أخر الاخبار

رواية ست البنات الحلقه السادسه عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم نهي مجدي

 رواية ست البنات الحلقه السادسه عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم نهي مجدي 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رواية ست البنات الحلقه السادسه عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم نهي مجدي 



رواية ست البنات الحلقه السادسه عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم نهي مجدي 


الحلقه السادسة عشر

بعدما اطمئننت بوجوده بجوارى لم أعد اريد شيئا ً آخر , اتصلت بوالده عمر وطمئنتها وجعلته يحدثها فكانت تبكى فرحا ً وشكرا ً لله , ثم اتصلت بوالدتى واخبرتها اننى سأمكث فى المشفى مع عمر لحين تمام شفائه ومنعت الجميع من القدوم لأنى اعلم جيدا ً ان المرحله المقبله ليست بالهينه ولا أريد لأى أحد ان يرى عمر بهذ الحاله أبدا ً , طمئننا الطبيب ان مرض عمر ليس متأخرا ً ولكنه سيحتاج بعض جرعات العلاج الكيميائى للقضاء على المرض تماما ً ولذلك العلاج مضاعفات وأثار جانبيه علينا ان نتخطاها معا ً , كنا نستمع لكلام الطبيب ويدانا لا تفارق بعضهم البعض فلقد اقسمنا الا تفترقا ابدا وان نتخطى كل ماهو قادم بوجودنا معا ً , مرت الأيام الأولى هادئه , أرى فى عينين عمر القلق والخوف وأحاول ان اشتت انتباهه حتى يستطيع تخطى ذلك الوقت القادم , أرسلت لأمى ان ترسل كتبى واوراقى لاذاكر بجوار عمر فموعد الاختبارت اقترب ولم استطيع ان استذكر اى شئ فى الوقت الماضى ولا أريد ان اخزل عمر وان يشعر انه السبب فى ذلك , فكنت امكث معه طيله اليوم ألقى النكات واعتصر مخى لتذكر الاحاذير التى تشغل عقله مؤقتا فكان يستمع لى وفى عينيه نظره وله وهيام أراها حيث انا فلا تتغير تلك النظره حتى مع أشتداد المرض , تلك النظره التى تهون عليا الكثير وتجعلنى اثق ان القادم لابد وان يكون أفضل بكثير , وعندما تنضب أفكارى واجده هائما ً منشغل التفكير كنت اطلب منه كل ماهو جنونى لجعله يبتسم 

- عمر انا قررت احلقلك دقنك 

اقبلت عليه ممسكه بماكينه الحلاقه فى يدى وعلى وجهى نظر افتراس وكأنه وقع فى شر اعماله

- مابلاش ياحبيبتى انا اصلا قررت اربى دقنى

- متحاولش انت خلاص وقعت تحت ايدى ومفيش مفر

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

وضعت الصابون على وجهه واقتربت منه أشذب له لحيته التى نمت بجلوسه فى المشفى فكنت امرر الماكينه بهدوء شديد خشيه ان اجرحه , كان وجهانا متلاقين وعينيه تبعث فى عينى شعاعا ً من عشق وعلى وجهه ابتسامته العذبه التى يرق لها قلبى وتأسر روحى برؤيتها , كان انعكاس ضوء الشمس على عينيه يعطيها بريقا ً وحفيف الهواء مرورا بأوراق الشجر تطرب له الأذان فاقترب هوا أكثر وسرق قبلته الأولى خلسه فارتعشت يدى وجرحته , لم أدرى ما حدث فقط وجدت يدى تفقد صوابها وعقلى يذهب لمكان آخر ولم اشعر بذلك الجرح الذى سببته له الا عندما رأيت قطره الدماء تسيل منه 

- انا اسفه .. مش عارفه ايه اللى حصل

تشنجت وابتعدت عنه ومازلت ممسكه بالماكينه فى يدى وفى عيني نظره هلع لتلك القطره التى سالت من ذقنه , فاقترب منى وامسك بيدى لأهدء

- اوعى ترجعى فى كلامك انا حبيت الحلاقه أوى 

تعالت ضحكاتى فكنت كالطفله بين يديه يحملنى ويقذفنى فى الهواء فاأسقط ويسقط هوا ونظل نضحك على فعلتنا فننسى من نحن وأين نحن وماذا نفعل ونتذكر فقط اننا معا ً ولا شئ سيحول بيننا أبدا ً

بعد أخذ الجرعه الأولى تغير عمر تماما فظهرت الأثار الجانبيه سريعا ً فكانت يصارع الألم وكنت أسمه تأوهاته المكتومه طيله الليل ويتمزق قلبى لها , أعلم انه يتألم وانه يحارب ذلك الألم ويكتمه بقلبه حتى لأ أشعر به ولكن بعد الجلسه التاليه كانت تخور قواه بسرعه فظل طيله الليل محموما ً ارتفعت حرارته كثيرا وكان يتصبب عرقا ً ويهذى بكلمات غير مفهمومه فكنت اسمع أسمى يتردد على شفتيه كثيرا ً , جلست بجواره وظللت اضع الضمادات ساحبه الحراره ولكن لا فائده , فكنت اضع بجوارها الكثير من الأقمشه المبلله بالمياه البارده فكنت امسح بها وجهه ورقبته وصدره وكانت الحراره تخرج من جسده ببطئ وظللت على تلك الحاله طوال الليل أضع له الكمادات تاره وأقرأ فى كتابى تاره اخرى حتى انقشع الظلام وظهر ضياء الشمس واستيفظ معها وعلى وجهه ابتسامه حاول ان يجعلها طبيعيه ولكنها كانت شاحبه كثيرا ً , كنت أقوم عبراتى ان تسقط خوفا ً عليه 

- عامل ايه يابطل

- كويس طول مانتى كويسه

- انا تمام جدا خف انت بسرعه علشان نلحق نكمل حلاقه 

كانت ضحكاته تخرج متقطعه فيسعل فى كل مره يحاول الضحك وتضرب نبضاته , فكان يمسك بيدى ويضعه فوق قلبه ويخبرنى ان يدى هيا الشفاء لجسده العليل 

لم تمر الليله بسلام وعندما أخذ الجرعه التاليه تحول الأمر تماماً فكان يشعر ببروده شديده فى أوصاله , عندما اوشكت على النوم سمعت صوت اصطكاك اسنانه ببعضها البعض , نهضت فزعه وركضت نحوه فوجدته يرتعش بشده وترتطم اسنانه ببعضها , احضرت له كافه الأغطيه الموجوده وحاولت ان اجعله يرتشف ولو القليل من مشروب دافئ لعله يبعت الدفئ لجسده ولكنه كلما دخل شيئا ً جوفه تقيأه , فكنت اغسل له وجهه واصفف له شعره واضع له بعض المعطرات الهادئه حتى لا ينظر لوجهه ويرى فيه المرض فيكتئب اكثر , وكنت امنع كافه العاملين ان يمرضه احدهم فلا يريد ان يمسه سواى ولا ان يراه احد مريضا ً , جلست بجواره على سريره الصغير واحتضنه بشده , فرمى رأسه على صدرى وجسده يرتعش بشده , حاوطته بيدى لأجعل دفئ جسدى ينتقل له وظللت هكذا حتى صبيحه اليوم التالى , استيقظ هوا فوجدنى قد غفوت وانا على تلك الحاله فالليالى السابقه لم انعم فيها بنوم هنيئ ولو لساعه كامله , شعرت بيديه تمسح وجههى وتتخلل شعرى ففتحت عيناى انظر له , وجدتنى بين ذراعيه نائمه بجواره ينظر له بتأسف وكأنه يشعر انه عبئ ثقيل , بادرته بالحديث حتى لا يجعل تلك الافكار تتخلل عقله 

- كنت ناويه اصحى الاول واجرى بسرعه قبل ما تشوفنى لحسن تقول عليا بموت فيك

فهم جيدا ً اننى احاول تشتيت انتباهه فمسح بيده على وجهى وابتسم

- انتى مش بموتى فيا انتى عايشه فيا 

احتضنته وشعرت بقطرات دموعه تنساب بصمت , اعلم جيدا ما يعانيه ويتمزق له قلبى ولو كان بيدى لوهبته جميع أعضائى عن طيب خاطر ولا أراه على تلك الحاله ابدا

- ايه بقى الكسل دا انت مش هتغير هدومك ولا ايه

مسح دموعه بسرعه حتى لا ألحظها وتحدث بوهن

- هاخد المسكن الاول علشان اقدر اقوم

حزرنى الطبيب من كثره المسكنات لأنها ستضعف بطانه المعده وقد تتسبب فى قرحه ولكنا لا نستطيع منعه منها تماما ً فنحن نعلم مدى تألمه 

- لا انا مش هخليك تاخد مسكن تانى 

نظر لى بتألم وحاول الابتسام فلم يستطيع

- لومخدتش المسكن مش هقدر اقف

امسكت بيده لأساعده على النهوض وانا ابتسم بطفوليه مصطنعه

- دى فرصتى 

نهض متألما ص حتى استقام وظل صامتا ً للحظات يلتقط أنفاسه 

- فرصتك ازاى ؟

وقفت امامه واضعه يداى حول خصرى وأغمز له بعينى 

- انت ساعدتنى قبل كدا اغير هدومى وجه دورى اردلك الجميل

ضحك كثيرا حتى ظهرت نواجزه واغرورقت عيناه بالدموع 

- طيب انا كان عندى قوى خارقه 

- لا دا انا عندى حاجات كتير هشرحهالك واحده واحده

امسكت بيده اساعده على النهوض فوضع يده اليسرى على كتفى وامسكت بيده اليمنى وتمشينا معا ً بهدوء وخطوات متثاقله وانا اتحدث كثيراً حتى لا أدع مجالا ً له ان يتذكر المسكن 

مضت الأيام ثقيله ومؤلمه تتخللها اللحظات التى تنسينا مراره السابق والتالى , كان قلبى يشتاق لتميم كثيرا ً ولا أقدر على ترك عمر فكنت اكتفى بمكالمه امى دائما والاطمئنان عليه حتى اقترب موعد اختباراتى وتوافقت مع موعد الجرعه الأخيره لعمر , اتصلت بهمسه صديقتى واخبرتها اننى لن احضر الاختبار حتى وان كلفنى الامر ترك الدراسه بأكملها ولم ألحظ ان عمر يستمع لحديثى ما إن اغلقت الهاتف حتى نادانى 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

- ميراس

- نعم ياحبيبى 

- انتى ازاى بتقولى انك بتحبينى وفى نفس الوقت عايوه تتخلى عن حلم حلمناه سوا

- تقصد ايه ؟

- انا سمعتك وانتى بتتكلمى فى التليفون وعرفت انك عاوزه تسيبى الامتحانات 

- مفيش حاجه اهم منك ياعمر , كله يتعوض

- وانا مش هبقى كويس الا اطمن على نجاحك

- مش هينفع ياعمر , مش هقدر اسيبك فى ميعاد الجلسه مهما حصل

- اوعدك انى هبقى كويس علشانك واوعدينى انك هتحلى كويس وتطلعى الاولى

- مش هسيبك ياعمر

- طيب هقولك على حاجه 

- قول

- انا هكلم الدكتور يأجل ميعاد الجلسه لحد ماترجعى 

- طيب بس يمكن تتعب

- بالعكس انا هقعد استناكى لما ترجعى واليوم قدامنا طويل

احتضنته وركضت اتحدث لهمسه واخبرها اننى سأحضر الأختبارات , اجرى عمر اتصالا ً بصديق له وطلب منه ان يوفر لى سياره بسائق تقلنى فى مواعيد الاختبارات وتعيدنى الى المشفى 

ظللت طوال الليل استذكر مافاتنى وبجوارى عمر الذى رفض ان ينام حتى يظل بجوارى يشجعنى حتى نال التعب منى كثيرا ً وغفوت بجواره , شعرت به ينهض ويتسلل خارجا ولكن من شده ارهاقى لم استطع ان افتح عيناى 

فى الصباح وجدته يوقظنى بابتسامته المعهوده ومعه اكياس كثيره مليئه بالمأكولات السريعه والحلوى التى افضلها 

- جبت الحاجات دى امتى ؟

- رشيت العامل جابهالى 

نهضت متكاسله افتح عيناى بصعوبه , غسلت وجهى وعدلت هندامى الذى لم استطيع تغييره منذ ايام واستعديت للانصراف

- رايحه فين ؟

- انت نسيت ولا ايه ياعمر رايحه الامتحان 

- وهتروحى بهدومك بتاعت المستشفى دى

- مش مشكله ياحبيبى انا همتحن واعدى اجيب هدوم من البيت قبل مااجى

- انا اشتريتلك الطقم دا تروحى بيه

اخرج من خلف ظهره طقما ً جديدا ً زاهى اللون وكأنه فُصل خصيصا ً من اجلى 

- جبته امتى دا وازاى فكرت فى كل الحاجات دى

- معندي اهم منك افكر فيه 

امسكته بفرحه عارمه وكانه طاقم العيد الذى شراه ابى من اجلى وركضت ارتديه والفرحه ترتسم على وجهى

- ايه رأيك ؟

- انتى اللى بتحلى اى حاجه يا ست البنات 

- ربنا يخليك ليا ياعمر

- ويخليكى ليا ياقلب عمر

انصرفت وعلى وجهى نظره تحدى واشراقه أمل تذوب لها العقبات , انهيت اختبارى وركضت للمنزل اتحرق شوقا ً لرؤيه تميم , مكثت معه حتى اقتربت الشمس على الغروب فتركته وقلبى يعتصره الألم وركضت لألحق بعمر , دخلت الغرفه اطمئنه فلم أجده , اتجهت ناحيه الطبيب بسرعه جنونه 

- عمر فين ؟

هدئنى الطبيب وطلب منى ان اطمئن 

- عمر بخير اطمنى

- هوا فين ؟

- كان بياخد الجلسه وتعب شويه 

ركضت باتجاه الغرفه التى يأخذ فيها جلساته فوجدته نائما مغمض العينين تتسارع دقات قلبه ويأخذ انفاسه بصعوبه وبجواره الممرضات والطبيب المناوب , اتجهت نحوه بقلب يخفق خوفا ً ولهفه أعلم انه يسمعنى ويشعر بوجودى , اقتربت منه ومسحت بيدى على وجهه كما يفعل معى ليطمئننى

- انا عارفه انك سامعانى وحاسس بوجودى وعارفه كمان انك اقوى من اى حاجه هتحاول تهدمك وتقف فى طريقك , انت وعدتنى انك عمرك ما هتسيبنى وانك هتقوينى بيك , اوعى ترجع فى وعدك ياعمر

جلست بجواره طوال الليل , مرت الليله طويله ومؤلمه ظللت اصلى طوال الليل وادعو الله ان يمر من تلك المحنه بسلام وان يعيده الى سالما ً والا يحرمنى تلك النعمه بعد ان ذوقت حلاوه وجودها , لم يخيب الله أملى ولم يرد يادى خائبتين ولم تمضي الليله الا وعينين عمر تتفتح وتعود ابتسامته ترتسم على شفتيه من جديد وسمعت أسمى من شفتيه التى لا أسأم منها أبدا

, راقب الطبيب جميع علاماته الحيويه وارتسمت الابتسامه على وجهه

- كدا اقدر اقولكم ان الاستاذ عمر خف نهائيا وبعد يومين بالظبط هتكون كل الاثار الجانبيه اختفت ويقدر يرجع لحياته الطبيعيه بسهوله 

احتضننى عمر بسعاده لم اراها من قبل كنت اشعر انه يضم قلبى بين جوانبه وكأن قلبى ينبت بداخله , اخيرا سينتهى كل ذلك الألم وسيحل بدلا ً منه سعاده لن تنتهى ابدا 

بعد يومان كنا نعد حقائبنا ونستعد لمغادره ذلك المشفي الذي شهد دموعنا وألامنا وضحاتنا ووجعنا ونحن نطوى تلك الصفحه التى لا نريد استعادتها ابدا ً

عدنا سويا ً لبيتنا وسط زغاريد الجميع والفرحه التى عمت المكان كنت اشعر ان ذلك يوم زفافى على عمر وانا ارى تلك السعاده على الوجوه , فكات يتلقى التهانى والمباركات ويلقي السلام على الجميع ويده ممسكه بيدى لا تبرحها ابدا , حتى انتهت تلك المراسم وذهبت لأخذ تميم ولكن اقسمت امى الا تعطيه لى اليوم لتجعلنا نهنئ ببعضنا البعض الليله 

كنت اشعر اننى عروس متوجه تمسك بيد حبيبها الذي طال انتظاره وتخطى بقدمها نحو بيتها السعيد الذي ستحيا فيه حياه قادمه مليئه بالفرحه , اتجهت بخطواتى الصغيره ناحيه باب شقتنا ولكن استوقفنى عمر

- انتى عروسه ولازم عريسك يشيلك 

حملنى عمر بين يديه وسط ضحكات الواقفين فلم يعد يخجل منهم ولم يعد يخبئ حبه بعد الأن 

شاطر يا عمر هو دة ولسه التقيل اوووووي تشجيع 👏


ست البنات

الحلقه السابعه عشر


لم أنم ليلتى تلك من فرط السعاده التى كنت اشعر بها , هل حقا ً ما تمنيته وعشت طيله حياتى أحلم به تحقق أخيرا , هل هذا عمر الذى ينام بجوارى مغمض العينين هادئ الأنفاس يملأ فراشى الذى طال بقائى فيه وحيده بلا خوف ولا قلق , كنت اتذكر كل ماحدث تلك الليله وكأنها ليله سعدى التى سأظل اتذكرها ما حييت , وقت ان حملنى عمر بين ذراعيه وخطى بيمينه وسط ضحكات وتصفيق الجميع ورفض ان يقتحم خلوتنا احد من الواقفين , فأخبرهم ان تلك ليلتى فقط ولن يشاركنى فيها أحد 

أغلق الباب بقدمه وسار بى حتى انزلنى على طرف سريرى , كان الخجل يتملكنى والسعاده تملأ قلبى , أحمرت وجنتاى وارتعشت شفتاى كعذراء لم ترى الرجال من قبل وكان هوا كملك متوج فوق عرش قلبى , أجلسنى على فراشى ونزل بركبتيه على الأرض بجوارى ممسكاً بيدى يقلبها وينظر لى بعشق تجاوز الحدود 

- نورتى بيتك ياأميرتى 

- البيت منورش غير بوجودك فيه ياعمر 

- من النهارده مش هسيبه ابدا ً 

- ومن النهارده هوريك اسعد ايام حياتك 

- طيب ماتورينى

- اوريك ايه بالظبط 

- اسعد ايام حياتى انتى دماغك راحت فين 

كانت ضحكاتنا تملأ المكان وسعادتنا لا تقدر , كلما اقترب منى شعرت ان قلبى ينبض بعنف وكأنه يعود للحياه من جديد وكلما مسنى بيديه كانت الدماء تنضب مكان لمسته , وكأن يديه الامطار المقدسه التى تنبت منها الزهور وتتفتح لها البتلات , فلم يعد للخجل معنى بين يديه وكأننى استزيد به مما لا قيته فى حياتى قبلا ً , ماأجمل ان تجد روحك فى شخص آخر وما أعظم ان تتلاقا فتتلاقى ارواحكم الضائعه التى ترسي على بر الأمان فتشعر انك لست وحدك فى هذا الدنيا وان هناك ما يهون عليك مراره الأيام فتهنئ بجواره وكأنه ملكا ً أنزل عليك من السماء ليصب عليك الفرح صبا ً , كلما اقتربت منه شعرت بالألفه والأمان والسكن وكلما فارقك شعرت ان روحك تُنتزع من بين خلاياك فتتألم بشده وتظل متئلما ً حتى يعود , هكذا هوا , هوا من ظللت ابحث عنه وابحث عن ذلك السكن الذى اشعر به بوجوده , قد تُخطئ فى اختيار من تحب وقد تُخطئ فى موضع القاء قلبك ولكنك لن تُخطئ فى شعورك بالأمان قط , فقط من تتألف ارواحنا معهم هم من نشعر بالراحه والأريحيه فى حضرتهم , من يمسكون بيديك حينما يفلتها الجميع , من تنكشف امامهم عورات قلبك وجسدك , من لا تخجل من البكاء امامهم , من تجد فى ضعفك قوه بحبالهم , من يكونون لك ركن شديد تحتمى به من عثرات الأيام , هم فقط من يخفق القلب لهم فليس الحب كلمات تقال بل أفعال تحفر وجودها فى القلب فلا تخرج منه حتى وإن خرجت الروح فتتمنى ان تعيش عمرك اضعافا ً حتى نهئ بذلك الشعور دوما .

لم أكن اتمنى اكثر من ذلك ولا احلم بالمزيد , انا الان فى حمى ذلك الرجل الذى اعشقه , رجلا ً اذا تحدث خرجت الكلمات من فمه عذبه واذا ابتسم سحرت ابتسامته عيون الجميع , إذا غضب تحول لأسد جارح مكشرا ً عن انيابه فإذا امسكت بيديه تحول لطفل صغير يشتاق لحضن أمه فكان سريع الغضب سريع التراضي , لا يسأم من الاعتذار كلما وجد نفسه مخطئاً وحتى ان لم يكن ذلك فرؤيته لثغرى مبتسما ً يهدر من اجله الغالى والنفيس , لا يريد من تلك الحياه سوى سعادتى ورضاى , معه اعود طفله ذو قلب برئ وتصرفات حمقاء فأبكى حينما ارى بطل فيلمى المفضل يموت بين يديى حبيبته فيحتضننى محاولا ً كتم ضحكاته التى سأعتبرها سخريه من حزنى وعندما اشاهد فيلماً به الكثير من الظلام والأشباح اظل طوال الليل ارتعد بين يديه ويحاول هوا ان يقنعنى انه مجرد تمثيل لا أصل له وأصر على بقائه متيقظا ً بجوارى حتى انام فيظل هوا جالسا ً حتى يطمئن اننى روحت فى سبات عميق حتى وان ظللت مستيقظه حتى نهار اليوم التالى .

لم ينهى طعامه قط الا وشكرنى واثنى على مافعلته يداى وكأنه لم يتذوق الطعام قبلا ً , لم يخجل من اظهار حبه لى امام الجميع ولم يخجل من تدليلى امامهم فدائما يخبرنى اننى ابنته قبل ان اكون زوجته ويجب عليه ان يجعلنى هكذا ابدا فلا اكبر ولا اشيب , فالرجل الحق هوا من تظل حبيبته طفله للأبد فلا تحمل هما ً ولا تزداد فى العمر .

كانت أقل الأشياء تسعدنى وتسعده , إن جلسنا سويا ً نتحدث واقص عليه كل مامضى من عمرى بدونه ويقص على كل ما عانى فى حياته قبلا ً فيحدثنى فى كل شئ حتى فى اعماله وامواله وتمضى الساعات دقائق والدقائق لحظات

كانت الحياه مثاليه لا شئ ينقصها سوى رغبتى ان يكون لى طفل منه يعوضه عن ما مر ويكن اتصالا ً وثيقا ً يجمعنا معا ً ولكنى لا استعجل الأمر فأنا اعلم جيدا ً ان العلاج الكيميائى الذى أخذه قد يؤخر الأمر ولكن أملنا أكبر من أى شئ أخر

مرت الأيام هادئه لا لغط فيها حتى سمعت صوت وفاء تتحدث فى الهاتف وسمعت اسمى يتردد مرارا ً فانتظرت حتى انتهت وسئلتها 

- وفاء , انتى كنتى بتكلمى مين 

- انتى بتتصنطى عليا ياميراس 

- لا والله انا كنت داخله اعمل شاى لعمر وسمعت اسمى علشان كدا سئلتك

- مكنتش بكلم حد 

همت بالانصراف فاستوقفتها وجلست بجوارها 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

- وفاء انا حاسه انك متغيره معايا معرفش ليه , انا عملت حاجه تزعلك

- مش متغيره ولا حاجه

- لا متغيره وانا متأكده , احنا كنا اصحاب ليه بقيتى تخبى عليا 

- كنت بكلم داليا ياميراس , خلاص كدا 

- داليا ؟!

- ايوه داليا , ايه مليش حق انى اكلمها 

- لا طبعا ليكى محدش يقدر يعترض بس ليه ؟

- هوا ايه اللى ليه ؟ , داليا دى مرات اخويا اللى كلكوا رميتوها 

- احنا مرميناش داليا بالعكس تصفاتها هيا اللى عملت فيها كدا

- انتى بتكدبى على نفسك يا ميراس , انتى خلاص نسيتى عابد وعمر نسى داليا وعيشين قصه حب كأنكوا اول مره تتجوزوا , طيب عابد مات لكن داليا ايه ذنبها تيجى واحده تاخد جوزها وكمان ترميها برا علشان تاخد مكانها 

- انا مخدتش مكانها يا وفاء انا ...

- انتى ايه , واجهى نفسك بالحقيقه يا ميراس علشان ترتاحى وعموما خلاص داليا هتتجوز

- هتتجوز !

- ايوه 

قالتها وانصرفت للخارج تخبر الجميع , كنت اعلم انها ليست على طبيعتها ولكنى لم اكن اتخيل انها ترانى بهذا السوء , خرجت خلفها وجلست بجوار عمر فبدئت هيا حديثها

- داليا اتصلت بيا من شويه 

اجابت والده عمر فى قلق :

- خير ياوفاء كانت عايزه ايه 

نظرت وفاء لعمر نظره ترقب وتحدثت

- كانت بتعزمنى على فرحها 

نظرت لعمر لأرى رد فعله فرئيت التوتر يظهر على ملامحه وتحدث

- داليا هتتجوز ؟

ابتسمت وفاء وهي تنظر لى بتشفى 

- ايوه هتتجوز ابن عمها 

نهض عمر من مجلسه وصعد للأعلى , لم افهم رد فعله ولا ابتسامه وفاء التى تريد ان تخبرنى بها ان عمر لم ينسى داليا , نظرت لوفاء وتحدثت لها بغضب 

- فيه حاجات كتير اوى ياوفاء انتى متعرفيهاش

لم تتحدث وفاء واكتفت بالنظر لى بابتسامه غامضه متشفيه , فصعدت خلف عمر وتركت تميم معهم 

دخلت الشقه فوجدته جالسا على السرير صامتا ً وعيناه معلقتان بالسقف وعلى وجهه حزن اراه جيدا ً بعينى التى لا تخطئ حبيبها ابدا ً 

- عمر

انتبه لى وكأنى انتزعته من شروده , اتجهت ناحيته وجلست بجواره فأمسك بيدى وتصنع ابتسامه لا روح فيها 

- ايوه ياحبيبتى

سحبت يدى من يده بهدوء وجلست أمامه لأرى رد فعله بوضوح وسئلته

- طلعت ليه يا عمر

حاول ان يخفى شروده وحزنه وان يبدل الحديث بنبره مختلفه وابتسامات زائفه

- والله يا حبيبتى حسيت انى مصدع شويه فطلعت

- من غير ما تكدب عليا ياعمر انت لسه بتحب داليا ؟

- مش حب يا ميراس

- لو مش حب يبقى ايه ؟

صمت قليلا ً ثم اجاب :-

- صعب اوى على اى راجل يشوف مراته فى حضن راجل تانى حتى لو طلقها بتفضل جواه غيره مش مفهومه ان الست اللى اتجوزها واتكشفت عليه تتكشف على غيره , متهيألى دا رد فعل طبيعى لأى راجل

- لا ياعمر مش لأى راجل , دا رد فعل طبيعى لراجل لسه بيحب مراته ومش قادر يقبل فكره انها هتتجوز غيره 

- صدقينى يا حبيبتى انتى فاهمه غلط

- بص يا عمر , انا معنديش مانع انك ترجع داليا , انا اصلا مطلبتش منك تطلقها , انا اللى دخلت حياتكم ويمكن انا اللى بوظتها 

- متقوليش كدا تانى من فضلك , انتى عارفه كويس ان علاقتى بداليا مكنتش مثاليه 

- انا عارفه انها مكنتش مثاليه بس كانت علاقه عاديه كانت ممكن تنجح وتكمل لولا دخولى فيها

- معتقدش انها كانت هتنجح , انا بس مش قادر ابقى قليل الأصل وارمى كل المواقف الحلوه اللى عيشتها معاها حتى وانا عارف انها يمكن كانت هتبقى سبب فى موتى بس عارف كمان ان عقلها صغير ودا سبب مشاكلها , اصل الجواز دا حاجه معقده اوى , ساعات بتلاقى زوجين خلافاتهم كتير ومشاكلهم كتير لدرجه انهم مش طايقين بعض وفى نفس الوقت مش قادرين يسيبوا بعض , الجواز زى الحياه فيه اوقات حلوه واوقات وحشه بس متقدرش تخرج منه بسهوله كدا 

- صدقنى ياعمر انا فاهماك كويس وبحلفلك انى مش هزعل لو رجعت داليا 

- سيبي الأمور تاخد وقتها وهتنتهى 

قالها وقبلنى على جبهتى وأدار وجهه متصنعا ً النوم , اعلم انه لن ينام ولن يكف عقله عن التفكير , افهم جيدا ما يمر به ومامررت به قبله عندما مات عابد وطلب عمر الزواج منى , كنت ابيت ليلتى ابكى كيف لى ان انسى ذكرى عابد التى ظلت لوقت قصير جدا فكيف له هوا ان ينسى داليا اول انثى تدخل حياته ويعرف معها معنى الأسره والزواج والاستقرار حتى وان كانت تصرفاتها جنونيه وغير مسؤله ولكنه يعلم جيدا انها نابعه من حبها الشديد وغيرتها العمياء ولذلك فهوا يدرك ذلك جيدا ً , شخص بقلب عمر لا يعرف الكره بل يظل الحب محفورا ً بقلبه لا يجف ولا ينضب حتى وإن أساء اليه الحبيب , لأاعرف ماذا يجب على ان افعل , هل اتركه يتناسى أمر داليا الذى لا اعلم هل سينساها حقا ً ام اطلب منه ردها واحيا معها نتقاسم قلبه ووقته وحبه وعنايته , ليس بالأمر السهل ان يشاركنى فيه احد بعدما اصبح لى وحدى ولا استطيع ان ارى فى عينيه نظره تألم وارى اصابع الأتهام تشير إلى من الجميع وتنعتنى بمفرقه الجماعات , كنت انظر اليه نائما ً وقلبى يعتصره الألم عليه , نهضت ونزلت للأسفل لأخذ تميم فوجدته نائما بجوار جدته ووفاء بغرفتها , انتهزت الفرصه لأتحدث معها ودخلت لأطرق الباب ولكن استوقفنى صوتها تتحدث 

- اسمعى كلامى وانا هساعدك ترجعى لعمر بس انتى كمان تنفذى اللى اتفقنا عليه 

تيقنت انها تُحدث داليا وان بينهم اتفاق لا أعلم عنه شئ ولن تخبرنى به حتى وان واجهتها لذلك انسحبت بهدوء دون ان ترانى واخذت تميم وصعدت لشقتى وضعته 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

بسريره وجلست انا افكر فيما سوف افعل معها , فمن الواضح ان داليا بينها وبين وفاء سر ما جعل وفاء تنقلب علي وتأخذ صفها وقد تعهدت بجعلها تعود لعمر من أجل شئ ما , لابد لى وان اعلم ذلك الأمر لأفهم بقيه القصه جيدا ً


ست البنات


الحلقه الثامنة عشر


استيقظت فى صباح اليوم التالى بصوره طبيعيه أغض الطرف عما حدث فى اليوم السابق واستيقظ عمر كعادته قبلنى من جبهتى واطمئن على تميم وانصرف لعمله . لم انسى ماسمعته بين وفاء وداليا ولكن يجب على التروى حتى اصل لهدفى . نزلت كالعاده وجلست معهم وقمت بتجهيز طعام الغداء دون التقاء فعلى بينى وبين وفاء كنت اتعامل بصوره طبيعيه وكأن شيئا لم يكن . وفى نفس الوقت الذى اعتاد عمر الرجوع فيه عاد محملا بالكثير من الفاكهه والمأكولات . انهينا طعامنا وصعد عمر لينام قليلا فهوا معتاد على قيلوله صغيره بعد الغداء تعيد له نشاطه وتعوضه عن الاستيقاظ باكرا واقضى انا ذلك الوقت معهم ان لم يكن لدى شيئ استذكره ولكن ذلك اليوم كنت بحاجه للحديث اكثر مع عمر . جعلته يصعد وجلست انا قرابه العشر دقائق ثم استئذنتهم لأغفو قليلا انا الاخرى وتركت تميم لوفاء لأصعد

- رايحه فين يا ميراس

- هطلع انام يا وفاء فيه مانع

- اشمعنى النهارده هتنامى مانتى كل يوم بتقعدى معانا لحد ماعمر ينزل

- اصلى صحيت بدرى النهارده فيه اسئله تانى

- لا مفيش انتى حره


لا افهم مالذى جعل وفاء تتبدل هكذا فى معاملتها لى وما اخبرتها به وفاء جعلها ترانى بهذا السوء ولما تلك النبرة الغريبه فى حديثها معى

لم اهتم وصعدت لشقتى ولشئ فى قلبى فتحت بابها بهدء ودخلت دون اصدار صوت لاأدرى مالذى جعلنى افعل هذا ولكن شئ فى قلبى كان غير مطمئنا 

دخلت واغلق الباب خلفي فى هدوء وتحركت فى صمت حتى وصلت لغرفه نومى . سمعت صوت عمر يتحدث على الهاتف وكلما اقتربت كلما وضح الصوت اكثر حتى الصقت ظهرى بالحائط واستمعت لحديثه من خلال فتحه صغيره تركها فى الباب


- انتى عارفه كويس ان اللى عملتيه مش سهل يتنسي

- تتأسفي على ايه بالظبط انك كنتى عاوزه تموتينى ولا حرمانى من الطفل اللى بتمناه

- مش هينفع ياداليا

- يعنى ايه تتجوزى انتى اتجننتى

- انا عارف انك مش قديسه لكن كمان مش سهل عليا اشوفك مع واحد تانى واقف اتفرج

- معرفش ايه اللى هيحصل

- لا ميراس متعرفش حاجه وبحذرك تتعرضي لها بأى شكل

- لا مش موافق

- هشوف وقتى وابقي اقولك

- سلام


كانت صدمتى شديده وألمى اشد . لا اعرف لما يركض الانسان خلف من جرحه وكسره وأوجع قلبه ولما يترك قلبا بات الليالى مبتهلا لله ان يبقيه سالما . لما نرتضي حياه الخنوع والخضوع ونتمسك بمن رفض التمسك بنا ومن تشبث بحبالنا الذائبه نتركه على حين غره حتى دون ان ننبهه لذلك . لا ارى مبررا لذلك ولا اجد له تفسيرا . 

فتحت باب الغرفه ببطئ وتلاقت اعيننا . رأيت فى عينيه توتر وقلق فكان يخبئ الهاتف اسفل الغطاء كأننى لم اره . لم اتحدث وإنما ظللت انظر له ولعينيه التى طالما خفق لها قلبى عشقا . نهض من سريره بسرعه واقبل ناحيتى وفى عينيه نظره تأسف

- انا اسف

ابتسمت واجبته

- اسف على ايه هوا انت عملت حاجه

امسك بيدى وسار بى ناحيه فراشنا الذى شهد اوقاتا سعيده ظننتها ستدوم

- انا هفهمك كل حاجه 

ابتسمت بلامبالاه واجبت

- هتفهمنى ايه ياعمر . ياحب عمرى كله يا اول انسان احبه دا انت الوحيد اللى اتمنيت اديله عمرى كله عن طيب خاطر بس اشوفه سعيد

- وانتى كمان ياميراس اكتر انسانه حبيتها فى حياتى كلها

- اكتر انسانه . زمان كنت بتقولى انك محبتش غيرى دلوقتى بقيت تحطنى فى مقارنه

- مقصدش ياحبيبتى

- انت عايز ايه بالظبط ياعمر . عايزنى وعايز تميم ولا عايز داليا ولا عايزنا احنا الاتنين

- انا بحبك يا ميراس ومقدرش استغنى عنك وقولتلك ان اللى بينى وبين داليا مش حب تقدرى تقولى عشره

- والعشره دى مش هاينه عليك لكن هانت عليها بسهوله وخلتها تخبى عليك انك محتاج للعلاج وكمان خليتها بإيديها تحرمك من ان يكون لك ولاد ودبرت وخططت لكل حاجه وحشه تأذينا بيها ودلوقتى سيادتك مش قادر تستغنى عنها

- انا مكنتش بفكر فيها

- علشان كنت مطمن انها مش هتروح لغيرك لكن لما حسيت انها هتسيبك رجعت مسكت فيها .... انت أنانى ياعمر

- انتى شايفانى كدا

- انت فعلا كدا .... عاوز ميراس وعاوز داليا وعاوز يكون لك اولاد منهم .. مش عايز تتخلى عن اى حاجه فى سبيل التانيه . ميفرقش معاك اذا كنت راضيه ولا ساخطه . اذا كنت مرتاحه ولا تعبانه كل اللى بتفكر فيه نفسك

- انا مش وحش اوى كدا 

- وانا مش داليا ياعمر

-تقصدى ايه

- اقصد انى مش ببص ورايا ولو مشيت مش هرجع تانى

- متقوليش كدا ياحبيبتى انا مقدرش اعيش من غيرك

- محدش بيموت من غير حد لكن ممكن يموت مع حد مبيحبوش ، انت مسئلتنيش على النتيجه بتاعتى اللى كنت اول واحد بتجيبهالى وبتبقى ملهوف تعرفها 

- ااااه . معليش ياقلبى اصل كان عندى شغل كتير بعوض بيه الفتره اللى غيبتها . طمنينى عملتى ايه ؟

- نجحت ياحبيبى

- الف مبروك . يعنى خلاص هندخل على الدبلومه 

- ان شاء الله . اسيبك تنام


انصرفت واغلقت باب الغرفه خلفى ودموعى تتساقط هادئه صامته . مسحتها بأطراف اصابعى وقررت الا ادع الانهزام يعرف طريقه لقلبى مره اخرى . اخذت نفسا عميقا ونزلت لأسفل . وجدت تميم وجدته غلبهم النعاس واستلقوا لقيلوله بعد الغداء . اتجهت لغرفه وفاء وجدتها ممسكه بهاتفها ماإن رأتنى حتى تركته من يدها ونظرت لى بتعجب

- عايزه ايه يا ميراس ؟

جلست بجوارها وفى عيناى نظره تحدى بدت لها جليه 

- عايزه اعرف ايه اللى بينك وبين داليا 

- مفيش حاجه بينا

- بصى يا وفاء , انا من يوم ما دخلت البيت دا وانا بعتبرك اختى وبقول ربنا عوضنى بيكى انى ماليش اخوات , لكن اليومين دول ملاحظه انك متغيره وانتى عارفه دا كويس فالأحسن ليا وليكى انى اعرف فيه ايه بالظبط 

ازاحت وفاء الهاتف خلف ظهرها وصمتت برهه ثم تحدثت

- انا كمان كنت بعتبرك اختى وبحترمك وبحبك قد ما بحب اخويا عابد وهوا كمان كان بيحبك ودايما بيتكلم عليكى بكل خير لكن لما تتجوزى عمر بعد وفاه عابد دا معناه انك عمرك ما حبيتى عابد لو كنتى حبيتيه كنتى اخلصتى له

- طيب علشان نخلص الموضوع دا , اللى متعرفيهوش انى كنت بحب عمر من قبل مااعرف اخوكى ولا اشوفه ولما عابد اتقدم لى واتجوزنى مسحت عمر من دماغى تماما وحبيته وأخلصت له وكنت اتمنى اعيش معاه عمره وبعد مامات والدتك واخوكى هما اللى اتحايلوا عليا علان اوافق اتجوز عمر وانا فى الاول مكنتش موافقه ويعلم ربنا انى وافقت على الجواز علشان تميم واللى يثبتلك دا ان حياتى مع عمر كانت حياه اخوات , انا وعمر اتجوزنا بجد بعد ماخف لكن قبل كدا احنا كنا عايشين اغراب وبردو كنت موافقه اكمل حياتى معاكم بالشكل دا علشان انا بحبكم بجد ياوفاء ونفسى ابنى يتربى معاكم , بكره الزمن هيعرفك قد ايه انتى كنتى ظالمانى

- ولما انتى كنتى موافقه تعيشى بالوضع دا على طول , ليه خليتى عمر يطلق داليا

- يابنتى والله انا ماليا اى علاقه بطلاقهم , داليا أذت عمر كتير يا وفاء وأذتنى وخايفه عليكى لحسن تأذيكى

- لا طبعا داليا عمرها ماتأذينى بالعكس

- بالعكس أيه ؟؟

- مفيش 

- قوليلى ايه اللى بينك وبيها وانا اثبتلك انها بتكدب عليكى وبتخدعك

- طيب يا ميراس انا هثق فيكى للمره الاخيره وهقولك علشان تبقى دى اخر فرصه ليكى معايا

- وانا موافقه

- انا وحسن ابن عم داليا على علاقه ببعض , مش حاجه وحشه والله بس بنتكلم فى التليفون وبنتقابل ساعات وكان متفق معايا انه هيتقدم لعمر اخويا ويخطبنى منه , معرفش داليا عرفت ازاى وصارحتنى انها عارفه وانا صارحتها انى بحبه لكن من وقت طلاق عمر ليها وحسن متغير معايا مش بيرد على تليفوناتى وتقريبا مختفى , حاولت كتير اوصله وفشلت ومش عارفه ايه اللى انا عملته خلاه يبعد عنى , مكنش قدامى غير داليا لجأت لها تصلح اللى بينا وتخلى حسن يتقدم لى , لكن قالتلى ان حسن مش هيعمل كدا طول ما هى وعمر متطلقين لانه زعلان على بنت عمه ومش هيقدر يناسب البيت اللى طردها , وعلشان كدا وعدتها انى اخلى عمر يرجعها وهيا تخلى حسن يتقدم لى 

- داليا مش هتتجوز مش كدا ؟

- هيا قالتلى اقول كدا لعمر وصدقينى معرفش اذا كان دا حقيقه ولالا 

تذكرت ذلك الصوت الذى لاا قلب له الذى هاتفنى واخبرنى ان عمر مات , ذاك هوا حسن ابن عم داليا وهذا مااخبرتنى به بنفسها عندما ذهبت اليها , لاشك ان بينهم شئ لا نعرفه يجعله يفعل كل ما تطلبه منه وأكاد أجزم انه لم يحب وفاء يوما ً ولكن ذلك ما طلبته منه داليا لتجعل ليها عين داخل البيت حتى وإن غابت هيا وماعلى الا اثبات ذلك الامر

- طيب يا وفاء انا هثبتلك ان حسن مبيحبكيش وان داليا عامله القصه دى كلها علشان ترجع لعمر , بس لو اثبتلك دا لازم ترديلى حقى وتحكى لعمر على كل حاجه

- وانا موافقه

- معاكى رقم حسن ؟

- معايا

اتفقت معها على كل شئ ولم يتبق سوى تصميم خديعه مقنعه تقع فيها داليا وحسن لأثبت لوفاء كذبها المتعمد ولكن ماادركته حتى هذه اللحظه جيدا ً جدا ً فقد اوشك الامور ان تتضح امامى , انهيت حديثى مع وفاء وأخذت رقم حسن ودخلت لغرفه فارغه ليس بها أحد واتصلت بصديقتى همسه

- ازيك يا همسه عايزه منك خدمه ؟

- الله يسلمك ياقمر , خير

- فاكره الولد اللى كان عايز يتقدملك وانتى كنتى شاكه انه بيكلم بنات وخليتى سمر صاحبتنا تكلمه 

- ايوه فاكره , دا مخدش فى ايدها غلوه واعترفلها بحبه

- وفاء اخت عمر انتى عارفه انها زى اختى بالظبط وفيه واحد عامل عليها نفس الحكايه دى وعايزه اثبتلها انه بيكدب عليها

- سهله هاتى الرقم وانا اعرفلك اذا كان صادق ولا كذاب

- بس خلى بالك يا همسه دا ابن عم داليا وانتى عارفه مين هيا داليا 

- اعوذ بالله دا اكيد تعبان زيها

- الله اعلم علشان منظلموش 

- طيب انا مش هتدخل فى الموضوع علشان ميعرفش انى من طرفك وهخلى سمر تكلمه وتعرف منه القصه كلها 

- تمام وبلغينى بكل جديد 

اغلقت الهاتف مع همسه وانا اعلم جيدا ً ان سمر ستعلم منه كل شئ فلديها قدره على استخراج المعلمات من الاخرين تفوق اجهزه كشف الكذب المخابراتيه بالإضافه لتجاربها السيئه مع من حاولوا التقرب منها واكتشفت كذبهم جعلتها قادره على التفريق بين الكاذب والصادق بل وجعلهم يتعلقون بها بسهوله لترد لهم الصاع صاعين , حملت 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

تميم وذهبت للأعلى لأرى عمر فلدى الان معركتان لن انهزم فيهم ولن ادع مجالا ً للشك , حتى ان اتخذت قرارى لن اعود فيه يوما ً , ميراس الهادئه الطيبه اصبحت اكثر دهاءً الأن وتستطيع أخذ حقها بحرفيه عاليه وعرف قلبها معنى القوه والجلد فلن يبكى مره أخره ولن يتحطم بل سيثبت للعالم انه اقوى وأصمد من ذى قبل 

صعدت لشقتى فوجدت عمر نائما ً , بحثت عن هاتفه فوجدته بجواره حاولت فتحه فلم استطع فأنا اعلم جيدا ً ان عمر لن يتركه مفتوحا ً دون إنشاء رقم سرى له ولكن اذا كانت داليا بدهاء القطط فأنا أدهى منها بكثير ومن يوقد النار يتحمل حرقها , أوقظته بهدوء وطلبت منه فتح هاتفه لأحادث أمى فهاتفى مغلق وبالطبع نزعت بطاريته ليراه مغلقا ً إذا حاول فتحه , فاستيقظ وفتح الهاتف , امسكت بسماعات اذنى ووضعتها فى الهاتف وجلست اتحدث بجواره قليلا ً ثم نهضت متصنعه إعداد كوب من الشاى وعيناه تراقبانى فأمسكت الهاتف بسرعه ودخلت على الضبط وطلبت إعداد كلمه سر بديله وأدخلت كلمه السر خاصتى فأصبح الهاتف يُفتح بكلمتى سر وليست واحده وتلك الخدعه تعلمتها من صفى ابن خالتى ومن المؤكد الا يعلم عمر شئ عنها فهوا ليس مطلعا ً على تلك الامور , انهيت حديثى مع امى وانا جالسه بجوار عمر بعدما نفذت خطتى واعطيته الهاتف , الان اصبح هاتفه بين يدى وسأعلم منه كل شئ وقتما أريد فلتصبح الخيوط كلها بين يدى لأعلم كل ما يحدث خلف ظهرى ولأضع حدا ً للجميع واعلم جيدا ً ان الايام المقبله ستكشف الكثير


ست البنات

الحلقه التاسعه عشر


سار يومى بشكل طبيعى لا جديد فيه لم إبدى اى تغيير فى تعاملى مع عمر ووفاء , كنت ارى الترقب فى وجه وفاء والخوف فى وجه عمر فكأنما اصبح يخشانى العالم فجأه عندما قررت ان اصبح أصلب وأقوى , وبالفعل سمعت من قبل ان العالم يرضخ لقوانيننا نحن فعندما نقرر ان نصبح ضعفاء تتكالب الهموم فوق رؤوسنا وما إن قررنا ان نواجه ونقاتل حتى يتقهقر الجميع مطأطأ رأسه ومعلنا ً الأستلام غير المشروط وأنا قررت ان أقاتل وليتوقف كل ذى حد عند حده , كنت ارى فى عينين عمر شك دفين ولكنى تصنعت الامبالاه وكأن شيئا ً لم يكن ولكنى كنت على درايه بكل ما يحدث داخل هاتفه وعندما يغط فى نومه افتحه واعرف خباياه , وجدت رسائل كثيره من داليا تستعطفه وتحثه على الرجوع والكثير من عبارات الأسف والندم مع كلمات الحب الرنانه والمشاعر الدافئه , وكانت ردود عمر مقتضبه كثيرا ً وكأنه يراجع نفسه فى كل كلمه يلقيها , اعلم جيدا ً الصراع الذى يدور بداخل عمر ولكنى اكثر حسما ً منه فكيف اسامح من حاول إيذائى بل قتلى ولكن للأسف اجد تهاون غريب من عمر وكأنه يختبر نفسه ولكنى لن اضغط عليه وسأتركه يأخذ قراره بحريه شديده حتى يُحاسب عليه لاحقا ً فمن يأخذ قراره بيده لا يلوم نفسه . 

فى الصباح يذهب لعمله وامكث انا مع وفاء ووالدته نتحدث فى امور عاديه حتى يعود فنتناول طعامنا ويصعد ليأخذ قيلوله أما انا فأستغل ذلك الهدوء الذي يعم على المكان وأتابع ما يحدث مع همسه وسمر , فى اليومين الأوليين لم يكن هناك جديد فقط تحاول سمر التعرف عليه وبالطبع أبدى ترحيب شديد مع تحفز واضح وكأنه يعلم انه من المحتمل ان يحاول الأخرون الأيقاع به او ربما نبهته داليا لذلك ولكن مع مرور الوقت والشك ينزاح تدريجيا ً حتى طمئنتنى همسه انه الان اصبح واقعا ً فى حب سمر ولا تخوف من ذلك مطلقا ً , طلبت منها ان تسجل لى حديثا ً بصوته يخبرها فيه بحبه لأستطيع ان اغرس الشك فى قلب وفاء التى تنظر لى كل صباح بعينين متسائلتين ماذا فعلت ولكنى اغص بصرى عنها وكأنى لم أرى ذلك ولم يحدث بيننا حوار سابق , حتى حصلت على ذلك التسجيل وانفردت بوفاء أنقل لها ماسمعت

- انا وعدتك من فتره انى اجيبلك الدليل اللى يثبت ان حسين مبيحبكيش وكمان يثبت ان داليا هيا اللى مسلطاه عليكى والقصه كلها من تأليفها وحبكتها

جزبتنى من يدى ودخلنا غرفتها واغلقت الباب خلفها وجلست امامى تتحدث بترقب شديد وأنفاس متقطعه 

- وانا مستنيه من بدرى يا ميراس 

أخرجت هاتفى وأدرت مشغل الصوت وأسمعتها ما يحويه

" انا بحبك ياسمر وعمرى ماحبيت غيرك ونفسى اتقدملك النهارده قبل بكره بس للاسف ظروفى دلوقتى مش سامحه 

- ظروف ايه يا حسين انا اعرف ان اللى يحب واحده بجد يتمنى يتجوزها

- وانا والله اتمنى اتجوزك النهارده قبل بكره 

- وايه اللى مانعك

- بنت عمى الله يسامحها 

- مالها بنت عمك 

- فيه شويه ظروف كدا مش هقدر اقولهالك هيا مخليانى مش قادر اتقدملك دلوقتى بسببها

- يبقى انت مبتحبنيش , لو بتحبنى بجد وواثق فيا كنت قولتلى 

- طيب انا هقولك بس اوعدينى محدش يعرف حاجه عن الموضوع دى فيها خراب بيوت

- عيب عليك يا حبيبى بقى انا هتمنالك الأذيه

- بنت عمى اتطلقت من جوزها وعلشان ترجع له اتفقت معايا امثل على اخته انى بحبها علشان ترجعها لاخوها ولما ترجعها انفض لها 

- طيب مش حرام البنت اللى قلبها هيتكسر دى

- ياشيخه كبرى دماغك دى بنت واقعه مخدتش فى ايدى يوم وكانت مقابلانى ولو كنت طلبت منها نتجوز عرفى يمكن كانت وافقت مش زيك انتى يا حبيبتى بنت ناس ومش راضيه لحد دلوقتى تخلينى اشوفك ولا اسمع صوتك الا لما اتقدم لك 

- ماهو علشان انت ياحبيبى ابن ناس لازم تقع فى بنت ناس بردو "

اغلقت الهاتف ونظرت لوفاء التى اغرقت دموعها وجهها وبللت حجابها وملابسها حتى تهدجت انفاسها وارتعش جسدها وغطت وجهها بكفيها , لم اتحمل رؤيه دموعها واحتضنتها فى أخوه حقيقه فكم من دموع ذرفتها فى حبى لعمر الذى تركنى عند قارعه الطريق وأوشك ان يعود لمن ذبحه بيده 

- أهدى ياوفاء متعمليش فى نفسك كدا

تحدث بصوت متقطع بين نحيب لا ينتهى

- للدرجه دى هوا شايفنى رخيصه كدا 

- متقوليش كدا واوعى مره تانيه تقللى من نفسك علشان خاطر حد انتى زيك زى اى بنت بتحب بجد ويمكن بتحب لأول مره بتبقى مستعده تضحى بكل حاجه فى سبيل حبها لكن فيه راجل يفهم ويقدر وراجل قليل الاصل يشوفها بعين مبترحمش وانت اختارتى غلط 

- والله ياميراس انا ماعملت حاجه غلط انا وافقت اقابله واكلمه من ورا اخويا علشان قالى انه بيحبنى وعاوز يتجوزنى بس محتاج نعرف بعض اكتر ونقرب من بعض 

- وانتى صدقتيه ياوفاء ودى غلطتك اللى هتمنعك من الغلط مره تانيه ومتزعليش نفسك علشان اللى بتكلمه دى اكتر واحده بتكره الرجاله وهتطلع عليه كل اللى عمله فيكى واكتر كمان

- انا مش عارفه اشكرك ازاى ياميراس

- تشكرينى بأنك تقولى لعمر كل حاجه

نهضت من مقعدها تمسح دموعها وهيا تشيح بوجهها عنى

- ايه ياوفاء مش دا اتفاقنا !؟

- حطى نفسك مكانى يا ميراس ازاى هقدر اقول لاخويا انى كنت بكلم واحد من وراه وكمان بقابله من غير ما يعرف , مش هعرف ارفع وشى فيه بعد كدا وهيفقد الثقه فيا 

- بس دا كان اتفاقنا وانتى وافقتى

- لما فكرت لقيتنى مش هقدر سامحينى يا ميراس والله جميلك دا عمرى ما هنساه ابدا ولا هنسى وقفتك جمبى وانك رحمتينى من انتظار طويل من غير فايده وكمان رحميتنى انى اقع تحت ايد البنى ادمه اللى اسمها داليا دى

- طيب يا وفاء بس على الاقل متعرفيش داليا انك عرفتى حاجه وكلميها عادى جدا واسئليها على ابن عمها زى ماكنتى بتعملى واوعديها انك هترجعيها لعمر وبلغينى كل حاجه بتقولهالك

- حاضر

نهضت لاخرج وانا افكر فى خيط اخر بعد ضياع فرصتى الاولى مع وفاء وحزنى الشديد على تلك الخطوه الفائته فنادتنى وفاء من خلفى 

- ميراس

التفت لها وعلامات الحزن واضحه على وجهى

- نعم يا وفاء

- عمر بيحبك ومن حقك تدافعى عن بيتك وخلى بالك داليا مش سهله وسامحينى

ابتسمت لها ولم أعقب وانصرفت آخذه تميم وصعدت للأعلى , ارسلت رساله لهمسه ان مهتنا نجحت وعلى سمر الأنسحاب الان لترد له نفس مافعله مع وفاء , صعدت للأعلى ووضعت تميم فى فراشه وذهبت لعمر الذى كان يغط فى نوم ثقيل , نظرت له نظره هيام لا استطيع تخبئتها او انكارها فكم اعشق ذلك الرجل الذى يغمض عينيه وكأن شيئا ً لا يحدث , مضت دقائق حتى شعر بوجودى وفتح عينيه ينظر لى بابتسامه , بادلته ابتسامته وحثثته على النهوض وكدت اقوم حتى جزبنى من يدى بقوه فارتميت عليه وبطع قبله على شفتاى وكأنها قبله اعتذار طويله , ازحت يده بهدوء وابتسامه واتجهت ناحيه نافذتى الصغيره انظر منها على عالم غريب اكاد لا افقه منه شيئا ً , نهض من فراشه واتجه ناحيتى يحتضننى ويضع قبله اخرى على رقبتى , ادرت وجهى لمقابلته وتلاقت عينانا العاشقه فى لحظات صمت قطعه هوا بكلماته

- انا بحبك اوى

- وانا اكتر للأسف

- وليه للأسف

- لأن اللى بيحب أكتر هوا اللى بيتوجع أكتر

- انا مقدرش اوجعك يا ميراس لو اتوجعتى اموت , انا سعادتى مبتكملش الا بيكى 

- فيه ناس سعادتنا بتكمل بوجود اللى بتحبهم وناس تانيه مبتعرفش معنى السعاده فى غيابهم وانا من النوع التانى ىاعمر , مفيش معنى لحياتى من غيرك , مبعرفش اعيش وانت بعيد 

- انا عمرى ما هبعد عنك يا حبيبتى 

- اتمنى 

- طيب ايه رأيك نسافر , انا وانتى بس ونقضى شهر عسل من جديد

- بجد يا عمر

- طبعا بجد , انا هكلم واحد صاحبى يحجزلى فى اى مكان حلو نقضى فيه يومين

شعرت بسعاده عارمه حتى كدا اطير فرحا ً وطربا ً , أتمنى لو تتوقف عقارب الساعات عن الدوارن لأهنأ بأطول وقت ممكن معه ولا يشوب شعادتنا شئ ولكنى اعلم جيدا ً ان الحياه لا تسير على وتيره واحده فكما تسعدنا تشقينا وعلينا ان نتحمل الاثنين معا ً, فإذا أتت السعاده عشناها وإذا أتى الحزن قاومناه حتى استعدنا سعادتنا او سرقناها سرقاً والكثير ممن حولنا أذا رؤوا سعادتنا اسكثروها علينا وتمنوا زوالها بل بذلوا جهدهم ليزيلوها بأنفسهم واعلم ان داليا بالرغم من الجيد الذى بداخلها الا ان مرضها بعقلها الذى لا يكف عن التفكير والتدبير تملك من الذكاء الكثير ولكنها تحوله دائما لدهاء كدهاء الثعالب و مكر الثعابين ولكنى على ثقه كبيره ان الامور ستصبح جيده يوما ً ما حتى وان طال انتظارها , لم يتاونى عمر حتى أكد الحجز ولملمنا حاجياتنا وتركنا تميم مع جدته وانصرفنا لنجدد اوقاتنا السعيده التى كاد الغبار ان يمحوها , ما إن وصلنا حتى وجدنا كل شئ بانتظارنا والمكان على قدر كبير من الجمال والهدوء فى إحدى القري السياحيه المطله على البحر الاحمر , حجز لنا غرفه مقابله 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

للبحر فكان هوائه المنعش يدخل من النافذه مع نسمات الليل البارده وكأنما يجلى قلوبنا من احزانها ويترك روحا ً من الهيام والانسجام جعلتنى انسى امر هاتف عمر واكف عن البحث فيه وكأننى لا اريد لنفسى المزيد من المتاعب واترك العنان لروحى ان تغوص فى تلك السعاده دون ان يدنسها شئ اخر يقلل من قيمتها ويأخذ من قدرها , فكنا نقضى يومنا فى استمتاع تام , فكانا نهارا ً نقض الوقت عند الشاطئ وحول المسبح وبعد انكسار الشمس نذهب لتناول الطعام خارج الفندق فكنا نجرب كل انواع المأكولات الجديده والغريبه ونتنافس على من يأكل القدر الأكبر من الطعام او من ينهى طعامه أولا ومن يخسر فعليه ان يتحمل عقوبات الطرف الرابح , فعندما خسر عمر كان عليه ان يحملنى حتى باب غرفتى فكان يتصبب عرقا ً وتتهدج انفاسه وكنت لا اكف عن الضحك عليه وعلى ملامحه الطفوليه العنيده وهوا يقسم الا يلعب معى مره أخرى , وعندما خسرت انا كان عليا ان اقبله مئه قبله وكان يخطئ هوا فى العد ويطلب منى البدء من جديد , وفى المساء نذهب للتنزه والتسوق فى منافذ البيع المختلفه فكلما وقعت عينى على شئ اشتراه وكلما احببت شئ نلته , كان دائما يريد ان يهبنى احساسا ً بالسعاده والرضا وكان قلبى يتملأ به ولكن سحقا ً لشعورى الأنثوى الذى يكدر اوقاتى ويشعرنى دائما ان هنالك شيئا ً لا أعلمه , كنت اغض الطرف عن كل ما يخالجنى من شعور سئ حتى لا تتصاعد الى رأسى وتملتئ به وتنتقص من سعادتى وبالرغم من استطاعتى فتح هاتف عمر الا انه لم يتركنى ويغفو بدونى او يجعلنى اغفو الا بين ذراعيه وكنت انا فى أمس الحاجه لذلك الأحتواء الذى يبعثه قلبه لقلبى حتى ليله مغادرتنا , فمن شده تعبه وتجولنا المستمر لشراء الهدايا للجميع ما إن وصل الغرفه حتى نام بسرعه وتركنى اعانى ألام التفكير التى لا تتوقف عن الضجيج بداخلى ولم تهدأ حتى نهضت وامسكت بهاتفه افتحه لأطمئن نفسه انه ليس هناك مايستحق القلق بشأنه حتى وان كنت أكذب على نفسى , مررت على رسائل داليا التى لا تنتهى فكانت لا تكف عن ارسال رسائل الاعتذار والندم والعتب مغلفه بكلمات الحب الرنانه والمشاعر الجياشه التى تلين لها الحديد وان عزائى ان عمر لا يجيب عليها حتى وان تعددت مرات اتصالها فلم اجده مجيبا ً على رسائلها ولا على اتصالها ولكن هيهات لرجل ان يصمد أمام أمرأه انتوت ان توقعه بحبها وتحيك شباكها بعنايه شديده حوله الا أن يكون رجل ذو بأس شديد واأنا اعلم ان عمر ممكن ان يلين لها فقلبه أرق من ان يقسى او يتجاهل كل تلك المحاولات ولكنى سأصمت للنهايه حتى اعلم ماسيحدث فمن الخطأ ان انسج الأحاكى والأحاذير واجعل قلبى ممتلئا ً بالحزن دون فعل قوى امسك به بين يدى , مررت على الرسائل بسرعه فلم اكن اريد ان اقرئها حتى وقعت عينى على جمله بين كلمات كثيره اختارتها عيناى لتتوقف عندها فكانت تكتب له 

" اتمنى انك تكرر الزياره وان قلبك يحس بيا ويشتاقلى يمكن فى يوم تسامحنى وترجع لحضنى " 

تشجنت يدى الممسكه بالهاتف وتهدجت انفاسى وتسارعت نبضاتى ونظرت لعمر النائم قرير العينين لا اعرف بما اشعر ولا ماذا افعل هل زارها عمر دون علم منى ولماذا فعل ذلك ؟ , مسحت وجهى بيداى المتعرقتين المرتعشتين واخذت نفسا ً عميقا ً اسيطر به على انفعالاتى , أعدت هاتفه بجواره وارخيت جسدى على فراشى افكر ماذا افعل , فكرت ان ارسل لها رساله قاسيه مهينه تجعلها تكف عن ارسال الرسائل له ولكنها لن تصمت وستخبر عمر بأمر تلك الرساله ووقتها سيعرف اننى استطيع ولوج هاتفه وسأفقد نقطه اتصالى الوحيده التى تجعلنى اعرف ما يدور بينهم , ظللت ابحر فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس وغفوت ولم استيقظ الا فى اليوم التالى بعد ان انهى عمر تحضير حقائنا واستعدينا للمغادره , نهضت واخذت حماما ً دافئا ً امحو به عثرات اليوم السابق واحتسيت مشروبا ً دافئا ً اشفى به ألم بطنى الذى يتبعنى منذ ايام وجلست بجواره فى السياره عائدين لمنزلنا .

نظرات عمر كانت تتسائل عن سبب ضيقى وكنت احاول تخبئه ما يظهر على ملامحى رغما ً عنى ولكننى اخفقت فى ذلك حتى بادرنى بسؤاله 

- مالك ياحبيبتى

نظرت لوجهى فى مرآه السياره فرئيت حزنا ً يخيم على ملامحى بشده فحاولت تغيير مجرى الحديث بعيدا عن السبب الحقيقى لذلك 

- ولا حاجه بس عندى شويه مغص يمكن من الاكل الصينى اللى جربناه اخر مره 

- بس انا كلت معاكى منه , تقريبا علشان انتى رقيقه بتتعبى بسرعه

- تقريبا 

ادرت دفه الحديث متسائله عن اخر مشاريعه واعماله وعن خطتى المستقبليه لبدء الدبلومه وعن تميم وعن اسرتنا الصغيره التى ابذل كل غالى ونفيس لأنقاذها حتى لا يعود لسؤاله مره اخرى , وظللنا نتحدث وانا احاول ان ابدو طبيعيه حتى وصلنا بيتنا 

ما إن وصلت حتى ركضت لأحمل تميم واحتضنه فكانت روحى تنسحب من جسدى كلما بعد عنى ولا تعود الا بعد ان اضمه , ظهرت له سنتان علويات واخرتان سفليتان فأصبح يشبه الأرنب الصغير اذا ابتسم وكلما خطى خطواته الصغيره أمامى شعرت اننى حققت انجازا ً عظيما ً بلا حول منى ولا قوه فكان هوا نجاحى وغراسى الذى سأحصده يوما ً , وكان عمر يساعدنى فى تنشئته جيدا فكان يحبه مثلما احبه انا فيحمله دوما ً على كتفيه ويركض به ويداعب اطرافه الصغيره ويقلبه كلما رآه فلم اكن اشعر بالاحتياج ولم يشعر ابنى باليتم وكنت ادعو الله دوما ً ان يرزقنى بطفل منه ليكون صلتنا الوثيقه التى تربطنا دوما ً وتجعلنا ملتفين حول بعضنا البعض , فكانت دعوتى صادقه وكانت تلبيه الله دائمه عندما أصر عمر ان اذهب للطبيب لمعرفه سبب ألمى المستمر وكنت ارفض دائما رفض شديد لمقتى لكافه الأطباء ولكن جذبنى عمر رغما ً عنى وذهبنا للطبيب الذى تهللت ملامحه وتوهج وجهه وهوا يخبرنا اننا على موعد للقاء طفلنا قريبا ً 

كنت أرى دموع عمر المتساقطه غير مصدقه مااسمع وهوا ممسكا ً يدى بيداه فى قوه غير مقصوده فلم يتحدث فقط ينظر لى ودموعه تنساب ثم احتضننى فى قوه ودفئ وهوا يتلمس بطنى يده غير مصدق تلك الهبه التى اعطاها لنا الله وكأنه يكتب لنا بها الترابط اكثر , لم تكن سعادتنا اكثر من الباقين فكل من عرف بذلك الامر كانت يتراقص فرحا ً ويقفز فى سعاده عارمه , ظل عمر طوال الليل يتلمس جنينه المنتظر ويقبل يدى وكأنه يشكرنى على حلمه الذى تحقق على يداى , سيكون بينا طفلا ً يجمع بين قلبين أحبا بعضهم البعض حبا ًجما ً وسيكون لتميم أخ يشاطره حياته فلا يشعر بالوحده أبدا ً , وحتى بعد ان غفا عمر وابتسامته على وجهه ظللت افكر فى ذلك الطفل واعيذه من شرور القلوب الفاسده حتى ذهبت فى نوم ثقيل لم يوقظنى منه سوى كابوسا ً انتفض لسوئه قلبى وارتعش جسدى فقمت اصرخ حتى اوقظت عمر الذى اخذنى فى حضنه وظل يقرأ لى أيات قرائنيه كثيره لتهدأ روحى


ست البنات


الحلقه العشرون


لم يكن هناك اسعد منه ولا اكثر عشقا ً وهياما ً كان ينام طوال ليله يحلم بذلك الأبن الذى سيأتى له بعدما تكبد الكثير من المشقه وبذل الكثير من اجله , فذلك الشعور لا يتقنه سوى المحرومون الذى اوشكا على اليأس بعدما طال بهم الأمل ولكن قدره الله هيا من تخلق من الالم أمل عظيم يجعل الروح تدب فينا من جديد وكذلك عمر الذى امضى سنوات دون اطفال وماجعل الأمر اصعب تلك الجلسات التى كان من الضرورى التعرض لها لمقاومه وكبح جماح مرض كاد ان يخسر فيه حياته والان بعدما علم انه على اعتاب حياه جديده بها طفل من صلبه يحمل اسمه تغيرت حياتنا للأفضل , فكان يرافقنى طول اليوم فلا يغيب عن ناظرى اأبدا وكلما أتته رسائل متأخره اعلم جيدا ً من مرسِلها كان يغلق الهاتف ليتفرغ لى وحدى فلم أعد أعبأ بأمر داليا بعد ذلك الوقت وأعلم ان الحياه القادمه لنا وليست لها , حتى عندما كان يذهب لعمله لم يعد يتأخر كما كان حتى وفى نومه اصبح ينام القليل فقط ليمكث معنا بعد ذلك , كل يوم يمر وذلك الطفل فى أحشائى كان يقترب منى عمر أكثر حتى تميم اصبح متعلقاً به أكثر منى فكان بكائه عويلا ً أذا انصرف عمر وتركه وكانت فرحته تتخطى الأفاف أّذا رآه قادما ً ولم ينغمس عمر فى سعادته بطفله وتركه بل على العكس كلما احضر غرضا َ لأبنه المستقبلى كان يحضر مثلها لتميم بل أكثر , كنت اعيش سعاده لا توصف وكان الجميع يشاطرنى تلك السعاده حتى صفي اتصل بى وهنئنى ودعا لى بالبركه , كل شئ كان يسير بنهج مقنن وكأننى أرسمه بعنايه حتى فقدته ....

لا أعلم كيف ولا أعلم لماذا ولا أعلم حتى لما تفعل بنا الدنيا هكذا , أكلما ضحكت لنا صفعتنا ثانيه ً او كلما رأت السعاده فى أعيننا استكثرتها علينا , لماذا أنا ولما يحدث لى ذلك ؟ , كيف أصحو من نومى فجأه فأجد كل أحلامى وآلامى تحولت لبقعه دماء ساريه , كيف ذهب الشعور منى فلم أشعر بشئ فى ذلك الوقت حتى عندما حملنى عمر وركض بى للمشفى كما حدث مع حرقى سابقا ً لم اكن اشعر بشئ !!

لم أكن أبكى

لم أكن أتألم 

لم أكن حتى أشعر

سمعت حديث الطبيب مع عمر وفهمت من بكائه انه فقد أملا ً كان يتعلق به كتعلق الغريق بتلك المقشه الملعونه , كان يصدم رأسه بالحائط وكأنه لا يعى ما يحدث وكنت انا لا اتحدث ولا اتجاوب , كنت انظر حولى فأرى الجميع باكون فأغمض عينى وارتخى فى سريرى واغلق النور المجاور لى حتى لا أرى أحد , لم أرهق نفسى بالتفكير ولا وضع الأسباب فما حدث لم يكن له تفسيرا ً لدى 

عدت لبيتى هزيله تائهه مسحوبه اليدين شارده الذهن ولم يكن عمر بأقل منى احتضارا ً فلم يعد يتحدث إلى أحد ولم تعد الابتسامه تعرف طريقها لشفتيه , كل شئ انقلب على عقبيه فجأه حتى اننى لم استعبه بعد , فجأه تحول عمر من القريب للبعيد ومن الحبيب للغريب وكأننى انا من قتلت ابنه بيدى , كان يلومنى فى كل نظره وفى كل حديث , لا اعلم لم تلام الضحيه ولم ندوس بأقدامنا على المظلوم فنسحقه فليكفى ما تفعله الدنيا بنا لنكون اكثر رحمه ببعضنا لبعض ولكنى لم اجد تلك الرحمه من احد , كلما نام بجوارى أدار وجهه كى لا يواجهنى ولكما تحدث معى أقل حديثه او أنهاه سريعا ً , لا افهم ما حدث ولكنى اتيقن انه لم يعد ذلك الحبيب الذى يتوقف الوقت فى حضرته

كنت اشعر به وهوا يتسلل بجوار خارجا ً لا أعلم لماذا فكنت اتغافل كثيرا فما حدث لا يتحمل عواقب جديده ولكن زاد الامر وطالت مدته حتى قررت ان ارى ما كنت ارفض رؤيته وأكذب نفسى أذا حدثتنى به , تسللت انا الاخرى خلفه وسمعته وهوا يحدثها 

سمعته يلومنى على اهمالى لطفله

سمعته يبكى ايامه وسوء حاله

سمعته يبكى بين يديها 

سمعته يخوننى وانا التى اخلصت له ما طال الأمد وما قصر 

لم استطع ان اتغافل أكثر او احيا كما تحيا الباقيات فمن يقبل بالذى والامتهان لا يلوم الا نفسه وانا لم اقبل بذلك قبلا ً لضعف منى ولكن لحب شديد وطأ فى قلبى فأغلق فمه وعقله وشعوره كنت اظن انها أتربه صيفيه تصيب المرء فى عينيه فتعمى قلبه وماتلبث ان تزول وتتضح الامور ولكن وجدتنى انا المخطئه فى النهايه فما فائده الحياه ان وضعتنا بين شقى رحا تطحن فينا ليلا ً ونهارا ً حتى يأكلنا السوس وينخر عظامنا , لم أعد قادره على المواصله ولا حتى الكذب على نفسى وإن من اشنع الكذبات هيا كذب الشخص على نفسه فيقلل منها ويضع عصابه ً على عينيى الحقيقه فنسير كالكائنات الأخرى مغلقه العين والفم 

كان لابد للمواجهه ان تأتى يوما ً ولكنى كنت أؤخرها قد المستطاع , فما إن واجهت حتى أتخذت قرارا ً حاسما ً لا رجعه فيه , فما فائده المواجهه الا ان تكون كالسيف الحسام الذى يشق الأمر شقا ً 

انتظرت حتى أنهى محادثته وسمعت جميل قوله بأذنى وهوا يقال لغيرى فصمدت وانتظرت حتى ولج غرفتى ووقف أمامى وفتحت امامه صفحات الحقيقه المغطاه منذ كثير

- خلصت كلام معاها ؟

- انتى صاحيه ؟

- اكيد مش هتكلم وانا نايمه

- انا تعبان وعايز انام

- وانا كمان تعبانه وعايزه اتكلم

- بعدين ياميراس انا مش رايق دلوقتى

- مش رايق ليا لكن رايق لغيرى

- غيرك مين ؟ بطلى التخاريف اللى فى دماغك دى

- تفتكر زمان ياعمر انا قولتلك انى موافقه اكون زوجه احتياطيه وانك ترجع داليا ومستعده اعيش طول عمرى كدا ومش هتكلم , ومن زمان اكتر وافقت انى حتى مكونش زوجه احتياطيه واتركن على الرف وبرده وافقت , مسألتش نفسك ياعمر انا كنت بوافق ليه ؟

- لا مسألتش 

- طيب هقولك انا بدل ما تتعب نفسك بالأسئله , انا وافقت اكون ولا حاجه فى حضورك علشان بس تكون سعيده , علشان مشوفش فى عيونك نظره تشتت او ندم تقطع قلبى , علشان محسش انك موجوع فاتوجع انا ألف ألف مره , انا كنت بوافق ألغى نفسي وشخصيتى وحقى علشان انت كنت بالنسبه لى كل اللى اتمناه واحلم بيه , كان نفسى اسعدك وكان نفسى اعيش معاك عمرى كله وكان نفسى ,,,, كان نفسى يكون لى ابن منك , اللى راح دا ابنى انا كمان , كان جوايا بيتحرك وبحس بنبضه , كان بيتغذى من دمى ومن روحى , كان بالنسبه لى فرصه تخلينا نقرب اكتر من بعض , وبمجرد ما راح راحت معاه المعامله الكويسه والحياه الكويسه وحتى الاخلاص والوفاء ياعمر 

ليه يا عمر بتتعمد توجعنى وتدوس عليا وعايزنى حتى متألمش !!

ليه بتبقى عارف اللى بيكسرنى وتعمله , بتبقى متأكد ان الحاجه دى مهينه اوى بالنسبه لى ومبيفرقش معاك , ليه محبتنيش زى مانا حبيتك ؟

فى الاول كنت بقول اننا مش قريبين من بعض وانه متعرفش قد ايه انا بحبك وووو كلام كتير كدا كنت بضحك بيه على نفسى علشان ابررلك قله الأصل لكن دلوقتى واحنا عايشين مع بعض واقرب لبعض من اى حد ومسبتش حاجه تسعدك الا وعملتها , عمرى ماسبتك فى اى موقف حتى لو كان اشدهم , طول الوقت موافقاك على اى حاجه بتقولها ومعاك فى كل خطوه بخاف على صحتك وسعادتك وراحتك اكتر ما بخاف على نفسى مليون مره , مقصرتش معاك فى حاجه ولو قصرت قولى فى وشى انى مقصره , سبت اللى اتمنت لك الحياه حتى لو كنت هتاخدها من روحها وجريت على اللى اتمنت لك الموت والعذاب , سبت حضنى اللى ياما ضمك لما سابك الباقيين علشان تروح تكلم واحده عمرها ماحبتك نص الحب اللى حبيتهولك وتبكى بين ايديها 

انا عارفه كويس انك مش قادر تنطق ولا حتى ترفع عينك فيا علشان عارف كويس انا بعمل ايه وانت بتعمل ايه , بكل بساطه انا ببنى وانت بتهد , انا ماسكه حياتنا بإديا الاتنين عماله احاول انى اخليها تستمر حتى لو كانت ايديا بتنزف وانت بكل بساطه بتسيبها و تمشى لا وكمان بتشيل طوبها طوبه طوبه وانت ماشى 

انا لما جيت على كرامتى وسكت على حاجات كتيييراوى كانت ممكن تنهى حياتنا من البدايه انت افتكرت انك ملكتنى وانا هموت من غيرك واقذر احساس ياعمر هوا احساس التملك اللى يخليك تدوس وتكسر وتجرح وتوجع وانت عارف ان اللى قدامك مش هيطلع صوت حتى وهوا بيبكى فيزيدك جبروت وظلم , بس انا دلوقتى بقولك خلاص ياعمر

- انا اسف ياحبيبتى , صدقينى انا مش قاصد اضايقك يمكن غباء منى او سوء فهم بس انتى عارفه انا بحبك قد ايه

- اللى بيحب ياعمر مبيخونش , اللى بيحب بيخلص ويوفى , اللى بيحب مبيوجعش حبيبه دا بيتمنى الرضا لحبيبه حتى لو على حساب نفسه , انا حبيتك ياعمر وعلشان حبيتك ضعفت واتهاونت فى حق نفسى لكن انت مستحيل تكون حبتى وفى اول أزمه حصلت بينا سبتنى 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


- انا مسبتكيش يا ميراس , انا معاكى اهو ياحبيبتى

- معايا بجسمك ؟! كلامك وروحك ومشاعرك مع واحده تانيه وتقولى انا معاكى

- والله يا ميراس هيا اللى كلمتنى وهيا اللى كانت بتلح عليا حتى تعالى وانا اوريكى الرسايل بتاعتها وشوفى كانت بتبعتلى كام رساله وانا كنت مكبر دماغى

- انا عارفه كل حاجه ياعمر ومش معنى انى ساكته ابقى غبيه ساعات بنسكت علشان خايفين من المواجه او بنسكت علشان مفيناش حيل نجادل , بنسكت علشان المركب تمشى لحد ما لمركب تغرق ياعمر

- متقوليش كدا يا قلبى , دى مجرد مرحله وهتعدى

- وانا مش هقدر اعدى 

- يعنى ايه ياميراس

- يعنى من النهارده انت مش موجود فى حياتى ولو فاكر انى هموت بعدك صدقنى انت غلطان

اعلم جيدا ً ان الوقت متأخر وان كل من فى البيت وحتى خارجه نائمون ولكنى لم اطق الانتظار ولم استطيع تحمل وجودى بجواره طيله ساعات أخرى فما انتهى لابد له ان ينتهى الان وليس بعد سويعات , ادرت وجهى واتجهت ناحيه خزانه ملابسى افرغ محتوياتها واضعها فى حقائبى ولكنه لم يتركنى افعل ذلك وانما جزبنى من يدى يحاول احتضانى ولكنى ابعدته عنى بالقوه فلم اطق تلامس جسدينا فكيف لجسد يحتضن حبيب والقلب يحتضن آخر , عندما كان فى المشفى فى اشد اوقات مرضه كانت رائحته مزيج من الأدويه والبنج وبقايا الجلسات الكيماويه ومع ذلك كنت اعشق رائحته واعشق قربه أما الان فبالرغم من كثره المعطرات والمرطبات الا اننى انفر منه ولا اطيق ان اتحمل رائحته فى أنفى , فرائحته مزيج من الخيانه والكذب لا تُحتمل .

لكزته بعيدا ً فعاود الكره يحاول ان يقبل رأسى ويداى ولكنه كان قد سقط من نظرى سلفا ً ومن يسقط من نظر المرأه لا يعود بسهوله , صرخت فيه وابعدته بأقصى قوتى حتى اصطدم بقوائم السرير 

- ابعد عنى ياعمر , لو اعتذرت ألف سنه مش هغفر لك , لو جواك ليا ذكرى حلوه طلقنى فى هدوء لانى مش هكون ليك يوم زياده 

- دا اخر كلام عندك يا ميراس

- ايوه ياعمر

- انتى كدا بتهنينى ومتعمده تقللى منى 

- انت اللى قللت منى وهنتنى وانا دلوقتى بدافع عن اخر ذره كرامه عندى فلو سمحت متخلنيش امشى من البيت دا وانا بكرهك , على الاقل خلينى فاكره لك ايام حلوه ومواقف حلوه , طلقنى ياعمر مفيش داعى للمشاكل , اللى كان رابطنا راح 

- انتى طالق يا ميراس وانتى اللى هتيجى تتحايلى عليا اردك 

- انت موهوم ياعمر , موهوم ومغرور وأنانى

تركته وانصرفت حتى لا يحتدم النقاش بيننا أكثر فيتطور لذكرى سيئه تقبع فى الروح والعقل وحتى الزمن لن يستطيع محوها 

تركت له كل شئ حتى ملابسى وملابس تميم لم آخذها , فقط حملت ابنى وانصرفت فكيف لامرأه فقدت قلبا ً وحبا ً وزوجا ً ان تبحث عن بقايا اطلال زائله فليذهب كل شئ للجحيم الا ان يقهرنى حب ظننته يوما ً سيحيينى

من قرر ان المرأه لابد لها ان تكون مقرونه برجل حتى تكون ناجحه , هل المطلقه التى استطاعت ان تتحدى العالم وتصارع من اجل بقائها على وتيره طبيعيه دون ان تتأثر بأقوال وأحكام الجميع ليست ناجحه وهل الأرمله التى كُتب لها ان تربى اطفالا ً واستطاعت وحدها ان تجعلهم اسوياء يتشرف بهم العالم أجمع ليست ناجحه , والعذباء التى لم تلتق برجل يناسب حلمها ورغبتها ونجحت فى دراستها وواجهت المجتمع المقفرعديم الرحمه والانسانيه ليست ناجحه , نحن ناجحات بأنفسنا لا يٌشترط ان نكون متزوجات لنكون ناجحات ومتحملات للمسؤليه بل يتوجب علينا فقط ان نعلم فيما خلقنا الله وفيما وضعنا , فلكل إمرئ منا هدف خلقه الله من أجله , فمنا من يتعلم ويعلم ومنا من يربى وينشئ ومنا من ينجح ويتقدم , من الظلم ألا أشكو فتظن اننى استحق الألم , ومن القهر ان تضعنى فى مكان يقتلنى حيه كى تطلق عليا أحكامك الفاتره 

الان برغم اننى عدت لبيت ابى مره ثالثه الا ان تلك المره مختلفه , تلك المره لست منكسره ولا تسبقنى عبراتى , اليوم انا عائده برغبتى وقوتى وصمودى , رفضت وضعا ً كاد يقتل كل خليه حيه بداخلى , عدت مرفوعه الرأس ثابته الخطى , برغم ما حدث لم أقص لعمر ماحدث مع وفاء ولم اخبره انها كادت تقع تحت براثن من يظن انها الملجأ والملاذ الآمن , جعلته ينصاع لها ويركض ورائها ركض المحموم ولم اشفق عليه , يوما ً ما عندما ينسدل الستار ويعلم كل ذى عقل ما حدث سيندم أكثر من الان بكثير وإن من الغباء ان اعطيه كل ما سيجده بعد عناء طويل على طبق من فضه , فلقد فعلت ذلك من قبل كثيرا ً ولم يشكرنى أحدهم أما الان فعليه ان ينقب بنفسه 

اما انا فأنا الان اقف أمامكم فى ذلك البهو الرائع اقص لكم حكابتى , حكايه تلك الفتاه التى ظلمها المجتمع وكادت ان تمزقها الحياه حتى نجت من براثنها وتقف أمامكم الان بكل ثبات تعترف بأخطائها ولا تلوم سوى نفسها , تريدون ان تعلموا بقيه قصتى وكيف اصبحت هنا الان أحاضر فيكن ايتها الحسناوات وأغرس بيدى بذور الأصرار والنجاح لديكن, إذا سأقص لكم ما حدث بعدها وليتسع صدركم لى ....


الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرون


بداية الروايه من أولها هنا 👇


 رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي 




رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي 


انا " ميراس " لم اكن اتخيل يوما ان ذلك الرجل الذى مضيت عمرى بأكمله اعشقه فى صمت لن يكون لى بل اختار القدر ان يدهسنى بقدمه عندما تقدم اخوه لخطبتى . يومها بكيت كثيرا واخبرتهم برفضى الزواج لكننى استسلمت امام رغبه ابى ذلك الرجل الصعيدى صعب المراس الذى اقسم ان يزوجنى اياه حتى وان كان بلا مهر او شبكه . يومها سمعت ابى يتفق مع حبيبى ان يكون زفافى على اخوه بعد شهرين من الان فكان قلبى يتمزق ودموعى تنساب على وجنتيا كالسيول حتى سمعت " عمر " يخبره انه هوا الاخر سيتزوج معنا فى نفس اليوم . كانت صدمه اخرى تقع على مسمعى ولكنى اعتبرتها اشاره من الله لأتمامى ذلك الزفاف ونسيان " عمر " نهائيا . كنت اتعجب من سرعه اهل خطيبى " عابد " فى اتمام مراسم الزفاف ولكنى ارجعته لعاداتنا فى عدم اطاله الخطبه . كنت وقتها فى التاسعه عشر من العمر . انهيت دراستى وحصلت على دبلوم التجاره . كنت اشاهد فرحه امى وابى واخوتى فى اتمام الزفاف والاستعداد له فكنت اتقبل الواقع حتى لااكون سببا فى حزنهم . وبالفعل مضت تلك الايام وتزوجت انا وعابد وتزوج عمر من داليا جارتنا . خلال الايام الاولى كنت اعامل عابد ببرود شديد وبلاده ولكنه كان خفيف الظل وطيب القلب تحملنى كثيرا حتى شعرت ان ذلك الحب المزيف بينى وبين عمر كان حب مراهقه لا اكثر . مر شهرين بعد زفافنا كنا سعداء لا يشوب حياتنا شئ . ادركت حكمه القدر فى زواجى من عابد وكنت اعامل عمر كأخ ليس الا . حتى جاء اليوم المشؤوم الذي مرض فيه عابد فجأه وذهبنا به الى طبيب مشهور فى القاهره الذى اخبرنا انه يعانى من ورم فى الكبد فى مراحله المتأخره . لم ادرة بنفسي الا وانا اسقط ارضا وترتطم رأسي ببروده الارض . عندما افقت كان عابد يحتضن رأسي ويبكى . عندما افقت من الصدمه قمت مفزوعه وانا انظر اليه ودموعى تنساب بلا اراده منى . وجدته ينظر للأسفل مطأطأ رأسه . سئلته بدهشه عارمه أكان يعرف بذلك المرض ؟ . اومأ برأسه مجيبا . انهرت وصرت اصرخ وابكى لا ادرى اكنت ابكى عليه حزنا او منه كرها او على نفسي شفقه . امسك بيدى قبلها واخبرنى انه كان لديه امل كبير فى الشفاء لذلك لم يخبرنى . ظللت ابكى وهوا يبكى حتى مضت اكثر من ساعه . ثم امسكت بيده واقسمت عليه ان يستكمل علاجه وانا سأسانده وخرجت من 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

غرفه كنت نائمه بها عندما اغمى على داخل المشفي وناديت الطبيب واخبرته ان عابد سيستكمل علاجه . اخبرنى الطبيب انه سيبذل قصارى جهده مع عابد ولكن الامر بيد الله . مر شهران اخران كان يأخذ خلالها جلسات الكيماوى والاشعاعى حتى خارت قواه وللاسف اصبح المرض اكثر شراسه وبين يوم والاخر اختفى عابد ... مات فجأه . مات محتضنا يدى الى صدره . عادت الدموع لمقلتى مره اخرى ولم استطع منعها من النزول فكان يشفق على الجميع . وعدت الى بيت والدى شابه صغيره لم تصل لعامها العشرون بعد ولكن ارمله . ظللت لأيام رافضه الطعام والشراب حتى انهرت تماما وسقطت مره اخرى . حملنى اخى وركض ابى الى الوحده الصحيه وعندما استفقت وجدت الجميع يبكى وكأن عابد مات اليوم . ووجدت بينهم والده عابد وعمر . نظرت اليهم لا افهم شيئا من بكائهم وسئلتهم ماذا حدث . فألقوا على مسمعى صدمه اخرى وعرفت اننى حامل . عدت لبيت ابى غير مصدقه ماسمعت ابكى على مصير ابنى الذى لم يأت للحياه بعد وكتب عليه ان يكون يتيما بلا اب . مر اسبوع لم ابرح مكانى ولم اغادر غرفتى فكانت امى تدخل الطعام لفمى عنوه حتى لايموت ذلك الكائن الذى لا ذنب له . وبعد اسبوع اتت والده عابد ومعها عمر الى بيت والدى . خرجت لها شاحبه الوجه بعد ان كانت وجنتيا مشربه بالحمره . نحيله الجسد بعد امتلائه . صامته لا اتحدث . جلست انا وابى وامى واخى " طه " الاكبر منى مع والده عابد واخاه . بعد ان انتهت فقره السلام والاطمئنان نظرت الى والده عابد وقالت " ياابنتى لقد تزوجتى ابنى عابد ولكن قدر الله ان يموت وقدر ايضا ان يكون له ذريه تحيي اسمه . فلا تحرمينا منه كما حرمنا من ابوه " . اخبرتها اننى لن احرمها من حفيدها وسأتى به اليها باستمرار ليعوضها فقدان زوجها وابنها . ولكنها قالت بوضوح " ياابنتى نحن نريد لابننا ان يكبر فى بيت ابيه فنراه طوال الوقت ليعوضنا غياب ابيه ويربط على قلوبنا " نكست رأسي للاسفل واخبرتها اننى لا استطيع ان اعيش معهم بعد وفاه عابد فانا الان غريبه عنهم . نظرت الى ونطقت جملتها الصادمه التى الجمت لسانى " انا بطلب منك يابنتى ان توافقى بالزواج من عمر حتى يترعرع ابننا وسطنا وفى كنف عمه فلن يشعر بفقدان ابيه وان وافقتى سيكون هذا افضل ماتفعليه لابنك " نظرت الى عمر غير مصدقه مااسمع وجدته طأطأ رأسه للاسفل . لم افهم ماذا يقصد ولكنى سئلتها عن زوجته قالت انها موافقه حبا فى ابن عابد وشفقه عليه . نظرت لأبى واخى فرد كليهما ان هذا الحل هوا الافضل بالطبع . لم ادرى وقتها بما اشعر هل انا سعيده الان اننى سأتزوج الرجل الذى تمنيت الزواج منه طيله حياتى ام ان كل شئ تغير الان . رفضت كثيرا واوشكت على مغادره الردهه ولكن والده عابد بكت وحلفتنى برحمه عابد وحياه ذلك الطفل اليتيم ان اوافق صمت ونكست رأسي واخبرتهم اننى موافقه فليفعلوا مايحلو لهم . وبعد شهر كنت قد تزوجت عمر وعدت لبيت الزوجيه ولكن فى شقه اخرى وكان ذلك اول يوم لى انا وعمر بعدما ذهب الناس ودخلنا شقتنا واصبحنا وحدنا 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رواية ست البنات

الحلقه الثانيه 


عندما تقدم عمر لخطبتى او بالأحرى تقدمت والدته وطلبت موافقتى على زواجى منه كنت قتها اقترب من بدايه شهرى الخامس فى الحمل , لم ادرى وقتها بما شعرت , هل كنت سعيده لكى تحقق حلمى الذى تمنيته كثيرا من قبل , ام حزينه لفراق رجل لم ارى منه السوء بل اكرمنى واحبنى حتى وان لم يطل زواجنا سوى شهور قليله جدا , لم ادرى ماذا افعل وبمن استعين فى ذلك الوقت فعندما نظرت لأبى وأخى وجدتهم لم يعترضوا ومع إلحاح والده عابد رحمه الله لم استطيع المقاومه اكثر ولكنى طلبت منها الا يسرى قرارى الان وان تتركنى افكر حتى يحين موعد ولادتى وقتها سأكون استجمعت شتات امرى واستطعت التفكير بعقلانيه اكثر , وبالطبع وافقت وانصرفت هيا وعمر الذى لم يتحدث اطلاقا ً فى تلك الجلسه ولم ارى وجهه مره اخرى الا يوم والدتى لأبنى " تميم " انا من اسميته فهوا لى تميمه الحظ والسعاده الآتى وهبها الله كى تسعد قلبى وتعطى لحياتى معنى , يوم ان رئيته ذلك الصغير احمر الوجه والجسد مغلق العينين رقيق الملامح شعرت ان روحى عادت لجسدى من جديد واقسمت ان ابذل من اجله الغالى والنفيس حتى لا يحزن ابدا , يومها جاء عمر واخته " وفاء " ووالدته وباركا لى على مولودى وكانت دموع الحاضرين تسبق فرحتهم وكل من حمل ابنى شعرت ان روح عابد تكمن بداخله فكان هوا تميمه السعاده للجميع , يومها اقترب منى عمر وهنئنى بقدوم مولودى وحمله و كبر فى اذنه وكان اكثرهم سعاده به , جعلنى اشعر ان هذا الطفل وهب له الله فرصه اخرى ليكون له اب يحبه ويحن عليه وبدء قلبى يميل لاستكمال هذا الزواج .

يوم سبوع تميم احضر عمر كافه المستلزمات وحضر السبوع اغلب اهالى بلدتنا مهنئين ومباركين وداعين له بطول العمر ليكن سلفا ً طيبا ً لأبيه فلم اكن وحيده ولم يكن ابنى يتيما ً , وبعد انصراف كافه المدعوون جذبتنى والده عابد لنجلس 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

وحدنا ونتحدث سويا ً

- احنا لسه عند اتفاقنا مش كدا ؟

نظرت للأسفل ثم نظرت اليها وسئلتها

- انتى متأكده ان داليا موافقه ؟

ربتت على يدى واجابت بسرعه

- احنا قولنالها وهيا موافقه ومفيش غيرك انتى اللى تأكدى موافقتك علشان نجهز الشقه

منزل اهل عابد عباره عن ثلاثه ادوار وكل دور به شقتان متقابلتان فكان الدور الاول بيت العائله الذى يتجمع به الجميع فالشقتان مفتوحتان على بعضهم البعض , والدور الثانى كانت شقه عمر وداليا ويقابلها شقتى انا وعابد ولكن الان تم اغلاق تلك الشقه نهائيا وتم التبرع بمحتوياتها صدقه على روح عابد وتنوى والده عابد ان تجهز لى الشقه فى الدور الثالث لتكون شقتى انا وعمر , اجبتها بهدوء

- ماشى ياماما انا موافقه

تهللت اساريرها واحتضنتنى بلهفه وسعاده غامره فأنا اعلم جيدا انها لن تطيق ابتعاد تميم عنها اكثر من ذلك فكل يوم يمر بدون وجوده بجوارها يجعلها تقطع الطريق ركضا ً لرؤيته , وبالفعل بعدما استعدت صحتى واطمئنيت على تميم تم الزواج , بلا مراسم ولا مدعوين فقط كان المأذون معه اخى وابى وعمر ووالدتى وحماتى واخت عمر وقله قليله من الاهل المقربين , كتبوا الكتاب واشهروا الزواج وحملت ابنى وارتديت عبائتى السوداء التى لم اغير لونها منذ وفاه عابد وذهبت معهم الى شقتى الجديده ,

بمجرد وصولى رئيت داليا تجلس فى ردهه شقه العائله , تلجلت قليلا اثناء دخولى ولكنى استجمعت شجاعتى واقتربت منها ومديت يدى لها كى اصافحها ولكنها لم تبرح مجلسها بل رمقتنى بنظره ناريه جعلت قلبى يزداد خفقانه ولكنى استمريت فى اتجاهى ناحيتها ومددت لها يدى وانتظرت لحظات قبل ان تمد يدها هيا الاخرى وتصافحنى عن بعد , ابتسمت لها وقلبى يتمزق فقد كانت داليا صديقتى فى هذا المنزل والان انقلبت تلك الصداقه لعداء ولكنى اتفهم موقفها جيدا ولن اتضايق منها مهما حدث ففى النهايه انا الدخيله التى اقتحمت حياتهم الزوجيه وفرضت نفسها او بالأحرى فرضتها الظروف , لاحظت والده زوجى ماحدث وحاولت اصلاح الامور فطلبت منى ان اذهب لشقتى لأستريح فاليوم كان طويلا وعرضت على ان تأخذ تميم ليبيت معها فهيا تشتاق له كثيرا ً ولكنى اعتذرت منها واخبرتها اننى لا استطيع النوم بدونه واستأذنت منه وصعدت لشقتى , انقبض قلبى عندما فتحتها ودخلت وتذكرت يوم زفافى على عابد وكيف كانت الفرحه تملأ الأجواء والضحكات تصدح فى المكان والزغاريد والغناء والمباركات والتهانى حتى وان كنت وقتها لست سعيده بذلك الزواج ولكن فرحه من حولى كانت تعطينى دافعا ً للسعاده وكيف كان عابد يرقص فرحا ً يومها اكثر من عمر الذى تزوج معنا بنفس اليوم اما الان فأدخل شقتى وحدى حامله طفلى الذى لا اعلم مصيره ولا مصيرى وسط حزن الاخرين وعدم رغبتهم فى وجودى , سميت الله ودخلت وانا ادعوه ان يصلح لى حالى وان يرشدنى للصواب , كانت الشقه مفروشه بأثاث جميل وكأنها لعروس جديده ولكن لا روح فيها , دخلت غرفه النوم كانت تحتوى على سرير كبير فى المنتصف وُضع عليه ملائه بيضاء ومفرش سكرى اللون وبجواره على الجانبين كان هناك كومود صغير عليه مزهريه مضيئه وتسريحه بها بعض ادوات المكياج ودولاب به بعض الملابس الجديده التى اشتريتها فى زواجى ولم ارتديها وهناك بعض الملابس النسائيه الجديده اعتقد ان والده زوجى هيا من اشترت كل هذا , وضعت تميم على السرير فكان نائما ً كالملاك وغيرت ملابسى وارتديت عبائه من المعلقات فى خزانتى وصليت العشاء واستلقيت بجوار ابنى افكر فى كل ماحدث لى منذ تقدم عابد لخطبتى حتى الان , شردت فى تفكيرى ولم يخرجنى منه سوى صوت طرقات على باب شقتى , نهضت من مجلسى وذهبت لأفتح به واذا بى اجد عمر امامى , تلجلت عندما رأيته ودعوته للدخول وانصرفت انا مسرعه احضرت حجابى ووضعته فوق رأٍسي وعدت له وجدته جالسا فى الردهه و تاركا ً باب الشقه مفتوح , بخطوات متثاقله ذهبت اليه فأشار لى بالجلوس فى المقعد المقابل له , كالطفله جلست خائفه مرتجفه اخشى ماسأسمع وكأننى انتظر نتيجتى فى الاختبار , بدء عمر حديثه الخاص معى لأول مره وفاه عابد 


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

- بصى ياميراس انا جيتلك دلوقتى علشان افهمك حاجات اساسيه فى حياتنا هتريحنا بعد كدا 

اومأت برأسى بالايجاب وقلت له 

- اتفضل

صمت قليلا ً ثم استطرد

- انا اتجوزتك علشان ابن اخويا ميبقاش يتيم ولا يتربى مع راجل غريب ويفضل قصاد عنينا نراعيه ونحاجى عليه وعلشان امى حلفتنى برحمه اخويا ماافرط فى ولده , لكن انا عايزك تعرفى كويس انى بحب مراتى وحياتنا مفيهاش اى حاجه تنغصها حتى لو كان لسه ربنا مأردش يكون لنا عيال بس مش مهم احنا بنحب بعض وهيا عندى اغلى من ميه عيل 


كان وقع كلماته كالسياط تمزق قلبى وتٌدمى جسدى ولكنى ابتسمت له ولم انبس ببنت شفه حتى يٌخرج كل مافى جعبته فاستطرد :

- انا بقولك الكلام دا علشان تعرفى انك بالنسبه لى اختى ومعتقدش ان قعدتنا دى هتتكرر وابن اخويا ملزوم منى وفى رقابتى وطلباتك كمان فى رقبتى وانتى يابنت الناس هتعيشى معانا وتربى ابنك زى اى ست مابتعمل وانا لحد كدا عدانى العيب 


مازلت ارسم تلك الابتسامه على شفتاى واتلقى صفعات كلماته وكأنها موجهه لغيرى حتى انهى حديثه وهم بالخروج دون ان انطق بحرف واحد , خرج مسرعا ً وتركنى مازلت جالسه فى مقعدى لا اتحدث ولا اتحرك ولا اشعر ... لا اشعر بأى شئ لا اشعر بحزن ولا بفرح وكأن قلبى نُزع منه الشعور فأصبح جمادا ً لا ينبض ولا يشعر فصرت كالأموات الأحياء اتحرك بلا روح فقط الخوف هوا الشعور الوحيد الذى يجتاح جنبانى واتسائل دوما ماذا يخبأ لى القدر وماذا سيحدث لى هنا ..


ست البنات


الحلقه الثالثه


لم تدم صدمتى طويلا حتى تذكرت ان لوجودى فى هذه الحياه سبب يكاد يكون سبب كونى جزء منها وهوا ابنى " تميم " ان كنت قد انهرت سابقا ً ودب الحزن والوهن لقلبى وجسدى فلن اتركه يفعل بى ذلك الان , فإن سقطت سيسقط بعدى ولذلك قررت ان أحيا من أجله , خلعت حجابى وتركته على المقعد ودخلت غرفه نومى لأستلقى , لكن اثناء مرورى بجانب المرآه لمحت انعكاسى الباهت , عدت للخلف ونظرت بتمعن لتقاسيم وجهى التى اصبحت عليها , مازلت كما انا بيضاء البشره لكن ليس ذلك اللون الأبيض المطعم بالورى ولكن أبيض باهت كأن الدماء تركت عروقى فارغه , يوجد أسفل عيناى هالات سوداء بدئت فى الأنتشار لتشمل جزءً اكبر , عيناى السوداوتين الواسعتين الآتى كان يتغزل بهما كل من رآنى اصبحتا شاحبتين منكسرتين وشعرى الناعم الطويل فحمى اللون تكسر وتقصف واصبح ضعيفا ً هامدا ً كروح صاحبته , حتى شفتاى المفعمتان بالدماء أصبحتا مرتعشتين , خسرت من وزنى أكثر من عشره كيلوات ومازلت اخسر , للحظات مرت وانا انظر لنفسى وعيناى شبه مغلقتان ليس نُعاساً ولكن يأسا ً ولكنى عندما لمحت تميم تلك الهديه التى اعطانى إياها الله شعرت بالحياه تدب فى عروقى , أخذت نفسا ً عميقا ً وأمسكت بأحمر الشفاه الموضوع أمامى ولأول مره منذ فتره طويله جعلته يلامس شفتاى حتى عادت الحيويه 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

لهم من جديد ومن ثم أمسكت مكحلتى ورسمت عيناى فبرز جمالهما الفرعونى , كنت كلما رئيت الحياه تعود لوجهى كانت قامتى المنحنيه تزداد انتصابا ً حتى اصبحت أنظر لانعكاسى برضا وشعرت ان هامتى وصلت لعنان السماء , فلن يكسرنى أحد ولن أعود للخلف , كان تميم قد استيقظ فحملته ورفعته امام وجهى وقلت له انظر ماذا فعلت بأمك فقد وهبتها حياه أخرى تضاف لحياتها الباهته , قبلته ولعبت معه وشعرت معه بالأنس وكأن حياتى يملأها الكثيرون حتى اغمضنا أعيننا وروحنا فى سبات عميق لم ينتزعنى منه سوى صوت عالى سمعته يتخلل أذنى .


استيقظت من نومى فزعه ظننت ان هناك عراكا ً بالأسفل فانتبهت للحديث أكثر فقد كانت نافذه غرفه نومى تطل على القبو المكشوف ومنه على مطبخ الدور الأول حيث شقه العائله , نهضت واقتربت من النافذه لأتبين ماذا يحدث بالأسفل فسمعت صوت داليا تتحدث الى والدة زوجى ولكنى لم اتبين الحديث سوى سماعى لأسمى يتردد اكثر من مره , نظرت للساعه المعلقه على الحائط وكانت تشير للحادثه عشر ظهرا ً , دخلت أخذت حماما ً وارضعت تميم وارتديت عبائتى ونزلت للأسفل , وكلما خطوت للأسفل كلما تبينت حديثهم أكثر وعرفت مما سمعت ان داليا تطالب والدة زوجى بالتنبيه على ان استيقظ باكرا ً واساعدها فى كافه شئون المنزل , عرفت ان مشوارى مع داليا طويلا ً ولكى اتخطاه عليا بالصبر والتغافل فتصنعت اننى لم اسمع شيئا ً وألقيت عليهم السلام وأعطيت تميم لجدته التى ترتد لها روحها برؤيته ودخلت المطبخ مع داليا ووفاء اساعدهم .

دخلت والقيت السلام فردت وفاء بسرعه وردت داليا بصوت خافت فابتسمت لهم وامسكت بالأطباق الملقاه فى الحوض وبدئت بغسيلها , وقتها كانت وفاء تجهز الغداء وتضعه فى الأطباق لنتناوله جميعا ً فكانت عاداتنا وقت زواجى بعابد ان نتناول طعامنا سويا ً وهذه طباعنا فى بلدتنا وبيوت العائله التى نتزوج فيها , ولكن وفاء كانت تجهز صينيه خاصه اخرى علمت انها لعمر ولكنى لم القى بالا ً حتى انتهت من اعدادها وتحدثت الينا بمرح

- انا جهزت الأكل وحد فيكم بقى يطلعه لعمر علشان يتغدى

كانت داليا وقتها تنهى تحضير طبق السلطه عندما سمعت جملة وفاء القت السكينه من يدها وانفجرت فيها كالثور الهائج

- انتى اتجننتى ولا ايه ياوفاء ومن امتى عمر بياكل من أيد حد تانى غير مراته حبيبته وبعدين عمر نايم مينفعش حد غريب يدخل عليه

قالتها وامسكت بالصينيه المحمله بالطعام واستكملت حديثها بغنج مقصود 

- اتغدوا انتوا بقى مع بعض وانا هطلع اتغدى مع جوزى أصلى بعرف افتح نفسه كويس

قالتها واطلقت ضحكه عاليه اعلم جيدا ً انها تريد بها كيدى ولكنها لا تعلم انه لم يتبقى بداخلى اى مشاعر أنثويه تجعلنى اقع تحت وطأه كيد النساء , لذلك لم التفت لها نهائيا ً واستكملت غسيل الاطباق كأنى لم أسمع شيئا ً وحاولت وفاء استدراك الأمر فأقسمت ان اقوم وستكمل هيا باقى الأطباق حتى اذهب لتميم , وافقت تحت إلحاحها الشديد وذهبت لأرى تميم فوجدته نائم بجوار جدته , اقتربت منهم لأجلس بجوارهم ولكن طرقات على باب البيت جعلتنى اذهب وافتح لأجد امى وابى واخى وخالتى وعماتى أتوا لمباركتى , عندما رأيتهم تعجبت من قدومهم حتى استدركت اننى تزوجت البارحه ولذلك فهم يعتقدون انه زواج حقيقى يأتون ليباركوا ‘تمامه ومعهم كل مالذ وطاب ولكنهم صُدموا عندما رأونى انا من أفتح الباب ولست فى شقتى كعروس جديد ولكنهم احتضنونى وهنئونى ودخلوا القوا السلام على والده زوجى ووفاء ووضعوا كل ما أتوا به , تبادلنا اطراف الحديث وانتهت المقدِمات والسلامات حتى بدئوا فى السؤال عن عمر , تلجلجت والدة زوجى واخبرتهم انه كان هنا الان ولكنه صعد ليبدل ملابسه , ابتسمت وصدقت على كلامها ونادت هيا على عمر واخبرته ان اقاربى هنا فليأتى لإلقاء السلام , مضت الدقائق طويله حتى أتى عمر ومعه داليا متأبطه زراعه , صُدم الجميع عندما رأوا داليا مرتديه عبائه شيفونيه ورديه اللون مُرصعه بالأحجار وعلى وجهها تبرج كامل وكأنها هيا العروس ولست انا من ترتدى عبائه قطنيه كحلية اللون بل وتعمدت الدخول متأبطه زراعه لم تنفك تتركها حتى وهيا تسلم على الجالسين , حتى انتهت فقره السلام وجلسا بجوار بعضهم البعض بعيدا ً عنى .

ساد الصمت بين الجميع وابتدت الهمهمات ولم تستطع والده زوجى استدارك الامور كما تفعل كل مره حتى بعد ان حاولت إلهائهم بمواضيع اخرى ولكنها لم تجد استجايه من الجالسين فصمتت هيا الاخرى حتى ناداتنى أمى وأشارت لى بالدخول لغرفه نوم وفاء وحدنا .

دخلت هيا وتبعتها وبمجرد دخولى اغلقت الباب خلفى وسئلتنى والشرر يتطاير من عينيها :

- ممكن تفهمينى ايه اللى بيحصل 

اجبتها بهدوء :

- الطبيعى ياماما

جلست بجوارى على سرسر وفاء وسئلتنى بحده اكثر :

- يعنى ايه الطبيعى , ازاى تبقى ليله دخلتك امبارح وينزل هوا مع مراته الاولانيه ماسكين ايد بعض ولا حتى يعبرك كأنك مش موجوده 

نكست رأسى للأسفل ولم أجب فاستطردت

- ريحى قلبى يابنتى الله يرضى عنك

رفعت رأسى وانا اقاوم دموعى حتى لا تنفلت رغماً عنى وفسرت لها كل شئ

- عمر اتجوزنى علشان تميم ميترباش مع حد غريب وقالهالى بوضوح انى اخته وجوازى منه على ورق علشان ميضمنش انى اتجوز حد غريب واربى ابن اخوه بعيد عنهم 

نهضت امى من جلستها تكاد تشتعل غيظا ً وعلا صوتها وأحمر وجهها حتى خشيت ان تخرج لهم فيحدث مالا يحمد عقباه ولكنها تمالكت نفسها وردتت بصوت مقهور

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


- لكن دا حرام , انتى لسه صغيره علشان تترهبنى وتعيشى تربى ابنك , دا انتى متجوزتيش غير اربع شهور ومنهم شهرين فى المستشفيات , يعنى دا جزائنا علشان وافقنا تتجوزى اخو عابد , طيب طالما بيحب مراته ومش هيعاملك كزوجه حقيقيه اتجوزك ليه كان سابك تقابلى صاحب النصيب يمكن كان عوضك على جوزاتك اللى اتظلمتى فيها , يعنى تتظلمى معاه ومع اخوه

وضعت يدى حول فمها استحلفها ان تخفض صوتها وان تهدئ من روعها فأنا لا اريد هموم جديده واقنعتها اننى راضيه بذلك الامر جدا وأثق ان القدر يخبئ لى الافضل .


راحت امى فى نوبه بكاء شديده حتى اوشكت على الصراخ فاحتضنتها وطمأنتها وأستحلفتها بكل غالى الا تتحدث فى ذلك الأمر مع أحد وان توهم من بالخارج اننى سعيده مع عمر ومافعلته داليا غيره نساء لا أكثر , فى البدايه رفضت واقسمت الا ينتهى ذلك الأمر على خير ولكنى حلفتها بحايتى وحياه تميم وأقسمت عليها الا تخبر أحد اذا كانت راحتى تهمها حتى رضخت لمطلبى ومسحت دموعها وخرجنا سويا ً نتصنع الضحك حتى لا نجذب أنتباه أحد , بالطبع كانت أعين الحاضرين تتفرسنا محاوله استكشاف ما دار بيننا فى الداخل ولكن سريعا ً استئذنت امى وطلبت من ابى ان يكونوا ضيوفا َ خفافا ً وألقت السلام دون ان تمد يدها لأحد وكانت اول المنصرفين ولكنها لم تنسي ان ترمق عمر بنظره ناريه جعلته يفهم جيداً ما دار بيننا بالداخل .

انصرف الجميع وجلسنا جميعاً لا نتحدث ولا ينظر أحدنا للآخر باستثناء داليا التى لم تكف عن الضحك والتهامس مع عمر وتصنع تلك الحركات الطفوليه التى لم يجاريها عمر فيها وكان قليل الحديث , استئذنتهم انا الاخرى وأخذت تميم وصعدت لشقتى وتركتهم يتحاورون بحريه , وبالفعل ما إن صعدت حتى سمعت صوت عمر يوجه حديثه لداليا :

- مكنش فيه لزوه للى عملتيه دا ياداليا 

تحولت لهجتها وأجابت بغضب :

- ليه صعبت عليك الهانم ولا ايه , طب ما تقوم تطلعلها احسن 

استكملت والده زوجى الحديث معها بهدوء يشوبه الغصب 

- يابنتى عيب تعملى كدا قدام اهلها انتى عاوزه الناس تاكل وشنا 

كالعاده اجابت داليا بصوت عالى وثوره عارمه جعلتنى اسمع حديثها بوضوح وانا امام شقتى

- يعنى انا الغلطانه دلوقتى مش كفايه انى وافقت على المهزله دى وكمان بتغلطونى , انا فعلا غلطانه بس غلطانه انى وافقت من الاول

فتحت شقتى ودخلت واغلقت الباب خلفى فلا اريد سماع المزيد ولا اريد سماع ما يؤلمنى ويمزق قلبى , فأغلقت كافه النوافذ حتى لا يصلنى منهم اى صوت وفتحت التلفاز ورفعت صوته وشغلت نفسى بالتغيير لتميم حتى رن هاتفى برقم غريب ومحادثه غريبه


ست البنات


الحلقه الرابعة

دق هاتفى برقم غريب لم يكن مسجل ضمن قائمه الاتصالات لدى , تجاهلته ولم ألق له بالا وعدت لاستكمال ماكنت افعل ولكنه دق مره أخرى فى اصرار وكأنه لم ينفك يرن حتى أجيب , كان من طبعى ألا أجيب على أى رقم غريب فقد كانت الردود على الهاتف بمعايير فى منزلنا وكان أبى يستاء عندما يجدنى اتحدث لوقت طويل ولكنى الان احتاج لمحادثه أى شئ يؤنسنى ويطوى ذلك الوقت الذى لا يمر , شعرت انها ربما تكون صديقتى " همسه " صديقتى الصدوق منذ أيام المدرسه الأبتدائيه مرورا بالأعداديه ثم الدبلوم الفنى التجارى ولكنى احفظ رقمها جيدا , ترددت قليلا ثم قررت أن أجيب وليكن ما يكن , اجبت بصوت جعلته صارما ً بألا يكون هناك غريب

- السلام عليكم

أتانى صوتا ً ذكوريا ً يجيب بلهفه 

- عليكم السلام ورحمه الله , اخيرا رديتى

سئلته باقتضاب :

- مين معايا ؟

اجاب بصوت ساخر وضحكه خافته

- نسيتى صوت ابن خالتك

" صفي " أبن خالتى " رباب " الأصغر , أمى من أسمته صفي ليتشابه اسميهما فهيا صفوانه وهوا صفي , تحبه وكأنه أبنها الثالث , الفارق بيننا شهور قليله فعندما وُلدت أنا كان هوا أبن السته أشهر , لحقت به فى جميع سنوات الدراسه ولكنه استكمل تعليمه الثانوى والتحق بكليه التجارة أما أنا بأنهيت تعليمى الفنى ومكثت فى المنزل , تعجبت عندما سمعت صوته فمنذ التحق بالجامعه فى القاهره وترك بلدتنا السلمانيه بالدقهليه لم أره وحتى لم يحضر زواجى على عابد او حتى على عمر ولم يهاتفنى قط من قبل , لذلك عندما وجدته هوا المتصل ارتجف قلبى خوفا ً على أمى خشيه ان يكون أصابها شئ , فأجبته وانا أرتعد

- خير ياصفي , امى كويسه ؟

اجاب بهدوء :

- ايوه كويسه الحمد لله انتى قلقانه ليه كدا ؟

اخذت شهيقا ً طويلا وحمدت الله ثم استدركت انه مازال على الهاتف فسئلته بضيق 

- طيب بتتصل بيا ليه ؟

صمت قليلا ثم أجاب وقد تبدلت نبرته وظهر الحرج جليا ً على صوته

- معليش يابنت خالتى لو كنت ضايقتك انا اسف

أنبتنى نفسى على تلك الطريقه الجافه التى أحدثه بها وتابعت حديثى بنبره أهدء

- مش قصدى يا صفي بس خوفت تكون امى تعبانه

استكمل حديثه الذى لم يخلو من مسحه الحزن به 

- كلنا كويسين ياميراس لكن ياترى انتى كويسه ؟

صمت قليلا لا ادرى بما اجيب هل سأظل اكذب على نفسي وعلى من حولى وارسم الابتسامه على شفتاى الذابلتين ام أؤثر الانسحاب وترك هذا العالم والعوده لعالمى السابق الذى لم يخلوا هوا الاخر من الهموم , فآثرت الصمت والكذب

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


- ايوه كويسه جدا الحمد

احتد صوت صفي واكمل حديثه الذي هاتفنى من أجله

- انا عرفت كل حاجه ياميراس 

انعقدا حاجبى وعلت دقات قلبى وسئلته بخفوت

- يعنى ايه عرفت كل حاجه , وحاجه ايه دى اللى عرفتها 

استكمل حديثه بنفس النبره الحاده 

- عرفت اللى قولتيه لخالتى واللى طبعا قالتله لامى وسمعتها وهيا بتحكى لها على كل حاجه

نهرته بصوت عالى ونبره قاسيه وكأننى قطه شرسه تدافع عن صغارها 

- وازاى تسمح لنفسك تتدخل فى حاجه ملكش علاقه بيها وانا هعرف شغلى مع ماما اللى خلت سيرتى على كل لسان 

قاطعنى واستكمل حديثه

- انا ابن خالتك ياميراس واكتر واحد بيخاف عليكى وعايزك تكونى سعيده فى حياتك

اجبته بصوت ارتفع أكثر ونبره أكثر حده 

- ومين قال لسيادتك انى مش سعيده , ولو سمحت مش هقولك تانى متتدخلش فى حاجه ملكش علاقه بيها , ومع السلامه علشان ابنى بيعيط 

اغلقت الهاتف قبل ان يجيب فكان الشرر يتطاير من عينى ودقات قلبى تكاد توقفه من شدتها وكأننى على وشك السقوط مغشيا ً على من شده الغضب , فتحت هاتفى وانا ارتعد من الغضب وطلبت رقم أمى وانتظرت ان تجيب

- الو

لم امهلها لحظات حتى بادرتها بسؤالى الحاد وصوتى الجهورى

- ازاى تروحى تقولى لخالتى على حاجه قولتهالك , دا انا يادوب لسه طالعه شقتى مقدرتيش تستحملى حتى كام يوم وروحتى قولتيلها فى نفس اللحظه , انا محلفاكى ياماما

اجابت امى بتعجب :

- عرفتى ازاى انى قولت لخالتك

اجبتها بصوت اعلى وصوت صارخ

- علشان الاستاذ صفي سمعكم وانتوا بتتكلموا واتصل بيا يشمت فيا 

اجابت امى بهدوء واستكانه

- يابنتى انا مشيت من عندك هموت وحاسه انى هتشل مكنتش قادره اتكلم ولا انطق ومرضيتش اقول لابوكى ولا اخوكى ولا اعمامك بس خالتك كانت قاعده معانا وشافت عمايل ضُرتك واتأكدت ان فيه حاجه غلط علشان كدا حلفتنى احكيلها فحكيتلها واحنا راكبين العربيه ومخدتش بالى ان صفي هوا اللى سايق , اعذرينى يابنتى كان هيجرالى حاجه لو ملقتش حد افضفض له وانتى عارفه خالتك بتحبك قد ايه

وضعت يدى على فمى احارب الصراخ وسئلتها وانا على وشك الأنفجار

- وكان مين تانى معاكم فى العربيه 

اجابت بسرعه :

- والله ماكان فيه حد تانى , صفي كانت سايق وجمبه مروان ابن اخوكى طه وانا وخالتك قاعدين جمب بعض بنتكلم , حتى صفى كان حاطط سماعات فى ودنه افتكرته بيسمع اغانى ولا بيتكلم فى التليفون ومش هيسمعنا , الله يسامحه بقى

هدئ روعى قليلا ً فقلبى يحترق بما فعلته أمى ولكنى اعلم جيدا انها هيا الاخرى فى وضع صعب ولن تتحمل

- خلاص ياماما حصل خير بس ابوس ايدك متعرفيش حد حاجه عن حياتى تانى 

اجابت بصوت واهن

- حاضر يابنتى

اعتذرت لها عن طريقتى فى محادثتها وتفهمت ذلك الضغط الذى يقع على عاتقى وانهيت معها المحادثه ثم جلست بجانب تميم افكر فى محادثه صفي وما غرضه من تلك المحادثه الغريبه حتى تسلسلت خواطرى الى ان توفقت عند نقطه واحده هل انا سعيده حقا ً ؟ والى متى سأتحمل , وما الذى دفعنى للموافقه بهذا الزواج هل محبتى القديمه لعمر هيا من جعلتنى اوافق , ام بقائى فى بيت والدى ومعى طفلى الذى أتى للدنيا وحيدا َ سيجعلنى عبئ على ثقيل عليهم ربما يملوا منه يوما , انا اعرف جيدا كم يحبنى ابى وتتمنى لى امى السعاده ولكن الامور لا تدوم هكذا فكم من فتاه تطلقت او ترملت ثم عادت لمنزل والديها فشعرت بالغربه وعدم القبول , واذا تحملنى أبى اليوم فمن سيتحملنى اذا حدث له مكروه ومن سيتحمل نفقتى ونفقه ابنى , فلن يستطيع اخى تحمل تكلفه بيته وزوجته وابنائه ويضاف اليها نحن , ولن استطيع ان اطلب منه شيئا ً اذا لم يعطينى هوا وسأظل 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

دائما اشعر اننى منكسره اسئل الناس كفافا ً حتى وان كانا والدى واخى فلن اتحمل ان اضيف لهمهم همى ولو اعطانى اهل عابد نقودا لتعففت نفسي عن قبولها ولاعتبرها ابى اهانه فطالما انا وابنى فى بيته فعليه ان يتحمل نفقتنا , بالرغم من ان ابى صعيدى المنشأ الا انه ترك بلدته واتى الى هنا بحثا ً عن العمل والرزق وليس لدينا مايكفى لتحمل نفقه زواج فتاه أخرى فقد باعت امى ذهبها واستدان ابى ليُجهزنى ويزوجنى لعابد حتى لا يعيب عليه احد ولا ينظر لى نظره القِله , وكنت اسمعه يشكر الله على ان روقنى بزوج يتحمل مسؤليتى فيرتاح هوا قليلا ً من عمله فى زراعه قطعه ارض صغيره عندما يدفع ايجارها لم يتبقى لنا سوى القليل , فكيف لى الان ان اعود اليه بطفلى ليعود لتكبد العناء مره اخرى , فلو دام وضعى هذا لاخر عمرى لن أحنى ظهر أبى اكثر من هذا و عمر ميسور الحال وعائلته لها صيت ذائع فسيحد ابنى الرعايه والاهتمام والعيشه الكريمه وهذا ما ارجوه اما انا فلا يهم فلو كتب لى الله هذه الحياه فأنا راضيه بها ..

استطردت فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس ولكنى استيقظت فى الثالثه صباحا ً على صوت بكاء تميم , كان بكائه شديداً فظننته جائع , جلست وحملته لأرضعه ولكنى وجدت جسده ساخن بشده , وقع قلبى وانسحبت روحى ولم ادرى ماافعل , حملته وارتديت ملابسى وذهبت الدور الاول , كان الباب مغلقا فمن عاداتهم ان يغلقوا الباب جيدا ويناموا فى الغرف البعيده عن اصوات الشارع , طرقت الباب كثيرا لم يفتح احد , كنت انتقل بين طرق الباب والنظر لتميم الذى صمت ولم يعد يبكى ولكن وجهه كان كقرص الشمس من السخونه والتوهج والاحمرار , لم استطع الانتظار اكثر ففتحت الباب الحديدى الذى يطل على الشارع ولم ادرى ماافعل فلن استطيع الذهاب لبيت ابى فهوا فى الجانب الاخر من البلده وسيأخذ الطريق وقتا ً طويلا ً حتى اننى نسيت هاتفى بالأعلى ولم استطيع العوده لأحضاره والاتصال بأخى , وقفت على الباب لا ادرى ماافعل حتى رئيت جارنا " محمود " يخرج من بيته مرتدياً البذله العسكرية الخاصه بالجيش وكأنه ذاهب لثكنته العسكريه , ركضت نحوه وطلبت منه إيصالى للوحده الصحيه الخاصه ببلدتنا , من حسن حظى ان محمود والده عتالا ً لديه سياره ربع نقل ينقل عليها الأغراض ويأخذ مكسبه , عندما رأنى محمود منهاره وباكيه وبين يدى تميم يتشنج من شده السخونه ركض واحضر السياره وركبت بجواره وانطلق مسرعا ً للوحده , كانت هيا المكان الوحيد الذى سظل مفتوحا ً حتى هذا الساعه المتأخره من الليل , عندما وصلنا نزلت من السياره وهرولت ناحيه غرفه الكشف ووضعت ابنى امام الطبيب وانا ارتعد وابكى حتى اننى لم استطع ان اقول له مايعانيه ولكن بمجرد ان رآه الطبيب حمله مسرعا ً ووضعه على سرير الكشف وعرف انه اصابته حاله تشنج نتيجه الزياده الكبيره فى درجه الحراره , طلب من مساعدته إحضار حقنه خافضه للحراره واعطاها له مع وضع كمادات بارده على جبينه وتحت ذراعيه وبين فخذيه للإسراع فى هبوط درجه الجراره , وكان يقيس له درجه الحراره كل خمس دقائق حتى هدئت ملامحه وهدء إحمرار وجه تميم وهبطت درجه الحراره للمعدل الطبيعى , لم يوافق محمود على الانصراف قبل ان يطمئن على تميم ويعيدنا للمنزل مره اخرى .

عاد تميم لحالته الطبيعيه ولكن اصر الطبيب على فحصه فحصا ً شاملا ً , كنت مرتعبه وخائفه ان يرث ابنى مرض ابوه ولكن كان الله رحيما ً وطمئننى الطبيب انه بخير وان سبب ارتفاع درجه الحراره كانت بسبب عدوى فيروسيه ولكن تأخرى فى إعطائه خافض الحراره هوا ما جعل حالته تستاء ولكنه الان بخير ويستطيع العوده للمنزل ولكن مع متابعه أخذ الدواء فى موعده المناسب , شكرت الطبيب حتى جف لسانى وشكرت محمود على مساعدته الكريمه وانصرفت معه حتى يعيدنى الى المنزل وينصرف هو حيث كان ذاهب .

بعد دقائق كنت قد وصلت للمنزل حامله تميم بين يدى وابتسامتى تعلو وجهى , أقبله طوال الوقت واحتضنه فى شوق هائل حتى دخلت من الباب الحديدى فوجدت باب شقه العائله مفتوح والجميع مستيقظ وكأننى لم أتركهم نياما ً كأصحاب الكهف , دخلت بخطى بطيئه حتى أصبحت أمامهم فوقف الجميع وتأهب وانطلقت الألسنه تتسائل من كل حدب وصوب 

- كنتى فين وحصل ايه ؟

سئلتنى والده زوجى فأجبتها بهدوء

- تميم كان سخن اوى وخبط عليكم كتير محدش فتح فروحت وديته الوحده , انتوا ايه اللى صحاكم

استطردت والده زوجى فى توتر : 

- عمر اللى صحانى قال سمع صوت تميم بيعيط وخبط علينا لحد ماصحينا , طلعنا نجرى نخبط عليكم ملقيناش حد بيرد وحتى التليفون مش بتردى عليه 

استدركت اننى نست هافتى فى الشقه ولم آخذه معى

- انا فعلا نسيت اخد التليفون , اصل تميم كان تعبان اوى ومكنتش مركزه

نطق عمر لأول مره منذ دخولى وسئلنى بحده :

- روحتى مع مين ؟

التفت له فوجدته واقفا ً وبجانبه داليا تجلس على المقعد فى تشفى واضح فأجبته بهدوء

- لقيت محمود على الباب خليته يوصلنى

ضحكت داليا ضحكه عاليه متهكمه وقاطعتنى

- وانتى بقى اى حد بتلاقيه فى الشارع بتركبى معاه وتخليه يوصلك الساعه تلاته الفجر

نهرها عمر بصوت عالى ألجمها وألجم الواقفين وعيناه يتطاير منها الشرر وسئلنى بحده اكبر:

- ازاى تركبى مع حد غريب وتخليه يوصلك وازاى اصلا تخرجى من البيت فى وقت زى دا ومن غير أذن

كان الخوف يملأ قلبى ولكننى تماسك واجبته بهدوء حاولت اتقانه :

- انا خبط على ماما كتير محدش رد وتميم كان بيموت كنت عاوزنى اعمل ايه 

- تكلمينى انا 

قالها بسرعه وصرامه فرئيت داليا تكاد تنفجر فى مجلسها ولكنها لم تستطع ان تنطق فهيا تعلم جيدا ً ان عمر فى غضبه لا يعرف أحد , صمت ولم أجب فاستطرد جملته الاخيره بنفس الصرامه

- مفيش خروج من البيت دا الا بإذن ودا آخر تنبيه 

قالها وصعد لشقته ولحقت به داليا وهيا تنظر الي بكره واضح , انتظرت حتى صعد وسمعت صوت الباب يُغلق ثم جلست على اقرب مقعد واعطيت تميم لجدته واعدت ظهرى للخلف واغمضت عينى ...


الفصل الخامس


بمجرد ان انصرف عمر جلست على اقرب مقعد لا أقوى على الحديث ولا التفسير لأحد . فقط اغمضت عينى وارخيت جسدى للخلف ولم انطق . جلست والده عمر بجوارى محاوله تبرير موقف عمر كما تفعل دوما . ربتت بيدها على كتفى ففتحت عينى ولم اتحدث فبدئت هيا الحديث 

- متزعليش من عمر يا ميراس احنا كنا قلقانين عليكم اوى وقلقنا اكتر لما لقيناكى مبترديش على التليفون افتكرنا ....


وقفت عند ذلك الجزء من جملتها فانتصب ظهرى وفتحت عينى على اتساعها وانا اؤمئ لها برأسي لأحثها على الاستكمال 


- افتكروتوا ايه بالظبط ؟


نكست رأسها للأسفل هنيهه ثم استكملت بسرعه كمن ألقى عن كاهله حمل ثقيل


- افتكرناكى خدتى تميم ومشيتى


تعجبت من حديثها وذلك التخمين الذى لا دلاله له وسئلتها بدهشه حقيقية


- وليه تفكروا فى حاجه زى دى . انتوا شفتوا منى ايه يخليكم تظنوا فيها كدا


اجابت بحزن واضح :


- الموقف البايخ اللى عملته داليا امبارح مع اهلك وكلامك مع والدتك لوحدكم قولت اكيد قالتلك تسيبى البيت وتاخدى تميم وتمشي


ابتسمت بتهكم وألم يعتصر قلبى واجبتها


- يعنى بصراحه قولتوا انى هربت وخطفت الولد منكم . بصى ياماما انا وافقت على جوازى من عمر علشان تميم وعلشانه وافقت على حاجات كتير تانيه بس صدقينى يوم مااقرر انى امشي هيبقى فى عز الضهر وقدامكم كلكم 


اضطربت نبره والده عمر وظهر التوتر على ملامحها واستكملت بأنفاس متهدجه


- متقوليش كدا يابنتى تمشى ايه بس انتى صاحبه بيت وابنك دا النفس اللى بتنفسه . لو ليا غلاوه عندك متكرريش كلامك دا تانى ومتزعليش من عمر انتى عارفه انه شايل الهم من زمان وعلشان كدا عصبى شويه


عمر هوا الابن الأكبر لهذه العائله . توفى والده ولم يكن قد اكمل عامه الخامس عشر . كان يساعده فى ارضه التى يملكها ولكن لم يكن هذا بجديه وانما فقط إشغال لوقت فراغه لكن عندما توفى والده كان لابد له ان يعيل والدته واخيه واخته . حكى لى عابد ان والدهم كان يملك ارض ليست بالقليله وله من الاخوه خمس ذكور وأختان كان هوا كبيرهم الذى يعمل ويغدق عليهم بالهدايا والاموال ولكن عندما توفى لم ينتبه أحد لأبنائه ولكنهم انتبهوا فقط لأمواله وميراثه وقبل ان يتم دفن والده سمع عمر اعمامه وهم يتفقون على التحايل على عمر وعابد وأخذ ماترك ابوهم لذلك اقسم عمر وقتها الا ينالوا شيئا مما ترك ابوه حتى لو كلفه هذا حياته . وبالفعل بعد ايام قليله كن وفاه والدهم عرضوا على عمر بصفته الاخ الاكبر ان يديروا كل ماترك والده من ارض وأملاك بحجه انهم لن يستطيعوا إدارتها وإنما تحتاج الى رجال أشداء مثلهم . ولكن وقف لهم عمر بالمرصاد ورفض ان ينالوا منه ذره تراب وترك تعليمه وتفرغ فقط لإداره ماترك والده وبالفعل كان يوصل الليل بالنهار للمحافظه على هذا الأرث بمساعده من محامى صديق والده حتى اشتد عضده واستطاع أداراتها بنفسه بل وزيادتها ايضا لذلك فالجميع يعلم ان عمر ليس بالرجل الهين وأنما يملك صبر وجلد لا يملكه اعتى الرجال ولكنه ان غضب هدم المعبد بمن فيه فلا يعرف احد وقت غضبه . وحتى قبل ان يتوفى عابد كانا يديرا اموال والديهم بروية ولكن بعد ان اصبح عمر وحده مقابل كل من يكن له السوء اصبح اكثر عدائيه وشراسه بالرغم من ملامحه الهادئه فقد ورث عن والده الجسم القوى المفتول عريض المنكبين وعن والدته الملامح الهادئه والشعر البنى والعينان العسليتان والبشره الخمريه على عكس عابد الذى ورث ملامح والده الغيظه ولكن عابد لم يكن غضبه يلغى عقله ك عمر وانما كان يغلبه الحلم والصبر فلا الملامح تعكس مكنون الانسان ولا ما فى القلوب يترجم على هيئه عينان وشفتان .


تفهمت ماقالته والده عمر جيدا وتفهمت ثوره عمر ولكنى لم اطق الجلوس اكثر من ذلك فاستئذنتهم لأذهب لأستريح فلم اعد اقوى على الجلوس اكثر من ذلك ولكن والده عمر اقسمت ان تأخذ تميم لتتيح لى بعض الوقت لأستريحه فقد كانت الساعه تخطت الشروق بكثير . وافقتها وصعدت شقتى واغلقت بابها خلفى وذهبت بسرعه وارتميت على فراشي لا أقوى على الحركه ولكنى لمحت هاتفى بجوارى ففتحته لأرى المكالمات التى لم ارد عليها فوجدت رقم عمر متصلا اكثر من عشر مرات ورقم والدته ورقم وفاء ورقم صديقتى همسه متصلا اربع مرات متتاليه . قررت ان انام الان وعندما استيقظ اهاتفها ولكن مالبثت ان اغمضت عينى حتى وجدت رنين طويل يخترق اذنى جعلنى افتح عينى بثاؤب شديد ونعاس فج لأرى المتصل فوجدتها همسه مره اخرى . كان لابد ان اجيبها فهى لن تكف عن الرنين ابدا حتى وان تجاهلتها . 

ضغطت زر فتح المكالمه ووضعت الهاتف وانا اتملل من مهاتفتخا فى هذا الوقت المبكر ولكنها وفرت علي عبئ المقدمات ودخلت فى غرضها مباشره


- انا عارفه ان الوقت بدرى وانك عاوزه تضربينى بس هما كلمتين هقولهم واقفل


اجبتها بضيق 


- اخلصى ياهمسه


استكملت بسرعه وكأنها تحفظ ماتقو


- انا عارفه انك لسه عروسه جديده وابنك صغير بس عارفه كمان انك كنتى هتموتى وتكملى تعليمك وجايبالك فرصه ممتازه صعبان عليا تروح منك


نفضت النعاس عن مقلتيا وانتبهت لحديثها اكثر 


- طيب انطقى 


استكملت بحماسه اكبر


- استاذ عبد المجيد اللى كان بيدرس لنا فى الدبلوم قال ان تقديمات المعهد فتحت ولما نخلص المعهد نقدر نعمل دبلومه ومعادله وندخل كليه الهندسه مره واحده . وكمان هوا مستعد يقدملك منزلى تذاكرى فى البيت وتروحى يوم الامتحان بس يعنى ملكيش حجه


انتقلت حماستها لى وسئلتها بحماسه اكبر


- بتتكلمى جد


اجابت بسرعه 


- ايوه يابنتى والله . انتى عارفه انه بيعزك وبيعتبرك بنته وطول عمره بيقول عليكى اشطر واحده فينا وبعدين موضوع جوازك ووفاه عابد ومسؤليه تميم خلته حاسس انه لازم يساعدك وطبعا هيوفرلك الملازم اللى تذاكرى منها وانا كمان هقدم معاكى


كنت على وشك الصراخ من السعاده وتأكيد استكمالى لتلك الدراسه حتى استدركت اننى لست مسؤله نفسي ودب الخوف لقلبى ان يرفض عمر ذلك الامر خاصه انه لم يكمل تعليمه لرعايه شئون اخوته ووالدته ولن يطيق زوج ان تصبح زوجته افضل منه .... زوجته .... تعجبت من نفسي كيف اقولها هكذا وكأنها حقيقه ولكن للاسف حتى وان كان هذا الامر مزيفا فهوا امام الجميع حقيقيا تماما . هبطت عزيمتى و اظلمت الورود التى ظننتها تفتحت وأغلقت الابواب وبكل أسي اخبرت همسه اننى لااستطيع فعل ذلك فتميم يشغل وقتى كله وليس لدى وقت فراغ لذلك الامر ثم اننى كنت اطمح لذلك عندما كنت فتاه مشرقه طموحه ترى الحياه ورديه اما الان فأنا ام ليس لى الحق ان اتمنى شيئا لنفسي . اغلقت الهاتف وارتميت على فراشي تبلله دموعى وظللت ابكى حتى غفوت ولم افق الا عندما سمعت صوت طرقات على باب شقتى فنهضت لأرى كم الساعه فوجدتها تخطت السابعه مساء خفق قلبى بشده وعلمت ان تميم أصابه شئ وركضت نحو الباب افتحه بملابس نومى الشيفونيه التى وضعتها والده عمر فى دولابى والتى احب ارتدائها فى اوقات ارتفاع درجه الحراره .

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

فتحت الباب بسرعه لأجد عمر امامى مرتديا بنطالا زيتى اللون وقميصا ابيض اللون ذو الياقات العريضه فأضاف وسامه لوسامته . لم ادرى ماافعل وانا بهيئتى تلك ولكنه اشاح نظره بعيدا حتى استدركت امرى وركضت لغرفتى ابدل ملابسي


بعد دقائق خرجت له متلهفه ان اسئله ان اصاب تميم سوء ولكننى وجدته دخل وجلس على المقعد واورب الباب خلفه حتى كاد ان ينغلق وكانت ملامحه هادئه لاتوتر فيها . سئلته بقلق 


- تميم كوي


ابتسم وأجاب


- كويس جدا ماما قربت تأكله محشي 


ضحكت لدعابته تلك وعندما رئيته يضحك نسيت مافعله فى الصباح . جلست على المقعد المقابل وانتظرت ان يبدء حديثه وبالفعل بدئه بوضوح


- طه اخوكى اتصل بيا من شويه


ارتجفت قلبى ان تكون امى اخبرته بما حدثتها به فسئلته بسرعه


- ليه خير ؟


اجاب بهدوء


- بيقول ان المدرس بتاعك اتصل بيه وطلب منه انك تكملى دراستك وطبعا طه كلمنى بما انى ...


قالها وصمت ثم استطرد محاولا استبدال تلك الكلمه التى لا معنى لها الان


- بما انى مكان عابد الله يرحمه


تفهمت جملته جيدا ولم اعقب فسئلنى


- ايه رأيك فى الكلام دا


صمت لبرهه ثم اجبته بخفوت


- انا مش هكمل خلاص كفايه اللى درسته . انا كفايه عليا تربيه تميم


لشده غرابتى استكمل هوا وكأنه يتحدث بلسانى


- لو كان على تميم ماما ووفاء هيساعدوكى فى تربيته والوقت اللى هيكون عندك امتحانات هيكون معاهم وتقدرى توفقى بينه وبين دراسته


اتسعت ابتسامتى وانفرجت اساريري غير مصدقه مااسمع


- يعنى انت موافق انى اكمل


قالها بسرعه وبدون تفكير 


- طبعا هوا فيه احسن من ان الانسان يطور من نفسه . انا ياما اتحايلت على داليا تكمل بعد الدبلوم وموافقتش


سئلته بحرج


- يعنى مش هتضايق لو بقيت .... يعنى .... اقصد


تفهم عمر مقصدى وأكمل هوا


- تقصدى لو بقيتى احسن منى ومعاكى شهاده وانا لا


استدركت حديثة بسرعه محاوله تخفيف حده الجمله ولكن اشار لى عمر ان اوفر على نفسي عناء التفسير واكمل


- انا سبت التعليم برغبتى ومبسوط باللى وصلتله واتمنى لتميم ان امه تبقي احسن واحده فى العالم علشان يبقي فخور بيها


كانت كلماته بمثابه رقائق الثلج الذى يتساقط على جسد محموم وكأن روحى عادت لجسدى ودب الامل فى اوصالى دفعه واحده فكانت ابتسامتى لااراديه تسكن فمى حتى نهض عمر من مجلسه وقد اوصل رسالته


- انا قولت لطه يبلغ المدرس بموافقتنا واتمنى انك متخزلنيش 


قالها وانصرق واغلق الباب خلفه وتركنى هائمه فى بحر من السعاده فلأول مره منذ كثير اشعر هكذا بالسعاده والحرية ولكن لم اكن اعلم ان تلك السعاده سيشوبها الكثير من الألم


تكملة الرواية من هنا


رواية عشقت حياتي معاك من هنا

رواية وعد ريان من هنا


البارت العاشر من رواية وعد ريان حصريه وجديده من هنا


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close