أخر الاخبار

رواية / زهرة اصلان - طويلة الحلقة 6 الحلقة 7 الحلقة 8 الحلقة 9 الحلقة 10 كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

رواية / زهرة اصلان - طويلة 

 الحلقة 6 

الحلقة 7 

الحلقة 8 

الحلقة 9 

الحلقة 10 


علقوا هنا ب 10 ملصقات 

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

الحلقة 6 

.

.

.الفصل السادس

.

منزل حامد المنصورى بالقاهرة :


- اتجهت زهرة لفتح باب المنزل بناء على طلب عمتها التى كانت على علم

  مسبق بمن على الباب ، وهو صابر الأخ الأكبر لغاليتها ،ولكنها لم

  تعلمها بزيارته بناء على طلب أخيها الذى أرسل ابنه الأكبر لأخبار غاليته

  بالأمر ،وقد تفاجأت زهرة من وجود أخيها الذى استقبلته صفية بغضب

  لا يقل عن غضبه ،فزهرة بالنسبه لصابر ابنته وليست أخته، عزيز اه

  التى لا يطيق فيها أذى ، إلا أن الأذى قد طالها رغما عنه وعن ابيه حامد

  بسبب أخيه الطائش، فهو يراه انانى لم يرى أبعد من نفسه متناسيا ما

  قد يطالهم من أذى بسبب فعلته،وقد أكد له ذلك عندما استقبلهم مهرولا

  بعد انتهاء المجلس ظنا منه أن الأمر سوف يسير على هواه إلا أنه كل

  ما تلقاه من ابيه صفعة مدوية وصمت تام من اخويه الغاضبين منه

  والمؤيدين لفعلة والدهما .


- ابيه ... ابيه ، رحت فين .


- (باقتضاب) السلام عليكم ، وحشتيني يا رورو.


- وعليكم السلام ، حضرتك كمان بس غريبة مش معادك.

-( مازحا ) الله مش عوزانى اجى يا غالية .


- لأ حبيبى تنور ، بس انتو كويسين ، ثم نظرت لعمتها التى وجهها هو

   الآخر لا يفسر :

            انا ليه حسه انكوا مخبيين حاجة ، بابا كويس مش كده

- أخذها صابر في احضانه واجلسها بجانبه ، ثم قص كل ما حدث عليها

   بداية من الطلق النارى الذى أصاب أخيها وانتهاء بحكم الجلسة العرفية

   التى أقيمت لفض النزاع ،كل هذا دون أن يكون له القدرة على مواجهة

   عينيها فهو وبعد كل شيء قد فشل فى حمايتها .


- لم يؤثر كلام صابر على تلك القابعة بجانبه قدر ما اثرت بها عينيه التى

  تهرب من مواجهة عينيها ، وقد استشعرت ببداية تهدج صوته تأثرا

  بالموقف ودموع عمتها ودموعها هى الاخرى التى انسابت دون ان تشعر

  بها ،فامتدت يديها لوجنتيه لترفع رأسه الذى طالما كان مرفوعا ،قائلة :

 

هو ده اللى مخليك حزين كده ابيه ، وبابا مكلمنيش امبارح عشان كده

- التفت لها زوجان من الأعين زاد استغربهم من موقفها ، فاخرى مكانها

  لم تكن لتصمت على هذا الأمر ورفضته، او بكت وصرخت من قدرها

  أما تلك الرقيقة لم يشغل بالها سوى كسرة أخيها أمامها والتى تؤكد

  كسرة أبيها أيضا الذى تهرب من مواجهتها ، ثم أمسكت يد صابر

  وقبلتها كعادتها معه ومع ابيه وقد اعتطه موافقتها حزنا ،قائلة :

" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم "

   ودخلت حضن أخيها تبكى بهدوء ،كعادتها .

- أكمل صابر وهو يحاوطها بذراعيه ،وقد استوحشت عيناه :

    الكلام اللى بلغناكى بيه يا غالية عشان تعرفى اللى حصل ، أما رسالة

    ابوكى ليكى أنك ترفضى ، عابد غلط ويتحمل غلطه ، وقد ايدته عمته

    كذلك ،الا انها صمتت ولم ترد سوى بالسؤال عن ميعاد نزولهم البلد .

   

- الذى أخبرها أخيها أنه لابد أن يكون فورا لأن وجودهم بالقاهرة بمفردهم

  ليس آمن فى كل الأحوال .

.

.

.

.

.

.

.

.

منزل الحاج صابر :


- اعتزل عابد فى إحدى غرفه الجميع ، فبعد أن عاد ابيه من المجلس هو

  وأخوته وعمه الحاج صابر وأولاده ، نزل لاستقبالهم ومعرفة الحكم فى

  الجلسة العرفية والذى ظن أنه لصالحه وسيكون تمهيدا لصلح دائم تأخر

  سنوات ،إلا أنه لم يجد من ابيه سوى صفعة مدوية هز صوتها أرجاء

  المنزل صاحبها صراخ نساء المنزل الذى لم يؤثر فى أحد من إخوانه وقد

  أيدول فعلة أبيهم ، والتف للفصل بين حامد وابنه عابد أبناء عمه فقط .


- عابد حائر لا يفهم ما بهم أما أبوه الهائج الذى قد أمسك به أخيه صابر

  جيدا بمعاونة أحد أبناءه خوفا من تمادى الأمر وهم يطالبوه بالهدوء ،

  لم يشغل حامد باله بهم بل كانت عينه على ابنه الذى مازال مشدوها

  من فعلة ابيه الذى ينظر له غاضبا بشكل لم يروه به ابدا ،فهو كذلك

  عندما مس الأمر الغالية :

  يا كلب ... ملقتش غير دى دونا عن بنات البلد كلها ... منك لله بهدلت

  أختك .... هيا تعيش وانت تموت ... فاهم هيا تعيش وانت تموت

  ثم وجه حديثه للوجوه المشدوهة أمامه

  خدوا الكلب ده من هنا لحد منشوف ايه اللى هيحصل .

- حينها ساعده أحد أبناء عمه للوقوف نظرا لإصابته ، وتوجه به ناحية

  منزلهم منزل الحج صابر وقد قص عليه فى المسافة القصيرة بين

  المنزلين المتجاورين أحداث الجلسة باختصار ، لم تحمله قدماه حينها

  وقد قام الشاب لمساعدته من جديد فغاليةأخته عزيزة عليه أيضا

   بل أقرب إخوته لقلبه ، والتى لها علم بحبه لاسراء و الذى جعلها

  تصمت .


- أما هو فقد ندم على حبه الذى جعل من أخته تلك الفتاة الرقيقة فى

   عمر الزهور كبش فداء له وقد أصبح طعم الفرحة فى فمه علقم ،

   وأى فرحة تلك وقد أذى فى مقابلها أخته وخسر إخوته الذين لم

   يتوجه أحدهم بكلمة له منذ عودتهم من الجلسة العرفية ، وحتى

   لم يساندوه أمام ابيه وهو يعلم أن الحق معهم ، كذلك يعلم أن الحق

   مع قلبه ذلك القلب الذى لايخضع لسيطرة أحد ، وقد أثر الابتعاد عن

   منزله فليس له وجه لمقابلة صغيرته بعد ما الحقه بها ، وقد اعتزل

   الجميع اى أمه وعمه وأبناءه فوالده واخوته لم يحدثوه منذ ذلك الوقت

   وهو بدوره لم يحث أحد سوى أحمد صابر ابن اخيه الصديق الثانى له

   بعد زهرة ، والذى لامه بدوره ولكنه يعلم أن الأمر لم يكن متوقع أن

   يصل لذلك الحد .


- فى الأسفل صالة منزل صابر :


- تجلس ام صابر مع أختها زوجة صابر وبناتها وهى تنعى ابنها الذى

   تبدل حاله مع الجميع :

- آه  هموووت ، همووت،  حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب

  قاصدة بذلك ابنة غريمتها زهرة والتى فضلها زوجها على ابنه ، ولو

  كانت أحد بنات اخيه مكانها لم يكن ليفعل ذلك ولم يكن ابنها كالغريب

  بينهم ،لا يتحدث إليه أحد من اخوته او ابيه .


- ولم ترى نظرة اختها لها ،تلك السيدة الحكيمة التى وقع زوجها عشقا لها

لاخلاقها ورجاحة عقلها التى على النقيض من اختها الكبري ام صابر والتى

أرادت أن تجعل من إحدى ابنتيها كبش فداء له لولا عناية الله بهم ،والآن

تلوم  تلك اليتيمة التى ابعدتها عن والدها ولم تكتفى بأن فقدت أمها أن

تذهب لتلك العائلة نتيجة لغلطة ابنها ،الذى لم يرى أبعد من أنفه ولم

يهتم لاذية أحد ، وقد استفاقت على قولها :

      هى كانت تطول تتجوز اكبر رأس ف البلد


- لم تتحمل اختها أكثر من ذلك فقالت :

    اتقى الله ، بقى دى لو بنتك هترضيلها كده .


- أجابت الأخرى بعد ان اسكتت ضميرها :

    ومرضاش ليه بقى .... انا عارفة حظ ايه ده كل ما ابعدها تيجيلى

      أقرب من الأول ، لأ وبدل ما كانوا بيشفوها كل كام يوم هتعد

      على قلبى على طول ، لا وفى عز ملوش اول من آخر .


- على صوت اختها وقد فقدت كل صبرها :

    هيا مين دى اللى هتعيش فى العز ، دا قليل اما علقوها بسبب

    عملة ابنك .

   انا قايمة اشوفهم عملوا ايه فى الغدا .

وتركتها متحججة باعمالها المنزلية .

- أصدرت ام صابر صوت من فمها استنكارا لما قالته اختها والذى لم يكن

  إلا الحقيقة ،وقالت :

     بتسبينى وماشية بدل ما تخففى عنى المصيبة اللى انا فيها .


- جلست اختها ثانية ، وقالت :

     طاب اسكتى،  زمان صابر جايبهم وجاى وخلى يا اختى المصايب

     لبعد ما تيجى صفية على الله تلاقى حد يفكك منها .

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

فى نفس الوقت بسيارة صابر حامد المنصورى :


- يجلس صابر بالمقدمة بجانب السائق وفى الخلف الغالية والعمة صفية ،

  وقد كان صابر يرتدي جلبابه ام العمة صفية قد ارتدت كعادتها عباءة سوداء

  راقية ،أما الغالية فقد ارتدت فستان أزرق كلون عينيها طويل يصل لقدميها

  طويل الأكمام لرسغها يضيق من الصدر وينزل متسعا إلى حد ما وعلى

  كتفها شالا حريرى يتنوع ألوانه ما بين الأزرق من نفس لون الفستان ،

  واللون الأبيض والبيج، وفى قدمها حذاء ابيض " فلات " رقيق ، وقد

  انسدل شعرها الذى تعدى فخذيها على ظهرها بلونه الاسود الامع ، وقد

  اصطبغت وجنتيها باللون الأحمر لارتفاع الحرارة وارهاقها فهى اول مرة

  تسافر تلك المسافة .


- وقد انتاب القلق صابر على أخته فقد ارهقت بشدة من طول الطريق ،

   والأكثر أنه قلق من مظهرها ليس لأنه غير محتشم بل محتشم وجميل

   وأرقى بشكل ملفت ، وهنا تكمن المشكلة فزهرة لم يراها أحد الا هو

   وأبيه واخوته خوفا عليها من العيون فهى كملاك حقا حرص أبيها منذ

    صغرها على ألا يظهرها لأحد لشدة جمالها فهى أغلى ما يملك ومن

    هنا جاء لقب أبيها لها غاليته .


- التفت صابر لزهرة يطلب منها أن ترتاح قليلا حتى لاتمرض، ثم انتقل

  ببصره لعمته التى سبق ورفضت زيارة زهرة للبلد لنفس تفكيره .

.

.

.

.

.

.

.

.


.

.

.

منزل حامد المنصورى :


اجتمعت أفراد عيلة المنصورى ، عيلة حامد وعيلة صابر لاستقبال صابر والعمة صفية ظاهريا ولكن فى الأصل لرؤية تلك الغالية التى تأتى للمرة

الأولى ،وكذلك للوقوف على آخر الأمور بالنسبة لموضوع عابد ،الذى

جلس مطرقا رأسه لا يشارك باى حديث قلبه يطرق بصدره قلقا من

مقابلة أخته لأول مرة فى حياته ،وبعدها بقليل سمعوا صوت سيارة صابر.


دخلت السيارة من بوابة المنزل الحديدية الفخمة التى تليها قطعة أرض لا

بأس بها حديقة مزروعة ببعض الزهور واسطبل للاحصنة ومبنى صغير

كحظيرة الماشية ، حتى توقفت السيارة أمام بيت مبنى على مساحة واسعة مكون من ثلاثة ادوار ، ترجل من السيارة صابر خلفه عمته صفية التى يتطاير الشرر من عينيها يليهما زهرة المرتجفة فلم تترك يد عمتها طول

الطريق من خوفها ، ولما لاحظ صابر توقفها وارتجافها ذهب إليها ولزم

يدها وتقدمتهم عمتهم .


- دخلت الحاجة صفية أولا وقد ألقت السلام باقتضاب ، لم يرد عليها سوى

   حامد اما الباقى فقد تعلقت أعينهم بالملاك الخائف وراء صابر وقد

   حاوطها طه وأحمد ومحمود للسلام عليها وكنوع من الدعم لها ،ثم تفرقوا

   وعادوا لاماكنهم ليفسحوا الطريق أمام الحج حامد والحج صابر الهايم

    فى ملاك اخيه الذى يتسال حتى الآن عن ماهيته ،وبعد السلام على

   أبيها ،قد ألقت السلام بصوت رقيق خجل على عمها المبتسم لتلك

   الزهرة الرقيقة .


- ساد الصمت بعدها بعد ان أنتبه الجميع للنظرات المتبادلة بين زهرة

  واخيها عابد ،نظراتها مشتاقه حزينة معاتبة ،ونظراته حزينة مشتاقة

  نظرات إعتذار عن خطأ صدر فى حقها .


- تنحنح الحاج صابر لجذب انتباه زهرة اخيه وقام باحتضانها ، وقد نظر لأخيه

  نظرة تعنى يا لها من خليط بينك وبين من احببت ، فيضحك اخيه ويرد عليه

  بنظرات فخورة بملاكه وقد تناسيا مكانهما ومن حولهم ،وعند انتباه حامد

  أن غاليته مازالت فى أحضان اخيه انتزعها منه لاحضانه هو و أدخلها حجرة

  مكتبه مع أخيه فقط ،مانعا صابر وطه من الانضمام لهما الأمر الذى أثار

  حنقهما وجعلاهما مرابضين أمام حجرة مكتب أبيهم .


- شعر أحمد ابن صابر بمن يجذب ثيابه وما كان ذلك إلا حسن ابن عمه

  الذى كانت عينيه فى الاتجاه الذى ذهبت فيه زهرة مع جده دون ان

  يتحدث ، وعندما يأس أحمد من تحدثه صرخ به لجذب انتباهه ، وقد

  نجح فى ذلك مع باقى الموجودين ،ليقول له حسن :

  أحلف ..... أحلف... أن دى عمتك .


-ضحك أحمد ولكنه جاراه لعلمه باختلاف شكل عمته عنهم :

  والله عمتك .


- رد حسن وقد حرك رأسه فى الاتجاهين :

   كداب .... أحلف تانى ان دى عمتى .


- رد أحمد : يابنى والله دى عمتك الغالية .


- لم يجيبه حسن وأخرج موبايل خاص به ،فهو فى اول ثانوى وقد أعطاه له

   والده له ولاخيه للاطمئنان عليهم بسبب خوفهم من الأحوال بالبلد ، وقد

   طلب رقم ما و الأعين عليه ،ثم تحدث:

     الو الو يا نودة ...... اسمعى يا بت ...... انا مش عاوز اتجوزك. ..

     ... لأ مزعلتنيش .... كده انتى وحشة عمتى احلى منك ...

      باى يا ماى إكس.

- لم يكد ينهى حديثه إلا وقد انفجر الجميع ضحكا على هذا المشاغب

  مع ان أبناء عمها الذين لم يتزوجوا قد امنوا على حديثه ، والذين خانهم

  الحظ وتزوجوا قد جروا حسرة لعدم رؤيتها قبل تلك الواقعة .


- كل هذا تحت أنظار من تتميز حقدا وهى زوجة أبيها ،التى شعرت أن

  غريمتها لم تمت بعد ان رأت نظرات أبيها لها بل والتفات ابناءها هى

  حولها وحبهم لتلك الفتاة التى على الرغم من أنها لم ترى أمها تكاد تجزم

  أنها شبيهتها ،مما أشعل حقدها أكثر من السابق عليها ، فهل قد أيقنت

   الآن أنه كان ليس لها مجال أمام والدتها .

.

يتبع


💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

الحلقة 7 

.

.

الفصل السابع


- بعد قليل من الوقت ، خرجت زهرة من الحجرة بوجه غير الذى دخلت به

  وخلفها والدها وعمها ، وقد انطلق إليها اخويها طه و صابر بعد ان وجدا

  طبقة رقيقة من الدموع تغشى عينيها وقد انتابهم القلق من أن يكون

  والدهم او عمهم ضغط عليها فى هذا الأمر فهى رقيقة لا تتحمل

  معاملتهم الخشنة ،ولكن زهرة تخطتهم و رمت نفسها فى أحضان

  أمها ، التى ذهبت بها إلى غرفتها فى الطابق الأول ، تلحقهم انطلاق

  الزغاريد من زوجة أبيها بعد ان أعلن موافقتها بقلب مكلوم، وعين

  تنطق بالعتاب لذلك المتباعد الذى لم يجد فى نفسه القدرة لمقابلة

  شقيقته او مواجهة عتاب والده فغادرهم مرة أخرى إلى منزل عمه ،

  إلا أن ابيه استوقفه وقد أعلن للجميع رغبته فى عمل زفاف لم و لن

  ترى سوهاج مثله ابدا فهو أولا وأخيرا زفاف غاليته حتى ولو كان تحت

  هذه الظروف ،مما أسكت تلك الحرباء واوقف تلك الزغاريد فى فمها

  وارتدت جالسة يتآكلها حقدها من جديد .

.

.

.

.

.

.

.

منزل الحاج صابر فجرا :

طرقات هادئة على باب المنزل بعد عودة الحج صابر وأبناءه الخمسة من

صلاة الفجر ، وقد كان اقربهم من الباب هو الحج صابر الذى لم يتأخر فى

فتحه ،ولم يكن أحد يطرقه سوى تلك الحورية الصغيرة التى لم يرونها إلا

أمس وقد دخلت قلوبهم جميعا من أوسع أبوابها .1


لم تستطع زهرة النطق أمام نظرات عمها المحبة و المبتسمة لها ،والتى احرجتها للغاية ، فعلى الرغم من معيشتها بالقاهرة إلا أن والدها لم يسمح لها بالاختلاط إلا قليلا لعدم تواجده الدائم معها هو أو اخوتها ،ولوفاة زوج أخته مما جعل حركتها فى اضيق الحدود ، وبعد عدة محاولات فاشلة منها للنطق ،نطقت بصوت رقيق خافت ،وقد بللت شفتيها عدة مرات :

           السلام عليكم

ابتسمت عينا العم قبل شفتيه :

          و عليكم السلام رورو ..... تعالى اتفضلى ...

لم تستطع النطق مرة أخرى خاصة عندما وجدت أهل المنزل يحدقون بها بطريقة اخجلتها حتى كادت تمزق طرف شالها الذى أمسكت به من فرط

توترها ، إلا أنها استجمعت بعض من شجاعتها و أخبرت عمها برغبتها فى

رؤية أخيها .2


تقدمها عمها يقودها لغرفة أخيها التى كانت بالطابق الثانى فى منزل عمها الشبيه بمنزل والدها ،وقد حييت فى طريقها للسلم زوجة عمها وبناتها اللاتي قد تعرفن عليها أمس بعد ان استاذنوا عمتها فى الدخول لغرفتهما ،

وعند صعودها وجدت على منتصف السلم الكثير من الأقدام فهى تربت على ألا ترفع عينيها أمام الغريب ،والتى تسد عليها طريقها فتوقفت ، لم تكن تلك الأقدام سوى لأبناء عمها المتجهين للإفطار ثم أراضيهم .


أما أبناء عمها قد ازدادوا اعجابا بالملاك الذى لم يرفع عينيه إليهم ولا يدل على رؤيتها لهم سوى توقفها عن إكمال طريقها و احمرار وجنتيها بشدة،

وكانت ترتدى فستانا ابيض طويل لقدمها واكمامه طويلة وعلى أحد كتفيها

شالا تتدرج ألوانه بين الأبيض والاوف وايت والبيج والرمادى،  فكانت تشبه

الاميرات بزيها المحتشم الراقى .


مازال الحج صابر يصعد السلم مستمرا فى حديثه او ثرثرته التى لم ينتبه إليها اى أحد إلا أنه توقف عندما لأحد هدوء الأجواء من حوله وهو ماكان نادرا فى بيته ، وعندما ألتفت للخلف وجد أن زهرة متوقفة فى منتصف السلم بسبب الحائط البشرى المكون من أبناءه الذى يكاد يخرج من أعينهم قلوبا من جمالها ،فتنحنح ليجيب الانتباه ولكن لا شىء فعاد وضرب أحدهم فى خاصرته وصاح على الباقين لإفساح الطريق لها ، وهو ما حدث وتمت المهمة بنجاح .


فى غرفة عابد ، مازال معتكفا غرفته يتآكله الندم على ما اقترفه فى حق غاليته ،ولم يفق من شروده إلا على صورتها أمامه بعد ان طرقت الباب كثيرا ولم تجد رد مما جعل عمها يدفعها للغرفة دفعا .


لم يتحدثا بألسنتهم ولكن بأعينهم ،كلا منهما يعتذر للآخر عما تسبب به أذى، ولم يتمالك أخيها نفسه وزرعها باحضانه، قائلا بعينين دامعة :

-      آسف يا زهرة......سامحيني. .....آسف.....والله مجاش فى بالى

            انى هورطك معايا .

- انا عارفة ان مش قصدك ... الف مبروك ياحبيبى ويا رب تكون تستاهل

    اللى هنعمله عشانها.

- ثم جلسا معا يتحدثان فى الأمر ولم ينتبها إلا على صوت ارتطام الباب ب

  الحائط وامامهم صابر عيناه تقذفان شررا لأخيه ، تقدم داخل الغرفة

  وسحب زهرة برفق :

   يلا رورو الحاج قلقان عليكى اوى .

- لكنه وجدها متمسكة بيد أخيها عابد ، لم يكد يتحدث إلا و على صراخ أبيها

  بالأسفل يسأل عنها، فقالت مرة أخرى :

      يلا يا عابد نمشى على بيتنا .

- رد عابد مبتسما بحزن :

       مينفعش رورو الحج مانعنى أدخل البيت لحد الفرح .

- لأ مش همشى  من غيرك .


- لأ  رورو خلى الأمور تهدى .


- زهرة وهى تبكى :

         لما انت تدخل البيت هكون انا مشيت.. ومش هشوفك ....

                ..تعالى معايا ....

- قطع الحديث أبوها الذى أستمع آخره ، وقد وجه كلامه لها فقط :

     خلاص يا غالية ... تعالى مع أختك ..... واعمل حسابك انهاردة

      هتروح نتقدم رسمى لبنت قدرى .

- اومأ عابد برأسه،  ولم يرفع عيناه ناحية ابيه، وتوجه هو وأخته للمنزل

   تحت دهشة الجميع من تأثير تلك الصغيرة على الحج حامد .

- بعد صلاة المغرب توجه عابد مع أبيه وباقى أفراد عائلة المنصورى حسب

   اتفاقهم فى المجلس على ميعاد منتصف الاسبوع لخطبة اسراء وآخره

   لخطبة زهرة ، إلى منزل الحج قدرى لطلب حفيدته رسميا أمام أهل البلد

   وتم الاتفاق على الزواج بعد عشرة ايام .

.

.

.

.

.

.

.

فى منزل الحج قدرى :


- بعد مغادرة عائلة المنصورى تفرق الجمع ولم يتبقى سوى الجد ونعمة

  وأسامة واصلان الذى لم يتحدث منذ الجلسة العرفية .

- الجد : هتفضل ساكت كدا يا بنى .


- أصلان منفعلا :

         طاب اعمل ايه لو اتكلمت هقتله، كله منك أنت يا أسامة لو مكنتش

         مسكت إيدى كانت الرصاصة فى صدره مش كتفه .


- الجد : أخوك وخايف عليك يابنى ، لولا حركته دى كان عابد مات وزمانه

          واقعين فى التار وياعالم كام روح هنشيل زنبها .


- نعمة : سامح يا بنى أختك البت من ساعة اللى حصل مموتة نفسها من

           العياط و مانعة الأكل والشرب ،هي حست بغلطها بس زعلانة

           عشان انت مبتكلمهاش .


- أصلان : غلطة ... دى داست عليا انا وبثينة الله يرحمها ومهماش اللى

          جرالنا من وراهم ، لأ وراحة تحب واحد منهم وتقابله من ورانا .


- الجد : استهدى بالله يا بنى ... احنا مش عارفين الرصاصة اللى سببت

          الحريج جت منين .


- أصلان( بغضب) : منهم .. أكيد منهم ... مين من ناحيتنا هيضرب على

                     البيت غيرهم ،ثم وجه الحديث لأمه :

                    كل اللى اضمنه انى مأذيهاش لحد ما تمشى ، والحمد لله

                    التانية اللى من عندهم راحة عند عمى يعنى ربنا هيعذبها

                     من غير ما اعمل فيها حاجة ، فضحك الكل على كلامه،

                      وكما يقولون " شر البلية ما يضحك".


- سألت نعمة حماها :

           صحيح يا عمى هتروحوا تخطبوا بنتهم امتى

- الجد : بكرة ان شاء الله ، بس ست صفصف حكمت رأيها أنهم يوصلوا على

          المعاد بكرة ..... أحسن برده ، مش عايزين كلام من وش البومة

          مرات زاهر .


- وضحك الكل مرة أخرى .


- أصلان : طيب استأذنكم أنا هسافر اليومين دول أخلص شغل وهاجى إن

            شاء الله على ميعاد الفرح ،

           وقد ودع الجميع قبل نومه .

.

.

.

.

.

.

.

.

.

فى الإسكندرية منزل زاهر قدرى :


- زاهر : نفسى اعرف اشمعنا حكمتى رأيك ننزل بكرة على بيت العروسة

           على طول ، ما كنا نزلنا انهاردة ولا امبارح حتى كنت شفت أبويا.

- صفية ( وفى بالها شىء ما  ) : لأ  هو بكرة .


-زاهر :  أستغفر الله العظيم .... ، ثم وجه حديثه ل رائد :  

          وانت يا بنى جهزت نفسك .


-صفية :   ابنك مين يا عنيه رائد مش يتحرك من هنا لا هو ولا منير ، انا

          ايه اللى يضمنلى ميحصلش حاجة لحد فيهم ، انا وانت بس

          ومعانا أبوك .

- زاهر : ازاى ده .... حتى تاخد رائد. ... هيجوزها من غير ما يشوفها

- صفية ( بنبرة سوقية للغايه): هههههههه يعنى هو كان شفها قبل كده

           كده كده مفيش حاجة هتتغير. ... البت ووقعت فى ارابيزنا ..

            شفها بكرة ولا بعد أسبوع ساعة الفرح هتفرق ايه .


- وانت موافق على كده يا بنى .... شوفها يمكن تعجبك وتخدها وانت

   عايزها مش كده .


- بابا لأول مرة هوافق ماما هتفرق ايه مستقبلى وضاع .... اشوفها ولا

   لأ مش هتقدم ولا تأخر حاجة .


- لا حول ولا قوة إلا بالله .... زي ما تحب يا بنى ، بكرة تندم .


- ثم خرج لعمله واتجه رائد لغرفته ، فضحكت صفصف قائلة :

   ال يروح ال .... امال هعمل اللى عاوزاه ازاى ...... أما طربقتها

   عليكوا مبقاش صفصف .... ويبقوا يورونى هيجوزوا ابنى ازاى

   من غير شورى ..... امال مين اللى هيجوز بنت اعتماد صحبتى

    بت بتاعة مدارس أجنبية و مامى وبابى وحركات ، كل صحابى كانوا

    هيموتوا لما شفوها فى النادى وعايزين يخدوها لولادهم ، بس أنا

    ايه دخلت عليهم فاتحة صدرى ولا همنى ، وطلعتلهم صورة عمرو دياب

    اللى مخلفاه ، البت كانت هتاكل الصورة بس ، واتفقت نجيلهم الأسبوع

    الجاى على مفركش الجوازة الغبرة دى ، ثم ابتسمت لنفسها بانتصار

    وقالت لنفسها : يا سلام على دماغك يا بت يا صفصف

                      تستهلى حتتين المكرونة بالبشاميل المتبقيين

                        من الغدا .

    ززززززززززززززززززززززززينب .

.

.

.

.

.

.

.

.

اليوم التالى منزل حامد المنصورى :1


-يا أهلا ... يا أهلا ... اتفضل يا حج قدرى البيت نور ...اتفضلوا يا جماعة .


- دا نورك يا حج حامد .


- يا أهلا يا أبو منير .. يا أهلا يا ام منير .


- بعد جلوسهم بفترة قصيرة خرجت إليهم صفية المنصورى لاستقبالهم وقد

   ألقت التحية باقتضاب ، وقد قابلتها صفصف بمثيلتها و الجد بشكل عادى

   إلا ذلك العاشق لحب الشباب زاهر .4

- صوت صفصف الشهير "مسم" :

         امال فين المحروسة إن شاء الله ، ولا محدش قالها إن إحنا هنا .


- تفاجأ الكل من نبرتها الهجومية ، فزجرها الجد وابنه زاهر اما حامد تغيرت

  تعابير وجهه واكتفى بالصمت ،إلا شعلة الأمومة تلك فردت :

    على أقل من مهلها يا حبيبتى واحنا نستناها ، دى الغالية مش اى حد،

    وعلى كده فين ابنك ولا محدش قاله هو كمان .


- تغيرت تعابير الكل من تلك الحرب الباردة بين كل من صفية و صفية ،

  وشرع زاهر فى تهدئة الأجواء ، إلا ان زوجته استمرت فى خطتها فكانت

  أسرع منه بقولها :

  إنتى عاوزة ابنى الدكتور زاهر ييجى هنا (وقد نقلت نظرها فى أرجاء

         المنزل باستحقار، مع إنه أفخم من منزلها ،ولكن لتشعل الأجواء)

        

- رد حامد بعد ان تغيرت نبرة صوته من شعوره بالإهانة ،الأمر الذى لم

   يفعلوه هم عند خطبتهم حفيدة قدرى الطائشة :

  وماله هنا يا أم منير ، مظنش فات على نظرك بيت احسن من بيوت

   المنصورية، وعلى العموم البيوت بناسها

- ورد الجد وفى سره متوعدا لتلك الصفصف :

     وانتوا احسن وأكرم الناس يا حج حامد .


- وأكمل زاهر مشتتا الأنظار عن إهانة صفصف :

    وهيا البنت اسمها ايه يا حج حامد .


- رد حامد مفتخرا، ولم تفت نظرته على رجل ملئ الشيب رأسه :

         الغالية اسمها زهرة .


- اكمل زاهر بعد ان شعر بتحسن الأجواء :

      هيا فى كلية إيه

- رد حامد بنفس النظرة ثانية :

      هتدخل أولى كلية طب .


- قطعت صفصف الكلام ثانية ( بنظرة غل ) :

    امال فين أهل أمها ، مع علمها أنها يتيمة .


- انقلبت الأجواء مرة ثانية وتفاجأ الكل من تغير مسار الحديث الذى اتجهت

  إليه صفية بغرض مضايقتهم ،فاجابها حامد باقتضاب :

     أمها اتوفت بعد الولادة بكام يوم ،كانت ضعيفة .


- قالت صفصف بصوت عالى ،وقد أيقنت بقرب هدفها :

    يعنى ايه ملهاش أهل .


- انتفض حامد وصفية أخته على كلمتها ، أما زاهر صرخ بها :

    صفية انتى انجننتى ،


- الحق عليا بطمن على ابنى ولا عاوزنى اخدله كولشن كان .


- ساد صمت مطبق فى الغرفة وقد اتسعت أعين الجميع من تلك التى تقف

   عند الباب خلف صفية ،والتى اتضح من وجهها أنها سمعت ما قالته ،ثم

   انسحبت مرة أخرى فى هدوء كما ظهرت ، ولم تراها صفصف لأن

   كرسيها ظهره للباب.


-ساد الصمت مرة أخرى من زاهر الذى يرغب فى تلك اللحظة بضرب

صفصف حتى كما يقولون يبان لها صاحب ، أما حامد على حظ ابنته غاليته

التى تورطت فى تلك الزيجة وحتى لم يحترموا تضحيتها، وقد نظر للحاج

قدرى بمعنى أتلك الأمانة التى وعدت أمام الجميع بحفظها .


- فهم الجد معنى نظرة حامد له ،إلا أن باله كان يشغله تلك الحورية

  الصغيرة التى أطلت عليهم للحظات قليلة ولكنها خطفت قلبه من نظرة

واحدة من عينيها الزرقاويين وفستانها البيج وعلى احد كتفيها شالا أحمر

وشعر اسود طويل جدا مفرودا على ظهرها حتى تعدى فخذيها ،ثم جاء

بعدها صورة ابنه أصلان ... نعم ...

        الزهرة لن يحميها إلا أصلان.

واستفاق من تفكيره على صياح تلك اللبوة الشرسة مدافعة عن ابنتها :

  انتوا جايين تهينونا فى بيتنا ، دى بنتى انا ... انا اللى ربتها ... وأخلاقها

   مفيش خلاف عليها ... طول حياتها تحت عينى ...وعمرها معملت حاجة

   من ورا ظهرنا .... ( ثم وجهت حديثها للجد ) .. ولا قبلت حد من ورانا

  ولكن لم ينتبه لمغزى حديثها زاهر وزوجته .1


- لم يرد الجد على حديثها مع ان معها كل الحق فيما قالته بإن ابنتهم هى

  من تسببت بفضيحة لهم ، ومع ذلك فقد التزموا بجزءهم من الاتفاق

  و رفعوا رأسهم أمام البلد كلها ، أما ابنه و زوجته قد خذلوه وصغروا

  بكلمته، إلا ان ذلك ولرحمة الله به قد جاء فى مصلحة ذلك الحفيد

  الذى قدم كل حياته لهم وآثر سعادتهم على نفسه ولم يبخل على أحد

  فى العائلة بالمساعدة على الرغم من اكتواء روحه بالعذاب ، فكانت

  هى عوض الله له ، وقد أقسم الحج قدرى على جمعهما حتى لو كان آخر

  ما يفعله فى حياته .


- (الحج قدرى وقد استقام من مجلسه ) :

      معاكى الحق يا ست صفية ، انا محجوجلك يا حج حامد

      الأمانة ابنى مقدرهاش( مشيرا لزاهر المطرق رأسه) إنما

      أصلان يقدرها ، واقترب من الحاج حامد قائلا :

      زهرتك يحميها الاصلان .

ثم انصرف ومعه ابنه وزوجته التى ابتسمت لنجاح خطتها ، جاهلة بإنها سبب

من الله لإرجاع الحق لأصحابه ، وعند خروجهم التفت قدرى ﻹبنه محذرا لهم

من قدومهم البلد إلا بعد ثلاثة أشهر لاستقرار الأمور ،والتفت لصفصف

قائلا :

    انا نسيت أقولكم أن فى مليون جنيه هتتحط فى حساب كل عريس

     مباركة من كبار البلد ليهم ، وبعملتك دى هيتحطوا فى حساب أصلان

     وأنا عن نفسى هحطلك زيهم يا زاهر لو جبتلها ضرة  تحترمنى

     ومتكسرش كلمتى أدام الغريب ، واتفضلوا روحوا مفيش داعى

     تباتوا هنا .

وغادر تاركا ابنه فارغ فاه ،و صفصف تولول على المال الذى خسرته،

فأى زيجة تلك قد تجلب لها مليونا ، وعلى زوجها الذى يمكن أن

يستغل الفرصة ويتزوج عليها ، على الرغم من أنه عاف الزواج بعدها

وأن كانت الحياة ستقدم له فرصة أخرى يريدها ان تكون مع تلك اللبوة

الشرسة التى لم تغب عن باله منذ خمس وعشرون عاما .32


- أما الجد فكان لا يكف عن الابتسام فى طريقه إلى المنزل ،على تلك الصفصف الذى صدقت كذبته عن المليون جنيه ولكنه أراد معاقبتها على

كسر قلب تلك الزهرة التى دخلت قلبه ، كما أنه لا ينكر أنه أراد أبعادها

هى وابنه تلك الفترة حتى لا يعطى أصلان فرصة للتراجع عن القرار

الذى اتخذه الجد .

.

.يتبع


💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

الحلقة 8 

.

.

.الفصل الثامن


فى منزل الحج قدرى :


-وصل الجد شاردا وكان فى استقباله أهل المنزل ماعدا أصلان ، فتخطاهم

لغرفة مكتبه المشتركة بينه وبين أصلان ، مما آثار استغراب الجميع

وقلقهم بعد مجيئه بمفرده دون زاهر وصفية ،إلا تلك التى كانت فى حكم

  ابنته لأربعين عاما ، وبعد أن وضع الحج قدرى الأمور فى نصابها اتجه

  للخارج لأكمل خطته .


- استقبله خارجا الكل نعمة وأسامة ،سوما و أسماء ،محمد واسراء التى

  انزلوها منذ سفر أصلان ،وقص عليهم الجد ما قامت به صفصف من

  إهانة لعائلة المنصورى مما أدى لإشعال الجانب اﻵخر وتصميمهم على

  عدم إكمال الزواج ،لذا لم يجد أمامه مخرج سوى أن يزوجها ﻷصلان ،

  وتغاضى عن شهقات الجميع الذين يعلمون مسبقا أن أصلان لن يوافق

  حتى لو تهدم الدنيا من حوله ،لكنهم مضطرون لذلك حتى لا يعود

  الثأر مرة أخرى ، و اﻷهم لسمعة اسراء حتى لو اجبره الحج قدرى على

  ذلك ، أى أنهم سيكونون فى استقبال عروس جديدة لهذا المنزل فى

  آخر اﻷسبوع ، وقد طلب منهم كتمان اﻷمر حتى لا يصل ﻷصلان فيتصرف

  بأى طريقة أخرى وأنه هو من سيخبره .


-بعد أن غادر الجميع لغرفهم ولم يتبقى سوى الجد و نعمة ،أزال الجد قناع

الجدية الزائف وظهر على وجهه الفرح ولم يفت ذلك نعمة التى قالت :

خير يا عمى .... أنا مش فاهمة حاجة .... لسانك بيقول كلام ووشك

   بيقول كلام تانى خالص .... طمن قلبى .

الجد :

      نعمة أنا مش عجبنى حال أصلان ... ولكنى كنت ساكت عشان ملقتش

      البنت المناسبة ليه ، ومردنيش عن تفكيري غير إلا لما لقيتها .

نعمة ( بلهفة ) :

       مين دى يا عمى ؟ .. ثم أصلان هيتجوز .

- نعمة سيبك من الكلام اللى قلته لولادك لأن مفيش منه حاجة حصلت

   إلا موضوع صفصف .

- امال ليه......

- اسمعينى... لما كانت مرات زاهر العقربة عمالة تجعر هناك ..

( وقد قص عليها ما حدث مرة أخرى وأضاف عليها وصفه لزهرة ) واكمل..

..... أنا فاكر حكاية أمها اليونانية اللى اتجوزها حامد من غير ميشور حد

وأنه كان بيحبها جدا ،بس كان عندها مشاكل فى الخلفة اللى خلت أبوه

يجبره إنه يتجوز بنت عمه أخت مرات صابر ،وبعد ما خلفت صابر وطه

  وعابد ، خلفت اليونانية الغالية وبعدها بحاجة بسيطة اتوفت ، فخلاها

فى مصر مع أخته وجوزها يربوها وهما كمان مكنوش بيخلفوا وفضلت

هناك طول حياتها ومجتش هنا إلا عشان موضوع التار ، هى فى سن

سوما والبت بوسى و نفس الكلية اللى هيدخلوها أن شاء الله .1


- نعمة الملاك اللى بحكيلك عنها هي اللى هتنفع أصلان ومتخفيش مش

   هيأذيها .


- انتقلت الفرحة التى احتلت وجه الجد إلى نعمة التى أحبت زهرة دون

  رؤيتها ،فلم تكن تحلم أن تزوج أصلان .... وأثناء حديثهما انتبها لاسراء

  التى استغل الجد وجودها للسؤال عن زهرة .


- احمرت وجنتا إسراء عند سؤال الجد عن زهرة ، لإن إجابتها ستثبت عليها

  الخطأ أكثر لانها تؤكد علاقتها ب عابد ، ولكن لم يفت ما في خاطرها

  الجد الذى يعتبر أبا لهم من بعد والدها وطمأنها، قصت عليهم القليل

  الذى تعرفه عن الغالية وأنها المفضلة عند اخوتها ،وأنها تربت على يد

  عمتها وزوجها ، وأنها قليلة الاختلاط بالناس لحرصهم الشديد عليها

  و لجمالها الذى لم يصفه لها عابد ولكنه ذكره فى أحاديثه لها عن أخته ،

  وأضافت أنها سعيدة بأنها ستتزوج أخيه، مما زاد الفرح والبشرى على

  وجه نعمة فأخيرا قد استجاب المولى لدعواتها .

.

.

.

.

.

.

.

فى منزل حامد المنصورى :


أثار زواج زهرة من أصلان سخط الجميع وعدم موافقتهم، إلا تلك  الحاقدة

التى زادت رغبتها فى تزويج ابنة زوجها من هذا الوحش للانتقام منها ،

ولكنهم لا يستطيعون بأية حال تغيراﻷمر ،حتى عمتها أشد المعارضين لهذا

الزواج لم تعترض لأنه ورغم كل شىء عابد أيضا فى حكم أبنها لأنه كان

أكثرهم زيارة لزهرة وبالتالى لها بحكم امومتها لها ،إلا أنها زادت من

الاعتناء بها طوال ذاك اﻷسبوع ، واجتهدت بتجهيزاتها بأحسن ما يكون وما يليق بها كأبنة المنصورى.

أما في ذلك الأسبوع ظل لسان تلك الغالية ينهج بالدعاء بحفظها من ذلك

الرجل الذي يتحدثون جميعا عن وحشيته وظلامه .

.

.

.

.

.

.

.

.

- اليوم السابق للزفاف تمت مراسم الحناء بمنزل كل عروس بما تتضمنه من

  أغانى وعجن الحناء ورسم بعض نقوشها على الايدى و الارجل، كتقليد

  للزواج فى تلك اﻷماكن مما أسعد زهرة للغاية لأنها لم ترى ذلك من قبل،

  منشغلة بذلك عن أعين النساء التى كادت تلتهمها، وفرحة عمتها بها التى

  لم تتركها وظلت تحصنها بآيات الذكر الحكيم .


- يوم الزفاف صباحا عاد أصلان من سفره وفى استقباله تلك الكارثة التى

  أثارت جنونه ورفضه وصراخه، مما أقلق أهل المنزل على مستقبل تلك

  الزيجة التى إذا ألغيت سيواجهون مشاكل لا يعلمها إلا الله ، أمر الجد

  الجميع بمغادرة مكتبه للتفاهم مع أصلان وبعد مغادرتهم ترك أصلان على

  حريته فى التعبير عن رفضه بالصراخ والتفسير وجلس على كرسيه

  متجاهله تماما ويحاول جاهدا كتم ضحكته على اﻷصلان الشبيه بالطفل

  المدلل الذى اجبروه أهله على فعل ما لا يريد .


- انتهى أصلان من تكسير كل مايصلح لذلك فى مكتبه وصدره يعلو ويهبط

  لشدة غضبه الذى امتد لعينيه السوداوان فاستوحشتا مما أثار قلق الجد

  الذى مازال محتفظا بهدوءه لكسب معركته ضد الاصلان والتى هى

  بالأساس لمصلحته ، ولما لم يجد أصلان أى استجابة من الجد جلس على

  كرسيه المقابل له مطأطأ رأسه ،فهو يعلم مثلهم جميعا أنه لا حل أمامه

  سوى إتمام تلك الزيجة للحفاظ على سمعة اخته ،إلا أن الجد قرر رحمته

  من تفكيره وقص عليه ما فاته من أحداث تمت فى غيابه ،ولم يجعله يغادر

  مكتبه إلا بعد أن أعطاه وعدا بإتمام الزواج ، وبعد أن خرج من مكتب الجد

  استوحشت عيناه التى دلت على وعدا آخر لم ينطقه للجد بتعذيب تلك

  التى ألقوها بعرينه .


- إلا أن اﻷب الجد الذى يعلم فكره قد أجاب عليه بعد خروجه بقوله :

      مش هتقدر تأذى الزهرة يا أصلان .... أنت بنفسك

      اللى هتحميها حتى من نفسك .


- أما نعمة اتجهت للاطمئنان على تجهيزات الزفاف الخاصة بابنها وابنتها

  التى تركتها مع سوما وأسماء وخبيرة التجميل .


- أما زهرة قد انعزلت صباحا عن الكل هى والعمة صفية التى لجأت

  لصلاتها وبعد الانتهاء من صلاتها اجلست زهرة بجانبها ووضعت رأسها

  على فخذها كعادتها دوما حين ينتبها الخوف ، وقامت بالمسح على

  رأسها و ترديد آيات الله عليها مما جعل العينان الزرقاوان تنعمان ببعض

  السلام وتغمضان وقد زارتهما سنة من النوم و احتضنت دبا يصل لأكثر

  من منتصف جسدها وقد اعتادت على احتضانه أثناء نومها ،وعندما انتهت

  أمها من الذكر ايقظتها برفق واصطحبتها لتجهيزها.


- تجهز كلا من العريسين بارتداء الزى التقليدى الجلباب والعباءة والعمة ،

  بعد أن انتهيا من عند الحلاق أحدهما الدنيا لا تسعه من الفرحة ،والآخر

  يكاد العبوس يلتهم وجهه .

- وفى المغرب بالحديقة اﻷمامية لكل منزل (حامد المنصورى / قدرى )

   تجمهر الرجال للاحتفال على الطريقة التقليدية من ضرب النار ، والرقص

  بالخيل، التبارز بالعصى  ، فى حين تنتظر كل عروس بالداخل فى الصالة

  الواسعة للبيت مع باقى نساء العائلة، أما زهرة فقد خشيت العمة عليها

  من أعين النساء فآثرت البقاء بغرفتها بالطابق اﻷول مع ابنتها التى أخذ

  الخوف منها كل مأخذ ، بعد أن باركت لها زوجة عمها وابنتيها ثم جلسن

  بالخارج لاستقبال نساء العائلة.


- عند سماع طلقات النار بشكل أعلى علمت كل عروس أنه حان وقت ذهابها

  لعالم جديد إحداهما اختارته بملئ إرادتها ،واﻷخرى أجبرت على الدخول

  فيه ، ذهب عابد لأصحاب عروسه من منزلها بصحبته إخوته وعمه صابر

  وجزء من أبناء عمه ،أما الجزء اﻵخر من أبناء عمه وأبوه بالمنزل مع زهرة

  والفرحة لا تسعه قامعا الجزء الصغير من ضميره المتألم على حال الغالية

  وعاد بصحبة عروسه بعد أن ودعت أهلها ومعها أصلان وأسامة، لاصطحاب

  العروس اﻷخرى .


- عادت الطلقات من جديد فعلمت الغالية أنها على وشك الذهاب وقد

  استولى على تلك الرقيقة الخوف خاصة بعد أن تركتها عمتها واتجهت

  للخارج للمباركة لاخوها و عروسه ، فما كان منها إلا أنها ألتفت حول

  نفسها و احتضنت قدميها ووضعت رأسها فيها وأجهشت بالبكاء ، أما هو

  بعد أن صعدت أخته مع زوجها لغرفتهما ،أرشدوه لغرفة بالطابق اﻷول

  توجه إليها والشياطين تتراقص من حوله على تلك أبى حظها العاثر

  إلا أن يوقعها بيده ليذيقها بعض من عذاب روحه وظلام قلبه .


- دخل الغرفة وقد برمج نفسه على الصراخ بها لتلحق به إلا أنه وجدها

  فارغة وكاد أن يخرج للاستفسار عن ذلك الهرج ولكن قبل خروجه سمع

  صوت شهقات خافتة تتبع مصدرها ليجد أنها لكتلة من الشعر اﻷسود

  الكثيف الذى يغطى صاحبته ويتعداها وينتشر على اﻷرض من حولها

  لم يتحدث ..... لم يصرخ ..... بل صمت ...........................

  وهو يتسآل داخله ما هذا الممتد من رأسها للأرض وكأنه حجاب بينهما

  ........ من المستحيل أن يكون هذا شعرا ..... وعند اقترابه.......

  إنه شعر ،ولما لاحظ طول صمته تنحنح لجذب انتباه صاحبته التى لم

  تكن سوى عينين كبيرتين زرقاوين يتحركان فى كل اتجاه ماعداه استحال

  بياض عينيها لأحمر من كثرة بكاءها .. ففطن أن قطته الصغيرة خائفة ..

  .... لم ينتبه لنفسه إلا وهو يتقدم ببطئ ويجلس أمامها ليرى ما تحويه

  تلك القطة غير العينان والشعر ...... وجد أنه محقا .... لها ملامح فى

  غاية الرقة والبراءة والجمال ، وبركتان زاد جمالهما إلا أن الخوف الذى

  كان مسيطرا عليهما حل مكانه ... الذهول ....

.............صمت ........... صمت ............. صمت .................

1

- هى :

  من حديث الجميع حولها فى اﻷيام السابقة عن اﻷصلان ووحشية طباعه

  كون ذهنها صورة بشعة عنه وتزداد بشاعة بوحشية طباعه .

  وعندما دخل عليها غرفة عمتها وسمعت نحنحته انكمشت أكثر على نفسها

  وأظهرت عيناها فقط له ولم تنظران له ، إلا أنه عندما اقترب منها وجلس

  أمامها وأمسك وجهها ليجبر عيناها على النظر له

  وجدت ........ وجدت ......... فى الحقيقة وجدت أنه وحشا لطيف جدا

  .... نعم لطيف ....فله عينان عميقتان ذات سواد رائع .... وجه برونزى

  جذاب متوسط الجمال لكنه رجولى جدا .... شفاه جميلة .... ذقن مشذبة

  بدقة .... إحدى وجنتيه و جزء من ذقنه ورقبته بها ندبة لم تزد وحشها

  إلا جمالا وهيبة ثم عادت بعينيها إلى عينيه مرة أخرى

  تنظران له بذهول. ...... هو فعلا وحشا لطيف .


- تتبع أصلان حركات العينان الزرقاوان الكبيرتان على أنحاء وجهه ، ثم

  عادت مرة أخرى لعينيه ،لم يجد منهما نفور أو اشمئزاز بل اعجابا

  مغلف ببراءة أشرح صدره لتلك القابعة أمامه ، ثم ساعدها على الوقوف

  فانتقل انشراح صدره لوجهه من صغر حجمها أمامه .

- أما هى فإن كانت ذهلت من جمال ملامحه فقد زاد ذهولها من ضخامة

  حجمه ......... فوحشها اللطيف ضخم جدا.. جدا..جدا ..

  تكاد تصل ﻷعلى بطنه كما أن جسدها لا يظهر من جسده ، فهو عريض

  جدا يصل عرضه لثلاثة أضعاف عرضها ، ولكنه عرض محبب لم يزده فى

  نظره سوى جمال وهيبة بجلبابه وعباءته، فانتقل الذهول من عينيها إلى

  فمها ففتحته قليلا ،واحمرت وجنتاها. ... مما دفع اﻵخر الذى مازال

  مستمرا فى تأمل حركاتها إلى الضحك بشدة على تلك القطة اللطيفة

  التى وجدها ، وقد زرعت فى صدره زهورا صغيرة ، وحركت فيه ما لا

  يرغب فى تفسيره .


- إلا أنه استفاق سريعا وعندما شعر بتأخر الوقت حثها على الخروج معه

  بعد أن قام وللعجب بمسح دموعها وخرجا معا لا يغلفهما إلا الصمت ،

  الذى وجد نظيره عند من بالخارج الذين يتطلعون لردة فعلهما إلا أنه لم

  يكن من توقعاتهم هذا الصمت ، بعد أن وجد أصلان الصمت مسيطرا على

  الجميع تنحنح مرة أخرى ، فسارع الكل إليهم لتوديع الغالية بدموعهم

  واحتضنها اخوتها وأبيها و عمها وزوجته وعمتها مما سبب حريق صغير

  بدرجة كبيرة جدا ..جدا..جدا لذلك الواقف بجانبها .


1

- وقد نبه هذا الحريق الصغير صاحبه لنفسه ......لحظة ....لحظة....


  أهو من لم يصرخ عليها؟


  أهو من جلس أمامها بالغرفة ؟

  أهو من طال تأمله لها ؟

  أهو من حدق بها بح.... لا بإعجاب ؟

  أهو من انشرح صدره لها ؟

  أهو من مسح على رأسها ؟

  أهو من ساعدها بوقوفها؟

  أهو من مسح دموعها ؟

  أهو من ضحك بالداخل ؟

  أهو من اشتعل صدره من احتضان الكل لها ؟

لا....لا....... ليس هو ...... ليس هو .


يتبع


💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

الحلقة 9 

.

.

.


.الفصل التاسع


-ظهر الرفض على ملامح اﻷصلان عند احتضان أهلها لها ، وظهر ثانية عند

اقترابهم من منزله وقد خشى أن يعاد نفس مشهد الاحتضان وعودة ذاك

الحريق الصغير الذى ينهش جوفه كلما احتضنها أحدهم ،لذا وحرصا على

سلامة اﻵخريين أمرهم بكل فظاظة عند الاقتراب من منزله بالمغادرة من

الخارج ،فليس هناك داع لذلك لذا رحل أبوها وأخواتها الذين ظهر على

ملامحهم الحنق الشديد إلا أنهم رضخوا بالنهاية .


- لم يكد يستعيد أنفاسه من مواجهته مع أهلها إلا وعاودت أنفاسه بالهروب

  ثانية عند دخوله بها وسماع العديد من الشهقات من نساء منزله " أمه ،

  أسماء ،سوما ، خادمتان صغيرتان ، الدادة أم أحمد ، بعض نساء العائلة "

  وشملت أيضا محمد وأسامة الذى لا زال فارغا فاه منذ رؤيتها بمنزلها،

  إلا ذلك العجوز الجالس بصدر المجلس مبتسما بانتصار وفخر.... أو ظن

  ذلك ﻹن نظرات الانتصار كانت موجهة له ،فقد انتصر جده عليه حينما

  حمله على إتمام الزفاف بها ، أما الفخر فكان موجه لتلك القطة الشاحبة

  بجانبه وهو ما لم يستحسنه أصلان ... والتفت يبحث عن سوما أو أسماء

  أو أمه لارسالها لغرفته ... حتى يتناقش مع نفسه بشكل مطول للوقوف

  على إستراتيجية معينة للتعامل مع تلك القطة اللطيفة .... إلا أنه وجد

  عشرة أزواج من العيون المحدقة واﻷفواه المفتوحة الموجهة لتلك التى

  علم سبب شحوبها ... والتى لم تكن إلا ل أمه وأسماء و سوما وأسامة

  ومحمد ...... فانكمشت تلك القطة به قليلا واحمرت وجنتاها التى

  للأسف .... للأسف ... صاحبها احمرار شفتيها وعودة ذاك الحريق الصغير

  الذى ينهش جوفه ....... أما هي فقد تحركت رموشها السوداء بسرعة

  ...... فاستنتج أن قطته ليست معتادة على الغرباء قليلا .... وبعض

  وقت استفاق من تأمله لتلك الملامح التى ازدادت فتنة على تلك الضربات

  بصدره وكأنها لطير محبوس بداخله ..... وجد ...... تجمهر وليس تجمع.

  ..... فجميع أسرته والعاملين بمنزله وبعض النساء كبار السن بعائلته

  والذى من الواضح أنه لم ينتبه إليهن ... ألتفوا حول صغيرته........

  ........ماذا صغيرته ....... من صغيرته .... أجابت عيناه بدلا من لسانه

  اللئيم .... أنها هى ...... وحدها ..... قطته ..... الخائفة ....ماذا خائفة

  ...... بالطبع وقد تجمهرالجميع للسلام عليها ، وها هى بوادر الحريق

   الصغير تعود ثانية فلم يعى على نفسه، إلا وهو يقول :

               ( محتضنا إياها )

ب.....................اااااااااااااااااا................سسسسسسس1


  بالراحة عليها يا جماعة ... معلش أصلها بعافية شوية ....... داخت هناك

  فى الفرح ..... أقصد البيت ..... بيتها ..... طاب بعد اذنكوا.

- وانطلق بها سريعا إلى جناحه واغلق عليها .... وكان هو خارجها يلهث

   وأخيرا تمت المهمة بنجاح ..... اﻵن لابد له من الاختلاء بنفسه فورا،

  وانطلق ثانية لمكتبه دون توجيه الحديث ﻷحد لترتيب أفكاره و أشياء

  أخرى كلها تتعلق بتلك القابعة بجناحه ...... كل ذلك تحت أنظار الجيش

  القابع بصالة المنزل الكبيرة ، ازدادت سعادة الجد الذى علم من نظرته

  لربيبه أنه قد اهتز لمقابلتها وهو ما يكفيه حاليا ، ومع الوقت ووجود

  تلك الحورية بمنزلهم سيتغير كليا .


احبها منذ نعومه ا...

-كما سعدت نعمة بكنتها للغاية ، وقد أدخل الله محبتها بقلبها فهى بدت

كصغيرة تائهة ،ولم يفتها احتمائها منهم بابنها الذى رقت ملامحه وتغيرت

تصرفاته بشكل واضح ،وعندما ألتفتت الباقين من أسرتها علمت أنهم

كونوا نفس الفكرة ،فعلى الرغم من اختلاف أفكار الجميع إلا أنها اتحدت

بسعادتهم بتلك الفتاة الجديدة منذ قدومها إليهم ،كذلك سعادتهم أخيرا

بأخيهم الذى لم يعرف معنى السعادة من سنين عديدة .


- أما تلك القطة الصغيرة التى أدخلها وحشها اللطيف غرفة ما وتركها دون

  أن يقول شئ لها .... وقد عذرته قطته نوعا ما لأنها أيضا فى حاجة

  لترتيب أفكارها عن ذلك الوحش ، فمما رأته من خلال تعامله معها و

  ملامحه اللطيفة والحزن الساكن بعينيه أكد لها استحالة الصورة 

تكملة الرواية من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close