![]() |
العاصفة
الحلقه التاسعة والعاشرة
بقلم الشيماء محمد
بدرية عينيها لمعت بخبث وعرفت إن ميادة بقت في جيبها وتلعب بيها زي ما هي عايزة ...
مثلت الخوف والتوتر وبصت لجوا بقلق : مش دلوقتي يا أختى أبو سمر جوا وممكن يطين عيشتي لو سمعنا بعدين نتقابل ونتكلم
مشيت ميادة من عندها وبدرية ابتسمت بخبث وافتكرت لما شافت شريف داخل بيت أمل وهي بتنشر في الجنينة وفضولها خلاها تقرب وتبص عليهم من شباك الصالة اللي بيطل علي الجنينة .. كانت واقفة في الظلام فده خلاها مش ظاهرة بس بما إنهم في النور فكانوا واضحين جدا بالنسبالها .. سمعت أمل بتحكيله عن تبرعها بالكلية لكريم وسمعت وهي بتتكلم عن سمر بنتها والنار ولعت جواها أكتر وأكتر .. وأصرت إنها لازم تقلب اللعبة كلها على أمل وأمها سميرة ومش هترتاح غير لما تضيع شريف ده منها تماما ..
ابتسمت لانها خطت أول خطوة وحطت ميادة في جيبها وبقت بتسمعها وبتصدق أي حرف بتنطقه مهما كان ..
ميادة وصلت بيتها وفضلت منتظرة ابنها يرجع من عيادته بفارغ الصبر
شريف اتأخر واتفاجيء بوالدته منتظراه أول ما دخل البيت وقلق واتوتر : خير يا أمي في حاجة ! قاعدة كده ليه !
ميادة وقفت تستقبله : أنت قلي يا حبيبي الأول اتأخرت كده ليه وموبايلك مقفول ليه ! قلقتني عليك أصلا !
شريف ابتسم لأمه يطمنها : كان في حالة في المستشفى وعديت عليها واتأخرت علشان كده والموبايل فصل شحن وما أخدتش بالي منه أصلا
ميادة كشرت بتمثيل : أيوة وأنت تهتم ليه ! ماهو مش مهم قلق أمك
شريف قرب منها باس ايدها : قولي كلام غير ده يا ميودة أنتي جوا القلب
ميادة خبطته في صدره بهزار : لا جوا القلب ايه بقي ! ما خلاص راحت علينا
شريف كشر : لا يمكن أبدا ، المهم أنا ميت من الجوع في أكل ولا
ميادة بحب : في طبعا غير هدومك وأكون جهزتلك لقمة تاكلها علي السريع
غير شريف وطلع وقعد ياكل وأمه مراقباه وهو حس إنها عايزة تتكلم ومش عارفة تبدأ منين وازاي !
بصلها باستغراب : في ايه ! محتارة ليه كده ! عايزة تقولي ايه ؟
ميادة بتوتر : عايزة أتكلم معاك وخايفة تتضايق وتزعل !
شريف قلق وبصلها واهتم : في ايه خير اتكلمي علي طول يا أمي
ميادة قامت بتوتر وقعدت جنبه : أنت عارف إن أمل كدبت علينا ؟
شريف كشر باستغراب وردد : كدبت علينا ! كدبت في ايه يا أمي ؟
ميادة متوترة جدا : في حالتها ! هي قالت إن عندها ضلعين مكسورين لكن هي كمان اتبرعت بكليتها للواد اياه
شريف باهتمام : حاجة تاني !
ميادة كشرت باستغراب لبرود ابنها و وقفت : حاجة تاني ؟ بقولك اتبرعتله بكليتها عايز ايه تاني ! تتبرع بقلبها ؟
شريف وقف قصاد أمه وبيحاول يهديها : أولا يا أمي أمل ما كدبتش أمل قالتلي الموضوع ده
ميادة عينيها وسعت : قالتلك ؟
شريف ابتسم : ايوة قالتلي
ميادة بضيق : وليه مقالتش قدامنا
شريف استغرب هجوم أمه عليها : هي مش فرض عليها تقول علي فكرة بس هي قالت لأنها ماحبتش تخبي عني حاجة وبعدين دي حاجة خاصة بينا أصلا ومش المفروض حد يعرفها
ميادة بتريقة : خاصة بينكم ! قلتلي
شريف راقب ملامح أمه اللي بتتغير ومش عارف ازاي يحسن العلاقة بينهم وازاي يقنعها إن أمل زي ما هي ما اتغيرتش !
ميادة قطعت تفكيره وسألته : طيب ليه تتبرعله ! ايه اللي بينهم علشان تتبرعله وتعرض حياتها للخطر
شريف اتضايق من تلميحات أمه فبصلها بغضب : أمي اتبرعتله لأنه هو كان هيموت بسببها .. اتضرب أصلا علشان يحميها .. العيال اللي طلعوا عليهم ضربوه وهو بيحاول يحميها عايزاهم يتفرجوا عليه وهو بيموت ! أهلها كلهم عملوا اختبار بس هي الوحيدة اللي كانت متطابقة معاه وعلشان كده اتبرعتله
ميادة مش مقتنعة فبتحاول تعاند وبس : طيب وليه تتبرعله أصلا ! ماهو ممكن يعيش بكلية واحدة !
شريف بهدوء : هو أصلا كان بكلية واحدة ولسوء حظه اتصاب في كليته وكان هيموت لو مالقاش متبرع
ميادة هزت دماغها بس برضه مش مقتنعة بالموضوع كله وبرضه حاسه إن في (إن) مخبينها فبصتله : ومين اتبرعله قبل كده !
شريف أخد نفس طويل بنفاذ صبر : أمه اللي اتبرعتله لأن أبوه مش متطابق ولا خاله ولا ابن خاله ولا عيلة أمل كلها هي الوحيدة اللي اتطابقت معاه
ميادة هنا بصت لابنها واتريقت : يا سلام ! شوف ازاي ! هي بس اللي اتطابقت ! وماله يا حبيبي ! خليها تتطابق ! تصبح علي خير يا .. يا ابني
سابته ودخلت وهو فضل شوية مكانه بيحاول يفهم تلميحات والدته ايه ! وليه مش قابلة أمل بالشكل ده ! ايه اللي اتغير فيها ! وليه !
عقله بدأ يحط حوارات وافتراضات بس بسرعة طردها وقام دخل لأوضته وقال لنفسه إن أمل عمرها أبدا ما تغلط أو تفكر حتى في الغلط .. أمل جوهرة لازم يحافظ عليها .. فكر يرن عليها بس الوقت متأخر جدا ! طيب فيها ايه ! ماهي خطيبته ! وممكن تكون سهرانة بتذاكر مع صحباتها !
مسك الموبايل بس كان فاصل شحن وحس إن دي إشارة إنه الأفضل ينتظر للصبح ويبقي يكلمها ساعتها واهو من حظه إن بكرا الجمعة وإجازة وهيعرف يكلمها الصبح عادي ..
الصبح اتصل بيها وردت عليه واطمن عليها وعلي أخبارها وصحتها ..
وسكتوا الاتنين هو مش عارف يقولها ايه وهي ساكتة
شريف : هتيجي امتي
أمل بتوتر : مش عارفة لما تيجي أي إجازة هحاول .. أنت عارف المسافة طويلة وطه بيجي ياخدني فصعب
شريف اقترح بدون تفكير : ممكن أجيلك أنا اخدك
أمل كشرت وبسرعة : لا طبعا ما ينفعش ، تيجي بصفتك ايه !
شريف اتراجع بسرعة وقلبها هزار : بهزر معاكي أكيد يعني مش بجد هاجي
أمل هزت دماغها : امممم
معرفش يقول ايه تاني فقفل معاها وفضل مكانه وبيشتم نفسه لأن عنده ألف كلمة عايز يقولها .. كان نفسه يقولها إنها وحشته وإنه بيعد الدقايق والساعات علشان يشوفها .. كان نفسه يقولها إنه بيتمنى السنة دي تخلص بسرعة علشان تكون في بيته ومراته ومن حقه .. كان نفسه يقولها إنه أيوة بيتمنى تكون حقه علشان يسافر هو يجيبها ويقضوا الطريق كله مع بعض هزار وضحك .. كان نفسه يقول كلام كتير لكن مقالش منه حرف واحد .
أمل قفلت وفضلت مكانها كتير سرحانة في شريف .. استغبت نفسها علي هجومها بالشكل ده لما اقترح إن هو يجيلها .. كان ممكن ترفض بس بأسلوب راقي غير الهجومي اللي اتكلمت بيه .. كان ممكن تتكلم معاه بأريحية شوية بحيث يعرف يتكلم بدل الصمت الغريب ده بينهم .. امال ليه طه مش بيبطل رغي أبدا مع غادة مراته كل ما يتصل بيها ! ليه عندهم كلام كتير جدا يقولوه وممكن يفضل يكلمها لحد الصبح بالساعة والاتنين والثلاثة ! ياتري بيقولوا ايه كل الوقت ده ! بيتكلموا في ايه ! طيب هل هي المفروض تتكلم معاه وتحاول تفهمه ولا هو ده الصح ! بس هي ما منعتهوش يتكلم هي بس بتسمعه وهو اللي ساكت !
اتنهدت بتعب من التفكير وفاقت علي عايدة صحبتها بتلحن : تيرارا تيرارا تيرارا .. عيني علي الحلو لما تبهدله الأيام
أصحابها كلهم ردوا : يا عيني
أمل بصتلهم باستغراب : يا عيني ايه ويا ليلي ايه ! مالكم !
مروة بهزار : هممم بقي هو ده الحب ! نتكلم في الفون ونقعد ساعة بعدها متنحين .. قالك ايه مخليكي سرحانة كده !
أمل كشرت وقامت قعدت علي المكتب طلعت كتاب : والله أنتوا فاضين وأنا عندي مذاكرة وعايزة أجيب امتياز السنة دي كمان يمكن ربنا يسهل وأتعين معيدة هنا ! ذاكروا يلا كلكم !
عايدة باستغراب : علي فكرة احنا بنهزر معاكي ليه زعلتي كده ! يا ستي حقك علينا مش قصدنا
فاطمة قربت منها : فعلا يا أمل احنا بنهزر مش قصدنا ابدا نرخم عليكي
أمل قفلت الكتاب اللي في ايدها بضيق وبصتلهم : أنتوا ما ضايقتونيش يا بنات أنا اللي متعصبة !
مروة بقلق : أنتي اتخانقتي مع شريف !
أمل أخدت نفس طويل : هو احنا بنتكلم علشان نتخانق ! أصلا نفسي أعرف المخطوبين لما بيتكلموا بالساعتين والثلاثة بيجيبوا كلام منين يقولوه ! هل في نموذج مثلا بيحفظوه ويسمعوه ولا ايه بالظبط !
مروة ضحكت : يا بنتي اللي بيحبوا بعض بيلاقوا كلام ! ده أي رغي في أي رغي بيبقي كلام .. بتحكيله يومها وبيحكيلها يومه وبالتفصيل الممل ! بيحب فيها ويقولها قصايد شعر ..
عايدة تنحت لمروة باستغراب : وأنتي عرفتي منين إن ده اللي بيقولوه ! أنتي بتحبي من ورانا يا بت ؟
مروة ضحكت : أنا وأحب ! منين يا حسرة ! بس يعني هيقولوا ايه ! أكيد ده اللي بيرغوا فيه
فاطمة بصت لأمل : ماهي مخطوبة اهيه تقولنا بيحكوا في ايه
مروة ضحكت : ماهي بتشتكي وبتقول المخطوبين بيحكوا في ايه !
فاطمة كشرت : أنتوا بتحكوا في ايه عموما
أمل بتريقة : ازيك! عاملة ايه ! كويسة ! والدراسة أخبارها ايه !ومحتاجة حاجة ولا لا ! وشكرا والسلام عليكم ونشكركم لحسن استماعكم
كلهم ضحكوا وفجأة عايدة سألتها : أمل أنتي بتحبيه !
أمل فكرت كتير وبصتلها : معرفش يعني ايه حب علشان أجاوبك !
عايدة فكرت شوية : طيب بيوحشك ! بتكوني عايزة تتكلمي معاه ؟ بتفرحي لما تشوفيه ! يعني أعتقد دي علامات الحب !
أمل بتفتكر كل مرة شافت فيها شريف وبتحاول تفتكر إحساسها ايه !
مروة هزتها : وصلتي لفين يا بنتي !
أمل بتوهان : مش عارفة اذا كنت بحبه ولا لا ! اه بفرح لما بشوفه بس عادي يعني لو مجاش مش بحبط يعني .. اه بحب أكلمه بس مش بلاقي كلام أقوله وأصلا بكون عايزة أقفل بسرعة .. مش عارفة يا بنات ..
قامت من مكانها : أنا جعانة وهنزل أتغدى
عايدة كشرت : لسة بدري أوي هنتغدي من دلوقتي ! هنجوع يا أمل بالليل
أمل بغضب : هاكل أنا .. خليكم أنتم
نزلت تتغدي في مطعم المدينة وصحباتها لحقوها بسرعة وقرروا يقفلوا الكلام دلوقتي معاها ويسيبوها لأفكارها الخاصة .. هي مع الوقت هتعرف حقيقة مشاعرها بالظبط ..
كريم آخر النهار مروح ويدوب ركب عربيته وهيتحرك لقى عربية وقفت في وشه تماما ويدوب هياخد رد فعل بس اتفاجيء بملك قدامه فنزل من عربيته يكلمها وابتسم أول ما شافها وهي كمان نزلت وقفوا قدام عربيتها
كريم : ازيك ! عاملة ايه
ملك رسمت ابتسامة مصطنعة : كويسة وأنت
كريم ابتسم : الحمد لله .. مالك ! متوترة كده ليه ؟ وليه وقفتي بالشكل ده في وشي !
ملك بصتله كتير تحاول تفهم دماغه فيها ايه وبيفكر ازاي بس فشلت تماما وهو منتظرها ترد عليه وساكت ولما سكوتها طال ونظراتها مركزة عليه أوي هو اتكلم : في ايه ! بتبصيلي كده ليه ! مالك !
ملك نفخت بضيق : ماليش ! أو مالي مش عارفة يا كريم !
كريم حاول يطمنها وبصلها أوي في عينيها : في ايه بس قليلي طيب ايه اللي مضايقك بالشكل ده !
ملك بزهق وصوت نوعا ما عالي : في إني مخنوقة يا كريم ! مخنوقة ومتضايقة جدا
كريم بص حواليه ولمح بعض الموظفين اللي معديين وباصين عليهم وخصوصا لما صوتها بقي عالي
بص لملك : ممكن تهدي علشان نعرف نتكلم أو ممكن نتحرك من هنا حركي عربيتك خليني أعرف أطلع بعربيتي وتعالي نقعد في أي مكان نتكلم فيه
ملك بزهق وكأنها غيرت رأيها : لا أنا مروحة سلام
كريم حاول يوقفها بس هي ركبت عربيتها واتحركت وهو وقف مكانه شوية باصص ناحية عربيتها ومش عارف يحصلها ولا يطنشها شوية؛ هي أكيد زي ما قال مؤمن متضايقة من موضوع الزي وخايفة يكون الدور عليها بعد كده
روح بيته ودخل علي طول طلع لأوضته أخد شاور وطلع البلكونة بعدها باصص للفراغ قدامه ..
أمه دخلت عنده وهو من سرحانه ماحسش بيها لحد ما اتكلمت اتفاجيء بوجودها فابتسمت : أسفة لو خضيتك
كريم ابتسم بحب وهز دماغه : لا يا ست الكل اتفضلي
ناهد قعدت جنبه : مالك سرحان كل ده في ايه !
كريم أخد نفس طويل جدا وحبسه جواه وبعدها طلعه مرة واحدة وبصلها : في كتير !
ناهد حطت ايدها في شعره سرحته بايدها وبترتبه بحنان : ايه الكتير ده ؟
كريم بارهاق : الشركة والشغل والقرارات الجديدة وملك ! أووووف كتير يا أمي
ناهد ابتسمتله : الموظفين اعترضوا علي موضوع الزي ؟
كريم بضيق : حتى لو اعترضوا في الآخر الكل هيوافق محدش فيهم هيسيب شغله علشان الزي .. كلهم الفلوس عندهم أهم
ناهد : طيب كويس .. امال ايه اللي مضايقك بالشكل ده ! ملك ؟
كريم سكت شوية بيفكر في ملك وموقفها اللي مش عارف يفسره أو هو عارف وبيضحك علي نفسه وأمه احترمت سكوته ومراقبة تعابيره كلها
كريم بصلها : ملك جتلي النهاردة بعد الشغل قابلتني عند العربية ووقفت قصادي معرفش كان مالها ! بس كانت غريبة جدا !
ناهد قامت وقفت جنبه وسندت زيه علي سور البلكونة : قالتلك ايه طيب
كريم بصلها : يدوب كلمتين إنها مخنوقة ومتضايقة
ناهد كشرت باستغراب : من ايه طيب !
كريم بتوهان : معرفش .. بس قالت كده ومشيت جري من قدامي ..
ناهد مسكت ايده : طيب كلمتها اطمنت عليها ؟
كريم كشر : لا
ناهد عينيها وسعت باستغراب : طيب ليه ! كان المفروض تكلمها وتشوف مالها وكمان تعدي عليها !
كريم بزهق : هي أكيد أصلا مش عاجبها قرار الزي اللي فرضته علي الموظفين وعلي رأي مؤمن تلاقيها خايفة إن بعد كده أفرض عليها برضه لبس معين !
ناهد مسكت ايديه الاتنين علشان يواجهها : أنت بتأجل في المواجهة ليه يا كريم !
كريم باستغراب : أنتي اللي قلتيلي اصبر ! وأنا صابر اهو وماشي معاها خطوة بخطوة
ناهد باستنكار : فين ده ؟ أنت سايبها اهو يا كريم ؟ فين الخطوة بخطوة دي !
خد خطوة ناحيتها اعمل أي خطوة وشوف رد فعلها
كريم بضيق : ما أنا أخدت خطوة اهو وعلي الرغم من إنها بعيد عنها إلا إنها رافضاها ..
ناهد برفض : لا يا حبيبي ما تفترضش الأمور دي مش هتحتمل افتراضات اتكلم معاها بصراحة واتفضل يلا اسأل عليها و شوفها ليه مخنوقة وطيب خاطرها بكلمتين !
ناهد سابته وخرجت وهو اتصل بيها بس موبايلها مقفول واتصل علي تليفونها الأرضي ردت عليه رقية والدتها وقالتله إنها نايمة
فكر ينام بس مرة واحدة قام ولبس هدومه ونزل وشاف والدته تحت هي وأبوه قاعدين علي مرجيحة في الجنينة وأمه ساندة علي صدر أبوه وكأن الدنيا فاضية حواليهم ومفيش غيرهم هما الاتنين وبس واستغرب ازاي بعد كل السنين دي ولسة بيحبوا بعض كده .. اتمنى يعيش هو وملك لحظات زي دى بعد ثلاثين سنة من جوازهم ..
والدته لمحته فاتعدلت : تعال يا حبيبي
قرب منهم وهي ابتسمت : رايح لملك
كريم هز دماغه بموافقة وهي ابتسمت : عين العقل يا حبيبي روح وشوفها
حسن باستغراب : اشمعنى ملك في حاجة !
ناهد ردت عن ابنها : هو الواحد ما يزورش خطيبته إلا اذا كان في حاجة !
حسن استغرب : يزور ماشي بس بطمن في حاجة ولا زيارة عادية
كريم طمن أبوه : زيارة عادية يا بابا .. يلا مش عايزين حاجة ؟
الاتنين : سلامتك
حسن سأله : هتتأخر ؟
كريم بصله : ما أعتقدش مسافة الطريق عايز حاجة !
حسن بحب : لا يا حبيبي اتوكل علي الله أنت
كريم راح لعند ملك واتردد كتير قبل ما يرن جرس الباب .. بس في النهاية رن الجرس ووقف ينتظر ودقيقة وفتحت الشغالة اللي ابتسمتله : أهلا يا كريم بيه اتفضل
كريم ابتسملها : أهلا بيكي بس أ/ خالد موجود؟
الشغالة بترحيب : موجود طبعا اتفضل
كريم اعتذر : معلش بس بلغيه إني هنا الأول
الشغالة بعد إصرار كريم دخلت تبلغ خالد إن كريم برا
رقية بصيغة أمر : دخليه! ازاي أصلا سيبتيه برا ؟
الشغالة : حاولت والله وهو رفض وأصر إنى أبلغ البيه الأول
خالد وقف : خلاص هطلعله
خالد طلع لعنده وكريم دخل معاه وقعدوا الثلاثة مع بعض
كريم بعد السلامات : امال فين ملك
رقية بعتاب : في أوضتها قافلة علي نفسها .. أنتوا زعلانين مع بعض ؟
كريم بتفكير : لا طبعا .. أو علي الأقل من ناحيتي لا
خالد بص لمراته : ادخلي بلغيها إن كريم هنا
رقية دخلت لملك بلغتها بوجود كريم وإنها تطلع بسرعة له وملك اترددت تطلع زي ما هي بالبيچامة بتاعتها ولا تلبس رسمي وتقابله ! وأخيرا خرجت زي ما هي تيشيرت بحمالات مع أقل حركة وسطها بيبان وبنطلون برمودا ضيق وكريم أول ما شافها أخذ نفس طويل واتضايق ودور وشه بعيد وهي لاحظت ده
خالد بتنبيه وصرامة : هي سعدية ما بلغتكيش إن كريم هنا !
ملك بصت لأبوها تحاول تفهمه : بلغتني !
خالد : امال خارجة بهدوم نومك ليه !
ملك باستغراب واستنكار : كريم خطيبي وعادي
كريم هنا رد : لا مش عادي يا ملك وقلتلك الخاطب مالوش أى حقوق نهائي .. أنا مش كاتب كتابي عليكي ولا أنا جوزك ..
ملك بضيق : وبعدين بقي !
كريم بضيق أكتر ووشه برضه بعيد عنها : ياريت تتفضلي تلبسي أي حاجة علشان نعرف نتكلم
انسحبت بدون ولا كلمة وأمها قامت وراها وقفلت الباب وبصت لبنتها : هو ماله بقي كده ليه !
ملك بضيق : امال أنا بقولك ايه ! مش بقولك اتغير
رقيه ضمت بنتها بشفقة :بقولك ايه سيبك منه المعقد ده ! طنشيه
ملك مستغربة كلام مامتها : أطنشه ازاي بس ده خطيبي وبحبه
رقية شوحت بايدها وخارجة : هخرج منها وأنتي حرة بس ما تبقيش تيجي تعيطيلي امشي ورا كلامه وهو هيعملك زي أمه بحجابها الكبير ده ..
ملك وقفت في نص أوضتها محتارة بعدها قررت وشدت روب قصير لبسته وطلعت
أبوها هز دماغه بيأس منها وهي كشرت وقعدت جنب كريم بغضب وخالد قام علشان يسيبهم يتكلموا براحتهم
كريم بسرعة : عمي حضرتك مش لازم تسيبنا وتخرج
ملك اتصدمت من جملته وخالد ابتسم : يا ابني اتكلموا براحتكم وبعدين تنا معايا تليفون مهم هخلصه وأرجع بعد اذنك يا ابني
ملك انتظرت أبوها يخرج وبصتله بتريقة : للدرجة دي خايف مني ! ما تخافش مش هقرب منك تاني
كريم اتضايق منها : وبعدين بقي معاكي ! أنتي امتي هتحاولي تفهميني ؟
ملك دورت وشها بعيد وكشرت وحطت رجل علي رجل وبتهزها بتوتر
كريم أخد نفس طويل بيحاول يتماسك فيه وبهدوء : طيب ممكن أعرف أنتي ايه اللي خانقك بالشكل ده
ملك بصت ناحيته بتريقة : أنت يدوب افتكرت إني متضايقة يعني ! ولا حد طلب منك تيجي !
كريم وقف وكان هيمشي وفعلا مشي كام خطوة وملك خافت يمشي ويسيبها بس هو وقف وبصلها بغضب : لحد امتي هنفضل في الاستنتاجات بتاعة حضرتك دي ! لو هتفضلي بالمنظر ده فقليلي
ملك بغيظ : هتعمل ايه يعني ؟
كريم بغضب : أنا مش هفضل طول الوقت أقدم مبررات لتصرفاتي وأفضل كل شوية أدافع عن اتهامات واهانات مالهاش أي أثر من الصحة فلو ده اللي هيكون ما بينا من النهاردة يبقي يا ملك خلينا نفضها سيرة .
ملك هنا اتصدمت وبصتله وهي عندها ذهول تام ورددت بصدمة : نفضها !
كريم زعق : أيوة! طالما هتفضلي بالمنظر ده يبقى نفضها ! أنتي بطلتي تفكري وتستخدمي عقلك أصلا .. بقيتي عاملة زي .... أنا مش عارف أصلا أنتي بقيتي ايه بس اللي عارفه إن الشخصية اللي قدامي التافهة دي مش عاجباني .. أنا حبيت بنت كتلة من الحماس والنشاط والطاقة الإيجابية .. بنت شغالة مع أبوها وماسكة شركة كبيرة بالحجم ده وقادرة تسد في أى مكان .. بنت عقليتها كبيرة وبتستوعب أي ظروف بتمر بيها وبتعرف تتكيف بسرعة مع اللي حواليها .. أما الإنسانة التافهة اللي قدامي اللي ما وراهاش غير الانتقادات والهجوم والفراغ الفظيع ده دي أنا ما أعرفهاش ومش مضطر صراحة أشرح نفسي وتصرفاتي قدامها كل شوية .. فأنتي حاولي تفوقي ..
ملك وقفت في وش كريم : مش يمكن تكون أنت اللي حولت الإنسانة دي للشكل ده ! ما تتحمل أنت نتيجة تصرفاتك !
كريم بصلها بذهول : أنا اللي حولتها ؟ ليه ! علشان اتعرضت لحادثة ! علشان كنت هموت ! حولتها ازاي يعني ؟
ملك زعقت : أيوة علشان كنت هتسيبها وهتموت .. أيوة علشان أنت كنت قوتها وفجأة بدون مقدمات كنت هتروح منها . وليه ؟ علشان واحدة تانية ؟
كريم دور وشه بعيد باعتراض : تاني يا ملك ؟ تاني واحدة تانية ! تاني اتهامات !
ملك بغضب : بكدب ؟ بتبلى عليك ؟ مش كنت هتموت علشان خاطر واحدة ؟
كريم بعنف بصلها : كان المفروض أعمل ايه !
ملك زعقت : تكمل طريقك وتبلغ البوليس والبوليس هو اللي يعمل مش أنت ..
كريم بتريقة : البوليس ! البوليس فى طريق صحرواي ! البوليس في عاصفة زي اللي كانت دي ! أصلا أنا لو كنت في وسط القاهرة وفي جو عادي جدا ماكانش البوليس هيلحقها ما بالك في جو زي ده ! كانت هتموت وتشبع موت أو الأبشع إنهم يغتصبوها ويرموها على الطريق .
ملك زعقت : وأنت مالك هي حرة تتحمل نتيجة تواجدها في مكان زي ده ؟
كريم هنا سكت وبصلها بصدمة : أعتقد إن النقاش مالوش أي لازمة لأن الظاهر إنك ما عرفتيش مين هو كريم .. بصي يا بنت الناس أنا النظام ده مش هينفع معايا .. فيا تفوقي وترجعي لملك اللي أنا خطبتها وارتبطت بيها .. يا تشوفي حد مناسب ليكي يكون نفس أفكارك دي .. تشوفيلك شبيه راجل لأن أعتقد مفيش راجل بجد هيعمل اللي أنتي قلتيه ده .. خدي قرارك وبلغيني بيه .. بعد اذنك .
جه يخرج أبوها وقف في وشه يحاول يوقفه : كريم اهدأ بس يا ابني وخلينا نتكلم بهدوء أنا وأنت .
كريم ابتسم بمجاملة : عمي معلش وقت تاني .. الوقت فعلا اتأخر .. بعدين حضرتك المفروض تتكلم مع بنتك مش معايا أنا .. وياريت تبلغوني بقراركم ..
كريم اعتذر بهدوء وانسحب لبيته كان مؤمن قاعد في الجنينة فراح قعد معاه وفضل ساكت ومؤمن بصله شوية بس حس إنه مش عايز يتكلم ففضل ساكت باصص لموبايله ..
الصمت طال بينهم ومؤمن قفل موبايله : لا كده كتير أوي .
كريم بصله باستغراب : ايه ده اللي كتير ! بتتكلم عن ايه ؟
مؤمن باستغراب : الصمت يا كريم .. الصمت اللي كتير .
كريم أخد نفس طويل وسند ظهره على الكنبة وغمض عينيه واتكلم بهدوء : وهو في أحلى من الصمت في جو زي ده .
مؤمن استغرب لأنه مش فاهم حاجة وبص حواليه للجو اللي نوعا ما زهق وظلمة ومفيش قمر أصلا وبص لكريم المسترخي في قعدته : الجو مش ظريف ولا حلو .
كريم فتح عينيه بضيق : عايز ايه!
مؤمن بصله : ارغي .. اتكلم معايا !
كريم بزهق : أقول ايه ؟ أنت منتظر مني حاجة معينة أقولها ؟
مؤمن استغرب : يا ابني أنت مش طبيعي وأعتقد أو أنا بحب أعتقد إني أقرب حد ليك وإنك بتعتبرني زي أخوك ولا أنا غلطان في اعتقادي ؟
كريم بصله بتعب : أنت عارف إنك فعلا أخ مش زي .. أنا معنديش أخوات وأنت من واحنا عيال واعتبرنا نفسنا أخوات وطول عمرنا ماشيين خطوات واحدة .
مؤمن ابتسم : طيب اتكلم معايا .. مالك ! طول الوقت مهموم كده .. ملك أخبارها ايه لأني حاسس إن هي سر الهموم دي !
كريم نفخ بضيق : تخيل لحد النهاردة لسة بتتكلم في قصة ازاي أتدخل وأعرض حياتي للخطر علشان خاطر واحدة معرفهاش .. لسة لحد النهاردة ماشيين في نفس الدوامة .
مؤمن ابتسم بتفهم : لا يا حبيبي هي مش بتتكلم في النقطة دي
كريم بصله باستغراب : لا بتتكلم فيها ! لسة متخانقة معايا وقالتلي ليه اتدخلت وليه عرضت حياتي للخطر .
مؤمن بصله باهتمام : أعتقد يا كريم إنها بتتكلم في التوابع اللي اترتبت على تدخلك ده .. يعني أنت الأول كنت عاجبها لكن لما اتعرضت للحادثة وفوقت اتحولت لشخصية تانية .. شخصية هي مش عارفة تتعامل معاها .. فلما بتقولك دلوقتي ليه .. هي قصدها ليه كل ده حصل وليه اتغيرت كده ..
كريم بضيق : والعمل ايه ! ازاي نتقابل في أرض محايدة وازاي نكمل !
مؤمن ببساطة : بالحب .
كريم بصله بذهول : الحب ؟
مؤمن أخد نفس طويل وابتسم : أيوة الحب ! الحب اللي يخليك تستحمل وتعافر مع حبيبتك لحد ما تعدوا وتوصلوا لبر الامان .. الحب اللي يخليها هي تستوعب شخصية حبيبها الجديدة وتحاول تقرب من الشخصية دي وزي ما عرفت تكسب حبيبها قبل كده تعرف تكسبه دلوقتي .. الحب اللي يخليكم أنتوا الاتنين تدوروا على الأرض المحايدة اللي أنت بتتكلم عنها .. الحب يخليك تصبر عليها وهي تصبر عليك .. فالسؤال الصح يا كريم دلوقتي هل عندكم رصيد حب كفاية يعديكم لبر الأمان ولا هتغرقوا ! ؟
كريم فكر كتير في كلام مؤمن وبصله بتوهان
مؤمن ابتسم بعطف : بتفكر في ايه كل ده !
كريم بيتكلم وكأنه بيكلم نفسه : أعرف منين اذا كان عندنا رصيد حب كفاية ولا لا!
مؤمن اتنهد وقعد بارتياح وبص للسما: دي الأيام الجاية هي اللي هتعرفك للأسف مش أنت ..
كريم استرخى زيه وبص لفوق والاف الأفكار بتعصف جوا دماغه وبيحاول يفتكر ازاي ارتبط بملك وايه كانت مقوماتها وايه اللي خلاه ياخد الخطوة دي وازاي هو كان مختلف أوي كده !
مؤمن لف دماغه بصله : هو أنت بتحبها صح !
كريم بدون ما يلتفتله همس : لو قلتلك إني مش عارف هتصدقني !
مؤمن ابتسم وبص للسما تاني : طبعا هصدقك لأنه واضح إنك مش عارف .
كريم اتعدل مرة واحدة وبصله : هو ازاي الواحد يعرف إنه بيحب أصلا يا مؤمن ؟!
مؤمن اتعدل وبصله شوية وبعدها ضحك وكريم استغرب ضحكه : ممكن أعرف سيادتك بتضحك ليه !
مؤمن بضحك : أصل المفروض إن أنت اللي بتحب وأنت اللي مرتبط مش أنا .
كريم بتريقة : مش أنت اللي عاملي فيها سيجموند فرويد وعمال تحلل في شخصياتنا !
مؤمن ضحك : أنا سيجموند فرويد ( عالم في علم النفس ) تصدق إني غلطان إني بحاول أساعدك .
كريم بتريقة : أنت مش بتتنيل بتساعد أنت بس عمال تنكش في كل حاجة وعامل زي اللي نكش عش دبابير ولا أنت سيبته هادي ولا أنت نزلته بس نكشته وخلاص .
مؤمن بصله بذهول : أنا ؟ وفين عش الدبابير ده ! حبك أنت وملك بتشبهه بعش الدبابير ! طيب ليه ؟
كريم وقف بزهق : مش عارف ليه !
مؤمن بجدية : كريم انت لازم تعرف انت بتحبها ولا لا وعايز تكمل معاها حياتك كلها بحلوها ومرها ولا لا! لازم تحط النقط على الحروف .
كريم بصله : إن شاء الله يلا تصبح على خير .
مؤمن كشر : ما تخلينا نسهر شوية .
كريم هز دماغه برفض : عندي اجتماع بدري ومحتاج أكون مركز .. يلا تصبح على خير .
مؤمن عارف إن كريم يقدر يسهر براحته ويقوم الصبح مركز بس كمان عارف إنه محتاج يكون لوحده ويفكر في حياته مع ملك فمرضيش يضغط عليه وسابه براحته ..
كريم طلع أوضته والغريب إنه نام بسرعة جدا وكأن عقله بيهرب من التفكير أو في قرار هو حاسس إنه قربله جدا ..
ملك في بيتها متضايقة وأبوها سابها هي وأمها بيتكلموا وأمها بتحاول تقويها وتخليها تثبت على قرارتها حتى لو غلط وبتقنعها إنه ما يستاهلهاش
خالد فاض بيه فاتدخل : ممكن بقى تسكتي وتبطلي تخربيها أكتر ما هي خربانة !
الاتنين بصوله بذهول ورقية علقت : أنا بخربها ! امال اللي كريم بيعمله ده اسمه ايه ! هو يا يتحكم فيها يا يهددها بفسخ الخطوبة ! في داهية أصلا هو ..
خالد بص لبنته : كريم ما غلطش في حقك أبدا .. وأنا لسه مصر يا ملك إن كريم انسان رائع تبتي فيه يا بنتي وما تفرطيش فيه .. لو هو عايز يتحكم فيكي زي ما أمك بتقول كان قالك مثلا البسي حجاب وجبرك تلبسيه أو يهددك إنه هيسيبك .. أنا مش قادر أفهم أنتوا معترضين عليه ليه ! علشان أخلاقه ! أول مرة أشوف أم في الكون كله كارهة خطيب بنتها علشان مؤدب ومحترم .
رقية اتنرفزت : لا طبعا أنا مش كارهاه علشان كده .
خالد بصلها : امال معترضة عليه ليه دلوقتي ! ليه بتشجعيها إنها تبعد عنه بدل ما تعقليها !
رقية وقفت في وشه : علشان ما بحبش حد يمشي كلامه عليا .. مابحبش حد يدخلي كل شوية ويقولي حرام وحلال ويخنقني .. مش بحب الأسلوب ده .
خالد ابتسم بتهكم : وامتى كريم قالك حرام وحلال ! ولا والدته اللي قالتلك ! تلاقيها اتكلمت معاكي وأنتي ما تقبلتيش كلامها .
رقية بنرفزة : تطلع ايه هي أصلا علشان تكلمني دي حتة بنت جاية من المنيا ولا تسوى لكن أنا هانم وبنت عائلة ارستقراطية .. هي ما اتكلمتش بس بحسها دايما إنها بتبصلي زي ما أكون مذنبة .. دايما بحس نظراتها بتقولي عيب على سنك البسي حجاب .. كأنها شايفة نفسها أحسن مني علشان هي محجبة وأنا لا.
خالد ببساطة : طيب ما تلبسي حجاب أنتي وبنتك .
الاتنين بصوله بذهول ورقية بغضب : أنت عايزني أكون زيها في الجلاليب اللي بتلبسها دي ! أنت عايزني أنا .. أنا ألبس بالشكل ده ! بدل ما بلبس أحدث موضة من باريس وبحط أرقى عطور من أرقى بيوت العطور أكون زيها ! أنت عايز ده !
خالد اتنهد بتعب : وليه لا! ما أنتي ممكن تفضلي شيك برضه وترضي ربنا .. هو حد قال إن الحجاب بيقلل الجمال !
رقية عينيها وسعت : وأنت شايف بقى ناهد هانم جميلة .
هنا خالد دوره في الذهول : لا بقولك ايه أنتي مش هتحوري الكلام بمزاجك .
رقية زعقت : وأنت مش هتعمل زي كريم في حملة القرارات اللي عمال ياخدها ورايح يعملي استراحات للصلاة ويعمل يونيفورم والحوار الفاشل ده .. واوعى تتخيل إني ممكن أكون زي ناهد دي أبدا ..
خالد بتعب ويأس : للأسف دي حقيقة المهم ابعدي عن بنتك وسيبيها تحافظ على خطيبها .. هقولك لآخر مرة يا ملك حافظي عليه هو شاريكي بطلي تبيعيه .
ملك بزعل : هو اللي بيبعد يا بابا .
خالد قرب من بنته وخلاها تواجهه : لو بيبعد ماكانش جالك علشان يعرف ايه اللي خانقك ومزعلك .. هو بيحاول يقرب فأنتي كمان حاولي .
ملك بغضب : ما أنا بقرب بس هو بيصدني .
خالد بص لعينيها : قرب الأرواح أقوى مليون مرة من قرب الأجساد يا ملك .. عمر ما كان الحب في قرب الأجساد أبدا .. بدليل إن في ناس بيكونوا بعيد الاف الأميال وبيتشاركوا روح واحدة ( بص لمراته اللي مدورة وشها بعيد بس ملك لاحظت نظرته وهو بيقول الجملة دي ) وفي ناس بيكونوا متشاركين معاكي بيت واحد وأبعد ما يكون عنك ومش قادرين يفهموكي ولا يحسوا بيكي .
ملك بصت لأبوها ولأمها اللي فعلا أبعد ما يكونوا عن بعض
خالد كمل : هو بيقرب بروحه اسمحي لروحك كمان تقرب منه علشان يندمجوا ويبقوا روح واحدة .
رقية بتريقة : أيوة اسمعي الكلام اللي لا يقدم ولا يأخر ده .. بت أنتي في طرق كتيرة تربط الراجل جنبك وتخليه عمره ما يبعد أما كلام الأرواح ده ولا يسوى بصلة حتى .
خالد اتنهد بأسف : هطلع منها بس يا ملك أنتي عندك عقلك تميزي بيه الصح من الغلط .. حافظي على خطيبك بالطريقة اللي انتي تشوفيها صح ..
سابهم وانسحب وملك كمان راحت أوضتها ورقية قعدت مكانها تحاول تفهم ليه جوزها غريب بالشكل ده اليومين دول وكأنه هو كمان بيفوق مع كريم .. هل ممكن يجبرها فعلا تلبس حجاب في يوم من الايام ! هل معقولة تكون ناهد لفتت انتباهه ؟ لا هي اشيك منها مليون مرة وناهد مش هتنكر انها جميلة بس لبسها الواسع وطرحتها اللي مدارية كل حاجة عمرها ما تتفوق عليها أبدا في الجمال .. طيب ليه لافتة انتباه جوزها بشكلها ده ! لازم تهتم بجوزها شوية وتقرب منه ليضيع منها في العمر ده ! معقولة ممكن يضيع منها !
كريم في الشركة تاني يوم في الاجتماع لاحظ إن كل البنات اللي حاضرين الاجتماع لابسين بدل محترمة نوعا ما وكأن الكل محرج من رد فعله لو لبسوا بطبيعتهم وهو ابتسم جواه إن خطوة بسيطة زي دي غيرت مفاهيم ناس كتيرة .. حتى ملك لابسة بدلة محترم وهو طول الاجتماع ملاحظ نظراتها له لحد ما الاجتماع خلص والكل انسحب ماعدا العيلة
حسن : كويس إن الكل متفق صراحة كنت متوتر إنهم يعترضوا على شروطنا .
خالد بصله : احنا بالنسبالهم مكسب مش عايزين يخسروه ومش هيلاقوا حد يكون عنده عرض افضل مننا ..
مؤمن : طبعا احنا نعتبر افضل شركة في مصر كلها إن ماكانش في الشرق الاوسط وبعدين عندنا توكيل من الشركات الأصلية برا فاحنا افضل لهم من الاستيراد من برا ويتحملوا تكاليف الاستيراد والاتفاق و و و احنا افضلهم كتير ولا ايه يا كريم ؟
كريم كان سرحان تماما هو وملك ومش معاهم أصلا
خالد ابتسم : طيب تعالوا نكمل كلامنا برا وخليهم يتفاهموا .
مؤمن وقف وخبط كريم في كتفه اللي اتفاجىء وبصلهم وكلهم ضحكوا وهو بذهول : في ايه مالكم !
مؤمن بضحك : مالناش أنت واخد بالك إن الاجتماع خلص ولا أنت مش معانا من بدري !
كريم بغيظ : واخد بالي وواخد بالي كمان إن حضرتك رخم .
حسن بضحك : طيب يلا يا خالد احنا علشان الولاد دول لما بيتخانقوا بيصدعوني .
ملك فضلت قاعدة متابعة بصمت ومؤمن لاحظ انتظارها فخبط على كتف كريم وغمزله : أنا هسيبك وأنت ظبط الدنيا فاهم .
كريم ابتسمله ربع ابتسامة وكلهم خرجوا وهو فاضل مكانه منتظر ملك تتكلم ..
كريم بصلها : قررتي ايه !
ملك بصتله كتير وكلام أبوها وأمها بيتردد جواها وقدامها خطيبها اللي بتحبه ونظرتهم طالت وسكوتهم طالع
على فكره تفاعل ضعيف جدا
العاشرة
العاصفه
ملك بصت لكريم كتير وكلام أبوها وأمها بيتردد جواها وقدامها خطيبها اللي بتحبه ونظرتهم طالت وسكوتهم طال فكريم قطع الصمت ده : هنكمل يا ملك طريقنا مع بعض ولا ناوية على ايه !
ملك بصتله ودموعها في عينيها : هو أنت بجد بتفكر في الانفصال يا كريم ! تخيلت إن مهما يحصل بينا هيكون ده شيء من المستحيل أصلا نفكر فيه !
كريم وقف بضيق : ملك أنتي بتضطريني بإتهاماتك ..
ملك زعقت : أنا مش بتهمك .
كريم بصلها باستغراب : امال اللي بتعمليه ده اسمه ايه ! لما تتهميني إني أعرف أمل قبل كده واتدخلت علشان هي لها مكانة في قلبي يبقى ده ايه !
( كمل بتريقة ) لو ده مش إتهام امال ايه الإتهام في نظرك ! أنتي بتتهميني بالخيانة يا ملك ! أبشع حاجة في الكون وأنا لا عمري كنت خاين ولا عمري هكون في يوم من الأيام .
ملك بصت للأرض : ده شيء أنا واثقة منه وعارفاه كويس .
كريم قرب منها ووقف قدامها وصوته بقى هادي : ولما أنتي عارفة إني عمري ما هخونك مالك بقى !
ملك بصتله واتقابلت عينيهم : خايفة .
كريم استغرب وملامحه كلها ظهر عليها الاستغراب : من ايه !
ملك بقلق وخوف حقيقي هو حسه : إني معرفش أتأقلم مع كريم الجديد .
كريم حاول يتكلم : مفيش جديد و ........
قاطعته ملك : حبيبي أنت اتغيرت أو بلاش اتغيرت نقول ... فوقت زي ما أنت بتقول .. فوقت لما واجهت الموت .. وأول حاجة عملتها بعدت عني وبتبعدني عنك .
كريم هز دماغه برفض : ما بعدتش يا ملك .. حطيت حدود بينا في تعاملتنا لكن ما بعدتش .. أنا زي ما أنا .. طباعي هي هي .. تفكيري زي ما هو .. شخصيتي نفسها .. كل اللي اتغير إني كنت بعيد عن ربنا وبحاول أقرب من تاني .. بحاول يا ملك والمفروض أنتي تكوني سند ليا .. تساعديني على ده .. ناخد بايد بعض .
ملك بزعل : طيب ولو أنا اللي بعيدة دلوقتي عن ربنا .
كريم ابتسم : تسمحيلي أنا أشدك معايا ونسند على بعض ونقرب مع بعض ..
ملك ابتسمت بس من جواها حست إنها بتخسره شوية شوية ..
كريم بحب : ها ينفع ؟ تسمحيلي أقرب منك وتحطي ايدك في ايدي ؟
ملك ابتسمت وهزت دماغها بموافقة بس من جواها قلق وخوف غير طبيعي من اللي جاي .
أمل مع اصحابها بتفكر في شريف وهل هي فعلا بتحبه ولا ايه هو الحب ؟! أصحابها للأسف محدش فيهم حب قبل كده فمحدش قدر يساعدها ..
نتيجة الترم الأول على وشك الظهور والكل متوتر .. أمل اتصلت بأمها تدعيلها هي وأبوها .. الترم الأول والحادثة والعمليات كل ده وترها من النتيجة .. هل ممكن كل ده يؤثر عليها وعلى نتيجتها !
راحت تشوف النتيجة هي وأصحابها والتوتر مسيطر عليها تماما .. وقفت قدام الورق اللي متعلق على الحيطة في الكلية وعينيها بتدور على اسمها بخوف .. وأخيرا شافت اسمها وحطت ايدها وماشية على التقديرات كلها وبعدها نزلت ايدها بصدمة واتحركت تفسح مكان لغيرها
فاطمة مسكت ايدها : مالك عملتي ايه !
دموعها لمعت في عينيها وماردتش وفاطمة بصت لباقي أصحابها اللي كلهم بيهيصوا وفرحانين بنتايجهم
عايدة قربت باستغراب : مالها ! في ايه يا أمل !
كلهم اتلموا حواليها وهي دموعها نازلة
مروة جريت على النتيجة تطمن على صاحبتها واستغربت ورجعت لأصحابها فكلهم بصولها وعايده سألتها : هي عملت ايه !؟
مروة باستغراب : ناجحة .
فاطمة كشرت : امال مالها ! طيب تقديرها ايه !
مروة باستغراب أكتر : امتياز
كلهم بصوا لأمل وعايدة زعقت فيها : يا بنتي مالك ما أنتي تقديرك حلو اهو .
همست من بين دموعها : بس مش كله امتياز في مادة جيد ومادة جيد جدا .
عايدة بغضب : طيب ما تحمدي ربنا غيرك مش ناجح أصلا أنتي عايزة تجلطينا يا أمل !
أمل بعياط بصتلها : حلمي اللي بحلم بيه عمري كله مش هيتحقق وهو إني أبقى معيدة في الجامعة .. تقديري نزل عن كل سنة وفي اللي جايب امتياز في كل المواد .. مش هتعين معيدة .
مروة ضمتها وكلهم سكتوا : يا بنتي محدش عارف لسة .. بعدين عندك الترم الثاني عوضي فيه وارفعي المواد دي ..
أمل بعياط : ماهو اللي معايا مش هينزلوا الترم الثاني .. فمهما أرفع هيفضلوا برضه متفوقين عليا بالمادتين دول .
عايدة بصتلها وخلتها تواجهها : هو أنتي اتطلعتي على الغيب !
أمل هزت دماغها وعايدة بتسمح دموعها وكملت : طيب مش أنتي دايما اللي بتقولي لو اتطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع ! ودايما تقولي ربنا بيختارلنا الأفضل دايما ! وعلى طول عندك ثقة تامة في تدبيرات ربنا ! ودايما تقولي أكيد في خير مستخبي وهيجي لسة؟ ! فين بقى إيمانك بكلامك ده كله ! مش يمكن تعيينك كمعيدة مش خير ليكي وفي شيء أفضل !
أمل بحزن : بس ده حلمي .
عايدة بحب : ولو مالكيش نصيب فيه هتعملي ايه ! مالكيش عيش هنا ! نصيبك في مكان تاني
أمل أخدت نفس طويل وقامت وهنا سمر قربت منهم و واضح إنها كانت مراقباهم فابتسمت واتريقت : خير يا بنت عمي لتكوني شايلة مادة بعد الشر .
أمل واجهتها وابتسمت بقوة : امتياز يا حبيبتي عقبالك .
سمر ابتسامتها اختفت وحل مكانها الحقد والكره الواضح جدا في عينيها ومروة بصت لأصحابها : يلا يا بنات نطمن أهالينا .
اتحركوا كلهم وسمر راحت تطمن على نتيجتها بخوف لأن أبوها وعدها لو ما نجحتش هيقعدها ومش هتعيد تاني ..
شافت نتيجتها وكانت ناجحة بمقبول كل المواد وشايلة مادة واحدة بس فقررت ماتقلش لحد عليها غير أمها
أمل اتصلت بأمها تطمنها بس أول ما سمعت صوت مامتها بتقولها طمنيني حبيبتي وأبوها جنبها بيقولها : تطمنك على ايه ! امتياز زي كل سنة وبكرا تتعين معيدة إن شاء الله .
انفجرت في العياط وأمها كانت هتتجنن من القلق وأبوها كمان وفضلوا يسألوا فيها وهي تعيط لحد ما اتكلمت وقالت نتيجتها فأمها اتنهدت : حرام عليكي وقعتي قلبي يا بنتي .. يا بنتي اللي ربنا كاتبه هو اللي بنشوفه وربنا قال كل واحد يعمل اللي عليه ويرمي تكاله على الله .. اعملي اللي عليكي اما الباقي ده بتاع ربنا هو بيدبره .. معيدة أو غير معيدة أنتي ناجحة بامتياز افرحي يا حبيبتي بنجاحك وبطلي عياط وكل اللي يكلمك قليله ناجحة بامتياز .. يعني المعيدين أخدوا ايه زيادة !
أمل ابتسمت وبعدها أبوها كلمها وقالها نفس الكلام وطمنوا قلبها نوعا ما وحست بالارتياح ورجعتلها الطمأنينة من تاني .. هي بس مخنوقة وكانت محتاجة تعيط شوية ومحتاجة لدعم وحب أمها وأبوها ومحتاجة تحس بحبهم واهتمامهم ..
شريف رن عليها كتير وأخيرا ردت عليه كان قلقان على نتيجتها وطمنته حاول يتكلم معاها شوية بس قفلت الكلام بسرعة وراحت لصحباتها ..
فاطمة باستغراب : مش خطيبك ده اللي كلمك !
أمل هزت دماغها بموافقة وفاطمة استغربت أكتر : ده أنتي ماكملتيش حتى دقيقتين معاه .. يا بنتي اديله فرصة يتكلم معاكي
عايدة بصت لأمل : يا أمل لازم تعرفي اذا كنتي بتحبيه ومتقبلاه في حياتك كزوج يشاركك كل حياتك ويملكك ولا لا ! لازم يا قلبي
أمل كشرت بضيق : أنا عادي .. يعني مش بكرهه
مروة قربت : واحشك ! بتعدي اللحظات مش هقول الأيام اللحظات علشان تشوفيه ؟ بتحسي بقلبك بيتخطف لما بيقرب منك ! نظرته بتخلي قلبك يدق وتحسي إنه هيخرج من مكانه ! لو قرب أوي بتكتمي نفسك وتحسي إنك مش قادرة تتنفسي لحد ما يبعد ! بتحسي بذبذبات في المكان أول ما يدخله ؟
أظن ده الحب والاشتياق يا أمل !
مروة اتفاجئت بيهم كلهم بيبصولها متنحين وهي مستغربة : مالكم بتبصولي كده ليه !
عايدة بتريقة : جبتي منين يا بت الكلام ده كله ! أنتي بتحبي يا بت !؟
مروة ابتسمت بتعالي وضحكت : دي خبرة عصاراتي .
فاطمة خبطتها في كتفها : اتنيلي قال عصارتها قال ! ده أنتي ما بتعرفيش تطلبي محاضرة من زميل معانا وبتخلينا احنا نجيبهالك لو اضطرينا نتعامل مع حد فيهم ..
مروة بهزار : هي العصارة دي لازم تكون عصارتي أنا يعني ! دي عصارة تجارب الآخرين وأنا جمعتهالكم علشان تستفيدوا من خبراتي في سماع مشاكل البنات .
كلهم ضحكوا تاني واتحركوا يروحوا للمدينة بس أمل بتفكر في كل الكلام ده واكتشفت إنها ما بتحسش بأي حاجة من كل دول نهائي الموضوع عادي جدا بالنسبالها ..
سمر كلمت والدتها وقالتلها على النتيجة واتفقوا فعلا يخبوا عن أبوها عن المادة اللي شايلاها ..
ميادة لسه مصرة تعرف كل التفاصيل اللي حصلت في الحادثة وبدرية بتسويها واحدة واحدة علشان لما تتكلم ميادة تصدق دون نقاش
ميادة بضيق : أنا مش فاهمة أنتي ليه بتخبي عني ! كنت فاكرة إنك بتهتمي بيا فعلا وبتعتبرني زي أخت ليكي .
بدرية بسرعة و بتأكيد : وربنا يعلم والله أخت وأكتر .
ميادة بضيق وغضب : امال بتخبي عني ليه ! ليه مش عايزة تصارحيني باللي حصل ؟!
بدرية رسمت الحزن ومثلت العياط : عايزاني أقولك ايه ! أخرب على بنت أخو جوزي ! ولا أعمل ايه بالظبط !
ميادة مسكت ايدها وبتشجيع : امال تخبي عن أختك يا قلب أختك !
بدرية بصتلها بحزن ومسحت دموع وهمية : أقولك ايه بس يا أم شريف ! أقولك إنهم اتهموا بنتي ونتيجة إتهامهم كان أبوها عايزها تسيب دراستها ويقعدها في البيت ! اهههه اه .. تخيلي لو مقدرتش أقنع جوزي يرجع البنت كليتها كانت حالتها هتكون ايه !
ميادة بعدم فهم : وليه كل ده وتسيب دراستها ليه ! وايه علاقة سمر باللي حصل لأمل !
بدرية أتقنت دورها جدا برسم الحزن : ماهو سمر كانت معاها في نفس الميكروباص وفي الاستراحة أمل نزلت ......
ميادة كشرت : وبعدين !
بدرية أخدت نفس طويل وكانت هتحكي بس رجعت في كلامها : معرفش معرفش بالله عليكي ما تضغطي عليا .
ميادة مسكت ايدها : وبعدين يا أم سمر ايه اللي حصل ! وليه الميكروباص ساب أمل ومشي .
بدرية بتردد مصطنع : هي طلبت من سمر تغطي عليها وتخلي الميكروباص يمشي بأي طريقة ومالهاش دعوة بيها وسمر بنتي كانت خايفة عليها بس هي أصرت عليها وهددتها تتهمها بأي حاجة حاكم البت أمل دي أبوها وأمها شايفينها ملاك من السما وما بتغلطش أبدا ولو قالتلهم الشمس بتطلع من الغرب هيصدقوها .
ميادة بغيظ : ليه يعني !
بدرية بحقد : بنتهم ملاك يا أختي ما بتغلطش أبدا ..
ميادة بغيظ : وبعدين ! كملي .
بدرية ابتسمت بانتصار : بس بنتي قالتلهم إنها هتروح مع قرايبها وهم هيوصلوها وأصرت إن الميكروباص يمشي فمشي وسابوها وهي فضلت بمزاجها ولما حصل اللي حصل واتعرضوا لحادثة هي والواد اياه تخيلي أمل عملت ايه ؟
ميادة بغيظ وحقد : عملت ايه الواطية دي ؟
بدرية بانتصار بس خبته بسرعة ورسمت مكانه الانكسار والحزن : تصدقي إنها اتهمت بنتي أنا إنها سابتها وحبستها غصب عنها في الحمام في الاستراحة .. طبعا أمها رفضت تصدق الكلام ده وصدقت بنتها ولما روحنا نزورهم في البيت تخيلي عملوا فينا ايه !
ميادة بغضب رهيب : ايه يا حبيبتي ؟
بدرية بشبه عياط : ضربونا يا أختي .. سميرة مسكت بنتي من شعرها مسحت بيها بيتها ولما قربت أحوش عن بنتي ضربتني أنا كمان ..
ميادة مش مصدقة كل ده وبتهز دماغها برفض وغضب : طيب جوزك ! جوزك قال ايه !
بدرية بتريقة : جوزي ! هههه قال جوزي قال ... جوزي للأسف تحت طوع أخوه .. لو أخوه قال يمين يبقى يمين لو شمال شمال .. ما بيقدرش يفتح بوقه قصاده.. ده قاله طلع بنتك من الكلية عقابا علشان اتكلمت عن أمل راح مطلعها لولا وقفت في وشه .. أنتي ما تتخيليش حياتي في البيت ده عاملة ازاي ! وما تتخيليش أنا بتحمل ايه علشان بناتي .
ميادة واستها : طيب سيبي البيت ! روحي لأهلك !
بدريه بعياط : للأسف أبويا ميت وأمي عايشة عند أخويا ، و أخويا متجوز ومراته حرباية وبعدين مين هيصرف عليا وأبلي مين بيا وأخويا كفاية عليه أمي لكن أروحله أنا كمان صعب عليه وأنا مش هرتاح فبقول نار بيتي أهون .. المهم بس أطلع سمر بنتي من هنا وبعدها أنا مش مهم في داهية أنا .
مياده مسكت ايدها : في داهية ازاي بس ده أنتي الخير والبركة .
بدرية بصت للأرض بتمثيل وانكسار : أهم حاجة عندي ألاقي اللي يقدر سمر ويعزها ويحفظها جوا عينيه .. سمر طيبة وغلبانة ماعندهاش خبث البنات .. كانت تقدر تفصل نفسها عن أمل ومالهاش علاقة بيها وتبعد عن كل المشاكل بس طيبة قلبها .. أقولها يا بت خليكي في حالك تقولي لا بنت عمي ما أقدرش أتخلى عنها.. من صغرهم وهي بتعتبر أمل أختها الصغيرة .. وللأسف أمل تعمل العملة وبنتي تلبسها وتتعاقب عنها لحد ما اتعودت بقى تلبس كل مصايبها لسمر بنتي .
ميادة بتفكر وتهز دماغها بعدم تصديق : يالهووي كل ده وكنتي هتسيبي ابني يقع فيهم يا بدرية ! اخص عليكي .
بدرية مسكت ايديها : والله خفت منك .. خفت لأقولك تقوليلهم وأقع أنا في مصايب .. أنتي متخيلة جوزي لو عرف إني قلتلك الكلام ده ممكن يعمل فيا ايه أنا وبنتي ! ( لطمت على خدودها ) يا لهوووي ده مجرد التفكير بيرعبني .. ده ممكن يموتني ولا يموت سمر بنته .. بالله عليكي يا أم شريف اوعي اوعي حد يعرف إني قلتلك أي كلمة .. اوعي تخربي بيتي .
ميادة طبطبت على كتفها : اطمني يا أم سمر مش هسمح لحد يضرك أبدا .
مشيت ميادة وهي متوعدة لابنها وعمالة تتخيل ازاي هتقوله وازاي تقنعه يسيبها
أخيرا شريف رجع بالليل ولقي والدته منتظراه وأول ما شافها : خير يارب .. لو هتتكلمي عن أمل وفري كلامك اذا سمحتي .
ميادة زعقت : أنت لازم تسمعني وتسمع اللي عندي .
شريف نفخ بضيق وتعب : أمي ارحميني أنا مش عارف أنتي ايه اللي جرالك بس .. أمل كنتي مرحبة بيها جدا لما كلمتك عنها .. دلوقتي مش طايقاها ليه مش فاهم !
ميادة بنرفزة : علشان عرفتها على حقيقتها اللي أنت مغمض عينيك عنها ومعمي بحبك لها .
شريف اتنهد وهز دماغه برفض ومش عارف يقول لأمه ايه : ارحميني بقى .
ميادة مسكت ابنها من دراعه : لما تسمع اللي عندي .
شريف قعد وربع ايديه وبص لأمه : اتفضلي قولي سامعك .
ميادة أخدت نفس طويل وقعدت قصاده : أمل كانت على علاقة بالواد اياه وهو كان جاي وراها وهي نزلت بمزاجها تروح معاه ولما الوضع اتأزم وهاجموهم العيال دول ألفت كدبة إن سمر اللي حبستها والحوار ده كله و .....
ميادة سكتت لما لاحظت شريف بيهز دماغه برفض وعدم تصديق فزعقت : أنت مش مصدقني ؟
شريف بصلها : خلصتي كلامك ولا لسة ؟ أنتي ازاي تصدقي سمر وتكدبي أمل ! أنتي مش شايفه الفرق بينهم !
ميادة بإصرار : أنا شايفة لكن أنت اللي مش شايف وأعمى بحبك .
وقف شريف رافض كل كلام مامته وبصلها : أنتي متخيلة يا أمي إن ممكن أم سمر تقولك إن بنتها وحشة أو بنتها غلطانة ! يعني أي عقل يخليكي تصدقي ده .
ميادة وقفت بتحدي : وأنت برضه أي عقل يخليك تكدب اللي بتسمعه ! مش يمكن يكون صح !
شريف كمل : ويمكن يكون غلط
ميادة بتحدي : والعمل ؟
شريف قرب من أمه ومسك ايدها : العمل هو إننا نحكم عقلنا يا أمي .. مش كلمة تودينا وكلمة تجيبنا .. وبعدين أنا مش هتجوز بكر يا أمي يعني قدامنا وقت نعرف فيه الحقيقة .
ميادة عرفت إنها مش هتعرف تاخد حق أو باطل مع ابنها ولازم تغير من موقفها بدل ما يعند أكتر : خلاص اتفقنا
شريف كشر بعدم فهم : اتفقنا على ايه ؟ تقصدي ايه يا أمي ؟
ميادة ابتسمت : اتفقنا نحكم عقلنا .. نشوف دي ودي ونشوف الأيام هتوضحلنا ايه
شريف ابتسم هو كمان لأمه وانسحب لأوضته يرتاح فيها من تعب وإرهاق يومه .. افتكر كلامه مع أمل اللي ما بيتخطهاش الثلاث كلمات كل مرة .. يسلم ويقولها عايزة حاجة ويقفل .. نفسه لو مرة يكلمها عن مشاعره وعن حبه لها .. نفسه هي تسمحله يتكلم معاها شوية بدل ماهي كل مرة بتقفله كده ..
ابتسم وهز دماغه وكلم نفسه : أخلاقها عالية جدا وأمي تيجي تقولي معرفش ايه ومعرفش ايه ! دي مش راضية تكلمني أنا هتعرف واحد تاني وتألف الفيلم ده كله ! لا طبعا ! سمر كدابة وأمل جوهرة لازم أحافظ عليها ..
رقد في سريره وغمض عينيه وفجأة سؤال برز في عقله : طيب مش ممكن تكون أمل مش بتحبه وبتحب غيره وده سبب عدم كلامها معاه ؟؟
كشر لما فكر كده بس بعدها نفض الفكرة من دماغه وأقنع نفسه إن أمل مش من النوعية دي أبدا ..
كريم في الشركة وملك معاه وخلصوا كلام في الشغل وبعدها هي قاعدة قصاده وهو فتح مكتبه وطلع كتاب صغير اداه لملك اللي بصتله باستغراب وبصت لكريم : ايه ده !
كريم ابتسم : كتاب .
ملك كشرت : أنا شايفة إنه كتاب .. أقصد ليه ؟
كريم اتنهد وبصلها : ده بيتكلم عن الحجاب زي ما أنتي شايفة ..
ملك وقفت بغضب : ممكن تحاول تبطل تغيرني .
كريم وقف واتحرك من ورا مكتبه وقف قصادها : حبيبتي أنا مش بغيرك احنا مش اتفقنا ناخد بايدين بعض ! ملك الحجاب يا قلبي فرض مش سنة .. السنة أيوة ممكن ما تعمليهاش لكن الفرض ده من اسمه فرض يعني لازم يتعمل .. يعني مفيش تهاون فيه .
ملك كشرت : لما أقتنع هلبسه .
كريم هز دماغه برفض ومرر ايده في شعره بغضب وحاول يتماسك ويفضل هادي وهو بيتكلم معاها : حبيبتي شوفي .. في فرق بين الفرض والسنة والواجب .
ملك كشرت : يعني ايه ؟
كريم شاورلها تقعد وهو قعد قصادها : يعني ايه ! هقولك ! يعني مثلا الصلاة فرض لازم الإنسان يصلي ومفيش أي عذر ابدا لترك الصلاة الواحد لو عيان لو بيموت مفيش عذر لازم يصلي وربنا سهل كل أساليب الصلاة فلازم الإنسان يصلي فرضه تمام ده الفرض مفيش مفر منه ما ينفعش أقول أقتنع أو لا في الفرض .. طيب صلاة السنن مثلا ! أو التطوع أو أى صلاة غير الفرض دي مثلا سنة يعني بمزاجك تصليها أو لا.. صليتيها خير وبركة وهتاخدي ثوابها لو سيبتيها مش هتتعاقبي عليها .. فدي السنة .. زي مثلا الصوم في رمضان ده فرض على القادر .. فرض اوك .. لكن مثلا صيام التطوع زي اللي بيصوم اثنين وخميس أو بيصوم تطوع ده بمزاجه ، تمام !! يعني كده في فرض وفي سنة وفي مستحب وممكن اديكي ألف مثال
طيب نيجي بقى للحجاب .. الحجاب يا قلبي فرض عليكي .. لازم تلبسيه مش بمزاجك مش بالاقتناع .. تلبسيه وبعدها تدوري على الأسباب الواهية دي كلها تفكري فيها بعد ما تلبسيه .. تنفذي الأول المطلوب وبعدها اتكلمي براحتك .. الفروض ما ينفعش نتكلم فيها أصلا ..
ملك باصة لبعيد لحد ما خلص : طيب دلوقتي أنت مالك ! لبست حجاب أو ما لبستش أنا مسئولة عن نفسي .. أنا اللي هتعاقب مش أنت .
كريم ابتسم بأسف : لا للأسف غلطانة أنتي أيوة حاليا مش مسئولة مني و مسئولة من أبوكي وهو اللي هيتعاقب علشان سابك من صغرك وماعلمكيش إن الحجاب فرض من أول ما بلغتي وكان لازم تلبسي الحجاب وكان لازم تعرفي دينك فأبوكي هيتحاسب عليكي لحد ما تيجي بيتي وتشيلي اسمي ساعتها أنا هتحاسب عليكي لأن أنا هكون مسئول عنك
ملك ببساطة : حبيبي أنا بحلك من المسئولية دي ( بصت لفوق ) يارب أنا مسئولة عن حجابي وعن لبسي مش كريم فأنا هشيل وزر نفسي .
كريم بتريقة : كده ايه ! حليتيني من مسئوليتك ! حبيبتي كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. مش بالكلام هو .. لما تدخلي بيتي أنا مسئول عنك مفيش اللي أنتي بتقوليه ده ! أنتي هتشيلي اسمي .. هتكوني مراتي .
ملك وقفت بزهق : وبعدين يا كريم ؟ عايز توصل معايا لايه ؟
كريم ابتسم بتكلف : اقرئى الكتاب اللي في ايدك وافتحي قلبك وادي لنفسك فرصة تتغيري فيها .. ربنا أي حد بيحاول يقرب منه ربنا بيقرب أكتر وبيقبله فأنتي حاولي وقربي وشوفي ..
ملك ابتسمت : إن شاء الله بعد اذنك أنا ورايا شغل في الشركة ..
سابته وانسحبت بسرعة وهو فضل مكانه مخنوق منها ومن تقفيل دماغها وعقلها وأفكارها .. فضل زهقان شوية وبعدها راح لمؤمن مكتبه كان مركز في موبايله كتير وأول ما شاف كريم ابتسم وشاورله يدخل
كريم باستغراب : بتعمل ايه ! ومركز في الفون كده ليه !
مؤمن بصله : قررت أقرأ شوية عن الحب فقلبت في الفيس .. ما تتخيلش كمية الروايات الرومانسية قد ايه ! يخربيت كده .. تقريبا الشعب كله بيكتب ومش عايز أقولك ايه بقى !
كريم ابتسم : امممم .. عرفت يعني ايه الحب من الرواية !
مؤمن بتريقة : وأي حب وأي رومانسية ، شفت رواية كلها قبلها وقبلته ووصف جرئ جدا يا ابني دي ليلة دخلة كاملة بالوصف وبالألفاظ كمان أنا الراجل خجلت وما قدرتش أكمل قراءة .
وقفه كريم : يخربيتك ايه اللي بتقرأه ده ! طب وتكمل قراءة ليه أصلا ! وليه الوصف الوقح أصلا !
مؤمن بتريقة : وقح ! أنا لسة ما ماقرأتش ليك وقاحة دي لسة بتكمل الوصف لحد الآخر و .....
كريم وقف : كل ده مكتوب ! في الفيس ؟
مؤمن بأسف : اينعم !
كريم استغرب : وفي حد بيقرأ القرف ده !
مؤمن هز دماغه : في الواتباد عاملة ملايين المشاهدات .
كريم : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. واللي بيكتب مش عارف إن ده حرام .. مش متخيل كمية الذنوب اللي هياخدها من كل واحد قرأ واتخيل .
مؤمن بتريقة : لا ما هي عاملة حركة ظريفة كاتبة في أول المشهد اللهم إني أخذت ذنب ما قرأت وما تخيلت .
كريم باستغراب : ماهي فعلا هتاخد الذنب .
مؤمن بتوضيح : لا هي كاتبة كده علشان أنت وأنت بتقرأ تقول الجملة دي فأنت تاخد الذنب هي لا
كريم ضحك غصب عنه : بتبرأ ذمتها يعني ! ايه الهبل ده ! ازاي الناس دي متخيلة فعلا إنها كده مش هتاخد ذنب !
مؤمن بحزن : الجيل ده ما يفقهش شيء في الدين أصلا يا كريم .. أنت لو قلبت في الفيس ولا الواتباد ولا المصيبة اللي طالع جديد التيك توك هتلاقي مصايب .. ما تفهمش الناس اتهبلت ولا احنا اللي غلط ولا في ايه ! البنات كلها تطلع تعرض جسمها وشكلها وعادي .. ولا الشباب اللي طالع يحط ميكاب ويرقص وما تفهمش أصلا ده بنت ولا ولد ولا ملته ايه ! مهازل مهازل بتحصل .
كريم : يارب سلم .. طيب فين أهالي العيال دي !
مؤمن باسف : غافلين ..
حرك كريم راسه برفض إنه يصدق الانحدار ده : مش للدرجة دي يا مؤمن .. لو كل واحد يشوف ابنه او بنته ويمنعهم أو يعلمهم لكن يسيبهم كده صعب .
مؤمن بص لكريم : ما أنت قدامك ملك اهيه .. هل أبوها مش عارف إن لبسها وعدم حجابها حرام ! عارف بس سايبها براحتها .. هل تقدر تقول عليه راجل مش محترم ؟ بالعكس محترم جدا ! هل تقدر تقول إن ملك نفسها مش محترمة ! لا هي محترمة جدا لكن المشكلة إننا غفلنا عن ديننا وعن الحرام والحلال واهتمينا أكتر بالعيب والعادات والتقاليد .. يعني عندك أهالي كتير عندهم عيب البنت تكلم شاب أو تخرج معاه لكن عادي جدا تخرج مع خطيبها ويبوسها قدامهم وعادي ماهو خطيبها مش عيب لكن مش مهتمين إن ده حرام ، عيب البنت تسهر برا لوحدها لكن مع صاحبها عادي ماهي مع راجل .. عيب البنت تحط ميكاب قبل ما تتجوز لكن عادي بعد ما تتجوز تحط وتلبس وتخرج عادي ماهي في عصمة راجل .. ده زمننا دلوقتي بنهتم بالعيب مش بالحرام .
كريم هز دماغه بحزن وهو بيفكر إن كل كلام مؤمن منطبق على ملك وعيلتها ومؤمن حس إنه عكها جامد مع صاحبه فحب يهزر : المهم سيبك من كل ده .. قلي بقى مش نفسك تتذوق الكرزتان وتنهل من رحيقهم حد الارتواء .
كريم مذهول بيحاول يترجم الكلام : أتذوق ايه ! بتتكلم عن ايه ! ورحيق ايه ولا على أساس إني نحلة وكده ؟ أنت بتتكلم عن ايه ياض أنت ؟
مؤمن ضحك : بتكلم عن الكرزتان .
كريم بحيرة : كرزتان ايه !
مؤمن ضحك جامد : على فكرة بتكلم عن ملك والكرزتان دول أقصد بيهم ......
كريم شاور بايده وقفه : ما تكملش .. ولا كرزتان ولا زفتتان .. اخرس بقى وما تقرفنيش على الظهر .. قال رحيق قال .
مؤمن كشر باستغراب :أقرفك ! المفروض تتمنى حاجة زي دي مع حبيبتك ! المفروض تكون بتجاهد علشان تسيطر على عقلك ..
كريم بتريقة : لا الحمد لله مش بجاهد .
مؤمن بذهول : ما اجتمع اتنين إلا ثالثهم شيطان فين شيطانك يا كريم .. المفروض تكون بتجاهد وتحارب الشيطان في كل مرة تشوف ملك فيها ! المفروض تكون عايز تبوس الكرزتان وتحضنها وطول الوقت تكون بتفكر فى ده.
كريم وقف بضيق واتريق : أيوة بحاول وهروح أنهل من الكرزتين دلوقتي ايه رإيك !
مؤمن كشر : أنت مالك يا كريم !
كريم بأسف : ماليش في الجو ده نهائيا يا مؤمن .. يمكن أنت وكل الناس شايفين إن الحب كدا وإن دى رومانسية وإن ده الطبيعي وإن ده اللي بيفكر فيه كل المخطوبين أو المتجوزين حتى ، لكن أنا لا .. ( بصله وهو بيلعب بقلم بايده ورجع يبص للقلم ) فكرتي أنا عن الحب والخطوبة يمكن أنت تقول عليها تقليدية أو دقة قديمة بس أنا شايف الحب والخطوبة استقرار وتفهم وعشرة حلوة وإننا نفهم بعض من غير ما نتكلم حتى .. مجرد نظرة أعرف هي عايزة ايه وهي تفهم أنا عايز ايه .. إنما الكلام اللي بتقوله ده يجي بعد الجواز ماهو ده الطبيعي .. ( حط القلم على المكتب وبصله ) وبعدين فكك أنت من الهري اللي بتقرأه ده ! أنا وملك مش كده .
مؤمن بصله باستغراب : على فكرة أنا مش قصدي أضايقك أو أتدخل في شيء لا يعنيني بس لو أنت قرفان زي ما بتقول أو مش قادر تتخيل الكلام ده يبقى أنت محتاج تعيد تفكيرك دي هتكون مراتك وهيكون لها حقوق عليك .
كريم بضيق قفل الحوار : مؤمن اذا سمحت .. أنا عارف الكلام ده اوك بس حاليا دماغي مشغولة بحاجات أهم بكتير من الكرز اللي أنت بتتكلم عنه .
مؤمن بتريقة : الكرز مش مهم ! اخص عليك امال مين هيتذوق طعم الكرزتان ؟
كريم ضحك غصبا عنه : والله أنت رايق .
مؤمن بضحك : الحق عليا قاعد أقرأ وقلت لازم أكون خبير في أمور الحب .
كريم بتريقة : وأنت لما تقرأ رواية رومانسية كاتباها واحدة الله أعلم دي عيلة ولا كبيرة ولا تعليمها وخبراتها ايه أصلا علشان تكتب كده هتبقى خبير في الحب !
مؤمن بيهزر ورسم الجدية : تنكر إنك ماكنتش تعرف إنهم بيسموا الشفايف بكرزتان ! معلومة اهي جديدة .
كريم ضيق عينيه وبصله وهز دماغه بيأس : مفيش فايدة فيك .
مؤمن بضحك بص لموبايله : بص الفقرة دي علشان تعرف بس .
وبدأ يقرأ وبعد كام كلمة قرأهم ولسانه اتلجم أول ما فهم المعنى فقطع الجملة أول ما أخد باله من معنى كلامه وكريم باصصله بتريقة : عارف أنت لو بتتفرج على فيلم إباحي مش هيكون بقلة الأدب دي .
مؤمن حس بحرج ولعب في شعره : والله كنت متخيل إنها رومانسية بس ما تخيلتش إنها هتوصل للمدى ده .. بدايتها كانت رومانسية مش زي الرواية الأولى اللي سيبتها تخيلتها هتكتفي بالكرزتان .
كريم وقف : أنا عندي شغل وأعتقد أنت كمان فاقفل القرف ده وركز في شغلك ولو تعرف تبلغ عن المحتوى اللي بتقرأه ده بلغ المفروض أصلا يكون في رقابة من أى نوع .. يعني مش قادر أتخيل بنات مراهقات يقرأوا كلام زي ده ! المفروض الواحد يتقي ربنا وخصوصا لو هيأثر على غيره .. أصلا الواحد بيشيل ذنوب نفسه بالعافية مش عارف ازاي الناس دي بتستسهل كمية الذنوب اللي بيشيلوها من الناس ازاي ..
مؤمن وافق على كلامه : هبلغ حاضر عن المحتوى بس ما أعرفش إن كان بلاغي هيعمل حاجة ولا .
كريم : جرب واعمل اللي عليك واوعى تضيع وقتك تاني في قرف زي ده .. عندك فراغ اقرأ حاجة تنفعك مش حاجة تلبسك ذنوب وأنت قاعد .
مؤمن بهزار : الله وأنا مالي يا لمبي كنت فاكرها رومانسية .
كريم اتريق بحركات بوشه وسابه وخرج وحاول يركز في شغله أو يهرب من التفكير في كل اللي بيحصل حواليه
الظهر وصله تليفون كان منتظره من فترة طويلة وبعد ما قفل ابتسم ومسك موبايله واتصل بحد مهم
كريم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ازيك ياطه أخبارك ايه .
طه ركز في الصوت شوية وبعدها ابتسم وبحماس : كريم ! وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يا ابني عاش من سمع صوتك .
سلموا على بعض واطمنوا على أخبار بعض وسكتوا
كريم بجدية : كنت بكلمك علشان أبلغك إن آخر واحد اتقبض عليه .. أنت عارف إنهم كانوا قابضين على اتنين من العيال اياهم والثالث كان هربان ولسة وكيل النيابة مكلمني وقالي إنهم قبضوا عليه .
طه فرح : أخيرا يااا.. الف حمد وشكر ليك يارب ..
كريم مبتسم : الحمد لله فعلا .
طه بحرج : والله يا كريم أنا تخيلت إنك طنشت الموضوع .
كريم كشر : لا طبعا ازاي .. أنا وعدتكم إني هفضل ورا العيال دي لحد ما أجيبها وتاخد عقابها .. وأنا الحمد لله عمري ما نقضت وعد .
طه بحرج : اعذرني والله بس قلت هتنشغل بحياتك وشركتك وشغلك .
كريم بتفهم : لا ما تقلقش المهم .. محتاجين أمل علشان تتعرف على العيال دي أنا قلت لوكيل النيابة أنا أروح بس هو أصر إن هي كمان تكون موجودة وتتعرف عليهم علشان يقفل المحضر ويتحولوا للمحاكمة .
طه بتفكير : امتى طيب ؟
كريم : أي وقت بس يستحسن لو بكرا أنا عايز أخلص من القصة دي لأنها زي ما أنت قلت طولت أوي .
طه سكت شوية وبعدها اتكلم : طيب هحاول أظبط أموري ونكون عندك بكرا ولو ماقدرتش هيكون بعده بالكتير بإذن الله .
كريم ابتسم : بإذن الله خد وقتك وبراحتك يلا سلملي على الحج والحجة .
طه مبتسم : بإذن الله يوصل .
طه قفل موبايله وابتسم وكان جنبه شريف مستغرب : خير في حاجة
طه بابتسامة عريضة : أخيرا قبضوا على العيال اللي طلعوا على أمل في الطريق ومحتاجينها تيجي تتعرف عليهم علشان يقفلوا المحضر .. بابا هيفرح أوي .. شريف أنا لازم أروح علشان أتحرك وأروح لأمل علشان أكون معاها .
شريف مسك دراعه قبل ما يتحرك : هروح معاك .
طه كشر باستغراب : يا ابني الموضوع مش مستاهل وبعدين أنا هروح القاهرة صد رد واهو بالمرة أشتري شوية حاجات ناقصاني في شقتي ..
شريف بترجي : أرجوك يا طه أنا محتاج أكون موجود .. ما تحرمنيش أكون موجود في وقت زي ده ..
طه مش عارف يقوله ايه بس مش شايف لزوم لوجوده معاه
شريف بتشجيع : حتى يكون معاك ونس في الطريق وأسوق معاك لما تتعب
طه بتفكير : طيب خليني أفكر وأشوف في البيت علشان ممكن الحاج والحاجة يشبطوا ساعتها
سكت وشريف ابتسم بتفهم : لو هيروحوا معاك خلاص لكن لو لوحدك هكون معاك إن شاء الله .
طه : إن شاء الله .
طلع على بيته جري وبلغ أبوه وأمه بمكالمة كريم وبعد نقاش طويل اتفقوا يروح طه ومعاه شريف ..
وبالفعل اتحركوا الاتنين وسميرة بلغت بنتها وأمل قضت ليلة مرعبة كل ما عينيها تغمض تحلم بكابوس العيال دول وهم بيجروا وراها وبيحاولوا يقتلوها لكن للأسف في أحلامها محدش أنقذها أبدا منهم ..
كريم كان زهقان ومن زهقه فتح التليفزيون وقعد قصاده وكان في عملية جراحية أو لقطة من مسلسل أو فيلم معرفش المهم إن في عملية بتتم والدكاترة كلهم متوترين وهو اتفرج يشوف المريض ده هينقذوه ولا و بالفعل أنقذوه وهو عقله رجعله كل ذكريات عمليته وتعبه ورعب اهله عليه والعاصفة و افتكر حمادة وزكريا وعلي اللي حاولوا يقتلوه ويغتصبوا أمل .. واتملأ بالغيظ والغضب واتمنى النهار يطلع بسرعة علشان يروح وينتقم منهم ..
طه وشريف وصلوا والطريق كان نوعا ما خفيف مش ممل وهما مع بعض وصلوا لأمل اللي اتفاجئت بوجود شريف مع أخوها وحست إنها متوترة ، سلمت عليهم وركبت معاهم والخوف والرعب مسيطرين عليها وهي مش عارفة هتقدر تشوف الأشكال دي تاني ولا مش هتقدر ..
طه بص للرعب اللي في عينيها : أمل أنا معاكي ما تخافيش .. لو مش مرتاحة للمشوار ده بلاه .
أمل حاولت تبتسم بس الرعب ظاهر عليها جدا : لا خلينا نخلص منهم يمكن لما أشوفهم مقبوض عليهم أرتاح شوية وأطمن أكتر ..
طه وقف وطلع موبايله كلم كريم : أنا وصلت للمكان اللي اتفقنا عليه .
كريم في عربيته بيبص حواليه : طيب أنا مستنيك يا طه اعمل أي منظر كده علشان أشوفك .
طه ابتسم : بقلب نور اهو .
كريم لمحه وابتسم : اه شوفتك لحظة أركن وأنا هجيلك .
كريم ركن بعربيته قدام طه ونزل وطه هو وشريف نزلوا
شريف كان متوتر جدا وكان عنده فضول رهيب يشوف كريم ده بعينيه واهي الفرصة جتله يشوف بنفسه ويحكم على الأمور
كريم مبتسم ورحب جدا بطه وسلموا على بعض كأنهم معرفة قديمة من سنين مش يدوب اتقابلوا مرة قبل كده
طه بيعرفهم على بعض : كريم ده د/ شريف خطيب أمل .
كريم بصله ورحب بيه جدا وشريف حاول يكون بنفس بشاشة كريم وترحيبه بس معرفش .. اتضايق لما شافه قد ايه وسيم وجذاب ..
أمل خرجت من العربية بتوتر وخوف وترقب وقربت منهم وكريم لمحها فابتسم وبصوت مرح : أمل ازيك ! أخبارك ايه يا بنتي عاملة ايه ؟
أمل حاولت تبتسم بس فشلت : بخير الحمد لله ..
كريم لاحظ رعبها : مالك خايفة من ايه ! لا ما اتعودتش عليكي كده فين القوة والثقة بالله .
أمل اترسمت شبه ابتسامة على شفايفها وهو كمل بهزار : يعني كنتي قوية ساعتها في وسط المصايب اللي كنا فيها ودلوقتي واحنا الثلاثة حواليكي خايفة ! مش منطق خالص يا أمل .. اطمني يا بنتي .
أمل هزت دماغها وحاولت تبتسم بس مش عارفة وشريف مراقبها بس مركز أكتر في كلام كريم وكل حرف بيقوله ..
كريم بصلهم : طيب نشرب حاجة الأول وبعدها نطلع علي المديرية اوك؟
أمل باعتراض : لا أرجوك خلينا نخلص من القصة دي الأول قبل أى حاجة تانية .. أرجوكم .
كريم بصلها بعطف وحس بيها وابتسملها : براحتك .. خلينا نخلص من القصة دي الأول يلا بينا .
طه بموافقة : اه يلا اتحرك يا كريم واحنا وراك على طول .
كريم اقترح : طيب ممكن بس معلش أعدي على الشركة الأول في ورق مهم جدا نسيته معايا ولازم يكون هناك ينفع ؟ اعذروني بس لو مش مهم ماكنتش هصر عليه .
طه ببساطة : يا ابني براحتك عادي مش للدرجة دي يعني ..
كريم ركب عربيته واتحرك وطه وراه بعربيته والكل ساكت وفي أفكاره الخاصة غرقان فيها ..
كريم عمل إشارة لطه إنه هيركن وطه ركن وراه ونزل من عربيته راحلهم : ادوني لحظة هوصل الملف ده لحد من الأمن وأرجعلكم ولا تنزلوا ترتاحوا شوية من الطريق .
طه ابتسم : لا وصل ورقك واحنا في انتظارك .
طه بص لأخته في المراية ولاحظ التوهان اللي هي فيه وفضل يتكلم معاها يحاول يطمنها اما شريف عينيه على كريم اللي قطع الطريق للناحية الثانية ورايح ناحية مبنى ضخم جدا وسأل نفسه يا ترى المبني كله بتاعه ولا دور واحد فيه ولا ايه بالظبط !
اما طه وأمل حتى ما بصوش لشريف وفضلوا يتكلموا وهو يطمنها لحد ما اتفاجئوا بكريم بيخبط على شباك طه ومبتسم وطه فتح الشباك وكريم عطاه كيس : عصير علشان الحر وكده لحد ما نخلص مشوارنا ده .. نتحرك ؟
طه ابتسم : يلا .
كريم بعد ما اتحرك خطوة رجع تاني لطه : ايه رأيك لو تركن عربيتك ونتحرك كلنا في عربية واحدة بدل ما بنمشي ورا بعض ..
طه بهزار : طيب ما تركب أنت معانا بدل ما تنزلنا احنا الثلاثة أنت اوريدي واقف اهو ؟
شريف خاف إنه يوافق لأنه ساعتها كريم هيركب جنب أمل لكن لو هم اللي راحوا عربيته ساعتها هو اللي هيقعد جنب أمل فقبل ما كريم يرد هو رد : لا يا طه هو عارف الطريق وبعدين احنا تعبانين من السواقة طول الليل خلينا نركب معاه
كريم ابتسم وشاور على شريف بهزار : الراجل ده بيتكلم صح ! يلا انزلوا واركن يا طه ويلا .
شريف نزل وأمل نزلت بتعب وإرهاق وطه ركن وحصلهم : مالكم واقفين ليه كلكم كده ما تركبوا .
كريم بضحك : مش لازم نطمن عليك لتلبس في الرصيف ولا حاجة .
طه ضحك : على أساس إني أول مرة أركن ولا ايه .. يلا اركبوا من الشمس .
أمل بصت لأخوها اللي ركبها وراه وشريف ركب جنبها وطه ركب جنب كريم اللي لاحظ إن أمل في أقصى اليمين وشريف وراه أقصى الشمال
أما شريف فأحبط لأن عربية كريم واسعة جدا وأمل بعيدة تماما عنه لدرجة إن ممكن ثلاثة يركبوا بينهم في المسافة دي كلها ..
كريم بص في المراية ليهم : دكتور عندك فوق تكييف خاص بيك عدله براحتك وأنتي كمان يا أمل ظبطيه براحتك .
أمل هزت دماغها وبصت للتكييف وخلته على أقل حاجة وشريف كذلك عدله بس كره العربية الفخمة دي ..
كريم لف وبص لأمل : أتمنى يا أمل العربية ما تقلبش عليكي الذكريات .
أمل بصت حواليها واستوعبت إن دي نفس العربية وعينيها وسعت وبصتله : هي دي نفسها .
كريم ابتسم : للأسف أيوة بس أوعدك هغيرها .
أمل ابتسمت : لا مش مهم العربية حلوة أصلا .. ليه بس فكرتني .
طه بهزار : دي العربية اللي أمل ساقتها ! بجد ! ( طه بص لأخته ) عرفتي تسوقيها ازاي يا بت أنتي امال كنتي مغلباني كل ما أعلمك السواقة ليه ! وبعدين مش شايفها مكسرة من هنا ولا هنا ولا أنت صلحتها .
كريم ضحك : لا هي ساقت كويس ماخبطتهاش في أي حاجة .
أمل أخدت نفس طويل وبصوت مهزوز : سوقت كويس ! أنت مرة واحدة حطتني قدام الدركسيون وقلتلي سوقي وياريت فضلت صاحي تقولي أعمل ايه لا ده أنت سيبتني .
كريم بدفاع وهزار : أنا سيبتك ؟ اتقى الله أنا ماسيبتكيش لحظة أنا بس أغمى عليا .
أمل بعتاب : أيوة سيادتك فضلت تنزف جنبي وكنت هتموت وتقولي سوقي .
كريم مثل الأسف : حقك عليا أنتي عندك حق ماكانش المفروض يغمى عليا .
شريف اتدخل في هزارهم : فعلا ماكانش المفروض أصلا كل ده يحصل .
طه بصله باستغراب : قدر الله وما شاء فعل المهم إن الكل طلع سليم من الحادثة دي .. كريم نتحرك !
كريم اتحرك وصمت تام طول الطريق لحد ما وصلوا وكلهم بصوا لمبنى مديرية الأمن ومحدش فيهم نطق أو اتحرك من مكانه وكأن الكل بيعيش لحظات مرعبة في تخيلاته ..
ونكمل بعدين لوفيه تفاعل
تعليقات
إرسال تعليق