![]() |
الفصل الثالث والرابع
جبر السلسبيل2..
✍️نسمة مالك✍️..
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
لعلّ في الخفايا أعذارًا لا تدري شيئًا عنها، گ لهفتي عليك، و إشتياقي لك، فأجعل لي دومًا نصيبًا من حُسن ظنك إن صادف يومًا لم تجد فيه عُذرًا يبرر لك أفعالي التي جرحت فؤادك، و تأكد أن روحي كانت ترتجف خوفًا من فقدانك يا عزيز قلبي فتركتك مجبرة غير مخيرة حتى لا أرى فيك سوءً يقتلني..
و بعد فراقنا أصبحت بين ليلة وضحاها إمرأة عجوز أهلكها الضعف ، دون أن تذبل بصيرتي، و لا شاب شعري لكنه قلبي تعلوُه التجاعيد بغيابك..
أصبحت في أشد لحظات ألمي و حزني لا أصرخ ، أفكر في أمرٍ واحد فقط ، هو كيف سأقضي ما تبقى من عمري و أنا سبب كل هذا الخراب في قلبك!
أعترف لك أنني آسفة على أعوام مضت ما كنت أعرفك فيها..
.................... صلِ على الحبيب....
كانت "سلسبيل" ممسكة بطرف حجابها تضغط به على جرح جبهتها الذي تدفق منه الدماء بسبب خوفها الشديد، كلما حاولت النهوض تسقط جالسة مكانها ثانيةً، قدميها ترتعش بقوة، و جسدها الضعيف يتهاوي يمينًا و يسارًا، لكنها تقاوم بأقصى ما لديها حتى لا تفقد وعيها،
جف حلقها تمامًا، و انسحبت روحها منها حين لمحت سيارة توقفت قريبًا منها بها مجموعة من الشباب وقعت عينيهم عليها أثناء سيرهم،
دب الرعب بأوصالها و إذداد إرتجاف جسدها أكثر حين رأتهم يهبطوا من سيارتهم، و يهرولوا نحوها..
أصبحت لا تعطي الأمان لأحد بعدما سُرق منها هاتفها، و قد ظنت أن هذه المرة سيسرقوها هي، فتراجعت للخلف زاحفة على كلتا يديها مرددة بصراخ مذعور..
"ابعدوا عني.. عايزين مني أيه.. سبوني في حالي حرام عليكم"..
"أهدي.. متخفيش.. إحنا هنساعدك محدش هيأذيكي".. نطق بها أحدهم و هو يمد يده لها بزجاجة من المياة، و جثي على ركبته أمامها أرضًا مكملاً برجاء..
"خدي نفسك بس و بلاش خوفك الزايد ده عشان جرحك مينزفش أكتر.. و لو تحبي نوديكي المستشفى!! "..
قطعت "سلسبيل" حديثه صائحة بصوتٍ متحشرج بالبكاء تقول بصعوبة..
" لا مش هروح معاكوا أي مكان.. سبوني في حالي و أمشوا في طريقكم.. أنا هفضل هنا"..
نظروا لبعضهم بأسف، و عادوا النظر لها بشفقة، مقدرين حالة الذعر التي تُسيطر عليها، و معاها كل الحق، بعد ما رأته في حياتها من ألم و قسوة من أقرب الأقربون لها، فماذا سيفعل بها الغريب؟!،
" طيب لو حافظة رقم تليفون حد من قرايبك قولي لنا عليه و إحنا نتصل بيه يجي لك هنا"..
قالها شاب منهم و هو يخرج هاتفه من جيب سرواله،
ظهر بريق أمل على وجهها، و أعتصرت عقلها المشوش لعلها تتذكر رقم "عفاف" لكنها لم تتذكر سوي رقم الرجل الذي لا تريد التحدث إليه حتى لا تفتح مجال للعودة بينهما ثانيةً ..
" عبد الجبار " رقمه الوحيد المحفور في ذاكرتها، بل هو نفسه موشوم بأعمق نقطة بقلبها..
أبتسمت إبتسامة يملؤها الوجع تزامنًا مع انهمار عبراتها على وجنتيها بغزارة دون بكاء، و مدت يدها الصغيرة التي تنتفض بوضوح تجاه الهاتف، فأعطاه الشاب لها على الفور بعدما قام بفتحه..
نظرت له بامتنان قبل أن تلتقطه منه، و أجهشت ببكاء مرير و هي تضغط على الأرقام مدونة رقم من كان و ما زال دومًا منقذها،
بكاءها و شهقاتها الحادة كانت تقطع نياط القلوب، جاهدت للسيطرة عليها بشق الأنفس حتى أنها كادت أن تموت خنقًا حتى لا يوصل له،
لا تريده أن يستمع لإنهيارها هذا بالوقت الحالي، أخذت نفس عميق قبل أن ترفع الهاتف على أذنها بعدما ضغطت على زر الإتصال، تنتظر بنفاذ صبر سماع صوته الذي اشتاقته حد الجنون..
......................... سبحان الله وبحمده.......
"عبد الجبار"..
عقب سماعه لصوت "عفاف" تصرخ بأسم "سلسبيل" قفز من مقعدة، و جلس مكان سائقه خلف المقود بطرفة عين، و قاد بأقصى ما لديه من سرعة قبل حتى أن يستمع لباقي حديثها..
"سلسبيل يا عبد الجبار بيه كانت بتكلمني في التليفون و هي ماشية في الطريق و فجأة صرخت و الخط فضل مفتوح لكن هي مبتردش .. فضلت أنا على التليفون عماله أصرخ عليها لحد ما الخط أتقفل.. حاولت اكلمها تاني بس التليفون أتقفل خالص بقاله أكتر من ساعة.. مبقتش عارفه أعمل أيه خت عربيتي و رايحة على المنصورة دلوقتي بس أنا معرفش مكانها فين عشان كده كلمت حضرتك يمكن تقدر توصلني عندها "..
كان يستمع لحديثها الذي أنتزع قلبه من مكانه نزعًا، لكم المقود بقبضة يده أكثر من مرة بكل ما أُتي من قوة، و صاح بصوته الأجش قائلاً..
" كيييف.. كيف چدها هملها تخرچ.. كييييف"..
" هي خرجت هربانة من جدها و كانت جيالي يا عبد الجبار بيه لأنها سمعتهم بيتكلموا أنهم عايزين يرجعوها لأبوها.. فخافت و كلمتني قالتلي ههرب و أجي أعيش معاكي يا دادة عفاف".. قالتها "عفاف" ببكاء من شدة تأثرها بما يحدث مع" سلسبيل "، ما قالته كان بمثابة سكب الزيت على النيران المتآججة بقلب ذلك العاشق،
ربااااه!!!!
كاد أن يُصاب قلبه بنوبة توقفه عن الخفقان و هو يتخيل مدى ذعرها من والدها عديم الرحمة الذي رأه هو بعينيه مرات متعددة..
"اقفلي.. هوصلها و هحددك أقولك على مكانها يا عفاف ".. قالها "عبد الجبار" بصوتٍ مخيف، و ثقة شديدة لا يعلم مصدرها، لكنه على يقين أن قلبه سيقوده إلى طريقها..
ليصدح صوت رنين هاتفه المخصص لها هي فقط، لا أحد يعلم هذا الرقم غيرها..
"سلسبيل!!!!".. نطق بها بقلب ملتاع، و أنفاس متهدجة كادت أن تنقطع من شدة رعبه عليها..
جاهدت هي حتى تحرك شفتيها و تتحدث إليه، لكن حدة بكاءها لم يسعفها، و أيضًا إذا نطقت إسمه سيشعر بلهفتها عليه، فرفعت عينيها الغارقة بالعبرات و مدت يدها لصاحب الهاتف الذي أخذه منها و تحدث هو بدلاً عنها قائلاً ..
"السلام عليكم.. حضرتك في بنت هنا تقريبًا عاملة حادثة و!!!"..
"مَراتي.. سلسبيل.. حُصلها ايييه".. صرخ بها "عبد الجبار" بهياج، و قد فقد عقله في تلك اللحظة حقًا..
"متخفش حضرتك.. أطمن هي كويسه الحمد لله.. و إحنا حاولنا نساعدها و نوديها المستشفى بس هي رافضة خالص.. فعرضنا عليها تتصل بحد من أهلها فتصلت بيك"..
أخيرًا ألتقط" عبد الجبار " أنفاسه المسلوبة حين أخبره من يحدثه أنها بخير، و برغم كل ما يحدث هذا إلا أن قلبه تراقص فرحًا بعدما تأكد أن" سلسبيل " مازالت تراه هو كل أهلها..
" قولي المكان فين بالظبط و إني هكون عندكم في دقايق"..
بالفعل أملاه الشاب العنوان بالتفصيل تحت أنظار"سلسبيل " التي تهللت أساريرها دون أدنى إرادة منها..
.......................... سبحان الله العظيم......
"جابر"..
كان بطريق العودة لمنزله بعدما أبتاع أغلى و أجمل اللوحات و الألوان المخصصة لمجال الرسم، هواية "سلسبيل " المفضلة،
رغم أنه على علم أن قلبها ملك غيره، و لن يستطيع أن يجبرها على تقبل عشقة لها، لكن كل ما يهمه الآن أن يسعدها، و يرى الإبتسامة على ملامحها الحزينة..
و قد عقد عزمه على البقاء بجوارها، لن يمل و لن يكل عن محاولة التقرب منها، سيضحي بالغالي و النفيس لأجلها..
فهي معه بعد كل تلك السنوات من الفراق، جمعهما القدر ثانيةً و هو لن يُضيع الفرصة هذه المرة..
انتبه لصوت رنين هاتفه، فأسرع بالرد و قد زحف القلق إلى قلبه دون معرفة السبب..
"أيوه يا جدي أنا جاي في الطريق.. في حاجة حصلت و لا أيه؟!"..
أتاه صوت "فؤاد" الباكي يتحدث بصعوبة و تعب ظاهر بوضوح بنبرة صوته..
"سلسبيل.. سلسبيل هربت يا جابر يا ابني"..
صرخ "جابر" بصدمة قائلاً..
"هربت!!!!! إزاي و لييييييه.. مين اللي خوفها خلاها تهرب يا جدي؟!! "..
قال " فؤاد" بغضب.. " مش وقت اسأله دلوقتي.. و ألحق بنت خالتك دي متعرفش حد في البلد هنا ولا معاها فلوس خالص "..
"طيب مشيت منين و لا راحت فين و معاها تليفون و!!".. كان يصيح بها "جابر" لكنه ابتلع باقي حديثه، و جحظت عينيه على أخرها حين لمح سيارة" عبد الجبار " التي مرت من أمامه بسرعة الرياح، و كأنه يعلم و جهته و مقصده، لم يفكر مرتين و إنطلق خلفه بنفس مستوى السرعة حتى أصبحوا بجانب بعضهما على الطريق..
بعد مرور دقائق قليلة لا تتخطى أصابع اليد الواحدة توقف "جابر" بسيارته أمام "سلسبيل" الجالسة أرضًا تُصارع دوارها، و في نفس اللحظة توقف "عبد الجبار" أيضًا بسيارته بعدما دفع سيارة "جابر" للخلف حطم وجهتها تمامًا حتى أصبح هو الواقف أمام زوجته مباشرةً يتطلع له من خلف المقود بأعين تقدح شررٍ..
قفزوا أثناتهما خارج سيارتهما بنفس اللحظة، يهرولان نحو "سلسبيل" التي زاد فزعها و شحوب وجهها من هيئتهم التي لا تُبشر بالخير أبدًا..
"بعد يدك عنِها!!".. كان هذا صوت "عبد الجبار" الذي قبض على ذراع "جابر" قبل أن يلمس "سلسبيل" و دفعه بلكمة قوية بعيدًا عنها بعنف، ليأخذ "جابر" وضع الإستعداد لرد الكمة له التي لن تتوقف إلى هذا الحد، بل سينتهي بهما الأمر إلى معركة دامية..
أدركت "سلسبيل" خطورة الوضع، أصبحت أمام خيارين أصعب من بعضهما، مع من سوف تذهب؟!..
هي واثقه أن "عبد الجبار " لن يتركها تذهب برفقة "جابر" هذه المرة إلا في حالة واحدة فقط، ألا و هو جثة هامدة..
تحاملت على نفسها و قررت إنهاء تلك المعركة قبل حتى أن تبدأ، انتصبت واقفة بجسد يترنجح بشدة بسبب ضعف بنيتها، أخذت نفس عميق، و سارت بخطوات متعثرة كادت أن تسقط أرضًا على وجهها، لكنها ألقت بثقل جسدها على ظهر "عبد الجبار" ملتفة بكلتا يديها حول خصره تقيد حركته و تمنعه من السير نحو غريمه الذي شلته الصدمة ، و بقي واقفًا مكانه يحملق بها بنظرات يملؤها الألم ..
بينما تسمر "عبد الجبار" من فعلتها هذه التي أثلجت قلبه المُتيم بها عشقًا..
يتبع..............
واحشتوني اوووووى والله..
أنا طمعانة في كرمكم تشجعوني بكومنتاتكم الجميلة عشان أكمل كتابة يا حبايبي..
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
الفصل الرابع..
جبر السلسبيل2..
✍️نسمة مالك✍️..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
أنهمرت عبرات "سلسبيل" على وجنتيها بغزارة حين رأت نظرة "جابر" المتألمة، دفنت وجهها بظهر "عبد الجبار" هروبًا من نظرته التي تشعرها بذنب لا دخل لها به، ف قلوبنا ليست عليها سلطان، لو كانت تستطيع التحكم فى زمام الأمور بعقلها بدلاً من ذلك النابض بعشق رجل تُشاركها فيه امرأة غيرها، لكانت إختارت إعطاء فرصة لبدأ حياة جديدة مع "جابر"..
لكن القدر لعب لعبته معها كعادته، و استمعت بأذنها رفض والدته على وجودها بحياته من الأساس ، و هي لن تخوض أي صراعات أخرى، يكفيها ما عشته من قسوة و عذاب لم ينتهي بعد..
تراخي جسدها الضعيف على جسد "عبد الجبار" و سقطت يديها من حول خصره، و أوشكت على السقوط بعدما أصبحت قدميها لم تعد تحملها،
ألتفت "عبد الجبار" لها على الفور، و ألتقطها بلهفة محاوطًا خصرها بذراعه القوي، و مال عليها قليلاً واضعًا ذراعه الأخر أسفل ركبتيها..
رفعها بمنتهي الخفة بين يديه فأراحت هي رأسها على كتفه غالقة عينيها براحة لم تنعم بها إلا بين حنايا صدره،
سار بها بخطوات مهرولة تجاه سيارته و أجلسها على المقعد الخلفي بتمهلٍ، و صعد بجوارها و هو يقول بأمر لسائقه الذي كان يجلس بالمقعد الأمامي..
"هم يا حسان على المستشفى قوام"..
كل هذا أمام "جابر" الذي لم يبتعد بعينيه عن "سلسبيل"، إنتبه على حالته و هرول مسرعًا نحو سيارته يستعد للسير خلفهم، لن يتركها إلا بعدما يطمئن عليها حتى لو كلفه الأمر حياته..
بينما إنتقل "حسان" من مقعده لمقعد السائق، انفجر صوت هدير محرك السيارة ليطير الغبار من الخلف بقوة لحظة إنطلاقها..
أغلق "عبد الجبار" زجاج النوافذ العاتم الذي لا يُتيح لمن بالخارج رؤية من بالداخل، و مد يده للفتحة التي بينهم و بين السائق أغلقها أيضًا..
و اعتدل بجزعه تجاه "سلسبيل" يتطلع بعينيها الباكية بإشتياق و عشق فاق كل الحدود، كتم أنفاسه و هو يقترب منها و يفك حجابها بكل ما يملك من رفق، شعر بقبضة حديديه تعتصر قلبه حين رأي مدى تطور حالتها للأعياء الشديد..
وجهها يزداد شحوبًا، و قد تناثرت حبيبات العرق على جبهتها، تلاحقت أنفاسها و هي تهمس بصعوبة بصوتٍ مجهد..
"عطشانة أوي يا عبد الجبار"..
مد يده لبراد صغير يحتوي على زجاجات مياه و عصائر باردة و تناول زجاجة من المياه، و أخرى من العصير و فتح أحدهما و بدأ يسقيها بتلهف مغمغمًا..
"أيه اللي حُصل يا سلسبيل.. مين عمل فيكِ أكده!!!"..
"وقعت.. وقعت على وشي"..
همست بها" سلسبيل " بأنفاس متهدجة،
أسقاها هو حتى أرتوت من المياه، و أسرع بأعطاءها العصير رغم أعتراضها، لكنه لم يتركها إلا بعدما أنهته و بدأت تستعيد قواها رويدًا رويدًا..
تناول زجاجة مياه ثانية و سكب القليل منها بكف يده، و سار بها على وجهها يزيل عنه آثار الدماء و يتفقد جرح جبهتها بملامح مرتعدة من شدة خوفه عليها..
كان يتحسس وجنتيها الباردة بأنامله الخشنة يستشعر ملمس بشرتها الناعمة بافتنان، لجم نفسه عنها بشق الأنفس حتى لا يلتهمها كلها دفعة واحدة لعل تلك النيران التي تتآجج بأعماقه تهدأ و لو قليلاً..
يرسم ملامحها بأبهامه، عيونها الحزينة التي تتحشي النظر له، نزولاً بوجنتيها التي أشتعلت بحمرة قانية بفضل قربه منها ، وصولاً بشفتيها المرتعشة أثر لمساته الخبيرة التي تداعب أنوثتها..
رفعت يدها ببطء و ضعف شديد، و أطبقت على معصمه بأصابعها الهشة، أزاحت يده عن وجهها ، و اعتدلت بجلستها بوهن مبتعده عنه حين رأته يميل عليها قاصدًا شفتيها و قد غلبه شوقه لها فقده كل ذرة تعقل يملكها..
"دادة عفاف.. اتصلي بيها.. زمانها قلقانة عليا أوي "..
قالتها "سلسبيل" بصوتٍ مبحوح أثر المشاعر المتضاربة التي تعيشها معه..
اجتهد "عبد الجبار" للسيطرة على نفسه معاها قد إستطاعته، لكنه فشل و بكل أسف فشل ذريع، لم يقدر على منع نفسه عنها خاصةً بعدما كاد أن يفقدها إلى الأبد..
لم يفكر مرتين و مد ذراعه طوه خصرها، و خطفها داخل حضنه، أجلسها على قدميه، و ضمها لصدره بعناق قوي، كتمت "سلسبيل" آهه خافته على أثره..
"أبعد يا عبد الجبار أنا مُحرمة عليك.. أنت رميت عليا يمين طلاق".. همست بها "سلسبيل" بصوتٍ اختنق بالبكاء و هي تكافح بضرواة للتخلص من حصار جسده حولها..
خرج صوته هو بحنينٍ مفعمًا بالشوق الجارف الدائم إليها وحدها..
"رديتك.. رديتك على ذمتي يا بنت جلبي"..
ابتعد عنها بضعة أنشات ليتمكن من النظر لعينيها،
أشرق وجهه في هذه اللحظة بإبتسامة محمّلة بمشاعره القوية التي يكنَّها لها، خاصةً حين لمح طرف ياقتة جلبابه التي ترتديها "سلسبيل" أسفل أسدالها و أستطرد ..
"لحظة غضب يا سلسبيل و لما فوقت منِها قولت إنك أكيد مهتعمليش فيا أكده إلا لو حد هددتك بحاچة واعرة قوي قوي لأچل ما يفرقونا.. مش أكده يا حبة جلب عبد الچبار.. أني متوكد إني مهونش عليكِ تشقي جلبي شق "..
أنهى جملته و نظر داخل عينيها بعمق بنظراته المُتيمة التي تخطف أنفاسها و تتغلغل بأعماقها تلمس شيئًا شديد الحساسية بداخلها..
إزدردت لعابها بتوتر و هي تمتثل رغمًا عنها للسحر الذي يبثه لها بنظراته، و كاد أن يطبق على ثغرها بشفتيه بقبلة جامحة، لكن صوت هاتفه الذي صدح تزامنًا مع صوت "حسان" يقول ..
"وصلنا المستشفى يا عبد الچبار بيه"..
كل ما يحدث لم يمنعه من مراده، تقبيلها هذا كل ما يريده في الوقت الحالي، فليقبلها الآن و يلقى حتفه بعدها..
شهقت "سلسبيل" بخفوت حين مال عليها و لثم ثغرها بلهفة قبلات عميقة متتالية شلت حركتها تمامًا و أبقتها ساكنة، مستسلمة لفيض غرامه الذي يغرقها دومًا به، و لكن أستسلامها له هذه المرة كان بمثابة الوادع بالنسبة لها..
بينما "جابر".. الذي صف سيارته أمام المستشفى الذي تقفت أمامها سيارة غريمة، رفع يده و مسح عبراته التي خانته لأول مرة، و هبطت على خديه دون بكاء، يرى أمام عينيه المرأة التي يذوب في حبها و قلبه معلق بها منذ نعومة أظافره تهيم عشقًا برجل غيره عشقًا، و ما أصعب الوقوع في الحب من طرف واحد،
شعور لا يتحمله أحد خاصةً إذا كان يمتلك بقلبه عشقًا صادق..
رغم علمه أنه يركض وراء سراب، يوهم نفسه أن القدر سوف يرأف بقلبه الملتاع و تعود له صغيرته "سلسبيل"، يحيا على أمل الفوز بحبها ذات يومًا..
يتبع.................
مش عايزاكم تزعلوا من حجم الحلقة لأني بمشيئة الله تعالى هنزل بعد كده اللي هكتبه عشان متأخرش عليكم و هحاول أكبر الفصل بحول الله وقوته..
بحبكم في الله ♥️..
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق