديثك .. لا أحب طريقتك هذه .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
قالها قيصر وهو يكتم غيظه ليهتف خالد وهو يكتم ضحكته بقوة :
" حسنا .. ألا ترى إن اقتراحك هذا غير مناسب ابدا ..؟! يعني أنا أختار الموظفين الجديد بناء على قدراتهم في العمل وليس بناء على درجاتهم وترتيبهم في كليتهم .."
ضغط قيصر على أعصابه وهو يجيبه :
" منطقيا يعني .. معروف مدى صعوبة كلية الهندسة وبالطبع الاوائل عليها هم قمة في الذكاء .."
رد خالد ببرود :
" ليس دائما .. "
زفر قيصر أنفاسه بقوة بينما هتف خالد به :
" حسنا لا تتضايق .. سوف أدرج هذا ضمن خطتنا القادمة .. "
قال قيصر بسرعة :
" سوف ترتب الموضوع بسرعة وتتواصل مع رؤساء الجامعات بشأن هذا .."
قال خالد بإقتضاب:
" لا تتأمر يا قيصر .. انا أفعل ما أريد في الوقت المناسب .."
صاح قيصر بعصبية :
" خالد .."
ابتسم خالد بخفة ورد :
" حسنا لك ما تريد .. في أي جامعة هي ..؟!"
هتف قيصر مكابرا :
" لم أحدد جامعة معينة .. أخبرتك أن تتواصل مع كافة الجامعات .. "
أكمل بعدها بجدية :
" صحيح هذا الموضوع برمته مسؤوليتك .. تحدث مع سكرتيرتك وأخبرها بذلك ونظم الأمور معها .. "
هتف خالد بمكر :
" بإمكانك أن تخبرني بوضوح إنك ترغب بأن يعرف الجميع إن هذه فكرتي وحدي ومسؤوليتي الشخصية كي لا تفكر خطيبتك السابقة إنك وراء هذا فتشعر بكبريائك ينهزم بسبب ذلك .."
" تتحدث عن اشياء لا وجود لها يا خالد لدرجة تعجلني أرغب بالضحك .."
ضغط خالد على شفتيه بقوة قبل أن ينفجر ضاحكا من هيئة قيصر غير مصدقا إن قيصر عمران بجلالته يجلس أمامه ويفعل كل هذا لأجل تلك الصغيرة التي رأها مرتين لكنه أدرك مدى تأثيرها على ابن عمه ..
" مالذي يضحكك الى هذه الدرجة ..؟!"
سأله قيصر بغضب وهو يفكر إنها المرة الأولى التي يضحك بها خالد بهذه الطريقة ليجيب خالد وهو يسيطر على ضحكاته :
" يضحكني ما أراه الآن وكيف أصبحت هكذا .. "
نهض قيصر من مكانه وهو يقول بضيق :
" ماشاءالله .. هل هذا ما جعلك تضحك بهذه الطريقة وأنت الذي لا تخرج ضحكاتك إلا نادرا .. ؟!"
اومأ خالد برأسه وهو يبتسم بإستفزاز ليرد قيصر ببرود :
" لا يليق بك الضحك يا خالد .. ابقَ واجما أفضل .."
رد خالد بنفس البرود :
" وأنت لا يليق بك العشق يا باشا .."
ضغط على شفتيه بقوة قبل أن يهتف بوجوم :
" ماشاءالله تضحك وتتوهم أيضا أشياء لا وجود لها .."
ابتسم خالد بخفة ثم منحه نظرات ذات مغزى فهمها قيصر فورا ليتحرك خارجا من المكان صافعا الباب خلفه بقوة فيهز خالد رأسه وعاد يبتسم مفكرا في قيصر الذي فاجئه بحقيقة حبه لخطيبته السابقة بل وسعيه وراءها بعد عامين من انهاء كل شيء بينهما ..
......................................................................
في إحدى قنوات التلفاز المشهورة ..
جلست لميس أمام السكرتيرة الفاتنة تنتظر موعدها مع مدير الشركة بحماس ..
اليوم ستخطو اولى خطواتها في المجال الذي أحبته كثيرا ..
لقد أنهت إمتحاناتها الجامعية منذ أيام وقررت أن تدخل ميدان العمل أخيرا ..
واليوم حصلت على فرصة مقابلة مع احد مدراء أشهر القنوات في البلاد ..
ابتسمت بخفة وهي تتأمل خيرا قبل أن تسمع صوت السكرتيرة تخبرها إن السيد أياد ينتظرها في الداخل ..
نهضت لميس من مكانها وسارت بثقة الى الداخل وهي تمنى نفسها إن اللقاء سيكون جيدا وينتهي لصالحها ..
تصنمت في مكانها ما إن رأت ذلك الشخص الماثل أمامها وسألت نفسها بعدم استيعاب :
" هل هذا أياد صفوان الذي يتحدث الجميع عنه ..؟! أياد صفوان الذي سيطر على سوق الإنتاج وصاحب أشهر سلسلة قنوات تلفزيونية في البلاد بل في المنطقة العربية منذ سنوات طويلة .. ؟!"
سمعت صوته يهتف بها :
" تفضلي يا انسة .."
سارت بنفس الثقة وهي تحاول نفض تلك الأفكار عنها لتجلس أمامه محاولة الإسترخاء في جلستها ثم تمد ملفها له فيتناوله منها ويقلب به للحظات قبل أن يضعه جانبا وهو يعود بجسده الى الخلف متسائلا بصوت رخيم :
" اذا انسة لميس .. في العادة انا لا أهتم كثيرا بتلك الشهادات والدورات التي شاركتي بها .. دعيني أسألك بعض الأسالة ستساعدني في معرفة مدى إستطاعتك على مواكبة عملنا ... مبدئيا طبعا .."
" تفضل .."
قالتها بهدوء ليسألها :
" أنت خريجة كلية الأعلام قسم العلاقات الذي يعد مهما للغاية في عملنا .. لكن أريد أن أعرف .. لماذا إخترتِ العمل في قناة تلفزيونية بدلا من العمل في مجال التجارة او مجال أخر غير المجالات الفنية ..؟!"
ردت بهدوء :
" لإنني أجد العمل في مجالكم مختلفا وغير تقليديا .. عالم جديد أشعر إنني سأنجح به .. العلاقات العامة تخصص مهم في مختلف مجالات العمل لكنني من بين كافة المجالات أميل لمجالكم ربما لإنه مجالا صعبا ويتطلب مهارة عالية .."
قال بقوة :
" لكن العمل لدي لا يشبه العمل لدى اي قنوات أخرى .. العمل هنا مكثف للغاية ومرهق جدا .. والخطأ ممنوع .. "
هتفت بسرعة :
" أعلم ذلك ومستعدة له جيدا .. "
راقبها بتمعن وهو يشعر إنها تملك طاقة عالية سوف تفيده في العمل .."
هتف بعد صمت قصير :
" ستذهبين الآن لأداء الإختبارات الخاصة بقبول الموظفين هنا ثم ألتقي بك بعد نهاية الإختبارات .."
أومأت برأسها وهي تنهض من مكانها ثم تسير نحو الخارج حيث استقبلتها السكرتيرة كي تأخذها نحو مكان اجراء الإختبارات لتدخل لميس سلسلة من الإختبارات التي لا تنتهي ..
بعدما أنهت لميس جميع الإختبارات اتجهت عائدة الى مكتب أياد لتتفاجئ بتارا الهاشم عنده فتتقدم نحوهما بعدما أشار لها أياد بالدخول لتلقي التحية بخفوت فتبتسم لها تارا بينما يهتف أياد بجدية :
" اجلسي يا انسة لميس .. "
أكمل وهو ينظر إليها بتمعن :
" لقد بليت بلاءا حسنا في الإختبارات .."
ابتسمت لا أراديا بينما هتفت تارا هذه المرة :
" انتِ حقا رائعة .. كما إنك متمكنة للغاية من عدة لغات أجنبية.. "
ابتسمت لميس وقالت :
" أشكرك يا هانم .. رأيك هذا مهم لي حقا .."
ضحكت تارا بعذوبة بينما تأملت لميس هيئتها الجذابة بإعجاب وهي تفكر إن جمالها على الطبيعة لا يختلف عن التلفاز إطلاقا ..
" اذا انسة لميس .. سأمنحك فرصة التدريب لدينا .. سوف تتدربين لعدة أشهر قبل أن نقرر بعدها إذا ما كنتِ تصبحين لتصبحي موظفة لدينا أم لا .."
" سأصبح ان شاءالله .."
قالتها لميس بثقة لتبتسم تارا بخفة ثم تشير الى أياد بمرح :
" ثقتها تعجبني للغاية .. أنت تعرف إنني أحب الفتيات الواثقات من أنفسهن وقدراتهن .."
اومأ أياد برأسه رغم إنزعاجه من ثقة لميس الزائدة بينما همست تارا للميس بخفوت :
" ثقتك هذه تناسب الجميع إلا أياد .. خففيها قليلا حتى تثبتي نفسك أمامه أولا .."
ابتسمت لميس بحرج ليسأل أياد بهدوء :
" هل هناك مشكلة ما يا تارا ..؟!"
ردت تارا بخفة :
" لا يوجد شيء .. أعطيها بعض النصائح عن العمل لديك.."
" تفضلي .. خذي هذه الأوراق الى السكرتيرة كي تضبط لك بقية الأمور .."
تناولت لميس الأوراق منه ونهضت من مكانها لتسمع تارا تهتف به :
" وأنا أيضا سأذهب .. نلتقي فيما بعد .."
ثم سارت مع لميس التي هتفت بها بصدق :
" أشكرك كثيرا على النصيحة .. أنت لطيفة للغاية حقا .. "
ثم أكملت بصراحة :
" تتصرفين وكأنكِ لستِ نجمة معروفة .."
ابتسمت تارا وردت :
" من الجيد إنني فاجئتك بما هو جيد .."
أكملت وهي تسأل بفضول:
" لكنني أشعر إني رأيتك مسبقا .. لا أذكر أين بالضبط لكنني رأيتك .."
قالت لميس بسرعة :
" ربما في احدى حفلات العائلة .."
سألت تارا بعدم فهم :
" أي عائلة بالضبط ..؟!"
ردت لميس معرفة عن نفسها :
" انا لميس عمران .. وأنتِ حضرتِ عدة حفلات لنا .. "
قالت تارا بسرعة ودهشة :
" انتِ ابنة عائلة عمران المعروفة .. يعني ابنة عم قيصر .. يا لها من صدفة رائعة .. "
قالت لميس :
" حقا صدفة رائعة .."
نظرت تارا إليها للحظة قبل أن تهتف بها :
" في الحقيقة بالرغم من حضوري عدة حفلات تخص عائلتكم لكنني لا أعرف سوى قيصر وكوثر هانم والدتك وأيضا هند هانم عمتك .. وفرد آخر إلتقيت به لا أتذكر اسمه لكنه يكون ابن عم قيصر أيضا .."
هتفت لميس بتفكير :
" انتِ تقصدين خالد بالتأكيد .. قيصر لديه ابني عم خالد وغيث والأخير صغير لذا فمن رأيتيه هو خالد أخي .."
قالت تارا بدهشة :
" أخوكِ .. مستحيل ..!!"
ثم أكملت وهي تضحك بخفة :
" انتِ لا تشبهينه إطلاقا .."
" لماذا تقولين هذا ..؟! يعني هل فعل شيئا أزعجكِ ..؟!"
سألتها لميس بدهشة لترد تارا بعفوية :
" موقف بسيط .. لكنه مغرور و مختال بنفسه جدا .. "
ثم أكملت بجدية :
" اتمنى ألا يضايقك حديثي لكنني صريحة للغاية .."
ابتسمت لميس وردت بصدق :
" أبدا لم يزعجني .. فهو حقا هكذا .."
" حسنا اسمحي لي بالذهاب .. سلمي لي على قيصر كثيرا .."
ثم أكملت بنبرة ذات مغزى :
" وأخبري أخيكِ إنني أتسائل اذا ما كان غير مهتما بعالم الموسيقى والمشاهير حتى الآن .. "
ثم سارت بخطواتها الواثقة تتابعها نظرات لميس المندهشة مما يحدث لتقرر اكمال ما جاءت اليه ثم تعود الى المنزل ..
وبالفعل أنهت كل شيء وعادت مساءا الى المنزل لتجد خالد هناك فإقتربت منه وهي تهتف بحماس :
" خالد بارك لي .. لقد قبلوني كمتدربة في شركة أياد صفوان .."
هتف بأقتضاب :
" مبارك لكِ قبولك يا لميس .."
زمت شفتيها وهي ترد :
" ما زلت غير راضيا عن عملي هناك .."
رد بجدية :
" لا أحب عملك في مجال كهذا يا لميس .. انتِ صغيرة وسوف تتعبين كثيرا في هذا المجال .."
مطت شفتيها وهي ترد :
" عملي في العلاقات العامة يا خالد من وراء الستار .. كما إنني أحب العمل في مجالات غير تقليدية .."
أكملت بعدها بسرعة :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" صحيح لا تصدق من رأيتك هناك .. "
سأل بملل :
" من رأيتِ ..؟!"
أجابت بسرعة :
" تارا الهاشم .."
نظر إليها بسرعة لتكمل وهي تسأله :
" متى إلتقيت بها من قبل .؟!"
سأل بجمود :
" من أخبركِ بهذا ..؟!"
ردت ببساطة :
" هي .. كما إنها طلبت مني أن أخبرك إنها ما زالت تتسائل اذا ما كنت ما زلت غير مهتما بعالم الموسيقى والمشاهير .. "
سألها بجدية :
" هي من قالت هذا ..؟!"
أومأت برأسها ليهتف بجدية :
" أخبريها إنني ما زلت غير مهتما ولا أنوي الإهتمام بهذه التفاهات أبدا .."
" ما هذا الذي تقوله ..؟! ماذا يحدث ..؟! هي تتحدث عنك بشكل غريب وأنت .."
صمتت قليلا ليسأل :
" ماذا قالت عني ..؟!"
حدجته بنظراتها وهي تكتم ضحكتها بصعوبة ليسأل بنفاذ صبر :
" ماذا قالت يا لميس ..؟!"
ردت مدعية الجدية :
" قالت إنك مغرور ومختال بنفسك جدا .."
نظر إليها لوهلة قبل أن يهتف ببرود :
" جيد .. لم تقل شيئا خاطئا .."
ثم حمل هاتفه ونهض من مكانه متجها خارجا المكان تاركا لميس تطالعه بدهشة وفي داخلها تتسائل عما يحدث بالضبط ..
....................................................................
بعد مرور اسبوع ..
طرقت شمس باب غرفة العميد ثم دلفت الى الداخل وهي تبتسم بخفة ليستقبلها بإبتسامة مرحبة وهو يهتف بها :
" تفضلي يا شمس .."
جلست شمس أمامه بينما قال هو مباركا لها :
" اذا الأولى على دفعتك يا شمس .. مبارك لك .. تستحقين هذا .. "
شكرته شمس بسرعة :
" أشكرك كثيرا يا حضرة العميد .. هذا بفضل جهودك أنت وأساتذتنا الكرام .."
نظر العميد إليها وقال :
" سأدرج إسمك أول إسم ضمن قائمة الطلبة الذين نرغب في تعيينهم معيدين لدينا .."
" شكرا كثيرا .. اتمنى حقا أن أحظى بهذه الفرصة المهمة .."
قالتها شمس بتمنى ليبتسم العميد ويكمل بجدية :
" لقد تحدث مع الطالبين الآخرين ... الثاني والثالث على المرحلة .. هناك فرصة لكم كي تحصلوا على وظيفة في احدى الشركات المعروفة في البلاد .. "
نظرت إليه يترقب ليكمل العميد :
" لقد أرسلوا لنا طلبا بأسماء الطلبة العشرة الاوائل على قسمي هندسة الحاسبات والإتصالات بسبب حاجتهم لمهندسين في هذا التخصص ونحن أرسلنا أسمائكم وهم الآن يريدون مقابلتكم في مواعيد حددوها .."
أخرج من درج مكتبه كارتا وورقة وقال :
" هذا كارت به عنوان الشركة وهذه الورقة بها موعد المقابلة .. سوف تسلمينه هناك كي يسمحوا لك بالدخول .. "
تناولت الكارت والورقة منه حينما سمعته يكمل :
" العمل في شركات عمران مكسب لأي شخص حاولي إستغلال ذلك جيدا .."
إختفت إبتسامتها كليا ما إن نطق إسم تلك العائلة لتنظر الى الكارت في يدها بصدمة حقيقية وهي تشعر إن كوابيسها السابقة عادت من جديد ..
........................................................................
أمام شركة عائلة عمران وقفت شمس تنظر الى البنيان الضخم بملامح مترددة لكنها سرعان ما حسمت أمرها وسارت الى الداخل بثقة فهي لم تعد تخاف من شيء أبدا ولن تسمح له أن يغزو حياتها من جديد بعدما تخلصت منه ..
سارت الى الداخل ثم اتجهت نحو موظفة الإستعلامات التي عرفت منها مكان المدير العام للشركة لتتجه نحو المصعد وتضغط على رقم الطابق المقصود وهي تتأمل الشركة الفخمة بإعجاب شديد ..
توقف المصعد أخيرا في الطابق المنشود لتخرج منه وتسير نحو مكتبه قبل أن تتوقف مكانها وهي تراه واقفا على قرب منها يتحدث مع احدى الموظفات بتركيز شديد ..
تقدمت نحوه بشجاعة وهتفت بهدوء :
" صباح الخير .."
التفت نحوها وهو يعلم إنها ستأتي اليوم لكنه رسم الدهشة على وجهه بوضوح .. دهشة رجل قابل فتاة عرفها منذ عامين ولا يعلم سبب مجيئها الآن ..
كادت أن تضحك بتهكم وهي تراه يهتف بها بصوت شديد التعجب :
" شمس .. ماذا تفعلين هنا ..؟!"
كانت يتقن ادعاء الدهشة والصدمة من وجودها لدرجة يستحق عليها جائزة الأوسكار ..
أكمل بجدية وقد سيطر على دهشته :
" ما سبب مجيئك إلي بعد هذه السنوات ..؟! انت بالطبع تعرفين إن هذه شركتي .."
قالت بسخرية :
" لقد جئت هنا بناء على دعوتكم لي .."
سأل مدعيا عدم الفهم :
" أي دعوة ..؟! أنا لا أفهم .. "
ضغطت على أعصابها بقوة ثم مدت يدها له بالكارت ليأخذه منها فيتغضن جبينه وهو يقرأ ما به قبل أن يسأل السكرتيرة :
" ما هذه المواعيد ومتى قررتم ذلك ..؟!"
ردت السكرتيرة بسرعة :
" هذه المواعيد حددها السيد خالد حيث قرر أن يعطي فرصة للطلبة الاوائل في كليتي هندسة الحاسبات والاتصالات كي يعملوا لدينا .. "
أكملت وهي تشير الى شمس :
" لقاؤك مع السيد خالد يا آنسة وليس هنا .. هو من سيقابلك او نائبه ربما .. "
أكمل قيصر بجدية وهو يشير أمامه :
" حسنا يا آنسة كما أخبرتك سكرتيرتي .. انت مخطئة في وجهتك فمقابلتك ليست معي بل مع خالد .. مكتب خالد في ذلك الممر .. اول مكتب على اليسار .."
ودت في تلك اللحظة أن تلكمه لكنها ضغطت على نفسها بالقوة وهتفتت به :
" ولكنني جئت لمقابلتك .. أريد التحدث معك .."
رد بعدم اكتراث :
" للأسف لدي اجتماع مع أحد عملائي بعد قليل.. إذا أردت إذهبي الى خالد لأجل المقابلة ثم عودي الى هنا وإنتظريني حتى أنتهي من اجتماعي .. سينتهي خلال ساعة الى ساعة ونصف بالكثير .. "
ثم سار مبتعدا عنها متجها نحو مكتبه تاركا إياها تشتغل غيظا وقد توعدته داخلها بالكثير ..
الفصل العشرون
نهضت شمس من مكانها واتجهت نحو مكتب خالد بعدما أخبرتها السكرتيرة إنه ينتظرها في الداخل ..
تقدمت بخطواتها وطرقت على الباب بخفة ليأتيها صوته الرجولي يسمح لها بالدخول ..
فتحت الباب ودلفت الى الداخل ليرفع وجهه من فوق أحد الملفات وهو يأمرها :
" تعالي يا شمس .."
أغلقت الباب خلفها وسارت نحو قبل أن تجلس على الكرسي المقابل له ليهتف هو بعملية :
" أنتِ الأولى على دفعتك ومشروعك اخذ المركز الاول .. من المفترض أن يكون مستواكِ جيد جدا وتكونين من أفضل المتدربين لدينا فكونك الإولى على دفعتك في جامعة رصينة كجامعتك يدل على ذكائك وشطارتك في مجال الهندسة عموما .."
أومأت برأسها دون رد ليكمل بجدية :
" عملك سوف يكون تحت إشرافي أنتِ وبقية المتدربين ومن يتم تثبيته لدينا سينتقل الى احد الأقسام الموجوده هنا تحت أشراف احد مدراء الأقسام .. مدة التدريب ثلاثة أشهر وبعدها يتم تحديد من يبقى ومن يخرج بناء على رأيي أنا وبعض مساعديني .."
أكمل أخيرا :
" عليك الإلتزام كليا ... انا ومن حولي لا نتهاون بكل ما يخص العمل كما إنك تتنافسين مع نخبة من الخريجين وجميعهم من الاوائل على جامعاتهم لذا المهمة لن تكون سهلة ابدا .."
هزت رأسها وهي تفكر إنها لا ترغب بالعمل لديهم من الأساس كي تستمع لكل هذا رغم علمها إن إيجاد وظيفة في هذه البلاد أمرا صعبا بل يكاد يكون مستحيلا خاصة لخريجين الهندسة والذين يتقاتلون للعمل في شهادتهم بدلا من اللجوء لأعمال أخرى فقط لكسب العيش ..
سوف تكون جاحدة إن رفضت هذه الفرصة لكن وجود قيصر حولها يرعبها خاصة إنها تعلم جيدا إن وجودها هنا ليس صدفة كما يدعي ..
قالت أخيرا بإختصار :
" ان شاءالله سأكون عند حسن الظن .."
" سوف تأخذين ورقة ملىء البينات من سكرتيرتي وتبدئين دوامك غدا ..."
اومأت برأسها ثم استأذنت منه وخرجت لتتجه نحو السكرتيرة التي أعطتها ورقة البيانات لتأخذها وتملأها قبل ان تتجه بسرعة خارج الشركة وقد قررت ألا تقابل قيصر اليوم تحديدا غافلة عن تلك التي رأتها وإشتعلت غضبا من وجودها فإندفعت الى مكتب ابن عمها بسرعة والذي صاح بها مستنكرا دخولها بهذا الشكل :
" ما هذا ..؟! كيف تدخلين الى مكتبي بهذه الطريقة ..؟!"
تجاهلت نبرته تلك وهي تقترب منه بملامحها الحادة تسأله :
" ماذا تفعل تلك الفتاة هنا ..؟!"
رد بجدية :
" إنها من ضمن الطلبة الأوائل اللذين سنقوم بتدريبهم لدينا .."
صاحت بعصبية :
" أي طلبة أوائل يا خالد ..؟! مالذي تفعله أنت وقيصر بالضبط ..؟!"
ضرب خالد سطح المكتب بقوة أفزعتها لتشحب ملامحها كليا وهي تراه يحدث بصوت رغم هدوئه لكنه صارم مهيب :
" مع من تتحدثين هكذا يا حوراء ..؟! مع من ترفعين صوتك بهذا الشكل ..؟! "
هتفت بصوت متحشرج :
" ماذا تتوقع مني أن أفعل وأنا أرى تلك الفتاة هنا وحولنا من جديد ..؟!"
رد بقوة وحدة :
" وما شأنك أنتِ..؟! لماذا تتدخلين فيما لا يعنيكِ ..؟! اسمعي يا حوراء .. إياك ثم إياك أن تتدخلي في أمور العمل التي تخصني أنا أو قيصر أو اي احد من اعضاء مجلس الإدارة .. وإياك ثم إياك أن تدخلي مكتبك بهذه الطريقة الغبية او ترفعي صوتك في وجهي لإنني لن أتردد لحظة واحدة في فصلك من العمل دون أن أتراجع حتى لو جلبتي أخيك بل لو جلبت جدي رحمه الله صاحب كل هذه الأموال والشركات .."
نظرت إليه بعينين مشتعلين دون رد بينما هو يتأملها ببرود لتندفع خارج المكتب بعصبية يتابعها هو بنظرات لا مبالية قبل أن يعود الى عمله ..
.........................................................................
دلفت الى منزل صبا بعدما استقبلتها الأخيرة مندهشة من قدومها إليها فهي أخبرتها إنها ستذهب صباحا لإستلام النتيجة ثم تخرج مع اصدقائها في الجامعة لتناول الطعام والتنزه في احد المولات ..
اتجهت شمس مباشرة الى غرفتها تتبعها صبا التي سألتها بعدما أغلقت الباب خلفها :
" ماذا حدث ..؟! تبدين غاضبة .. من المفترض أن تكوني في أفضل حالاتك اليوم فإنتِ الإولى على دفعتك كما أردت .."
لم ترد شمس عليها بينما جلست صبا بجانبها على سريرها وأردفت :
" ماذا هناك يا شمس ..؟! هل حدث شيئا ما في الجامعة ..؟!"
ردت شمس أخيرا :
" لقد أخبرني العميد إن هناك شركة تود مني أنا والاوائل على الدفعة أن نتدرب لديهم .. "
" جيد .. هذا خبر جيد للغاية .."
قالتها صبا بجدية ثم عقدت حاجبيها وهي تسألها بإستغراب :
" ولكن ما سبب غضبك الشديد من هذا ..؟!"
ردت شمس بعصبية :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" التدريب سيكون في شركة قيصر عمران يا صبا .."
اندهشت ملامح صبا مما تسمعه فهتفت بعد لحظات :
" اللعين .. هل كان يلعب طوال تلك السنتين ..؟! هل طلاقه لكِ كان تمويها لا اكثر ..؟!"
نهضت شمس من مكانها وسارت نحو النافذة المطلة على الشارع لتقول وهي تنظر خارجها :
" لا أعلم .. ولكنه لا يحتاج للتمويه .. هو يأخذ ما يريد وكان يستطيع إجباري على هذا الزواج من خلال التهديد .. "
" إذا لماذا فعل هذا الآن ..؟! بالتأكيد الأمر ليس صدفة .."
إلتفتت شمس إليها بسرعة وقالت بجدية :
" مستحيل .. مستحيل ان يكون صدفة .."
أردفت وهي تبتسم بتهكم :
" رغم إنه قال ذلك .. "
" إذا ماذا حدث بينكما ..؟! الواضح من حديثك إنك ذهبت الى الشركة .. "
سألتها صبا بترقب لتجيب شمس وهي تومأ برأسها :
" نعم ذهبت .. وقابلته كما قابلت ابن عمه المسؤول عن تدريبي وملأت ورقة البينات لكنني لا أظن إني سأتدرب في الشركة .."
أكملت مجيبة على سؤالها :
" لم أستطع التحدث معه ..."
أردفت بغيظ منه ومن إسلوبه معها :
" لقد تجاهلني بكل وقاحة وصرفني متحججا بوجود اجتماع لديه .. "
" يا له من ماكر .."
قالتها صبا بسخرية ثم أكملت بجدية :
" ألن تذهبي الى التدريب حقا ..؟! إنها فرصة جيدة رغم كل شيء .."
زفرت شمس أنفاسها بقوة ثم جلست بجانبها وقالت :
" أعلم ذلك ولكنني لا أريد الإقتراب من هذا الرجل .. لا أريد وجوده حولي .. لن أجازف بنفسي أبدا .."
" هل تعلمين أين المشكلة ..؟!"
نظرت إليها شمس بترقب لتتبع صبا بجدية :
" لو كان قيصر عمران ما زال يريدك وما زال يضعك في رأسه فلن يجعله رفض ذلك التدريب يتواني عن فعل اي شيء آخر لنيلك ..."
سألتها شمس بتوجس :
" ماذا تقصدين ..؟! ماذا سأفعل إذا ..؟!"
قالت صبا محاولة تهدئة مخاوفها :
" لا أريد تخويفك لكن دعينا نتحدث بالعقل .. هل تظنين إن كان ما زال يريدك سوف يؤثر به رفضك للعمل عنده في شركته .. ؟! بالطبع لا ... انا فقط أريدك أن تفكري بعقلك وتجدي طريقة تبعدينه عنك غير رفضك التدريب عنده .."
" وما هي هذه الطريقة ..؟!"
سألتها شمس وهي تنهض من مكانها وتتحرك داخل الغرفة بإضطراب لترد صبا :
" لا أعلم لكن دعينا نفكر .. سنجد طريقة ما بالتأكيد .."
ثم هتفت بها وهي تراها تسير ذهابا وإيابا بهذا الشكل :
" اجلسي يا شمس و دعينا نفكر بالعقل .. "
تأففت شمس بضيق وهي تجلس جوارها بينما قالت صبا بهدوء :
" مبدئيا .. ماذا ستفعلين بشأن التدريب ..؟! هل ستذهبين ..؟! "
ردت شمس بصدق :
" لا أعلم .. هي فرصة جيدة لكنني خائفة للغاية مما ينتظرني هناك اذا ذهبت .. "
" كم مدة التدريب ..؟!"
أجابت شمس :
" ثلاثة أشهر .."
أردفت وهي نهض شفتيها :
" فكرت في المحاولة .. المشكلة إنني لا أضمن ايجاد وظيفة أخرى وقد آن الآوان أن أعتمد على نفسي .. وحتى قرار عملي كمعيدة لن يصدر قبل عام على الأقل وربما لن يصدر أصلا فأنتِ تعرفين لا يوجد شيء مضمون عندنا .. "
" للأسف هذا صحيح .."
قالتها صبا بضيق على حالها وحيرتها لتقول بعد لحظات :
" حسنا .. ما رأيك أن تستفسري منهم على بعض الأمور ..؟! مثلا إذا أردت الإنسحاب من التدريب .. هل يحق لكِ ذلك ..؟! والأهم هل ستحصلين على شهادة منهم في حال نجاحك في التدريب حتى لو لم تعملي لديهم بعدها ..؟! "
صمتت شمس ولم ترد لتكمل صبا :
" أقصد إنه في حالة مسموح لك الانسحاب متى ما أردتِ تستطيعين التجربة وإن وجدتِ أي تصرف غبي منه فإتركي التدريب .. "
نظرت إليها شمس بسكون وهي تراجع حديثها في عقلها حائرة بين رفض التدريب فورا او تجربته مبدئيا ثم تقرر اذا ما إستمرت فيه أم لا ..
..........:....................................:............................
جلس خالد امام قيصر الذي بادرة بالسؤال :
" ماذا حدث مع المتدربين الجدد ..؟! هل قابلتهم جميعا ..؟!"
رد خالد :
" على أساس إنك لا تعرف لا وتراقب الأمر منذ اول يوم وتضع جم تركيزك عليه .."
أكمل بجدية وهو يرى جمود ملامحه :
" لقد إلتقيت بها هي وبعض من الخريجين .. أخبرتها ما أخبرتهم ثم خرجت وملأت استمارتها .. من المفترض ان تبدأ غدا .."
صمت ثم قال وقد تذكر أمر حوراء :
" حوراء رأتها ودخلت الى مكتبي في قمة غضبها .. "
" وما علاقتها هي ..؟! لمَ تتدخل فيما لا يعنيها ..؟!"
قالها قيصر بغضب ليرد خالد بجدية :
" بالنسبة لي تصرفت معها بشأن تدخلها في أمور عملنا أما بالنسبة للباقي فهذه مسؤوليتك .. "
فهم قيصر ما يرمي اليه ليقول بهدوء :
" لا بأس .. سأتحدث معها اليوم .."
قال خالد بدوره :
" لكن ضع في بالك إن عمل شمس مع حوراء في نفس المكان قد يسبب المتاعب لشمس .. أنت تعرف أختك جيدا ومدى دهائها وما قد تفعله بالفتاة خاصة إنها تراها دون المستوى .. "
" ماذا ستفعل مثلا ..؟! أنا أعرف جيدا كيف أتعامل معها وأضعها عند حدها .."
قالها قيصر بنبرة جادة ليهتف خالد أخيرا :
" أقول هذا لمصلحتك فحوراء عموما تتعامل مع الجميع هنا بتعالي وسلاطة مزعجة لكن وضع شمس يختلف تماما وأنت تدرك هذا .. "
اومأ قيصر برأسه متفهما ثم سأل :
" من الغريب أن تقوم انت بتقديم النصيحة لي يا خالد .. "
رد خالد ببرود :
" أقول هذا لأجل الفتاة ليس لأجلك .. صحيح إنها تبدو قوية وليست سهلة لكنها ليست مثل أختك فالفتاة تبدو طيبة القلب وعفوية عكس حوراء تماما .."
تغاضى قيصر عن حديثه عن اخته بهذه الطريقة فهو يدرك جيدا إن أخته هكذا بالفعل وبالتالي لن يمنعه عن حديثه هذا لإن خالد معه الحق ..
هم بالرد على حديثه لكنه قاطعه رنين هاتفه ليهتف بخالد :
" لحظة وسأعود لأتحدث معك بشأن حفل يوم السبت .."
ثم أجاب على الإتصال قائلا بصوته الرخيم :
" اهلا تارا .."
انتبه خالد لإسمها وقد تركزت حواسه لا اراديا على حديث ابن عمه الذي أكمل :
" نعم .. ! دعينا نلتقي ظهر الغد ونتحدث إذا لم يكن لديك موعد .. جيد .. نلتقي غدا إذا .. "
ودعها وأغلق الهاتف ثم أخبر خالد :
" من أجل الحفل .. لقد تحدثت مع لميس وأخبرتني إن كل شيء جيد لكن أريد منك أن تتأكد من هذا بنفسك .. "
رد خالد بجدية :
" لميس تعرف ماذا تفعل .. صحيح إنها المرة الأولى التي تعمل بها على تنظيم حفل لكنها ستنجح بالتأكيد وطالما قالت إن كل شيء جيد معناه هكذا .."
قال قيصر بجدية :
" أعلم هذا وأثق بها لكنها المرة الأولى وربما تكون نسيت شيئا ما لذا يجب أن يذهب أحدا منا ويتأكد .. "
زفر خالد أنفاسه ورد :
" حسنا سأذهب .. سأتحدث معها ونذهب سويا الى الفندق .. "
" لقد بدأت عملها عند أياد صفوان أليس كذلك ..؟!"
سأله قيصر ليرد خالد :
" نعم بدأت التدريب اليوم .. "
هتف قيصر بسرعة :
" أعلم إنك منزعج لكن لميس قوية وذكية ولا تحتاج أن تخاف عليها .. "
اومأ خالد برأسه متفهما ثم قال وهو ينهض من مكانه :
" حسنا سأتواصل مع لميس الآن وأرى متى سينتهي عملها كي نذهب سويا الى الفندق .. لم يتبقَ سوى يومين على الحفل .. "
هز قيصر رأسه ثم سأله :
" عمتي علياء وغيث ورانيا سيصلان غدا .. أليس كذلك ..؟!"
رد خالد بإيجاب :
" نعم .. "
" من الجيد إنهم سوف يستقرون هنا .. لا داعي لمزيد من الغربة .. "
" معك حق .."
قالها خالد ثم انسحب من المكتب متجها الى مكتبه بينما يجري اتصالا مع لميس يخبرها عن موعد انتهاء عملها ..
......................................................................
كانت تارا تجلس مع أياد الذي يتحدث بحماس عن مشروعه الجديد وكيف يريد منها أن تكون هي إحدى ضيوف البرنامج الذي سينتجه بنفسه ..
حدقت به تارا تستمع الى حديثه بهدوء ثم قالت أخيرا :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" فكرة البرنامج رائعة لكنها لا تناسبني .."
هتف بدهشة :
" لماذا ..؟! مالذي لا يناسبك فيه ..؟!"
ردت بهدوء :
" أظن من الأفضل أن تستضيف أشخاص لديهم خبرة وتاريخ اطول .. "
قاطعها بجدية :
" أنت تعملين في هذا المجال منذ حوالي عشرة اعوام وشهرتك تخطت اولئك الذين تتحدثين عنهم ولديهم تاريخ طويل .. نحن في زمن لا يعتمد على التاريخ والخبرة يا تارا .. أنت تدركين ذلك جيدا .. نحن نعتمد على الموهبة نفسها والذكاء والإجتهاد في العمل .."
أكمل بعدها بتعقل :
" أساسا سنك الصغير وشهرتك الواسعة رغم عمرك هذا وسنوات عملك القصيرة ملهما للعديد من الشباب المبتدئين في مجالات عملهم والذين يحبون أن يسمعوا كيف بدأتِ من الصفر ووصلتي الى ما وصلتِ إليه الآن .. "
نظرت إليه بصمت ظاهري بينما داخلها تختلط العديد من الأشياء فكيف تخبره إن ظهورها في برنامج وثائقي يروي قصتها كشخصية مشهورة أمرا غير مقبولا بالنسبة لها ..!
هي لم تتحدث عن حياتها الخاصة يوما ولن تفعلها فطوال سنوات عملها لم تتطرق الى ماضيها وما حدث معها مسبقا وبالتأكيد ظهورها في هذا البرنامج سوف يحتم عليها الحديث عن طفولتها ومراهقتها وهي لن تستطيع أن تكذب وتخترع امام الجمهور قصصا غير حقيقية فقط كي ترضي فضول المتابعين فهي لم تكذب يوما بشيء ولن توهم من حولها بأشياء عكس الواقع لذا فضلت ان تتجاهل الماضي ولا تتطرق إليه أمام احد ..
" سوف أمنحك الأجر الذي تريدنه ويكون هناك دعاية خاصة لحلقتك .."
هتفت تارا بسرعة وغضب مكتوم :
" الأمر لا علاقة له بالأجر فأنا أجري غالي دوما يا أياد وبالطبع لن أطلب منك أجرا أعلى من الباقي .. وبالنسبة للدعاية فوجودي لا يحتاج الى دعاية وانت تعرف ذلك .."
زفر اياد أنفاسه وسأل بجدية :
" إذا ما المشكلة .. ؟!"
ردت تارا منهية الحوار :
" لا توجد مشكلة .. انا فقط لا أريد خصوصا إنني أنوي التركيز على إلبومي الجديد الفترة القادمة .."
قاطعه صوت طرقات على الباب ليسمح للطارق بالدخول فتدخل لميس إليهما ..
هتف أياد بجدية :
" تعالي لميس .. هل أنهيت ما طلبته منك ..؟!"
أومأت لميس برأسها وهي تجيب :
" نعم أنهيته .."
ثم سارت نحوه وأعطته الأوراق وإلتفتت نحو تارا تحييها :
" مرحبا يا هانم .. "
ردت تارا وهي تبتسم بخفة :
" أهلا يا لميس هانم .. "
ابتسمت لميس بهدوء لتسمع أياد يقول لها بجدية :
" جيد .. بإمكانك الذهاب إذا أردتِ .."
أومأت لميس برأسها وهي تأخذ الأوراق منه بينما قررت تارا إستغلال الفرصة والذهاب هي الأخرى حيث نهض وقالت :
" وأنا أيضا سأذهب يا أياد فلدي موعد عمل مهم للغاية .."
ثم إستأذنت منه وخرجت قبل لميس التي اتجهت الى مكتبها لتحمل أغراضها وتخرج حيث قد وصل خالد منذ دقائق وهو ينتظرها أمام المقر ..
أما تارا فسارت خارج المقر متجهة نحو سيارتها حينما لمحته يقف مستندا على سيارته التي لسوء الحظ تقف بجانب سيارتها حيث ينظر الى هاتفه ويبدو منزعجا من شيء ما ..
أكملت سيرها نحو سيارتها حينما رفع وجهه ويبدو شعر بإقتراب أحدا منه لترسم إبتسامة مقتضبة على وجهها وهي تحييه برسمية :
" مرحبا يا .. "
صمتت مدعية الحيرة ثم أكملت متسائلة :
" خالد .. أليس كذلك ...؟!"
رد خالد بتهكم بارد :
" نعم .. خالد عمران يا تارا هانم .. "
" تنتظر أختك أليس كذلك ..؟!"
اومأ برأسه دون رد لتكمل :
" هي ستأتي .. لقد ذهبت لجمع أغراضها على ما أظن .."
أكملت بجدية يشوبها المكر :
" أختك لطيفة للغاية .. لبقة وجذابة جدا .. لا تشبهك ابدا .. "
ارتسمت إبتسامة باردة على شفتيه وهو يجيب :
" إنه شيء جيد للغاية أن يتحدث الناس عن أختي بهذا الشكل .. هي بالفعل لطيفة مع الجميع .. "
شعرت بالغيظ لتجاهله جملتها الأخيرة ورده البارد على مديحها لأخته فقط لكنها أخفت ذلك بمهارة وقالت بإقتضاب :
" معك حق .. "
انتبه الاثنان الى لميس التي سارت نحويهما بملامح مندهشة من وقوفهما سويا لتبتسم بخفة وهي تلقي التحية على أخيها ثم تتجه نحو تارا وتهتف بها :
" كيف حالك يا هانم ..؟! لم أستطع سؤالك أثناء وجودنا عند أياد بك .. "
ردت تارا بعذوبة كعادتها :
" انا بخير .. من المفترض أن أقول كيف حالك يا لميس لكنني سأستعين بكلمة هانم طالما إنك تصرين على إستخدام الألقاب في حديثنا .. "
ردت لميس بسرعة :
" حسنا لم أقصد .. نحن فقط معتادون على إستخدام كلمة هانم او بك في أحاديثنا عموما .. "
ردت تارا متجاهلة نظرات خالد المصوبة نحوها بوضوح :
" أعلم ذلك .. لكنني لا أحبذ أن يناديني الناس عموما بهذه الطريقة .. اسمي تارا وأحب مناداتي بهذا الإسم مجردا حتى في تعاملاتي الرسمية فأنا أفضل كلمة سيدتي على تارا هانم لإن الأولى معتادة في التعامل الرسمي لدي الجميع .."
" حسنا سأناديك بتارا طالما إنك تحبين ذلك .. "
قالت تارا :
" بالطبع أحب وإذا لم يكن لديك مانع فسأناديك بلميس فقط .. "
أكملت بصراحة :
" أنا أتصرف بناء على طبيعتي .. يعني أعلم إنكم في الطبقات العليا تستخدمون القابا رسميا في مناداة معارفكم الغير مقربين لكنني إعتدت على التعامل بطريقتي التي نشأت عليها رغم إن معظم تعاملي مع أشخاص من طبقتكم لكنني لا أحب التلون بناء على طبيعة الشخص ونمطه في التعامل .."
نظرت اليها لميس بإعجاب رغم دهشتها من حديثه عن عدم إنتمائها لطبقتهم فيبدو ان تارا الهاشم صنعت نفسها بنفسها حقا ورغم كل ما جنته من ثروه بسبب عملها ما زالت تحتفظ بأصولها القديمة وتعتد بها ..
" حسنا اسمحي لي بالذهاب الآن فلدي موعد هام .. "
ثم إلتفتت نحو خالد خالد تهتف به برسمية :
" سعدت بلقائك يا بك .. "
" انا الأسعد .."
قالها بنفس الرسمية ليجدها تلتفتت الى لميس وتقول :
" أوصلي سلامي الى قيصر .. كان من المفترض أن ألتقيه اليوم لكنني إضطررت الى إلغاء الموعد بسبب ظرف طارئ .."
" بالطبع سأفعل وقد أوصلت سلامك له المرة الماضية .. "
" وهل أوصلتِ سؤالي الى خالد بك ..؟!"
قالتها وهي تلتفت نحو خالد وقد استطاعت أن تتجه بالحديث الى هنا بعدما إدعت ارسال السلام الى قيصر بينما هي حدثته صباح اليوم ..
همت لميس بالرد نافية ذلك لكن خالد أجاب بدلها :
" نعم أوصلته وأجبت عليه أيضا .."
قالت تارا بسرعة :
" حقا ..؟! لكنها لم تخبرني بجوابك .."
قال خالد بسرعة رغم نظرات لميس المنزعجة :
" لا بأس .. سأخبرك انا .. أخبرتها إنني لست مهتما ولا أنوي الإهتمام بهذه الأشياء التافهة من وجهة نظري .."
حافظت تارا على رباطة جأشها بشكلٍ مثير للإعجاب لتهتف بهدوء :
" الموسيقى ليست تفاهات يا خالد بك .. الموسيقى إسلوب حياة لا يفهمه الأشخاص الذين ينظرون الى الحياة من جانب واحد .. جانب بارد عملي لا روح فيه .."
رمقها بنظراته الباردة لتهتف لميس محاولة انقاذ الوضع :
" هو لا يقصد .. لكنه ليس من هواة الأغاني ومختلف الفنون عموما .. "
ظل خالد ملتزما بملامحه الهادئة ونظراته الباردة المستفزة قبل أن يقول :
" نعم لست من هواتها ..ولا أستمع الى الموسيقى والأغاني الا نادرا حينما أكون فارغا ولا أجد شيئا أفعله سوى ذلك .."
" حقا ..؟! ولمن تستمع في أوقات فراغك الثمينة ..؟! يهمني أن أعرف ذوقك في مجال الموسيقى عموما .. "
سألته بإستهزاء واضح ليرد بنفس الهدوء :
" لا أستمع الى الاغاني سوى نادرا كما أخبرتك .. وفي هذه المرات النادرة غالبا ما أستمع الى الأغاني الأجنبية .. اما العرب فأنا لا أستمع إلا لبعض المطربين أكثرهم قدامى و يوجد اثنين او ثلاثه فقط من الجيل الجديد فالأغاني والمطربين الحاليين عموما لا يغنون ما يستحق السماع .."
" تارا أغانيها رائعة يا خالد ومختلفة عن ابناء جيلها بشهادة الجميع .."
قالها لميس محاولة تصحيح الموقف ليرد خالد بجدية :
" لم أستمع لأغانيها لكنني سمعت صوتها بشكل عابر .. صوتك جميل لا خلاف على ذلك لكنني أحب صوتا طربيا قويا أما صوتك المليء بالإحساس لا يناسبني .. "
" إذا تحب الأصوات الطربية .. ؟!"
سألته بجدية ليومأ برأسه دون رد لتبتسم بخفة وهي تقول :
" جيد ... وأنا أيضا أحبها كثيرا .."
ثم قالت منهية الحوار :
" لقد سعدت بلقائكما .. عن إذنيكما .."
ثم سارت نحو سيارتها تاركة خالد يتابعها بملامح باردة ليسمع اخته تهتف به بضيق :
" ماذا فعلت يا خالد ..؟! ألا تستطيع أن تكون لبقا قليلا معها .. ؟!"
رد خالد بلا مبالاة :
" وماذا فعلت ..؟! قلت الحقيقة .. صوتها ناعم ليس قويا وانا لا احب هذا النوع من الأصوات .. "
ثم سار نحو باب السيارة وفتحها تاركا لميس تشتاط غضبا منه ومن بروده ..
......................................................................
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
مساءا ..
في قصر عائلة عمران ..
جلس قيصر أمام والدته في صالة الجلوس والتي هتفت به :
" هل صحيح تلك الفتاة ستعمل لديك يا قيصر ..؟!"
قال قيصر ببرود :
" لقد أخبرتك ابنتكِ بهذه السرعة يا والدتي العزيزة.."
ردت كوثر بسرعة :
" وما المشكلة في هذا ..؟! من حقي أن أعرف كل شيء .."
قاطعها بغضب :
" كلا ليس من حقك ولا من حق أي أحد وإبنتك هذه سأعرف كيف أتصرف معها .."
نهض من مكانه وأكمل محذرا :
" لا أريد سماع حرف واحد منكِ ولا من غيرك .. لا يحق لأي أحد أن يتدخل في شؤوني .. لم أسمح لأي أحد أن يتدخل في أموري الخاصة منذ أن كنت صغيرا في السن حتى أنتِ ووالدي رحمه الله وبالتأكيد لن أسمح الآن .."
أردف بنبرة قاطعة متجاهلا ملامح والدته الحادة :
" حياتي خط احمر .. غير مسموح لأي شخص أن يتجاوزها ..فهمتِ يا كوثر هانم .."
أنهى كلماته وخرج تاركا والدته تشتغل غضبا منه فهو لم يسمح لها بالحديث حتى بينما هبط هو نحو غرفة مكتبه ليجد احدى الخادمات هناك فيهتف بها :
" نادي حوراء هانم وأخبريها إنني أنتظرها في مكتبي .."
ثم دلف الى المكتب وجلس أمام مكتبه وهو يتوعد في داخله لحواء التي ولجت الى المكتب بعد قليل وتقدمت نحوه تسأله بهدوء :
" أخبرتني الخادمة إنك تريدني .. ماذا هناك ..؟!"
" أخبريني يا حوراء .. لماذا تتصرفين هكذا ..؟! "
سألها بهدوء يحمل خلفه الكثير لتسأله مدعية عدم الفهم :
" ماذا تقصد ..؟! ماذا فعلت ..؟!"
رد بنفس الهدوء :
" أنتِ تدركين جيدا إنني بكلمة واحدة مني أمنعك من دخول الشركة مرة اخرى .. "
ردت بقوة :
" انت لا يحق لك أن تمنعني من دخول شركة أمتلك بها أسهما مثلي مثلك يا قيصر .."
ظل محافظا على بروده وهو يرد :
" عندما تتجاوزين حدودك يحق لي .. عندما تنقلين أخبار الشركة يحق لي .. "
قاطعته بسخرية :
" ها فهمت .. أنت تتحدث عن خطيبتك السابقة التي ستتدرب لدينا .. وغاضب بالطبع لإنني أخبرت ماما بذلك ..؟! "
أكملت بهدوء :
" لقد أخبرتها ذلك بشكل عفوي لم أقصد منه شيئا .. لكنها غضبت وخافت أن تعود إليها ولأكن صريحة هي معها كل الحق .. فتلك الفتاة لا تناسبك ولا تناسبنا جميعا وتطليقك لها كان أفضل قرارا أخذته .."
ضرب على سطح مكتبه بقوة أفزعتها ليصيح بها :
" من أنتِ يا فتاة ..؟! من أنتِ حتى تقرري المناسب من غير المناسب ..؟! من تظنين نفسك ..؟!"
صاحت بكبرياء :
" انا حوراء عمران يا قيصر .. لا تنسى هذا .."
صرخ بها بقسوة :
" انتِ لستِ سوى فتاة متعالية متكبرة تنظر الى الأمور من زاوية واحدة .. فتاة تقيم الناس والأشياء بناء على وجهة نظرها وأفكارها المحدودة .. "
اكمل بجدية :
" هذا كله لا يهمني .. أنتِ حرة في طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور .. لكن نظرتك وأفكارك تلك تطبقينها على نفسك يا حوراء وليس على من حولك .. هل فهمتِ ..؟!"
أكمل بقوة :
" هذا آخر تحذير لكِ .. أي تدخل منكِ في أي شيء يخص غيرك لن يمر مرور الكرام أما بشأن تصرفك اليوم ونقلك لأمور الشركة رغم توضيحي السابق لكِ وتحذيري بشأن هذا الأمر فسوف تعاقبين عليه بالطبع .. سوف تعملين في فرع الشركة الثاني لمدة شهرين فهناك يحتاجون الى موظفات في قسم المحاسبة .. "
وقبل أن تعترض كان يهتف بها بصوت صارم :
" لا أريد سماع أي إعتراض ولا تنسي إنك ما زلت موظفة عادية وسوف تبقين هكذا طالما تتصرفين بهذه الطريقة .. إن كنت تودين أن تصلي الى مجلس الأدارة فعليكِ أن تلتزمي بكلامي وتنفذي ما أقوله بالحرف الواحد .. هل فهمتِ ..؟!"
اندفعت خارج المكتب بعدما أنهى كلماته تاركة إياه يتوعد في داخله لها بالكثير إذا ما تجاوزت حدودها معه مرة اخرى..
.............................................................................
في صباح اليوم التالي ..
دلفت ربى الى غرفة شمس لتجدها تنهي وضع مكياجها فتسألها :
" هل ستتدربين حقا في إحدى الشركات ..؟! ما هذه السرعة يا فتاة ..؟! ظننت والدتي تمزح حينما قالت إنك ستذهبين للعمل ..."
" لا يوجد شيء أكيد بعد .. لا تفرحي كثيرا .."
تقدمت ربى من أختها وهتفت بجدية :
" ان شاءالله سيحدث ما تريدين وتتمنين .."
ثم أكملت متسائلة :
" أي شركة تلك التي ستعملين بها ..؟!"
ردت شمس كاذبة :
" شركة كبيرة نوعا ما ومختصة في مجال الألكترونيات .. "
ثم سألتها محاولة تغيير الحوار :
" هل أبدو جميلة ..؟!"
ردت ربى وهي تتأمل فستانها الصيفي الأزرق وشعرها المصفف بعناية ومكياجها الهادئ :
" تبدين رائعة .."
إبتسمت بخفة بينما أكملت ربى وهي تغمز لها :
" اهتمي بمظهرك دائما فربما يقع أحد الموظفين هناك في غرامك او ربما يقع مدير الشركة في حبك كما نقرأ في الروايات الرومانسية .."
تنحنت شمس وهي تسأل بإضطراب :
" منذ متى وأنت تقرأين روايات ..؟!"
ردت ربى بسرعة :
" لا أقرأ ولكنني أسمع كثيرا عن الروايات التي تتحدث عن مدير الشركة الذي يقع في غرام سكرتيرته او موظفة لديه .. "
لم ترد شمس عليها بل حملت حقيبتها وودعتها ثم خرجت متجهة الى الشركة ..
وصلت الى هناك وصعدت الى مكان التدريب بعدما سألت موظفة الإستعلامات حيث وجدت هناك العديد من الشباب والشابات ..
أتى بعدها احد الأشخاص المسؤولين عن متابعتهم وبدأ يتحدث معهم ويشرح لهم بعض الأمور التي تخص تدريبهم وطريقة عملهم ثم بدأ في توزيعهم على الأقسام لتذهب شمس الى القسم الخاص بها فتعرفت على فتاة متدربة معها إسمها لينا حيث تحدثتا قليلا قبل أن تبدئا في العمل ..
..........................................................................
في اليوم التالي ..
ذهبت شمس الى العمل وبدأت بالفعل تعمل بجد وقد قررت الإنشغال في العمل مبدئيا ثم تذهب ظهرا الى خالد وتتحدث معه ببعض الأمور قبل الإستمرار في التدريب فهي أرادت رؤيته البارحة لكنه لم يكن موجودا ..
إنشغلت في عملها وجمعتها مع لينا أحاديث جانبية ..
في ظهر اليوم ذهبت الى مكتب خالد وطلبت مقابلته فسمح لها بالدخول بعد لحظات لتدلف الى الداخل فتنصدم من وجود قيصر هناك والذي كان يقرأ في احد الملفات ..
سمعت صوت خالد يقول :
" تعالي يا شمس .."
سارت شمس نحوه وهو محاولة عدم التأثر بوجود الآخر الذي لم يرفع وجهه من فوق ملفه الذي كان يقرأه بتركيز شديد لتسمع خالد يسأل بعدما أمرها بالجلوس :
" ماذا هناك ..؟! هل هناك مشكلة ما ..؟!"
ردت شمس دون أن تجلس :
" كلا لا توجد .. فقط أريد الإستفسار بشأن شيء ما بخصوص التدريب .. "
" تفضلي .. أسمعك ..."
قالها خالد بجدية لتهتف بتساؤل :
" كنت أود الإستفسار عن إذا ما قررت فجأة الإنسحاب من التدريب .. يعني هل مسموح لي ذلك ..؟! أم توجد مشكلة .. "
توجهت نظرات قيصر نحوها أخيرا وقد شعرت هي بذلك لكنها تجاهلتها وأكملت مبررة سؤالها :
" يعني في حالة حصولي على وظيفة في شركة او مكتب آخر مثلا .."
قال خالد بعملية :
" كلا لا يوجد .. تنسحبين وقت ما تريدين دون الحصول على أي شهادة منا حتى لو أبليت جيدا في عملك طالما لن تنهي فترة التدريب عندنا .. أما في حالة انهائك التدريب ونجاحك فيه فعند التعيين وتحديدا في عقد التعيين هناك سنوات محددة تستمرين فيها في العمل لدينا وفي حالة طلبتِ ترك العمل قبل انتهاء هذه المدة ستدفعين شرطا جزائيا .. بكل الاحوال وقتها سوف تقرأين العقد جيدا .. "
قالت بسرعة :
" كلا انا أتحدث عن فترة التدريب فقط .. "
ثم أكملت تتأكد من حديثه :
" يعني لا يوجد مشكلة في حالة قررت الانسحاب بعد مدة مثلا ..؟! أليس كذلك ..؟!"
رد خالد بجدية :
" كلا لا يوجد ولن نطالبك بأي شيء .."
ابتسمت بخفوت وقالت :
" أشكرك كثيرا .. عن اذنك .."
ثم تحركت نحو الباب لتتفاجئ بها تفتح في وجهها وآخر شخص توقعته يقتحم مكتب خالد ويهتف بضيق :
" أين أنت يا باشا فأنا أنتظرك في المكتب منذ مدة ..؟!"
انتفض قيصر من مكانه بسرعة غير مستوعبا ما يحدث وسؤال واحد يتردد داخل ذهنه ..
متى عاد فادي من الخارج ..؟!
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺