رواية شباك الحب الفصل الثالث بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية شباك الحب الفصل الثالث بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
-أنا موافقة على معتز ..
رددتها ثانيًة وكأنها تجبر عقلها على استيعاب قرارها , وتحاشت النظر له وكأنه غير موجود ..
قبض بيده على يد الكرسي يحاول كبح لجام غيظه منها كي لا يقوم ويكسر رأسها الصلب الذي لا يعرف كيف يفكر , ارغم نفسه أن يهدأ وهو يبتسم بإصفرار موجهًا حديثه لوالدتها متحاشيًا إياها :
-حضرتك قولتي إن معتز متقدملها .. وهي وافقت ...
أكمل حديثه موجهًا إياه ل " ريماس " بنبرة ساخرة :
-أسرع موافقة على عرض جواز شوفتها في حياتي ..
رفعت نظرها له تحدجه بنظرات ضائقة , غاضبة , ليعيد نظره لوالدتها وهو يقول :
- أنا كان في حاجه مجألها بقالي فترة لظروف خاصة , بس الوضع مبقاش يحتمل تأخير ..
وجه نظره لتلك التي تبعد نظرها عنهما بلا مبالة وأكمل بنبرة جادة :
-عشان كده أنا بطلب منك ايد ريماس ..
تصلب جسدها بصدمة , ورفعت عيناها بذهول لتتقابل نظراتها المذهولة بنظراته الغامضة لكنها لمحت بها شئ من التحدي ..
أكمل حديثه وهو مازال ينظر بعيناها :
-وبما إن معتز سبقني واتقدملها , يبقى ليها حق الإختيار ما بينا ...
ضغطت على أسنانها بغيظ ووجنتيها يشتعلان غضبًا , وأردفت قبل أن تتفوه والدتها بشئ :
-ماما لو سمحتِ سبينا شويه ..
أومأت " سوسن " موافقة ووقفت متجهة لأحد الغرف تارك لهما المجال للتحدث بحرية ...
-حلو المزاد ده ..
أردفت بها ساخرة ما إن اختفت والدتها من أمامها , طالعها بهدوء وهو يسألها بنبرة جادة :
-مزاد ايه مش فاهم ...
-مش أنت الي كنت رافض الجواز , فجأه كدة بتتقدملي ! , ولا عشان معتز سبقك زي ما قولت فشوفت انه ازاي ياخد حاجه المفروض أنها رهن إشارتك ..
قطب حاجبيهِ باستغراب من حديثها وردد :
-ايه كلامك الغريب ده ! , من امتى وأنتِ بتفكري كده!؟..
تجاهلت سؤاله مُعيادة سؤالها بإصرار :
-جاوبني , ايه الي غير رأيك ؟
تنهد بعمق وهو ينظر لعنادها الجديد عليهِ , وعنادها وطريقتها التي استفزته في الحديث أثارت عناده هو الآخر فقال ببرود :
-عادي زي ماكنت مقرر ماتجوزش دلوقتي , قررت اتجوز , فيها حاجه دي !؟
تنفست بعمق تهدأ ثورتها التي إن انفجرت ستطيح بكل مبادئ الأدب وهي تسبه بأبشع الألفاظ .. استطاعت تهدأت ذاتها وهي تقول :
-تمام ... وأنا وافقت على معتز خلاص , للأسف جيت متأخر , والمزاد قفل .
يحافظ على هدوءه بصعوبة بالغة , يحاول التحكم في أعصابه قدر الإمكان كي لا ينفجر بها , لم ترى غضبه من قبل وبالتأكيد لن تحب رؤيته ..
-طيب ... هعتبر نفسي مسمعتش حاجه , وإنك طلبتي مهلة تفكري , رغم إني مش عارف تفكري في ايه بس ماشي هسيبلك وقتك .
رد باهتياج :
-أنا مش هفكر أنت مبتفهمش ! , عدي أنا على تكة إني أطردك بره دلوقتي , فأرجوك متستفزنيش ..
أجابها بنفس بروده الذي يكمن خلفه الكثير :
-وأنا كمان على تكة وتشوفي غضبي الي بجد مش هتحبذيه خالص ..
انتفضت واقفة وهي تشير لنفسها بغضب أعلن عن نفسه :
-أنت بتهددني ! , هو أنت فاكر إني هسمحلك تتعصب عليا أصلاً !...
خرجت " سوسن " على صوت إبنتها العالي , لتهتف بقلق وهي تتجه لهما :
-في ايه يا ولاد صوتكم عالي ليه ؟
هدأت " ريماس " من نفسها وهي تقول :
-مفيش حاجه يا ماما .. عُدي ماشي خلاص وراه مشوار مهم .
طالعها بأعين غاضبة وهو يجز على أسنانه بشدة حتى كاد يهشمها , لكنه اغتصب الإبتسام وهو يومئ برأسه عدة مرات قبل أن يهتف ل " سوسن ":
-طيب همشي أنا بقى ... وهتسنى ردكم على طلبي .
أنهى حديثه وهو ينظر لها بتحدي صامت يخبرها أن ما قالته لم يسمعه من الأساس ...
خرج مسرعًا بعد أن ألقى تحيته الأخيرة عليهما , لتتنهد " ريماس " بعمق وقد غامت عيناها بالكثير من الحزن , يؤلمها قلبها وهي لا تصدق أن هذا حالها وقد تقدم لها من هواه قلبها , في وقت آخر وظروف أخرى غير التي حدثت سلفًا لكانت الآن محلقة في السماء من الفرحة , ولكن كما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن آتى تقدمه لها في وقت لم تشتهيه أبدًا ..
-هو ايه الي حصل وصوتكم كان عالي ليه ؟
هتفت بها " سوسن " ما إن أغلقت باب الشقة خلفه , لتنظر لها " ريماس " بدموع محتبسه وهي تقول :
-سيبك منه , أنا موافقة على معتز ..
ضحكت والدتها بخفوت وهي تردد :
-معتز ايه بس ... أنا محدش كلمني أصلاً ...
اتسعت عيناها ذهولاً وهي تردد بصدمة :
-ايه ؟ يعني ايه ؟؟
أوضحت " سوسن " بتعقل :
-أنا كل الحكايه محبتش أسيبك متعلقة كده , لما شوفت عدي جت في بالي الفكرة .. أني اقول قدامه إن معتز متقدملك وهو لو بيفكر فيكي هيبان عليه أو هياخد خطوة بعدين , ولو مانتيش في باله أصلاً هيبان برضو ... بس فاجئني لما لقيته بيتقدملك من غير ما يفكر حتى , وعرفت بقى أنه كان عينه عليكي من بدري بس مخبي .
هزت رأسها بعدم استيعاب وهي تردد :
-يعني ايه ؟! , يعني معتز متقدمليش وخالتي مكلمتكيش؟
نفت برأسها وهي تقول :
-يابنتي لأ ... أنا بس كنت بجس نبض عُدي ..
فغر فاهها من تفكير والدتها وسؤال واحد يتردد في عقلها متى أصبحت والدتها بهذا الدهاء !!؟
-المهم قوليلي ليه حسيتك مش مبسوطة , وكمان وافقتي على معتز بسرعة ..
اذدردت ريقها بتوتر وهي تقول :
-مفيش يا ماما أنا بس حسيت إن عدي واخدني سلعة , راميني طول الفترة دي ووقت ما حد جه ياخدني قرر يسبقه وياخدني قبله ... لو مكنتيش قلتي إن معتز متقدملي مكنش نطق ..
ردت والدتها بنصح :
-مين قال أنه شايفك كده ؟ , متفسريش الموضوع من وجهة نظرك أنتِ يا ريماس يمكن هو عنده كلام تاني , وبعدين ليه ما تقوليش أنه لما لاقاكي بتضيعي منه اتكلم ..
-وليه متكلمش قبل كده ؟
-إجابة السؤال ده عنده .. بس مش معنى أنه اتكلم دلوقتي يبقى معتبرك سلعة ولا بيزايد عليكي .. اهدي يا ريماس , وفكري بالعقل ده جواز يا بنتي مش لعبه , ومكنش ينفع أبدًا توافقي على معتز لمجرد غيظك من عُدي .. في قرارات لو خدناها في وقت غضب وتسرع هنندم بعدها العمر كله .
أومأت برأسها عدة مرات تأكيدًا على حديث والدتها الذي فتح الباب لأفكار جديدة أحتلت عقلها بعيدة كل البعد عن سأمها وضيقها من عدي ...
-------- ( ناهد خالد ) ---------
باليوم التالي ...
-ايوه يابني بس أنا مش تعبانه ..
هتفت بها والدة " عُدي " وهي تطالعه باستغراب لطلبه , فضرب جبهته بيده بيأس ونفاذ صبر من والدته التي لا تفهم عليهِ إطلاقًا :
-ياماما يا حبيبتي عارف إنك زي الفل ومش تعبانه , وبعد الشر عليكي من التعب وكل الحاجات الحلوه الي ممكن تتقال ...بس أنا قلتلك إني اتقدمت لريماس وفي بينا سوء تفاهم كده فعاوزك بقى تجبيهم عشان اعرف اتكلم معاها لأنها مش مدياني فرصه ...فهمتي ؟؟
أومأت برأسها إيجابًا وهي تقول بفهم أخيرًا :
-آه ... تعبانه كده وكده يعني ؟
ابتسم بتنهيدة راحة وهو يقول :
-الله ينور عليكِ ياحاجه بتلقطيها وهي طايرة .
ردت بفخر :
-وقبل ما تطير كمان .. قوم هاتلي التليفون ..
انتفض واقفًا بحماس وهو ينفذ لها طلبها , داعيًا الله أن تتوج خطته بالنجاح ..
------------
-لولاكي أصلاً والله ما كنت جيت ...
هتفت بها " ريماس " بنزق وهي تصعد درجات السلم المؤدية لسطح منزل عدي , فقد أتت مع والدتها بعدما علمت بمرض والدة عدي , وبعدما جلست معاها لدقائق طلبت منها أن تصعد لتستدعيه حيث يجلس فوق السطح ...
وعلى مضض اضطرت تنفيذ طلبها ...
دلفت من باب السطح لتجده فارغًا , تلفتت حولها تبحث عنه قبل أن تفزع صارخة حين أتاه صوته من خلفها يقول :
-أهلاً بريماس هانم ..
التفت تنظر له بفزع وهي تراه يغلق باب السطح بمفتاح لا تعلم من أين جلبه , لتهتف بحدة :
-أنت بتعمل ايه افتح الباب ده ..
نظر لها بهدوء شديد قارب على البرود وهو يبتسم ساخرًا من طلبها الذي لن ينفذه بالطبع وهتف :
-معملتش كل ده عشان في الآخر افتح الباب واسيبك تنزلي بسهولة كده .
توترت ملامحها بشدة واهتزت حدقتيها وهي تستمع لحديثه , ترى ماذا يريد منها !! ..ومع اقترابه تسارعت دقاتها والخوف يغزو أوصالها أكثر وهي تجهل ما يفكر بهِ ...
يتبع
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🌹❤️🌺💙


تعليقات
إرسال تعليق