![]() |
دمية فى يد غجرى
البارت الحادى عشر حتي الخامس عشر
بقلم سمسم
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
فكر هل سيأتى يوماً حقا ولن يكون له اى مكان او مكانة لديها هل ستخرجه من حياتها كشئ تمت الاستغناء عنه هل سيحدث ذلك فعلا
رمزى:"شوفت اخرت معاملتك ليها ايه ممكن فعلا ييجى عليها الوقت اللى تقولك خلاص انا مبقتش قادرة استحمل كل ده وده بسبب كلامك ليها دايما انها ضعيفة ومعندهاش شخصية"
ثائر:"كنت عايزنى اعمل ايه اعلمها ازاى"
رمزى:"تعلمها بالحب يا ثائر مش بالإهانة"
ثائر:"بالحب !"
رمزى:"ايوة بالحب مش قصدى الحب اللى بيبقى بين العاشقين ممكن يكون الحب الاخوى او زى حبك ل"مريم" ممكن تعاملها زى ما بتعامل "مريم" وانت عارف ان" مريم" ضعيفة وهشة برضة جايز بسبب اللى حصلها بس برضه الانثى مش زى الراجل ربنا خلقهم عندهم العاطفة زيادة دا سيدنا "محمد" عليه افضل الصلاة والسلام قال رفقا بالقوارير فاهم يعنى ايه يا" ثائر" يعنى هى علشان تبقى زى ما انت عايز لازم تحتويها مش يبقى كلامك معاها كله قسوة وتجريح انا بقولك الكلام ده علشان لا عيب ولا حرام انك تعمل مع "وتين" كده"
ثائر:"اشمعنا يعنى بتقول ان "وتين" عادى ان اعاملها باحتواء ورفق وكل الكلام اللى بتقوله ده"
رمزى:"علشان هى مراتك يا" ثائر" لو انت ناسى الحكاية دى اه انت اتجوزتوا بشروط بس برضه اسمها مراتك وانت عارف انها شافت اهانة وذل من الناس اللى كانت عايشة معاهم متبقاش انت كمان زيهم"
ثائر:"انا مش عايز اذلها انا عايزها يبقى عندها شخصية وتعرف تدافع عن نفسها"
رمزى:"حاولت انت مرة تقولها الكلام ده وتفهمهولها بالراحة بدل الشخط والنطر اللى انت شغال فيهم دول لما قربت تخليها تطفش وتسيبلك الدنيا انا عارف ان طبعك صعب بس حاول يا" ثائر "تحافظ على شعور البنت كسر الخواطر وحش اوى اوى يا ثائر"
ثائر:"انت بقيت عقلانى اوى كده من امتى يا رمزى"
رمزى:"من زمان بس انت اللى مش واخد بالك كويس ومش هقولهالك تانى يا" ثائر "حاول تغير معاملتك معاها حاول تكون لطيف شوية يا غجرى"
ثائر بتنهيدة:"خايف يا رمزى"
رمزى:"خايف من ايه ايه اللى هيحصل يعنى لو انت اتعاملت معاه بشوية حنان ولطف الدنيا هتتهد يا" ثائر" لاء مش هتتهد والله "
ثائر باندفاع :" انت مش فاهم انا خايف احبها يا رمزى"
رمزى:"وايه يعنى لو حبتها هو الحب حاجة وحشة دا احلى احساس ممكن الواحد يعيشه فى حياته"
ثائر:"انت ناسى" سيلا" وعلاقتى بيها"
رمزى بهدوء:'مش ناسى وبرضه شايف ان انتوا الاتنين علاقتكم فاترة مفيهاش اى حاجة تشد طب انت بتحس بحاجة ناحية" سيلا" بتحس مثلا انها لما تكون موجودة في مكان بتحس باحساس جميل مسيطر على قلبك بتحس انك عايز تشوفها على طول انها لم بتغيب عنك بتبقى مش مرتاح انك بتعد الايام والساعات علشان تبقى ملكك وفى بيتك"
ثائر:"انت عارف ان علاقتى ب"سيلا" علاقة عقل اكتر من انها تكون علاقة قلب"
رمزى:"على فكرة انت مجاوبتنيش على سؤالى بتحس بده مع سيلا"
ثائر:"يلا يا رمزى احنا اتكلمنا كتير قفل بقى على الموضوع ده"
رمزى:"هتفضل لامتى تهرب من مشاعرك دى يا "ثائر" لحد ما يظهر حد تانى فى حياتها وتبقى ساعتها فعلا انت خسرتها بسبب قسوتك وعندك ومكابرتك فى مشاعرك"
ثائر بغيرة قوية:'مين ده اللي هيظهر فى حياتها انا طبعا مش هسمح بحاجة زى دى ده مش ممكن يحصل انا مش هخلى حد يجرأ بس ويفكر يقرب منها"
رمزى:"انت مش كنت متفق انك لو هى حبت حد هتنفصل عنها وهى ترتبط باللى هى تحبه وان انت اللى هتجوزها زى ما هتجوز "مريم "مش ده كلامك ووعدك ليها"
ثائر بتوهان وهمس:"باللى هى تحبه! هى ممكن فعلا تحب واحد وتبعد عنى وخلاص متبقاش قدام عينى ولا اشوفها ولا ليا حق اقرب منها بقى ممكن ييجى اليوم واشوفها بتروح لواحد تانى وانا واقف اتفرج ان واحد تانى يبقى ليه حق عليها غيرى ان انا اشوف نظرة الحب فى عينيها ومشاعرها ملك اللى هى هتحبه دا انا كنت أموت فيها"
رمزى:"تموت فيها امممم طالما الموضوع كده بتكابر ليه"
ثائر باستغراب:"هو انا قولت ايه دلوقتى وليه قولت كده"
رمزى:"ولا حاجة خليك كده لحد ما البنت تطفش من وشك ومن عمايلك السودة"
ثائر:"رمزى"
رمزى:'نعمين وحتة يا عيون رمزى"
ثائر:"انت مخصوم منك الشهر ده"
رمزى:"لا يا راجل هو لما تتزنق تخصملى ايه ده انا عملت ايه بقى"
ثائر:"رغيت كتير ووجعتلى دماغى على الفاضى"
رمزى:'بقى كده ماشى يا "ثائر "حسبى وانت تكفى"
ثائر:"بتتحسبن عليا كمان يا حيوان"
رمزى:"ايه هترفدنى يكون احسن انا موافق ارفدنى ياعم الحاج انا خلاص مش عايز اشتغل عندك تانى"
ثائر:"مش هرفدك بس مش هجوزك مريم"
رمزى:'كده يا "ثائر" بتمسكنى من ايدى اللى بتوجعنى يا ظالم يا مفترى"
ثائر:"كلمة كمان وشيل مريم من حساباتك خالص ومن دماغك"
رمزى:"خلاص سكت اهو وانكتمت كمان يخرب بيت الحب اللى بيذل النفوس ده"
ثائر بمزاح:"بحبك لما بتجيب ورا على طول وتسكت"
رمزى:'يارب تحب يا "ثائر" واشوفك متمرمط ومذلول ذلى قادر يا كريم"
ثائر بكبرياء:"انت بتحلم مش انا اللى اتذل يا رمزى مش "ثائر العمرى" اللى فى واحدة تذله او تمشيه زى ماهى عايزة او يخضع لاى واحدة او واحدة بس يصورلها عقلها انها ممكن تمشينى زى ما هى عاوزة مش انا الراجل ده يا حبيبى"
رمزى:"بكرة نشوف صدقنى لو حبيت هتعمل حاجات مكنتش تتوقع انك تعملها فى يوم هتبقى عايز ترضيها بأى طريقة عايز تجبلها حتة من السما علشان خاطرها"
هل حقا سيفعل كل ذلك عندما يقع فى الحب والعشق فهو يعلم انه خطى اولى خطواته ناحية ذلك المصير بسبب صاحبة تلك العيون الرمادية والتى يقسو عليها لاجل مصلحتها ولكنه ربما زاد فى معاملته لها بهذه الطريقة
***
"فى الجامعة" بعد انتهاء المحاضرة خرجت وتين ومريم ليجلسوا فى الكافتريا الخاصة بالكلية لحين موعد بدء المحاضرة الثانية
وتين:"تعالى نقعد فى الكافتريا ناكل حاجة على المحاضرةالتانية ما تبدأ مش عارفة انا جوعت اوى كده ليه"
مريم:"ماشى استنينى هجيب اكل واجى على طول"
وتين:"اجى معاكى"
مريم بمزاح:"ملوش لزوم هو انا هتوه يعنى متخافيش عليا بس لو اتأخرت اطلبى البوليس يا وتين"
وتين:"هههه ماشى وانا حافظة نمرته"
مريم:"تمام مش هتأخر بقى"
وتين:"بسرعة بقى هموت من الجوع"
ذهبت" مريم" قامت "وتين" بفتح دفترها الخاص الذى كانت تزين صفحاته اسم ذلك القاسى فهى كتبت اسمه بكل طريقة تعرفها كأنها تريد ان يتحول الاسم الى هذا الشخص وتكلمه وجهها لوجه وتسأله لماذا لا يرأف بحالها وحال قلبها ولكن لن تصح لها هذه الفرصة ابدا وهى تعلم ذلك فهو لا يتعامل معها بلطف ولكن يتعامل معها كأنها دمية يحرك خيوطها بين اصابعه وهى يجب الانصياع له ولكنها بدأت تتذوق طعم التمرد والعناد فعندما يتعامل معها بهذا الشكل تشعر بأنها تريد ان تجرحه مثلما يجرحها ولكنه لا يتأثر فأقصى ما يفعله انه يبتسم بسخرية على ما تفعله فما الذى أوقعت نفسها فيه؟ هل كانت تتخيل ان حياتها البائسة ستنتهى وتعيش حياة وردية ؟ابتسمت بسخرية على حالها فدائما ما تكون هى الخاسرة فأولا نجحت "هيام" فى اخذ "أسامة" منها والآن ستنجح "سيلا" فى اخذ "ثائر" فالاول لم يعد يعنيها فى شئ ولكن "ثائر" ليس كأى احد فحبها له حبا حقيقيا فهى اول مرة تشعر بهذا الشعور العاتى الذى يقبض على قلبها بقوة يجعله غير منصاع لعقلها فكأن قلبها اصبح احدى ممتلكاته وهى فقط تحمله بين ضلوعها ولكنه فى الاساس ملك ذلك القاسى فهو إذا ابتعد عنها فربما ستنتهى حياتها وتقضى ايامها حزينة وضائعة فى هذا العالم ولكن احيانا يغريها عقلها بالهروب منه ومن ذلك المنزل حتى تكف عن زيادة الأذى التى تفعله بقلبها فهى الحقت بقلبها اشد انواع الايذاء عندما وقعت فى عشق رجل يوجد تجويف فارغ فى قلبه اذا كان يملك قلبا من الأساس ولكن يعود قلبها يقنعها بأن مجرد رؤيته فقط أمام عينيها تكفيها
عندما رفعت نظرها عن دفترها لمحت حقيبة صغيرة ملقاة على الأرض اقتربت منها واخذتها كانت" مريم" عادت تحمل بين يدها الطعام لمحت تلك الحقيبة فى يد "وتين"
مريم باستغراب:"ايه الشنطة دى يا وتين"
وتين:"مش عارفة انا شوفتها مرمية على الأرض شلتها"
مريم:"طب ما تفتحيها نشوف فيها ايه"
وتين:'لاء نفتحها ايه دى مش بتاعتنا"
مريم:"مش علشان نعرف بتاعة مين يمكن نلاقى حاجة تدلنا على صاحبها"
وتين باقتناع:"عندك حق يا مريم"
قامت "وتين" بفتح الشنطة وجدت بها عدة اوراق ومحفظة أيضاً وتليفون فتحت "وتين "المحفظة وجدت بطاقة اخذت تقرأ اسم صاحبها
وتين:"شكل صاحبها اسمه "حاتم رأفت الانصارى"
مريم:"مكتوب ايه فى الضهر"
وتين:"مهندس ذكر مسلم اعزب اقولك رقم البطاقة"
مريم:"اعمل بيه ايه"
سمعوا رنين الهاتف الذى وجدته "وتين" فى الحقيبة قامت بالرد فربما المتصل يعلم شئ عن صاحب الحقيبة
وتين:"الو ايوة مين حضرتك"
حاتم:"ايوة حضرتك التليفون ده بتاعى"
وتين:"حضرتك المهندس حاتم الانصارى"
حاتم:'ايوة انا هو حضرتك اللى لقيتى الشنطة"
وتين:"ايوة انا وهى موجودة معايا وممكن حضرتك تيجى تاخدها"
حاتم:"انتى موجودة فين وانا اجى اقابلك واخدها"
وتين:"انا فى كافتريا كلية الهندسة"
حاتم:"تمام انا قريب منك دقايق وجاى"
وتين:"ماشى حضرتك مستنياك واول ما تقرب رن عليا هرفع ايدى وهتشوفنى"
حاتم:"تمام ماشى"
ذهب "حاتم" الى المكان الذى وصفته له "وتين" قام بالاتصال عليها مرة اخرى رفعت يدها حتى يراها لمحها اقترب منها
حاتم بابتسامة:"ايوة حضرتك انا صاحب الشنطة"
وتين:"اتفضل حضرتك الشنطة اهى"
حاتم:"انا متشكر جدا دى كان فيها ورق مهم لو كان ضاع كانت هتبقى مشكلة"
وتين:"ولا يهمك المهم انها رجعتلك"
حاتم:'متشكر ليكى بجد يا انسة"
وتين:"العفو"
نظرت 'مريم" الى ساعتها وجدت ان ميعاد المحاضرة قد اقترب فيجب أن يذهبوا الآن
مريم:'وتين يلا المحاضرة هتبدأ والدكتور هيقفل الباب "
وتين:" اه يلا بسرعة عن اذنك يا استاذ"
حاتم بابتسامة:" اتفضلوا ومتشكر مرة تانية يا آنسة"
وتين:" العفو سلام عليكم"
حاتم بابتسامة:" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته"
ذهبوا سريعا للحاق بتلك المحاضرة ظل واقفا مكانه يتتبعها بنظراته ويبتسم فهى فتاة حقا جميلة
حاتم:'واسمها "وتين" كمان ايه الاسامى اللى تشرح القلب دى"
اخذ حقيبته وانصرف فى طريقه ولكنه ظل متذكر تلك الفتاة التى ردت اليه حقيبته والتى تمتلك براءة بوجهها كفيلة بجعل المرء لاينسى وجهها بسهولة
***
"فى منزل سمير"
كانت" عايدة" بدأت فى تعليم "هيام "كل شئ يخص العناية بالمنزل وكيفية تحضير اشهى الاكلات كانت "هيام" تتأفف دائما من وقوفها امام تلك الاوانى التى يتصاعد منها البخار ومن ذلك العرق الذى يتصبب من جبينها"
هيام... اوووووف هو شغل البيت ده ما بيخلصش ابدا ايه ده"
عايدة:"فى ايه انتى مش هتبطلى زن فى ايامك دى وجعتيلى دماغى"
هيام:'هى البت "وتين" كانت بتعمل كل ده امتى وازاى
عايدة:"الواحد من ساعة ما اتجوزت وانتى اللى بقيتى تعملى الاكل مبقناش عارفين ناكل لقمة حلوة"
هيام:"انتى قصدك ايه بقى يا ماما بكلامك ده"
عايدة:"انا عمالة اعلمك وانتى مفيش منك فايدة فى حاجة خالص هتتجوزى ازاى بقى ان شاء الله"
هيام ببرود:"زى ما كل الناس بتتجوز"
عايدة:"لا يا شيخة ولما جوزك يطلب منك اكل هتعمل ايه"
هيام:'يشتريه من برا وفيها ايه يعنى"
عايدة:"وهو هيفضل طول عمره ياكل من برا يا عين امك"
هيام:'وفيها ايه مش احسن ما اضيع عمرى فى المطبخ والكنس والمسح"
عايدة:'هتفضلى طول عمرك هبلة يا هيام"
هيام:'انتى من الاول مكنتيش بتطلبى منى اعمل حاجة"
عايدة:"كانت وتين موجودة ومفكرتش فى يوم انها تتجوز قبل منك وتمشى وتقعدى انتى وابتدى اعلمك كل حاجة بنفسى"
هيام:"الله اعلم هى بتعمل ايه دلوقتى وعايشة ازاى"
عايدة:"عايشة فى هنا اكيد وزمان الشغالين حواليها شمال ويمين"
هيام:"اه هتبقى برنسيسة بجد واحنا اللى كنا بنتريق عليها ونقولها با برنسيسة اهو جه اللى هيخليها برنسيسة بجد بقى هى تقع على واحد زى ده ازاى نفسى اعرف هموت واعرف عرفته ووقعته ازاى"
عايدة:"مش قالت ان بنت اخوه تبقى صاحبتها"
هيام:"انتى بتصدقى الكلام ده صاحبتها منين اذا كانوا هم اصلا من القاهرة واحنا فى اسكندرية عرفتها ازاى يعنى بالاسلكى "
عايدة بتفكير:" صحيح عرفتها ازاى الموضوع ده فى إن بس مش كانت بتقول هتغرق ووتين انقذتها"
هيام:'دى تلاقيها حجة قولتلكم انها مش سهلة مصدقتيش الله اعلم هى عملت ايه خلاه ييجى يتجوزها بسرعة كده وياخدها ويمشى"
عايدة:'بس لو هو حتى غلط معاها هييجى يطلب أيدها ويتجوزها هو فى حد يعمل كده"
هيام:"فى حاجة فى الموضوع مش مفهومة ايه اللى جمع "وتين" بالراجل ده وخصوصا انتى شوفتيه عامل ازاى يعنى ده لو طلب بنت مين فى البلد توافق وبسرعة يقوم يتجوز وتين"
عايدة:"انتى هتوجعى دماغنا ليه بالموضوع ده اللى حصل حصل هو "أسامة" بقاله فترة مبيجيش ليه"
هيام:"مش عارفة حتى بقاله شوية حتى مبيتصلش عليا"
عايدة:"هو فى حاجة حصلت بينكم"
هيام:"لاء مفيش حاجة حصلت"
عايدة:'ما تكلميه جايز يكون تعبان ولا حاجة واحنا منعرفش"
قامت" هيام "بالاتصال على" أسامة" جاءها الرد متأخرا منه
هيام:"الو أسامة"
أسامة:'ايوة يا هيام فى حاجة"
هيام:"انتى بتسألنى انت مش واخد بالك ان بقالك فترة مبتجيش ولا حتى بتتكلم فى التليفون"
أسامة:"مفيش كنت مشغول شوية"
هيام:"كنت مشغول فى ايه بقى"
أسامة:"عندى شغل كتير فيها حاجة دى"
هيام:'انت بتكلمنى كده ليه"
أسامة:"انتى عايزة ايه يا هيام بالظبط"
هيام:'مش عايزة حاجة الظاهر من ساعة ما حبيبة القلب مشيت خلاص مبقاش ليا عوزه"
أسامة:'انتى قصدك ايه بكلامك ده"
هيام:"ولا حاجة سلام"
قامت "هيام "بغلق الهاتف فى وجهه قبل ان يتمكن من الرد عليها فإلى متى ستظل تقنع نفسها بأنها تستطيع منافسة "وتين "على قلب اى رجل كان
***
بعد ان انتهت من اخذ حمام دافئ خرجت ارتدت ملابسها ضبطت وضع حجابها ثم خرجت من الغرفة كان بيدها هاتفها تنظر اليه تتصفح الانترنت وتتابع اخبار السوشيال ميديا ولكنها لم تنتبه لخطواتها على السلم فكل تركيزها فى الهاتف الذى بين يدها زلت قدمها اطلقت صوتا عاليا اغمضت عينيها لكى لا ترى نفسها تسقط من على السلم شعرت بحالة من السكون فهى لا تشعر بأى الم من اثر سقوطها ولكنها تشعر بأنها اصطدمت بشئ آخر فتلك الرائحة تعلم من يكون صاحبها فتحت عينيها ببطئ لترى اذا كان ما تفكر فيه صحيحاً ام لاء وبالفعل وجدته هو فهى لم تسقط الا بأحضانه نظرت اليه بأعين مذهولة من ذلك الدفء الذى تشعر به الآن كانت واضعة يدها على كتفيه يضغط بيديه على خصرها صدر عنها أنين خافت لم يسعه سوى ان يضغط بيديه أكثر
ثائر بهمس:" مش تحاسبى وانتى نازلة على السلم كان ممكن تقعى"
وتين بتوهان:" ها اقع اقع فين هو ايه اللى حصل"
ثائر:" كنتى نازلة على السلم باصة فى التليفون وكنتى هتقعى لولا ستر ربنا ولحقتك"
وتين:" التليفون اتكسر"
ثائر بحنان:" فداكى هجبلك غيره المهم انك انتى كويسة ومفيش حاجة حصلت ليكى هو ده المهم عندى"
تنساب الكلمات من بين شفتيه تجعلها تشعر ان ما صار أشلاء هو قلبها وليس هاتفها لماذا هى غير قادرة عن الابتعاد عنه الآن؟ لماذا تريد ان تنتهى حياتها الآن على هذا الشكل؟فهى لن تصح لها فرصة كتلك مرة أخرى ان تنظر اليه بهذا الشكل فهى الآن أصبحت تتنفس رائحته وتتنفس أنفاسه الدافئة التى تضرب صفحة وجهها بدون رحمة او هوادة سرت الرعشة والرجفة فى اوصالها.ارتجاف جسدها بين يديه جعله يطبق بيديه على خصرها حتى تتوقف عن ذلك الارتجاف الذى سيهوى به الى حافة الهاوية.سمعوا وقع اقدام قادمة ابتعدت عنه سريعاً وهى تأخذ انفاسها بصعوبة فى حين انه لم يتحرك من مكانه كأنه ينتظر ان تعود الى أحضانه مرة أخرى
"فى الشركة" كان ينهى بعض اعماله وكلما يتذكر ما حدث يجد نفسه يترك ما بيده اراح جسده على كرسيه مغمض العينين يفكر فيما يحدث له فى تلك الآونة الأخيرة عندما اراد القدر ان يرمى تلك الفتاة فى طريقه. انفتح الباب ودلفت منه "سيلا" بابتسامة عريضة على شفتيها
سيلا:"هاى ثائر"
ثائر:"اهلا سيلا ايه المفاجأة دى"
سيلا:"فضيت نفسى شوية وقلت اجى اشوفك"
ثائر:"نورتى الشركة تشربى ايه"
سيلا:"ميرسى يا حبيبى مش عايزة حاجة غريبة فين "رمزى" مش شيفاه"
ثائر:"بيخلص معاملاتنا مع البنك وزمانه جاى ليه عيزاه فى حاجة"
سيلا:"لاء بس متعودة دايما اشوفكم مع بعض تقريبا بتفترقوا على النوم"
ثائر:"ودى حاجة مضيقاكى"
سيلا:"الصراحة انت بقى حواليك ناس كتير اوى مشاركينى فيك"
ثائر بتساؤل:"ناس مين دول قصدك مين"
سيلا:"رمزى" و"مريم"والبنت اللى طلعتلى فى الحظ دى اللى اسمها "وتين"
ثائر:"انتى ايه مشكلتك بالظبط يا سيلا"
سيلا:"انا عيزاك ليا لوحدى وبس يا ثائر"
ثائر:"ليكى لوحدك ازاى يعنى هو انا مثلا لعبة عيزاها ليكى لوحدك"
سيلا:مش من حقى"
ثائر:"بصى يا سيلا موضوع ان ابقى ليكى لوحدك وشغل التملك ده مبحبوش انا اتملك اه حد يملكنى لاء فهمتى يا سيلا ثم اللى بتتكلموا عنهم دول مليش غيرهم" رمزى" صاحب عمرى من واحنا صغيرين واتربينا مع بعض ومش بس كده لاء احنا كمان قرايب "مريم"تبقى بنت اخويا وملهاش حد بعد ربنا غيرى انا "
سيلا:"طب و"وتين"
ثائر:"هى ايه حكايتك انتى حاطة "وتين" فى دماغك ليه"
سيلا:"مش مرتحالها يا "ثائر" مش مرتاحة لوجدها معاك فى بيت واحد انت فى الاول والاخر راجل"
ثائر:"هى دى فكرتك عنى يعنى ان انا ممكن أجرى ورا اى واحدة"
سيلا:"ماهو ماهو"
ثائر:"ماهو ايه يا "سيلا" اذا كان انتى بكل جمالك ده ومتجاوزتش حدودى معاكى وانتى خطيبتى وهتبقى مراتى انتى عارفة كويس انا مفييش طبع الرجالة اللى بتجرى ورا اى حاجة فيها تاء مربوطة لان انا مش محتاج اعمل كده لو عايز حاجة هخدها بس بالاصول وبالشرع غير كده مش سكتى خالص يا "سيلا" مليش فى الشمال وربنا يكفينا شر الحرام وناسه"
سيلا:"هو انت زعلت لما اتكلمت معاك بخصوص "وتين"
ثائر:"عادى يا سيلا انا مخى كبير والا كان زمانى ضايع ومش عارف الدنيا دى ماشية ازاى"
سيلا:"طبعا يا حبيبى مشوفتش فى عقلك ولا حكمتك فى انك توزن الأمور كويس كنت عيزاك تدرسلى اخر صفقة لشركتى وشوف اعمل الديل ده ولا ارفضه"
ثائر:"معاكى سيولة تكفى تغطية الصفقة"
سيلا بابتسامة مغرية:"هو ممكن الفلوس تقصر معايا شوية وممكن انت تمولنى ولو الصفقة نجحت هرجعلك طبعا الفلوس كلها"
ثائر:"ابقى هاتى ورق الصفقة ادرسه"
سيلا:"اهو جبتهولك معايا"
ثائر:"انتى مكنتيش جاية تشوفينى بقى جاية علشان اشوفلك الصفقة"
سيلا:"ازاى تقول كده يا حبيبى لاء طبعا"
ابتسم 'ثائر "بسخرية فهو يعلم الآن انها لم تأتى الا لكى يرى هو ورق تلك الصفقة التى تريد التعاقد عليها ظل كلام "رمزى" يرن فى أذنه بأن علاقته ب"سيلا" علاقة فاترة ولا يوجد بها اى مشاعر
***
جلست "مريم"و"وتين" فى الجنينة ليلهو قليلا بعد العناء من المذاكرة كان يوجد ارجوحة كبيرة جلسوا عليها يضحكوا كالاطفال
مريم:"يلا بقى زقى شوية يا وتين انا زقيتك كتير"
وتين:"ماشى يا ستى هزقك واقعد جمبك المرجيحة دى حلوة اوى"
مريم:"تصدقى انا مكنتش بقعد عليها خالص الا بعد انتى ما جيتى"
وتين:"انا لو كان عندى مرجيحة زى دى مكنتش هقوم من عليها"
مريم:"واهى بقت عندك اهى يا ستى اتمرجحى براحتك قوليلى يا وتين"
وتين بضحك:"ياوتين"
مريم:"انا مش بهزر"
وتين:"طب اقولك ايه انتى مكملتيش كلامك فبالتالى انا مش عارفة اقولك ايه"
مريم:"كنت عايزة أسألك انتى مبسوطة معانا هنا ولا فى حاجة مضيقاكى"
وتين:"لاء يا مريم طبعا مبسوطة انا عايشة هنا عيشة مكنتش احلم ان اعيشها فى يوم من الايام"
مريم:"طب فى اى حاجة انتى نفسك فيها وعيزاها"
ارادت "وتين" القول انها لا تريد سوى ذلك القاسى المتحجر الذى تقسم "وتين" ان ما يوجد بين ضلوعه ليس قلبا مثل باقى البشر وانما حجراً من صوان ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
وتين:"تسلميلى يا مريم انتى ظهرتى فى حياتى فى وقت كنت خلاص كرهت حياتى كلها وبتمنى الموت علشان اخلص من العيشة اللى كنت عيشاها"
مريم:"وانتى كمان يا وتين بقيتى حاجة مهمة اوى عندى اللى مبقتش اقدر اتخيل حياتى من غيرها"
ابتسمت لها "وتين" لمحوا دخول" ثائر" ومعه" سيلا" و"رمزى" رأت "وتين" "سيلا" علمت انها ستبدأ الآن فى تلك الحركات الاستفزازية التى تكرهها "وتين" ستكلمها من طرف انفها بكل غرور وتعالى
ثائر:"السلام عليكم"
مريم ووتين:"وعليكم السلام"
رمزى:'عاملين ايه فى الدراسة والكلية"
مريم بخجل:"تمام يا رمزى شكرا لسؤالك"
رمزى بهيام:"بتقوليلى شكرا على ايه بس يا مريم"
لكزه "ثائر"فى كتفه حتى يفيق من تلك الحالة الغريبة التى تصيبه عندما يتحدث معها
رمزى:"ايه يا عم الحاج فى ايه"
ثائر بهمس لرمزى:"بطل شغل التناحة بتاعتك دى انت مش عامل اعتبار لوجودى ياض انت ولا ايه"
رمزى:"هو انا عملت ايه دلوقتى"
ثائر:"ابقى بص لنفسك فى المراية هتعرف فى ايه ياعم قيس"
رمزى:"طب ما تجوزنى ليلى يا عمى ينوبك ثواب"
ثائر:"عما الدببة اتلم احسنلك"
سيلا بغرور:"ازيك يا وتين"
وتين بسماجة:مش زيى حد والله لما شوفتك"
سيلا:"يعنى إيه مش فاهمة"
وتين:"يعنى نورتى البيت والدنيا كلها يا أبلة سيلا"
سيلا:"أبلة بتقوليلى ابلة"
وتين:"انتى اكبر منى فلازم احترمك عيب ولا غلط"
سيلا:ايه اكبر منك دى"
وتين:"طبعا حضرتك عندك ٣٠ سنة وانا عندى ٢١ سنة فى فرق تسع سنين بحالهم فعيب لو قولتلك "سيلا" بس كده"
رمزى بهمس لثائر:"بركاتك يا عم "ثائر" دى "وتين" استوت على الآخر"
ثائر:"انا متخيلتش انها بقت بالجرأة دى"
رمزى:"ولسه انت مشفتش حاجة بس صدقتنى انت اللى هتندم على جرأتها دى"
ثائر:"يعنى ايه مش فاهم"
رمزى:"بكرة تعرف يا"ثائر" لان مسيرك هتدوق قسوتها وجرأتها اللى بقت فيها دى"
ثائر بهمس:"بس بقت لذيذة اوى بشجاعتها دى دا شكلى هتسلى على الآخر"
رمزى:"وحياتك انت عندى لوتين اللى هتتسلى عليك وانت هتبقى راضى ومبسوط باللى بيحصل"
ثائر:"مش انا يا بابا اصحى لنفسك وشوف انت بتكلم مين انا "ثائر"فاهم يعنى ايه"ثائر"
رمزى:"ماشى مش انت عامل فيها شمشون الجبار بكرة هشوف دليلة هتعمل فيك إيه"
ثائر:"شكلك جعان لانك ابتديت تخرف"
سيلا:"شوفلك حل يا "ثائر" مع البنت دى"
ثائر:"ادخلى يا"سيلا" وانتى يا "مريم" ورمزى" وسيبولى "وتين"
نظرت"سيلا" ل"وتين" نظرة شماتة فهى تعلم ان"ثائر" لن يمرر لها ما حدث مرور الكرام ولا بد انه سيعنفها على ما فعلت
وجدت نفسها لوحدها معه نظرت اليه بتوجس وخيفة رأته قام بثنى أكمام قميصه على ساعديه رأت ذلك ابتلعت ريقها هل سيقوم بضربها مثلما كان يفعل سمير معها هل سيفعل ذلك حقا؟
ثائر:"كنتى بتقولى ايه بقى ل"سيلا" يا وتين"
وتين بخوف:'انا مغلطتش فيها"
ثائر:"انتى شايفة كده"
عندما قام برفع يده خافت بشده وضعت يدها على وجهها نزلت دموعها رغما عنها استغرب حالتها لماذا تبكى
وتين بخوف ودموع:"بلاش تضربنى مش هعمل كده تانى والنبى خلاص انا اسفة"
ثائر باستغراب:"اضربك! ومين قالك ان انا هضربك"
وتين بدموع غزيرة:"انا اسفةانا اسفة مش هضايقها تانى"
وكأنها اصيبت بحالة هستيرية فهى ترتجف بشدة واضعة يدها على وجهها كدفاع وتبكى وتتوسل اليه الا يمد يده عليها رأى ذلك شعر كأن احد خلع قلبه من مكانه لم يدرى بنفسه الا وهو يسحب يدها من على وجهها ويأخذها فى أحضانه وكأنها كانت بانتظاره ان يفعل ذلك فظلت تبكى فى أحضانه بقوة فكلما علا صوت بكاءها زاد من شدة ضمته لها وضعت يدها على ظهره تمسك ملابسه بقوة لا تريد افلاته حتى شعر بقوة قبضة يدها على ملابسه من شدة تمسكها به ولكن فعلتها هذه لم تزده الا اقترابا منها بشكل لم يحدث من قبل ظلت ذراعاه حولها حتى هدأت ولكنه لا يريد افلاتها من بين أحضانه يريدها ان تظل هكذا
ثائر بهمس:"بس يا وتين متعيطيش"
وتين:"هو انت كنت هتضربنى"
ثائر:"لاء طبعا انا عمرى مامديت ايدى على واحدة"
وتين:"امال انت رفعت ايدك ليه"
ثائر:"عادى كنت هعدل شعرى"
وتين:"يعنى انت مكنتش هتضربنى ولا تزعقلى علشان "سيلا" والكلام اللى حصل"
ثائر:"واضربك ليه يا "وتين" كل واحد ليه الحق يرد على اى انسان يضايقه بس من غير تقليل الكرامة"
وتين:"انا مقللتش من كرامتها انا بقولها على الحقيقة"
ثائر:"بس اللى متعرفهوش ان مفيش ست بتحب حد يكلمها عن عمرها سواء راجل او ست زيها"
لم تنتبه ان كل هذا ومازالت بين ذراعيه يضمها بذلك الحنان الطاغى فهى اخر مرة تتذكر قربه منها يوم زفافهم اثناء رقصهم سويا وايضا عندما كانت ستسقط من على السلم لم تنتبه الا عندما شعرت بضغط يده على ظهرها عند ذلك افاقت لحالها وانسلت من بين أحضانه بخجل شديد وتمنت أن لا يلاحظ احمرار وجهها عندها شعر بالضيق فهو كان سعيدا وهى بين ذراعيه
وتين بتوتر:"مش هندخل"
ثائر:"هندخل بس فى حاجة عايزك تعرفيها يا "وتين"
وتين:"حاجة ايه دى اللى عايزنى اعرفها"
ثائر:"عايز اقولك ان انا .....
***
رأيكم يا حلوين
( دمية فى يد غجرى)
البارت الثانى عشر
لم تنتبه ان كل هذا ومازالت بين ذراعيه يضمها بذلك الحنان الطاغى فهى اخر مرة تتذكر قربه منها يوم زفافهم اثناء رقصهم سويا وعندما كانت ستسقط من على السلم لم تنتبه الا عندما شعرت بضغط يده على ظهرها عند ذلك افاقت لحالها وانسلت من بين أحضانه بخجل شديد وتمنت أن لا يلاحظ احمرار وجههاعندما سحبت نفسها بهذه الطريقة شعر بالضيق فهوكان سعيدا وهى بين ذراعيه
وتين بتوتر:"مش هندخل"
ثائر:"هندخل بس فى حاجة عايزك تعرفيها يا وتين"
وتين:"حاجة ايه دى اللى عايزنى اعرفها"
ثائر:"عايز اقولك ان انا عمرى ما هفكر ان امد ايدى عليكى او ان انا اضربك انا عايزك يبقى عندك شخصية وتدافعى عن حقك قصاد اى حد ومتخليش اى حاجة تأثر فيكى او تخلى دموعك تنزل من عينك"
وتين:" انت ليه بتعتبر ان الدموع دايما ضعف ليه متفكرش ان دى وسيلة الواحد يخرج بيها اللى جواه علشان ميضغطش على اعصابه ويحصله حاجة او يوصل لحالة الانفجار"
ثائر:"انا بالنسبة ليا الدموع ضعف وقلة حيلة وسيلة بيستخدمها الضعفاء دايما "
وتين:"كل واحد حر فى وجهة نظره بس احب اقولك ان انا خلاص مبقتش ضعيفة ولا قليلة الحيلة ولا جبانة زى ما انت دايما تقولى"
ثائر:"امال دموعك اللى كانت من شوية دى ايه يا وتين"
وتين:"كانت ذكرى اليمة فى حياتى ظهرت من غير ارادتى"
ثائر:'شوفتى اديكى قولتى من غير ارادتك فين ارادتك بقى اللى تتحكم فى كل حاجة فين ارادتك اللى انتى لازم تتحكمى فيها مش تسيب الظروف هى اللى تتحكم فيكى"
وتين:"انت ليه عايزنى ابقى حجر مبيحسش زيك او معنديش قلب او ان احس ان قلبى ده لازمته بس انه يدق ويخلينى على قيد الحياة مش لازم يحس مش لازم يحزن مش لازم يفرح انت عايزه ميعملش حاجة غير انه يدق وبس زيك كده انا متأكدة ان قلبك ده حاجة بس مخلياك عايش مش اكتر بس فى الحقيقة ولو اتكلمنا جد انت معندكش قلب من الاساس "
ثائر بغضب:" أنا حجر يا وتين ومعنديش قلب ولا بحس"
وتين باستهزاء:" اه انا أسفة ان انا قولتلك كده المفروض الحجر هو اللى يزعل ان بشبهك بيه عن اذنك"
قالت ذلك تركته واقف مكانه عاقدا حاجبيه مذهولا من تلك الجرأة اللى اصبحت تمتلكها فهل تغيرت "وتين "حقا وهو كان السبب فى هذا التغيير هل ستصبح تتعامل بقسوة معه ولكن ماله ومالها فتفعل ما تريد هى لديها الحرية فتفعل ما تريد.. الحرية... تبا لك يا "ثائر" فأنت من جلبت هذا منذ البداية اردتها انسانة قوية بشخصية عنيدة فلك ذلك ولكن انت من ستذيقه اولا مرارة تمردها وعنادها ولسانها السليط
دلفوا إلى المنزل اجتمعوا جميعا على السفرة كان ينظر اليها من الحين والآخر ولكنها لا تنظر لاحد تأكل بصمت وكأنها لا تريد ان تنظر اليه او انها لا تريد ان تراه فهو يشعر الآن بالسخط الشديد لماذا لا تنظر اليه لماذا لا تجعله يرى تلك العينان التى اصبحت تلتمع بهم تلك القوة من التمرد لماذا لا تجعله يرى انعكاس صورته فى مقلتيها فهو لم ينسى عندما سقطت بين أحضانه ورأى تلك العينان عن قرب تلك العينان التى تطارده فى صحوه وفى منامه ترك الملعقة على الطبق بقوة احدثت جلبة انتبه عليها الجميع فلابد انه الآن يشعر ببعض العصبية وجدهم ينظرون اليه ما عداها فهى حتى لاتهتم بما يفعل هل وصل بها الأمر الى كل هذه اللامبالاة ؟
رمزى بتساؤل:"مالك يا ثائر فى ايه مالك متعصب ليه كده"
ثائر:"مفيش حاجة يا رمزى بتسأل ليه"
رمزى:"انت رميت المعلقة على الطبق كان فاضل شوية وتكسره دا الصوت خرم ودانا"
سيلا بدلع:"فى ايه يا حبيبى فى حد ضايقك يا روحى لو مضايق قولى"
قالت ذلك نظرت الى "وتين" التى رفعت رأسها تنظر اليها بتحدى سافر فهى كأنها تعلم ان سبب ضيقه وعصبيته بس كلامه معها
سيلا:"انا ملاحظة ان بقالك فترة مضايق يا حبيبى اكيد فى حد معندوش دم ولا ذوق زعلك حد مبيفهمش مخليك تخرج عن شعورك هم فى ناس كده وجودهم بيضايق"
اهدأى ...اهدأى ...ايتها الفتاة هكذا خاطبت نفسها قبل ان تتفوه بكلام ربما سيحول هذه الجلسة الى كارثة ربما تخبر تلك المتعجرفة انها ليست بغريبة فهى من تحمل اسم هذا الرجل حتى وان كان فى الخفاء تخبرها ان من المفترض ان تكون هى من تكون جالسة بجواره هى من تنعم بقربه هى من تشعر بدفء أحضانه وانها هى من تريد ان تكون ام لاولاده ولكن لن تستطيع التفوه بحرف من كل هذا فيجب ان ترى كل ذلك وقلبها يقطر غيرة ولوعة ولكنها لا تستطيع الكلام
ثائر:"قولتكلم مفيش حاجة انا كويس وانتى عارفة يا "سيلا" لسه متخلقش اللى يقدر يضايقنى وانا اسكتله او سيب حد يتخطى حدوده معايا"
ابتسمت بسخرية له رأى ذلك زادت حدة انفعاله هل وصل بها الامر إلى السخرية من كلامه أيضاً. ارادت ان تذهب الى غرفتها فهى لاتريد سماع المزيد من ذلك الحوار
وتين:"يلا يا مريم علشان نذاكر انا شبعت"
مريم: ماشى يلا بينا"
ثائر:"اقعدوا كملوا اكلكم انتوا مكلتوش كويس"
وتين:"حضرتك احنا شبعنا هتأكلنا بالعافية ولا هتعاقبنا ان احنا مخلصناش طبقنا وتحرمنا من المصروف"
ثائر بمكر:"لو عايزين تتعاقبوا مفيش مانع انتوا مكبرتوش على الضرب يا "وتين" وانا مستعد انسى مبادئ واعملها عادى"
مريم:"لاء وعلى ايه الضرب خلاص انا هاكل"
وتين:"وانا خلاص شبعت كفاية كده عن اذنكم"
ثائر بأمر:"اقعدى كملى اكلك يا وتين مش هتكلم تانى"
وتين بضيق:"بقولك شبعت شبعت احلفلك على مصحف ان انا شبعت ولا تحب اقولهالك بلغة تانية جايز انت مش فاهم جملتى او كلامى"
سيلا بانفعال:"انت ازاى ساكت على قلة ذوقها وادبها دى يا ثائر ها"
وتين:"انا مش قليلة الادب ولا قليلة الذوق انا قولت شبعت هو مش مقتنع هو حر اعمله ايه يعنى"
سيلا:"انتى ايه اصلا علشان تتكلمى معاه كده انتى نسيتى نفسك ولا ايه"
وتين بصوت منخفض:"انا لعبته اللى بيحب يلعب بيها لما يكون زهقان لعبته اللى خلاص مبقتش قادرة تستحمل اكتر من كده"
"عن اذنكم لما تخلصى يا مريم تعالى هستناكى فى اوضتى علشان نذاكر"
مريم:"ماشى هخلص اكل و هاجى وراكى على طول"
وتين:"عن اذنكم بالهنا والشفا على قلبكم ان شاء الله"
رمزى:'تسلمى يا وتين"
سيلا بصوت منخفض:"واحدة حقيرة بجد وقليلة الذوق"
سمعت "وتين" ذلك وقفت مكانها التفتت لهم بعد ان كانت ذاهبة الى غرفتها نظرت إلى "سيلا"
وتين:"صدقينى انا فى امكانى ارد عليكى بس عاملة احترام لصاحب البيت اللى سيبك تهنينى وسامع وساكت
سيلا:"انا هبقى صاحبة البيت واقول اللى انا عيزاه"
عند هذا تذكرت "وتين" انها مجرد ضيفة هنا لمدة معينة وان هذه المرأة من ستصبح سيدة المنزل وزوجة هذا الرجل الذي يجلس بكل برود ينظر اليهم كأنهم اثنان لا يعنيه شأنهم في شئ
وتين بوجع :"مبروك عليكى البيت وصاحب البيت كمان"
القت كلماتها ذهبت الى غرفتها هو يريد شيئا واحدا الآن ان يعاقبها على ما تفوهت به منذ دقائق ان يعاقب تلك الشفاه التى اصبحت تبتسم بسخرية ويخرج الكلام من بينهما حادا كشفرة السكين ..ولكن هذا ما كنت تريد لماذا الآن انت مستاء لهذه الدرجة فلابد ان تكون سعيدا فدميتك المفضلة اقتربت من قطع خيوطها ...ولكن صبرا هو لا يريدها ان تتخلص من تلك الخيوط يريد ان تكون دائما دميته التى اتضح ان ضعفها لم يكن سوى رماد يتأجج تحته لهيب التمرد فهو نفض ذلك الرماد واحيى تلك النيران التى اصبحت الان تشتعل بداخلها
وصلت الى غرفتها دلفت اليها فهى قد سئمت كل هذا التصنع فهى اصبحت تتصنع امام الجميع انها اصبحت قوية ولكن عندما تختلى بنفسها تعود "وتين" تلك العاشقة لذلك الرجل الذي أصبح معلمها وملقنها فنون القوة والقسوة اثناء تغيير ملابسها وجدت ان رائحة عطره ما زالت عالقة في ملابسها اخذت تستنشق تلك الرائحة بنهم وتلذذ وكأنها تريد ملئ رئتيها من رائحته تذكرت كيف كانت بين أحضانه تذكرت دفء ذراعيه انفاسه الدافئة التى كانت تتململ على وجهها نظره عيناه التى كان يكسوها الحنان صوت دقات قلبه وهى واضعة رأسها على صدره فلو كان الأمر بيدها لكانت ظلت بين أحضانه حتى تلفظ انفاسها الاخيرة ترحل من هذا العالم بقلب قد ارهقه كثرة العشق والشوق
انتهى العشاء صعدت "مريم" الى "وتين" فى غرفتها وذهبت "سيلا" الى منزلها كان يذرع الصالة ذهابا وإيابا تتأجج بداخله نيران حارقة وغضب عارم لو اخرجه من داخله ليحرق من حوله كان" رمزى" جالسا واضعا يده على وجنته ينظر اليه فهو يعلم الآن انه كالبركان بانتظار اى شئ حتى يثور وينفجر
رمزى:'مش تقعد بقى انت خيلتنى يا اخى رايج جاى رايح جاى روشتنى معاك"
ثائر:"مش عايز اقعد يا رمزى انا مرتاح كده واسكت خالص مش عايز اسمع صوت ولا طايق اسمع كلمة من حد"
رمزى:هو ايه اللى حصل لده كله يا ثائر وخلاك بالشكل ده'
ثائر:"انت مش شايف" وتين" اسلوبها بقى عامل ازاى ولسانها الطويل"
رمزى:"مش هو ده اللى انت عاوزه اشرب بقى يا ثائر انا حذرتك افتكرتنى بهزر متلومش غير نفسك"
ثائر:"انا اه عايزها شخصية قوية تدافع عن نفسها بس مش لدرجة انها بقت تسخر من كلامى وترد عليا بالطريقة دى"
رمزى:"ما تسيبها فى حالها بقى يا ثائر وكفاية عليها كده اللى انت بتعمله فيها"
ثائر:'اسيبها فى حالها ازاى يعنى مش فاهم"
رمزى:"يعنى ملكش دعوة بيها بقى وسيبها تخلص دراستها وينتهى العقد اللى بينكم ده بقى"
ثائر:"العقد !"
رمزى:"هو انت ناسى ان فى بينكم عقد اتفاق على الجواز"
ثائر:"فى ستين داهية العقد ده مش هخلى ورقة تبعدها عنى"
رمزى:"انت عايز ايه منها بالظبط يا" ثائر" علشان انا مبقتش فاهمك خالص وجننتنى معاك"
ثائر:"ولا انا بقيت فاهم نفسى ولا عارف انا عايز ايه"
رمزى:'يعنى ايه الكلام ده بقى"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف بالرغم من اللى انا بعمله بس عايزها لما تكون معايا تبقى بضعفها مش بتمردها ده"
رمزى:"سبحان الله فى طبعك انت عايزها ضعيفة ولا قوية ولا انت عايز ايه بالظبط دلوقتى"
ثائر:" عايزها تتعامل مع الكل زى ماهى عايزة لكن معايا عايزها بضعفها باحتياجها ليها أحس انها متقدرش تعيش من غيرى"
رمزى:'غريبة ما انت كنت دايما تقول انك عايزة واحدة تعتمد على نفسها تكون صاحبة قرارات ومتفضلش تزهقك بطلباتها علشان كده انت خطبت "سيلا"
ثائر :" الكلام ده كان زمان قبل ما اقابل وتين"
رمزى:"وايه اللى اتغير لما قابلت "وتين "يا ثائر"
ثائر:"حاجات كتير اوى اتغيرت يا رمزى"
رمزى:"زى ايه بقى الحاجات دى قولى يلا انا سامعك ومعاك للاخر"
ثائر بصراح:"بقيت حاسس انى متلغبط مش فاهم حاجة بقيت دلوقتى مش عايزها تغيب عن عينى عايزها قريبة منى ومتبعديش عنى عايزها تحسسنى ان اللى بين ضلوعى ده قلب مش لوح تلج ولا حجر عايز اعرف يعنى ايه حب يعنى ايه عشق يعنى ايه لهفة وشوق "
رمزى:"كلامك ده بقى خطير يا ثائر"
ثائر:"خطير ازاى يعنى يا رمزى"
رمزى:"انت دلوقتى ابتديت تتعلق بيها والمصيبة ان حضرتك خاطب ولسه مكمل فى خطوبتك دى لاء وكمان قربتوا تتجوزوا"
ثائر:"خايف اخطى خطوة اتصدم فيها جايز تكون مش عيزانى او ان يكون فى حد تانى فى حياتها اول يوم جت فيه هنا البيت نامت فى العربية بصحيها كانت بتنادى على حد وبتقوله يا حبيبى يعنى ممكن تكون هى مشغولة بحد او بتحب حد تانى او فى واحد شاغل تفكيرها"
رمزى:'ولما هى مشغولة بحد اتجوزتك ليه"
ثائر:"مش عارف جايز لسه مشغولة باللى اسمه "أسامة" ده"
رمزى:"اسامة مين ده كمان"
ثائر بغيرة:"دا الواد اللى خاطب هيام قريبتها دى واد تحس انه فرفور وملزق كده معرفش هى عاجبها فيه ايه"
رمزى:"وايه علاقة وتين بيه"
ثائر:"اللى عرفته انه كان عايز يرتبط بيها وهى كانت موافقة بس هيام وقعت بينهم وخطبها هى ويمكن علشان كده هى وافقت تتجوزنى علشان تبعد عن اسكندرية وعنه الظاهر انها كانت بتحبه وحبت تبعد عن هناك ولقت الجواز متى فرصة علشان تهرب منه ومتشفهوش قدامها وهو بيتجوز قريبتها"
رمزى:"انت بقيت عامل زى اللى بيلف فى دايرة مقفولة اللى خطيبتك مش حاسس بحاجة ناحيتها واللى المفروض مراتك مشدود ليها بس خايف لتكون بتحب حد تانى لاء دا كده فل اوى يا ثائر وكده تمام اوى"
ثائر :"مش يمكن "وتين" تنساه و تحبنى انا يا رمزى"
رمزى:"جايز ليه لاء بس كله يتوقف على معاملتك ليها"
ثائر:"ازاى يعنى"
رمزى:"يعنى عاملها باسلوب كويس حاول تبين اهتمامك بيها عاملها بحنية خليها تشوف منك معاملة تانية"
ثائر:"بس برضه خايف تستغل ده وتزيد فى تمردها وعنادها وانت عارف انا من النوع اللى مبحبش شغل ان فى واحدة تذل واحد بسبب حبه ليها دا انا كنت ادوس على قلبى بالجزمة ولا ده يحصل ابدا وانها ييجى عليها اليوم اللى تحط فيه من كرامتى ورجولتى وان انا اتقبل ده منها تحتى مسمى الحب"
رمزى:'صدقنى لو هى حبتك هتحسسك انك ملك قلبها وانك الرجل الوحيد فى عينيها وان مفيش حد ينافسك فى مكانتك دى عندها وعمرها ما تفكر انها تقلل من شأنك قدام حد بالعكس دى هتدافع عنك قدام اى حد يقول عليك كلمة مش كويسة"
ثائر:'ممكن ده يحصل فعلا"
رمزى:"ممكن اوى ليه لاء بس تصدق انا فرحان فيك يا "ثائر" ههههه
ثائر:"فرحان فيا ليه يا اخويا"
رمزى:"علشان ابتديت تحس باللى انا حاسس بيه جايز يكون فى قلبك شوية رحمة وتقدم ميعاد ارتباطى بمريم"
ثائر:"خلاص يا "رمزى" هى تخلص امتحانات ونشوف لو هى موافقة هخليكم تتجوزوا مش لازم تستنوا لما تنهى دراسة خالص"
رمزى بفرحة:"يا قلبى ياما انت بتقولى انا كده يعنى ممكن كام شهر و"مريم" تبقى مراتى اه قلبى انا مش مصدق"
ثائر...انت هتموتلنا فيها من الأول ما تثبت ياض انت رجالة ايه دى والنبى مش عارف"
رمزى:"والنبى ما انت كمان عمال تلف حوالين نفسك بسبب وتين وتاكل فى نفسك بسببها"
ثائر بتنهيدة:"مش عارف ايه اللى جرالى يا رمزى كأن انا مش أنا"
رمزى:"انا قولتلك عاملها بشوية حنان وحب وبلاش غباوة فالدنيا هتظبط ان شاء الله الستات عموما دايما بيحبوا يسمعوا كلام حلو يحسوا باهتمام اجوازهم بيهم وصدقنى الست لما جوزها يكون كويس معاها ويعاملها بما يرضى الله لو جابلها وردة كأنه جابلها العالم كله ودايما بتبقى عايزة تحس بالأمان وانها تكون واثقة ان فى سند وراها"
ثائر:"الظاهر من معرفتى ب"سيلا" افتكرت ان كل الستات بقت كده"
رمزى:"جايز "سيلا" استثناء لان برضه زى ما فى اللى عايزة يبقلها سند فى اللى عايزة ان مفيش راجل يتحكم فيها وانها عايز توصل وكل ما توصل عايزة اكتر كأنها عايزة تبقى ملكة العالم ناسية جانب مهم فى حياتها انها تبقى انثى وانا مش قصدى ان "سيلا" كده "سيلا" طبعا انت شايف هى جميلة قد ايه وطبعا مهتميه بمظهرها ومفيش فى شياكتها بس قلبها وعقلها ميعرفوش حاجة غير انها لازم تبقى سيدة اعمال ما حصلتش ده يحصل ازاى متعرفش المهم توصل والنوع الوصولى ده متعب لانه مبيشبعش كل ما ياخد عايز اكتر"
بات يفكر كيف سيكون تعامله مع تلك المتمردة الذى كان هو السبب فى تمردها فهولا يشغله الآن سوى ذلك الشعور الذى بدأ ينمو في قلبه بسبب تلك الفتاة
***
"فى منزل أسامة"
كانوا مجتمعين لتناول العشاء عندما بدأ والده يسأله عن مخططاته المستقبلية التى ينوى فعلها قريبا "
رفعت:"انت ناويت على ايه يا أسامة"
أسامة باستغراب:"ناويت على ايه فى ايه يا بابا مش فاهم"
رفعت:"فى موضوع جوازك يا ابنى هيكون ايه يعنى"
أسامة:" برضه مش فاهم ماله موضوع جوازى"
نادية:"يعنى يا حبيبى هتبتدى تجهز شقتك امتى وتشوف هتختاروا ايه فى عفش الشقة"
رفعت:"ايوة لان خطيبتك خلاص كلها كام شهر وتخلص دراسة"
أسامة ببرود:"واحنا مستعجلين على ايه الدنيا هتطير"
رفعت"ليه انت ناوى تقعد خاطبها طول العمر ولا ايه"
أسامة:"مش طول العمر ولا حاجة بس كله بأوانه وزى ربنا مايريد بقى"
نادية:'احنا مش فاهمين حاجة من كلامك ده يا أسامة وقصدك ايه بده كله"
أسامة:"مقصديش حاجة يا ماما"
رفعت:"انت بتلف وبدور على ايه ما تفهمنا انت بتفكر فى ايه متسبناش زى الأطرش فى الزفة كده"
نادية:'اوعى تكون بتفكر تسيبها يا أسامة"
أسامة:"وايه يعنى لو سبتها هو كل المخطوبين بيتجوزوا"
رفعت:"عايز تطلعنا عيال قدام الناس تخطبها شوية ولما تزهق تسيبها"
أسامة:'هو انتوا يعنى شوفتونى سبتها"
نادية:"انت من امتى وبقيت كده انت مبقتش ابنى اللى اعرفه كأنك واحد تانى انا معرفوش"
أسامة:"ده كله علشان ممكن اسيب هيام"
نادية:'علشان انت بقيت تتصرف تصرفات غريبة تيجى الاول تقولنا عايز تتجوز "وتين" ولما نروح نخطبها واحنا قاعدين تقول انا عايز اخطب" هيام" وتخطبها انتقاما من "وتين" دلوقتى عايز تسيبها بعد ما" وتين" اتجوزت "
تذكر "أسامة" كيف أصبحت "وتين" زوجة رجل آخر رجل ليس له سبيل لمنافسته لماذا لا يستطيع نسيانها لماذا كلما يحاول اقناع نفسه انها فتاة لا تستحق ان يتذكرها يجد ان قلبه رافضاً هذا الكلام الذى يقنع به عقله ولكنه مقتنع الآن ان لا يستطيع اكمال زواجه من" هيام" اراد التحدث معها بشأن فسخ الخطبة قام بالاتصال عليها
أسامة:"الو ايوة يا هيام"
هيام:"انت لسه فاكرنى يا أسامة"
أسامة"انا كنت عايز اقابلك علشان موضوع مهم عايز اكلمك فيه"
هيام:"خير موضوع ايه ده اللى عايز تكلمنى فيه"
أسامة:"مش هينفع الكلام في التليفون لازم اقابلك واشوفك"
هيام:'ماشى خليها كمان يومين علشان انا اليومين دول مش فاضية"
أسامة:"ماشى ان شاء الله سلام"
هيام:"مع السلامة"
بعد انتهاء المكالمة ظلت "هيام" تفكر ماهو الموضوع الذى يريد" أسامة" ان يتحدث معها بشأنه
هيام:ياترى هو عايز ايه منى أسامة وعايز يكلمنى فى ايه"
عايدة:"انتى بتكلمى نفسك يا "هيام" ولا ايه"
هيام:'لاء بس" أسامة "اتصل عليا قال عايز يشوفنى ويكلمنى فى موضوع مهم"
عايدة:'جايز عايز يكلمك فى ميعاد الفرح ولا حاجة"
هيام:"ادينى هشوف عايز ايه كمان يومين"
***
حاولت "وتين" إلهاء نفسها من هذا لكى تكف عن التفكير ب"ثائر' ولكن كيف السبيل الى ذلك وهى تراه امامها دائماً حتى فى أحلامها تجده دائما موجودا لاحظت" مريم" تغيرها أرادت أن تسألها مابها
مريم:"مالك يا وتين فى إيه"
وتين:"مالى فى ايه انا كويسة"
مريم:"ملاحظة انك من فترة وانتى مش على طبيعتك"
وتين:"لاء انا تمام بس جايز علشان الامتحانات قربت فمتوترة شوية"
مريم:"متأكدة ولا فى حاجة تعباكى انا دلوقتى بقيت اختك وصاحبتك وحبيبتك فقوليلى فى ايه"
وتين بابتسامة...صدقينى يا حبيبتى مفيش حاجة انا تمام"
مريم:"ماتيجى نستأذن من عمو ونروح سينما بكرة الواحد زهق من قاعدة البيت"
وتين:"وتفتكرى هيوافق ان احنا نخرج لوحدنا ونروح السينما"
مريم:"اهو هنقوله ونشوف يمكن يوافق"
وتين:"ماشى قوليله وشوفيه هيقول ايه"
مريم:"بس انتى كمان قوليله معايا يمكن نأثر عليه احنا الاتنين"
وتين بدون وعى:"هو عمك ده فى حاجة بتأثر فيه او بتأثر عليه"
مريم:"ليه بتقولى كده دا عمو حنين جدا"
وتين:"فعلا منكرش بس يمكن قاسى وصعب شوية"
مريم باعجاب:"وده اللى محليه زيادة دا فى ستات بتموت فيه بسبب شخصيته دى"
وتين بغيرة:"آه انتى هتقوليلى هو عمك بيحب خطيبته يا مريم"
مريم:"مش عارفة والله مش شايفة بينهم الحب اللى الواحد بيشوفه ده بين المخطوبين او اللى على وش جواز تحسى كأنهم اتنين داخلين صفقة يا تنجح يا تفشل"
وتين:"وهى دى تبقى عيشة"
مريم:'انتى تعرفى ان "سيلا' زى ما تكون لقت كنز ومش عايزة تسيبه او تفرط فيه"
وتين:"ازاى يعنى"
مريم:"سيلا عندها شركة بس مش هقولك انها كبيرة اوى زى شركتنا وان اللى عامل صيت لشركتها ارتباطها بعمو "ثائر" لان ليه اسم ومركز وساعات هو اللى بيمولها صفقات لشركتها وهى طبعا حابة ان يكون لها اسمها ولو على حساب اى حد"
وتين:"وعمك عارف انها كده وساكت"
مريم:"عمو من النوع اللى مبيخليش قلبه يتحكم فى تصرفاته بيحكم العقل بس"
وتين:"ودى هتبقى حياة بينهم لما يكونوا هم الاتنين عايشين مع بعض زى الآلات"
مريم:'اقولك على حاجه يا "وتين" ومتقوليش عليا هبلة"
وتين بمزاح:'قولى وانا مش هقول عليكى هبلة هقول عبيطة'
مريم:'كده ماشى يا "وتين" مش هقولك"
وتين:'لاء قولى بقى متعلقنيش وتسيبينى"
مريم:"انا نفسى انك تبقى انتى اللى مرات عمو بجد وتفضلى عايشة معانا هنا ومتسبيناش انا نفسى اشوف عمى عايش سعيد فى حياته يحب ويتحب مش يعيش مع واحدة تكلمه بالارقام والصفقات اقولك على حاجة مش هتصدقيها"
وتين:"حاجة ايه دى"
مريم:'ان عمو بالرغم من وسامته دى كلها والستات اللى عينها منه انه معرفش واحدة فى حياته غير" سيلا" بس وكمان ارتبط بيها علشان هو عاجبه تفكيرها وشخصيتها القوية زى المثل اللى بيقول اللى تعرفه أحسن من اللى متعرفوش"
وتين:"انتى عايزة تقنعينى ان عمك ايام جامعته مكنش خاربها زى اى شاب بيحب يصاحب بنات والجو ده وخصوصا انه وسيم وغنى والكلام ده كله"
مريم:"فعلا مصاحبش حد ولا كان فى حياته واحدة لما كان بابا يسأله على الموضوع ده يقوله طب هستفاد ايه لما اصاحب واحدة واضحك عليها بكلام وفى الاخر هسيبها وادور على غيرها هم برضه ولاد ناس اهلهم تعبوا فيهم فليه اكسر قلب واحدة ويييجى عليا الوقت اللى ربنا يبعتلى اللى يكسر قلبى"
استمعت "وتين" لكلام مريم بشئ من الاعجاب والتعجب ما تركيبة هذه الشخصية الغريبة كأنه يجمع جميع المتناقضات فى شخصيته
وتين:"عمك ده فعلا غريب أوى يا مريم"
ثائر:"وغريب فى ايه بقى يا وتين"
سمعت صوته نظرت خلفها وجدته واقفاً يحمل فى يده عدة حقائب ينظر اليها يرفع احدى حاجبيه من تعجبه من كلامها ظلت تنظر اليه بدون التفوه بكلمة واحدة فكلما تحاول فتح فمها للكلام و لكنها لا تجد كلمات تقولها ولكنها لا تعلم بأن حركة شفتيها الصامتة جعلته يدرك ان تلك الفتاة ستأخذه الى طريق الهلاك
مريم:"عمو ايه الشنط دى كلها"
ثائر بابتسامة:"كل سنة وانتى طيبة يا حبيبتى"
مريم:"تصدق والله ماكنت فاكرة ان بكرة عيد ميلادى"
وتين:"كل سنة وانتى طيبة يا مريم"
مريم:"وانتى طيبة يا "وتين" جبتلى ايه بقى"
ثائر:"دى حاجتك ودى حاجة وتين"
وتين باستغراب:''حاجتى انا ! بس انا مش عيد ميلادى بكرة"
ثائر:'عارف انه مش عيد ميلادك بس مش معنى كده ان مجبش ليكى هدية زى مريم"
وتين باستفزاز:" اه افتكرت ان انا زى" مريم" عندك ولازم اللى تجبهولها تجبلى زيه"
ثائر:" ودى حاجة مضيقاكى يا وتين"
ارادت القول انها حقا لا تريد تلك المعاملة التي يتعامل بها مع ابنة أخيه هى تريد معاملة من نوع آخر تريد الاقتراب أكثر منه تريد ان تغفو على صوت نبضات قلبه تريد ان يكون اول ما تراه عينيها عندما تفيق من نومها تريد ذلك القلب الذى علمت للتو انه ربما لم تسكنه أنثى من قبل
فتحت "مريم" و"وتين" الحقائب كانت عبارة عن فستانين بمشتملاتهم وايضا لكل منهم قلادة عبارة عن قلب يتوسطة زمردة جميلة اتسعت عيونهم من جمال تلك القلادتين
مريم:"الله ايه السلسلة الجميلة دى يا عمو"
ثائر:"عجبتك يعنى يا حبيبتى"
مريم:"دى تهبل يا عمو ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب"
ثائر:'ولا منك يا حبيبتى عجبتك يا وتين"
وتين بانبهار:"انا اول مرة اشوف حاجة بالجمال ده انا متشكرة جدا"
ثائر:"بكرة ان شاء الله عايزكم تلبسوا الفساتين دى علشان هنخرج نتعشى برا "
مريم:'احنا التلاتة بس"
ثائر:'لاء رمزى جاى معانا او بالاصح هو اللى عازمنا على العشا"
وتين:"احنا النهاردة كنا هنطلب منك نروح سينما بكرة"
ثائر:'مفيش مشكلة نروح سينما وبعدين نروح نتعشى"
مريم:'دا احلى عيد ميلاد ده ولا ايه"
ثائر:"مبسوطة يا مريم"
مريم بفرحة عارمة:"دا انا هموت من الانبساط ياعمو"
كانت تختلس النظرات له من حين لآخر ولا تجد ما تقوله فهو يجعلها تطير لسابع سماء ثم يجعلها تهبط لسابع أرض بمجرد كلمة ينطقها فهو بات يحيرها فكيف السبيل الى فهمه.اخذت كل من هن هديتها وذهبت الى غرفتها تتبعها نظراته وهى تتهادى فى مشيتها بتلك الخطوات الهادئة وتبتسم ل"مريم" تلك الابتسامة التى عندما يراها يشعر بنيران تشتعل بداخله تلتهم قلبه وتحرق اوردته التى صارت صارخة باسمها الآن فهو ان لم يسيطر على تلك الانفعالات ربما سيصل به الأمر إلى مرحلة هوس الامتلاك سيجعلها ملكه راغبة او معترضة فلن ينعم أحد غيره بالنظر اليها اوالاقتراب منها فهى ستكون له ولن تكون لسواه .افاق من حديثه مع نفسه متعجباً من كل تلك الافكار التى تراوده بشأنها فمنذ متى وهو هكذا تمتلكه رغبة الاقتراب من اى انثى كانت ولكنها ليست اى انثى فهى زوجته فياله من مسمى جعل تلك الابتسامة الجذابة ترتسم على شفتيه بالتزامن مع ضربات قلبه الجنونية
***
كان وضع خطته التى ستكون سبب دمار " ثائر العمرى" وهى التخلص من إبنه اخيه تلك الفتاة التى يعلم الجميع من تكون بالنسبة له فهو سيمحى اى احد يفكر فى ايذاء تلك الذكرى المتبقية من اخيه الراحل لذلك هو يريده ان يحترق قلبه ايضا على تلك الفتاة مثلما احترق على أبيها ثم سيمحيه هو ايضا من الوجود وكأنه على تصميم بجعل اسم عائلة ( العمرى) ينحدر وينحسر ولا يبقى احد منهم
" المرة دى مش عايز غلطة انتوا فاهمين "
الحارس:" بس يا باشا دى مبتخرجش لوحدها لو خرجت هو بيبقى معاها ولو راحت الكلية بيبقى السواق معاها بيوديها ويجيبها وهى من البيت للجامعة مش بتخرج فى اى حتة تانية الا اذا كان عمها معاها وانت عارفه اخر مرة ضرب الراجل بتاعنا وكسرله ضلعين وهو بس كان فاكر انه بيعاكسها دا لو كان عرف انه كان ممكن يقتلها كان زمانه خلص عليه"
" انا مش جايبك علشان تذكرلى محاسنه بسلامته انا عايز اشوف فعل انا مش مشغل معايا شوية اغبياء"
الحارس:" والله يا باشا بنفذ كل كلامك بالحرف بس مش عارف عمها ده بيطلع منين ذى ما يكون عارف احنا بنفكر فى ايه دايما يكون حاضر فى الوقت اللى هى بتكون فيه فى خطر"
" وايه اخبار البت اللى جت عاشت معاهم دى كمان عرفتوا حاجة عنها"
الحارس:" انت يا باشا بتقول انك عرفت انها قريبته احنا منعرفش حاجة تانية غير كده"
" والله يعنى انا اللى اعرف واجيب الاخبار وانتوا مبتعملوش حاجة كويس ان انا مبعتمدش عليكم انتوا بس يا شوية اغبياء"
الحارس بخوف:" اؤمر يا باشا اللى هتقول عليه هنفذه بالحرف الواحد"
" وهى خارجة من الكلية قبل ما تركب عربيتها تكون مجهز واحد يخبطها بالعربية"
الحارس:" طب ما ممكن نضربها بالرصاص"
" تضربها بالرصاص يا غبى فى مكان عام زى ده انا عايز الموضوع يبان انه حادثة مش حاجة متخططة"
الحارس:" أوامرك يا باشا ننفذ بعد بكرة علشان بكرة اجازتها من الكلية"
" ماشى ولو حصل غلط المرة دى قول على نفسك يا رحمن يا رحيم"
سمع الحارس هذا الكلام ابتلع ريقه بخوف فهو اذا اخفق فى تنفيذ كلامه سيرسله هو الى الجحيم سريعاً وبدون تردد
***
تجلس على تلك الارجوحة مغمضة العينين تشعر باهتزاز جسدها من حركة الارجوحة المستمرة لم ترى ذلك الذى يقف على مسافة ليست ببعيدة يتأمل تلك الملامح القاتلة والتى ربما ستكون بوابة عبوره الى جحيم الغيرة اذا صح ظنه وكانت تحب أحد آخر او ربما ما زالت تفكر فى ذلك الشاب المدعو " أسامة"الذى كرهه منذ ان رأه فتحت عيناها اعتدلت فى جلستها تنظر اليه باستغراب لماذا ينظر اليها بهذه الطريقة؟
وتين:" حضرتك بتبصلى كده ليه فى حاجة"
ثائر:" لاء مفيش "مريم" فين"
وتين" دخلت البيت علشان تجيب حاجة تاكلها"
ثائر:"آه متنسيش النهاردة هنخرج نحتفل بعيد ميلاد مريم"
وتين:" مش ناسية حضرتك وفاكرة"
ثائر:" عجبتك الهدية والفستان حلو ولا مش عاجبك"
وتين باقتضاب:" كويس شكرا لكرمك"
ثائر باستفزاز:" الشكر لله وانا قولتلك انتى زيك زى مريم عندى يا وتين"
وتين بغيظ:" اه عارفة يا عمو"
ثائر باندهاش:" عمو"
وتين باستفزاز قوى:" مش بتقول انا زى" مريم "يبقى لازم اقولك يا عمو زى هى ما بتقولك عن اذنك بقى يا عمو علشان اشوف هعمل ايه علشان بالليل نخرج نتفسح يمكن ربنا يرزقنى بعريس حلو كده وتجوزهولى"
قالت ذلك ارادت الذهاب وجدته يجذبها من يدها بقوة مرة واحدة حتى ارتطمت بصدره وقفت مذهولة بسبب قوة قبضة يده على معصمها الذى كان على وشك تحطيم عظامه ينظر اليها نظرات جحيمية تنبعث من عيناه جازاً بقوة على أسنانه يتحدث بنبرة صوت تحمل غضباً شديداً
ثائر:" انتى عايزة تتجوزى يا آنسة وتين"
وتين باستفزاز:" مش انت اللى كنت بتقول لما احب حد هننفصل وهتجوزهولى مش هو ده اتفاقنا ولا انت نسيت العقد اللى بنا والى حضرتك كاتب فيه شروط العبودية بتاعتى يبقى خلاص انا ربنا يكرمنى بحد كويس كده يعجبنى واخلص من العقد ده واعيش زى البنى ادمين الطبعيين"
ثائر بغيظ:" ومين ده بقى اللى عاجب الآنسة مراتى"
وتين بابتسامة سخرية:" مسيره هييجى بس انت بتقول انامراتك! تصدق انا كنت اصلا ناسية الحكاية دى خالص يا..عمو "
ثائر:" ناسية! مفيش مشكلة انا عندى استعداد افكرك واخليكى متنسيش الحكاية دى أبداً ولا تنسى انك مراتى”
عندما اراد الاقتراب منها لمح خروج ابنة اخيه اليهم وهو يقسم انه اذا لم تحضر " مريم " فى تلك اللحظة كان سيتصرف معها بطريقة أخرى تلك الطريقة التى ستجعلها "وتين ثائر العمرى" حقاً وليس مجرد حبراً على الورق وستظل تتذكر ذلك لما تبقى من عمرها
حضر "رمزى" الى المنزل مرتديا ملابس أنيقة جدا فاليوم ذكرى مولد حبيبته ويريد ان يجعله يوما مميزا لها كان "ثائر" ايضا يحرص على ان يكون يوماً مميزا لابنة أخيه فهو يشعر الآن بالسعادة بسبب خروجها من عزلتها وكل هذا بسبب تلك الفتاة التى ساعدتها على تحسن حالتها النفسية ولكن اوصلته هو إلى حالة اسوء بسبب تلك البراءة التى تمتلكها والتى ستكون السبب فى تحطيم كل حصونه المنيعة فتلك الحصون بدأت بالتصدع وقريبا ربما تتحطم وتنهار بشكل كامل
كانت كل من "وتين" و"مريم" فى غرفتها تنتهى من ارتداء تلك الملابس التى اهداها لهم "ثائر" فكانت الملابس متشابه باختلاف اللون فستان "مريم" باللون النيلى وفستان" وتين' باللون الوردى
نظرت الى نفسها فى المرآة بعد ان انتهت سحبت القلادة من علبتها الخاصة بها وارتدتها فهى اول مرة ترتدى شئ ثمين كهذا وليس من اى أحد فهى هدية من زوجها ابتسمت لنفسها فى المرآة فمن يراها لا يصدق انها هى نفسها "وتين" تلك الفتاة التى عانت الامرين بعد موت والديها ولكن اراد الله ان يجعل" ثائر" منقذها من كل هذا ولكنها عندما تذكرت ان اقامتها هنا اقامة محددة وان زواجها منه مجرد جواز شكلى وجدت نفسها تبكى بمرارة على حالها وضعت يدها على وجهها وبكت هل سيأتى يوم وتغادر هذا المنزل هل سيأتى يوم ويكون "ثائر" ذكرى فى حياتها فهى كيف ستتحمل ذلك؟ كيف تتحمل ان لا تسمع صوته حتى وان كان غاضباً ان لا ترى وجهه حتى وان كان عابساً؟ سمعت طرق على الباب ظنت انها "مريم"
وتين بدموع: "ادخلى يا مريم الباب مفتوح"
انفتح الباب ولكن الطارق لم يكن سوى "ثائر" استغربت وتين لماذا اتى الى غرفتها لماذا اتى اليها الآن و هو بتلك الجاذبية المهلكة لقلبها واعصابها بتلك الوسامة التى باتت تلعنها فبمجرد رؤيته يغلبها الشوق والحنين؟ فمسحت دموعها سريعا ولكنه لمحها
وتين:"ايوة فى حاجة حضرتك عايز حاجة خير"
ثائر:"وتين انتى كنتى بتعيطى ولا ايه"
وتين بتوتر:"لا ابدا وهعيط ليه ايه اللى يخلينى اعيط يعنى مفيش حاجة"
ثائر:"انتى بتكذبى عليا يا "وتين" ولا على نفسك"
وتين بقلة حيلة ونبرة حادة:''حضرتك عايز ايه دلوقتى هو انت واقفلى على الواحدة بتعد عليا حركاتى ناقص تعد عليا انفاسى اللى بتنفسها كمان حتى لما اعيط تقولى بتعيطى ليه هو ممنوع ان اعيط كمان حرام يعنى ولا ايه"
ثائر بعصبية:"انتى مش ملاحظة انك بقيتى حادة في كلامك معايا اوى يا "وتين" ولسانك بقى طويل أوى ومش عاملة احترام لحد"
وتين:"ماهو انت السبب فى اللى انا فيه عياط مش عايزنى اعيط لو حد كلمنى تزعقلى وتقولى ردى عليه تقولى يا جبانة انتى معندكيش شخصية انت عايز منى ايه بقى حرام عليك سيبنى فى حالى انت مفيش حاجة تشغلك عنى وترحمنى بقى انت دلوقتى زعلان من حدتى فى الكلام ولسانى الطويل مش هو ده اللى انت عايزه وانا مقدرش ازعلك وخلاص هو ده هيبقى اسلوبى من هنا وجاى خلاص "وتين" لعبتك خلاص قطعت خيوطها ومش هتسيبك انت او غيرك يضايقها بعد كده خلاص"
كانت تتحدث بسرعة حتى انها لا تلتقط انفاسها كأنها تريد ان تبوح بما داخلها والا وصلت الى حافة الانهيار لم يعلم ان وصل بها الأمر الى هذا الحد من التمرد
ثائر بتأثر"وتين انتى بتكرهينى علشان اللى بقولهولك ده بتكرهينى علشان كنت عايزك تبقى قوية قولى يا وتين"
لم تنطق بكلمة فماذا تقول له ؟هل تقول انها لاتحبه فقط بل تعشقه؟ هل تقول انها اصبحت لا تتمنى شئ فى حياتها سواه هو؟ هل تقول انها لا تتمنى الا ان تكون بين ذراعيه حتى تفارق الحياة؟
ثائر بحدة:"ردى عليا انتى بتكرهينى قوليلى انتى عايزة ايه بالظبط يا وتين علشان ابقى عارف"
حسناً فهى لن تستطيع كتمان أمرها أكثر من ذلك وجدت نفسها تخبره بما تريده بصوت اشبه بالصراخ
وتين بانفعال قوى"عيزاك انت انت يا "ثائر "ومش عايزة حاجة تانية فى حياتى عايزة قلبك عايزة اكون ملكك انت مش ملك اى حد تانى"
ثائر:"عيزانى انا ليه يا وتين"
وتين بعاطفة قوية:"علشان بحبك"
***
رأيكم يا حلوين
(دمية فى يد غجرى)
البارت الثالث عشر
لم تنطق بكلمة فماذا تقول له هل تقول انها لاتحبه فقط بل تعشقه ؟ هل تقول انها اصبحت لا تتمنى شئ فى حياتها سواه هو؟ هل تقول انها لا تتمنى الا ان تكون بين ذراعيه حتى تفارق الحياة؟
ثائر:"ردى عليا انتى بتكرهينى قوليلى انتى عايزة ايه بالظبط يا "وتين" علشان ابقى عارف"
حسناً فهى لن تستطيع كتمان أمرها أكثر من ذلك وجدت نفسها تخبره بما تريده بصوت اشبه بالصراخ
وتين بانفعال قوى:"عيزاك انت انت يا" ثائر" ومش عايزة محاجة تانية فى حياتى عايزة قلبك عايزة اكون ملكك انت مش ملك اى حد تانى"
ثائر:'عيزانى انا ليه يا وتين"
وتين بعاطفة قوية:"علشان بحبك"
ثائر:"وتين وتين انتى روحتى فين مالك مسهمة كده ليه بكلمك مبترديش"
فاقت من تخيلاتها على صوته يحدثها فتصريحها له بحبها لم يكن سوى حلم من مخيلتها افاقت منه على صوته ينادى باسمها
وتين:"ها انت كنت بتقول ايه معلش ماخدتش بالى اصل سرحت شوية"
ثائر:"كنت بسألك بتعيطى ليه يا وتين ايه اللى مضايقك"
وتين:"لا ابدا مفيش حاجة بس افتكرت اهلى فعيطت دى كل الحكاية"
ثائر بعدم اقتناع :" انتى متأكدة من الكلام ده يا وتين"
وتين بتعب:"ايوة مش يلا بينا احسن ما نتأخر على" مريم" و"رمزى" علشان الصراحة انا مش فيا حيل اناهد واجادل معاك علشان انت مبتقتنعش بسهولة وانا دماغى وجعانى"
ثائربغيظ:" دماغك وجعاكى! ماشى يلا بينا ولينا كلام تانى مع بعض"
وتين:" لا تانى ولا تالت هو انت ليه لما اقولك على حاجة مبتصدقش وتفضل تزهق فيا لحد ماهتجبلى انهيار عصبى"
ثائر بنصف ابتسامة وبرود:" الف سلامة عليكى من الانهيار العصبى يا" وتين" هو انا يرضينى برضه ان يجيلك انهيار عصبي لاء متقوليش كده"
وتين بنفاذ صبر:" الصبر من عندك يارب"
ثائر ببرود:" مش يلا يا آنسة وتين"
هبطوا الى الأسفل وجدوا "مريم" و"رمزى" بانتظارهم
رمزى:" ايه يا عمنا ده كله بتلبس انا قربت انام وانا قاعد"
ثائر:" خلاص جيت اهو يا اخويا بس ايه الشياكة دى كلها"
رمزى:" ليه حد قالك عليا ان انا معفن ولا ايه دا انا مفيش فى شياكتى اتنين"
مريم:" ايوة افضلوا اتكلموا على ما نوصل السينما يكون الفيلم خلص"
ثائر:" علشان خاطرك انتى بس يا حبيبتى"
مريم بابتسامة:" تسلميلى يا عمو ياقمر انت"
وتين فى سرها:" أمر بالستر الله يسامحه على اللى بيعمله فيا"
ذهبوا جميعا الى السينما قام "رمزى" بشراء التذاكر فاقترحت "مريم "على "وتين" ان يذهبوا لشراء الفشار ذهبت "وتين" معها وظل "ثائر" مكانه حتى عاد اليه" رمزى"
رمزى:''هم راحوا فين "مريم" ووتين"
ثائر:" راحوا يشتروا فشار"
مريم:" احنا جينا اهو مش يلا بينا ولا ايه"
ثائر:"يلا يا حبيبتى"
عندما تسمع منه هذه الكلمة تسأل نفسها كيف سينطقها لمحبوبته فهى تسمعه يقولها لابنة اخيه بما يكنه من حب وخوف لابنة اخيه فما بال عندما ينطقها للمرأة التى ستكون زوجته حقاً .فربما عندما يتزوج من "سيلا' سيمطرها بوابل من عبارات الغزل التى ستخرج منه تتمكن من حواسها فهى لا تصدق ان يمكن ان تظل" سيلا"
ببرودها هذا كثيرا وخاصة اذا توود لها رجل مثله.فلو تبادلت الأدوار واصبحت هى حقاً زوجته وتسمعه يخبرها بكل تلك العبارات التى تسمع عنها فربما ستسقط صريعة الهوى
جلست "وتين" و"مريم" بين" ثائر "ورمزى "وتين" بجانب "ثائر" و"مريم" بجانب" رمزى' بدأ عرض الفيلم على تلك الشاشة الكبيرة وساد الصمت وانطفأت الأنوار اندمجت "وتين" فى مشاهدة الفيلم لدرجة انها بدأت اكل الفشار وبدأت تضع منه فى فم" ثائر" بدون وعى منها وبدون انتباه كان مستمتعا بذلك ويبتسم من حين لاخر فربما هى تظن انها تضع الفشار فى فم" مريم" ولكنه تمنى ان لا تلاحظ ذلك وتظل هكذا يشعر بملمس اصابعها على شفتيه التى جعلته يغمض عينيه من وقت لاخر فمالها تلك الفتاة كأنها اصبحت تتفنن فى ارسال تلك التيارات الحارقة فى قلبه وجسده ولكن ضغط بأسنانه بدون قصد منه على أطراف اصابعها فصدر عنها أنين خافت
وتين بوجع:"اااه ايدى يا مريم انتى هتاكلى ايدى حرام عليكى"
مريم بصوت منخفض:"هو انا عملت حاجة فيكى يا وتين"
وتين:"بأكلك فشار تقومى تعضينى"
مريم:"فشار ايه انتى مأكلتنيش حاجة"
وتين:"لا والله انا عمالة اكلك فشار بقالى شوية"
مريم:"احلفلك ان مكلتش حاجة حضرتك كنتى بتأكلى عمو ثائر"
فتحت عيناها على وسعهما كيف لم تلاحظ ذلك نظرت بهدوء جوارها وجدته يبتسم لها شعرت بأن وجهها اصبح شديد الاحمرار من فرط خجلها
ثائر:"انتى مالك فى ايه"
وتين:"انت سايبنى ااكلك وانا فكراك مريم"
ثائر بابتسامة جذابة:"هو فى حد يلاقى حد يأكله ويقول لاء ما تكملى جميلك بقى واعتبرى انك معرفتيش انه انا واكلينى فشار"
وضعت "وتين" الفشار بين يديه وهى تريد معجزة تنقذها من هذا الاحراج ومن كلامه الذى تسمعه منه لاول مرة منذ معرفتها به
ثائر بغيظ:"بقى كده انا اللى غلطان ان عضيت صوابعك"
انتهوا من مشاهدة الفيلم خرجوا من السينما فى طريقهم الى المطعم الذى سيتناولون فيه العشاء
رمزى:"يلا بينا على المطعم بقى انا حاجزلكم فى مطعم راقى جدا حكاية"
ثائر:"والله تلاقيك فى الآخر عازمنا على عربية فول ولا كبدة فى الشارع"
رمزى:"عيب عليك يا صاحبى انا اعمل كده دا انا "رمزى" برضه"
مريم:"هتودينا فين بقى يا رمزى"
رمزى بحب وبهمس:"هوديكم مكان جنة يا حوريتى"
ثائر:"حبيبى خف ها واحترم نفسك بقى احسن ما اضلملك الليلة دى ها"
رمزى بغيظ:"انت بتطلعلى منين نفسى اعرف"
وتين بابتسامة:"استهدوا بالله ويلا نشوف هنروح فين بلاش خناق"
رمزى:"علشان خاطرك انتى و"مريم" بس يا وتين"
ثائر:"انت هتمشى ولا اخدهم واروح أحسن انت رغاى ومش هتخلص فى يومك"
رمزى:"يلا بينا يا غجرى"
ثائر:"والله لولا ان النهاردة عيد ميلاد مريم ومش عايز ازعلها كنت خليتك تبات النهاردة فى المستشفى"
مريم باندفاع:"بعد الشر عليه"
رمزى بابتسامة:"تسلميلى يا مريم"
وصلوا الى المطعم فكان حقا مكان راقى جدا جلسوا على الطاولة المحجوزة لهم تناولوا العشاء وبعد الانتهاء لاحظوا قدوم احد الجرسونات يحمل بيده قالب حلوى به صورة ل"مريم" بمناسبة عيد ميلادها
مريم بفرح:"ايه ده وكمان تورتة"
رمزى...دى اقل حاجة علشانك يا "مريم" كل سنة وانتى طيبة"
مريم:" وانت طيب وتسلم يا رمزى"
ثائر:"من امتى الحركات الشيك دى"
رمزى...هو انت بتدينى فرصة اعمل حاجة انا ييجى منى وربنا بس ادينى انت فرصتى بس وهوريك العجب"
وتين:"كل سنة وانتى طيبة يا مريم"
مريم:" وانتى طيبة يا "وتين" وتسلمي يا حبيبتي"
قامت "مريم "بتقطيع قالب الحلوى بابتسامة مشرقة وقلب يتراقص من الفرحة فهى الآن سعيدة جدا
بعد الانتهاء ارادت "مريم "و"وتين" الذهاب إلى الحمام
وتين بهمس:"مريم تعالى نروح الحمام"
مريم:'ماشى يلا بينا"
ثائر:"انتوا رايحين فين"
مريم:"هنغسل ايدينا وجايين يا عمو"
ذهبت "مريم" و"وتين" لاحظ "ثائر" ان هناك شابين ينظرون اليهم عقد حاجبيه ولاحظ ايضا انهم ذهبوا خلفهم
ثائر:"رمزى قوم"
رمزى:" نقوم نروح فين فى إيه اللى حصل"
ثائر:"فى شابين شكلهم كدا ماشيين ورا "مريم" ووتين"
رمزى:"ايه نهارهم مش فايت"
تتبع "ثائر" هذان الشابان وجدهم يدخلون الحمام الرجالى استمع هو و"رمزى" الى كلامهم
الشاب الاول:" شايف القطتين اللى كانوا قاعدين دول"
الشاب الثانى:"اااه حاجة تهبل الاتنين يتاكلوا اكل"
الشاب الاول:'يلا بينا نستناهم قبل ما يرجعوا للتربيزة بتاعتهم يمكن الصنارة تشبك"
الشاب الثانى:''بس هم كانوا قاعدين مع اتنين ليكونوا اجوازهم"
الشاب الاول:"انا بصيت فى ايدهم كويس مفيش دبل ولا حاجة ممكن يكونوا قرايبهم"
الشاب الثانى:"ماشى يلا بينا دا احنا هنتسلى والا البت اللى لابسة فستان وردى دى يخربيت جمال امها بعنيها اللى بتلمع زى عينين القطط
الشاب الاول:"تبقى حلال عليك اخد انا البت التانية هى حلوة اوى هى كمان دول حاجة عظمة أوى تفتح النفس المقفولة"
استمع كل من "رمزى "وثائر" لكلام هذان الشابان ابتسم "ثائر" ابتسامة خبيثة تحمل نوايا شريرة حسناً هل ينوى هذان الشابان التطاول على زوجته وابنه أخيه فليعلمهم درس صغيرا لن ينسوه علم "رمزى" علام تدل تلك الابتسامة قام "ثائر" بخلع جاكيته وقام بثنى اكمام قميصه وخلع ساعته اعطاهم لرمزى
ثائر:" استعنا على الشقا بالله "
رمزى:'انا اهو بقولهالك لاول مره انا عايزهم شاورما"
ثائر:"بس كده وهجبلك معاهم بطاطس محمرة وكانز علشان تهضم"
رمزى:"يلا يا بطل وانا هراقبلك الجو هنا ومش هخلى حد يدخل لحد ما تخلص واقفل الباب وراك"
دخل "ثائر "ومن سوء حظ هذان الشابان انهم بمفردهم فى الحمام اغلق الباب خلفه استند عليه يضم ذراعيه على صدره تعجب الشابان من تصرف "ثائر" ولماذا ينظر اليهم بهذه الطريقة
ثائر:"كنت بتقول ايه يا حبيبى انت وهو بقى مين القطتين اللى عجبونكم دول"
الشاب الاول:'انت مين انت وبتتكلم كده ليه"
ثائر:'انا عمو يا حبيبى متخافش انا هعرفكم غلطكم بس"
الشاب الثانى:"انت مجنون ولا ايه وعايز ايه وقفلت الباب ليه"
ثائر:"انا بس قفلته مش عايز حد يقطع علينا لحظتنا الحلوة دى انا وانتم"
الشاب الاول:'انت عايز مننا ايه وتقصد ايه بكلامك ده"
ثائر:"هتعرف دلوقتى انا اقصد ايه"
هجم "ثائر" عليهم يناولهم من الصفعات والضربات مماجعلهم غير قادرين على الحركة فكلما يتذكر ان هذا الشاب الذى بين يديه كان يمدح جمال زوجته وخاصة عيناها يزيد فى ضربه أكثر فلا يحق لاحد النظر الى تلك العينان سواه كان "رمزى" بانتظاره خارج الحمام لاحظ قدم احد الاشخاص
رمزى:'حضرتك رايح فين"
الرجل :"هدخل الحمام"
رمزى:" للأسف الحمام هنا فى مشكلة كبيرة والسباك جوا بيصلحها فحضرتك فى حمام فى الدور التانى ممكن تدخله"
الرحل:"اه ماشى شكرا"
انصرف ذلك الرجل وجد "رمزى" "ثائر" يخرج من الحمام بعد ان قام بغسل يده ووجهه بعد العراك
رمزى:"عااااااش يا وحش ادى الهمة ولا بلاش"
ثائر:"هات الجاكت والساعة زمان "مريم" و"وتين" بيدوروا علينا"
ارتدى ساعته وجاكيته وعادوا الى الطاولة كأن شئ لم يحدث
وتين:'انتوا كنتوا فين ده كله"
ثائر:'كنا فى الحمام"
مريم:"انتوا اتأخرتوا هناك اوى ليه كده"
رمزى:"خلاص احنا جينا اهو مش يلا بينا بقى نمشى ولا ايه"
مريم:"بسرعة كده مش هنقعد شوية"
رمزى:" ماهو قبل البوليس ما ييجى ونقضى بقية الليلة فى القسم"
وتين باستغراب:'بوليس ايه وقسم ايه"
ثائر:"ولا حاجة "رمزى' بيحب يهزر بس كفاية كده ويلا بينا نروح'"
عادوا الى المنزل دخلت "مريم" و"وتين" نادى "رمزى" على" ثائر"
رمزى:'ثائر انت مش ناوى تقول لمريم بقى حرام عليك انا استويت"
ثائر:'ياعم هقولها دا انت زنان اوى"
رمزى:"ما تخلص يا عم بقى ايه ده هتفضل معذبنى كده كتير'
ثائر:"خلاص هكلمها ماشى"
رمزى:"اما اشوف ولو وافقت تخلص امتحان ونتجوز ماشى انت فاهم ولا لاء"
ثائر:'انت كمان بتأمرنى يا حيوان"
رمزى:"حيوان! انت بتشتمنى يا غجرى يا شوارعى"
ثائر:"بقى كده طب متخلنيش احلف انك مش هتشوف ضفر مريم الا لما تخلص دراستها خالص"
رمزى:'اهون عليك يا "ثائر "يا حبيبى دا انت برنس والله برنس"
ثائر:'دلوقتى بقيت برنس ما كنت غجرى وشوارعى من شوية"
رمزى:"ما تاخدش على كلامى خالص ماشى يا حبيبى"
ثائر:"ماشى يلا غور روح نام ورانا شغل الصبح"
رمزى:" حاضر هغور كاتك نيلة فى شكلك"
ثائر:" يلا يا جزمة من هنا"
رمزى:''تصبح على خير"
ثائر:"وانت من اهله"
انصرف رمزى دلف "ثائر" الى المنزل وجد كل من" مريم" و"وتين" ذهبوا الى غرفهم قام بالدق على باب غرفة" مريم"
ثائر:"مريم انا عمو ادخل"
مريم:"ادخل ياعمو"
فتح "ثائر" الباب ودلف الى الغرفة جلس على اريكة موضوعة في الغرفة طلب منها ان تجلس بجواره
ثائر:"تعالى يا مريم اقعدى جنبى عايز اكلمك فى موضوع مهم"
مريم:"خير يا عمو حصل حاجة"
ثائر:"لاء يا حبيبتى متخافيش كده دى حاجة تخصك"
مريم:"خير قول انا سمعاك"
ثائر:"رمزى طلب ايدك منى رأيك ايه"
سمعت "مريم" ذلك هرب الكلام منها شعرت بتزايد دقات قلبها فهل حقا "رمزى" طلبها للزواج
مريم بكسوف:"عمو انت بتقول ايه"
ثائر:"اللى سمعتيه يا مريم ها اقوله ايه علشان هو قرفنى الصراحة من كتر الزن"
مريم:"اللى حضرتك تشوفه"
ثائر:"انا عايز اعرف رأيك لان مش انا اللى هتجوزه انتى موافقة"
هزت رأسها علامة الموافقة بدون ان تنطق حرف واحد
ثائر بابتسامة:" ماشى الف مبروك يا حبيبتى"
مريم:"الله يبارك فيك وتسلملى يارب"
ثائر:'يلا انتى نامى وارتاحى تصبحى على خير"
مريم:"وانت من اهله يا عمو"
بعد خروجه من الغرفة واغلق الباب خلفه ظلت "مريم" تقفز من شدة فرحتها فاليوم اجمل يوم بحياتها فاليوم عيد ميلادها وايضا "رمزى" طلب يدها للزواج"
خرج من غرفة "مريم" صعد متجه الى غرفته ولكن نفسه اغرته بالطرق على باب غرفة "وتين" فهو يريد ان يراها قبل نومه وبالفعل سبقته يده فى الطرق على الباب قبل ان يقنعه عقله ويذهب إلى غرفته
وتين:"ايوة مين اللى بيخبط"
ثائر:"انا ثائر"
وتين:" آه ثوانى بس"
قامت سريعا بارتداء اسدالها بعد ان كانت ترتدى ملابس للنوم قامت بفتح الباب رأته بتلك الطلة الجذابة التى تشعرها بانفلات قلبها من بين ضلوعها
وتين:"ايوة فى حاجة"
ثائر:"لاء بس كنت عايز اقولك تصبحى على خير"
وتين:"وانت من أهله"
سمعت "وتين" رنين هاتفها ذهبت للرد عليه اراد معرفة من يتصل بها فى هذا الوقت فدخل خلفها رأت "وتين" رقم لا تعرفه
وتين:'الو مين"
ولكنها لا تسمع رد على الطرف الآخر فقامت بغلق الهاتف
ثائر:"مين ده اللى بيتصل عليكى فى الوقت ده"
وتين:"مش عارفة محدش بيرد جايز نمرة غلط"
ثائر بهجوم:'نمرة غلط ! "
وتين:'ايوة وفيها ايه دى عمر ما حد رن عليك من نمرة غلط"
ثائر:"لما تلاقى رقم غريب ماترديش تانى انتى فاهمة"
وتين:"ما يمكن يكون فى حاجة حصلت علشان كده برد لكن لو حد بيستظرف بعمله بلوك ثم ان حضرتك بتكلمنى ليه كده انا حرة اعمل اللى اعمله انت ملكش تحاسبى"
امسكها من ذراعها ضغط عليه بقوة وهو يجز على اسنانه من الغيظ بسبب سلوكها وأسلوبها فى الرد عليه
ثائر:"اتكلمى معايا عدل احسن ليكى يا" وتين" واعرفى انتى بتكلمى مين انتى فاهمة ولا مش فاهمة"
وتين بتحدى:"سيب دراعى انت وجعتنى انت هتستقوى عليا علشان ربنا رزقك بشوية قوة و عضلات "
ثائربغضب:"صدقينى لو محترمتيش نفسك فى الكلام مش دراعك بس اللى هيوجعك يا وتين وهندمك ندم عمرك"
وتين:"انت قصدك ايه بكلامك ده"
ثائر:'قصدى انك تعرفى انتى بتتكلمى مع مين علشان متجبيش لنفسك الكلام والمشاكل"
وتين باستهزاء:"حاضر ياعمو ولا أقولك يا "ثائر" بيه "
ثائر:"برضه بتستهزئى بكلامى يا وتين"
وجد نفسه يقترب منها يحيط وجهها بين يديه يقتص من تلك الشفاه الساخرة شعرت بأنه سحب انفاسها اصابت حواسها الشلل فهو كأنه يعاقبها ولكن تحول العناق من عقاب الى لهفة وشوق فازداد قربه منها بشكل لم يحدث من قبل وجدت نفسها تضع يديها حوله تهمس بإسمه من شفتيها فهو اول مرة يسمع منها اسمه بهذه الطريقة
وتين بهمس مرتجف:"ثائر"
ظل "ثائر" يعانقها بقوة فهو لا يريد افلاتها من يده اراد ان تظل هكذا تردد اسمه بهذا الهمس المرتعش من شفتيها
خفض يده من على وجهها وضع احدى يديه خلف عنقها كأنها غضن شجرة ربما سيقتلعه من مكانه اذا هى تحدته فى تلك الحالة المتيمة التى أصبح عليها ولكنها لم تفكر فى الاساس ان تتحداه فقلبها كان يخفق بين جدران قلبها كطائر حبيس بانتظار الخروج والخلاص وتلك الغمغمات التى تصدر منه فهى الآن باتت تحت رحمته وهيمنته وربما سيتطور الأمر أكثر من ذلك ولكن العقل كأنه فى سبات عميق لا يسعفهم بشئ ولكن ربما عاد التعقل الآن و تذكرت انه لايجب ان يفعل ذلك ويجب ان تبتعد عنه حالا فقامت بدفعه فى صدره حتى تستطيع ابعاده عنها
وتين:"بس ايه اللى انت بتعمله ده ابعد عنى اتفضل اخرج برا برا"
ثائر بأنفاس مقطوعة:"انا مش هحذرك تانى يا وتين انا اه مش عايزك تبقى ضعيفة بس بلاش تتمردى عليا انا ماشى والا العقاب المرة الجاية هيندمك"
قال ما لديه خرج من الغرفة صافعا الباب بقوة لدرجة ان "وتين" اهتز جسدها من شدة الصوت جلست على السرير تفكر فى كلامه ولكن قلبها لا يفكر فى سوى ماحدث بينهم منذ قليل فهذه اول مرة يعانقها بهذا الشكل اول مرة يقبلها أحد فى حياتها اغمضت عينيها وظلت تتذكر إحساسها عندما كانت بين أحضانه يعانقها بتلك القوة التى بعثرت مالديها من قوة أعصاب وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة نفسها فمن الافضل لها الا تثير حنقه مرة أخرى حتى لا يعاقبها بهذا الشكل
***
قابلت هيام أسامة فى احدى الكافتريات لمعرفة ماذا يريد منها ولماذا طلب منها ان يقابلها
هيام:"ايوة يا "أسامة" فى ايه كنت عايزنى فى ايه"
أسامة:"الصراحة يا" هيام" كنت عايز اكلمك بخصوص خطوبتنا"
هيام:"ايوة قول سمعاك"
أسامة:'شكلنا كده مش هنقدر نكمل مع بعض"
هيام:"ليه بقى بتقول كده"
أسامة:"مش شايف فى بينا اى توافق خالص"
هيام:"توافق ! ولا علشان خلاص حبيبة القلب اتجوزت"
أسامة:"تقصدى ايه "
هيام بحقد:''وتين انت مش برضه كان عينك منها وكنت ناوى تخطبها هى بس يا خسارة اهى خلاص طارت بس احب اقولك ان الصور اللى اتبعتتلك دى انا اللى صورتها ل"وتين" وانا اللى بعتهالك و"وتين" ملهاش علاقة اصلا بالواد ده "
أسامة بذهول:"انتى بتقولى ايه"
هيام:'اللى سمعته "وتين"مكنتش ليها علاقة بحد وانت صدقت الصور وخطبتنى انا"
أسامة:"ليه عملتى كده"
هيام:"ماهى مش هى كل حاجة حلوة تاخدها وانا افتكرت لما اخدك منها هبقى احسن منها بس طلعت غلطانة لانها اتجوزت واحد أحسن منك مليون مرة وبرضه طلعت هى الكسبانة"
أسامة:"دا انتى طلعتى حقودة اوى منك لله خلتينى ظلمتها"
هيام:"ابقى روح اتأسفلها يمكن تقبل اسفك وادى دبلتك اهى"
تركت الدبلة على المنضدة امامه ثم ذهبت فى طريقها كان الندم يتأكله فهى حقا مظلومة وهو اضاعها من يده عاد الى المنزل تعجبت والدته من هيئته
نادية:'مالك يا أسامة فى ايه"
أسامة:"وتين طلعت مظلومة يا ماما الصور مكنتش حقيقية"
نادية:"انا مش فاهمة حاجة من اللى انت بتقوله ده"
أسامة:"هيام هى اللى قالتلى انها بعتتلى الصور وان" وتين" ملهاش علاقة بحد وانها هى كانت عايزة تبوظ جوازى من "وتين" بأى طريقة علشان كده بعتتلى الصور دى"
نادية:"كان قلبى حاسس ان "وتين" متعملش كده"
أسامة:"اعمل ايه انا دلوقتى"
نادية بهدوء:"خلاص يا "اسامة" "وتين" اتجوزت انساها وابتدى حياتك من جديد"
لم يقتنع بكلام والدته ولكن ماذا يفعل حتى يكفر عن ذنبه فى حق تلك الفتاة التى لم يحب غيرها
***
"فى الجامعة"
كان يلتفت يمينا ويسارا لعله يلمح تلك الفتاة مرة اخرى فهو منذ ان قابلها اول مرة ظل يتردد على ذلك المكان لعله يراها مرة أخرى لمحها قادمة فجلس فى مكان بعيد حتى يراقبها بحرية
مريم:'هى الامتحانات مش عايزة تيجى ليه خلينا نخلص"
وتين:"هانت فات الكتير مبقاش الا القليل"
مريم:"بس دى ماشية ببطئ اوى"
وتين:"والله ده كله علشان رمزى"
مريم:"بس يا وتين متكسفنيش الله بقى"
وتين:"ربنا يسعدكم يا حبيبتى"
مريم:"ويسعدك انتى كمان يا وتين"
وتين بتنهيدة:شكلى مش مكتوبلى السعادة خالص"
مريم:"ليه بتقولى كده انتى ان شاء الله هتشوفى سعادة الدنيا دى كلها"
وتين بتمنى:"يسمع منك ربنا يا مريم وده يحصل فعلا"
أصبحت سعادتها مرتبطة به فمنذ اخر موقف بينهم صارت تحترس فى تعاملها معه حتى لا تثير عصبيته ولكنها لا تمنع نفسها من اختلاس النظرات اليه عندما يكون حاضرا فى اى مكان وعندما تشعر أنه ربما سيكتشف أمرها تلهى نفسها بأى شئ فإلى متى ستظل تعذب نفسها بهذه الطريقة
مريم:"ها انتى روحتى فين كده"
وتين:"ها لا انا هنا اهو مرحتش فى حتة"
مريم:"وتين انتى محبتيش خالص"
وتين:"ليه بتسألى السؤال ده"
مريم:"انا اللى اعرفه ان فى واحد كان عايز يتجوزك بس محصلش نصيب هو انتى كنتى بتحبى الشاب ده"
وتين:"كان بيتهيألى انى بحبه على أساس انه هو اللى كان هينقذنى من حياتى فى البيت اللى كنت عايشة فيه بس اكتشفت ان انا غلطانة والحمد لله ان احنا متجوزناش"
مريم:"ليه بتقولى كده"
وتين:"هو طلع واحد بياخد بالمظاهر وبس مبيحكمش عقله وبيحكم على الحاجة من غير ما يتأكد واظن لو كنا اتجوزنا كان اى موقف بينا كان هيتصرف بتهور من غير ما يفهم الظاهر انه من النوع المتسرع فى قراراته"
مريم بلؤم:"طب وعمو ثائر"
وتين بتوتر:"ماله عمك ثائر"
مريم:"ايه الاخبار"
وتين:"انا مش فاهمة انتى عايزة توصلى لايه"
مريم:"يعنى انتى عايزة تقنعينى انك حتى مش معجبة بعمو ثائر"
وتين:"انتى كلامك غريب اوى النهاردة يا مريم"
مريم:"والنبى عليا انا انتى مبتشوفيش نفسك وانتى بصاله بتبقى عاملة ازاى"
وتين:"ببقى عاملة ازاى يعنى"
مريم:"بتبقى متيمة اوى ومبتشليش عينك من عليه هو فاضل شوية بس وتقوليله بحبك"
صعقت "وتين" من كلام" مريم" فهل حقا يبدو الحب واضحا على محياها الى هذه الدرجة ف"مريم" لاحظت ذلك فخشيت ان يلاحظ هو الآخر
وتين بتلعثم:"هو بيبقى باين عليا اوى كده"
مريم:"اه لدرجة انا اهو لاحظت وقولتلك"
وتين بخوف:"مريم متقوليش لحد علشان خاطرى"
مريم:"مالك يا بنتى خايفة ليه كده هو الحب عيب ولا حرام ثم ده يبقى جوزك هو عيب الواحدة تحب جوزها"
وتين:"انتى عارفة ظروف جوازنا ايه ثم متنسيش ان عمك خاطب "سيلا"
مريم:"ياريتك تقدرى تخليه يسيبها دا يبقى جميل مش هنساهولك العمر كله"
وتين:"هو انتى ليه مبتحبهاش يا مريم"
مريم:"وهى فيها ايه يتحب هى جميلة وشيك وكل حاجة بس انسانة وصولية انتى متعرفيش انها كانت عايزة تبعدنى عن عمو"ثائر "علشان يخلالها الجو"
وتين:"تبعدك عنه ازاى"
مريم:"قعدت تقوله انت لامتى هتفضل شايل همها وهى مبقتش صغيرة والكلام الفاضي ده بس عمو رد عليها وقالها انه عمره ما هيتخلى عن ابدا حتى لو انا اتجوزت"
وتين:'عمك فيه كل شئ ونقيضه"
مريم:"ازاى يعنى"
وتين:"انه ممكن يكون قاسى فى تصرفاته بس فى نفس الوقت حنين وان خطيبته بالجمال ده ولسه متجوزوش اللى اعرفه ان الرجالة دايما تجرى ورا الست الجميلة بس هو تحسى كأنه عادى كده ولا على باله"
مريم:"ده بسبب انه مبيحبهاش"
وتين:"طب ما يسيبها ايه اللى جابرة على انه يعمل كده"
مريم:"عقله هو اللى جابره على كده"
وتين:"مش فاهمة"
مريم:"عمو عايز يتجوز جواز عقل مش جواز حب بالرغم من انه كان معجب اوى بقصة حب جده وجدته فعلشان كده نفسى ان انتى تعيشى معاه وتكملوا حياتكم مع بعض لانه يستاهل يحب ويتحب "
وتين:'انتى عيزانى اعمل ايه يعنى"
مريم:'اهو ده اللى عايز تفكير نعمل ايه علشان عمو يسيب "سيلا" ويركز معاكى"
وتين:"ههههه مريم انتى جعانة"
مريم باستغراب:"بتسألى ليه احنا في ايه ولا ايه"
وتين:"علشان شكلك ابتديتى تجيلك تهيؤات يا حبيبتى"
مريم...هو فين التهيؤات دى ده جزائى يعنى ان عيزاكى تعيشى مبسوطة مع عمى القمور ده"
وتين:"قمور ! بس ردود فعله بتبقى غير متوقعة خالص"
مريم بضحك:"دا احلى حاجة فيه شخصيته اللى مش مفهومة دى مجنن اللى حواليه"
وتين:" طب يلا بينا بقى نحضر المحاضرة علشان نروح"
بعد انتهاء المحاضرات واثناء خروجهم من الحرم الجامعى ليصلوا الى سيارتهم فالسائق ذهب لتزويد السيارة بالوقود فخرجوا لملاقاته خارج الجامعة .سيارة سوداء ينتظر سائقها خروج تلك الفتاة التى ينوى ان يقضى عليها بتلك السيارة فربما الحظ كان حليفه لانها ستخرج الآن من باب الجامعة فهو رأى السائق الخاص بهم وهى يخرج تاركة الفتاتين فى انتظاره
مريم:" دا كله بيفول العربية هو الاسطى رجب تاه ولا ايه"
وتين:" زمانه جاى تعالى نستناه برا على ما يرجع"
مريم:" يلا بينا"
هاهى قد حانت اللحظة الحاسمة قام بتشغيل السيارة متجه صوب تلك الفتاتين ولكن قد ألهم الله "وتين" ان تنظر بحانبها فرأت تلك السيارة تتجه نحوهن بسرعة جنونية شعرت بالذعر ولم تدرى بنفسها الا وهى تسحب "مريم" بقوة حتى سقطوا على الأرض سوياً فارتطم وجه "وتين" بالأرض مسبب لها بذلك جرح فى جبهتها
مريم برعب:" وتين وتين انتى كويسة"
وتين بألم:" الحمد لله"
مريم بخوف:" احنا كنا هنموت دلوقتى يا وتين"
وتين:" الحمد لله ربنا ستر بس ازاى هو سايق العربية بالسرعة المتخلفة دى"
مريم:" وتين انتى انجرحتى فى دم على وشك"
وتين:" دى حاجة بسيطة المهم انك كويسة"
مريم:" دى تانى مرة تنقذى حياتى يا وتين"
شعرت بها "وتين" انها ربما على وشك البكاء ف" مريم" حساسة جدا حاولت التخفيف عنها
وتين بابتسامة مزاح:" يلا يا ستى عدى الجمايل"
مريم:" قومى يلا نروح المستشفي
وتين:" ملوش لزوم دى حاجة بسيطة"
مريم:" لاء يلا العربية جت اهى"
امام اصرار" مريم "عليها بالذهاب الى المستشفى وافقت "وتين"
*"*"*
"فى الشركة"...كان يذرع غرفة مكتبه ذهاباً وإياباً من فرط غيظه مما حدث نظر اليه "رمزى" فهو يعرف انه الآن فى حالة عصبية شديدة بسبب ما حدث من خطيبته
رمزى:"اهدى بقى يا ثائر"
ثائر بعصبية:'اهدى ! ازاى يعنى وهى" سيلا" تفكر تعمل حاجة زى دى ازاى من ورايا"
رمزى:"ليه هى مكنتش قيلالك على الموضوع ده"
ثائر:"ولا جابتلى سيرة وهى عارفة ان انا مبحبش اعمل صفقات مع شركة "الغرباوي" بسبب سمعتها تروح هى سيادتها وتعمل الصفقة معاهم ومش بس كده لاء تعمل الصفقة على اساس ان انا همولها كأن انا اللى هعمل معاهم الصفقة وهو طبعا ما صدق اللى حصل لقاها فرصة"
رمزى:"انت تكلمها وتيجى بسرعة علشان تلغى التعاقد ده قبل ما يتنفذ"
ثائر:"انا كلمتها حضرتها تليفونها مقفول مش عارفة مختفية فين انا لو شوفتها معرفش انا ممكن اعمل فيها ايه"
اثناء حديثهم سمعوا طرق على الباب انفتح الباب دلفت منه "سيلا "بابتسامة فهى كأنها لم تفعل شئ نظر لها "ثائر" بغيظ شديد فهى حتى لا يبدو على وجهها الندم مما فعلته
سيلا:"هاى ثائر"
ثائر:"ايه اللى انتى عملتيه ده يا" سيلا" ازاى تعملى صفقة مع شركة" الغرباوي" من غير ما اعرف"
سيلا ببرود:"وفيها ايه ده بيزنس يا حبيبى"
رمزى:"سيلا انتى عارفة ان "ثائر" مبيحبش يعمل صفقات مع شركات مجهولة بالنسبة له فانتى كان لازم تحترمى ده ومتروحيش تعملى صفقة انتى مش عارفه هتموليها منين أساساً"
سيلا:"انت يا "ثائر" وعدتنى انك هتمول الصفقة دى مش كده"
ثائر:"انا مكنتش اعرف انها مع "بدر الغرباوي" سورى يا "سيلا" انا مش هخلى اسمى يتهز فى سوق البيزنس علشان خاطرك"
سيلا:"انت بتتخلى عنى يا "ثائر" فى وقت زى ده"
ثائر:"انا متخليتش عنك بس مفيش مبرر اخاطر باسمى علشان سيادتك تبقى مبسوطة وسعيدة بالصفقة دى"
سيلا بدموع زائفة:"انا فاكرة انك بتحبنى ومش هترفض طلبى''
ثائر:"هو يا اقبل بغلطك يا اما مبقاش بحبك هو الحب فى نظرك ان لازم اطاطى لكل تصرفاتك انتى تلغى التعاقد ده فورا يا اما انتى استحملى ومويلى الصفقة انا مش هدفع فلوس لحد يا سيلا"
هى تعلم انه اذا اتخذ قراره بشأن اى شئ فلا يستطيع احد ان يثنيه عن قراره بالرغم من الغيظ المتملك بقلبها الا انها حاولت تصنع الهدوء والبرود فمن الأفضل أن تسايره حتى لا تخسره
سيلا:"خلاص يا حبيبى انا هلغى التعاقد بس انت متزعلش منى"
رمزى:''اظن كده افضل يا سيلا وبلاش مخاطرة زى دى تانى"
ثائر:"سيلا بعد كده اى حاجة ناوية تعمليها لازم يبقى عندى علم بيها انتى فاهمة ولا لاء"
سيلا:"رمزى ممكن تسيبنا شوية لوحدنا"
رمزى:"عن اذنكم"
خرج "رمزى" من غرفة المكتب ابتسمت له ابتسامة جميلة مغرية ولكنها لم تأثر به فعيناه تطلق شرارات من الغضب
سيلا:"حبيبى خلاص متزعلش منى"
ثائر:".........
سيلا:"خلاص بقى ميبقاش قلبك قاسى كده يا ثائر"
قالت ذلك اقتربت منه تريد وضع يدها على صدره ولكنه سبقها فالتقط يدها قبل ان تصل اليه
سيلا بغيظ:"خلاص بقى يا "ثائر" قولتلك سورى"
ثائر:"مش بكلمة آسفة الموضوع يخلص ثم انتى ملكيش حق انك تلمسينى"
سيلا:"للدرجة دى يا ثائر"
ثائر:"ايوة انتى خطيبتى مش مراتى علشان تقربى منى او تلمسينى او انا المسك فى حدود فى تعاملنا مع بعض"
هو حقاً لايريد ان تقترب منه لاينشد سوى قرب تلك العنيدة سليطة اللسان التى أصبحت الآن عندما تراه تختفى من أمامه كأنها رأت شبحاً .فهو كأنه يريد ان يدخر تلك اللمسات والقرب لها هى وحدها صاحبة تلك العيون اللامعة التى أصبح لا يرى غيرها
سيلا:"هو انت ليه كده"
ثائر بعدم فهم:"مش فاهم تقصدى ايه"
سيلا:"احنا من ساعة ما اتخطبنا مبتخلنيش اقرب منك او انت حتى حضنتنى مرة واحدة او بوستنى"
ثائر:"احضنك وابوسك بتاع ايه هو انتى مراتى علشان اعمل كده معاكى ده اعمله معاكى لما تبقى مراتى وفى بيتى غير كده لاء"
سيلا:"على العموم كنت عايزة اقولك ان مهندس الديكور خلاص هييجى بكرة علشان يظبط الجناح"
ثائر:"انتى بقالك فترة بتقولى جاى ومبيجيش"
سيلا:"كان عنده شغل كتير ولسه يادوبك فاضى وقالى هييجى بكرة يعاين الجناح قبل ما يشتغل فيه"
ثائر بإحباط:"ان شاء الله"
سمع رنين هاتفه رأى اسم "مريم" ينير الشاشة فتح هاتفه ليعلم ماذا تريد
ثائر:" ايوة يا حبيبتى فى ايه"
مريم بدموع:" عمو تعال بسرعة احنا في المستشفى"
سمع ذلك هرب الدم من عروقه فماذا حدث اوصلهم الى المستشفى حاول تهدئتها حتى يذهب اليها
ثائر:" اهدى يا حبيبتى وقوليلى فى ايه"
قصت عليه" مريم" ما حدث اليوم أمام الجامعة من انه كان من الممكن ان تصطدمهن إحدى السيارات وجد نفسه يخرج من مكتبه سريعاً استغربت" سيلا" من حالته
سيلا:" فى ايه يا ثائر وانت بتجرى ليه كده"
ثائر:" مريم ووتين فى المستشفى كانوا هيعملوا حادثة"
سمع رمزى ذلك هو الآخر عندما كان يريد ان يتحدث مع ثائر بشأن بعض الاوراق ولكنه عندما سمع ان حبيبته كانت من الممكن ان يحدث لها سوء وجد نفسه يجرى هو الاخر خلف "ثائر" يستقل سيارته يتبع سيارة" ثائر" التى يصطحب بها "سيلا" ايضا فهى اصرت عليه بالذهاب معه
وصلوا الى المستشفى قابل "مريم" بلهفة
ثائر:" مريم انتى كويسة" وتين" كويسة هى فين"
مريم:" الممرضة بتعملها إسعافات جوا بس هى الحمد لله كويسة"
قالت ذلك وبكت اخذها فى أحضانه ليهدئ من روعها فهو يعرف ان ابنة أخيه عندما تبكى تدخل فى حالة نفسية سيئة لذلك هو لا يريدها ان تبكى
رمزى:" اهم حاجة انكم كويسين يا ''مريم" متعيطيش"
مريم:" احنا كنا خلاص هنموت لولا ستر ربنا"
ثائر:" الحمد لله انكم كويسين"
سيلا ببرود:" الف سلامة عليكى يا مريم"
مريم من غير نفس:" الله يسلمك يا سيلا"
خرجت "وتين" من الغرفة تضع احدى اللاصقات الطبية على جبينها رأها اقترب منها بلهفة هى ايضا وبدون وعى لما حوله وضع يده يتحسس تلك اللاصقة
ثائر:" انتى كويسة فى حاجة بتوجعك يا وتين"
وتين بخجل:" الحمد لله وقولت ل"مريم" مفيش داعى تقلقكم بس هى مسمعتش الكلام"
ثائر بحنان:" بعد الشر عليكى يا وتين"
وتين بتوتر:" شكرا"
ذهبوا الى المنزل جميعا ماعدا" سيلا" التى ذهبت الى منزلها و تسأل نفسها عن سر لهفة واهتمام "ثائر" بهذه الفتاة
عندما وصلت إلى المنزل صعدت الى غرفتها سريعاً حتى قبل ان يتمكن من سؤالها عن اى شئ فهى لا تريد مواجهته على الاقل ليس الآن فهى بالرغم من التسلح بتلك الشجاعة الا انها من داخلها مرتعبة بشدة مما حدث والذى كان ربما سيودى بحياتها وحياة "مريم"على الاغلب فهو لو اقترب منها يتحدث معها بهذا الحنان فلربما سترتمى فى أحضانه تبكى على صدره تنشد منه الأمان والطمأنينة
كانت جالسة فى غرفتها تفكر فيما قالته لها مريم عندما كانوا بالجامعة بأنها تريدها ان تكون هى زوجة عمها عوضاً عن "سيلا" فهل حقا سيأتى اليوم وتصبح هى زوجة" ثائر "والمتربعة على عرش قلبه ذلك القلب الذى يبدو ان لديه مناعة ضد الحب
كانت تعبث بهاتفها وجدت اغنية للمطربة جنات فهى تحب اغانى تلك المغنية وهى اغنية( عجبانى شخصيته)
https://youtu.be/gMN46p0VLjk
فكل كلمة فى الاغنية تنطبق على حالتها التى تعيشها مع ذلك ال"ثائر" ظلت تستمع الى الاغنية وهى تطلق تنهيدة من الوقت للآخر وتتذكره فهى فى حالة شبه مغيبة عما حولها لم تنتبه لذلك الواقف على الباب الذى يضع يده بجيبه ويستند على الباب وينظر لها بابتسامة وهو يراها بهذا الشكل كأنها فى عالم اخر انتهت الاغنية وخرجت من تلك الحالة التى سيطرت عليها سمعت صوته انتفضت من مكانها
ثائر:" حلوة الاغنية بس هو مين ده اللى عجباكى شخصيته للدرجة دى وهتموتى عليه"
وتين بتلعثم"ههو انت هنا من امتى"
ثائر:"مجاوبتنيش على سؤالى هو مين ده اللي عاجبك كده للدرجة دى يا وتين انطقى"
حدته فى الكلام جعلت جسدها ينتفض من وقت لاخر فهو على ما يبدو انه غاضب بشدة
وتين بجرأة مزيفة:"وانت مالك انت بتسأل ليه"
ثائر:"انتى بتقولى انا انت مالك انا هعرفك مالى ولا مش مالى يا وتين"
وتين بخوف:"انت هتعمل ايه"
ثائر:"هتعرفى دلوقتى متستعجليش على رزقك"
وتين:"اتفضل اخرج برا"
ثائر:"هششش صوتك ده مسمعوش خالص انتى فاهمة"
كل خطوة يخطيها باتجاهها تجعل قلبها يسقط بين ضلوعها مع صوت اقتراب خطواته منها فماذا سيفعل بها الآن ؟فملامح وجهه تدل على انه ربما لن تنجو من يده الا بعد ان يلقنها درسا قاسيا لن تنساه
وتين:"متقربش منى انت فاهم ابعد عنى اتفضل اطلع برا"
ثائر:"متعودتش ان فى واحدة تقولى اعمل ايه ومتعملش ايه فأحسنلك تسكتى علشان متخليش العواقب وخيمة اكتر من اللازم يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى بالظبط وهتعمل ايه"
ثائر:"هتعرفى دلوقتى هعمل ايه يا وتين"
*"*"*
رأيكم يا حلوين
( دمية فى يد غجرى)
البارت الرابع عشر
كل خطوة يخطيها باتجاهها تجعل قلبها يسقط بين ضلوعها مع صوت اقتراب خطواته منها فماذا سيفعل بها الآن ؟فملامح وجهه تدل على انه ربما لن تنجو من يده الا بعد ان يلقنها درسا قاسيا لن تنساه
وتين:"متقربش منى انت فاهم ابعد عنى اتفضل اطلع برا"
ثائر:"متعودتش ان فى واحدة تقولى اعمل ايه ومتعملش ايه فأحسنلك تسكتى علشان متخليش العواقب وخيمة اكتر من اللازم يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى بالظبط وهتعمل ايه"
ثائر:" هتعرفى دلوقتى هعمل ايه يا وتين"
وتين بخوف:"انت تقصد ايه بكلامك ده"
نظرت الى الباب فالباب مفتوح على مصراعيه واذا كانت سعيدة الحظ ريما تصل الى الباب قبل ان يقترب منها حاولت ان تطلق ساقيها للريح وتهرب منه الا انه كان اسرع منها فالتقط يدها قبل ان تخرج من الباب ظلت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى ومما زاد رعبها انه قام بغلق الباب حتى لا تفكر ان تفعل ما كانت تنوى فعله وهى ان تهرب من الغرفة ظلت تتراجع وهى خائفة حتى اصطتدمت بحائط خلفها كان يقترب منها بخطوات ثابتة وهى تتمنى حدوث معجزة تنقذها الآن وصل اليها كان قريبا منها فلا يفصله عنها سوى خطوة او اثنين لم ترفع رأسها يدور بعقلها مئات الافكار تعصف به فماذا سيحدث الآن؟ لم يتحرك من مكانه كأنه سعيد برؤيتها هكذا وهى خائفة
ثائر بأمر:"بوصيلى يا وتين ارفعى رأسك وبوصيلى"
لم تقوى على رفع وجهها الى وجهه فأقصى ما وصل له نظرها عنقه الذى رأت به ذلك العرق المنتفض من الغضب عند قاعدة أسفل عنقه
ثائر:"مش بقولك بوصيلى انتى ليه مبتحبيش تسمعى الكلام انا مبحبش اكرر كلامى كتير يا وتين"
وتين:"انت عايز ايه منى ارحمنى بقى انت ايه ليه واقفلى على الواحدة دايما عايزنى ابررلك تصرفاتى انت ناقص تقولى مش لازم تتنفسى طالما انا مش موجود انا مش لعبة فى ايدك افهم بقى انا بنى ادمة من لحم ودم بنى ادمة هو انت بتتلذذ بتعذيبى وقهرتى الرحمة شوية"
ثائر:"بس انتى لعبتى انا يا وتين لعبتى انا وبس"
وتين:"خلاص مش هبقى لعبتك تانى كفاية اوى عذاب لحد كده"
ثائر:"قصدك ايه يا وتين بكلامك ده"
وتين:"يعنى خلاص كفاية كده انا مش قادرة استحمل اكتر من كده انا مش هبقى مبسوطة لما انت توصلى لحافة الانهيار او الجنون"
ثائر:"يعنى عايزة ايه دلوقتى يا وتين وضحى كلامك"
وتين:"عيزاك تسيبنى فى حالى وترحمنى شوية وشيلنى من دماغك"
ثائر:"ولو ده محصلش هتعملى ايه يا وتين ها قولى حابب اسمع انتى هتعملى ايه"
وتين بتعب:" انا عايزة اطلب منك طلب ممكن اعتبره رجاء شخصى منى"
ثائر:"طلب ايه ده اللى انتى عوزاه"
وتين بدموع:'طلقنى وسيبنى امشى من هنا مش لازم افضل قاعدة هنا اكتر من كده"
طلاق ! هل تفوهت بهذه الكلمة الآن ؟ هل تريد ان تنفصل عنه وتبتعد عنه؟ هل اساء معاملتها الى هذه الدرجة التى كانت السبب فى انها تريد الانفصال قبل الوقت المحدد لهم بالانفصال
ثائر بتوهان:"وتين انتى بتقولى ايه طلاق ايه اللى بتتكلمى عنه ازاى قدرتى تقولى الكلمة دى اصلا ازاى قدرتى تنطقيها"
وتين:"مبقتش قادرة استحمل اكتر من كده خلاص تعبت انا كنت فكراك هتخلصنى من العذاب اللى انا فيه انت اه عيشتنى فى مستوى كويس مكنتش احلم بيه بلبس احسن لبس بنام فى بيت مكنتش احلم ادخله بس كل ده مع معاملتك ليه بالقسوة ده ميلزمنيش انا عندى اعيش حتى فى اوضة بس اكون مرتاحة احسن ما اعيش فى قصر و ابقى مش مرتاحة"
ثائر بذهول:"للدرجة دى انا كنت بعاملك وحش يا وتين وكنت قاسى معاكى معملتش اي حاجة كويسة ليكى"
وتين بتعب:"لو سمحت ممكن تسيبنى ولو فعلا انت موافق على الطلاق خلاص كل واحد يروح لحاله ويادار ما دخلك شر كفاية اوى لحد كده لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وانا خلاص صبرى وطاقتى نفذوا"
ثائر:"باين عليكى انك بتكرهينى اوى يا وتين"
وتين:"ياريتنى اقدر أكرهك فعلا مكنش هيبقى فى مشكلة"
ثائر:'وتين انا مش فاهمك ولا بقيت عارف انتى عايزة ايه بالظبط"
وتين:"ولا عمرك هتفهمنى طالما كل تفكيرك ان انا لعبتك اللى تتحكم فى مصيرها واللى لازم تسمع وتقول حاضر ونعم حتى لو على حساب أعصابها ونفسيتها المهم ترضى غرورك كراجل انك فارض سيطرتك وهيمنتك عليا"
ثائر:" ياااه دا انتى شايلة اوى فى قلبك منى بس طلاق مش هطلقك يا وتين انتى فاهمة مش هطلقك وشيلى الفكرة دى من دماغك خالص انتى هتخلصى منى فى حالة واحدة بس لما أموت"
قال ذلك واولاها ظهره خرج من غرفتها مغلقاً الباب خلفه اتجه الى غرفته وهو يزفر بضيق ارتمى على السرير ينظر بشرود الى سقف الغرفة لا يتحرك به شئ سوى دقات قلبه التى تعلن انه مازال على قيد الحياة فجسده باكمله فى حالة سكون شديد ظل يفكر ماذا يفعل حتى ينتزع منها ذلك الخوف القابع بقلبها تجاهه؟ فهو كلما حاول ان يتعامل معها بلطف يحدث شئ ويجد نفسه يتصرف بدون تعقل وكل هذا بسبب ذلك الاحساس الذى ابتدى يملأ قلبه فهو أصبح يغار بشدة اصبح لايتمنى سوى ان تكون بين ذراعيه مجرد تفكيره ان ربما هناك احد غيره فى حياتها يصيبه ذلك بالجنون والغيرة العمياء يريد ان يكون هو فقط من يستحوذ على عقلها يريد ان يكون هو فقط من يسكن قلبها لايريد ان ينعم احد غيره بلمسة يدها فهو حتى الان لم ينسى عندما عانقها اول مرة فكلما يتذكر رجفة جسدها بين يديه ولفظها اسمه من بين شفتيها يريد الذهاب اليها وتكرار ذلك مرارا وتكرارا حتى يشعر بالاكتفاء والارتواء
ثائر:"انا كده شكلى اتجننت على الآخر وده كله بسببها دا انا فى حياتى شوفت ستات وبنات اشكال والوان ليه دى اللى عايزها تبقى قريبة منى ليه دى اللى حاسس ان انا هموت وتبقى بتاعتى وليا لوحدى مش عايزها تنطق غير اسمى انا وبس ضحكتها وابتسامتها يكونوا ليا انا وبس نظرة عنيها تبقى ليا انا وبس"
ظل يحدث نفسه حتى غفى فى النوم وهو لم يشعر بالوقت كأنه يهرب بالنوم من تلك الأفكار التى اصبحت مثل الاثقال تثقل قلبه وعقله
***
"فى منزل سمير"
علم "سمير" و"عايدة" بشأن فسخ خطبة "هيام" و"اسامة" اراد الاستفسار منها عن سبب حدوث ذلك او لماذا قام "أسامة" بفسخ تلك الخطبة؟
سمير:'وايه اللى حصل خلالكم تفسخوا الخطوبة يا هيام"
هيام:"بيقول مفيش توافق بينا بس انا عارفة هو عمل ليه
كده"
عايدة:"وهو عمل ليه كده يا "هيام "ايه السبب"
هيام بحقد:"علشان البرنسيسة وتين"
سمير:"وايه علاقته بوتين وهو ماله ومالها اصلا وكان عايز منها ايه"
هيام:"شكله كان عينه منها الاستاذ"
عايدة:"طب طالما كان عينه منها خطبك انتى ليه يا هيام"
هيام بتوتر:"معرفش اهو غار فى داهية مع السلامة راح واحد يبجى بداله مليون هو مفيش غيره فى الدنيا دى"
عايدة:"يعنى تطلع البت وتين اشطر منك فى دى كمان هتفضلى طول عمرك خايبة ومش فالحة فى حاجة"
هيام بغيظ:" الله فى ايه يا ماما هو انتى كل شوية تسمعينى الكلمتين دول"
عايدة:"وياريتهم بيجيبوا معاكى نتيجة يا هيام"
سمير:"خلاص اللى حصل حصل و"وتين" احنا منعرفش حاجة عنها من ساعة ما اتجوزت زى ما تكون ما صدقت انها تخرج من البيت ده"
هيام:"دى تلاقيها بس العز والهنا اللى عايشة فيهم منسينها كل حاجة ومنسينها اسمها"
ثم اكملت بهمس:" ولا جوزها ده كمان دى ينسى الواحدة اسمها بحلاوته دى"
انفجرت براكين الحقد و الغل فى قلب تلك الفتاة بعد تفكيرها ان "وتين" دائما ما يكون الحظ حليفها فبالرغم مما كان يحدث لها الا ان دائما يكون حظها وفيرا
سمير:"على فكرة انا نويت اتجوز يا أمى"
عايدة:"ومين دى بقى اللى عينك منها يا سمير ان شاء الله"
سمير:"دى تبقى أميرة"
هيام:"أميرة مين اوعى تكون قصدك أميرة بنت سالم جارنا"
سمير:"ايوة هى دى عندك مانع يا هيام ولا ايه"
هيام:"دى بت قوية ومحدش بيعرف يتكلم معاها ولا حد بيعرف ياخد منها حق ولا باطل"
عايدة:"هى عجباك يا سمير يعنى"
سمير:"ايوة وان شاء الله نروح نخطبها وحسك عينك يا "هيام" تعملى حركة ملهاش لازمة وتبوظى الجوازة كفاية جوازتك اللى بوظتيها"
قال تلك الكلمات هب واقفا ذهب الى غرفته فهو يعرف اخته حق المعرفة فهى تحب مضايقة من حولها ولا تترك احد بحاله كأنها تشعر باللذة عندما تضايق من حولها
هيام بغيظ:"شايفة ابنك بيقول ايه يا ماما شايفة كلامه"
عايدة:"وانتى ايه اللى مضايقك فى الجوازة دى يا عيان هو حر هو انتى اللى هتتجوزيها ولا هو"
هيام:'البت أميرة دى مش سهلة ومحدش بيمشى عليها كلمة ولو سمير اتجوزها هتقرفنا فى عشيتنا ومش هنعرف نمشى عليها كلمة"
عايدة:"وهى تقدر دا انا هوريها شغل الحموات على أصوله وهتبقى زى البت "وتين" تمشى بكلمتى وباشارة منى"
ابتسمت "هيام" لكلام أمها فهى منذ ان تزوجت "وتين" لم تجد من تضايقه بتصرفاتها الغريبة والحقودة
هيام:"يعنى هتخليها تخدمنا زى البت "وتين" ما كانت بتخدمنا كده"
عايدة:"اومال هستتها ولا ايه دى تخدمنا والجزمة فوق دماغها بس مش عايزين نبين حاجة قدام اخوكى دلوقتى "
هيام:"متخافيش مش هيعرف حاجة وهنبينله ان احنا مبسوطين بجوازته دى وان احنا هنشلها على كفوف الراحة كمان"
بعد ان اردفت بتلك الكلمات علت صوت ضحكتها من تخيلها ان ربما ستأتى الى المنزل فتاة أخرى غير "وتين" وستفرض عليها هى وامها سيطرتهم مثلما كانوا يفعلوا مع تلك المسكينة
***
منذ اخر لقاء بينهم وهم اصبحوا يتجنبون لقاءهم سويا كأنهم اذا اجتموا بمكان واحد لن يضمن احد منهم رد فعله تجاه الآخر كانت تسير على غير هدى تتحسس بيدها وريقات تلك الورود فهى سارت فى الجنينة بأكملها كأن ساقيها ترفض الراحة فهى تريد ان تسير هكذا حتى يغلبها التعب وتذهب الى غرفتها حتى لا تفكر به وبما حدث بينهم آخر مرة فهى طلبت منه الطلاق ولكنه قابل طلبها بالرفض القاطع فهى مازالت تتذكر حدة صوته عندما أخبرها انه لن يتركها الا بموته ظلت تفكر كثيراً لماذا قال لها ذلك وهو يعلم انه ربما سيأتى الوقت الذى ستترك به هذا المنزل ولكنها ربما ستخرج من هنا محطمة
كان يتأملها وهى تسير هكذا بين الورود كأنها لوحة ابدع فى رسمها فنان مبدع فهو اخذ قراره بأنه لن يضايقها بعد الآن ولكن كل مرة يتخذ هذا القرار يعود ويتصرف معها بشكل غير لائق بسبب غيرته التى اصبحت تعميه ولا تجعله يفكر بمنطق سوى سمع طرق على باب الغرفة آفاق من تأمله لتلك الحورية التى تسير بالحديقة كأنها تسير بجنة خاصة بها اذن للطارق بالدخول
ثائر:" ايوه ادخل"
حسنية:"ثائر بيه "سيلا" هانم تحت ومعاها مهندس الديكور اللى هيعمل الديكور للبيت"
ثائر:" اه ثوانى وجاى وراكى"
حسنية:"عن اذنك يا ثائر بيه"
ثائر:" اتفضلى"
خرجت "حسنية" من الغرفة عاد يتأمل تلك الجميلة مرة اخرى يلقى عليها نظرة أخيرة قبل خروجه من الغرفة
هبط من غرفته وجد "سيلا" تجلس كعادتها كأنها ملكة ويجب ان يخضع لها الجميع ولكن ليس هو من يخضع لها
ثائر:اهلا وسهلا نورتوا البيت"
سيلا:"اهلا بيك يا حبيبى انا جيت انا والباشمهندس علشان يعاين الجناح قبل ما يشتغل فيه"
ثائر:" تمام تشربوا ايه"
فى ذلك الوقت دخلت "وتين" تحمل بين أحضانها مجموعة من الورود قامت بقطفها من الحديقة تبتسم ابتسامة خفيفة اُخذ بشكلها الفاتن كان يتمنى ان تهديه تلك الورود مع ذلك الخجل الذى يبدو جلياً على وجهها والذى يقسم انه لم يرى أنثى تفتنه بابسط الطرق مثلما تفعل معه هذه الفتاة فكل فعل منها يجعله يرغبها اكثر فأكثر حتى بات قلبه يحرضه على قربها حتى وان كانت غير راغبة فى هذا القرب فهو يريدها وحسب حتى بات أمره يحيره
وتينب ابتسامة:"السلام عليكم"
كلهم:"وعليكم السلام"
سيلا من غير نفس:"اهلا بيكى يا وتين"
شعرت بالسخرية فى لهجتها ففضلت الصمت وعدم الرد فهى اصبحت حتى لا تهتم بما تقوله او تفعله فهى وصل امرها الى حد الامبالاة بتصرفات اى أحد فيكفى ما تشعر به من ألم فى قلبها الذى من الظاهر لن يكتب له السعادة والفرح فى حياتها
لم يصدق عيناه فهل هذه هى تلك الفتاة التى منذ ان قابلها عن طريق الصدفة وهو يذهب الى ذلك المكان لعله يراها مرة اخرى فهو لا يصدق تلك الصدفة الجميلة التى جعلته يقابلها وجهها لوجه مرة أخرى
عقدت "وتين" حاجبيها بتفكير تريد ان تتذكر اين رأت ذلك الرجل فهى تشعر انها قابلته قبل هذه المرة ولكن أين ؟ فعقلها لا يسعفها
حاتم باستغراب:"مش انتى اسمك "وتين" برضه"
وتين:" هو انت حضرتك تعرفنى قبل كده"
حاتم:" معقولة انتى مش فكرانى"
وتين:''حاسة ان الشبه مش غريب بس مش قادرة افتكر"
حاتم:"انا "حاتم" اللى شنطته كانت ضايعة وانتى لاقتيها واتصلت عليكى وجت اخدتها"
وتين بابتسامة:"اه افتكرت حضرتك الباشمهندس حاتم الانصارى"
حاتم:"ايوة انا يا آنسة وتين"
وتين بابتسامة:" تشرفنا"
حاتم:" دا الشرف ليا انا وفرصة سعيدة"
كان "ثائر"واقفا يتابع الحوار بقلب يكاد ينفجر بين ضلوعه من فرط ذلك الإحساس المسيطر على قلبه الآن فمن اين تعرفه؟ ولماذا تبتسم تلك الإبتسامة الآن؟ فهى لا يحق لها الابتسام لاحد غيره
ثائر بغيرة قوية:"لا والله انتوا تعرفوا بعض بقى ايه الصدف السعيدة دى"
سيلا:"غريبة اوى الحكاية دى صحيح"
حاتم:"لا غريبة ولا حاجة مش بيقولك صدفة خير من الف ميعاد"
وتين:"عن اذنكم"
صعدت إلى غرفتها راى عينيه تتبعها حتى اختفت من أمامهم لماذا ينظر اليها بهذه الطريقة؟ فهو يريد اقتلاع عينيه من مكانها لانه ينظر اليها ينظر الى احدى ممتلكاته وليست اى ممتلكات فهى الاقرب والاعز على قلبه
ثائر بغضب:"فى حاجة يا باشمهندس حضرتك بتبص على ايه"
حاتم:"ها ولا حاجة ممكن اعاين الجناح علشان نشوف هنعمل فيه ايه"
ثائر:"اتفضل معايا"
صعد أمامهم تباطئت خطواته امام غرفتها ولكن ليس هذا الوقت المناسب لمعرفة ماذا بينها وبين هذا الرجل
بعد ان تمت معاينة الغرفة قام" حاتم" بتسجيل ما سوف يفعله لتحويل هذه الغرفة الى غرفة جديدة تماما
حاتم:"خلاص كده انا سجلت كل حاجة وان شاء الله الشغل هيعجبكم"
سيلا:"انا عايزة حاجة محصلتش يا حاتم ماشى"
حاتم:"متقلقيش هخليهولك احلى جناح يليق بيكم"
ثائر بغيظ:"اتمنى علشان انا مبحبش الشغل اللى بيبقى اى كلام"
حاتم:'متقلقش انا بشتغل فى مجال الديكورات من زمان حتى قبل ما اخلص دراسة وممكن تسأل عنى وتعرف شغلى بيبقى عامل ازاى وان شاء نبدأ من بكرة"
سيلا:"ماشى يا حاتم ومش هوصيك بقى"
حاتم بابتسامة:'بس كده من عنيا الاتنين"
اراد "حاتم" رؤيتها مرة أخرى قبل ان يذهب ولكنه سيراها كثيرا الايام القادمة.منذ ان رأه "ثائر" ينظر اليها وعقله يوسوس له بأن لايجعله يطأ هذا المنزل بقدمه مرة أخرى
***
منذ علم "رمزى" بموافقة "مريم" وهو صار يعد الايام ويحسب الدقائق حتى يحين موعد كتب كتابهم فهو هائم فى أحلامه لم يخرج من تلك الحالة الا بسبب صوت "ثائر" الذى يصرخ به
ثائر:"رمزززززى انت يا بنى ادم"
رمزى:"ايه يا عم فى ايه جبتلى طرش فى ودانى متهدى صوتك ده شوية يا ثائر يا ساتر يارب على حنجرتك"
ثائر:"يعنى انا عمال اكلم فى نفسى من الصبح يابارد"
رمزىببرود:"خير فى مصيبة ايه الجديدة اتحفنى"
ثائر:"اتخانقت مع وتين"
رمزى:'ها اللى بعده هو انت اصلا بتخانق دبان وشك ايه الغريب فى ان اتخانقت مع "وتين" يعنى ده الطبيعى بتاعك"
ثائر:"دى طلبت منى الطلاق يا رمزى مش عارف هى طلبت كده ازاى"
رمزى:'شوفت عمايلك السودة وصلتها لايه انا قولتلك هييجى عليها وقت وتطفش من وشك ومن الدنيا كلها"
ثائر:"والله انا نفسى اقوم اغيرلك ملامح وشك يا بارد"
رمزى:"ماشى ياعم ها وانت قولتلها ايه بقى رديت عليها بايه"
ثائر:"قولتلها ان انا مش هطلقها ومش هسيبها الا بموتى"
رمزى:"ثائر"
ثائر:"نعمين يا اخويا عايز ايه"
رمزى:"عايزك تقولى الصراحة انت حبيت وتين اوى كده"
ثائر:"هو انا بغير عليها اوى بتغاظ لما بتكلم حد غيرى لما بشوفها بتعيط قلبى بيوجعنى لو شفتها تعبانة او مجروحة بحس كأن انا اللى تعبان مش هى ده يبقى ايه"
رمزى:"دا انت كده غرقت يا حبيبى فى عشقها مش بس حبيتها اسألى انا بس هتعمل ايه مع سيلا"
ثائر:"لازم افكر يا "رمزى" انا اصلا كنت مسافر فكده كده مش هنتجوز زى ما يكون سبحان الله ربنا كل شوية يأخر جوازنا لحكمه لا يعلمها غيره"
رمزى:"مش جايز دى اشارة من ربنا علشان تسيب "سيلا" وتعيش مع "وتين"
ثائر:"جايز لما ابعد اعرف احكم عقلى وافكر بهدوء"
رمزى:" هو انت هتسافر امتى"
ثائر:" كمان اسبوع وقصدك هنسافر امتى انت جاى معايا يا حبيبى"
رمزى:"لا والنبى واجى معاك اعمل ايه ان شاء الله"
ثائر:"انت ناسى انك المحامى بتاعى يا فالح وانا مسافر فى شغل فلازم تبقى معايا"
رمزى:"واحنا هنقعد قد ايه هناك بقى ان شاء الله"
ثائر:"شهر"
رمزى:"يالهوتينى شهر يا مفترى بحاله كده كتير اوى انا مقدرش ابعد عن هنا شهر بحاله"
ثائر:"اهو لما نرجع تكون "مريم" و"وتين "خلصوا امتحانات"
رمزى بهمس:"حسبى الله ونعم الوكيل"
ثائر:"سمعتك يا حيوان على فكرة وانت بتتحسبن عليا"
رمزى:"انت ودانك دى ايه ردار يا اخى انت ناقص تسمع افكارى كمان"
ثائر:"انت بتنق عليا كمان يا جزمة"
رمزى:" بس يا غجرى"
ثائر:" قوم غور من قدامى علشان انا فى اللحظة دى مش طايقك"
رمزى:"ولا انا كمان طايق اشوف شكلك كاتك القرف فى شكلك يا اخى"
اخذ" ثائر " بعض من الاوراق الموضوعة أمامه على المكتب يقذفها فى وجه "رمزى" الذى كان يبتسم على انه استطاع ان يثير أعصابه ابتسم "ثائر" على تصرفات صديقه التى لا يغيرها ابدا فبالرغم من ذلك فلا احد يستطيع تهدئة "ثائر "عندما يغضب غير صديقه" رمزى"
***
بدأ "حاتم" العمل في المنزل كان يختلس النظرات اليها من وقت لآخر رأها تجلس فى الحديقة وجد نفسه يذهب اليها من غير ارادة منه فهو يريد ان يتكلم معها
كانت "وتين" بانتظار مريم فهن يبذلن اقصى جهودهن فى المذاكرة فالامتحانات على وشك ان تبدأ رفعت رأسها عندما سمعت صوت خطوات تقترب وجدته "حاتم"
حاتم:"السلام عليكم ازيك يا آنسة وتين"
وتين:"وعليكم السلام الحمد لله"
حاتم:"تضايقى لو قعدت معاكى شوية"
وتين:"ليه فى حاجة حضرتك عايز منى حاجة"
حاتم:"لاء بس سيبت العمال بيشتغلوا وقولت انزل الجنينة لقيتك قاعدة "
وتين:"انا كنت مستنية "مريم" علشان نخلص مذاكرة"
حاتم:أنتى فى سنة كام فى الكلية"
وتين:"فى سنة رابعة"
حاتم:"انا ليا معارف كتير فى كلية الهندسة ممكن اوصى عليكى لو تحبي"
وتين باستغراب:"شكرا انا مش محتاجة توصية من حد وان شاء الله الامتحانات تبقى كويسة
دلف "ثائر"الى المنزل لمحها تجلس معه غلى الدم فى عروقه واستشاط غضباً وغيظاً وجد نفسه يقترب منهم بامارات الغضب الجلية على وجهه التى لو واجه بها "حاتم" سيحرقه بتلك النظرات الجحيمية التى تنطلق من عيناه الآن وهو يراه يحدثها
حاتم:"اهلا يا ثائر بيه"
ثائر:" اهلا بيك يا باشمهندس حاتم اتمنى تكون قربت تخلص الجناح اللى شكله مش ناوى يخلص فى سنته ده"
حاتم:" ان شاء الله قريب وكل حاجة هتخلص"
ثائر:" اتمنى تخلص بسرعة و عن اذنك تعالى يا وتين"
قال ذلك سحب "وتين" من يدها يجرها خلفه وهو على وشك تحطيم عظام معصمها فى يده كانت لا تستطيع مجاراته فى مشيته لماذا يقبض على معصمها بتلك القوة فيديها اصبحت تؤلمها بشكل كبير وصل الى غرفتها قام بدفعها على السرير سقطت على الفراش وهى لا تصدق ما يفعله اقترب منها ظلت تبتعد حتى وصلت الى اقصى طرف السرير اقترب منها بوجه مكفهر من الغضب
ثائر بغضب:"انتى ايه اللى قعدك تتكلمى معاه ها كان بيقولك ايه"
وتين:"انا كنت قاعدة وهو جه كنت مستنية مريم علشان نكمل مذاكرة"
ثائر بغضب شديد وغيرة:"انا مش عايز اشوفك قاعدة معاه تانى انتى فاهمة انتى مراتى شايلة اسمى انا انتى بتاعتى انا وبس ومفيش حد هيقدر ياخدك منى يا وتين مفهوووم
قال جملته بكل ما يحمله من غضب على نقطة الضعف لديه فتلك الفتاة تجعله يتصرف بدون ان يعى ماذا يفعل او ماذا يقول فكل امر متعلق بها يجد نفسه بتصرف بدون تعقل
وتين:"انت بتزعقلى ليه انا معملتش حاجة "
ثائر:"كلامى مش هكرره تانى يا" وتين" تسمعى الكلام وانتى ساكتة مفهوم ولا مش مفهوم"
بعد ان هدأت ثورة غضبه لاحظ عينيها تلمع بسبب تلك العبرات التى ربما ستتساقط الآن لماذا يفعل بها ذلك؟
وجد نفسه يقترب منها نظرت اليه بعيون دامعة مد اصابع يده يمسح تلك الدموع التى تساقطت على وجنتيها
ثائر بحنان :"خلاص يا "وتين" اسكتى متعيطيش"
وتين بدموع:'لحد امتى هتفضل تجرحنى كده وبعدين تقولى متعيطيش لحد امتى قولى رد عليا"
اسند جبينه على جبينها وسط دهشتها اغمض عينيه و يديه تحتضن وجهها
ثائر:'انا مش عارف انا ليه بعمل فيكى كده يا"وتين"
بس خلاص انا مسافر وهترتاحى منى ومن تصرفاتى اللى عارف انها ضايقتك "
بعد ان قال مالديه طبع قبلة على مقدمة رأسها ثم خرج من الغرفة وهى جالسة مكانها هل ما شعرت به فى نبرة صوته هو الندم ولكن اخبرها انه مسافراً فإلى اين سيذهب ويتركها هنا مشتاقة اليه؟ فبالرغم من كل ما يفعله فإن حبها له لم يضعف او يخف بل يزداد فى قلبها كل يوم يمر عليها وهى فى بيته
***
"فى شركة بدر الغرباوى".جالسا على كرسيه ينفث دخان سيجاره الغالى يتذكر منظر ذلك الحارس وهو غارق في دماءه بعد ان اخبره انه فشل فى التخلص من "مريم العمرى" فهو كان يظن انه على وشك الايقاع به ولكن لم يحدث ذلك عندما دلفت سيلا الى مكتبه بتلك الملامح التى تدل على الفشل الذريع فى تحقيق أيضاً ما يريد علم انه سيسمع منها ما يزيد كرهه اكثر ل"ثائر"
بدر باستغراب:"سيلا مالك كده داخلة زى ما يكون ماتلك حد بشكلك ده"
سيلا:"ثائر عرف بموضوع الصفقة وطلب منى الغيها والا مش هيمولها"
بدر:"وهو مين اللى قاله اصلا على الموضوع ده يا سيلا"
سيلا:"ثائر مش نايم على ودانه دا بيعرف كل حاجة وهو قاعد فى مكتبه ولما حاولت اقنعه بالصفقة رفض"
بدر بابتسامة خبيثة:"وانتى يا حبيبتى مش عارفة تأثرى عليه بدلعك وجمالك ده"
سيلا:"مفيش حاجة بتأثر فى "ثائر" ابدا دا بيكلمنى بالحلال والحرام زى ما تقول كده عنده ثبات انفعالى"
بدر:"يعنى ايه الكلام ده امال انا عامل كل ده ليه وخليتك تقربى منه ليه مش علشان نضرب ضربتنا ونضيعه خالص واخلص منه هو وبنت اخوه"
سيلا:"اعمل ايه اكتر من اللى بعمله ثم انت حتى كمان معرفتش تخلص من مريم وجت البت اللى اسمها "وتين" دى وانقذتها"
بدر:"امال ايه فايدة جمالك ده كله يا سيلا مش عارفة تخليه رهن اشارتك وتخليه خاتم فى صباعك"
سيلا:"صدقنى لو "ثائر" عرف اللى بينى وبينك مش هيرحمنا يا "بدر" وهيخلص علينا دا غجرى وانا عرفاه ملوش عزيز ولا غالى غير بنت أخوه"
بدر:"وانا مش هسيبه فى حاله لازم اخلص القديم والجديد منه واصفى حسابى مع عيلة العمرى"
اقترب منها جذبها مرة واحدة حتى اصطدمت بصدره وضعت يدها تلقائيا حول عنقه تبتسم له ابتسامة مغرية
سيلا:"مش هتبطل القسوة دى يا بدر"
بدر:"مبقتش عجباكى قساوتى دلوقتى ولا الاستاذ" ثائر" بهت عليكى"
سيلا:"ثائر مبيقربش منى ولا بيلمسنى بيقول لما ابقى مراته وانت بقى هتخليه يتجوزنى انا كنت بأجل الجواز جايز نقدر ناخد منه اللى احنا عاوزينه قبل الجواز بس الظاهر مفيش فايدة"
بدر:"يبقى لازم تتجوزيه يا ما تخليه يكتبلك كل حاجة بيملكها ياما نخليكى ارملته وبرضه هتورثيه"
سيلابضحكة عالية:"انا مشفتش فى عقلك ده فى الشر انت ايه شيطان"
بدر:"بس لازم يا حبيبتى الجوازة تتم فى اسرع وقت"
سيلا:"بس هو مسافر وهيغيب شهر بحاله"
بدر:"يبقى لازم لما يرجع تتجوزوا انتى فاهمة يا "سيلا" لازم منضيعش الفرصة دى من ايدينا"
سيلا:"ماشى يا حبيبى هتجى عندى ولا انا اجيلك النهاردة"
بدر:"انتى عايزة ايه يا حلوة"
سيلا:"وحشتنى وعايزة اقعد معاك يا حبيبى شوية"
بدر:"خلاص هجيلك انا النهاردة بس حضريلنا سهرة محصلتش من سهراتك الحلوة"
تعالت صوت ضحكاتها التى ملأت المكتب وهى تحتضنه بكل جرأة وعدم خجل مما تفعله
***
تجلس امام شرفتها واضعة يدها على وجهها هائمة فى افكارها فغداً سيسافر ولن تراه لفترة طويلة كيف ستتحمل ذلك فمنذ ان اخبرها بموعد سفره وهو اصبح يتجنبها حتى لا يصدر منه فعل او قول يجعلها تستاء منه اكثر سمعت طرق على باب الغرفة ظنت ان القادم ربما تكون "مريم" او "حسنية" فلم تتحرك من مكانها فأذنت للطارق بالدخول
وتين:"ادخل"
انفتح الباب رأت الطارق هبت واقفة فالقادم لم يكن سوى زوجها نظر اليها وهى بتلك الحالة كانت لاترتدى حجابها فهذه اول مرة يراها بتلك الصورة ويرى تلك الخصلات الحريرية المسدلة على ظهرها وحول وجهها زاغت عيناها فى كل مكان ماذا تفعل الآن؟ قبضت بيدها على ملابسها كأنها تستمد قوتها
وتين بتلعثم:"ففى حاجة"
ثائر:"جيت علشان اسلم عليكى قبل ما اسافر الصبح"
وتين:"انت خلاص مسافر بكرة"
ثائر:"ايوة ميعاد الطيارة الصبح"
وتين:"تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله
ثائر:" الله يسلمك
لاحظت اقترابه منها وبدون مقدمات تناول يديها بين يديه شعرت برجفة تحتل جسدها ونبض عنيف فى قلبها وحرارة قوية تنبعث من وجهها
ثائر بتنهيدة:"وتين انا عايز اقولك متزعليش منى على اى حاجة عملتها وضايقتك وانا عارف ان انا ضايقتك كتير واتسببت فى دموعك وزهقتك برضه بس كل ده هينتهى لما ارجع ان شاء الله كل ده هيخلص"
وتين بعدم فهم:"يعنى ايه مش فاهمة"
ثائر:"يعنى لما ارجع من السفر القرار اللى انتى هتاخديه انا هنفذهولك اى ان كان القرار اللى هتاخديه"
وتين:"وانت ليه بتقولى الكلام ده دلوقتى"
ثائر:"علشان عارف انك مبقتيش قادرة تستحملى تصرفاتى معاكى وانا كمان هتأخر فى السفرية دى شوية فأنتى هيبقى ليكى الحرية انك تفكرى براحتك وكمان هريحك منى شوية علشان تعرفى تفكرى بهدوء وتاخدى القرار اللى يريحك"
هى لا تريد تلك الراحة تريده ان يظل امام عيناها شعرت بالقلق من كلامه ولا تعرف هذا الخوف الذى سيطر عليها وجدت نفسها تسحب يدها من يده وتضعها حول عنقه واضعة رأسها على صدره تحتضنه بقوة فمن اين اتتها هذه الجرأة لتفعل ذلك ؟فعقلها لم يسعفها بشئ فهى تتصرف بدون وعى منها كأنها مغيبة عما حولها فكل ما يهمها الآن انها لا تريده ان يبتعد عنها حتى اذا وصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه
وتين:"ثائر متسافرش علشان خاطرى خليك معايا"
ثائر:"ليه مش عيزانى اسافر يا وتين"
وتين:''كلامك خوفنى مش عارفة ليه كأنك هتسافر وهتسيبنى فى الدنيا دى لوحدى ومش هيبقى ليا حد وهرجع وحيدة من تانى من غير سند"
هل ما يشعر به فى نبرة صوتها خوفاً عليه هل حقا هى يهمها أمره؟ وجد نفسه يعتصرها بقوة في أحضانه مقبلا لها بحب وشغف فربما لن تتاح له هذه الفرصة مرة أخرى لاحظ ترددها فى بادئ الأمر فهى تبادله العناق بخجل شديد كأنها تريد ان تتناسى نفسها فى أحضانه فكل حركة تردد منها تجعله يقترب اكثر يريد نزع ذلك التردد منها ان يجعلها ترغب به مثلما تحرقه رغبته فيها اراد ان تشعر بتلك النيران التى شبت فى جميع حواسه فالأن لن يستطيع ان يبتعد حتى وان كانت هى تريد ذلك ولكنها قد ارسلت عقلها فى سبات عميق لاتريده ان يستيقظ الآن تريد فى تلك اللحظة ان ما يتحكم بها هو قلبها وليس عقلها وهذا ما كان ثم لم يعد لديها اى مقاومة
لايصدق ما حدث فهى الآن بين ذراعيه تنام بكل تلك البراءة والهدوء فهى أصبحت زوجته قولا وفعلاً وهو حتى الآن لا يعرف كيف حدث ذلك فماحدث كأنه حلم كان يتمناه منذ دق قلبه لها اغمض عينيه بابتسامة عريضة على شفتيه يتذكر تلك اللحظات الرائعة والتى لم يتصور انها ستكون بمثل تلك الروعة فهى قد سلبته عقله بتلك البراءة التى تمتلكها وبذلك الخجل والجهل الذى تتعامل به فى اولى خطواتها فى حياتهم الزوجية فهو اصبح الآن عاشق متيم لتلك الفتاة الراقدة بين ذراعيه الآن قام بطبع قبلة على رأسها وهى غارقة فى احلامها غفى فى النوم هو ايضا وهى بين ذراعيه دافنة وجهها فى عنقه يشعر بحرارة انفاسها على عنقه ترسل رعشات يهتز لها قلبه بين ضلوعه
"فى الصباح"..فتحت عيناها ببطئ وجدت نفسها فى أحضانه سحبت نفسها بخجل شديد وتمنت أن لا يفيق الآن فظلت تأنب نفسها لماذا انجرفت وراء مشاعرها ؟ فالأن عاد اليها عقلها بعد ان كانت قامت بالغاءه ليلة أمس فقلبها حرضها على الاستسلام له لتنعم بشعور القرب منه ولكن اثناء انسحابها سمعت صوت همهمة صادرة منه اقتربت منه لكى تتبين ما يحدث نفسه بها فى احلامه
ثائر:"متسبينيش خليكى معايا لاء استنى "سيلا" سيلا"
كأن احد صفعها بكل قوة على وجهها هل ما حدث بينهم لم يكن سوى رغبة رجل فى امرأة فقط و أن "سيلا" هى من تحتل تفكيره ويذكرها فى أحلامه جرت على الحمام قامت بتشغيل المياة تتساقط بقوة على رأسها وجسدها تحاول كتم صوت بكاءها وشهقاتها التي كانت تمزق نياط قلبها
وتين بدموع:"انا اللى غبية غبية انتى ليه مفكرة انه ممكن يحبك او يفكر فيكى تطلعى ايه شوفتى وصلتى نفسك لايه محدش هيبقى خسران غيرك وهو هيروح ويشوف حياته معاها وانتى هتفضلى كده متشعلقه فى حبه ومش طيلاه"
جلست على ارضية الحمام شعرت انها لن تستطيع الصمود اكثر من ذلك وضعت رأسها بين ركبتيها لتكمل بكاءها ولوم نفسها وتأنيب ضميرها الذى بدأ ينهش قلبها وعقلها الآن.استيقظ ثائر من النوم نظر بجواره فلم يجدها فأين ذهبت؟ سمع صوت الماء فى الحمام نظر الى الساعة وجد انه يجب ان يسرع حتى يستطيع اللحاق بطائرته قام من على السرير ارتدى ملابسه ذهب الى الغرفة التى يقيم فيها دخل الى الحمام لاخذ شاور سريع خرج ارتدى ملابسه أدى صلاته كانت جميع اغراضه تم ترتيبها بعد ان انتهى هبط الى اسفل كانت "وتين' انتهت وهبطت هى الأخرى لتناول الافطار مع "مريم"
ثائر بابتسامة جذابة:"صباح الخير"
وتين ومريم:'صباح النور"
تحاشت النظر اليه فهى لا تريد ان تتذكر ماحدث بينهم جلست تتصنع البرود اصابه التعجب من صنيعها فهو يتذكر كيف كانت بين يديه فكانت مثل قصيدة من الشعر العذب فهو الدنيا لا تسعه من شدة سعادته ان "وتين" اصبحت ملكه قولا وفعلا وان لم يكن عليه المغادرة الآن كان ظل بجوارها يكتشف خباياها التى لا تكف ليلة واحدة لاكتشافها فما اجمل ان يكون هو زوجها وملقنها فنون الحب والعشق فهى كصفحة بيضاء اللون وسوف يدون بها كل تلك الاحاسيس والمشاعر التى لم يشعر بها مع احد غيرها سيخبرها بما فعلت به بتلك البراءة التى تمتلكها سيخبرها ان قلبه أصبح الآن ملك لها هى فقط هى من تسكنه وستظل ساكنته لما تبقى من حياته ولن يأخذ احد غيرها هذا القلب الذى كان بات يصدق انه من ثلج ولكن جاءت تلك الفتاة بحرارة عشقها تذيب ذلك الثلج الذى كان يحيط قلبه فقلبه اصبح الآن يتوقد بحرارة الحب والعشق
ثائر:"انا لازم امشى دلوقتى حالا فخلوا بالكم من نفسك ماشى"
مريم:"تروح وترجع بالسلامة يا عمو خلى بالك من نفسك انت كمان"
ثائر:"تسلميلي يا حبيبتى"
وتين ببرود:"مع السلامة تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله"
ما هذا البرود الذى يكتنف صوتها وتصرفاتها هذا الصباح فكرا قليلا هل ندمت على ما حدث بينهم ؟هل هو من احرجها واجبرها على ان تتقبله كزوج ؟هل كانت تريد ان تبقى الامور بينهم بدون ان يحدث ذلك لعل عندما يحين موعد انفصالهم تكون قد احتفظت بقلبها وجسدها للشخص الآخر الذى سترتبط به بعد منه ...شخص آخر فهو سيمحى من الوجود اى شخص يفكر فى اخذها منه او ابعادها عنه فليس بعد ان اتحدت روحه بروحها تنفصل عنه وتبتعد فهو لن يتحمل ذلك فهى له وستظل له حتى اخر نبضة من نبضات قلبه ...قلبه الذى كان يظن انه لن يغرم ويعشق فى يوم من الأيام ولكن جاءت تلك الفتاة كاسرة كل القواعد والحدود التى رسمها لنفسه لتجعله عاشق لها راغبا بها بشدة اصبح لديه هوس بامتلاكها قلبا وجسدا وروحا
ثائر:"الله يسلمك تحبوا اجبلكم ايه معايا عايزة ايه يا مريم"
مريم:"عيزاك ترجعلنا بالسلامة ومفيش مانع اى هدية حلوة منك كده ههههه"
ثائر:"هههه بس كده من عنيا الاتنين"
مريم:"تسلملى عينيك يا عمو"
ثائر:'وانتى عايزة ايه يا "وتين' اجبهولك انتى كمان"
وتين بضيق:"مش عايزة منك حاجة شكراً متشغلش نفسك بيا"
قبل ان يرد عليها سمع صوت "رمزى" وهو أتى من الخارج يريده ان ينتهى حتى يستطيعوا اللحاق بالطائرة
رمزى:"ما يلا يا عم الحلو الطيارة هتفوتنها هتقضيها وداع
سلام يا "وتين" سلام يا مريم"
وتين:" الله يسلمك يا رمزى"
مريم بكسوف:"لله يسلمك يا رمزى تروحوا وترجعوا بالسلامة ان شاء الله"
رمزى بهيام:"تسلملى دعواتك الحلوة اه والنبى ادعيلى ارجع بقى ونكتب الكتاب"
شعرت مريم بالخجل نظرت الى الارض وهو لا يريد ان يتحرك من مكانه بعد رؤيتها بهذا الخجل
ثائر:"يلا بينا يا رمزى"
خرج من المنزل يشعر بالضيق من اسلوب "وتين" فى كلامها معه لماذا تتحدث بهذه الطريقة ؟فهو كان يتخيل ان تودعه وداعا خاصا قبل سفره ولكن كلامها معه ببرود وضيق كأنها تريد الخلاص منه في اقرب وقت وبأى طريقة كأنها لاتريد ان ترى وجهه بعد الآن
رأته يخرج من المنزل لم تستطيع منع دموعها التى تساقطت على وجنتيها فهى كانت تريد توديعه بشكل لائق ولكنها لم تستطيع بسبب صدمة ماحدث منه هذا الصباح
وتين بهمس ودموع:"تروح وترجع بالسلامة يا حبيبى فى حفظ الله ورعايته وترجع بألف سلامة"
"فى المطار"
وصل "ثائر" و"رمزى" الى المطار بعد انتهاء المعاملات الخاصة بالمطار صعدوا الى الطائرة لاحظ "رمزى" سكوت ثائر على غير عادته وكأن هناك شئ يقلقه او شئ يضايقه بشدة
رمزى:"مالك يا" ثائر" فى ايه"
ثائر باستغراب:"مالى ما انا كويس اهو مفيش حاجة"
رمزى:"متأكد انت باين على وشك ان حصل حاجة"
ثائر:"لاء مفيش انت عملت اللى قولتلك عليه يا رمزى ولا لاء"
رمزى:"عيب عليك كله تمام وتحت السيطرة وكل حاجة هتبقى زى ما انت عايز بالظبط"
ثائر:"كويس علشان عايزين نخلص الموضوع ده بقى ونشوفه هيوصل لفين"
رمزى:"متخافش كل حاجة اتعملت زى ما انت طلبت ولما نرجع هتشوف والموضوع هيتحل"
ثائر بتفكير:"تمام كده لما اشوف اخرتها ايه معاها وناوية على ايه"
***
رأيكم يا حلوين
يالهوتينى على رأى رمزى سيلا طلعت مبتزعلش حد😂😂😂😂
(دمية فى يد غجرى)
البارت الخامس عشر
وصل "ثائر" و"رمزى" الى المطار بعد انتهاء المعاملات الخاصة بالمطار صعدوا الى الطائرة لاحظ "رمزى" سكوت ثائر على غير عادته وكأن هناك شئ يقلقه او شئ يضايقه بشدة
رمزى:"مالك يا" ثائر" فى ايه"
ثائر باستغراب:"مالى ما انا كويس اهو مفيش حاجة"
رمزى:"متأكد انت باين على وشك ان حصل حاجة"
ثائر:"لاء مفيش انت عملت اللى قولتلك عليه يا رمزى ولا لاء"
رمزى:"عيب عليك كله تمام وتحت السيطرة وكل حاجة هتبقى زى ما انت عايز بالظبط"
ثائر:"كويس علشان عايزين نخلص الموضوع ده بقى ونشوفه هيوصل لفين"
رمزى:"متخافش كل حاجة اتعملت زى ما انت طلبت ولما نرجع هتشوف والموضوع هيتحل"
ثائر بتفكير:"تمام كده لما اشوف اخرتها ايه معاها وناوية"
رمزى:'بس انت طلبت منى اعمل ليه كده وانا مش فاهم انت بتفكر فى ايه وليه عايز تعمل كده دلوقتى يعنى"
ثائر:'علشان حاسس ان فى لعبة بتحصل من ورايا وحاجة مش مريحانى ولو ظنى طلع مظبوط انا ههد الدنيا على دماغهم هم الاتنين"
رمزى:"وايه اللى خلاك تقول كده وايه اللى خلاك تشك فيها"
ثائر:'لما اتأكد هقولك على كل حاجة انت عارف انت الوحيد اللى مبقدرش اخبى عليك حاجة وسرى كله معاك علشان انت قبل ما تكون المحامى بتاعى انت صاحبى ورفيق عمرى"
رمزى:"سرك فى بير يا ابو نسب"
ثائر بابتسامة:"بقيت دلوقتى ابو نسب مش ابو الصحاب يعنى مش بقولك مادى حقير"
رمزى:"انت ابو نسب وابو الصحاب انت برنس وربنا برنس يا ثائر"
ثائر بضحك:"اه يا بتاع مصلحتك ده كله علشان "مريم" وان انا هجوزهالك"
رمزى بتنهيدة:"دى "مريم" دى حلم عمرى يا "ثائر" من ساعة ما اتولدت وشوفتها وانا بتمنى لما تكبر تبقى من نصيبى وتبقى مراتى وربنا يرزقنا بعيال يطلعوا شبهها كده واه لو كانوا بنات يا خرابى دا احس ان عايش فى مملكة كده لوحدى لما تبقى مريم معايا وفى نسخ صغيرة منها كده بتجرى حواليا فى البيت دا انا اخليك ساعتها ترفدنى وانا مبسوط وراضى بس تصدق ولادى هيقولولك يا جدو"
ثائر:" جدو فى عينك انت شايفى كبير اوى كده دول كلهم ٣٣ سنة يعنى"
رمزى:" مش انت عم "مريم" يعنى زى ابوها يبقى ولادها يقولولك يا جدو"
ثائر:"بتحبها اوى كده يا رمزى"
رمزى:"بحبها ! قول بعشقها اكتر من روحى يا ثائر"
ثائربابتسامة:"ربنا يوفقكم يا حبيبى بس حسك عينك ولادك يقولولى يا جدو مع ان انا متأكد هيطلعوا رخميين زيك ههههه"
رمزى:" تسلملى يا حبيبى انا ولادى هيبقوا رخمين دول ولادك اللى هيبقوا غجريين زى ابوهم بس مقولتليش انت ناوى نقعد شهر فعلا"
ثائر:"ايوة لان لما ارجع هتكون فى حاجات كتير وضحت واقدر اتصرف "
رمزى:"يا مسهل الحال يارب احنا لسه موصلناش وعايز ارجع مصر دلوقتى"
ثائر:"بقولك ايه متروشنيش ماشى خليك عاقل احسن ابلغ عنك فى المطار يحبسوك على الشهر ما يخلص وابقى ارجع اخدك"
رمزى:"ايه الوطينة دى واخدنى تحبسنى فى بلاد الغربة خلاص ياعم هسكت وربنا يصبرنى عليك على الشهر ده ما يخلص"
ثائر:"خلاص اسكت ونام بقى شوية على ما نوصل انت صدعتنى برغيك يا ساتر عليك"
رمزى:"ماهو كده تاخد غرضك منى وبعدين ترمينى يا مفترى يا ظالم"
ثائر:" اخد غرضى منك وارميك ايه ياض انت انت دماغك لسعت"
رمزى:"انا هنام احسن"
ثائر:"احسن حاجة تعملها والله يا" رمزى" هتكون عملت فيا معروف"
اسند"ثائر" رأسه على طرف الكرسى واغمض عينيه هاجمته ذكريات ليلة البارحة التى عصفت به وبقلبه اطلق تنهيدة قوية زفر انفاسه ببطئ لعله يرتاح من تفكيره فى سبب تحول" وتين" فما الذى حدث جعلها تتكلم معه بكل هذا البرود؟ كثرة التفكير ستؤدى به فى النهاية الى حالة من الجنون وكل ذلك بسبب تلك الفتاة التى أصبحت الآن" وتين ثائر العمرى" قولا وفعلا
***
عقد" سمير" العزم على الذهاب لخطبة الفتاة التى يريد الارتباط بها ذهب مع اسرته الى منزل والد العروس تم الترحيب بهم وتم قراءة الفاتحة خرجت" أميرة" تحمل بين يدها المشروبات بابتسامة خجولة
عايدة:"اهلا يا عروسة"
أميرة:"اهلا بيكى يا طنط عايدة نورتونا"
هيام:"مبروك يا أميرة ربنا يتمم بخير"
أميرة:"الله يبارك فيكى يا" هيام" عقبالك ان شاء الله"
هيام من غير نفس:"شكرا"
سمير:"ياعمى احنا ان شاء الله الفرح بعد شهرين"
سالم...بس هتلحق تجيب شقة فى شهرين وتجهزها يا ابنى"
عايدة:"ماهم هيقعدوا معانا يا ابو" أميرة "على ربنا ما يفرجها ويجبلها شقة واحنا شقتنا بسم الله ماشاء الله واسعة وتساعى من الحبايب الف واحنا هنشيل "أميرة" فى عنينا ومتشلش هم خالص"
سالم:"والله يا ام "سمير" الرأى رأى "أميرة" لو وافقت ماشى لو مش موافقة مقدرش اغصب عليها فى حاجة زى دى وهى بنتى الوحيدة وكمان مليش غيرها بعد امها ما ماتت الله يرحمها"
عايدة:" الله يرحمها متخافش بنتك فى عنينا وهتبقى زى بنتى هيام"
سالم:"قولتى ايه يا أميرة"
أميرة:"خلاص يا بابا انا موافقة"
ابتسم "سمير" عندما سمع موافقتها شعرت "عايدة" و"هيام" بأن خطتهم فى جعل "أميرة" تقوم بخدمتهم ك"وتين" ستتحقق وتأتى بالنتائج المطلوبة
سمير:"ان شاء الله نجيب الشبكة كمان يومين قولت ايه يا عمى"
سالم:"ان شاء الله ربنا يتمم بخير دى بنتى الوحيدة ومليش غيرها فانت حافظ عليها يا "سمير" يا ابنى انا مش هوصيك دى اللى حيلتى من الدنيا"
سمير:"فى عنيا الاتنين يا عمى"
هيام بخبث:"دا احنا هنشيلها على كفوف الراحة وعلى راسنا من فوق يا عم "سالم" احنا هيبقى عندنا كام "أميرة" يعنى احنا هنخليها أميرة بجد"
شعرت "أميرة" بالقلق من نبرة صوت هيام فى الحديث فنفضت عنها التفكير فى هذا الموضوع فلابد انها تتخيل ذلك حتى لو كانت تقصد شئ اخر فهى تعرف كيف تواجه اى شخص يضايقها فهى فتاة ذات شخصية قوية ولا تسمح لاحد بمضايقتها بالرغم من انها فتاة طيبة الا انها لا تقبل على نفسها الإهانة او التجريح من اى أحد
***
منذ سفر "ثائر" و"رمزى" وتشعر كل من "وتين" و"مريم" بالفراغ القاتل بالرغم من انهم يبذلن اقصى ما لديهن لانهاء الامتحانات بشكل مشرف ولكن احيانا تشرد كل من هن فى من يسكن قلبها
مريم بتنهيدة:"هو لسه كتير على الشهر ده ما يخلص"
وتين:"حبيبتى مفتش من الشهر الا يومين بس لحقتى"
مريم:'امال انا حاسة كانهم سنتين ليه"
وتين:"ده بس علشان الحب بهدلة"
مريم:"ياسلام يا اختى على اساس ان عمو مش واحشك انتى كمان وهتموتى ويرجع"
وتين باشتياق قاتل :"انتى بتفكرينى ليه ها ما تسبينى اذاكر بقى الله يسامحك يا مريم"
مريم:"ذاكرى يا اختى ذاكرى ربنا يصبرنا على الشهر ده ما يخلص"
سمعت "مريم" رنين هاتفها ابتسمت ابتسامة جميلة قامت بفتح الهاتف بسرعة
مريم بابتسامة:"ابن حلال كنا لسه جايبين فى سيرتك"
ثائر:'وجايبين فى سيرتى ليه بقى وبتقولوا ايه"
مريم:"علشان وحشتنا اوى يا عمو"
ثائر بمكر:"وحشتك انتى ومين يا مريم"
مريم:"ها وحشتنى كلنا كده على بعضنا"
ثائر:"والنبى يا بكاشة طب افتحى الكاميرا علشان عايز اشوفكم"
مريم:"حاضر ثوانى بس"
قامت "مريم" بفتح الكاميرا حتى يستطيع" ثائر" رؤيتهم فهو اشتاق اليهم بالرغم انه لم يغادر سوى من يومين عندما وقع نظره على تلك التى اخذت منه عقله وقلبه وجد نفسه يبتسم لها
ثائر بابتسامة:"ازيك يا وتين عاملة ايه"
وتين:"الحمد لله كويسة نحمد ربنا"
ثائر:'والامتحانات عاملة ايه"
وتين:"الحمد لله ماشية عن اذنكم"
ثائر:" انتى راحة فين يا وتين"
وتين:'تعبت وعايزة انام بعد اذنك"
قالت ذلك وانصرفت شعر بالامتعاض بسبب تصرفاتها لماذا تتعامل معه بهذه الطريقة فهو لا يقبل ان يعامله احد هكذا فمن تظن نفسها؟
ثائر:"مالها وتين يا مريم"
مريم:"مش عارفة يا عمو مع انها كانت كويسة وكنا بنذاكر دلوقتى ومفيش حاجة"
ثائر:"المهم خلوا بالكم من نفسكم ماشى يا حبيبتى"
مريم:"ماشى ترجعلنا بالسلامة يارب"
ثائر:"تسلميلى يا حبيبتى سلام"
مريم:" مع السلامة"
ذهبت "وتين" الى غرفتها اصبحت هذه حالتها عندما يتحدث معها تتكلم بجمود وبرود برغم من ان حنينها وشوقها اليه يقتلها كل يوم وهى تتذكر تلك الليلة التى قضتها برفقته فى تلك الليلة التى اصبحت هى فيها ملك له جسداً وقلباً ولكنها لا تريد ان تتمادى فى احاسيسها ومشاعرها وتفيق على كابوس مزعج قامت بسحب صورته من تحت وسادتها التى قد اخذتها من غرفته بعد سفره
وتين:"انت وحشتنى اوى يا حبيبى ربنا يرجعك بالسلامة يارب بحبك يا ثائر"
قامت بتقبيل صورته التى بين يديها ثم اخذتها بين أحضانها واراحت رأسها على الوسادة ذاهبة فى النوم لعل الاحلام تجمعها بخاطف قلبها وعقلها
***
منذ ان انهى عمله فى منزل "ثائر" وهو يريد ان يراها مرة أخرى وجد نفسه يذهب الى الكلية فهو يعلم انها تؤدى امتحاناتها هذه الايام لمحها تجلس مع "مريم' تقدم منهم بابتسامة
حاتم:"السلام عليكم"
وتين ومريم باستغراب:"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته"
حاتم:"اخباركم ايه"
وتين:"الحمد لله فى حاجة يا باشمهندس حاتم"
حاتم:"لا ابدا دا انا كنت معدى وشفتكم بالصدفة قولت اجى اسلم عليكم"
مريم:"شكرا على ذوقك يا باشمهندس حاتم"
حاتم باحراج:"عن اذنكم"
وتين:"اتفضل"
انصرف "حاتم' وهو يشعر بالاحراج فهو وضع نفسه فى موقف محرج جدا
مريم:"هو ايه حكايته ده كمان"
وتين:"مش عارفة فى ايه بالظبط"
مريم:"بيطلعلنا منين مش عارفة من ساعة ما لقينا شنطته وهو بيظهر كده متعرفيش ازاى"
وتين:"لاء وكمان طلع مهندس الديكور اللى عمل الجناح بتاع عمك شوفتى الصدف"
مريم:"الدنيا دى صغيرة فعلا"
وتين بضحك:"اه اوضة وصالة"
مريم:"بتتريقى يا اختى"
وتين:"بفرفشك يا مريم بلاش يعنى"
مريم:"لاء بلاش ايه فرفشينى يا اختى ميضرش برضه"
وتين:"يلا هانت وهنفرح بيكى قريب"
مريم:"يا مسهل الحال يارب بس مش عارفة عمو بقاله كام يوم مش بيتصل انا خايفة وكمان قلقت"
وتين:"ان شاء الله خير تلاقيه بس مشغول ولا حاجة وعنده شغل كتير"
كان الخوف يتأكل قلبها بسبب عدم اتصاله خشيت ان يكون اصابه مكروه وهى لا تعلم فهى تدعو الله ليلا نهارا ان يعود إلى المنزل سالما
***
حاول اغراق وإرهاق نفسه بكثرة العمل حتى لايفكر بها ولا يفكر فى ردودها الصادمة له عندما كان يحدثها عبر الهاتف
رمزى:"حرام عليك يا "ثائر" انت هتموت نفسك وتموتنى معاك كفاية بقى"
ثائر:"فى ايه يا "رمزى" مالك انا عملتلك حاجة يا ابنى انت"
رمزى:"نازل شغل شغل شغل حتى مش عارفين نخرج نشم هوا انت بتنتقم من نفسك ولا من مين"
ثائر:" انت عارف احنا مش جايين نتفسح احنا جايين فى شغل"
رمزى:"انت بتعمل فى نفسك ليه كده ايه اللى حصل وصلك لكده"
ثائر:"مفيش حاجة حصلت يا رمزى"
رمزى:"مش مصدقك اول مرة احس انك بتكذب عليا يا ثائر ودى مش عوايدك"
ثائر بتنهيدة:"عايز ابطل افكر فيها يا رمزى"
رمزى:"هى مين دى اللى مش عايز تفكر فيها"
ثائر:"وتين يا رمزى وتين"
رمزى: وتين يا رمزى وتين ! ليه هى عملت ايه يعنى"
ثائر:''بتتكلم معايا بكل برود وبتقصر فى الكلام زى ما تكون مش طايقة تسمع صوتى او تشوفنى مش عارف فى ايه"
رمزى:"ليه انت عملتلها ايه قبل ما نسافر انت زعلتها زى عوايدك"
ثائر:"لا ابدا معملتش حاجة ولا زعلتها بالعكس احنا كنا "
رمزى:"كنتوا ايه مش فاهم"
ثائر:"مش لازم تعرف ولا تفهم يا رمزى"
رمزى بهدوء:"ثائر انتوا اتجوزتوا بجد وتين بقت مراتك فعلا"
ثائر:"ايوة يا رمزى"
رمزى:"وامتى حصل الكلام ده"
ثائر:"الليلة اللى قبل ما نسافر"
رمزى:"مش جايز تكون مكسوفة منك او محروجة ليه مفكرتش فى كده"
ثائر:"وجايز تكون كرهتنى اكتر بسبب اللى حصل او انها مكنتش حابة ده يحصل أصلا"
رمزى:"لما ترجع اتكلم معاها متسيبش نفسك فى متاهة كده يا ثائر"
ثائر:"وانا مش حابب ارجع دلوقتى انا قولتلك لو الحب هيخلينى اخضع لواحدة يبقى هدوس على قلبى بالجزمة مش هجرى ورا واحدة وهى تعمل كده فيا مش انا يا رمزى ومش هرجع مصر الا لما يجيلى مزاجى كمان حتى لو قعدت هنا مدة اكتر من الشهر"
رمزى:"طب ذنب اهلى انا ايه دا انا بعد الايام علشان نرجع مصر ونكتب الكتاب بقى"
ثائر:"ما تثبت ياض انت انت خرع ليه كده رجالة ايه دى انا مش فاهم"
رمزى:"قولى انك بتهزر وكلها كام يوم ونرجع مصر"
ثائر:"لاء يا رمزى مش هرجع دلوقتى وممكن اقعد مدة زيادة عن الشهر علشان يكون فى معلومك يعنى ومش عايز كلام فى الموضوع ده تانى واسكت خالص"
"رمزى" يعلم جيدا انه اذا اتخذ قرار لن يتراجع عنه أبدا فالافضل له ان ينتظر ويرى الى ماذا ستؤل الأمور
***
حضرت "سيلا" الى المنزل استغربت كل من" مريم" و"وتين" سبب مجيئها فهى تعلم ان "ثائر" مسافرا ولكن لماذا حضرت الى المنزل
سيلا:" هاى ازيكم عاملين ايه"
مريم باستغراب:" خير يا سيلا فى ايه"
سيلا:"فى ايه يا مريم بلاش اجى يعنى ولا ايه ولا انتى مش عيزانى اجى هنا انتى ناسية ان انا خطيبة عمك"
مريم:"اصل انتى عارفة عمو مش موجود فمستغربة انك جيتى"
سيلا:"جيت اشوف الجناح بعد ما خلص عندك مانع"
مريم:"لما عمو ييجى بالسلامة ابقى تعالى شوفيه"
سيلا:"عن اذنك اطلع اشوفه"
تجاهلت "سيلا" كلام "مريم" صعدت الى جناح "ثائر" ولكنها لم تأتى من اجل ان ترى الجناح ولكن من أجل ان تبحث عن الاوراق التى اوصاها "بدر" ان تجدها وهى اوراق خاصة بالعمل لاتعرف "وتين" لماذا شعرت بالقلق تجاه "سيلا"
وتين:"هى شكلها مش مريح ليه كده زى ما تكون جاية عايزة حاجة معينة"
مريم:"مش عارفة فى ايه انا حسيت بكده برضه"
وتين:"تعالى نطلع وراها من غير ما تحس ونشوفها بتعمل ايه"
صعدت "وتين" و"مريم" نظروا من شق الباب وجدوا" سيلا" تبحث فى كافة الادراج كأنها تبحث عن شئ اضاعته وتريد ان تجده قامت "سيلا" بالبحث فى جميع أنحاء الغرفة ولكنها لم تجد شئ سمعت رنين هاتفها فكان المتصل هو "بدر الغرباوى"
سيلا:"ايوة يا بدر"
بدر:"لقيتى الورق ولا لسه يا سيلا"
سيلا:"قلبت عليه الدنيا مش لقياه دورت فى كل حتة فى الاوضة مش لاقيه له أثر خالص يا بدر"
بدر:"دورى كويس يا "سيلا" لازم نعرف الصفقة دى هتتعمل مع مين وهتخلص ازاى علشان نضرب ضربتنا المرة دى صح"
سيلا:"قولتلك دورت فى كل حتة ومفيش فايدة الظاهر الورق فى المكتب مش هنا او ممكن يكون "ثائر" مخلى "رمزى" عاين الورق ده فى مكان محدش يعرفه غيرهم"
بدر:"طب هنعمل ايه دلوقتى يا سيلا"
سيلا:"مش عارفة يا حبيبى هنعمل ايه ولو "ثائر" عرف مش هيسكت وهيقلب علينا الدنيا ومش بعيد يسلمنا لعذرائيل"
كل هذا و"وتين "و"مريم" امام الباب يستمعون الى كلام "سيلا" بافواه مفتوحة من الصدمة فهم سمعوا كل شئ وعلموا ان "سيلا "تمارس خدعة على "ثائر" عندما رأوا ان "سيلا "على وشك الانتهاء من المكالمة فروا هاربين الى الاسفل حتى لا تشك "سيلا" بأمرهم خرجت "سيلا" من الغرفة هبطت وجدت "وتين" و"مريم "جالسين فاطمئنت
مريم:"شوفتى الجناح خلاص عجبك يا سيلا"
سيلا:"ايوة الباشمهندس عمل كل المطلوب هو عمك ناوى يرجع امتى من السفر"
مريم:"انتى مش خطيبته هو مقالكيش هيرجع امتى"
سيلا:'بقاله كام يوم مبيتصلش بيا معرفش ليه فقولت اسألك جايز تعرفى"
مريم:'لاء مقاليش هيرجع امتى ربنا يرجعهولنا بالف سلامة ان شاء الله"
سيلا:"طيب انا ماشية سلام"
مريم:"مع السلامة"
سيلا:"سلام يا وتين"
وتين بهمس:" فى ستين داهية تاخدك ان شاء الله"
خرجت "سيلا" من المنزل تنفسوا الصعداء فكرت" مريم" انها يحب ان تخبر عمها بما سمعته من حوار "سيلا" مع المدعو "بدر"
مريم:"انا لازم اقول لعمو على اللى سمعناه من مكالمة سيلا واللى عملته"
وتين:" وهو عمك هيصدقنا لو قلنا كده على خطيبته"
مريم:"عمو عمره ما كدبنى وعارف ان انا مليش فى الكذب هو لازم يعرف لان 'سيلا" شكلها بتلعب لعبة كبيرة اوى وانا طبعا مش هستنى اشوفها بتأذيه او بتعمل حاجة تضره انتى مش معايا ولا ايه"
وتين:"معاكى طبعا وانا كمان ميرضنيش انها تضره دا انا كنت اقطعها حتت"
مريم:"ايوة كده دافعى عن جوزك انا هتصل بيه اقوله"
وتين:"ماشى اتصلى بيه"
كانت تنتظر بلهفة ان يرد على تلك المكالمة فهى لم تسمع صوته منذ مدة فهى اشتاقت الى سماع صوته ودفء نبراته .وجد هاتفه يعلن عن ورود اتصال من ابنة اخيه قام بفتح الهاتف
ثائر:"حبيبتى عاملة ايه"
مريم:"الحمد لله ايه ده كل ده متسألش علينا"
ثائر:"معلش بس هو ضغط الشغل"
مريم:"ربنا يعينك عمو فى حاجة حصلت وعيزاك تعرف"
ثائر باهتمام:"خير يا حبيبتى فى ايه"
مريم:"سيلا كانت هنا من شوية"
ثائر:" بتعمل ايه"
مريم:"بتقول كانت جاية تشوف الجناح ولما طلعت وراها انا و"وتين" لقيناها كانت بتفتش فى اوضتك بتدور على ورق وكلمت واحد اسمه" بدر" بتقوله انها مش لاقيه الورق
ثائر:"اه وبعدين"
مريم:"لما ملقتش حاجة مشيت فانا كلمتك اقولك علشان احنا خوفنا منها لتعمل حاجة تضرك"
ثائر:"متخافيش يا حبيبتى مش هتقدر تعمل حاجة المهم انتوا كويسين"
مريم:"اه الحمد لله وقربنا نخلص امتحانات"
ثائر:"ربنا معاكم خلوا بالكم من نفسكم ماشى"
مريم:"ماشى يا عمو ومتتأخرش علينا"
ثائر:"ان شاء الله يا حبيبتى سلام"
مريم:"مع السلامة"
كل هذا و"وتين" تتابع الحوار بينهم بدون ان تتكلم بكلمة واحدة فكم مرة امسكت لسانها حتى لا تسأله عن سبب غيابه كل هذه الفترة عن حرمانها من سماع صوته"
هو أيضاً كان يريد ان يتحدث معها ولكنها لم تبدى اى اشارة انها تريد ان تتحدث معه فهو لن يفرض نفسه عليها مرة ثانية فهو كرجل لا يقبل على كرامته ان يفرض نفسه عليها وهى غير راغبة بذلك او لا تريده
***
قام سمير بتجهيز الشقة حتى يستطيع ان يتزوج فيها بعد ان انتهى من شراء الدبل والشبكة الخاصة ب"أميرة" كان متحمسا جدا لانتهاء هذا المدة المتفق عليها حتى يستطيع الزواج كانت والدته واخته أيضاً ينتظرون مجئ هذا اليوم التى تصبح فيه" أميرة" زوجة" سمير"
عايدة:'انت يا سمير عملت حسابك فى فلوس للفرح"
سمير:"الحمد لله معايا قرشين هعمل بيهم فرح"
هيام:'وانت بقى هتعمله فى قاعة ولا فى الشارع"
سمير:"هعمله فى قاعة طبعا"
عايدة:"وعلى ايه المصاريف دى كلها وماله لو عملت الفرح فى الشارع"
سمير:"البنت نفسها فى فرح فى قاعة زى أصحابها وفيها ايه دى"
عايدة:'هو انت من دلوقتى هطبطب وتدلع ولا ايه يا سمير"
سمير:"وفيها ايه مش هتبقى مراتى لازم ادلعها"
قال ذلك وانصرف ظلت والدته تنفخ من الغضب بسبب كلامه
هيام:"شكل البت دى هتمشيه على العجين ميلغبطوش"
عايدة:"دا انا اللى همشيها على العجين متلغبطوش وهى مالهاش ام هتدافع عنها يعنى انا بقى هعلمها الادب يبقى ازاى"
هيام بغل:"ايوة كده احسن تفتكر نفسها حاجة يعنى"
عايدة:"سيبك من الكلام ده دلوقتى فى موضوع عايزة اكلمك فيه"
هيام:"موضوع ايه ده"
عايدة:'عايزين نعزم البت "وتين" تيجى الفرح"
هيام:"وايه اللى فكرك بيها دلوقتى"
عايدة:"عايزة اشوف ايه اللى حصلها بعد الجواز وهتيجى ولا لاء"
هيام:"دى ما صدقت مشيت هتيجى الفرح"
عايدة:'اهو هنعزمها ونشوف هتيجى ولا لاء"
هيام بصوت منخفض:"اه لو تيجى هى وجوزها الحلو ده دى هتبقى حكاية"
عايدة:"انتى بتقولى ايه يا بت يا هيام بصوت واطى كده"
هيام:"ها ولا حاجة لما يقرب الفرح هبقى ارن عليها واعزميها تيجى الفرح"
***
بعد سماع 'ثائر" كلام مريم وهو زاد شكه أكثر فهو بدأ الشك فيها منذ مدة وجاء كلام" مريم" ليؤكد ظنونه اخبر "ثائر" "رمزى" بما اخبرته به" مريم "
ثائر:"شكلها هتحفر قبرها بايدها يا رمزى"
رمزى:"شكل نهايتها قربت يا "ثائر "انا دلوقتى عرفت انت خليتى اخلى فى مراقبة عليها ليه"
ثائر:"هى اللى شككتنى فيها لما كانت عايزة تعمل الصففة مع بدر الغرباوى وهى عارفة ان سمعة شركته مش كويسة وان اى صفقة هو بيدخلها بتخسر الناس اللى معاه"
رمزى:'ولو كل ده طلع بجد وطلعت متأمرة عليك معاه وكانت بتضحك عليك"
ثائر بنصف ابتسامة:"دا انا هخليها تندم على اليوم اللى اتولدت فيه وفكرت تلعب بيا او تلعب عليا او بس عقلها صورلها انها ممكن تضحك او تستغفل " ثائر العمرى"
رمزى:"طب ايه هننزل مصر ولا ايه دا فات شهر واسبوع كمان كفاية كده بقى "
ثائر:"خلاص احجزلنا على طيارة بكرة لازم ارجع واعرف هى بتدبر لايه تانى"
رمزى بحماس:"حصل يا باشا والتذاكر اهى"
ثائر:"ايه السرعة دى قدر مكنتش وافقت نسافر كنت هتعمل ايه"
رمزى:"كنت هسافر انا اعملك ايه انا خلاص مبقتش قادر استحمل اكتر من كده "مريم" وخلصت امتحانات وانت راهنى هنا بسبب مزاجك'
ثائر:'عيل خرع بجد يعنى "
رمزى...قصدك عاشق والحب بهدلنى ههههه بذمتك انت مراتك مش وحشاك انت كمان وهتموت وتشوفها
ثائر:"ماشى ياعم العاشق الرحلة الساعة كام"
رمزى:"احنا ممكن نوصل البيت على الساعة ٢ باليل كده على ما اعتقد"
ثائر:"مكنش فى رحلات طيران بالنهار"
رمزى:"ملقتش غير دى واى حاجة المهم ان ارجع ارض الوطن"
هو أيضاً يريد العودة أكثر منه بسبب ذلك الاشتياق الذى ملأ قلبه لصاحبة تلك العيون الجميله والتى ربما عندما يعود ستتغير حياتهم الزوجية ربما للأفضل او للاسوء
***
قررت "مريم" ان تخرج هى و"وتين" للترفيه عن انفسهم بعد انتهاء الامتحانات فقرروا الذهاب إلى النادى وكانت هذه اول مرة تذهب" وتين "الى النادى
مريم:"مالك عمالة تبصى حوالين نفسك كده ليه يا وتين فى ايه"
وتين:"اول مرة ادخل نادى الصراحة"
مريم:"خلاص هنبقى نيجى هنا كتير تحبى تلعبى اى رياضة"
وتين:"انتى بتلعبى رياضة"
مريم:"انا كنت بحب العب تنس بس بقالى فترة كبيرة ملعبتس ما تيجى نلعب سوا"
وتين:"بس انا مبعرفش العب تنس انا ممكن العب معاكى استغماية ماشى كوتشينة ماشى بس تنس مجربتش
مريم:" ههههه متخافيش هعلمك تعالى"
ذهبوا الى ملعب التنس بدأت "مريم" تعليم وتين اساسيات لعبة التنس شعرت "وتين" بحماس بدأت اللعب مع "مريم" قامت بضرب الكرة بالمضرب ولكن لسوء الحظ اصابت الكرة احد الاشخاص
وتين بشهقة:"هااا انا خبطت حد بالكرة"
مريم:"الحقى الكورة جت فى مين"
وتين باستغراب:"مش ده الباشمهندس حاتم"
مريم:"هو الراجل ده ماشى ورانا ولا ايه"
اقترب منهم "حاتم" بابتسامة وبيده كرة التنس فهو صار يتتبع خطواتهم فى كل مكان فهو الآن يريد مفاتحتها فى موضوع خاص بها
حاتم:"ازيكم الكورة بتاعتكم اهى"
وتين:"شكراً يا باشمهندس حاتم"
حاتم:"ممكن اتكلم معاكى شوية يا انسة وتين"
وتين:"خير فى ايه"
حاتم:"طب نقعد نشرب حاجة"
وتين:"اسفة مش بقعد مع حد غريب"
حاتم:"انا مش هلف ولا ادور انا معجب بيكى وكنت عايز اتقدملك"
اتسعت عيون "وتين" على آخرها فماذا يقول هذا الشاب هل يطلب منها الزواج الآن
وتين:"حضرتك بتقول ايه"
حاتم:"انا بجد معجب بيكى وحابب ارتبط بيكى قولتى ايه"
وتين:"انا اسفة انا عندى ظروف تمنعنى اتجوزك او اتجوز اى حد"
حاتم باستغراب:"ظروف ايه دى"
وتين:"مش هقدر اقولك وياريت تنسى الموضوع ده عن اذنك"
تركته "وتين "واقفا مكانه وهو لم يفقه شئ لماذا لا تستطيع الارتباط به ماهو الشئ الذي يمنعها من القبول به
مريم.:"هو عايز ايه"
وتين:'عايز يتجوزنى"
مريم:"يا حلولى وانتى قولتيله ايه"
وتين:"قولتليه عندى ظروف تمنعنى اتجوز"
مريم:"مقولتلوش ليه انك متجوزة عمو ثائر"
وتين:''عمك حاطط شرط فى العقد يمنعنى اقول لاى حد ان انا متجوزاه"
مريم:"اظن العقد ده لازم يتولع فيه"
وتين:"يلا بينا نروح يا مريم"
عادوا الى المنزل ذهبت كل منهم الى غرفتها لتبديل ملابسها
مريم:"دادة يا دادة"
حسنية:"ايه يا حبيبتى عايزة ايه"
مريم:"عايزة اكل انا جوعت اوى"
حسنية:"العشا جاهز نادى "وتين" ويلا تعالوا كلوا"
هبطت "وتين" من غرفتها تناولت العشاء برفقة "مريم" وبعد الانتهاء ذهبوا الى الجنينة
وتين:"ماتيجى نتعلم نزرع ورد"
مريم:"والله فكرة حلوة اوى يلا بينا بس احنا بقينا بالليل"
وتين:" يا ستى وفيها ايه يعنى يلا بينا"
احضرت" وتين "شتلات ورد صغيرة قاموا بتجهيز مساحة صغيرة من الأرض وقاموا بغرس شتلات الورد وهم يضحكون فكانت ايديهم وملابسهم متسخة بالطين ولكنهم متحمسون جدا لما يفعلون
مريم:"انا هسمى الوردة دى "مريم "على اسمى"
وتين:"هتبقى جميلة اوى زى صاحبتها"
مريم:"تصدقى انا بحبك اوى يا "وتين" انتى ظهرتى فى حياتى وغيرتيلى روتين حياتى وحسيت ان رجعت اعيش من تانى"
وتين:"وانا كمان حبيبتك اوى يا مريم انا مكنش عندى اخوات وانتى عوضتينى الاحساس ده"
مريم:"ماتجيبى حضن بقى بمناسبة الكلمتين الحلوين دول"
وتين:"ههههه ماشى"
قامت "وتين" باحتضانها ارادات المزاح معها قامت برشقها بالماء كانت "مريم "تضحك كطفلة صغيرة وهى تجرى خلف "وتين" لترشقها هى ايضا بالماء ظلوا وقتا طويلا يضحكون وبعد ان انتهوا ذهبوا الى غرفهم
دخلت "وتين" الحمام اخذت حمام دافىء وخرجت قامت باخراج ملابس مريحة ارتدتها ارتمت على السرير كان الوقت ما زال باكرا للنوم ولكن عندما وضعت رأسها على الوسادة ظلت تفكر فى ذلك القاسى الذى طاوعه قلبه ان يغيب عن المنزل وعنها كل هذه المدة الم يشتاق اليها كما تموت هى من شدة شوقها اليه؟ تنهدت بقوةثم ذهبت فى نوم عميق
***
عاد" ثائر" و'رمزى" الى مصر كان يبدو عليهم الإرهاق الشديد فهو لم يكن يرحم نفسه من كثرة العمل وايضا مما زاد فى ارهاقه ساعات السفر الطويل ذهب" رمزى" الى منزله دخل "ثائر'' المنزل كان فى حالة هدوء شديد فالساعة الآن الثانية صباحاً فكل من فى المنزل غارق فى النوم وجد نفسه يذهب الى غرفتها ولا يعلم لماذا ؟ فهو يريد رؤيتها فتح الباب ببطئ دخل الى الغرفة تقدم خطوات الى السرير كانت نائمة تشبه الاطفال وهى بهذا الوجه الملائكى. من شدة تعبه وارهاقه جلس على طرف السرير غير قادر على الوقوف تململت وتين فى نومها تشعر بحركة غريبة فى الغرفة فتحت الاضاءة الخافتة
وتين بخوف:" انت مين"
ثائر بارهاق:"انا يا وتين متخافيش انا ثائر"
وتين بلهفة:"ثائر انت رجعت امتى وليه مقولتش انك جاى النهاردة"
ثائر:"لسه جاى دلوقتى ملحقتش اقولكم ان انا جاى علشان" رمزى" كان حاجز التذاكر من غير ما اعرف"
وضع رأسه بين يديه فهو غير قادر على فتح جفونه او ان يتكلم اكثر من ذلك فهو يريد الآن ان ينام فهو حتى غير قادر على ان يذهب لينام بغرفته لاحظت وتين ذلك اقتربت منه وجدته مغمض العينين يغط في نوم عميق
وتين:"ده نام وهو قاعد طب اعمل ايه دلوقتى .."ثائر" "ثائر" انت نمت طب نام كويس انت نايم وانت قاعد"
ولكن لا يوجد منه رد قررت مساعدته فساعدته فى خلع جاكيته وربطة عنقه وفتحت الازرار الاولى من قميصه حتى يستطيع ان يتنفس بحرية اراحت جسده على السرير قامت بخلع حذاءه ووضعته بجانب السرير دفن وجه اكثر فى الوسادة كأنه لايصدق انه سينام أخيراً كانت مازالت بجواره ابتسمت مدت يدها برفق تمسد خصلات شعره
وتين بهمس:" حمد الله على سلامتك يا حبيبى"
بتردد قامت بطبع قبلة خفيفة على وجنته فهى سعيدة جدا انه عاد الى المنزل وليس هذا فقط فهو نائم بجوارها ذهبت ونامت على الطرف الاخر من السرير فالسرير واسع بحيث يترك مسافه بينهم بالرغم من انها تشتاق الى دفء أحضانه ظلت تنظر الى ملامح وجه الوسيمة حتى غفت هى ايضا فى النوم بابتسامة جميلة على وجهها
تململت "وتين" فى نومها تشعر بثقل على كتفها فتحت عيناها ببطئ ونظرت إلى مصدر هذا الثقل وجدت "ثائر " نائماً واضعا رأسه على كتفها ويده حول خصرها فهو قد قام ايضا بخلع قميصه والقاه على الأرض ليستطيع ان ينام بحرية عندما حاولت الابتعاد وجدته يفتح عينيه ينظر اليها بدون ان يتكلم شعرت بتوتر خانق ولا تعرف ماذا تفعل؟
ثائر:"انتى راحة فين يا وتين لسه عايزة تبعدى تانى"
وتين بخجل:"عايزة اقوم علشان تعرف تنام براحتك انت كان باين عليك الارهاق والتعب جامد اوى لما وصلت فقولت اسيبك تنام وترتاح"
ثائر:"وهى راحتى انك تبعدى عنى يا "وتين" تبقى دى اسمها راحة ازاى دا يبقى عذاب بس عذاب بالبطئ"
وتين:"انت تقصد ايه بكلامك ده"
ثائر:" هو انا ليه فضلت بعيد كل ده يا "وتين" عنك وعن البيت ؟
وتين:"اسأل نفسك يا "ثائر" انت حتى مكنتش بتتصل غير كل فين وفين قلبك طاوعك انك تغيب ده كله ازاى للدرجة دى احنا ملناش اهمية عندك خالص يا ثائر"
ثائر:"انتى السبب فى ده كله انتى اللى خلتينى ابعد كل ده يا "وتين" ابعد واتعذب بقيتى انتى سبب عذابى يا وتين"
وتين باستغراب:" انا السبب فى عذابك ليه عملتلك ايه او انا اهمك فى ايه علشان اكون سبب عذابك لو جيت للحق انت يا" ثائر" اللى سبب عذابى وقهرتى "
ثائر:" انا يا "وتين"؟مشفتيش نفسك كنتى بتتعاملى معايا ازاى قبل ما اسافر ولما كنت بكلمك فى التليفون كأنك مكنتيش عايزة تسمعى صوتى او تكلمينى كنت تكلمينى كلمتين وتمشى كأن انا فارض نفسى عليكى او طالب منك حاجة فوق طاقتك"
وتين:"ثائر ارجوك اسكت متكملش كلامك انت مش فاهم حاجة مش فاهم حاجة"
ثائر:"بتترجينى لايه يا "وتين" ها وايه اللى انا مش فاهمه فهمينى علشان متخلنيش ابعد كده تانى وبالشكل ده"
وتين بتلعثم:"ماهو انا يعنى اللى حصل ...اووف مش عارفة اقولك ايه"
حاولت ايجاد الكلمات ولكنها لا تجد ما تقوله هل تخبره بصدمتها بسماع اسم "سيلا" منه اثناء نومه وانه كان يفكر بها وهى بين أحضانه هل تخبره بشعور الحسرة والانكسار الذى شعرت به بعد ما حدث منه
ثائر:"شوفتى انك مش لاقيه كلام تبررى بيه تصرفاتك يا حبيبتى"
اقترب منها اخذها فى أحضانه بقوة نسيت ماذا كانت ستقول فهى كانت ستخبره بما حدث وتسمع منه تفسيرا له ولكن عندما يقترب منها لا تتذكر سوى ان الكون كله تقلص ليصبح ذراعيه وهى تريد ان تظل بين ذراعيه
ولكنها سمعت كلمة ( حبيبتى ) هل سمعتها حقا ام انها تتوهم ذلك؟
كان فى حالة لا تسمح له بالكلام فهو اشتاق اليها بشدة منذ ان تركها فحاول اخماد ذلك الشوق الذى كان مثل النيران الحارقة يسرى فى عروقه وخلاياه كانت بين يديه مطيعة لينة كان حالها أشبه بطائرة ورقية تحلق في سماء صافيه يتلاعب بها النسيم وهو يتولى زمام أمورها كانت مذهولة بقدرته على التحكم فى عواطفها الذى كان هو محورها فهى لو فارقت الحياة الآن ستفارقها سعيدة بقلب راضى عما شعرت به من حرارة عواطفه ولهفته ان تكون بين يديه شعرت انها تغرق فى بحور لا تجيد بها السباحة.ادرك الآن ان تلك الفتاة أودت بقلبه الى هاوية العشق فكل لمسة منها تعيده إلى الحياة تلك الحياة التى كان يعيش بها لايهتم بشئ أم الآن اصبح يريد ان يعيش تلك الحياة بشكل اخر يعيش حياة العاشق المتلهف الى حبها وقربها يريد أن تأخذه الى عوالم مختلفة من العشق
رست سفينة الحب على شاطئ الأمان رفض تركها تنسل من بين أحضانه فهو لايريدها ان تبتعد فهى بمجرد ان تبتعد يشعر كأنه فقد شئ من نفسه او قلبه لذلك يريدها قريبه من قلبه ولا تبتعد عنه
ثائر بهمس عاشق:"خليكى فى حضنى يا وتينى متقوميش خليكى كده قريبة من قلبى"
وتين:"على فكرة مينفعش اللى احنا عملناه ده يا "ثائر" مكنش ده لازم يحصل"
ثائر باستغراب:'ليه بتقولى كده يا "وتين" انتى مراتى وانا جوزك واللى حصل لا عيب ولا حرام احنا متجوزين على سنة الله ورسوله"
وتين بدموع وحزن:"انت ناسى ان جوازنا المفروض يكون على الورق وبس وان فى عقد بنا وكمان انت خاطب واحدة تانية وهتتجوزها قريب"
ثائر:"العقد ده ولا ليه اى لازمة والعقد ده انا اصلا قطعته مبقاش له وجود ومفيش واحدة فى الدنيا دى كلها هتكون مراتى غيرك انتى يا "وتين"
وتين:" طب و"سيلا" يا ثائر"
ثائر:"خلاص مبقاش ينفع يا" وتين "مقدرش اسيب واحدة حبتها وعشقتها علشان واحدة كل همها توصل على حسابى وكمان ممكن تكون بتخطط لحاجة لو صدق ظنى فيها هتكون نهايتها على ايدى"
وتين بذهول:"حبيتها وعشقتها ! انت تقصدنى انا بالكلام ده يا ثائر"
ثائر بابتسامة جذابة:"ايوة يا "وتين" انا بحبك انتى وبعشقك انتى ومحدش هيشيل اسمى غيرك انتى و انتى اللى ان شاء الله هتكونى ام ولادى وانتى دنيتى وحياتى كلها وروح قلبى وحبيبتى"
حاولت التقاط انفاسها بصعوبة فهى شعرت ان انفاسها صارت ثقيلة فكم هذه الاعترافات لايتحملها قلبها فهى فى أغرب أحلامها لم تتخيل ان يعترف لها بحبه بهذه الطريقة
ثائر:"وتين انتى مبترديش عليا ليه لو انا فارض نفسى عليكى قولى لو مش حابة قربى منك قولى بس بلاش سكوتك اللى يوجع ده انتى مش عيزانى يا"وتين" لو انتى فعلا مش عيزانى انا هنسحب من حياتك وهديكى حريتك لان انا مقبلش على نفسى ان اعيش معاكى غصب عنك او افرض عليكى حاجة انتى مش حباها"
وتين:"مش عيزاك ومش حابة قربك منى! انت بتقول ايه يا 'ثائر" انا عمرى ما اتمنيت حاجة فى حياتى قد ما اتمنيت انك تحس بيا وتحبنى قد الحب اللى انا بحبهولك انت عشقي وحبى الوحيد يا" ثائر" حبيتك من اول لحظة شفتك فيها ولما اتجوزتك وجيت هنا وشوفت" سيلا" عرفت يعنى ايه غيرة ويعنى ايه وجع قلب لما بشوفها معاك بحس بنار جوا قلبى ولما عقلى يحرضنى امشى من هنا قلبى ميطاوعنيش وافضل هنا زى ما اكون بعذب نفسى بالبطئ عارف لما تبقى حاجة مش حرام تقرب منها بس فى نفس الوقت مش قادر تقرب منها كنت بالنسبة ليا زى الفاكهة المحرمة قبل ما تسافر لما كنت معايا سمعتك وانت بتتكلم وانت نايم كنت بتنادى على "سيلا" وتقولها لاء يا"سيلا" لاء حسيت الدنيا اسودت فى وشى كل اللى حصل بينا وتفكيرك فيها هى وبس
ثائر" هو ده السبب فى انك مكنتيش عايزة تتكلمى وكنتى بتردى عليا ببرود"
وتين:" أيوة لأن قلبى وجعنى ساعتها لما ابقى معاك وانت نايم بتفكر فى واحدة تفتكر احساسى ساعتها يبقى ايه"
ثائر:" لو كنتى قولتيلى كنت قولتلك ايه السبب فى ان انا ناديت على سيلا وانا نايم"
وتين:" طب ايه هو السبب اللى يخليك تترجاها بالشكل ده وانت نايم"
ثائر:" السبب ان انا.........
*"*"*
رأيكم يا حلوين
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇