أخر الاخبار

رواية ست البنات الحلقه الحاديه والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون والرابعه والعشرون والخامسه والعشرون بقلم نهي مجدي

رواية ست البنات الحلقه الحاديه والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون والرابعه والعشرون والخامسه والعشرون بقلم نهي مجدي

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رواية ست البنات الحلقه الحاديه والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون والرابعه والعشرون والخامسه والعشرون بقلم نهي مجدي



رواية ست البنات الحلقه الحاديه والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون والرابعه والعشرون والخامسه والعشرون بقلم نهي مجدي


الحلقه الواحده والعشرون

بالرغم مما أبديه من صمود وقوه الا أن داخلى متصدعاً تصدع من آمن وأحب وأخلص ثم وجد المقابل جارحا ً كمن أعطى الذهب وقوبل بالنحاس فما بال من أعطى قلبا ً يخفق ثم وجد فى النهايه الخواء , خواء المشاعر والتواجد وحتى خواء من ظننا يوما ً انهم دائمون .

هنالك اشخاص نشعر معهم ان الحياه حتى وان تهدمت وارتطمت السموات السبع بالأراضي السبع سيظلون هم كما هم معنا الان , ثم نجدهم بكل هدوء ينصرفون تاركين نزيفا ً لا ينضب , كيف لهم ان يفعلوا هكذا بنا ونحن من ارتمينا بين ايديهم باكين واخبرناهم انهم هم كل ما لدينا من متاع الحياه فإن تركونا نموت وفى النهايه تركونا حتى انهم لم يستديروا ليروا ان كنا متنا حقا ً اما مازال النبض يسرى فى عروقنا , كيف لهم ان تغمض اجفانهم وهم غارسين بنصل سيفهم الحاد بين أضلعنا .

كنا نقبّل الأرض من أسفل قدميهم ونحمل ذلك التراب الذين خطوا عليهم خطواتهم الحمقاء ونغتسل به لعلنا نتقرب منهم أكثر فما كان منهم الا ان القوا رواسبهم فى وجوهنا وطالبنا بالتحمل , كلما شعروا انهم تملكونا عثوا فى الارض فسادا ً واصبحت حياتنا مرتع لهم وعلينا ان نتحمل تحت مسمى الحب 

الحب برئ منهم ومنا , فليس الحب ان يعيش طرف على حساب حياه الاخر فآحدهم يزبل والاخر ينمو ويترعرع , فإن لم يكن الحب متوازنا ً ومتساويا ً لفشل فشل زريع , ولعلك زرعت نفسك فى غير موضعك فزبلت وتساقطت اوراقك معلنه بدء نهايتك , وعليك ان تختار بين طريقين إما ان تستكمل تلك الحياه المُهينه وتصبح طرفا ً بائسا ً فيها فى سبيل ان تستمر تلك العلاقه المقفره او تعلنها صريحه ً انك لن تكمل سيرك فى هذا الطريق ولكن عليك تحمل تبعات قرارك 

إياك ان تبكى وحدك ليلا ً

إياك ان تتذكره او تشتاق إليه

إياك ان تسترجع كل ذكرى لكما معا ً

إياك ان تذهب لذلك المكان الذى اعتدتا الذهاب اليه ووضع العطر نفسه الذى يحب تنفسه فيك 

إياك ان تستمتع لتلك الأغنيه التى ظللتما طوال الليل تتراقصون عليها وكأن الحياه تنصاع لكما فقط وخلقت من اجلكما

إياك ثم إياك ان يخفق قلبك له مره أخرى لأنك إن عدت عدت مهزوما ً مكسورا ً تستحق ان تنسحق اسفل قدميه ولن يعيرك انتباهه قط .

وكنت انا من اللواتى قررت الانسحاب فلا حب بلا كرامه ولا بقاء بلا شعور , كنت اتمزق ولا أبدى فلقد اقسمت الا يكسرنى احدهم يوما ً وكما كنت اشتعل من أجله سأشتعل من أجل نفسى فقط .

مرت الأيام ثقيله لن أكذب وأدعى اننى لم استيقظ كل يوم من أيام شهور العدّه التى يستطيع فيها ردى بسهوله وانا اتوقع ان يقتحم عمرغرفتى ويجذبنى من يدى بقوه وهوا يخبرنى اننى عدت لعصمته ولن يتركنى انساب من بين اصابعه بسهوله كما ينساب الماء المهدور من يد لا تعرف قيمته , ولكن ذلك لم يحدث , كل يوم كان يمر على كان الانتظار ينهش من لحمى ويقتات عليه بالرغم من اننى سأرفض ذلك الوضع وسأعنفه كثيرا ً الا اننى كنت اوقن انه سيأتى حتى انهت تلك الايام وأخفقت فى مشاعرى مره أخرى كما اخفقت من قبل , يومها انتظرت حتى دقت الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل واعلنت اننى اصبحت حره الان ومحوته من قلبى , كنت امزق ذكرياته معى وكأننى أولد من جديد , أخذت وقتا ً طويلا ً كى أدرك اننى لست شيئا ً لأحد ولكن يغفر لى اننى فى النهايه أدركت ذلك .

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

فى الصباح استيقظت على رنه هاتفى المعتاده , فتحت عينى والقيت نظره على المتصل فوجدته صفي , نهضت متكاسله خامله امسك بهاتفى ببطئ حتى ادركته وفتحت محادثه معه

- صباح الخير يا ميراس

- صباح الخير ياصفي

- نمتى كويس ؟

- عادى 

- انا استنيت لما تخلصى شهور العدّه علشان اقدر اتكلم معاكى براحتى من غير مااحس انى عائق فى حياتك

- صفي , انت شايف ان دا وقت مناسب للكلام دا , انا لا مستعده نفسيا ً ولا جسديا ً لأى حاجه من دى ومش مركزه غير فى ابنى ودراستى فمن فضلك امسحنى من دماغك 

- انا اسف يا ميراس انا مقصدتش اشتتك , انا بس كنت عايز ....

- ارجوك يا صفي سبنى دلوقتى الله يرضى عنك وهنبقى نتكلم بعدين 

اغلقت الهاتف دون ان اسمع رده ولم أريد سماعه ففى تلك المرحله لم يكن يعنينى أى أحد حتى وان حطمت قلوب الجميع كما تحطم قلبى من قبل .

اصبحت شبه منعزله لا افعل شئ سوى دراستى فقط ومراعاه ابنى , دخلت الدبلومه واصررت ان انجح فيها واتفوق لألتحق بالجامعه التى عشت طوال حياتى احلم بها والتى كنت سأتخلى عنها بكل سهوله اذا طلب هوا ذلك , ولكن لا يهم لن اذكره فى حديثى ولا فى حياتى مره اخرى 

قبل بدء اختبارات العام الأول من الدبلومه كنت منهكه تماما ً فى المذاكره والتحصيل لأتفوق وانجح فيها بتقدير كبير يساعدنى ان استكمل عامى الثانى واذا حافظت على ذلك التقدير المرتفع سألتحق بكليه الهندسه على الفور , فنت آكل الكتب أكلا ً وكأننى على صراع معها أخرج فيها همومى واحزانى وكآبتى وصدمتى وكل ما يجول بخاطرى وبقلبى , كنت انتقم من نفسى ومن الجميع بتلك الطريقه , ارد للعالم الصاع صاعين وارد لنفسى كرامتى وكبريائى , لم يكن يهمنى تعب ولم يكن الكلل يتطرق إلى , زهدت الطعام والتنزه والخروج من المنزل واصبحت راهبه علم فقط اجلس فى صومعتى اتعبد بالعلم والدراسه واوقات فراغى هيا وقت اهتمامى بتميم الذى اصبح صديقى المقرب ومكمن أسراري ومنبت سعادتى .

أتذكر تلك الليله التى كنت ساهره فيها ممسكه بكتابى وبجوارى كوب الشاى الدافئ الذى نسيته فى خضم مذاكرتى وطرقت امى الباب ولم تكن معتاده على السهر بل تذهب لتنام ومعها تميم لتتيح لى وقتا ً هادئا ً لزياده التركيز ولكنها فى تلك الليله لم تنم بل دخلت حمراء العينين منكسه الرأس تبدوا عليها علامات البكاء الحار فانقبض قلبى وارتجفت اوصالى وشعرت ان هنالك شيئا ً سيئا ً حدث 

- فيه ايه ياماما مالك ؟

جلست بجوارى تقاوم دموعها المترقرقه فى عينيها 

- مفيش حاجه ياحبيبتى سلامتك كنت بطمن عليكى

تركت مافى يدى وجلست بجوارها استجدى منها الكلمات لطمئن قلبى 

- انتى مبتعرفيش تكدبى وملامحك بتكشفك , قوليلى فيه ايه متوقعيش قلبى 

- عمر اتجوز

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

سقط قلبى واختفت الكلمات من فمى وهدء نبضى حتى كاد يختفى ولكنى استطعت ان ارسم ابتسامه زائفه بنجاح بالغ مع نظره متعجبه اعتقد اننى تدربت عليها جيدا ً 

- طيب واحنا مالنا 

ربتت امى على يدى التى ترتجف لا ادرى أمن بروده صقيع اصابت جسدى فجأه ام توتر احاول اخفائه بقوه ؟!

- انتى لو كدبتى على الدنيا كلها مش هتعرفى تكدبى على امك يا ميراس , انا بفهمك وبحس بيكى من غير ما تتكلمى , اقدر اعرف بتفكرى فيه لو سرحانه واقدر أحس باللى فى قلبك حتى لو خبتيه فى سابع ارض

- صدقينى يا ماما انا مسحت عمر من زمان ومش مركزه فى حاجه دلوقتى غير فى مذاكرتى بس

- يعنى مش عايزه تعرفى اتجوز مين ؟

- اكيد رجع لداليا 

- وعرفتى منين ؟

- مش انتى بس ياماما اللى قلبك بيحس بالحاجه البعيده عنك

- بس انا بحس بالناس اللى بحبهم يا ميراس 

- وانا مبحبش حد يا ماما وصدقينى لو رجع لداليا ولا ااتجوز غيرها كل دا مبيفرقش معايا , انا اخترت طريقى ومصممه عليه 

- ياريت يكون الكلام دا من قلبك بجد

ربت على يديها انا الاخرى لأبث لها شعورا ً بالطمئنانيه افتقر انا اليه الان

- صدقينى انا مش زعلانه 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

قبلت رأسى وانصرفت وتركتنى احاول ان ألملم شتات أمرى , حاولت ان اغوص فى المذاكره حتى افقد وعيى ولكن صفحات كتابى تحولت لصفحات حياتى مع عمر , كنت ارانا نرقص على سطوره ونضحك بين فقراته , كنت ارى صورته مرتسمه بدلا ً مما يرتسم بداخل ذلك الكتاب , تحولت الحروف لأسمه وتحولت الكلمات لكلماته التى طالما القاها على سمعى ويلقيها على مسامعها الان , لم اشعر بنفسى الا وانا لا استطيع القرائه من كثره الدموع التى تراكمت فى عيناى فأغلقتهما وتساقطت على كتابى محت كلماته , امسكته بكل قوتى والقيته جانبا ً وانا أضع يداى على أذناى وكأننى امنع صوته ان يتردد بداخلى وانا أبكى بحرقه الأطفال , ظللت ابكى حتى نشرت الشمس شعاعها على القريه فأمسكت بهاتفى واتصلت بصفي الذى بدا من صوته انه كان غارقا ً فى النوم ومع ذلك مالبث الهاتف ان رن حتى اجاب بسرعه 

- عايزه اسئلك سؤال ياصفي

- خير يا ميراس 

- انت بتحبنى ليه ؟ هوا انا فيا ايه يتحب ؟ انت كدا بتظلم نفسك مع انسانه مش باقي منها غير رماد قلب مات 

- انا راضي بالرماد دا 

- انت تستحق انسانه لسه بتعرف تحب , انت مش عارف يعنى ايه انسانه قلبها اتكسر وكرهت الدنيا كلها 

- انا هرجعلك حبك للدنيا يا ميراس

- انا سمعت كلام من دا كتير وللاسف صدقته , صدقته وحبيت بصدق اوى , حبيت زى مراهقه بتسمع كلمه حلوه لأول مره وزى قلب اول مره يدوق الحب والاهتام ويدق له وتتأسر مشاعره لحد ما تبقى مش ليه ومش عارف يسيطر عليها وعلشان كدا كان جرحى اكبر وأعمق

- انتى اتحبيتى علشان تستحقى الحب وحبيتى علشان قلبك كان محتاج يحب لكن مع ذلك انتى اقوى من ناس كتير قتلت روحها تحت مسمى الحب ولما حسيتى انك اخترتى غلط اعترفتى وبعدتى 

- ولما انا قويه اوى زى مانت فاكر كدا بعيط ليه دلوقتى لما عرفت ان عمر اتجوز

- علشان احنا بنى ادمين بنحب وبنتوجع وبيصعب علينا نفسنا لما نهديها لحد ميحسش بقيمتها , وعادى لما نعيط ونخبط راسنا فى الحيطه كمان , النبى بكى يوم وفاه ابنه وقال " إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك ياإبراهيم لمحزونون " , يعنى من حق قلبنا يتوجع ومن حق عنينا تبكى علشان احنا بنى ادمين 

- يعنى دا مش معناه انى لسه بحبه

- عايزه ترجعيله ؟!

- لا بالعكس انا زعلانه على كل يوم حبيته فيه وهوا ميستاهلش الحب دا ولا عرف قيمته

- يبقي بتعيطى علشان موجوعه ودا حقك يا ميراس 

- انت انسان عظيم يا صفي 

- لا عظيم ولا حاجه انا بس بحبك 

- صدقنى انا نفسي مبقتش بحبنى 

- لازم تحبى نفسك وتقدريها وتعرفى انك عملتى اللى غيرك عجز عنه وهستناكى تفرحينى بالنجاح اللى متأكد انك هتحصلى عليه بسهوله لأنك اتخلقتى علشان تنجحى 

اغلقت الهاتف وقد هدئت نفسى كثيرا ً وقلت ثورتها وشعرت ان الحياه يمكن ان تعطى الأنسان فرصه جديده ليحيا وقد تكون تلك هيا الفرصه التى استحقها ولكن لابد من التريث كثيرا ً حتى لا اسقط فى فخ مشاعرى مره اخرى , فالذبيح يعتقد انه يحب قاتله والمخطوف يظن انه وقع بغرام خاطفه وحتى المريض النفسى لابد وان يشعر ان طبيبه النفسى هوا بطل احلامه وخيالاته وكلها تُرهات عقليه لا صحه لها فلا نحن نحب من أذونا ولا يجب ان نحب من مدوا لنا يد العطف حتى نتأكد اننا نحبهم بصدق وليست بقايا روح تقاوم الموت .

ولكنى الان افضل وكأننى أخذت جرعه محفزه جعلتنى قادره على الاستمرار حتى وان خارت قواى مره اخرى فحتما سأجد ملاذ آمن تستطيع فيه اقنعتى ان تتساقط حتى تظهر من خلفها ملامحى القميئه وتبدو عورات قلبى عديمه الجدوى فتطلع عليها العيون والقلوب الاخرى , حتما سأجد يدا ً حانيه تدفع عنى صفعات الحياه المتتاليه عديمه الرحمه ولكنى لن اكون انانيه مثلنا فعل عمر معى وانظر لنفسى نظره الخيلاء وكأن لا أحد قبلى ولا هنالك حبيب بعدى , من حق صفى ان يجد له زوجه مناسبه شابه يافعه فى بدايه حياتها وليست ركام امرأه تركها الجميع على قارعه الطريق وانصرفوا ببرود , اتمنى لو يجد الحب فى اخرى فسأكون سعيده من أجله مثلما فعل كثيرا ً من اجلى .

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

لاادرى ان كنت اريد ذلك حقا ً ام اهيئ نفسي لصدمه اخرى حتى يعتاد قلبى وقعها فلا ينهار , ظللت افكر فى عمر وزواجه بداليا وفى صفى الذى أثرنى على نفسه كثيرا ً , كم كنت عمياء عندما وقعت فى حبه وكما قال الاخرون متى تعرف انك وقعت فى الحب ؟ عندما تعشق رجلا فيه كل ما كنت تكره من صفات ومع ذلك تعشقه 

أمسكت بقلمى وكتبت بخط عريض فى بدايه كتابى حتى لا أغفل عنه ويذكرنى دائما بما حدث لى فلا يتقهقر قلبى ولا ينسحب

" من الظلم ان أبدو لك قويا ً فتعتقد أنى استحق الألم "

تلك الكلمات ستذكرنى دوما بما عانيته سلفا ً ولن اعود لذلك يوما ً , وبعد ايام عندما اتخطى اختباراتى وانجح فيها بجداره سأكون قد حقتت نصف حلمى ويتبقى النصف الاخر ومن يدرى لعل اليد التى تلكزها هيا من ستتكئ عليها يوما ً


ست البنات


الحلقه الثانيه والعشرون


ماذا يعنى الانتماء هل هوا رجوع الشخص لموطنه بعد غياب طويل أم اشتياق تشعر به كلما تركت اماكن واشخاص جمعتك بهم ذكريات خطت أخاديد عميقه فى قلبك وعقلك . واذا كان هذا الانتماء فلابد وان يكون هناك مكان فارغ لانتماء الروح تشعر به كلما تركت قلبا وروحا عهدت أليها بكل ماتملك من مشاعر صادقه . كنت اظن ان عمر هوا ملاذى الذى إن غبت عنه فمالى الا ان اعود تسبقنى عبراتى ولكن لم يحدث هذا وعندما لم يحدث علمت الحقيقه اننى انزعته نزعا من داخلى حتى وان انتزعت معه لحمى وشحمى وشعرت بأقسي درجات الالم كمن يزيل وشم رسمه على جسده من مئات السنين ولم يفلح معه سوى ماء النار ولكنى فى النهايه ارتحت . عندما خرج من داخلى وشفي تقرح قلبى اصبحت ارى العالم بنظره مختلفه . لم اندم على مافعلته معه ولكنى كنت سأندم كثيرا اذا اطلت البقاء فى هذه المهزله .


مرت الايام سريعه كعادتها وتفوقت فى اختباراتى كما عاهدت نفسي واقسمت وشاطرنى فرحى اهلى واصدقائي وكل من تمنى لى الخير يوما بقلب صادق . كان صفي معى دائما حتى عندما يسافر لعمله كان وجوده طاغيا فلم احتج لشئ الا ساعدنى فيه ولم اعيش لحظات فرحى حتى شاطرنى فيها وحتى انتكاساتى وتعثراتى كان يمد لى يده لينتزعنى منها . وبعد انتهاء اختباراتى ونجاحى الذى شفي قلبى العليل تقدم رسميا لخطبتى وطلب زواجى من ابى واخى . ونادانى ابى ليسألنى عن رأيي فأخبرتهم اننى موافقه على ذلك ولكن لازواج حتى انتهى من عامى الثانى فى الدبلومه واطمئن على مستقبلى وحتى يتيح لنا الوقت براحا اكبر لمراجعه قرارنا فى كل يوم من ذلك العام فلا اريد ان اخطئ مره ثانيه واتسرع فى قرار مصيرى كهذا وبالفعل وافق صفي على ذلك وقرأ ابى معه الفاتحه واحضر لى خاتما ذهبيا أنيقا وسوارا منقوش عليه اسمى ووعدنى انه سيعمل اكثر واكثر ويجتهد حتى يجعلنى لا احتاج لشئ . كلما مرت الايام كلما شعرت بعظمته وكلما اقتربت منه اكثر وتوغل حبه فى قلبى فلم يكن يؤرقنى سوى علمى بأن ذلك الزواج لا يروق لخالتى !

مثلها مثل كل أم تريد لأبنها عذراء يافعه لم يسبق لها الزواج ولا الانجاب ليكون ولدها هوا زوجها الاول والاخير فما بالك فتاه سبق لها الزواج مرتان وانجاب طفل واجهاض اخر وبرغم يقينى بحبها لى واهتمامها بحالى وبالطبع تريد لى الخير دوما الا انها كباقى البشر يتمنون لك الخير بعيدا عنهم يتعاطفون معك يحزنون لألمك لكنك عندما تقترب منهم وتلجأ لهم تجدهم ينفرون منك وعندما تتعدى على ممتلكاتهم يدفعونك بقوتهم لتسقط .

كنت ارى فى عينيها نظره لوم قاسيه كنظرتها لسارق أخذ منها شيئا غاليا وهرب حتى امى لاحظت ذلك ولكنها صمتت لا تدرى ماذا تفعل اترفض ذلك الزواج وتظلم ابنتها وصفي ام توافق وهيا تعلم ان ابنتها ستكون دوما فى موقع السارق فكانت تؤثر الصمت لتترك للايام كتابه باقى احداث قصه حياتى . لم انكر اننى فكرت فى ترك صفي حتى وان كنت لم اجد من يحبنى مثله ابدا ولكن مالفائده فأنا بذلك احكم عليه بالتعاسه وهوا لا يستحق ذلك ابدا . وكنت قد عاهدت نفسي الا اترك سعادتى لأحد

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

 يسرقها منى وسأقاتل وادافع عنها ماحييت حتى وان كلفنى ذلك عمرى كله ولكنى لن انهزم ولن انسحب من معاركى الحياتيه ابدا لذلك كان شغلى الشاغل ان اجعل خالتى ترضى عن تلك الزيجه ومازال امامى وقتا ً كافيا ً لذلك , فكنت اشركها فى خياراتى واسئل عنها باستمرار واجعلها ترى نجاحى وتقرب الناس منى وفخر بلدتى وكل ما يعرفنى بنجاحى الذى احققه باستمرار وكانت ترى سعاده صفي بوجوده معى وخطبته لى وكان لابد لنا من جلسه تجمعنا نخرج فيها مافى صدورنا فإما المواجهه وإما الفرار وانا اخترت المواجهه , ذهبت لها بمفردى وصفي فى عمله بالقاهره فما رأتنى الا ان رحبت بى ترحيب فاتر وأدخلتنى وجلست بمحاذاتى فنظرت لها مبتسمه 

- ازيك ياخالتى عامله ايه ؟

تحدثت ببطئ وتثاقل

- كويسه الحمد لله 

-ابتسمت لها ودخلت فى صلب الموضوع مباشره ً

- بصى ياخالتى انا عارفه كويس انتى بتحبينى قد ايه وبتخافى على مصلحتى وكنتى زعلانه علشانى لما عابد مات ولما اتطلقت من عمر وطول الوقت بسمعك بتدعيلى ان ربنا يكرمنى ويعوضنى , ليه ياخالتى لما العوض دا بقى هوا صفي انتى بقيتى بتتعاملى معايا زى الغريبه

- انا بعاملك ازاى يا ميراس مانا بعاملك عادى زى ماكنت بعاملك قبل كدا 

- لا ياخالتى , من يوم ماصفي اتقدم لى وانا بشوف فى عنيكى نظره عتاب وزعل مش هقدر اقول كره لانى عارفه ان مهما حصل انتى مش هتكرهينى بس على الاقل مبقتش نظره حب ورضا زى الاول

صمتت خالتى ولم تعقب فأكملت حديثى 

- انتى فاكره ياخالتى لما كنت بنجح فى المدرسه كنت بجرى عليكى انتى الاول افرحك علشان عارفه انك كنتى بتبقى قلقانه عليا ولما ابويا كان عاوز يطلعنى من التعليم انتى اللى وقفتى له وقولتى ميراس شاطره وهيبقى لها مستقبل ولازم تكمل , فاكره ياخالتى ؟

- فاكره ياميراس

- طيب فاكره لما عابد اتقدم لى وكنتى فرحانه زى ماتكون أمل بنتك هيا اللى بتتجوز ولما مات كنتى بتعطيى اكتر ما كنت بعيط ولما عرفتى اللى عمر وداليا كانوا عاملينه فيا كنتى عاوزه تموتيهم وقولتى لامى اللى يقرب من ميراس اخنقه بإيدى 

- علشان كنت شايفاكى مظلومه 

- طيب ليه بتظلمينى انتى دلوقتى؟

- انا مبظلمكيش بالعكس انا نفسي ربنا يرزقك بكل الخير اللى فى الدنيا علشان انتى تستاهلى ويعوضك عن حزنك وحظك القليل فى الدنيا 

- وصفي ؟

- صفي ابنى الوحيد على اربع بنات كان نفسي افرح بجوازه على بنت بنوت , متزعليش منى يا ميراس انتى بنتى بس ايه اللى يخليه يتجوز واحده اتجوزت قبل كدا مرتين ومعاها عيل هيربيه وهوا مش من صلبه 

- على قد كلامك ما بيوجعنى ياخالتى على قد مانا عارفه ان عندك حق بس كنتى هتقولى كدا لو حد من بناتك فى مكانى وجه حد زى صفي اتقدم لهم

صمتت خالتى ونكست رأسها بالأرض فاستطردت 

- طبعا ياخالتى كنتى هتفرحى وتقولى دا نصيب لكن علشان انا اللى فى الوضع دا فانتى مش فرحانه علشانى

- والله يابنتى انا بحبك قد ما بحب بناتى بس حاجه فى قلبى بتنغص عليا فرحتى وانتى لازم تقدرى موقفى

- والله ياخالتى مقدره ومش زعلانه منك مهما قولتى وعملتى , انا بس عايزاكى تدينى وتدى نفسك فرصه احنا لسه قدامنا فتره خطوبه طويله نقدر فيها نفكر ونقرر براحتنا ولو حسيتى انك مش قادره تتقبلى الموضوع صدقينى انا هنسحب

- لا يابنتى انا عارفه ان صفي بيحبك من زمان وكان نفسي تبقى اول بخته ويبقى اول بختك بس هوا النصيب 

- ربنا يخليكى ليا يا خالتى انا والله فرحانه اوى انى هعيش معاكى , فاكره لما كنت بهرب من عند ابويا واجى ابات معاكى هنا واستخبى تحت السرير

ضحكت خالتى وتغيرت نظرتها واحتضنتنى وقبلت رأسى , كنت اشعر فى ضمتها بالدفئ بالرغم من كل شئ فهناك اشخاص نجد الشوك فى صدورهم وآخرين كلما اقتربنا منهم شعرنا بطيب ريحهم ودفئ قلوبهم برغم كل شئ , ظللت معها اكثر من ساعتين نتحدث ونستعيد ذكرياتنا الحلوه التى ربنا ضاعت بين ذكريات اخرى او غطتها غمامه الزمن فلم نعد نتذكرها فكنت ازيح التراب عنها لتستعيد معها شعورها القديم وتعلم كم كنا مقربتين من بعضنا البعض والقادم سيصبح افضل بكثير مما مضى , اعددنا طعام الغداء سويا ً وجلسنا معا ً ومع أخوات صفي فمر الوقت سريعا ً دون ان ندرى وهكذا هيا الاوقات الحلوه تمر بلا شعور مننا ولكنى عند انصرافى تركت شخصا ً آخر غير الذى وجدته عندما حضرت , شخصا ً ضاحكا ً مبتسما ً تطل من عينيه نظره رضى شعرت بها جيدا ً .

عدت لبيت ابى وانا فى قمه سعادتى فكان ذلك الامر يؤلمنى ويؤرقنى دوما ً أما الان فأنا على يقين ان خالتى ستعيد التفكير فى الأمر وستتبدل معاملتها معى قريبا ً جدا ً , مالبثت ان وصلت حتى جائنى اتصال من صفي أجبته بسعاده تخطت اسلاك الهاتف ووصلت له سريعا ً

- ازيك يا حبيبتى 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

- الله يسلمك ازيك انت 

- انتى مش هتشيلى انت دى وتخليها ازيك يا حبيبى

ضحكت خجلا ً كفتاه لم تسمع كلمات الحب من قبل 

- عارفه ياميراس انا ساعات بحس ان تميم مش ابنك وانك عمرك ما اتجوزتى ولا حتى عرفتى راجل 

- ليه بقى ؟

- علشان لسه خدودك بتحمر زى المراهقين كل مابقولك كلمه حلوه وبتتلخبطى وحالتك بتبقى حاله لو قولتلك بحبك

- صدقنى ياصفي الخجل ملوش عمر محدد فيه ستات عدت الستين لما بتقولها كلمه حلوه بتخبى وشها وتبص على الارض وفيه بنات طبعها الجرأه وبنات طبعها الخجل وبنات وشها يحمر من كلمه وبنات تتكعبل لو حد بص لها 

- وانتى ست البنات كلهم يا حبيبتى 

شعرت بنغزه فى قلبى من كلمته الاخيره لم ادرى أتألمت لسماعى كلمه كنت اشعد بالسعاده كلما نطقتها شفتاه انم تألمت لكذبه أخرى كنت اصدقها من كذباته التى لا تنتهى , خيم الحزن على قلبى وتبدلت نبرتى فشعر بها صفي

- مالك يا ميراس

- مفيش حاجه انا كويسه

- لا مش كويسه , كنتى فرحانه ودلوقتى صوتك اتغير وسكتى فجأه , انا قولت حاجه زعلتك ؟

- لا

- طيب قوليلى مالك

- هقولك علشان احنا اصحاب قبل أى حاجه وطول عمرك متعوده احكيلك على كل حاجه

- طبعا ياحبيبتى وهفضل صاحبك حتى لما ابقى جوزك 

- اصل عمر كان بيقولى انى ست البنات وانا للأسف كنت بصدق ولما الموضوع كله طلع كذبه مبقتش حتى اصدق اى كلمه مدح اتقالتلى فى يوم ولما انت قولتها دلوقتى فكرتنى بيه

- بصى يا حبيبتى مش معنى ان وثقتى فى انسان وحبتيه وطلع مش اهل للثقه ولا للحب انك تفقدى ثقتك بنفسك , انتى ست البنات واحلى بنت فى العالم واوعى تكون الكلمه دى ذكرى وحشه فى حياتك تكسرك وتحسسك انك متستحقيهاش لانى هفضل اقولك ست البنات من هنا لحد ما تعجزى 

ضحكت لكلماتك المطيبه وتفتحت اورده قلبى من جديد

- وهفضل ست البنات وانا عجوزه ؟

- ايه رأيك تبقى ست العواجيز 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

ضحكنا سويا ً وتخطينا الأمر بسلاسه وتلك الكلمه التى كانت تنغز قلبى بقوه تجددت معها ذكرى طيبه ستمكث فى قلبى بدلا من قرينتها السيئه , ظللنا نتحدث ونضحك حتى أتانى اتصال اخر , أبعدت الهاتف عن أذنى ونظرت للمتصل فوجدتها وفاء , استئذنت من صفي ان اغلق الهاتف معه لأحدث همسه صديقتى فخشيت ان اخبره انها وفاء حتى لا يتضايق من الامر , بالفعل اغلق صفي الخط وانتقلت لمحادثه وفاء

- ازيك ياوفاء

- ازيك انتى يا ميراس عامله ايه

- انا بخير الحمد لله وانتى

- انا مش كويسه خالص يا ميراس

- ليه كدا قلقتينى

- داليا من ساعه ما جت وهيا بقت حد تانى , متحكمه فى عمر وبتمشى كلمتها فى البيت ومش بتسكت لحد وكأنها بتعاقبنا على طلاق عمر ليها واننا موقفناش معاها , تخيلى بتزعق لماما وتقولها كلام وحش اوى وماما طبعا بتسكت ومش راضيه تقول لعمر علشان ميحصلش مشاكل جديده غير ان قلبها واجعها على فراق تميم , والنبى ياميراس ترجعى لعمر

- انتى بتقولى ايه يا وفاء

- والله عمر مش بيجيب سيرتك بحاجه وحشه ابدا ً وعمره ما كان هيوافق يطلقك لولا العقربه اللى متحكمه فيه وواكله عقله 

- عمر مش صغير يا وفاء بطلوا تخلقوا للناس اعذار لحد ماتصدق انها مظلومه والكلام دا ملوش لزوم دلوقتى 

- والله يا ميراس انتى لو كلمتى عمر هترجعيه بسهوله هوا اصلا نفسه يكلمك بس عزه نفسه منعاه

- عزه نفسه منعاه وانا معنديش كرامه وبعدين مين قالك اصلا انى بفكر فيه ولا حتى عاوزه ارجعله , عمر دا صفحه اتقفلت ومش هتتفتح تانى يا وفاء فاهمانى

- داليا حامل يا ميراس

- حامل 

- ايوه ودا اللى خلانى اكلمك , سمعتها بتتكلم فى التليفون وبتقول لاختها انها مقررتش تخلف الا لما خلته كتب لها نص اللى يملكه علشان تأمن مستقبها بحجه انها خايفه لحسن يطلقها مره تانيه وطبعا عمر علشان هيموت على عيل وافق وكتب لها نص الشركه والاراضي وحتى البيت اللى احنا قاعدين فيه والفلوس اللى عندنا , تعب وشقى ابويا ومن بعده عابد وعمر بقوا فى جيب داليا ومن ساعه من كتب لها وهيا بتتعامل على انها صاحبه كل حاجه واحنا ضيوف عندها بتبيع وتشترى فينا ومحدش قادر يتكلم , وطبعا عمر لو اشتكيناله مش هيعمل لها حاجه علشان هيخاف يكرر اللى حصل معاكى ويخسر ابنه تانى , مش عارفه اعمل ايه ياميراس

- دى مشاكلكم انتوا يا وفاء وانا مليش دخل بيها , مفيش اى سبب يخلينى ادخل فى حاجه متخصنيش واحارب علشان ناس موقفتش جمبى ولا قدرتنى , عمر رجع لداليا وهوا عارف كويس انها عمرها ماحبته نص الحب اللى حبيتهوله وانتى رفضتى حتى تقوليله اللى عملته معاكى ووالدتك ساكته على طول لا بتعترض ولا حتى بتقوله ان اللى بيعمله دا غلط , انا خلاص ياوفاء اتخطبت وهتجوز

- اتخطبتى ؟

- ايوه اتخطبت لصفي ابن خالتى راجل محترم وبيحبنى من زمان وكل مشكله حصلتلى وانا مع عمر كان هوا اللى بيقف جمبى فيها مش اخوكى وعمرى ما هصغره ولا هكسره علشان هوا ميستاهلش منى غير كل تقدير وحب 

- وتميم ؟

- ماله تميم , تميم ابن عابد مش ابن عمر ومع ذلك مش هنكر ان عمر كان بيحبه وبيعامله زى ابنه بس هل سئل عليه من يوم مااتطلقنا , طبعا لا , عمر انسان انانى مش بيفكر غير فى نفسه وفى احلامه وطموحاته , وخلاص لقى احلامه مع داليا اللى هتجيب له ولى العهد ليه بقى يفكر فى ابن اخوه , وصدقينى انا عمرى ما همنعه عنكم ولا امنعكم عنه بس خلاص انا اتنازلت كتير علشان ابنى وانتوا مقدرتوش التنازل دا وجه الوقت اللى اقف قدامكم واقولكم لا

- انتى اتغيرتى اوى ياميراس

- لازم اتغير , تفتكرى بعد كل اللى حصل واللى شفته هفضل زى مانا , التغيير سنه الحياه ياوفاء ولو الانسان متغيرش وفضل على نفس الوضع يبقى غبى ومتهاون وانا لا غبيه ولا عمرى هتهاون فى حقى يوم زياده

- تحبى اقول لعمر انك هتتجوزى

- انا مش داليا يا وفاء 

- ماشى يا ميراس , مع السلامه

لم استطيع تخبئه لذه انتصارى حتى وان كان انتصارا ً وهميا ً , لم اشمت فيه ولن افعل يوما ً ولكنى على الاقل استطعت ان اقول لا بملئ فمى بلا خجل ولا خوف , واضع قوانينى بنفسى لا ان تُملى علي , اعلم ان القادم ليس بالقليل ولكنى على أتم الاستعداد لملاقاته بقلب قوى وعزيمه لا تصدأ


ست البنات


الحلقه الثالثه والعشرون


لم اشعر بسعاده قط مثل التى شعرت بها بعد انهاء محادثتى مع وفاء وكأنى وصلت اخيرا للمعادله الصعبه . كيف اكون انا بلا تنازلات ولا انسحابات . اصبحت اقوى وأصمد لا يقلقنى أحد ولا اهتم لشئ اخر . لا انكر اننى فى البدايه شردت قليلا عندما علمت بخبر حمل داليا إلا أننى تجاوزت الامر فلدى من الامور مايجعلنى انغمس فيه لرأسي ودراستى القادمه ليست سهله إنما هيا التى يتوقف عليها مستقبلى القادم كله . لذلك لم اجعل عقلى يتذكر تلك المحادثه ولا يستدعيها ولم أحدث بها صفي فكفانا تذكرا للماضي ولنجعل مستقبلنا نصب أعيننا فهوا أحق بالتذكر . مرت الايام التاليه عاديه لا حدث فيها ولا تغيير لم يكن امامى سوى دراستى وابنى الذى نطق كلمه " ماما " لأول مره وانا نائمه فاستيقظت فزعه احتضنه وأتلذذ بسماع اسمى من بين شفتيه الصغيرتين فكانت تهون على ساعات الاستذكار الطويله وخوف الانتظار وترقب النتيجه وكأننى اترقب الحكم عليا بالحياه , كنت قد اعتزلت الجميع حتى لا يشغلنى شئ عن مستقبلى وطموحى وأنهمكت حد الانغماس فى المطالعه والمذاكره حتى صفي أقل من محادثاته وزياراته كى لا يشغلنى ويستقطع وقتا ً طويلا ً من يومى , وظل يترقب أخبارى من بعيد خوفا ً ان يكون عبئ علي وليدع المجال لإرادتى ف تحقيق ما أردته طوال عمرى , ولم يخزلنى القدر ولا الطموح وفى النهايه وصلت .

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


وصلت بعدما تورمت قدماى من السير وتساقط العرق أنهاراً من التعب وأوشكت ان اسقط من الاعياء ولكنى وصلت الأن وارخيت جسدى كله على أعتاب نجاحى بعدما وصلت لما حلمت به يوما ً بل وأكثر وضمنت لى مقعدا ً بين صفوف طالبات كليه الهندسه , فكنت بذلك انا اول فتاه فى قريتى ترتاد ذلك المجال فكان فخرا ً لى ولأسرتى ولكل من أحبنى وتمنى لى الخير يوما ً وأولهم كان صفي الذى بشرنى بنتيجتى وفرحتى وأملى المتجدد ولم يغمض له جفن حتى اطمئن بنجاحى وركض ركضا َ حتى وصل لبيتى وأمسك بيداى لأول مره منذ خبطتنا وسعادته تبرز من عينيه جليه وصادقه

- مبروك ياست البنات

- الله يبارك فيك ياصفي

- انا منمتش من امبارح وطول الليل فاتح الموقع اللى هتظهر عليه النتيجه خايف انام لحسن تظهر ومبقاش انا اول واحد بشرتك بيها

- للدرجه دى فرحان علشانى

- فرحان دى كلمه قليله على اللى حسه والله العظيم , انا حاسس ان كل حاجه فى حياتى اتمنتها ومجتش جتلى النهارده لما انتى نجحتى وحققتى حلمك , احساسى زى أب بنته نجحت وداخله الكليه وهيا ماسكه فى ايده وبتضحك له , انتى مش بس حبيبتى انتى بنتى اللى كبرت قدام عنيا وصاحبتى اللى مش بخبى عليها حاجه ودنيتى اللى مستنى اعيشها

- انا مش عارفه ارد على كلامك ياصفي 

- انا مش عايزك تردى غير بحاجه واحده بس

- ايه هيا ؟

- تنزلى دلوقتى تشترى فستان الفرح

- فستان ؟! , بس ياصفي انا هتكسف ألبس فستان انا مش اول مره ...

وضع يده على فمى فأغلقه برقته المعهوده وهوا يبتسم لى بعذوبه

- انتى اول كل حاجه حلوه , انتى ميراس البنوتة الصغيره اللى اتربت معايا وكبرت وهيا متعرفش حاجه عن الدنيا كل اللى كانت بتعمله انها بتذاكر والنهارده نجحت وكمان كام يوم فرحها على اكتر انسان حبها فى العالم , بذمتك فيه أميره يوم فرحها متلبسش فستان

- انا بجد أميره فى نظرك ؟ 

- انتى اميره العالم وأميره قلبى والانسانه الوحيده اللى أسرت قلبى ومشاعرى وخلتنى مش شايف غيرها فى الدنيا , طيب وحياتك لاخلى الفرح يدوم تلات ايام بلياليهم علشان الغريب والقريب يعرف ان صفي اتجوز ست البنات

- ربنا يخليك ليا ياصفي انا اقل من حبك دا بكتير اوى

- وحياه عيونك الحلوين اللى بيصبرونى على أى حاجه فى الدنيا انا ما بعرف للحياه طعم غير لما ابقى جمبك وكنت مستعد اعيش جمبك وانا ماليش اى دور فى حياتك لمجرد انى اطمن عليكى

- للدرجه دى يا صفي احنا شبه بعض , انا كمان كنت مستعده ...

- كنتى مستعده لإيه ؟

- لا ولاحاجه , دا كلام قديم وراح لحاله 

- لو بتحبينى تنزلى دلوقتى تختارى الفستان

- طبعا بحبك

- انتى بتقولى ايه ؟؟!!

- خلاص ياصفي

- لالا خلاص ايه , وحياه ابوكى تقوليها تانى

- ابويا ايه ياصفي اعقل مش كدا

- طب والله لو ماقولتيها تانى لنادى على خالتى واقولها انك عاوزانا نتجوز عرفى وانا اللى مش راضى 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

- يخرب عقلك دا انت مجنون

- مجنون بحبك يا ميراس

- وانا والله العظيم بحبك

كان يتراقص كالأطفال يقفز فى الهواء ويصرخ ويصفق بيديه ويقبّل يدى وكأننى اخبرته بسر الحياه , لم أرى من قبل مثل تلك الفرحه التى فى عينيه كم هوا صفي القلب والأسم , ظل يقفز ويرقص حتى أتت أمى على إثر صوتنا وعلى وجهها دهشه حقيقه تنظر لصفي وترفع حاجباها دهشه وهيا تدق على صدرها بتعجب

- مالك ياصفي يابنى

انتبه صفي لأفعاله فتوقف وهوا يتعرق وينظر لى لعلى انقذه من ذلك الموقف ولكنى رفعت كتفاى انسحابا ً وتركت له الساحه 

- ولا حاجه ياخالتى فرحان بنجاح ميراس

لم تقتنع أمى بذلك فأطالت النظر اليه من الاعلى وحتى الأسفل 

- مانت جاى بعقلك يابنى وانت اللى عرفتنا انها نجحت

كنت اكتم ضحكاتى وانا انظر له متحرجا ً أحمر الوجنتين يبحث يمينا ً ويسارا ً لعله يجد مخرجاً

- اصل لامؤاخذه ياخالتى انا مظاهر الفرحه عندى بتيجى متأخر شويه

نظرت له أمى بريبه حقيقيه وهيا تنصرف متمتمه بكلمات لم أسمع منها غير دعائها له بالهدايه ومالبثت ان انصرفت حتى انفرجت ضاحكه وزفر صفي انفاسه المكتومه بصدره 

- بقى كدا بتبعينى

- اعملك ايه مش انت اللى قولت مش فارق معاك حد

- انا ميفرقش معايا غيرك ياقلبى ولا عايز من الدنيا الا انتى

- ربنا يخليك ليا ياعمر

- عمر !

ما أغبانى كيف صدرت منى تلك الكلمه الغبيه لأحطم بها قلبه هكذا فى اكثر لحظاته سعاده , اقسم اننى لم أقصد ذلك ولكنى حفظتها ورددتها كثيرا هكذا حتى تملكت منى , يالثقل دمى وفظاعه افعالى

- انا اسفه ياصفي انا اسفه , والله العظيم ماقصد انا غلطت بس انا ....

- ولا يهمك يا حبيبتى انا عارفه انك مش قصدك

حاول الابتسام حتى لا يحملنى ثقل ما قذفته بوجهه ولكن انفاسه المتقطعه ونظرته المنكسره كانت اكثر فصاحه من لسانه العذب , حاولت ان اعيده لفرحته السابقه ولكن ما القيته بقلبه كان اشد واكثر قسوه

- طيب مش هتنزل معايا تختار الفستان

- من عنيا ياحبيبتى شوفى حابه تنزلى امتى وانا تحت امرك

- دا العشم بردو ربنا يخليك

- طيب انا همشى دلوقتى علشان انام انتى عارفه منمتش من امبارح ولما تحبى تنزلى اتصلى بيا 

- صفي

- ايوه يا حبيبتى

- هنضرب ورقتين العرفى امتى ؟

كان يعلم جيدا ً اننى اريد ازاله وقع تلك الكلمه وذلك الأسم من قلبه وأصلح ما افسدته سابقا ً فابتسم واقترب منى وقبّل رأسي بحنان وانصرف

كنت نادمه أشد الندم على غلطتى برغم انها لم تكن مقصوده وأنبت نفسى ان انتبه لكل ما يلفظه لسانى بعد ذلك حتى لا اتسبب بتحطيم اكثر القلوب صفاء ومحبه لى , تحدثت الى همسه صديقتى واخبرتها ان تستعد لتذهب معنا لشراء الفستان فلديها ذوق جيد فى الانتقاء والاختيار وشراء الاشياء بسعر أقل فرحبت على الفور واتفقنا ان ننزل معا ً فى المساء حتى يكون صفي قد استيقظ من نومه وجست اتخيل فستانى الذى سأرتديه وكأنها اول مره اتزوج فيها , ففى المره الاولى عندما تزوجت عابد كان فستانا ً تقليديا ً لم انتقيه ولم اختاره فقد كنت تعيسه جدا لزواجى منه بدلاً من عمر ولذلك رفضت ان اذهب لاختياره واختاره عابد بدلا ً منى كان فستانا ً من الستان المطرز ليس فيه اى ملامح اخرى فكان بالنسبه لى عبائه اخرى تضاف لما ارتديه , وعندما تزوجت بعمر الذى انتظرته طويلا ً كان زواجا ً حزينا ً مقيتا ً لم ارتدى فيه سوى عبائتى السوداء , أما تلك المره فأشعر اننى اتزوج كالفتياات الاخريات لا شئ ينقصنى فمعى رجل احبه وسأقترن به طيله حياتى وسأختار فستانى بإرادتى سيكون فستانا ً من الستان والشيفون مرصعا ً بالكريستال الشفاف واللؤلؤ الأبيض وستكون معه تنوره واسعه كلما استدرت تفتحت اجنحته وطار بى عاليا ً حتى ألامس عنان السماء ومعه حذاء يشبه حذاء سيندريلا فى الأفلام الكرتونيه سيكون ملائما ً لى فقط ولن ترتديه غيرى وعندما تكتمل هيئتى ألاقى أميرى " صفي " فى بذلته الرسميه السوداء الانيقه وقميصه الأبيض ورابطه عنقه الذهبيه اللامعه التى تنعكس على وجهه الخمرى الرجولى وشعره الكثيف وملامحه المنمقه فتزيده جمالا ً وبهائاً , ظللت اتخيل ذلك اليوم وذلك الحفل بكل تفصيله فيه حتى المدعوون وهم يهنئوننى والفرحه تغمرهم وكاسات العصير وكعكه الفرح ورقصه البدايه وتدافع الحاضرين لالتقاط الصور معنا و ..... وتميم

اتخيل نفسى مرتديه فستانى الابيض ذو التنوره المتفتحه وحامله تميم وينظر لى الجميع نظره رفض وامتعاض وكأن أم مثلى لا تستحق ان تعيش دور المراهقات وتحلم بفستان الأميره , شعرت بغصه فى حلقى عندما تذكرت ذلك الامر ولكنى لن انصاع لأحد ولن اترك سعادتى بيد غيرى فقلبى احق بالسعاده حتى وان انتزعتها عنوه من الحياه 

وكأننى كنت اتمنى وأبواب السماء تتفتح لكلماتى فكل ما تخيلته وحلمت به أحضره لى صفي ووضعه أسفل قدامى وسئلنى المزيد من الأمانى فلم يترك فى قلبى القليل ولا الكثير حتى أحضره وأكثر حتى اصبحت غرفتى مملتئه عن اخرها بما احضره لى ولتميم , فقد اشترى له نفس بذلته واخبرنى انه سيكون صاحب الحضور الاول فى الفرح ولن ينازعه فيه اخر , كان يطمئن قلبى ويطيب بخاطرى حتى لا يكون فى قلبى شئ ينتقص فرحتى , فعل كل شئ يجعلنى سعيده حتى انه اشترى هديه قيمه لهمسه صديقتى إكراما ًلى واخبرنى انه قد انتهى تقريبا ً من كل شئ فى شقتنا ولا يريد منى سوى ان استعد للزفاف وان اجعل السعاده نصب عينى فلا أحيد عنها أبدا ً

كانت الأيام المتتاليه أكثرها سعاده فبدء الأقارب بالحضور من كل حدب وصوب وعرف القاصى والدانى بأمر الزفاف فحضر وأحضر معه الهدايا وأصبح بيتنا مكتظا ً بالأقارب والمعارف والجيران وأغانى الفرح لا تنقطع وصوت شاديه يصدح فى بيتنا وهيا تغنى بعذوبه


الحنة ياحنة ياحنة يا قطر الندى

يا شباك حبيبي ياعيني جلاب الهوى

لا لا لا الصبر ده حاجة محالة

يا أروح له يا أقوله تعالا

لو يطلب مني العين

راح أقوله خد الإتنين

وتحني الليالي فرحتنا سوى

وأفرش له ضفايري ياعيني على شط الهوى


وكعادتنا فى الزفاف كان كل من يحضر يجلب معه السكر والدقيق والبيض والخبز واللبن واللحوم والطيور وكل ما تشتهى الأنفس فأصبح بيتنا مرتع للخيرات ومقصد للجميع سواء من أتى ينهئ ويبارك او يأكل من ذلك الخير , كنت اشعر وكأننى أميره تذف فى هودجها الذهبى المرصع الى أميرها فلم يكن فى الارض أسعد منى ومن صفي الذى ينافسنى فى السعاده فكان يحدثنى كل خمس دقائق وكأنه يعوض عاما ً كاملا ً لم نكن نتحدث فيه وكانت سيمفونيه عشقنا تعزفها أمهر الفرق الموسيقيه , وكنت انا الاخرى منشغله معهم فى الترحيب بمن أتوا ومساعدتهم فى الطهى والخبز حتى اننى لم يكن لدى وقت لمسك الهاتف وكان يغصب صفي كثيرا ً اننى منشغله عنه ولا احدثه كثيرا ً وكنت أهدئ من روعه وأخبره ان القادم سيكون له وحده ولكن علينا الا نهمل فى ضيوفنا وهم من اتوا ليشاطرونا افراحنا ولحظاتنا السعيده فكان يهدئ ويقتنع ولم يكن هناك من هوا أكثر بالا ً منه ولا اطيب قلبا ً ومع ذلك يظل يتصل طوال اليوم لعلى اتفرغ له ولو بالقليل , حتى وانا منغمسه فى الطهى وتقطيع اللحم وتوزيعه على الجالسين على المائده ظل الهاتف يرن بلا انقطاع حتى نهضت ابنه عمتى واحضرته لى 

- ابله ميراس التليفون مش مبطل رن من الصبح

ضحكت وانا امسح يدى لأتناول الهاتف منها

- دا عمك صفي أكيد

- مش عارفه اناا فتحت اهو خدى ردى

فتحت زر الإجابه ووضعته على أذنى حتى لا يتسخ الهاتف من إثر يدى المتسخه فحملته بين أذنى وكتفى وانا اضحك من ذلك الوضع الغريب 

- ايوه يا حبيبى والله مشغوله مش عارفه ارد عليك

- ازيك يا ميراس 

- عمر 

ست البنات

الحلقه الرابعه والعشرون


فى أوج سعادتك قد تصطدم بحائط صلد يشدق رأسك نصفين فتسيل الدماء منها معلنه نهايه تلك السعاده وبدايه الألم وها أنا الان اقف مشدوهه ارتعشت يدى فسقطت القماشه التى كنت انظفها فيها وتحولت ملامح سعادتى لحزن خيم على ملامحى بغته فتعاقد حاجباى وضغطت على اسنانى حتى سمعت صرير احتكاكها وتوقفت الأصوات من حولى فلم اعد اسمع سوى صوت تنفسي وضربات قلبى المتسارعه ... وصوته هوا

- عايز ايه يا عمر

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

- للدرجه دى مش عايزه حتى تردى السلام

- ظهرت ليه دلوقتى ياعمر

- سمعت انك هتتجوزى

- اه وعلشان كدا ظهرت وطبعا هتقولى مكنتش متخيل انك هتتجوزى وان اى راجل مبيستحملش يشوف اللى كانت مراته مع واحد غريب 

- لا يا ميراس مش هقول كدا ويمكن حتى مش عارف وانا بتصل بيكى هقول ايه بس كل اللى اعرفه انى لما سمعت انك هتتجوزى مقدرتش استحمل ومسكت التيلفون وكلمتك

- والمفروض بقى انى الغى جوازى وارجعلك زى المدام ما عملت مش كدا

- ليه يا ميراس بتكلمينى بالعنف دا

- عايز ايه من واحده فرحها كمان كام يوم وطليقها بيتصل بيها يقولها اتجننت لما عرفت انك هتتجوزى , ايه المطلوب منى !

- اهدى يا حبيبتى

- اخر مره اسمعك تتكلم معايا كدا فاهم ولا لا ؟

- كدا اللى هوا ازاى

- انت عارف كويس انا اقصد ايه , الاسلوب بتاعك دا ينفع مع داليا مش معايا يا عمر, انا مخطوبه لراجل ضافره برقبه ميه راجل تانى , حبنى واخلصلى ووقف جمبى فى كل وقت اتكسرت فيه وكنت انت السبب فى الكسره دى

- انا اسف

- آسف ؟ ! , آسف دى تقولها لو كسرت كوبايه غصب عنك مش كسرتنى

- انا عمرى مااكسرك ياميراس يمكن غلط ويمكن قصرت ويمكن عاندت ومقدرتش اقولك انى مش عارف اعيش من غيرك بس عمرى ما قصدت اكسرك ولا اوجعك ولا حتى اكون سبب فى حزنك

- المطلوب منى بقى انى اصدق الكلمتين دول واترمى فى حضنك 

- موحشكيش حضنى

بقدر مقتى له واشمئزازى من محادثته التى لا هدف ولا طائل منها الا اننى توقفت قليلا ً عند كلمته تلك لا ادرى لماذا أحنينا ً لذلك الحضن الشائك الذى لفظنى خارجه بقوه واستبدلنى بأخرى ام ندما َ على وقتا َ تركت فيه نفسى بين يديه وكأننى دميه يمرح بها كيفما شاء حتى اصبحت اتقزز من تلك الذكرى

- متتصلش بيا تانى ياعمر احسنلك , مش كل الناس رخيصه وبتعمل مؤامرات علشان تدلل على نفسها فيه ناس غاليه اوى ياعمر لدرجه انها لما بترخص نفسها مع ناس متستحقش بيفتكروا انها نصاحه منهم 

- طول عمرك غاليه وانا عارف دا كويس ومقدر غضبك اللى مخليكى كارهانى للدرجه بس افتكرى انك قولتيلى قبل كدا ان على قد الحب بييجى الوجع , والوجع اللى شايفه فى صوتك دلوقتى بيأكد ان الحب جواكى لسه مخلصش

- لو تفتكر كمان قولتلك قبل كدا انك موهوم والظاهر ان الوهم دا مرض بيزيد مع الايام 

- انا بحبك يا ميراس ولسه بحبك وعارف انى غلطت لما كلمت داليا ورجعتها ووافقت انى اطلقك بس انتى دوستى على كرامتى وخلتينى اعند واطلقك وعارف كمان ان غلطى مش هقدر اصلحه بعد ما بقى فيه طفله بينا , انا خلفت بنت وسميتها " مرام " , مش عارف ليه انا اخترت الأسم دا بس حسيت انه بيفكرنى بيكى 

- مبروك عليك بنتك اللى كنت بتتمناها حافظ بقى على مامتها وسيبنى فى حالى

- وتميم ؟

- ماله تميم

- مصيره هيكون ايه لما تتجوزى ؟


- معايا طبعا ً

- وجوزك بقى هيقبل انه يربيه وهيعامله زى ابنه , طيب انا كنت بعتبره ابنى لانه ابن اخويا لكن الغريب هيعتبره ابنه ليه 

- صدقنى ساعات الغريب بيبقى احن من القريب مليون مره 

- لو اتجوزتى انا هاخد تميم اربيه مع بنتى 

- تصدق صعبت عليا , تاخد تميم بصفتك ايه ؟ , الظاهر انك مش واخد بالك ان فى حاله جوازى تميم بالمحكمه يروح لامى مش ليك

- هاخده بالقوه مش بالمحكمه

- بص ياعمر , خلينا ننهى القصه دى انا لسه بحترمك وعلى الاقل بفتكرك بالخير لكن لو بدئت الشر معايا هتلاقى اضعافه انا مش ميراس الهبله اللى القطه تاكل عشاها انا حد تانى خالص صدقنى انت متعرفوش 

- للدرجه دى اتغيرتى

- واكتر واللى يقرب منى او من ابنى هاكله بسنانى فاهم ولالا

- سامحينى يا ميراس انا عامل زى اللى واخد ضربه على دماغه مخلياه مش مركز ولا عارف بيقول ايه انا دماغى هتنفجر من التفكير والعجز

- اللى بينا خلص من زمان ياعمر بس انت علشان انانى بتحب تملك كل حاجه لكن انا مش من ممتلكاتك , ولو سمحت كفايه لحد كدا علشان انا مش فاضيه

- بتمنالك كل سعاده يا ميراس حتى لو مع غيرى

- وانا بتمنالك تحس بالرضا ولو لمره واحده فى حياتك وخلى بالك من بنتك دى نعمه انت دعيت ربنا كتير علشان يديهالك

كدت احطم الهاتف بين اصابعى من الغضب , ركضت لغرفتى وانهرت فى البكاء كيف اصبحت أحدثه هكذا ومتى تعلمت كل تلك القسوه والتجبر ألهذه الدرجه اوجعتنى الحياه حتى بدلت طباعى ام تلك بقايا اطلال قصه حب ولت ومازال ألمها باقيا ً فى القلب , سحقا ً لمرار نبتلعه حتى يتحجر حلقنا وتصبح قلوبنا كالحجاره او اشد قسوه , ظللت ابكى لا اعرف لماذا فقط اردت البكاء وإخراج مافى صدرى حتى هدئت واصبحت افضل , خرجت من غرفتى فوجدت تميم بين يدى امى حملته منها وظللت احتضنه وانا اقاوم دموعى وكأننى اخبره ان كل من اقترب ناحيته مفقود حتى وإن تحولت لوحش كاسر من أجله من اجل حياتنا معا ً , سمعت هاتفى يرن مره أخرى فانقبض قلبى وارتعدت أوصالى , خشيت ان يكون عاود الكره ولكن اخبرتنى ابنه اخى انه صفي , أمسكت الهاتف وركضت الى غرفتى ولم ألبث ان بدئت حديثى حتى انهرت فى البكاء لا أدرى لماذا , سمع صفي صوتى فارتعش صوته وسئلنى بأنفاس متهدجه

- فيه ايه ياحبيبتى مالك حصل ايه ؟

لم استطيع تجميع الكلمات ولا السيطره على بكائي المستمر فانفعل صفي وارتفع صوته مكررا ً حديثه

- فيه ايه يا ميراس اتكلمى قلبى هيقف 

نطقت كلماتى بين دموعى وانا اشهق لألتقط أنفاسي المضطربه

- عمر اتصل بيا

- عمر ؟! وعاوز ايه دا ؟

عاودت البكاء وانا اتحدث بصوت خافت

- مش عارفه , فى الاول كان بيقول انه مش قادر يستحمل فكره انى هتجوز ولما لقى مفيش فايده هددنى بتميم

- عمر دا لازمله واقفه , انا مكنتش اقدر اتصدر له قبل كدا علشان كنتى عاوزاه لكن دلوقتى ملوش مكان بينا ومش من حقه يتدخل فى حياتنا ولا من حقه حتى انه يتصل بيكى , انا هروح له واتكلم معاه

- لا ياصفي ابوس ايدك , خلى الفرح يعدى على خير انا مش عايزه مشاكل وهوا وعدنى انه مش هيكلمنى تانى

- وانتى مصدقاه ؟

- صدقنى انا قولتله كلام عمرى ماتخيلت فى يوم انه يطلع منى واكيد مش هيعرض نفسه للاحراج مره تانيه , عمر مهما كان انانى وعايز يملك كل حاجه بس كرامته عنده غاليه اوى

- طيب ياميراس اهدى انتى دلوقتى واغسلى وشك وانسى كل اللى حصل وانا هاجيلك كمان شويه 

- ماشى 

اغلقت اتصالى معه وتوجهت لصنبور المياه احمل من مياهه بين يداى وألقيها على وجهى لعلى استفيق من تلك الحاله وأعود لحالتى السابقه التى لم يدعنى اهنئ بها , حاولت ان انغمس معهم مره اخرى بعدما تعجبوا من غيابى الطويل بغرفتى ولكن روحى لم تعد متفتحه كما كانت فكنت اتصنع الابتسامه والسعاده وعيناى لا تغفل عن تميم , مرت الساعات طويله وبطيئه لم يعد هناك ما يسعدنى فيها حتى أتى الليل وانصرف اغلب الموجودين ولم يتبقى سوى الأقارب المقربون وحضر صفي حامله بين يديه باقه من الزهور النضره التى تبعث الراحه فى النفوس وعلى وجهه ابتسامه صافيه مثله يحسدنى عليها كل الموجودين , طلب ان نجلس بعيدا ً عن الازدحام الضوضاء وبالفعل اتجهنا ناحيه غرفه الضيوف وجلسنا نتحدث بهدوء

- لسه زعلانه يا قلبى

- لا وحياتك ياصفي خلاص موقف وعدى

- طيب عينى فى عينك كدا

لم استطع النظر إليه ولم استطع تخبئه حزنى وألمى الدفين فبادرنى هوا بجملته 

- انا لسه جاى من عند عمر

انتفضت من مجلسى حتى شعرت ان من بالخارج انتبهوا لحركتى ونظرت له غير مصدقه ومضطربه 

- بجد ؟

- تفتكرى ياقمر هكدب عليكى

- وليه روحت له ؟

- علشان مضمنش الجاى

- يعنى ايه ؟

- يعنى مضمنش انه يسيبنا فى حالنا ومش هستحمل ان اى حاجه تزعلك ولا تنزل دموعك دى مره تانيه

- ووافق يقابلك ؟

- طبعا , انا روحتله لحد بيته عيب كبير لو مقابلنيش

- وحصل ايه طمنى

- ولا حاجه اتكملت معاه بكل هدوء عرفته انى بحبك وانك بتحبينى وان جوازكم انتهى ومفيش امل واحد فى المليون انكم تكونوا لبعض تانى وطمنته على تميم انه هيبقى اعز عندى من ابنى ولو فى يوم اخدنا تميم منهم او منعناهم يشوفوه يبقى من حقه ساعتها ياخد موقف لكن لحد الوقت دا ملوش انه يكلمك لأنك فى عصمة راجل وقولتله انه بعد مكالمته معاكى احنا كتبنا الكتاب علشان اقطع عليه اى فكره او خط رجوع بيفكر فيه وأقسملى انه مش هيتعرض لك تانى وانه كان بيتأكد انه واخدانى بمزاجك مش غصب عنك , اكون واخدك تخليص حق يابنت خالتى

ضحكت كثيرا ً وهدئت روحى واستكانت وكأن حملاً ثقيلاً كان يرقد على كتفاى أزاحه صفي بكل سهوله فعادت ابتسامتى لشفتاى وابتسامتى لقلبى مره اخرى 

- مبسوطه ياست البنات ؟

نظرت له بعشق متأجج يثور بركانه من عيناى الهائمه والمتيمه بحبه وانا اربت على يديه الدافئتين استمد منها قوتى , الان عرفت كيف لى ان حصلت على كل تلك القوه فلابد انها من انبعاث روحه وصموده ورجولته التى تفيض أمانا ً على من حوله فتدعهم يستوطنون أسفل ذراعيه بسلام نفسي جياش وجسد انهكه التعب

- ازاى مبقاش مبسوطه وانت معايا ياصفي بنا يخليك ليا 

- انا اتفقت مع عمى بكره هنكتب الكتاب من غير اى اعتراض

- ومين قالك انى معترضه انا موافقه جداً

خرجت من طيات قلبى صريحه واضحه لا غبار عليها وشك

- ريحتى قلبى يلا بقى جهزى نفسك ياعروسه وهمشى انا علشان معطلكيش , وبقولك للمره المليون ياميراس طول مانتى معايا مفيش كائن على وجه الأرض هيقدر يزعلك ولا يستحق دمعه واحده من عيونك , انتى غاليه ودموعك دى زى الماس مينفعش تنزل على حد ميستاهلش

عدت أطير بجناحين من لؤلؤ وزمرد أحلق بهما عاليا وألامس عنان السماء , كيف لإناس بتلك القلوب الطاهره ان يكونوا بيننا مندسين بين من لا قلوب لهم ولا نشعر بهم ولا بحهم ولا بجاذبيه روحهم الصادقه الطاهره , فنتغافل عنهم ونلقى بأنفسنا بين ايادى لا تعرف الرحمه فهنيئا لمن عرف تلك القلوب يوما ً وطوبى للمحرومين ...

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

ست البنات

الحلقه الخامسه والعشرون


" متى ستعرف كم أهواك يا رجلاً أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها

يا من تحديت في حبي له مُدنـاً بحالهــا وسأمضي في تحديهـا

لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا

أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا "


كم اعشق رجلا ً أجد الحياه بين يديه عندما افتقدها يستدعيها وعندما اتفتت يلملمنى أشلائاً ويزرعنى بيديه فأنمو من جديد مزهره متفتحه مقبله على الحياه , كم كنت اصدق مقوله " مالحب الا للحبيب الأولى " وفى النهايه وجدتها سرابا ً بحتا ً , ربما نلتقى بمن لا يستحقون حبنا فنظن أنهم المأوى والسكن ونضع فى كفوفهم أمانينا وفى النهايه نجدهم أكثر من خزلونا بل حطمونا ولم يلتفتوا ليروا نتيجه أفعالهم ولربما ظننا أننا نحب أو توهمنا الأعجاب حب او الشفقه حب او الامتنان حب ولكن فى النهايه يبقى الحب حبا ً ومادونه لا شئ , وقد ننتظر عمرنا كله نبحث عن الحب الحقيقى فنتخبط بين ذلك وذاك حتى نصل لملاذنا فى النهايه , وها أنا وجدت ملاذى فى رحاب صفي , كنت آراه قريبا ً فصديقا ً أما الان اراه حبيبا ً وزوجا ً وأشعر ان مامضى كان وقتا ً لا يٌحتسب من عمرى , أزال همى وطمئن قلقلى وأراح قلبى فهنيئا ً لى به قرينا ً , كنت احسب المتبقى لى دونه بالساعات والدقائق اتمنى ان يأتى زفافنا على عجل شديد وألا يحدث ما يؤلم قلبى مره اخرى فأنا لم اعد اتحمل الألم ولكن لربما يكون الألم مصاحبا ً لبعض الأشخاص وبعيدا ً عن دونهم ومالقيت فى حياتى سعاده مثل مالقيتها بجواره حتى ان ايامى القليله المتبقيه على زفافنا مرت سريعه هادئه لا شوائب فيها حتى أتى يومنا المنتظر وبدايه سعادتنا التى بحث كلانا عنها طويلا حتى وجدها أخيرا ً بعد تيه طويل .

صمم صفي ان يُكتب كتابنا فى اليوم التالى حتى أننى لم اكن مصدقه ان ذلك يحدث حقا ً كنت ارتعد ان يحدث شئ يجعل كل ذلك يتوقف أخشى الا يتركنى عمر أهنئ بحياتى الجديده كما يهنئ هوا بحياته ولكنى كنت على ثقه كبيره بصفي انه يستطيع ردع كل من يقف فى طريقنا فكان خوفى عليه أكثر من خوفى على نفسي وسعادتى وكنت أبكى لله تضرعا ً الا يحدث له مكروه وألا نُحرم تلك النعمه التى نحن فيها ولم يخزلنى الله ومر كل بسلام وتيقنت كم ان لكل منا قلب يحمل الخير والشر معا ً وما بينهم شعره دقيقه كحد السيف لا تُرى تستطيع تحويل انسان من ملاك رحيم ليشطان رجيم ولعل رق قلب عمر لى ورأف بنا بعد حديث صفى واقتنع ان سعادتى معه فإن شعر معى بالحب يوما ً لابد وأن يتركنى انعم بما تبقى من حياتى ولعل خشيته من داليا هيا ما جعلته يتوقف لا أعلم ولا يهمنى شئ سوى ان صفي أصبح زوجى الان ولن يفصلنا شئ , بمجرد ان انتهى شيخ قريتنا من عقد القران حتى نهض صفي عن ملسه دون أن يصافح أحد ولا يلتفت لأحد وركض ناحيتى وانا اجلس مع نساء عائلتنا فى الغرفه المجاوره , فتح بابها واتجه ناحيتى وانا اتوسطهم واحتضننى بقوه فى وجود كل من حولى وكأنه لا يعبئ للعالم طالما اننى معه , كنت فى شده تحرجى وخجلى فكنت انظر عن يمينى ويسارى وانا ارى تعابير وجههم المختلفه بين الفرحه والاندهاش والغضب الحقد ولكنه أدار وجهى ناحيته وكأنه يقولى لى الا تنتبهى لغيرى , لم يحدثنى ولم يتفوه بكلمه ولكن نظرته واحتضانته كان لوقعها ابلغ الأثر فغنت عن كل الحديث , كنت اشعر أننى شئ مميز , حاله لا تتكرر وكأنى فريده من نوعى , فالنساء كالورود تنبت مع رجل وتذبل مع الاخر وانا ازدهر بقرب صفي , كان اهل بلدتنا الصغيره جميعهم يتحثون عن ذلك الرجل الذى يعشق فتاه تزوجت وانجبت ويعاملها كأنها مراهقه لم ترى النور من قبل , وليله زفافى حضر اهل بلدتنا كافه وكأنهم ينتظرون ان يروا ذلك العُرس الذى المنتظر .

كان يوم زفافنا أسطوريا ً حضر الجميع مهنئين ومباركين , أرتدى صفي بذلته الرسميه فصار أشبه بنجوم التلفاز وعلى وجهه ابتسامته العذبه يصافح الجميع ويتلقى التهانى وسعادته تقفز من عينيه قفزا ً وارتدى تميم بذلته المشابهه لصفي فكان طفلا ً جميلا ً تتجه الأنظار إليه وكان يحمله صفي أغلب الوقت حتى لا يدع مجالا ً للشك فى قلوب كل من حضروا انه مستاء لوجود تميم بل كان يتعمد ظهورهم معا ً حتى يتأكد الجميع انه يعشقنى كما انا سواء كنت عذراء او أما ً لطفل ففى الحالتين حبه لى لا يتغير بل هوا أكثر من على الارض سعاده لاقترانه بى ومافعله صفي كان كافيا ً لاقتطاع الكثير من الألسنه التى لا تنفك تتحدث عنا بما ليس فينا وكأنهم يعلمون ماتخفى صدورنا فتجدهم يبتسمون فى وجهك وما تلبث ان تستدير حتى يتحدثون عنك وينعتونك بما ليس فيك فكان هذا اكثر ما يخيفنى فى ليله زفافنا ان يتحدث الناس عنى واعلم جيدا ً انهم ما تركوا شيئا َ حتى قالوه فمنهم من خمن ان صفي تزوجنى رأفه بحالى ومنهم من أشفق على صفى لزواجه من ثيب وليس عذراء ومنهم من تداول خبر رفض صفي لبقاء تميم معى , فكنت استمع الى بقايا حديث من هذه او تلك وكنت ابتسم فى قراره نفسى لان صفي جعلهم يصمتون ولن يتجرأ أحد منهم ان يتكهن بشئ بعد الأن.

أما أنا فكنت اجمل عروس بشهاده كل من حضر زفافى فقالوا عنى اننى كنت اشبه أميرات الافلام الكرتونيه بفستانى الأبيض الناصع واسع التنوره وبحجابى الأبيض الذى زادنى رونقا ً وبهاء ً وابتسامتى التى لم تترك فمى بل خرجت من قلبى صادقه فأضفت بريقا ً لوجهى وجمالا ً لن تتركه أشهر مستحضرات التجميل فى العالم وإن من الحب شفاء ً للصدور وجمالا ً للوجوه فلا غيره يضفي النُضره على الوجه حتى يشع منه السعاده والابتهاج . 

طلب منى ان نستهل الزفاف برقصه هادئه فاحمر وجهى وزاغت عيناى فنهض وانحنى أمامى مادا ً يده إلى وعلى وجهه ابتسامه متشفيه وكأنه يعلم اننى ارتعد تحرجا ً ولكن ليس أمامى سوى ان اضع يدى بيده فجذبنى برقه لأنهض ووضع يديه حول خصرى أما انا فوضعت يداى على كتفيه كما كنت أرى على تلفازنا الصغير فى الافلام السينمائيه واقتربت منه اخبره اننى لا اعرف ماذا أفعل فأحاطنى أكثر بذراعيه وقرب وجهه من وجهى حتى تلاقت عينانا بلا عائق بيننا والتحمت نبضات قلبينا معا ً وابتسم لى وهوا يخبرنى أن ادع جسدى يتحرك على هدير الموسيقى بلا تفكير وستكون هذه أفضل رقصه رقصتها يوما ً , وبالفعل تركت جسدى تحركه النغمات صار يتحرك يمينا ً ويسارا ً والى الأمام والخلف وفجأه حملنى أمام كل الحضور ودار بى فى القاعه بأكملها فكان يدور ويدور معه جسدى وعقلى فتشبثت به أكثر خشيه الوقوع واغمضت عينى وانا احتضنه بشده حتى انزلنى بهدوء ولمس وجهى برقه ففتحت عينى لألتقى بعينيه التى تشع عشقا ً وهياما ً فابتسم واخبرنى الا أخشى شيئا ً فى وجوده ولن يفلتنى من بين يديه أبدا ً ثم حملنى مره أخرى وصار يدور حول نفسه اكثر واسرع ولكن تلك المره كنت متفتحه العينين متسعه الأبتسامه يشعر قلبى بالأمان فلا أخشى السقوط ولا الانفلات طالما اننى معه , ضحك كثيرا ً عندما تأكد بأن كلماته أتت وقعها وصرت أقوى به فأنزلنى ببطئ وقبلنى من رأسى وهوا ممسكا ً بيداى بين يديه وكأنه يمسك العالم من أطرافه .

مرت ساعات زفافنا أسعد من اى شئ مضى لم اكن اتخيل ان اعيش تلك السعاده يوما ً فعشتها اكثر مما تخيلت أضعافا ً حتى انتهت مراسم الزفاف وعدنا لبيتنا وكان صفي مصراً على اصطحاب تميم معنا إلا ان أمى اخبرته انه بأمان معها لنهنئ نحن بليلتنا الأولى وستحضره لنا فى الصباح الباكر , كنت مطمئنه بوجود امى واعلم ان تميم يعشقها اكثر منى بل يتركنى ليذهب إليها فلم اكن قلقه بشأنه وكان صفي يثبت لى دوما ً انه رجلٌ فى وقت نفذت منه الرجوله فلم اكن اشعر بالخوف ولا القلق معه بل كنت ارفرف بجناحين من نور لم أشعر اننى غريبه عنه ولم اكن اخجل منه ذلك الخجل الشديد الذى كنت اشعر به تجاهه من قبل بل اصبحت استشعر منه قربا ً جعلنى ما إن اصبحنا وحدنا حتى احتضنته بشده جعلته لا يصدق مافعلت فأمسك بيداى ونظر لعينى بدهشه كبيره وتحدث بعذوبه

- انا مش مصدق نفسي انتى بتحضنينى

- الحضن دا الحاجه الوحيده اللى بيعملها الانسان علشان يحس بالأمان والاحساس اللى بحسه معاك اكتر من اى كلام ممكن يوصفه

- للدرجه دى نجحت انى اقرب لك

- انت ملكت قلبى ياصفي

- ياااه ياميراس لو اقدر افتحلك قلبى تشوفى حبك مالكه ازاى صدقينى مكنتش هتردد لحظه

- انت حاجه حلوه اوى ربنا بعتهالى يعوضنى بيها عن كل حاجه وحشه فى حياتى 

- ربنا يقدرنى وافضل محسسك بكل حاجه حلوه حساها معايا دلوقتى 

- طول مااحنا مع بعض هتكون ايامنا كلها حلوه

احتضننى بشوق ولهفه وكأن غائبا ً عاد لتوه من رحله سفر بعيده ظن حبيبه فيها انه لن يعود ولكن انقلبت الاحداث وتضاربت الامور ليعود لمن استحق حبه منذ البدايه فأمسك فيه بيديه بكل قوته حتى لا يفقده مره اخرى .

حياتى مع صفي لم تكن تشبه اى شئ سبق كان أكثر ثقافه وإطلاع وعلى قدر كبير من الطموح والإصرار والمثابره , كان على استعداد للسهر طوال الليل حتى ينهى عمله بدقه أكبر فكانت يوما ً بعد يوم أسمه يلمع ويتردد بين اصحاب الشركات الكبرى , لم يكن غنيا ً بقدر عمر ولكنه لم يجعلنى أشتهى شئ بل كان يحضر كل مااستطاع احضاره واكثر وكان تميم نصب عينيه دوما ً وعندما كانت وفاء تتصل بى تريد تميم كان يرحب ويأخذه بنفسه لمنزل جدته ليقضى معها

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

 يومان حتى لا تشتاق إليه وتظن انه حرمهم منه , وكنت استمد النجاح والدعم منه حتى انه هوا من طلب منى تأخير الأنجاب حتى استطيع ان أكمل دراستى فى كليه الهندسه بلا مجهود زائد ولا طفل يجعلنى أتشتت عن حلمى , ولكنى انا من اردت ان انجب منه طفلا ً يزيدنى قربا ً منه فأجد قطعه منه متمثله فى شخص آخر وبعد ان أنهيت اختباراتى للعام الثانى بكليه الهندسه أنجبت ابنتى " ملاذ " , حملها بين يديه غير مصدق تلك الهبه الربانيه فكانت جميله الملامح صغيره الجسد ناعمه الشعر ملساء الجلد تعجز الكلمات عن وصف برائتها وجمالها حتى ان تميم ظل يحتضنها ويقّبلها فكانت سعاده آخرى تضاف لسعاداتنا المتتاليه , انا من اسميتها ملاذ فكانت ملاذا ً كأبيها ما إن حملها حتى دمعت عيناه واحتضنها كثيرا ثم هرع يحتضننى ويقبل رأسى وكأنى وهبته هديه عظيمه 

- انا مش هقدر اوصفلك قد ايه انا فرحان ان بقى عندى نسخه صغيره منك

- بجد فرحان ياصفي

- فرحان ! دى أقل كلمه ممكن تتقال انا حاسس ان ربنا ادانى عمر فوق عمرى اعيشه بعيونها الصغيره 

- انا كمان فرحانه اوى ان فيه حاجه ربطتنى بيك اكتر واكتر

- بس متنكريش انك مربوطه بيا من غير حاجه

- طبعا انا ماسكه فيك بإديا عمرى ما هفرط فيك

- ربنا يخليكى ليا ياأحلى حاجه حصلتلى

كنا نشاهد تميم وملاذ يكبرون العام تلو الآخر وقلوبنا بهم تمتلئ بالسعاده فلم يكن هناك فارق بينهم وكان تميم يعتقد ان صفي أباه حتى اننى اخشى ذلك اليوم عندما يذهب لمدرسته ويعلم انه تميم عابد وليس تميم صفي فبالتأكيد سيُصدم وقتها ولكننا نحاول تهيئته من الآن , فى خضم حياتنا لم ننسى طموحنا بل كنا نشجع بعضنا البعض على ذلك , فكان صفي يدفعنى نحو النجاح دفعا ً وكنت خلفه اتابع معه عمله واساعده بقدر ما ااستطيع حتى اصبح يتنقل من عمله ليأخذ منصبا ًأفضل وأصبح وضعنا افضل مما سبق بكثير .

فى وسط حياتنا كنا نتلقى الدفعات والصفعات , فكانت الأيام لا تخلو من القبيح بقدر عدم خلوها من الجيد وطالما نحن احياء سنتلقى الكثير من الصدمات التى تقومنا وتجعلنا أفضل , ولكن هناك صدمات تترك أثرا ً فى قلوبنا لم يستطيع حتى الزمن اخفاؤه وكان أصعبها يوم ان طلب منى صفي قطع علاقتى بهمسه صديقه طفولتى وقرينه عمرى , اتذكر يومها اننى اخبرته انها أهم منه عندى واننى احبها بقدر حبى لولدى تميم ولن اتركها مهما حدث واتهمته انه يريد ان يجعلنى خالصه له فقط ونشب بيننا نقاشا ً أحتدم وعلا صوتنا حتى اضطر فى النهايه لأخبارى بما حدث

- انتى لسه محسسانى انى عدوك يا ميراس

- لما تبقى عايزنى اقطع علاقتى بهمسه صديقه اللى عمرى اللى مليش غيرها متبقاش كدا بتعادينى 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


- وهان عليكى تقوليلى كدا

- اللى بتطلبه دا ملوش غير معنى واحد انك عاوزنى انسى اهلى واصحابى وابقى ليك لوحدك ودا مكنش اتفاقنا ياصفي

- من امتى وانا كدا وامتى طلبت منك تسيبى اهلك ولا اصحابك لو انا وحش اوى كدا كنت قولتلك قاطعى اهل عابد لكن انا اللى بشجعك علشان تتصلى وتسألى عليهم

- طيب ممكن تفهمنى اللى بتطلبه دا ليه ؟

- فيه حاجات قله الكلام فيها احسن ومن فضلك اسمعى كلامى

- مش هسمع ياصفي الا لما تقولى ايه سبب طلبك دا

- فاكره لما كنتى بتختارى الفستان وجت همسه معانا

- ايوه فاكره

- مخدتيش بالك من نظراتها ليكى 

- لا , وبعدين هيبقى ايه الغريب فى نظراتها

- يا ميراس همسه كانت بتبص لك بحقد 

- وهتحقد عليا ليه 

- علشان هيا لسه متجوزتش وانتى جوزك بيموت فى التراب اللى بتمشى عليه وانتى ناجحه اكتر منها ومتفوقه و...

- انت عاوز تكرهنى فيها وخلاص مش كدا

- همسه اتصلت بينا يا ميراس

- اتصلت بيك ؟؟ جابت رقمك منين واتصلت ليه ؟

- قالتلى انها خدت الرقم من تليفون سيادتك 

- واتصلت بيك ليه 

صمت صفي ولم يُعقب فاضطررت لإعاده السؤال لعله يعطينى سببا ً يجعل عقلى يتوقف عن الفوران 

- كانت بتقولى انها معجبه بيا 

- ايه ؟؟!!!

- قولتلك مليون مره ياميراس الدنيا مش زى مانتى شايفاها وانا مش عدوك ولا عمرى هكون انا بخاف عليكى اكتر من نفسي 

- ازاى همسه تعمل كدا دى صاحبه عمرى , دانا معرفش غيرها فى حياتى

- ياحبيبتى انتى اتجوزتى قبلها ولما الجواز دا فشل ربنا وفقك فى حد بيحبك وكان مستعد يستناكى طول عمره ونجحتى فى حياتى وحققتى حلمك من حقها تغير وتتمنى زوال النعمه منك

- وانت قولتلها ايه ؟

- كيد قولتلها انى بعشقك وعمرى لا شوفت ولا هشوف غيرك 

- للدرجه دى انا طلعت هبله

- لا ياحبيبتى انتى مش هبله انتى طيبه وهمسه كمان اكيد كانت بتحبك بس القلب بيتغير بين لحظه والتانيه ولازم تفهمى دا كويس ,هنلاقى ناس كانت بتحبنا وفجأه بقت بتكرهنا وناس تانيه كان بينا خلافات كتير ومكناش فاهمين بعض وبقينا اعز اصحاب, الحياه مش بتمشى على وتيره واحده ولازم قلبك يكون حديد ميتأثرش بأى حاجه ولا بأى حد

- بس انا مش كدا والله

- محدش معصوم ويمكن لو كنتى فى مكانها كنتى هتحسى باللى حست بيه وعلشان كدا عاوزك تقطعى علاقتك معاها علشان مش هتقدرى تبقى عارفه اللى حصل وتتعاملى كأن محصلش حاجه لكن كمان عاوزك تسامحيها وتقدرى موقفها

- متهيألى مفيش حد زيك دلوقتى ياصفي

- بالعكس فيه وانتى اكبر اثبات على كدا

علمنى صفي أكثر مما علمنى اى شخص آخر فصرت اخشى عليه الابتعاد واخشى على روحى ان تنسحب من جسدى يوما ً خشيه فقدانه .


يتبع


بداية الروايه من أولها هنا 👇

 رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي 




رواية ست البنات الحلقه الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بقلم نهي مجدي 


انا " ميراس " لم اكن اتخيل يوما ان ذلك الرجل الذى مضيت عمرى بأكمله اعشقه فى صمت لن يكون لى بل اختار القدر ان يدهسنى بقدمه عندما تقدم اخوه لخطبتى . يومها بكيت كثيرا واخبرتهم برفضى الزواج لكننى استسلمت امام رغبه ابى ذلك الرجل الصعيدى صعب المراس الذى اقسم ان يزوجنى اياه حتى وان كان بلا مهر او شبكه . يومها سمعت ابى يتفق مع حبيبى ان يكون زفافى على اخوه بعد شهرين من الان فكان قلبى يتمزق ودموعى تنساب على وجنتيا كالسيول حتى سمعت " عمر " يخبره انه هوا الاخر سيتزوج معنا فى نفس اليوم . كانت صدمه اخرى تقع على مسمعى ولكنى اعتبرتها اشاره من الله لأتمامى ذلك الزفاف ونسيان " عمر " نهائيا . كنت اتعجب من سرعه اهل خطيبى " عابد " فى اتمام مراسم الزفاف ولكنى ارجعته لعاداتنا فى عدم اطاله الخطبه . كنت وقتها فى التاسعه عشر من العمر . انهيت دراستى وحصلت على دبلوم التجاره . كنت اشاهد فرحه امى وابى واخوتى فى اتمام الزفاف والاستعداد له فكنت اتقبل الواقع حتى لااكون سببا فى حزنهم . وبالفعل مضت تلك الايام وتزوجت انا وعابد وتزوج عمر من داليا جارتنا . خلال الايام الاولى كنت اعامل عابد ببرود شديد وبلاده ولكنه كان خفيف الظل وطيب القلب تحملنى كثيرا حتى شعرت ان ذلك الحب المزيف بينى وبين عمر كان حب مراهقه لا اكثر . مر شهرين بعد زفافنا كنا سعداء لا يشوب حياتنا شئ . ادركت حكمه القدر فى زواجى من عابد وكنت اعامل عمر كأخ ليس الا . حتى جاء اليوم المشؤوم الذي مرض فيه عابد فجأه وذهبنا به الى طبيب مشهور فى القاهره الذى اخبرنا انه يعانى من ورم فى الكبد فى مراحله المتأخره . لم ادرة بنفسي الا وانا اسقط ارضا وترتطم رأسي ببروده الارض . عندما افقت كان عابد يحتضن رأسي ويبكى . عندما افقت من الصدمه قمت مفزوعه وانا انظر اليه ودموعى تنساب بلا اراده منى . وجدته ينظر للأسفل مطأطأ رأسه . سئلته بدهشه عارمه أكان يعرف بذلك المرض ؟ . اومأ برأسه مجيبا . انهرت وصرت اصرخ وابكى لا ادرى اكنت ابكى عليه حزنا او منه كرها او على نفسي شفقه . امسك بيدى قبلها واخبرنى انه كان لديه امل كبير فى الشفاء لذلك لم يخبرنى . ظللت ابكى وهوا يبكى حتى مضت اكثر من ساعه . ثم امسكت بيده واقسمت عليه ان يستكمل علاجه وانا سأسانده وخرجت من 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

غرفه كنت نائمه بها عندما اغمى على داخل المشفي وناديت الطبيب واخبرته ان عابد سيستكمل علاجه . اخبرنى الطبيب انه سيبذل قصارى جهده مع عابد ولكن الامر بيد الله . مر شهران اخران كان يأخذ خلالها جلسات الكيماوى والاشعاعى حتى خارت قواه وللاسف اصبح المرض اكثر شراسه وبين يوم والاخر اختفى عابد ... مات فجأه . مات محتضنا يدى الى صدره . عادت الدموع لمقلتى مره اخرى ولم استطع منعها من النزول فكان يشفق على الجميع . وعدت الى بيت والدى شابه صغيره لم تصل لعامها العشرون بعد ولكن ارمله . ظللت لأيام رافضه الطعام والشراب حتى انهرت تماما وسقطت مره اخرى . حملنى اخى وركض ابى الى الوحده الصحيه وعندما استفقت وجدت الجميع يبكى وكأن عابد مات اليوم . ووجدت بينهم والده عابد وعمر . نظرت اليهم لا افهم شيئا من بكائهم وسئلتهم ماذا حدث . فألقوا على مسمعى صدمه اخرى وعرفت اننى حامل . عدت لبيت ابى غير مصدقه ماسمعت ابكى على مصير ابنى الذى لم يأت للحياه بعد وكتب عليه ان يكون يتيما بلا اب . مر اسبوع لم ابرح مكانى ولم اغادر غرفتى فكانت امى تدخل الطعام لفمى عنوه حتى لايموت ذلك الكائن الذى لا ذنب له . وبعد اسبوع اتت والده عابد ومعها عمر الى بيت والدى . خرجت لها شاحبه الوجه بعد ان كانت وجنتيا مشربه بالحمره . نحيله الجسد بعد امتلائه . صامته لا اتحدث . جلست انا وابى وامى واخى " طه " الاكبر منى مع والده عابد واخاه . بعد ان انتهت فقره السلام والاطمئنان نظرت الى والده عابد وقالت " ياابنتى لقد تزوجتى ابنى عابد ولكن قدر الله ان يموت وقدر ايضا ان يكون له ذريه تحيي اسمه . فلا تحرمينا منه كما حرمنا من ابوه " . اخبرتها اننى لن احرمها من حفيدها وسأتى به اليها باستمرار ليعوضها فقدان زوجها وابنها . ولكنها قالت بوضوح " ياابنتى نحن نريد لابننا ان يكبر فى بيت ابيه فنراه طوال الوقت ليعوضنا غياب ابيه ويربط على قلوبنا " نكست رأسي للاسفل واخبرتها اننى لا استطيع ان اعيش معهم بعد وفاه عابد فانا الان غريبه عنهم . نظرت الى ونطقت جملتها الصادمه التى الجمت لسانى " انا بطلب منك يابنتى ان توافقى بالزواج من عمر حتى يترعرع ابننا وسطنا وفى كنف عمه فلن يشعر بفقدان ابيه وان وافقتى سيكون هذا افضل ماتفعليه لابنك " نظرت الى عمر غير مصدقه مااسمع وجدته طأطأ رأسه للاسفل . لم افهم ماذا يقصد ولكنى سئلتها عن زوجته قالت انها موافقه حبا فى ابن عابد وشفقه عليه . نظرت لأبى واخى فرد كليهما ان هذا الحل هوا الافضل بالطبع . لم ادرى وقتها بما اشعر هل انا سعيده الان اننى سأتزوج الرجل الذى تمنيت الزواج منه طيله حياتى ام ان كل شئ تغير الان . رفضت كثيرا واوشكت على مغادره الردهه ولكن والده عابد بكت وحلفتنى برحمه عابد وحياه ذلك الطفل اليتيم ان اوافق صمت ونكست رأسي واخبرتهم اننى موافقه فليفعلوا مايحلو لهم . وبعد شهر كنت قد تزوجت عمر وعدت لبيت الزوجيه ولكن فى شقه اخرى وكان ذلك اول يوم لى انا وعمر بعدما ذهب الناس ودخلنا شقتنا واصبحنا وحدنا 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رواية ست البنات

الحلقه الثانيه 


عندما تقدم عمر لخطبتى او بالأحرى تقدمت والدته وطلبت موافقتى على زواجى منه كنت قتها اقترب من بدايه شهرى الخامس فى الحمل , لم ادرى وقتها بما شعرت , هل كنت سعيده لكى تحقق حلمى الذى تمنيته كثيرا من قبل , ام حزينه لفراق رجل لم ارى منه السوء بل اكرمنى واحبنى حتى وان لم يطل زواجنا سوى شهور قليله جدا , لم ادرى ماذا افعل وبمن استعين فى ذلك الوقت فعندما نظرت لأبى وأخى وجدتهم لم يعترضوا ومع إلحاح والده عابد رحمه الله لم استطيع المقاومه اكثر ولكنى طلبت منها الا يسرى قرارى الان وان تتركنى افكر حتى يحين موعد ولادتى وقتها سأكون استجمعت شتات امرى واستطعت التفكير بعقلانيه اكثر , وبالطبع وافقت وانصرفت هيا وعمر الذى لم يتحدث اطلاقا ً فى تلك الجلسه ولم ارى وجهه مره اخرى الا يوم والدتى لأبنى " تميم " انا من اسميته فهوا لى تميمه الحظ والسعاده الآتى وهبها الله كى تسعد قلبى وتعطى لحياتى معنى , يوم ان رئيته ذلك الصغير احمر الوجه والجسد مغلق العينين رقيق الملامح شعرت ان روحى عادت لجسدى من جديد واقسمت ان ابذل من اجله الغالى والنفيس حتى لا يحزن ابدا , يومها جاء عمر واخته " وفاء " ووالدته وباركا لى على مولودى وكانت دموع الحاضرين تسبق فرحتهم وكل من حمل ابنى شعرت ان روح عابد تكمن بداخله فكان هوا تميمه السعاده للجميع , يومها اقترب منى عمر وهنئنى بقدوم مولودى وحمله و كبر فى اذنه وكان اكثرهم سعاده به , جعلنى اشعر ان هذا الطفل وهب له الله فرصه اخرى ليكون له اب يحبه ويحن عليه وبدء قلبى يميل لاستكمال هذا الزواج .

يوم سبوع تميم احضر عمر كافه المستلزمات وحضر السبوع اغلب اهالى بلدتنا مهنئين ومباركين وداعين له بطول العمر ليكن سلفا ً طيبا ً لأبيه فلم اكن وحيده ولم يكن ابنى يتيما ً , وبعد انصراف كافه المدعوون جذبتنى والده عابد لنجلس 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

وحدنا ونتحدث سويا ً

- احنا لسه عند اتفاقنا مش كدا ؟

نظرت للأسفل ثم نظرت اليها وسئلتها

- انتى متأكده ان داليا موافقه ؟

ربتت على يدى واجابت بسرعه

- احنا قولنالها وهيا موافقه ومفيش غيرك انتى اللى تأكدى موافقتك علشان نجهز الشقه

منزل اهل عابد عباره عن ثلاثه ادوار وكل دور به شقتان متقابلتان فكان الدور الاول بيت العائله الذى يتجمع به الجميع فالشقتان مفتوحتان على بعضهم البعض , والدور الثانى كانت شقه عمر وداليا ويقابلها شقتى انا وعابد ولكن الان تم اغلاق تلك الشقه نهائيا وتم التبرع بمحتوياتها صدقه على روح عابد وتنوى والده عابد ان تجهز لى الشقه فى الدور الثالث لتكون شقتى انا وعمر , اجبتها بهدوء

- ماشى ياماما انا موافقه

تهللت اساريرها واحتضنتنى بلهفه وسعاده غامره فأنا اعلم جيدا انها لن تطيق ابتعاد تميم عنها اكثر من ذلك فكل يوم يمر بدون وجوده بجوارها يجعلها تقطع الطريق ركضا ً لرؤيته , وبالفعل بعدما استعدت صحتى واطمئنيت على تميم تم الزواج , بلا مراسم ولا مدعوين فقط كان المأذون معه اخى وابى وعمر ووالدتى وحماتى واخت عمر وقله قليله من الاهل المقربين , كتبوا الكتاب واشهروا الزواج وحملت ابنى وارتديت عبائتى السوداء التى لم اغير لونها منذ وفاه عابد وذهبت معهم الى شقتى الجديده ,

بمجرد وصولى رئيت داليا تجلس فى ردهه شقه العائله , تلجلت قليلا اثناء دخولى ولكنى استجمعت شجاعتى واقتربت منها ومديت يدى لها كى اصافحها ولكنها لم تبرح مجلسها بل رمقتنى بنظره ناريه جعلت قلبى يزداد خفقانه ولكنى استمريت فى اتجاهى ناحيتها ومددت لها يدى وانتظرت لحظات قبل ان تمد يدها هيا الاخرى وتصافحنى عن بعد , ابتسمت لها وقلبى يتمزق فقد كانت داليا صديقتى فى هذا المنزل والان انقلبت تلك الصداقه لعداء ولكنى اتفهم موقفها جيدا ولن اتضايق منها مهما حدث ففى النهايه انا الدخيله التى اقتحمت حياتهم الزوجيه وفرضت نفسها او بالأحرى فرضتها الظروف , لاحظت والده زوجى ماحدث وحاولت اصلاح الامور فطلبت منى ان اذهب لشقتى لأستريح فاليوم كان طويلا وعرضت على ان تأخذ تميم ليبيت معها فهيا تشتاق له كثيرا ً ولكنى اعتذرت منها واخبرتها اننى لا استطيع النوم بدونه واستأذنت منه وصعدت لشقتى , انقبض قلبى عندما فتحتها ودخلت وتذكرت يوم زفافى على عابد وكيف كانت الفرحه تملأ الأجواء والضحكات تصدح فى المكان والزغاريد والغناء والمباركات والتهانى حتى وان كنت وقتها لست سعيده بذلك الزواج ولكن فرحه من حولى كانت تعطينى دافعا ً للسعاده وكيف كان عابد يرقص فرحا ً يومها اكثر من عمر الذى تزوج معنا بنفس اليوم اما الان فأدخل شقتى وحدى حامله طفلى الذى لا اعلم مصيره ولا مصيرى وسط حزن الاخرين وعدم رغبتهم فى وجودى , سميت الله ودخلت وانا ادعوه ان يصلح لى حالى وان يرشدنى للصواب , كانت الشقه مفروشه بأثاث جميل وكأنها لعروس جديده ولكن لا روح فيها , دخلت غرفه النوم كانت تحتوى على سرير كبير فى المنتصف وُضع عليه ملائه بيضاء ومفرش سكرى اللون وبجواره على الجانبين كان هناك كومود صغير عليه مزهريه مضيئه وتسريحه بها بعض ادوات المكياج ودولاب به بعض الملابس الجديده التى اشتريتها فى زواجى ولم ارتديها وهناك بعض الملابس النسائيه الجديده اعتقد ان والده زوجى هيا من اشترت كل هذا , وضعت تميم على السرير فكان نائما ً كالملاك وغيرت ملابسى وارتديت عبائه من المعلقات فى خزانتى وصليت العشاء واستلقيت بجوار ابنى افكر فى كل ماحدث لى منذ تقدم عابد لخطبتى حتى الان , شردت فى تفكيرى ولم يخرجنى منه سوى صوت طرقات على باب شقتى , نهضت من مجلسى وذهبت لأفتح به واذا بى اجد عمر امامى , تلجلت عندما رأيته ودعوته للدخول وانصرفت انا مسرعه احضرت حجابى ووضعته فوق رأٍسي وعدت له وجدته جالسا فى الردهه و تاركا ً باب الشقه مفتوح , بخطوات متثاقله ذهبت اليه فأشار لى بالجلوس فى المقعد المقابل له , كالطفله جلست خائفه مرتجفه اخشى ماسأسمع وكأننى انتظر نتيجتى فى الاختبار , بدء عمر حديثه الخاص معى لأول مره وفاه عابد 


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

- بصى ياميراس انا جيتلك دلوقتى علشان افهمك حاجات اساسيه فى حياتنا هتريحنا بعد كدا 

اومأت برأسى بالايجاب وقلت له 

- اتفضل

صمت قليلا ً ثم استطرد

- انا اتجوزتك علشان ابن اخويا ميبقاش يتيم ولا يتربى مع راجل غريب ويفضل قصاد عنينا نراعيه ونحاجى عليه وعلشان امى حلفتنى برحمه اخويا ماافرط فى ولده , لكن انا عايزك تعرفى كويس انى بحب مراتى وحياتنا مفيهاش اى حاجه تنغصها حتى لو كان لسه ربنا مأردش يكون لنا عيال بس مش مهم احنا بنحب بعض وهيا عندى اغلى من ميه عيل 


كان وقع كلماته كالسياط تمزق قلبى وتٌدمى جسدى ولكنى ابتسمت له ولم انبس ببنت شفه حتى يٌخرج كل مافى جعبته فاستطرد :

- انا بقولك الكلام دا علشان تعرفى انك بالنسبه لى اختى ومعتقدش ان قعدتنا دى هتتكرر وابن اخويا ملزوم منى وفى رقابتى وطلباتك كمان فى رقبتى وانتى يابنت الناس هتعيشى معانا وتربى ابنك زى اى ست مابتعمل وانا لحد كدا عدانى العيب 


مازلت ارسم تلك الابتسامه على شفتاى واتلقى صفعات كلماته وكأنها موجهه لغيرى حتى انهى حديثه وهم بالخروج دون ان انطق بحرف واحد , خرج مسرعا ً وتركنى مازلت جالسه فى مقعدى لا اتحدث ولا اتحرك ولا اشعر ... لا اشعر بأى شئ لا اشعر بحزن ولا بفرح وكأن قلبى نُزع منه الشعور فأصبح جمادا ً لا ينبض ولا يشعر فصرت كالأموات الأحياء اتحرك بلا روح فقط الخوف هوا الشعور الوحيد الذى يجتاح جنبانى واتسائل دوما ماذا يخبأ لى القدر وماذا سيحدث لى هنا ..


ست البنات


الحلقه الثالثه


لم تدم صدمتى طويلا حتى تذكرت ان لوجودى فى هذه الحياه سبب يكاد يكون سبب كونى جزء منها وهوا ابنى " تميم " ان كنت قد انهرت سابقا ً ودب الحزن والوهن لقلبى وجسدى فلن اتركه يفعل بى ذلك الان , فإن سقطت سيسقط بعدى ولذلك قررت ان أحيا من أجله , خلعت حجابى وتركته على المقعد ودخلت غرفه نومى لأستلقى , لكن اثناء مرورى بجانب المرآه لمحت انعكاسى الباهت , عدت للخلف ونظرت بتمعن لتقاسيم وجهى التى اصبحت عليها , مازلت كما انا بيضاء البشره لكن ليس ذلك اللون الأبيض المطعم بالورى ولكن أبيض باهت كأن الدماء تركت عروقى فارغه , يوجد أسفل عيناى هالات سوداء بدئت فى الأنتشار لتشمل جزءً اكبر , عيناى السوداوتين الواسعتين الآتى كان يتغزل بهما كل من رآنى اصبحتا شاحبتين منكسرتين وشعرى الناعم الطويل فحمى اللون تكسر وتقصف واصبح ضعيفا ً هامدا ً كروح صاحبته , حتى شفتاى المفعمتان بالدماء أصبحتا مرتعشتين , خسرت من وزنى أكثر من عشره كيلوات ومازلت اخسر , للحظات مرت وانا انظر لنفسى وعيناى شبه مغلقتان ليس نُعاساً ولكن يأسا ً ولكنى عندما لمحت تميم تلك الهديه التى اعطانى إياها الله شعرت بالحياه تدب فى عروقى , أخذت نفسا ً عميقا ً وأمسكت بأحمر الشفاه الموضوع أمامى ولأول مره منذ فتره طويله جعلته يلامس شفتاى حتى عادت الحيويه 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

لهم من جديد ومن ثم أمسكت مكحلتى ورسمت عيناى فبرز جمالهما الفرعونى , كنت كلما رئيت الحياه تعود لوجهى كانت قامتى المنحنيه تزداد انتصابا ً حتى اصبحت أنظر لانعكاسى برضا وشعرت ان هامتى وصلت لعنان السماء , فلن يكسرنى أحد ولن أعود للخلف , كان تميم قد استيقظ فحملته ورفعته امام وجهى وقلت له انظر ماذا فعلت بأمك فقد وهبتها حياه أخرى تضاف لحياتها الباهته , قبلته ولعبت معه وشعرت معه بالأنس وكأن حياتى يملأها الكثيرون حتى اغمضنا أعيننا وروحنا فى سبات عميق لم ينتزعنى منه سوى صوت عالى سمعته يتخلل أذنى .


استيقظت من نومى فزعه ظننت ان هناك عراكا ً بالأسفل فانتبهت للحديث أكثر فقد كانت نافذه غرفه نومى تطل على القبو المكشوف ومنه على مطبخ الدور الأول حيث شقه العائله , نهضت واقتربت من النافذه لأتبين ماذا يحدث بالأسفل فسمعت صوت داليا تتحدث الى والدة زوجى ولكنى لم اتبين الحديث سوى سماعى لأسمى يتردد اكثر من مره , نظرت للساعه المعلقه على الحائط وكانت تشير للحادثه عشر ظهرا ً , دخلت أخذت حماما ً وارضعت تميم وارتديت عبائتى ونزلت للأسفل , وكلما خطوت للأسفل كلما تبينت حديثهم أكثر وعرفت مما سمعت ان داليا تطالب والدة زوجى بالتنبيه على ان استيقظ باكرا ً واساعدها فى كافه شئون المنزل , عرفت ان مشوارى مع داليا طويلا ً ولكى اتخطاه عليا بالصبر والتغافل فتصنعت اننى لم اسمع شيئا ً وألقيت عليهم السلام وأعطيت تميم لجدته التى ترتد لها روحها برؤيته ودخلت المطبخ مع داليا ووفاء اساعدهم .

دخلت والقيت السلام فردت وفاء بسرعه وردت داليا بصوت خافت فابتسمت لهم وامسكت بالأطباق الملقاه فى الحوض وبدئت بغسيلها , وقتها كانت وفاء تجهز الغداء وتضعه فى الأطباق لنتناوله جميعا ً فكانت عاداتنا وقت زواجى بعابد ان نتناول طعامنا سويا ً وهذه طباعنا فى بلدتنا وبيوت العائله التى نتزوج فيها , ولكن وفاء كانت تجهز صينيه خاصه اخرى علمت انها لعمر ولكنى لم القى بالا ً حتى انتهت من اعدادها وتحدثت الينا بمرح

- انا جهزت الأكل وحد فيكم بقى يطلعه لعمر علشان يتغدى

كانت داليا وقتها تنهى تحضير طبق السلطه عندما سمعت جملة وفاء القت السكينه من يدها وانفجرت فيها كالثور الهائج

- انتى اتجننتى ولا ايه ياوفاء ومن امتى عمر بياكل من أيد حد تانى غير مراته حبيبته وبعدين عمر نايم مينفعش حد غريب يدخل عليه

قالتها وامسكت بالصينيه المحمله بالطعام واستكملت حديثها بغنج مقصود 

- اتغدوا انتوا بقى مع بعض وانا هطلع اتغدى مع جوزى أصلى بعرف افتح نفسه كويس

قالتها واطلقت ضحكه عاليه اعلم جيدا ً انها تريد بها كيدى ولكنها لا تعلم انه لم يتبقى بداخلى اى مشاعر أنثويه تجعلنى اقع تحت وطأه كيد النساء , لذلك لم التفت لها نهائيا ً واستكملت غسيل الاطباق كأنى لم أسمع شيئا ً وحاولت وفاء استدراك الأمر فأقسمت ان اقوم وستكمل هيا باقى الأطباق حتى اذهب لتميم , وافقت تحت إلحاحها الشديد وذهبت لأرى تميم فوجدته نائم بجوار جدته , اقتربت منهم لأجلس بجوارهم ولكن طرقات على باب البيت جعلتنى اذهب وافتح لأجد امى وابى واخى وخالتى وعماتى أتوا لمباركتى , عندما رأيتهم تعجبت من قدومهم حتى استدركت اننى تزوجت البارحه ولذلك فهم يعتقدون انه زواج حقيقى يأتون ليباركوا ‘تمامه ومعهم كل مالذ وطاب ولكنهم صُدموا عندما رأونى انا من أفتح الباب ولست فى شقتى كعروس جديد ولكنهم احتضنونى وهنئونى ودخلوا القوا السلام على والده زوجى ووفاء ووضعوا كل ما أتوا به , تبادلنا اطراف الحديث وانتهت المقدِمات والسلامات حتى بدئوا فى السؤال عن عمر , تلجلجت والدة زوجى واخبرتهم انه كان هنا الان ولكنه صعد ليبدل ملابسه , ابتسمت وصدقت على كلامها ونادت هيا على عمر واخبرته ان اقاربى هنا فليأتى لإلقاء السلام , مضت الدقائق طويله حتى أتى عمر ومعه داليا متأبطه زراعه , صُدم الجميع عندما رأوا داليا مرتديه عبائه شيفونيه ورديه اللون مُرصعه بالأحجار وعلى وجهها تبرج كامل وكأنها هيا العروس ولست انا من ترتدى عبائه قطنيه كحلية اللون بل وتعمدت الدخول متأبطه زراعه لم تنفك تتركها حتى وهيا تسلم على الجالسين , حتى انتهت فقره السلام وجلسا بجوار بعضهم البعض بعيدا ً عنى .

ساد الصمت بين الجميع وابتدت الهمهمات ولم تستطع والده زوجى استدارك الامور كما تفعل كل مره حتى بعد ان حاولت إلهائهم بمواضيع اخرى ولكنها لم تجد استجايه من الجالسين فصمتت هيا الاخرى حتى ناداتنى أمى وأشارت لى بالدخول لغرفه نوم وفاء وحدنا .

دخلت هيا وتبعتها وبمجرد دخولى اغلقت الباب خلفى وسئلتنى والشرر يتطاير من عينيها :

- ممكن تفهمينى ايه اللى بيحصل 

اجبتها بهدوء :

- الطبيعى ياماما

جلست بجوارى على سرسر وفاء وسئلتنى بحده اكثر :

- يعنى ايه الطبيعى , ازاى تبقى ليله دخلتك امبارح وينزل هوا مع مراته الاولانيه ماسكين ايد بعض ولا حتى يعبرك كأنك مش موجوده 

نكست رأسى للأسفل ولم أجب فاستطردت

- ريحى قلبى يابنتى الله يرضى عنك

رفعت رأسى وانا اقاوم دموعى حتى لا تنفلت رغماً عنى وفسرت لها كل شئ

- عمر اتجوزنى علشان تميم ميترباش مع حد غريب وقالهالى بوضوح انى اخته وجوازى منه على ورق علشان ميضمنش انى اتجوز حد غريب واربى ابن اخوه بعيد عنهم 

نهضت امى من جلستها تكاد تشتعل غيظا ً وعلا صوتها وأحمر وجهها حتى خشيت ان تخرج لهم فيحدث مالا يحمد عقباه ولكنها تمالكت نفسها وردتت بصوت مقهور

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


- لكن دا حرام , انتى لسه صغيره علشان تترهبنى وتعيشى تربى ابنك , دا انتى متجوزتيش غير اربع شهور ومنهم شهرين فى المستشفيات , يعنى دا جزائنا علشان وافقنا تتجوزى اخو عابد , طيب طالما بيحب مراته ومش هيعاملك كزوجه حقيقيه اتجوزك ليه كان سابك تقابلى صاحب النصيب يمكن كان عوضك على جوزاتك اللى اتظلمتى فيها , يعنى تتظلمى معاه ومع اخوه

وضعت يدى حول فمها استحلفها ان تخفض صوتها وان تهدئ من روعها فأنا لا اريد هموم جديده واقنعتها اننى راضيه بذلك الامر جدا وأثق ان القدر يخبئ لى الافضل .


راحت امى فى نوبه بكاء شديده حتى اوشكت على الصراخ فاحتضنتها وطمأنتها وأستحلفتها بكل غالى الا تتحدث فى ذلك الأمر مع أحد وان توهم من بالخارج اننى سعيده مع عمر ومافعلته داليا غيره نساء لا أكثر , فى البدايه رفضت واقسمت الا ينتهى ذلك الأمر على خير ولكنى حلفتها بحايتى وحياه تميم وأقسمت عليها الا تخبر أحد اذا كانت راحتى تهمها حتى رضخت لمطلبى ومسحت دموعها وخرجنا سويا ً نتصنع الضحك حتى لا نجذب أنتباه أحد , بالطبع كانت أعين الحاضرين تتفرسنا محاوله استكشاف ما دار بيننا فى الداخل ولكن سريعا ً استئذنت امى وطلبت من ابى ان يكونوا ضيوفا َ خفافا ً وألقت السلام دون ان تمد يدها لأحد وكانت اول المنصرفين ولكنها لم تنسي ان ترمق عمر بنظره ناريه جعلته يفهم جيداً ما دار بيننا بالداخل .

انصرف الجميع وجلسنا جميعاً لا نتحدث ولا ينظر أحدنا للآخر باستثناء داليا التى لم تكف عن الضحك والتهامس مع عمر وتصنع تلك الحركات الطفوليه التى لم يجاريها عمر فيها وكان قليل الحديث , استئذنتهم انا الاخرى وأخذت تميم وصعدت لشقتى وتركتهم يتحاورون بحريه , وبالفعل ما إن صعدت حتى سمعت صوت عمر يوجه حديثه لداليا :

- مكنش فيه لزوه للى عملتيه دا ياداليا 

تحولت لهجتها وأجابت بغضب :

- ليه صعبت عليك الهانم ولا ايه , طب ما تقوم تطلعلها احسن 

استكملت والده زوجى الحديث معها بهدوء يشوبه الغصب 

- يابنتى عيب تعملى كدا قدام اهلها انتى عاوزه الناس تاكل وشنا 

كالعاده اجابت داليا بصوت عالى وثوره عارمه جعلتنى اسمع حديثها بوضوح وانا امام شقتى

- يعنى انا الغلطانه دلوقتى مش كفايه انى وافقت على المهزله دى وكمان بتغلطونى , انا فعلا غلطانه بس غلطانه انى وافقت من الاول

فتحت شقتى ودخلت واغلقت الباب خلفى فلا اريد سماع المزيد ولا اريد سماع ما يؤلمنى ويمزق قلبى , فأغلقت كافه النوافذ حتى لا يصلنى منهم اى صوت وفتحت التلفاز ورفعت صوته وشغلت نفسى بالتغيير لتميم حتى رن هاتفى برقم غريب ومحادثه غريبه


ست البنات


الحلقه الرابعة

دق هاتفى برقم غريب لم يكن مسجل ضمن قائمه الاتصالات لدى , تجاهلته ولم ألق له بالا وعدت لاستكمال ماكنت افعل ولكنه دق مره أخرى فى اصرار وكأنه لم ينفك يرن حتى أجيب , كان من طبعى ألا أجيب على أى رقم غريب فقد كانت الردود على الهاتف بمعايير فى منزلنا وكان أبى يستاء عندما يجدنى اتحدث لوقت طويل ولكنى الان احتاج لمحادثه أى شئ يؤنسنى ويطوى ذلك الوقت الذى لا يمر , شعرت انها ربما تكون صديقتى " همسه " صديقتى الصدوق منذ أيام المدرسه الأبتدائيه مرورا بالأعداديه ثم الدبلوم الفنى التجارى ولكنى احفظ رقمها جيدا , ترددت قليلا ثم قررت أن أجيب وليكن ما يكن , اجبت بصوت جعلته صارما ً بألا يكون هناك غريب

- السلام عليكم

أتانى صوتا ً ذكوريا ً يجيب بلهفه 

- عليكم السلام ورحمه الله , اخيرا رديتى

سئلته باقتضاب :

- مين معايا ؟

اجاب بصوت ساخر وضحكه خافته

- نسيتى صوت ابن خالتك

" صفي " أبن خالتى " رباب " الأصغر , أمى من أسمته صفي ليتشابه اسميهما فهيا صفوانه وهوا صفي , تحبه وكأنه أبنها الثالث , الفارق بيننا شهور قليله فعندما وُلدت أنا كان هوا أبن السته أشهر , لحقت به فى جميع سنوات الدراسه ولكنه استكمل تعليمه الثانوى والتحق بكليه التجارة أما أنا بأنهيت تعليمى الفنى ومكثت فى المنزل , تعجبت عندما سمعت صوته فمنذ التحق بالجامعه فى القاهره وترك بلدتنا السلمانيه بالدقهليه لم أره وحتى لم يحضر زواجى على عابد او حتى على عمر ولم يهاتفنى قط من قبل , لذلك عندما وجدته هوا المتصل ارتجف قلبى خوفا ً على أمى خشيه ان يكون أصابها شئ , فأجبته وانا أرتعد

- خير ياصفي , امى كويسه ؟

اجاب بهدوء :

- ايوه كويسه الحمد لله انتى قلقانه ليه كدا ؟

اخذت شهيقا ً طويلا وحمدت الله ثم استدركت انه مازال على الهاتف فسئلته بضيق 

- طيب بتتصل بيا ليه ؟

صمت قليلا ثم أجاب وقد تبدلت نبرته وظهر الحرج جليا ً على صوته

- معليش يابنت خالتى لو كنت ضايقتك انا اسف

أنبتنى نفسى على تلك الطريقه الجافه التى أحدثه بها وتابعت حديثى بنبره أهدء

- مش قصدى يا صفي بس خوفت تكون امى تعبانه

استكمل حديثه الذى لم يخلو من مسحه الحزن به 

- كلنا كويسين ياميراس لكن ياترى انتى كويسه ؟

صمت قليلا لا ادرى بما اجيب هل سأظل اكذب على نفسي وعلى من حولى وارسم الابتسامه على شفتاى الذابلتين ام أؤثر الانسحاب وترك هذا العالم والعوده لعالمى السابق الذى لم يخلوا هوا الاخر من الهموم , فآثرت الصمت والكذب

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


- ايوه كويسه جدا الحمد

احتد صوت صفي واكمل حديثه الذي هاتفنى من أجله

- انا عرفت كل حاجه ياميراس 

انعقدا حاجبى وعلت دقات قلبى وسئلته بخفوت

- يعنى ايه عرفت كل حاجه , وحاجه ايه دى اللى عرفتها 

استكمل حديثه بنفس النبره الحاده 

- عرفت اللى قولتيه لخالتى واللى طبعا قالتله لامى وسمعتها وهيا بتحكى لها على كل حاجه

نهرته بصوت عالى ونبره قاسيه وكأننى قطه شرسه تدافع عن صغارها 

- وازاى تسمح لنفسك تتدخل فى حاجه ملكش علاقه بيها وانا هعرف شغلى مع ماما اللى خلت سيرتى على كل لسان 

قاطعنى واستكمل حديثه

- انا ابن خالتك ياميراس واكتر واحد بيخاف عليكى وعايزك تكونى سعيده فى حياتك

اجبته بصوت ارتفع أكثر ونبره أكثر حده 

- ومين قال لسيادتك انى مش سعيده , ولو سمحت مش هقولك تانى متتدخلش فى حاجه ملكش علاقه بيها , ومع السلامه علشان ابنى بيعيط 

اغلقت الهاتف قبل ان يجيب فكان الشرر يتطاير من عينى ودقات قلبى تكاد توقفه من شدتها وكأننى على وشك السقوط مغشيا ً على من شده الغضب , فتحت هاتفى وانا ارتعد من الغضب وطلبت رقم أمى وانتظرت ان تجيب

- الو

لم امهلها لحظات حتى بادرتها بسؤالى الحاد وصوتى الجهورى

- ازاى تروحى تقولى لخالتى على حاجه قولتهالك , دا انا يادوب لسه طالعه شقتى مقدرتيش تستحملى حتى كام يوم وروحتى قولتيلها فى نفس اللحظه , انا محلفاكى ياماما

اجابت امى بتعجب :

- عرفتى ازاى انى قولت لخالتك

اجبتها بصوت اعلى وصوت صارخ

- علشان الاستاذ صفي سمعكم وانتوا بتتكلموا واتصل بيا يشمت فيا 

اجابت امى بهدوء واستكانه

- يابنتى انا مشيت من عندك هموت وحاسه انى هتشل مكنتش قادره اتكلم ولا انطق ومرضيتش اقول لابوكى ولا اخوكى ولا اعمامك بس خالتك كانت قاعده معانا وشافت عمايل ضُرتك واتأكدت ان فيه حاجه غلط علشان كدا حلفتنى احكيلها فحكيتلها واحنا راكبين العربيه ومخدتش بالى ان صفي هوا اللى سايق , اعذرينى يابنتى كان هيجرالى حاجه لو ملقتش حد افضفض له وانتى عارفه خالتك بتحبك قد ايه

وضعت يدى على فمى احارب الصراخ وسئلتها وانا على وشك الأنفجار

- وكان مين تانى معاكم فى العربيه 

اجابت بسرعه :

- والله ماكان فيه حد تانى , صفي كانت سايق وجمبه مروان ابن اخوكى طه وانا وخالتك قاعدين جمب بعض بنتكلم , حتى صفى كان حاطط سماعات فى ودنه افتكرته بيسمع اغانى ولا بيتكلم فى التليفون ومش هيسمعنا , الله يسامحه بقى

هدئ روعى قليلا ً فقلبى يحترق بما فعلته أمى ولكنى اعلم جيدا انها هيا الاخرى فى وضع صعب ولن تتحمل

- خلاص ياماما حصل خير بس ابوس ايدك متعرفيش حد حاجه عن حياتى تانى 

اجابت بصوت واهن

- حاضر يابنتى

اعتذرت لها عن طريقتى فى محادثتها وتفهمت ذلك الضغط الذى يقع على عاتقى وانهيت معها المحادثه ثم جلست بجانب تميم افكر فى محادثه صفي وما غرضه من تلك المحادثه الغريبه حتى تسلسلت خواطرى الى ان توفقت عند نقطه واحده هل انا سعيده حقا ً ؟ والى متى سأتحمل , وما الذى دفعنى للموافقه بهذا الزواج هل محبتى القديمه لعمر هيا من جعلتنى اوافق , ام بقائى فى بيت والدى ومعى طفلى الذى أتى للدنيا وحيدا َ سيجعلنى عبئ على ثقيل عليهم ربما يملوا منه يوما , انا اعرف جيدا كم يحبنى ابى وتتمنى لى امى السعاده ولكن الامور لا تدوم هكذا فكم من فتاه تطلقت او ترملت ثم عادت لمنزل والديها فشعرت بالغربه وعدم القبول , واذا تحملنى أبى اليوم فمن سيتحملنى اذا حدث له مكروه ومن سيتحمل نفقتى ونفقه ابنى , فلن يستطيع اخى تحمل تكلفه بيته وزوجته وابنائه ويضاف اليها نحن , ولن استطيع ان اطلب منه شيئا ً اذا لم يعطينى هوا وسأظل 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

دائما اشعر اننى منكسره اسئل الناس كفافا ً حتى وان كانا والدى واخى فلن اتحمل ان اضيف لهمهم همى ولو اعطانى اهل عابد نقودا لتعففت نفسي عن قبولها ولاعتبرها ابى اهانه فطالما انا وابنى فى بيته فعليه ان يتحمل نفقتنا , بالرغم من ان ابى صعيدى المنشأ الا انه ترك بلدته واتى الى هنا بحثا ً عن العمل والرزق وليس لدينا مايكفى لتحمل نفقه زواج فتاه أخرى فقد باعت امى ذهبها واستدان ابى ليُجهزنى ويزوجنى لعابد حتى لا يعيب عليه احد ولا ينظر لى نظره القِله , وكنت اسمعه يشكر الله على ان روقنى بزوج يتحمل مسؤليتى فيرتاح هوا قليلا ً من عمله فى زراعه قطعه ارض صغيره عندما يدفع ايجارها لم يتبقى لنا سوى القليل , فكيف لى الان ان اعود اليه بطفلى ليعود لتكبد العناء مره اخرى , فلو دام وضعى هذا لاخر عمرى لن أحنى ظهر أبى اكثر من هذا و عمر ميسور الحال وعائلته لها صيت ذائع فسيحد ابنى الرعايه والاهتمام والعيشه الكريمه وهذا ما ارجوه اما انا فلا يهم فلو كتب لى الله هذه الحياه فأنا راضيه بها ..

استطردت فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس ولكنى استيقظت فى الثالثه صباحا ً على صوت بكاء تميم , كان بكائه شديداً فظننته جائع , جلست وحملته لأرضعه ولكنى وجدت جسده ساخن بشده , وقع قلبى وانسحبت روحى ولم ادرى ماافعل , حملته وارتديت ملابسى وذهبت الدور الاول , كان الباب مغلقا فمن عاداتهم ان يغلقوا الباب جيدا ويناموا فى الغرف البعيده عن اصوات الشارع , طرقت الباب كثيرا لم يفتح احد , كنت انتقل بين طرق الباب والنظر لتميم الذى صمت ولم يعد يبكى ولكن وجهه كان كقرص الشمس من السخونه والتوهج والاحمرار , لم استطع الانتظار اكثر ففتحت الباب الحديدى الذى يطل على الشارع ولم ادرى ماافعل فلن استطيع الذهاب لبيت ابى فهوا فى الجانب الاخر من البلده وسيأخذ الطريق وقتا ً طويلا ً حتى اننى نسيت هاتفى بالأعلى ولم استطيع العوده لأحضاره والاتصال بأخى , وقفت على الباب لا ادرى ماافعل حتى رئيت جارنا " محمود " يخرج من بيته مرتدياً البذله العسكرية الخاصه بالجيش وكأنه ذاهب لثكنته العسكريه , ركضت نحوه وطلبت منه إيصالى للوحده الصحيه الخاصه ببلدتنا , من حسن حظى ان محمود والده عتالا ً لديه سياره ربع نقل ينقل عليها الأغراض ويأخذ مكسبه , عندما رأنى محمود منهاره وباكيه وبين يدى تميم يتشنج من شده السخونه ركض واحضر السياره وركبت بجواره وانطلق مسرعا ً للوحده , كانت هيا المكان الوحيد الذى سظل مفتوحا ً حتى هذا الساعه المتأخره من الليل , عندما وصلنا نزلت من السياره وهرولت ناحيه غرفه الكشف ووضعت ابنى امام الطبيب وانا ارتعد وابكى حتى اننى لم استطع ان اقول له مايعانيه ولكن بمجرد ان رآه الطبيب حمله مسرعا ً ووضعه على سرير الكشف وعرف انه اصابته حاله تشنج نتيجه الزياده الكبيره فى درجه الحراره , طلب من مساعدته إحضار حقنه خافضه للحراره واعطاها له مع وضع كمادات بارده على جبينه وتحت ذراعيه وبين فخذيه للإسراع فى هبوط درجه الجراره , وكان يقيس له درجه الحراره كل خمس دقائق حتى هدئت ملامحه وهدء إحمرار وجه تميم وهبطت درجه الحراره للمعدل الطبيعى , لم يوافق محمود على الانصراف قبل ان يطمئن على تميم ويعيدنا للمنزل مره اخرى .

عاد تميم لحالته الطبيعيه ولكن اصر الطبيب على فحصه فحصا ً شاملا ً , كنت مرتعبه وخائفه ان يرث ابنى مرض ابوه ولكن كان الله رحيما ً وطمئننى الطبيب انه بخير وان سبب ارتفاع درجه الحراره كانت بسبب عدوى فيروسيه ولكن تأخرى فى إعطائه خافض الحراره هوا ما جعل حالته تستاء ولكنه الان بخير ويستطيع العوده للمنزل ولكن مع متابعه أخذ الدواء فى موعده المناسب , شكرت الطبيب حتى جف لسانى وشكرت محمود على مساعدته الكريمه وانصرفت معه حتى يعيدنى الى المنزل وينصرف هو حيث كان ذاهب .

بعد دقائق كنت قد وصلت للمنزل حامله تميم بين يدى وابتسامتى تعلو وجهى , أقبله طوال الوقت واحتضنه فى شوق هائل حتى دخلت من الباب الحديدى فوجدت باب شقه العائله مفتوح والجميع مستيقظ وكأننى لم أتركهم نياما ً كأصحاب الكهف , دخلت بخطى بطيئه حتى أصبحت أمامهم فوقف الجميع وتأهب وانطلقت الألسنه تتسائل من كل حدب وصوب 

- كنتى فين وحصل ايه ؟

سئلتنى والده زوجى فأجبتها بهدوء

- تميم كان سخن اوى وخبط عليكم كتير محدش فتح فروحت وديته الوحده , انتوا ايه اللى صحاكم

استطردت والده زوجى فى توتر : 

- عمر اللى صحانى قال سمع صوت تميم بيعيط وخبط علينا لحد ماصحينا , طلعنا نجرى نخبط عليكم ملقيناش حد بيرد وحتى التليفون مش بتردى عليه 

استدركت اننى نست هافتى فى الشقه ولم آخذه معى

- انا فعلا نسيت اخد التليفون , اصل تميم كان تعبان اوى ومكنتش مركزه

نطق عمر لأول مره منذ دخولى وسئلنى بحده :

- روحتى مع مين ؟

التفت له فوجدته واقفا ً وبجانبه داليا تجلس على المقعد فى تشفى واضح فأجبته بهدوء

- لقيت محمود على الباب خليته يوصلنى

ضحكت داليا ضحكه عاليه متهكمه وقاطعتنى

- وانتى بقى اى حد بتلاقيه فى الشارع بتركبى معاه وتخليه يوصلك الساعه تلاته الفجر

نهرها عمر بصوت عالى ألجمها وألجم الواقفين وعيناه يتطاير منها الشرر وسئلنى بحده اكبر:

- ازاى تركبى مع حد غريب وتخليه يوصلك وازاى اصلا تخرجى من البيت فى وقت زى دا ومن غير أذن

كان الخوف يملأ قلبى ولكننى تماسك واجبته بهدوء حاولت اتقانه :

- انا خبط على ماما كتير محدش رد وتميم كان بيموت كنت عاوزنى اعمل ايه 

- تكلمينى انا 

قالها بسرعه وصرامه فرئيت داليا تكاد تنفجر فى مجلسها ولكنها لم تستطع ان تنطق فهيا تعلم جيدا ً ان عمر فى غضبه لا يعرف أحد , صمت ولم أجب فاستطرد جملته الاخيره بنفس الصرامه

- مفيش خروج من البيت دا الا بإذن ودا آخر تنبيه 

قالها وصعد لشقته ولحقت به داليا وهيا تنظر الي بكره واضح , انتظرت حتى صعد وسمعت صوت الباب يُغلق ثم جلست على اقرب مقعد واعطيت تميم لجدته واعدت ظهرى للخلف واغمضت عينى ...


الفصل الخامس


بمجرد ان انصرف عمر جلست على اقرب مقعد لا أقوى على الحديث ولا التفسير لأحد . فقط اغمضت عينى وارخيت جسدى للخلف ولم انطق . جلست والده عمر بجوارى محاوله تبرير موقف عمر كما تفعل دوما . ربتت بيدها على كتفى ففتحت عينى ولم اتحدث فبدئت هيا الحديث 

- متزعليش من عمر يا ميراس احنا كنا قلقانين عليكم اوى وقلقنا اكتر لما لقيناكى مبترديش على التليفون افتكرنا ....


وقفت عند ذلك الجزء من جملتها فانتصب ظهرى وفتحت عينى على اتساعها وانا اؤمئ لها برأسي لأحثها على الاستكمال 


- افتكروتوا ايه بالظبط ؟


نكست رأسها للأسفل هنيهه ثم استكملت بسرعه كمن ألقى عن كاهله حمل ثقيل


- افتكرناكى خدتى تميم ومشيتى


تعجبت من حديثها وذلك التخمين الذى لا دلاله له وسئلتها بدهشه حقيقية


- وليه تفكروا فى حاجه زى دى . انتوا شفتوا منى ايه يخليكم تظنوا فيها كدا


اجابت بحزن واضح :


- الموقف البايخ اللى عملته داليا امبارح مع اهلك وكلامك مع والدتك لوحدكم قولت اكيد قالتلك تسيبى البيت وتاخدى تميم وتمشي


ابتسمت بتهكم وألم يعتصر قلبى واجبتها


- يعنى بصراحه قولتوا انى هربت وخطفت الولد منكم . بصى ياماما انا وافقت على جوازى من عمر علشان تميم وعلشانه وافقت على حاجات كتير تانيه بس صدقينى يوم مااقرر انى امشي هيبقى فى عز الضهر وقدامكم كلكم 


اضطربت نبره والده عمر وظهر التوتر على ملامحها واستكملت بأنفاس متهدجه


- متقوليش كدا يابنتى تمشى ايه بس انتى صاحبه بيت وابنك دا النفس اللى بتنفسه . لو ليا غلاوه عندك متكرريش كلامك دا تانى ومتزعليش من عمر انتى عارفه انه شايل الهم من زمان وعلشان كدا عصبى شويه


عمر هوا الابن الأكبر لهذه العائله . توفى والده ولم يكن قد اكمل عامه الخامس عشر . كان يساعده فى ارضه التى يملكها ولكن لم يكن هذا بجديه وانما فقط إشغال لوقت فراغه لكن عندما توفى والده كان لابد له ان يعيل والدته واخيه واخته . حكى لى عابد ان والدهم كان يملك ارض ليست بالقليله وله من الاخوه خمس ذكور وأختان كان هوا كبيرهم الذى يعمل ويغدق عليهم بالهدايا والاموال ولكن عندما توفى لم ينتبه أحد لأبنائه ولكنهم انتبهوا فقط لأمواله وميراثه وقبل ان يتم دفن والده سمع عمر اعمامه وهم يتفقون على التحايل على عمر وعابد وأخذ ماترك ابوهم لذلك اقسم عمر وقتها الا ينالوا شيئا مما ترك ابوه حتى لو كلفه هذا حياته . وبالفعل بعد ايام قليله كن وفاه والدهم عرضوا على عمر بصفته الاخ الاكبر ان يديروا كل ماترك والده من ارض وأملاك بحجه انهم لن يستطيعوا إدارتها وإنما تحتاج الى رجال أشداء مثلهم . ولكن وقف لهم عمر بالمرصاد ورفض ان ينالوا منه ذره تراب وترك تعليمه وتفرغ فقط لإداره ماترك والده وبالفعل كان يوصل الليل بالنهار للمحافظه على هذا الأرث بمساعده من محامى صديق والده حتى اشتد عضده واستطاع أداراتها بنفسه بل وزيادتها ايضا لذلك فالجميع يعلم ان عمر ليس بالرجل الهين وأنما يملك صبر وجلد لا يملكه اعتى الرجال ولكنه ان غضب هدم المعبد بمن فيه فلا يعرف احد وقت غضبه . وحتى قبل ان يتوفى عابد كانا يديرا اموال والديهم بروية ولكن بعد ان اصبح عمر وحده مقابل كل من يكن له السوء اصبح اكثر عدائيه وشراسه بالرغم من ملامحه الهادئه فقد ورث عن والده الجسم القوى المفتول عريض المنكبين وعن والدته الملامح الهادئه والشعر البنى والعينان العسليتان والبشره الخمريه على عكس عابد الذى ورث ملامح والده الغيظه ولكن عابد لم يكن غضبه يلغى عقله ك عمر وانما كان يغلبه الحلم والصبر فلا الملامح تعكس مكنون الانسان ولا ما فى القلوب يترجم على هيئه عينان وشفتان .


تفهمت ماقالته والده عمر جيدا وتفهمت ثوره عمر ولكنى لم اطق الجلوس اكثر من ذلك فاستئذنتهم لأذهب لأستريح فلم اعد اقوى على الجلوس اكثر من ذلك ولكن والده عمر اقسمت ان تأخذ تميم لتتيح لى بعض الوقت لأستريحه فقد كانت الساعه تخطت الشروق بكثير . وافقتها وصعدت شقتى واغلقت بابها خلفى وذهبت بسرعه وارتميت على فراشي لا أقوى على الحركه ولكنى لمحت هاتفى بجوارى ففتحته لأرى المكالمات التى لم ارد عليها فوجدت رقم عمر متصلا اكثر من عشر مرات ورقم والدته ورقم وفاء ورقم صديقتى همسه متصلا اربع مرات متتاليه . قررت ان انام الان وعندما استيقظ اهاتفها ولكن مالبثت ان اغمضت عينى حتى وجدت رنين طويل يخترق اذنى جعلنى افتح عينى بثاؤب شديد ونعاس فج لأرى المتصل فوجدتها همسه مره اخرى . كان لابد ان اجيبها فهى لن تكف عن الرنين ابدا حتى وان تجاهلتها . 

ضغطت زر فتح المكالمه ووضعت الهاتف وانا اتملل من مهاتفتخا فى هذا الوقت المبكر ولكنها وفرت علي عبئ المقدمات ودخلت فى غرضها مباشره


- انا عارفه ان الوقت بدرى وانك عاوزه تضربينى بس هما كلمتين هقولهم واقفل


اجبتها بضيق 


- اخلصى ياهمسه


استكملت بسرعه وكأنها تحفظ ماتقو


- انا عارفه انك لسه عروسه جديده وابنك صغير بس عارفه كمان انك كنتى هتموتى وتكملى تعليمك وجايبالك فرصه ممتازه صعبان عليا تروح منك


نفضت النعاس عن مقلتيا وانتبهت لحديثها اكثر 


- طيب انطقى 


استكملت بحماسه اكبر


- استاذ عبد المجيد اللى كان بيدرس لنا فى الدبلوم قال ان تقديمات المعهد فتحت ولما نخلص المعهد نقدر نعمل دبلومه ومعادله وندخل كليه الهندسه مره واحده . وكمان هوا مستعد يقدملك منزلى تذاكرى فى البيت وتروحى يوم الامتحان بس يعنى ملكيش حجه


انتقلت حماستها لى وسئلتها بحماسه اكبر


- بتتكلمى جد


اجابت بسرعه 


- ايوه يابنتى والله . انتى عارفه انه بيعزك وبيعتبرك بنته وطول عمره بيقول عليكى اشطر واحده فينا وبعدين موضوع جوازك ووفاه عابد ومسؤليه تميم خلته حاسس انه لازم يساعدك وطبعا هيوفرلك الملازم اللى تذاكرى منها وانا كمان هقدم معاكى


كنت على وشك الصراخ من السعاده وتأكيد استكمالى لتلك الدراسه حتى استدركت اننى لست مسؤله نفسي ودب الخوف لقلبى ان يرفض عمر ذلك الامر خاصه انه لم يكمل تعليمه لرعايه شئون اخوته ووالدته ولن يطيق زوج ان تصبح زوجته افضل منه .... زوجته .... تعجبت من نفسي كيف اقولها هكذا وكأنها حقيقه ولكن للاسف حتى وان كان هذا الامر مزيفا فهوا امام الجميع حقيقيا تماما . هبطت عزيمتى و اظلمت الورود التى ظننتها تفتحت وأغلقت الابواب وبكل أسي اخبرت همسه اننى لااستطيع فعل ذلك فتميم يشغل وقتى كله وليس لدى وقت فراغ لذلك الامر ثم اننى كنت اطمح لذلك عندما كنت فتاه مشرقه طموحه ترى الحياه ورديه اما الان فأنا ام ليس لى الحق ان اتمنى شيئا لنفسي . اغلقت الهاتف وارتميت على فراشي تبلله دموعى وظللت ابكى حتى غفوت ولم افق الا عندما سمعت صوت طرقات على باب شقتى فنهضت لأرى كم الساعه فوجدتها تخطت السابعه مساء خفق قلبى بشده وعلمت ان تميم أصابه شئ وركضت نحو الباب افتحه بملابس نومى الشيفونيه التى وضعتها والده عمر فى دولابى والتى احب ارتدائها فى اوقات ارتفاع درجه الحراره .

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

فتحت الباب بسرعه لأجد عمر امامى مرتديا بنطالا زيتى اللون وقميصا ابيض اللون ذو الياقات العريضه فأضاف وسامه لوسامته . لم ادرى ماافعل وانا بهيئتى تلك ولكنه اشاح نظره بعيدا حتى استدركت امرى وركضت لغرفتى ابدل ملابسي


بعد دقائق خرجت له متلهفه ان اسئله ان اصاب تميم سوء ولكننى وجدته دخل وجلس على المقعد واورب الباب خلفه حتى كاد ان ينغلق وكانت ملامحه هادئه لاتوتر فيها . سئلته بقلق 


- تميم كوي


ابتسم وأجاب


- كويس جدا ماما قربت تأكله محشي 


ضحكت لدعابته تلك وعندما رئيته يضحك نسيت مافعله فى الصباح . جلست على المقعد المقابل وانتظرت ان يبدء حديثه وبالفعل بدئه بوضوح


- طه اخوكى اتصل بيا من شويه


ارتجفت قلبى ان تكون امى اخبرته بما حدثتها به فسئلته بسرعه


- ليه خير ؟


اجاب بهدوء


- بيقول ان المدرس بتاعك اتصل بيه وطلب منه انك تكملى دراستك وطبعا طه كلمنى بما انى ...


قالها وصمت ثم استطرد محاولا استبدال تلك الكلمه التى لا معنى لها الان


- بما انى مكان عابد الله يرحمه


تفهمت جملته جيدا ولم اعقب فسئلنى


- ايه رأيك فى الكلام دا


صمت لبرهه ثم اجبته بخفوت


- انا مش هكمل خلاص كفايه اللى درسته . انا كفايه عليا تربيه تميم


لشده غرابتى استكمل هوا وكأنه يتحدث بلسانى


- لو كان على تميم ماما ووفاء هيساعدوكى فى تربيته والوقت اللى هيكون عندك امتحانات هيكون معاهم وتقدرى توفقى بينه وبين دراسته


اتسعت ابتسامتى وانفرجت اساريري غير مصدقه مااسمع


- يعنى انت موافق انى اكمل


قالها بسرعه وبدون تفكير 


- طبعا هوا فيه احسن من ان الانسان يطور من نفسه . انا ياما اتحايلت على داليا تكمل بعد الدبلوم وموافقتش


سئلته بحرج


- يعنى مش هتضايق لو بقيت .... يعنى .... اقصد


تفهم عمر مقصدى وأكمل هوا


- تقصدى لو بقيتى احسن منى ومعاكى شهاده وانا لا


استدركت حديثة بسرعه محاوله تخفيف حده الجمله ولكن اشار لى عمر ان اوفر على نفسي عناء التفسير واكمل


- انا سبت التعليم برغبتى ومبسوط باللى وصلتله واتمنى لتميم ان امه تبقي احسن واحده فى العالم علشان يبقي فخور بيها


كانت كلماته بمثابه رقائق الثلج الذى يتساقط على جسد محموم وكأن روحى عادت لجسدى ودب الامل فى اوصالى دفعه واحده فكانت ابتسامتى لااراديه تسكن فمى حتى نهض عمر من مجلسه وقد اوصل رسالته


- انا قولت لطه يبلغ المدرس بموافقتنا واتمنى انك متخزلنيش 


قالها وانصرق واغلق الباب خلفه وتركنى هائمه فى بحر من السعاده فلأول مره منذ كثير اشعر هكذا بالسعاده والحرية ولكن لم اكن اعلم ان تلك السعاده سيشوبها الكثير من الألم


تكملة الرواية من هنا


رواية عشقت حياتي معاك من هنا

رواية وعد ريان من هنا


❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close