أخر الاخبار

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم بيلا

 رواية شمس ربحها القيصر الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم بيلا

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم بيلا


رواية شمس ربحها القيصر الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم بيلا


الفصل الحادي عشر ..

عاد قيصر الى القصر بملامح مسترخية ليتفاجئ بسوزان أمامه تنتظره في الحديقة الأمامية وملامحها يغلب عليها الغضب والحنق الذي سرعان ما أخفتهما وهي ترسم على وجهها الألم والخذلان بدلا عنهما ..

تقدمت نحوه ليتوقف في مكانه مجبرا حتى وصلت إليه وهتفت بحزن مصطنع :

" ماذا حدث ..؟! هل وافقوا ..؟!"

أردفت وهي تلوي شفتيها بإبتسامة هازئة :

" بالطبع سيوافقون .. أين سيجدون عريس مثلك لإبنتهم  ..؟!"

رد بهدوء :

" سيسألون عني ويأخذون رأي الفتاة قبل أن يخبروني بقرارهم .." 

" ومن هي سعيدة الحظ التي إخترتها دونا عن الجميع لتصبح زوجتك ..؟!" 

أجاب بصوت مسترخي :

" لماذا تستعجلين الأمور يا سوزان ..؟! سترينها في الخطبة ان شاءالله اذا وافقت طبعا .."

قالت هازئة :

" هل يعقل أن ترفضك أنت يا قيصر ..؟!"

نظر إليها بتمهل ثم رد ببرود :

" كل شيء وارد .."

سألته بمقت شديد :

" هل تحبها ..؟!"

قال بنفاذ صبر :

" هل أخضع للتحقيق يا سوزان ..؟! ما شأنك أنتِ إذا كنت احبها او لا ..؟!"

هتفت بدموع مصطنعة :

" أنت تعلم إنني أحبك ومنذ سنين طويلة .."

هدر بها محذرا :

" انتبهي على حديثك يا سوزان .. لا أقبل بهذا الكلام السخيف ابدا .. "

" مشاعري سخيفة .."

قالتها بإستنكار ليرد بحزم :

" مشاعرك سخيفة وغبية ولا وجود لها من الأساس .. احترمي نفسك وإستوعبي إنك تتحدثين مع ابن عمك الأكبر .. ألا تمتلكين ولو قليلا من الأدب والحياء ..؟! "

همت بالرد مدافعة عن نفسها لكنه أكمل بحسم :

" إياكِ أن تكرري هذا الحديث التافه مرة اخرى حتى لو مع نفسك لإنني لن أتردد لحظة في إخبار عمي بتصرفاتك هذه وسوف يتصرف معك حينها بالشكل المناسب .."

ابتلعت ريقها بتوجس بينما تركها ورحل دون أن ينتظر منها ردا ..

ضغطت على شفتيها بقوة قبل أن تسير خارج الحديقة متجهة نحو الكراج حيث توجد سيارتها لتجد خالد يهبط من سيارته هناك فتتقدم نحوه تهتف بتهكم :

" هل سمعت آخر الأخبار ..؟! ابن عمك العزيز سيتزوج أخيرا .."

رد بعدم إهتمام :

" قرار جيد ولكن ما دخلي أنا بكل هذا ..؟!"

صاحت بضيق :

" لا أصدق إنه فضل فتاة غريبة علي .. "

غمغم خالد بصوت هازئ :

" وكأنكِ ملكةِ عصرك ..؟!"

" تسخر مني يا خالد .. حسنا أشكرك كثيرا .."

قالتها بحنق من إسلوبه المستفز ليهتف ببرود :

" أنتِ من تجلبين السخرية لنفسك بإسلوبك هذا .. "

أكمل وهو يتفحص ملامحها المحتقنة بعينيه :

" كفي عن تصرفاتك هذه يا سوزان .. ليس كل ما تريدنه ستنالينه .. استوعبي هذا و اقتنعي به ..."

هتفت معارضة :

" بل سأنال كل ما أريده .. قيصر لي .. أنا ابنة عمه وأولى به من تلك الدخيلة .. هو سيكون لي .. لا يحق له تركي لإجل أخرى لا تستحقه .."

زفر أنفاسه مرددا بغيظ :

" لو قلت على الأقل إنك تحبينه لكنت تعاطفت معكِ قليلا مع إنني أشك أن قلبي قد يتعاطف معكِ أنتِ تحديدا .. لكن بحديثك هذا أنتِ تجعلين شعوري بالنفور والإزدراء نحوك يتضاعف عن قبل .. لا أستوعب حقا إنك تريدين الزواج به فقط كي تحققي رغبتك بتملكه .. سوزان هانم لا تقبل أن تخسر أي شيء .. يجب أن تحصل على ما تريده .. ما هذا التفكير الوضيع بالله عليكِ ..؟!"

هتفت ساخرة :

" انظروا من يتحدث .. خالد المتعجرف ذو الشخصية النزقة الذي لا يهتم بأحد سوى نفسه .."

" وما علاقة هذا بهذا يا سوزان ..؟! "

ردت ساخطة :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" بل له كل العلاقة .. انت مثلي تماما تبحث عن مصلحتك اولا .. أنت فقط وليذهب البقية الى الجحيم .."

قال خالد منزعجا :

" لو كان ما تقولينه صحيحا لما كنت صابرا حتى الآن على العديد من الأشياء التي لا ترضيني بتاتا .. لو كنت هكذا حقا لفعلت أشياء نتائجها كليا سوف تصب في مصلحتي ..."

" يا لك من رجل نبيل .."

قالتها بصوت مستهزء ليقبض على ذراعها مقربا وجهها من وجهه مرددا بتحذير :

" انتبهي على حديثك معي يا سوزان كي لا أقوم بتصرف يؤذيكِ .. انا لست قيصر الذي يتجاهل تصرفاتك الغبية مستوعبا حماقتك ومجبرا على عدم محاسبتك كونك ابنة عمه .. انا لا اهتم بهذا ولا مانع لدي من تأديبك على طريقتي الخاصة .."

همت بالرد لكنها توقفت وهي تستمع الى صوت حوراء الغاصب يدوي عاليا :

" ماذا يحدث هنا ..؟! لماذا تقفان بهذا الشكل ..؟!"

حرر خالد ذراع سوزان ثم وجه حديثه الصارم لحوراء :

" اخفضي صوتك اولا .. ثانيا .. أين كنتِ يا هانم ..؟! لقد تجاوزت الساعة التاسعة وأنتِ خارج المنزل .."

اقتربت منه بعينين غاضبتين وقالت بعصبية :

" ماذا يحدث بينكما ..؟! كيف تقفان لوحديكما في الظلام في مكان معزول وتتحدثان بهذا القرب ..؟! ألا تخجلان من هذه التصرفات الحقيرة ..؟!"

" انتبهي على حديثك يا حوراء .."

قالها خالد منبها لتهزء به :

" انظروا من يتحدث ويهدد أيضا .. قبل أن تطلب مني الإنتباه على حديثي فلتنتبه أنت على تصرفاتك يا خالد بك .."

" أنتِ يا فتاة .. احترمي خالد الذي يكبرك بأعوام وإحترميني انا ايضا .. "

قالتها سوزان بغضب قبل أن تكمل :

" ثانيا ، ما شأنك بنا ..؟! لماذا أنتِ منزعجة الى هذا الحد ..؟!"

أجابت حوراء وهي تقاوم بشدة رغبتها في ضربها : 

" منزعجة بسبب تصرفاتكما الغير محترمة على الاطلاق .."

" حوراء ..!!"

صاح بها خالد بصوت جهوري قوي لتضغط حوراء على شفتيها بحنق فتسمعه يشير الى سوزان :

" عودي الى الداخل .. لا خروج في وقت كهذا .."

همت بمعارضته لكنه كرر أوامره بصوت أقوى جعل جسدي الفتاتين يرتجفان :

" عودي الى الداخل حالا .."

سارت سوزان بسرعة الى الداخل بينما اقترب خالد من حوراء المضطربة ليميل بوجهه نحوها ناظرا الى عينيها الكحيلتين بقوة مخيفة مرددا بصوت بث الرهبة داخلها :

" كلامك هذا لن يمر مرور الكرام يا حوراء .. لن يمر أبدا .."

تركها ورحل سائرا نحو القصر تاركا حوراء مضطربة قلقة مما سينتظرها من يد هذا القاسي البارد التي تعرفه جيدا فهو سيعاقبها على حديثها المتهور هذا  ..

........................................................................

دلفت ربى الى غرفة شمس وهي تهتف بعدم تصديق :

" هل صحيح ما سمعته يا شمس ..؟! ستتزوجين من قيصر عمران ..؟! أقصد خطبك يعني ..!"

حدقت بها شمس للحظات ثم أشاحت وجهها بعيدا عنها لتقترب أختها منها وتجلس بجانبها متسائلة :

" لماذا تبدين غير سعيدة ..؟!"

" ولماذا يجب أن أكون سعيدة ..؟!"

سألتها شمس بتبرم لترد ربى ببديهية :

" لإن هناك رجل من أهم رجال البلد وأكثرهم ثراءا وشهرة تقدم لخبطتك .."

هتفت شمس منزعجة من حديث أختها التي لا تدرك أي شيء مما يحدث :

" وهل يجب أن أكون سعيدة فقط لأجل هذا ..؟!"

مطت ربى شفتيها وقالت :

" انا لا افهم ما بك .. ألم تخبري والدي إنك ستفكرين جديا في طلبه ..؟! ألم تقولي إنها زيجة مناسبة وكلام من هذا ..؟! ما بالك تبدين وكأنكِ مجبرة عليها ..؟!"

صاحت شمس بإنفعال:

" لإنكِ تنظرين للأمور من جانب واحد .. طالما هو ثري و معروف وذو مركز فيجب أن أوافق عليه دون تفكير .. مثلك مثل الجميع ... تفكرون بنفس الطريقة .. "

زمجرت ربى بضيق :

"ما هذا الهراء ..؟! بالطبع لا أفكر هكذا .. يعني لو كان هذا الرجل سيئا او تصرفاته مشينة او متكبرا مثلا فسأخبرك أن توافقي عليه فقط لإنه فاحش الثراء .. هل ترين إنني صغيرة عقل وساذجة الى الدرجة التي تجعلني أقيم الشخص بناء على ماله ومركزه وربما شكله ..؟! لا يا شمس .. انا فقط تحدثت بشكل مبدئي كونه عريس مميز .. لكن بالطبع سننتظر معرفة أشياء اخرى عنه كأخلاقه و طبيعة تصرفاته  مع إن الأخبار دوما ما تذكره بالخير .. لكن ربما هناك أشياء خلف الستار لا نعلم عنها .."

تنهدت ربى بصوت مسموع ثم قالت :

" اضافة الى ذلك .. حتى لو كان رجلا مثاليا في كل شيء حتى في اخلاقه .. حتى لو كان رجلا متكاملا من جميع النواحي فأنتِ غير مضطرة الى القبول به اذا ما كنت لا تشعرين نحوه بشيء .. فالقبول من طرفك أهم سبب للموافقة وبعدها تأتي الأسباب الأخرى .. انا حتى كنت أنوي التحدث معك بشأن فارق السن .. فهو يكبرك بأكثر من ثلاثة عشر عاما .. صحيح هو فائق الوسامة والجاذبية لكن فارق العمر يلعب دوره في

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

 علاقة اي زوجين وربما فارق العمر هذا يجعل هناك حاجزا بينكما ومشاكل تظهر تدريجيا بسبب إختلافكما  في التفكير والإهتمامات وحتى التطلعات .. هذا غير نمط حياته الذي ربما لا يناسبك .. إضافة الى ذلك إن هناك شيء ما يقلقني ويجعلني غير مرتاحة عموما .."

" شيء ماذا ..؟!"

سألتها شمس بتوجس لترد ربى بجدية :

" إنه إختارك أنتِ كزوجة له رغم الفارق الواضح بينكما في المستوى المادي والاجتماعي اضافة الى فارق السن .. صحيح حالتنا المادية جيدة للغاية وتعتبر فوق المتوسطة لكننا لسنا أثرياء .. كما إنني لم لم أقتنع بحديثه عنكِ وعن رؤيته لكِ في الجامعة .. هناك شيء ما يقلقني لكنني أعاود القول بإنه رجل محاط بأجمل وأهم النساء وبالتالي من المستحيل أن يعبث بكِ تاركا البقية والأهم من ذلك إنه لن يورط نفسه في زيجة فقط كي يعبث قليلا لذا أشعر إنه بالفعل يريدك .."

نظرت شمس إليها بسعادة خفيفة من تفكيرها الواعي ورجاحة عقلها التي لا يمتلكنها الكثير من الفتيات في عمرها ..

هتفت معتذرة عن إنفعالها السابق عليها :

" أعتذر يا ربى .. لقد إنفعلت عليكِ دون وجه حق .."

ردت ربى بلا مبالاة غريبة عليها فهي لا ترضى أبدا أن ينفعل عليها أحد أو يصرخ في وجهها أيا كان :

" لا تقولي هذا .. أنا أعلم إنك متوترة بعد زيارة ذلك الرجل .. "

أردفت وهي تشير بإبهامها نحوها :

" لقد تقبلت إنفعالك علي فقط لإنك حائرة متوترة .. لكن مرة أخرى لن أقبل أبدا وسأرد عليكِ كالعادة .."

ضحكت شمس بخفة بينما قالت ربى بعقلانية :

" لا ترهقي نفسك بالتفكير .. مبدئيا اسألي عنه جيدا وتأكدي من كل شيء حوله مع إنني أعرف الجواب المسبق فالرجال مثله دوما ما تكون سمعتهم نظيفة ظاهريا لكن داخليا الله وحده يعلم ما يضمرون سواء خير او شر .. ثانيا راجعي نفسك أكثر من مرة كي تعلمي اذا ما كان هناك قبول من ناحيتك او لا وطبعا قابليه وتحدثي معه حتى لو أكثر من مرة وأخيرا لا تنسي صلاة الإستخارة فهي ستساعدك كثيرا في قرارك .."

أومأت شمس برأسها بينما اكملت أختها بمرح :

" لكن مع هذا لا بأس بأن نتفاخر قليلا بعريسك الغني المعروف أمام أقاربنا وخاصة زوجة عمك وبناتها اللواتي سيموتون غيظا عندما يعلمن بهوية العريس .."

زمت شمس شفتيها بينما اتجهت ربى نحو الجهاز اللوحي الخاص بأختها وفتحته بعدما أدخلت الرمز السري الذي تعرفه لتسمع شمس تسألها :

" هل نام الجميع ..؟!"

ردت ربى :

" ماما فقط من ذهبت الى النوم دون حتى أن تعد العشاء ... بابا يقرأ كتابه كالمعتاد وأسامة يمرح مع أصدقاء على الشات .. أشعر إنه يعيش في عالم آخر غير مهتم بكل ما يحدث .."

جلست شمس بجانبها تسألها :

" ماذا تفعلين ..؟!"

أجابت ربى بسرعة :

" أبحث عن عريسك وآخر إخباره .."

ثم بدأت تقلب في صوره وأخباره بفضول بينما شمس تزفر أنفاسها بضيق مما يحدث حتى صاحت ربى فجأة :

" انظري مع من يقف يا شمس .. إنها تارا الهاشم.. النجمة المشهورة .. إنظري هناك عدة أخبار قديمة عن وجود علاقة حب سرية بينهما ومشروع زواج قائم وأخبار أخرى تقول إنهما متزوجان عرفيا .. "

نظرت شمس بفضول الى تلك الصور المعدودة التي جمعت قيصر بتارا الهاشم .. تارا تلك المغنية المشهورة للغاية والتي إستطاعت أن تحقق شعبية هائلة في سنوات قصيرة ونافست أكبر النجوم في المنطقة رغم سنها الصغير .. جمالها الجذاب ساعدها في ذلك إضافة الى صوتها الرائع و شخصيتها المميزة .. إنها حديث الشرق والأوسط والصحافة في السنوات الأخيرة ..

تأملت قيصر التي يقف بجانبها في أحدى الصور ينظر الى الكاميرا وإبتسامة رزينة تزين شفتيه بينما تارا تبتسم بجاذبية معتادة وعيناها تنظران نحو الكاميرا بثقة وكبرياء لطالما تحلت به على الدوام ..

" أنتِ تحبين أغنياتها كثيرا .."

ردت شمس بملل :

" نعم أحبها .. ولكن هل سأترك مشكلتي الأساسية وأفكر بتارا الهاشم وعلاقتها المريبة مع المدعو عريسي .."

عادت ربى تقلب في الصور لتجد صور مختلفة لقيصر أغلبها في مناسبات رسمية لكنها وجدت صورة له بجانب شخص آخر عرفته فورا يقف بجانبه بملابس غير رسمية ويبتسمان بهدوء ..

تجهمت ملامح ربى بحيرة وهي تتطلع الى ذلك الذي يقف بجانبه والذي لم يكن سوى حاتم ..

همت بقول شيء لكنها إمتنعت عن ذلك ثم ضغطت على الصورة لتقرأ ما كتب عنها والذي كان يقول إن هذا الرجل هو حاتم علوان ابن عائلة علوان الشهيرة وصديقه المقرب ..

تكونت الشكوك داخلها لكنها أبت أن تتحدث كي لا تقلق أختها فهي ستكتشف كل شيء بنفسها ..

عادت تقلب في الصور لتجد صور عائلية لأفراد عائلة عمران ثم بدأت تظهر صور متفرقة لأفراد العائلة من أخواته وأخيه وأبناء عمومه ..

نهضت شمس من جانبها ثم اتجهت نحو سريرها وتمددت عليه وأغمضت عينيها حيث شردت بعيدا تفكر فيما ستفعله غدا خاصة مع مواجهة والدتها الأكيدة بينما ظلت ربى تقلب في صور افراد العائلة وحساباتهم بفضول شديد ..

.............................................................................

في صباح اليوم التالي ..

يجلس الجميع بإستثناء سوزان وحوراء على مائدة الإفطار يتناولون طعامهم بصمت شديد ..

كانت كوثر تقضم طعامها والضيق يسيطر عليها مما حدث ليلة البارحة وعجزها عن معرفة هوية العروس التي إختارها ابنها دون أن يكلف نفسه ويأخذها معه عند خطبتها متحججا إنه ينتظر موافقتها المبدئية قبل أن يذهبوا نساء العائلة لخطبتها ..

تقدمت الخادمة منهم وقالت برسمية :

" حوراء هانم لا ترغب بتناول الإفطار يا هانم .. هي تقول إنها ما زالت تشعر بالنعاس وترغب في النوم لساعات أخرى .."

هزت كوثر رأسها وأشارت بكفها إليها :

" حسنا .. بإمكانك الذهاب .."

خرجت الخادمة من المكان بينما هتف خالد بجدية :

" حوراء عادت بعد الساعة التاسعة مساء البارحة يا قيصر .. وددت إخبارك بذلك إذا لم يكن لديك علم .. "

رد قيصر بنبرة مقتضبة :

" بالطبع أعلم وسمحت لها بذلك .."

بينما في داخله يتوعد لأخته التي تتعمد الخروج مساءا  دون إخباره رغم تحذيره المسبق لها بشأن هذا الموضوع  ..

سمع قيصر والدته تحدث خالد بصوت منزعج :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" حوراء ليست صغيرة يا خالد كي تخبر أخيها بتحركاتها .. كما إنك لا يحق لك التدخل ومحاسبتها على تصرفاتها فهي لديها أخ كبير مسؤول عن هذا .."

رد خالد بهدوء وبرود واضح :

" عندما يفعل قيصر ذلك ولا يتدخل بلميس وبقية بنات العائلة بإستثناء أختيه سأفعل أنا المثل ولن أتدخل سوى بأختي .. "

همت كوثر بالرد لكن قيصر سبقها وهو يرد عليه بهدوء وقوة :

" انا أفعل ذلك كوني كبير العائلة والمسؤول عن جميع أفرادها يا خالد .. "

قال خالد بصوت رغم هدوءه يحمل سخرية مبطنة :

" حسب علمي فعمي صالح ما زال موجودا وفي كامل قوته وصحته وهو من يجب أن يكون المسؤول عن كل هذا .."

قال قيصر بجدية :

" عمك صالح هو من إختار ترك مسؤولية إدارة العائلة بكافة شؤونها لي .."

" أعلم ذلك ."

قالها خالد بإذعان سرعان ما اختفى وهو يردف بصوت خبيث :

" لكن لا أظن إن هذا سيستمر يا ابن العم .. فهو تنازل عن حقه لسبب محدد الجميع يعرفه جيدا .."

سيطر الوجوم على ملامح كوثر التي كانت تفكر منذ البارحة بهذا الأمر بينما قال قيصر بلا مبالاة بعدما إرتشف قليلا من الشاي خاصته  :

" اطمئن من هذا الناحية ولا تقلق لأجلي .. انا اعرف جيدا كيف أجعل كل شيء يستمر كما هو دون أن يستطيع أحد المساس به .."

نهض من مكانه بعدما أنهى طعامه ليلقي تحية الوداع ويهم بالخروج حينما سمع صوت والدته تخبره إنها تريد الحديث معه قليلا ..

سار معها على مضض الى غرفة المكتب ليجدها تغلق الباب وتتقدم نحوه تهتف بغضب بالكاد تستطيع السيطرة عليه لكنه يظهر على ملامحها بوضوح :

" أنا غير موافقة على هذه الزيجة يا قيصر .. تحدثنا مسبقا بشأن زواجك وأخبرتك إن سوزان هي من تناسبك وأنت وعدتني إنك ستفكر بها عندما تفكر بقرار الزواج عموما .."

رد قيصر بهدوء :

" أخبرتك أكثر من مرة عندما أتخذ قرار الزواج يوما ما سأفكر جديا بسوزان في حالة لم تكن هناك واحدة معينة أريدها لكن بالفعل توجد واحدة أريدها .. إذا أنا لم أفعل شيئا يناقض ما وعدتك به .."

" يا قيصر افهم .. صالح منحك كل شيء برخاء فقط لإنه يظنك ستتزوج سوزان  .. "

قال قيصر بلا مبالاة :

" هل وعدته أنا بشيء كهذا ..؟! هل لمحت له مجرد تلميح حتى ..؟! بالعكس دوما ما كنت أقول إن جميع بنات العائلة أخوات لي وعلى رأسهن سوزان .. هل أنا مسؤول عن تخيلاته وأمنياته المستحيلة يا والدتي العزيزة .. "

هتفت كوثر بضيق :

" ولكن سوزان مناسبة لك من جميع النواحي .. إنها ابنة عمك .. أكثر من تليق بك وتوازيك في المال والجاه .. "

" ولكنني لا أريدها .. هل سأتزوج منها فقط كونها ابنة عمي وتليق بي ..؟!"

قالها قيصر بملل من هذا الحديث المتوقع والذي سمعه مرارا من قبل لترد كوثر بعدم استيعاب :

" ألم يكن هذا تفكيرك أيضا ..؟! ألم تقل إنك عندما تقرر الزواج  ستختار فتاة من عائلة مرموقة ذات مركز ومستوى راقي من جميع النواحي .. فتاة متكاملة تمتلك الجمال والمال و الشهادة العالية والنسب المشرف .. فتاة توازيك في كل شيء .. أليست سوزان هي من تمتلك كل هذا ..؟! فائقة الجمال .. والدها صالح عمران المهندس المعروف بعبقريته ونجاحاته التي يتحدث عنها الجميع في مجال عمله .. والدتها الطبيبة المعروفة وسمعتها التي وصلت لبلاد الغرب  .. سوزان نفسها التي تخرجت من أرقى جامعات امريكا .. أخبرني أين ستجد نسبا كهذا ..؟! هل تلك الفتاة توازي ابنة عمك في مستواها الاجتماعي والثقافي ..؟! "

رد بهدوء :

" كلا لا توازيها .. لكنني أريدها هي ولا أريد سوزان .."

" قيصر ..!!"

هتفت بها كوثر معترضة ليرد بحزم :

" اسمعيني جيدا .. لقد اخترت الفتاة التي سأتزوجها ولا أنوي التراجع عن إختياري .. انتهى الأمر الى هنا .. لا أريد سماع كلمة واحدة اخرى .. أنتِ تدركين جيدا إنني لم أتأثر بحديث أي أحد حتى أبي رحمه الله ولن أتأثر أبدا ..لذا لا ترهقي نفسك بحديث لن أفكر به للحظة واحدة حتى ..

خرج بعدها تاركا والدته تتآكل غيظا وغضبا ..

...........................................................................


فتحت شمس عينيها على صوت والدتها تنادي عليها ..

لتعتدل في جلستها وهي تنظر إليها بوجل ثم سألتها بصوت متلعثم :

" متى عدتِ من عملك ..؟!"

ردت والدتها وهي تتأمل ملامحه المنكمشة :

" منذ دقائق .. "

أكملت وهي تلاحظ وجوم ملامح شمس :

" جئت لأتحدث معك طالما إن والدك لم يعد بعد وأختك وأخيكِ ينامان حتى العصر منذ بدء عطلتهما .."

" لدي مذاكرة فغدا امتحاني .."

قالتها شمس بخفوت لترد مها بتهكم :

" أي إمتحان بالله عليكِ .. ؟! الإمتحان الذي لم تذاكري منه حرفا واحدا حتى الآن .."

ردت شمس بخفوت :

" أنتِ تعلمين ما يحدث معي و يمنعني عن المذاكرة .. ارجوكِ غدا امتحان مهم للغاية .. لا وقت لدي ويجب أن أبدأ مذاكرة الآن حتى الصباح حتى إنه لا مجال لدي للنوم .. "

نظرت إليها مها بضيق ثم قالت مجبرة :

" حسنا ذاكري .. نتحدث غدا عندما تعودين .. "

أومأت شمس برأسها متفهمة بينما كانت مها تضغط على اعصابها كي تنتظر حتى الغد وتتحدث مع ابنتها وتفهم منها وفي داخلها تعرف جيدا إنها تريد التراجع عن حديثها المنتظر فلا جرئة لديها بمعرفة ما حدث مع ابنتها في ذلك اليوم لكنها تعود وتفكر إنه لو حدث ما تفكر به ما كانت شمس بهذا الهدوء فتشعر بالراحة تسكنها قليلا..

" تتناولين الطعام معي انا ووالدكِ عندما يعود أم أجلبه لكِ في غرفتك ..؟!"

قالت شمس بسرعة :

" إجلبيه هنا افضل .. لا وقت لدي حقا لكل هذا .."

" حسنا .."

قالتها والدتها بإقتضاب ثم خرجت لتنهض شمس بسرعة وتبدأ بحمل ملازم تلك المادة ثم تضعها على السرير وتقرر المذاكرة وهي تشعر بالحيرة الشديدة نحو الملزمة التي ستبدأ بها ..

حسمت أمرها أخيرا وبدأت تذاكر بجدية .. استمرت على حالها حتى الصباح الباكر وهي لم تستطع إكمال نصف المادة حتى ...

كانت تقف أمام المرآة تنظر الى وجهها المرهق بضيق وفي داخلها رهبة شديدة من هذا الإمتحان ..

تعلم جيدا إنها ستتجاوزه وتنجح به بسبب سعيها السنوي العالي جدا لكنها لن تحصل به على درجة الإمتياز وبالتالي لن تكون من الثلاثة الاوائل على دفعتها كما أتمنى ..

كانت تشعر بالإنزعاج من كل هذا فلم تجد مزاجا لوضع القليل من المكياج الذي تحتاجه اليوم أكثر من أي وقت آخر بسبب شحوب وجهها وإرهاقه الواضح ..

خرجت من الحمام بعدما جمعت شعرها بكعكة فوضوية ثم تأملت ملابسها لتسحب اول بنطال وتيشرت أمامها وترتديها بسرعة ..

جمعت أغراضها المهمة ووضعتها في الحديقة ثم خرجت مسرعة من المنزل بعدما ودعت عائلتها دون أن تنظر إليهم فلا وقت لديها والأهم لا رغبة لها في الحديث مع احد ..

بعد اكثر من نصف ساعة دخلت الى الجامعة لتسير نحو قاعة الامتحان وهي تقابل كل شخص تعرفه بملامح واجمة مستاءة دون أن تحييه حتى ..

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

وقفت أمام القاعة وهي تحمل هاتفها وتراجع بعض القوانين المهمة والأشياء التي تحتاجها في الامتحان قبل أن يدق الجرس معلنا عن ضرورة دخول الطلبة الى القاعات فالإمتحان سيبدأ بعد عشر دقائق ..

أخذت نفسا عميقا محاولة السيطرة على نبضات قلبها الهادرة برعب حقيقي لم تشعر به سوى بإمتحانات البكالوريا وهاهي الآن تتكرر لكن بشكل مرعب أكثر ففي المرة السابقة كانت تثق بنفسها وقدراتها اما الآن فهي لم تنهِ نصف المادة حتى ..!!  

بعد اكثر من ثلاث ساعات خرجت شمس من القاعة بملامح شديدة الكآبة ..

خرجت من بناية الجامعة لتجد صديقتيها المقربتين تتقدمان نحوها فتسألها إحداهما بقلق :

" ما بك ..؟! تبدين حزينة جدا ..؟! ألم تجاوبي بشكل جيد ..؟!"

أومأت برأسها نفيا والحزن يخيم عليها لتهتف الأخرى بمرح محاولة إخراجها من هذا الوضع :

" حسنا لا تتضايقي .. حتى لو تكوني الثانية على الدفعة كالعام الماضي ستكونين الثالثة او الرابعة .. "

ردت الأخرى ممازحة  :

" لا تحزني يا شمس .. المرتبة الثالثة او الرابعة ليست سيئة ايضا .."

قالت شمس بضيق شديد :

" اطمئني لا ثالثة ولا رابعة ولا عاشرة حتى .. "

" هل تقولين هذا كي لا نحسدك يا فتاة ..؟!"

سألتها الثانية بعبث لترد شمس بإيجاز :

" انا الآن لا أرجو من الله شيئا سوى النجاح وإن حدث هذا فسوف أدعوكما على وجبة طعام ضخمة  في أشهر مطاعم البلاد .."

أنهت كلامها ثم تحركت بعيدا عنهما تاركة إياهما يتابعنها بدهشة شديدة ..

اما شمس فكانت تسير بملامح شديدة الحزن بالكاد تمنع نفسها من البكاء فهي كانت تذاكر بإستمرار  وحرص شديد منذ اول يوم في هذه السنة الدراسية حيث كانت تطمح لتكون الإولى على دفعتها بعدما كانت الثانية العام الماضي ..

اتجهت نحو الشارع العام حينما سمعت رنين هاتفها فتمنت للمرة الأولى أن يكون هو كي تفرغ غضبها فيه ..

ويبدو إن أمنيتها قد تحققت للمرة الأولى في حياتها فردت عليه بصوت مستعد للعراك وإلقاء كافة الشتائم والمسبات عليه :

" ماذا تريد يا مفسد حياتي ومدمر مستقبلي ومخرب كل لحظاتي السعيدة ..؟!"

" أنا فعلت كل هذا ..؟!"

قالها قيصر بصوت بدا لها مسترخيا لتضغط على أعصابها من رده الهادئ وهي التي كانت تتوقع منه ثورة معتادة على حديثها لتكمل بغيظ :

" وهل يوجد غيرك يا أسوء ما حدث لي في حياتي ..؟!"

سمعته يقول بهدوء :

" يبدو إنكِ لم تحلي جيدا في الإمتحان وتصبين غضبك فوق رأسي .."

صاحت بغضب :

" نعم هذا ما حدث وبسببك أنتَ .. بسببك لم أستطع إكمال نصف المادة ولم أستطع أن أجيب نصف الأسئلة حتى .."

أكملت بحسرة :

" كنت أطمح للحصول على المرتبة الأولى هذه السنة لكن بسببك سوف أقيم الأفراح اذا لم أجد إسمي في ذيل القائمة .. "

" ألهذه الدرجة يهمك أن تكوني من الاوائل على دفعتك ..؟! ظننتك حزينة لإنك سترسبين .. "

هدرت به :

" بعيد الشر .. رسوب مرة واحدة .. بالطبع سأنجح .. لكنني لا اريد نجاح فقط .. انا اريد أن أكون الأولى على دفعتي فهذا سوف يساعدني بعد التخرج .."

رد بهدوء :

" لم أكن أعلم إنك طموحة الى هذا الحد يا صغيرة .. على العموم لا تقلقي من اي شيء .. بعد التخرج سوف تجدين جميع الأبواب مفتوحة لك حتى لو نجحتِ بمعدل مقبول وقرار خمسة درجات مساعدة لكِ.. "

قال كلماته الآخيرة ساخرا ثم اكمل :

" أنتِ ستصبحين زوجتي وكافة شركاتي متاحة لكِ .."

تمنت لو تلكمه على وجهه في هذه اللحظة لكنها ضغطت على اعصابها وهي ترد :

" ومن قال إنني سأقبل بهذا ..؟! انا أحب أن أعتمد على نفسي في تحقيق ذاتي .. كما إنني لا أطمح الى الوظيفة فقط بل اريد ان أصبح معيدة في الجامعة يا باشا .."

رد ببساطة :

" وهذه أيضا سهلة للغاية .. لدي أسهم في أكثر من جامعة بإمكانك أن تصبحي معيدة بها وحتى لو أردتِ جامعة معينة لا أمتلك أسهم بها فأستطيع أيضا أن أجعلك معيدة فيها .."

قالت تعانده :

" اريد جامعة حكومية وليست خاصة .."

ضغط على اعصابه من طفولتها المغيظة في حديثها ورد بثقة وهدوء :

" أتحدث عن الجامعات عموما .. خاصة وعامة .. أنتِ فقط إختاري وأنا سأحل كل شيء بسهولة .. "

هتفت ساخرة :

" ماشاءالله .. قيصر عمران هو المصباح السحري لتحقيق امنياتي .."

تجاهل سخريتها وقال بصدق :

" عندما تتزوجين بي ستصبحين إمرأتي .. تخصيني .. يعني كل طلباتك مجابة وكل ما تريدنه تجدينه عندك بكل سهولة .. "

" هل تظن إنك تغريني بهذه الطريقة ..؟! هل تظن إنني سأنظر الى الأمور من هذه الطريقة ..؟! سوف أفكر بما سأجنيه من زواجي منك ..؟!"

رد ببرود :

" لا تدعي المثالية يا شمس .. لا يوجد احد لا يتمنى أن يمتلك المركز والسلطة التي تجعله يحصل على ما يريد .. بزواجك مني سوف تحققين كل شيء بسهولة شديدة .. سوف تعيشين حياة مختلفة تماما .. أنتِ حتى سوف تقدمين حياة مختلفة لأخوانك من خلال كونك زوجتي .. فهما سيصبحان بمثابة أقربائي وسوف ينالان من مركزي وسلطتي الكثير ما يطمحان إليه وأكثر .. مهما حدث لا تنكري ما سوف تكسبينه من تلك الزيجة .."

صمتت ولم ترد بشكل جعله يدرك إن حديثه ترك أثرا بها من الممكن أن يكون جيدا او سيئا .. المهم إنه ترك أثرا مهما ..

قال اخيرا :

" سأنتظرك في مطعم سوف أرسل لكِ عنوانه حالا .. سوف أكون هناك خلال ساعة وقبل أن تعترضي أخذت  الإذن من والدك كي أقابلك وأتحدث معك .."

انهى حديثه وأغلق الهاتف في وجهها لتغمغم بسخرية :

" يا لك من رجل محترم يعرف الأصول .. "

ثم زمت شفتيها وهي تفكر إن عليها مقابلته بعد قليل للأسف الشديد ..

.......................................................................

في احد أرقى المطاعم في العاصمة ..

كانت شمس تنتظر قيصر بملل وهي تفكر إنه ما زال هناك ثلث ساعة قبل إنتهاء الساعة التي أخبرها عنها ..

شعرت بالنعاس الشديد فوضعت رأسها على الطاولة مغمضة عينيها محاولة الإسترخاء قليلا ..

بعد لحظات دلف قيصر الى المكان ليتجمد مكانه من منظرها هذا فيهز  رأسه بإستنكار من وضعيتها تلك الغير لائقة على الإطلاق ..

جلس أمامه وهو ينظر حوله بضيق من أن ينتبه إليهما أحد وتحديدا إليها ليهتف بصوت هادئ :

" شمس .."

رفعت شمس عينيها الناعستين نحوه فهي لم تغفُ بعد وهذا من حسن حظه ..

نظرت إليه بإمتعاض ثم بدأت تفرك عينيها بطفولية وبلا وعي جعله يغتاظ أكثر ليهتف بها وهو يميل قليلا نحوها :

" اعتدلي في جلستك وانتبهي على تصرفاتك يا شمس .. "

توقفت عما تفعله وأخذت تنظر اليه بعدم استيعاب قبل أن تكفهر ملامحها كليا وصوتها يصدح بضيق :

" ما بها تصرفاتي ..؟! تصرفت هكذا بسبب النعاس الشديد الذي يسيطر علي .. هل أصبح فرك العينين بشكل عفوي عيب ..؟! "

كز على أسنانه وهو يرد :

" برأيي هذه التصرفات لا تليق بآنسة رقيقة مثلك .."

ردت هازئة :

" لا يهمني رأيك .. كما إنني لست رقيقة أبدا .. وددت أن أوضح لك هذا كي لا تنصدم بي مستقبلا إذا ما تزوجتك لا سامح الله يعني .. "

زفر أنفاسه بضيق ثم قال بهدوء زائف :

" حسنا دعينا من كل هذا .. لقد طلبت رؤيتك كي أتحدث معكِ بشأن زواجنا .."

أكمل وهو يتأمل ملامحها التي سيطر العبوس الشديد عليها :

" والدك سوف يسأل وبالطبع لن يجد شيئا سوى كل خير .. بعدها سوف يسألونك عن رأيك وأنتِ ستوافقين .. لا داعي للمماطلة .. امتحاناتك سوف تنتهي بعد اسبوعين .. ما إن تنتهي حتى سنخطبك رسميا من عائلتك .. سنقيم خطبة ومعها عقد قران ايضا .."

حدقت به بذهول من ترتيبه لكل شيء بينما اكمل هو غير منتبها لملامحها الذاهله :

" بعدها بأيام سوف نتزوج في المحكمة .. الزفاف سيكون خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر بعد الخطبة .. كل شيء جاهز بإستثناء الأشياء الخاصة بكِ والتي لن تحتاج أكثر من شهرين او ثلاثة بالكثير لتكتمل .. "

قالت فجأة :

" والطفل بعد تسعة أشهر ، أليس كذلك ..؟!"  

تأملها بتمهل بتلك الملابس الأقل من عادية والتي تبرز نحافة جسدها الشديدة وملامح وجهها المرهقة والذي كان يزداد إصفرارا مع مرور الوقت ..

شعرت بنظراته التي تسير فوق جسدها بتمهل لتبتلع ريقها بينما صوته يرد بنبرة هادئة رائقة :

" هذا يعتمد عليكِ وعلى قدرة تحملك لما  ينتظرك يا صغيرة .."

حدقت به مصدومة مما قاله والتي لم تخطأ تفسيره ليتحشرج صوتها وهي تجيب بعدما أشاحت وجهها بعيدا :

" كف عن هذه الأحاديث .."

هم بالرد لكنه تجمد مكانه وهو يستمع الى صوت يعرفه جيدا يصدح بسعادة:

" قيصر باشا بنفسه يا هنا .. يا لحظي السعيد .."

نهض قيصر من مكانه على مضض مرحبا بالمرأة التي يراها لأول مرة بعد أكثر من عامين بينما تأملت شمس نفس المرأة بملامحها الجميلة وطولها الجذاب وجسدها المثير بتمعن حتى فوجئت بها تطبع قبلة طويلة على وجنته تجزم إنها لمست جانب فمه وهي تردف بحبور :

" اشتقت لك كثيرا يا باشا .."

التفتت نحوها دون أن تنتظر ردا وهتفت به :

" ألن تعرفنا يا باشا .. ؟! "

نقلت شمس بصرها بين قيصر الواجم وتلك المرأة التي تنظر إليها بفضول شديد ليهتف قيصر بهدوء وهو يشير نحو شمس :

" شمس خطيبتي .. يعني على وشك إعلان خطبتنا .. ضحى صديقة قديمة .."

الجمود سيطر على وجه كلتيهما فشمس لم تتوقع أن يعرف عنها كونها خطيبته بسهولة ودون أن يتم إعلان خطبتهما رسميا لكنها فهمت إنه يتحداها ويخبرها إنه واثق من إتمام تلك الخطبة للدرجة التي تجعله يخبر ضحى بها ..

اما ضحى فلم تستوعب ما سمعته فكيف لقيصر أن يتزوج بتلك الصغيرة ..؟! 

هتفت بسرعة :

" خطيبتك ..؟! حقا يا قيصر ..؟! إنها صغيرة وغير مناسبة .."

انتفضت شمس مدافعة عن نفسها بتهورها المعتاد :

" ماذا تقصدين بحديثك هذا ..؟! "

ردت ضحى بتهكم :

" لو كنت تعرفين نساء قيصر باشا قبلك لفهمت ما أقصد .."

" ضحى ..!!" 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

قالها قيصر محذرا من التمادي في الحديث لتتقدم شمس نحوها بتحفز وترد بتهكم :

" نساء الباشا .. تقصدين نفسك .. أليس كذلك .. ؟! أنتِ وغيرك من العاهرات اللاتي يعرفهن الباشا خاصتك .."

شهقت ضحى بعدم تصديق بينما اختفى وجوم ملامح قيصر وظهر بدلا عنه الغضب الشديد لتهتف ضحى بنفور :

" ما هذا الكلام ..؟! يا لكِ من فتاة وقحة .. هل هذه من ستتزوج بها وتمنحها اسمك يا قيصر ..؟! لا أصدق حقا .."

" يكفي .. اصمتا أنتما الإثنتان .."

قالها قيصر بحزم وهو يتوعد داخله لشمس بينما ردت شمس غير مبالية بتحذيره : 

" هذه التي لا تعجبك يا مدام الباشا خاصتك فعل كل شيء قد يخطر في بالك كي يتزوجني ورغم هذا ما زلت أرفضه .. أنتِ بالطبع لن تفهمي هذا لإنك من تجرين وراءه عادة وليس العكس .."

جذبها من ذراعها ضاغطا عليها بقوة لتصيح به لا اراديا بشكل جذب انتباه الموجودين :

" اتركني .. إياك أن تلمسني .. كنت أعلم إنك قذر عديم الشريف .."

توقفت عن حديثها وهي تنتبه أخيرا لملامحه التي احتدت بشكل مرعب فتمتم بتقطع :

" أنا .. أنا .."

أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتها فتظهر عينيها الزائغتين قبل أن تفقد وعيها وتسقط أرضا لكنه تلقفها بين ذراعيه ..

الفصل الثاني عشر

" افتحي عينيكِ .."

صدح صوته الآمر في ارجاء السيارة المغلقة ليجدها ما زالت تدعي الإغماء ليتحدث بصوت أكثر قوة :

" افتحي عينيكِ يا شمس وكفي عن أفعالك الطفولية الغبية .."

لم يبدُ أي ردة فعل عليها ليزفر أنفاسه بضيق من عنادها الممل ثم سرعان ما انحنى نحوها هامسا بصوت مثير :

" افتحي عينيك قبل أن أقوم ببعض الأشياء المنحرفة التي لا تحبينها .."

انتفضت من مكانها وهمت بفتح الباب الذي أغلقه هو من قبل ليقبض على ذراعها ويديرها نحوه هادرا بصوت شديد الغضب :

" هل تظنينني غبيا كي أترك الباب مفتوح أو أصدق إدعائك الإغماء أمامي ..؟!"

ابتلعت ريقها وقالت بصوت متهدج:

" دعني اخرج من هنا .."

ضحك ببرود ثم قال :

" هكذا بكل سهولة .. دون عقاب على تصرفاتك الحمقاء .."

هتفت معترضة على وصفه لتصرفاتها بالحمقاء وكأنه لم يفعل ما يستحق هذا :

" تصرفاتي ليست حمقاء .. تصرفاتي رد طبيعي على عشيقتك الغير مهذبة عديمة الأخلاق أيها السيد المحترم .."

" محترم غصبا عنك يا شمس .."

قالها وهو يشدد من قبضته بينما عيناه تقدحان بشرار  مخيف لم تبالِ به فهي بالفعل ما عادت تهتم لأي شيء يحدث بعد حديثه عن أمر زواجهما وتدبيره لكافة الأمور لتتأكد إنها بلا حول ولا قوة فهو سينفذ ما يريده وهي من المستحيل أن تسمح له أن يكشف ما حدث لوالدها الذي لن يتحمل كل ما مرت به ولن يتحمل تهديداته الصريحة كي يتزوجها حتى والدتها لن تستطيع الوقوف في وجهه  فقيصر يستطيع أن يفعل اي شيء كي ينالها وهذا أصبح واضحا لها بعد كل ما عرفته عنه وما زالت تعرفه مع مرور الوقت ..

قيصر عمران رجل بلا دين ولا ضمير ولا أخلاق فهل تتوقع منه أن يرحمها او يرحم عائلتها التي لن تجازف بسلامتهم أبدا ولن تعرضهم لشره إطلاقا ..؟! 

ليس ذنبها ما يحدث معها وليس ذنبهم أيضا أن يتحملوا نتائج المشكلة التي أوقعها بها حظها العاثر فلتتحمل مسؤولة ما حدث لوحدها وتجابهه بنفسها دون أن تجعل عائلتها طرفا في الموضوع ..

سيتزوجها كما أراد لكن زواجه منها لن يكون نهاية المطاف كما يظن ولا إعلان لإنتصاره الغبي ..

ردت وهي تلوي فمها بإبتسامة هازئة صريحة :

" محترم ولديك عشيقة .. حقا قمة الاحترام .. "

رد بتجبر وعيناه تنظران إليها بثبات :

" ليست عشيقة واحدة .. بل الكثير من العشيقات .. الكثير يا شمس .. "

ردت بصوت محتقر :

" وتتفاخر بذلك أيضا .. لا أصدق هذا حقا .."

رد بهدوء مغيظ :

" نعم أتفاخر ولا أخجل أبدا .. هل إرتحت الآن ..؟! "

هتفت بعدم تصديق :

" ألا تخجل من ذلك حقا ..؟! حسنا .. ألا تخشى عقاب الله ..؟!"

" اتركي هذه الأحاديث جانبا يا شمس .. لا ينقصني سوى أن تعطيني محاضرة دينية الآن .. "

قالها بسأم لتكمل بدهشة :

" ألستَ مسلما ..؟! ألا تؤمن بعقاب الله ..؟! أنت حتى لو كنت مسيحيا او تنتمي لأي دين آخر ما كنت ستقوم بهذا لإن الزنا محرم لدى الجميع .. هل أنت ملحد ..؟!"

اتسعت عيناه بدهشة قبل أن يردد بذهول :

" ملحد ..!!"

جذبها من ذراعها هاتفا بها بسخط :

" عديم الشرف والاحترام .. سافل ومنحرف .. والآن ملحد .. ماذا ينتظرني بعد منك يا شمس هانم ..؟! هل توجد صفة سيئة لم تلصقيها بي .. ؟!"

هزت كتفيها وهي ترد بصراحة :

" ماذا أفعل إذا كانت جميع صفاتك سيئة ..؟! ماذا أفعل إن كنت رجلا لا توجد بكَ صفة حميدة واحدة أتحدث عنها ..؟! هل أصنع صفات غير موجوده فيكَ وأنسبها لك كي ترضى حضرتك ..؟!" 

" اخرسي .."

قالها وهو يضغط على ذراعها بشدة وغضبه بلغ ذروته فأخذ يعصر كفه الآخر بقوة كي لا يضطر لضربها ..

كان يجاهد نفسه كي لا يؤذيها على كلامه الذي يزداد وقاحة بينما صرخت هي بألم من شدة قبضته وهتفت بصوت باكي :

" ابتعد .. اتركني .. حرام عليك.."

حرر ذراعها من قبضته وصاح بها بصوت جهوري مخيف :

" انزلي حالا .."

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

وجدته يضغط على الزر الألكتروني الخاص بالباب ففتحتها فورا  وقفزت بسرعة خارج المكان بعدما جذبت حقيبتها تاركة إياه يأخذ نفسه عدة مرات قبل أن يغمض عينيه ويعود برأسه الى الخلف بتعب لم يعرفه من قبل لكن معها وبسببها أصبح يعرف كل ما لم يكن يعرفه ولم يظن إنه سيعرفه ..

........................................................................

دلفت شمس الى غرفتها لتجد ربى تنتظرها هناك وهي تهتف بها :

" أين كنتِ ..؟! لقد تأخرت كثيرا .. امتحانك انتهى منذ .."

قاطعتها شمس بعصبية :

" ما شأنكِ أنتِ ..؟! هل أصبحتِ والدتي وأنا لا أعلم ..؟!"

صرخت بها ربى هي الاخرى :

" تحدثي بصوت أحسن من هذا .. هل فهمت ..؟!"

أكملت وهي تزم شفتيها بعبوس :

" الحق علي إنني كنت أود إخبارك بما حدث بين ماما وخالة نهى .. " 

سألتها شمس بتعجب :

" ماذا حدث بينهما ..؟!"

ردت ربى وهي تجلس بجانبها :

" لقد سمعت ماما تتحدث مع خالة نهى وتخبرها عن ذلك العريس .. "

صاحت شمس بصدمة :

" ماذا ..؟! قولي إنك تمزحين .."

هزت ربى رأسها نفيا وأكملت :

" كلا والله لا أمزح .. خالتي غضبت بشدة وأخبرت ماما إنها أرادتك لأيمن منذ سنوات .. هذا ما فهمته وأنا أتنصت على مكالمتها ..."

نهضت شمس من مكانها وأخذت تسير ذهابا وإيابا وهي تتمتم بيأس من كل ما يحدث :

" لماذا يا ماما ..؟! لماذا ..؟!"

نهضت ربى من مكانها ووقفت بجانبها تهتف بها  بتعجب :

" اهدئي يا شمس .. ماما لن تجبركِ على شيء .. هي لن تفعل هذا بالتأكيد .."

تجاهلت شمس حديثها وهي تفتح باب الغرفة و تخرج منها متجهة نحو والدتها التي كانت تجلس في صالة الجلوس تنظر الى هاتفها بتركيز فقالت وهي تقف أمامها :

" هل أخبرتِ خالتي بأمر خطبتي ..؟!"

رفعت مها عينيها المدهوشتين نحوها قبل أن تنظر الى ربى الواقفة خلفها فتحدثها بتوعد :

" تتنصتين علي يا ربى ..؟! ألا تخجلين من نفسك وأنتِ تقومين بهذه التصرفات في عمر كهذا ..؟!"

قالت ربى بدهشة مصطنعة :

" ما علاقتي أنا يا ماما ..؟! أنا مثلي مثلك فوجئت بها تخرج من الغرفة غاضبة وتتقدم نحوك .."

قالت شمس بسرعة :

" دعكِ منها يا ماما وأخبريني .. هل أخبرتِ خالتي بذلك ..؟!"

أومأت مها برأسها لتصيح شمس بلا وعي :

" لماذا يا ماما ..؟! لماذا فعلتِ هذا ..؟!"

هدرت بها مها بحدة :

" لا ترفعي صوتك في وجهي .. هل فهمتِ ..؟!"

قالت شمس بألف محاولة السيطرة على أنفاسها المتضاربة :

"'اعتذر ماما .."

أردفت بصوت معاتب :

" لكن لماذا فعلتِ هذا ..؟! لماذا أخبرتيها ..؟! "

ردت مها بجدية وحكمة :

" لإنها سبق وخطبتك لأيمن أكثر من مرة ونحن لم نرفض بل أجلنا الموضوع حتى التخرج .."

قاطعتها شمس :

" ولم نعدهم بشيء أيضا .."

سألتها والدتها مستنكرة حديثها  :

" كنت تتمنين أن نوافق على الخطبة .. والآن تتذمرين من تصرفي وتدعين إننا سابقا لم نعدهم بشيء .. ما كمية التقلبات التي تمرين بها يا شمس والتي لم أعد أفهمها حقا ...؟!"

هتفت شمس بضيق :

" أية تقلبات بالضبط .. ؟! هذا كله لإنني غيرت رأيي بخصوص ابن أختك ..؟! نعم ظننت نفسي أحبه وأريده .. كنت صغيرة وغبية لكن الأمور تتغير وأنا أكبر وأيمن لا يناسبني .. ليس هو الشخص المناسب الذي أريد أن أقضي حياتي القادمة معه .."

" ربى اذهبي الى غرفتك .."

قالتها مها بصوت آمر لترد ربى معترضة :

" ماما ..!!"

صاحت بها والدتها :

" قلت اذهبي .."

ضربت ربى الأرض بقدميها ثم تحركت إتجاه غرفتها لتتجه مها خلفها وتغلق باب الصالة ثم نظرت الى ابنتها وقالت :

" والآن أخبريني .. ماذا يحدث معكِ ..؟! ماذا تخفين عني ..؟!"

ارتجف جسد شمس لا إراديا من صوت والدتها الحاد ونظراتها المشككة لترد بصوت مبحوح :

" ماذا تقصدين ..؟!"

اقتربت والدتها منها وقالت وهي تنظر الى ملامح وجهها المتوترة :

" انا أمك وأكثر من يعرفك .. منذ عودتك من عند هذا الرجل بعدما أنقذك من أخيه وأنتِ غير طبيعية .. حديثك وتصرفاتكِ غير مفهومين أبدا .. أخبريني الآن .. ماذا حدث معك هناك ..؟! ماذا فعل فادي لكِ ..؟! هل لمسك ..؟! "

أردفت وهي تنظر الى ابنتها وصوتها المتحشرج يخفت :

" هل لمسكِ يا شمس ..؟! أم إن أخيه المحترم من فعل هذا ..؟!"

هزت شمس رأسها بسرعة نفيا وقالت :

" كلا ، لم يحدث شيء كهذا .. انا فقط لا أريد أيمن .. هكذا فقط .."

" تريدين قيصر إذا ..؟!"

سألتها والدتها بنبرة ذات مغزى لتبتلع ريقها وهي ترد بضعف :

" لا أعلم .. ما زلت أفكر في طلبه .."

هتفت مها ساخرة :

" وتريدين أن أصدق إنه لم يفعل أحدهما بكِ شيئا ..؟! هل تظنينني غبية ..؟! كنت لا تطيقينه فكيف أصبحت تفكرين في عرض زواجه ..؟!"

ردت بسرعة :

" والله لم يحدث شيء .. انا فقط وجدت إنه لن يتركني وشأني لذا وجدت. إنه من الأفضل أن أوافق عليه من تلقاء نفسي بدلا من أن أجد نفسي أوافق بالإجبار .."

" ما هذا الغباء ..؟! تتزوجين من شخص لا تريدينه خوفا منه .. ؟! ألم أخبرك إنه لا يوجد أحد قادر أن يجبرك على شيء وأنا موجوده .."

ضحكت شمس بألم وردت :

" حقا ..؟! وأين كنتِ حينما خطفني فادي من وسط الشارع وأخذني الى منزله الذي يقع في منطقة مقطوعة عنوة ..؟! كان يستطيع أن يفعل بي ما يشاء .. يستطيع أن يقتلني ويدفنني هناك ولا أحد يعلم .. الوحيد الذي إستطاع إنقاذي منه هو أخيه لإنه يفوقه قوة .. ماذا كنت ستفعلين أنتِ ..؟! وكيف كنتِ ستجدينني ..؟! اعترفي بحقيقة إنك أضعف من الوقوف في وجوههم ومجابتهم .. لا انتِ ولا أبي ولا أي أحد نعرفه قادر أن يقف في وجوههم .. نحن مجبرين على الخضوع له والقبول بعرضه وإلا سيؤذينا جميعا .. "

" لهذا أريدك أن تتزوجي أيمن كي تسافري معه وتبعدي .."

ابتسمت شمس بمرارة وقالت :

" هل تظنين إن هذا هو الحل حقا..؟! قيصر لا يهتم بكل هذا .. إذا ما أراد شيئا يناله .. ثقي بهذا .."

ردت والدتها بضعف :

" على الأقل نحاول .. نحاول يا شمس .. إلا إذا كان هناك سببا يمنعك من الزواج .. "

صاحت شمس وقد تعبت بشدة من كم الضغوطات التي تعرضت لها :

" إذا كان يوجد سبب يجعلني أرفض أيمن فهو أيمن نفسه .. أيمن الذي اكتشفت ماضيه الأسود مع الفتيات .. علاقاته المتعددة مع العديد من الشابات الذي يتلاعب بهن بإسم الحب بل ويوعدهن بالزواج .. ابن اختك حقير ونذل ولا يناسبني كزوج .."

قالت مها بعدم تصديق :

" مستحيل .. أيمن شاب محترم وعاقل ولا يفعل شيئا كهذا .."

قالت شمس بجدية :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" لقد رأيت كل شيء بعيني .. يتحدث معهن بطريقة أخجل منها عندما أتذكرها .. كلمات مقززة مثله .، ولعلمك لقد واجهته ولم ينكر .. لقد برر لي إنه شاب يلهو قليلا مثله مثل جميع الشباب في سنه وإنه يحبني أنا وسيتزوجني أنا دونا عن الجميع .."

أشاحت والدتها وجهها بعيدا عنها عنها بضيق بينما مسحت شمس تلك الدموع المتراكمة داخل عينيها ثم تحركت عائدة نحو غرفتها كي تبكي هناك لوحدها كما باتت تفعل على الدوام ..

..........................................................................

في أحد المنازل الذي يقع في منطقة مقطوعة كان قيصر يقف أمام فادي بملامحه المنهكة الذابلة ينظر إليه بحقد وتوعد فهذه المرة الأولى التي يراه فيها منذ أن أرسله مع رجاله الى هنا ..

طوال تلك الفترة كان يجبر نفسه على عدم الذهاب ويشغل نفسه بمختلف الأمور ..

كان يعلم إن المواجهة ستكون صعبة لكنها لا بد أن تحدث ..

اليوم وبعد حديثه مع شمس التي دوما ما تلقي على مسامعه أفظع الكلام بيننا يقف هو عاجزا عن معاقبتها بالشكل التي تستحق شعر بنفسه ولأول مرة عاجزا ..

عاجزا عن تأديبها وعاجزا عن محاسبته على أفعالها ..

أراد أن يريها القليل من أفعاله الشيطانية .. أراد أن يظهر لها وجهه الحقيقي ويذوقها من قسوته التي تدمر أقوى الأشخاص .. تلك القسوة التي أذاقها للكثير قبلها لكنه لم يستطع فعل أيا من هذا ..

كان ناقما عليها وعلى نفسه والأهم ناقما على فادي والذي بسببه دخلت تلك الصغيرة حياته وقلبتها كليا ..

والآن جاء وقت الحساب ..

حساب أخيه على كذبه وإدعاءه المرض..

حساب على تصرفاته الحقيرة معه ..

حساب على تسببه بدخول شمس حياته ..

حساب كل هذا الدمار الذي حل به بسببه ..

سمع فادي يهمس بصوت ضعيف هازئ :

" وأخيرا قررت أن تشرفني بزيارتك يا باشا ..."

أردف وهو ينهض من مكانه متجها نحوه بخطوات غير متزنة :

" لقد اشتقت اليك يا رجل .."

كان وجهه الجامد لا يعبر عن النار الحارقة التي تشتعل داخل صدره ..

كان ينظر الى فادي وهو يرى به الكثير ..

خداعه له وإدعاءه المرض وكيف كان سيفعل المستحيل لإجله ..

كيف وقع في فخه وصدقه ..؟! كيف إستطاع أن يخدعه طوال الأشهر الفائتة ولمَ فعل هذا ..؟؟

حقده الواضح عليه وحديث عارف عنه وعن تسببه بالعديد من المشاكل له .. حتى مشاكله مع خالد كان له دورا بها .. لم يستوعب يوما أن يحمل فادي له هذا الكم من الكره والحقد .. لم يستوعب يوما أن يخدعه بهذه الطريقة .. ألا يكفيه ما فعله مسبقا وكمية المصائب التي وقع بها وهو وحده من أخرجه منها ..؟! مصائب كانت ستسبب فضيحة كبيرة له ..

رأى به أيضا شمس التي دخلت في حياته بسببه ..

شمس وما فعله هو نفسه بها وكيف آذاها ..

شمس التي خطفها وحاول إغتصابها ..

أغمض عينيه وهو يستمع الى صوت أخيه المتهكم يهتف :

" هل ستبقى صامتا هكذا ..؟! قل شيئا يا باشا .. اشتقت لصوتك .."

فتح عينيه أخيرا ناظرا الى وجه أخيه المبتسم ليلكمه بقوة أسقطته أرضا قبل أن ينقض عليه ويضربه ضربا مبرحا بينما الأخير عاجزا عن فعل أي شيء بسبب ضعفه وإنهاكه ..

ظل يضربه دون رحمة حتى فقد وعيه بعد مدة قليلة ليدفعه بعيدا عنه وهو يناظره بحقد ثم يقرر الذهاب وهو يخبر نفسه إن هناك لقاء آخر سيجمعها قبل إرساله خارج البلاد ..

لقاء سيجمعه بأخيه الوحيد والذي دمر حياته المستقرة بسبب حقده ونقمته على كل شيء ..

........................................................................

بعد مرور إسبوعين ..

في قصر عائلة عمران ..

دلف قيصر الى والدته الى تجلس في صالة الجلوس ترتشف فنجان قهوتها وهي تقلب في هاتفها ليهتف بهدوء بعدما رفعت أنظارها نحوه :

" اليوم سنذهب لخطبة شمس .. جهزي نفسك .. عمتي هند ستصل أيضا اليوم .. ومعها زوجة عمي علياء .. ستذهبون أنتم الثلاثة ومعكم أنا وخالي عدنان وزوجة خالي فعمي صالح إعتذر عن الحضور .. وخالد لا أظن إنه سيحضر مع إني سأطلب هذا منه من باب الأصول لا أكثر .."

" وأنا .. ؟! ألن أذهب..؟!" 

سألته حوراء وهي تلج الى الداخل ليرد بجدية :

" كلا لن تذهبي .. فأنتِ ما زلت صغيرة أولا وهناك أربع نساء غيرك سيذهبن يكفين لهذا .."

قالت كوثر بضيق :

" وماذا عن خالتك ..؟! ألن نخبرها ..؟!"

رد بإقتضاب :

" لا داعي لذلك .. أنتِ تعرفين إنني لا أتحدث معها ولن أرحب بوجودها .." 

" كنت أود أن أرى عروسك .."

قالتها حوراء بأسف ليقول قيصر موجها حديثه الى والدته :

" اسمعيني جيدا يا أمي .. شمس من عائلة بسيطة لا تشبهنا .. أحببت أن أخبرك بذلك وأطلب منك في نفس الوقت أن تنتبهي على تصرفاتك هناك .. لن أقبل بأي تصرف مسيء لها او لعائلتها .."

انتفضت كوثر من مكانها تصيح بعدم تصديق :

" من عائلة بسيطة ..؟! أنت تمزح بالتأكيد .." 

هتفت حوراء بدهشة :

" هل ما تقوله صحيح يا قيصر ..؟! "

رد بثقة وهو ينقل بصره بينهما :

" نعم صحيح .. شمس من عائلة محترمة ذات مستوى مادي جيد لكنهم ليسوا أثرياء ولا ينتمون لمجتمعنا .. "

أخذ نفسا عميقا وهو يقول :

" لا أريد منكِ يا أمي أي تصرف مزعج ... لن أقبل بكلمة سيئة ولا حتى نظرة .. هل فهمت ِ..؟! أي تصرف منكِ مهما كان حتى لو حركة معينة لن أمرره مرور الكرام أبدا وأنتِ تعرفين جيدا إنني أعني ما أقوله .."

هتفت كوثر بعدم تصديق :

" هل تتحدث معي هكذا لإجل تلك الفتاة ..؟! تهددني لإجلها ..؟! "

قال بهدوء :

" أقول هذا لإنني أعرفك جيدا وأعرف ما ستفعلينه لذا أنا أحذرك .."

أكمل بعدها بجدية:

" صحيح عمتي من ستتحدث بأمر الخطبة كونها كبيرة العائلة .. لذا من الأفضل ألا تتدخلي بأي شيء فأنا سوف أتفق معها على جميع الأمور عندما تصل .."

قالت كوثر ساخرة :

" ولماذا تأخذني معك اذا ..؟! اتركني هنا وخذ عمتك فهي تكفي للغاية .."

هتف بهدوء :

" أنا أفعل هذا إحتراما لها ولمكانتها .. لو كان أبي حيا لطلب منها أن تتحدث نيابة عنه ..انا يجب أن أذهب وأنهي بعض الأشياء قبل المساء .. عن إذنكم .."

خرج بعدها من المكان وهو يستمع الى صوت صياح والدته وهي تقول :

" هكذا إذا يا قيصر .. أصبحت هند أفضل مني .. هي من تخطب لك وهي من تخبرها وتتفق معها على كل شيء .. ماذا بعد يا قيصر ..؟! "

" ماما اهدئي .."

قالتها حوراء وهي تربت على ذراعها لتصرخ بها :

" أخوك سيفضحني حوراء .. سأصبح علكة في فم الجميع بسببه .."

.......................................................................


تأملت شمس الفستان القصير بملامح كئيبة وهي تفكر إنه أتى اليوم الذي هربت منه طويلا وحاولت تناسيه طوال الأسبوعين الفائتين ..

جلست على السرير بعد أن وضعت الفستان جانبها وهي تدعو الله أن يمر كل شيء على خير وألا تتعرض للمزيد من الأذى والوجع ..

سمعت صوت الباب يفتح وتدخل والدتها بملامح جامدة فإستغربت دخولها إليها وهي التي تمتنع عن الحديث معها منذ خمسة أيام بعدما أخبرت والدها بموافقتها على الزواج..

" ماما .."

قالتها بسعادة لتجدها تهتف بها :

" غيري ملابسك سنخرج .."

لاحظت شمس ملابس الخروج التي ترتديها والتي انتبهت لها أخيرا لتسألها بعدم فهم :

"  إلى أين نخرج ..؟!"

ردت والدتها بهدوء وثبات :

" الى الطبيبة .. "

" أية طبيبة ..؟!"

سألتها شمس بوجه شاحب لترد والدتها :

" طبيبة نسائية .. اليوم سأعلم إذا ما كنت سليمة أو فعل لكِ أحد هذين الحقيرين شيئا جعلكِ تخضعين لقيصر عمران وتوافقين على عرضه .."

تحشرجت الكلمات داخل حلقها ولم تستطع الرد فأخذت تهز رأسها نفيا بينما ضغطت والدتها على كفها تأمرها :

" هيا .. بدلي ملابسك حالا.. لا وقت لنا .."

ظلت شمس على وضعيتها للحظات قبل أن تنهار بين أحضانها :

" كلا لن أذهب ... لا تفعلي بي هذا .."


الفصل الثالث عشر 

انصدمت مها من ردة فعل ابنتها التي إنهارت بين أحضانها باكية دون أن تستوعب إن شمس كتمت داخلها الكثير طوال الأيام الفائتة وآن الأوان لتنفجر وتحرر ما داخلها من مخاوف وأوجاع ..

إحتضنتها بتروي وقد أدركت مدى خطأها .. هي بالطبع لم تكن لتفعل هذا .. من المستحيل أن تعرض ابنتها لموقف كهذا على الإطلاق .. هي فقط أرادت إجبارها على الحديث وإخبارها بما تخبئه لذا فكرت إنها ستضطر للبوح بسرها ما إن تخبرها بذلك وليتها ما فعلت ..

لم يكن عليها فعل هذا ولا إجبارها على الحديث بهذه الطريقة .. فلتذهب شكوكها ووساوسها الى الجحيم ..

" اهدئي يا شمس .. اهدئي حبيبتي .. لم أكن لأفعل هذا أبدا .. والله لم أكن لأفعل .. كيف تظنين إنني سأضعك في موقف كهذا ..؟! انا فقط أردت أن أعلم بما حدث .. أردت أن أفهم ... منذ تلك الليلة التي قضيتها مع ذلك النذل وأخيه وأنا قلقة وأشعر إن هناك شيء ما حدث .. "

إبتلعت ريقها وحمحمت بتشنج :

" خفت أن يكون لمسك أو .."

صمتت ولم تستطع أن تكمل لتسمع شمس تهتف ببكاء حاد:

" انا لا اعرف .. لا اعرف اذا ما لمسني او لا .. لقد فقدت وعيي .. فقدت وعيي بعدما حاول اغتصابي وهربت منه .. استيقظت بعدها ووجدت نفسي مرتدية ملابسي وقيصر يخبرني إنني ما زلت عذراء .. لقد أكد لي هذا مرارا لكنني لا أصدق ذلك .."

شهقت باكية وهي تردف:

" لا أصدق إنه تركني وشأني .."

جذبتها والدتها معانقة إياها وهي تحاول داخلها أن تستوعب كل هذا ..

اذا لقد حاول فادي إغتصابها وفقدت وعيها بعدها ..

هل كلام قيصر صحيح ..؟! هل شمس ما زالت عذراء ..؟! أم إنها تعرضت للإغتصاب وقيصر سيتزوجها لإجل ذلك ..؟!

أخذت تربت على ظهر ابنتها وهي تفكر في كل هذا وقد أدركت سبب تمسك ابنتها بهذه الزيجة ..

إبتعدت شمس عن أحضانها بعد لحظات وأخذت تكفكف دموعها لتسمع والدتها تخبرها بجدية :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" اسمعيني يا شمس .. ما حدث قد حدث .. لا أريد لهذا أن يؤثر عليكِ .. أعلم جيدا إن الأمر ليس هينا .. لكنه لا ذنب لك .. إذا كنت سليمة فسيكون خيرا .. وإن .."

صمتت وهي تكمل بصوت متحشرج :

" وإن كنتِ فقدت عذريتك فهذا ليس ذنبك ابدا .. لا تشعري بالخجل او العار من نفسك .. أنت لست مذنبة ..  إن كان هناك شخص يجب أن يشعر بالخجل فهو ذلك الحقير وأخيه .. لكن هناك شيء هام يجب أن تعلميه .."

نظرت شمس إليها بصمت لتهتف بصوت هادئ قوي رغم الألم الذي يمزق قلبها وروحها :

" إذا كنتِ ستوافقين على هذه الزيجة خوفا عليكِ وعلينا من الفضيحة فإياكِ أن تفعلي .. سأخبركِ بذلك مرة أخرى .. أنت غير مسؤولة عن اي شيء ولا ذنب لكِ على الإطلاق .. هل فهمتِ ..؟!"

أومأت شمس برأسها ثم قالت بصوت مضطرب :

" معك حق ماما .."

قالت والدتها وهي تجذبها من كفها وتوقفها :

" اليوم سوف يأتون عائلته ويسألونك مع والدك عن رأيك .. انا لن أتدخل في قرارك ابدا .. لكِ الحرية المطلقة يا شمس .. "

هزت شمس برأسها موافقة لتكمل مها بجدية :

" اعتني بنفسك جيدا وتجهزي بالكامل قبل موعد قدومهم .."

ثم رحلت بعدها تاركة شمس تناظر المكان حولها بحزن قبل أن تجلس فوق السرير تتأمل الفستان بملامح متألمة ..

.........................................................................

في قصر عائلة عمران ..

جلست هند بإسترخاء على الكنبة وبجانبها علياء زوجة أخيها ووالدة خالد تقابلهما كلا من كوثر وحوراء بينما تجلس على جانبهما سوزان ولميس بعدما إنتهوا جميعا من تحية العمة الكبيرة وزوجة العم الأوسط ..

هتفت هند وهي ترمق سوزان ولميس بنظراتها :

" اشتقت لكما كثيرا يا ابنتي أخوي .. "

ثم أردفت وهي تنظر الى حوراء :

" وانتِ أيضا يا حوراء .. اشتقت لكِ .."

أردفت وهي تتسائل بعدما رد الثلاثة عليها معبرين عن سعادتهم بوصولها : 

" كيف حالكن يا صبايا وأين دينا  ..؟! ألم تعلم بقدوم عمتها الكبيرة بعد كل هذا الغياب .. ؟! ألم تخبريها بأمر قدومي يا كوثر ..؟!"

قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر الى كوثر الذي ردت بإبتسامة مصطنعة :

" بالطبع أخبرتها .. لديها درس خصوصي مهم .. لقد قارب على الانتهاء وستعود حالا .."

صدح صوت خالد في المكان ملقيا التحية على الجميع قبل أن يتجه نحو عمته ويقبلها من كفها بإحترام لتربت العمة على كتفه بعدما إحتضنته وقالت بحب :

" اهلا يا خالد .. اهلا يا حبيب عمتك .."

" اهلا عمتي .. أنرتِ قصركِ .."

ردت العمة وهي تربت على لحيته الخفيفة :

" القصر منير بكَ وبأبناء إخواني يا خالد .."

اتجه خالد نحو والدته وضمها بشوق قبل أن يتجه نحو الكنبة ويجاور لميس في جلسته ..

سألت كوثر :

" كيف حال الأولاد يا هند .. ؟! لماذا لم يأتوا معكِ ..؟!"

ردت هند بجدية :

" جميعهم بخير ويرسلون لكم سلامهم .. سيأتون بالتأكيد لكن ليس الآن فهم منشغلون في العمل والدراسة .."

أكملت بعدها بسعادة :

" كم هو جميل أن يتزوج قيصر أخيرا يا كوثر ..؟! بالتأكيد تشعرين بالسعادة الشديدة اليوم .."

وقبل أن ترد كوثر كان قيصر يدلف اليهم مقبلا نحو عمته وهو يهتف بهدوء :

" بالطبع سعيدة وبشدة .."

ثم انحنى وقبل كف عمته التي إحتضنته هو الآخر قبل أن تقول بفرحة صادقة :

" وأخيرا فعلتها يا قيصر .. عقبال طفلك و وريثك الأول والذي سيحمل إسم أخي رحمه الله .."

لم تنتبه هند لملامح سوزان التي امتعضت كليا بينما هتفت كوثر بضيق :

" لا تفرحي كثيرا يا هند ... فربما لن تنال العروس إعجابك .."

ردت هند بهدوء :

" المهم إنها أعجبته هو .. كما إنني أثق بذوقه واختياره لفتاة ذات خلق عالي .. "

أردفت هند بنبرة ذات مغزى :

" الشيء الوحيد الهام هو أخلاق العروس .. أن تكون فتاة محترمة شريفة ذات خلق عالي .. بقية الأشياء غير مهمة .. المركز والمال والشهادة وغيرها أشياء لن تؤثر على الزواج أبدا طالما الأخلاق موجوده والطرفان سعيدان وراضيان ببعضيهما .."

ظهرت على ملامح قيصر الرضى التام عما قالته عمته والذي كان يعلم مسبقا إنها ستقوله فعمته بالرغم من قوتها وتسلطها إلا إنها تنظر الى الكثير من الأمور بشكل مختلف عن والدته لتتشكل إبتسامة خافتة حقيقية ..

سمع صوت زوجة عمه تخبره بهدوئها المحبب :

" مبارك لك يا قيصر.. اتمنى حقا أن يتم زواجك على خير وأن تسعد معها ويرزقك الله بالذرية الصالحة .."

ضمت كوثر شفتيها بقوة وهي تدرك جيدا إنها لا تستطيع الحديث أمام هند او الرد عليها بينما هتفت قيصر بود حقيقي :

" شكرا يا عمتي .. عقبال خالد ولميس .."

نظرت هند الى خالد وقالت بحماس :

" قريبا باذن الله .. "

ابتسمت لميس بينما سألت سوزان :

" هل ستتزوج لميس قريبا ..؟!"

ردت هند بجدية :

" لميس ما زالت صغيره على الزواج .. عندما تنهي دراستها سنفكر في أمر تزويجها لمن يليق بها إن شاءالله .. انا اتحدث عن خالد .."

خفق قلب حوراء بقوة واتجهت انظارها لا اراديا نحوه بينما كان هو يتابع حديث عمته بصمت وهدوء لتسأل سوزان بصوت شاحب :

" هل سيتزوج خالد أيضا ..؟!"

ردت هند بجدية :

" بالطبع سيتزوج وأنا سأسعى لذلك في اقرب وقت .. لدي عروس رائعة له ستعجبه كثيرا .. انا واثقة من ذلك .."

شعرت حوراء برغبة شديدة في الهروب بعيدا وقد اخترقت كلمات عمتها قلبها بينما سيطر الوجوم على ملامح سوزان لتهتف علياء بفرحة :

" أتمنى حقا أن تكوني تقصدين نفس الفتاة يا هند ..؟!"

وقبل أن ترد هند قال خالد ببروده المعتاد :

" ما بالكم تتحدثون هكذا وتقررون ان زواجي قريبا بل وتفكرون بفتاة معينة .. ؟!"

أكمل بجدية :

" لماذا أنتم واثقون لهذه الدرجة إنني سأوافق ..؟! والأهم لماذا تظنون إنه لا يوجد فتاة بالفعل إخترتها وأنوي الزواج بها كي تقرروا أنتم هذا ..؟!"

شعرت حوراء بإن قلبها ينفطر حزنا وقد تأكدت الأن من شكوكها بينما نظرت سوزان اليه بدهشة من حديثه ..

كادت حوراء ان تنهض وتخرج لكنها ضغطت على اعصابها وبقيت في مكانها وقبل أن يرد احدا على حديثه كانت دينا تقتحم الجلسة وتقترب من عمتها مرحبة بها بسعادة حقيقية ..

..........................................................................

مساءا ..

كان قيصر يجلس بجانب عمته مرتديا ملابسه الأنيقة ويتحدث معها بينما تجلس مقابله والدته التي ترتدي ملابس شديدة الأنيقة تهز قدميها بحنق شديد..

بالقرب منها تجلس علياء التي تنظر في هاتفها بملامح مسترخية وبجانبها حوراء التي شردت بعيدا عن الجميع تفكر في خالد وتلك الفتاة التي يريد الارتباط بها ..

سألت هند قيصر بجدية :

" متى سيعود أخيك من السفر يا قيصر ..؟! لقد أخبرتني كوثر إنه سافر فجأة دون أن يخبر أحدا سواك ولا تعلم متى سيعود .."

رد قيصر بجدية بعدما ألقى نظرة عابرة على والدته :

" إنه بحاجة للراحة قليلا .. فادي ما زال يعاني من تبعات ذلك الحادث يا عمتي .. انا أرسلته هناك للإسترخاء قليلا .."

تنهدت عمته بحزن وردت :

" اتمنى ان يتحسن وضعه يا قيصر .. لا أحب أن أرى أحدا منكم يعاني أبدا .."

ربت قيصر على كفها هاتفا بجدية :

" لا تقلقي عمتي .. لا أحد سيعاني طالما انا حي .. ثقي بي .."

ردت هند بجدية :

" أثق بك أكثر من أي شيء .."

في هذه الاثناء دلف خالد الى المكان ملقيا تحية مقتضبة على الجميع تتبعه لميس التي جلست بجانب والدتها على الطرف الآخر لتهتف هند بسعادة :

" خالد جاهز ايضا .. تحدث مع خالك كي لا يتأخر .."

سأل قيصر وهو يحاول اخفاء دهشته من حضور خالد:

" هل ستأتي معنا حقا..؟!"

رد خالد ببرود :

" نعم سآتي .. هذه خطبة رسمية ويجب على جميع أفراد العائلة الأساسيين أن يحضروا .. هذا واجب علينا جميعا .. يجب أن نظهر أمام الجميع بصورة العائلة الموحدة المتماسكة كي لا نسمح لأحد أن يمسنا بكلمة .."

كان حديث خالد اعلان صريح إن قدومه للخطبة فقط لأجل إسم العائلة ومظهرهم فمن غير المنطقي ألا يحضر ابن عم العريس خطبته ..

وبالرغم من إنزعاج قيصر من إسلوبه هذا وصراحته المعهودة إلا إنه شعر بالإعجاب الشديد نحو ابن عمه وذكاءه ورجاحة تفكيره وكم تمنى أن يكون فادي مثله ..

فخالد يكبره بسنوات قليلة لكن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والارض ..

اتجه خالد وجلس على احد الكراسي ومن سوء حظ حوراء إنه إختار الكرسي الذي يجاور الكنبة التي تجلس عليها فأصبح بجانبها ..

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

سألت لميس :

" ألن تذهبي معهم يا حوراء ..؟!"

ردت حوراء محاولة اخفاء توترها من قربه :

" كلا .. "

أكملت ساخرة :

" الصغار لا يحضرون هكذا جلسات مهمة يا لميس .."

كتمت لميس ضحكتها بصعوبة على منظر حوراء المحتقن بينما هتفت علياء بحنو :

" لا بأس يا حوراء .. هكذا الأصول يا ابنتي .. "

أكملت هند موافقة على حديث زوجة عمها :

" نعم يا حوراء .. فالآنسات الصغيرات لا يحضرن قراءة  الفاتحة .. ربما لو كنتِ متزوجة لكنا أخذناكِ معنا .."

" سارعي للزواج يا حور كي تحضري خطوبة بقية أفراد العائلة .."

قالتها دينا بمزاح وهي تدلف الى الداخل لترد حوراء بإقتضاب :

" انا لن اتزوج ابدا .. "

هتفت هند معترضة :

" ما هذا الكلام ..؟! بالطبع ستتزوجين .. ماذا ينقصك كي لا تتزوجي .. ؟! "

ضحكت علياء وهي تقول :

" هي تقول هذا لإنها لم تجد بعد الشخص الذي يجبرها على التفكير بالزواج .. عندما تجده ستغير رأيها يا هند .."

أكملت بعدها بصدق :

" أنتِ فتاة جميلة للغاية ومميزة ومن عائلة كبيرة .. بالتأكيد ستجدين العرسان خلفك دوما .."

ابتسمت حوراء إبتسامة صادقة لأول مرة وردت بهدوء :

" أشكرك عمتي .. هذا من لطفك .. "

" ليتزوج قيصر اولا .. وبعده خالد .. وعندما أنتهي منهما هما الإثنين سوف يأتي دوركِ أنتِ وسوزان .."

اضطربت مشاعر حوراء بينما هتفت دينا بمرح :

" سوف تزوجين افراد العائلة جميعا .. بعدها لميس وأنا في النهاية  .."

ردت هند بحبور :

" بالطبع يا صغيرة فأنت من ضمن المجموعة الصغيرة ومعك التوأم .."

مطت دينًا شفتيها بعدم رضى بينما دلف الى الداخل صالح عمهم الذي قرر أن يفاجئهم ويحضر الخطبة بعدما فكر ووجد إن هذا الأفضل له ولإبنته ..

رحب الجميع به رغم دهشتهم بقدومه خاصة بعد اعتذاره عن الحضور مسبقا  ..

انتهى الجميع من الترحيب به ليتصل قيصر بخاله الذي أخبره إنه وصل فيذهب  الجميع الى منزل شمس تاركين الفتيات لوحدهم في المنزل يشعرن بالضيق لعدم حضورهن هذا الحدث المهم ..

............................................................................


في منزل شمس ..

كانت شمس تسير داخل غرفتها ذهابا وإيابا وهي تشعر بالتوتر الشديد يأكلها ..

لقد جائوا الضيوف منذ دقائق وهي تنتظر قدوم أحد يخبرها بالخروج لإلقاء التحية ..

في تلك اللحظة لم تكن تشعر بالغضب والألم من هذه الزيجة بقدر ما كانت تشعر بالخوف والتوتر مما ينتظرها ..

لم توضع بموقف كهذا مطلقا ..

فكرت بهذا وهي تتخيل ما سيحدث معها بعد قليل ..

تجهمت ملامح ربى وهي تتابع حالتها تلك لتهتف بها بضيق :

" يكفي يا شمس .. توقفي عما تفعلينه .. ما بالك ..؟! لماذا متوترة الى هذا الحد ..؟!"

ردت شمس بسخرية تحاول أن تخفي خوفها  بل رعبها من خلالها:

" معك حق يا ربى .. لا داعي للتوتر فلن يحدث شيء سوى إنني سأخرج بعد لحظات لأقابل أشخاص لا أعرفهم والمشكلة إنني العروس التي يريدون خطبتها .."

زمت ربى شفتيها وردت :

" كوني طبيعية ولا تخافي .. إلقي التحية عليهم بثقة ثم اجلسي واستمعي إلى حديثهم .. هكذا فقط .. الأمر بسيط للغاية .."

همت شمس بالرد لكنها توقفت وهي تستمع الى صوت الباب يفتح يتبعه دخول أخيها الذي قال :

" هيا يا شمس .. يجب أن تخرجي .."

دب الحماس في ملامح ربى وهي تهتف بها :

" هيا يا شمس .. ليتني كنت معك .."

اضطربت شمس كليا وبلغ توترها أشده لكنها قررت أن تسيطر على توترها هذا فرفعت ذقنها وسارت بخطوات حاولت جعلها واثقة نحوهم ..

" مساء الخير .."

قالتها وهي تدلف الى الداخل لتقع عينيها على ثلاث نساء الأولى تتأملها بملامح هادئة سيطرت عليها ابتسامة هادئة لطيفة بعد لحظات  والوسطى تتأملها بملامح مندهشة سرعان ما تحولت الى ابتسامة خفيفة والثالثة بملامح كارهة سرعان ما تحولت الى أخرى هادئة لا تدل على شيء ..

كان قيصر يتأملها من رأسها الى أخمص قدميها وقد بدت في فستانها الرقيق قمة في الرقي والأنوثة ..

كان فستانا طويلا راقيا جذابا ينتهي بمسافة قريبة من كاحلها ذو لون زهري مطعما بنقوش محببة من النصف السفلي ..

كانت الجهة الأمامية من الطرف العلوي مكونة من قماش من الدانتيل الأبيض الذي يغطي الطرف العلوي بالكامل حتى رقبتها بإستثناء ساعديها وذراعيها حيث كان ذو أكمام شفافة طويلة من نفس القماش الزهري المزخرف المستخدم في النصف السفلي من الفستان..

ترتدي في قدميها حذاء كريمي اللون ذو كعب عالي متوسط الطول فهي طويلة لا تحتاج الى كعب عالي للغاية .. 

شعرها المتوهج كان منسدلا بنعومة وقد رفعت خصل قليلة من جانبيه وأعادتهما نحو الخلف قليلا أما وجهها فلم تضع فيه سوى الكحل الاسود وأحمر شفاه زهري اللون ..

كان يود بالإنفراد بها في تلك اللحظة بعيدا عن أعين الجميع وكم تمنى لو يستطيع أن يفعل ذلك بعد انتهاء المراسيم لكن بالطبع لن يسمح والدها له بالخروج معها قبل إقامة حفل الخطبة وارتداء الخواتم ..

" تعالي حبيبتي .. تعالي واجلسي بجانبي .."

سمع صوت عمته هند يصدح في المكان مرحبا بها لتتجه شمس نحوها بخجل أدهشه للغاية وهو يتسائل في داخله عن تلك الفتاة الخجولة التي تجلس بجانب عمته على الطرف الآخر من الكنبة التي يحتل هو الطرف المقابل منها ..

هز رأسه بإستنكار من هيئتها وعينيها المنخفضتين نحو الأسفل وإجابتها الخافتة الرقيقة على سؤال عمتها عن حالها وفي داخله تمنى لو تبقى هكذا الى الابد ..

كم سيكون مرتاحا سعيدا حينها ..؟!

" ماشاءالله يا هانم .. مثل الشمس حقا .."

قالها هند الى امها التي رسمت إبتسامة مصطنعة على شفتيها وردت بهدوء :

" هذا من ذوقك يا مدام .."

ثم نظرت الى والدة قيصر الهادئة وفي داخلها تجزم إن تلك المرأة ليست كما تبدو الآن بذلك الهدوء والصمت ..

هتف عمه صالح وقد قرر افتتاح الحديث :

" دعونا نتحدث بما جئنا لأجله .. نحن بالعادة نسمح لأختنا الكبيرة بالتحدث في هذه المناسبات فهي كبيرة العائلة وبمثابة ام لجميع أولادنا .."

ظهر الإمتعاض كليا على وجه كوثر فكيف لها أن تكون جالسة في خطبة ابنها الأكبر وأخرى تتحدث عنها ..

لاحظت مها ملامحها التي تبدلت بعد لحظة لتبتسم داخلها بسخرية وهي تفكر إنها تمثل الهدوء لا اكثر ..

صدح صوت هند التي قالت :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" قيصر ليس مجرد ابن اخي الأكبر رحمه الله بل هو كبير عائلتنا .. لا أمدحه كونه ابن اخي الذي أعتبره ابني ايضا لكن يكفيني أن أخبرك إن ابنتك ستكون في أمان و سعادة معه .."

انتبه قيصر لذلك التهكم الذي سيطر على ملامح والدة شمس فسيطر الجمود عليه للحظات وتسائل في داخله عن ردة فعل شمس على حديث عمته واذا ما كانت تهكمت في داخلها عليه ..

لم يكن يعلم إن شمس كانت تشعر في تلك اللحظة بالإختناق ولم تكن ترغب بشيء سوى انتهاء هذه الخطبة التعيسة ورحيلهم جميعا ..

" أنا أثق إنه سيحبها ويحميها ويحافظ عليها بدمه .. أنت ستعطيها لرجل حقيقي ... "

أكملت وهي تنظر الى شمس التي رفعت وجهها فظهرت ملامحها المرتبكة :

" كريمتك ماشاءالله قمة في الأدب والجمال .. يكفي إن قيصر إختارها لأعلم إنها تمتلك من الاحترام والهدوء و الأخلاق ما يجعله يريدها دونا عن الجميع كزوجة له .."

نظرت شمس اليها بصمت وهي تفكر إنها ليست هادئة أبدا وقيصر أكثر شخص شهد جنونها ..

" لذا يشرفني أن أطلب يد كريمتك لولدنا قيصر وأتمنى أن توافقوا على ذلك .. ونحن جاهزون لكل ما تطلبونه فعروسنا تستحق كل غالي ونفيس .."

سمعت شمس والدها يقول كلام عام عن قيصر وسمعته التي لا غبار عليها قبل أن ينهي حديثه بجملة :

" لكن الرأي في النهاية رأيها هي ... هي من لها الحق في قبول الزيجة من عدمه .."

اتجهت جميع الأنظار الى شمس حينما سألتها هند :

" ماذا يا شمس ..؟! نريد سماع رأيك .. هل أنت موافقة على الزواج من قيصر ..؟!"

تمنت شمس لو تنشق الأرض وتبلعها بعدما شعرت بأنظار الجميع ترتكز عليها ..

ابتلعت ريقها وهي تهتف بتردد :

" الرأي رأي أبي يا هانم .."

ابتسمت هند برضا وقالت :

" والدك موافق لكنه يريد رأيك فهو لن يعطيك لنا دون موافقتك .."

صمتت شمس ولم تستطع النطق بينما قال عدنان خال قيصر بهدوء وإبتسامة صادقة :

" السكوت علامة الرضا .. أليس كذلك يا ابنتي ..؟!"

رفعت شمس بصرها نحوه وإبتسمت بتوتر لتهتف هند بحبور :

" وهاهي تبتسم ايضا بخجل .. لنقرأ الفاتحة اذا ..."

ثم رفعت كفيها نحو الأعلى وبدأت في قراءة الفاتحة وفعل الجميع مثلها حتى كوثر التي فعلت ذلك على مضض وهي لا تصدق إن إبنها سيتزوج من تلك الفتاة التي لا توجد بها ميزة واحدة ..

لقد راهنت إن ما جذبه إليها جمالها على الأقل فظنت إنها ستجد نفسها أمام فتاة خارقة الجمال متفجرة الأنوثة لكنها صدمت بشمس التي كانت عبارة عن فتاة صغيرة ذات ملامح عادية ..وبالرغم من إنها بدت جذابة بفستانها و شكلها الذي جعلها تبدو وكأنها تنتمي حقا لطبقتهم الراقية لكنها لم تمتلك الشيء الذي كانت تظنه موجودا بها والذي جعل ابنها يختارها ويصر عليها هكذا وهو الجمال الخارق والأنوثة الشديدة فهي صغيرة للغاية  لدرجة تجعلها شبه متأكدة إنها لا تناسب ابنها الناضج والمفعم بالرجولة الشديدة ..

انتهى الجميع من قراءة الفاتحة بينما جرت بعض الاحاديث الجانبية بين الموجودين وقد قررت مها أن تتحدث مع العمة بنبرة مستحسنة متجاهلة والدة قيصر تماما التي بدورها اكتفت بمراقبة الجميع بصمت ..

.......................................................................

جلست شمس بجانب اختها في المطبخ وهي تتنهد بأرهاق بينما ربى تهتف بها :

" أخبريني ماذا حدث .. هيا .."

قالت والدتها وهي تدلف الى المطبخ :

" حددنا موعد الخطبة والذي سيكون يوم الجمعة القادمة اي بعد خمسة ايام .. "

سألتها ربى بفضول :

" هل ستكون خطبة فقط ام عقد قران ..؟!"

ردت والدتها وهي تنظر الى شمس التي نهضت واتجهت نحو الثلاجة تخرج لها بعض الطعام كي تتناوله :

" سيكون عقد قران ايضا .."

أكملت بضيق :

" العريس من أصر على ذلك .. مثلما أصر أن يتزوجان قبل بداية العام الدراسي الجديد .."

" بالطبع سيصر .."

ثم أكملت وهي تغمز لأختها :

" فهو عريس ينتظر ليلة إجتماعه بعروسه على أحر من الجمر .."

رمقتها شمس بنظرات حادة بينما اكملت ربى وهي تخفي ضحكتها بصعوبة :

" وماذا عن عائلته ..؟! كيف هم ..؟!"

ردت مها بجدية :

" والدته لم تعجبني إطلاقا .."

نظرت اليها شمس بصمت وهي تفكر إنها لم ترتح لها بدورها رغم إنه لم يجمعها معها حديث سوى تحية الوداع عند خروجهم بعدما أخبرتها هند إن هذه والدة قيصر ..

كانت إمرأة جميلة جذابة تبدو في الخمسينات من عمرها ذات ملامح حادة قوية ..

وبالرغم من إنها لم تقل لها شيئا حيث ردت عليها تحيتها بهدوء الا انها لم تحبها ابدا ..

" وماذا عن البقية ..؟!"

سألتها ربى بفضول لتكمل مها :

" عمته سيدة محترمة .. أعجبتني للغاية .. وقورة جدا ولها هيبة واضحة .. زوجة عمه وكذلك زوجة خاله تبدوان جيدتان ورجال عائلته جيدون كبداية طبعا .."

تنهدت وأكملت :

" أتمنى أن يكونوا على قدر التوقعات كما أتمنى ألا تسبب والدته المشاكل لكِ يا شمس ..؟!"

لم ترد شمس بل جلست على الطاولة وبدأت تتناول طعامها بعدما سخنته وهي تفكر في حديث والدتها وتتمنى داخلها ان تكون عائلته لطيفة معها فيكفيها هو وقسوته وغروره ..

.........................................................................

دلف قيصر الى جناحه أخيرا بعد يوم طويل ليخلع سترته ويرميها على السرير يتبعها بربطة عنقه ثم يخرج هاتفه من جيبه ويفتحه بعدما جلس هو بدوره على السرير ليجد اتصالات من عدة اشخاص آخرهم حاتم ..

انتبه الى ريتا التي اتصلت به عدة مرات فتعجب من ذلك ليقرر الاتصال بها فربما تحتاج شيئا ..

ردت عليه ريتا بسرعة :

" كيف حالك يا قيصر ..؟! اتصلت بك كثيرا ولم ترد .."

أجابها وهو يفك أزرار قميصه العلوية :

" انا بخير يا ريتا .. ماذا حدث ..؟! هل هناك شيئا ما لتتصلي بي عدة مرات ..؟!"

ردت ريتا متأسفة :

" اعتذر يا قيصر .. لكن هناك مشكلة في المركز ولم أستطع حلها لوحدي .."

" مشكلة ماذا ..؟!"

أجابته شارحة له تلك المشكلة التي لم تستطع حلها ليخبرها أخيرا بعدما انهت حديثها:

" بسيطة يا ريتا .. أعطني يومين وسوف أجلب لكِ الموافقة من البلدية .. "

هتفت ريتا بسرعة وإمتنان :

" أشكرك كثيرا يا قيصر .. كنت أعلم إنك الوحيد القادر على انقاذي .. "

أكملت بعدها بشوق صادق :

" متى ستنير منزلي بزيارتك فأنا أتحرق شوقا إليك ..؟؟"

رد بعد صمت استمر للحظات :

" لا أعلم يا ريتا فأنا مشغول حقا هذه الفترة .."

جاءه صوتها الأنثوي الرقيق مشوبا بالحزن :

" على راحتك يا قيصر .. انا دوما في إنتظارك .."

أنهى قيصر مكالمته معها ليأتيه اتصلا مباشرة من حاتم الذي هتف ما إن أجابه :

" اهلا بالعريس .. ما الاخبار..؟! أريد أن أطمئن .. هل أعطوك الفتاة ..؟!" 

رد قيصر وهو يبتسم بخفة :

" هل لديك شك في هذا .."

ضحك حاتم وهو يرد :

"بالطبع لا ..من يستطيع أن يرفضك يا باشا .."

ابتسم قيصر وهو يتجه نحو المرآة يعدل شعره بينما حاتم يكمل :

" مع من كنت تتحدث قبل قليل ..؟! ظهر لي إنه لديك مكالمة اخرى .. "

اكمل بخبث :

" لا تقل لي إنك تحدثت مع عروسك ما إن عدت فورا تسألها عن رأيها بك اليوم وعن مدى سعادتها بخطبتكما .."

رد قيصر هازئا : 

" بل كنت اتحدث مع ريتا .."

صاح حاتم مندهشا :

" ريتا .. ريتا يا قيصر .. تتحدث مع عشيقتك بعد خطبتك أخرى بأقل من ساعة .."

رد قيصر بإقتضاب :

" هي من اتصلت بي وكانت تريد مني مساعدة .."

سأله حاتم بجدية :

" وهل ستساعدها ..؟!"

رد قيصر :

" بالطبع .. منذ متى وأنا لا أساعد من يخصني او يهمني .. ؟! ريتا تهمني .. في النتيجة انا اعرفها منذ اعوام ولم أرَ منها سوءا أبدًا .."

" ألن تنهي علاقتك معها بما إنك ستتزوج ..؟!"

حل الصمت المطبق بينهما قبل أن يرد قيصر بهدوء :

" اترك كل شيء لوقته .. فأنا ما زلت أعزب .."

انهى قيصر المكالمة مع صديقه قبل أن يبحث عن رقم شمس فيرسل لها رسالة نصية مقتضبة :

" سأكون عندك غدا صباحا في تمام الساعة الحادية عشر كي نذهب ونشتري خواتم الخطبة .. كوني جاهزة في الموعد المحدد  .."

ثم رمى هاتفه واتجه لتغيير ملابسه والنوم فهو يشعر بالإرهاق الشديد ويحتاج أن ينام لساعات طويلة ..

..................:..................................................


نظرت شمس الى الرسالة بوجوم ثم صاحت وهي ترمي الهاتف على السرير بحنق :

" أوامر .. أوامر .. أوامر .. لا يعرف سوى إلقاء الأوامر .."

أكملت بضيق :

" حسنا انا مرهقة ولا طاقة لي للخروج .. "

زمت شفتيها بعبوس ثم عادت تنظر الى هاتفها بحنق لتفتحه وتقلب به قبل أن يجذب إنتباهها خبرا جعل عيناها تتسعان بصدمة ..

( علاقة تارا الهاشم مع رجل الأعمال المعروف قيصر عمران تطفو الى السطح من جديد ومقربون من الطرفين يؤكدون زواجهما العرفي منذ مدة طويلة ..)

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

الفصل الرابع عشر

( اعتذر عن التأخير بس النت فصل شوي ... )

قفزت شمس من فراشها بعدم تصديق وهي تفكر إن الله يحبها لدرجة أن ينتشر هذا الخبر قبل أن تتم الخطوبة رسميا ويرتديان الخواتم ودون أن يعلم أحدا بشأن الخطوبة ..

حملت هاتفها وقررت الإتصال به كي تخبره بالنبأ السعيد ..

ضغطت على إسمه وهي تفكر في ردة فعله بعد قرائته للخبر ..

لحظات قليلة وجاءها صوته البارد يسألها :

" ماذا تريدين ..؟! "

ردت وهي تكتم ضحكتها بصعوبة :

" اهدأ من فضلك .."

أكملت بهدوء مصطنع :

" أردتُ الإطمئنان عليك بعدما قرأت ذلك الخبر .. فكرت إنك ستنزعج منه كثيرا بالتأكيد .."

سألها مستغربا :

" أي خبر ..؟!"

تجاهلت سؤاله وهي تسأله بدورها :

" الخبر غير صحيح .. أليس كذلك ..؟!"

عاد وسألها بنفاذ صبر :

" عن أي خبر تتحدثين ..؟! أنا لا افهم .."

ردت مدعية الدهشة : 

" أنت حقا لا تعلم شيئا عنه ..؟! يا إلهي .."

أردفت بنبرة متأسفة مصطنعة :

" هناك خبر عنك وعن تلك المغنية .. تارا الهاشم .. يقولون إن هناك أخبار أكيدة عن زواجكما العرفي .."

صاح منفعلا :

" من كتب هذا ..؟! تحدثي .."

ابتلعت ريقها بتوتر من غضبه المخيف  وهي ترد :

" لا أعلم .. قرأت الخبر في موقع شهير و .."

وجدته يغلق الهاتف في وجهها لتمتعض ملامحها وهي تردد بحنق :

" الغبي أغلق الهاتف في وجهي .."

أردفت بضيق :

" لم يتح لي الفرصة كي أشمت به كما كنت أتمنى .."

هوت بجسدها على السرير وهي تفكر بما سيحدث بعد هذا الخبر الذي تتمنى بحق أن يكون لصالحها ..

....................................................................


اغلق الهاتف في وجهها ثم أخذ يقلب به وهو يقرأ الخبر الذي إنتشر بسرعة كبيرة فالخبر يتحدث عن ذلك الزواج العرفي بين المغنية المعروفة وأشهر نجمات جيلها و رجل الأعمال الشهير ..!!

الخبر إنتشر كالنار في الهشيم والأسوء من ذلك تأكيد بعض المواقع عن وجود عقد الزواج بحوزتهم .. 

ضغط على الهاتف بقبضته ثم ما لبث أن بحث عن رقم أحدهم يعرفه جيدا وإتصل به ليأتيه صوت الرجل الذي يحفظه عن ظهر قلب يهتف به :

" قيصر باشا .. أعلم مدى غضبك لكن صدقني نحن نحاول أن نتصرف وننفي الخبر بطريقة مقنعة .."

صاح بغضب مخيف :

"أين نجمتك المصون يا ناصر بك ..؟!"

رد ناصر بحذر :

" تارا لا علاقة لها بكل هذه الأخبار .. هي لن تستفيد شيئا من كل هذا .. على العكس تماما فخبر كهذا سينقلب ضدها .."

" أين هي الآن ..؟!"

سأله قيصر بنفاذ صبر ليرد ناصر بحذر :

" هي في المنزل القديم .. طلبت منها عدم التواصل مع أي أحد الآن حتى نتصرف ونحذف الخبر بأسرع طريقة .."

ضحك متهكما :

" تحذفه من أين بالضبط ..؟! من المواقع التي تناقلته بسرعة ..؟! أم من صفحات عامة الناس والذين تداولوا الخبر بسرعة كبيرة فأصبح محور حديثهم .."

رد ناصر بجدية :

" أنت تعلم يا قيصر شعبية تارا في المنطقة كلها .. هي ليست مطربة عادية ولهذا خبر زواجها السري سينتشر بهذا الشكل خاصة عندما يكون الزوج رجلا معروفا في المنطقة بأعماله وثراءه وإسمه .."

" طالما إنك تدرك هذا ، كيف ستحذفه أخبرني ..؟!"

سأله قيصر بحدة مخيفة ليقول ناصر بسرعة :

" يا باشا أنا أفعل ما بوسعي .. وأنت أيضا ساعدنا بذلك .. مهما بلغت سلطتي أنا وتارا ومهما كان لدينا من معارف لن نصل الى سلطتك ومعارفك الذين يستطيعون أن يتصرفوا بسهولة .."

" إستمر فيما تفعله وأنا بدوري سأحاول التصرف .."

قالها بإقتضاب وهو يغلق الهاتف في وجهه ..

اتجه مسرعا نحو الخزانة وارتدى ملابس الخروج ثم خرج من الجناح ..

قابل في طريقه سوزان التي أخذت تناديه وهي تسأله عن الخبر لكنه تجاهلها كليا ..

خرج من داخل القصر ثم اتجه الى الكراج مخبرا رجاله ألا يتبعونه فهو قرر الذهاب اليها ولا يجب أن يأتي أحد معه ..

قاد سيارته الى منزلها القديم الذي سبق وذهب اليه عدة مرات وهو يفكر بحل لما يحدث ..

دلف بسيارته الى داخل المنزل حديث الطراز ليفتح الباب ويخرج منه ..

ضغط على جرس الباب لتفتح له كارلا مساعدتها الباب وهي تهتف بملامح بدت لها خائفة قليلا :

" قيصر باشا .."

" أين تارا ..؟!"

سألها وهو يدلف الى الداخل ليأتيه صوت تارا التي تتقدم نحوه بأناقتها المعهودة وملامحها الباردة تهتف به بهدوء :

" اهلا قيصر .. توقعت زيارتك .."

نظر نحو كارلا التي هتفت بهما :

" سأترككما لوحديكما.."

ثم سارت متجهة الى احدى الغرف البعيده عنهما لتهتف به بنفس الهدوء :

" تفضل الى صالة الجلوس .. سنتحدث هناك .."

هتف بعدم تصديق :

" ما بالك تتحدثين بهذه الطريقة ..؟! ألا تهتمين بذلك الخبر ..؟!"

ردت بضيق :

" بالطبع أهتم .. لكن ماذا سأفعل ..؟! أخبرني ..؟! ناصر سيتصرف .. وحتى لو لم يستطع أن يفعل شيئا سأتجاهل الأمر برمته .. "

قال بحدة :

" تتجاهلين الخبر عندما يخصك لوحدك .. لكن هذا الخبر يخصني أنا ايضا .. "

صاحت بنفاذ صبر من إسلوبه السخيف معها :

" وما ذنبي أنا .. ؟! هل تظن إني وراء الخبر ..؟! لا علاقة بكل هذا يا قيصر .. لست مجنونة لأفضح سرا قديما مرت عليه ثلاث سنوات .. كما إن الخبر يضرني أكثر مما يضرك .. "

هتف معترضا :

" بل يضرني للغاية يا تارا .. إنه يخص مركزي وسمعتي في البلد .."

قالت بنزق :

" حسنا ، ماذا أفعل لك ..،؟ لا علاقة لي بكل هذا .. لا تلقي اللوم كله علي وكأنني أجبرتك على هذا .... "

أردفت بعصبية :

" كما إنني الأخرى لدي سمعتي التي سيضرها هذا الخبر كثيرا ... سمعتي وإسمي ومكانتي في الوسط عموما ... ولدي عائلتي الذين سيتأثرون بالطبع بهذا الخبر .."

كظم غيظه بصعوبة وهو يخرج هاتفه ويجري عدة اتصالات مع أشخاص مختلفون بينما زمت تارا شفتيها بعبوس وهي تتجه نحو الكنبة تضع قدما فوق الأخرى تتابعه بملل ..

انتهى من مجموعة اتصالاته بعد مدة ليجدها تجلس على الكنبة تتناول مشروب النبيذ بملامح هادئة ليزفر أنفاسه بقوة وهو يردد بحنق :

" ليتني أمتلك قليلا من هدوئك ولا مبالاتك يا تارا .."

ردت بتهكم :

" لو كانت العصبية ستغير شيئا لكنت تعصبت وصرخت وحطمت كل ما يمر أمامي حتى صباح اليوم التالي .."

أخذ نفسا عميقا ثم قال :

" اسمعيني جيدا .. ستنفذين جميع ما أقوله إذا كنتِ تريدين تأكيد عدم صحة هذه الأخبار بسرعة .."

نظرت إليه بلهفة صادقة وردت :

" بالطبع أريد .. تحدث .."

سألها بجدية :

" قبلها .. أخبريني .. هل يعلم أحدا بشأن زيجتنا غيرنا أنا وأنتِ وناصر وكارلا و عادل ..؟!"

ردت بسرعة :

" كلا.. !! والله لا يعلم أحدا سوانا انا وانت وكارلا وبالطبع ناصر وعادل كونهما شاهدين على العقد .."

اومأ برأسه وهو يرد :

" جيد .. اسمعيني جيدا اذا .."

نظرت إليه بترقب حيث بدأت تركز في كل ما يقوله ..

..........................................................................

في صباح اليوم التالي ..

استيقظت شمس على صوت رنين هاتفها لتتأفف بضيق وهي تفكر في هوية المتصل قبل أن تتسع عيناها بدهشة وهي ترى اسم قيصر يضيء أمامها لتبتلع ريقها وهي تجيب عليه :

" نعم ..لماذا تتصل بي مبكرا ..؟!"

رد بضيق مكتوم :

" مبكرا ..!! الساعة تجاوزت الحادية عشر وأنا إتفقت معكِ على هذا الموعد .. "

قفزت من فوق سريرها تسأله بدهشة :

" أي موعد ..؟!"

صاح بغضب :

" لا تخبريني إنكِ نسيتِ الموعد بعدما أخبرتك به في رسالة البارحة .. "

قالت بتلعثم :

" لقد ظننت إنك لن تأتي بعد خبر البارحة .."

هتف آمرا :

" خمس دقائق وتكونين أمامي .."

ثم أغلق الهاتف في وجهها من جديد لتلعنه في سرها قبل أن تركض نحو الخزانة وتخرج ملابس مناسبة لها ..

بدلت ملابسها في سرعة قياسية ثم رفعت شعرها بهيئة ذيل حصان بدا غير مرتبا بسبب الإستعجال ..

خرجت من المنزل ودلفت الى السيارة لتتفاجئ به أمامها بكامل أناقته وهيمنته المعتادة والغريب إن ملامحه كانت مسترخية للغاية وكأنه لا يوجد شيء يقلقه او يزعجه ..

تأملها قيصر بملابسها المكونة من بنطال جينز ازرق اللون وتيشرت أحمر ذو أكمام قصيرة تصل الى ربع ذراعها .. شعرها الناعم مربوط بشكل ذيل حصان متراخي حيث تحررت بضعا من خصلاتها خارجه ..

سمعها تلقي تحية الصباح عليه ليرد بهدوء قبل أن يهتف بها بجدية :

" أتمنى ألا يتكرر ما حدث يا شمس فأنا أحب الإلتزام بالمواعيد عموما .."

هزت رأسها بلا مبالاة بينما كتم هو غضبه بصعوبة ليقود سيارته متجها الى محل المجوهرات ..

بعد مرور نصف ساعة ..


هبطت شمس من السيارة بعدما فتح قيصر لها الباب لتسير بجانبه متجهة الى محل المجوهرات الذي يعتبر أكبر وأشهر محل مجوهرات في البلاد والذي كانت تقرأ عنه في المجلات والأخبار وترى الإعلانات المنتشرة عن فخامة مجوهراته وروعة تصميمها ..

كان من المفترض أن تكون سعيدة منبهرة في هذه اللحظة لكنها حقا لم يكن لديها المزاج لذلك ..

" لماذا لم تأتِ والدتك معنا ..؟!"

توقف في مكانه للحظة ثم نظر إليها وهتف :

" لم أطلب منها المجيء .. فضلت أن نأتي هنا لوحدنا .."

رفعت حاجبها مرددة بمكر :

" لم تطلب منها المجيء لهذا السبب أم لإنك لا تريد أن يحدث أي لقاء قريب بيننا ..؟!"

زفر أنفاسه ورد بهدوء :

" ولمَ لا أريد ذلك ..؟!"

حركت كتفيها وهي ترد مصطنعة الجهل :

" لا أعلم .. ربما لإنك تخشى أن لا يكون لقاءنا غير جيدا على الإطلاق .. "

نظر حوله يتأكد من عدم وجود أحد ثم اقترب منها أكثر منحنيا ببطأ نحوها هاتفا بصوت قوي :

" انا لا أخشى شيئا يا صغيرة .. على العكس .. فأنا الجميع يخشاني وبشدة .."

 زمت شفتيها وهي ترد بعفوية :

" ولكنني لا أخشاك .."

نظر إليها عن كثب ملتهما تفاصيلها الجذابة بالنسبة له وملامحها التي أصبحت تلقائية لأول مرة متخلية عن الكره والنفور اللذان دائما ما تحملهما له ..

هتف بصوت جذاب :

" مبدئيا هذا لا يعتبر أمرا سيئا بالنسبة لي .. "

نظرت إليه بدهشة مما قاله ليردف مفسرا ما قاله :

" أنا لا أريدك أن تخافي مني يا شمس أبدا .. على العكس تماما .. أنا أريدك أن تشعري بالأمان معي والراحة بوجودي والحرية بين أحضاني .. أريدك أن تكوني كما كنتِ دوما .. عفوية .. منطلقة .. سعيدة .."

نظرت إليه بصمت وعيناها تتأملان ملامحه الرجولية الوسيمة لأول مرة بتروي ..

ظل يترقب ردها على حديثه الذي يجزم إنه أصاب قلبها إجبارا عنها ليجد ملامحها تتغضن تدريجيا قبل أن يخرج صوتها المقتضب :

" أنت تبالغ قليلا .. كلانا يعرف إنه من المستحيل أن أكون سعيدة .. حرة طليقة بعد زواجي منك .. فأنت بالطبع تدرك مدى الفرق بيني وبينك وبين حياتي وحياتك والأهم سبب هذه الزيجة وكيف ستتم .."

" سنرى يا شمس .. أعدكِ إنك ستشعرين بكل هذا وأكثر .. "

قالها بثقة غريبة قبل أن يهتف بجدية :

"دعينا ندخل الآن ..."

أومأت برأسها وهي تسير خلفه وكلماته ترن داخل أذنها بإستمرار وثقته تلك تخيفها ..


بعد مرور دقائق ..

كانت شمس تقف أمام مجموعة رائعة من خواتم الخطبة تتأملهم بصمت وهي محتارة في إختيار الخاتم المناسب خاصة إن جميع الخواتم رائعة التصميم و كل خاتم يمتلك تصميم مبهر يميزه عن الآخر ..

فوجئت بقيصر يمسك كفها و يدس احد الخواتم  في بنصرها ..

" خاتم رائع .. يليق بكِ كثيرا .."

قالها بصوته الرجولي قبل أن يرفع وجهه نحوها متأملا وجهها المنخفض نحو الأسفل يتمعن النظر في ذلك الخاتم الذي يحيط إصبعها بتملك ..

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

لا تنكر إنه رائع التصميم ولا تنكر إن ذوق هذا الرجل رائع لكنها لن تظهر له هذا ..

مطت شفتيها وهي تخلعه من إصبعها تهتف بعدم إهتمام :

" لم أحبه .. "

ثم أشارت الى خاتم آخر تصميمه أقل من عادي وقالت :

" أريد هذا .."

حدق بها متعجبا من ذوقها الرديء فهي تختار أقل الخواتم جمالا ليهتف بجدية :

" شمس إنظري جيدا .. هذا أجمل بمراحل .."

ردت بعناد :

" انا من سيرتديه ولستَ أنت .."

أغمض عينيه وهو يعتصر قبضة كفه بقوة كي لا يرد عليها بما لا يليق بها بينما هتفت هي بإصرار:

" أريده .. لن أرتدي بسواه .."

نظر إلى وجهها المتحفز للبدأ في وصلة عناد لا تنتهي ليومأ برأسه وهو يشير الى صاحب المحل يطلب منه أن يضع هذا الخاتم في علبته فهو سيشتريه ..

" اجلسي وارتاحي انتِ حتى ينتهي من تغليفه .."

قالها بجدية لتهز رأسها بعدم إهتمام قبل أن تسير متجهة نحو احد الكراسي وتجلس عليه ..

أخرجت هاتفها من حقيبتها الصغيرة وبدأت تقلب به حيث وجدت رسالة من صديقتها سرعان ما ردت عليها ..

شعرت به بعد لحظات أمامها يهتف بها :

" هيا دعينا نخرج .."

نهضت من مكانها وسارت أمامه متعجبة من تلك النظرة المقتضبة التي ألقاها على مسامعها لكنها لم تهتم ..

كانت تسير بجواره نحو السيارة حينما سمعت صوت فتاة تنادي عليها لتتجهم ملامحها وهي تستدير نحوها فتهتف الفتاة بها :

" شمس كيف حالك .. ؟! ما أخبارك .. ؟! لماذا لا تتواصلين معنا منذ أن بدأت الإجازة ..؟!"

نظرت بعدها الى قيصر الذي يقف بجانبها بوجه جامد فهتفت به وهي تتأمله بفضول :

" ألن تعرفينا ..؟!"

" قيصر خطيبي .. تقى زميلتي في الجامعة .."

مدت تقى يدها نحوه بشكل تعجبت له شمس فتقى ليست من النوع الذي يتبادل السلام في الأيدي ..

" مرحبا .. تشرفت بمعرفتك .. أشعر بإني رأيتك مسبقا .. "

بالكاد لامس كف قيصر كفها وهو يرد مجاملة :

" اهلا بك يا انسة .."

مالت تقى عليها تهمس لها بصوت خافت :

" من هذا الوسيم ..؟! وجهه ليس غريبا أبدا .. أين وجدتيه يا فتاة ..؟! يا لكِ من محظوظة .. إنه يبدو من اولئك اللذين ينتمون للطبقات العليا اللذين نسمع عنهم ونراهم بالتلفاز .."

ابتسمت شمس بتصنع وهي تبتعد عنها مرددة :

" سعدت كثيرا بلقائك يا تقى .. اعذريني فيجب أن أذهب الآن .. سأتواصل معك بالتأكيد .."

ثم سارت معه وهي تشعر بالضيق من هذا اللقاء الغير متوقع ..

جلست شمس في السيارة وجلس قيصر بدوره في كرسي السائق ليعطيها الكيس الذي يحوي الخاتم فتتأمل تلك العلبتين داخله بدهشة قبل أن تسأل :

" هل إشتريت خاتمك ..؟!"

رد بهدوء :

" كلا ، خاتمي سأشتريه فيما بعد .. العلبتان لك .."

فتحت العلبتين بسرعة لتجد الأولى تحتوي على الخاتم الذي إختارته والثانية تحتوي على الخاتم الذي أعجبه لتصيح :

" ما هذا ..؟! لمَ إشتريته ..؟!"

رد بفتور :

" لإنه أعجبني .."

" لن أرتديه .. أنت لا تستطيع إجباري على هذا.."

قالتها بحدة ثم أكملت :

" خذه حالًا وإلا سأرميه في النفايات .."

شهقت بفزع ما إن جذب ذراعها بقوة مقربا وجهها من وجهه مرددا بصوت صارم :

" الى هنا ويكفي .. تماديت كثيرا وصبري نفذ .. متى ستكفين عن تصرفاتك الطفولية الغبية  ..؟! أخبريني ..؟!" 

ابتلعت ريقها ورددت بخفوت :

" اتركني .. لا يجوز أن تقترب مني هكذا .."

دفعها بعيدا عنه كشيء معدي ثم شغل السيارة وبدأ في قيادتها لتبتعد هي قدر المستطاع بجسدها عنه ..

بعد لحظات كانت السيارة تقف في الشوارع المزدحمة للغاية في هذا الوقت من اليوم ..

فتحت شمس هاتفها وبدأت تقلب في تطبيق الإنستغرام خاصتها حينما سألته فجأة :

" هل تمتلك حسابا على الإنستغرام .. ؟! ما اسمه ..؟!"

رد بأقتضاب معطيا إياها اسم الحساب لتبحث عنه فتجده مقفلا ..

زمت شفتيها وهي تردد :

" لماذا حسابك مقفل ..؟! أنت رجل وليس إمرأة كي تقفله ..؟!"

نظر لها بحدة لتتوتر ملامحها وهي تبرر حديثها :

" أقصد يعني أنك رجل لن تخاف إذا ما تابعك الغرباء ورأوا صورك كما إن صورك منتشرة في كل مواقع التواصل .."

رد بهدوء :

" لا أحبذ أن يرى يومياتي سوى أصدقائي ومعارفي المقربين .. أحب أن يكون لدي خصوصية وألا تكون صوري الخاصة متاحة للجميع .. "

هتفت بسرعة :

" تابعتك .."

هز رأسه بعدم إهتمام لتصيح به بغيظ :

" إقبل الطلب .."

ضغط على اعصابه بقوة قبل أن يخرج هاتفه ويفتح التطبيق ثم يقبل الطلب وهو يفكر إنها تختبر صبره بتصرفاتها تلك ..

نظر إليها فوجدها تقلب في حسابه بفضول استغربه قبل أن تهتف :

" أنت لا تتفاعل كثيرا كي لا تحب أن يرى أحدا يومياتك .. ظننتك تنشر تفاصيل حياتك بإستمرار .."

أردفت بعدها غير منتبهة لسأمه من الزحام الذي لا يتحرك :

" تارا الهاشم .. هذا يعني إن تلك الشائعات صحيحة .."

انتبه لحديثها ليجدها تتأمل صورته مع تارا في إحدى السهرات بتمعن قبل أن تسأله وهي ترفع وجهها نحوه :

" هل كنتما على علاقة حقا ..؟! هل كنت تنوي الزواج بها كما يقولون ..؟!أم إنكما بالفعل متزوجان كما يقولون البارحة ..؟!" 

رد وهو يقترب منها لا إراديا متمعنا بتفاصيل وجهها المترقبة لجوابه ليقول :

" نعم .. كان هناك شيء من هذا القبيل لكن لم يصل الى الزواج بالتأكيد .. ما رأيك الأن ..؟!"

ردت وهي تمط شفتيها بأسف :

" ليته حدث .. ليتك تزوجت بها .. لم يكن ليحدث كل هذا وقتها .."

نظر إليها مندهشا من لا مبالاتها وعدم إهتامها أبدا بما قاله ليسأل مندهشا :

" هل حقا ما تقولينه ..؟!"

ردت وهي تقرب وجهها من وجهه بعفوية :

" كنت الآن متزوج بها وربما لديك طفلا منها .. "

زمت شفتيها وأكملت غافلة عن نظراته التي تركزت على شفتيها المزموتين ورغبته بتملكها تتصاعد :

" كيف تركتها لا أعلم ..؟! إنها فاتنة و .."

انتبهت لنظراته الغريبة فإبتلعت ريقها وقبل أن تتحرك كانت شفتاه تعانق شفتيها بقبلة ناعمة رقيقة ..

قبلة كان يريدها منذ وقت طويل وها قد نالها ..

ابتعد عنها بعد لحظات بملامح منتعشة رغم الرغبة التي تسيطر عليها بعد هذه القبلة ليجد وجهها يشحب تدريجيا وملامحها جامدة تماما ..

رفعت كفها بنية صفعه لكنه كان أسرع منها وهو يقبض عليه ..

احتل الغضب ملامحه فقال بحدة :

" ألم أحذرك مسبقا من فعلتك هذه وتوابعها ..؟!"

صاحت بصوت مرتجف من ردة فعله :

" نعم حذرتني .. لكنك تستحق هذا .. أخبرتك مسبقا إنه لا يحق لك أن تلمسني بهذه الطريقة .."

أردفت بعدها بحنق :

" إن كنت تظن إنك بخطبتك لي سوف تمتلكني كليا وتفعل بي ما تشاء فأنت مخطئ .. موافقتي على الزواج بك وحتى إرتدائي خاتمك يوم الجمعة لا يعني إنني سأسمح لك بفعل هذا .."

قاد سيارته بعدما بدأت السيارات تتحرك ليهتف أخيرا :

" يوم الجمعة ستصبحين زوجتي يا شمس فهناك شيخ سيعقد قراننا وحينها يحق لي ما هو أكثر من القبلة بكثير .."

ردت معترضة رغم خجلها وضيقها من حديثه :

" إنه عقد قران فقط وليس زفاف .. لهذا لا تظن ولو للحظة إنني سأسمح لك بلمسي او الإقتراب مني حتى بعد عقد قراننا .."

سمعته يقول بصوت بدا لها ماكرا :

" لكنك ستفعلين وتسمحين لي بكل شيء بعد الزفاف .. أليس كذلك ..؟!"

لم ترد عليه بل أشاحت وجهها بضيق بعيدا عنه وهي تفكر إنه ينتظره منها الكثير بعد الزفاف لكن لتدعه يطمح الآن ويجهز نفسه لأشياء لن تحدث سوى في أحلامه ..

.....................................................................

جلست شمس أمامه في احد المطاعم الراقية بعدما أصر قيصر على قدومهما إليه كي يتناولان طعام الغداء سويا مؤكدا عليها إن والدها يعلم بهذا ووافق عليه ..

أخذت تتأمل المطعم بملامح شاردة بينما قيصر يعبث بهاتفه بتركيز شديد ..

تقدم النادل منهما واضعا أمامهما قائمتي الطعام لتبدأ في قرائتها مثله ..

سألها قيصر بجدية :

" ماذا ستتناولين ..؟!"

ردت وهي تغلق قائمة الطعام :

" لا أعلم .. حسنا إطلب لي اللزانيا .."

اومأ برأسه وعاد وسألها :

" وماذا عن المشروب ..؟!"

هتفت بسرعة :

" كولا بالطبع .."

أشار الى النادل وأخبره بطلبهما ثم عاد ينظر إليها متأملا ملامحها الشاردة ليتفاجئ بها وهي تسأله بعد لحظات :

" ماذا عن أخبار البارحة ..؟! هل هي صحيحة ..؟!"

نظر إليها قليلا ثم رد :

" بالطبع لا .. صحيح أنا أعرف تارا منذ سنوات لكنني لم أكن متزوج بها يوما .."

حدقت به بشك شعر هو به لتسأله مرة أخرى :

" لماذا يقولون هذا إذا .. ؟!"

أجاب بثقة :

" لإن هناك من يحاول الإيقاع بي بهذه الطريقة .. استغل معرفة تارا بي منذ سنوات وإختيارها لتكون الموديل الخاص لأحدث منتوجات شركاتنا المتخصصة في مجال صناعة السيارات .. يبدو إنه علم بإجتماعي الأخير معها وقرر أن يطلق هذه الشائعة السخيفة مستغلا تلك الشائعات التي انطلقت منذ عدة سنوات ظنا منه إنه سيؤثر على سمعتي ومكانتي لكنني دوما له بالمرصاد .."

نظرت إليه بتمهل قبل أن تسأل للمرة الثالثة :

" ومن هو هذا الشخص ..؟! وماذا يريد منك ..؟!"

رد وهو يرتشف القليل من الماء الموضوع أمامه :

" منافس لي في السوق .. "

أردف بصوت ساخر :

" ثانيا لماذا أنتِ مهتمة الى هذا الحد بمعرفة حقيقة هذه الأخبار ومن ورائها ..؟!"

قالت بجدية :

" لإن خبر كهذا لن يكون جيدا لخطبتنا .. بابا سيتضايق كثيرا وربما ينهي كل شيء خاصة إن لا أحد من معارفنا يعلم بعد بأمر خطبتنا سوى عمي وخالتي .."

" وهل يزعجك هذا ..؟!"

سألها بتهكم لترد بصدق :

" على العكس .. إنه يفرحني.."

قال بقوة :

" لا تفرحي أبدا لإنني سأتزوجك بكل الأحوال .."

نفخت بضيق ليكمل :

" وعلى العموم لا تقلقي .. انا اعرف جيدا كيف أكذب هذه الشائعة بشكل لا يجعل هناك اي مجال للشك .."

نظرت إليه بحنق من ثقته المفرطة بنفسه ثم أشاحت وجهها بعيدا عنه تنظر الى الحديقة الخارجية للمطعم من النافذة ..

....................................................................

كانت تتناول طعامها حينما فوجئت بشخص ما يقترب منهما هاتفا بعدم تصديق :

" قيصر عمران بنفسه هنا ..  اهلا بك يا باشا .."

نظر قيصر اليه بهدوء قبل أن يرد بإقتضاب :

" اهلا محمود .."

هتف محمود به :

" سعدت كثيرا برؤيتك يا باشا .. "

رد قيصر بإبتسامة متكلفة :

" وأنا أيضا .."

ثم أردف وهو يعرف شمس :

" حبيبتي دعيني أعرفكِ .. محمود خطاب .. صحفي مشهور من أهم وأكبر الصحفيين في البلاد .. شمس عماد .. خطيبتي وزوجتي المستقبلية .."

هتف محمود مندهشا :

" هل خطبت يا باشا ..؟!"

رد قيصر بهدوء متجاهلا ملامح شمس المضطربة :

" ما رأيك أنت ..؟! بالتأكيد لن أمزح معك بأمر كهذا يا محمود.. الآنسة شمس خطيبتي وزواجنا آخر الصيف .."

حياها محمود بهدوء :

" اهلا بك يا هانم .. تشرفت بمعرفتك .."

ردت شمس بصوت مبحوح وهي تقبض على كفه الممدود برقة :

" اهلا بك .. الشرف لي .. " 

" ماذا عن الأخبار التي إنتشرت مساء البارحة يا باشا ..؟!"

سأله محمود بفضول صحفي معتاد على ذلك ليرد قيصر بثقة :

" إشاعات كالمعتاد .. انا اعرف تارا منذ سنوات يا محمود .. هي نجمة معروفة ذائعة الصيت وأنا أحترمها للغاية .. لو كان هناك اي شيء بيننا ما كنت سأخفيه .. كما إن نجمة بحجم تارا وسمعتها التي لا تشوبها شائبة لن تقبل بزواج عرفي أبدا فهي لا ينقصها اي شيء لترضى بهذا .. تارا مجرد صديقة لا أكثر كما إنها كانت تعمل مسبقا موديل لمنتوجاتنا وستعمل مجددا .."

" حقا يا باشا ..؟! هل ستعمل مع شركات عمران مجددا ..؟!"

اومأ قيصر برأسه وهو يرد :

" نعم .. تارا الهاشم هي نجمة الإعلان الجديد الخاص بأحدث مجموعة سيارات ستطلقها شركاتنا.."

ابتسم محمود وقد عرف ما يريده ثم ودع قيصر مستأذنا منهما ..

ليتابع قيصر رحيله وعودته الى طاولته بعينين تومضان بإنتصار حتمي فهو من خطط لكل هذا حيث أتى بشمس الى هذا المطعم بعدما تأكد من تردد محمود اليوم عليه في زيارة عمل ..

كان يعلم إن محمود سيأتي مسرعا إليه ليعرف ما يشاء ..

محمود خطاب صحفي معروف للغاية ومقالاته وأخباره حديث الساعة وبالتأكيد سينشر حديثه وتصريحه كاملا ليتناقله الناس بسهولة وكل شيء تم وكأنه صدفة ولصالحه فهو بهذا الخبر ضرب عصفورين بحجر واحد حيث نفى أخبار البارحة بوضوح شديد والذي سيعزز نفيه هذا ما ستقوم به تارا فيما بعد وفي نفس الوقت وضع شمس وعائلتها أمام الأمر الواقع بإعلان خطبتهما وهو متأكد مئة بالمئة إن هناك من إلتقط صورة لهما وهما سويا بعدما طلب محمود ذلك ..

هذا هو قيصر عمران .. يعرف كيف يقتنص الفرص ويحول كل شيء ضده لصالحه .. !!


الفصل الرابع عشر

( اعتذر عن التأخير بس النت فصل شوي ... )

قفزت شمس من فراشها بعدم تصديق وهي تفكر إن الله يحبها لدرجة أن ينتشر هذا الخبر قبل أن تتم الخطوبة رسميا ويرتديان الخواتم ودون أن يعلم أحدا بشأن الخطوبة ..

حملت هاتفها وقررت الإتصال به كي تخبره بالنبأ السعيد ..

ضغطت على إسمه وهي تفكر في ردة فعله بعد قرائته للخبر ..

لحظات قليلة وجاءها صوته البارد يسألها :

" ماذا تريدين ..؟! "

ردت وهي تكتم ضحكتها بصعوبة :

" اهدأ من فضلك .."

أكملت بهدوء مصطنع :

" أردتُ الإطمئنان عليك بعدما قرأت ذلك الخبر .. فكرت إنك ستنزعج منه كثيرا بالتأكيد .."

سألها مستغربا :

" أي خبر ..؟!"

تجاهلت سؤاله وهي تسأله بدورها :

" الخبر غير صحيح .. أليس كذلك ..؟!"

عاد وسألها بنفاذ صبر :

" عن أي خبر تتحدثين ..؟! أنا لا افهم .."

ردت مدعية الدهشة : 

" أنت حقا لا تعلم شيئا عنه ..؟! يا إلهي .."

أردفت بنبرة متأسفة مصطنعة :

" هناك خبر عنك وعن تلك المغنية .. تارا الهاشم .. يقولون إن هناك أخبار أكيدة عن زواجكما العرفي .."

صاح منفعلا :

" من كتب هذا ..؟! تحدثي .."

ابتلعت ريقها بتوتر من غضبه المخيف  وهي ترد :

" لا أعلم .. قرأت الخبر في موقع شهير و .."

وجدته يغلق الهاتف في وجهها لتمتعض ملامحها وهي تردد بحنق :

" الغبي أغلق الهاتف في وجهي .."

أردفت بضيق :

" لم يتح لي الفرصة كي أشمت به كما كنت أتمنى .."

هوت بجسدها على السرير وهي تفكر بما سيحدث بعد هذا الخبر الذي تتمنى بحق أن يكون لصالحها ..

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

....................................................................


اغلق الهاتف في وجهها ثم أخذ يقلب به وهو يقرأ الخبر الذي إنتشر بسرعة كبيرة فالخبر يتحدث عن ذلك الزواج العرفي بين المغنية المعروفة وأشهر نجمات جيلها و رجل الأعمال الشهير ..!!

الخبر إنتشر كالنار في الهشيم والأسوء من ذلك تأكيد بعض المواقع عن وجود عقد الزواج بحوزتهم .. 

ضغط على الهاتف بقبضته ثم ما لبث أن بحث عن رقم أحدهم يعرفه جيدا وإتصل به ليأتيه صوت الرجل الذي يحفظه عن ظهر قلب يهتف به :

" قيصر باشا .. أعلم مدى غضبك لكن صدقني نحن نحاول أن نتصرف وننفي الخبر بطريقة مقنعة .."

صاح بغضب مخيف :

"أين نجمتك المصون يا ناصر بك ..؟!"

رد ناصر بحذر :

" تارا لا علاقة لها بكل هذه الأخبار .. هي لن تستفيد شيئا من كل هذا .. على العكس تماما فخبر كهذا سينقلب ضدها .."

" أين هي الآن ..؟!"

سأله قيصر بنفاذ صبر ليرد ناصر بحذر :

" هي في المنزل القديم .. طلبت منها عدم التواصل مع أي أحد الآن حتى نتصرف ونحذف الخبر بأسرع طريقة .."

ضحك متهكما :

" تحذفه من أين بالضبط ..؟! من المواقع التي تناقلته بسرعة ..؟! أم من صفحات عامة الناس والذين تداولوا الخبر بسرعة كبيرة فأصبح محور حديثهم .."

رد ناصر بجدية :

" أنت تعلم يا قيصر شعبية تارا في المنطقة كلها .. هي ليست مطربة عادية ولهذا خبر زواجها السري سينتشر بهذا الشكل خاصة عندما يكون الزوج رجلا معروفا في المنطقة بأعماله وثراءه وإسمه .."

" طالما إنك تدرك هذا ، كيف ستحذفه أخبرني ..؟!"

سأله قيصر بحدة مخيفة ليقول ناصر بسرعة :

" يا باشا أنا أفعل ما بوسعي .. وأنت أيضا ساعدنا بذلك .. مهما بلغت سلطتي أنا وتارا ومهما كان لدينا من معارف لن نصل الى سلطتك ومعارفك الذين يستطيعون أن يتصرفوا بسهولة .."

" إستمر فيما تفعله وأنا بدوري سأحاول التصرف .."

قالها بإقتضاب وهو يغلق الهاتف في وجهه ..

اتجه مسرعا نحو الخزانة وارتدى ملابس الخروج ثم خرج من الجناح ..

قابل في طريقه سوزان التي أخذت تناديه وهي تسأله عن الخبر لكنه تجاهلها كليا ..

خرج من داخل القصر ثم اتجه الى الكراج مخبرا رجاله ألا يتبعونه فهو قرر الذهاب اليها ولا يجب أن يأتي أحد معه ..

قاد سيارته الى منزلها القديم الذي سبق وذهب اليه عدة مرات وهو يفكر بحل لما يحدث ..

دلف بسيارته الى داخل المنزل حديث الطراز ليفتح الباب ويخرج منه ..

ضغط على جرس الباب لتفتح له كارلا مساعدتها الباب وهي تهتف بملامح بدت لها خائفة قليلا :

" قيصر باشا .."

" أين تارا ..؟!"

سألها وهو يدلف الى الداخل ليأتيه صوت تارا التي تتقدم نحوه بأناقتها المعهودة وملامحها الباردة تهتف به بهدوء :

" اهلا قيصر .. توقعت زيارتك .."

نظر نحو كارلا التي هتفت بهما :

" سأترككما لوحديكما.."

ثم سارت متجهة الى احدى الغرف البعيده عنهما لتهتف به بنفس الهدوء :

" تفضل الى صالة الجلوس .. سنتحدث هناك .."

هتف بعدم تصديق :

" ما بالك تتحدثين بهذه الطريقة ..؟! ألا تهتمين بذلك الخبر ..؟!"

ردت بضيق :

" بالطبع أهتم .. لكن ماذا سأفعل ..؟! أخبرني ..؟! ناصر سيتصرف .. وحتى لو لم يستطع أن يفعل شيئا سأتجاهل الأمر برمته .. "

قال بحدة :

" تتجاهلين الخبر عندما يخصك لوحدك .. لكن هذا الخبر يخصني أنا ايضا .. "

صاحت بنفاذ صبر من إسلوبه السخيف معها :

" وما ذنبي أنا .. ؟! هل تظن إني وراء الخبر ..؟! لا علاقة بكل هذا يا قيصر .. لست مجنونة لأفضح سرا قديما مرت عليه ثلاث سنوات .. كما إن الخبر يضرني أكثر مما يضرك .. "

هتف معترضا :

" بل يضرني للغاية يا تارا .. إنه يخص مركزي وسمعتي في البلد .."

قالت بنزق :

" حسنا ، ماذا أفعل لك ..،؟ لا علاقة لي بكل هذا .. لا تلقي اللوم كله علي وكأنني أجبرتك على هذا .... "

أردفت بعصبية :

" كما إنني الأخرى لدي سمعتي التي سيضرها هذا الخبر كثيرا ... سمعتي وإسمي ومكانتي في الوسط عموما ... ولدي عائلتي الذين سيتأثرون بالطبع بهذا الخبر .."

كظم غيظه بصعوبة وهو يخرج هاتفه ويجري عدة اتصالات مع أشخاص مختلفون بينما زمت تارا شفتيها بعبوس وهي تتجه نحو الكنبة تضع قدما فوق الأخرى تتابعه بملل ..

انتهى من مجموعة اتصالاته بعد مدة ليجدها تجلس على الكنبة تتناول مشروب النبيذ بملامح هادئة ليزفر أنفاسه بقوة وهو يردد بحنق :

" ليتني أمتلك قليلا من هدوئك ولا مبالاتك يا تارا .."

ردت بتهكم :

" لو كانت العصبية ستغير شيئا لكنت تعصبت وصرخت وحطمت كل ما يمر أمامي حتى صباح اليوم التالي .."

أخذ نفسا عميقا ثم قال :

" اسمعيني جيدا .. ستنفذين جميع ما أقوله إذا كنتِ تريدين تأكيد عدم صحة هذه الأخبار بسرعة .."

نظرت إليه بلهفة صادقة وردت :

" بالطبع أريد .. تحدث .."

سألها بجدية :

" قبلها .. أخبريني .. هل يعلم أحدا بشأن زيجتنا غيرنا أنا وأنتِ وناصر وكارلا و عادل ..؟!"

ردت بسرعة :

" كلا.. !! والله لا يعلم أحدا سوانا انا وانت وكارلا وبالطبع ناصر وعادل كونهما شاهدين على العقد .."

اومأ برأسه وهو يرد :

" جيد .. اسمعيني جيدا اذا .."

نظرت إليه بترقب حيث بدأت تركز في كل ما يقوله ..

..........................................................................

في صباح اليوم التالي ..

استيقظت شمس على صوت رنين هاتفها لتتأفف بضيق وهي تفكر في هوية المتصل قبل أن تتسع عيناها بدهشة وهي ترى اسم قيصر يضيء أمامها لتبتلع ريقها وهي تجيب عليه :

" نعم ..لماذا تتصل بي مبكرا ..؟!"

رد بضيق مكتوم :

" مبكرا ..!! الساعة تجاوزت الحادية عشر وأنا إتفقت معكِ على هذا الموعد .. "

قفزت من فوق سريرها تسأله بدهشة :

" أي موعد ..؟!"

صاح بغضب :

" لا تخبريني إنكِ نسيتِ الموعد بعدما أخبرتك به في رسالة البارحة .. "

قالت بتلعثم :

" لقد ظننت إنك لن تأتي بعد خبر البارحة .."

هتف آمرا :

" خمس دقائق وتكونين أمامي .."

ثم أغلق الهاتف في وجهها من جديد لتلعنه في سرها قبل أن تركض نحو الخزانة وتخرج ملابس مناسبة لها ..

بدلت ملابسها في سرعة قياسية ثم رفعت شعرها بهيئة ذيل حصان بدا غير مرتبا بسبب الإستعجال ..

خرجت من المنزل ودلفت الى السيارة لتتفاجئ به أمامها بكامل أناقته وهيمنته المعتادة والغريب إن ملامحه كانت مسترخية للغاية وكأنه لا يوجد شيء يقلقه او يزعجه ..

تأملها قيصر بملابسها المكونة من بنطال جينز ازرق اللون وتيشرت أحمر ذو أكمام قصيرة تصل الى ربع ذراعها .. شعرها الناعم مربوط بشكل ذيل حصان متراخي حيث تحررت بضعا من خصلاتها خارجه ..

سمعها تلقي تحية الصباح عليه ليرد بهدوء قبل أن يهتف بها بجدية :

" أتمنى ألا يتكرر ما حدث يا شمس فأنا أحب الإلتزام بالمواعيد عموما .."

هزت رأسها بلا مبالاة بينما كتم هو غضبه بصعوبة ليقود سيارته متجها الى محل المجوهرات ..

بعد مرور نصف ساعة ..


هبطت شمس من السيارة بعدما فتح قيصر لها الباب لتسير بجانبه متجهة الى محل المجوهرات الذي يعتبر أكبر وأشهر محل مجوهرات في البلاد والذي كانت تقرأ عنه في المجلات والأخبار وترى الإعلانات المنتشرة عن فخامة مجوهراته وروعة تصميمها ..

كان من المفترض أن تكون سعيدة منبهرة في هذه اللحظة لكنها حقا لم يكن لديها المزاج لذلك ..

" لماذا لم تأتِ والدتك معنا ..؟!"

توقف في مكانه للحظة ثم نظر إليها وهتف :

" لم أطلب منها المجيء .. فضلت أن نأتي هنا لوحدنا .."

رفعت حاجبها مرددة بمكر :

" لم تطلب منها المجيء لهذا السبب أم لإنك لا تريد أن يحدث أي لقاء قريب بيننا ..؟!"

زفر أنفاسه ورد بهدوء :

" ولمَ لا أريد ذلك ..؟!"

حركت كتفيها وهي ترد مصطنعة الجهل :

" لا أعلم .. ربما لإنك تخشى أن لا يكون لقاءنا غير جيدا على الإطلاق .. "

نظر حوله يتأكد من عدم وجود أحد ثم اقترب منها أكثر منحنيا ببطأ نحوها هاتفا بصوت قوي :

" انا لا أخشى شيئا يا صغيرة .. على العكس .. فأنا الجميع يخشاني وبشدة .."

 زمت شفتيها وهي ترد بعفوية :

" ولكنني لا أخشاك .."

نظر إليها عن كثب ملتهما تفاصيلها الجذابة بالنسبة له وملامحها التي أصبحت تلقائية لأول مرة متخلية عن الكره والنفور اللذان دائما ما تحملهما له ..

هتف بصوت جذاب :

" مبدئيا هذا لا يعتبر أمرا سيئا بالنسبة لي .. "

نظرت إليه بدهشة مما قاله ليردف مفسرا ما قاله :

" أنا لا أريدك أن تخافي مني يا شمس أبدا .. على العكس تماما .. أنا أريدك أن تشعري بالأمان معي والراحة بوجودي والحرية بين أحضاني .. أريدك أن تكوني كما كنتِ دوما .. عفوية .. منطلقة .. سعيدة .."

نظرت إليه بصمت وعيناها تتأملان ملامحه الرجولية الوسيمة لأول مرة بتروي ..

ظل يترقب ردها على حديثه الذي يجزم إنه أصاب قلبها إجبارا عنها ليجد ملامحها تتغضن تدريجيا قبل أن يخرج صوتها المقتضب :

" أنت تبالغ قليلا .. كلانا يعرف إنه من المستحيل أن أكون سعيدة .. حرة طليقة بعد زواجي منك .. فأنت بالطبع تدرك مدى الفرق بيني وبينك وبين حياتي وحياتك والأهم سبب هذه الزيجة وكيف ستتم .."

" سنرى يا شمس .. أعدكِ إنك ستشعرين بكل هذا وأكثر .. "

قالها بثقة غريبة قبل أن يهتف بجدية :

"دعينا ندخل الآن ..."

أومأت برأسها وهي تسير خلفه وكلماته ترن داخل أذنها بإستمرار وثقته تلك تخيفها ..


بعد مرور دقائق ..

كانت شمس تقف أمام مجموعة رائعة من خواتم الخطبة تتأملهم بصمت وهي محتارة في إختيار الخاتم المناسب خاصة إن جميع الخواتم رائعة التصميم و كل خاتم يمتلك تصميم مبهر يميزه عن الآخر ..

فوجئت بقيصر يمسك كفها و يدس احد الخواتم  في بنصرها ..

" خاتم رائع .. يليق بكِ كثيرا .."

قالها بصوته الرجولي قبل أن يرفع وجهه نحوها متأملا وجهها المنخفض نحو الأسفل يتمعن النظر في ذلك الخاتم الذي يحيط إصبعها بتملك ..

لا تنكر إنه رائع التصميم ولا تنكر إن ذوق هذا الرجل رائع لكنها لن تظهر له هذا ..

مطت شفتيها وهي تخلعه من إصبعها تهتف بعدم إهتمام :

" لم أحبه .. "

ثم أشارت الى خاتم آخر تصميمه أقل من عادي وقالت :

" أريد هذا .."

حدق بها متعجبا من ذوقها الرديء فهي تختار أقل الخواتم جمالا ليهتف بجدية :

" شمس إنظري جيدا .. هذا أجمل بمراحل .."

ردت بعناد :

" انا من سيرتديه ولستَ أنت .."

أغمض عينيه وهو يعتصر قبضة كفه بقوة كي لا يرد عليها بما لا يليق بها بينما هتفت هي بإصرار:

" أريده .. لن أرتدي بسواه .."

نظر إلى وجهها المتحفز للبدأ في وصلة عناد لا تنتهي ليومأ برأسه وهو يشير الى صاحب المحل يطلب منه أن يضع هذا الخاتم في علبته فهو سيشتريه ..

" اجلسي وارتاحي انتِ حتى ينتهي من تغليفه .."

قالها بجدية لتهز رأسها بعدم إهتمام قبل أن تسير متجهة نحو احد الكراسي وتجلس عليه ..

أخرجت هاتفها من حقيبتها الصغيرة وبدأت تقلب به حيث وجدت رسالة من صديقتها سرعان ما ردت عليها ..

شعرت به بعد لحظات أمامها يهتف بها :

" هيا دعينا نخرج .."

نهضت من مكانها وسارت أمامه متعجبة من تلك النظرة المقتضبة التي ألقاها على مسامعها لكنها لم تهتم ..

كانت تسير بجواره نحو السيارة حينما سمعت صوت فتاة تنادي عليها لتتجهم ملامحها وهي تستدير نحوها فتهتف الفتاة بها :

" شمس كيف حالك .. ؟! ما أخبارك .. ؟! لماذا لا تتواصلين معنا منذ أن بدأت الإجازة ..؟!"

نظرت بعدها الى قيصر الذي يقف بجانبها بوجه جامد فهتفت به وهي تتأمله بفضول :

" ألن تعرفينا ..؟!"

" قيصر خطيبي .. تقى زميلتي في الجامعة .."

مدت تقى يدها نحوه بشكل تعجبت له شمس فتقى ليست من النوع الذي يتبادل السلام في الأيدي ..

" مرحبا .. تشرفت بمعرفتك .. أشعر بإني رأيتك مسبقا .. "

بالكاد لامس كف قيصر كفها وهو يرد مجاملة :

" اهلا بك يا انسة .."

مالت تقى عليها تهمس لها بصوت خافت :

" من هذا الوسيم ..؟! وجهه ليس غريبا أبدا .. أين وجدتيه يا فتاة ..؟! يا لكِ من محظوظة .. إنه يبدو من اولئك اللذين ينتمون للطبقات العليا اللذين نسمع عنهم ونراهم بالتلفاز .."

ابتسمت شمس بتصنع وهي تبتعد عنها مرددة :

" سعدت كثيرا بلقائك يا تقى .. اعذريني فيجب أن أذهب الآن .. سأتواصل معك بالتأكيد .."

ثم سارت معه وهي تشعر بالضيق من هذا اللقاء الغير متوقع ..

جلست شمس في السيارة وجلس قيصر بدوره في كرسي السائق ليعطيها الكيس الذي يحوي الخاتم فتتأمل تلك العلبتين داخله بدهشة قبل أن تسأل :

" هل إشتريت خاتمك ..؟!"

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

رد بهدوء :

" كلا ، خاتمي سأشتريه فيما بعد .. العلبتان لك .."

فتحت العلبتين بسرعة لتجد الأولى تحتوي على الخاتم الذي إختارته والثانية تحتوي على الخاتم الذي أعجبه لتصيح :

" ما هذا ..؟! لمَ إشتريته ..؟!"

رد بفتور :

" لإنه أعجبني .."

" لن أرتديه .. أنت لا تستطيع إجباري على هذا.."

قالتها بحدة ثم أكملت :

" خذه حالًا وإلا سأرميه في النفايات .."

شهقت بفزع ما إن جذب ذراعها بقوة مقربا وجهها من وجهه مرددا بصوت صارم :

" الى هنا ويكفي .. تماديت كثيرا وصبري نفذ .. متى ستكفين عن تصرفاتك الطفولية الغبية  ..؟! أخبريني ..؟!" 

ابتلعت ريقها ورددت بخفوت :

" اتركني .. لا يجوز أن تقترب مني هكذا .."

دفعها بعيدا عنه كشيء معدي ثم شغل السيارة وبدأ في قيادتها لتبتعد هي قدر المستطاع بجسدها عنه ..

بعد لحظات كانت السيارة تقف في الشوارع المزدحمة للغاية في هذا الوقت من اليوم ..

فتحت شمس هاتفها وبدأت تقلب في تطبيق الإنستغرام خاصتها حينما سألته فجأة :

" هل تمتلك حسابا على الإنستغرام .. ؟! ما اسمه ..؟!"

رد بأقتضاب معطيا إياها اسم الحساب لتبحث عنه فتجده مقفلا ..

زمت شفتيها وهي تردد :

" لماذا حسابك مقفل ..؟! أنت رجل وليس إمرأة كي تقفله ..؟!"

نظر لها بحدة لتتوتر ملامحها وهي تبرر حديثها :

" أقصد يعني أنك رجل لن تخاف إذا ما تابعك الغرباء ورأوا صورك كما إن صورك منتشرة في كل مواقع التواصل .."

رد بهدوء :

" لا أحبذ أن يرى يومياتي سوى أصدقائي ومعارفي المقربين .. أحب أن يكون لدي خصوصية وألا تكون صوري الخاصة متاحة للجميع .. "

هتفت بسرعة :

" تابعتك .."

هز رأسه بعدم إهتمام لتصيح به بغيظ :

" إقبل الطلب .."

ضغط على اعصابه بقوة قبل أن يخرج هاتفه ويفتح التطبيق ثم يقبل الطلب وهو يفكر إنها تختبر صبره بتصرفاتها تلك ..

نظر إليها فوجدها تقلب في حسابه بفضول استغربه قبل أن تهتف :

" أنت لا تتفاعل كثيرا كي لا تحب أن يرى أحدا يومياتك .. ظننتك تنشر تفاصيل حياتك بإستمرار .."

أردفت بعدها غير منتبهة لسأمه من الزحام الذي لا يتحرك :

" تارا الهاشم .. هذا يعني إن تلك الشائعات صحيحة .."

انتبه لحديثها ليجدها تتأمل صورته مع تارا في إحدى السهرات بتمعن قبل أن تسأله وهي ترفع وجهها نحوه :

" هل كنتما على علاقة حقا ..؟! هل كنت تنوي الزواج بها كما يقولون ..؟!أم إنكما بالفعل متزوجان كما يقولون البارحة ..؟!" 

رد وهو يقترب منها لا إراديا متمعنا بتفاصيل وجهها المترقبة لجوابه ليقول :

" نعم .. كان هناك شيء من هذا القبيل لكن لم يصل الى الزواج بالتأكيد .. ما رأيك الأن ..؟!"

ردت وهي تمط شفتيها بأسف :

" ليته حدث .. ليتك تزوجت بها .. لم يكن ليحدث كل هذا وقتها .."

نظر إليها مندهشا من لا مبالاتها وعدم إهتامها أبدا بما قاله ليسأل مندهشا :

" هل حقا ما تقولينه ..؟!"

ردت وهي تقرب وجهها من وجهه بعفوية :

" كنت الآن متزوج بها وربما لديك طفلا منها .. "

زمت شفتيها وأكملت غافلة عن نظراته التي تركزت على شفتيها المزموتين ورغبته بتملكها تتصاعد :

" كيف تركتها لا أعلم ..؟! إنها فاتنة و .."

انتبهت لنظراته الغريبة فإبتلعت ريقها وقبل أن تتحرك كانت شفتاه تعانق شفتيها بقبلة ناعمة رقيقة ..

قبلة كان يريدها منذ وقت طويل وها قد نالها ..

ابتعد عنها بعد لحظات بملامح منتعشة رغم الرغبة التي تسيطر عليها بعد هذه القبلة ليجد وجهها يشحب تدريجيا وملامحها جامدة تماما ..

رفعت كفها بنية صفعه لكنه كان أسرع منها وهو يقبض عليه ..

احتل الغضب ملامحه فقال بحدة :

" ألم أحذرك مسبقا من فعلتك هذه وتوابعها ..؟!"

صاحت بصوت مرتجف من ردة فعله :

" نعم حذرتني .. لكنك تستحق هذا .. أخبرتك مسبقا إنه لا يحق لك أن تلمسني بهذه الطريقة .."

أردفت بعدها بحنق :

" إن كنت تظن إنك بخطبتك لي سوف تمتلكني كليا وتفعل بي ما تشاء فأنت مخطئ .. موافقتي على الزواج بك وحتى إرتدائي خاتمك يوم الجمعة لا يعني إنني سأسمح لك بفعل هذا .."

قاد سيارته بعدما بدأت السيارات تتحرك ليهتف أخيرا :

" يوم الجمعة ستصبحين زوجتي يا شمس فهناك شيخ سيعقد قراننا وحينها يحق لي ما هو أكثر من القبلة بكثير .."

ردت معترضة رغم خجلها وضيقها من حديثه :

" إنه عقد قران فقط وليس زفاف .. لهذا لا تظن ولو للحظة إنني سأسمح لك بلمسي او الإقتراب مني حتى بعد عقد قراننا .."

سمعته يقول بصوت بدا لها ماكرا :

" لكنك ستفعلين وتسمحين لي بكل شيء بعد الزفاف .. أليس كذلك ..؟!"

لم ترد عليه بل أشاحت وجهها بضيق بعيدا عنه وهي تفكر إنه ينتظره منها الكثير بعد الزفاف لكن لتدعه يطمح الآن ويجهز نفسه لأشياء لن تحدث سوى في أحلامه ..

.....................................................................

جلست شمس أمامه في احد المطاعم الراقية بعدما أصر قيصر على قدومهما إليه كي يتناولان طعام الغداء سويا مؤكدا عليها إن والدها يعلم بهذا ووافق عليه ..

أخذت تتأمل المطعم بملامح شاردة بينما قيصر يعبث بهاتفه بتركيز شديد ..

تقدم النادل منهما واضعا أمامهما قائمتي الطعام لتبدأ في قرائتها مثله ..

سألها قيصر بجدية :

" ماذا ستتناولين ..؟!"

ردت وهي تغلق قائمة الطعام :

" لا أعلم .. حسنا إطلب لي اللزانيا .."

اومأ برأسه وعاد وسألها :

" وماذا عن المشروب ..؟!"

هتفت بسرعة :

" كولا بالطبع .."

أشار الى النادل وأخبره بطلبهما ثم عاد ينظر إليها متأملا ملامحها الشاردة ليتفاجئ بها وهي تسأله بعد لحظات :

" ماذا عن أخبار البارحة ..؟! هل هي صحيحة ..؟!"

نظر إليها قليلا ثم رد :

" بالطبع لا .. صحيح أنا أعرف تارا منذ سنوات لكنني لم أكن متزوج بها يوما .."

حدقت به بشك شعر هو به لتسأله مرة أخرى :

" لماذا يقولون هذا إذا .. ؟!"

أجاب بثقة :

" لإن هناك من يحاول الإيقاع بي بهذه الطريقة .. استغل معرفة تارا بي منذ سنوات وإختيارها لتكون الموديل الخاص لأحدث منتوجات شركاتنا المتخصصة في مجال صناعة السيارات .. يبدو إنه علم بإجتماعي الأخير معها وقرر أن يطلق هذه الشائعة السخيفة مستغلا تلك الشائعات التي انطلقت منذ عدة سنوات ظنا منه إنه سيؤثر على سمعتي ومكانتي لكنني دوما له بالمرصاد .."

نظرت إليه بتمهل قبل أن تسأل للمرة الثالثة :

" ومن هو هذا الشخص ..؟! وماذا يريد منك ..؟!"

رد وهو يرتشف القليل من الماء الموضوع أمامه :

" منافس لي في السوق .. "

أردف بصوت ساخر :

" ثانيا لماذا أنتِ مهتمة الى هذا الحد بمعرفة حقيقة هذه الأخبار ومن ورائها ..؟!"

قالت بجدية :

" لإن خبر كهذا لن يكون جيدا لخطبتنا .. بابا سيتضايق كثيرا وربما ينهي كل شيء خاصة إن لا أحد من معارفنا يعلم بعد بأمر خطبتنا سوى عمي وخالتي .."

" وهل يزعجك هذا ..؟!"

سألها بتهكم لترد بصدق :

" على العكس .. إنه يفرحني.."

قال بقوة :

" لا تفرحي أبدا لإنني سأتزوجك بكل الأحوال .."

نفخت بضيق ليكمل :

" وعلى العموم لا تقلقي .. انا اعرف جيدا كيف أكذب هذه الشائعة بشكل لا يجعل هناك اي مجال للشك .."

نظرت إليه بحنق من ثقته المفرطة بنفسه ثم أشاحت وجهها بعيدا عنه تنظر الى الحديقة الخارجية للمطعم من النافذة ..

....................................................................

كانت تتناول طعامها حينما فوجئت بشخص ما يقترب منهما هاتفا بعدم تصديق :

" قيصر عمران بنفسه هنا ..  اهلا بك يا باشا .."

نظر قيصر اليه بهدوء قبل أن يرد بإقتضاب :

" اهلا محمود .."

هتف محمود به :

" سعدت كثيرا برؤيتك يا باشا .. "

رد قيصر بإبتسامة متكلفة :

" وأنا أيضا .."

ثم أردف وهو يعرف شمس :

" حبيبتي دعيني أعرفكِ .. محمود خطاب .. صحفي مشهور من أهم وأكبر الصحفيين في البلاد .. شمس عماد .. خطيبتي وزوجتي المستقبلية .."

هتف محمود مندهشا :

" هل خطبت يا باشا ..؟!"

رد قيصر بهدوء متجاهلا ملامح شمس المضطربة :

" ما رأيك أنت ..؟! بالتأكيد لن أمزح معك بأمر كهذا يا محمود.. الآنسة شمس خطيبتي وزواجنا آخر الصيف .."

حياها محمود بهدوء :

" اهلا بك يا هانم .. تشرفت بمعرفتك .."

ردت شمس بصوت مبحوح وهي تقبض على كفه الممدود برقة :

" اهلا بك .. الشرف لي .. " 

" ماذا عن الأخبار التي إنتشرت مساء البارحة يا باشا ..؟!"

سأله محمود بفضول صحفي معتاد على ذلك ليرد قيصر بثقة :

" إشاعات كالمعتاد .. انا اعرف تارا منذ سنوات يا محمود .. هي نجمة معروفة ذائعة الصيت وأنا أحترمها للغاية .. لو كان هناك اي شيء بيننا ما كنت سأخفيه .. كما إن نجمة بحجم تارا وسمعتها التي لا تشوبها شائبة لن تقبل بزواج عرفي أبدا فهي لا ينقصها اي شيء لترضى بهذا .. تارا مجرد صديقة لا أكثر كما إنها كانت تعمل مسبقا موديل لمنتوجاتنا وستعمل مجددا .."

" حقا يا باشا ..؟! هل ستعمل مع شركات عمران مجددا ..؟!"

اومأ قيصر برأسه وهو يرد :

" نعم .. تارا الهاشم هي نجمة الإعلان الجديد الخاص بأحدث مجموعة سيارات ستطلقها شركاتنا.."

ابتسم محمود وقد عرف ما يريده ثم ودع قيصر مستأذنا منهما ..

ليتابع قيصر رحيله وعودته الى طاولته بعينين تومضان بإنتصار حتمي فهو من خطط لكل هذا حيث أتى بشمس الى هذا المطعم بعدما تأكد من تردد محمود اليوم عليه في زيارة عمل ..

كان يعلم إن محمود سيأتي مسرعا إليه ليعرف ما يشاء ..

محمود خطاب صحفي معروف للغاية ومقالاته وأخباره حديث الساعة وبالتأكيد سينشر حديثه وتصريحه كاملا ليتناقله الناس بسهولة وكل شيء تم وكأنه صدفة ولصالحه فهو بهذا الخبر ضرب عصفورين بحجر واحد حيث نفى أخبار البارحة بوضوح شديد والذي سيعزز نفيه هذا ما ستقوم به تارا فيما بعد وفي نفس الوقت وضع شمس وعائلتها أمام الأمر الواقع بإعلان خطبتهما وهو متأكد مئة بالمئة إن هناك من إلتقط صورة لهما وهما سويا بعدما طلب محمود ذلك ..

هذا هو قيصر عمران .. يعرف كيف يقتنص الفرص ويحول كل شيء ضده لصالحه .. !!


الفصل الخامس عشر ..

بعد مرور عدة ايام .. 

وقفت شمس أمام المرآة تتأمل فستانها الأحمر ذو الحمالات الرفيعة بملامح صامتة لا توحي بشيء بينما ربى خلفها تطالعها بإنبهار شديد قبل أن تهتف بسعادة وإعجاب :

" كم تبدين جميلة يا شمس ..؟! أروع مما تخيلت .."

أكملت وهي تتأمل الفستان الطويل بقماشه الدانتيل :

" خطيبك ذوقه رائع .. لقد تضايقت عندما سمحتِ له بإختيار الفستان وإرساله لكنني بعدما رأيتُ الفستان عليكِ أدركت إنكِ أحسنت بفعلك هذا .. الفستان يبدو وكأنه صنع خصيصا لكِ .."

تجهمت ملامح شمس وهي تفكر إنها على العكس تماما شعرت بالضيق من نفسها لإنها إستعجلت وسمحت له بإختيار الفستان فهي بكل غباء وتعنت أخبرته إنها لا تمتلك المزاج لإختيار فستان الخطبة فقرر هو ببساطة أن يختار الفستان ويرسله إليها ..

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

يا لها من غبية .. لقد تصورت إنها ستضايقه بإمتناعها عن اختيار الفستان بينما برفضها الإختيار أتاحت له الفرصة بإختيار الفستان الذي يريده ..

نظرت الى الفستان الذي جعل منها إمرأة جذابة للغاية بلونه الأحمر المثير وتصميمه البسيط الجذاب ..

نظرت الى شعرها المرفوعة بعض خصلاته من الجانبين قليلا نحو الخلف بينما بقية خصلاته تنسدل على جانبي كتفيها بنعومة ..

مكياجها هادئا كالعادة بإستثناء لون أحمر شفاهها الغامق ..

أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا وهي تتذكر كافة ما حدث في الأيام السابقة ..

بدءا من عودتها الى المنزل بعد ذلك الغداء وتلك الأخبار التي إنتشرت في اليوم الثاني مرفقة بصورتها مع قيصر والذي سرعان ما أتى وتحدث طويلا مع والدها بشأن هذا الخبر والخبر الذي سبقه عن زواجه من تارا الهاشم ..

لقد استطاع إقناع والدها بأن جميع هذه الأخبار كاذبة وعزز ذلك خروج تارا الهاشم في حوار صحفي تنفي به تلك الأخبار مؤكدة في ذات الوقت إنها تجمعها علاقة صداقة مع قيصر عمران بدأت منذ تعاونهما سويا قبل عدة أعوام في اعلان تجاري كانت هي بطلته ..

لقد تحدثت طويلا ولم تنسَ أن تذكر قيصر بكل خير فقد تحدثت عن مدى احترامه ورقي أخلاقه وإن رجلا مثله من المستحيل أن يفعل شيئا كهذا كما أكدت إنها أهم من أن تتزوج عرفيا فهي تارا الهاشم في نهاية المطاف ..

لقد تابعت اللقاء بفضول وكم ضحكت على حديث تارا ومدحها لقيصر وأخلاقه وكم أُعجبت بها أكثر بعد هذا اللقاء فهي لبقة مثقفة وواثقة من نفسها وبالرغم من نزعة الغرور الواضحة عليها إلا إنك لا تستطيع من عدم الشعور بالإعجاب نحوها .. 

ختمت تارا حديثها بإعلان إرتباطها من رجل اعمال معروف ستتزوج منه قريبا ..

تذكرت الأيام بعدها وكيف أجبرها على الذهاب الى الطبيبة النفسية كي تتحدث معها بشأن تجربتها ومحاولة إغتصابها من قبل ذلك النذل والذي لم تعرف بعد أين إختفى وما هو ردة فعله على خطبتها لأخيه ..

تذكرت تلك الطبيبة الشابة والتي تدعى نسيم بملامحها الهادئة اللطيفة وكيف قابلتها بإبتسامة محببة وتحدثت معها بشكل جعلها تستريح لها كليا حتى طمأنتها على وضعها النفسي بشكل مبدئي وطلبت منها أن تزورها إسبوعيا وقد وعدتها شمس بذلك ليس لأجل قيصر بل لإنها إرتاحت حقا وشعرت إن نسيم ستساعدها في حياتها القادمة وما سيطرأ عليها من تغييرات ...

أفاقت من أفكارها على صوت والدتها تخبرها أن تخرج حيث الشيخ يريد عن سؤالها عن رأيها وموافقتها على هذه الزيجة  ..


أخذت نفسا عميقا عدة مرات ثم نظرت الى أختها ثم صديقتيها اللتين دخلتا عليها مبتسمتين لتبتسم بتصنع قبل أن تخطو اولى خطواتها الى الخارج بعدما إرتدت شالا طويلا يغطي ذراعيها ونحرها بالكامل وشالا آخرا يغطي شعرها ..

.........................................................................

انتهت مراسيم عقد القران وأصبحت زوجته رسميا وهاهي تجلس وحيدة في احدى غرف الفندق تنتظر قدوم ذلك المدعو خطيبها كي يخرجان سويا الى الحضور ..

كادت أن تقضم شفتيها بقوة الى إنها عادت وتذكرت المكياج الذي سيتضرر بفعلتها هذه ..

كانت تشعر بتوتر لا إرادي سرعان ما نهرت نفسها عليه وهي تفكر إنه لا يوجد شيء يستحق التوتر فهي مجرد خطبة ستنتهي خلال ساعتين وتعود الى غرفتها الصغيرة وتنعم بها ..

نهضت من مكانها بسرعة ما إن وجدت الباب يفتح لتشعر بالإضطراب الشديد يغزوها ..

تصنم قيصر في مكانه ما إن رآها بتلك الطلة المبهرة ..

فستانها الأحمر المثير والذي أظهرها بشكل رائعا ..

لونه الأحمر تفاعل مع بشرتها البيضاء الحليبية بحمرتها الربانية وشعرها بلونه المائل للحمار فبدت متوهجة لامعة كقطعة حلوى يسعى لإلتهامها بالكامل ..

كم تمنى لو يلتهمها الآن متذوقا كل قطعة فيها على مهل ..

كم لعن نفسه لإنه إختار هذا الفستان تحديدا للخطبة بدلا من تخبئته لما بعد الزواج كي ترتديه في إحدى سهراتهما الخاصة ..

بدأ عقله يصور له تفاصيل كثير كانت ستحدث لو فعل ذلك حاول تجاوزها وهو يقترب منها حتى وقف أمامها ليجدها تعض شفتيها بقوة فمد سبابته وحرر شفتها السفلي من أسنانها ليرتجف جسدها بالكامل من ملمس إصبعه على شفتيها قبل أن تتسع عينيها وهي تشعر به يقبل شفتيها في لمح البصر بقبلة هادئة رقيقة استمرت للحظات لا تدرك مدتها لكنها جعلتها تشعر بفراشات رقيقة تتطاير داخل معدتها ..

توقف عن تقبيلها ليبتعد عنها متأملا إستسلامها اللذيذ بالرغم من عدم تجاوبها معه لكنها لم تبعده على الأقل ..

همت بالحديث لكنه قاطعه وهو يقبض على ذراعها برفق :

" لا تتفوهي بأيا من حماقاتك من فضلك .. هذه قبلة عقد القران ..!"

ضمت شفتيها بقوة قبل أن تهز رأسها بشرود وهي تفكر إنها بالفعل لا تمتلك طاقة للرد خاصة بتلك الأفكار التي تسيطر على عقلها كليا ..

.....................................................................

في قاعة الحفل ..

نظرت شمس الى قيصر الذي يضع الخاتم في بنصرها والذي لم يكن سوى الخاتم الذي إختاره هو ..

كتمت غضبها من تسلطه الغير مبرر وتدخله في كل شيء لكنها حاولت اخفاء ذلك وهي تنظر الى خاتمه وتضعه في إصبعه بأنامل مرتجفة لتجده يقبض على أناملها بعدما ألبسته الخاتم برقة ثم يرفع يدها نحوه ويقبلها هامسا لها :

" لماذا ترتجفين ..؟! لا يوجد شيء يدعو للإرتجاف .."

سألته بنظرات حادة متجاهلة حديثه :

" أين الخاتم الذي إخترته ..؟! لماذا ألبستني هذا بدلا منه ..؟!"

نظر حوله مصطنعا إبتسامة هادئة وقال بنفس الخفوت :

" اصمتي الآن كي لا ينتبه علينا أحد .."

 زمت شفتيها وهي تنظر الى هند التي تقدمت نحوها تبارك لها بسعادة شديدة قابلتها شمس بإبتسامة هادئة خجولة ثم باركت لقيصر وهي تدعو له بالزيجة السعيدة والذرية الصالحة لتمتعض ملامح شمس لا إراديا ما إن جاءت على هذا الذكر وقد سيطر عليها شعور الإختناق من مجرد ذكر هذا ..

جاءت خلفها والدته التي تقدمت نحويهما بملامحها الشامخة كالعادة ومدت يدها نحوها لتستقبلها شمس بملامح أجادت أن تجعلها هادئة لتقبلها من احدى وجنتيها بسرعة وهي تهتف ببرود :

" مبارك لك يا عروس .."

ردت شمس بإقتضاب :

" شكرا لكِ .."

عادت بعدها وباركت لإبنها الذي تفاجئ بخالته سوسن التي يكرهها أكثر من أي شيء أمامه تبارك له ليضغط على أعصابه وهو يرد تحيتها بإقتضاب واضح وفي داخله يشتعل من الغضب ليلقي نظرة على والدته تخبرها بما سيحدث بعد انتهاء هذه الحفلة وكيف سيقلب قيصر الدنيا فوق رأسها بسبب فعلتها هذه ..

باركت سوسن لشمس بأدب إستغربه الأخير فشخصية خالته لا تختلف عن والدته بل في الحقيقة هي أسوأ منها بمراحل ..

جاء ورائهما ابن خالته كريم والذي لا يراه إلا قليلا وبارك له ..

ثم أختيه حيث أتت حوراء اولا بطلتها الأنيقة وباركت لشمس ببرود وكذلك له لكنه لم يهتم فهو يدرك إن أخته الصغيرة لا يعجبها إختياره ..

دينا باركت لهما بهدوء وإبتسامة خفيفة ثم جاء كلا من خالد ولميس وبعدها زوجة عمه علياء ..

قام جميع أفراد عائلتيهما بالمباركة لهما بإستثناء سوزان التي لم تكلف نفسها وتبارك لهما بشكل أثار تعجبه وهو يفكر إنها لماذا حضرت إذا لم تكن تنوي المباركة ..؟؟

لكنه تجاهلها وهو يقبض على كف شمس هامسا لها بقوة :

" سنرقص الآن .."

ثم جذبها الى وسط القاعة دون أن يسمح لها بالرد ..

وضع يده على خصرها بينما وضعت هي كفيها على كتفيه ثم رفعت وجهها نحوه لتظهر ملامحها الحادة وهي تهتف بنزق :

" الى متى ستتعامل معي كشيء مسلم به ..؟! تحركني كاللعبة هنا وهناك ..؟! ماذا تظن نفسك ..؟!"

رد بهدوء فهو بالطبع لن يتشاجر معها في ليلة كهذه وفي حضور الجميع :

" ماذا حدث لكل هذا يا شمس .. ؟! من الطبيعي أن نرقص .."

همست له بجانب إذنه كي لا تمنعه الموسيقى العالية من سماع حديثها :

" واستبدالك خاتمي أيضا طبيعي ..؟! "

رد بهدوء وهو ينظر الى وجهها المحتقن :

" الخاتم الآخر موجود .. ارتديه متى ما شئت لكن اليوم وفي حضور الجميع من الأفضل أن ترتدي هذا الخاتم .."

همت بالرد ليقاطعها بملل وضيق :

" شمس .. نحن نرقص السلو .. اتركي كل هذا جانبا واستمتعي برقصتنا .."

حدقت به بتمهل ثم أبعدت أنظارها عنه وهي تفكر إنه لا ضير من الصمت الآن طالما ستفرغ كل هذا فوق رأسه ما إن تنتهي هذه الحفلة ..

..........................................................................

دلفت بخطواتها الواثقة الى الحفل لتتجه أنظار الجميع نحوها منبهرين بها وبحضورها الطاغي ..

تقدم نحوها مجموعة من الأصدقاء الذين تعرفهم مرحبين بها بحرارة ..

ابتعدت عنهم بعدما إنتهت من تلقي التحية والترحيب والأسئلة المعتادة لتسير نحو قيصر وهي تبتسم بهدوء فيقف بدوره بسرعة مستقبلا إياها ..

قبلته من وجنتيه بخفة ثم ابتعدت عنه وهتفت بإبتسامة صادقة :

" مبارك لك يا قيصر .. انا سعيدة للغاية .."

ثم إلتفتت نحو شمس التي كانت تتأملها بإنبهار غير مصدقة إن تلك النجمة المشهورة التي تحب صوتها وأغانيها بل تحبها هي شخصيا تقف أمامها بطلتها المبهرة تلك..

" مبارك لكِ يا عروس .."

قالتها تارا بنفس الإبتسامة وهي تمد يدها نحوها لتنهض شمس من مكانها وهي تتلقى كف يدها مجيبة بإبتسامة خجول :

" شكرا يا .."

لم تعرف ماذا تقول فقالت تارا بسرعة :

" تارا .. ناديني كما يناديني خطيبك يا شمس .. تارا فقط .. "

ابتسمت شمس ورددت بخجل :

" شكرا يا تارا .."

هتفت تارا بعدها : 

" أتمنا لكما الموفقية .. قيصر رجل رائع يا شمس وأنتِ أيضا فتاة جميلة للغاية .."

أكملت أخيرا قبل أن تبتعد عنهما :

" ليتمم الله لكما تلك الزيجة على خير باذن الله .."

" أشكرك يا تارا .."

قالها قيصر وهو يبتسم بهدوء لتربت على ذراعه وهي تبتعد عنهما فتجد كوثر في وجهها تهتف بها بإبتسامة مصطنعة :

" اهلا بك يا تارا .. أنرتِ حفل الخطبة .."

ردت تارا بهدوء :

" أشكرك يا هانم .. "

" لكن أليس غريبا أن تحضري حفل الخطبة بعد تلك الشائعة التي خرجت عنكِ أنتِ وإبني منذ أيام قليلة ..؟!"

ردت تارا بنفس الهدوء :

" أنتِ قلتيها بنفسك يا هانم .. شائعة لا أكثر .. كما إنني جئت بناء على دعوة قيصر بنفسه لي وأنا لا أرفض أي دعوة منه خاصة عندما تكون دعوة لحفلة خطبته فقيصر غالي عندي كثيرا .."

لوت كوثر شفتيها بتهكم لتهمس تارا إليها :

" لا داعي لكل هذا الضيق من وجودي يا هانم .. ظننتك تجاوزتي غضبك السابق مني بعد كل هذه السنوات .."

حدقت بها بتوعد لتغمغم تارا بتهكم :

" دعكِ مني وركزي مع الحفل وكنتك التي أشعر نحوها بالكثير من الشفقة منذ الآن كونها ستصبح كنة لكِ وتتحمل غرورك وإسلوبك المقرف .."

حدقت بها كوثر بنظرات مشتعلة  لتهتف تارا بضحكة خبيثة وهي تبتعد عنها :

" اسمحي لي بالذهاب فهناك الكثير ينتظرني .."

ثم سارت نحو مجموعة من الأصدقاء لتندمج معهم في بعض الأحاديث التي لا تنتهي ..

..................................:.............................

تقدم حاتم نحو قيصر وشمس وهو يبتسم بإتساع ليحتضن قيصر بحميمية وهو يردد :

" مبارك يا عريس .."

ابتعد عنه بعدها ثم اتجه نحو شمس هاتفا بها :

" مبارك يا شمس .."

ردت شمس وهي تنظر إليه بإمتعاض واضح :

" شكرا .."

كتم ضحكته بصعوبة ليهمس بجانب إذن قيصر :

" خطيبتك تبدو كقنبلة موقوتة على وشك الإنفجار .."

هز قيصر رأسه بيأس ليبتسم حاتم ويكمل بنفس الهمس :

" لا بأس .. عليك تحمل نتيجة اختيارك يا صديقي .."

تجهمت ملامح قيصر ليربت حاتم على ذراعه بحركة أخوية بحتة ثم يسير بعيدا عنهما ليتأمل تلك التي تقف أمام كريم ابن خالة قيصر وملامحها تشع غضبا فيفهم ما يحدث على الفور ..

اقترب حاتم منهما وهتف بكريم بعدما حياه بإقتضاب :

" ماذا تفعل هناك يا كريم .. ؟! "

انحنى نحوه وهمس له بجانب إذنه بتحذير وصرامة :

" هذه أخت خطيبة قيصر يا كريم .. يعني تخصه .. ولا داعي لأن أخبرك ما يفعله قيصر اذا ما إقترب أحدا من أي إمرأة تخصه .."

هتف كريم بتهكم :

" هل تهددني يا حاتم ..؟!"

رد حاتم ببرود :

" اعتبرها كما تشاء .. "

" انا سأبتعد عنها ليس خوفا من تهديدك وإنما إحتراما لصلة القرابة التي تجمعها بخطيبة ابن خالتي .."

ثم ألقى نظرة أخيرة نحو ربى الواجمة وسار نحو احدى الطاولات لتهتف ربى بضيق :

" من هذا الشاب الوقح ..؟!"

رد حاتم بهدوء :

" ابن خالة خطيب اختك .."

هتفت بنفور واضح :

" هل جميع معارف خطيب إختي بهذا الشكل ..؟! وقحين مزعجين .."

" عفوا .. ؟! بالطبع لا .. "

قالها حاتم بدهشة من حديثها ليكمل بتهكم :

" كما إن حديثك عن معارف خطيب أختك بهذه الطريقة بحد ذاته وقاحة .."

ردت بحنق :

" انا لا اسمح لك .. ثانيا انا تحدثت بما رأيته .. جميع من رأيتهم من معارفه على هذا النحو وأولهم أنت .."

اتسعت عيناه بدهشة لتبتسم بسخرية عليه فيكتم غضبه وهو يردد :

" لو لم تكوني  فتاة صغيرة للغاية وأنا أكبرك كثيرا لكنت فعلت بكِ الكثير على وقاحتك وجرئتكِ هذه .."

تركها ورحل لتحرك كتفيها بلا مبالاة ثم تعاود النظر الى ذلك الوسيم بملامحه الرجولية المميزة لتتنهد بإعجاب :

" كم هو وسيم ذلك المدعو خالد..؟! يشبه نجوم السينما وأبطال الروايات .. "

....................................................................

كانت شمس تتأمل المدعوين بملامح هادئة قبل أن تتسع عيناها بخوف وهي تجد أيمن ابن خالتها يتقدم نحوها وعلى شفتيه إبتسامة خبيثة ..

نظر قيصر الى ذلك الشاب الذي يحيي شمس بهدوء وإبتسامة غير مريحة ترتسم على شفتيه قبل أن يتجه نحوه وهو محتفظا بإبتسامته مرددا :

" مبارك لك يا عريس .."

أكمل معرفا عن نفسه :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" انا أيمن ابن خالة شمس .."

أكمل وهو يهمس له بخبث :

" وحبيبها الأول وكنت سأصبح خطيبها لو لم تقتنصها أنت وتغريها بأموالك ونفوذك .. "

سيطر الجمود على ملامح قيصر الذي نظر الى شمس بملامح قاتمة بعد رحيل ابن خالتها لتنظر إليه بتوجس فيهمس بجانب اذنها :

" تعالي معي .."

وقبل أن تتحدث أشار الى أختها التي تقدمت نحويهما بتعجب من مناداته عليها وقال :

" شمس تشعر بالقليل من الإرهاق .. سوف أخذها الى غرفة الإستراحة كي ترتاح قليلا وتتناول شيئا باردا يخفف من إرهاقها .. لن نتأخر على الحفل .."

أومأت ربى برأسها متفهمة بينما جذب قيصر شمس من كفها وسار بها خارج القاعة وفي داخله يحمل لها الكثير ..


الفصل الخامس عشر 

( الجزء الثاني )

دلفت الى داخل الغرفة بخوف لتغمض عينيها وهي تسمع صوت إغلاق الباب خلفها بهدوء ..

فتحت عينيها وإلتفتت نحوه تسأله بملامح متأهبة :

" ماذا قال لك أيمن ..؟!"

رد بهدوء وثبات وهو يقترب منها على مهل :

" قال كل خير .."

أردف بعدها وهو يتأمل عينيها المترددتين وملامحها المرتبكة :

" أخبريني أنتِ .. ماذا تتوقعين أن يكون قد قال لي ..؟؟"!"

" لا أعلم .."

قالتها بصدق لينظر إليها بصمت غريب قبل أن يهتف متسائلا :

" هو من كان يريد خطبتكِ أم لديكِ ابن خالة غيره ..؟!"

ردت بصوت خافت :

" هو .. لا يوجد لدي ابن خالة غيره أصلا .."

عاد وسألها بنفس الهدوء :

" متى خطبكِ أول مرة ..؟!"

نظرت إليه بتعجب من سؤاله فقال وهو يلوي فمه بعدم رضا :

" والدتك قالت إنه خطبكِ مسبقا لكنكم رفضتم الخطبة لإنك كنتِ صغيرة وقتها .. وأنتِ في التاسعة عشر من عمرك الآن لذا تسائلت عن السن الذي خطبكِ فيه .."

" كنت في الثانوية عندما خطبني لأول مرة ..؟!"

قالتها بضيق خفي من حديثهما بهذا الموضوع الذي انتهى منذ مدة ليعاود سؤالها ويبدو إن تحقيقه لا ينوي أن ينتهي :

" هل كان يحبكِ كي يخطبكِ في هذا السن الصغير ..؟!"

حدقت به لوهلة قبل أن ترد ببساطة :

" أيمن لا يحب أحدا .. أيمن لا يحب سوى نفسه .."

تشكلت إبتسامة متهكمة على شفتيه قبل أن يهتف بنظرات إحتدت فجأة :

" وأنتِ ..؟! هل كنتِ تحبينه ..؟! "

نظراته ونبرته القوية وملامحه الحادة جعلتها تعجز عن الرد وقد سيطرت عليها فكرة واحدة فقط في هذه اللحظة ..

ما الذي أخبره به أيمن كي يجعله يفتح هذا التحقيق معها ..؟!

" لماذا لا تجيبين ..؟! تحدثي هيا .."

قالها بصوت غليظ لترد بسرعة :

" نعم كنت .."

إشتدت نظراته للحظات قبل أن تعود لجمودها وهو يسأل بقوة :

" والآن ..؟! هل ما زلتِ تحبينه ..؟!"

هزت رأسها نفيا وأجابته بصدق :

" كلا ، لم أعد أحبه منذ وقت طويل .. "

أردفت بعدها بصراحة مطلقة :

" ليس لأجلك بالطبع .. فأنا أخرجته من قلبي وعقلي قبل رؤيتي لك بشهور .. قطعت كل حبال الوصل بيننا وكنت سأرفض الزواج به حتى لو لم تظهر في حياتي .."

سألها بهدوء سيطر عليه بعدما أخبرته كل شيء بصراحة رغم إنه يعرف جيدا إنها تقصدت أن تخبره بوضوح إنها لم تنسَ أيمن بسببه كي لا يصور له غروره إنها فعلت ذلك لأجله :

" لماذا ..؟!"

أجابت بعدما تنهدت بصوت مسموع :

" لإنه فاسد .. يعرف الكثير من الفتيات اللاتي يخدعهن بإسم الحب ثم يتركهن بعدما يأخذ منهن ما يريده كمثل العديد من شباب ورجال هذا الزمن .."

" هل حاول أن يلمسك يوما أو ..؟!"

سألها بشراسة لتجيبه بفتور :

" بالتأكيد لا .. أنا لا أسمح له بشيء كهذا .. ألا تعرفني ..؟!"

رد بثقة لا يمنحها لأي أحد :

" بالطبع أعرفك جيدا يا شمس وأثق بك لكنني قصدت أن يلمسك بالإجبار .."

هتفت بحنق :

" تحرش يعني .."

احتقنت عيناه بقوة لترد بسخرية مريرة :

" إذا كنت خائفا من كونه فعل ما فعله أخيكَ بي مسبقا فإطمئن .. لم يفعل ذلك ولم يلمس شعرة واحدة مني حتى .. "

تشنجت ملامحه كليا وسيطر شعور الإختناق عليه ليتحرك بعيدا عنها متجها نحو النافذة يتأمل السماء المظلمة بالخارج فيسمعها تسأله بنفس السخرية :

" هل إنتهيت من تحقيقك أم ما زال هناك المزيد من الأسئلة ..؟!"

لم يجبها بل ظل في مكانه يتأمل الخارج لتزفر أنفاسها بملل ثم تجلس على الكنبة كي تستريح قليل فهي حقا مرهقة للغاية وتود إنتهاء تلك الحفلة كي تعود الى المنزل وترتاح قليلا ..

ظلت تتأملها وقد شردت به قليلا ..

لا تنكر إنه يبدو من الخارج رجل مثالي بوسامته وجاذبيته وتلك الهالة التي تحيط به وما يمتلكه من ثقة وذكاء مفرطين ..

تعلم إنه رجل اعمال ناجح جدا وسمعته أمام الملأ لا غبار عليها فالجميع يتحاكى عنه وعن أخلاقه وسمعته واسم عائلته ..

فاحش الثراء وذو مركز مهم في البلاد يجعله يتحكم بالكثير ..

لكن رغم كل هذا هو ليس كما يبدو من الخارج ..

هو رجل متسلط ، مغرور وحقير أيضا ..

رجل هددها كثيرا وعاملها كشيء مسلم به مستغلا نفوذه وسلطته في ذلك ..

رجل أجبرها على الكثير من الأشياء وآخرها الزواج منه ..

رجل جعلها تبكي مرارا وأفقدها رغبتها في الحياة ..

ربما لو كانت تهتم كثيرا بالأموال والسلطة لكانت وجدت شيئا واحدا يجعلها تفكر فيه بشكل مختلف ..

ربما لو لم تكن لديها طموحات مختلفة لكانت أعطت لنفسها فرصة في قبوله ..

لكن هناك أشياء كثيرة تجعلها تنفر من هذه الزيجة عموما ..

أولها رغبتها في الحياة بشكل مختلف عن نمط حياته ..

هي فتاة صغيرة تهوى الكثير من الأشياء التي لن تعجبه أبدا..

فتاة تتصرف بعفوية مطلقة .. تضحك وتمرح ولا تعرف أن تسير على نهج معين كما يفعل هم وأفراد عائلته ..

فتاة حرة لن تستطيع التقيد بتصرفات معينة تليق بطبقته العليا ..

لم تكن هذه مشكلتها الوحيدة معه وإن كانت هذه المشكلة الأهم ..

لكن حقيقة كونها تطمح للكثير من الأشياء في دراستها وعملها تسيطر عليها فهي لم تكن تنوي الزواج حاليا ولا حتى في السنوات القادمة حتى إنها سخرت من نفسها قبل مدة عندما تذكرت رغبتها بقبول طلب أيمن خطبتها وهي تفكر إنها كانت غبية وبلهاء كي تقيد حياتها في زيجة ستتم مباشرة بعد تخرجها من جامعتها  دون أن تعيش سنها كما ينبغي وتحقق طموحها في مجال العمل ..

هذين السببين إضافة الى ما فعله هو وأخوه بها يجعلان المسافة بينهما بعيدة للغاية ونسبة قبولها له أقل من واحد بالمئة حتى ..!!

تراجعت الى الخلف لا إراديا عندما شعرت به يحدق بها وقد استوعبت لتوها إنها كانت بدورها تتأمله أثناء شرودها ..

اقترب منها ثم وقف أمامها ولمس ذقنها ليرفعه وهو يسألها بجدية :

" أين شردتِ ..؟!"

ولأول مرة تجد لسانها يجيب بدلا عنها بما كان يختلج صدرها :

" كل ما يحدث خطأ .. خطبتنا خطأ .. وجودي معك وزواجي منك خطأ .. كل هذا خطأ لن يدفعه ثمنه سواي .."

حل الصمت بينهما ما إن نطقت آخر كلمه لتنظر إليه بملامح جادة تنتظر منه ردا على ما تفوهت به ليهتف أخيرا :

" وربما العكس .. ربما يكون زواجك مني أفضل شيء يحدث لكِ في حياتك .. لا أحد يعلم .."

قالت بهدوء :

" أنا لا أناسبك وأنت كذلك لا تناسبني .. كلانا من عالم مختلف والآسوء من ذلك إن كلينا يمتلك فكرا وروحا تختلفان عن الآخر .."

تنهدت وهي تكمل بجدية :

" رغم إنني لا أعلم ما السبب الحقيقي وراء إصرارك على الزواج مني لكن عليك أن تعلم شيئا واحدا .. مهما حدث ومهما طال زواجنا سوف يظل هناك مئة حاجز بيني وبينك وأولها أخوك وما فعله وأنت وما فعلته بدورك معي .."

توقفت عن حديثها لتجده يرد بصوت جاد :

" حسنا ، قد يكون ما تقولينه صحيح .. لكن هذا لا يمنع إن لا أحد يعلم ماذا سيحدث مستقبلا وكيف ستتطور الأمور بيننا .."

قالت بسرعة :

" للأسوء .. ستتطور للأسوء يا قيصر .. كن واثقا من ذلك .."

رد بصوت هازئ :

" أحب فيك تفاؤلك الدائم يا شمس .."

هتفت بغيظ :

" طول عمري كنت متفائلة ومستبشرة خيرا بما هو قادم  حتى أتيت أنت وفقدت معك كل معاني التفاؤل .."

نظر إليها مطولا ثم قال فجأة :

" هل تعلمين إنك تبدين جذابة للغاية الليلة وقد شعرت للمرة الأولى إنك إمرأة حقا ولست صبية صغيرة لا تفعل شيء سوى التفوه ببعض الكلمات الحمقاء ..؟!"

ردت بثقة مفرطة رغم دهشتها من تغييره دفة الحديث  :

" أعلم ذلك .. مثلما أعلم جيدا إنك لن ترى مني هذا فيما بعد فاليوم أنا مضطرة لذلك كوني العروس للأسف .."

وبدلا من أن يغتاظ منها بسبب حديثها كانت ترتسم أبتسامة خفيفة على شفتيه ليهمس وهو يقترب منها أكثر :

" لا تعلمين .. ربما يوما ما ستسعين للظهور كإمرأة بحق على الدوام لأجلي .. " 

وضعت كفها على صدره تدفعه بعيدا عنها وهي تتمتم بحنق :

" ابتعد .. يا لكِ من واثق مغرور .. خفف غرورك يا رجل فالغرور نفذ من البلد بسببك .."

ابتسم بخفة قبل أن يقترب منها مرة آخرى مرددا :

" أحب ملامحك كثيرا حينما تنزعجين او تغتاظين من شيء ما .. في الحقيقة أحب ملامحك في كل حالاتك بشكل يدهشني للغاية .."

حدقت به بعدم تصديق غير مستوعبة إن من يغازلها قيصر عمران بنفسه .. 

ذلك القاسي المتعجرف .. 

شعرت بسبابته تتحرك فوق شفتيه تتلمسها وتضغط عليها برقة ارتجف جسدها لأجلها فصاحت به :

" لا تفعل .."

سألها بصوت ماكر :

" أفعل ماذا ..؟!"

ردت بخفوت :

" لا تفعل ما تفكر به .."

سألها بنفس المكر :

" وبماذا أفكر ..؟!"

أجابت وهي تتأفف بضيق من إسلوبه هذا :

" يكفي يا قيصر .. أنت تعلم عما أتحدث جيدا .."

انحنى نحوها بشكل قريب للغاية ثم هتف بصوت مثير

:

" أين المشكلة إذا فكرت في تقبيلك بل وقبلتكِ أيضا ..؟! أنتِ زوجتي ويحق لي أن أفعل معكِ ما هو أكثر من التقبيل .."

ضمت شفتيها بقوة وقد سيطر عليها الإحراج الشديد من كلماته ليكمل وهو يلتهم جسدها النحيل بنظراته :

" أظن إنني سأقدم موعد زواجنا .."

جحظت عيناها وهي تهتف بفزع :

" ماذا ..؟! بالطبع هذا لا يجوز .. "

هتف بصوت منبسط :

" لا تقلقي الى هذه الدرجة من زواجنا فأنا أعدكِ إن كل شيء سيكون أروع مما تتخيلين .."

وقبل أن ترد بما سيضايقه هتف بها بجدية :

" دعينا نخرج .. لقد تأخرنا كثيرا على الضيوف .."

ثم جذبها من كفها وخرجا سويا متجهين الى قاعة الحفل من جديد ..

...................................................................

في قاعة الحفل ..

كانت حوراء تتابع خالد بعينيها وهو يقف مع مجموعة من  المعارف يتحدث معهم لكن ما جذب إنتباهها حقا هي تلك الفتاة التي تحاول لفت انتباهه بوضوح من خلال توجيه الحديث له مرارا بينما وجدته يجيب على حديثه برزانة وإبتسامة مجاملة كالمعتاد ..

نهرت نفسها على ما تفعله وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه فهو ليس لها ولن يكون ..

هو لم يشعر بها يوما ولن يفعل ..

وجدت حاتم يجلس على طاولتها وهو يحييها بهدوء قبل أن يسألها عن حالها :

" كيف حالك يا حور ..؟!"

ردت بهدوء وقد بدت ملامحها منطفئة الليلة :

" بخير .."

تناول حاتم القليل من الماء قبل أن ينتبه إليها وهي تلقي نظرة عابرة على خالد ثم تشيح بوجهها بعيدا عنه ..

" إلى متى يا حوراء ..؟!"

نظرت إليه متسائلة بعدم فهم :

" عفوا .. ماذا تقصد يا حاتم .. ؟!" 

رد بهدوء وهو يتجه بأنظاره نحو خالد :

" إلى متى تمنين نفسك بما لن يتحقق .. ؟!"

اضطربت قسمات وجهها ليكمل بجدية :

" لم يحبك يوما ولن يفعل .. لا تعيشين بأوهام لا يمكن ان تتحول الى حقيقة يوما .."

ولأول مرة تضعف نظراتها أمامه وهي التي دوما ما كانت قوية واثقة متعالية لا تضعف أمام أي أحد حتى حاتم الذي تعرفه منذ ولادتها ويوما ما كان بمثابة أخ حقيقي لها لكن مع مرور الزمن تغيرت وأصبحت مختلفة عن قبل وموقف واحد جمعها مع حاتم حطم تلك المحبة الخالصة التي كانت تكنها له فهي كانت تراه مثل قيصر معطية نفس المرتبة لكليهما ..

تأمل ملامحها التي سيطر عليها الهوان لينهرها بقوة :

" إياكِ يا حوراء .. إياكِ أن تضعفي ولو للحظة .."

أكمل بجدية :

" لم أقل لك هذا كي تضعفي او تنهاري .. أنا وددت أن أخبركِ بوضوح إنه لا يستحق .. لا يستحق مشاعرك تلك .. "

أكمل بجدية :

" أنتِ تستحقين من هو أفضل منه .. تستحقين رجلا يحبك ويحارب لأجلك .. خالد لن يكون هذا الرجل أبدا يا حوراء .. خالد لن يفعل أي شيء لأجلك .. شخصيته معقدة وقاتمة بشكل يجعله لا يرى سوى ذاته ومهما حدث لن يفضلك على نفسه .."

كانت تعلم كل هذا وتدركه جيدا ..

فخالد دوما ما كان هكذا ..

وهو بالطبع لن يتغير لأجلها ولا لأجل أي أخرى سواها ..

عاد تنظر إليه تشرد في كلمات حاتم الصادقة لمدة قبل أن تجده يبتعد عن تلك المجموعة متقدما نحو طاولتهما المشتركة لتعود ببصرها ناحية حاتم فتبتسم له لأول مرة منذ زمن طويل قبل أن تهتف به :

" أشكرك كثيرا يا حاتم .. كلامك مهم جدا بالنسبة لي .."

هتف بها ممازحا :

" وأخيرا قررتِ العفو عني والإبتسام لي يا حور .."

نظر الى خالد الذي جلس بجانب أخته التي تتحدث مع دينا وبجانبهما سوزان التي تجلس بجانب علياء بملامح باردة ليجده يتناول القليل من عصيره دون أن يلقي نظرة واحدة عليهما او يهتم بمعرفة ما يحدث رغم إنه يجلس أمامهما مباشرة وحديثهما سيصل إليه بالتأكيد خاصة بعدما إنخفضت الموسيقى ..

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ردت حوراء بهدوء :

" كنت منزعجة منك للغاية يا حاتم بسبب ما حدث في الماضي .."

رد بتهكم :

" نعم أعلم .. "

هتف بعدها مشيرا الى خالد :

" كيف حالك يا خالد ..؟! "

رد خالد بفتور :

" بخير يا حاتم .. "

ثم عاد ينظر أمامه بوجه جامد بلا تعابير واضحة فتنظر حوراء بدورها بعيدا عنه وهي تعيد كلام حاتم داخل رأسها وتقارنه بكل ما يحدث لتتوصل الى حقيقة واحدة إن كل ما قاله حاتم صحيح وإن خالد لن يشعر بها يوما ..

...................:................................................. 


مر الحفل سريعا وأوشك على الإنتهاء عندما وقف خالد خارج القاعة يتحدث مع صديق له قد حضر الحفل متأخرا ..

كان مندمجا في حديثه حينما انتبها لتلك التي تخرج من القاعة بملامح يسيطر عليها الجمود فيتفاجئ خالد بصديقه ينادي عليها :

" تارا الهاشم بنفسها هنا .. "

ثم أكمل وهي تتقدم نحوه وقد استطاعت أن ترسم إبتسامة عذبة على ملامحها التي كانت جامدة منذ لحظات :

" اليوم تأكدت إنني أكثر رجل محظوظ في هذا العالم .."

رفع كفها نحو انه مقبلا إياه لتهتف به بصوتها العذب :

" اهلا بك يا مهند .. كيف حالك ..؟!"

رد بعدما حرر أناملها من كفه :

" بخير يا هانم .. وأنتِ كيف حالك ..؟!"

أكمل وهو يشير الى خالد الواقف جانبه بملامحه الهادئة :

" دعيني أعرفك على صديقي خالد عمران .. "

سألته وهي تمد يدها نحوه ليلتقطها خالد في كفه :

" أنت ابن عم قيصر أليس كذلك ..؟!"

اومأ برأسه دون رد لتهتف بجدية بعدما حرر يدها من يده :

" أنت لا تظهر في الصحافة مثله لهذا لا أعرفك سوى بالإسم .."

أكمل مهند ممازحا :

" خالد لا يحب الظهور الإعلامي ابدا يا تارا .. هو يحب أن يكون بعيدا عن أعين الصحافة ووسائل الإعلام .."

ابتسمت تارا بخفة وهي ترد :

" ليتني أستطيع فعل هذا انا الأخرى .."

قال مهند وقد تذكر لتوه أمر الشائعة :

"'صحيح سمعت تصريحاتك بشأن تلك الشائعة التي خرجت عنكِ وعن قيصر .."

أردف مشيرا الى خالد :

" ابن عمك هذا داهية بحق .. لقد استطاع أن ينفي كافة الشائعات عنه وعن تارا بسلاسة غريبة .."

هتف خالد متسائلا :

" عفوا .. هل الهانم هي نفسها تلك المغنية التي تحدثوا عن زواجها العرفي من قيصر ..؟!" 

" ألم تكن تعلم ذلك ..؟!"

سأله مهند بدهشة حقيقية بينما نظرت إليها تارا بتعجب  فهل يعقل ألا يكون يعرفها ..؟!

أجاب خالد ببرود :

" لقد قرأت الخبر مثلي مثل الجميع وقرأت الإسم لكنني بالطبع لم أحفظه .."

ضحك مهند بعدم تصديق :

" يا إلهي .. اسم تارا لا يحتاج لأن يحفظ لإنه معروف من الأساس للجميع .."

أكمل بنفس التعجب :

" إنها تارا الهاشم يا خالد .. تعتبر أشهر مغنية في البلاد والمنطقية العربية عموما .. هل يعقل إنك لا تعرفها ..؟!"

ألقى نظرة عابرة عليها ثم قال وهو يعاود ببصره نحوه :

" أخبرتك إنني لا أعرفها .. ربما لإني لست مهتما كثيرا بعالم الموسيقى و المشاهير وأخبارهم .. "

أردف بعدها بنبرة رسمية وهو ينظر إليها بهدوء :

" ولكنني بالطبع تشرفت بمعرفتك يا هانم .."

ضغطت على شفتيها بقوة كي لا تتفوه بكلمة لا تليق بهذه الجلسة فهذه المرة الأولى التي تتعرض بها لموقف سخيف كهذا ..

أجابت بملامح صلبة ونبرة هادئة :

" الشرف لي يا بك .."

ثم أشارت الى مهند متجاهلة خالد :

" عن إذنك يا مهند .. يجب أن أذهب الآن .."

ثم إبتسمت له بخفة قبل أن تشمخ برأسها وهي تسير مبتعده عنهما ليهتف مهند ما إن رحلت :

" ما هذا الذي فعلته يا خالد ..؟!"

سأل خالد :

" ماذا فعلت ..؟!"

رد مهند بسرعة :

" أحرجتها .. كيف تقول إنك  لا تعرفها ..؟!"

أجاب خالد بلا مبالاة :

" لإني حقا لا أعرفها .."

قال مهند منزعجا :

" كان بإمكانك أن تجاملها .. "

ثم أكمل بعدم استيعاب :

" مع إنني لم أستوعب حتى الآن كيف لم تعرفها .. ؟! هل يوجد احد في المنطقة لا يعرف تارا الهاشم ..؟!"

زفر خالد أنفاسه وهو يرد بملل :

"ما بالك يا مهند ..؟! قلت إنني لا أعرفها .. لماذا تبالغ في الأمر الى هذا الحد..؟! "

" لو كنت عرفتها من قبل ما كنت لتنساها أبدا .."

قالها مهند بهيام ليهز خالد رأسه مستنكرا وهو يهتف به :

" من الجيد إذا إنني لم أعرفها مسبقا ولا أنوي التعرف عليها فيما بعد .."


تكملة الرواية من هنا


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close