أخر الاخبار

رواية مجهول أنبتَ عشقًا الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم سلمى خالد "سماسيموو"

رواية مجهول أنبتَ عشقًا الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم سلمى خالد "سماسيموو"

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

رواية مجهول أنبتَ عشقًا الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم سلمى خالد "سماسيموو"


رواية مجهول أنبتَ عشقًا الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم سلمى خالد "سماسيموو"


الفصل الثالث

~.. ماجد الكدواني..~

ترجعت في خوف ملأ قلبها تنظر له في ذعر، حاولت الحديث بنبرة مهزوزة مرددة في رعب:

_ اهدى حضرتك انا بس طالبة مدة زيادة ياما هجبلك الفلوس تمن الاجهزة او الاجهزة متصلحة.

لم يستمع لحديثها الأبله، بل تقدم منها يمسك حِجابها في عنف مرددًا بنبرة شرسة:

_ وحد قالك أني بريالة عشان اصدق البوقين دول.. أنتِ مش هتمشي من هنا غير وحد يجيب اللي بوظتيه يا حلوة.

بكت تاليا في ألم تحاول ابعاد يده عن حجابها الذي بات يظهر خصلات شعرها السوداء، ولكن لم تجد حلًا سوى أن تخبره بأي شيء ليبتعد عنها.. هتفت بنبرة بها بعض الشرسة الزائف كي تذيب ثباته أمامها:

_ أنت متعرفش أنا قريبة مين.. سيب شعري يا راجل أنتَ يأما المحل كله هيتقفل..

تعجب قليلًا من ثقتها وشرسة حديثها التي انطلت عليه، وتركها ينتظر أن تخبره من يكون قريبها، فهتف في سخط:

_ هتكوني قريبة مين يعني؟

تسارعت وتيرة انفاسها ولم تتذكر أي أسم سوى ممثلها المفضل (ماجد الكدواني) أجابت ببعض التوتر:

_ أنا قريب الأستاذ ماجد الكدواني.

تجمد سيد مكانه يشعر أن هناك دلو ماء بارد سقط فوق رأسه، حدق بها في رعب ولكن يجب أن تثبت ذلك هتف في شك:

_ واعرف منين أنك قريبته بقى مش بتقولي كده عشان تخلعي؟

حاولت ايجاد فكرة سريعة،  فاسرعت تندفع بكلماتٍ صغيرة واثقة:

_ انت عارف اني بجامعة ومكان الجامعة ممكن برضو توصلي عن طريقها لو انا نصابة..  بس ممكن تروح ليه و هو هيديك المبلغ البسيط دا.

رفع حاجبه في استنكار، ثم غمغم في سخط:

_ واما هو بسيط مجتيش تجبيه ليه؟

حدقت به في برود وكأن بالفعل تحمل هذا المبلغ قائلة:

_ اولًا دا شيء ميخصكش بس هجوبك لأن حابه اعتمد على نفسي في المجال اللي حبيته اوي.

نظر لها في قلق، يراها تحاول ضبط حجابها بعدما امسكه في عنف قائلًا:

_ طب هو..هو أنتِ يا بشمهندسة تاليا هتقوليله على اللي حصل مني.

حدقت به في برود، ثم حملت حقيبتها تردد مغادرة المكان:

_ لو فكرت تتعرض ليا تاني الموضوع هيكبر وساعتها متلومش غير نفسك.

غادرت المكان سريعًا فقد بدأت تفقد السيطرة على دموعها، بينما وقف سيد يتطلع لها في بعض الغموض، ثم ارتفع صوته مرددًا

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

_ واد يا علي تعالي اقف مكاني على ما اروح مشوار سريع كده.

*****

جلست تاليا في تعب على مقعد بعد أن وصلت للتو لأحد النوادي، وضعت حقيبتها جانبًا تتطلع لهاتفها في حزن مرددة بنبرة غلبها البكاء:

_ كان نفسي احقق حلمي بس كل حاجة باظت.. دخلت علمي رياضة عشان ابقى مهندسة وفشلت في المجموع ودخلت تجارة.. ولما حاولت ابدأ اشتغل انا من نفسي فشلت برضو.. أنا تعبت اوي.

هبطت دموعها في حزن، تشعر بـ الخذلانٍ من نفسها، امسكت بزجاجة المياه وبدأت ترتشف منها قليلًا ثم امسكت هاتفها لتشغل احد افلام ماجد الكدواني مرددة بنبرة حزينة:

_ تعالي يا كوتش اهو أنتَ الحاجة الحلوة اللي انقذتني من ايد الراجل دا.

بدأت تشاهد فيلمًا له، دون أن تعلم بدخولها في دومة كبيرة أخرى، جملة صغيرة كاذبة اوقعت بها في مشكلات كبيرة لم تتخيل بيومٍ أن شخصيتها البلهاء ستتغير تدريجيًا مع كم الصخور التي ستصطدم بها.

****

داخل شركة الكدواني..

نهض متوجهًا نحو غرفة الخاصة بالاجتماعات ينتظر ذاك الوفد القادم بفارغ الصبر، بينما بدأت السكرتيرة الخاصة به بتنظيم الأوراق الخاص بهذا الاجتماع، وقبل ان تغادر الغرفة هتف "آدم الكدواني" في تحذير يعتريه التهديد:

_ مش عايز أي حاجة تبوظ الاجتماع دا يا مريم فاهمة عشان اول حد هيتعاقب أنتِ!

ازدردت حلقها ببعض الخوف هامسة بنبرة قلقة تعلم جيدًا ماذا سيفعل إن اخطئت بعملها، شخصية شرسة كشخصية آدم لابد من عدم وقوع في الخطأ كي لا تتعرض لعاقبه الحازم: 

_ إن شاء الله خير يا بشمهندس آدم.

هرولت للخارج سريعًا تخبر الجميع بأن يلتزموا بقواعد الشركة وأن يكونوا في غاية الحذر بذاك الوقت، بينما وقف آدم لاستقبال الوفد القادم من ألمانيا وبدأ الأثنان في نقاش حول تلك الصفقة.

بالخارج صعد سيد للأعلى ثم وقف امام مريم يردد بنبرة هادئة:

_ لو سمحت يا استاذة عايزة اقابل البشمهندس آدم.

اجابته مريم بنبرة جادة:

_ البشمهندس مش فاضي النهاردة تعالي بكرة وخد معاد وهبلغه.

رفع حاجبه في استنكار يردد بنبرة بدأت تتحول لغضب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

_ انا عايزة اقابله عشان فلوسي اللي قريبته ضيعتهم قوليله سيد صيانة عايز يقابلك.

:_ أنا قلت لحضرتك انه مش فاضي ومش هيقابل حد النهاردة اتفضل تعالي بكرة وخد معاد.

شعر سيد بأنه سيفقد امواله، وما ان شعر بذاك الشعور حتي انفجر غاضبًا بالفتاة يردد بنبرة شرسة:

_ بقولك ايه يا بت أنتِ انا عايز فلوسي بدل ما اقول عليكم شركة نصابة وهو عشان أنتم كبار مش هتدوني مبلغ صغير زي دا.

اتسعت عين مريم في رعب تنظر للباب الغرفة التي يقبع بها الأثنان، ثم نهضت سريعًا تردد وهي تحاول ابعده عن الغرفة:

_ لو سمحت وطي صوتك وتعالي معايا دلوقتي.

:_ انا مش متعتع من هنا غير لما اخد فلوسي يا حرامية انتم هتسرقوني ولا إيه!

تعالى صوت سيد بدرجة ازعجت الوفد الألماني مع اصوات الأمن محاولين اخراجه من الشركة، فهتف ذاك الوفد:

_ ما هذا الصوت المزعج سيد كدواني.. أليس هناك نظام بالشركة؟

صك آدم على أسنانه في عنف، ثم نهض مرددًا ببسمة صغيرة رسمها في براعة على ثغره:

_ أعتذر منك سأرى المشكلة .. دقيقة واحدة.

استدار آدم يسير نحو الخارج يقسم أنه سيقضي على من كان سببًا بذلك الصوت، مد يده لفتح الباب وما أن نظر حتى وجد رجلًا يهدر بصوته العالي ببعض الكلمات التي ستتضر بالشركة، ارتفع صوت آدم مرددًا:

_ مش عايز صـــــــــــوت.

صمت الجميع فجأة وتطلع سيد نحو آدم ببعض الرهبة قائلًافي بلاهة:

_ يا بشمهندس انا مش عايز غير فلوسي اللي قريبة والد حضرتك خدتهم مني.

تطلع له آدم وعلم أنه سيصبح خاسرًا إذا رفض ما قاله، فهتف سريعًا وهو يخرج ( دفتر الشيكات) مرددًا:

_ عايز كام خلصني؟!

ابتسم سيد براحة مرددًا:

100 الف جنية يا بيه.

نظر له آدم في غضب فقد ظن أن ما يريده مبلغًا ضخم، أغلق دفتره ثم دلف لمكتبة حاملًا حزمة من الأوراق المالية يعطيها له قائلًا بنبرة تحذيرية ولكن كانت عيناه مظلمتان للغاية توشك على ابتلعه بتلك الواحة المظلمة المخيفة:

_ لو شوفت وشك دا تاني مش هتلحق تشوف النور تاني.

ارتعش جسد سيد ببعض الخوف، هامسًا بنبرة مهزوزة

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

_ والله يا بيه هي قريبة حضرتك البشمهندسة تاليا جلال الدين هي اللي بتيجي تاخد الاجهزة من عندي وهي برضه اللي قالت ليا اخد من عندكم الفلوس.

استدار آدم تاركًا هذا الرجل بعد جملته الأخيرة، بينما غادر سيد يبتسم في سعادة أنه حصل على أمواله أخيرًا.

بدأ آدم يصلح ما تدمر مع ذاك الوفد ولكن علم أنه كون فكرة سيئة عن الشركة ولابد من تغيرها، غادر الوفد مع الاتفاق على لقاء أخير، ثم جلس آدم على مكتبه في تعب، رفع هاتفه يردد بنبرة هادئة:

_ تعالي يا مريم.

دقائق وقفت مريم امامه تشعر بالرعب مما فعله ذاك الرجل، هتف آدم بنبرة هادئ تحمل بطياتها الارهاق:

_ طبعًا اللي حصل النهاردة شبه بوظ الصفقة النهاردة ولكن مش هعقبك لأن الموضوع ميخصكيش يخص البنت اللي قالت انها قريبتي وبعتته على هنا.. متخفيش بس فكريني قال اسم البنت دي ايه والراجل دا اسمه ايه؟

اجابته ببعض الراحة التي فقدتها منذ دقائق وكأنها تشهد فيلم مخيف:

_ اسمها تاليا جلال الدين يا بمشهندس دا اللي قاله عنها وهو أسمه سيد صيانة شغال في منطقة شعبية شوية دا اللي اعرفه.

حرك آدم رأسه ثم اشار لها بالخروج، بدأ يفكر من تلك الفتاة ولما قالت هكذا؟ لا بد من أن يعلم  من قررت أن تقوم بتلك اللعبة الحقيرة معه، امسك هاتفه يهاتف احد راجله مرددًا بنبرة جادة:

_ بكرة او بعده بكتير تجبلي ملف كامل عن واحدة اسمها تاليا جلال الدين وواحد اسمه سيد صيانة وهبعتلك شكله عشان تعرف تجيبه بسرعة.

اغلق معه ثم فتح الحاسوب الخاص به ليبدأ برؤية تسجيل الكاميرات الموجودة بمكتب مريم، قام بتصوير ملامح ذاك الرجل وارسلها لمساعده الخاص، أغلق هاتفه ثم نهض يتطلع من خلف الزجاج يضع يده بجيب سرواله الأسود يزيل بالأخرى رابطة عنقه ربما يستطيع استنشاق بعض الهواء يعيد طاقته الضائعة مع العمل، ولكن ردد بين شفتيه أسم «تاليا» وتحرك فضوله ليرى شكل هذه الفتاة التي أرسلت ذاك الهمجي له،  همس بنبرة غامضة:

_ ويا ترى أنتِ  مين يا تاليا عشان تبعتي الراجل دا لهنا وعشان ياخد المبلغ صغير بشكل دا؟!

****

سارت تاليا بالشارع الذي تقطن به، ولكن توقفت فجأة ما ان استمعت لصوت أحدهم يردد بصوتٍ عالي( ايوة المشبك المشبك) استدارت تنظر نحو البائع المتنقل ثم ذهبت نحو مرددة في سعادة:

_ هو دا اللي هيمحي أي أثر للي حصلي النهاردة.

اخرجت بعض المال لشراء احد انواع الحلوة المفضلة لها، ثم عادت لمنزلهما تدلف لغرفتها سريعًا، اسرعت بارتداء ملابس منزلية مريحة، ثم رفعت شعرها بهيئة ( كعكة) للأعلى، وبدأت تتناول المشبك وهي تجلس على الأرض تشعر بنهم نحوه.

تعجبت فريال من دخول تاليا سريعًا لغرفتها، وشعرت بالقلق أنه ربما حدث معها مكروه، دلفت سريعًا لغرفتها ولكن بقيت تنظر لها ببعض الصدمة، تحاول فهم ذلك المشهد الذي امامها، ثم انطلقت منها بعض الكلمات ما أن حاولت الحديث قائلة في غضب:

_ اتصدقي يا بت أنتِ مفيش دم ولا إحساس!

عقدت تاليا حاجبيها في ضيق، مرددة وفمها مليء ببعض المشبك:

_ في إيه يا ماما؟

حركت فريال فمها في سخرية من ابنتها:

_ في إيه يا ماما.. بقى انا اتخضيت لما لقيتك بتجري على اوضتك وقولت البت حد ضيقها وفي النهاية ألقيكي بتاكلي مشبك بتاكلي ايه.. دا أنتِ بتعجري زي الجاموسة.

عبست ملامحها في ضيق، ثم مدت يدها تمسك بقطعة كبيرة تتناولها في دفعة واحدة، تردد بنبرة مغتاظة:

_ كلكم باصين في اللقمة اللي باكلها.

حدقت بها في سخرية ثم غمغمت بنبرة ساخطة

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

_ لقمة قصدك حلة.. طشط.. جردل.. انما لقمة دي متجيش عليكي يا تاليا.

:_ لا إله إلا الله يا ماما هو أنا عشان نفسي مفتوحة حبتين هتبصولي فيها.

قالتها تاليا في ضجر، بينما حركت فريال رأسها بيأس من ابنتها ثم هتفت في حنق:

_ هاتي حتة من المشبك دا خليني اخرج من هنا.

رفعت تاليا حاجبها، بينما مدت فريال يدها آخذه قطعة قائلة بنبرة تحمل الضجر:

_ أنتِ لسه هتبصلي!

اخذت هذه القطعة ثم غادرت الغرفة تتناولها في حب شديد هي الأخرى، فليس هناك مشكلة إن تناولت القليل منه.

******

انتهت سدرا من التدريب بوقتٍ متأخر، وشعرت ببعض التعب وتعجبت من اهتمام الطبيب سمير بها وحرصه الزائد على أن تعلم كل شيء بوقت صغير، حملت حقيبتها وقررت المغادرة ولكن دفعها شيئًا ما لتذهب نحو غرفة التي ستعالج بها الفتاة التي عجز الجميع عن علاجها، وقفت أمام الغرفة تنظر من خلال الزجاج نحوها فكل ما تعلمه عنها أنها لا تتحدث ولا تستجيب لأي أمر، زفرت سدرا في هدوء قائلة بنبرة متحيرة وكأنها وسط غابة مليئة بالأشجار لا تعلم أي طريق تسلك:

_ نفسي أعرف فيكي إيه او على الأقل أقدر أقرأ أفكارك يمكن اعالجك واقدر أخد الشهادة اللي بحلم بيها طول عمري واستقل بعيد عن المستشفى هنا.

استدارت سدرا مغادرة المكان بينما شعرت بها تلك الفتاة وبيقت تنظر نحو الباب لعدة دقائق ثم عادت تنظر أمامها بنقط فارغة لجئت لها عندما انصب عليها عقاب (S  )، فهي تعلم جيدًا أن تلك العملية لن تتم إلا إذا تحدثت.

****

داخل منزل الكدواني..

دلف آدم في لغرفته في تعب يشعر أن اليوم غريب من كم الأعمال التي وقعت عليه، انتهي من تبديل ملابسه ثم انطلق نحو غرفة والده يطرق على الباب بطريقة مميزة، وما أن استمع لصوت والده بأن يدلف للداخل، حتى أسرع بتلك الخطوة يتطلع له جالسًا داخل الشرفة، هتف آدم ببسمة هادئة ملأت ملامحه المتناسقة:

_ ازيك يا بابا.

ابتسم لها «ماجد الكدواني» في رضا مرددًا:

_ الحمدلله بخير.. المهم قولي عملت إيه النهاردة في الشغل والوافد الألماني قبلته؟

جلس على المقعد الموجود جواره يجيبه بعدما قطب جبينه:

_ صح قبل كل دا حضرتك ليك قرايب من أي حتة؟

نفي ماجد حديثه ليسرع آدم بالإجابة على ما يدور بخُلده:

_ أصل النهاردة جه واحد وانا بقابل الوافد وعمل هرجله جامدة خلى الوفد يبقى متردد في قراره وانا بفكر في حل اقنعه انه يوافق على الصفقة دي.

تعجب ماجد قليلًا من هذا الرجل ولما أتي لهم؟، تسأل مندهشًا:

_ مين الراجل دا؟ وليه عمل كده؟

حرك آدم كتفه بعدم معرفته، يجيب بنبرة تحمل غضب طفيف:

_ معرفهوش بس ابن * * مش هسيبه لأن جه عمل كل دا عشان 100 ألف..  ودا بسبب واحدة نصبت عليه وقالتله يجي ياخدهم مننا لأننا قرايب.. انا لو عرفتها مش هسيبها!

حرك ماجد رأسه بإيجابية، فعلى الرغم من أنه لا يفضل صرامة ابنه إلا أن اكثر ما ينفره هو الخداع، دلفت الخدامة بطعام للغرفة وبدأ كلًا من آدم وماجد بتبادل الحديث لإيجاد حلًا مع ذاك الوفد.

*****

نزع ملابسه يلقيها جانبًا، ثم القى بنفسه داخل السرير ليريح جسده بعدما قضي وقت طويل في نقل المواد المخدرة، لم تمر ثوانٍ صغيرة ووجد اتصالًا من مساعدة يردد:

_ في دخيل للحارة؟

:_ لو راجل اقتله.. لو ست أنت عارف مع الستات بنعمل ايه خليك حنين اوي عليهم لحد ما اشوفهم بكرة.

قالها ثم أغلق الهاتف ليغرق ببحورٍ مظلمة دفن ذاته المتناثرة بهذه البحور داخل أعماقها، فقد أخذ مسار أما يهلك به حياة الجميع او تُهلك حياته  وهو لن يسمح بهلاك حياته.

****

جلست الفتتان داخل غرفتهن كلتهما تركز بصرها على الهاتف حتي تركت تاليا الهاتف مرددة في توتر

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

_ أنا عايزة اقولك على حاجة يا سدرا!

تطلعت لها سدرا في شك، ثم ردد في حذر:

_ اوعي تقولي المشروع باظ؟!

حركت تاليا رأسها بإيجابية، بينما انتفضت سدرا من الفراش تجلس جوارها مردد بنبرة مذعورة:

_ وهتعمل إيه مع اللي اسمه سيد دا شكله مش سالك ومش هيسيبك!

ابتسمت تاليا ببعض الألم متذكر ماذا فعل معها ذاك الوغد قائلة:

_ انا روحت ليه النهاردة وشدني من الطرحة جامد بس أنا روحت مزعقة فيه وقولتله أنت متعرفش انا قريبة مين..

ركزت سدرا معها مرددة بنبرة متشوقة للقادم:

_ ها كملي وقال ايه ولا قولتي ايه؟

اكملت تاليا في ثقة:

_ لقيت الرجل سبني وسألني قريبة مين طبعًا دماغي اتمسحت خالص ومفتكرتش غير الكوتش ماجد الكدواني فقمت قايلة اسمه.

ابتسمت سدرا في سخط مرددة:

_ وطبعًا قفش الحوار!

حركت تاليا رأسها في تعجب، تحك رأسها في تفكير تتمتم:

_ لاء لقيته سبني وبيقولي أنتِ متأكدة وايه اللي يثبت وكأنه يعرف حد بالأسم دا.

تعجبت سدرا من حديث تاليا ثم همست ببعض الحيرة:

_ مش عارفة بس ربنا يستر واللي اسمه سيد دا ميجيش تاني عشان مش هيسبك المرة دي .

حركت تاليا رأسها تدعو الله بأن يبعد عنها أي ضرر، عادت سدرا تجلس على الفراش تدرس بعض الحالات لتدريب الغد.

*****

صباحًا...

انتهت سدرا من تناول الفطور ثم حملت حقيبتها ولكن قبل مغادرتها اتت فريال مسرعة تعطيها بعض المال قائلة:

_ ابقى هاتي معاكي اتنين كيلو مانجا كيلو اصفر وكيلو اخضر عشان عايزة اعملكم تورتة.

ابتسمت لها سدرا ثم غادرت سريعًا قبل أن يزداد تأخرها وتتعرض لتوبيخ حاد.

***

بشركة الكدواني..

مرت ساعات النهار طويلة عليه والآن يجلس  منتظرًا المعلومات التي سيحضرها مساعده بعد دقائق، ارتفع صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة ما أن فتحها حتى بدأ قراءة كامل البيانات عنها، قطب جبينه بحيرة لأن ما يراه يؤكد له أنها فتاة مهذبة وليست كما توقع، حمل نظارته السوداء ثم ارتداها سريعًا، فهي تضفي له ملامح غامضة لطالما رسمها أمام الجميع، حمل مفاتيح الخاصة به يسير نحو الخارج.

توقف امام مكتب مريم يغلق زر حِلته في حركة سريعة، يردد بنبرة قوية:

_ ألغي أي حاجة النهاردة مش عايز أقابل حد.

تحدثت مريم سريعًا قبل ان يغادر:

_ في اجتماع الساعة 6  المغرب يعني كمان عشر دقايق؟

:_ أجليه لبكرة.

قالها ثم توجه سريعًا ليذهب نحو جامعة حلوان التي تدرس بها تلك الفتاة، فقد علم أنها ستنتهي من محاضراتها الساعة السابعة وهذا وقت كافي ليذهب لها، ولكن بقى يفكر لما فعلت ذلك طالما الجميع يشهد بخُلقها؟

****

داخل مشفى الأمراض النفسية والعقلية..

ارتفع صوت سمير في حزم يردد بنبرة جادة:

_ خلال ايام هتكوني جاهزة للحالة اللي هسلمها ليكي بس افتكري لو فشلتي فيها دا هيضر بالشهادة اللي هتاخديها وفي انك تمارسي مهنتك كـ طبيبة نفسية في المجال.

ازدردت سدرا حلقها ببعض التوتر، ثم نفضت خوفها بعيدًا تجيب بثقة حاولت رسمها :

_ إن شاء الله هقدر يا دكتور.. عن أذنك عشان اتأخرت.

غادرت سدرا وهي تشعر بوجود شيئًا ما سيحدث ولكن ما هو لا تعلم، بدأت السير دون وعي لا تعلم أين ذهب عقلها هل بذكرى والديها المؤلمة أم بخوفها من تلك الحالة وأن تتعرض للفشل ولكن تلك المرة سيدمر حياتها بالكامل أم بماذا!

خطر برأسها صوت فريال وخالها جلال ثم تذكرت ما طلبته من كانت لها أمٍ بعدما وقعت داخل غياهب الظلام،  نظرت حولها فلم تجد أي محلًا لشراء الفاكهة،  حاولت إيجاد شخصًا ربما يخبره عن محلًا بتلك المنطقة القريبة من مترو الذي ستسلكه بعد قليل،  وسرعان ما وجدت شابًا يجلس جانبًا توجهت نحوه في حياء مرددة بنبرة متوترة بعض الشيء:

_ لو سمحت حضرتك متعرفش محل بيبيع فاكهة؟

تطلع لها الشاب في تفحص ثم ابتسم لها ببعض الخبث لم تلاحظه يشير نحو شارع بجانبه قائلًا:

_ أخر الشارع دا هتلاقي محل بيبيع الفاكهة.

منحته ابتسامة لطيفة ثم غادرت سريعًا لذاك الشارع ولكن ما لم تعلمه أن هذا الشارع لا يعبره احد فذاك الوقت، امسك ذلك الشاب  هاتفه يردد بنبرة خبيثة:

_ اجهز في مزة جاية بس المرة دي هنروح بيها منطقة تانية عشان محدش يلاحقها مننا.

اغلق سريعًا ثم غادر يسير في هدوء داخل الشارع خلف سدرا.

****

لوحت تاليا بيدها لصديقاتها بعد أن دلفن للسيارة بينما هي نظرت للطريق يمينًا ويسارًا كي تعبر متجهة نحو سُلم المترو ولكن تفاجأت بهبوط راجلًا.. او شابًا وسيم بعض الشيء يرتدي نظارة سوداء، ما زاد تعجبه هو اقتربه منها يزيل نظارته متطلعًا لها في هدوء، هتفت تاليا في حيرة:

_ في حاجة حضرتك؟

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ابتسم في تهكم ثم غمغم بنبرة غاضبة:

_ في إن حضرتك نصابة   والراجل اللي معاكي خد فلوسه وقولتي أنك قريبة ماجد الكدواني وأنتِ متعرفهوش ودلوقتي عايز فلوسي يا تاليا هانم!

تسارعت وتيرة أنفاسها تنظر له في رعب امتلاك كل خلايا جسدها تشعر وكأن ضخرة حادة اصطدمت برأسها، ولكن هل الآن ستجني أشواك ما فعلته!

*****

شعرت سدرا بالخوف، ظلام ضخم بدأ يحيط بها حتى شعرت بأحدٍ خلفها، لم تستطع ان تستدير بعدما تلقت ضربة عنيفة على رأسها اسقطتها ارضًا، ابتسم الشابان في سعادة ممزوجة بالشر، ثم حملها أحد الأثنان وادخلها السيارة، يذهبان للقضاء على ما تبقى من روحها المنثورة وسط ندوب قاسية حُفرت منذ طفولتها ولاتزال تُحفر فيزداد نزيفها وتنتهي حياتها!


مجهول أنبتَ عشقًا

بقلم سلمى خالد "سماسيموو"

الفصل الرابع

.. وجهٌ آخر للوحش..

تخلل قلبها شعورٌ من الرعب، هل هناك أحد يسمى بـ ماجد الكدواني غير الممثل، ازدردت حلقها ولكن كان جافًا فلم تشعر سوى بصحراءٍ قاحلة تغرق بها، حاولت الحديث أو تبرير ما فعلته ولكن عُقد لسانها وكأن هناك أحد يمسكه، لم تشعر بتلك اللحظة سوى بجسدها المرتعش.

علم آدم أنها تشعر بالرعب من حدقتيها اللتان فاض منهم هذا الشعور القاسي، ولكن يجب فهم لما فعلت هكذا؟ هتف بنبرة متهكمة:

_ سيادتك هتفضلي ساكتة كده خلصيني!

:_ بص حضرتك يا استاذ.. أنا..أنا..

لم تستطع إكمال جملتها عندما لاحظت تقدمه نحوها، تراجعت في رعب ثم بدأت بالصراخ قائلة:

_ يالــــــــــــهـــــــــوي ألحقوني بيتهجم عليا..  ألحقوني يا ناس.

تجمد آدم لوهلة لم يستطع تفسير ما فعلته فهو لم يفعل شيء كي تصرخ هكذا،  كان يتقدم ليستمع لصوتها الهامس،  دقائق وبدأ عدد كبير من الرجال يحيطون بآدم يسددون له بعض لكمات عنيفة حتى اختفى وسط هذا العدد الضخم من الشباب والرجال.

ركضت تاليا سريعًا تعبر الطريق ثم صعدت درجات،  تتخطى المكينات ولحسن الحظ أتي قطار المترو اسرعت تركب أحد العربات،  وضعت يدها على صدرها تحاول تهدئت تهدج أنفاسها، اشارات إحدى السيدات لتاليا بأن تجلس وبالفعل استجابت لها سريعًا فقد انتهت قوتها بعدما رأت الكدواني،  همست بداخلها في راحة:

_ الهيييح الحمدلله بعد العلقة السخنة اللي خده دي اعتقد مش هيجلي هنا تاني.. وربنا يسامحني بقى.

****

أفعي سوداء تحاوط جسده تشدد عليه شيئًا فشيء حتى شعر بتكسر عظامه،  حاول الافلات منها ولكن لم يجد نفعًا ولكن فجأة اقتربت منه أفعى ضخمة في سرعة كبيرة  تبرز أنيابها  السامة ثم رفعت نفسها ولكن قبل أن تغرز أنيابها استيقظ يتنفس في صعوبة، يضع يده حول عنه حتى يتأكد من عدم وجود شيء نهض من أعلى الفراش وقرر أن يستنشق بعض الهواء بعيدًا عن هذا المكان.

وبجانب أخر..

نظر الشابان لسدرا في تلهف غريب كلاهما يتمنيان تلك اللحظة التي سينقضان عليها بها، نظر احدهما قائلًا:

_ أنا اللي هبدأ وبعد كده عيش حياتك معها.

بدأ يحل أزرار قميصه ولكن اوقفه صديقه مرددًا بنبرة مغتاظة:

_ بقولك إيه أنا من بدري بدور على مزة زيها والبنت شكلها كده نوع جديد علينا وانا بحب ادوق الجديد.

حدق به في غيظ، ثم أكمل ازالت قميصه مرددًا في برود:

_ بقولك إيه أنا اللي جبت الحلوة دي يبقى أنا اللي هبدأ وسبنا بقى خلينا نخلص من الليلة دي.

كاد أن ينحني ولكن هدر صديقه بنبرة غاضبة:

_ لا بقولك ايه أنت مش هتجب عليا وتقولي أنت اللي جبتها انا اللي هبتدي.

تعالي صوت الأثنان في شجار حاد من منهما سيبدأ بقتل روحٍ بريئة تمتلئ بالندوب.

***

حاول أن يتنفس قليلًا ربما يريح صدره الملتهب منكم آلام انفجرت به كالبراكان، ولكن  لم ينزع عقله الشارد  سوى صوت شجار بين أثنان، تقدم ليرى من يتشاجر بهذا الوقت المتأخر من الليل فوجد سيارة بها أثنان، كاد أن يستدير تاركًا اياهم ولكن تردد بسمعه جملة احدهما( المزة دي دخلت دماغي ومش بعد ما اتخدرت كده ملحقش اخد وادوق أول حتة منها).

علم أنهما يتشاجران على فتاة ومن الأرجح أنها ليست من المنطقة، تقدم في خطواتٍ خفيفة يحاول رؤية تلك الفتاة ولك لم يستطع فأحدهما يجب الرؤية، كاد أن يغادر ولكن لا يعلم لما امتنع قلبه عن الذهاب، زفر بضيق ثم تقدم من السيارة يطرق على باب السيارة وما أن فتح أحدهما بعد أن صمت فجأة قام «وَحش» بسحبه في عنف وتسديد عدد من اللكمات العنيفة التي تترك عاهة مستديمة، ما أن رأي الأخر هكذا حاول الهروب ولكن كيف ويد هذا الوحش قد قبض عليه وستنفذ حُكم القضاء عليه.

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

وقع الأثنان غائبين عن الواقع فهذه اللكمات أتت بمناطق محددة وكأن هذا الشخص مقاتل بارع، تقدم وحش من سدرا فرأي وجهه الممتلئ بالدماء من أثر ضربه عنيفة، حملها في هدوء ثم عاد بها لمنزله، هذا الكهف الذي لا يدلفه سوى اثنان وها هي الثالثة تدلف له.

بدأ وحش في ازالت حجابها، ولكن توقف فجأة يتطلع لوجهه البسيط، فلو كانت في كامل وعيها لن تسمح لأحد بأن يقترب منها كام الآن يفعل، فهو لم يدع الأثنان يستبحون ذلك.. لِمَ يسمح لذاته بأن يرى شيئًا ليس من حقه؟ شعر باختناق يحاوطه وكأنه سيبقى بهذا الشعور مدى الحياة.

ترك الغرفة وغادر دون أن يفعل شيء، مختفيًا كالزيبق، ولكنه أرسل سيدة في الخامس والأبعين من عمرها، بدأت تعالج أثار هذه الضربة وتنظف جرحها.

*****

بشقة السيد جلال..

بدأت تشعر بتأكلها من الداخل بسبب هذا القلق، تشعر وكأنها ستفقد روحها من تأخر الفتاتان، يتلاعب بعقلها كالكرة وسط الملعب، نهضت تمسك بهاتفها مرددة بنبرة خائفة:

_ لا انا مش مستحملة ومحدش بيرد عليا يارب ردهم ليا سالمين يارب انا معنديش اغلى منهم.

دقائق بسيط دلفت تاليا للشقة، استدارت فريال سريعًا مرددة في قلق ممزوج بغضب:

_ كنت فين لحد دلوقتي يا هانم؟

تعجبت تاليا من طريقة والدتها ونظرت للساعة فعلمت لما غضبت هكذا، اجابتها في هدوء تعلم جيدًا أنها لن تتحمل أي مزاح بتلك اللحظة:

_ مفيش يا ماما المترو عطل بيا في محطين وطول فيهم اوي.

هدأت فريال بعض الشيء ولكن عاد توترها ما أن تسألت تاليا عن سدرا:

_ امال فين سدرا؟

:_ لسه مجتش!

قالتها في قلق شديد، بينما اتسعت عين تاليا بشدة مرددة بنبرة ملتاعة:

_ نعم دي المفروض ترجع من اربع ساعات دي بقالها كتير برة!

حركت رأسها بعدم معرفتها لها، تردد بنبرة باكية:

_ مش عارفة يا تاليا انا برن عليها كتير مش بترد وفي الاخر تلفونها فصل شحن انا خايفة عليها اوي.

ربتت تاليا على كتف والدتها في محاولة تهدئتها، ولكن هي تشعر بأنها غير قادرة على المثابرة وستنهار سريعًا إن لم تظهر شقيقتها!

*****

دلف للغرفة يتأكد من أنها لاتزال نائمة ولكن صُدم من رؤيتها تبكي وهي نائمة لا تردد سوى بأسم والديها، أصبح مترددًا بتلك اللحظة ولأول مرة ماذا يفعل مع تلك الفتاة، زفر في ضيق ثم تقدم منها يتطلع لها عن قرب وبدأ يهمس بصوت رجولي هادئ ببعض الكلمات:

_ أهدي أنا جنبك متخفيش من حد.. أنا معاكي وموجود مكان بابا وماما.

هدأت رجفة جسدها قليلًا، واستكنت في الفراش دون بكاء او همهمات تلفظ بها بل تنعم ببعض الهدوء، بينما نظر لها وحش في غموض ثم تركها مغادرًا الغرفة بأكملها.

****

عاد السيد جلال للشقة وعلم باختفاء سدرا وتسرب له شعور فريال بالقلق، أسرع يبحث عنها بمستشفيات والأقسام ولكن لم يجد نفعًا، وانطلق للمنطقة التي بها المشفى التي تدرب بها ولكن لم يجد أي شيء يساعده، حاول طيلة الليل إن يجدها ولكن انتهت جميع محاولته بالفشل ولكن كلما زاد الفشل زاد لهيب ألمه من عدم إيجادها وبدأت تاليا تشعر أنها على حافة الانهيار وستبدأ بدخول في نوبة بكاء حادة.

****

عاد آدم يتأوه من الألم يشعر بغيظ شديد مما فعلته تاليا به، صعد يبدل ملابسه ثم  انطلق نحو غرفة والده وما أن جلس حتى شعر بألم يغزو جسده، تعجب ماجد من صوت أنين آدم وأردف في تعجب:

_ مالك حصل إيه؟

نظر له آدم في غضب جامح وبدأ يسرد له ما حدث وما أن انتهي حتى انفجر ماجد في الضحك بصوتٍ عالي، ازداد غيظ آدم يردد بنبرة غاضبة:

_ بتضحك على ايه أنا عايز افرم البت دي.. بعد ما كنت هعرف ليه عملت كده واسيبها دا انا هسجنها ولوطولت ممكن اقتـ.ـلها!

حرك ماجد رأسه بالنفي يحاول كبح ضحكته، حتى لا يزداد غضب ابنه مرددًا بنبرة هادئة

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

_ بلاش يا آدم أعرف الأول السبب وبعدها حدد بظبط هل هتقدر تاخد حقك منها وهي بنت ولا لاء؟ مش ممكن وقعت في مشكلة واستنجدت بأسمنا .. خليك فاكر إن اللي بيجي على الولايا مش بيكسب وبيخسر كتير.. اوعي تيجي على حد ضعيف او مكسور كفاية كسرته وضعفه دول هنا وجع كبير بنسبة له.

حرك آدم رأسه ولكن بدأ يفكر كيف سيوقع تاليا بين قبضتيه، ويراها بين قبضتيه ولكن لم يعلم انه سيقع معها بين قبضتي العشق.

****

صباحًا..

استيقظت سدرا تشعر بألم عنيف يغزو رأسها، وضعت يدها على رأسها تحاول تذكر ماذا حدث وسرعان ما تذكرت ما فعله أحد الشابان بها وتلك الضربة العنيفة التي تلقتها منه، نهض من الفراش تنظر للمرآة ولكنها  قطبت جبينها في حيرة وهي ترى تلك الضمادة، نظرت حولها تبحث عن  حقيبتها، وقعت عيناها عليها على مقعد موجود بزاوية الغرفة اسرعت نحوها في تلهف تبحث عن الهاتف ولكن ذمت شفتاها في ضيق ما أن رأته فارغ الشحن، بقت مكانها ولا تعلم كيف ستتصرف ولكن قطع تفكيرها صوتٍ رجولي جذاب ولكن يحمل تهكم:

_ أخيرًا سيادتك صحيتي!

استدارت سدرا تتطلع نحو في محاولة اكتشف هل أحد الشابان الذين رأتهما ولكن توقفت عن تدقيق النظر ما أن أردف بنبرة ساخرة:

_ لو أنا اللي ضربتك على دماغك هلف دماغك كده ولا حتى هسيبك سليمة وبهدومك مش كنت على الاقل...

صرخت سدرا بصوتٍ عالي مرددة:

_ اخرس أنت بتكمل تقولي ايه!

ابتسم في خبث مرددًا:

_ ماهو دا اللي كان هيحصل معاكي لو مكنتش جيت وانقذتك!

اتسعت عيناها في صدمة، بينما تحولت  حدقتيه لبرودٍ شديد اكمل بنبرة متهكمة:

_ كنتِ في عربية وشابان معاكي ولحسن حظك كنت معدي من جنبهم ولحقتك غير كده كنت هتبقى..

:_ يا جدع أنت في ايه هو أنت بتتعامل مع جحش معندهوش احساس متراعي شوية أني بت ومش هينفع اسمع الكلمات دي.

قالتها في غيظ منه تتظاهر بقوة زائفة أمامه،  بينما كبح وحش ابتسامتها في صعوبة يردد في برود:

_ حقيقي مش عارف أنت أنهي كائن بظبط وممكن تكوني حجش ليه لاء.

اتسعت عيناها في صدمة ممزوجة بغضب،  وبدأت تبحث عن شيئًا  تلقيه به وما أن رأت مزهرية صغيرة على الطاولة امسكت بها وألقتها في غيظ عليه متمتمة:

_ هوريك يا معدوم المشاعر والذوق أنت.

هبط وحش سريعًا لتصطدم تلك المزهرية بالمرآة تصدر صوت كسر عالي،  تطلع وحش للمرآة في ذهول ثم عاد بنظرة لسدرا ولكن تلك المرة تحولت عيناه لظلام دامس ارتجف جسدها على أثره، بينما تقدم وحش منها يهمس في فحيح:

_ لولا أنك بنت وغريبة كنت دفنتك مكانك!

تراجعت سدرا إلى الخلف،  ولكن لسانها السليط لم يتركه بل أجابت في غضب:

_ وأنا بقى المفروض اعمل إيه ادفنك مكانك على قلة ذوقك اللي اتعملت بيها معايا دي وانا لا اعرفك ولا عملت لك حاجة!

لم يتخيل بيومٍ أن هناك أحد سيقف أمام غضبه الأسود، توقف فجأة ثم استدار يهدر في صوت عالي اخافها:

_ يا ســـــــــيــــدة تعالي.

دقائق وأتت تلك المرأة التي تضمدت لها جرح رأسها في سرعة تنظر له ببعض القلق، بينما نظر وحش لها في غموض مرددًا بنبرة قوية:

_ شوفيها لو هتعوز حاجة وخرجيها برة الحارة مش عايز أرجع على الضهر ألقيها في البيت.

تركها مغادرًا الغرفة بينما شهقت سدرا في صدمة من حديثه الوقح ثم هدرت بنبرة عالي مغتاظة:

_ وأنت طول تلاقي ملاك زي في بيتك يا جنف أنت.

تعجبت سيدة من سلوك سدرا وخاصة أن وحش لا يسمح بأحد أن يحدثه هكذا، تقدمت منها سيدة تردف سريعًا:

_ عايزة حاجة يا بنتي عشان تمشي بسرعة.

نظرت لها قليلًا ثم أردفت في تردد:

_ محتاجة تلفون عشان اطمن أهلي زمانهم مرعوبين عليا.

حركت رأسها في هدوء ثم انطلقت تحضر لها الهاتف بينما تذكرت سدرا سلوك هذا الرجل وتمنت أن تقلع رأسه، زفرت في غضب فلم تتخيل بيومٍ أنها ستفقد أعصابها  بسهولة هكذا، فاقت من شرودها على هاتف مقدم لها أخذته سريعًا وبدأت بالاتصال على شقيقتها تاليا، وما أن اجابة حتي اردفت سدرا وهي تبكي:

_ تاليا أنا سدرا.

انتفضت تاليا من مكانها تردف في فرحة:

_ سدرا أنتِ كويسة؟ فيكي حاجة؟ طب أنتِ فين؟

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

اخذت فريال الهاتف منها تردد بصوت باكي:

_ أنتِ فين يا سدرا؟

ازالت دموعها تجيب بصوتٍ خافت:

_ لما اجي هحيكلكم بس عايزة حد يجي ياخدني من المكان اللي انا فيه؟

نظرت سدرا لسيدة متسائلة:

_ هو أحنا فين كده؟

:_ في بطن الحندوق!

قالتها في بساطة شديدة، بينما صُدمت سدرا من الأسم لم تفق سوى على صوت فريال تردد:

_ أنتِ فين؟

لم تعلم كيف ستخبرها في لأول مرة تستمع لهذا الأسم، حاولت الحديث مرددة بنبرة مشمئزة:

_ حتة او حارة مش عارفة هي أسمها بطن الحندوق.

قطبت فريال جبينها في تعجب، ثم قالت في استنكار:

_ بطن ايه.. اوعي تكوني بتضحكي عليا يا سدرا ودا مقلب!

:_ أبدًا هي واحدة ست قالتلي كده مش عارفة اصلا هو ايه المكان دا! بصي استنى هخلي الناس اللي هنا يوصلوني لحتة بابا جلال ياخدني منها  استنى بس.

اغلقت معها سدرا ثم أردفت بنبرة محرجة:

_ ممكن بس توصلوني لحتة معروفة شوية لأننا منعرفش حاجة عن المكان دا.

تطلعت لها قليلًا ثم قالت:

_ طب ثواني وراجعة.

غادرت الغرفة تاركة سدرا تفكر كيف ستعود لمنزلها؟  تشعر بقلق شديد من هذا المكان وبالأخص هذا الرجل تشعر أنه مريب بعض الشيء،  زفرت في ألم بدأ يحتل خلايا رأسها من أثر التفكير، قررت أن تنظر بالغرفة جيدًا فهي لأول مرة ترى ملامح هذه الغرفة تشعر أنها حاملة أسرار كبيرة ولكن ما هي هذا ما يثير فضولها، تقدمت من خزانة ملابس وكادت أن تفتحها في فضول اخذها ولكن صوته المتهكم اوقفها:

_ مش عيب يا استاذة يا محترمة تمدي ايدك على حاجة متخصكيش.

شعرت سدرا بحرج وهي تعود بيدها للخلف، بينما أكمل وحش حديثه بنبرة باردة:

_ اتفضلي خدي حاجتك خليني ننفض من السيرة دي ونخلص.

تلون وجهها بغضب تشعر إنها على وحش قتله، تقدمت من حقيبتها تمسكها في غيظ ولم تلاحظ تلك الورقة التي تعشق رؤيتها واقعة من الحقيبة، سار وحش أمامها دون أن يلتفت لها، بينما سارت خلفه تشعر بدهشة غريبة غرفة التي كانت بها هي الوحيدة على الأرجح هي استحسان من باقي منزل فحوائط المنزل مهترئة بينما هذه الغرفة حائطها نظيفة ولامعة،  المقاعد وعدد كبير من أثاث المنزل قديم للغاية ولكن بالغرة كان نظيفًا،  غادرت من المنزل تسير خلفه في هدوء ولكنها لاحظت وقوف بعض الرجال له تلتمع عيناهم بالرعب من رؤيته،  فاقت من شرودها على جملته الحامل ثلج تكاد تجن لتعلم من أين أتي به:

_ متركزيش مع حد وأمشي خلصيني.

صكت على أسنانها في غضب تغمغم بنبرة متعصبة:

_ وأنت متعرفش تتكلم بأسلوب أحسن من كده.. أنا مش جارية عندك ولا أسيرة.

استدار ينظر لها بشدة يهتف في جمود:

_ متخلينيش فعلا أعملك اسيرة ليا وساعتها أبقى شوفي نور دا تاني بعد كده فياريت تتفضلي معايا من غير كلام لأن وجودك أكتر من كده هيدمرك فعلًا.

شعرت بتهديد صريح، ولكن يعتريه خوفًا عليها، زفت في ارهاق مرددة بنبرة هادئة:

_ طب يلا عشان زمانهم مستنين تلفون.

غادرت معه ثم صعدت معه داخل سيارة متوجهين بها للمشفى التي تعمل بها كام اخبرته مكانها، ثم أخذت هاتفه تقيم اتصال تخبر به والدها السيد جلال بمكانها.

وصلت سدرا مع وحش لمكان المشفى وهبطت من السيارة سريعًا تركض نحو السيد جلال تبكي في ألم بينما غادر وحش في هدوء دون أن يلقى نظرة عليها، هتف السيد جلال بنبرة مطمئنة:

_ أنتِ كويسة يا حبيبتي ؟ تحبي نروح مستشفى؟

حركت رأسها بالنفي تردد بنبرة خافتة:

_ لا يا بابا الصراحة الأستاذ دا علا..

لم تكمل جملتها بعدما اختفي، تعجبت من اختفائها بينما تساءل جلال بدهشة:

_ هو فين؟

نظرت له بدهشة ثم حركت رأسها بعدم معرفتها، زفر جلال في راحة ثم قال مبتسمًا:

_ مش مهم المهم أنك كويسة تعالي يلا نروح.

سارت معه تشعر بالأمان الذي فقدته من ساعات تحمد ربها كثيرًا أنه أرسل هذا الشاب لينقذها لا تعلم انه سيوقعها بشباك العشق ولكن عشق اسود سيقضي عليهما؟!

*******

مر يومين قدمت سدرا بهما اعتذر لطبيب سمير عن عدم قدرتها بأن تأتي بينما سردت للجميع ما حدث معها وبدأوا يرددوا بحمد الله أنها أتت لهم سليمة ولم تُصب بشيء، بينما كان آدم قد أرسل أحد لمراقبة منزل تاليا جيدًا ليعلم سر تلك الفتاة، ولكن شعر بطول الانتظار وقرر الذهاب لها بيومٍ ليس به الأعمال ضخمة، بينما بقى وحش يفكر بسدرا وطريقتها ولم يشعر بتلك البسمة التي زحفت لثغره دون أن يشعر.

****

انتهي من تناول طعام الفطور في هدوء ولكن أتت سيدة تقدم له ورقة مرددة بنبرة خافتة:

_ الورقة دي يا وحش بيه لقيتها على الكرسي وانا بنضف الاوضة تقريبا كده وقعت من الأنسة اللي كانت هنا.

نظر للورقة قليلًا ثم أخذها منها في هدوء يشير لها بأن تغادر، لم يحرك بصره عن تلك الورقة بل ظل يحدق بها في هدوء،  ثم فتحها ببطء يرى ما بداخلها وبل فعل وجد العديد من الجُمل منها

»أنت فؤادي الذي ملأته بندوبٍ من فراقك«

»كيف لي أن أنساك وأنا بكل يومًا ابقى بداخلك في أحلامي«

»لا أعلم هل سيقع قلبي بحب أحد وأنت لست بجواري«

أغلق تلك الورقة وعلم أنها قطعت من مذكرة صغيرة،  وضعها جانبًا ولكن شعر بفضول لأول مرة يروضه من معرفة هذا الشخص الذي سلب فؤاد تلك الفتاة،  نهض من مكانه ولكن حمل هذه الورقة ووضعها بمحفظته الشخصية وكأنه يخشى ضيعها ولا يعلم هل يتصل بها ليعيدها أم يبقيها معه؟


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

غادرت تاليا وهي تشعر بقلق شديد يملأ قلبها تفكر ماذا ستفعل إن عاد هذا الشاب من جديد،  فلم تخبر أحد ولا شقيقتها ولكن ستقع بمشكلة كبيرة إن وجدته أمامها.

هتفت بنبرة خائفة مترجية:

_ يارب يارب مشوفهوش النهاردة يارب.

ما أن انتهت من دعائها حتى رأته يقف أمامها ولكن المأزق الآن أنهم بالقرب من الشارع الذي تقطن به، اتسعت عيناها في صدمة ممزوجة برعب،  بينما ابتسم آدم في برود يهتف:

_ بنت حلال كنت لسه هطلع لوالدك عشان افهم بقى الحوار اللي حصل دا ايه؟  ولو صوتي هقوله إننا متجوزين عرفي وابقى وريني هتخرجي من المشكلة دي ازاي وسط اهلك.


مجهول أنبتَ عشقًا

بقلم سلمى خالد "سماسيموو"

الفصل الخامس

.. أيسل..

نظرت حولها في هلع، تعلم جيدًا إن رأها احد معه سوف تقع بمأزقٍ أكثر مما فيه الآن، نظرت خلفها ترى إن كان والدها غادر أم لا ولكنه لم يغادر، تطلعت له في رجاء تهمس في رعب:

_ عشان خاطري امشي من هنا.. أنا حاليا مش هعرف أفهمك حاجة.. طب لو تعرف تيجي الجامعة وافهمك لكن حاليا صعب.

رفع حاجبه في استنكار، ثم وضع يده بجيب سرواله مرددًا بنبرة باردة:

_ وتلمي الناس علينا وتقولي بتهجم عليكي صح!

أمسكت بوجهها في غيظ ممزوج برعب مرددة بنبرة مغتاظة يعتريها الذعر:

_ ياعم دا وقته أمشي وخلصني.. ما أنت معاك عنوان بيتي وجامعتي يعني سهل تجبني من قفايا.. امشي بقى ثم في حد يجي هنا بالشكل اللي أنت فيه دا .

نظر لملابسه فما كنت سوا سروال أسود انيق للغاية، معه تيشيرت كاجوال من اللون النبيتي وستره ( جاكيت) بلون مماثل للون البنطال، عاد لها مرددًا بنبرة ساخر:

_ والمفروض اجي بلبس ايه سيادتك؟

نظرت تاليا حولها ببعض الخوف، ثم هتفت بنبرة تحمل بعض الغيظ:

_ ياعم هو أنا مراتك هقولك تلبس ايه روح من هنا بقى دا أنت..

صمتت في خوف بعدما حدق بها في شرسة  مرددًا بنبرة مخيفة:

_ بت أنتِ أنا مستحمل قرفك دا من بدري اتكلمي عدل وإلا هتشوفي مني وش مش هيعجبك.

:_ يالهوي عليا.. اشق هدومي طيب  قولي عايز ايه وامشي بقى.!

قالتها في ذعر مما يحدث معها، بينما تبدلت ملامح آدم لهدوء مخيف يمد يده ممسكًا بهاتفها الذي تحمل بين يديها قائلًا في ثبات أخافها بعض الشيء:

_ أنا لا عايز حاجة ولا هعوز منك حاجة.. اللي عايز اعرفه ليه عملتي كده يا اما تكلمني وتفهمني في ايه يا إما الوالد هيعرف بالقصة كلها.. أنتِ مديونة ليا ومن حقي أفهم بظبط القصة دي!

مد يده يعطيها هاتفها ثم غادر في هدوء بينما تطلعت له تاليا في تعجب من تحوله المفاجئ ومغادرته، فقد ظنت أنه سيكمل جدال معها ويسبب لها مشكلة ضخمة كعقاب لها، نظرت تاليا لهاتفها ترى أسمه فوجدته مسجل بـ  Adam Al Cadwan، زفرت في تعب ثم انطلقت تذهب لجامعتها قبل أن تتأخر أكثر مما ينبغي، ولكن أصبح عقلها مشغولًا ماذا سيفعل عندما يعلم مافعلته بالكامل هل سيتركها أم سيعاقبها، ردد في قلق:

_ يارب هجبها منين ولا منين كله من لساني اللي عايز حشه.

*****

استعدت سدرا جيدًا للذهاب إلى المشفى، ثم أسرعت نحو باب الشقة لتغادر ولكن اوقفها السيد جلال يهتف في هدوء:

_ استنى يا سدرا اوصلك.

تطلعت له سدرا في تعجب، ثم اردفت في دهشة:

_ حضرتك كده هتتعب وهتتأخر على الشغل.

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تقدم منها يبتسم في حنو يربت على ظهرها:

_ وتأخير الشغل مش هيجي حاجة جنب أني أمشي مع بنتي وبنت أختي الغالية.

منحته ابتسامة صغيرة، ثم ساروا سويًا نحو الخارج أسفل نظرات فريال التي تنهدت في حزن تتذكر ما قالته ناهد لها قبل وافتها بيومين..

**

:_ عارفة يا فريال سدرا دي هي أحلى نعمة جتلي، نفسي اكبرها وأجوزها واشوفها كده مع اللي بتحبه مرتاحة وأمسك عيالها بايدي كده.

قالتها ناهد في حب شديد لمس قلب فريال، ابتسمت فريال ثم قالت باستنكار زائف:

_ عايزة تكبرينا يا ناهد بدري لا ياختي أنا عايزة افضل كده صغنونة.. مش عايزة ابقى تيتة.

ضحكت ناهد على حديثها تتمتم في مكر:

_ يا فريال دا أنتِ يوم والدت تاليا في البنج بقيتي تقولي عازة افرح ببنتي عايزة ابقى تيتة.

اتسعت عين فريال في صدمة، بينما ارتفع صوت ناهد بضحك بعدما رأت ملامح فريال، حاولت الحديث وسط ضحكها قائلة:

_ استنى اهدي بهزر معاكي.

اغتظت فريال من حديثها تردد بنبرة غاضبة:

_ يا شيخة  خضتني على نفسي، ثم لو جابت خمس عيال هفضل  برضو لسه صغيرة.

ضحكت ناهد بشدة مما تتفوه به، بينما لم تصمد فريال قليلًا ثم ضحكت على حديثها فهي تتمنى بالفعل أن ترى ابنتها سعيدة مع من تحب، هتفت ناهد بنبرة حالمة:

_ يارب ألحق واشوفك يا حبيبتي احلى عروسة في الدنيا.

قطبت فريال جبينها في تعجب، ثم اردفت في دهشة:

_ إن شاء الله تشوفيها يا ناهد أحلى عروسة وتشيلي عيالها كمان.

ادمعت عين ناهد في ألم تهتف بنبرة خائفة:

_ مش حاسه كده يا فريال مش حاسه كده.

**

عادت من واحة ذكرياتها تزيل دموعها في ألم، تردد بنبرة متألمة:

_ الله يرحمك يا ناهد كان نفسك تفرحي بيها بس ملحقتيش زي ما كنتِ حاسه.

نهضت تنهي باقي فروضها المنزلية ربما تبعد عقلها عن الوصول لحافة هذه الواحة فتسقط بها دون عودة.

******

امسك جلال يد سدرا يساعدها على الهبوط من السيارة،  يسيران سويًا نحو المشفى التي تدرب بها،  ثم توقفت فجأة تتطلع نحو جلال بعينيها البنيتان اللتان تلتمعان بدموع قائلة بصوتٍ مبحوح:

_ أنا محتاجة حضنك يا بابا جلال.

تعجب جلال من حالتها،  ولكن شعر بدهشة شديدة وهي تبكي داخل أحضانه، تجمد لدقائق ثم مد يده يحتضنها في حنو قائلًا بنبرة حنونة أدفئت قلبها وسط جليد ذكرياتها:

_ أنتِ نور عيني يا قلب بابا، وحضني مفتوح علطول ليكِ.

نظرت لعينيه تتمتم بنبرة حزينة:

_ بابا برضو كان يحضني ويخرجني زيك كده صح!

ابتسم لها في حب، يمد يديه يزيل دموعها مقبلًا جبينها في حنان بالغ، يمسك بيدها وكأنها طفلته وليست فتاة ناضجة ليسيران بطريق المشفى:

_ طبعًا محمود أبوكي زمان وأنتِ لسه صغيرة مكنتش بتعرفي تمشي كان يخرجك كتير ويجيبك عندي برضو كتير..  كنت تحبي تلعبي مع تاليا معظم الوقت ولاسيما أنكم كنتوا قريبين من سن بعض.. عارفة برضو كان محمود يقولي إنك أحلى حاجة حصلت في حياته وإنك هتفضلي في قلبه حتى لو مات.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغرها، ثم هتفت بنبرة خافته:

_ كنت محتاجة الحضن دا أوي.

ضغط جلال على يدها قليلًا يهمس بنبرة دافئة:

_ كل ما تحتاجي حاجة أنا موجود وماما كمان موجودة متتردديش خالص يا سدرا أنتِ حتة مننا.

شعرت ببعض الراحة وكأن تلك البراكين سكنت من همساته الدافئة التي أغلقت ندوب تنفجر من الآلام، وصلت سدرا للمشفى تلوح بيدها لجلال ثم اختفت داخل المشفى أسفل انظار جلال الذي ردد بنبرة حزينة:

_ الله يرحمك يا ناهد أنتِ ومحمود.. ويقدرني واقدر اصون بنتكم.

****

داخل مكتب سمير..

شعر باختناق شديد، لا بد من أن ينهي تدريب سدرا، وإلا سيقع ضحية لـ «S»، امسك بملف  مكتوب بأسم ( أيسل) تلك الفجوة السوداء التي ستبتلعهم جميعًا، تطلع لجميع تقاريرها ولكن ما من فائدة هي غير قابلة للعودة مجددًا، أغلق ذاك الملف وهو يغمض عيناه  في تعب مرددًا بنبرة حاسمة:

_ هتاخدي الملف من دلوقتي يا سدرا!

:_ ملف إيه؟

قالتها سدرا ببعض التعجب، بينما انتفض سمير من مقعده يتطلع لها في دهشة، ولكن استعاد وعيه سريعًا مرددًا بنبرة ثابته:

_ متخفيش أنتِ أخر يوم فيه كنت هنا وصلت لمرحلة كويسة وسرعة البديهة اللي عندك ساعدتك اوي أنك توصل للأختبار الأخير عشان الشهادة.

ملأت السعادة عيناها تشعر أنها أخيرًا ستصل لحلمها وتصبح أخصائية نفسية حقيقية، هتفت بنبرة متحمسة للغاية:

_ طبعًا يا دكتور.. أنا كده كده في اليومين اللي فاتوا كنت بذاكر كويس عشان اقدر انهي التدريب سريعًا.

ابتسم سمير ببعض الراحة ثم أردف بنبرة هادئة يخفي خلفها كم من النوايا السوداء:

_ خلاص النهاردة أخر يوم ليكي في الكورس وهتمسكي الحالة دي من بكرة ودا الملف بتاعها.

امسكت سدرا بالملف تتطلع لأسم الحالة، ثم همست قائلة:

_ أيسل.

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

فاقت من شرودها على صوت سمير يحثها على الذهاب معه لتبدأ بنهاية لطريق تدريب وتبدأ رحلة جديدة بعلاج تلك الفتاة، أو لنقل لتبدأ رحلة مع عالم آخر لن تستطيع مواجهته.

*****

بجامعة حلوان..

انتهت تاليا من محاضراتها،  ثم غادرت القاعة الموجودة بجهة فصول ومعامل،  تتوجه نحو الكافيتريا آخذه طعامها المفضل ( سوري بطاطس حار)،  بدأت تحدق للأمام في شرود تتناول  طعامها دون أن تلاحظ ما تسبب به حول فمها، بدأت تفكر ماذا ستفعل مع هذا الذي يدعى آدم فهي لن تحدثه أبدًا ولكن إن لم تتحدث معه فستقع بمشكلة كبيرة.

زفرت بضيق ثم نهضت تلاحق باقي محاضراتها تتمنى أن تنتهي من هذا العام وتعمل بأي شركة، ولكنها لم تلاحظ حدقتيه تتابعها في صمت،  ينتظر اللحظة المناسبة للحديث.

***

وصل آدم لتوه للشركة،  نزع سترته السوداء واضعًا إياها على مقعده، ثم جلس على مكتبه في حماس شديد لا يعلم سره فهو يتقن عمله ولكن لم يشعر بالسعادة التي بها الآن ولكن اختفى هذا المسمى من رأسه عندما وقف ببداية طريق العشق ،  حاول تبرير حماسه بأنه ربما سيعلم سر تلك الفتاة ولما فعلت ذلك، أو سيستطيع التحدث لها مرة أخرى، نفض تلك الأفكار من رأسه عندما دلفت مريم تردد بنبرة هادئة:

_ النهاردة يا بشمهندس آدم في 3  اجتماعات مهمين من ضمنهم اول واحد الوفد الألماني،  ودا أخر اجتماع بينا معه انا خليته اول معاد عشان حضرتك تكون لسه نشط.

حرك آدم رأسه في تفهم ثم أردف في عملية شديدة:

_ طب روحي أنتِ  يا مريم وظبطي الأوراق الخاصة بالاجتماع وأعملي حسابك إنك هتحضري الاجتماع ونصلح اللي الوفد شافه المرة اللي فاتت.

:_ حاضر يا بشمهندس.

قالتها في اختصار مغادرة الغرفة،  بينما أمسك آدم بملف الخاص بالوفد يتطلع له في تركيز، يتأكد من عدم وجود خطبًا ما بتلك الصفقة.

انتهي بعد مرور وقت ليس بقصير من ملف تلك الصفقة ولكن مر بمخيلته تاليا وطريقتها وبقى يتطلع لهاتفه لا يعلم لما ينتظر حديثها،  نهض يردد بنبرة غير مقتنعة:

_ تفكيري كله عشان أعرف هي ليه قالت اسمنا وبس بلاش تفكر كتير يا كدواني عشان هتتعب.

زفر في تعب وقرر العودة لباقي أعماله ربما يقنع ذاته بهذه الطريقة أنه لا يفكر بها وبطريقتها التي تثير اعجابه دون أن يشعر.

****

في المساء..

تجمعت الفتاتان بالغرفة،  ولكن كانت تاليا تتطلع لسدرا بتارة وبالهاتف تارة،  لا تعلم ماذا تفعل هل تخبرها بما يريده آدم أم تخفي الأمر،  تنهدت في ارهاق داهم عقلها،  بينما لاحظت سدرا شرود تاليا وتعجبت من سكونها فـ بالعادة أما تجلس للمذكرة أو تشاكسها قليلًا ولكن الآن هي بمشكلة طالما أصبحت ساكنة،  تركت الملف الذي بيدها ونهضت تجلس إلى جوارها تضع يدها على ظهرها مرددة  في حنو:

_ مالك يا تاليا مش بعادة يعني تقعدي كده؟

تطلعت لها في تردد ممزوج بقلق، بينما دُهشت سدرا من ترددها وأردفت بنبرة مشجعة:

_ قولي يا تاليا في ايه متخفيش احنا اسررنا مع بعض.

استنشقت تاليا نفسًا طويل ثم بدأت بسرد ما حدث معها منذ قدوم آدم للجامعة حتى وصوله للمنزل، انتهت من الحديث تختتم جملتها بقول:

_ مش عارفة أعمل ايه يا سدرا بس ممكن يجي هنا لو مرنتش عليه!

تطلعت لها سدرا قليلًا تريد أن تخبرها بخطئها، ولكن ليس وقته، هتفت بنبرة متحيرة:

_ هو كده لزمًا نكلمه بس الغريب أنه مهتم بنفسه يعرف ليه!

حركت تاليا رأسها تخمن سبب اهتمام آدم الغريب مرددة:

_ مش ممكن في حاجات بيعتمد على نفسه فيها ومش بيحب حد يدخل بيها.

حركت سدرا رأسها بالنفي قائلة في توضيح:

_ تاليا انا لما دورت على أسم الكدواني لقيتها أكبر شركة صيانة بالوطن العربي دا غير فروعها برة الوطن العربي يعني بتنافس شركات عالمية.. شخص زي دا كبير اوي ازاي ملهوش مساعدين وليه مهتم بالموضوع اوي كده؟

شعرت تاليا بأنها تائهة لماذا بالفعل يبحث هو ولم يعين أحد من رجاله؟، هتفت بنبرة قلقة:

_ مش عارفة بس أكيد حصل حاجة كبيرة في شغله بسببي أثرت على الشغل وعشان كده كان لزم يفهم.

نهضت سدرا تتوجه للخارج تجيب عليها ببعض الاقتناع:

_ ممكن احتمال وارد يحصل استنى هروح اعمل حاجة وأجي نكلمه.

*****

:_ خلاص يا ماجد باشا الصفقة بتاعت الوفد الألماني اتحلت وظبطنا الشغل وهنفتح فرع جديد بألمانيا.

قالها آدم ببعض الراحة، بينما ابتسم ماجد في هدوء يردد بنبرة هادئة:

_ طب الحمدلله يا آدم على خير عقبال باقي الفروع.

حرك رأسه في ايجابية، يردد بنبرة عملية:

_ بأذن الله بس هروح بنفسي اتابع هناك كل الإجراءات وأعين حد ثقة هناك.

تطلع له ماجد في حزن مرددًا:

_ أنت ليه مش عايز تعملك مساعد يا آدم أنا مبقتش زي زمان وحركتي على قدي.

ابتسم في حنو يقبل يد والده برضا، يتمتم بنبرة هادئة

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

_ عشان ملقتش اللي يبقى قد ثقة يا بابا، أول شخص هحس أنه مش جاي عشان يطمع وأنه عايز يشتغل المساعد بتاعي والخاص كمان، بس صدقني مفيش لسه.

زفر ماجد ببطء، فهو يعلم جيدًا أن الكثيرين يردون الوصل لآدم كي يمنحوا مركزًا مهمًا بها، ولكن فجأة تذكر أمر الفتاة ليسرع متسائلًا:

_ عملت ايه مع البنت اللي كانت هضيع صفقة ألمانيا مننا؟

تذكر آدم ملامح تلك الفتاة البسيطة، ثم أردف بنبرة متحيرة:

_ مش عارف روحت للمنطق اللي ساكنة فيها لقيتها شعبية شوية بس مش اوي، بس شكلها مش من النوع اللي بيعمل مشاكل وخاصة إن ملف بتاعها اللي جالي كان كله سليم وكمان بيمدح في أخلاقها، ادتها رقمي ومستني ردها أما نشوف أخرت تاليا دي ايه؟

ابتسم ماجد باعجاب مرددًا بنبرة هامسة:

_ أسمها حلو أوي.. تاليا.

حرك آدم رأسه يوافق والده، ولكن شعر ماجد أن تلك الفتاة ستصبح جزءًا من عائلة الكدواني، غادر آدم من غرفة والده  عائدًا لغرفته جالسًا على مكتب الخاص به الموجود بنهاية غرفته، يفكر لِمَ لم تتصل تاليا إلى الآن؟ هل ستهرب منه مجددًا!

صك على أسنانه في غيظ ما أن شعر أنها تخدعه، انتزعه من هذا البركان الثائر صوت رنين الهاتف،  تطلع للرقم ثم أجاب في هدوء قائلًا في رسمية:

_  الكدواني معاك مين؟

:_ أنا سدرا أخت تاليا البنت اللي دفعتك الفلوس.

قالتها سدرا وهي تتطلع لتاليا الجالسة جوارها في ترقب تستمع لصوته بعدما اشعلت سدرا مكبر الصوت، رفع آدم حاجبيه في تعجب، ثم أردف في هدوء:

_ تمام.. المفروض بقى أنك أنتِ اللي هتقوليلي ليه أختك قالت أسمي للراجل اللي جه وكان هيضيع أهم صفقة عندنا وهيخسرني فرع كامل في ألمانيا بسببها؟

مسحت سدرا على وجهها في غيظ من تاليا، بينما بقت تاليا تضرب رأسها بخفة مرددة بنبرة خافته:

_ يالهوي فرع..يالهوي وألمانيا.. جت الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح.. يالهوي عليا.

أجابت سدرا في هدوء ممزوج بحرج قائلة:

_ الصراحة اللي هقوله لحضرتك هو اللي حصل فعلا.. تاليا مجنونة حبتين وبتحب تصلح الأجهزة بس للأسف هي أفشل حد ممكن يصلح أجهزة.. آآآه

توقفت سدرا عن الحديث بعدما قذفتها تاليا بوسادة قائلة في غضب:

_ أنا مش فاشلة.. أنا محتاجة دورة تدريب وابقى تمام.

رفعت سدرا ( الشبشب) الخاص بها وقذفته عليها قائلة بنبرة غاضبة:

_ أنتِ أخرك شبشب يتحدف عليكي يمكن يجي في دماغك اللي الخلايا فيها بايظة خالص دي.. قال عايزة دورة تدريب أنتِ عاوزة عربية نقل تشيلك.

تعالي صوت آدم بضحك بينما تلون وجه الاثنتان بحرج الشديد، هتفت تاليا بنبرة حرجة:

_ هو أنتِ مكتمتيش الصوت.

أجاب آدم تلك المرة بصوتٍ ضاحك:

_ أمال أنا بضحك على إيه!

:_ الله يسامحك فضحتني أكتر ما أنا فضحاني.

قالتها تاليا في حسرة، بينما أكملت سدرا حديثها بنبرة حرجة:

_ المهم اتفقت مع واحد يجبلها أجهزة تصلحها بالتمن اللي حضرتك دفعته للراجل وهي بوظت الأجهزة ولما راحت تستأذن الراجل في مدة للأسف هجم عليها ومسكها مش حجابها وكان عنده استعداد يضرب.. هي مثلت عليه حوار أنها من عيلة مهم وكانت بتعتمد على نفسها ولما سأل على اسم العيلة قالت أسم الممثل اللي هي بتحبه ماجد الكدواني مكنتش تعرف إن في في عالم البيزنس أسم الكدواني برضو.. وهنا حصل لبس في الموقف، ممكن حضرتك تستنى شوية علينا ونجبلك الفلوس بس مدة طويلة شوية لأن المبلغ كبير علينا.

صمت آدم في هدوء يفكر بحديثها من الواضح أنها تقول الصدق خاصة أنه رأي سيد ذاك الهمجي الذي أتي للمكتب، زفر في ضيق ثم قال:

_ طبعا كلامك فيه خيال شوية ولكن مصدقك يا استاذة سدرا، وأكيد مش هطالب بمبلغ زي دا ليكم، خليه قرصة ودن ليها عشان تتعلم تحاذر بعد كده وتفكر قبل  أي خطوة.

تنهدت سدرا في راحة، ثم أردفت بنبرة ممتنة:

_ حقيقي بشكر حضرتك جدًا على ذوقك معانا بس فعلا اول لما المبلغ يتوفر معانا هنيجي الشركة ندهولك.. ومرة تانية أحنا بنعتذر على اللي حصل.

ابتسم آدم يجيب بنبرة هادئة:

_ ولا يهمك يا استاذة حصل خير.

أغلقت سدرا مع آدم تتطلع نحو تاليا قائلة بنبرة مغتاظة:

_ كنت هضيعي فرع كامل في ناس بتشتغل فيه عشان مشروعك يا تاليا.. أعمل فيكي ايه يا شيخة.. دا لولا ربنا هدى الراجل وسامح مكناش عرفنا نروح فين ولا نيجي منين.

امسكت تاليا بثمرة المانجا تتناولها بانهيام شديد قائلة ببلاهة:

_ خلاص بقى يا سدرا الراجل طلع ابن حلال..  بس متوقعتش الجدعنة دي منه بعد العلقة السخنة اللي خدها.

امسكت سدرا بثمرة المانجا الموجودة بيدها ثم مسحت بها وجه تاليا قائلة بتشفي:

_ أحسن عشان تتكلمي بالغباء وبرود كده.

نظرت لها تاليا في غيظ،  ثم أردفت بنبرة متوعدة:

_ أصبري عليا يا سدرا أما عملت فيكي مقلب مبقاش أنا.

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ابتسمت سدرا في برود ثم عادت تراجع ملف أيسل التي ستعالجها بداية من الغد، بينما أكملت تاليا تناول المانجا متناسية شعورها الغاضب.

*****

مرت عدت أيام بدأت بها سدرا في علاج أيسل ولكن  جميع محاولاتها انتهت بالفشل،  وبدأ يتخلل قلبها شعور كبير من اليأس لا تعلم سره،  فهي غير قابلة لأي محاولة منها بالعلاج،  وإن لم تنجح سوف تتأثر شهادتها، بينما كان سمير يضغط على سدرا بتهديدٍ غير مباشر بتأثر شهادتها إن لم تعالج حالتها الأولى وهذا ما جعلها مضطربة أكثر.

بينما قام آدم بإنهاء باقي أعماله يستعد للسفر وانهاء أهم صفقة لافتتاح فرع جديد من شركة الكدواني جروب.

*****

أنهت تاليا محاضراتها مبكرًا، ثم غادرت سريعًا تردف بنبرة تحمل بعض الراحة:

_ وأخيرًا خلصت يوم بدري، بس عايزة أروح في مكان قبل الامتحانات.. اروح فين يا بت يا تاليا اروح فين آه لقيته!

قررت الذهاب إلى كورنيش النيل لتريح عقلها قليلًا من أثر الدراسة.

****

جلست سدرا أمام أيسل الشاردة دائمًا، تتطلع لها في حزن فقد مر شهرين ولم تجد أي تقدم بسيط للغاية، نظرت لها تهمس في ألم:

_ أنتِ هدمري حلمي اللي فضلت عمري كله بحلم بيه.. حولت معاكي أعالجك بشتي الطرق وكلها فشلت.. أنا مش عارفة أعمل إيه مستقبلي بيضيع ومقدميش حل غيرك.. أنا قربت أسلم الحالة لدكتور سمير تاني وساعتها شهادتي هتتأثر وهسيب المجال بتاعي.. أنا تعبت أوي أوي معاكي ومش لقيه حل.

هبطت دموع سدرا في حزن حفر معالمه على وجهها، ترى حلمها يقه في الهاوية ولكن سيتدمر ذاتها ان تدمر حلمها، نهضت تكتم شهقاتها وقبل أن تغادر الغرفة استمعت لصوتها لأول مرة تردف بصوتٍ يصرخ من الألم المحفورة به:

_ مستقبلك وحياتك وحياة عيلتك ممكن يدمروا لو حد عرف أني سليمة أصلا ومش مريضة.

استدارت سدرا تنظر نحو أيسل في صدمة غرقت بها، هي سليمة وليس مريضة ولكن كيف؟ حدقت بها ولكن كان عقلها غير قادر على استعاب ما حدث!

*****

وصلت تاليا للمكان المنشود ثم وقفت تتأمل المياه قليلًا  وقررت أن تسير قليلًا ولكن بدأت تشرد بأحلامها المحطمة.. حقيقتها الفاشلة هي بالفعل هكذا، زفرت في ألم ولكن شعرت بوجود أحد خلفها استدارت لتعلم من ولكن حالفتها الصدمة.


يتبع!


لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇


رواية عشق الحور كامله من هنا














🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close