أخر الاخبار

رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم بيل بيلا

 رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم بيل بيلا

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

رواية شمس ربحها القيصر البارت السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم بيل بيلا


رواية شمس ربحها القيصر الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم بيل بيلا


الفصل السادس

كانت تشعر بجس *ده الع *اري يضغط على جس *دها البض بينما كفيها تضربان صدره وتحاولان دفعه بلا هوادة ..

كان كالمغيب مستلذا بملمس بشرتها الناعمة يتلمس جس *دها بلا رحمة وقد بلغت رغبت *ه بها أوج *ها ..

شعرت شمس بأن النهاية اقتربت فهاهي محاصره أسفل جس *ده الثقيل

وبينما كان على وشك أن ينهي كل شيء وفي اللحظة الأخيرة فوجئ بشيء قوي يرتطم في رأسه مفجرا الدماء منه ليبتعد لا اراديا وهو يشعر بألم شديد فيه ..

جحظت عيناه وهو يراها تقفز من فوق السرير  بعدما غطته في اللحاف تجذب ملابسها وتهم بالركض خارج المكان لكنه كان اسرع منها وهو يلتقط  سكين موضوعة مسبقا ويصوبها نحو كتفها نحوها لتصرخ ألما قبل أن يغمي عليها بعد لحظات قليلة..

.......................................................................

أوقف قيصر سيارته امام ذلك المنزل لينظر الى صديق فادي الذي قال :

" هذا هو المنزل .."

رد قيصر بصوت جاف :

" ابقَ هنا .."

ابتلع الشاب ريقه بتوتر وهو يشعر لأول مرة بالندم على ما اقترفه خاصة حينما فوجئ بقيصر يغلق السيارة عليه تماما بعدما خرج منها ثم أعطى اشارة الى رجاله يمنعهم من الدخول خلفه ..

سار قيصر بخطوات رزينة رغم قلبه النابض بقوة وأخرج المفتاح الذي أخذه من صديق فادي وأدخله في قفل الباب ..

أدار المفتاح لينفتح الباب فيدلف الى الداخل يتأمل المنزل بملامح جامدة قبل أن يصيح بصوت عالي :

" فادي .. أين أنت ..؟!"

نظر الى الدرج الخشبي الطويل فصعده متجها الى الطابق العلوي حيث توجد اربع غرف هناك ..

اتجه نحو الغرفة الاولى وهم بفتحها ليسمع صوت اخيه يأتي من الخلف مرددا بهدوء :

" كنت أنتظرك يا أخي .."

التفت نحوه ليجده يقف امامه عاري الصدر مرتديا بنطاله فقط شعره ما زال رطبا وملامحه منتشية ..

اقترب منه بخطوات هادئة قبل أن يفاجئه بلكمة قوية على وجهه ليسقط فادي ارضا ...

جذبه نحوه مرة أخرى موقفا إياه أمامه ..

 " أين هي ..؟!"

سأله بصوت مخيف ليرد فادي بتهكم :

" إن كنت تسأل عن شمس فهي في الداخل .. ترتاح قليلا بعدما حدث فأنت تعرف المرة الأولى تكون مجهدة للغاية .. "

واللكمة هذه المرة كانت أقوى من سابقتها ..

" حقير .. ماذا فعلت بها ..؟! "

سأله قيصر بصوت غاضب ورغبته بقتله تزداد في كل لحظة .. يشعر بنيران ضارمة تضرب قلبه وهو يدرك جيدا ما فعله أخيه بها ..

دفعه بقوة وهو يقتحم الباب ليتجمد في مكانه وهو يراها نائمة على السرير بسلام وجسدها العاري مغطى بغطاء السرير لا يظهر منه سوى يديها وكتفها الأيسر ..

ابتلع ريقه وهو يحاول ان يستوعب ما يحدث .. شخص آخر سيفكر إنهما كانا سويا يستمتعان حقا لكنه يعرفها ويعرف جيدا إنها لن توافق على شيء كهذا ..

لذا اول شيء خطر على باله إن أخوه خدرها بعدما خطفها ثم اغتصبها..

شعر بألم شديد ينحر قلبه وروحه وهو يتخيل أخيه يغتصب جسدها البريء دون رحمة ..

اعتصر قبضة يده بقوة وقد بلغت أعصابه أوجها ليسمع صوت خطوات اخيه خلفه وهو يقول :

" هل صدقتني الآن ..؟!"

تأمل أخيه الذي يقف قريبا منه يتأمله بملامح مستمتعة ليحاول السيطرة على أعصابه الثائرة ورغبته الشديد في قتل هذا الواقف امامه ويقول بصوت حازم :

" اخرج حالا .."

هم فادي بالرد لكنه لم يعلم ان قيصر فقد تعقله ولم يعد يستوعب شيئا سوى ان هذا الشاب الماثل اغتصب شمس فتقدم نحوه وأخذ يضربه بلا رحمة متناسيا مرضه حتى خرت قوى فادي الذي سقط فاقدا للوعي ..

ابتعد عنه وهو يلهث بقوة وبعضا من دماء اخيه ملتصقة بقميصه .. توقف عن لهاثه وقد قرر أن يلتفت اليها محاولا السيطرة على اعصابه وايجاد حلا لكل هذا ..

سار تجاهها وهبط نحوها لامسا خدها بإبهامه شاعرا بروحه تتمزق وهو يتأملها تنام بسلام غير واعية لأي شيء فحتى صراخ فادي وسط ضربه له لم تنجح في ايقاظها من نومتها ..

جذبها نحوها رافعا وجهها نحو صدره بنية حملها حينما ظهر كتفها الأيمن أمامه والدماء تغطيه بالكامل ليتجمد مكانه ومفاجئة اخرى تصدمه  ..

.........................................................................

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

بعد مرور اكثر من ساعة ..

كان قيصر يقف امام باب الغرفة المغلق ينتظر خروج الطبيبة من عندها وشعور القلق ينهشه بقسوة ..

يتمنى لو يسمع كلمة واحدة تطمئنه عليها ..

لا يعرف علامَ يقلق بالضبط ..؟! يقلق عليها من تلك الرصاصة التي اخترقت كتفها فنزفت بسببها كثيرا او يقلق ويحترق كلما يتذكر حقيقة إغتصابها على يد أخيه ..

سمع صوت احد رجاله يقترب منه ويقول :

" لقد انتهى الطبيب من تضميد جراح فادي بك وهو الآن غارقا في نومه لا يشعر بشيء بعدما أعطاه منوما .."

رد قيصر بعدم اكتراث وهو لا يرغب حقا في سماع اسم اخيه :

" جيد .. ابقَ معه حتى يستيقظ وأخبرني فورا بذلك .."

اومأ الرجل برأسه ثم قال وهو يمد بيده حقيبة شمس :

" حقيبة الآنسة وجدتها في الارض .."

اخذ الحقيبة منه بسرعة لينصرف الرجل فيفتح قيصر الحقيبة ليجد بها العديد من الأشياء كبعض ادوات المكياج وعطر صغير تستخدمه دوما وهاتفها بالطبع ..

اخرج الهاتف الذي يحوي على رمز خاص ليلمسه فتظهر له صورتها وهي تبتسم بشكل خفق قلبه له بجنون ..

أخذ يحرك أنامله فوق الصورة شاردا قبل ان يتوقف عن ذلك وهو يتنهد بحرارة ..

سمع صوت الباب يفتح يتبعه خروج الطبيبة التي اقتربت منه تخبره بصوت جاد :

" من حسن حظها إن السكين جرحت الكتف دون إختراقه.. نظفت الجرح جيدا والإصابة كانت خفيفة لكن يبدو إنها فقدت وعيها من آثار الصدمة بسبب ما تعرضت له .. ربطت كتفها وأوقفت الدماء النازفة من الجرح ..

تنهد بالقليل من الراحة رغم حزنه الشديد لما أصابها ورغم إدراكه لبشاعة ما حدث معها ليجد الطبيبة تكمل :

" كان هناك آثار عنف على جسدها .. كما إنني إضطررت لفحصها بعدما طلبت هي مني ذلك .. رغم إنها تعرضت لمحاولة اغتصاب واضحة لكنها ما زالت عذراء .."

حدق بها مصدوما للحظات قبل أن يهتف بصوت متحشرج :

" هل هي حقا ما زالت عذراء ..؟!"

أومأت الطبيبة برأسها وردت بجدية :

" نعم قيصر باشا .. الانسة ما زالت عذراء .. وانا طمئنتها بنفسي .. "

تعجبت الطبيبة من تلك التنهيدة التي أطلقها قيصر يتبعها تغير ملامح وجهه من الصلابة المخيفة للراحة المتخللة بالقليل من الفرحة ..

سمعته يقول اخيرا :

" أشكرك كثيرا يا حضرة الطبيبة .. "

ردت متعجبة من هذا الاسلوب المليء باللطافة وشكره لها .. قيصر عمران لم يتحدث معها بهذه الطريقة يوما رغم كونها تعمل لديهم منذ سنوات عديدة عندما كان والده ما يزال حيا ..

ابتسمت بهدوء وهي ترد :

" لا داعي للشكر يا باشا .. الحمد لله على سلامة الآنسة .. صحيح هي نامت منذ قليل بعدما أعطيتها حقنة منومة .."

ابتسم بهدوء وهو يرد :

" شكرا .. "

ثم طلب من احد الحراس اللذين يوجد بعضا منهم في الأسفل بعدما ناداه من الاعلى أن يوصلها الى الخارج حيث ينتظرها سائقه.. 

ما إن تحركت الطبيبة خارج المكان حتى اندفع نحو الغرفة متقدما نحوها فيجدها نائمة بسلام وسط الفراش الوثير لا تشعر بشيء وكتفها مربوط بالكامل ..

حدق بملامح وجهها الهادئة متمنيا ان تفتح عينيها اللامعتين لمعانا يشده بقوة لا يفهمها ولا يظن إنه سيفهمها ..

تأمل وجهها الابيض كالثلج وشعرها الكثيف بلونه النحاسي وملامحها الناعمة والتي سرعان ما تتحول الى اخرى شرسة بشكل يفاجئه هو شخصيا ليسأل نفسه مرة أخرى ولكنه هذه المرة محتار من نفسه وكيف يرغب في تأمل ملامحها التي رأى ما تفوقها جمالا وإثارة وجاذبية الى الابد ..؟! كيف يرغب في لمس وجهها بل تقبيل كل إنش فيه ..؟! نعم الآن فقط اعترف لنفسه إنه يرغبها بشدة هو يتعجبها فهي لا تشبه نساؤه بأي شيء .. هي لا تستطيع أن تنافسهم حتى .. نساؤه اللواتي يتنافسن بالجمال المبهر والجاذبية الشديدة .. الجسد المثير والأناقة الشديدة .. هو رجل لطالما انتقى نساؤه بمواصفات مثيرة خلابة يجد نفسه راغبا بفتاة تصغره بأكثر من ثلاثة عشر عاما .. نحيلة للغاية ترتدي ملابس كاجوال على الدوام .. ملامحها عادية للغاية .. فتاة من المفترض إنها لا تمتلك شيئا يثير رجل مثله ورغم هذا كله يتوق اليها وبشدة 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

اقترب منها منحنيا نحوها مقربا وجهه من وجهها غارقا بتفاصيلها عن قرب ليطبع قبلة طويلة على جبينها لم يرغب بإنهاؤها قبل ان يبتعد عنها مجبرا ويهمس لها بخفوت :

" يبدو إن حاتم كان معه حق .. كان علي أن أفهم سبب إهتمامي الغريب بك .. لا أعلم ماذا يحدث معي بالضبط لكنني أعلم شيئا واحدا .. إنني في هذه اللحظة تحديدا أرغبك أكثر من أي شيء .."

ابتعد عنها أخيرا ليدخل أنامله بين خصلات شعرها الناعمة مقلبا إياه قبل ان يعاود تقبيل شعرها هذه المرة وشغفه بها وصل ذروته ..

..........................................................................

ضغط حاتم على جرس باب منزل شمس وهو يشعر بالضيق الشديد من كل ما يحدث ..

لم يستطع الذهاب مع قيصر بسبب رفض الاخير ذلك بتعنت لم يفهم سببه ليتفاجئ بإتصاله به منذ حوالي ساعة و هو يطلب منه الذهاب الى منزل شمس والتحدث مع والدتها بحديث جهزه مسبقا ..

زفر أنفاسه بضيق وهو يهم بضغط الجرس مرة اخرى ليتوقف عن ذلك وهو يرى الباب تفتح وتخرج منه فتاة ترتدي ملابس المدرسة ذات شعر أحمر مميز لم يرَ مثله من قبل وبشرة شديدة البياض وعينين خضراوين ..

كانت تمضغ العلكة داخل فمها حينما توقفت عن ذلك ما إن انتبهت لهذا الرجل الوسيم الذي تراه أول مرة فهتفت بسرعة تتخللها الدهشة :

" تفضل .."

رد وهو يتأمل تلك الصدرية الرصاصية والتي تفصل جسدها الممتلئ قليلا لكن دون أن يؤثر هذا الإمتلاء على  جاذبية جسدها بل في الحقيقة هو زاده أنوثه و جعل بعض المناطق تبدو شديدة الإثارة :

" عفوا .. أريد والدتك لو سمحتِ .."

رفعت حاجبها وهي تسأله بعدم استيعاب :

" ومن أين تعرف والدتي كي تريدها ..؟!"

رد بصوت فاتر :

" ما دخلك أنتِ ..؟! نادي عليها حالا .."

احتدت ملامحها وهي تجيبه بعصبية :

" ما بالك تتحدث معي بهذا الاسلوب الوقح ..؟! ألا تمتلك قليلا من اللطافة والرقي بالتعامل ..؟!"

سيطرت الدهشة على ملامحه وهو يهتف بعدم تصديق :

" اللطف و الرقي في التعامل ..؟! هل تتحدثين عني ..؟!"

مطت شفتيها وهي تجيبه :

" وهل يوجد غيرك يقف أمامي .. ؟! حسب ظني لا يوجد .."

قال بصوت سيطر عليه التهكم :

" عيب يا فتاة .. لا يجب أن تتحدثي مع من يكبروكِ سنا بهذه الطريقة .. "

حركت رأسها وهي ترد بإستهزاء :

 " عندما يتعلم اولئك اللذين يكبرونني سنا كيف يتحدثون مع الأصغر منهم سوف أتحدث معهم بالشكل الصحيح .."

سيطر على بروده الذي بدأ يضمحل تدريجيا ليسأل بصوت قوي :

" أريد والدتك حالا .."

زفرت أنفاسها وهي تشعر بالملل من هذا الحوار :

" والدتي ليست هنا .. هي في المدرسة كما إنها ستتأخر اليوم .."

سألها بسرعة :

" ما اسم المدرسة ..؟!"

أعطته اسم المدرسة ليهز رأسه ثم يتحرك بعيدا عنها دون ان يلقي تحية الوداع فتزم هي شفتيها بعبوس من اسلوبه الفظ قبل أن تتجه الى الداخل مرة اخرى وتحديدا نحو المطبخ لتعد السلطة قبل عودة والدها من عمله كما أخبرتها والدتها من قبل ..

...........................................................................


هبط قيصر درجات السلم متجها الى صالة الجلوس حيث ينتظره عارف صديق فادي والذي كان يجلس مرتعبا وهو ينتظر قيصر وفي داخله يلعن فادي الذي ورطه في كل هذا ..

اقترب منه قيصر لينهض من مكانه بسرعة وجزع فيسمعه يقول بصوت آمر :

" اجلس مكانك ... "

عاد الى موضعه الاصلي بينما وقف قيصر أمامه يرمقه بنظرات غامضة ثم قال اخيرا بصوت هادئ بث الرعب داخله رغم هدوءه :

" ها انا وانت لوحدنا الآن .. رجالي جميعهم في الخارج بإستثناء ذلك الرجل الذي يقطن مع فادي في غرفته .. أريد أن تخبرني بكل شييء .. لا اتحدث فقط عن هروب فادي وخطفه لشمس وما فعله بها بمساعدتك .. بل كل شيء انا لا اعرفه عن اخي .."

ابتلع عارف ريقه وهو يرد بصوت متردد :

" مبدئيا انا لا اعلم كيف هرب بالضبط .. لكنني سمعت ان هناك احدا في القصر رتب له كل شيء ليهرب بسهولة من رجالك .. اختطاف شمس كان سهلا فهو لديه اموال تكفيه ليستأجر من يساعده في ذلك .."

سأله قيصر بجدية :

" أية أموال تلك وهو قد خسر جميع امواله بسبب تلك السموم التي يتناولها والنساء اللاتي يصرف عليهن ..؟!"

رد عارف :

" لا أعلم .. ربما لديه بعضا من الاموال لا تعرف عنها شيئا .. او ربما هناك من يساعده .."

اكمل وهو يرتجف خوفا :

" ما اعرفه انه خطف شمس بسهولة وجلبها الى هذا المنزل الذي سبق وإستأرجته له منذ عدة ايام .. "

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

غلف الجمود ملامح قيصر وهو يهتف :

" أكمل .. ماذا كان يريد من شمس ..؟! لماذا إختطفها ..؟!"

أجابه عارف :

" لسببين .. بسبب رغبته بها بالطبع .."

لاحظ عارف إشتعال عيني قيصر رغم الجمود الذي ما زال يرتسم فوق ملامح وجهه ليكمل بصوت متهدج:

" وبسببك .. كان يريد ان يثبك لك إنه قادر على أن ينال ما يريد بدون مساعدتك .. خاصة بعدما ساومته بصراحة تامة عليها .. "

لاحظ الصدمة التي ارتسمت جلية على ملامح وجهه ليكمل بصدق :

" فادي دوما ما يكره حقيقة انك المتحكم الاول بكل شيء .. إنك المسيطر على العائلة بكافة أفرادها .. يكره كل هذا .. يكره سيطرتك على جميع افراد عائلتكم حتى ابن عمك خالد وعمك حسن .. يكره حقيقة إن الجميع يخضع لك .. "

احتدت ملامح قيصر ليكمل عارف بجدية :

" أنا أعلم اشياء أنت لا تعلم عنها شيئا .. فادي أذى الكثير من الأشخاص بسبب عقده النفسيه والتي ازدادت اضعاف بعد فقدانه لحبيبته لارا .. شمس ليست اول من يؤذيه ولن تكون الأخيرة طالما لا تنوي ان تضع حدا له .. "

أردف وهو يبتسم بألم :

" لقد أذاني من قبل .. وأذى الكثير .. حتى أنت .. كان على وشك أن يؤذيك أكثر من مرة لكنه لم يستطع ان يفعل .."

" ماذا تقصد ..؟!"

سأله قيصر بصوت متأهب ليجد عارف يقول بتهكم :

" لا أستطيع أن أخبرك ماذا كان ينوي أن يفعل لك .. ولا محاولاته لتخريب العلاقة بينك وبين خالد .. خالد الذي تدمرت علاقتك به منذ سنوات دون ان تعرف إن فادي كان سببا أساسيا في هذا .. لكن يكفيني أن أخبرك إنه .."

صمت للحظات يتأمل ملامح وجهه المترقبة ليكمل بصوت خرج ضعيفا :

" إنه ليس مريضا كما أوهمك من قبل .."

وهنا كانت الضربة القاضية له ..

.........................................................................


في قصر عائلة عمران ..

اقتربت حوراء من المرآة العريضة تضع أحمر شفاهها بلونه الكريمي اللامع على شفتيها الممتلئين بتركيز شديد ..

انتهت من وضع أحمر الشفاه لتضغط على شفتيها ثم تتأمل ملامحها الفاتنة وهي تتأكد من كمال كل شيء في اطلالتها ..

همت بالتحرك لتسمع صوت باب الجناح يطرق فتزفر أنفاسها وهي تتأفف ثم تقول :

 " تفضل .."

دلفت احدى الخادمات الى داخل الجناح وقالت برسمية :

" السيد حاتم وصل منذ قليل .. من الواضح إنه جاء ليرى السيد قيصر لكنني أخبرته إنه لم يعد الى القصر بعد فأخبرني إنه سينتظره .. قلت لأخبرك طالما كوثر هانم ليست هنا كي تقومي بضيافته اذا أردتِ .."

تنهدت وهي تجيب بملل :

" لدي موعد هام بعد قليل .. دعيني ألقي التحية عليه قبل خروجي فقط .. هو ليس غريبا على ما اظن .."

أومأت الخادمة برأسها متفهمة بينما حملت حوراء حقيبتها وهي تسير خارج الجناح ..

هبطت الى الطابق السفلي وتقدمت نحو غرفة الضيوف لتجد حاتم هناك يتناول قهوته المفضلة فتلقي التحية عليه بصوت مقتضب فينهض بدوره من مكانه مادا يده نحوها متأملًا طلتها الأنيقة كالعادة لتلتقط هي كفه في كفها فتسمعه يسأل :

" كيف حالك يا حوراء ..؟!"

ردت بتكلف :

" بخير يا حاتم .. ماذا عنك ..؟!"

أخفى إبتسامته المتهكمة بصعوبة وهو يرد :

" بأفضل حال .. "

" تفضل .."

قالتها وهي تشير بكفها نحو مكان جلوسه ليعاود الجلوس هناك متأملا إياها وهي تجلس على الكرسي المقابل له واضعا قدما فوق الآخرى تتأمله بملامح مبهمة قبل أن تقول :

" قيصر ليس هنا .."

رد وهو يرتشف القليل من القهوة بصوت بدا لها رائقا :

" أعلم .."

سألته وهي تكتم غيظها :

" إذا ستنتظره حتى يعود ..؟!"

رد وهو يهز رأسه موافقا حديثها :

" نعم .. سأنتظره في جناحي اذا ما زال ينتظرني كالعادة .."

ردت بصوت هازئ :

" جناحك ينتظرك يا حاتم بك .."

ابتسم بدوره وهو يرمقها بنظرات ماكرة لتشعر بالضيق الشديد قبل ان تهتف وهي تنهض من مكانها :

" اعذرني ولكن يجب أن أذهب فلدي موعد هام مع أصدقائي .."

نهض بدوره من مكانه وقال :

" بالطبع يا حوراء .. خذي راحتك .. انا بدوري سأذهب الى جناحي وارتاح فيه ريثما يعود أخوكِ .."

همت بالرد لتتفاجئ بليزا تقترب منهما وتهتف بجدية :

" حوراء هانم .. لقد جاء خالد بك مع لميس هانم .."

ضغطت حوراء على شفتيها وهي تلعن هذا اليوم المخيف فيكفيها قدوم حاتم ليكتمل بعودة خالد الحفيد الثاني لعائلة عمران وأحد أركانها الأساسية لتجدهما يدلفان الى الداخل بعد لحظات حيث دخلت لميس اولا وهي تبتسم بهدوء قبل أن تحيي حوراء بإبتسامة ناعمة ردتها حوراء على الفور فبالرغم من إن علاقتها ليست قوية مع لميس لكن لا يوجد خلافات من اي نوع بينهما ..

انتبهت الى خالد الذي دخل بعد اخته بملامح وجهه الوسيمة الصارمة والذي تقدم منها بينما اتجهت لميس لتحيي حاتم برسمية شديدة بالرغم من كونها تعرفه مسبقا عندما كانت مستقرة في هذه البلاد ..

حيا خالد حوراء بتحية مقتضبة وبالكاد لامست اطراف أنامله أناملها لتشعر بالغيظ يأكلها من إسلوبه المتعجرف معها على الدوام والذي لا يرضي غرورها ابدا ..

شاهدته يتقدم من حاتم الذي سيطر على ملامحه الجمود لتجده يهتف بها ببرود :

" اهلا حاتم بك .."

فيرد حاتم بفتور :

" اهلا خالد بك .."

ثم ما لبث ان جلس خالد بجانب لميس ليقول حاتم مستأذنا :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" عن اذنكم .. سأذهب الآن طالما إن قيصر لا ينوي العودة مبكرا .."

زمت حوراء شفتيها وهي تفكر إن خروجها بات مستحيلا خاصة في ظل غياب والدتها فهي الوحيدة المسؤولة عن ترتيب امور زيارة ابناء عمومها ..

وجدت حاتم يتجه الى الخارج قبل ان يميل نحوها هامسا بسخف :

 " يؤسفني إن موعدك سوف يؤجل فكما ترين هناك مهام تنتظرك بقدوم ابناء عمومك .. وداعا يا حور .."

ثم خرج تاركا اياها تشتعل غيظا لتسيطر على اعصابها وهي تتجه نحو ابناء عمها وتجلس معهما فتسأل لميس بجدية :

" ما أخبار زوجة عمي ..؟! اتمنى ان تكون بخير .."

ردت لميس بهدوء :

" بخير يا حوراء .. وماذا عنك وعن زوجة عمي ..؟! كيف حالكم ..؟! وقيصر وفادي ودينا ..؟!"

ردت حوراء وهي تنظر رغما عنها لخالد الواجم للحظات سرعان ما أنهتها وهي تعاود النظر الى وجه لميس :

" جميعهم بخير .. والدتي ستعود الى المنزل غدا ان شاءالله .. قيصر ما زال في الخارج .. دينا فقط في الاعلى .. سأطلب من الخادمة أن تخبرها بقدومك .."

شددت على الكلمة الأخيرة اشارة منها الى عدم إهتمامها بقدوم خالد والذي لم يهتم بكلمتها وكأنه لم يسمعها لتشعر بغيظها يزداد وهي تتحرك الى الخارج كي تخبر الخادمة في ذلك لتتفاجئ بخادمة اخرى تتقدم نحوهم وهي تهتف بها :

" انسة حوراء .. سوزان هانم في طريقها الى القصر .. "

تجهمت ملامح حوراء التي فكرت إن هذا اليوم هو أتعس أيام حياتها على ما يبدو ..

.........................................................................


بعد مرور عدة ساعات ..

فتحت شمس عينيها بضعف لتعاود أغلاقهما بسرعة وهي تشعر بألم شديد يسيطر عليها ..

لا تعلم إذا ما كان ألما جسديا او ألم نابعا من أعماق روحها التي إكتوت بنيران الذل والإنتهاك ..

عادت ورمشت بعينيها بضعف وقد بدأت شفتاها تتحرك حيث أخذت تهمهم بكلمات بلا صوت فقط شفتاها من تتحرك ..

وأخيرا فتحت عينيها بالكامل لتتوقف عن تحريك شفتيها وهي تتأمل السقف فوقها وأخذت تراجع جميع ما حدث معها لتنتفض بسرعة من مكانها فتشعر بألم قوي في كتفها فيتفاجئ قيصر بإستيقاظها وهو الذي كان يجلس مقابلها ينتظر إستيقاظها بلهفة وترقب ..

نهض من مكانها واقترب منها لترفع وجهها نحوه فيسيطر الفزع على ملامحها وتهز رأسها نفيا بينما لسانها عاجز عن قول شيء ..

" اهدئي .."

قالها وهو يقترب منها بتردد فتصرخ به وذلك الألم في كتفها يعزز صراخها :

" ابتعد .. اياك ان تقترب .."

توقف في مكانه وهو يشعر بوجع شديد يكوي قلبه فيهتف برجاء شديد لم يظهر ولو جزءا منه لسواها :

" اهدئي يا شمس .. لن أقترب منك .. فقط اهدئي .."

صاحت به :

" لماذا أنت هنا ..؟! ماذا تريد مني ..؟! ألا يكفيك ما فعلته أنت وأخيك بي ..؟! ألم تكتفِ بما حدث معي ..؟! لماذا لا تبتعد عني ..؟!"

أردفت وهي تبكي :

" لقد انتهيت بسببكم .. لم يتبقَ بي شيئا سليما .. اتركني وشأني .. لا طاقة لي لتحمل المزيد .."

شعر بكلماتها تطعنه بقوة ودموعها وصوت بكائها يمزق قلبه بسكين حادة فقال بصوت جدي وعينين بدتا لها مترجيتين :

" لست هنا لأوذيك مجددا .. أنا هنا لأساعدك .. "

أكمل بصوت هادئ :

" اطمئني يا شمس .. لن أفعل اي شيء يضرك .. "

حدقت به ساخرة وهي تهتف متجاهلة الألم الذي يسيطر على كتفها :

" لقد حدث كل شيء يضرني يا قيصر باشا .. لقد حدث وانتهى .."

ثم بدأت تبكي بصوت عالي وهو يراقب نحييها بعجز قبل أن يلبي رغبته الشديدة في ضمها ومواساتها فيجذبها نحوه بعناق عفوي سرعان ما رفضته وهي تدفعه بعيدا عنها وتصرخ به وقد أدى تصرفها هذا وتحريكها ذراعيها لتضاعف ألم كتفها المصاب :

" ابتعد عني أيها الحقير .. هل تريد اكمال ما بدأ هو به ..؟! هل تريد أن تغتصبني مثله ..؟!"

وضعت كفها على كتفها لا اراديا محاولة السيطرة على ذلك الوجع  بينما قال بلهفة وخوف شديد اليه من معالم وجهها المعذبة  :

" كلا لن افعل .. أخبرتك إنني هنا لمساعدتك .. لا أنوي ايذائك .. اقسم لك بهذا .."

أخذت تهز رأسها نفيا وهي تقول :

" كلا انت كاذب .. انت مثلك مثله .. هو سرق شرفي وانت ستفعل مثله .. تدعس على شرفي مثلما فعل أخوك .."

أحاط وجهها بين ذراعيه  مرددا بقوة :

" شرفك ما زال كما هو .. لم يدعسه .. ولن أسمح لأحد بفعلها .."

حاولت أن تدفعه بعيدا عنها بضعف لكنها لم تستطع لتهتف بدموع منهمرة :

" انت تكذب .. هذا اتفاق بينك وبين الطبيبة .. طلبت منها أن تخبرني إنني ما زلت عذراء فقط كي لا أثور عليك أنت وأخيك .."

أردفت بصوت مبحوح باكي :

" لقد شعرت بكل شيء .. ما حدث كان اغتصاب .. لقد أفقدني عذريتي .. وأنت وطبيبتك لن تخدعاني .."

" انا لا اخدعك .. هذه الحقيقة .."

هزت رأسها نفيا وهي تنهض من مكانها متحاملة على آلام جسدها وذلك الدوار الخفيف الذي أصابها  وتقول :

" أخبرتك إنني شعرت بكل شيء .. أخوك اغتصبني .. لماذا لا تفهم ..؟!"

ثم اردفت بصوت باكي :

" وحتى لو لم أفقد عذريتي كما تزعم .. لقد رأني عارية بالكامل .. لقد لمس جسدي وقبله ونهشه بلا رحمة .."

" يكفي .."

صاحها بصوت قاسي منفعل وكلماته تلك تجلده بسوط من جمر شديد الإشتعال لتهتف وهي تبكي بمرارة :

" هل تظن إن الشرف يقتصر على فقدان العذرية ..؟! لا بالطبع .. تعريته لي وانتهاكه حرمة جسدي الذي ليس من حقه هو سرقة لشرفي يا سيد .. انا الآن لا استطيع النظر في وجه أحد .. كيف سأنظر في وجه الآخرين بعدما حدث .. ؟! كيف سأنظر في أعين والدي ووالدتي ..؟! هيا أخبرني .."

أردفت بمرارة :

" كيف سأستطيع في المستقبل أن أرتبط واتزوج وزوجي لا يعلم إن هناك من رأي جسدي ولمس كل إنش فيه قبله ..؟! انا من الأن فصاعدا سوف أسير منكسة الرأس بين الجميع بسبب ما حدث .." 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

شهقت باكية  لتسقط ارضا وتبكي لمدة من الزمن وهي تمسك كتفها المصاب بينما هو يراقبها بصمت ..

وجدها تتوقف عن بكائها وهي تستند بظهرها على الحائط خلفها ليقترب نحوها وينحني بجسده أمامها قائلا بصوت هادئ قوي :

" اقسم لكِ إنني سأعوضك عن كل هذا ..اقسم لكِ إنني سأعيد لكِ شرفكِ وأجعلك تسيرين مرفوعة الرأس بين الجميع دون أن تخجلي من اي شيء .."

ضحكت ساخرة وهي تسأل :

" وكيف هذا ..؟! كيف ستعيد شرفي إلي ..؟!" 

ليرد وهو يتمعن النظر في وجهها الباكي :

" الزواج .. الزواج هو من سيعيد شرفك إليك .."

صاحت وهي تدفعه بعيدا عنها وقد نسيت وضع كتفها فصرخت بألم  :

" انا لن اتزوج بذلك المريض مهما حدث .. هل فهمت ..؟!"

مسكها من رسغيها مرددا بصوت قوي حاسم :

" انا لا اتحدث عن فادي يا شمس .."

حدقت به بقوة ليردف بجدية :

" أنا من سيتزوجك يا شمس وليس أخي .."


فصل السابع والتامن

توقف الزمن حولها وهي تستمع لجملته التي أخذت تتردد داخل عقلها مرارا ..

" أنا من سيتزوجك يا شمس وليس أخي .."

دفعته بكل ما تملك بقوة رغم الألم القاسي الذي أصابنا بسبب ذلك  ثم وقفت من مكانها وهي تصرخ به بصوت مبحوح من شدة البكاء :

"أيها الدنيء .. تتزوجني كي تستر افعال أخيك النذل .. هل تظن إنني سأوافق عليك وأنت لا تختلف عنه بأي شيء ..؟!"

أوقف ثورتها تلك وهو يقبض على ذراعها المرتبطة بكتفها الغير مصاب دافعا اياها نحو الحائط برفق ليلتصق ظهرها به بينما كفه يسيطر على ذراعها وجسده أحاط جسدها بالكامل دون أن يقترب من الجزء المصاب فترتجف كليا ويشعر هو بإرتجافها بين أحضانه لكنه لا يبالي وهو يتحدث بنبرة ثابته :

" سأتغاضى عما قلتيه يا شمس .. اما موضوع زواجي بك الذي تحدثت عنه منذ لحظات فهو لأجلك .. أنتِ بنفسك قلتِ إنك لا تستطيعين التصرف بشكل طبيعي بعدما حدث ولن ترفعي وجهكِ في وجه أحد .. وعرضي هذا كي أعيد لكِ كرامتك يا شمس .. ولا أظن إن هناك شخص مناسب للقيام بهذا سواي .. إلا إذا قام فادي بهذا الدور وتزوجك .. إذا كنتِ مستعدة للقبول به زوجا لكِ فسوف أنفذ لكِ رغبتكِ وحينها أكون رددتُ لكِ كرامتك وشرفكِ .. "

صاحت بصوت مليء بالوجع :

" لا اريدك ولا اريده .. هو اعتدى علي وأنت كنت سببا في هذا .."

تصلبت ملامحه كليا وهو يسمع إتهامها الصريح له ليرد بنبرة ساكنة يحسد عليها خاصة مع نظراته المتقدة والتي تعكس ما يعتمل داخله من احتراق شديد :

" لا تتهميني بأشياء غير مسؤول عنها ..ربما خطأي الوحيد إني وضعتكِ أمامه .. لكنني بالفعل أنهيت الموضوع برمته بعد حديثي مع والدتك بيومين .. لم أكن أعلم إنه سيهرب مني وأنا أحاصره بحراسة مشددة .. لم أكن لأسمح له لولا إنه غافل الحراس وهرب بطريقة لا أعلمها حتى الآن .. "

رددت بصوت ساخر حزين :

" يا لكَ من شهم .. طالما كل شيء حدث دون أن تدري فها أنت أصبحت تدري بأمر إعتداءه علي ، ماذا تنتظر كي تجعله ينال جزاؤه ..؟! طالما إنك شهم ولم تقصد كل هذا كما تدعي فلتذهب وتبلغ الشرطة عما فعله .."

رد بهدوء مستوعبا ما تمر به والذي لم يكن هينا على الاطلاق :

" لا داعي للشرطة فأنا أستطيع أن أفعل ما ستفعل الشرطة بل وأكثر .."

حاولت دفعه بخشونة لكنها لم تستطع أن تضغط على كتفها فيعود ذلك الألم من جديد  فهدرت به :

" أنت لن تفعل هذا لإنك تخاف على أخيك الوحيد .. وعلى سمعتك وسمعة عائلتك المصون بالطبع .."

شعرت بقواها تخمد تدريجيا أسفل جس *ده الضخم الذي يقيد جس *دها متحكما به بالكامل لتجده يهتف بجدية :

" هذا طبيعي للغاية يا شمس .. سمعتي وسمعة عائلتي المصون خط احمر .."

أردف وهو ينظر الى وجهها الملتهب بحدة :

" لسنا في وضع يسمح لكلينا في الحديث بأشياء كهذا تاركين موضوعنا الأساسي .. لقد قدمت لكِ عرضا صريحا وأنتِ حرة بقبوله من رفضه .."

أكمل بتروي :

" أخي لن يقترب منك بعد الآن وعقابه سيكون قاسي للغاية .. وعرضي قائما وسأنتظر جوابك عليه بأقرب وقت .."

حرر جسدها أخيرا من سيطرة جسده ليجدها تحتضن جس *دها بذراعيها وهي تردد بصوت خافت ضعيف :

" أنت تخيرني بين الجحيم معك او قضاء ما تبقى من عمري وأنا أبكي على كل شيء خسرته بسببك أنت وأخيك  .. زواجي منك يعني جحيم لا نهاية له وأنا أعرف هذا جيدا .. وبقائي هكذا بعدما تعرضت للأغت *صاب وفقدت عذرتي *ني وش*رفي ليس هينا ابدا .."

زفر أنفاسه بضيق وهو يفكر إنها ما زالت مصرة على كونها فقدت عذريتهاولا يفهم سببا لهذا ..

قرر أن يتغاضى على هذا الأمر الذي سيفهم أسبابه فيما بعد ويقول بصوت حازم :

" أنتِ حرة في قرارك يا شمس .. وانا لن أجبرك على شيء ."

ضحكت بصعوبة وهي تردد :

" منذ متى وأنت تمنحني حرية القرار ..؟!"

أجاب بصوت جاد :

" منذ هذه اللحظة يا شمس .. "

تمعنت النظر في ملامح وجهه الوسيمة والتي تكرهها بشدة لتجدها صارمة باردة لا توحي بشيء ..

اخذت الأفكار تشق طريقها اليها وهي تحاول ان تستوعب ما يجب أن تفعله ..

عرضه جاء مفاجئا وصادما .. هي لا تريده .. هي تكرهه اكثر من اي شيء .. لكنها أصبحت مغتصبة ولم تعد تملك حرية القرار .. حاولت أن تتخيل وضعها الآن وما سيؤول عليه المستقبل اذا رفضت هذا العرض ثم عادت تتخيل وضعها بزواجها منه ..

هي تشعر إنها مقيدة بجميع ما حدث معها خلال الأيام القديمة ..

هو يخبرها إنها ما زالت عذراء وهي متأكدة إنها لم تعد عذراء .. هي واثقة من ذلك مثلما تعلم جيدا إنه يقول هذا كي لا تثور مشاعرها بشكل أكبر ..

وحتى لو كان ما يقوله صحيح وإنها لم تفقد عذريتها كما يدعي فيكفي إن ذلك الحقير رأها عارية ولمس جسدها بالكامل .. 

بالتأكيد لا يوجد رجل سيقبل بها ما إن يعرف ما حدث معها حتى لو ما زالت تحتفظ بعذريتها وهذا يعني إنها ستبقى بدون زواج فليست هي من ستتزوج أحدا دون أن تخبره بما حدث معها مهما كان بسيطا ..

هي التي لم تحبذ يوما الدخول في علاقة عابرة كي لا تضطر يوما الى الزواج برجل سبق وإن صاحبت غيره حتى لو بشكل عابر فكيف الآن وجسدها كان مباحا لذلك الحقير ..؟!

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

نظرت الى قيصر الذي يراقبها بهدوء مريب ففكرت إنه المسؤول الأساسي عما حدث مثلما إنه الوحيد الذي سيرضى بها بعدما حدث ليس حبا فيها بالطبع ولكنه مجبورا على ذلك لأجل أخيه اضافة الى كونه يعلم داخله انه سبب ما تعرضت له مهما أنكر ذلك ..

قررت أخيرا أن تفكر بعقلها كما فعلت في كثير من المرات مسبقا .. 

لماذا لا تتزوجه مؤقتا ثم تتركه وتعيش حياتها كما تريد ..؟؟

صحيح تكرهه وتعرف إن بزواجها منه ستعيش حياة ربما تكون كالجحيم لكنه سيكون زواجا مؤقتا سينتهي بعد مدة من الزمن وتستعيد هي حياتها كاملة ..

همست أخيرًا وهي توقف أفكارها المرهقة وقد عاد الدوار يغزوها من جديد :

" اريد العودة الى المنزل .. "

ثم جحظت عيناها وهي تستوعب حقيقة غيابها عن المنزل كل هذه الساعات :

" عائلتي .. ماذا سيحدث الآن ..؟! بالتأكيد هم يبحثون عني .."

رد بسرعة :

" لقد تواصلت مع والدتك وأخبرتها بإختصار عما حدث .."

سألته بخوف :

"وماذا قالت ..؟!"

رد جدية :

" ثارت بالطبع لكني تصرفت .. كان تود أن تأتي وتأخذك لكن هذا سيكون صعبا ووالدك حينها سيدرك وجود شيء ما .. لذا ستخبره إنك سوف تبيتين الليلة عند صديقتك كي تذاكرا سويا للإمتحانات النظرية التي اقتربت .. "

أكمل وهو يعطيها هاتفها الموضوع على الطاولة والذي لم تنتبه له قبلها :

" تواصلي معها فهي تنتظر اتصالك على أحر من الجمر .."

اكمل بعدها :

" اليوم ستبقين هنا وغدا صباحا سوف تعودين الى المنزل وكأن شيئا لم يكن .. "

ثم خرج من المكان لتحمل هاتفها وتتصل مسرعة بوالدتها وجسدها يرتعش بقوة من ردة فعلها المنتظرة ..

سارت بوهن نحو السرير ثم تمددت بإرهاق عليه لتسمع صوت طرقات على الباب فتعتدل في جلستها وتسمح للطارق بالدخول والذي جلب لها العصائر التي ستحتاجها بعد تلك الإصابة .. 

.......................................................................

مساءا ..

كانت شمس تجلس على السرير وهي تحتضن جسدها بذراعيها بعدما خفت آلامها تتذكر حديث والدتها من جهة و تفكر بعرض قيصر من جهة اخرى .. 

رنت كلمات والدتها داخل اذنها وهي تخبرها بضيق واضح وعصبية خفيفة أن تبقى اليوم في مكانها تحت حماية قيصر حتى يأتي صباح الغد وتعود الى المنزل ..

كانت تدرك عجز والدتها التي لا يوجد بوسعها شيء فهي لا تستطيع البوح بما حدث لوالدها المريض بالقلب والذي لن يتحمل ما يجرى خاصة بعدما سبق وأصيب بجلطة قلبية مرتين الثانية كادت أن تنهي حياته ..

وبالرغم من السيطرة على وضعه الصحي وإستقراره بسبب التزامه بالأدوية والطعام المناسب إلا إنها لن تجازف حتى بالتلميح له فهي لا تضمن ردة فعله .. 

والدتها لا تملك خيارا سوى الصمت وقبول بقائها الليلة هنا خاصة بعدما أخبرها قيصر إنه سيطر على الوضع ..

قيصر الذي كذب وقال إن أخيه اختطفها وحبسها في هذا المنزل مؤكدا لوالدتها إن فادي لم يؤذها بسبب حبه الشديد لها ..

يكذب عليها دون أدنى شفقة كما إنه استطاع أن يقنع والدتها إنه قادر على حمايتها من جنون أخيه وعليها أن تثق به ..

عادت تفكر في قيصر وعرضه وهي تحاول أن تصل الى حل مرضي ..

فكرت وفكرت طويلا حتى أفاقت من افكارها على صوت طرقات على باب الغرفة ..

أجابت بصوت يسيطر عليه الانزعاج :

" تفضل .."

لتجد أحد رجال قيصر يدلف الى الداخل يخبرها بجدية :

" تفضلي معي .. قيصر باشا أخبرنا أن ننقلك الى قصره في الغابة .."

صاحت مستنكرة :

" ما هذا الهراء ..؟!"

ثم نهضت من مكانها وهي تسأله بتحفز متجاهلة الآلم الذي عاد يغزوها بسبب حركتها :

" أين هو الباشا خاصتك ..؟!"

أجابها بجدية :

" في الخارج .. في الحديقة يعني .."

دفعته وخرجت من الغرفة تهبط درجات السلم بسرعة شديدة ..

خرجت الى الحديقة الواسعة قليلا لتجده يقف مع شخص آخر تراه للمرة الأولى يتحدث معه لتقترب منه فينتبه هو إليها ..

تغضن جبينه بتساؤل وهو يراها تتقدم نحوه بملامح متأهبة ليسمعها تهتف وهي تعقد ذراعيها امام صدرها :

" لماذا تريد أن تأخذني الى ذلك القصر..؟!"

رد بهدوء مغيظ :

" هذا افضل لك .. ستبقين هناك حتى الصباح .. "

صاحت به بصوت عالي :

" لن اذهب ولا تتدخل بي .."

تأوهات بألم عندما جذبها من ذراعها هادرا بحدة :

" لا ترفعي صوتك يا شمس .. "

جذبها حاتم بعيدا عنها وهو يقول :

" حسنا يا قيصر .. اهدأ .. هي لم تقصد بالطبع .."

صاحت وهي تدفع حاتم بشراسة مخيفة متجاهلة ألمها :

" أقصد بالطبع .. لست دمية كي تحركها كما تشاء .. سأبقى هنا حتى تنتهي هذه الليلة اللعينة وأبتعد عن وجهك .. "

كز على اسنانه بقوة بينما حاتم يناظرها بعدم استيعاب لكل هذا الجنون الذي تلبسها رغم عدم وجود سبب يستحق ذلك لينتبه الى قيصر بملامحه المحتدة ليهتف بها بسرعة محاولا احتواء الموقف :

" اذهبي يا انسة الى غرفتك .. ستبقين هنا طالما إنك تريدين هذا .. "

همت بالرد ليأتيهم صوت احد الحراس يخبر قيصر :

" لقد استيقظ السيد فادي يا باشا .. ماذا نفعل الآن ..؟!"

أجابه قيصر بغموض :

" خذوه فورا الى المكان الذي اتفقنا عليه .. ضعوه هناك ولا تردوا على تساؤلاته ولا تفعلوا اي شيء مهما بلغ غضبه .. تجاهلوه فقط .."

اومأ الرجل برأسه ثم سارع لتنفيذ ما قاله قيصر لتنظر اليه شمس بخوف من هذا البرود المرعب ونظراته المتوعدة ليتجه بنظراته نحوها فتنكمش كليا لتجده يقول بعد لحظات :

" ابقي هنا كما تريدين فأنا لن اجبرك على شيء .."

حدجته بنظرات كارهة وهمت بالعودة الى الداخل لتجده يصيح به :

" الى اين ..؟! فادي استيقظ ولا داعي ان يراكي .. ليرحل اولا وعودي بعدها الى الغرفة .."

ضغطت على شفتيها بقوة وهي تسير بخطوات سريعة الى الجهة الاخرى من الحديقة تاركة قيصر يتابعها بغضب مكتوم وحاتم يناظره بعدم استيعاب لما يراه ..

......................................................................

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" اهدأ يا قيصر .. "

قالها حاتم محاولا السيطرة على غضب صديقه الذي ظهر بوضوح على تقاسيم وجهه الخشنة ليرد الأخير بصوت مليء بالضيق :

" إنها تتجاوز حدودها معي بشكل يجعلني ارغب في خنقها .. حذرتها أكثر من مرة من تصرفاتها هذه دون فائدة .. صبري سينتهي معها يا حاتم وانا لن أضمن نفسي وما سيصدر مني حينها .."

رد حاتم بجدية :

" حسنا يا صديقي .. حاول ان تستوعب موقفها .. ما مرت به ليس هينا .. ليس سهلا أن تمر بكل هذا .. "

أكمل بعدها :

" لا تنسى ايضا إنها ما زالت صغيرة .. لم يمر عامين على تجاوزها سن المراهقة .."

رد قيصر وهو يكتم غيظه :

" هذا ما ينقصني .. أنا الآن مجبورا على التعامل مع فتاة حمقاء غبيه تتصرف بجنون وتهور .. بربك ماذا فعلت كي أتحمل كل هذا الجنون والتمرد الغير منطقي ..؟!"

قال حاتم ممازحا :

" أنت لا تتحمل قليلا من الجنون الذي تصدره لك في لقاؤكما الثالث او الرابع على ما اظن .. كيف تريد الزواج منها والعيش معها إذا ..؟؟"

رد قيصر بعدما أخرج سيجارته من علبة السجائر وأشعلها داخل فمه ثم نفث دخانها عاليا :

" وهذه مصيبة اخرى .. إنها مستفزة حقا .. مراهقة غبية لا تفعل شيئا سوى التمرد والإعتراض .."

" ورغم هذا كله تريدها .."

قالها حاتم بنبرة ماكرة ليرد قيصر بهدوء وقد شعر إن إنكاره لهذا غير منطقيا :

" نعم أريدها لا أنكر .. أرغب بها كثيرا .. "

أكمل بعد لحظات :

" لكن هذا ليس سبب زواجي منها بالطبع .."

سأله حاتم بهدوء :

" من الجيد إنك عدت الى موضوع الزواج الذي لم أفهم منك شيئا بخصوصه سوى انك عرضت عليها الزواج لتأتي شمس وتقطع علينا حديثنا .. هل لي أن أفهم ما سبب عرضك النبيل ..؟!"

أجابه قيصر بصدق متغاضيا عن محاولة اعتداء اخيه عليها :

" سأخبرك .. هناك اكثر من سبب .. اولهم إن زواجي منها سيكون عقابا لفادي الذي أعلن عصيانه علي واستخدم الفتاة كوسيلة يخبرني من خلالها إنه لا يحتاج لي وقادر ان يغعل ما يريد .. زواجي من شمس سيخبره بوضوح إنني ما زلت اتحكم بخيوط الجميع كي يدرك ذلك الغبي إنه لا يستطيع الخروج من تحت سيطرتي والعبث كما يشاء .. فادي يجب أن يدرك ذلك جيدا كي لا يتمادي بأفعاله اكثر ويفعل ما لا يحمد عقباه .."

ران الصمت قليلا ليكمل :

" السبب الثاني هو إن شمس بزواجها مني سوف أرد لها اعتبارها بعد خطف فادي لها .. والسبب الثالث هو رغبتي في نيلها والتي لن تتحقق الا بزواجي منها ولكن عليك ان تفهم ان رغبتي بها هي آخر سبب وأقلهم اهمية .. يعني تستطيع ان تقول إنني حسبتها بالعقل زواجي منها سيكون عقابا جيدا لفادي من جهة و تلبية لرغبتي بها من جهة اخرى .. يعني ضربت عصفورين بحجر واحد .."

قال حاتم اخيرا بعدم اقتناع :

" لست مقتنعا تماما بملامح .. لكن دعني اسألك .. هل زواجك منها سوف يستمر كأي زواج طبيعي ..؟!"

أجاب قيصر بشرود :

" لا اعلم ..لكن مبدئيا لا أظن إنه سيستمر فهي لا تملك أي عامل من العوامل التي ستساعد في استمرار الزيجة .. أتحدث بواقعية يعني .. لا تناسبني من جميع النواحي .. لا عمريا ولا اجتماعيا .. لا توجد بها مواصفات الزوجة المناسبة .. ليست هي من تصلح لأن تكون زوجتي وام اطفالي .. انا اعلم هذا جيدا .. وانا هنا لا اتحدث عن الفارق المادي والاجتماعي .. انا اتحدث عن فرق الشخصية ..شخصيتها متهورة غبية لا تناسب مكانتي في المجتمع .. ليست هي من تستطيع مواكبة حياتي والظهور بصورة تليق بي .. اضافة الى فارق العمر بيننا والذي يتجاوز الاربعة عشر عاما .. "

أطلق تنهيدة طويلة ثم اكمل :

" زواجنا فاشل بكل المقاييس .. حتى رغبتي بها سوف تنتهي عاجلا او اجلا كما حدث مع من سبقوها .. لهذا منطقيا الزواج سينتهي عاجلا ام اجلا .."

اومأ حاتم رأسه بهدوء لينتبه الى احد الرجال وهو يتقدم منهما حاملا معه اكثر من كيس ..

اعطى الاكياس لقيصر ورحل ليهتف قيصر به :

" لقد أوصيت طعاما للعشاء لنا ولشمس هانم ... كما اوصيت لها بيجامة .. خذ اكياس الطعام وانا سأعطيها البيجامة .."

حمل حاتم الأكياس منه ثم تابعه وهو يتجه الى شمس الموجوده في الطرف الآخر من الحديقة ليهز رأسه وهو يتمتم بسخرية : 

" يذهب بنفسه كي يعطيها البيجامة وكأنه لا يوجد حرس في كل مكان يقومون بهذا بدلا عنه .."

....................................................................

" خذي .."

قالها وهو يمد لها الكيس لتلتقطه منها وتنظر اليه بتساؤل يجيب عنه :

" هذه بيجامة .. بالتأكيد لن تنامي بملابسك هذه .."

أخرجت علبة البيجامة من الكيس لتتسع عينيها وهي تتأمل صورتها المطبوعة على الغلاف بحمالاتها الرفيعة وفتحة صدرها العريضة ..

قالت بعفوية :

" هذه بيجامة ام قميص نوم ..؟!"

قال بدهشة :

" بالطبع بيجامة .. "

ثم سحب البيجامة منها ظنا منه إن الشاب الغبي أحضر قميص نوم بدلا عنها ليقول وهو يشير الى صورتها :

" انها بيجامة .. ألا ترين ..؟!"

سحبت العلبة منه ورددت بضيق :

" هل تراني غبية ..؟! اعلم إنها بيجامة .. لكنها لا تناسبني وليست نمطي اطلاقا .. "

رد ببرود :

" والله لا أعلم نمطك يا شمس هانم .. أخبرت الشاب أن يحضر بيجامة نوم لشابة نحيلة طويلة بعض الشيء .. "

صاحت مستنكرة :

" نحيلة ..!! انا رشيقة ولست نحيلة .."

وجدته يتمعن النظر الى جسدها النحيل فيقف للحظات عند صدرها الصغير ثم يقول وهو ينظر الى وجهها المتقد غضبا :

" الرشاقة تعني الجسد الذي لا يحتوي اي وزن زائد دون أن يفقد مفاتنه الأساسية التي بالرغم من نحافتها ما زالت تحتفظ بجاذبيتها .. أما أنتِ فلا أرى أي مفاتن لذا فأنت نحيلة .."

ضغطت على شفتيها بقوة وهي تقول :

" أنت حقا قليل ادب .."

رد بهدوء غير مبالي بما قالته :

" أين قلة الادب فيما قلته ..؟! انا اتحدث عن الفرق بين الجسد النحيل والرشيق .. أشرح لكِ بوضوح الفرق بين الكلمتين .. هناك جسد رشيق واخر نحيل وآخر إنثوي أفضل أن لا أتحدث عنه كي لا أجرح شعورك .."

" وقح .. خذ بيجامتك وأغرب عن وجهي .."

قالتها وهي ترمي البيجامة عليه ليلحق بها ويجذبها نحوه فيرتطم وجهها بصدره العريض لتشهق بقوة ووجع وقبل ان تحاول دفعه بعيدا كان يدفعها الى اقرب شجرة مقيدا جسدها بذراعيه هاتفا بصوت قوي حاد :

" وقح وقليل الادب وماذا بعد ..؟! انا صابر عليكِ حتى الآن بسبب كونك فتاة وصغيرة في السن ايضا .. غير هذا كان سيكون لدي تصرف اخر .. "

اردف وهو يتمعن النظر في وجهها المذعور :

" لا تختبري صبري يا شمس .. لقد حذرتكِ مرارا وها أنا أحذرك للمرة الاخيرة .."

ابتلعت ريقها من قربه الشديد منها وكلماته المحذرة ونظراته التي تخترقها كسهام حارقة ..

ما ان انهي قيصر كلماته حتى بدأ يتمعن النظر في وجهها الذي يشتاقه بقوة ..

عينيها اللامعتين وشفتيها اللتين تضغط عليهما بقوة ..

وجهها الأحمر من شدة الإنفعال وشعرها الناعم الطويل ..

هبط بأنظاره نحو صدرها الذي يصعد ويهبط بإستمرار بسبب لهاثها الشديد ليشعر برغبته تتأجج داخل صدره نحوها فيبدأ عقله بنسج التخيلات شديدة الإثارة ..

سمع صوتها يخرج ضعيفا ويبدو إنها شعرت بما يعتمل داخله :

" ابتعد .."

عاد ينظر الى ملامح وجهها المضطربة ووجنتيها المتوجهين واللتين تغريانه لتقبيلهما فوجد نفسه ينحني نحو خدها الأيمن ويقبله بتروي لتغمض هي عينيها وجسدها يرتعش بقوة وقد اختلطت عليها الذكريات ..

قبلته كان بطيئة عميقة جعلت رغبته تتضاعف فقبلة كهذه لن تكفي رجلا مثله اعتاد على أخذ أي امرأة يريدها بسهولة وبساطة ..

ابتعد عنها بعد لحظات ليجدها تنظر اليه بخوف قبل ان تضربه على صدره وهي تقول :

" ايها النذل الخسيس .. أنت لا تملك أي نوع من انواع الادب والاحترام .."

قاطعها بصرامة :

" اخرسي .. لم أفعل شيئا يستحق كل هذا .. "

أردف وهو ينحني نحوها مرة آخرى متأملا ملامحها المرتعبة مرددا وهو يهبط بأنظاره نحو شفتيها :

" هل تسمين تقبيلي لوجنتيك قلة ادب واحترام يا شمس ..؟! من الجيد إنني لن أقبلك في مكان آخر يستحق هذا الوصف منك .. "

ابتلعت ريقها وهو تراقب انظاره التي عادت تحاصر عينيها فأكمل وهو يهمس لها :

" هل تودين أن تعرفي تلك الأماكن يا شمس ..؟!"

تجهمت ملامحها من وقاحته المفرطة لترفع يدها الغير مصابة وتهم بصفعه لكنه كان أسرع منها وهو يقبض على كفها المندفع نحوه .. 


الفصل التاسع


" انت لن تفعل هذا ..؟!"

سألته بتوجس ليرد وهو يلوي فمه بإبتسامة جانبية وقد برزت شيطانية ملامحه الوسيمة :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" انتِ لم ترِ مني حتى الان سوى جانب معين .. إن كنتِ تظنين ما قمت به حتى الآن هو تصرف مؤذي وشرير فإنت لم ترِ الشر والأذى على اصوله .. لا تجبريني بتصرفاتك هذه أن أظهر لكِ الجانب السيء يا شمس لإنك ستكرهينني حينها أضعاف كرهك الحالي .."

صرخت معترضة :

" لهذا لن أتزوجك .. لن أورط نفسي مع رجل مثلك .."

تأملها بنظرات مريبة قبل أن يرد بهدوء يحسد عليه :

" لقد فقدت حق الإختيار بعد تصرفك الأخير يا شمس .."

" ماذا تقصد ..؟!"

سألته برعب حقيقي ليرد بنفس الثبات والهدوء :

" أخبرتك ألا تتجاوزي حدودك .. حذرتك من ذلك مرارا .. غضبي مدمر .. انتقامي اعمى .. وأنتِ تجاوزتي الكثير من حدودك .. تحديتني بكل سفاهة .. البارحة أعطيتك حرية القرار وكنت صادقا في هذا .. أما الآن فأنا أسحب هذا الامتياز منك وأخبركِ بوضوح إنك ستكونين زوجتي خلال إسبوعين .. لقد اتخذت قراري ولن اتراجع عنه وأي كلمة ستصدر منك لن أتردد لحظة واحدة في أن أعقد قراني عليكِ في الحال ثم أصعد بك الى نفس الغرفة التي قضيتِ بها ليلتك البارحة وأمارس بك كل فنون الانحراف المتاحة وغير المتاحة .."

هزت رأسها نفيا تحاول أن تنفض ما سمعته من بين جنبات عقلها لتجده يهتف بصوت آمر غير مبالي بما تشعر به وصدمتها من حديثه :

" والآن تفضلي أمامي كي أوصلك الى المكان الذي سينتظرك به السائق .."

كادت أن تتحدث لكنه أوقفها قائلا بصوت محتد صارم :

" ماذا تنتظرين ..؟! هيا .."

سارت أمامه بملامح باهتة وعينين مفزوعتين غير مستوعبة لكل هذا ..

اما قيصر فلم يبالِ بها حقا وبكل ما يعتمل داخلها ويظهر على وجهها بوضوح ..

لم يهتم حتى بما حدث معها البارحة وانهيارها بين ذراعيه ..

لقد فقد صبره حقا ولم يعد يستطيع أن يسيطر على اعصابه وغضبه الذي حررته هي بغبائها وحماقتها ..

هي من أخرجت شياطينه التي كافح كثيرا كي لا تظهر صريحة أمامها وهي ستتحمل عواقب أفعالها الهوجاء ..

تابعها وهي تركب السيارة في المقعد الامامي دون اعتراض ففتح هو بدوره الباب وركب في مقعد السائق بعدما أخبر حراسه إنه سيقود السيارة بنفسه ..

شغل محرك السيارة ثم أدار المقود وبدأ القيادة بسرعة عالية قليلا بينما هي تجلس بجانبه منكمشة على ذاتها كطفلة صغيرة معاقبة من والدها ..

مرت مدة من الزمن لتجده يتوقف في شارع عام وبجانب سيارة تاكسي صفراء يجلس بها سائق حياه من خلف نافذة السيارة ليكتفي هو بإيماءة مقتضبة من رأسه ثم يخبرها بنفاذ صبر :

" انزلي هيا .."

فسارعت للنزول وهي تركض نحو التاكسي غير مصدقة إنها تحررت منه أخيرا ..

..................:........................................................

في مساء نفس اليوم ..

دلف الى قصر عائلته بملامح واجمة لتستقبله احدى الخادمات بإبتسامتها المهذبة المعتادة ..

اكتفى بهزة من رأسه ردا على تحيتها وهو يسير الى الداخل ليجد دينا اخته الصغرى تهبط درجات السلم وتتجه نحوه مرحبة به :

" وأخيرا أتيت يا قيصر .. اشتقنا اليك .."

منحها إبتسامة مصطنعة وهو يقبلها بخفة على وجنتها قائلا :

" اهلا دينا .. وانا اشتقت اليكِ أكثر .."

أكمل متسائلا :

" هل عادت أمي من رحلتها أم بعد ..؟!"

أجابته وهي تمط شفتيها بلا مبالاة :

" من المفترض ان تعود صباح الغد ... غريب إنك لا تعلم موعد عودتها .."

أحاطها من كتفيها مرددا وهو يسير بها الى الطابق العلوي حيث توجد صالة الجلوس التي تجتمع بها العائلة بعض الأحيان :

" موعد عودتها لا يهمني يا دينا .. هي حرة في تحديد عدد أيام رحلتها .. "

أردف وهما يرتقيان درجات السلم وما زالت ذراعه تحيط بكتفيها :

" ماذا حدث البارحة اثناء غيابي ..؟!"

أجابت وقد تذكرت جميع من وصلوا الى القصر مساء البارحة :

" لقد عاد كلا من خالد ولميس وسوزان .."

التوى فمه بإبتسامة جانبية لم تنتبه لها وهو يتمتم بخفوت :

" خالد وسوزان .. اكتمل النصاب اذا .. "

تقدما سويا نحو صالة الجلوس ليجدا لميس هناك التي استقبلت قيصر بترحيب سعيد فإحتضنها بدوره بعدما قبلها من وجنتيها ثم ابتعد عنها وهو يبتسم بخفة هاتفا :

" أنرتِ القصر والبلد كلها يا لميس .. " 

ابتسمت لميس وشكرته برقة :

" هذا نورك يا قيصر .. "

سألها قيصر بجدية بعدما اتجه هو ودينا نحو الكنبة المقابلة للكرسي الذي كانت تجلس عليه وجلسا عليها :

" كيف حالك ..؟! "

ردت بجدية :

" كل شيء على ما يرام .."

عاد وسألها :

" وكيف حال علياء هانم وخالد ..؟! والتوأم الصغار ..؟!"

ردت وهي تبتسم بهدوء :

" ماما بخير الحمد لله .. خالد موجود سوف تراه عندما يعود بعد قليل .. اما الصغار فالكبيرة ما زالت كما هي بنفس العناد والغرور والصغير واثق من نفسه متخايل كالعادة .."

قالت دينا بعدم تصديق :

" لا أصدق كيف لأطفال في سنهما يمتلكون شخصيات كهذه ..؟! لا أصدق إن غيث الذي لا يتجاوز الثانية عشر من عمره يتحدث بكل هذه الثقة والجرأة اما رانسي فحكاية اخرى .. كتلة ثقة وغرور تمشي على الارض .. أشعر إنها حوراء الثانية .."

هتفت لميس بسرعة :

" أنا أيضا أشعر بذلك .. يا الهي تخيلي أن أضطر للتعامل مع شبيهة حوراء في الغرور والتكبر .."

" انتبهي حتى لا تسمعك .."

قالتها دينا مشاكسة لتهز لميس كتفيها وهي ترد بلا مبالاة :

" أخبرتها بذلك مسبقا في وجهها .. هذه حقيقة الجميع يعرفها وهي ايضا تعترف بها بل وتحبها ايضا .."

ضحكت دينا ثم مازحتها :

" قوية يا فتاة .."

غمزت لها لميس بعينيها بثقة بينما انتبهت دينا على قيصر الذي كان يراقب حديثهم المتبادل بصمت فحدثته بجدية :

" لماذا لا تتحدث معنا يا قيصر ..؟!"

مازحته لميس :

" منذ متى والقيصر يتحدث مع الصغار يا دينا ..؟!"

رد قيصر ببرود :

" من الجيد كونك تعترفين إنكما صغار يا لميس ..؟!"

ثم نهض وهو يبتسم لها بمكر :

" لذا اعذريني فأنا بحاجة للنوم قليلا بعد يوم عمل طويل ومرهق .. سوف أترككم لأحاديثكم التي تناسب سنكم الصغير .."

التفت بعدها متجها نحو الخارج ليجد خالد يدلف الى المكان ليرسم ابتسامة سمجة على وجهه استقبلها قيصر بأخرى متهكمة وهو يبادر بالتحية :

" اهلا بإبن العم  .."

رد خالد بصوت مقتضب :

" اهلا بك .."

كان سلاما عابرا دون التقاء الايدي حتى وكأنه لم تمر شهور على آخر لقاء جمعهما ..

لقد اعتاد الجميع على هذه العلاقة الفاترة بينهما والتي بدأت منذ عدة اعوام وتحديدا بعد وفاة والد خالد الذي كان يسيطر على الكثير من الأمور في وجوده حولهم  ..

سار خالد بتمهل وجلس على الكرسي بينما هز قيصر رأسه بعدم اكتراث وهو يتجه الى الخارج ذاهبا نحو غرفته ..

نظرت لميس الى اخيها بعتاب فكان عليه أن يبادر بالسلام كونه من دخل عليهم وكونه أصغر بينما ضمت دينا شفتيها بقوة وهي تشعر بالضيق من خالد بتصرفاته المزعجة ..

هتفت لميس بتساؤل محاولة إعادة الامور الى طبيعتها قبل قدوم أخيها :

" أين حوراء ..؟! متى ستعود يا دينا ..؟!"

ردت دينا وهي تهز كتفيها دلالة على عدم معرفتها :

" لا أعلم .. حوراء لا تخبرني بمواعيد خروجها وعودتها يا لميس .."

سألها خالد متهكما :

" ولا تخبر قيصر ايضا ..؟!"

حدقت به ببرود وهي تجيبه بلا مبالاة :

" لا أعلم .. إسأله اذا اردت .."

تشدق فم خالد بإبتسامة هازئة استفزت دينا التي ارادت ان تصرخ به بقوة تنهره على ابتسامته السخيفة تلك والتي تدرك مغزاها لكنها أبت أن تفعل ذلك فقررت السيطرة على اعصابها ...

...........................................................................


كان قيصر متجها الى جناحه حينما سمع صوتها الناعم ينادي عليه ..

إلتفت نحوها بعد لحظات قصيرة متأملا إياها وهي تتقدم نحوه بإبتسامتها الآسرة كالعادة وشعرها الأشقر المتمايل ..

مدت يدها نحوه وهي تبتسم بإغواء يدركه جيدا ليلتقط كفها بدوره فتميل نحوه تقبله من وجنتيه ..

بادلها قبلة الوجنتين وهو يبتعد عنها لتميل بوجهها وهي تسأله عن أحواله بصوتها ذو البحة الجذابة :

" كيف حالك يا قيصر ..؟! حقا اشتقت اليك .."

رد بنفس الهدوء دون أن يرسم ابتسامة صغيرة على وجهه حتى :

" بخير يا سوزان .. وانتِ كيف حالك ..؟!"

ردت وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها المغرية :

" انا بخير عزيزي .. "

أكملت وهي تقول :

" لقد عدت أخيرا بعد شهور طويلة في لندن .. اشتقت حقا الى البلاد وإليكم جميعا .."

" ونحن أيضا إشتقنا إليكِ .."

قالها بلباقته المعتادة لتغمغم بعدها :

" سأعود الى العمل في الشركة يا قيصر اذا لم يكن لديك مانع بالطبع .."

رد بجدية :

" يحق لك ِ العمل في المجموعة متى ما رغبت فأنت لديكِ أسهمك في الشركة مثل الجميع .."

ثم أردف بهدوء :

" ولكن ستعملين في الفرع المسؤول عنه خالد .."

قالت بسرعة :

" ولكن أنا أريد العمل في فرع الشركة الرئيسي .. معك .."

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

شددت على كلمتها الاخيرة ليرد محاولا السيطرة على اعصابه التي باتت مشدودة للغاية بفعل احداث اليوم  :

" للاسف أنتِ مضطرة للعمل مع خالد يا سوزان لعدة أشهر قادمة على الاقل .."

قالت وهي تضغط على اعصابها بقوة وقد ضاقت ذرعا من محاولاته الواضحة لإبعادها عنه :

" ولكن أنا يحق لي ان أعمل في الفرع الذي أريده كوني أحد مالكي المجموعة كما قلت أنت منذ لحظات .."

رد بجمود وهو يفكر إن القطة الوديعة أظهرت مخالبها بسرعة :

" قلت ستعملين مع خالد .. كونكِ من مالكي المجموعة  لا يلغي حقيقة كوني المدير العام لها والأهم من ذلك إني أدرى بمصلحتها .."

تركها بعدها متجها نحو جناحه تاركا إياها تلعن غبائها الذي جعلها تتمادى معه في الحديث بعدما فقدت السيطرة على اعصابها وخرجت من تلك الواجهة الناعمة الرقيقة التي اعتادت تصنعها أمامه ..

..............................................................................

فتحت شمس عينيها على صوت والدتها وهي تحاول ايقاظها لتنتفض من مكانها بفزع لا ارادي ..

" ماذا حدث ..؟!"

سألت والدتها بذعر لتجيبها الأخيرة بضيق مكتوم  :

" لم يحدث شيء .. أنتِ فقط تغطين في النوم منذ عودتك صباح اليوم وحتى هذه الساعة .. سألني والدك عنكِ عدة مرات منذ عودته من العمل وانا أخبره إنك مرهقة بسبب المذاكرة طوال الليلة الماضية مع صديقتك .. والدك يبدو وكأنه يشعر بما يحدث وهذا يرعبني .. أخشى أن يعلم بما حدث ويصاب بجلطة قلبية من جديد .."

دب الرعب في قلب شمس التي بدأت الذكريات السوداء تعود اليها وتلك الليالي التي قضتها باكية بلا حول ولا قوة ..

مسحت على وجهها  وقد تحسن كتفها كثيرا وهي تسمع والدتها تسأل بتوجس :

" ماذا حدث البارحة ..؟! ماذا فعل لكِ ذلك الحقير ..؟!"

أغمضت عينيها بوجع ما إن تذكرت ليلة البارحة وما حدث بها ..

سألت والدتها بقلق بعدما رأت وضعية ابنتها وملامحها التي تغيرت كليا :

" ماذا حدث يا شمس ..؟! أخبريني .."

تحاملت على نفسها وهي تكذب عليها :

" لم يفعل شيئا ولكنه خطفني .. كان يود ان يتزوجني غصبا لكنني رفضت ... "

" هل ضربك ..؟! هل آذاكِ ..؟!"

سألتها والدتها بتأهب لترد شمس بصوت مبحوح :

" كلا ، لقد انقذني أخوه منه ثم أخرجه من المنزل مع رجاله فورا .. "

عادت والدتها وسألتها :

" وهل حدث شيء آخر ..؟!"

ردت بتردد :

" أخوه طلبني للزواج .."

" أي أخ ..؟!"

سألت والدتها بدهشة لترد شمس بإقتضاب :

" قيصر عمران يا ماما .. هل يوجد غيره ..؟!"

صاحت والدتها مستنكرة :

" هل جن هذا الرجل ..؟! ما هذا الهراء ..؟! البارحة يريدك لأخيه واليوم له .. ما هذه العائلة المجنونة يا إلهي ..؟! صبرني يا الله على هذا البلاء .."

نظرت شمس إليها بترقب بينما عادت والدتها تسأل :

" وماذا فعلت أنتِ ..؟!"

ردت شمس بجدية :

" طلبت منه مهلة للتفكير .."

ثم فكرت داخلها إنها بالطبع سترفض بعد حديثهما صباح اليوم ..

اللعين يريدها زوجة حقيقية يمارس عليها رغباته وهي التي لا تطيق النظر في وجهه حتى فكيف يريد منها أن تتزوجه بحق بل ويلمس جسدها و ...

توقفت عن أفكارها تلك وهي تشعر بالرعب والضيق من مجرد التفكير بهذا وتخيل نفسها معه في أوضاع كهذه ..

لن تتزوجه مهما حدث بسبب هذا اولا وبسبب إسلوبه وقسوته وشره الذي لا ينتهي .. شره الذي لا نهاية له ..

كانت والدتها تتابع تغير تعابير وجهها بترقب فسألتها أخيرا بصوت خائف :

" هل يريد أن يتزوجك لإصلاح غلطة ما ..؟! هل فعل أخوه بكِ شيئا تخفينه عني ..؟!"

سيطر الذعر على ملامح وجهها وهي ترد بسرعة :

" كلا لم يحدث شيء كهذا .."

" لماذا ترتجفين خوفا اذا ..؟! لماذا تبدين مرتعبة من أمر ما ..؟!"

سألتها والدتها بحدة ثم قبضت على ذراعها وهي تهتف بها بتحذير :

" أخبريني ماذا حدث وإياكِ أن تخفي عني شيئا .."

ردت شمس بسرعة :

" لقد أخبرني إنه سيتزوجني حتى لو رفضت ذلك .. إجبارا يعني .."

هزت رأسها مستنكرة وهي تهتف بكره :

" الحقير .. لا ينفك عن تهديدك .. ظننت أن حديثي معه عندما جاء هنا قد جعله يستوعب مدى وضاعة اسلوبه وحقارته .. لكن يبدو إن الحقارة والوضاعة متأصلة به .."

نظرت شمس اليها وسألتها بتوجس :

" ماذا سيحدث الآن ..؟!"

شردت والدتها بعينيها للحظات قبل أن تتنهد وهي تقول بجدية :

" يبدو إنني سأضطر الى تنفيذ ما فكرت به طوال ليلة البارحة .. طالما إن تلك العائلة لا ينوون أن يتركونا وشأننا فأنا مضطرة الى ذلك .."

سألتها شمس بنبرة مضطربة :

" ماذا ستفعلين ..؟!"

ردت بهدوء وتروي :

" سأتحدث مع خالتك بشأن زواجك من ابنها أيمن فهي طلبتك ثلاث مرات مسبقا وأنا أجلت الموضوع تماما لبعد التخرج لكن الآن أفضل حل أن ترتبطي رسميا بإبن خالتك .. "

" لكن انا لا اريد هذا .."

قالتها شمس بترجي لترد والدتها بهدوء :

" لماذا ..؟! أليس هذا أيمن الذي ترجيتني منذ عامين أن أوافق على إرتباطكما .. ؟! ألم تقولي إنك تحبينه ..؟! "

قالت شمس بتلعثم :

" لقد كنت صغيرة .. "

صاحت والدتها بها :

" حتى آخر لقاء مع عائلة خالتك كنتِ سعيدة للغاية وتتبادلين النظرات معه .. أيمن شاب ناجح ومقتدر ماديا ويعيش في الخارج وحلم لأي فتاة .. ألم يكن هذا كلامك منذ عامين عندما كنتِ تريدين إقناعي بقبول طلبه رغم صغر سنك ..؟!"

أومأت شمس برأسها لتهتف والدتها بعزم :

" صدقيني هذا افضل حل .. على الاقل ستبتعدين عن هنا كما إن أيمن واصل ايضا ويستطيع حمايتك من هذا الرجل .. على الاقل ستتزوجين من رجل تحبينه وسوف تستقرين خارج البلاد كما تمنيتِ دوما .."

نظرت الى والدتها بعينين حزينتين لتتنهد والدتها وهي تضمها إليها بحنو ..


الفصل العاشر 

في صباح اليوم التالي ..

خرج قيصر من جناحه متجها الى صالة الطعام بخطواته الرزينة المعتادة حينما سمع صوت سوزان تنادي عليه حيث خرجت هي من جناحها الموجود في الطرف الآخر من الممر في نفس الوقت ..

توقف مكانه ما إن استمع الى صوتها ثم استدار نحوها يرمقها بنظرات هادئة لتقترب نحوه بخطواتها المتمايلة وذلك الفستان الأرجواني ينسدل فوق جسدها بنعومة محددا تفاصيله الجذابة أما شعرها الأشقر فقد رفعته بتسريحة بسيطة تاركة بضعا من خصلاته تنسدل على جبينها وجانبي وجهها ..

ابتسمت بعذوبة وهي تهتف به :

" صباح الخير عزيزي .."

رد بإقتضاب :

" صباح الخير .."

اقتربت منه أكثر ولامست ذراعه مرددة بأسف :

" أعتذر عما قلته مساء البارحة يا قيصر .. لم أقصد إزعاجك .. لقد تفوهت بذلك دون وعي مني .. "

أكملت وهي تتصنع الحزن :

" ربما لإنني شعرت إنك لا تريدني معك في نفس الفرع .."

رد قيصر بصوت هادئ لا مبالي : 

" لا عليكِ .. لقد نسيت الموضوع حقا .."

ثم سرعان ما تركها وسار في نفس طريقه لتتأفف بحنق وهي تسير خلفه بكعبها العالي الذي يصدح صوته اثناء سيرها ..

دلفت الى غرفة الطعام وهي تبتسم بإتساع لتجد كلا من حوراء ودينا وخالد ولميس هناك ..

ألقت تحية الصباح بحبور وهي تجاور لميس التي تجلس بجانب خالد مقابلهما تجلسان حوراء ودينا بينما يترأس قيصر الطاولة ..

رد الجميع تحيتها بإستثناء حوراء التي تبغضها بشدة فيكفي إنها إستقبلتها عندما وصلت كونها مضطرة  لذلك بسبب غياب والدتها ..

قال قيصر محدثا خالد الجالس في اول مقعد على جانبه :

" سوزان ستبدأ العمل في المجموعة في الفرع المسؤول انت عنه .."

نظر خالد إليه بوجوم ثم اكتفى بهزة من رأسه بينما سألت سوزان :

" هل بدأتِ عملكِ يا حوراء ..؟!"

ردت حوراء دون أن ترفع وجهها نحوها حيث تقصدت ان تضع تركيزها على طبقها :

" كلا .. لكن سأبدأ قريبا .."

هزت سوزان برأسها متفهمة ثم لوت فمها وهي تكمل بنبرة ذات مغزى :

" برأيي أن العمل عموما لا يناسبك .. فأنتِ لديك إهتمامات مختلفة ونشاطات عديدة .. العمل سوف يقيدك كليا .. "

توقفت حوراء عن طعامها ووضعت الشوكة جانبا ثم قالت وهي تنظر الى سوزان بهدوء غريب :

" لستِ أنتِ من يحدد ما يناسبني .. انا فقط من تعلم إذا ما كان العمل مناسب لي او لا أما بخصوص نشاطاتي فأنا أستطيع الموازنة جيدا بين مختلف نشاطاتي وإهتماماتي .."

هتفت سوزان بوداعة مصطنعة  :

" ما بالك يا حور ..؟! هل تضايقتِ من حديثي .. انا لم أقصد شيئا سيئا حقا .. كنت أتحدث لمصلحتك .. ميدان العمل ليس هينا عموما .. فقط أردت نصحكِ لا غير .. العمل يحتاج الى شخص متفرغ .. هذا ما وددت إخبارك به .. أليس كذلك يا خالد ..؟!"

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

اتجهت أنظار حوراء لا اراديا نحو خالد الذي كان يتناول طعامه طوال الحديث المتبادل بينها وبين سوزان غير مباليا بهذا النقاش وكأنه لا يسمعه من الأساس ..

توقف خالد عن تناول طعامه ورفع بصره لا اراديا لتتجه أنظاره نحو حوراء التي تطالعه بنظرات متأهبة ليهتف أخيرا وهو يلتفت الى سوزان :

" هل قلتِ اسمي يا سوزان ..؟!"

قالت سوزان بسرعة ومزاح مفتعل :

" نعم قلت .. لكن يبدو إنك شاردا في شيء آخر بعيد عن حديثنا .. كنت أسألك اذا ما قلته صحيح بخصوص رأيي إن العمل لا يناسب حوراء وسوف يقيدها خاصة إنها تهتم بأشياء ونشاطات اخرى أهم .."

عاد خالد ببصره نحو حوراء المتحفزة لرده ليهتف بعد لحظات صمت بدت طويلة لجميع الحاضرين والذين ينتظرون جوابه بفضول شديد :

" مع إنني لا أحب الأشخاص الذين يقدمون للآخرين نصائحهم الثمينة عموما فكل شخص مسؤولا عن قراراته وإختياراته لكن .."

صمت للحظة ثم أكمل وهو ينظر في عيني حوراء بقوة :

" برأيي الشخصي أنتِ آخر من ينصح الآخرين بأمور العمل كونك لم تبدئي العمل بعد .. كيف تنصحينها بشيء أنتِ لم تجربيه بعد ..؟! ربما أنتِ أيضا لا تتناسب حياتك وإهتماماتك مع العمل .."

ارتسمت إبتسامة انتصار صريحة على شفتي حوراء التي أخذت تنظر نحو سوزان بقوة بينما قالت دينا بصوت خافت لم تسمعه سوى أختها التي تجلس بجانبها :

" في منتصف الجبهة .."

انهى خالد طعامه ثم مسح فمه بالمنديل قبل أن يحمل هاتفه ويهم بالخروج من غرفة الطعام ..

انحنى ناحية قيصر هامسا له بمكر :

" اذا كنت تظن إنك بجلبها عندي في الشركة ستتخلص منها فليكن بعلمك إنني لن أتردد لحظة واحدة في نقلها من فرعي اذا لم تكن على قدر المسؤولية وحينها ستضطر الى جلبها عندك .."

ثم تحرك بعدها خارج المكان تاركا قيصر يشتعل غيظا من خالد قبل أن يسمع حوراء تهتف بجدية :

" ماما ستعود ظهر اليوم يا قيصر .."

اومأ قيصر برأسه متفهما ثم أنهى طعامه وخرج من المكان بعدما ألقى تحية الوداع بإقتضاب ..

....................................................................

كانت شمس تسير ذهابا وإيابا داخل غرفتها وهي تسب وتلعن حظها العاثر بشدة ..

ألا يكفي ما حدث معها حتى الان لتخبرها والدتها إن عليها الزواج من أيمن ابن خالتها ..؟!

ذلك الغبي الذي ظنت نفسها تحبه يوما ليفاجئها بتصرفاته الغبية والتي أثبتت لها مدى سخافة تفكيره و صغر عقله الذي لا يتناسب مع سنوات عمره وعمله كمهندس في احدى دول اوروبا ..

عقدت ذراعيها امام صدرها وأخذت تحدث نفسها بضيق :

" هل سأهرب من شيطان حقير لأقع بآخر سخيف بلا أخلاق ..؟! هل كتب علي التعامل مع رجال من هذا النوع ..؟! "

زفرت أنفاسها وهي تجلس على السرير تتذكر أيمن وحقيقته التي اكتشفتها منذ عدة أشهر ..

ذلك الشاب المهذب الرزين ذو الاخلاق الحميدة والذي تبين فيما بعد إنه يتلاعب بالفتيات ويخدعهن بإسم الحب مستغلا وسامته الملحوظة وشخصيته اللبقة فيلتف حولهن بكل مكر ودهاء حتى يقعن في شباكه واعدا كل واحدة منهن بالزواج القريب ثم ما إن يقضي معهن مدة من الزمن وينال منهن ما يريد يطردهن من حياته بكل حقارة ..

تذكرت موقفه عندما واجهته بحقيقته التي عرفتها وكم زادت صدمتها به وهو يبرر لها افعاله بحجة إنه يلهو قليلا مثل اي شاب وإنه يحبها هي دونا عن الجميع والوحيدة من يريدها زوجة له ..

الغبي يظن إنها ساذجة صغيرة سوف تصدقه وتقبل به بعد جميع ما عرفته عنه لا والأدهى إنها ستصدق وعوده بالتوبة عن كل هذه الأفعال الخرقاء والعودة له..

ضغطت على شفتيها وهي تشعر بالحنق من قرار والدتها والذي سيرحب به أيمن وخالتها العزيزة التي خطبتها مسبقا أكثر من مرة أولهما عندما كانت في الثانوية ..

ماذا ستفعل الآن ..؟! يجب أن تخبر والدتها بحقيقة أيمن .. والدتها ستتراجع عن قرارها بالتأكيد فهي ترفض هذا النوع من الشباب ولا تحبه .. لكن ماذا عن قيصر وما قاله ..؟! هل كان يعني حقا ما قاله ..؟! 

سمعت صوت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول شقيقتها الغرفة وهي تسألها :

" ماذا تفعلين ..؟!"

نهضت شمس من مكانها تسألها بدورها بغضب :

" ما شأنكِ أنتِ ..؟!"

صاحت بها ربى بحنق :

" ما بك تصرخين بي هكذا ..؟! لم أفعل شيئا يستحق أن تصرخي بي .."

زفرت شمس أنفاسها وردت بضيق مخفي :

" لم أقصد يا ربى .. انا فقط مضطربة قليلا .."

سألتها ربى بملل :

" لماذا ..؟!ماذا حدث ..؟!"

أجابت شمس بإمتعاض :

" لا شيء .. مضطربة بسبب الامتحانات طبعا .."

همهمت ربى بتهكم :

" من يراكِ يقول إنكِ تذاكرين ليلا ونهارا .. أنت لم تفتح حتى الآن مادة واحدة .."

اغتاظت شمس من حديث شقيقتها فقالت وهي تدفعها بعيدا عنها :

" اخرجي اخرجي .. لا أريد أن أسمع منكِ المزيد .."

أغلقت الباب بعدها وهي تتمتم بكلمات حانقة قبل أن تقرر الخروج من المنزل والذهاب عند صديقتها المقربة التي لم تذهب اليها منذ مدة طويلة فهي تشعر إنها ستساعدها وتنتشلها من حيرتها خاصة بشخصيتها المتزنة وطريقة تفكيرها التي لطالما أعجبتها ..

غيرت ملابسها وخرجت من غرفتها متجهة الى خارج المنزل لتسمع صوت والدتها ينادي عليها ..

التفتت نحو والدتها التي سألتها :

" أين تذهبين ..؟!"

أجابتها شمس :

" سأذهب الى صبا ..لم ألتقِ بها منذ مدة طويلة .."

قالت والدتها بسخط :

" الآن وفي هذا الوضع .. "

ردت شمس بحذر :

" ما المشكلة ..؟! "

صاحت والدتها لا اراديا :

" ألا تجدين مشكلة حقا في هذا ..؟! عودي الى غرفتك فلا خروج من المنزل .."

خرج والدها من غرفته وقال متسائلا :

" ماذا يحدث يا مها ..؟! لماذا تصرخين بها ..؟! ماذا فعلت ..؟!"

سيطرت مها على غضبها وهي تستدير نحوه تخبره :

" لا شيء .. فقط شمس هانم تريد الذهاب لصبا في الوقت الذي لم يتبقَ به سوى يوم واحد على امتحانها .."

قالت شمس بسرعة :

" والله كنت سأعود بسرعة .. فقط اشتقت لها .. فكرت أن أذهب اليها قليلا خاصة إن منزلها قريبا للغاية من منزلنا .."

" اتركي تذهب الى صديقتها قليلا يا مها .. لن يحدث شيئا اذا ارتاحت قليلا من المذاكرة .."

نظرت شمس الى والدتها بإرتباك ليكمل عماد مشيرا الى ابنته :

" اذهبي يا شمس ولا تتأخري .."

هزت شمس رأسها وردت بضعف :

" لن أتأخر .."

ثم سارعت للخروج من المنزل تحت أنظار والدتها الغير راضية لكل ما حدث ..

.........................................................................

في منزل صبا ..

وضعت صبا صينية تحتوي على مشروب العصير وقطع الكيك الجاهزة امام صديقتها التي تجلس على سريرها في غرفتها الصغيرة وتهز قدمها بسرعة وتوتر بالغ ..

" حسنا اهدئي ودعينا نفكر بالعقل .. الغضب والتوتر لن يساعدانا ابدا .."

استمرت شمس في حركتها تلك بينما تقضم شفتيها بأسنانها لتقبض صبا على فخذها توقفه عن حركته الموترة لها وهي تهتف بها بضيق :

" قلنا يكفي .. "

تأففت شمس بضيق ثم نهضت من مكانها وأخذت تسير ذهابا وإيابا وهي تتحدث مع نفسها بصوت عالي تحت أنظار صديقتها المصدومة بما تراه فهي لم تعتد أن ترى شمس بوضع كهذا ..

" ما هذا الحظ ..؟! لمَ يحدث معي كل هذا ..؟! ماذا فعلت في حياتي أنا كي يبتليني الله بكل هذا ..؟!"

صاحت صبا بضجر :

" يكفي .. تعالي واجلسي ودعينا نتفاهم .."

زمت شمس شفتيها بعبوس ثم اتجهت وجلست بجانبها تهتف بتساؤل :

" ماذا سأفعل يا صبا ..؟! أخبريني هيا .. ساعديني أرجوكِ .."

أخذت صبا تفكر في حل مناسب لمشكلة صديقتها التي أخبرتها كل شيء بالتفصيل حتى محاولة اعتداء فادي عليها ..

لطالما كانت صبا بئر أسرار شمس التي لا تتردد لحظة واحدة في إخبارها بكل ما يحدث معها واللجوء لها في مشاكلها ..

بالرغم من إنهما لا تلتقيان الا على فترات بعيدة بسبب مشاغل الحياة والدراسة إلا إن علاقتهما المتينة والتي بدأت منذ اكثر من سبعة اعوام لم تتأثر أبدا بذلك ..

فشمس لا تتردد لحظة واحدة في الذهاب الى صبا عند وقوعها في أي مشكلة خاصة إنها تدرك دوما رجاحة عقل صديقتها وقدرتها على مساعدتها في حل مشكلاتها ..

" صبا قولي شيئا .."

قالتها شمس بتذمر لتقول صبا أخيرا :

" الموضوع يحتاج الى تفكير طويل يا شمس ... بالنسبة لقيصر عمران فأنا لا أستطيع أن أقول لا تهتمي بحديثه لإن هذا النوع من الرجال يفعلون أي شيء حتى ينالون ما يريدونه فهم يظنون أنفسهم يملكون الجميع وعلينا جميعا أن نبقى تحت طوعهم .. "

نظرت شمس إليها بحزن بينما اكملت صبا بعدما لاحظت حزنها :

" انا اسفة شمس ولكن هذه الحقيقة .. حسنا كنت سأقول إن كلامه مجرد تهديد ولكن تصرفاته معك وهيمنته الواضحة و إنعدام ضميره تدل على إنه يفعل اي شيء دون تردد فالذي يخطف فتاة ويهددها بعائلتها كي تتزوج أخيه شخص عديم النخوة يفعل اي شيء قد لا يستوعبه عقلنا حتى .."

" والحل يا صبا ..؟! أتزوج أيمن رغم كل ما عرفته عنه ..؟!"

ردت صبا بجدية :

" هل تظنين إن أيمن قادر أن يحميكِ منه إذا ما أراد أن يتزوجكِ .."

" أتزوجه هو إذا ..؟!"

سألتها شمس وقد تشكلت الدموع داخل عينيها لترد صبا بسرعة :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" لا أعلم صدقيني .. زواجك من قيصر هو دخول الجحيم .. أنا أعرف جيدا هذا النوع من الرجال .. بالأحرى هذا النوع من العوائل الإرستقراطية عديمة الضمير الذين يظنون جميع من لا ينتمي لطبقتهم نكرة لا يستحقون أن ينظروا اليهم .. هل تظنين زواجك منه أمرا هينا يا شمس ..؟! بعيدا عنه هو بكل قسوته وحقارته لكن ماذا عن عائلته ..؟! هل تظنين إنكِ تستطعين التأقلم معهم ..؟! مع نظام حياتهم المقرف ..؟! مع تكبرهم وغرورهم ..؟! مع فوقيتهم الكريهة ..؟! الأمر ليس هينا ولكن الرفض أيضا قد يخلف الكثير .. لا أحد يضمن ردة فعله إذا رفضته ولا حتى زواجك بآخر سينقذك منه .."

قالت شمس فجأة :

" ربما عندما أتزوج من آخر سوف يلغي الأمر من رأسه  .. "

ردت صبا بعقلانية :

" هذا أمر ممكن ولكنه ليس أكيد .. ربما بالفعل سيقرر نسيان الأمر ويتركك لحال سبيلك وربما يكون شخص مريض مهووس بحب السيطرة والتملك فيضاعف زواجك بآخر من رغبته بتملكك ليصبح الأمر بمثابة تحدي بالنسبة له .."

" يا الهي ، ماذا أفعل ..؟!"

قالتها شمس وهي ترفع بصرها نحو الأعلى دلالة على نفاد صبرها لتقول  صبا فجأة وكأنها انتبهت لأمر ما :

" لحظة . تعالي هنا .. أنت تودين حقا الزواج من أيمن في سبيل الخلاص من قيصر ..؟! أقصد يعني هل أنتِ حقا مستعدة للزواج بشخص مثل أيمن ..؟!"

مطت شمس شفتيها وهي ترد مدعية عدم الاهتمام :

" وهل لدي حل آخر ..؟! منذ لحظات كنتِ تعددين مساوئ الزواج من قيصر .. مهما بلغت مساؤى أيمن فلن تصل الى نصف مساؤي قيصر حتى .. لذا وفي وضعي انا مضطرة للقبول بأيمن كي أتخلص من شر ذلك البغيض .."

طفرت الدموع من عينيها لا اراديا وهي تستوعب وضعها وما وصلت اليه وكل هذا بلا ذنب ..

كل ذنبها إن هناك شاب مريض مضطرب نفسيا وقع بصره عليها بالصدفة البحتة فأصبح مهووسا بها يريدها بأي شكل ..

شعرت بذراع صبا تحتضنها من الخلف وكفها يربت على كتفها ونبرتها الهادئة تتسلل إليها :

" لا بأس يا شمس .. كل شيء له نهاية .. صدقيني .. "

أكملت بعدها وهي تتمعن النظر في عينيها الباكيتين : "  "سينقذك الله من كل هذا .. فقط ثقي بذلك .."

سألتها شمس بصوت مبحوح :

" ماذا سأفعل مع والدتي التي ستخبر خالتي إنها موافقة على الزواج بأيمن ..؟!"

ردت صبا بجدية :

" أخبريها ما إن تعودي الى المنزل بأفعال أيمن ودعيها هي تقرر وأنا واثقة إنها ستتراجع عن كل هذا .."

أغمضت شمس عينيها تكتم دموعها ثم فتحتها وهي تأخد نفسا عميقا تحاول من خلاله أن تدعم نفسها ..

.....................................................................

دلف حاتم الى مكتب صديقه ليجده واقفا امام نافذة المكتب الواسعة المطلة على منظر البحر الرائع خاصة في الصيف ..

" مساء الخير .."

قالها حاتم وهو يسير نحوه ليلتفت قيصر تجاهه فيسأله حاتم بجدية :

" لم تتصل بي منذ صباح البارحة فقلت لأتي بنفسي وأفهم ما حدث بعد خروجي وما فعلته بتلك الفتاة المسكينة .."

تقدم قيصر نحوه وجلس أمامه على الكرسي المقابل لكرسيه ورد بفتور :

" لا شيء .. أخبرتها إنني سأتزوجها إجبارا عنها ثم أوصلتها الى منزلها .."

" أخبرتها إنكَ ستتزوجها إجبارا عنها ..!!"

قالها حاتم مندهشا قبل أن يهتف بجدية :

" يا لكَ من رجل ظالم .."

احتدت عينا قيصر بشكل مخيف لكن حاتم لم يبال بنظرات صديقه المتقدة وهو يهز كتفيه مكملا بلا مبالاة :

" كم أنت عديم الضمير يا رجل ..؟!"

كز قيصر على أسنانه وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه ليهتف حاتم متسائلا :

" ولكن أخبرني ، ما سبب هذا التمسك المريب بتلك الفتاة ..؟! هل سبب هذا رغبتك بتملكها حقا ..؟! ألم تقل إنك لا تسمح لرغباتك أن تسيطر عليك ..؟! وقلت أيضا إنكَ لا تجبر واحدة على ما لا تريده .. أين ذهب كلامك هذا ..؟! "

رد قيصر بجمود :

" عندما تأتي فتاة في مثل سنها تتحداني بوضوح وتظن نفسها قادرة على التمرد ومعارضة ما أقوله فيجب أن أقوم بتأديبها جيدا كي لا تظن نفسها قادرة على أي شيء .. عليها أن تدرك مقامها جيدا ومن تكون هي ومن أكون أنا .."

تمتم حاتم بعدم تصديق :

" أنت قلتها بنفسك يا قيصر .. فتاة في مثل سنها .. إنها فتاة صغيرة أقرب الى مراهقة بعمرها وتصرفاتها .. ماذا جرى لك يا رجل ..؟! هل تضع عقلك بعقل فتاة تصغرك بأربعة عشر عاما ..؟! منذ متى وأنت هكذا ..؟! "

نهض قيصر من مكانه واتجه نحو المكتب مخرجا علبة سجائره من درج مكتبه ثم أشعل سيجارة ونفث دخانها عاليا ليهتف حاتم بضيق :

" أصبحت تدخن كثيرا هذه الفترة مع إنك لا تحب التدخين عموما .."

لم يرد قيصر عليه وهو يستمر في تدخين سيجارته بشراهة غريبة عليه ليردف حاتم بتجهم :

" ماذا يحدث معك بالضبط ..؟! كل شيء يحدث غير طبيعيا .. حسنا أنا أفهم شخصيتك وحقيقة إنك لا تسمح لأي شخص يتجاوز حدوده معك مهما كان لكن ليس لدرجة أن تضع عقلك في عقل فتاة صغيرة تحدثت بشكل أهوج غبي .. ثانيا أي تأديب هذا الذي يتم بزواجك منها ..؟! هل هذه طريقة تفكير شخص عاقل بالله عليك ..؟! تتزوج بها كي تؤديها ..؟! هل تعي ما تقوله يا قيصر ..؟! "

أطفأ قيصر سيجارته في المنفضة بعنف ثم نظر الى صديقه وسأله بتحفز :

" ما نهاية كلامك هذا يا حاتم ..؟!" 

رد حاتم بقوة وقد مل من اللف والدوران :

" قل بصراحة إن هناك شيء ما يجعلك تريدها بقوة شديدة .. شيء يجذبك إليها بلا وعي ويجعلك تفعل أي شيء لتملكها .. هل تظن إنني غير واعي لتصرفاتك يا قيصر ..؟! هل تظنني لم ألاحظ خوفك الشديد عليها عندما إنهارت ..؟! اهتمامك بتفاصيل لا داعي لها كالبيجامة مثلا وإصرارك على إرسالها الى منزلها مع سائق من سواقك.. ؟! هل تظنني غبي كي لا أشعر بتلك النظرة التي تطل من عينيك عندما تقترب منك أو نبرة صوتك وأنت تتحدث عنها ..؟! "

قاطعه قيصر وهو يضحك بخفة :

" وماذا بعد ..؟! لم أكن أعرف إنك شاعريا وحالما الى هذا الحد .."

بادله حاتم ضحكته بأخرى قصيرة مصطنعة قبل أن يقطعها وهو يرد بنبرة تشبه نبرته الساخرة :

" حقا ..؟! يا للدهشة .."

ثم تجهمت ملامحه كليا وهو يقول بحدة :

" انا لا امزح يا قيصر .. اعترف لنفسك بالحقيقة وأرحها وأرحني أنا شخصيا .."

" أعترف بماذا ..؟! أي هراء هذا الذي تريدني أن أعترف به ..؟! "

نهض من مكانها متجها نحو النافذة مرة اخرى يتطلع الى الخارج للحظات قبل أن يلتفت نحو حاتم مشيرا نحوه بيده هادرا بغضب :

" أخبرتك مسبقا إنكَ تتوهم أشياء لا وجود لها .. لكنك تصر على أوهامك .. ربما عليك أن تذهب الى طبيب نفسي في أقرب وقت كي تجد حلا لنفسك وتتخلص من هذه الأوهام الغبية .."

انتفض حاتم من مكانه هاتفا بعصبية شديدة :

" اذا كان هناك من يجب أن يذهب الى طبيب نفسي فهو أنت بالتأكيد .. إذهب الى طبيب يخلصك من تكبرك وغرورك اللذان يجعلانك عاجزا عن الإعتراف بحقيقة ما يعتمل داخلك .."

صاح قيصر بنفاذ صبر غير آبها بصوته الذي وصل الى الخارج :

" وما هو الذي يعتمل بداخلي ..؟!"

رد حاتم بقوة بعدما تقدم نحوه ووقف أمامه :

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

" إن ما تشعر به نحوها ليس مجرد رغبة كما تظن .. ربما ترغب بها حقا لكن تصرفاتك هذه لا تنبع من رغبتك .. إنها تنبع من شيء آخر .. شيء يدركه قلبك لكنك ترفض الإعتراف به .."

حل الصمت المطبق بينهما للحظات ..

عينا حاتم تنظران الى عيني قيصر بقوة ومجابهة تتحدانه أن ينكر ما يقوله ..

تحدث قيصر أخيرا بصوت بارد لا حياة فيه :

" اخرج .."

ابتسم حاتم بإتساع وقال :

" سأخرج ولكن لا تنسى أن تعترف لنفسك بحقيقة ما تشعر به نحوها بعد خروجي .. "

" اخرج حالا .. اخرج هيا .."

قالها قيصر وهو يجاهد كي لا يلكمه بقبضته القوية ليسير حاتم بهدوء نحو الباب ثم خرج من مكتبه تاركا قيصر يعتصر قبضة يده بقوة اكبر ونيران صدره تزداد اشتعالا ..

..........................................................................

كانت تسير نحو المنزل وهي تفكر فيما ستقوله لوالدتها وكيف ستشرح لها سبب رفضها أيمن بعدما كانت تريده ..

رن هاتفها فحملته ظنا منها إن والدتها او ووالدها من يتصل بها لكنها وجدت رقما غريبا عرفته على الفور فإبتلعت ريقها بتوجس ..

همت برفض المكالمة لكنها تراجعت فجأة وهي تجيب عليه :

" نعم .. ماذا تريد ..؟!"

جاءها رده الحاد :

" لا تتحدثي معي بهذه الطريقة .. "

ردت بإستفزاز :

"معك حق يا سيد .. من العيب أن نتحدث مع كبار السن بهذه الطريقة .."

لم تكن تعلم إنها بحديثها عن هذا الموضوع تستفزه لأقصى درجة فهي كما يقولون أتت على الجرح ..

أطلق شتيمة بذيئة لا تليق بمكانته ولا حديثه المنمق الراقي الذي يتغنى به دائما ..

صاحت مستنكرة :

" أيها الأحمق .. كيف تتحدث أمامي بهذه الطريقة ..؟! عيب والله عيب .. إنك حقا رجل عديم التهذيب غير محترم .. "

صاح وقد بلغ غضبه ذروته :

" إخرسي .. قسما بربي كلمة أخرى وسوف آتي عندك وأسحبك من شعرك الطويل بلونه الغريب وأبرحك ضربا .."

شهقت بفزع لا إرادي وتخيلته وهو يضربها بكل قوته ..

سمعت صوت أنفاسه العالية يتبعها حديثه الصلب كالعادة :

" اسمعي ما سأقوله وافهميه جيدا لإنني حقا فقدت جميع ما أملكه من صبر معكِ .."

ضمت شفتيها بشدة ليكمل بصوت آمر حازم لا يقبل نقاش وكأنه يلقي على مسامعها تقريرا مجبرة على الإلتزام به :

" سأخطبك رسميا من والدك اليوم وأنتِ ستقبلين .. وإذا فكرتِ مجرد التفكير بالرفض فسوف أخبر عائلتك بخطف أخي لكِ ومحاولة إغتصابه لكِ .. لا أظن إنك ترغبين بذلك حقا يا شمس خاصة إن موقف عائلتك سيكون صعبا للغاية بعد معرفتهم بكل هذه خصوصا والدك الذي لا يعلم أي شيء عن الموضوع .."

أدمعت عيناها وإرتجفت شفتاها لتسمع صوته الهادئ يكمل :

" أراكِ مساءا يا شمس .."

ثم اغلق الخط في وجهها لتنظر الى هاتفها بعينين مغشيتين ثم تركض مسرعة الى منزلها ..

دلفت الى المنزل واتجهت الى غرفتها دون أن تلقي التحية حتى لتغلق الباب بالمفتاح وتهوي بجسدها على السرير وتبدأ في وصلة بكاء لا تظن إنها ستنتهي ..

...........................................................................

مساءا ..

خرج قيصر من جناحه متجها الى الخارج حيث سيذهب الى عائلة شمس ويخطبها رسميا ..

مر أمام غرفة الجلوس متجها نحو الدرج و هم بالهبوط الى الطابق السفلي لكن صوت والدته أوقفه فضغط على أعصابه وهو يلتفت نحو الغرفة ثم يسير بخطواته نحوها ..

دلف الى الداخل ملقيا تحية المساء بإقتضاب حيث تجلس كلا من والدته وسوزان واخته دينا ..

سألته والدته بدهشة :

" هل ستخرج الآن وأنت عدت منذ نصف ساعة فقط ..؟!"

رد قيصر بهدوء :

" لدي موعد هام .."

عادت وسألته مستفسرة :

" موعد مع من ..؟!"

أجابها بنفس الهدوء :

" سأخطب ..."

وضعت سوزان كوب قهوتها على الطاولة لا إراديا بينما عيناها تنظران إليه بعدم استيعاب اما دينا فقد كانت تتأمله بفاه مصدوم غير مصدقة لما تسمعه ..

نهضت كوثر من مكانها تهتف بإنكار :

" ماذا تقول أنت ..؟! هل هذه مزحة ..؟!"

رد بجدية :

"لست من النوع الذي يتبع إسلوب المزاح عموما وخاصة في موضوع مهم كهذا .. "

" يعني ستخطب حقا ..؟!"

سألته سوزان هذه المرة بصوت مضطرب ليلقي عليها نظرة عابرة قبل أن يعاود مواجهة والدته ويهتف بها :

" نعم سأخطب .. هل يوجد داعي لتكرارها كثيرا كي تستوعبونها ...؟!"

" ومن هي سعيدة الحظ ان شاءالله ..؟!"

سألته والدته بعصبية غير ظاهرة ليرد بصوت جاد :

" ستتعرفين عليها عندما تذهبين بنفسك لخطبتها بعد أخذ موافقة والدها .."

همت والدته بالرد لكنه سارع لإنهاء الحديث :

" عن إذنكم فأنا تأخرت على موعدي المتفق عليه مع الرجل .. أراكم مساءا .."

ثم خرج من المكان بأكمله تاركا الجميع يتابعه بأعين مصدومة تارة وأخرى متحسرة ..

.....................................................................

في غرفة شمس ..

تسير داخل غرفتها ذهابا وإيابا غير مصدقة لما سمعته على لسان والدها عن إتصال قيصر عمران به وإخباره بأمر قدومه كي يتحدث معه بأمر هام ..

والدها الذي كان مصدوما بدوره فهو لا يعرف الرجل ولم يلتقِ به من قبل .. هو مثله مثل الجميع يسمع عنه وعن عائلته من خلال التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي ..

عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تحاول السيطرة على نبضات قلبها التي تزداد ارتفاعا كلما اقترب الموعد ..

تبقت دقيقتان .. فكرت بهذا وهي تتمنى لو تحدث معجزة ولا يأتي .. 

ربما تصدمه شاحنة كبيرة تسرق روحه باذن الله مثلا ..

أغمضت عينيها وهي تفكر إنه بالتأكيد كالقطط بسبعة أرواح بل ربما يفوق القطط في عدد أرواحه ..

سمعت صوت جرس الباب يرن فهوى قلبها أسفل قدميها ..

ضغطت على اعصابها التي تشعر بها ستنهار كليا واتجهت نحو الباب حيث فتحتها وسارت بخطوات بطيئة غير مسموعة بعد لحظات خارج الغرفة حتى توقفت أمام الصالة تستمع الى الحديث من خلف الباب ..

" أنا أطلب يد الآنسة شمس منك ..."

سمعت قيصر يقولها بثقة مفرطة ورزانة يتمتع بها على الدوام فأغمضت عينيها بقوة قبل أن يأتيها صوت والدتها القوي :

" ولكن شمس مخطوبة .."

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

حسنا من المفترض أن يثور قيصر الآن ويغضب او ربما يتراجع عن أمر الخطبة ويعتذر كمثل أي شاب محترم يوضع في موقف كهذا لكنها تعرفه جيدا وتعرف إنه سيتصرف بالطريقة الأولى وربما سيفعل شيئا يتسبب بفضيحة لها خاصة إنها متأكدة إنه متحامل على والدتها بعد حديثها السابق معه وما ألقته على مسامعه وقتها ..

لكن صوت قيصر الهادى وتلك الإبتسامة الرائقة التي إرتسمت فوق شفتيه وهو يرد على حديث والدتها صدمها بشدة ..

" غريب ما تقولينه يا هانم .. لقد سألتُ عنها بنفسي وتأكدت من كونها غير مرتبطة .. كما إنني متأكد إنها لو دخلت الآن سوف أجد يدها خالية من خاتم الخطبة .."

أكمل وهو يوجه حديثه الى والدها هذه المرة :

" انا بالتأكيد لن أتقدم لخطبتها دون التأكد من كونها غير مرتبطة .. لا يخطبُ الرجل على خطبة أخيه .. هذا ما نعلمه جيدا يا بك وما نسير عليه وأنا لن أتجاوز هذا أبدا.."

" يا لك من رجل محترم مثالي لا تخالف أمور الشرع إطلاقا .." 

قالتها شمس داخلها بإستهزاء بينما رد والدها بعدما ألقى نظرة محذرة على والدتها مخبرا إياها ألا تتدخل بأمور الرجال ..

" هذا صحيح .. شمس غير مخطوبة بالفعل .. الموضوع كله إن ابن خالتها سبق وتقدم لها أكثر من مرة ونحن رفضنا وقتها بسبب صغر سنها .."

قال قيصر بتمهل مشددا على كلماته :

" وأنت قلتها يا بك .. رفضتم حينها ..!!"

تدخلت والدتها في الحوار وهي تقول بإصرار :

" ولكننا أعطيناه كلمة يا بك .. أخبرناه إن شمس ستكون له ما إن تتخرج .."

رد قيصر بصوت بارد :

" لا يوجد منطق يقول أن نوعد الشاب بشيء كهذا .. ينتظرها حتى تتخرج .. الحياة تتغير مع مرور السنوات وربما من تريده شمس اليوم ترفضه بعد مدة عندما تتغير قناعاتها في الحياة .. حضرتكِ تقولين إنه خطبها عندما كانت صغيرة .. ربما كانت في المدرسة حينها .. والآن ستكمل سنتها الجامعية الثانية .. خلال هذه المدة تغيرت الكثير من الأشياء كما إنها نضجت وأكيد تغيرت قراراتها .."

أخذ نفسا عميقا قبل أن يكمل :

" على العموم هذا الكلام لن يؤثر بطلبي لإن القرار الوحيد لشمس .. أليس هذا ما يجب أن يحدث يا بك ..؟!"

ركضت شمس مسرعة الى الداخل وقد فهمت إنهم سينادون عليها ليأخذوا رأيها لكنهم لم ينادوا ..

اما في الخارج تولى والد شمس دفة الحديث قائلا :

" اترك شمس على جنب الآن وأخبرني يا بك .. من أين تعرف ابنتي كي تطلب يدها ..؟! أين رأيتها من الأساس ..؟!"

أجابه قيصر بهدوء وثقة :

" رأيتها لأول مرة في الجامعة .. كنت في زيارة هناك حيث كان لدي موعد مع عميد الجامعة لأجل توظيف الطلبة الاوائل في الأقسام الهندسية المطلوبة عندي في الشركة .. رأيتها صدفة ولفتت انتباهي منذ ذلك الوقت .. عدت ورأيتها بعد مدة في زيارتي الثانية للجامعة حيث دعاني العميد للمهرجان السنوي ولأكن صريحا فأحد أسباب ذهابي الى هناك رغبتي في رؤيتها .. عندما تم تكريمها في المهرجان كونها من الاوائل السنة الماضية عرفت إسمها فبحثت عنها وأخذت المعلومات التي أريدها .. وجدتها فتاة مهذبة ذكية على خلق عالي ومن أصل طيب .. حسنا ربما يوجد فرق سن لا بأس به بيننا لكن فرق السن هذا ليس غريبا في أمور الزواج لإن الرجل دائما يكون أكبر من شريكته وهذا لا يؤثر على نجاح الزيجة عموما .. بإختصار انا وجدت بها المواصفات التي أريدها وأبحث عنها في زوجتي إضافة إلى إنني أعجبت بها ككل ولإني لا أحب اللف والدوران قررت خطبتها رسميا ... "

توقف عن حديثه للحظة منتبها لنظرات والدتها المشتعلة من حديثه الذي لا يوجد به حرف واحد صادق فأكمل بجدية :

" للمرة الثانية يشرفني أن أطلب منك يد ابنتك يا بك وسوف أكون سعيد للغاية إذا ما فزت بها .."

تأمله عماد بإعجاب حقيقي فالرجل يبدو رزينا مهذبا محترما للغاية اما مها فكانت تغلق فمها بصعوبة فنظرات زوجها المحذرة أخرستها تماما ..

أكمل قيصر بجدية :

" أنا أخبرتك من قبل عن اسمي وعائلتي وعملي وطبعا تستطيع أن تسأل بنفسك عنك وتعرف كل ما تريده فهذا حقك بالتأكيد كي تطمئن على ابنتك مع إنني أعدك منذ الآن إن شمس ستكون بإيدي أمينة وإنني سأحافظ عليها حتى آخر أنفاسي .."

أومأ عماد برأسه ثم قال بجدية :

" بالطبع سأسأل عنك بنفسي فأنا لن أمنح ابنتي لأيا كان .. لا أحد يستطيع أن ينكر الكلام الجيد الذي نسمعه عنك  وعن عائلتك والسمعة الجيدة التي تتحلى بها لكن هذا زواج ويجب أن أتأكد من كل شيء قبل ادلاء الرأي النهائي مع حقيقة إن القرار النهائي لإبنتي وليس لي .. انا أعطي رأيي فقط لكنها من تقرر القبول او الرفض ولا أحد سيتدخل بها أبدا أيا كان .."

ابتسم قيصر برزانة ثم نهض من مكانه وودع الرجل وزوجته التي قابلت توديعه بهزة مقتضبة ليخرج من المنزل وهو مرتاح كليا بعد حديثه مع والدها لكن تتبقى عقبة واحدة وهي والدتها التي حاوطته بنظراتها المغيظة طوال الوقت ..

...........................................................................

خرجت شمس من غرفتها وهي تسير على أطراف أصابعها تستمع الى حديث والديها حيث والدها يحذر والدتها من تصرفاتها التي أزعجته بينما والدتها لا تقل شيئا وتستمع اليه بصمت ..

" أنت سترفض هذه الخطبة يا عماد .. أليس كذلك ..؟!"

سألته والدتها بجدية ليرد عماد :

" ما بالك يا مها ..؟!  ترفضين الخطبة بتعنت غريب مع إن رجل مثل قيصر عمران حلم لأي فتاة .. حسنا قولي هذا لا يعني إنني أعطي موافقتي النهائية التي بالأساس هي بيد ابنتك لا بيدي او يدك لكن لن ننكر مبدئيا إنه رجل مثالي تحلم بنسبه جميع العوائل .."

" أغراكَ بمركزه وماله يا عماد. .."

هدرت بها مها بغضب ليرد عماد بهدوء :

" اولا الرجل لم يجلب سيرة مركزه وثروته طوال حديثه معنا .. لم 

يتباهَ بكل هذا يا مها كما يفعل البعض وأنت كنت موجودة وشاهدة على حديثه .. "

أطلق تنهيدة صغيرة وأكمل :

" لكن بعيدا عن كل هذا .. هل يوجد أب وأم في العالم لا يتمنيان لإبنائهم أفضل زيجات .. هذا أمر طبيعي .. "

" هل أصبحا المال والمركز من يجعلان الزيجة أفضل ..؟!"

رد بضيق :

" المال مهم في حياة الجميع يا مها والمركز مفيد أيضا في بلادنا التي تتعامل مع كل شخص حسب منصبه .. هذا شيء لا تستطيعي نكرانه .. لكن هذا لا يعني إنني سأزوج ابنتي لأي شخص لديه مركز ومال .. بالطبع هناك ما هو اهم كالأخلاق والسمعة الطيبة .. لكن عندما يجتمع هذا مع المال والمركز سوف يكون الرفض غير منطقي ..."

شعرت شمس بأن النقاش سيحتد فقررت قطعه وهي تتقدم نحوهم وتقول :

" بابا .. ماما .. اهدئا من فضلكما .. لا داعي لكل هذا الغضب .. "

أكملت وهي تخبر والدتها بتعقل :

" الرجل طلبني للزواج ونحن لنا حق القبول من عدمه .."

ابتسم عماد وهو يقول :

" وهذا ما سيحدث يا ابنتي .. انتِ لك الحق في القبول من عدمه .. "

صاحت والدتها بسرعة :

" سترفضين بالطبع .."

نظرت شمس الى والدتها بتردد ثم قالت وهي تهز كتفيها :

" ولمَ سأفعل هذا .. إنه رجل محترم ومقتدر ماديا ذو سمعة جيدة حسب علمي .. "

نظرت الى والدتها التي أخذت ترمقها بنظرات غير مصدقة لتكمل وهي تشيح بنظراتها بعيدا عنها وتركزها على والدها :

" لكن قبلها يجب أن يسأل عنه والدي أولا ثم أقابله بنفسي وأتحدث معه ثانيا .. انا لن اوافق عليه حتى أتعرف عليه جيدا وأقرر اذا ما كان يناسبني أو لا  .."

قالتها بهدوء ووعيد خفي قبل أن تتحرك بعيدا عنهما عائدة الى غرفتها تاركة والدتها تتابعها بذهول وهي متأكدة إن هناك شيء ما حدث لا تعمله  ..

شيء توصلت إليه أخيرا لتجحظ عيناها وهي تستوعب ما حدث لابنتها والتي ستتأكد منه منها بنفسها وحينها لن تتردد لحظة واحدة في قتل الفاعل سواء كان هذا الرجل او اخيه ..


تكملة الرواية من هنا


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close