![]() |
زهره لكن دميمه
الحلقة الثالثة والرابعه
بقلم_سلمى_محمد
صغير يا هذا القلب وكبرت من الألم ... زهرة لكن دميمة
تحدث بسام بصوت جهوري:ماهي كوسة هنا في الكافيه
جعلها تنتفض مذعورة تاركة ماتفعله بسرعة...
التفتت له متسائلة بضيق:خير يابسام... حدثت نفسها متمتمة... هو اليوم باين من أوله...الهمني الصبر يارب
رد عليها بتهكم:كل خير طبعا
ردت بحدة :خلاص مادام كل خير... أمشي بقا من هنا عشان اشوف شغلي
بسام بسخريه:ده أحنا طلع لينا صوت وبقينا نتكلم بثقة...اوعي تكوني فاكرة اللي شوفتيه هيخليكي تلوي دراعي
أصابها التعب مما يحدث معاها:انا مش هتكلم وأقول حاجة.. إللي بيحصل بينكم شئ ميخصنيش.. وانتو اللي هتشيلو ذنبه مش أنا... انا علطول ماشية جنب الحيط ومش بتاعت مشاكل فخليك متأكد اني عمري ما هتكلم خالص ولا اقول لحد من اهلها
بسام نظر لها بقسوة: وانتي تعرفي أهلها منين
ردت زهرة مترددة :اخوتها شوفتهم كام مرة هنا في الكافيه... مش هتكلم خالص صدقني و شيلني من دماغك بقى
بسام ضحك بسخرية : مانا متأكد إنك مش هتفتحي بؤك خالص بعد اللي هقوله ليكي
عقدت بين حاجبيها بعبوس :تقصد إيه بكلامك
أجابها بنبرة غليظة:قصدي أنا اللي بقيت لوي دراعك... لو مسمعتيش كلامي هفضحك
زهرة تشنج جسدها بانفعال... عندما سمعت كلامه.. سألته بقلق:أيه الكلام اللي بتقوله ده.. فضيحة ايه اللي بتتكلم عليه
اخرج بسام من جيبه عدة أوراق ووضعها أمام عينيها ضاحكا بسخرية :بصي كويس...عارفة دول يبقوا ايه
سألت بعدم فهم :عارفة طبعا ودول ايه علاقتهم بالكلام اللي بتقوله
ابتسم بسام بشماته :ماهو الكام ورقة دول اللي هلوي بيهم دراعك
تنهدت بارتياح... لوهلة اعتقدت أن سرها انكشف... ثم تملكها القلق مرة أخرى قائلة له: جيب من الاخر يابسام تقصد ايه بكلامك
بسام بابتسامة خبيثة: دول فواتير انتي مضيتي عليهم
سألت زهرة بحيرة : وهما بيعلمو معاك أيه أصلا ...مش المفروض يكونو في مكتب مدام شهيرة
تحدث بسام ببطء شديد: اه ما انا هحطهم...بس بعدين...
زهرة بضيق من تلاعبه معاه :قول اللي أنت عايزه وهات من الاخر
رد عليها بهدوء : بص ياأخ ..زهرة محدثة نفسها اللهم طولك ياروح... الفواتير دي مضروبة
زهرة بصدمة: فواتير أيه اللي مضروبة...أمسكت الفواتير من يده ونظرت فيها بتمعن قائلة ...الفواتيرسليمة
رد عليها بابتسامة صفراء: مضروبة ...عشان أًصل الاسعارمعايا...عندك البن اليمنى العشرين كيلو مكتوب عندك في الفاتورة تلات تلاف وفي الاصل من المصنع بالفين ونص بس...وعندك كل الانواع متزود عليها في الفلوس من خمساية ل ألف...والفواتير بأمضتك
زهرة نظرت له بصدمة: إزاي
- أزاي دي سر المهنة...يعني بؤك ده هيتقفل نهائي
زهرة بانفعال :دي سرقة بأسمي ...أنا هقول لمدام شهيرة ...ثم تحركت ناحية الخارج
وقبل خروجها أمسكها بسام بعنف ..قائلا ببرود :وانتي متوقعة انها هتصدقك... لما تكتشف ان السرقة دي بقالها شهور اول ما اديت لك الأمان وخلتك المسئولة عن استلام اي طلبية بخصوص الكافية...واقل حاجة تعملها انها تبلغ عنك
نظرت له مذهولة.. هل السيدة شهير من الممكن تصديق هذا وتبلغ عنها... لما لا فالفواتير بامضائها
... سألته وهي تشعر بالانهيار... أنت ليه بتعمل معايا كده... هو أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كده
رد بحقد :هو حظك اللي خلكي تشتغلي هنا في الكافيه... بعد ماكنت الكل في الكل جيت واحدة زيك ولا تسوى تشد البساط من تحت رجلي...
عيناها لمعت بدموع الظلم:بس ده مش ذنبي...
رد عليها ببرود : ذنبك عشان اخدتي مكاني
-ليه دلوقتي جاي تقولي والسرقة بقالها شهور بأسمي
_هو أنا مكنتش ناوي أقول وقلت انتي ونصيبك يكتشف المدام السرقة وتتحاسبي و يبقى انا خسرت الواجهة اللي بسرق بأسمها أو تفضل على عماها... بس اللي خلني اقولك اللي حصل امبارح واتأكد ان بؤك ده مش هيتفتح تاني...سلااااام يا أخ... وقبل خروجه.... اه نسيت اقولك نصيبك هيبقا محفوظ في الطلبيه الجايه
بمجرد خروجه انهارت جالسة على الأرض... تخفي وجهها بكلتا يديها متمتمه ببكاء : يالهوي... اروح اقولها ولا مش أروح... اعمل ايه في المصيبة دي... اهدي كده يا زهرة وفكري بالعقل... لو رحتي تقولي لمدام شهيرة على اللي بيحصل ممكن مش تصدقك وممكن تصدقك... بس مفيش مجال انها تتهمك عشان انتي مش لوحدك اللي هتروح في الرجلان...نهضت من على الأرض وعينيها لمعت بالعزيمة فهي ستحاول إيجاد حل لتخرج نفسها من هذه الورطة
___________#زهرة_لكن_دميمة
تناول أكنان قهوته في صمت وعندما انتهى.. قرر تنفيذ مايريد.. فقال بتصميم:انا عايز البنت دي
زاهر لم يستوعب كلامه :بنت مين
تحدث بتصميم أكثر : أنا عايز البنت بتاعت القهوة
زاهر فاغر الفاه مصدوم :هااا أنت بتقول أيه
تقصد ايه بأنك عايزها... دي مش من نوعك خالص..دي فرق السما والأرض بين البنات اللي تعرفهم
قطب بين عينيه قائلا بهدوء :مش ده اللي اقصده
رده أثار فضوله : اومال ايه اللي انت عايزه منها
_ هكون عايز ايه من واحدة زي دي يازكي
_ماهو انا لو عارف مكنتش سألت
نظر أكنان إلى فنجان القهوة ومرر ابهامه على حوافه بهدوء مستفز
هتف زاهر مستوعبا : عايزها تعملك القهوة صح الكلام
نظر اليه قائلا بلهجة حازمة:صح الكلام انا عايز البنت دي تعملي قهوتي اول مااصحى من نومي وكمان في الشركة
_ بس إنت عندك طقم طباخين على أعلى مستوى وبشهادات خبرة على مستوى عالمي.. ليه البنت دي بالذات
رد عليه أكنان :قهوتها عاجبتني... روح يلا كلمها واعرض عليها أضعاف أضعاف اللي بتاخده هنا... انت لسه قاعد... يلا يا زاهر روح اتفق معاها دلوقتي
قام زاهر من مجلسه وتوجه إلى حيث توجد زهرة
زاهر مناديا اياها عندما لم ترد عليه من أول مرة:يا أنسة
زهرة ردت بشرود :نعم حضرتك
تحدث زاهر بلهجة عملية :عايزك في شغل
زهرة بعبوس: شغل ايه اللي عايزني فيه
رد عليها بلهجة عملية :هو عرض شغل مغري عند أكنان بيه
زهرة باستفسار:عرض ايه ؟
تحدث زاهر :هتسيبي المكان هنا وهتشتغلي عند أكنان بيه هتعملى ليه القهوة بتاعته... ثم قال لها رقم مرتب خيالي لم تكن تحلم بيه
عينيها لمعت عندما قال المرتب... حدثت نفسها... بأن هذا المرتب سيغير حياتها للأحسن... ولن تقلق بعد اليوم عن كيفية سد احتياجات المنزل كل شهر...لكنها لا تستطيع القبول بهذا العرض...وترك المقهى وهي عرضة في أي وقت للحبس بسبب التلاعب في الحسابات...يجب عليها أن تظل في الكافيه حتى تستطيع إثبات برأتها... فهي قررت اقناع بسام إنها تريد المشاركة معاه في سرقة المحل... حتى تستطيع إثبات تورطه
تحدث زاهر بثقة:موافقة طبعا... ثم اخرج من جيبه كارت... الكارت ده في عنوان الشركة اللي هتيجي فيها بكرا الصبح عشان تمضي العقد
تفاجأت زهرة بالكارت موضوع في يديها... رفعت رأسها و نظرت له بضيق من ثقة امثاله :انا مش موافقه
ردد كلامها مذهول:مش موافقة ازاي... مفيش حد يرفض عرض زي ده
أجابتها زهرة ببرود :ليه بقى هو الناس اللي زينا مش من حقهم يرفضو
ليرد عليها زاهر بنبرة أشد برودة :على فكرة انتي الخسرانة برفضك العرض ده اللي عمره ما يتعوض طول حياتك في زيك بآلاف يتمنو الشغل عنده... ثم تحرك ناحية الباب
زهرة مناديه:نسيت الكارت بتاعك
رد بلامبالاة :خليهولك
وصل زاهر عند الطاولة ثم جلس في مقابلة أكنان
سأله أكنان : البنت قولتلها تيجي أمتى
تردد زاهر في الرد عليه: البنت مش هتيجي...رافضة الشغل
أكنان بانفعال : رفضت أزاي أزاي ترفض من الأساس
في محاولة لتلطيف الجو : عادي دي بنت اصلا متلقش تيجي تشتغل عندك .
تحدث أكنان بغضب : هي تطول ...هي متعرفش هتشتغل عند مين
رد زاهر بهدوء: وهتعرف ازاي ...هي أخر معلوماتها المكان اللي عايشة فيه
ضرب أكنان بقبضة يده على الطاولة بغضب : أزاي تتجرأ وترفض عرض من عروض القاسي...آلاف يتمنو يشتغلو عندي أي حاجة... متجيش بنت ولا تسوى تقول لا
زاهر بلهجة مهدئة: زي مابتقول في منها كتير يتمنو يكونو مكانها
أكنان بقسوة : وانا بقى مش عايز غير البنت دي
قال زاهر: سيبك منها في غيرها كتير
رد أكنان بغضب: لأ وهتيجي تشتغل عندي وكمان تطلب الشغل وهي مذلولة
أمتلك زاهر أحساس بالعطف تجاه الفتاة...فاكنان لا يعرف كلمة لا في قاموسه...ومن يحاول الوقوف أمامه يدمره تماما...قال له: البنت غلبانة...سيبها في حالها
أغتاظ منه أكنان فقال بغضب: أخرج برا الموضوع يازاهر وملكش فيه
زاهر حرك يديه في الهواء بيأس: أنت حر اعمل اللي يريحك ...أنا خارج أستناك فى العربية
__________بقلم سلمى محمد
تحدثت بضيق:بردو صممت على اللي في دماغك وقولتلها على موضوع الفواتير والسرقه اللي بتحصل باسمها... البت دي مش سهلة وممكن تقول لمدام شهيرة
بسام رد بلامبالاة :هتقولها انا بسرقك بس مش انا اللى بسرقك... مستحيل طبعا هتصدقها... وتودى نفسها في داهيه كل حاجة بإسمها... والراجل مندوب المصنع لما اتفقت معاه كنت بداري وشي كل مرة بقابله ومفهمه ان كل اللي بيحصل هي اللي مخططه ليه...ومفهمه أنها عايزه كل ما يقابلها يتعامل معاه عادي والكلام في الفلوس معايا انا وبس..مستحيل تثبت ان ليا علاقة بالسرقة
سألته بحيرة :ايه بس اللي خلاك تتكلم دلوقتى
رد بسام :عشان اللي حصل امبارح وكمان الراجل مندوب الشركة شكله طمع في فلوس اكتر وباين عليه هيعمل شوشرة.. فانا قررت أضرب عصفورين بحجر واحد وابلغ عنهم وعن السرقة اللي بتحصل والشاطر فيهم يقدر يثبت اني متورط... وهقول برئ يابيه
تحدثت بخوف :ما هي هتتكلم وتفضحني لو اتحبست.. واخواتي هيدبحوني
رد بابتسامة مطمئنة :متخافيش يا سوسو... لما اعمل كده هنكون اتجوزنا
سماح بفرحة :بجد خلاص ناوي تيجي تتقدم ليا
بسام بابتسامة صفراء :طبعا ياسوسو ده انتي روحي
#بقلم_سلمى_محمد
________
بعد فترة كان زاهر يقود السيارة في طريقه إلى الشركة ومن خلال المرأة كان يرى الانفعالات على وجه أكنان ما بين الغضب والعبوس..ألتزم زاهر الصمت....وظل الصمت سيد الموقف حتى وصولهم أمام باب الشركة
وفي داخل مكتب أكنان
زاهر: أنا هخرج ...أشوف أحوال الأمن في الشركة
ملامح أكنان مبهمة عندما تحدث: أستنى يازاهر....
- نعم يا أكنان
-عايزك تشتري الكافيه
نظر زاهر له بدهشة :عايز تشتري كافيه الزنبقة السوداء
هز أكنان رأسه قائلا بلهجة قاسية: أيوه يازاهر...أشتريه بأي طريقة وبأي ثمن
تحدث زاهر بلهجة عملية : أعتبر نفسك من النهاردة صاحب الكافيه
قال أكنان بهدوء : هو ده الكلام النهاردة يكون الكافية بأسمي
هز زاهر رأسه بالإيجاب
نظر لها أكنان قائلا : أشوفك بالليل على خبر أني بقيت صاحب الكافيه
ثم أشار له بالانصراف وبمجرد خروج زاهر ....قام بالاتصال بدينا ...فهو التقاها في آخر سهرة له وشعر بانجذاب تجاهها...ازيك يا دينا
دينا بلهجة سعيدة :كويسة ...أخيرا أتصلت أنا كنت بحسبك نسيتنى
- لا طبعا انتي على بالي من أول مرة أتقابلنا فيها
دينا بابتسامة: لو كنت على بالك كنت رديت على مكالمتي ليا
تحدث أكنان بحدة خفيفة :كنت مشغول
عندما لحظت حدة رده قالت بدلع : بس انت وحشتني اوي
قال أكنان : انا عندي عشاء عمل النهاردة....عايزك معايا النهاردة فاضية
ردت عليه بضحكة خفيفة : لو مش فاضية ..أفضى ليك مخصوص
أخذ ينقر بخفة فوق طاولة مكتبه: هبعت ليكى السواق على تسعة بالليل تكوني جاهزة في الميعاد
دينا بدلع : وقبل الميعاد كمان
أكنان : سلام
دينا بضحكة خفيفة : باي باي ....وضعت دينا الهاتف على الطاولة وانفرجت أساريرها عن ضحكة خفيفة
روجينا بفضول: شكلك كأنك وقعتي على كنز
دنيا بابتسامة: ده أنا الدنيا ضحكت ليا ...مش وقعت على كنز انا وقعت على اللي اكبر من الكنز
روجينا بحب استطلاع:شوقتيني اعرف ايه اللي فرحك كده وكنتي بتكلمي مين
ردت بابتسامة :كنت بكلم أكنان
روجينا بصدمة :أكنان تقصدي أكنان بتاع مجموعة شركات القاسي
هزت دينا رأسها :ايوه هو
روجينا سألتها بلهجة حاسدة :واتقابلتو ازاي...وامتي مقولتليش يعنى ياسوسة انك قابلتيه قبل كده
ردت دينا بابتسامة :اتقابلنا في حفلة خاصة كنت بغني فيها... وطول السهرة كنا مع بعض وبعد ما الحفلة خلصت طلب مني نكمل السهرة عنده في البيت
سألت روجينا بفضول:وانتي رحتي معاه
ردت دينا نافية :لا طبعا رفضت... قلت خليكي يابت صعبة عليه عشان تلفتي انتباه أكثر... بس هو من وقتها متصلش وكنت بحسب نفسي خسرته... بس مطلعتش خسرانه وهو اتصل بيا وعايزني اسهر معاه
تحدثت روجينا بغيرة :يابختك... بقولك يا ديدي... عايزة منك خدمة صغيرة أوي
دينا بسؤال:خدمة إيه اللي عايزها... إنتي عارفني مش بعمل حاجة ببلاش
روجينا قالت :عارفة وخدمتك مردودالك
دينا باستفهام:قوليلي بقا عايزه ايه
روجينا برجاء:عايزاكي تعرفيني على المز اللي مع أكنان علطول
_ تقصدي زاهر
_ايوه هو مفيش غيره بصراحة انا معجبة بيه من زمان بشوف صوره علطول مع أكنان... سرحت روجينا في هيئته... وهمست حالمة... ده احلى من نجوم هوليود وبوليود.... إنتي تعرفي أن اللي لون عينيهم عسلي قلبهم طيب اوي وهو طيب بس مش مبين
دينا بفضول:ما دام ليكي في ألوان العيون.. لون عينين أكنان الاسود بيحكي بيقول إيه
عدت روجينا على اصابعها وهي تقول:عصبي.. غير صبور.. ثم ضحكت... وكمان وقوة عاطفته
دينا ببتسامة : خلاص انا هتصرف وهخليكي تقابليه... المقابلة عليا والباقي عليكي وانتي وشطارتك... وحقك محفوظ deal
روجينا بابتسامة ماكرة :deal
____________
#بقلم_سلمى_محمد
ذهب زاهر إلى مكتبه وقام باتصالاته ... وعرف ان المقهي معرض أن يحجز عليه البنك في أي وقت...وأنه عليه ديون كثيرة... ارتسمت على وجهه ابتسامة ظافرة... فعمليه الشراء نتيجة هذه المعلومات لن تستغرق عدة ساعات... فقرر الذهاب الآن إلى السيدة شهيرة وأن يعرض عليها شراء الكافيه في مقابل تسديد ديونها وأيضا حصولها على شيك بالملايين... وهو في طريقه للخروج من بوابة الشركة....وجدها أمامها تتبختر في مشيتها بأناقة.. مرتدية بدلة كريمية اللون مبرزة جمالها أكثر.. تسمر في مكانه للحظات شاردا متأملا أيها باشتياق... وفجأة يتحول وجهه لنيران مشتعلة عند ظهور كريم وقيامه بإمساك يدها والضغط عليها
تحدثت بيسان بدلع :يلا بينا يا كيمو
غضب بلا حدود سيطر عليه عند سماعه نطقها لفظ التحبب خارج من شفتيها
بيسان نظرت إلى زاهر الذي مازال واقف مكانه تحدثت ببرود:وسع الطريق عشان نعرف نعدي
زاهر جز على اسنانه بغضب: اتفضلي يا هانم
ثم خرج من بوابة الشركة هو يدق على الأرض بغضب
نظر كريم خلفه وعند تأكده من تمام رحيله....ضحك بنبرة عالية :ههههه شوفتي منظره... الغيرة كانت هتنط من عينيه ....ده كان عامل زي القنبلة الموقوتة لما شافني ماسك ايدك
سألت بأمل :بجد ياكريم هو شكله غيران عليا
اجابها كريم بجدية :ايوه يا بنتي دي نظرة دنجوان قديم
ضحكت بيسان على رده :طيب ياحضرة الدنجوان بالنسبة لنظرة حضرتك الخبيرة.. ممكن تجاوبني على سؤالي هو منظره دلوقتي بيقولك إيه
تصنع كريم نظرة التفكير العميقة :بالنسبة لنظرة خبير زي متمرس في أمور الحب اقدر اتكلم واقولك
نغزته بيسان بحدة في صدره قائلة بغيظ :هات من الاخر يا بارد
كريم بزعل مصطنع:اااه ياقلبي.. القلب اللي كله حيوية وحب يتقال عليه بارد
كلامه أثار سخطها:هات من الاخر بقا... بيحبني ولا لأ
الهزل اختفى ليتكلم بجدية: بيحبك
_بجد ياكريم بيحبني
_ايوه بجد وانا متأكد من كلامي هندرد برسنت
تمتمت بيسان بحزن :بس هو قالي زمان إنه بيحبني زي أخته وعمره ماهيفكر فيا كحبيبه وهو اصلا السبب في سفري واني اكمل دراستي برا
تكلم كريم بحب:كل ده عارفة انتي قولتيه ليا... بصراحة يابسبوسة انا مش جيت مخصوص عن الصفقة الجديدة كان ممكن اي حد غيري يجي مكاني
سألت بيسان :أمال جيت ليه
نظر لها بحنو :عشانك إنتي يا بيسان عشان طول السنين اللي كنتي عايشة فيهم معانا نظرة الحزن مكنتش بتفارق وشك... فانا بقى قررت اشوف البني ادم السبب في حزنك... عشان اخلص عليه وانتقم منه
قالت بذعر : لا مش عايزاك تخلص عليه
نظر لها بابتسامة ماكرة :مادام مش عايزني اخلص عليه... يبقى تخليني افكر ازاي اخليه يعترف بحبه ليكي
تمتمت بيسان :أنت بتقول أيه ياكريم
رد كريم :اللي سمعتيه.. بس انتي تسمعي كلامي في إللي هقوله ليكي.. هخليه يطلب منك العفو والسماح على اللي عمله معاكي زمان وانتي بقى وقتها تعملي اللي تحبيه
قالت بعدم تصديق : بجد ممكن زاهر يقولي بحبك... ممكن يقولي عايز اتجوزك
رد كريم بثقة:متأكد أوي.. إنتي إزاي مكنتيش شايفة نظراته ليكي... سهل اوي تخليه يرفع الرايا البيضا ويعترف ليكي... زمان كنتي صغيرة دلوقتي لا وتقدري تخليه يقولك تتجوزيني مش يقولك بحبك... بس انتي اسمعي كلامي..
قطبت بين حاجبيها بتركيز عميق:وانا معاك في اي حاجة... خلينا ورا الفشار لحد باب الدار
كريم بابتسامة :ألفاظ بيئة بيئة
___________
انتظرت زهرة ميعاد انصرافهم وتحدثت مع بسام بخصوص نسبتها
قالت زهرة بإصرار : نسبة الاتنين في الميه قليل اوي... أنا عايزه خمسة في الميه... بصراحة كلامك معايا جاه في وقته وبعد ما فكرت كويس لقيت المثل والمبادئ مش بتأكل عيش ولا هضمن اجيب بيهم علاج أمي
رد عليها بسام :تمام وانا موافق... الطلبيه الجديدة هتكون ليكي نسبة العشرة في المية
نظرت له ببرود :تمام.. وتنصرف بعدها مباشرة... حاملة ماشا بين ذراعيها... عائده لمنزلها
وبعد مرور عدة أيام.. اشتغلت بيسان في الشركة تحت إلحاح منها... حتى يكون زاهر أمام عينيها لتستطيع تنفيذ خطتها... وأكنان أستمر بالخروج مع دينا بصفة يومية
_________
تفاجأة زهرة بطلب مادام شهيرة لها وأنها تريد الكلام معاها في أمر هام
تحدثت شهيرة بأعصاب ثابته :بصي يا زهرة انا المفروض كنت قولتلك الكلام ده من كام يوم... بس مكنتش فاضية بصفي وببيع كل اللي ورايا عشان خلاص ناوية اسافر اعيش مع إختي في إيطاليا
نظرت لها مصدومة:مسافرة طب والكافيه
ردت شهيرة بهدوء :بعته من كام يوم...الكافيه كان عليه ديون كتير وبصراحة جالي في عرض مغري فما صدقت ووافقت على البيع
زهرة تأثرت بشدة بخبر البيع :طب وأنا
أجابتها شهيرة متوترة :بصراحة يا زهرة الكافية المالك الجديد قرر يقفله وبيقول هيفتح حاجة تانية... وعشان كده كل اللي شغالين في الكافيه معايا.. كل واحد هياخد شهر مكافأة...ثم أخرجت من درج مكتبها مبلغ مالي... خدي يازهرة ده شهر مكافأة ومع مرتب الشهر ده كمان
نظرت زهرة للمبلغ الموضوع على سطح المكتب بكأبه :خلاص يا مدام الكافية هيتقفل
_ايوه يازهرة خلاص كل الحسابات اتصفت والمالك ناوي يقفله
_ والمفروض هتمشي امتى
_من بكرا يا زهرة... الكافيه هيتقفل من بكرا
ردت زهرة مذهولة :بكرا بكرا.. حدثت نفسها بهمس...أعمل إيه دلوقتي مع بسام والفواتير.. يا مصيبتك يازهرة
سألت شهيرة :بتقولي حاجة يازهرة
زهرة بغم :مش بقول حاجة يامدام
تحدثت شهيرة قائلة:أنا عارفة اللي حصل صدمك...بس العرض كان مغرى وكل حاجة جيت مرة واحدة وكنت مشغولة خالص...متزعليش مني يا زهرة عشان لسه قايلة ليكي دلوقتي مقولتش من اول مابعت بس زي ماقولتلك كله جاه ورا بعض مرة واحد ة معرفتش اخد نفسي
زهرة تنفست بعمق في محاولة لتقبل كلامها بهدوء.. السيدة شهيرة من حقها التصرف في المقهى كما تريد دون أخبارها بشئ.. ردت عليها بهدوء :مش زعلانة... أنا عايزه ليكي كل خير... بعد اذن حضرتك هروح افضي مكان شغلي مادام الكافية صاحبه هيقفله..
قالت شهيرة بنبرة شجيه: مع السلامة يازهرة
ردت زهرة بحزن :مع السلامة يامدام
خرجت من المكتب تكاد لا ترى أمامها من شدة بؤسها...لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته...وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظرة مرعوبة فبادلها أخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة انتصار تبعتها ابتسامة ماكرة ثم قال بثبات: أنا محدش يقولي لأ
#بقلم_سلمى_محمد
الحلقة الرابعة
#زهرة_لكن_دميمة
#بقلم_سلمى_محمد
خرجت من المكتب تكاد لا ترى امامها من شدة بؤسها...لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته...وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظره رعب فبادلها بأخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة انتصار تبعتها ابتسامة ماكرة ثم قال بثبات: أنا محدش يقولي لأ... مفيش حد يقدر يقولي لأ
الذعر سيطر عليها عندما احكم قبضته على خصرها بعنف وهو يقربها منه...شعرت انها ستصاب بنوبة من نوبات ذعرها من لمسه لها...كنت تحسب نفسها قد شفيت ولكن ماحدث الأن أخبرها عكس ذلك...فهي تشعر بالاختناق وقلبها اخذ ينبض بعنف والوخز في قدميها ويديها أخذ في التزايد...لجئت إلى تمرين التنفس فهو المتاح في الوقت الحالي... فدوائها الخاص ليس معاها الأن ... تمتمت بخفوت واحد... اثنان... ثلاثة وهي تتنفس بعمق
اختفت ابتسامته الخبيثة لتحل محلها نظرة مندهشة:أنتي بتعملي إيه
أبعدت نفسها عن قبضة يديه وخطت عدة خطوات للخلف ثم قالت بهدوء عكس ماتشعر بيه من رعب بداخلها :ملكش فيه...ولو محدش قالك لأ قبل كده... أنا سعيدة أني اول واحدة أقولك لأ... وبقولك تاني والمرة دي في وشك لأ أنا مش هشتغل عندك...
تفاجأ من ردها فقال بقسوة :وأنا هخليكي تندمي على ردك معايا بألاسلوب ده
زهرة بانفعال:ليه بقا أنت فاكر نفسك أيه عشان تهددني ولا عشان معاك شوية فلوس فاكر نفسك هتشتري الناس بيها وكل اللي تطلبه يتنفذ.... لا تعلم لماذا تحدثت معاه بعدوانية.. لماذا حتى قالت له لا... فالمالك الجديد سيقوم بإغلاق المقهى والفواتير أصبحت بلا قيمة بمجرد امتلاك المقهى شخص آخر.. بيع الكافيه أتى في صالحها وأصبح تهديد بسام لها في طي النسيان...سبب رفضها للعمل عنده أصبح في خبر كان وهي الآن أصبحت بلا عمل وفي أشد الحاجة لوظيفة جديدة...هزت رأسها بعنف محدثة نفسها... لماذا قولتي لا مرة أخرى يازهرة...
تحدث أكنان بغضب وأشار لها مهددا: هتدفعي تمن كلامك ده وبالغالي أوي
وجدت نفسها بدون أرادة منها ترد بسخرية :المفروض بقا أنا أخاف منك واقولك معلش سامحني... ثم صفقت بيديها وهي تضحك...عايز تسمعني بتوسل ليك...رسمت على وجهها ملامح نادمة وشبكت أصابع يديها ووضعتها أمام وجهها... أنا بقولك اهو انا ندمانه وبعتذر ليك.... ثم ضحكت باستهزاء... أكيد استريحت وبقيت مبسوط لما اتأسفت... معلش كان نفسي نتكلم مع بعض اكتر من كده بس مضطرة أسيبك وامشي ... ثم تركته واقف مكانها وهو ينظر لها غير مصدق ما رأه...فلأول مرة في حياته يصاب بالحيرة غير قادر على تفسير مايحدث أمامه.. قال مرددا:مجنونة... أكيد مجنونه
التفتت له قائلة متصنعة الإهانة :سمعتك على فكرة ومش هقول غير ربنا يسامحك... ثم تحركت مبتعدة
وقف مكانه منذهل وهو يشاهد ابتعادها قائلا:أول مرة في حياتي اشوف كده.. لتظهر شبح ابتسامه على وجهه محدثا نفسه بأنه سيشعر بالمتعة عندما تتذلل له لمسامحتها...ودلف بعدها مباشرة إلي مكتب شهيرة
بقلم سلمى محمد
ذهبت زهرة مسرعة إلى الدولاب الخاص بيها أخرجت حقيبتها وبأصابع ترتجف بحثت بداخلها عن الدواء الخاص بيها...تناولت الكبسولة مباشرة دون ماء... أخذت تتنفس بصوت مسموع لعدة دقائق... حتى شعرت بالراحة ثم دلفت إلى حمام لكي تغسل وجهها وعندما انتهت نظرت للمرأة الماثلة أمامها ... أيه اللي عملتيه ده فين هدوئك؟
... ليه اترعبتي جامد اول ما لمسك... ليه جسمك اتشنج... ليه ليه يازهرة... ليه اتصرفتي معاه بعدوانية وجنون... كان كفاية تمشي وتسيببه
وبعد مرور وقت قصير... جاءت مادام شهيرة
تحدثت قائلة :مالك الكافيه عايز يشوفك
ردت زهرة بتساؤل :أنا
_ هو سأل عن الشغالين في الكافيه وبعدين طلب يشوفك
_ ليه عايز يقابلني مادام هيقفل الكافيه... رجعت زهرة فلاش باك من وقت خروجها من مكتب شهيرة واصطدمها بيه... اتسعت عينيها هامسة بخفوت... مستحيل.. ثم سألتها بخشية: هو جاه امتى
أجابتها شهيرة :معرفش هو عايزك ليه انتي بالذات انا استغربت زي زيك بالظبط لما طلبك بالاسم ... وجاه بعد ماخرجتي من عندي علطول
هتفت غير مصدقة : هو اللي بيحصل ده بجد
اندهشت شهيرة من كلام زهرة :في ايه يازهرة... هو في حاجة حصلت وانا معرفهاش
أجابتها نافية:لا طبعا مفيش حاجة
طب متعرفيش ليه عايز يشوفني يامدام
هزت شهيرة رأسها بالنفي :علمي علمك يازهرة.... أنا هتابع الكافيه.. لحد ما تخرجي من عنده
دلفت زهرة إلى المكتب والعديد من المشاعر المختلفة تتحكم فيها مابين فضول وقلق
تحدثت بثبات :حضرتك طلبتني
أكنان بلهجة قاسية :طبعا عرفتي اني بقيت مالك الكافيه
ردت زهرة:عرفت بس اللي مش قادرة استوعبه...انت ليه اشتريت الكافيه
نهض آكنان من مكانه فهو يحب السيطرة عندما يتحدث... اقترب منها بثبات قائلا :اه طبعا مستغربة عشان ذكائك محدود وأشار بتجاه رأسها... ماهو لو في عقل هنا كان زمانك عرفتي انا ليه اشتريت الكافيه
هزت زهرة رأسها برفض :لا مش معقولة...تكون اشتريته عشان قولتلك لأ مش عايزه اشتغل عندك
نظر لها بانتصار: ايوه
قالت بذهول:اشتريت كافيه بالملايين عشان قولت لا
تحدث ببرود : انا محدش يقولي لأ واسكت... محدش يقف قصادي ويغلط ... الكافيه واشتريته... نظر لها بشماته قائلا.... أااه نسيت اقولك انتي مطرودة.
نظرت له غير مصدقة مايحدث :أااانت أشتريت كافيه عشان تطردني منه... كافيه هتقفله بعدين
_ وعقابي ليكي مش هيقف لحد طردك وقفل الكافيه... عقابي ليكي هيستمر لحد مايجي اليوم وتبوسي جزمتي تطلبي الصفح والسماح
في هذه اللحظة تمنت الرجوع بالزمن وسحب جميع اهاناتها له....فهي لن تتحمل عداوة هذا الوحش فهو قادر على تدميرها... لذلك فضلت الصمت
صاح أكنان في وجهها: يلا اطلعي برا
في داخلها بركان ثائر يريد التمرد ورد الإهانة بالإهانة..وبصعوبة بالغة تحكمت في نفسها فهي في رقبتها مسئولية أسرة سوف تضيع بدونها... نظرت له بعيون فارغة قائلة بثبات:حاضر .... ثم خرجت مباشرة دون النظر خلفها
انتظر أكنان توسلها.. لكنها خرجت دن ان تبالي بالاعتذار له...فشعر بغضبه يتزايد فتوعد لها بالانتقام
_________
داخل شركة القاسي... كان زاهر في جولته المعتاده في أنحاء الشركة للاطمئنان على سير العمل دون مشاكل...وهو في طريقه إلى مكتب زاهر... رأى بيسان تقترب تجاهه
تحدثت بيسان بلهجة ناعمة:أنا عايزاك تاخدني في جولة في الشركة عايزه اعرف كل مكان فيها والشغل بيدور إزاي
رد زاهر بحدة:عندك اي حد من الموظفين ممكن يقوم بالمهمة دي
عضت بيسان على شفتيها الوردية اللون قائلة :وانا مش عايزه اي موظف... عايزه اكتر واحد بيفهم هنا وعارف كل خبايا الشغل...وبعد تفكير كتير وقع اختياري عليك
اثارته حركتها البسيطة...حاول التكلم بصوت هادئ:حاضر يابيسان... تعالي معايا عشان اوريكي مكاتب الموظفين والشغل ماشي أزاي
- دلوقتي مينفعش
_ هو مين اللي طلب الأول
_انا طلبت بس مش دلوقتي بعدين.. أصل هستني كريم الأول.. أصل وعدتها إنه هياخد جوله معايا في الشركة
جز على أسنانه بغضب :نعم
نظرة له بمكر:اللي سمعته يازيهو... اول ما كريم يجي هتاخدنا احنا الاتنين في جولة
زاهر بغضب مكتوم :مين زيهو
_ أنت طبعا حلو اسم الدلع
_ بلاش يابيسان تختبري صبري
_يبقا مش عاجبك الدلع ايه رأيك في زهوزه
زاهر زفر بغضب :أسمى زاهر.. زاهر وبس
زمت شفتيها بضيق:خلاص براحتك... كفايه عليا ادلع كيمو حبيبي
تشنجت عضلات وجهه بشدة.. شعرت بيسان بالخوف فوجهه ينذر بالعنف
بيسان بقلق :انا هروح على مكتبي واول ماكريم يوصل هبلغك... لم تنتظر اجابته وولت هاربة من أمامه
عندما دلفت إلى مكتبه وجدت كريم جالسا وهو يضع قدم فوق الاخرى... سألها بفضول : عملتي اللي قولتلك عليه
ضحكت بيسان بخفة:كان ناقص يضربني...انا مصدقت مشيت من وشه...اتصل بيه دلوقتى
رد كريم : خليه مستني شوية عقبال لما تحكيلي كل اللي حصل بينكم بالكلمة
جلست بيسان على الكرسي وارتسمت على شفتيها ابتسامة...
ذهب زاهر إلى مكتبه وأغلق الباب خلفه بعنف واتجه ناحية كرة الملاكمة الموجودة في الركن وبدون ارتداء القفازات اخذ في توجيه العديد من اللكمات لها بدون توقف حتى افرغ غضبه وعندما انتهى تنفس بحدة ولم يبالى بتطهير أصابع يده النازفة ...جلس على الكرسي واضعا رأسه على المكتب مسترجع ذكرياته الخاصة مع بيسان فهي كبرت أمام عينيه من طفلة جميلة لمراهقة أشد جمالا...محركة فيه غرائز محرمه عليه مجرد التفكير فيها
شفتيه ابتسمت عندما تذكر اول محاولة لها في إعداد وجبه افطار وآخر مرة رأها.. فهي تراهنت معاه لو اعدت وجبه افطار له ونالت إعجابه سوف تقود سيارته
نظرت له ببرائة :أنت وعدتني تخليني اجرب اسوق عرببتك
بادلها بنظرة مبتسمة:وعدتك لما تكملي السن القانوني اللي يسمحلك تسوقي عربية
زمت شفتيها بغضب طفولي :بس انت علمتني كويس... بليز خليني اسوق عربيتك بدل ماسوق عربية تانية
عبس بقلق: مش هتعملي كده خالص
حركت يديها في الهواء بيأس:طبعا مش هعمل كده خالص وازعلك مني... طب ايه رايك لو عملت ليك فطار وعاجبك تخليني اركب عربيتك
رد زاهر بالموافقة فهو واثق من فشلها في إعداد مجرد بيضة مقليه :وانا موافق
قفزت في مكانها من شدة سعادتها :وعد
رد زاهر :وعد
هرولت من أمامه مسرعة وفي خلال نص ساعة كانت قادمة في الجنينه وهى تحمل الصينيه وتعلو وجهها ابتسامة منتصرة وقامت بوضعها على الطاولة الموجودة امامه
بيسان بثقة:الفطار جاهز
عندما تذوق مااعدته نظر لها بذهول: أنتي اللي عاملة الفطار ده
هزت رأسها وهي تنظر له بسعادة :ايوه إنا
سأل زاهر :من أمتى وأنتي بتعرفي تطبخي
_اخدت دورات في الطبخ عن طريق النت... عاجبك الفطار
_هو ده محتاج سؤال طبعا عاجبني
_ يبقا هسوق عربيتك
هز رأسه بابتسامة :طبعا وعد الحر دين
بمجرد سماع موافقته....رقصت مع نفسها بسعادة متناسية ما حولها واندمجت في الرقص.. أخذت تقفز وتدور حول نفسها وشعرها الأسود الحريري يتطاير في الهواء ويلتف حول وجهها بين التارة والاخرى...نظرته المبتسمة اختفت بالتدريج وحلت محلها نظرة أخرى.. نظرة راغبة... اقتربت منه بيسان وحضنته غير واعية بتغير مشاعره...رفعت نفسها على أطراف أصابع قدميها وقامت بتقبيله من وجنتيه... لم يتحرك وظل ثابت في مكانه من حدة مشاعره...وبيسان أيضا تاهت هي الاخرى فهي أخفت حبها له كثيرا... ففقدت سيطرتها وقامت بلمس وجهه بحب وعندما ظل ساكن تشجعت على اتخاذ فعل جريء ورفعت رأسها لتقبله... فاق زاهر في اللحظة الحاسمة.. وصفعها بالقلم هاتفا:ليه عملتي كده
وضعت يديها على مكان الصفعة مذهولة :عشااان اناا بحبك
تحدث زاهر بغضب :وأنا مش بحبك... واللي حصل دلوقتي ميتكررش تاني..
بيسان بدموع :بس كل تصرفاتك وافعالك معايا بتقول عكس كده
زاهر رد بانفعال:معاملة اخ لاخته مش اكتر... مش حب
بيسان برجاء :بس انا
زاهر بغضب :كفاية يابيسان... أمشي دلوقتي وشيلي الكلام الفارغ ده من دماغك... عشان انا طول عمري بفكر فيكي زي اخت وبس
وهذه كانت آخر مرة يرى فيها بيسان فقد سافرت بعدها إلى أمريكا
فاق زاهر من شروده على صوت رنين مكتبه... رد قائلا ببرود :ثوانى وهكون عندك
وفي خلال دقائق كانت بيسان بجواره وبجوارها كريم
اخذ يدور بيهم في الشركة متحدثا بثبات عن كل قسم
.. وفجأة ادعت بيسان الوقوع... وعندما حاول زاهر أمساكها... غمزت لكريم فقام هو بأسنادها... شعر زاهر بالغضب عندما لجئت لكريم وقامت بتجاهله
بيسان :معلش يازاهر مش هقدر اكمل معاك رجلي واجعتني... خلي بقيت الجولة بعدين.. ثم وجهت حديثها لكريم... يلا بينا ياكيمو
جز على أسنانه بغضب : اللي تشوفيه وانا تحت الخدمة... همشي انا بقا مادام وجودي بقا زي قلته بينكم أسيبكم تاخدو راحتكم... وانصرف متمتا بانفعال... ماشي
نظر لها كريم مبتسما :الراجل هيجراله حاجة من الغيرة
_احسن يستاهل ده أنا شوفت إيام حزن بسببه ويقولي انتي زي اختي... مش هستريح الا لما اخد حقي منه
_وانا معاكي يابسبوسة...
_________
زهرة قامت بجمع أغراضها وقبل خروجها قامت بتوديع مدام شهيرة وبعد انصرافها أخبرت جميع العاملين بأن المقهى تم بيعه
نظر بسام إلى سماح بدهشة هامسا بخفوت : ياخسارة... الكنز اللي بنغرف منه بح خلاص
شهيرة :كل واحد فيكم ليه شهر مكافأة.. واي متعلقات خاصة ياريت تاخدوها معاكم وانتو ماشين... ثم انصرفت تاركة الكل مصدوم
سماح بسؤال :واحنا هنعمل ايه دلوقتي
بسام بلامبلاة :قصدك انتي هتعملي أيه
_تقصد ايه بكلامك
_اقصد اللي فهمتيه... يعني كل واحد فينا من سكة
_أنت بتتخلى عني يابسام... والوعود اللي وعدتها ليا
_بليها واشربي ميتها
نظرة له بغضب:ماشي يابسام اما ورتك
رد بسخرية:أعلى مافي خليك اعمليه
تحدثت بانفعال: أنا هوريك هعمل إيه... أما خلتك تقول حقي برقبتي مبقاش أنا
بسام بسخرية :ده لو شوفتي وشي تاني... أنا خلاص هسافر وهسيب البلد هنا... سلااااام ياسوسو
#زهرة_لكن_دميمة_بقلم_سلمى_محمد
شاهدت أنصرافه بغضب فتوعدت له بالانتقام بأي وسيلة...طول الطريق إلى منزلها توصلت إلى فكرة جهنمية...قبل أن تدخل إلى الشارع المؤدي لمنزلها... أنزوت في ركن بعيد عن الأعين وقامت بتقطيع ملابسها واحداث العديد من الكدمات في جسدها عن طريق ضرب جسدها في الجدار و عندما انتهت.. خرجت ومشيت حتى وصلت بالقرب من منزلها والعيون تراقبها بفضول وهمساتهم الخافتة تتصاعد...صعدت الي شقتها وعندما فتحت امها الباب تصنعت الإغماء وخرت ساقطة تحت قدميها
شهقت حسنية بصدمة :يالهوووي...
خرج اخوها على صريخ امه
حسان عند رؤيتها لأخته مغمى عليها ووضعها على الاريكة الموجودة في استراحة الشقة
حسان بصوت غليظ :هاتي ياما كوباية مية
أحضرت حسنية كوب الماء مسرعة
اخذ الكوب وصب محتوياته على وجهها
شهقت سماح بحدة وتصنعت البكاء
سأل حسان :ايه اللي حوصل
ردت بصوت متقطع وهي تبكي :بسام استغل الكافيه فاضي واتهجم على شرف اختك
صاحت حسنية بصوت عالي :يا مصيبتك السودة ياحسنية
تشنج وجه حسان :اكتمي ياما دلوجتي... بلاش فضايح
لطمت حسنية على صدرها: ماخلاص اتفضحنا
حسان بغضب : أنتي هتسافري ويها دلوجتي الصعيد عند أعمامي
_وانتي هتعمل ايه ياولدي مع الكلب اللي هتك عرض خيتك
_هنتجم لشرفي ياما... ثم خرج من المنزل وقام بالعديد من الاتصالات واتفق مع أصدقائه للاجتماع
في الميكروباص الخاص بيه..وبعد حضور الجميع واخباره بما حدث وماينوي على فعله... انطلق بالميكروباص وأنتظر أسفل منزله منتظرين خروجه وتحرك الميكروباص خلفه مترقبين خلو الشارع من المارة.. وعند حدوث هذه اللحظة هتف حسان :هاتوه دلوجتي.. نزل اربع رجال ملثمين... وقامو بشل حركته
بسام صارخا: انتو مين
أجد الرجال بغلظة :هتعرف بعدين... وقامو بضربه على رأسه ليفقد وعيه مباشرة
أستيقظ بسام بعد فترة مفزوع من الماء الملقي فوق رأسه...
سأل بسام بخوف :هو حصل ايه
رد حسان بشر :حوصل إنك هتكت عرض خيتي سماح بالغصب
_أناا معملتش حاجة
_هي اللي جالت بنفسها بعد ماجيت خلجتها متقطعة... أنت عارف عوقبت ده في سلو بلدنا يبقا إيه
نظر له بسام برعب:انا معملتش حاجة انا برئ
صاح حسان بغضب :قلعوه هدومه التحتنيه يارجاله
نظراته تجولت بينهم بفزع :أنت هتعمل إيه
رد حسان بغضب:هنفذ فيك سلو بلدنا اللي بيتفذ في الأشكال اللي زيك...
بسام بتوسل :أبوس رجلك ياحسان بلاش... أنا مستعد اتجوزها دلوقتي
صرخ فيه حسان : دلوجتي بتترجني كيف الحريم مرحمتش ليه خيتي وهي بتتوسل ليك
هتف بسام بدموع :متهجمتش عليها
رأى بسام حسام يخرج السكين من جيبه ونظراته المصممة على فعل مايريد فقرر قول الحقيقة فهتف بيأس :كان برضها هي عملت كده عشان تنتقم مني عشان قولتلها مفيش جواز
صفعه بالقلم قائلا :أخرس كمان بتتبلى عليها
بسام بدموع :روح اكشف عليها وهتعرف اني مش بكذب واللي حصل برضاها... أنا متهجمتش عليها
حسان بصياح :كتفوه... أنا هخليك متنفعش بعد النهاردة..
صرخ بسام :لااااا لااااا لتنقطع صرخاته ساقطا الوعي والدماء تتساقط بغزارة أسفله
قام بقطع أثمن ما يمتلكه رجل.. مما جعله لا يصلح لأي فتاة بعد اليوم وكان الأمر عقاباً لهتك عرض شقيقته
بقلم_سلمى_محمد
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️💙💙💙💙💙💙
جميلة جدا جدا جدا
ردحذف