![]() |
العاصفة: الجزء ١
الحلقة الحادية عشرة والثانية عشرة
بقلم الشيماء محمد
كلهم قدام مديرية الأمن في صمت تام
كريم قطع الصمت : يلا
كلهم نزلوا وراه بصمت تام لحد ما خبط علي مكتب ودخل وكلهم وراه وهو سلم علي الشخص اللي موجود وقام رحب بيه جدا
كريم عرفهم : ده سيادة العقيد سلامة البحيري هو اللي اتولى الموضوع بنفسه .
بعد التعارف والسلامات والكل قعد واستقر
العقيد سلامة : ها مستعدين نجيبهم ؟
كريم بص لأمل اللي الرعب اترسم على ملامحها كلها وأخوها ماسك ايدها وهي برضه متوترة
كريم اعتذر للعقيد اللي وقف : طيب هسيبكم دقيقتين خدوا راحتكم .
كريم بص لأمل اللي مرعوبة : في ايه يا أمل مالك خايفة كده ليه ! أنتي ماخفتيش ساعتها كده .
أمل بعياط : مش هقدر أشوفهم تاني .
كريم قرب منها : خوفك مالوش مبرر يا أمل وبعدين ما سمحتش لحد فيهم يلمس شعرة واحدة منك ساعتها دلوقتي خايفة واحنا هنا ! في مديرية الأمن وكلنا معاكي !
طه مسك ايدها جامد : يا بنتي كلنا حواليكي .
شريف بيتفرج عليهم بس حس إنه لازم يطمن هو كمان خطيبته : الكلاب دول محدش فيهم يقدر يؤذيكي أبدا .. احنا معاكي .
أمل بصتلهم الثلاثة حواليها وبتحاول تطمن نفسها ابتسمت لأخوها وبصت لكريم اللي ابتسم : اقفي بقى ورجعي أمل اللي وسط المعمعة دي كانت جعانة وأكلتنا عشوة بحلف بيها لحد النهاردة .
أمل ابتسمت غصب عنها ومسحت دموعها : أنت لسة فاكر !
كريم ابتسم : طبعا فاكر ها أنادي على الراجل اللي طردناه من مكتبه ولا ايه ده برضه عقيد ليعلقنا احنا
أمل ضحكت غصب عنها وشاورت اه بدماغها وكريم طلع نادى على العقيد اللي شاور لرجالته يجيبوا العيال دخلوهم وقفوا صف قدامهم وكريم كان قاعد وحط رجل على رجل وبصلهم وطه جه يقوم بس كريم مسك ايده منعه وفضلوا قاعدين كلهم منتظرين رد فعل كريم اللي قاعد مسترخي تماما في قعدته بيلعب بأعصابهم ومرة واحدة وقف وبص للعقيد وابتسم : هو ينفع أطلب من حضرتك تسيبنا لوحدنا ولو دقايق .
العقيد ابتسم : طبعا ينفع بس لو احتجت حاجة نادي احنا برا .
كريم ابتسم للعقيد وهو خارج وهو عينيه عليهم ووقف عند حمادة اللي ابتسمله بشماتة ابتسامة شريرة وبص لأمل من فوق لتحت ونفس النظرة الشريرة في عينيه وبخبث : وحشتيني يا قطة والله وتستاهلي .. الشنق فدا عيونك يا قمر .
كريم وقف وقرب منه ومرة واحدة ضربه لدرجة إنه وقع في الأرض .. بص لزكريا اللي رفع ايده باستسلام : حرمت يا بيه والله ما أعيدها أبدا ..
كريم ابتسم بجمود : حرمت ها ! دلوقتي بعد ما بقيت تحت رجليا بتقولي حرمت !
بص لطه : ملك ايديك اعمل ما بدالك .
طه قام ومسك علي أولهم بس كريم وقفه : بلاش ده !
طه باستغراب : ليه ؟ هو مش تالتهم ؟
كريم : ثالثهم أيوة بس لولاه ماكناش خرجنا هو اللي مسك صاحبه وهو اللي ساعدني أخرج بيها
طه سابه ومسك زكريا وضربه كتير وكريم شد حمادة من الأرض وضربه كذا مرة وبعدها مسكه من دراعه اللي لواه وراه وشده تحت رجلين أمل وحدفه وبصلها : اهو بقى تحت رجليكي .. مالهوش تمن ولا دية .. كلاب ولا ما حصلوش الكلاب دى الكلاب وفية .
حمادة رفع دماغه ووشه كله دم وضحك وبص لأمل : على فكرة الرجالة كلهم واحد هو مش مميز غير بفلوسه ولو شاورتي واتفاهمتي معانا كنا هندلعك برضه بس أنتي روحتي معاه .
كريم ضربه تاني برجله في وشه : اخرس .
حمادة ضحك واتعدل : شكلك وأنتي نايمة جنبه لسة بحلم بيه وشكلك من غير هدوم لسة قصاد عيني .
أمل دموعها نازلة وكمشانة في كرسيها وكريم شده وضربه كتير : اخرس بقى .
حمادة وقع من الضرب والعقيد دخل عليهم ومسك كريم : كفاية احنا هنقوم بالواجب معاهم ما تقلقش وما توسخش ايديك .
حمادة قبل ما يخرج بص لكريم : مهما تعمل مش هتمحي حقيقة إني شوفتها عريانة وكانت بين ايديا .
كريم هيهجم عليه وطه كمان مسكه من هدومه وضربه كذا لكمة بس العقيد مسكه وزعق للعساكر : خدوهم من هنا .
طه وقف بينهج وحالة من الغضب والجمود سيطروا عليه وبصوا لبعض
العقيد : اهدوا بقى أنتوا الاتنين .. الموضوع انتهى والباقي عندي .. ( بص لأمل اللى مرعوبة ) حضرتك كويسة يا أنسة أمل ؟
هنا طه وكريم الاتنين بصوا لأمل اللي كمشانة مكانها بتعيط بصمت
طه بقلق : أمل أنتي كويسة اتكلمي .
أمل هزت بدماغها لا وهي بتعيط أخوها قعد قصادها على الأرض وضمها وبص لكريم اللي واقف متوتر مش عارف يعمل ايه ؟
أمل بتعيط وبتردد كلمة : كداب .. كداب ( بصت لأخوها ومسكت وشه ) طه أنا ماكنتش عريانة هو اه قطع الطرحة وهدومي بس كنت لسه لابسة ( بصت لكريم ) كريم قلهم إني ماكنتش عريانة
كريم حاول يطمنها : مش محتاج أقول يا أمل الكل عارف إنه كداب هو بيحاول يستفزنا مش أكتر
شريف كان حاسس إنه بيتفرج على فيلم مش واقع هو حاسه أو عايشه
وعلشان كده وقف ساكت بيراقب اللي بيحصل حواليه بصمت
خرجوا من المديرية وركبوا العربية وطه ركب جنب أخته وشريف اضطر غصبا عنه يركب قدام جنب كريم
كريم اتحرك وطه استغرب الطريق اللي ماشيين فيه : طريق ايه ده يا كريم !
كريم ابتسم : البيت عندي .
هنا كلهم بصوله بذهول وشريف بص لطه باستغراب
طه بصله وبص لأخته : بيتك ليه ! خلينا نروح نرتاح شوية .
كريم بإصرار : أنت مش شايف حالة أمل ؟ خليها تريح أعصابها شوية
بعد رغي كتير وافقوا يروحوا مع كريم بيته أو هو معطاهمش أي فرصة للرفض أو للاعتراض ...استقبلتهم ناهد ورحبت بيهم كتير وخصوصا أمل اللي حضنتها جدا وخصوصا لما لاحظت دموعها وخوفها
طه ابتسم لأن أمل اطمنت شوية في حضن ناهد أما شريف فحاسس إنه غريب وسط الناس دي وبيسأل نفسه ايه اللي جابه هنا وليه ؟!
ناهد أخدت أمل وكريم أخد شريف وطه وقعدوا وطلب منهم يطلعوا يرتاحوا بس رفضوا وانتظروا حسن المرشدي يرجع علشان يتغدى معاهم ..
حسن أول ما وصل وشاف طه رحب بيه جدا جدا وشريف حس إنهم يعرفوا بعض قبل كده استحالة دي تكون مجرد معرفة يوم في مستشفى ولا يومين .. العلاقات القوية دي بتتبني في سنين مش يومين ..
يا ترى فعلا أمل تعرف كريم من فترة ؟
الغدا جهز وقعدوا كلهم مع بعض على سفرة واحدة بيتكلموا ويتناقشوا
ناهد بهزار : أمل ياحبيبتي يعني من اللي سمعته عنك مستغرباكي دلوقتي .
أمل بصلتها باستغراب تام : سمعتي ايه عني ؟ وايه اللي حضرتك مستغرباه !
ناهد ضحكت لخضة أمل وهزرت : أكلك يا حبيبتي .. كريم قالي على عشاكم ساعة العاصفة والمطاردة بس اللي يسمعه ما يشوفكيش دلوقتي وانتي بتلعبي في الأكل ونادرا ما في حاجة بتاكليها فعليا !
كريم بهزار : ما تحرجيهاش يا أمي هي مش عاجبها أكلك فبتمثل إنها بتاكل علشان بس ما تحرجكيش .
أمل عينيها وسعت وبسرعة : لا أبدا والله الأكل جميل تسلم ايد حضرتك يا طنط .
بصت لكريم بتكشيرة وهو ضحك : يعني ماهو أنتي فعلا مش بتاكلي .
أمل بدفاع وباصة لناهد : أيوة ماشي بس ده مش معناه أبدا إن الأكل مش عاجبني بالعكس .. بس بجد مش قادرة آكل خالص .
ناهد مبتسمة : حبيبتي اقفلي الصفحة دي وارميها ورا ظهرك بقى وكفاية أنتوا تعبتوا جدا .. طه ابني حاول تاكل أختك كويس .
طه بحرج وهزار : والله يا ست الكل كده أفضل ده أنا خفت تاكل بطبيعتها تفضحنا هنا ولا تقولوا عليها مفجوعة !
أمل كشرت وضربته في كتفه والكل ضحك عليهم إلا شريف اللي بيتفرج بصمت تام بدون ما ينطق حرف وللاسف محدش واخد باله أصلا منه ..
جرس الباب خبط والشغالة فتحت ومحدش اهتم يعرف مين بس الكل اتفاجيء بدخول ملك داخلة بتتكلم : خير غايب ليه النهارد......
قطعت الكلمة لما شافت أمل واتحولت مشاعرها من الضيق والاستغراب من مجرد تأجيل كريم الاجتماع لغضب ونار جواها من السبب اللي أجله عشانه .
ملك بتريقة : وأنا اقول أنت عمرك ما اتأخرت على اجتماع فما بالك بتعتذر عن الاجتماع كله واتاريك هنا جنب ... كده العبارة وضحت طبعا .
كريم حاول يبتسم بتكلف : ايه هو اللي وضح ؟
ملك بتريقة : ما تشغلش بالك سلام
كريم وقفها : ملك استني تعالي اتغدي معانا تعالي
ملك بتريقة وغضب الكل حاسسهم : لا شكرا سوري على المقاطعة استمتع بغداك مع ضيوفك المهمين .. بعد اذنك .
ملك خارجة لبرا بس كريم وقف وبصلهم : اعذروني لحظة .
وخرج شد ملك ناحية التراس وخرج بيها لبرا وهي نزلت للجنينة مكملة بس وقفت لما زعق : وبعدين معاكي !
ملك وقفت وواجهته : وبعدين معايا أنا ! أنا يا أستاذ كريم ! سيادتها بتعمل ايه هنا ! أنت عمرك ما لغيت اجتماع .. عمرك .. دلوقتي بتلغيه علشانها ! ومخبي عني !
كريم قاطعها : أنا مش مخبي .
ملك بصتله بتريقة : تصدق قلتلي بس أنا نسيت .
كريم اخد نفس طويل بزهق : اللهم طولك يا روح يا بنتي افهمي الاول قبل ما تتكلمي ..
ملك ربعت ايدها بتريقة : اتفضل فهمني يمكن افهم .
كريم شرحلها بسرعة سبب وجود أمل..
الجو على سفرة التكل اتوتر والكل ساكت بس ناهد حاولت تلطف الجو شوية هي وحسن
موبايل شريف رن وبصله واعتذر منهم يرد وقام يبعد شوية عنهم وفضوله خلاه يروح ناحية التراس ولما ما شافش حد فيه خرج لبرا ولمحهم تحت في الجنينة بيتخانقوا وصوتهم عالي .. فتح موبايله ورد على مامته بهمس : لحظة يا أمي وهكلمك بعد شوية سلام
قفل بدون ما يسمع ردها ووقف يسمع كريم وملك وخناقهم
ملك بعدم اقتناع : امممم سيادتك اخدتها تتعرف على حمادة ! يعني ماكانش ينفع تروح أنت لوحدك !
كريم كشر بتعب : يا بنتي العقيد سلامة طلب مني أبلغها وهي وجودها مهم لأنها شاهدة رئيسية .
ملك بنفس أسلوبها الساخر : أنا ده فاهماه كويس أنا أقصد إن ماكانش ينفع العقيد يبلغها بنفسه هو أو حد من ظباطه ؟ أو مثلا ماكانش ينفع سيادتك تروح لوحدك ! وهي اهي معاها أهلها تروح لوحدها معاهم ولا سيادة العقيد طلب منك تيجي أنت معاها وايدك في ايدها .
كريم بغضب : بطلي بقى
ملك زعقت : جاوبني يا كريم كان ينفع كل واحد فيكم يروح لوحده ولا لازم تروحوا مع بعض !
كريم بصلها شوية : هتفرق ايه معاكي !
ملك ضحكت بغضب : تفرق كتير سيادتك .. تفرق إنك ما تكنش مهتم فتروح لوحدك عادي لكن سيادتك كنت مهتم بيها ومهتم تحميها .
كريم بتريقة : أحميها ! جوا مديرية الأمن يا ملك !
ملك بحزن : تحمي مشاعرها ... تكون جنبها .
كريم كشر بعدم اقتناع : سيادتك زودتيها أوي أوي .
ملك شدت كريم من قميصه يواجهها وزعقت : كان ممكن تقولي اجي معاك وأنت عارف إني ماكنتش هتأخر أبدا .
كريم بعد ايدها عن قميصه : محسساني إني رايح أتفسح وزعلانة علشان مااخدتكيش معايا .. بعدين الموضوع بالنسبالي كان عادي مافكرتش في كل الأفكار اللي مالية دماغك دي .. كان عادي فعلا أروح بس انتظرت وجود أمل لأنهم مش من القاهرة وبالتالي عملتها كخدمة مش أكتر مفيش في دماغي كل أفكارك السودا دي .. وبعدين لو ملاحظتيش أو لو اهتميتي تعرفي اللي جوا دى معاها أخوها وخطيبها .. ( ملك كشرت باستغراب بس كريم لاحظ ده فكمل ) أيوة خطيبها دكتور شريف .. يعني هي اوريدي معاها اللي يحموا مشاعرها مش محتاجاني أنا .. أنا عملت ده من باب الذوق مش أكتر .. هي معاها خطيبها يحمي مشاعرها .
ملك بصتله باستغراب : أنت متضايق إن معاها خطيبها صح !
كريم نفخ بضيق وزعق : وبعدين بقى في ايه معاكي ! هي أي تهمة والسلام ! أنتي ماشية ترمي اتهامات وخلاص ! المهم في الآخر توصلي لايه ! اني مهتم بأمل ! ده اللي عايزة توصليله ! طيب اريحك أنا بدل اللف والدوران ده كله .. اه يا ستي أنا مهتم بأمل ها ؟ عايزة تقولي ايه تاني ! في إتهامات جديدة سيادتك حابة تضيفيها ! يلا اوكازيون بسرعة قبل ما يخلص ! ها اتكلمي .
صوته كان عالي وبيزعق بطريقة أول مرة ملك تشوفه بالشكل ده وبدون ما تنطق انسحبت من قدامه بتجري لعربيتها وهو سابها ومحاولش حتى يوقفها أما شريف اللي واقف مكانه مصدوم فاق بسرعة من صدمته ودخل بسرعة قبل ما كريم يدخل ويشوفه ..
قعد على السفرة معاهم تايه لدرجة طه لاحظ فسأله : خير يا شريف في حاجة ولا ايه ؟
شريف ابتسم بتكلف : لا أبدا خير ..
كريم دخل و وقف شوية جنب باب التراس بيحاول يسيطر على أعصابه ونرفزته ويرجع لطبيعته قبل ما يرجع لضيوفه وبالفعل ابتسم وهو بيقرب عليهم ويقعد معاهم : سوري يا جماعة يلا اتفضلوا كملوا أكلكم .
ناهد همست : خير يا كريم !
كريم ابتسم لأمه : خير يا ست الكل ما تقلقيش ..
طه بضيق : هي خطيبة حضرتك زعلانة !
كريم ابتسم لطه : خطيبة حضرتي بتهتم بالشغل كتير وزعلانة اني لغيت الاجتماع لانها كانت متحمسة له جدا بس الموضوع عادي اتحل وهديتها وبكرا الاجتماع فعادي يعني الموضوع خلص علي خير ما تقلقش ..
أمل وقفت وكلهم بصولها فاتحرجت : أنا الحمد لله أكلت ..
ناهد بحب : يا بنتي فين بس أكلك ده !
أمل بابتسامة : معلش اعذريني .. بعد اذنكم .
سابتهم وقعدت بعيد وشريف عينيه متابعاها ..
خلص الأكل والكل قعد وأمل بصت لأخوها علشان تروح وهو فهم فوقف : كريم ؛ كريم بجد مش عارف أقولك ايه ! يعني بجد أنا متشكر جدا لذوقك .
كريم ابتسم وحاول هو وأهله يمسكوا فيهم يقعدوا معاهم شوية بس طه رفض بالذوق وأخد أخته ومشيوا وطبعا كريم طلع يوصلهم لحد عربيتهم ومعظم الطريق كان صمت تام ..
كريم بيفكر في خناقته مع ملك ومش عارف هترسي معاه على ايه !
أمل بتفكر في كل اللي بيحصل حواليها وكل اللي بتتعرضله ونوعا ما مرعوبة من كل الدنيا وكل اللي حواليها ..
شريف بيفكر في علاقته بأمل ومش قادر يحكم هل في علاقة فعلا بينها وبين كريم ولا بيظلمها بتفكيره ! بس لو هو بيظلمها هل خطيبة كريم برضه بتظلمه ! يعني مش هو لوحده اللي عنده الإحساس ده ..
طه بيفكر في أخته وظروفها وفرحه اللي قرب وهل الصح إنه يأجل فرحه شوية ويكون مع أخته ولا هي مش محتاجاه وده مجرد إحساس ؟!
أخيرا وصلوا ونزلوا ركبوا عربيتهم وصلوا أمل لمدينتها وهي نزلت لأصحابها ..
طه مع شريف بعد ما أمل مشيت
طه : هنروح فين !
شريف بتفكير : ورايا مشوار أعمله وأقابلك تكون خلصت شرا بضاعتك لمحلك اوك ؟
طه ابتسم : اوك تمام .
اتفقوا على مكان يتقابلوا فيه وكل واحد مشي من طريق على الرغم من إن طه عرض على شريف يوصله لأي مكان إلا إن شريف رفض تماما ..
بعد ما طه مشي شريف اتصل بوالدته وطلب منها تجيبله رقم سمر بأي طريقة لأنه لازم يكلمها ولازم يسمع منها هي كمان بنفسه زي ما سمع أمل لازم يسمع سمر ويديها فرصة حتي تدافع عن نفسها ..
ميادة حاولت تفهم منه ايه اللي حصل بس ضيقه منعه يشرحلها بالتفصيل وقالها مختصر جدا جدا للأحداث اللي حصلت المهم انه حاليا محتاج يشوف سمر ويسمع منها بنفسه ..
ميادة اتصلت ببدرية وبلغتها إن شريف عايز موبايل سمر وإنه لازم يكلمها وفهمتها الوضع بالظبط وإن شريف محتاج يسمع من سمر عن حقيقة أمل وطبعا بدرية فرحت جدا وعطتها الرقم بس مثلت إنها مترددة جدا وإنها قلقانة وخايفة وأخدت وعود كتيرة من ميادة إن بنتها في أمان ...
قفلت مع بدرية واتصلت بسرعة ببنتها وفهمتها اللي هيحصل ..
شريف اتصل بسمر وطلب منها تنزل تقابله وهي وافقت بعد الحاح كتير من شريف ونفذت كلام أمها بالظبط ..
أمها كمان قالتلها تنزل بلبس محترم جدا وبدون أي ميكاب وتحاول تظهر إن أخلاقها عالية ولا تضحك ولا تهزر ودايما تظهر متأثرة وتظهر حبها وخوفها على بنت عمها وتداري كرهها وحقدها تماما .. نزلت وبتحاول تشوف طريقة تخرج بيها من غير ماالأمن يشوفها فضلت رايحة جاية لحد مابتاع الأمن دخل الحمام راحت جريت على برا بسرعة وراحت للكافيهشريف قابلها وقعدوا مع بعض وهي مربعة ايديها وباصة للأرض وكأنها محرجة ..
شريف بدأ كلامه بتردد : سمر أنا أسف إني حطيتك في وضع زي ده أو طلبت منك تنزلي تقابليني
سمر بحرج : والله لولا ماما أصرت عليا وطلبت مني أقابلك وأسمعك ماكنتش هوافق أبدا ..
شريف حاول يبتسم : اعذريني بجد ومتشكر جدا جدا إنك قابلتيني .
سمر بربع ابتسامة : خير ! اقدر أساعدك ازاي يا دكتور !
شريف بتردد : تحكيلي .
سمر باستغراب سألته : أحكي ؟ أحكيلك ايه بالظبط ؟
شريف بإصرار : ايه علاقة أمل بالواد ده ! ليه راح وراها الطريق ! ليه اتبرعتله بكليتها ! ليه أنتي ماكنتيش معاها ! ليه اتهمتك إنك حبستيها وإنك السر في كل اللي حصل ! الف سؤال جوايا يا سمر وعايز أسمع إجابتهم منك !
سمر بحزن شديد : وليه ما سألتش خطيبتك كل الأسئلة دي !
شريف بيفتكر كل كلامه مع أمل وكل التفاصيل اللي قالتها وبص لسمر: سمعت منها محتاج أسمع منك ..
سمر مسحت دموع وهمية في عنيها وحسسته قد ايه هي مجروحة ومتأثرة وبدأت تحكي حكايتها وإن أمل تعرف الولد ده وهو أصر يوصلها ونزلت معاه ومهما هي تنصحها إلا إن أمل أصرت تركب معاه وهي اضطرت تكدب علشانها ولما عملوا الحادثة دي واتكشف كدبها اضطرت تغطي كدبها بكدبة تانية وإنها تلبس سمر الليلة كلها
سمر عيطت جامد : تخيل كل حبي ليها ومساعدتي ليها وفي الآخر تتهمني الاتهام البشع ده ! أنا لو عدوة ليها مش هتتهمني بالشكل ده ! شريف أرجوك خليك جنبها وساعدها تنسى الولد ده ! الولد ده مش كويس وهيغرقها !
مدت ايدها ومسكت ايده وكأنها منفعلة جدا : شريف أنت لازم تحميها من نفسها قبل أي حد تاني أرجوك .. هي بعدتني عنها تماما وخصوصا بعد الحادثة دي بابا بعدني عنها ومابقيتش أقدر أساعدها ودفعت تمن مساعدتي ليها غالي أوي .. تخيل اتطردت من أوضتي في المدينة وقعدت في أوضة تانية ضيقة وزحمة .. تخيل أصلا بابا كان هيخليني أسيب الكلية وأنا في آخر سنة .. بس كل ده مش مهم المهم دلوقتي أمل تتخرج وتتجوزك وتنسى الولد ده وأنت هتعرف تقومها صح وهتعرف تخليها تحبك .. هي بدأت تحبك صح ! اوعى تكون لسة بتفكر فيه ! شريف أرجوك طمني وقلي إنها بتحبك وبتكلمك بالساعة والاتنين بالليل زي ما كانت بتسهر طول الليل على التليفون معاه .. حاول تخليها تنسى وتبدأ صفحة جديدة معاك ..
سمر سكتت وبصت لملامح شريف الضايعة تماما وعرفت إنها عزفت على الوتر الحساس ..
شريف فضل ساكت يحاول يستوعب كلام سمر ده ويقارنه مع اللي سمعه من ملك واتهامها لخطيبها باهتمامه بأمل والاهم اعتراف كريم نفسه انه مهتم بيها ... طيب بلاش كل ده توهانها طول الوقت ده ليه ! بتختصر معاه كل مكالماتها ليه ! بتقفل معاه كلامه اسرع من البرق ليه ! طيب ليه اتكلمت مع كريم بالاريحية دي ! ليه خبت عليه تفاصيل الليلة دي ! ليه مقالتش مثلا على عشاهم مع بعض ! ليه مقالتش إنها خيطت ايده ! ليه مقالتش إنها نامت معاه في مكان واحد ! ليه مقالتش إن الشباب دول نجحوا يقلعوها هدومها ! طيب يا ترى كريم لما أنقذها منهم أنقذها ازاي! طيب لما اتضربت لدرجة إنهم يكسروا ضلوعها هل فضلت واعية ولا اغمى عليها ! طيب هل ده معناه إن كريم هو اللي شالها وهي عريانة ! هل هو اللي لبسها هدومها ! طيب شاف ايه من جسمها ! لمسه ازاي ! طيب شعرها ! شافه ! اتمتع بيه ! هل شعرها جميل ولا لا !
حس إن دماغه هتنفجر من الأسئلة وبص لسمر بتعب وارهاق وهي حاسة بالحيرة اللي هو فيها وحست بانفجاره القريب فابتسمت بتعاطف وهمست : أنت تاعب نفسك كل ده ليه يا شريف ؟
شريف جاوبها بحزن وهو ماسك دماغه : عايزاني أعمل ايه ؟ أفكر ازاي ؟
سمر بابتسامة : إن ربنا عطاك فرصة تانية تبدأ معاها من جديد وتحاول تخليها تحبك !
شريف بحيرة : أنتي ازاي بتقولي الكلام ده بعد كل اللي حصل ! ازاي قادرة تكوني في صفها !
سمر بحزن وانكسار : مش بنت عمي ولازم أكون في صفها ! ده المثل بيقول أنا وابن عمي على الغريب .
شريف همس بحزن : وللدرجة دي شايفاني غريب ! لدرجة إنك تقفي ضدي لمجرد إنك تكوني في صف بنت عمك ! حتى لو هتيجي عليا !
سمر بحيرة هزت دماغها : أنا مش عارفة أعمل ايه ! قلي أنت أنا أعمل ايه !
شريف بنرفزة : معرفش بس ما تقفيش ضدي .. خليكي صريحة على الأقل معايا !
سمر بدموع بتلمع : أنا صريحة معاك وصريحة فوق ما كنت هتخيل إني أكون صريحة .
شريف زعق : طيب جاوبيني هي بتحبني وبعدها عني حرج ولا بتحبه هو وبعيدة عني علشانه !
سمر سكتت وبصت للأرض ..
شريف أصر : جاوبيني .
سمر بصتله كتير ومرة واحدة وقفت بدموع : أسفة مش هقدر أكتر من كده بعد اذنك .
قبل ما يرد أو يتكلم كانت قامت جري من قصاده وجريت وبعدت عنه وهو ماكانش فيه حتى طاقة يجري وراها أو يكلمها هو حاليا محتاج يرتب أفكاره ..
أمل في المدينة وسط أصحابها بتحاول تقنع نفسها إن الكابوس ده انتهى من حياتها تماما وإنها لازم تنتبه بقى لدراستها شوية .. بس افتكرت جملة حمادة لما قال لكريم إنه مهما يعمل مش هيقدر يلغي حقيقة إنه شافها عريانة .. عيطت كتير جدا لأن حتي لو لابسة تيشيرت فمعناه إنها اتكشفت برضه .. سألت نفسها ليه ياترى حصل معاها كل ده وحست إنها هتفقد يقينها وإيمانها بربنا وإن له حكمة في كل اللي حصل واللي لسة هيحصل .. قامت بسرعة اتوضت وقعدت على سجادة صلاتها تدعي ربنا يفك كربها وينجيها من أفكارها دي ويثبت يقينها ان كل اللي بيحصلنا خير وان ربنا له حكمة في كل اللي بيحصلنا في حياتنا وقدرنا ..
***************************
كريم في بيته مخنوق من خناقته مع ملك ونرفزته بالشكل ده واتخنق من نفسه إنه كدب وقال إنه مهتم بأمل على الرغم من إنها نادرا أصلا ما بتيجي في باله أو حتى فكر فيها من ساعة ما رجعوا اه ممكن يكون أعجب بلبسها أو أخلاقها لكن ده مش معناه أبدا إنه أعجب بيها كبنت أو فكر فيها بالشكل ده أبدا .. قد ايه غبية أنتي يا ملك !
نزل وقرر يقابلها واتصل بيها موبايلها مقفول فاتصل على تليفون البيت وردت مامتها وعرفته إنها ممكن تكون في النادي مع صحابها ..
قرر يفاجئها ويروحلها النادي زي ما سبق وطلبت منه ألف مرة قبل كده ..
وصل النادي ودخل يدور عليها وسأل الجرسونات اللي دلوه على مكان قعدتها هي وشلتها وقرب منهم وسمع صوتهم قبل ما يشوفهم .. شلة معظمها شباب كلهم بيضحكوا ويهزروا ووسطهم كام بنت من ضمنهم ملك بتضحك وتهزر بايديها مع الشباب هز دماغه بأسف وعرف إن مفيش فايدة الموضوع مجرد تحصيل حاصل مش أكتر .. قرب منها كانت بتضحك جامد على حاجة زميلها قالها في ودنها ..
كريم قرب ورمى السلام والكل انتبه له ووقفوا خوفا منه وخصوصا ملك اللي اتوترت جدا
كريم حاول يبتسم : مش هتعرفيني على زمايلك !
ملك بتوتر : لا ازاي اتفضل .
عرفت أصحابها عليه وخصوصا سليم زميلها كريم اهتم بيه جدا
مقدرش يقعد معاهم أكتر من نص ساعة وبعدها انسحب وملك وراه وقف مرة واحدة وبصلها بغضب : سيادتك بتزعلي وتتقمصي لمجرد وهم في دماغك تقدري تقوليلي المفروض أتصرف ازاي دلوقتي ؟
ملك بحيرة : هو في ايه لكل ده ؟
كريم ضحك بوجع : في ايه ؟! في إن الدنيا بتخرب وتنتي ولا على بالك .. ايه الشباب دي ها ؟! ايه أخلاقهم دي ؟ يا بنتي الشلة دي فاسدة وضايعة أصلا ليه أنتي وسطهم ؟! وأنتي ازاي تسمحي لنفسك تقعدي معاهم اصلا ؟
وكالعادة احتدمت الخناقة بينهم وأخدت جانب مش ظريف كالعادة ..
ملك بتعب : من الآخر يا كريم أنت عايز ايه ؟
كريم انفجر فيها : عايز كتير أوي يا ملك عايزك تتغيري ! طريقة لبسك مش عاجباني ومش هقدر أتقبلها .. هزارك مع شلتك مش مقبول .. قعدتك وسطهم بالشكل ده وصوت ضحكك اللي جايب آخر الدنيا مش مقبول البنت لازم يكون عندها حياءها واحترامها لنفسها قبل احترامها للي حواليها .. أنا نفسي أفهم أصلا ليه أنتي معترضة على كلامي ؟ ليه مستغرباه ؟ ليه مش شايفة إن ده الصح ! ..."تلك حدود الله فلا تقربوها"
ملك بتعب : أنت عارف إني مش هعرف أرد عليك وأنت بتكلمني بالقرآن كده وأنا تعبت .. أنا مش فاهمة ما تقبلني زي ما أنا طالما بتحبني .. ليه عايزني أتغير ! أنت مؤمن وربنا يقوي إيمانك سيبني أنا براحتي ! أنا مسئولة عن نفسي .. ليه يا كريم مصر تغيرني !
كريم زعق : لأن ده الصح ده الصح يا بنتي الصح إنك تكوني محتشمة في لبسك في أفعالك في تصرفاتك في كل حاجة محتشمة .
ملك بتكشير : وهو الاحتشام هو إني أكون زي القردة بدون ميك اب أو ألبس مبهدل وواسع زي الهبلة صح !
كريم بذهول من تفكيرها وبعد ما كان هيهاجم اتراجع : طيب خلينا نتكلم واحدة واحدة .. الميكاب مثلا بتحطيه ليه ؟
ملك مكشرة : علشان أكون جميلة !
كريم بهدوء : جميلة بالنسبة لمين بالظبط ! لو بالنسبالي فأنا متنازل عن حقي ده برا بيتي .. أما لو بالنسبة لكل الرجالة فهنا هسألك ليه عايزة تكوني جميلة في عينيهم ! أنا مش كفاية مثلا ! ايه فهميني وجهة نظرك !
ملك مش عارفة تقوله ايه بس بتحاول : هو الجمال لازم يكون علشان راجل ! محتاجة أكون جميلة لنفسي .. بحب نفسي .. عايزة أكون جميلة في كل العيون بغض النظر عن راجل وست .
كريم : "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" .."ولا يبدين زينتهن " خليكي جميلة في بيتك براحتك جدا لنفسك ولجوزك فيما بعد محدش منعك أبدا .. لكن برا بيتك فده يعتبر تبرج وحرام .. حرام إن البنت تظهر مفاتنها برا بيتها لأي سبب .. البنت لما بتظهر جمالها ومفاتنها ده بيكون علشان تلفت نظر الرجاله لها علشان يتغزلوا فيها وفي جمالها هل ده غرضك ؟
ملك بغضب : لا طبعا .
كريم اتنرفز : امال ايه طيب ! أنتي عارفة في بعض الحكماء قالوا : إذا رأيت امرأة تظهر محاسنها لغير محارمها فاعلم : إلحاح المرأة في كشفها إلحاح في عرضها على الرجل .
فاهمة الكلام ولا أشرحهولك ! معناه إن البنت أو الست لما بتتزين فهو علشان بس تعرض نفسها على الرجالة وبتقوله أنا اهو قدامك اتفرج .. سلعة رخيصة لا دي مش رخيصة دي ببلاش أصلا .
ملك زعقت : أنا مش هسمحلك يا كريم تتمادى بالشكل ده !
كريم زعق : ليه بقى ها! الإهانة وجعتك وإتهامي ضايقك !
ملك فهمت إنه بيردلها قلمها بس ضربته أقوى بكتير منها .. حاولت تجاوبه بأي حاجة مش لاقية : بكرا أبقى ألبس وبعدين مين قال إن الواحدة لما تظهر جمالها ده غلط ! ربنا خلقنا جميلات أكيد مش علشان نداري جمالنا ده !
كريم بصلها : وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ))
ده القرآن وضح وقال كل بنت مؤمنة مطلوب منها ايه ومن ضمنهم الحجاب .. خمارهن ده الجمع بتاع خمار، وده بيتلبس علشان يستروا ويغطوا شعرهم ورقبتهم وصدرهم .. هو ده الحجاب يغطي شعرها ويغطي صدرها كمان .. هقولهالك تاني يا ملك الحجاب فرض يا ملك فرض .. مش باقتناع ومش بمزاج لا .. فرض عليكي . (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ما ينفعش تختاري بمزاجك واللي يعجبك تعمليه واللي ما يعجبكيش تسيبيه ..
ملك معندهاش أي ردود على كلامه المرة دى و حست إنها بتخسره أو إنها أصلا خسرته بس هتلعب في الوقت بدل الضايع ولازم تعمل أي حاجة وإلا ممكن تخسره فعلا ،
لازم تتصرف بسرعة وتشوف ازاي تخليه يفضل مكمل معاها !!
روحت بيتها وبتحاول تفكر في فكرة تربطه بيها وهو روح بيحاول يفكر ازاي يقنعها وهل هتقتنع ولا جه الاوان إنه يستسلم للحقيقة اللي واضحة وضوح الشمس ..
************************
شريف طول الطريق أفكاره هتجننه من التفكير في كل اللي حصل واللي هيحصل وعايز ياخد قرار بس القرار للأسف صعب وصعب جدا كمان .. اتصل بأمل حاول يتكلم معاها أو يحس باحتياجها له في وقت زي ده ولكن للأسف كالعادة بتستناه هو اللي يبدأ وبترد عليه بالعافية أصلا وهنا بدأ يقتنع بكلام سمر إنها بالفعل مش بتحبه ومش طايقاه وحس إنه بيفرض نفسه عليها ! طيب ليه وافقت ترتبط بيه وهي بتحب غيره ! ليه أصلا كريم سايبها وليه مش ارتبط بيها ! ولا ممكن الحادثة دي حصل فيها أكتر من اللي اتقال وهو بس اللي مش عارف ؟ وممكن كريم رفض الارتباط بيها بعد الحادثة دي ! مش يمكن يكونوا بالفعل اغتصبوها ! وأمل وكريم خبوا على الكل ! أو ممكن يكون كريم نفسه اللي اغتصبها أو بلاش اغتصاب ممكن برضاها وعملوا كل الدربكة دي علشان يغطوا على غلطهم ! وفي الآخر هو يشيل الليلة كلها لأنه غبي ومش عايز يسمع كلام كل اللي حواليه !
تعب من التفكير وبص لساعته كان الوقت اتأخر فاتصل بطه يشوف هيتحركوا امتى واتفاجىء بطه بيقوله يجيله عند المدينة تاني وراح واتفاجىء بأمل معاه
شريف باستغراب : هى مش المدينة قفلت أنتي ليه لسة برا!
أمل بهدوء : أولا عادي طالما أخويا معايا ممكن يدخلني أى وقت .
طه كمل عنها : وثانيا هي هنا لأنها نازلة معايا البلد .. هتغير جو يومين وهرجعها إن شاء الله ..
شريف رسم شبه ابتسامة وركب جنب طه واتحركوا في طريقهم الطويل وشريف عينيه على أمل اللي ساكتة بطريقة رهيبة .. ومعرفش يفسر صمتها ده غير زعلها وحزنها على كريم اللي اتخلى عنها ومكمل مع خطيبته اللي برضه بتتهمه بعلاقته بأمل ..
أخيرا الطريق الطويل خلص وكل واحد روح بيته وأمل دخلت لحضن أمها تستخبى فيه وتعيط
أمها سابتها تعيط براحتها لحد ما تعبت من العياط ونامت ..
عبدالله منتظر سميرة تطلع من عند أمل وأول ما شافها جري عليها : حالتها ايه ؟
سميرة بزعل : تعبانة وشبه منهارة .. مقالتش أى حاجة بس عيطت سيبتها تعيط وتفضي كل اللي جواها ولما تفوق هتحكي بنفسها ..
شريف وصل بيته وأمه ما سابتوش غير لما قدملها تقرير مفصل عن كل اللي حصل وكل شكوكه ..
ميادة بتأكيد : الموضوع واضح يا شريف أنت بس اللي مسبب الدربكة دي في دماغك لكن كل حاجة واضحة .. أمل على علاقة بكريم ده والله أعلم ليه سابها يمكن لأنه غلط معاها وده هز ثقته ؟ أو يمكن تكون اغتصبت قدامه وهو مش قادر يتخطى ده ؟ أو يمكن يكون بيحبوا بعض وفي انتظار الوقت المناسب بس ......
شريف هز دماغه بتعب : والله يا أمي أنا تعبت من التفكير في كل الاحتمالات دي .
ميادة قربت من ابنها : أنت تاعب نفسك بنفسك .. الشك لو دخل الحياة بتنهار يا شريف .. والموضوع مش واضح ولا صريح في لعبكة كتير وحوارات كتير وأنا مش بحب كده .. يعني قالوا حادثة وشوية وقالوا محاولة اغتصاب وشوية وبقت سمر قفلت عليها وشوية وقالوا اتبرعت بكليتها .. حبيبي كل شوية حاجة جديدة بتظهر ودلوقتي اهو اديك عرفت من الواد إنها كانت عريانة قدامهم كلهم .
شريف بزعل : بس ده غصب عنها .
ميادة بتعاطف : ده في علم ربنا بقى .. ربنا يتولاها برحمته ويعوضها بأحسن منك بس أنت ليه تدخل في الدوامة دي ! ليه تاخد واحدة اتعرضت للاغتصاب أو حتى محاولة ! يعني يا ابني احنا مش هنصلح الكون .. ماشي غصب عنها وماشي هي كويسة بس ايه اللي جابرك أنت تضحي وتدخل حوار شك مالوش أول من آخر وخصوصا إنها مش صريحة معاك ! يعني مين يقدر يقول مين فيهم الصادقة ومين اللي كدابة ! سمر ولا أمل ! طيب لو سمر كدابة ليه سمر وصلت بيتها وليه أمل اللي حصلها كل ده ؟ ماهي لو ماشية دوغري كانت وصلت .. المثل بيقول مفيش دخان من غير نار يا حبيبي ..
شريف بتعب وارهاق : أمي اذا سمحتي سيبيني أرتاح شوية .. وربنا يقدم اللي فيه الخير ..
ميادة بحب : يارب يا حبيبي .. يلا تصبح على خير .
خرجت وسابته يغرق في دوامة الشك والحيرة والتفكير ...
************************
تاني يوم أمل صحيت وطلعت فطرت وسطهم وكل واحد راح شغله وهي قعدت مع مامتها لوحدهم
سميرة بهدوء : احكي يا قلبي .
أمل بتقلب في الأكل وكأن في حاجة منتظراها مش عارفاها .. بصت لأمها : شوفتي للعيال دول حسسوني إني بعيش اللحظات المرعبه تاني .. نفس الوجع ، نفس التفكير ، نفس الخوف والرعب .. يمكن خفت أكتر من الطبيعى .. الأول كان عندي يقين وثقة إن محدش فيهم هيقرب مني أو يلمسني على الرغم من كل الظروف اللي كنا فيها لكن المرة دي وبالرغم من إننا في مديرية الأمن ولا يمكن حد فيهم يقدر يلمسني وكمان طه وشريف وكريم معايا إلا إني اتربطت من الخوف يا ماما .. خفت جدا .. حسيت إنهم ممكن يوصلولي في أي وقت .. وكأني لعبة هيلعبوا بيها تاني .. هم مش بعيد عني وأنا مش بعيدة أنا قدامهم وممكن يعملوا أي حاجة .. مابقيتش حاسة بالأمان .. ماقدرتش أفضل في المدينة .. ماقدرتش يا ماما .. ( بصت لأمها برعب وخوف ) مش ممكن يهربوا ويجوا لعندي ينتقموا مني ؟ صح ممكن ؟
سميرة قامت وضمتها بحب : محدش هيقدر يلمس شعرة واحدة منك .. وهم اتقبض عليهم كلهم مش هيهربوا أبدا .. كمان أنتي ربنا اللي حماكي أول مرة وهيحميكي على طول .. ربنا اللي بيحمينا مش الأشخاص يا أمل .. ربنا بيسبب الأسباب وهو بعت كريم لعندك يحميكي .. وبعدين أنتي اهو كويسة وفي حضننا مفيش حاجة ولا حد في الدنيا يقدر يقربلك وأنا عايشة ، اوعي تخافي يا أمل واوعي تخلي الخوف يسيطر عليكي أو يمشي حياتك .. اوعي الخوف هو اللي يمشيكي .. اوعي تجربة واحدة سيئة تحدد حياتك وترسمها .. ريحي يومين وارتاحي فيهم وفوقي لنفسك وارجعي لمستقبلك اللي رسمتيه لنفسك .. ارجعي لحياتك ولكليتك ولمذاكرتك .. وارمي كل همومك على ربنا هو يحلها من عنده ..
أمل فضلت في حضن مامتها كتير تحاول تستمد قوتها منها ..
*************************
ملك مع أصحابها في النادي وسرحانة بتفكر في كريم ومش حابة تروح الشركة أو تشتغل ..
ممدوح زميلها : القمر ماله !
ملك مكشرة : مخنوقة .
كوكي صاحبتها : مين ده اللي قدر يخنق ملوكة ها ..
ممدوح بهزار : محدش أصلا يقدر .. إلا صح خطيبك المنشي ده أخباره ايه ؟ مش لايق خالص عليكي يا ملك
ملك بزعل : لايق أو مش لايق مش عايزة غيره .
كوكي باستغراب : أنتوا متخانقين ولا ايه !
ملك بتفكير ومترددة تحكيلهم ولا لا وبصتلها : مش متخانقين بس مختلفين وخلافنا ممكن يفرق بينا .
ممدوح بحيرة أكتر : ازاي بقى ! مختلفين في ايه ؟
ملك بصتلهم : بالمختصر عايزني أتحجب وشوفوا بقى ده معناه ايه ؟
كوكي شهقت : حجاب حجاب ! واللبس بقى والميكاب وكله صح ! ده ايه الخنقة دي مع إنه ما يبانش عليه إنه من النوع ده ! لا يا ملك فكك منه خالص هيخنقك .
ملك زعقت : بس أنا عايزاه .. مش عايزاه يبعد عني .. عايزة أتجوزه هو وبس .. بأي طريقة وأي تمن مش مهم المهم يكون بتاعي أنا.
ممدوح بتريقة : البسي الحجاب سهلة اهيه !
ملك كشرت بغضب : أى طريقة غير دي .. أي طريقة .
صمت سيطر عليهم لفترة بيفكروا فيها ايه اللي ممكن تعمله تخليه يكمل معاها !
ممدوح بصلها بتفكير عميق وابتسم : اضمني إنه يتجوزك مهما يحصل .
ملك كشرت بعدم فهم : تقصد ايه ؟ وازاي أضمن حاجة زي دي ؟
ممدوح بابتسامة خبيثة : أقصد إن في طرق كتير تلوي دراع سي المبجل كريم باشا .
ملك عينيها لمعت بانتباه : طرق زي ايه ؟
ممدوح ابتسم : الملتزم اللي زي كريم من النوعية اللي بيخافوا أوي على سمعتهم واسمهم فاحنا ممكن نعمل حاجة نخليه غصبا عن أنفه يتجوزك ويكون معاكي وابقي حبيه بعدين براحتك بقى ..
ممدوح بدأ يشرحلها خطته وهي ابتسامتها بتوسع وبتسمع بحماس
ملك مبتسمة : براڤو عليك .. هنفذ كلامك بالحرف .. وهنشوف يا سي كريم هتعمل ايه وهتبطل أفكارك الغريبة دي ولا لا ! أنا هخليك تبطل خالص تقول حرام وحلال !!
ضحكت وبصتلهم وشاركوها في الضحك بخبث ....
العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ١٢
ملك مع أصحابها بتخطط ازاي تقدر تحافظ على كريم في حياتها ..
ممدوح بانتباه : فهمتي هتعملي ايه ؟
ملك ابتسمت : فهمت ما تقلقش المهم أنت هتجيبه امتى
ممدوح ابتسم : بالليل أو الصبح عادي يعني أي وقت أهم حاجة التوقيت
ملك مبتسمة جدا وبتتخيل من دلوقتي فستان فرحها : أكيد ما تقلقش
أمل مع مامتها بتحاول تكون على طول معاها وما تقعدش لوحدها يمكن لأنها بتهرب من التفكير ! أو يمكن خايفة من المجهول ! لسة مش عارفة
شريف اتصل بأبوها واستأذنه يجي البيت يزورهم ويطمن على أمل وصحتها وحدد ميعاد بالليل ..
جه في ميعاده وقعد وسطهم وأمل كعادتها تايهة نوعا ما أو مش مركزة معاهم ..
سميرة حست إن شريف عايز يتكلم مع أمل ومش عارف ومحرج فقامت تعمل حاجة يشربوها ونادت على عبدالله
عبدالله دخل وراها : خير في ايه !
سميرة بتكشير : شريف عايز يتكلم ومش عارف قلت يمكن لما نقوم يعرف يقول اللي عايزه .. سيبهم دقيقتين
عبدالله كشر : أسيبهم ليه ! مش من حقه يقعد معاها لوحده هي مش مراته دي يدوب دبلة وفاتحة هو مش كاتب عليها يا أم طه علشان يقعد لوحده
سميرة بتقنعه : يا أبو طه أنا واقفة اهو ومش هبعد وعيني عليهم وبعدين كل واحد قاعد في مكان بعيد عن التاني بس لو عايز يتكلم معاها خليه .. أمل حالتها صعبة يمكن هو يقدر يخفف عنها شوية .. الواحدة في أزمة زي دي بتكون محتاجة أقرب الناس ليها
عبدالله بغيظ : احنا أقرب الناس ليها مش هو
سميرة استغربت : يا راجل مالك ؟ البت سيبها تتكلم مع خطيبها وقلتلك عيني عليهم ومش هسيبهم في ايه بقى !
عبدالله نفخ بضيق : خمس دقايق بالظبط يا أم طه مش هسيبهم أكتر من كده ..
شريف مع أمل مش عارف يبدأ كلامه ازاي وهي كعادتها مش مساعداه يتكلم بهدوئها
شريف بتوتر : أمل محتاج أتكلم معاكي شوية
أمل بصتله بهدوء : اتفضل
شريف مش عارف ازاي يبدأ الكلام أو يقول ايه ومحتار
أمل حست بحيرته دي وإنه متوتر : خير يا شريف ! اتكلم على طول ! في ايه
شريف أخد نفس طويل : الموضوع بصراحة بخصوص الحادثة
أمل استغربت ومش فاهمة : حادثة ايه ؟
شريف : الحادثة اللي اتعرضتيلها أنتي وكريم
أمل استغربت : خير ! مالها الحادثة دي ! قول قصدك ايه !
شريف بصلها كتير واتوتر أكتر وحاول يعدل جلسته : الراجل اللي اتقبض عليه ده قال .. أقصد يعني اللي قالوا إنهم شافوكى ! يعني وأنتي !
أمل غمضت عينيها بحرج وتعب وإرهاق وكل الأحاسيس المحبطة اللي في الدنيا جتلها وحست إنها محتاجة تعيط بس لازم تتماسك على الأقل دلوقتي ففتحت عينيها وبصت للأرض : عايز تسأل عن ايه يا دكتور بالظبط ؟
شريف عارف إنه داخل لمنطقة خطر ولازم يكون حذر جدا في كلامه : أقصد ايه اللي حصل بالظبط يا أمل !
أمل بهدوء وهي باصة للأرض :أنا حكيتلك كل اللي حصل بالظبط علشان ما تجيش تسألني زي كده
شريف اتعصب ونوعا ما صوته بقي عالي شوية بسيطة : لا طبعا يعني مثلا ما قلتيليش إنكم اتعشيتوا مع بعض عشاء رومانسي
أمل بصتله بحدة : عشا رومانسي !أنا ما أسمحلكش أبدا تشكك في أخلاقي ولو أنت بتسمي إني أكلت حتة جبنة ولا كيس شيبسي ده عشا رومانسي في وسط عاصفة بتهدد حياتي ولا مطاردة من ثلاثة مجانين يبقي أنت عندك حاجة غلط
شريف بصلها : أسف لو خاني التعبير بس اللي أقصده إن ده شيء أول مرة أسمعه .. إنكم قعدتوا مع بعض .. أكلتوا مع بعض .. خيطتي ايده .. نمتي
قاطعته أمل : اوعى تكمل لأن كلامك مش عاجبني .. أنت مش من حقك تحاكمني بالشكل ده بس كل اللي هقولهولك إن مفيش أي شيء حصل في الليلة دي أنا أخجل منه في إن حد يعرفه أو يسمعه أو حتى يشوفه
شريف بنرفزة : ولا حتى كون وجودك وسط أربع شباب عريانة ؟
أمل بصتله بصدمة ودموعها نزلت غصبا عنها ولوهلة ماقدرتش ترد عليه بس حاولت : أنت .. ده حصل .. ده كان غصب ... أنت بتلومني ؟ وبعدين ماكنتش عريانة دول ... دول كدابين
كلامها كان متقطع ومش مترابط مع بعضه ومنتظرة رده عليها
شريف حاول يكون منطقي بس مش عارف هو جواه نار ولازم يطفيها : أنا مش بلومك أنا بس عايز أعرف ايه اللي حصل في الليلة دي .. مش عايز كل شوية أتفاجيء بحاجة جديدة ... مش عايز ده يا أمل
أمل بجمود مسحت دموعها وبصتله : اتفضل اسأل
شريف بحيرة : أنا مش عارف أسأل عن ايه علشان أسأل .. أنتي عرفيني ايه اللي حصل بالظبط ! ازي اتعشيتوا مع بعض ؟ ليه ! امتى ! طيب لما نمتي ازاي اطمنتي تنامي وأنتي في وضع زي ده ! ازاي حسيتي بالأمان ! وأسف أسف بس لازم أسأل عملوا ايه معاكي بالظبط ! وبعدها خرجتي ازاي ! لبستي تاني ازاي ! مين لبسك لما اتصابتي واتكسرت ضلوعك ! هو كريم ! السيناريو مش ظابط جوا دماغي يا أمل وهتجنن من التفكير وخصوصا من ساعة ما الكلب ده قال اللي قاله .. أنتي عارفه قد ايه صعب إن واحد يقول جملة زي دي عن إنسانة أنا هرتبط بيها ! مراتي أنا بتاعتي أنا غيري شافها عريانة ومش واحد واتنين دول اربعةأمل وقفت وهو سكت وبصلها
وهى بتتنفس بالعافية سميرة شافتها ومستغربة مالهم وقربت منهم وسمعت بنتها : لو أنت صعب عليك قيراط فأنا صعب مليون قيراط عليا .. أنت بتتكلم عن ايه ها ! عن واحد بيحاول يغتصبني قطع هدومي ! وأنا اللي اتعرضت لده مش متخيل إحساسي أنا ايه ! بس هجاوبك يا دكتور
أنا اه أكلت لأني كنت فعلا جعانة جدا واه خيطت ايده لأنه إنسان أنقذني من الموت ومن كلاب ضالة وايده اتفتحت بسببي فأقل شيء إني أوقف نزيف ايده وأحاول أساعده ... واه نمت ساعتها كان بقالي يومين بذاكر للامتحان اللي كان عندي وبعدها طلعت على سفر ( كملت بدموع ) ونمت فعلا وصحيت على الكلاب دول مكتفين كريم وضربوه قدامي بسكينة ووقع بيموت قصادي وضربوني أنا .. ضربوني لدرجة إني لحد الآن لسة بتوجع من آثار ضربهم.. قطعوا هدومي وكرامتي ودبحوني .. ولحد الآن أنا موجوعة من اللي عملوه .. واغمى عليا من الضرب ماقدرتش ومعرفش ازاي كريم قدر عليهم ومعرفش ازاي قام كل اللي أعرفه إنه قال إن الواد الثالث خاف وساعده لقيته بيصحيني وكنت في عربيته وهو بينزف وسايق ولبست هدومه هو حتى شعري غطيته بكوفية بتاعته وبعدها قالي إني لازم أسوق أنا لأنه وصل لآخر تحمله وبالفعل اغمى عليه وكان بينزف وبيموت وأنا من هول الموقف اللي أنا فيه معرفتش ولا حسيت إني متصابة ولا إن ضلوعي مكسورة أيوة موجوعة بس مش مستوعبة الألم اللي أنا فيه .. ومشيت لحد ما شوفت عربية واقفة والحمد لله إنهم كانوا أهله ساعتها انهرت أنا .. وأعتقد الباقي معروف ..
شريف أخد نفس طويل وباصص للأرض ومش عارف يتكلم ولا قادر يشرح وجهة نظره والاتنين اتفاجئوا بسميرة بتتكلم : خلصت إتهاماتك ولا لسة عندك إتهامات تانية
شريف وقف مرتبك : ست الكل أنا مش بتهم
سميرة زعقت : امال سيادتك بتعمل ايه ها ! أنا أصلا مش عارفة ازاي أمل سمحتلك تتكلم !
بصت لبنتها : ازاي بتسمحيله يتهم ويتكلم بالشكل ده ! هو مالوش عندنا غير دبلة اقلعيها وارميها في وشه
عبدالله خرج على صوتها العالي : في ايه يا أم طه بتزعقي كده ليه ؟
سميرة بعصبية : سيادته جاي يحقق مع بنتي ويتهمها
شريف اتدخل بسرعة : والله أبدا ما بتهم أنا بس بحاول أفهم
سميرة زعقت : تفهم ايه ؟ ها! بنتي أشرف وأطهر بنت في الدنيا كلها ولو عندك شك ولو واحد في المليون يبقى اتفضل من هنا
شريف بيحاول يبرر موقفه : مش شك لكن أنا فوجئت باللي اتقال .. أنا كنت قاعد معاهم وفوجئت باللي اسمه كريم وهو بيتكلم عن العشا اللي اتعشاه معاها ! بقيت متنح ! عشا ايه الي بيتكلم عنه ده ! واحدة مخطوفة وفي عاصفه وناس بيطاردوها وبتتعشى ! بلاش العشا .. الكلب اللي بيتكلم عن جسمها ويتسافل ... أنا بس كنت عايز أفهم ايه اللي حصل بالظبط ! أعتقد حقي
سميرة زعقت : لا مش حقك ومالكش أي حقوق أصلا .. ويكفي جدا اللي هي قالته وكان المفروض تكتفي بكلامها هي اتفضلت واتكرمت وقالتلك ومش مطلوب منها ده أصلا
عبدالله اتدخل : سميرة اتكلمي بالراحة
سميرة بنرفزة : لا مش هتكلم بالراحة هو تخطى حدوده أصلا
شريف بص لعبدالله : يا عمي أنا ما أقصدش أبدا
عبدالله بغضب مكتوم : اتفضل دلوقتي من هنا يا شريف
شريف باصرار : عمي حضرتك موافقني إني المفروض أسأل صح ؟
عبدالله بص لبنته ودموعها وبص لمراته وغضبها وبص لشريف : لا مش حقك يا دكتور شريف .. كان المفروض يكون في ثقة أكتر من كده
شريف هز دماغه وبرفض وعدم تصديق : يا عمي حضرتك بتتكلم عن ايه ! الثقة بتيجي من العشرة والتفاهم وإني أكون عارف الشخص اللي قدامي ! أنا أيوة عارف أمل بس معرفتي بيها سطحية جدا .. هي كل ما بكلمها بترد على قد سؤالي ويمكن أقل .. مش قادر أقرب منها ولا أفهمها .. وكل ما بحاول أفهم هي بتصدني
سميرة ردت بغضب : ده لأنها محترمة ومتربية صح .. سيادتك مالكش حقوق أصلا وبعدين امتى قعدت وسطنا واتكلمت معاها وحد منعك ها! ولا ايه نوع الكلام اللي سيادتك كنت عايز تقوله ! مسخرة وقلة أدب ماعندناش وهي ما اتربتش على كده
شريف بنرفزة : حضرتك أسلوب الحوار ده أنا مش عارف أتكلم بيه
عبدالله مسك سميرة منعها تتكلم : وعلشان كده قلتلك اتفضل دلوقتي ونتكلم بعدين
شريف بإصرار : يا عمي اسمعني
عبدالله قاطعه : يا ابني مش دلوقتي محدش هيسمع دلوقتي اتفضل اذا سمحت
طه داخل وسمع آخر جملة كشر باستغراب : في ايه !
شريف بصله : اذا سمحت يا طه خليهم يدوني فرصة أتكلم
طه بص لأبوه اللي قاله : قله يا طه مش وقت الكلام دلوقتي .. وصله لحد الباب ..
عبدالله أخد بنته وطلع على أوضتها وسميرة وراهم وطه أخد شريف وسأله : خير يا شريف ايه اللي حصل
ومالهم في ايه !
شريف بصله : أنا مش عارف ايه اللي حصل لكل ده !أنا يدوب سألت أمل على الليلة المشئومة اياها ! أنا مش هخبي عليك يا طه صراحة اتضايقت لما كريم حكى عن عشاه مع أمل وأنا معرفش عنه حاجة .. ويدوب سألتها الدنيا قامت وما قعدتش ..
طه كشر وحس إن شريف معاه حق هو لو مكانه مش هيقبل ده بس برضه أهله مش هيتضايقوا علشان كده بس أكيد في أبعاد تانية ولازم يسمعها الأول قبل ما يقول أي كلمة فبص لشريف : طيب على العموم التوقيت غلط يا شريف .. أمل راجعة منهارة وأنت شوفت حالتها ايه فماكانش وقته أصلا أي أسئلة في الموضوع ده .. على الأقل مش دلوقتي .. دلوقتي كان المفروض تكون داعم معنوي
شريف أخد نفس طويل : يمكن يكون عندك حق بس اعذرني ماقدرتش اتحمل
طه ابتسم بمجاملة : يلا الجو يهدأ وهكلمك إن شاء الله ..
شريف مشي وطه طلع جري لعند أخته اللي كانت بتعيط في حضن مامتها وأبوها واقف محتار وطه دخل : ايه اللي حصل لده كله !
سميرة بصتله : سيادته بيحاسبها .. ليه أكلتي ! ليه نمتي ! ليه خيطتي ايده ! والعيال دول عملوا ايه بالظبط ! وقلعوكي ايه ! ارموله حاجته يا طه أنا مش عايزاه يكمل مع بنتي !
طه كشر باستغراب : هو قالي إنه اتكلم عن العشا بس .. أمل كلميني .. شريف غلط في الكلام معاكي ؟سميرة زعقت : سيب أختك في حالها
طه بغضب : يا أمي لازم أفهم .. الكلب ده لو غلط في الكلام هروح آدبه
عبدالله هنا اتدخل : ليه سيادتك كنت بلطجي وأنا مش عارف ولا ايه ! بعدين بدون ما نسمع من أمل مش هاخد رد فعل ..
أمل اتعدلت ومسحت دموعها بايديها وبصتلهم : رجعوله حاجته .. هو كان عايز يفهم وده حقه اللي حصلي وصمة عار واتوصمت بيها ومحدش فيكم هيقدر يكدب على نفسه ويخبيها
سميرة مسحت دموع بنتها ومسكت وشها : مفيش حاجة حصلت أصلا وأنتي الحمد لله زي ما أنتي .. الحادثة دي مش هتسمحيلها تأثر على حياتك أبدا وهو لو مش هيقدر يستوعب الحادثة دي فهو اللي خسران مش أنتي .. اوعي توطي راسك للأرض زي ما شوفتك النهاردة أبدا .. اوعي تسمحي لحد يجي على كرامتك لأي سبب .. اوعي توطي لحد يا أمل
أمل بعياط : بس هو عنده حق يا ماما .. حمادة قالها جملة لكريم إنه مهما يحصل ومهما يتعاقب عمر ما حد فينا هيقدر ينكر حقيقة إن كلهم شافوني عريانة .. شافوني وقطعوا هدومي يا ماما .. هو ليه يتحمل ده ! ياخد واحدة كلاب شاركوه فيها أو حتى في جزء بسيط منها ! حقه يفهم
عبدالله بص لبنته وقرب منها : في فرق كبير يا أمل بين السؤال والإتهام .. هل هو كان بيسأل ولا بيتهم ؟
سميرة ردت : سيادته كان بيحقق معاها وأنا مش عارفة هي ليه سمحتله أصلا !
عبدالله زعق : سميرة أنا عايز أسمعها هي
طه اتكلم : ردي يا أمل .. كان فعلا بيحاول يفهم ولا بيتهم وبيحقق ؟
أمل هزت دماغها بحيرة وتعب : معرفش .. صدقوني معرفش .. أنا تعبت .. تعبت من كل اللي بيحصل .. حياتي كانت جميلة وكل حاجة فيها حلوة .. معرفش ايه اللي جرالها ! الحادثة ! العملية ! الامتحانات ! النتيجة ودلوقتي ده .. أنا تعبت ومش حمل حاجة تاني تحصل .. انا نفسي الدنيا كلها تنساني هنا .. سيبوني لوحدي وانسوني كلكم وخبوني هنا
انهارت من العياط وأمها ضمتها لحضنها تعيط معاها وتحاول تهديها وطه وأبوه انسحبوا وسابوهم لوحدهم
طه بص لأبوه : بابا هنعمل ايه
عبدالله بتعب وحيرة : مش عارف بس خليها تهدأ ونشوف ايه اللي حصل وايه اللي جنن والدتك بالشكل ده وليه !
سميرة ما سابتش أمل غير لما نامت في حضنها وطلعت لجوزها وحكتله اللي سمعته
عبدالله بحيرة وتعب : الموضوع صعب من كل النواحي برضه يا سميرة ..
سميرة بتريقة : ولنفترض إن ده حصل وهي مراته كان هيعمل ايه ! يجيبها عندنا لحد ما سيادته يرتاح ويطمن ولا يقف جنبها في أزمتها هو شايفها منهارة وتعبانة وجاي دلوقتي يحقق معاها ! طيب يصبر لحد ما تفوق وتقوم يبقي يسأل لكن هو جاي ومتحفز يا أبو طه لها .. وكأنه ! كأنه عايز ياخد قرار ومحتاج لسبب .. خلينا ننهي الخطوبة دي .. بلاها ورجعله حاجته
عبدالله بص لمراته بتفكير : وأمل ! فكرتي فيها ! هل هي عادي عندها تنهي الموضوع ده وبالشكل ده ! فكري فيها وفي نفسيتها قبل العصبية دي كلها ! فكري في بنتك ومصلحتها .. أو أضعف الإيمان خليها تهدأ وتفكر بعقل صافي وتقولنا قرارها ايه واحنا ندعمها مهما كان قرارها
سميرة هزت دماغها برفض : أنت حر بس أنا قلبي مش مطمن وبقولك اهو المفروض نرجعله حاجته ..
عبدالله بحيرة : لِيَقْضِ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ
...............
شريف روح بيته وأمه انتظرته على نار مستنياه يحكيلها .. ولما دخل أوضته دخلت وراه وما سابتوش غير لما حكالها وهي وقفت وزعقت : زعقتلك ! ليه فاكرة نفسها مين الست دي ! أنا بقولك اهو فكك من الجوازة دي كلها والله ما هيجي من وراها غير القرف .. البت دي مش مظبوطه .. اسمع مني ..
شريف بتعب : يا أمي اذا سمحتي
ميادة زعقت : ولا أسمح ولا ما أسمحش الجوازة دي مش هتتم
شريف بصلها : ربنا يقدم اللي فيه الخير ممكن بقى تسيبيني أرتاح
سابته وطلعت وهي بتفكر ايه اللي هيتم وكلمت بدرية اللي متابعة معاها أول بأول وبتمثل عليها الأخوة وإنها خايفة على مصلحته وبس ..
ميادة بتفكير : والله ما عارفة أقوله ايه وخايفة يقولي هكمل معاها زي ما عمل بعد الحادثة على طول
بدرية بتفكير عميق : العبي على سميرة مش على شريف يا ميادة
ميادة كشرت باستغراب : ألعب عليها ازاي !
بدرية ابتسمت بخبث : أقولك سميرة ما بتستحملش الهوا على عيالها وزي ما قلتلك بنتهم كلامها منزل وبيصدقوها لو مهما قالت ..
ميادة بحيرة : وبعدين ! أعمل ايه يعني !
بدرية : اطلبي او اشرطي عليهم يعملوا كشف عذرية لأمل .. هما بيقولوا محدش اغتصبها اطلبي دليل !
ميادة كشرت بتفكير : ولنفترض عملوا !
بدرية ضحكت : لا يمكن أبدا سميرة توافق وهتعتبر دي إهانة وهترمي لابنك دبلته في وشه
ميادة كشرت ومش عاجبها الكلام هي اه عايزة تفركش الجوازة بس هي اللي تفركشها مش هم اللي يرموا الدبلة في وش ابنها .. لازم تفكر في سبب تاني غير ده ...
..................سمر في الكلية مع زميلها عمرو اللي شدها من ايدها : هشوفك النهاردة ولا ايه
سمر ضحكت : بقولك ايه أنت عارف إن بابا مرخم عليا وكل يوم بيكلم الأمن يعرف أنا روحت امتى .. مش هينفع
عمرو كشر بتفكير : طيب تعالي نخرج دلوقتي وهرجعك على ميعادك ايه رأيك ؟
سمر بدلع : هنروح فين ! اغريني
عمرو ابتسم : شاوري وعمرو ينفذ .. المهم نخرج لأي مكان نكون فيه براحتنا وبلاها الخنقة دي كلها
سمر ضحكت : يلا طيب
يدوب ركبت عربيته موبايلها رن وكانت مامتها فشاورتله يسكت وهي ردت على بدرية اللي طمنتها إن فركشة الخطوبة قريب جدا وادتها الوصايا العشرة وسمر مشغولة مع عمرو لحد ما أمها خلصت وقفلت الموبايل ..
عمرو بصلها : خلصنا ماما ! فكي بقي وخليها تنور
ضحكت سمر وقلعت طرحتها وقلعت البلوزة الطويلة اللي كانت لابساها وفضلت بجينز وبادي ضيق بنص كم
عمرو صفر : أيوة كده ..
أخدها وخرجوا وهي ايدها في ايده بيلف بيها بالعربية من مكان لمكان ..
أخيرا وصلها عند المدينة ووقف بعيد زي ما هي طلبت
عمرو قرب منها : هشوفك تاني امتي
سمر بدلع : مش قريب خالص
عمرو كشر بتمثيل : لا مش هقدر لازم توعديني .. احنا كل يوم ممكن نفك من المحاضرات ونخلع زي كده
سمر كشرت : أيوة وأسقط أنا على آخر سنة وأبويا يقعدني في البيت صح
عمرو ضحك : مش هسمح لأبوكي يعمل أي حاجة .. أنتي مع عمرو العزيزي ما يهمكيش أي حد في الدنيا
سمر لبست هدومها وبصتله : يلا باي
جت تنزل بس مسك ايدها وشدها عليه وباسها في خدها وضحك : دي الباي اتعلمي بقى
ضحكت ونزلت للمدينة ودخلت في ميعادها زي كل يوم
........................
ملك بتفكر ازاي وامتى تنفذ خطتها وزي ما زميلها قالها أهم حاجة التوقيت الصح ! ولازم تظبط توقيتها ..
راحت الشركة عند كريم ومش عارفة هتعمل ايه وازاي ! وأخيرا شافت السكرتيرة بتاعته علياء فنادتها بعيد وأغرتها بفلوس كتير مقابل إنها تساعدها وتبلغها جدول كريم بالتفصيل .. امتى بيدخل! امتى بيخرج من المكتب .. كل التفاصيل ..
السكرتيرة علياء : بصي أنا ممكن أدخلك أوضة الاجتماعات وتراقبيه براحتك والنهاردة هو مش عنده أي اجتماعات ومش بيدخلها
ملك بصتلها : تمام .. هراقبه منها وأنتي برضه كلميني لو في أى جديد
اتفقوا مع بعض على كل التفاصيل ودخلت ملك غرفة الاجتماعات تراقب كريم علشان تستغل اللحظة المناسبة
كريم كان معاه مؤمن وبيتكلموا في الشغل ومركزين ومرة واحدة كريم رجع لورا في كرسيه بتعب وإرهاق
مؤمن باستغراب : مالك ! تعبان ولا ايه
كريم مغمض عينيه : دماغي هتنفجر من الصداع ..
مؤمن بتعاطف : طيب روح البيت وارتاح
كريم فتح نص عين بتعب : لا عايز أخلص اللي ورايا مابقاش فى وقت أصلا
مؤمن بصله شوية : طيب خد مسكن مش عندك المسكن القوي اللي كنت بتاخده بعد العملية ! كنت بتقول إنه بيجيب من الآخر
كريم اتعدل وبصله بتفكير : تصدق كنت ناسيه !
فتح درج مكتبه وقلب عليه لحد ما لقاه أخد قرص .. وبعدها أخد واحد تاني
مؤمن مسك ايده : مش كتير اتنين !
كريم ابتسم : لا عادي الدكتور قالي لو الألم شديد عادي اخد اتنين بحد أقصى مرتين في اليوم .. ما تخافش أنا في الأمان ..
مؤمن وقف : طيب ريح حتى نصاية وأنا هبعتلك عم سعد بكوباية قهوة معتبرة اشربها واستجم كده وبعدها نكمل
كريم ابتسمله ومؤمن خرج وطلب من سعد يوديله القهوة ..
بعد ما مؤمن مشي ملك دخلت لعم سعد وسلمت عليه وهو استغرب وجودها : خير يا هانم
ملك بتردد : ممكن تسمحلي يا عم سعد أعمل لكريم أنا القهوة ! سمعت مؤمن بيقولك اعمله .. خليني أقرب منه شوية أنت مش غريب يا عم سعد وشايف علاقتنا متوترة ازاي وبيقولوا أقرب طريق لقلب الراجل معدته .. ممكن تساعدني
عم سعد ابتسم : طبعا يا بنتي اتفضلي .. ده البن المخصوص بتاع كريم بيه ..
بدأ يناولها وهي بتعملها وهو بيتكلم جنبها ويرغي كتير ويديها نصايح كتير وازاي تكسب قلبه .. استغلت انشغاله بتجهيز الصينية وكوباية مياة عليها وحطت حاجة في القهوة
عم سعد بصلها : ايه ده اللي حطيتيه !
ملك اتوترت وبصتله : ده ... ده سكر مخصوص من برا .. بتاع دايت عادي يعني حتى دوق لو عايز
عن سعد اتراجع وابتسم : لا يا هانم عادي .. القهوة جهزت اتفضلي حضرتك
ملك كشرت : لا لا يا عم سعد مش هينفع كريم لو شافني أنا بيها مش هيشربها وهيعند عليا .. هو مصدع وتعبان والقهوة هتظبط دماغه وبعدها أنا هدخله وأقوله بعد ما يشربها إن أنا اللي عملتها وأحاول أصالحه بقى
عم سعد اتردد بس بعدها وافق واخد القهوة ودخلها لكريم اللي ابتسمله : تسلم ايدك يا عم سعد
عم سعد ابتسم وكان هيقوله إن خطيبته اللي عملتها بس اتراجع : الله يسلمك يا ابني .. ربنا يسعدك ويقدملك كل اللي فيه الخير
كريم ابتسمله وهو خارج وشرب قهوته ورقد على الكنبة يحاول يرتاح شوية يمكن يهدأ الصداع اللي عنده ..جسمه بدأ يسخن جامد واتعدل من مكانه وبص حواليه دور على ريموت التكييف يتاكد هو شغال ولا لا وقلل درجة الحرارة لأقل حاجة يمكن يهدي النار اللي في جسمه شوية .. اتخنق وبدأ يفك الكرافت وقلع چاكيت بدلته وفك كام زرار من قميصه وبرضه مش مرتاح .. أحاسيس غريبة في جسمه مش عارف يفسرها أو يفهم ماله .. بس حاسس إنه مش مظبوط أبدا .. قعد تاني على الكنبة ورقد شوية ..
ملك مراقباه من برا ومنتظرة تشوف رد فعله ايه من البرشام اللي حطته في القهوة
شوية ودخلتله وهو بصلها وابتسم :أنتي هنا ! ولا بيتهيألي إن أنتي هنا !
ملك قربت منه مبتسمة ووقفت قصاده : أنا هنا قدامك ..
بصتله وسندت على كتافه وقربت وشها منه وهمست : حاسس بايه !
كريم بصلها بتوهان : مش عارف مالي أو حاسس بايه ..
ملك ضحكت وشدته وقفته وهو وقف معاها وبدأت تفك كل زراير قميصه وهو بيحاول يبعد ايدها بس مش عارف يتكلم أو يتحرك .. ملك قلعته قميصه وهي قلعت بلوزتها وقربت منه وبدأت تبوس فيه .. بصت وراه ناحية أوضة الاجتماعات اللي كانت فيها وشاورت لعلياء اللي اتفقت معاها تصورهم ..
كل ما كريم بيحاول يبعد و يبعدها هي بتشده عليها تاني ..
كريم وقع في الأرض وملك قعدت فوقه بتحاول تكمل اللي بتعمله علشان تصوره أكتر وأكتر في أوضاع أكتر بس لاحظت إنه مش طبيعي ..
قلقت وبصتله كان جسمه كله بيتنفض وكأنه مش عارف يتنفس أو في حاجة بتحصله هي مش عارفاها .. بعدت عنه وحست بيه وكأنه بيتشنج أو هيدخل في أزمة فقامت بسرعة وخافت وبصت حواليها .. شدت بلوزتها وجريت لأوضة الاجتماعات
علياء بخوف : هو ماله وبيتشنج ليه !
ملك مسكتها من وشها بعنف : معرفش أنا همشي وأنتي بعدها تدخلي عنده وتصرخي وهيلحقوه واياك تجيبي سيرتي فاهمة اياك
علياء جريت وراحت لمكتبها ودخلت وصرخت زي ما ملك قالت ومؤمن أول واحد جه يجري وأول ما شاف كريم في الأرض جري عليه .. حاول يفوقه أو يحاول يوقف تشنجه بس مش عارف وصرخ في علياء : كلمي الإسعاف بسرعة اتحركي
حسن جه وأول ما شاف ابنه جري عليه : مؤمن ! كريم ماله ! في ايه اللي حصله !
مؤمن بتوهان : مش عارف ماله .. حد يجيب الإسعاف بسرعة
حسن بيزعق بس الكل سكت وخصوصا لما كريم جسمه كله هدي مرة واحدة
حسن بخوف بص لمؤمن : هو ماله !
مؤمن قرب من كريم وحط خده قريب من وش كريم وايده على صدره وبص لحسن وعينيه واسعة : مش بيتنفس ولا قلبه بيدق .. عمي كريم مش بيتنفس
حسن جاتله حالة ذهول مش قادر يستوعب إن ممكن ابنه تكون حياته انتهت بالبساطة دي وبالشكل ده وبدون أي مقدمات ...
هنا الإسعاف كان وصل ومؤمن مسك حسن شده علشان بتوع الإسعاف يقدروا ينعشوه .. بالفعل عملوله صدمات لحد ما قلبه اشتغل وهنا ملك دخلت مذهولة : في ايه اللي حصل
كريم ماله ! عمي كريم ماله !
مؤمن بصلها باستغراب وحسن اللي رد بعياط : ابني هيروح مني يا ملك ! مش عارف ماله فجأة لقيناه كده ..
اتنقل المستشفي بسرعة والكل معاه مؤمن وحسن وملك اللي اتصلت بأبوها وجالهم بسرعة كمان حسن كلم ناهد مراته وبرضه جت بسرعة مخضوضة وخايفة على ابنها ..
الكل اتجمع ومنتظر الدكتور يطلع يديهم أي أخبار أو يقولهم ابنهم ماله وايه اللي جراله !
ملك انسحبت وقالت هتروح الحمام وبسرعة اتصلت بممدوح وزعقت فيه : أنت ايه اللي اديتهولي ده ! حد قالك إني عايزة أقتله !
ممدوح كشر : تقتليه ! ليه يعني !
ملك بتوتر : احنا في المستشفي كريم فضل يتشنج وقلبه وقف كمان
ممدوح زعق : أنا قلتلك نص قرص هو مش متعود عليه .. بس حتى القرص الكامل ما يوقفش قلبه .. بقولك ايه يا ملك أنا برا الليلة دي واوعي اسمي ينذكر معاكي
ملك بتريقة : دلوقتي أنت برا !
ممدوح : احنا حبايب اه بس مش في دي .. دي مخدرات يا قمر وفيها حبس فهنا أنا ماعرفكيش
ملك قفلت الموبايل ومش عارفة تعمل ايه ! آخر شيء تتوقعه إنها ممكن تضر كريم بنفسها .. هي عايزة توصله مش تموته أبدا .. لا يمكن تسامح نفسها لو جراله أي حاجة .. ازاي كانت غبية بالشكل ده وسمحت لممدوح يلعب بدماغها ويخليها تتجنن كده !
فضلت تدعي إنه يطلع بالسلامة ويعدي الأزمة دي عليها وعليه ...
ناهد بتعيط وبصت لحسن : طيب عرفني هو ماله ! كان تعبان ؟ اشتكى من حاجة ! حسن كلمني
حسن بتوتر : يا ناهد أنا مش عارف ماله أنا سمعت دربكة وصويت جيت لقيته في الأرض معرفش ماله
مؤمن بحزن : قال إنه مصدع وأخد قرصين مسكن وسيبته علشان يرتاح وبعتله سعد بالقهوة وبعدها برضه سمعت علياء السكرتيرة بتصرخ ..
خالد قرب منهم : إن شاء الله هيكون كويس يا جماعة وهنطمن عليه كلنا
خالد قعد جنب بنته اللي بتعيط بحرقة أوي وحاول يهديها شوية
الدكتور خرج وكلهم وقفوا متوترين وحسن جري عليه : ابني ماله ! حالته ايه ! وايه اللي حصله ده وليه !
ناهد زعقتله : حسن اديله فرصة يتكلم
الدكتور بصلهم : احنا عملنا كل اللي نقدر عليه وإن شاء الله يكون كويس ماقدمناش حاليا غير الدعاء
كلهم شهقوا وناهد بحيرة : هو ماله ! كليته الجديدة تعبانة !
الدكتور باستغراب : كليته ! لا لا كليته مالهاش علاقة أبدا .. ده نتيجة جرعة المخدرات الزيادة اللي أخدها .حالة الذهول اللي سيطرت على الكل وضحت للدكتور إن الموضوع مفاجيء للكل فحاول يوضح : الصدمة اللي حصلتله نتيجة جرعة عالية جدا من المخدرات .. ده اللي وقف قلبه وخلاه يتشنج بالشكل ده !
مؤمن اتدخل : دكتور هو مش بيتعاطى هو بس أخد مسكن .. قرصين وقال إن الدكتور سمحله ياخد اتنين مع بعض
الدكتور : المسكن نفسه كتير بيتحول لإدمان وبعدين قرصين من أي مسكن مهما كان عمرهم ما يعملوا كده .. هو واخد جرعة كبيرة من المورفين والكوكاين والهيروين .. دمه فيه تقريبا كل أنواع المخدرات .. وده اللي قلبه ما استحملوش ..
حسن باصص للدكتور مش مصدق : أنا ابني لا يمكن يتعاطي .. أنت أكيد غلطان ! كريم مش بيتعاطي .. ده مش بيشرب تقولي مخدرات ! أنت مجنون أكيد ..
الدكتور بإصرار: أنا عارف إن الموضوع صعب استيعابه بس للأسف دي الحقيقة .. جسمه ما تحملش الجرعة اللي أخدها .. أنا في مكتبي لو عندكم أى استفسارات .. بعد اذنكم
مؤمن بصلهم بعدم تصديق : أنا هروح أجيب المسكن من المكتب وأخلي الدكتور يشوفه وهو هيعرف إنه غلطان أنا قلت لكريم ما ياخدش قرصين وبرضه أصر ..
ناهد بعياط : مؤمن ! كريم مش أول مرة ياخد قرصين من المسكن بتاعه ..
مؤمن بعدم تصديق : ماهو أنا لا يمكن أصدق إنه أخد مخدرات أصلا .. يبقي المسكن باظ ولا فيه حاجة برضه هجيبه وأخليهم يحللوه ..
مؤمن سابهم وراح للشركة يجيب المسكن اللي كريم أخد منه
ناهد بصت لجوزها اللي عنده حالة ذهول وقربت منه : حسن ابنك لا يمكن يعملها أنت عارف ده صح !
حسن بصلها بذهول : ابنك كان هيموت في جرعة زيادة ! ازاي ماعرفتش ! ازاي ما أخدتش بالي ! قرارته المتهورة ! مواجهته للموت ! العيال اللي وقف في وشهم وهو بطوله ! قرارته كلها من ساعتها متهورة . كل دي كانت مؤشرات إنه مش طبيعي وأنا تجاهلتها ..
ناهد زعقت : أنت بتقول ايه ! كريم مش كده أبدا
حسن زعق فيها : ابنك بيتعاطى يا ناهد وكل ما تتقبلي الحقيقة دي بسرعة كل ما هنعرف نتعامل مع المصيبة اللي احنا فيها .. كريم بيتعاطي
💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
تعليقات
إرسال تعليق