القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تزوجت والد اختي البارت الاول والتاني والتالت والرابع والخامس والسادس والاخير بقلم اسماء عبد الهادي

 رواية تزوجت والد اختي البارت الاول والتاني والتالت والرابع والخامس والسادس والاخير بقلم اسماء عبد الهادي 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رواية تزوجت والد اختي الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس والسادس والاخير بقلم اسماء عبد الهادي 


رواية تزوجت والد اختي البارت الاول والتاني والتالت والرابع والخامس والسادس والاخير بقلم اسماء عبد الهادي 

بارت١

أسماء عبد الهادي 

تقف عند زجاج المطعم تطالع بعينيها المتلهفة تلك العائلة وهي تجلس تتناول طعامها بكل حب وسعادة 

...ظلت تنظر اليهم كثيرا وأعينها تحكي قصصا من الحرمان والفقد .

شاهدها أحد افراد الأسرة وعلى ما يبدو أنه أكبرهم "الأب" 

فطلب من النادل أن يبعدها لأنه لا يحب أن ينظر اليه أحدهم وهو يأكل 


خرج النادل وهو غاضب من تلك الفتاة التي تغضب زبائنه 

نادى عليها مرارا لكنها كانت شاردة عينها لا تحيد عن تلك الاسرة ،كل حواسها منتبهة لهم فقط 

ولم تنتبه له الا عندما اقترب منها وحرك كتفها 


أبعدت أعينها بصعوبة عنهم ونظرت للنادل الذي هدر بها 


_انتي واقفة هنا بتعملي إيه..وفين أهلك إزاي يسيبوكي كدا.


ردت البنت بكل قهر وغُلب ظاهر في عينيها

_معنديش لا بابا ولا ماما 


رفع الجرسون شفته العلوية بسخرية 

_اه يعني متسولة ياعني..إمشي من هنا وإياكي أشوفك قدام المطعم مرة تانية.

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

ابتلعت البنت غصة مريرة تقف في حلقها واخفضت رأسها استعدادا للمغادرة بصمت تام بعد أن ألقت نظرة عابرة على تلك الأسرة....التفتت بجسدها لتغادر ..لتجد شابا في مقتبل العمر لا يبدو أنه قد تخطى الثلاثين من عمره بعد.

أقترب منها وانحنى ليكون بمقابلتها وتحدث معها بعطف شديد...محتفظ بابتسامة زينت وجهه لتزيده نورا وتحدث وكأنه يعرفها منذ زمن رغم أنه يراها لأول مرة

_تحبي ندخل جوا نتغدى سوا!!.


اتسعت ابتسامة الصغيرة وحل السرور محل العبوس الذي كان يكسو وجهها الصغير وهزت رأسها بالموافقة.


أمسك بكف يدها وسار معها بهدوء الى أن استقرا على إحدى الطاولات وأشار للنادل الذي كان يقف محرجا منه بسبب تعنيفه لطفلة تقرب له ...كيف لا وهو غسان الألفي الزبون الدائم للمطعم وابن عائلات الألفي الشهيرة.


تحدث النادل بتوتر مخفضا وجهه للأرض منتظرا أن يبوخه او أن يخبره بأنه سيخبر مديره ليطرده 

_حح.. حضرتك تحب تطلب إيه يافندم ..النننهاردة؟

لكن غسان تحدث ببرود شديد رغم الابتسامة التي لا تفارق وجهه عندما ينظر للطفلة وطلب الطعام له وللطفلة دون أن يضيف كلمة زائدة


أتى النادل بالطلبات في الحال ووضعها أمامهم على الطاولة وتمنى لهم الهناء والشفاء وانصرف


____

على الجانب الآخر 


كانت تستمع لصراخ صاحبة المنزل عليها بسبب تأخرها عن دفع إيجار المنزل ...وكالعادة تستمع لكلامها اللاذع وتتحمل لسانها السليط وتعدها بأنها ستدبر لها المبلغ المطلوب خلال أيام وهي في حقيقة الأمر لا تدري كيف ستفعل ذلك ومن اين ستأتي بالنقود فأجرها الذي يأتيها من المحل التي تعمل به بالكاد يكفيهم ..لتهتف بحسرة بعد أن ترحل السيدة بعد أن انهت وصلت الصراخ المعتاد بها.

_ يارب دبرها من عندك أنا تعبت ومبقتش عارفة أعمل إيه او اتصرف ازاي..يارب .. يارب


قالتها بقهر فسقطت دمعة متحسرة على حالها الذي يسوء يوم بعد يوم منذ وفاة والدتها التي كانت ترعاهم هي وأختها الصغيرة وحدها بعد ان وافت والدها المنية مذ أن كانت أختها رضيعة ..ربتهم أمهم بكد وتعب تبذل قصارى جهدهم لابقاءهم آمنين وظلوا يعيشون في كنف الأم مستورين الحال إلا أن تعبت الأم ولم تقوى على تحمل المسئولية بعد فلحقت بزوجها لتتركهن وحدهن تعانين ظروف الحياة الصعبة ومرارة العيش وضيق الحال وقهر اليتم والوحدة.

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

تذكرت أختها وهي تعود من مدرستها كل يوم منتفخة أعينها من البكاء تشكوها.. سخرية البنات منها لأنها بدون أبا او أم ..لكنها كانت تحاول جاهدة على تدفع عنها حزنها وتوصيها بالصبر وتعدها بتغير الأحوال للأحسن يوما ما 


انتبهت من شرودها على صوت الباب يفتح فعلمت أن أختها قد عادت من المدرسة فبسرعة محت أثر تلك الدمعات عن وجهها...كيف تريها أنها تبكي وهي التي توصيها دائما بالتجلد والصبر.. وهي في حقيقة الأمر تحتاج الى من يأخذ بيدها هي ..تحتاج لمن يربت على كتفها كما تفعل مع أختها... لكنها حمدت الله أنه ابقاها مع أخته فهي عندما تتخيل عيش أختها وحدها في هذا العالم ومدى المعاملة التي كانت ستعانيها الصغيرة دونها ..كانت تصاب بالجنون .


تحركت بجسدها نحو الباب لتستقبل أختها محاولة رسم ابتسامة متحدية كل الظروف الصعبة ملقية بها خلف ظهرها 

أسماء عبد الهادي 

_هدى إنتي رجعتي يا حبيبتي!!


ضيقت أعينها وعادت خطوة للخلف عندما شاهدت رجلا غريبا يدلف شقتهما البسيطة المكونة من حجرة نوم وصالة ومرحاض فقط أما المطبخ فكان عبارة عن شعلة صغيرة تقبع في إحدى زوايا الصالة ويتوسط الصالة طاولة صغيرة وحولها مقعدين لها ولأختها و تستخدم للطعام وللمذاكرة ولطي الملابس ولجميع الاغراض الممكنة فلا شىء غيرها يملكونه فهي اضطرت للاستغناء عن معظم أثاث المنزل توهم نفسها بأنهم من الكماليات فلا حاجة لهم ..لكنهم بأمس الحاجة الى نقودهم في سداد إيجار المنزل المتراكم...وحتى لا تطردهم السيدة ويبيتا مع الكلاب الضالة حيث اللا رحمة واللا شفقة، فقط الكلاب والبرد ينهش في اجسادهن.


فتحت فمها تتحدث بعدم اطمئنان وتوتر

_انت مين يا أستاذ


_إنتي حياة أخت الطفلة الصغيرة هدى؟


أصيبت حياة بالزعر وصرخت عاليا باسم أختها فهي تخشى أنه يكون قد أصابها مكروه


_هدى أختي جرالها حاجة!!!


انزعج الرجل من صراخها وتحدث ليفمها الأمر

_أختك كويسة يا آنسة ...أنا جيت علشان أقولك إنها لقت باباها وهتعيش معاه ...فهو بيخيرك تحبي إنتي كمان تيجي تعيشي معاهم !!.


فتحت حياة فمها بزهول وبدت كالمعتوه فالذي يقوله لا يصدقه عاقل فأبيها متوفي منذ ثمانية سنوات لذا هتفت به بنبرة حادة

_انت بتخرف تقول ايه يا جدع إنت ..وأختي فين لوديكم في ستين داهية


انخرط الرجل في نوبة ضحك طويلة فما الذي تهذي به هذه البائسة فهي لا تقوى على دفع الفقر عنها فكيف تتصدى لهم بضعفها تلك ...لكنه أعجبه جرأتها في الحديث.


انزعجت حياة من ضحك الرجل واعتبرتها سخرية منها لتقول بنبرة عالية

_اتفضل أمشي أطلع برا مش فاضية للهزار البايخ ده ووسع كدا خليني أروح أشوف اختي.


أزاحته من أمامها بعد أن أحكمت حجابها عن رأسها جيدا ثم تقدمت خطوتين لتجد شابا غريبا يدلف هو الآخر لشقتها ...شابا يرتدي قميص أسود ويعلوه جاكيت اسود أيضا وبنطال من نفس اللون ..بشرته قمحية.. وملامحه رغم أنها عادية إلا أن لحضوره هيبة ووقار فعلمت أنه يتمتع بشخصية قوية وأنه ربما يكون ذو شأن 

ومع استغرابها من هذان الرجلان الا انها نفخت بضيق

_هو إيه أصله ده إنتوا عايزين إيه؟ لو طمعانين في حتة الأوضة دي خدوها ..مش هتلاقوا فيها حاجة يا حسرة.


تحدث بنبرة حازمة ليجبرها على الاستماع اليه بإنصات

_بطلي كلام في الفاضي وإسمعي أنا جاي أقولك إيه.


_ياريت تتكلم وتخلصنا ..أنا مش عارفة إنتوا داخلين عندي هنا ليه...وانتوا مين أصلا؟

اسماء عبد الهادي 

تحدث بجمود مثبتا تلك العينين التي تحمل نفس لون ملابسه ..على عينيها التي بلون الكراميل.

_أنا أبقى بابا هدى أختك.


حان دورها لتدخل في نوبة ضحك ساخرة

_أبو مين !! إنت الظاهر غلطت في العنوان...هدى تبقى أختي أنا.

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

وضع يده اليسرى في جيب بنطاله وتحدث ببرود

_خلاص وانت كمان تبقي بنتي.


رفعت كلتا حاجبيها بسخرية من كلامه فهي تظنه يمزح او يلقي على مسامعها دعابة سخيفة فالشاب الذي يقف أمامها يبدو في العشرينيات من عمره أي يكبرها ببضع سنوات فقط ..لذا فما الذي يهذي به هذا الأرعن من وجهة نظرها

_إنت بتقول إيه...إنت مصدق الكلام اللي بتقوله ده


_المهم انتي تكوني مصدقاه.


صرخت بهم عاليا لطردهم من منزلها

_اصدق إيه انت مجنون...إمشوا أطلعوا برا ..برا.


هدر بها ليزجرها عن حديثها معه بهذا الاسلوب


_صوتك يعلى عليا تاني ملتوميش إلا نفسك..ولما تتكلمي معايا تتكلمي بأدب.


وضعت يدها في خصرها لتهتف بتهكم

_اه أسفة نسيت إنك أبويا.


ليهتف بصرامة

_أه أنا باباكي ومن هنا ورايح كلمتي هيه اللي تتسمع مفهوم.


_انت بتقول ايه يا جدع إنت انت شارب حاجة؟


ضغط على أسنانه بغضب وهتف بتحذير

_تاتي!! هتغلطي.


مدت يدها أمامه اتقاءا لشره الذي يخرج من عينيه

_خلاص خلاص.. بس تقدر تجاوبني انت عندك كم سنة يا أستاذ يا اللي عاملي فيها أبويا


وضع يده خلف رأسه متحدثا بثبات 

_عندي ٢٨سنة

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

بارت ٢

تزوجت والد اختي

أسماء عبد الهادي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

رفعت حاجبيها وحملقت به بزهول وهتفت في نفسها 

_بيقول ايه البني آدم ده؟

كتمت ضحكة ساخرة كادت تصدر منها خوفا من نظراته الحادة التي يصوبها نحوها لكنها هتفت بصوت متعجب 

_ده انت أكبر مني خمس سنين بس.


تحدث بهدوء شديد مما أثار انفعالها

_اه وإيه المشكلة في كدا 


كانت كلماتها كفيلة باخراج الكائن الهمجي المندفع الذي يقبع داخلها فصرخت به بحدة 

_مفيش أي مشكلة يا نصاب انت وهو ...إمشوا اطلعوا برا حالا ...قال أبويا قال.


لم يتحرك من مكانه قيد أنمله وطالعها بنظرات غاضبة ...كاد الرجل الذي معه يصرخ بها لتعديها على سيده ورفع صوتها عليه لكن غسان أشار له بيده بألا يفعل 


لتصرخ به حياة مرة أخرى لكن هذه المرة بلوعة شديدة

_أختى ..اختى هدى وديتوها فين...هاتولي أختي...يا هدى


زم شفتيه بتبرم من أفعالها فأغمض أعينه هنيهة ثم قال 

_اختك منتظرة في العربية برا.


تحركت من مكانها لتذهب لأختها وعندما كادت لتخطوا من عتبة الباب وقف أمامها 

_قبل ما تروحي لأختك خليني أقولك كلمتين


ربعت يديها أمام صدرها وهتفت بنفاذ صبر 

_اتكلم ...ماهي ناقصة جنان ع المسا


هدر بها هذه المرة ليزجرها عن ذلك الأسلوب

_حياة اتكلمي معايا بأدب زي ما أنا بكلمك ... علشان أنا لصبري حدود.


زفرت بتبرم رامقة اياه بنظرة رخيمة لكنها لم تتحدث 


خطى غسان خطوتان للأمام ومن ثم جلس على كرسي الطاولة وأشار لها بالجلوس 

_اقعدي 

ترددت في أن تفعل لكن مع نظراته المصرة ..تقدمت وجلست الى الكرسي الآخر 


قص غسان عليها ما حدث ما أختها بخارج المطعم وعرضه عليه تناول الطعام معها 

فلاش بااااك للمطعم


###

لاحظ غسان أن هدى تلعب في الطعام بالشوكة ولا تأكل ..فمد سكينته وقطع لها قطعة اللحم خاصتها ظنا منه أنها لا تستطيع فعل ذلك 

فقال مبتسما

_قطعتهالك اهو يا ستي يلا كلي .


رفعت رأسها اليه بدون ان تتحدث بكلمة 

لتجده يبتسم لها ابتسامة خطفت قلبها كما خطفت هي قلبه مذ أن رآها تراقب الأسرة وهي تتناول الطعام

_نسيت أسألك انتي إسمك إيه؟

_هدى

حافظ على بسمته الصافية 

_الله اسمك جميل أوي بيفكرني بحد عزيز عليا بنفس الاسم ... وأنا بقى اسمي غسان.


انتظرها أن تعلق لكنه وجد اعينها تزوغ على تلك الأسرة التي غادرت للتو من جوار طاولتهم.


ضيق حاجبيه بتعجب وسألها

_هدى في إيه...إيه حكايتك.


حاولت الصغيرة التماسك وألا تبكي كما أوصتها أختها وقالت بصوت بائس

_أنا مكنتش بتفرج على الناس وهيه بتاكل علشان جعانة او نفسي في الأكل اللي هما بيأكلوه... الحمد لله حياة أختي علمتني مبصش لحد حتى لو هموت من الجوع


طالعها باهتمام ونظر اليها مشجعا اياها على الحديث

لتردف هي

_أنا بس كنت غيرانة إن الأطفال دول عندهم بابا وماما وأنا لأ ...شايفاهم بيضحكوا ويهزروا مع أهلهم وأنا محرومة من ان يبقى عندي بابا وماما... ده حتى البنات في المدرسة علطول يسخروا مني علشان معنديش أهل ... حياة كتير تقولي متهتميش بكلامهم هما غيرانين منك علشان انتي أشطر منهم ...لكن كلامهم بيوجعني.. أنا كان نفسي يبقى عندي بابا وماما اشمعنى هما ... أنا محتاجاهم أوي .

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رق قلب غسان للصغيرة وقام من مكانه ليحيطها بذراعيه بحنان ..ماسحا تلك الدمعات التي تمردت ونزلت على وجنتيها التي تشبه حبتا الكرز الصغيرة 

وهتف بحنان بعد أن جاءته فكرة ستخدم مصلحته كثيرا 

(سنعرف خطته فيما بعد)

_هدى ايه رأيك أكون أنا باباكي؟؟


اتسعت أعين هدى فرحا وهتفت بسعادة بالغة 

_بجد انت هتبقى بابا !!


حرك رأسه مع ابتسامة واسعة 

_هكون ليكي بابا وهجيبلك كل اللي انتي عايزاه ومش هخليكي زعلانة أبدا .. ها ايه رايك؟


نهضت من كرسيها واحتضنته بامتنان شديد وهتفت بحماس بالغ

_موافقة طبعا 

قبل وجنتها الصغيرة وقال وهو يجلسها مرة أخرى

_خلاص اتفقنا ...يلا كلي قبل ما الأكل يبرد 


هزت رأسها وشرعت في تناول الطعام بشهية كبيرة وبين الفينة والأخرى تطالعه ببسمة واسعة وسعادة لا توصف 


رؤيتها على هذا الحال وتلك السعادة التي كادت أن تقفز من عينيها جعلته لا يشعر بالجوع ، لذا شبك أصابع يده واسند رأسه عليها وظل يراقب هدى وهي تتناول طعامها باستمتاع شديد لا يدري مصدره ...رغم إن عرضه هذا عليها لم يكن شفقة او خدمة اسداها اليها وانما لغرض ما 

يصب في مصلحته.


انهت هدى من طبقها وطلب لها غسان بعضا من الحلوى اللذيذة والأيس كريم لتزداد فرحتها كثيرا وتهتف بسعادة

_شكرا يابابا.


رد عليها بحنان

_حبيبة بابا تطلب وتتمنى وبابا ينفذ ... هدى احكيلي عنك أكتر وعايشة مع مين وفين.


بدأت هدى تقص عليه كل شىء عن حياتها مع أختها وعلى كل المعاناة التي يعيشونها بين جدران ذلك البيت القديم الذي يعيشون فيه.


الأمر الذي جعل غسان يقول 

_خلاص من هنا ورايح مفيش معاناة ولا ألم ... إنتي هتيجي تعيشي معايا في بيتي ...بابا عنده بيت كبير وواسع.


هتفت بحماس مسرورة 

_البيت بتاعك فيه جنينة ومرجيحة زي اللي بنشوفهم في التلفزيون


ضحك غسان ضحكة خرجت صافية من قلبه 

اه فيه جنينة لكن مفيهوش مرجيحة بس علشان عيونك العسل دول أجيبلك بدل المرجيحة اتنين 


وقفت هدى وتوجهت اليه وأمسكت بيديه 

_طب يلا بسرعة تعالى وريهولي.


"يالا الحرمان الذي يجعل طفلة صغيرة تتعلق برجل غريب لا تعرفه، من أجل أن يكون لها أبا، حالمة بأن يعوضها عن سنوات الحرمان والعوز التي تعيشها "


بااااك

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

أسماء عبد الهادي

انهى حديثه ....لتشعر حياة بالغيظ من تصرفات أختها ...كيف تكون ساذجة بهذه السهولة لتذهب مع رجل غريب تراه لأول مرة ولا تعرف عنه شىء سوى اسمه فقط لأنه أخبرها أنه سيكون لها بمثابة الأب


لذا تركه وركضت للخارج تبحث عن تلك السيارة التي تنتظر بها أختها 

الى أن وجدت سيارة سوداء كبيرة وفخمة ويبدو عليها باهظة الثمن ..تقدمت نحوها لتجد أختها الصغيرة تنادي عليها 

_حياة أنا هنا تعالى.


ركضت حياة نحو مصدر الصوت لتجد اختها تجلس بداخل السيارة ووجهها يبدو سعيدا... فهَمَّت حياة بوجهها الغاضب بفتح الباب لاخراج أختها وهي تهتف بحدة 

_هدي انزلي ازاي تركبي عربية حد منعرفوش ده اللي علمتهولك.

لكن هدى رفضت الخروج وزحفت للداخل 

_حياة سيبني أنا مش نازلة... أنا عايزة اروح مع بابا .


اغتاظت حياة من فعلة أختها ومدت يدها للداخل أكثر لحتى تستطيع الامساك بها 

_بابا مين انتي هتصدقي ...ده مش بابا يا عبيطة ده واحد بيضحك عليكي ... تعالي بس وأنا هفهمك ... انزلي.


ابتعدت هدى اكثر وضمت حقيبتهت الى صدرها


_انا عارفة انه مش بابا حقيقي بس هو وعدني انه هيكون زي بابا ومش هيخليني محتاجة حاجة... مش هضطر أرجع من المدرسة كل يوم معيطة بسبب كلام البنات... محدش بعد النهاردة هيقدر يعايرني علشان معنديش أهل....مش هغيب كل حفلة بتعملها المدرسة علشان معنديش بابا وماما يحضروا معايا زي بقيت البنات .


تألم قلب حياة بشدة وكأن أختها نغزتها بخنجر من حديد فأدمى قلبها فأغمضت عينها ومن ثم فتحتهما لتهتف بصوت باكي

_هدى ... أومال أنا فين ...أنا حياة أختك حبيبتك وأنا ليكي زي ماما وبابا وبعملك كل اللي تطلبيه ... ده أنا حتى عملت ليكي الأكل اللي طلبتيه مني امبارح ... وان كان على الحفلة فأنا بفضل اتحايل عليكي أحضرها معاكي بس انتي اللي بترفضي.

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

لتهدر هدى بصوت باكي هي الأخرى

_علشان الحفلة بيكونوا طالبين فلوس كتير للاشتراك وانا عارفة انك مش معاكي تدفعي ...ولو دفعتي بيبقى على حساب البيت وهتضطري تسمعي كلمتين يسموا بدنك كل شوية سواء من الست الحرباية صاحبة البيت او من عم شكري الجزار اللي بنجيب منه اللحمة مرة ف الشهر .


أجابتها حياة بحزن حاولت اخفاءه فما بيدها حيلة 

_ أنا راضية يا هدى ...راضية بأي حاجة المهم انك تكوني مبسوطة ومرتاحة يا حبيبتي ... هدى انتي متعرفيش انتي ايه بالنسبالي انتي مش بس اختي الصغيرة انتي بنتي يا هدى ومستعدة اتحمل كل حاجة علشانك.


بكت هدى الصغيرة وزفرت دموعها بشدة لتهتف بلوعة

_وأنا مش بتحمل اشوف حد يزعقلك او يهينك.. مش بتحمل أشوفك بتحرمي نفسك حتى من الأكل علشاني.. مش بتحمل أسمعك بتعيطي بالليل كل يوم بعد ما بمثل عليكي اني نايمة ... علشان الفلوس خلصت ف نص الشهر ومش عارفة تكملي بقيت الشهر ازاي.... زي ما انتي بتقولي انك أمي . أنا كمان محتاجة أب يا حياة .


مسحت حياة دموعها التي سقطت رغما عنها وهي تسمع كلمات اختها التي اوجعت قلبها فوق وجعها 


_حاضر هكون ليكي الأم والأب أوعدك هشتغل ليل نهار وهبذل أكتر من اللي كنت بعمله علشان ميكنش ناقصك حاجة... بس افهميني ياهدى.. مينفعش تروحي مع الراجل ده منعرفش عنه حاجة


حركت هدى رأسها بالرفض

_لا أنا اعرف عنه بابا كل حاجة هو حكالي عن نفسه وأنا مبسوطة اني هكون معاه .


خرجت حياة عن هدوءها وصرخت في اختها

_انتي مش بتفهمي بقولك مينفعش ... ويلا انزلي حالا بدل ما أكسر دماغك.


انزوت هدى بجوار زجاج نافذة االسيارة ضامة حقيبتها الى صدرها وحركت رأسها بالرفض بينما تطالع أختها ببكاء 


ضربت حياة المقعد بقبضة يدها بغضب شديد وهمت للداخل لتخرج أختها عنوة لكن صوته جعلها تخرج رأسها من السيارة وتعتدل في وقفتها وتنظر له بعدما هدر بها بصوت صارم

_هدى مش عايزة تيجي معاكي مش هتجبريها ترجع معاكي بالعافية 


لترد عليه حياة لعدما أصابها نوبة من الغضب بسبب كلام أختها والتي عرفت منه أنها تعاني ...وغضب بسبب تشبثها بذلك الغريب من أجل أن يكون لديها أبا

_ لا هرجعها بالعافية اختي وأنا حرة فيها ...ومش هسيبها تروح معاك ف اي مكان .


طالعها بنظرات قاتمة أخافتها ليتحدث بصرامة

_ متبقيش أنانية أختك بتعاني ومحتاجة أب ليه عايزة تحرميها من انها تعيش مرتاحة... هسألها للمرة الأخيرة ولو مش عايزة ترجع معاكي هآخدها وهمشي ولو حابة تيجي معانا مفيش مشكلة 


اقترب من بابا السيارة وانخفض بجسده ليطل على هدى التي تبكي بصمت

_هدى عايزة ترجعي مع أختك ولا تفضلي مع بابا 


_لا عايزة أفضل معاك يابابا 


اعتدل غسان في وقفته وأشار بأصبعة لحياة التي كادت أن تتحدث لتعترض 

_متقفيش في طريق سعادة اختك ...متخافيش عليها هحطها في عنينا وهحطيها بالرعاية الكاملة ..لإني خلاص قررت اني اتبناها... ها هتيجي انتي كمان .


لتحملق به بتيه فما الذي يحدث معها وما الذي فعلته اختها فهي تلقي بنفسها للجحيم ...لكنها ابدا لن تذهب مع أناس لا تعرفهم لذا حركت رأسها بالرفض


ليشير غسان الى الرجل الآخر بأن يركب فاتخذ الرجل على الفور مكانه بجوار السائق اما غسان فاستقر جوار هدى والتي ما ان جلس حتى اقتربت منه تلقي برأسها على ذراعه لتستمد منه الأمان فيرفع هو يده يداعب شعرها بحنان 

كل هذا وسط زهول حياة ووقوفها متخشبة محلها وهي ترى أختها تؤخد منها بمحض ارادتها..ترى أختها تفضل غريبا عنها وهي التي ضحت بحياتها وراحتها من أجلها .


مد غسان يده من خارج نافذة السيارة يناول حياة كارتا مدون به عنوان بيته وجميع ارقامه

_الكارت ده فيه العنوان وكل ارقامي لو حبيتي تتطمني في يوم على أختك.... سلام.

قالها وهو يشير بأعينه للسائق ليعطي له اباذن بالانطلاق.


.....

يتبع

صلوا عل رسول الله

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

بارت٣

أسبلت أعينها وهي تشاهد السيارة تبدأ في الحركة وتغادر آخذة معها اختها بل ابنتها الصغيرة التي أوصتها عليها أمها قبل موتها ....طرفت بأعينها عدة مرات ومن ثم ضربت رأسها لتفيق من غفلتها كيف لها أن تترك اختها الصغيرة لتواجه طريقا مجهولا وحدها... كيف لها أن تتخلى عن أختها

لذا جرت بسرعة منادية بكل قوتها وبأعلى صوتها على أختها ،فانتبه لها غسان فأشار للسائق أن يقف ففعل الآخر في الحال

ركضت بسرعة نحو زجاج نافذة غسان بعدما قررت ألا تترك اختها وتكون معها اينما تكون فمصيرهما واحد،هتفت وهي تلتقط انفاسها

_استنى أنا جاية معاكم 


فرحت هدى كثيرا وصرخت بأعلى صوتها تعبيرا عن الفرحة 

فقالت حياة

_دقيقة هروح أجيب حاجتنا وهرجع علطول

ليقول غسان ساخرا

_مسمية شوية الخردا اللي عندكم دي حاجات

رمقته بضيق وهتفت بحزم متجاهلة ما قاله

_دقيقة وراجعة .

زفر بضجر وظل يطرق بأصابعه على رجله بملل الى أن عادت ...تحمل حقيبة صغيرة بها بعض الملابس وبعض الأوراق المهمة كشهادة الميلاد والبطاقة فهي تخشى أن يحدث شيئا للبيت وهي غائبة فتضيع اوراقها .


عندما رآها رمقها بنظرة باردة ثم أشار لها على الجهة الأخرى لتركب جوار أختها .

____🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

أسماء عبد الهادي

وصلوا الي بيت غسان وترجلوا من السيارة ليتناهى الى بصرهم حديقة خلابة المنظر فتهتف حياة في داخلها

_لو ده شكل البيت من برا جوا يبقى عامل إزاي ... ربنا يستر


ارتسمت السعادة على وجه هدى وشددت من إمساكها بكفة يد غسان الذي اتلفت إليها 

_عجبتك الجنينة؟


_جدا جدا 


_من بكرة هتكون المراجيح فيها زي ما وعدتك 


_ربنا يخليك ليا يابابا


_تعالي أوريكي البيت من جوا 


دلفوا للداخل لترمش حياة عدة مرات فالمكان مزهل من الداخل البيت مصمم على الطراز الغربي ...مريح للنفس ويبعث في النفس الهدوء...كل قطعة فيه مختارة بعناية فائقة ....سرت في نفسها إرتجافة لا تدري مصدرها كل ما تعرفه أنها لا يجب أن تبقى في المكان 

فأمسكت بيد أختها التي كانت تتجول بحرية وفرحة كبيرة

_لا هدى احنا لازم نمشي من هنا ... محدش عارف الراجل ده عايز مننا إيه.


_لا لا انا هفضل هنا مع بابا .


ضغط على أسنانه وهتف بتهكم واضعا إحدى يديه في جيب بنطاله


_هعوز منك إيه بس يا عبيطة انتي بمنظرك دا ....اتلهي بقا واسكتي متبوظيش فرحة أختك .


رمقته بنظرات غاضبة ووقفت محلها لا تدري ماذا تفعل وما الصواب في أمرها هذا حتى سمعت صوته يقول بينما يشير الى أعلى الدرج الموجود في الزاوية اليمنى ومن أسفله مطبخ مفتوح مصمم على الطراز الأمريكي.


_الدور اللي فوق هيكون خاص بيكم ... أما أنا فهكون تحت هنا.


حملقت به حياة هاتفة باستنكار

_إيه!!! انت هتفضل معانا في مكان واحد!!. لا طبعا مش هينفع .


مسح وجهه بيده كمحاولة لضبط أعصابه

_وعايزاني أقعد فين بقا ان شاء الله ..... ده بيتي على فكرة 


_معرفش في اي مكان غير هنا في الجنينة مثلا...طالما عايزنا نفضل هنا

قالتها ببرود شديد


كاد ينفجر من تفكيرها وبرودها في الحديث

_كمان في الجنينة اه قولتيلي بقا 


_اه أنا لمحت أوضة من الخشب وإحنا داخلين تقدر تقعد فيها.


ابتسم لها ابتسامة سمجة يظهر فيها استياءه مما تقول

_لا لماحة فعلا...بيت أبوكي هوا قاعدة تتأمري وتحددي هقعد فين واروح فين.


مطت شفتيها باستنكار للضيق الذي ظهر على محياه

_الله أومال أقعد مع راجل غريب في بيت واحد إزاي يعني.


_والله إنتي اللي ناديتي علينا وطلبتي تيجي لوحدك محدش ضربك على إيدك

نفضت يدها وهتفت بغضب 

_أنا مش هسيب أختي هنا لوحدها أبدا 


رمقها بنفاذ صبر وهتف بجدية وحزم 

_طيب تطلعي على أوضتك فوق من سكات ومش عايز وجع دماغ .

دب الخوف في قلبها ثانية وهتفت بتردد 

_ مش يمكن تدخل عليا وأنا نايمة؟


زم شفتيه وهتف بصوت رخيم

_ابقي اقفلي الباب عليكي من جوة كويس 


_يبقى حاطط كاميرات مراقبة تصورني في الأوضة 

_اطلعي فتشي بنفسك على الكاميرات دي .


_عايز تفهمني إنك فعلا عايز تتبني هدى وتكون لها أب كدا لله في الله.


أخرج يده من جيب بنطاله وطالعها بزهول بعدما اخفى توتره ببراعة

_قصدك ايه!


وقفت أمامه بثبات وهتفت بصوت عال وحاد


_ايه المقابل يا غسان بيه


رفع أحد حاجبيه

_مقابل


_متعودتش حد يعملنا حاجة من غير مقابل .. متضحكش على نفسك وتقول إنك بتعمل كدا لله وللوطن .


كانت على حق هو يفعل هذا لسبب يعرفه جيدا لكنه حاول إخفاء ذلك وسط قناع الحزم الذي يستخدمه معها


_مش علشان مش متعودة حد يعملك حاجة بدون مقابل يبقى الكل كدا.


همت للتحدث فأشار بيده بحزم الى أعلي 

_اطلعي على أوضتك فوق حالا

أسماء عبد الهادي

تكملة بارت ٣


صعدت إلى أعلى مع أختها لتتفاجىء بأن الطابق العلوي مختلف تماما عن الطابق السلفي من حيث التصميم والديكور والاثاث وكل شىء وكأنهن في مكان آخر، تلألأت أعينها برؤية المكان وكأنه جنة على الأرض لمعت أعينها بتيه تخشى أن تعتاد على الوضع هنا فتسخط على عيشتها البسيطة هناك..الفرق واضح كالفرق بين السماء والارض وشتنان بين هذا وذاك 


فاقت من شرودها على صوت أختها تدعوها لترى الغرفة من الداخل ...غاية في الجمال والرقي...بجوارها غرفة مغلقة لم تستطع هدى فتحها فخمنت حياة أن الغرفة تخص غسان ولكنه سيمكث بالأسفل بعد مجيئهما .


أخذت حياة تبحث في كل إنش بالغرفة عن أي شىء مثير للريبة لكنها لم تجد فتنهدت براحة وجلست على طرف الفراش لتنتبه على أختها التي تقفز عليه بسعادة متناهية.


كانت حياة مشفقة على حالة أختها فهي متأكدة أنها سعادة موقتة ستنتهي بعد فترة لا تدري هل ستطول أم لا..أغمضت أعينها باستسلام تام تاركة أختها لتعيش سعيدة لبعض الوقت .. تسرق من الزمن لحظات جميلة قد لا تعود.


❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

في المساء وبعد أن تأكد غسان من أن الفتيات قد نالت قسطا من الراحة خطى بضع درجات لأعلى ومن ثم وقف في منتصف الدرج ينادي هدى

_هدى ....ياهدى ممكن تنزلي عايزك.


بعد عدة دقائق هبطت هدى الى جوار أختها لتهتف هدى بحب

_نعم يا بابا.


داعب غسان خصلات شعرها وقال مبتسما

_عجبتك أوضتك


_جدا جدا يا بابا.


_طب تعالي نخرج نجيب كل اللي نفسك فيه فساتين ولعب وكل حاجة.


نظرت هدى لحياة وهتفت بابتسامة لم تبرح شفتيها مذ أن خطت بقدمها البيت


_بجد يابابا؟..أنا مبسوطة أوي.


_يلا بسرعة اسبقيني ع العربية


ركضت سريعا ليلتف هو لحياة قائلا بجدية

_تيجي معانا ولا هتنتظرينا هنا؟


فكرت حياة قليلا وهي بحيرة من أمرها لكنها تحرجت من الركوب معه مرة أخرى لذا قالت 

_لأ هنتظركم هنا..ممكن تأخد بالك منها؟


أشار لها بأعينه بأنه سيفعل وتركها وغادر هو.


بعد عدة ساعات قضتهم حياة في توتر وقلق على أختها عادوا أخيرا لتركض حياة نحو أخيها لتطمئن عليها

_هدى إني كويسة؟؟


فتحت هدى الحقائب كلها أمام أختها وقالت وصوتها لم يخلو من الفرحة 

_شوفتي يا حياة بابا جابلي إيه...كل حاجة كان نفسي فيها جابهالي ...كدا هكون زي البنات في المدرسة وأحسن كمان ..شوفي الفستان ده ... طب شوفي الجذمة دي...طب..


نظرت حياة لكل هذه الحاجيات التي اشتراها غسان لحياة وابتلعت غصة بداخلها أنها لم تستطع أن تلبي لأختها كل ما تريده فما باليد حيلة كانت سعيدة لرؤية أختها سعيدة لكن ماكان يعكر صفوها ولا يجعلها تشعر بالراحة هي أنها لا تعرف ما هي نيته الحقيقة، لماذا يفعل كل هذا ..لما يكلف نفسه عناء مسئولية طفلة صغيرة .


هزت هدى كتف أختها لتعود حياة على أرض الواقع واختها هدى تمسك بلعبة كبيرة على هيئة دب الباندا كبير في نفس طول هدى .

_دب الباندا اللي بتحبيه يا حياة ..بابا جابلي الكبير منه ...شكله حلو أوي .


نظرت حياة لكل الأشياء التي جلبها غسان ..جميع متطلبات هدى من ملابس واخذية واكسسوارات وحلي و كل ما تحتاجه للمدرسة من أقلام والوان وكراسات ولم ينسى ادق التفاصيل

فهتفت تعاتب أختها 

_ليه كدا يا هدى ليه كل ده ..الراجل كتر خيره حب يعمل معاكي واجب تغرميه بالشكل ده 


حركت هدى رأسها بالنفي تصحح لأختها فهمها

_لا لا ...ده بابا هو اللي جاب كل حاجة بنفسه أنا مطلبتش حاجة .. كنت حاسة أنه عايز يجيب المحل كله .


رفعت حياة حاجبيها بعدم تصديق 

_معقولة!!...طب إيه هدفه من كل ده ..طب هو راح فين

_بابا وصلني لحد البيت وقالي ادخلي إنتي لأختك والأكل عندكم في الثلاجة اتعشوا لإنه هيتأخر في الشغل


___

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

أسماء عبد الهادي

في اليوم التالي


هبطت حياة الدرج لتجد غسان يجلس على السفرة وأمامه فنجان من القهوة يشربه

فترددت أتلقي التحية ام تتجاهله وترحل..وجدت أنه ليس من اللائق تجاهل الرجل الذي يأويها هي وأختها لذا ألقت التحية بصوت خافت لكنه سمعه ورفع رأسه ينظر نحوها

_صباح النور.

لاحظ أنها تستعد للمغادرة بوجود حقيبة يدها السوداء على كتفها

_انتي خارجة رايحة فين؟


_رايحة الشغل 


_شغل إيه انتي مش محتاجة شغل بعد النهاردة 

_لا طبعا أنا مش هنتظر حد يصرف عليا أنا هشتغل وهصرف على نفسي وحضرتك كفاية عليك هدى اختي كتر الف خيرك.


_وهصرف عليكي كمان مفيش مشكلة 


_بصفتك إيه هتصرف عليا ..أنا اقدر أصرف على نفسي .


_بصفتي أي حاجة باباكي مثلا 


_بس انت مش بابايا وبابا إيه اللي أكبر مني بخمس سنين .

_ياستي هوا إنتي تطولي .. ده الف بنت تتمنى تكون مكانك هنا .

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

زمت شفتيها حانقة من كلامه 

_انا فعلا مطولش...عن إذنك يا ..يا بابا 

قالتها وهي تكز على اسنانها بسخرية 


ثم نادت على أختها التي هبطت الدرج للتو

_يلا ياهدى علشان اوصلك قبل ما اروح المحل.


هتف بهدوء بعد أن ارتشف جرعة من قهوته

_أنا هوصل هدى لمدرستها..وانتي لو تحبي اوصلك لشغلك .

_لا شكرا أنا هروح لوحدي 


قام من مكانه واحتضن الصغيرة بحب وقبل ناصيتها بابتسامة حانية

أسماء عبد الهادي

بارت ٣

عادت من العمل لتجد أختها تجلس على الأرجوحة التي أحضرها غسان خصيصا لها كما وعدها بالأمس 

وما إن رآتها هدى حتى ركضت نحوها تهتف عاليا بحماس تود أن تقص عليها ما حدث معها بالمدرسة 

_حياة حياة شوفتي حصل إيه ف المدرسة 


خشيت حياة أن يكون زميلاتها قمن بإزعاجها ثانية 

_خير يا هدى ...البنات ضايقوكي تاني؟


_كانوا بيحاولوا بس بعد ما بابا جالي النهاردة مش هيقدروا تاني...هحكيلك


###

كانت هدى تجلس مفردها كعادتها تأكل طعامها في ركن بعيد عن الأخريات 


لتأتي إليها ٣ فتيات متنمرات يحاولن إزعاجها كما يفعلن معها في كل مرة ...بدأن في التقرب منها شيئا فشيئا ومن ثم جلست إحداهن جوارها ثم قامت بدفشها بقوة من ذراعها ... تحاملت هدى على نفسها وتجاهلتهن تاما وهمت لتغير مكانها بعيدا عنهن اتقاء شرهن كما أوصتها أختها إلا ان الفتيات نادين عليها ساخرين 

ليجدنها تلقي بنفسها بسعادة بين ذراعي رجل ...استقبلها بحنان بالغ وابتسامة عريضة 

همس غسان في أذنها

_هما دول اللي بيضايقوكي 

حركت رأسها بإيجاب ....ليمسك هو بيدها ويتوجه نحو الفتيات مقتربا منهن ... شعرت الفتيات ببعض الريبة ورجعن خطوة للوراء ...انحنى غسان بجسده للأمام نحوهن وهتف 

_إنتوا صاحبات هدى مش كدا ... أنا عامل حفلة صغيرة لهدى بنتي بمناسبة رجوعي من السفر... لو حابين تحضروا أهلا وسهلا.


زهلت الفتيات وظهرت الصدمة جلية على وجوههن ولم ينطقن ببنت شفه كيف لتلك الفتاة التي ظنوها يتيمة الأبوين أن يكون لها أبا 


قال غسان كلامه ومن ثم حمل هدى وغادر بها من أمامهن... لتخرج لهن هدى لسانها لتغيظهن .. متأكدة أنهن لن يستطعن فعل شيئا مزعجا لها بعد اليوم .


###

عودة 

سُرت حياة بصنيعه وقررت أن تقوم بشكره لمحاولته إصلاح حياة أختها وتبديل حزنها فرحا وسرورا 


انتظرته الى أن عاد من عمله وأبدل ملابس العمل متوجها الى المطبخ بعدما ألقى التحية على هدى وتفقد أحوالها ...فهو معتاد أن يعد طعامه بنفسه فالخادمة تأتي له يومان بالأسبوع تنظف المكان وترحل قبل أن يعود من عمله 


وقفت خلفه تقوم بخفوت

_اتفضل اقعد انت على السفرة وأنا هحضر لحضرتك الأكل 

هتف وهو يباشر ما يفعله دون أن ينظر إليها

_شكرا يا ياحياة أنا متعود أعمل كل حاجة بنفسي.

_هو حضرتك كنت عايش لوحدك؟

_كان معايا صديقي اللي جالك البيت بس علشان انتوا معايا هنا مش هيعرف يجي الا زيارات محددة


انهى ما بيده وتوجه ناحية السفرة ليضع طعامه ويشرع في تناوله 


توجهت نحوه ثانية ووقفت على مقربة منه لتقول بارتباك بينما تشبك أصابع يدها ببعضها 

_كنت حابة أشكرك على اللي بتعمله مع أختي.


رفع رأسه نحوها متحدثا بهدوء

_تشكريني على ايه دي بنتي .


_حضرتك لو تقولي السر إيه ؟... ليه بتعمل معاها كدا وبتعاملها وكأنها فعلا تقربلك وإنك أبوها فعلا


تجاهل ما قالته وهتف ببرود

_حياة انتي اتغديتي!!


اسغربت سؤاله وهتفت تلقائيا بحرج 

_اه الحمد لله اتغديت أنا وهدى


أردف بصو رخيم دون أن يرفع بصره إليها

_طيب ممكن تتفضلي على أوضتك علشان أكل أنا كمان... مبحبش آكل وحد واقف يتفرج عليا .


اغتاظت حياة من اسلوبه وتعمده عدم الإجابة على سؤالها ...ورحلت من أمامه على الفور متوجهة لأعلى بعد ان قررت عدم التحدث معه مطلقا وأخذ الحيطة والحذر منه أكثر.


بارت ٤

تزوجت والد أختي

أسماء عبد الهادي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤


مرت الأيام واهتمام غسان بهدى يزيد يوما بعد يوم ويزيد تعلق هدى به أكثر من زي قبل حتى باتت لا تستغني عنه في حياتها، ان تأخر يوما في عمله تظل عابسة حتى يعود فتعود البسمة اليها من جديد .

💜💜💜💜💜

في غرفة هدى

يجلس غسان معها  يشاركها الرسم بالألوان الزيتية الجديدة التي اشتراها لها مؤخرا ووعدها بأن يتسابقا على رسم لوحة جميلة وسيكون الحكم بينما حياة على شرط أن تكون عادلة في الحكم 

واثناء انغماسهما في الرسم رن جرس البيت فتحدث غسان ،تحدث دون يرفع رأسه اليها كعادته فهو منشغل باللوحة التي في يده 

_حياة افتحي الباب ده اكيد اكرم..مأكد عليا إنه جاي النهاردة.. خليه ينتظرني تحت هخلص وهنزله 


فعلت حياة ماطلبه منها غسان وفتحت الباب لتجده رجلا غريبا تراه لأول مرة فضيقت أعينها باستغراب 

_ايوة مين حضرتك وعايز ايه؟


صاح بها بقسوة كقسوة ملامح وجهه الذي يشبه وجه الثعالب الماكرة التي لا يؤمن شرها 

_انتي اللي مين يابتاعة انتي ازاي واحدة زيك تكلمني بالأسلوب ده.


انتفضت حياة على إثر صراخه وفتحت فمها لتتحدث ..لتجد غسان يقف جوارها متغير لون وجه ....فلقد سمع صراخ هذا الرجل من أعلى فعرفه على الفور ....فهب من مكانه مسرعا ليهبط للأسفل  وطلب من هدى ألا تتحرك من مكانها حالما يطلب منها ذلك

هتف بارتباك وضيق أخفاه جيدا

_خالي ...اهلا بحضرتك اتفضل 


دلف خالد مكشرا عن انيابه ليهتف مشيرا الى حياة التي أشار لها غسان بأن تصعد لأعلى

_مين دي ياغسان .

تردد غسان قبل أن يجيب لكنه قال 

_دي ...دي الشغالة الجديدة يا خالي ..اتفضل حضرتك تشرب ايه؟


رمقته حياة بغضب شديد وهتفت متوعدة له فلقد استمعت لرده أثناء صعودها 

_شغالة ... بقى إنت جايبنا هنا علشان تذلنا يا أستاذ غسان طب والله ما إحنا قاعدين معاك لحظة واحدة .


______

أسماء عبد الهادي

تزوجت والد أختي

❤❤❤❤❤

جلس على المقعد الدائري المبطن الطويل ليكون في مقابلته وهو يعد القهوة 

فهتف متهكما غير مقتنع بأن تلك الفتاة تكون الخادمة لأنه يعلم تمام العلم أن غسان لا يحب أحدا أن يتواجد معه في بيته حتى ولو كانت الخادمة التي تنظف له المنزل.

_ شايفك بتعمل القهوة بنفسك ما الشغالة موجودة


فهم غسان قصد خاله لكنه هتف بثبات

_حضرتك عارف اني بحب أعمل قهوتي بنفسي .


صوب خالد نظراته المشككة نحو ابن أخته 

_وعارف كمان إنك مش بتسمح للشغالات أنها تيجي في الوقت اللي انت متواجد فيه في البيت فما بالك الشغالة معاك هنا بالليل .


ضاق غسان ذرعا من تلميحات خاله المشككة في عفته ونزاهته لذا وضع الفنجان أمامه بحدة وهو يهتم بجمود

_ممكن حضرتك تدخل في الموضوع علطول وتقول جاي ليه .


ضحك خالد بسخرية وهتف بسماجة غير محتملة مطلقا 

_هه. .. ماشي هعديهالك بمزاجي ... أنا جاي علشان أقولك إن مش فاضل غير اسبوع واحد بس .. هتلحق تتجوز وتخلف فيهم 

تابع كلامه شامتا

_تؤتؤ ..خسارة ... بس متقلقش انا هأخد بالي كويس من الشركة ...سلام .


تغير لون أعين غسان للون الدم وضم قبضته بشدة حتى أصبحت بيضاء فرت الدماء منها من شدة ضغطه عليها ومن ثم وضع يده الأخرى تتخلل شعره ليضغط عليه بقوة ، تدور بها الدنيا حتى شعر أنها قيدت أضلعه وجعلته مشلول الحركة، قليل الحيلة


ليتفاجىء بحياة تهبط الدرج بعصبية و تجبر أختها على الهبوط معها بينما تبكي الأخيرة ترفض ما تريده منها وما ان رأت غسان حتى هتفت تستغيث به

_بابا خلي حياة تسيبني ... أنا مش عايزة ارجع أوضتنا القديمة هناك تاني.


استغرب عما تريد حياة فعله فهتف بحدة فهو بحالة يرثى لها ومزاجه متعكر

_حياة ايه اللي هدى بتقوله ده ؟


أجابت حياة بعصبية وهي تتحرك من أمامه تدفع أختها أمامها حتى تتابع تقدمها

_من النهاردة هنرجع بيتنا يا غسان بيه ... مش إحنا اللي هتذلنا بمعروف عملته معانا ....اللي عملته مع هدى كتر ألف خيرك عليه ... لكن كفاية لحد كدا ...كل حاجة لازم ترجع لأصلها ...أنا ماشية أنا وأختي.


التفتت هدى برأسها تناديه باكية

_بابا ..بابا غسان.


ليهتف غسان بصرامة

_استنى عندك يا حياة 


لكنها لم تستمع له واستمرت في إجبار هدى على السير معها متجه نحو باب البيت 

ليسبقها يد غسان والذي وقف أمام لباب ليمنعها من المغادرة هاتفا بغضب وانفعال شديد

_ مين سمحلك انك تمشي ها .


أجابته بانفعال مماثل 

_ أنا حرة أمشي وقت ما احب انت مش هتستعبدنا عندك... ومتفكرش ان بفلوسك هتتحكم فينا زي ما انت عايز.


كانت كلماته كفيلة بإشغال نار الغضب فانفجر بها هادرا بغضب افزعها وأفزع هدى هي أيضا 

_لما أقول محدش ماشي من هنا يبقي محدش هيمشي.. و أه أنا هتحكم فيكم بفلوسي إذا كان عاجبك يا حياة 


أشار بأعينه لهدى بأن تصعد لغرفتها ففعلت على الفور مستغلة رجفة أختها من حدته 


ليردف هو مكملا نوبة غضبه، فهي جاءته في الوقت الخاطىء فخاله قد عكر مزاجه وخرب عليه تصالحه مع نفسه 

_و عايزة كمان تعرفي أنا جبتكم ليه هنا ... هقولك ...جبتكم علشان أنا المفروض استلم ورث جدتي وشرطها الوحيد علشان اقدر أحصل على الورث ده هو إني يكون عندي ابن أو ابنة ... وأنا مش متجوز ومش بفكر أعملها من أصله فهجيب منين عيال علشان أحقق الشرط ده .... ولما شفت أختك وحكتلي ظروفها قررت استغل حاجتها لأب بإني اتبناها علشان أقدر أخذ ورث جدتي ...عرفتي دلوقتي جبتكم هنا ليه ...ومحدش فيكم ماشي الا لما اللي أحقق اللي أنا عايزه


لتهتف حياة بغضب وصدمة مما تسمعه

_انت انسان أناني ومعندكش قلب بتستغل حاجة البنت اليتيمة لأب وتخدعها بالشكل ده ... حرام عليك.... لكن لا أنا مش هسمحلك تتلاعب بمشاعرها تاني.... وهنمشي من هنا ومش هتعرفلنا طريق ابدا 


ما ان استمع لما قالته حتى كاد أن ينقض عليها الوحش الثائر 

_فكري بس تعمليها وانتي هتشوفي اللي عمرك ما شوفتيه في حياتك ...انتوا هنا بقيتوا في قبضتي وتحت تحكمي وأنا بس اللي أقول إمتا تخرجوا وإمتا تدخلوا ...ويكون في علمك إنك لو حاولتي تهربي مني هجيبك يعني هجيبك... فأحسنلك متلعبيش بالنار لأنك مش قدها يا ..يا حياة 


ضحكت حياة بقهر على ما يحدث لها ولأختها


_أخيرا ظهرت على حقيقتك ...أخيرا القناع المزيف اللي كنت لابسه وقع وانكشفت صورتك اللي هيه مش أكتر من خسيس ميهموش غير مصلحته وبس 


ضحك هو بسخرية 

_أومال هفكر في مصلحتك انتي مثلا .


تنهدت بغلب ولامت نفسها على تهاونها منذ بادىء الأمر ورضاها بأن تأتي بقدمها الى هنا هي وأختها وبرغم خوفها من مقابل ما يفعله ويقينها بأن هناك سببا لذلك الا إنها كانت فرحة برؤية السعادة تقفز من عيني أختها فتناست الأمر كليا وهاهو يكشف أوراقه وينكشف السر المستور 

لذا هتفت بقلة حيلة وبنبرة منكسرة مهزومة

_أنا موافقة أفضل هنا أنا وأختي لحد ما تستلم ورثك اللي بتقول عليه ... على شرط بعد ما تستلمه تسيبنا نرجع لحياتنا تاني بالله عليك 

_ موافق .

_ولحد ما ده يحصل حضرتك ملكش دعوة بيا مطلقا ولا كأني موجودة في بيتك ولا كأنك تعرفني من أصله.. أنا عارفة اني مليش لازمة هنا بس مضطرة أفضل هنا  علشان أختي وبس ، وهفضل أروح شغلي كل يوم زي الأول 

_إعملي اللي تعمليه المهم انك متبوظيش مخططي .


قالها وغادر متوجها لأعلى ليطفىء نار غضبه مع الكائن الوحيد الذي اجتباه الله القدرة على تنفيس غضبه وتسكين ثورته 


دلف اليها الغرفة وما ان رآها تبكي حتى لانت ملامحه واقترب منها ضامما اياها الى صدره 

_حبيبة بابا بتعيط ليه بس؟.

مدت يدها لتعانقه هي الأخرى

_بابا أنا مش عايزة أمشي من هنا اوعدني بكدا ...لإنك مش بتخلف وعدك معايا أبدا 


مسح على شعرها بحنان ومن ثم قبله 

_اوعدك يا حبيبتي إنك مش هتمشي من هنا أبدا 

رفعت بصرها لتنظر اليه

_طب واختي حياة اللي مصرة نرجع 

_لا سيبك منها ... أنا هعرف اتصرف معاها... امسحي دموعك بس وإوعي أشوفك بتعيطي طول ما أنا على وش الدنيا 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

💜💜💜💜💜💜

أسماء عبد الهادي


في اليوم التالي


____

في محل الملابس التي تعمل به حياة 

حاول العامل بالمحل التودد لحياة كما يفعل دائما ولكنه لا يجد منها أي استجابة، بحث جاهدا على اي فجوة يدخل اليها منها الى ان اهتدى لفكرة 

_ايه يا حياة طفشتي انتي واختك من البيت وانتي محلتكيش غيره يا ترى بتباتوا فين ها؟؟


زفرت بحنق فهذا الرجل يحاول إثارة غضبها 

_والله ملكش فيه .. اللي ميخصكش متدخلش فيه 


اقترب منها قاصدا أن يلامس جسدها لتبتعد هي على الفور قبل أن يطالها 

ليقول بأعين حية تنتظر الوقت المناسب لتنقض على فريستها 

_ميخصنيش ازاي.. واحدة وحدانية وغلبانة زيك وحلوة ومتقسمة ومليون راجل يتمناكي ..لازم نعرف عايشة فين وسايبة عشتها اللي محيليتهاش غيرها ...وراحت فين


_ساكنة مع ناس قرايبي ارتحت وعلى فكرة لو مبطلتش عمايلك دي أنا هكلم صاحبة المحل تشوفلها صرفة معاك.


_ليه بس يا جميل ده احنا نتمنى تحن علينا بدل ما انتي منشفاها معانا كدا ...ما تخلي البساط أحمدي أومال 


هدرت به بحدة ومتحدثة بلهجة تحذيرية غاضبة 


_لا انت قليل الأدب وزودتها أوي ...أنا مش هسكت 


رفع نبرة صوته وهو يراها تبتعد تجاه الهاتف 

_طب مين قرايبك دول اللي عمرنا ما سمعنا عنهم ...مش يمكن نحب نتعرفوا عليهم.


لم ينهي كلمته حتى دلف ذاك الذي لا يرتدي الا اللون الأسود أثناء وجوده خارج البيت ...وبالرغم من ذلك لا يزيده الأسود الا وسامة وجاذبية 

دلف بحضور طاغي وملامح وجه جادة من يراه يهابه من الوهلة الأولى ويتأكد أنه من الشخصيات الهامة


تناسي زميل حياة في العمل ما كان يفعله وتوجه إليه على الفور مرحبا به فمثل هذه الشخصيات لا تدلف محلهم الا نادرا

_اهلا وسهلا يافندم نورت المحل 

لم تلتف حياة لأنها عادة لا تهتم بالزبائن الذكور فهي مهمة زميلها وتابعت هي الاتصال بصاحبة المحل لكنها لا تجيب لذا حاولت مرة أخرى .

ليهتف غسان واضعا يديه في جيبي بنطاله مسلطا نظراته على حياة 

_ممم محل مش بطال.

ما ان استمعت لصوته حتى وضعت السماعة في مكانها ونظرت اليه بزعر فما الذي أتي به إلى هنا وما يريد منها يكفي تلميحات زميلها بسبب مافعله بها وبأختها ، أيأتي الأن ليتسبب لها بالمزيد من المشاكل التي هي في غنى عنها، طالعته برجاء بألا يظهر أنه يعرفها وألا يتسبب لها بأي مشكلة .


لكنه تجاهل نظراتها وتوجه اليها مباشرة متجاهلا زميلها ايضا الذي وقف يتآكل من الغيظ لتجاهل غسان له وتخطيه والتوجه لحياة


فرت الدماء من عروق حياة وحركت رأسها بخفوت مشيرة لغسان بعينه بألا يخرب عليها عملها الذي هو المصدر الوحيد لها لجني المال 


ما ان وقف أمامها بابتسامته السمجة حتى ابتلعت حياة ريقها ووزعت نظراتها بينه وبين نظرات زميلها التي تصدر ألف سؤال وسؤال 

ليتحدث غسان بعدما أنهى ما تبقى لدى حياة من ثبات 

_وريني التشكيلات النسائية اللي عندكم 

تحركت حياة من أمامه بسرعة البرق لتتخلص من حصاره المتعمد لها 


أما غسان فالتفت لزميلها الذي كان يزم شفتيه ويستند على الطاولة بعوجة

وتحدث اليه بجمود

عايز أقابل صاحب المحل ده حالا 


اعتدل في وقفته ونظر لغسان بتعجب واهتمام

_ليه يافندم في مشكلة مع حضرتك؟


_انت هتجادلني ... اتحرك بلغ صاحب المحل اني عايز اقابله بسرعة 


ارتبك وبدأ صوته بالتلعثم 

_ يا فندم صاحبة الكمل مش موجودة دلوقتي انا مع حضرتك لو فيه مشكلة


حدق به غسان بأعين غاضبة وصارمة أيضا

_مش موجودة يبقى تكلمها تجيني حالا ..

اقترب منه ثم همس ف اذنه 

_انت فهمت انا قلت ايه


أسماء عبد الهادي

تكملة بارت ٤

تحرك نحوها بشر يترجم بداخل عينيه فهو أبعد العامل ليتسنى له الحديث معها ومعاقبتها على ما فعلت 


أقترب منها هامسا لها بفحيح كالحية لتجفل هي مكانها بارتعاب فهي لم تنتبه لوقوفه جوارها

_هو ده بقى الشغل اللي متبتة فيه ومش عايزة تسبيه.


ارتدت للخلف تنظر لعينيه الذي يملؤها الغضب ..فحركت عينيها بعدم فهم ما الذي يقصده ولم يطالعها بغضب هكذا


رفع نبرة صوته الغاضبة

_إزاي تسمحي لنفسك إنك تشتغلي في مكان مقفول زي ده مع البني آدم ده لوحدكم.


خافت من نبرة صوته وهتفت تدافع عن نفسها

_صاحبة المحل بتكون موجودة معانا.


تابع انفعاله عليها

_ولما جيت دلوقتي مكانتش موجودة ليه؟؟..وكنتي قاعدة لوحدك معاه بأي حق!!.


_ده ده أكل عيشي وبعدين أنا عارفة حدودي كويس ..فملكش تتدخل فيها .


طرق بيده على الطاولة الزجاجية خلفها هادرا بها

_لما أجاوبك تردي عليا يا حيااة.


هتفت بغلب وقلة حيلة بينما ترقرقت الدمعات في عينيها


_أكلش العيش مر يا غسان بيه.. ولو كنت لقيت مصدر رزق غيره مكنتش فضلت هنا لحظة واحدة.


صرخ بها فاقدا السيطرة على زمام غضبه

_يتحرق أكل العيش اللي بتقولي عليه ده ..ولا إنك تسمحي لنفسك تفضلي مع واحد زي ده في مكان لواحدكم.


إغتاظت من انفعاله عليها بهذا الشكل رغم إنه محقا فيما يقوله لكنه مثله تمام هي تبقى معه أيضا في بيته وهو الذي لا يمت لها بصله فلما هو غاضب الآن .

لذا هتفت بصراخ مماثل


_ما انت كمان غريب عننا ومع ذلك قاعدين عندك في بيتك ...ايه الفرق بقا ..زعلان ليه عايز أفهم.


أصاب قلبه الكمد والهم عندما ساوته بذلك العامل.. فهو لم يتقرب منها يوما لغرض دنىء ..هو كان يلتزم حدوده في التعامل معها جيدا..في حين أن الآخر كان يحاول التحرش بها هو شاهده عندما هم لدلوف المحل ..لذا ثارت ثورته واشتغل فتيل غضبه .


_بتساويني بالمتحرش ده ماشي يا حياة...هتشوفي .


قالها وترك المحل بأكمله حانقا غاضبا منها .


في حين وقفت هي تزفر وتركل بقدمها من الغضب تلعن حظها العكر وتلعن الفقر الذي يكتف الروح قبل الأيدي فيجعل المرء يقدم على فعل اشياء لا يريدها ..يتغاضى عما يؤذيه لحتى لا ينقطع رزقه ..لحتى لا يموت جوعا ..لحتى ينقذ أرواحا مستضعفة نهش الجوع والفقر قلوبها 


بارت ٥

تزوجت والد اختى

أسماء عبد الهادي

ذات يوم في حديقة البيت في يوم إجازة هدى من مدرستها وغسان من عمله 

قضى غسان اليوم بأكمله مع هدى بين تلك اللعبة وذاك حتى أنهما نسيا موعد الطعام فهما منغمسان تماما في اللعب والضحك 


جلست حياة على الطاولة تطالعهم باستغراب شديد فالاثنان يبدوان منسجمان مع بعضهما وكأنه أب وابنته فعلا وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن ...الضحكة لم تفارق وجهيهما عندما يلتقيان 


جلس جوارها وهتفت بينما ينظر للثانئي اللذان يبدوان أنهما لن يملا أبدا 

_شكلهم حلو مش كدا 


نظرت حياة لصاحب الصوت لتجده صديق غسان المقرب فرحب به

_ازيك يا أستاذ أكرم ....فعلا شكلهم جميل وكأنهم أب وبنته حقيقي.


هتف أكرم بتنهيدة تنم عما بداخله من ألم 

_أخيرا شفت غسان بيبتسم لا وبيضحك كمان.... كنت مفكر ان البسمة مش هتزور وشه تاني.


_أنا لاحظت فعلا أنه علطول بيظهر الوش الجامد بس مش بيضحك الا لما يكون مع هدى 

_ده صحيح بيرجع لطبيعته اللي نساها من زمان ...انتوا احيتوا فيه حاجات كانت تايهة من سنين .


_ضيقت حياة عينيها وهتفت باستغراب 

_إحنا

_متستغربيش يا آنسة حياة غسان بيعتبركم دلوقتي عيلته ومسؤلين منه

.. وجودكم في حياة غسان ..غيّر فيه حاجات كتير..غسان لقى نفسه الضايعة منه بعد وفاة أهله...طول عمره عايش وحيد كسى الحزن والوحدة ملامحه لحد ما كان نسي البسمة دي خالص.


بس البسمة مترسمتش على وشه من جديد الا لما ظهرتوا في حياته ..الضحكة من يومها بقت من الودن للودن .


هتفت باستغراب ودهشه

_غريبة رغم إن كل ده مش حقيقي .. مجرد وسيلة لتحقيق هدفه وبعدها كل شىء هيرجع لأصله.


_ده كان في الأول .. صحيح غسان جابكم هنا خدمة لمصلحته لكنه اتعلق بيكم بجد...اللي شايفه في عيون صاحبي مش تمثيل أبدا...غسان فرحان بوجودكم معاه وخاصة هدى اللي بيعتبرها جزء منه ميقدرش يعيش من غيره 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

رفعت حياة حاجبيها بعدم اقتناع لما يقوله

ليهتف أكرم لتأكيد ما يقوله

_طب تحبي ءأكدلك كلامي...غسان خلص من زمان الورق الخاص بتبنيه لهدى وواقف بس على امضتك لكنه معملش ده رغم إن مش فاضل على مهلة استلام ورثه غير ٣أيام بس .


تعجبت حياة أكثر مما تسمعه ..كيف لم يفعل ..هل سيجعل إرثه يضيع منه بعد أن جهز له كل شىء ...كل شىء في يده الآن لم لا يتقدم ...اليس لهذا الأمر آتى بهم إلى بيته ؟؟


نظرت إلى السعادة على وجه أختها وتورد خديها مذ أن جاءت إلى جوار غسان وفي كنفه ...جالت بذاكرتها تتذكر مواقفه معها فلم تجده تخطى حدوده معها ولو لمرة واحدة..رغم إنه قادر على ذلك فلا أحد بالمنزل يمنعه من ذلك، حتى عند غضبه عليها وصراخه بها كان في كل مرة على حق ...لذا قررت التحدث اليه ليكمل الاجراءات اللازمة ليستلم إرثه..فرغم إنها مستاءة من استغلاله لهم إلا أنها تلتمس له العذر فليس هناك حل غيره ....قررت التحدث معه بعدما تأكدت في نفسها أنه حتى لو استلم إرثه فلن يتخلى عن هدى ...فمن يراه الآن وهو يلعب معها كطفل في سنها ..تاركا لروحه العنان لتحلق معها بسعادة ..ضاربا بمكانته الاجتماعية عرض الحائط ...لا يظن أنه سيتخلى عنها أبدا.


ارتمى غسان على الأرض العشبية جوار هدى يلهث من التعب فلقد نفذت طاقتهما كلها في اللعب طوال اليوم ودون طعام ..وجد غسان صغيرته تغلق أعينها محتفظة بتلك الابتسامة التي تبعث السرور في نفسه 


فمد يده نحوها يوقظها

_دودا استنى متناميش اتغدي الأول بعدين نامي.


حركت رأسها بالنفي تقاوم النعاس الذي تغلب على جفونها 

_لأ يابابا أنا شبعت لعب..وشبعت حنان ..وده اللي كنت محرومه منه وبتمناه ..و مش مهم أي حاجة تانية.


أدمعت أعين غسان بتأثر فهو أخطىء في حق تلك الصغيرة عندما قرر استغلالها في بادىء الأمر وأقسم في نفسه بألا يتركها مهما حدث.


ليجد حياة تقترب منه وتجلس جوار أختها وتمسد على شعرها بحنان ثم هتفت وهي تثبت نظرها على نقطة معينة على الأرض العشبية

_نامت من تعب اللعب طول اليوم ...بعد ما كانت بتنام من تعب البكا طول اليوم بسبب أذية البنات ليها وتنمرهم عليها.. هدى من يوم ما ظهرت انت في حياتها والحزن معرفش طريق لقلبها ..شكرا جدا يا غسان بيه...أنا ممتنة جدا للي عملته معاها.


لم يرد غسان عليها واكتفى بتهيدة يخرج بها أهات تعذب قلبه ...أمسك بفرع خشبي صغير وأخذ يرسم شخبطات غير مفهومة على الأرض مجرد أنه يحرك يده عابثا ليلهو قليلا بعيدا عن التفكير فيما يشغل قلبه.


هتفت حياة بعدما أخذت قرارها

_غسان بيه ..خليني أمضي إقرار موافقتي بتبنيك لأختي وبرعايتها.


رمش غسان بجفونة عدة مرات ونظر الى صديقه الذي أشار له بعينيه بنعم هو من قال لها ....ثم نظر إلى حياة التي ترمقه بنظرات ثابته 

_مبقاش غير ٣ أيام مستنى إيه؟


أخذ غسان نفسا عميقا ثم هتف بحيرة وكأنه في دوامة تفكير لا متناهية

_مش عارف 


_خايف إني موافقش أمضي.


_مش دي المشكلة ..كنت أقدر اجبرك تمضي عادي.

_طب إيه متردد ليه ..مش ده ورثك زي ما بتقول رغم أن شروطه غريبة .


أغمض أعينه ثم فتحهما وهو ينظر لملاكه النائم قريرة العين

_خايف .


ضيقت أعينها تنظر له بتعجب


ليردف هو 

_خفت ..بعد ما أخد ورثي اطمع والفلوس تعمى عيني واتخلى عن هدى... خفت اخلف بوعدي معاها .


_وأنا متأكدة أن ده عمره ما هيحصل... اللي بينك وبين هدى مش تمثيل انت اتعلقت بيها زي ماهيه اتعلقت بيك بالظبط وكإن كل واحد لقى أخيرا اللي ضايع منه .


_مخبيش عليكي أنا فعلا أتعلقت بأختك حاسس إني والدها فعلا..وأنها مسؤولة مني وأمرها يهمني.


_يبقى تكمل إجراءات التبني وتروح بكرة تقدم ورقك وتستلم ميراثك.


_يعني إنتي مش زعلانة علشان استغليتكم ؟


_ده كان في الأول بس دلوقتي اتأكدت من صدق نيتك....بس ممكن أسألك سؤال ؟


_اتفضلي


_ليه جدتك عملت الشرط الغريب ده والسؤال الاهم ... لما انت عارف كدا من الأول ليه متجوزتش وخلفت قبل ما تزنق نفسك الزنقة دي.


تنهد غسان وهتف بهدوء


_طلبت جدتني من المحامي  إننا منفتحش الوصية اللي كتبتها غير لما أتم ٢٨ سنة .


_اها فهمت ولما فتحتها ملقتش فيها غير مهلة شهر تقدم اوراقك وما يثبت أن معاك ابن او ابنة علشان تستلم الميراث.. مش كدا.


_فعلا ..لما تميت ال٢٨ فتحنا الوصية وده كان شرط جدتني اللي مكتوب ف الوصية وبدونه مش هقدر أحصل على أي حاجة خالص..


حكت إصبع سبابتها أسفل فمها بتفكير

_هيه جدتك مكانتش بتحبك...او كانت العلاقة بينكم متوترة؟؟


_بالعكس.. جدتي كانت بتحبني جدا .وأنا كمان كنت بعتبرها كل دنيتي اللي عوضتني عن موت أهلي وأنا لسه يادوب بفتح عيني للدنيا ...اللي بعد موتها اتكسرت والبسمة مقدرتش تعرف طريق لقلبي من يومها..لكن بوجود هدى معايا هدى حسيت بالحنين تاني لدفء الأسرة وجو العيلة  ..زي ماهدى كانت محتاجاني أنا كمان كنت محتاج ليها علشان أحس إني عايش فعلا وعايش ليه ولمين.


استشعرت حياة صدق حديثه لكن أيضا لم يزل تعجبها من شرط جدته التعجيزي

_بس أنا لسه مش قادرة أفهم ليه الشرط ده ايه الحكمة من كدا لما تعجزك بالشكل ده وممكن متقدرش تستلم ميراثك ..اذا كانت بتحبك فعلا.


_جدتي كانت دايما تطلب مني إني افتح قلبي واتجوز واستقر وأكون أسرة لإنها عارفة إنها مش هتفضل معايا طول العمر ... كانت عايزة تطمن عليا إني مش هعيش وحيد بعدها .


علشان لكدا وصت المحامي مفتحش الوصية الا لما اكمل ال٢٨ يعني لما أكون اتجوزت وخلفت ...بس حقيقي مقدرتش موتها خلاني افقد طعم الحياة ففضلت زي ما أنا عايش بلا هدف، عايش للشغل وبس.


_ولما فتحت الوصية كانت عطياك فرصة شهر علشان تقدم ما يثبت إنك معاك أطفال... كان في اعتقادها إنك خلاص فعلا استقريت وكونت أسرة 

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

_ده صحيح ..وللأسف أنا خيبت رجاءها وخالي هيقدر يأخد كل حاجة لنفسه...تعرفي أنا مش فارق معايا الميراث في حاجة  ...لكني  متأكد أن خالي لو مسك الشركة هيخربها علشان كدا مش هسمح أبدا لحلم جدتي وتفاتيها في الوصول للشركة للي هيه فيه دلوقتي يقع في إيد واحد مستهتر ..ممكن يخليها كومة تراب في خلال شهر واحد بطمعه وجشعه..ويمكن للسبب ده جدتي كتبلتي أنا كل حاجة الشركة والمصانع وعطته هو نصيبه  نقدا قبل ما تموت..لانها عارفة إنه مش هيحافظ على الأمانة .


حركت رأسها بفهم ما يعنيه وأدركت الآن  سبب عدم راحتها عند رؤية خاله 


فأعين المرء تفضح ما في قلبه ..تكشف مستور نفسه فلا يقدر على إخفاءها مهما حاول ..فتنفر الروح من الروح اذا شعرت بعدم الراحة


همت لتحمل أختها لتصعد بها إلى غرفتها ..لكن غسان طلب منها ألا تفعل

_سيبيها أنا هطلعها اوضتها بنفسي.


حركت رأسها وهمت لتغادر الى الداخل فلا داعي لمكوثها معه أكثر 

لكنه أستوقفها قائلا باعتذار

_حياة ...أنا آسف على قلة زوقي معاكي.. حقيقي آسف 

أشارت له بعينيها بأنها ليست غاضبة فالأمر لا يهم 

ليردف هو 

_انتي لما نزلتي بهدى ومصممة تمشي جيتي في وقت كنت أنا متعصب فيه من كلام خالي اللي كان بيقولهالي صراحةً إنه هيستولي على الشركة لنفسه ..علشان كدا انفعلت عليكي واللي زود إنفعالي أكتر لما قولتي إنك هتمشي ومش هعرفلكم طريق... متعرفيش كان كلامك ده كإنه سكاكين بتقطع في قلبي ... هتمشوا وتسيبوني كدا بعد ما اتعودت على وجودكم في حياتي... هترجعوني تاني وحيد بعد ما صدقت آلاقي دفء العيلة ..حياة يمكن ربنا كتبلنا اللقا في الوقت ده بالذات لإنه عارف إننا محتاجين لبعض أنا محتاج لكم زي ما انتم محتاجين ليا بالظبط ..إنتوا محتاجين لراجل واب تتحاموا فيه وتعتمدوا عليه وانا محتاج عيلة وناس أحبها وأعيش عمري كله ليها...علشان كدا قررت إني بعد استلام الميراث إنتوا هتفضلوا معايا هنا..ايه رايك


اكتسى قلبها الفرح الشديد فهي تشعر بالراحة والأمان معه بالمنزل ..كانت تحمل هم عودتهم مرة أخرى حيث الغرفة المتهالكة وصاحبة المنزل سليطة اللسان ..والجيران الذين لا يتركونها وشأنها ...تفكر في أختها التي ستشعر بالصدمة لابتعادها عن النعيم التي تحياه الآن

لذا حاولت اخفاء فرحتها وهمت من أمامه تقول بارتباك لاخفاء ما تكشفه عينيها

_هروح أظبط سرير هدى لحد ما تيجي.


وقف هو الآخر منتصبا ثم هتف بشىء جعلها تلتف له على الفور

_أخبار زميلك في الشغل إيه...لسه مبسوطة بالشغل معاه.


استغربت حياة من سؤاله وخاصة أنها لم ترى زميلها يعود للعمل مرة أخرى منذ أن جاء غسان الى المحل ..لذا اتسعت أعينها وهتفت بزهول فهي متأكدة بأن غسان من فعلها

_إنت خليته يسيب الشغل؟؟

_طلبت من صاحبة المحل تستغنى عن خدماته ومكدبتش خبر وعملت اللي طلبته 


هتفت بضيق بينما ارخت كتفيها

_ليه كدا حرام عليك

رفع حاجبه بانزعاج 

_ايه صعبان عليكي أوي!!


ضمت شفتيها وهي تطالعه بضيق

_محبش حد يتقطع عيشه بسببي الله أعلم ظروفه إيه دلوقتي.


_ جته قطع رقبته  بس مش قطع عيشه   وعامة متخافيش اللي زي ده متخافيش عليه هيقدر يلاقي شغل بسهولة وكمان مش هيبطل حركاته القذرة لإن ديل الكلب عمره ما يتعدل.


قالها وهو يحمل هدى ليصعد بها الي غرفتها مارا من جوار حياة متجاهلا إياها متحفظا بنظرة جامدة أثناء سيره فكانت هذه إشارة فهمتها حياة أنه مستاء منها لأنه ظن أنها ستسعد بابتعاد ذلك المختل عنها لكنها لم تفعل.


وقبل أن يخط بقدمه عتبة المنزل سمع أكثر صوت لا يريد سماعه هذه الأيام بالتحديد

فالتفت بكامل جسده إليه 


ليسمعه يردد ما قاله ثانية 

_هي دي بقى خطتك يا ابن اختي ها!! .. جايب بنت من الشارع وعايز تتبناها وتتحايل على القانون علشان تأخد الورث اللي هو في الأصل حقي أنا مش إنت .


ابتلع غسان ريقه ونظر نظرة خاطفة لتلك التي  استندت للحائط واضعة يدها على فمها بصدمة فخطة غسان قد كشفت وقد لا يتمكن من استلام حقه فتضيع شركة جدته من يده


ومن ثم نظر لخاله نظرة خالية من أي تعابير ولم يعلق.


ليكمل خاله كلامه

_ وكمان مقضيها مع أختها ..أه ماهي زيطة بقا ..ضحكت على البنت الضعيفة اللي ملهاش حد و لا حول  ليها ولا قوة وزغللت عينها بالفلوس علشان تسلم نفسها ليك ...لا ولما سألتك مين دي قلت دي الشغالة قال إيه هتعرف تخدعني...فكرك إني مش هعرف بقذارتك وعلاقاتك المقرفة دي .


شهقت حياة وأجفلت أعينها فما يقوله خاله كلام تشيب له القلوب ...فأصاب بدنها بارتجافة لم تستطع أن توقفها فها هو يطعنها في شرفها وهي الفقيرة المعدمة فكيف لها أن تدفع تلك التهم عنها 


في حين وقف أكرم مكانه مصدوما هو الآخر فلم يتوقع أن يعلم خالد بأمر التبني، ولم يخطر بباله أن يقول مثل هذه الكلمات المسيئة في حق ابن أخته رغم إنه يعرفه تمام المعرفة


تابع خالد حديثه عندما وجد غسان صامتا لا يتحرك ولا حتى يرمش بعينيه الأمر الذي جعله يستمر في كلامه وبدأ في اسبتزازه


_صورتك انت وعشيقتك ...وحكايتك كلها هتكون من النهاردة على السوشيال ميديا ولا كل لسان ..وابقي سلملي على ميراث ماما الله يرحمها.... الله يرحمك يا فريدة كنتي بتفضليه عليا دايما..كنتي دايما طالعه بيه السما..تعالي شوفيه الوقتي وهو مأجبر البنت الغلبانة ومخليها تعيش معاه في الحرام.


لتصرخ به حياة وسط دموعها وهي تحرك رأسها ترفض سماع ما يقوله واستطراده في قذفها بالباطل

_كفاااااية بقا حرااام عليك...كفاية.


ليخرج غسان عن صمته أخيرا متحدثا بصوت ثابت هادىء تماما

_المطلوب مني إيه يا خالي!!


ضحك خالد بانتصار

_ولا حاجة الشركة والمصانع بس 


_اللي انت عايزه خده ..تحب اجيبلك الشقة اللي أنا عايش فيها كمان!!


احتدمت ملامح خالد وظن أن غسان يسخر منه 

_بتسخر مني يا غسان.


رد غسان بكل هدوء 

_لا أبدا يا خالي أنا بس إيدي نملت من شيل هدى ..فكنت عايزك تحدد موقفك علشان اعرف هطلع انيمها في اوضتها ولا لا.


رد خالد بخفوت

_لا خليلك البيت ..أنا هأخد شركتي والمصانع التابعة ليها.


_زي ما تحب ..المهم أبعد عن البنت الغلبانة دي  محيلتهاش غير سمعتها وشرفها ارجوك .


قال كلامه ثم نظر لحياة المنهارة من البكاء..ترتجف بنحيب 

_أنا آسف يا حياة ..أنا السبب في كل اللي بيحصلك دلوقتي ..كنتي قاعدة في بيتك وكافية خيرك شرك ..أنا أسف حقيقي أسف...لكني عند وعدي لهدى أختك أنا مش هتخلى عنها وهكون ليها الأب اللي هيه محتاجاه...بس للاسف مش هعرف أعيشها في المستوى اللي وعدتها بيه ..الشركة خلاص راحت من ايدي ..وهكون مجرد موظف بسيط فيها.


ليهتف خالد بكره ليخرج ما بقلبه من ضغينة تجاه ابن أخته

_ومين قالك اني هسمحلك تفضل في الشركة ..من بكرا تشوفلك شركة تانية تشتغل فيها.


_بس ياعمي..أنا طول عمري بشتغل في الشركة دي...فتحت عيني على الدنيا على الشغل فيها اتعودت عليها، مقدرش أسيبها ارجوك خليني فيها .


_ياااه أخيرا جه اليوم اللي شايفك فيه مذلول وضعيف ..طول عمرك فاردلي عضلاتك ونافشلي ريشك على إيه مش عارف... اسمع من بكرة انت وصاحبك مشفش وشكم ف شركتي.


طأطأ غسان رأسه بانكسار واستدار بجسده ليصعد بالصغيرة وهو يهتف بخفوت 

_اللي تشوفه يا خالي.


لم تصدق حياة أعينها وكأنها في كابوس.

أنتهى حلم غسان في لحظة هكذا ؟... هو لا يستحق هذا أبدا ..الإرث من حقه هو لا من حق خاله... خاله قد نزع ثيابه المتخفي بها ليظهر على هيئته الحقيقة ثعلب ماكر يحصل على ما في يد الآخرين بالحيلة والمكر...تجلت صورته كاملة أمامها هو يحقد على غسان ويغار منه ،فأمه كانت تفضل غسان عنه دائما، وها هي تكتب ارثها لابن ابنتها دون ابنها مما زاد من فجوة الكره والضغينة في قلب خالد


لم يتحمل أكرم ما حدث فغادر على الفور 

ليملأ خالد الحديقة ضحكا عاليا منتشيا فرحا فأخيرا حقق ما يطمح إليه وهو التغلب على غسان وكسره ..انهى نوبة ضحكه ثم سحب نفسه وغادر البيت لينام قرير العين فالغد يوم مهم سيقلب الموازين كلها.


بارت ٦والأخير 


غادر بيت غسان ونشوة الانتصار تطغى على وجهه فلم تغادره البسمة الماكرة..قرر أن يذهب الى الملهى الذي يعتاده دائما ليحتفل بذلك النصر فقضى فيه النهار و الليل كله مغيبا دون أن يشعر بالوقت .


أما غسان فقضى بقية اليوم إلى جوار هدى بعد أن طلب من حياة أن تبقى في غرفته المجاورة والتي لم يفتحها أبدا منذ مجيئهم لتضح لحياة أنها غرفة جدته لوجود الكثير من متعلقاتها بها 


حاولت حياة الحديث معه للتخفف عنه ولو قليلا الا إنه رفض تماما ورقد جوار هدى والتي استيقظت في المساء تطلب طعاما لشعورها بالجوع فهي لم تتناول شيئا منذ الصباح ...استيقظ غسان من نومه وفرك في أعينه بهدوء تام ومن ثم حملها ونزل بها إلى المطبخ ...ليعد لها طعامها لتأكله.


جلس جوارها على السفرة وشاهدها وهي تتناول بشراهة فهي جائعة للغاية وشرد في ذكرياته 

##

عندما سافرت جدته لرؤية شقيقها ومكثت هناك يومان كاملان وأوصت خالد على ابن أخته ...في حين أن غسان ظل يرجو جدته أن تأخذه معها لكنها أخبرته أنها لا تود ترك خالد وحده...ابتسمت له ابتسامة حانية 

_مش هتأخر عليك يا غسان ياحبيبي ..خليك مع خالد واسمع كلامه علشان ميتعصبش عليك زي كل مرة 

لكن لسوء الحظ ساء الجو بالخارج فلم تتمكن الجدة من العودة في نفس اليوم كما وعدت حفيدها واضطرت للمبيت لليوم التالي لحتى يتحسن الطقس .


لتعود بعد غياب يومين كاملين ...لتجد ابن ابنتها متكور على الأرض في غرفته بملابسه الداخلي فقط، يرتجف من البرد فالشتاء قارس هذا العام ...بدنه قد اصبح قاتما من شدة السقيع الذي يشعر به ..شفتاه زرقاوتان وأغينه غائرة وأثار الإعياء بادية على وجهه يستعد لأن يدخل في نوبة إغماء .


صرخت الجدة مزعورة مما ترى واحتضنت حفيدها لتحتويه بين أضلعها تحاول تدفئته...خلعت عنها معطفعا وحاوطته بها ومن ثم أعادته مرة أخرى إلى صدرها لتنقل له حرارة جسدها..علّ جسدها يمتص بردوة بدنه  وهي تبكي بحسرة على ولدها الصغير 

_ابني حبيبي... انت ليه عامل في نفسك كدا.


نظرت إلى فراشه فلم تجده سوى قطعة خشب مربعة الشكل ذات قوائم اربعة... فقبل أن بمن تشك به فمن غيره سيفعلها بحفيدها 


وجدت غسان يأن من الجوع والألم يلهث من العطش

_عطشان هموت ..عطشان.


لتحمله بكل قوتها لخارج الغرفة متوجهة نحو صنبور المياه لتملأ كوبا من الماء وتقربه على فم الصغير الذي بدأ يغيب عن الوعي شيئا فشيئا..لتجده يرتشف الماء بلهفة وكأنه بات في صحراء جرداء لعدة أيام دون أن يذوق شربة ماء واحدة.

انهى غسان الكوب لتملأ له الجدة مرة بعد مرة حتى شعر صغيرها بالارتواء وبدا يشعر بالدفىء واستعادة وعيه...ليفتح عينيه ببطىء ليجدها جدته ترمقه بأعين فاضت بالدمعات ليبتسم لها براحة ومن ثم يغمض أعينه لينام بأمان بعد ما عاناه من تعب وهي بعيدة عنه .


دثرته في فراشها جيدا ومن ثم هاتفت الطبيب لتطمئن على وضع صغيرها ليؤكد لها الطبيب ان الطفل قد تعرض للبرد الشديد و لفترة طويلة وأنه يعاني من سوء التغذية فعلى ما يبدو أنه لم يتناول الطعام منذ أيام .


فقام بتعليق بعضا من السوائل المغذية له وأمر بتدفئته جيدا واطعامه بانتظام حتى يستعيد صحته مرة أخرى.


لم تبرح الجدة مكانها جوار غسان، تشعر بالذنب فهي من تركته مع ابنها وهي تدرك جيدا أنه لا يحبه لكنها لم تكن لتتوقع أبدا أنه سيحاول إيذاءه بهذا الشكل المميت .


في المساء عاد خالد من الخارج ورحب بأمه وكأن شيئا لم يكن لتستقبله أمه بوجه جامد غاضب 

_عملت إيه في غسان ياخالد... وليه كل ده عملك ايه الولد اليتيم ده.


رد خالد ببرود

_معملتش حاجة ياماما هو كل مصيبة يعملها تحمليني ذنبها ..ما تفكك بقا من العيل المتدلع ده أنا قرفت منه.


لتصرخ به أمه

_تسيب الولد من غير أكل ولا شرب ولا حتى هدوم يومين كاملين ..ده حتى فرشته اللي ع سريره مش موجودة .


ليهتف خالد غاضبا 

_ماهو اللي عملها على روحه وهو نايم وأنا كنت بعاقبه علشان ميكررهاش تاني ..غلطت أنا


هتفت أمه بقهر

_تعاقبه تقوم تموته ..إنت كنت قاصد تموت ابن أختك يا خالد...غسان نظيف وعمره ما عملها على روحه حتى وهو اصغر من كدا ... إنت أكيد خوفته من حاجة علشان كدا الولد مقدرش يتحكم في نفسه.


أشار خالد لأمه بلا مبالاة

_ما يموت ولا يغور في ستين داهية...


ليتلقف وجهه صفعة قوية من أمه وهي تصرخ به بغضب عارم لتطرده من المنزل

_امشي أطلع برا... برا ..مش هتدخل بيتي هنا تاني طول ما أنا عايشة... أنا اتبريت منك ليوم القيامة ..برا يا خالد.


بعدما استعاد غسان صحته واسترد عافيته ..لاحظ عدم وجود خاله في المنزل فتردد في السؤال عنه لكنه فعلها

_جدتي هو خالي خالد مبقاش يجي البيت ليه


أخبرته جدته بما فعلته بولدها عقابا لها على ما فعله به

ليرد عليها غسان باشفاق وبقلب متسامح

_حرام ياتيتة.. سامحيه علشان خاطري.


لكن الجدة كانت مصرة على ألا تفعل فهي تعلم تصرفات ولدها جيدا وأخلاقه الفاسدة ...كم حاولت معه كثيرا لكنه لم يكن ليستجيب لها ولو لمرة واحدة

لذا هتفت بصرامة

_خالد مش صغير يا غسان ويقدر يعتمد على نفسه... خليه بعيد عنك افضل يا ابني.


بعد عدة أعوام وبعد الحاح من غسان على جدته دائما لأن تعيد خالد للبيت...وافقت هي على ذلك...ليعود خالد للبيت لكنه يفتعل المشكلات الدائمة مع غسان فيجد أمه في صف غسان فيقرر هو مغادرة البيت مرة أخرى ولكن هذه المرة بكامل إرادته.


###

عاد غسان الى ارض الواقع على صوت حياة تحادث أختها والتي انضمت لهم للتو وعلى ما يبدو أن جفونها لم تهدأ من كثرة البكاء 


فرق قلبه لها وهتف ملتاعا

_حياة إنتي كنتي بتعيطي 

جلست حياة جوار أختها وهتفت باهتمام

_استاذ غسان حضرتك هتعمل ايه ؟

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

اعرب على استياءه مما تقول وهتف بضجر

_حياة إيه حكايتك مرة غسان بيه ومرة أستاذ غسان ..أنا قايم أنام ..أكلي اختك واطلعي نامي معاها .


رمقته حياة باستغراب لا تستطيع سبر أغوار قلبه..حتى هي لا تستطيع معرفة أهو حزين أم لا.

بقيت مع أختها إلى أنهت طعامها ومن ثم حاوطتها بذراعيها بحنان الى أن صعدا غرفتهما معا ..لتناما 

__

في الصباح فتحت حياة أعينها على اصوات طرقا على الباب وعندما استعلمت من الطارق والتي تعرفه جيدا وجدته يقول بجدية

_حياة جهزي نفسك انتي وهدى لإننا خارجين مشوار مهم خمس دقايق وتكونوا تحت.


تململت حياة في الفراش ونظرت الساعة لتجدها السابعة فتعجبت أي مشوار هذا في ذاك الوقت المبكر.


لكنها على اي حال ايقظت أختها وتجهزتا جيدا وهبطا لالأسفل وعندما رآهما غسان أمسك ب صغيرته وهتف بصوت آمر لحياة

_تعالي ورايا بسرعة يلا يا حياة

حاولت حياة اللحاق به

_احنا رايحين على فين أنا مش فاهمة حاجة 


عندما وصلت اليه وجدته يركب الي جوار صديقه أكرم ويشير لها لأن تجلس بالخلف جوار أختها...فجلست وعقلها يدور ويدور فلا تفهم ما الذي يحدث.


وصلوا الى وجهتهم المطلوبة لتتفاچىء بغسان يطلب منها الامضاء على اقرار موافقتها على التبني...ففعلت وسط الزهول الذي اكتسح ملامحها، ليبتسم لها غسان مطمئنا..فتنهدت براحة لكنها لم تفهم شيئا.


في خلال ساعة واحدة كان غسان أنهى كل الاجراءات اللازمة وأصبحت هدى ابنته المتبناة قانونيا حيث تنازلت حياة عن حضانة أختها ليكون غسان هو الحاضن والمعيل لها رسميا.


بعدها توجهوا الى المحامي وتسلم غسان ارث جدته كاملا وسط دهشة حياة التي الجمت الصدمة لسانها فهي فرحة لذلك الانسان النبيل التي يقف أمامها فهي لم تر منه إلا كل خير 


ليضحك غسان على هيئتها المصدومة

_ايه مالك مبلمة ليه كدا.


هتفت بفم مرتعش فخرج كلامها غير مرتب 

_خالك إمبارح... وانت كنت زعلان... وهو كان هياخد منك كل حاجة.


ضحك غسان مطولا ثم قال وهو يغمز لصديقه 

_لا دي كانت خطة علشان اخدع بيها خالي فينشغل عني وبكدا أعرف أجي هنا بسهولة واتسلم ورث جدتي من غير ما يقفلي فيها..ويسببلي مشكلة زي عادته.


حاولت أن تفرح مثلهما لكنها كانت خائفة فهتفت بتساؤل 

_طيب ما هو لو عرف هيتجنن ويقول أنك اتحايلت على الشروط واتبنيت طفلة مش من صلبك ؟


هتف غسان بهدوء

_الشرط اللي جدتي عاملاه محددش الطفل ده يكون من صلبي ولا لا..مكتوب إنه لازم يكون عندي طفل وبس وأهو الشرط اتحقق وأنا فعلا بقى عندي أجمل طفلة في الوجود


رفعت حاجبيها بعدم تصديق 

_يعني انت كنت عارف إنه الشرط محددش إنه لازم يكون ابن شرعي ؟


حرك رأسه بالايجاب

_جدتي عمرها ما كانت هتعجزني ..كل هدفها من الشرط إني مفضلش بقيت حياتي وحيد .. فسواء الطفل ده ابني او لا المهم انه يكون عندي أسرة ..فهمتي ؟


حركت حياة رأسها عدة مرات ليقبل غسان رأس هدى 

_حبيبة بابا ممكن تروحي تلعبي مع عمو أكرم شوية علشان بابا عايز يتكلم مع حياة أختك شوية.


أومأت له هدى بطاعة وذهبت مع أكرم ليجلسا على إحدى المقاعد بعيدا نسبيا عن غسان وحياة


هتفت حياة بتوجس

_انت كدا بتربي عداوة بينك وبين خالك افضل ليه مش بتفهموا بهدوء.


_العداوة اللي بينا من زمان جدا وهوا اللي خلقها من غير سبب ومأظنش إنها هتنتهي ..وبعدين متستهينيش بيا أنا اعرف كويس أقف إزاي قدام خالي وأوقفه عند حده.


تنهدت حياة براحة ومن ثم هتفت بجدية

_حيث كدا بقا .. اقدر ارجع شقتي وأنا مطمنة على هدى بس بعد إذنك ممكن أجي أطمن عليها كم يوم في الاسبوع


جلس على المقعد واقعا قدما فوق أخرى

_لا طبعا مش ممكن.


ابتلعت حياة ريقها بتوتر فهي ظنت أن غسان قد تحول بعدما امتلك الوصاية على هدى


ليردف غسان قبل أن تنطق هي

_مش هترجعي تاني لبيتك القديم يا حياة لإنك هتفضلي معانا في بيتي ومش هتخرجي منه


فتحت حياة فمها للإعتراض فا السبب الذي جعلها تبقى معه في منزل واحد قد زال لذا لم تبقى بعد الآن 

لكنه سبقها قائلا


_حياة تتجوزيني!! وتكوني ليا حياتي وروحي ودنيتي؟


إحتلت الصدمة ملامح وجهها ومن ثم تخضب وجهها بحمرة الخجل 


ليردف هو بحب

_حياة أنا من يوم ما شفتك ودخلتك بيتي وأنا نويت إنك مش هتخرجي منه أبدا قدرتي بعفويتك وقلبك الابيض تحتلي قلبي الخالي الفاقد الحياة..حياة إنتي رجعتيني للحياة من تاني فأتمنى أنك تقبليني زوج ليكي واوعدك إني هعمل كل اللي اقدر عليه علشان اسعدك إنتي وهدى.


لتبتسم حياة بخجل ومن ثم تهتف بخفوت

_هتجوز والد أختي !!! 


ليضحك غسان 

_شوفتي ..دنيا عجيبة يابنتي..القدر رماني في طريق أختك مش صدفة أبدا ..سبحانه تقديراته كلها خير لينا ..ها ياحياة موافقة تتجوزي والد أختك؟؟

_موافقة 😚😚❤❤


وتوتا توتا خلصت الحدوته

يارب تكون خفيفة على قلبكم 


❤❤❤❤❤❤

كتاباتي السابقة 

_سلسلة قصر الصياد 

(ج١ لماذا با أبي

ج٢همسة أمل 

ج٣قصر الصياد 

ج٤ قصر الصيتد حلقات خاصة)

_أهدتني معاقا 

_الوسيم واللصة 

_إنه أنا وليس هو 

_لا تتحدي الصقر 

_ليتك كنت سندي 

_فريسيا 

واخيرا

_تزوجت والد زوجتي 

رايكم يهمني 

دمتم ف امان الله

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

تعليقات

التنقل السريع
    close