أخر الاخبار

رواية / زهرة اصلان الحلقة 11 الحلقة 12 الحلقة 13 الحلقة 14

رواية / زهرة اصلان 

 الحلقة 11 

الحلقة 12 

الحلقة 13 

الحلقة 14 


💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

الحلقة 11 

.

.


الفصل الحادي عشر


- تناول الكل الفطار ،ثم توجه الجد واﻷحفاد للعمل أما نعمة و زهرة

  ساعدتا فى رفع السفرة واتجهتا للمطبخ تاركتين أسماء و سوما بالصالة

  جالستين دون عمل شئ .... وبعد أن ساعدت زهرة بالتنظيف و اختيار

  وتجهيز أصناف الغذاء فى جو من المرح بينها وبين نعمة التى اكتسبتها

  أما وكذلك مع أم أحمد ووردة و فاطمة المتعجبين من تلك الفتاة الطيبة

  التى أدخلت محبتها فى قلوب الجميع لتواضعها معهم وأخلاقها الطيبة...

  اتجهت للصالة بعد أن ألح عليها الجميع بالخروج من المطبخ وجلست مع

  سوما وأسماء يتبادلون اﻷحاديث المختلفة والتى ساعدتهم جميعا 

  للتعرف على شخصيتها وتكوين فكرة عنها .


- عند آذان الظهر صعدت زهرة لغرفتها للاستحمام والصلاة .... وأبدلت

  ملابسها إلى فستان محتشم بأكمام طويلة ويصل إلى قدميها ناعم منسدل

  على جسمها لونه زيتى وعلى أحد أكتافها شالا حريرى لونه بيج يشبه

  الحذاء اﻷرضى الذى ترتديه ، وشعرها منسدلا كعادتها .... ثم نزلت

  للمساعدة فى وضع الطعام على السفرة بعد أن أنهت اﻷصناف التى

  وللصدفة البحتة بعد أن سألت الجميع يحبها اﻷصلان مثل اللحم والسلطة

  و الملوخية أما باقى اﻷصناف لم تلقى لها بالا بل اهتمت بها نعمة و 

  الباقين .


- عاد الأصلان من عمله هو والجد وأسامة و محمد قرب صلاة العصر ...

  ووجدها للمرة الثانية ترتب الطعام على السفرة و تتحدث ضاحكة مع

  الدادة أم أحمد فوقف يتأمل رقتها حتى فى ضحكها و راحتها

  فى الحديث مع أم أحمد ... وتمنى فى قلبه أن يأتي يوما ما وتتحدث

  وتضحك معه بهذا الشكل .... تنهد بحسرة على بعد أمانيه وانتبه من

  أفكاره على توقف ضحكها فوجدها تنظر له خجلة ، ثم تقدمت ناحيته

  بخطوات رقيقة مثلها :

     حمدالله على السلامة أصلان ....

ثم فرت قطته سريعا للمطبخ ... تلحقها ابتسامته.... وتسآل بداخله

  .    .    .    . لما أصبح يحب أسمه فجأة ؟

                 أم هل أحبه لانها هى من تنطقه؟

            هل لاحظ الجميع طريقة نطقها المختلفة لاسمه أم هو فقط؟

فهى تنطقه بطريقة مختلفة تخفف الصاد قليلا ،وتجعله رقيقا أثناء نطقها له

ولم ينتبه من سرحانه إلا عندما ربتت أم أحمد على كتفه قائلة بمحبة :

  

   ربنا يباركلك فيها يا بنى ... يا زين ما اخترت .... ربنا يحميها ...

   انهاردة طول اليوم واقفة معانا فى المطبخ تعمل اللى انت بتحبه

   بس الرز والسلطة واللحمة و الملوخية أما الباقى إحنا اللى عملناه...

   شكلها بتحبك أوى .... ربنا يسعدكوا ... ويبعد عنكوا العين .

  

أبتسم لها أصلان واتجه لغرفته وهو يؤمن على دعائها.... اما تلك القطة

التى هربت من أصلانها للمطبخ تختبئ من عيناه التى تثير بها ما لا تعرفه،

وتزيد من سرعة دقات قلبها ، و تجعلها تشعر بدغدغة أسفل معدتها.


- جلس الجميع على السفرة التى يترأسها الجد ... وبعد تناول الطعام

  جلس الجميع بالصالة إلا نعمة و زهرة اللتان ساعدتا برفعها ثم التنظيف

  بالمطبخ ... و بعد فترة قصيرة خرجت زهرة بالشاى هى وأم ذلك الوحش

  اللطيف الذى يتابع كل تحركاتها بعينيه متبادلين اﻷحاديث المختلفة .


- أسامة بابتسامة صادقة :

         منورة يا زهرة ... أنا لو أعرف إن أكلك حلو كده كنت جيت من

         بدرى ... أنا هلبدلكوا هنا ....

- ابتسمت له زهرة بصدق :

        أنا مش عاملة كله ماما هى اللى عملت أنا ساعدتها بس .


- أبتسم الجد لها وذلك الذى أعجبه منادتها لأمه ب ماما ، اما أسامة الذى

  أبتسم بخبث :

  أيوه أم أحمد قالت لنا إن أنتى اللى عاملة الرز والسلطة واللحمة و

  الملوخية اللى بيحبهم أصلان والباقى هما اللى عملوه .


- تلون وجهها بحمرة لذيذة ... ولم تستطع الرد على أسامة ... أما أصلان

  خزره بعينيه مما أوقف الضحكة بحلقه وتوعد له فى سره وأيضا بقتل

  تلك الدادة التى كما يقولون مبيتبلش فى بؤها فولة .


- أكمل أسامة ثانية على الرغم من امتعاض أصلان منه :

     بس الصراحه أنتى جيتى ليا نجدة من السما .


- تابع بعد أن تمكن من جذب انتباهها ثانية  :

    أيوه شايفة البت الحلوة دى ( مشيرا لسوما) خطيبتى مع إيقاف

    التنفيذ ... لأن جدى صمم مفيش أى حاجة رسمى إلا أما أصلان يخطب

    اﻷول وبعدين أنا  ... وأديه الحمد لله عقدته انفكت مفضلش غيرى أنا

    والغلبانة دى اللى من غير جواز فى البيت ده .


- ضحك الكل على كلامه .


- ثم توجه بالحديث لجده:

   منور يا حج قدرى .... حبيب قلبك اتجوز أهو مش خطب .... أنا بقى

   ... حرام خللنا.

- صمت الجد ولم يجبه... فهو لم يحب التسرع بزواج أسامة إلا بعد استقرار

   أمور أصلان ، وكذلك عدم رغبته بمجئ أسرة زاهر فى الوقت الحالى

   إلا بعد أن يتمم أصلان زواجه ، فقال متضايقا:

     

     مستعجل على إيه ... الصبر .... مش وقته .


- أسامة بفقدان صبر :

     لييييييييييييييييييييييييييه .


- الجد :

     كده وخلاص ... لما سوما تدخل الجامعة .... وترتب أمورها فيها .


- محمد بعبث:

     أنا لو منك يا سوما استغل الخطوبة واتخرج اﻷول ... وبعدين تتجوزى.

- أسامة  منتحبا،  يدعو على محمد بسره ،فقال مستغلا جملة الفنان فؤاد

   المهندس فى فليم" أخطر رجل فى العالم " .             

   

    محدش يحوشنى ... سبونى اقفش رقبة الراجل ده.

    أيوه يا أختى خلصى جامعة فى الخطوبة واستغلى التدريب فى

    الكشف عليا ....


- ضحك الكل عليه مرة ثانية .


- فقال الجد ، بعد أن لاحظ حزن أسامة و سوما ، وعز عليه أن يكسر

   بخاطر حفيدته اليتيمة ، فسلم أمر زهرة و أصلان لله :


      طاب حتى لحد نص السنة أما نشوف مواعيد دراستها ... عشان

       متهملش فى الدراسة .


- ردت سوما سريعا :

         لأ ... مش هاهملها إن شاء الله .


- فضحك الكل على هذا الثنائي الجميل .


- ثم قال الجد :

     يبقى على نص السنة إن شاء الله .


- صرخ أسامة حانقا :

       لكن ده فى الشتا .


- رد عليه الجد ضاحكا :

        أنت عندك حق ....بلاش .... خليها الصيف اللى بعده .


- تراجع أسامة :

    إيه ....ﻷ...... الله يخليك يا جدى ... شتا شتا ، ( وحرك حاجبيه ل

     سوما )  أهو حتى ندفا.1

- خجلت سوما وضحك الكل ثانية .

.

.

.

.

.

.

- وفى العشا نفس الروتين .... ثم النوم الذى على غير العادة لم يأتى

  سريعا عند زهرة و أصلان لكثرة انتظارهم  له ... حيث تقودهم رغبة

  غريبة طوال اليوم بالاختلاء ببعضهم بعيدا عن الجميع وينعمان بتجربة

  الأمان ثانية الذى استشعراه بجانب بعضهما .... وفى تلك المرة ناما

  متقابلين تدرس عينا كل منهما ملامح اﻵخر بشغف جديد عليهما معا..

  ... واقترب أصلان منها جدا لايفصلها عنه سوى هذا الدب الذى بدأ

  حقا يكرهه .... استمرا على هذا الحال مدة طويلة حتى ثقل تنفسهما

  فادمعت عيناها من تلك اﻷحاسيس التى تشعر بها ﻷول مرة وتخيفها ..

أما هو فهدأ نفسه الثائرة والراغبة لقربها بقبلة رقيقة على جبينها ...

أغمضت عيناها تستشعر قبلته الرقيقة التى و للعجب ترضى أحاسيسها

الجديدة عليها بشدة بل وعلى العكس تجعلها ترغب بالمزيد لترضى تلك

اﻷحاسيس .... أما هو ابتعد قليلا عنها على قدر طاقته ليقرأ على وجهها

وقلبه ما يجعلهما يجزعان ... إلا أنه تحكم بزمام نفسه وأغمض عينيه قليلا

ليهدأ ثم ذهب لنوم عميق ساعده فيه رائحتها الرقيقة التى تنعش قلبه رائحة الياسمين ... كذلك ذهبت هى بنوم عميق بعد أن أعادت قبلته بعقلها

مرارا كتعويذة لراحتها .

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

جناح أصلان /بعد مرور شهر/ فى شرفته المطلة على الحديقة :


- وقف أصلان بشرفة جناحه يتابع قطته التى ترتدى فستانا محتشم طويل

  اﻷكمام ويصل لقدميها من خامة الجينز ،يتوسطه حزام بسيط جملى وشالا

  على أحد أكتافها لونه جملى وكذلك الحذاء المسطح الذى ترتديه ، شعرها

  مفرودا على طول ظهرها وحتى منتصف أفخاذها فشكلت لوحة فنية بديعة

  ... تتحدث مع أمه فى الحديقة وتساعدها فى كل أعمالها لاتفارقها ....

  فكانت قطته كأبنة لها وكانت أمه اﻷم التى لم تراها .... فاصبحتا لا

  تبتعدان عن بعضهما من بداية اليوم وحتى نهايته ... فأصبحت أمه أكثر

  سعادة بمرافقتها.... حتى أنها تأخذ قطته منه لتبيت معها عدة أيام فى

  اﻷسبوع ... وهو يتحسر على هذه اﻷيام التى تحرمه أمه فيها من رائحة

  الياسمين و قبلته لجبينها التى يعلم الله كم ينتظرها ... حتى وإن كان لا

  يوضح لها ذلك ... فقد عمد فى الشهر السابق إلى تجنبها بشكل واضح

  أستغرب له الكل .... حتى وإن كان لا يدخر جهد فى سبيل راحتها ولكن

  بطريقة غير مباشرة .... نجحت قطته فى احتلال مكانا بقلوب الجميع ...

  ... فأصبحت إبنة أمه المفضلة والحفيدة الجديدة للجد يعتمد عليها هو و

  أمه بأدويتهم فجرا وتتسامر معهم ثم تتجه للمساعدة بتحضير الطعام،

  تستمع لأحاديث الجد عن كل ما يخص الزرع والحيوانات لاتمل منه بل

  كانت شغوفة بكل ما يقصه عليها ، فأشبعت رغبته بوجود حفيد يشاركه

  اهتماماته وأشبع رغبتها بوجود جد يدللها. 

- وأصبحت حكما دائما لسوما وأسامة تفصل فى خلافاتهم اليومية ، وتتخذ

   دائما صف سوما التى أصبحت أختا لها فهما خجولتان و بنفس السن و

  ليس لهما أخوة ، ولهما نفس الدراسة مما جعلهما مقربتان.

- أما أسماء أخته الطيبة البسيطة التى لهاها بدة قليلا عن حبيب عمرها

  محمد .... كانت تأخذه منها وتعتنى به هى و سوما مما سمح لها بالمزيد

  من الوقت مع زوجها وأضاف ل حياتهما نكهة جديدة .


- حتى أم أحمد و أبو أحمد اللذان تناديهما ب دادة و عمى اعتبراها كأبنة

  لهم تعوضهما عن غياب ابنهما أحمد الذى سافر للخارج ليكون نفسه ...

ففى وقت فراغهم تذهب لأبو أحمد وتعتنى معه بالحديقة واعتاد هو أن

يقطف لها يوميا باقة من الورد والتى تفرح بها كثيرا ... وتتدخل فى

مناقرتهم اليومية لترضى الطرفين الذى يتهم أحدهم اﻵخر بأنه يزرع

ورد أحسن منه ويرد عليها أبو أحمد بأنها تغير ﻷنه قال أن طعام زهرة

أفضل من طعامها .... كما أن أم أحمد لاتنفك كل حين وآخر تقبلها على

وجنتيها و تحتضنها أمام الجميع حتى كاد أن يقتل الدادة و يصرخ بالجميع بالابتعاد عنها وتركها له وحده يتنعم بها . 1

.

.

.

.

.

.

.

.

- أما هو أخذ قرارا جديا منذ شهر بتجنبها ... ولكن بوجودها أمامه دائمآ

  وتصرفاتها التلقائية البريئة التى لم يصمد أمامها طويلا فأصبحت نظراته

  المسترقة تأملات ... وتحولت التأملات من استغراب لتصرفاتها فاعجاب

  بها ثم وله وشغف بكل ما يخصها ... وأصبح يجر حسرات بقلبه على

  هذا الحلم المستحيل الذى جعله القدر أمامه ليزيد عذابه ... وما أقساه

  من عذاب .... جعله دون وعى منه أن يهتم بكل تفاصيلها و احتياجاتها

و سبل راحتها عن طريق سوما أو أمه دون تدخل مباشر منه ... بعد فترة

  لاحظ هدوئها و استكانتها.....  ثم حزنها ، لم تتغير تصرفاتها ولكنها

  حزينة بطريقة جعلته يشك بنفسه  ،

               هل قصر  بحقها ؟

               هل أهمل شئ ما كان ليسعدها؟

               ما الذى تغير ؟

وعلى قدر تشوقه لمعرفة الإجابة .... إلا أنها لم تريحه هو أيضا بل

تسببت بعذابه أكثر ... فقطته الصغيرة وقعت بالحب وللأسف فى حبه

هو وحشها اللطيف .


- فبادلته النظرات بالنظرات.... والتأمل بالتأمل .... هو يتحسر وهى تحزن

  .... ل استحالة حبهما.... على الرغم من تشجيع من حولهم لذلك إلا أن

  ضميره الذى أصبح أكثر حساسية تجاهها يرفض ذلك .... فهى بعينه اجمل

  قطة قد يقابلها يوما ... أميرته الصغيرة التى تستحق أميرا مثلها ... ولكن

  ليس هو خشن الطباع و خشن الملامح أو للصدق ملامحه رجولية جدا لا

  تليق بعصفورة صغيرة مثلها ولكن تليق بأمراة ناضجة عنها تقاربه سنا

  غافلا أنه تحت راية الحب يتساوى الجميع الكبير والصغير ، الغنى والفقير

  ، السليم والمريض تكون الغلبة فيه لمن صدقت مشاعره .


- سنه لا يليق بها .... طباعه الوحشية مع الجميع لاتليق بها ... ملامحه

  الخشنة لا تليق بها .... تشوه جسده لا يليق بها .... حتى هداه ربه لحل

  هو اﻷقرب لضميره.... و هو الانفصال عنها بعد مدة قصيرة ويجعلها

  تعود لمنزلها ويتحدث مع أبيها ليفهمه وجهة نظره التى سيكون أكثر من

  مرحب بها دون أن يمس الأمر أخته إسراء .


- وتنفيذا لفكره منعها من أن تقوم بشئ له ... منعها من تحضير الطعام

  إلا أنها تتفنن فى عمل كل ما يحبه .... منعها من تقديم الدواء له فهو

  يأخذ نوع من اﻷدوية بشكل يومى طول عمره تعويضا عن عملية جراحية

  قام فيها باستئصال الغدة فاهتمت به يوميا ترسله مع أم أحمد بعد أن كاد

  ينساه ... منعها من الاهتمام بملابسه إلا أنها تهتم بفرزها وغسل المتسخ

  منها وكويها أيضا ،وتحضر له ما يرتديه بشكل يومى على الرغم من

  تجاهله له وارتداء عباءة وجلباب آخر .... منعها من انتظاره ليلا فهو يعمل

  من السابعة صباحا إلى الثانية ظهرا ثم من الخامسة إلى التاسعة ولكنه

  أصبح يتأخر عن الحضور لمنزله حتى تنام فلا يضعف لمعتباتها الرقيقة من

  نظراتها التى كللها الحزن .


- طفح كيله منها ... يستمر بجرحها وإخبارها أنه لا يريد شئ منها ... لا

  يجد منها إلا الصمت والضرب باوامره عرض الحائط ،فلم تغير تصرفاتها

  معه منذ يومها اﻷول بالمنزل ... مهما يمنعها أو يهمل ما تفعله لا تتغير

  ... لا تتحدث معه كما طلب منها مؤخرا إلا عن طريق حزنها الذى زاد فى

  الفترة اﻷخيرة وكأنها انطفأت .... والصمت الذى امتد معه ليشمل رويدا رويدا باقى أفراد أسرته ... وبدلا من أن يبتعد هو عنها ... ابتعدت هيا عنه

  كما أمرها و لكنها لا تهمله والله وحده يعلم كم يضايقه هذا البعد ....

  فحرمته من الشيئين اللذان يصبراه على نيته وهو رؤيتها فلم يعد يراها

  بل أصبحت تختبأ منه ، ورائحتها ليلا وهى غافية بجانبه وقد تكفلت أمه

بذلك ، فجعلتها تنام معها بحجرتها دائما بعد أن استشعرت مضايقة ابنها

  لملاكه واصطحبت معها ذلك الدب الذى يكرهه بشدة .


 

بحديقة منزل قدرى :


-نزلت زهرة من غرفتها إلى الحديقة بعد أن تأكدت من وجود أصلان بغرفة

  مكتبه .... فهو مؤخرا لم يذهب لعمله مع الجد وأسامة ومحمد ... تجلس

  على اﻷرجوحة تفكر به هو وحده من ملك تفكيرها و كيانها و أحلامها ...

  .. وأصبحت تتنفسه مع الهواء ... وصدقت بأن القلوب تتآلف واﻷرواح

  تتوحد و العيون تعشق من نظرة واحدة ألقتها عليه يوم زفافها بحجرة

  عمتها وهو يجلس أمامها بهيبته ويرفع ذقنها ليشاهد وجهها  وكانت

  تلك النظرة سبب فى تغيرها وتبدلها و كأنها أصبحت واحدة أخرى أو

  إنسانة جديدة لأتعرف عنها شئ... جعلتها تبدل ثوب مراهقتها بثوب

أنثوى ناضج يتمنى ذلك الوحش بكل كيانه .... تلك التغيرات الجديدة

أربكتها و خوفتها لدرجة شكها بسلامة عقلها ... فأصبحت تهيم به عشقا

مجنونا ودفينا بها لا تعلم عنه شئ أو من أين استمدته وهى التى ظلت

طوال سنوات حياتها فى كنف عمتها وزوجها ولم يكن لها صداقات ممن

بسنها فكانت تائهة ... لا تتمالك نفسها أمامه مما جعلها تهرب منه كما

يهرب منها حتى لا تفضحها عيناها الخائنتان اللتان ترسمان مشاعر صادقة

و قلبها الخائن صاحب الدقات العالية والسريعة بحضرته و بغيابه يتألم

قلبها الخائن شوقا له ... وتتألم عيناها الخائنة فتذرف دمعا ... وتجد

نفسها تتسآل :

   ما هذا الشوق الشديد له ؟

   ما هذه الرغبة الشديدة بقربه لها ؟


   ما هذا الخوف الشديد عليه وكأنه أبنها الذى يخطو أولى

       خطواته وهو الذى يهابه الجميع فلو سمع أحدهم

        فكرها لانفجر ضحكا عليها ؟

   ما هذه المشاعر المخجلة لها والتى تفهمها اﻷنثى بفطرتها  ؟


يالله .... هى تحبه .... تعشقه.... تهيم به .... وأيقنت أن ما تشعر به

تجاهه ليس بيدها بل هى محبة وضعها الله مقلب القلوب بها ... له وحده

هذا اﻷصلان الذى تشعر بفطرتها كأنثى أن به مثل ما بها .... لكنه يرفض

مثلما هى تخاف فما يحتل قلوبهم ليست عاطفة عادية بل عاصفة ستهدم

أسوارهم وأهتماماتهم و أولوياتهم بل ستبدلهم كليا ... وهنا يظهر السؤال:


    هل هما على استعداد لذلك ؟

- لم تفق من أفكارها إلا على صراخ وحشها الذى كان مراقبا لها من نافذة

  غرفة مكتبه المطلة على الحديقة ... ووجدته يقترب منها كالمجنون.

.

يتبع 

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

الحلقة 12 

.

.


الفصل الثاني عشر

.

- لم تنتبه زهرة من أفكارها إلا على صراخ وحشها الذى كان مراقبا لها من

  نافذة حجرة مكتبه المطلة على الحديقة ... رأته يقترب منها كالمجنون

  وأمسكها من عضديها رافعا لها من على اﻷرجوحة ويهزها بشدة ،قائلا :

      مالك رورو ؟ ..... إيه اللى مغيرك  ؟؟ .... ليه السكوت ده ؟؟

لم ترد عليه بل حدجته بنظرة أوقفت أنفاسه بصدره ... نظرة لم يراها على

أحد من قبل لكنه فهمها ... نظرة حرمان ... حرمان منه هو ... لم يجد ما يقوله لها سوى التهرب من نظراتها ،قائلا :

   

  أنا جبتلك كل اللى أنتى ممكن تكونى عايزاه ... ليه الحزن ده ؟؟....

      .... ليه الدموع دى ؟؟ ... دموعك بتدبحنى رورو ...

لم تتحدث إليه ... و استمرت دموعها بالهطول ... وهى تحرك له رأسها

بالنفى بمعنى ( مفيش ) .


هو يفهمها و يهرب منها ... هى تفهمه واكتفت بالصمت ... تبادلوا النظرات

الدالة على حالتهما و هى الحرمان من بعضهما ... رغم اﻹختلافات و رغم

الثأر إلا أن القلوب لها رأى آخر ... هى تريده رجلها و هو يريدها إمرأته

و ملكه ... وعند وصولهم لتلك المرحلة كالعادة صمتت و عادت لأرجوحتها

و هو عاد إلى مكتبه الذى أصبح رابضا به ليكون بجانبها .


امتنع عن تناول وجبة الغذاء والعشاء مما آثار استغراب باقى أفراد المنزل ماعدا الجد و نعمة اللذان يعلمان بتوتر اﻷجواء بين العاشقين إلا  أن الجد تحجج لهم بأنه أوكل إليه عملا خاصا حتى لا يثير ريبة أسامة و محمد ... ألقى الجد نظرة على الملاك الحزين بجانبه فوجدها تقلب الطعام بملعقتها ولا تأكل ... و بعد فترة قصيرة استئذنت للخلود إلى  النوم ... عندما لحقها باقى أفراد المنزل إلا الجد و نعمة،


- نعمة : وبعدين يا عمى الموضوع زاد أوى عن حده .


- الجد : أنا عارف .... معدش فى إيدى حاجة تانية أعملها .... ادعيلهم .


- نعمة : يا رب اجمعهم على خير ... بس ده مبقاش يأكل معانا خالص ...

          أنا شفته من شباك المطبخ قبل الغدا بيزعقلها فى الجنينة

          و يهزها جامد .


- الجد : هيا وصلت لكده ... الواد ده اتجنن خالص ... أنا نفسى أعرف

          مش عاوزها ليه ... دى جميلة و كويسة و بنت حلال و باين

         عليها بتحبه ... خسارة يضيعها من إيده .


- نعمة : وهو كمان والله يا عمى شكله بيحبها بس ساكت مش عارفة ليه

          ..... أنا خايفة تشتكى ﻷهلها و تمشى .... دى إحنا أخدنا عليها

          أوى .


- الجد : أنا عارف إيه العصبية اللى بقى فيها دى ... ﻷ و بقى على طول

          موجود فى البيت وعاوز يخلص الشغل منه .


- نعمة : آه والله ... أنا خايفة يجراله حاجة من عصبيته.... دا حتى أم

          أحمد راحت توديله صينية العشا فى مكتبه اتنرفز و علا صوته

          عليها ... الست صعبت عليها نفسها وبكت فى المطبخ ... لولا

         زهره الله يكرمها فضلت تهديها وتقولها إنه عنده شغل صعب

         اليومين دول و إنه متعصب على الكل ... لحد ما الست هدت .


- الجد : حتى بعد اللى بيعمله معاها بتدافعله  ... ربنا يهديه ....

          أنا هاستنى عليه يومين لو مهداش أنا اللى هتكلم معاه ...

          يلا تصبحى على خير .


- نعمة : وأنت من أهله يا عمى .


- بعد عدة ساعات نزلت زهرة إلى المطبخ وقامت بتسخين طعام الغذاء ل

  أصلان ... فهو لم يأكل من الصباح  ... لم تهتم لغضبه و ثورته عليها و

  قامت بتحضير صينية ممتلئة باﻷصناف المفضلة له و كوب عصير ثم اتجهت

  لغرفة مكتبه ... طرقت الباب وعندما أذن للطارق بالدخول فتحت الباب

  و دخلت ... رفع أصلان رأسه من أوراقه ليجد ملاكه تتحرك نحوه وهى

  تحمل صينية عليها طعام ... لم تسمع كلامه كالعادة ... اليوم تحديدا

  توقع انهيار آمالها منه .... إلا أن الواقع يثبت أنها مازالت مصرة على

  تلك المشاعر التى سترهق كليهما وتنهار حينما ترى تشوه جسده ...

  لم يستطع منع نفسه من الحنق من تلك المراهقة الصغيرة التى لا تيأس

  أبدا ... فاهتاجت أعصابه ﻷنها بالفعل أثرت به وأفرحت قلبه باهتمامها

  به حتى وهو يؤذيها ... وصرخ باسمها ﻷول مرة :

    زهرررررررررررة .... أنا قولتلك إيه ؟؟؟؟


- فزعت زهرة من صراخه على الرغم من إنها وعدت نفسه بالثبات ......

  و توقفت بالطعام فى منتصف الغرفة وعيناها أرضا لا تتطلع له ... فهى

  تعلم لو أنها نظرت له لانفجرت بكاءا من قسوته عليهما ... تملكه الغضب

  منها وجعله يقطع المسافة بينهم بخطوتين ووقف مقابلا لها مشرفا عليها

  بطوله كما نسى أمر الطعام وأمسكها بشدة من ذراعيها جعلت الدموع

  تطفر بها قائلا بصراخ شديد :

  

    أنا مش قولتلك مش عاوز منك حاجة .... هااااااه

    مبتسمعيش الكلااااام ليه ....

قالت بعينين دامعة وصوت منخفض متحشرج من غصتها :

   

    أصلان ... أنت مأكلتش ....


لم يعطها فرصة لتكملة كلامها .. وأكمل صراخه الذى رافقه إسقاطه ل

صينيه الطعام على اﻷرض :

    ملكيش دعوة بيا ... أنتى هنا ضيفة و بس .... تبقى تلتزمى بده...

    أنتى ......................


قطع صراخه احمرار وجهها بشدة و نزول دموعها وكأنها تكتم شئ ما ....

فى نفس الوقت الذى لامس سائل حار قدميه ... ثم سرعان ما أدرك أن

الشوربة المرافقة الطعام والتى كانت ساخنة جدا قد أحرقت قدميها ....

حملها بسرعة متجها بها إلى الحمام الخاص بغرفة مكتبه وهو يلعن نفسه

آلاف المرات لأذيتها ... جلس على كرسى الحمام و أجلسها على قدمه

... نظر لقدميها وجد أنه احمرار شديد يؤدى لالتهاب وليس حرق بقدمها

.... نظف جرحها من مكان الشوربة ثم استعان بمرهم للالتهابات من

الصيدلية الموجودة بالحمام ووضعه على قدميها بخفة وهى مازالت تبكي

بشدة فى حضنه من المفاجأة و اﻷلم ... ربت على ظهرها عدة مرات وشدد

من احتضانها وقد أدمعت عيناه تأثرا من الموقف و حنقا من نفسه لأنه

من تسبب لها باﻷذى .... أخرجها من الحمام و أجلسها بأحضانه على كرسى

جلدى بمكتبه وهو مازال مشددا عليها بذراعيه وهى تبكى على صدره ....

رفع رأسها قليلا من على صدره :

 

  سامحينى  رورو  ........... أنا آسف ..... سامحينى


وقبلها عدة مرات على رأسها ..... هدأت قليلا ولكن استمر أنينها

   آسف حبيبى ......... سامحينى ...... مش هكررها

لم ترفع رأسها له .... ولكن أصدرت صوتا رقيقا يدل على رفضها ... لم

يدرى بنفسه وقد انهارت حصونه واستمر بترجيها لمسامحته بعتاب رقيق

مستمرا بتقبيلها أعلى رأسها ... وكأنهم شخصان مختلفان غيرهم هما

من يتعاتبان :

   سامحينى حبيبى ... مش قصدى والله ..... رورو طاب بوصيلى

   خلينى أشوفك طيب .... عشان خاطرى حبيبى

دفنت نفسها بحضنه أكثر ... و مازالت على دلالها ورفضها له ... وكأنهم

يتعاتبان عل  شئ آخر غير الحرق ... لم يتحمل هذا العتاب الرقيق الذى

يشبه صاحبته و صوت أنينها ...  رفع رأسها قليلا له وقبل جبينها ووجنتيها

و أنفها وأخيرا فمها الصغير بهيام شديد مستمرا بقول أسفه :

  آسف ....... آسف .......... آسف ......... آسف ........آسف

هدأت زهرة من بكائها و أنينها ... فأعاد الكرة برقة أكثر فهدأت تماما ...

و قد تحولت قبلاته من رغبة لمصالحتها إلى رغبة بها هى .... امتص شفتيها

برقة مرة ثم مرة ثم مرة ....... حتى كثرت المرات وهى تبادله بخبرتها

الفطرية البسيطة ..... استمرت قبلاته لها وقبلاتها له مرارا مصاحبة بأنين

متعة منخفضا منها والأسوء من ذلك ابتلاعها لريقها بعد كل قبلة وكأنها

.. وكأنها ..................................................يا اللهى

أراد الابتعاد قليلا من كثافة مشاعره إلا أنها أنت برفض وتمسكت

بشفاهه بأسنانها.... جعله يفقد ما تبقى به من تعقل فزاد من ضمه لها

وقبلها بشكل جنونى .... يبادلها ... وتبادله ... يبادلها ... و تبادله ...

حتى علت أنفاسهما و أحمر وجهيهما من عمق المشاعر الوليدة ﻷول التحام

لهما حتى ولو كان جزئى .... ضاع الوقت منهما وتهدمت كل العوائق لم

يتبقى إلا جنونه وشغفها .... لم يفيقهما من عاصفتهما إلا صوت نحنحة

خشنة ﻷسامة وصوت خطواته وهو ينزل على السلم متجها للمطبخ .


- ابتعد عن شفتيها مصعوقا ولكنها مازالت جالسة على قدميه ... لم يتخيل

  أن يفلت زمام تحكمه منه أو أن يكون ما بينهما شغوفا بهذا الشكل كما

  كانت مصدومة بمدى شغفها بالرجل الوحيد الذى ملئ كيانها ... فانزلها

  من على قدميه وأوقفها وقد تغيرت تعبيرات وجهه إلى التجهم الشديد ، فهى

  لا تستحق منه ذلك فطلب منها بشكل هادئ مثير للارتياب أن تذهب

  لغرفتها... حاولت أن تقول شئ لكن الموقف وتعبيرات وجهه لا تسمح

  بذلك لذا ذهبت كما طلب منها ... وبعد أن خرجت من مكتبه فتح أزرار

  قميصه بسبب ضيق تنفسه الذى حتى لم يهتم به ... فكان أهتمامه منصبا

  بما حدث بينه وبين قطته ... ولا يدور بباله سوى سؤال :

   

            إيه اللى حصل ده ؟؟

- ذهبت زهرة إلى غرفتها التى هى غرفة أم أصلان بعد أن تعثرت عدة

  مرات فى طريقها ... لا تنتبه إلى خطواتها ... تتكرر أمام عينيها ما حدث

  بينهما ... لا تصدق كيف تتدلل عليه هكذا ؟ بل متى كانت تتدلل على أحد

  بهذا الشكل يوما ؟ هل هى من كانت تقبله منذ قليل ؟ وكأنها ...........

  ..... و كأنها ...... تشتاق للمساته و همساته لها بالاعتذار و طلب

  المسامحة ... هل هى من رفضت ابتعاده عنها و جذبته لها ثانية ؟ .....

  ... يالله ... بالتأكيد ليست هى ... ليست هى ... حتى أنها غفلت عن

  حرق قدميها ... هل هو من لبى طلبها بعدم ابتعاده عنها ؟ .... واﻷهم

  من هذا كله ... هل هكذا يكون شكل اللقاء بينهما ؟ ... هل هذا سيكون

  شكل حياتهما إذا توحدا ... و غيرها .. وغيرها من اﻷفكار التى ظلت

  تتردد بفكرها حتى غفت بجانب أمه قبيل الفجر .1


- أما هو لم يهدأ فكره أو خطواته بمكتبه لا يصدق كيف ضعف بهذا الشكل

  أمامها ؟ ... هل هو من قبلها هكذا ؟ ... هل يديه تلك من لمستها و

  ضمتها له ؟ ... يالله ... هل هو من استمر يقبلها بهذا الشكل ... هل

  هو من اﻷساس لديه تلك العاطفة تجاه أحد ؟ ... هل هو من كان يحايلها

  و يهدهدها بهذا الشكل حتى تهدأ ؟ ... هل هو من أعتذر لها مرارا حتى

  ترضى ؟ ...  هل هى من رفضت ابتعاده عنها ؟... لما ؟ ... هل ترغب

  مثله فى القرب ؟ ...هل هى من كانت تقبله مثلما يقبلها ؟ ...هل

  الإتحاد بينهما سيكون بتلك الحميمية ؟ ...... واﻷهم ..................

 

  هل هو من كان ضعيفا أمامها بهذا الشكل ؟ ... هل هو من كان يترجى

  رضاها ؟ ... هل هو من كان يعتذر لها مرارا ؟

ماذا عند اتحادهما.... ستؤذيه إذا علمت بتشوهه... ستنفر منه عند رؤيته

.. ستندم بعد ذلك لفارق العمر بينهما .. ثم .. ثم .. تجرحه .. وهو لن

يتحمل تلك النظرات منها .. لن يتحملها ... لذا لابد من إبعادها عنه

سريعا ... ثم استقام من على كرسيه عازما على إنهاء تلك المهزلة فورا .2


- استيقظت نعمة عند آذان الفجر لأداء صلاتها وبدء يومها ... إلا أنها على

  غير العادة لاحظت استغراق زهرة بالنوم و التى يظهر على وجهها

  الإرهاق بشكل واضح فآثرت ألا توقظها إلا عند الفطار ... فأدت صلاتها

  واتجهت لأسفل لشرب قهوتها مع الحج قدرى الذى لاحظت عليه تجهمه

  الشديد :


- نعمة : صباح الخير يا عمى .


- الجد : صباح النور يا نعمة ... أمال فين زهرة ؟

- نعمة : نايمة يا عمى ... شفتها تعبانة قلت أسيبها لحد ما نجهز الفطار .


- الجد : خير ما عملتى ... الحمد لله جت من عند ربنا .

- نعمة : خير يا عمى ... فيه إيه ؟

- الجد : أنا نزلت بعد الصلاة عشان استناكى أنتى و زهرة ... لقيت أصلان

          فى مكتبه والظاهر موجود من بدرى ... عصبى جدا لدرجة أنى

          متحملتش آعد معاه الشوية دول لحد ما تيجوا فسيبتوا و خرجت

          وخوفت زهرة تيجى ويتخانق معاها كالعادة .


- نعمة : استر يا رب ... الحمد لله إنها نايمة ... أنا قايمة أعملنا القهوة .


- الجد : طيب روحى .


- استيقظت زهرة على صياح أصلان الذى هز أرجاء المنزل .


- أصلان : إزاى تتصرف من نفسك كده ... من غير ما تقولى .


- فهرولت للحمام تغتسل و تتوضأ وتبدل ملابسها ، ثم أدت صلاتها واتجهت

  مسرعتا لأسفل فهى ولأول مرة منذ مجيئها لهذا البيت تتأخر فى نومها

  حتى معاد الفطار ولا تعده معهم .


- أما أصلان مازال صوته عالى بحيث تجمع على إثره أهل المنزل فسوما

  و أسماء جالستان بالصالة لا تتفوهان بحرف حتى لا يطولهما غضبه

  ، ونعمة أتت مسرعة من المطبخ ، والجد وأسامة و محمد فى المكتب

  الذى بابه مفتوح مع أصلان يحاولون تهدئته.

- محمد : صلى على النبى وأهدا يا أصلان ... و إن شاء الله خير .


- أصلان : خير ... و هيجى منين الخير يا سى محمد ... طبعا ما أنا معايا

           ناس بتهرج مش بتشتغل .


- أسامة : يا أصلان الطلبية أتأخرت يومين بس ... إحنا هنتصل بيهم و

           نراضيهم.


- أصلان الذى أشتد غضبه بكلام أسامة و بصياح أعلى :

        نعمل إيه يا خويا ... سمعنى كده تانى ... أنت لو عاوز تجلطنى مش

        هتقول كده ... أنت فاكرهم جيرانا هنا هنراضيهم... دول شركة

       كبيرة وليهم اسمهم فى السوق ملتزمين معاهم بعقد معين و طلبية

       المفروض تتسلم من يومين ... وأنت ومحمد قولتولى أعتمد علينا

      و ياريتنى ما اعتمدت .


- الجد : لا حول ولا قوة إلا بالله ... والخسارة أد إيه يا بنى ؟

- أصلان : الشرط الجزائى نص مليون ، وعشان نمشى أمورنا عشان الطلبية

           توصل كمان يومين ،وغيرها ... يعنى حوالى مليون ونص .


- صمت أسامة و محمد وعلى وجههم التجهم الشديد من تلك الغلطة التى

   ورطا بها غيرهم .


- أصلان : ولا منظرى وأنا بستقبل مكلمتهم بحسبهم بيتشكرولى على

          بضاعتنا اللى مفيش منها فى السوق ... ألقيها لسا موصلتش

          لأ وبيشتكوا من عدم التزمنا.... وأن أحنا لازم ندفع الشرط

          الجزائى اللى علينا عشان هما كمان خسروا حوالى نص مليون

          تمن الشرط الجزائى اللى عليهم عشان اتاخروا فى التسليم ،

          و إنهم هيقطعوا التعامل معانا بعد كده ، وطبعا بعد ما يفوح

          فى السوق السمعة اللى طلعت علينا محدش هيتعامل معانا

          و اللى هيتعامل هيعلى السقف بتاعه أوى .


- الجد : حصل خير ... و أسامة ومحمد يتسحب من تحت إيديهم أى

         حاجة ماسكينها ... وكمان مفيش أى أمضا ليهم على ورق ..

         و يرجعوا تحت إيد أصلان طالما لسه مش مسكين نفسهم فى

         الشغل ... لحد ما يثبتولك كفائتهم.

- أسامة ومحمد : أمرك يا جدى .


- محمد : حقك عليا يا جدى وانت يا ابن خالتى ... مش عارف الغلطة دى

           عدت من تحت إيدنا إزاى ... و حقك يا جدى فى اللى هتعملوا

           وكمان لو عاوزينى أشارك فى جزء من الخسارة بفلوسى أنا

            مستعد .. أنتوا ملكوش ذنب تتحملوا خسارة جت بسببنا.

- أسامة : وأنا كمان رأيى من رأى محمد .


- الجد : بس يلا أنت وهو .. المال مالى و أنا اللى بتحمل اللى يحصل

         طالما غلطوا من غير ما تقصدوا .. وإن شاء الله ربنا يعوضنا.

- أصلان : الموظف اللى مبلغش أن الطلبية متسلمتش يترفد حالا .. و انت

           يا محمد اتصل بيهم وبلغهم إن الطلبية هتوصل كمان يومين،

           و تعتذر إن ده غلط المصنع و إن إحنا متكفلين بالشرط الجزائى

           اللى هما دفعوه للتجار دا طبعا غير شرطنا .


- محمد : إن شاء الله ... أول حاجة هأعملها لما أروح المصنع .


- أصلان : أسامة تتمم على العمال وعلى الطلبية قبل ما تطلع من المصنع

           و على خط سيرها وسلامتها لحد ما توصل .


- أسامة : تمام .


- أصلان : أنا كمان هنزل أباشر الدنيا بنفسى لإن شكل الدنيا مبتتظبتش

            إلا أما أنزل بنفسى .


- الجد : خير ما عملت يابنى.... و حاول تهدى نفسك .


- أصلان : أنا مش هأهدى إلا لما الطلبية توصل ليهم .. وترجع سمعتنا

           اللى اتمرمغت فى السوق بسبب التهريج اللى حاصل ده و ....


- قطع كلامه رؤيته لزهرة تضع أمام مكانه على السفرة أطباقا معينة ...

  لم تكن وضعت كل اﻷطباق إلا و ثارت ثائرته ثانية ... وكأنما يلومها

  على ما حدث بعمله وإهماله له .


- أصلان بأهتياج :

              بتعملى إيه عندك ؟؟


تفاجأت زهرة من أهتياجه و صراخه بها بهذا الشكل أمام أهل المنزل

جميعهم ولم تتحدث من مفاجأتها .. وقد أسرعت نعمة بالرد بدلا منها حتى

لا يطولها غضبه .


- نعمة : بتحط الأكل يابنى ...  يعنى بتعمل إيه .


- أصلان : معلش يا أما أنا بكلمها هي ... وقام من مكانه مسرعا وأمسكها

          من ذراعيها بشدة آلمتها... وقام بهزها بعنف ... وصاح بها :

- أصلان : أنا مش بكلمك ... مبترديش ليه ؟


- لم تستطع زهرة الرد بل أدمعت عيناها من معاملته لها بهذا الشكل

  أمام الكل ... وقد أسرع الجد و نعمة بفصله عنها إلا أنه لم يتزحزح

  وأشتد ضغطه أكثر على ذراعيها ، قائلا بصراخ :

- أصلان : هو أنا عيل بكلمك .... ماتردى.... إيه مبتسمعيش ؟

- الجد ، الذى مازال يحاول إبعاده عنها :

         أصلان أنت أتجننت.


- نعمة ، التى تحاول فصله عنها مع الجد :

     سيبها يابنى حرام عليك .


- كل ذلك و هى مصدومة منه لا تنظر لعيناه بل لنقطة بعيدة فى الفراغ ..

  حتى إنها لم تحاول إبعاده عنها ... تركتهم يجذبوها من كل إتجاه و كأنها

  دمية يحركوها فيما بينهم ... لا يعبر عن صدمتها و حزنها إلا دموعها

  التى لم تتأخر بالنزول ... وقد جعلت الصور أمامها غير واضحة وكأنها

  خيالات لأشخاص بعيدين عنها .


- أصلان بصراخ :

         قولتلكوا محدش يتدخل .... أنا عاوز أعرف أنا مش قولتلك ملكيش

         دعوة بأى حاجة تخص البيت أو تخصنى أنا كمان .... أنتى إيه يا

          شيخة مبتسمعيش الكلام ليه ... لولا إنهم قالوا إنك متعلمة

          كنت أفتكرت أن أنتى مبتفهميش .


- الجد الذى سأم من تجاهل أصلان له صاح حانقا :

        كفاية يابنى .... يعنى أنا مليش كلمة عليك .


- أصلان وهو يتجاهل كلام جده للمرة التى لا يعرف عددها وعيناه مسلطة

  على تلك التى لاتبدى أى رد فعل وهو مستمر بهزها :

    أنتى هنا ضيفة وبس وكمان ضيفة مش مقبولة ... يعنى كام يوم

    الظروف تهدى و نروحك ... واستحالة تكونى هنا أى حاجة .. فاهمة .


- صراخه :  أوقف دموعها ... أوقف حركة الجد ... أوقف حركة نعمة ...

            جعل الصمت يسود البيت بأكمله.


فقد حدث ما حدث و أهانها أمام الجميع .


يتبع

💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙

الحلقة 13 

.

.

الفصل الثالث عشر

.

- أصلان : أنتى هنا ضيفة وبس ... و كمان ضيفة مش مقبول وجودها يعنى

          كام يوم و نروحك ... يعنى استحالة تكونى هنا حاجة .. فاهمة .


- صراخه أوقف دموعها ... أوقف حركة الجد ... أوقف حركة نعمة ...

  أصمت البيت كله ... فقد حدث ما حدث و أهانها أمام الجميع .. حتى من

  يساعد بالمطبخ خرجوا على صراخه ... وحاوطتها نظرات الشفقة من

  الجميع ... لم يهينها أحد من قبل كما لم يتحدث معها أحد بهذا الشكل

  مسبقا ... وضعت ما كانت متمسكة به بيدها كل تلك الفترة على الطاولة

  وهى علبة دوائه اليومى وغادرت بهدوء إلى غرفتها لا ترى دربها من

  دموعها ولا يرتسم على وجهها سوى نظرة خيبة منه ... وانسحب

  بعدها سوما وأسماء إلى غرفهم ، وأسامة ومحمد للعمل ... و أم أحمد

  و وردة و فاطمة إلى المطبخ... وأصلان غادر للعمل أيضا لا يرى دربه

  من ضيقه ولا يصدق أنه من جرحها بهذا الشكل ولا يفارقه النظرة التى

  ارتسمت على وجهها وهى خيبتها منه ... أما الجد لم يذهب لمكان هو و 

  نعمة بل جلسوا مصدومين مما حدث وامامهم طاولة الطعام الذى لم

   يمسه أحد .


-صعدت زهرة إلى غرفتها لا يتردد أمامها سوى نفوره منها أمام الجميع

وأهانتها له وكأنها تلتصق به كالعلكة... يتردد صوته بأذنها مرة ثم مرة ثم

مرة و عيناها دامعتان إلى أن دخلت غرفتها ثم إلى الحمام .. فتحت الماء

ووقفت تحت تيار الماء المنهمر بملابسها  ... فى نفس الوقت الذى صعدت

فيه نعمة للاطمئنان عليها لتجدها جالسة تحت الماء بملابسها وشاخصة

ببصرها للبعيد .. لطمت على صدرها وأسرعت إليها تنتشلها من تحت الماء

ثم سحبتها للغرفة وأبدلت لها ملابسها ... و كأن كلتاهما قد نسيا الكلام

  .. وتركتها زهرة و اتجهت للفراش .. غطت نفسها بغطاء خفيف و نامت

  و للعجب نامت بعمق بسرعة غريبة .. لم تلق نعمة للأمر أهمية بل كان  

  إهتمامها منصبا على حماية تلك اﻹبنة الغالية على قلبها ومعاقبة أصلان

  على إهانته لها .. فنزلت متجهة للجد الجالس بصالة البيت :

- نعمة بعصبية شديدة :

        ينفع كده يا عمى .


- الجد بعصبية مماثلة :

       أنتى بتجوليلى أنى ... أنى هعرفه إزاى يهنها كده ... المهم هيا

       عاملة إيه الوقتى .


- نعمة : لقيتها يا حبة عينى أعدة على اﻷرض فى الحمام و فاتحة المية

          عليها ... شديتها خليتها تغير هدومها و نامت من غير متنطق

          بكلمة واحدة ... أنا خايفة عليها أوى يا حج .. دى لونها مخطوف

          ووشها رايح خالص حتى النفس كانت بتخده بالعافية .


- الجد : طاب إبقى شقى عليها كل شوية ... ولما تصحى أنا هتكلم معاها

          إن شاء الله تكون اتحسنت شوية ولو صحيت وكانت لسه تعبانة

          نوديها للدكتور .


- الجد : لا حول ولا قوة إلا بالله ... البنت نخدها من بيتها زى الوردة

          تتبهدل عندنا كده ... ذنبها إيه .... دى أخته اللى الغلط راكبها

          من ساسها لراسها مشتكيتش منهم .. نقوم إحنا نبهدل الغلبانة

          اللى ملهاش ذنب دى .

.

.

.

.

.

.


- فى المطبخ :


- اتجه أبو أحمد للمطبخ كعادته كل يوم فى ذلك الوقت يتحدث قليلا مع

  زوجته و يمزح مع فاطمة ووردة وزهرة .. إلا أنه لم يجد بالمطبخ

  زهرة والسيدة نعمة كما أن زوجته وفاطمة ووردة يعملون وعلى وجههم

  ملامح التجهم الشديد وحالة صمت غريبة سائدة على جو المطبخ الذى لا

  يخلو عادة من اﻷصوات .


- أبو أحمد متعجبا :

       بسم الله الرحمن الرحيم .. خير يا جماعة لا أسكت الله لكم حسا .


- أم أحمد ألتفتت له : تعالى يا أبو أحمد أشربلك كوباية شاى .


- أبو أحمد : آه والنبى ألحقينى بيها ... أشربها على متناديلى زهرة

             أوريها بزور الورد الجديدة اللى وصيتنى عليها .


- تبادل الجميع بالمطبخ نظرات الحزن والخيبة ، والتى لم تفت أبو أحمد

  و توجس قلبه من أن تكون تلك التى أعتبرها إبنته مريضة لا قدر الله ،

  وقد ترجم لسانه السؤال الذى دار بباله .. ولم يجيبه سوى شهقات

  أم أحمد التى يعلم الله كم أحبتها هى الأخرى كأبنة لها .. لتواضعها

  معها ومساعدتها لها وكأنها أمها.. أوقع بكاء زوجته قلبه له خاصة عندما

  وجد فاطمة ووردة حاوطنها لمواستها ...


- أبو أحمد : الله فى إيه يا جماعة ... فهمونى .. الله يرضى عليكم .


- أنطلقت فاطمة ووردة تقصان عليه ما حدث على الإفطار .. وهو لايصدق

  أذنيه مما يسمع .. وقد أحزنه إهانتها وكأنها إبنته .. وأكملت فاطمة :

   بقى ست البنات دى اللى عمرها ما زعلت حد يتعمل فيها كده .


- قاطعت وردة كلامها :

          لأ و محدش يدافع عنها كلهم بيتفرجوا بس .. والحج قدرى والست

          نعمة طبعا مقدروش يحوشوه عنها .

- رد أبو أحمد :

          متظلموش الجماعة كانوا هيعملوا إيه يعنى .. محدش يقدر يعمل

          حاجة أدامه... ثم أكمل ... لا حول ولا قوة إلا بالله متستهلش

          كده .


- أكملت أم أحمد التى أثرت شهقاتها على صوتها :

        لو تشوف البت وهو ماسكها كانت عاملة زى العصفورة .. منتقطتش

        و لا كلمة وطلعت ياحبة عينى ودموعها على خدها .. الله يسامحه.


- ردت وردة :

       الوحيدة اللى كانت بتساعدنا مع الست نعمة .. ولو مفيش شغل

       كانت كل شوية تدخل تشقر علينا لو محتاجين حاجة .


- وأكملت فاطمة : وبتعاملنا كإننا أخواتها .. ولا تسمعنا كلمة وحشة حتى

          لو مخلصناش .. كانت تقولنا الله يكون فى عونكوا وتحط إيديها

          معانا وتساعدنا وتقول إيد على إيد تساعد عشان نعد كلنا مرة

          واحدة.

- أم أحمد :

     قطعت قلبى ... بهدلها جامد أوى يا أبو أحمد ... ومسحت دموعها ..

     طاب خليها تنزل وأنا أخدها آعدها معانا هنا .. طالما هو مش عاوزها

     إحنا عاوزنها... ومش هخلي يشوف ضوفرها حتى .


- فاطمة : آه و النبى يا خالتى .. دى إحنا هنضحكها ونسيها اللى حصل.

- وردة : ومش هنخليها تعوز حاجة أبدا .. وتأكل هنا معانا إحنا بنحبها

          أوى .. صح يا فاطنة  .


- فاطمة : آه أمال إيه ... بس أما تنزل مش هنخليها تطلع غير على النوم.


- أبو أحمد : إن شاء الله .. هي تستاهل كل خير ونعمة التربية صحيح  ..

               وأنا كمان هخدها معايا الجنينة تروح عن نفسها ..هي بتحب

              الورد أوى .. بس أما تيجى ابعتولى وإحنا نكلمها. . يلا

              أنا خارج أشوف أشغالى. . والله ما أنا عارف مين ليه نفس

              يشتغل بعد اللى سمعه ده .. أستغفر الله العظيم .

.

.

.

.

.

.

.

.

- أتجه أصلان لعمله لا يفارقه نظرة خيبتها منه التى أرتسمت على وجهها

  التى آكلت له قلبه و أضاقت له صدره حتى أصبحت الدنيا من حوله كخرم

  إبرة كما يقولون لا يرى منها شئ ... وقد أخرج ضيقه فى العمل من طرد

  وخصم وصراخ على العمال لأتفه الأشياء .. لا أحد يفهم ما به سوى

  أسامة ومحمد اللذان لم يخاطرا بالذهاب لمكتبه طوال اليوم .. حتى

  ذهبا للمنزل قبل العصر وقد أبلغهم أنه لديه المزيد من العمل ..فتركاه

  وعادا للمنزل .. الذى تجمع أهله بالصالة الكبيرة صامتون جميعا ومتجهموا

  الوجه .


- أسامة بشئ من المرح :

           السلام عليكم يا أهل الدار  .


- ولما لم يرد عليه أحد ، قال محمد بسخرية :

        شكل البيت مش أحسن من الشغل أوى .


- تبادل النظرات هو وأسامة ثم أتجها للجلوس معهم ... ولما طال الصمت

- أسامة :

     أمال مش هنتغدا ولا إيه ؟

- نظر الكل له باستنكار وكأنه قال نكتة فى عزاء ما .. وردت نعمة عليه

   بحسرة :

    و مين له نفس يأكل .


- رد أسامة بلهفة على أمه : إحنا ... يقصد هو و محمد ... ثم أكمل :

       أصلان إنهاردة فحتنا شغل .. ومش طايق نفسه لدرجة إن اللى

       مأخدش منه خصم اترفد .


- الجد :

      وهو فين بسلامته ؟

- محمد :

       إحنا فتنا عليه عشان نروح قال وراه شغل و هيتأخر إنهاردة .


- الجد :

       أحسن .


- قاطعهم صوت أسامة العالى :

      فين الغدا يا ناس .


- نعمة بنرفزة :

       جرا إيه يا واد ... فلقتنا ... الغدا .. الغدا ... مفيش ... محدش ليه

       نفس يعمل حاجة ... عاوزين أكل خشوا كلوا أى حاجة من جوا .


أسامة بسخرية :

      خشوا كلوا أى حاجة من جوا ... هى بقت كده ... طاب إحنا ذنبنا

      إيه طيب ؟ ... متشطرتوش على أصلان أتشطرتوا عليا أنا و الغلبان

      ده .


نعمة بغضب :

    أنت وهو السبب ... أعدتوا تتخانقوا لحد ماعصبتوه ولبستها الغلبانة

    دى لوحدها .. وأنت وهو زى البغل أهو .. لأ وجاى عاوز تاكل يا

    بجحتك يا أخى ...( ثم ببكاء)..أنا مش هسامحكوا أنتوا كمان لو البت

    دى جرالها حاجة .


- أسامة بتنهيدة وشعور بالذنب :

       يا أمى يا حبيبتى ... أنا بقول فين اﻷكل عشان نتجمع  ونزل زهرة

       تعد معانا عشان نصالحها و نطيب خاطرها .. دى نيتى والله ..

        صح يا محمد .


- محمد :

       آه والله يا خالتى واتفقنا أنا وهو ... بعد اﻷكل نخدها ونعد فى

       الجنينة و معانا أسماء و سوما عشان ننسيها شوية اللى حصل .


- أسامة :

       والله يا جدى من ساعة ما شوفتها و أنا بعتبرها أختى الصغيرة

        وتعرف عنى اللى محدش يعرفه .. و دايما معايا أنا و سوما فى

         كل حاجة .


- محمد :

         وأنا والله ربنا يعلم ... هى بحسبة أختى الصغيرة أنا معنديش

         أخوات وربنا يعلم بعزها أنا وأسماء أد إيه .... و طالما أصلان

         مش عايزها ملناش دعوة بيه ... لكن إحنا عايزنها.

- وقد أضاء كلام محمد نقطة هامة فى عقل الجد وتعتبر حل للتوتر الحالى.


- أسماء :

      والله فكرة ... إيه رأيك يا ماما نطلعلها أنا و سوما ونحاول ننزلها

      تعد معانا .


- الجد :

      بس كلكوا خلاص ... روحى يا فاطنة أنتى وورد جهزوا أى حاجة عشان

      نأكل ... وانتى يا نعمة بعد الأكل شقى عليها .. هى مش هترضى

      تنزل قدام حد دلوقتى .


- بعد أن تناول أهل المنزل الطعام ... استئذن أسامة الجد ليتحدث إلى

  سوما قليلا بالحديقة ... بينما محمد وأسماء صعدوا لغرفتهم ... أما نعمة

  أتجهت لترى زهرة ... والتى وجدتها كما هى على نومتها لم تتحرك ولو

  حركة واحدة ... فتركتها كما هى ظنا منها أن النوم سيريحها قليلا ويخفف

  من حدة الموقف و آثرت أن تستيقظ على حريتها اﻷمر الذى أيده الجد

  على أساس نفس ظنها ... حتى جاء الليل و إزداد قلقهم عليها لإستحالة

  نومها كل تلك الساعات ... مما جعل الجد يصعد بنفسه مع نعمة ليرى

  اﻷمر ... ووجداها أيضا على نفس الوضعية الأمر الذى لم يريحهما و

  أسرعت نعمة لايقاظها والجد بجانبها ... إلا أنها لم تستيقظ وقد شحب

  وجهها الذى لم يروه لأنها تعطيهم ظهرها ... لطمت نعمة على صدرها

  و صرخت بأعلى صوتها ... وكذلك الجد صرخ على أسامة ومحمد ....

  وقد صادف ذلك الصراخ دخول أصلان من باب المنزل .


- على صراخ نعمة ركض ?

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close