expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية ملاك الاسد من البارت السادس عشر حتي البارت العشرون بقلم اسراء الزغبي كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات



رواية ملاك الاسد

من البارت السادس عشر حتي البارت العشرون

بقلم اسراء الزغبي

الفصل السادس عشر

 انتفض أسد صارخا: نعععععم أتجوز مين؟! لأ دا إنتو اتهبلتوا بقى ....

قاطعه الجد صارخا هو الآخر: احترم نفسك يا أسد هتكبر على جدك ولا إيه ..... أنا قولتلك دا أمر مش طلب


 

أسد محاولا أن يهدأ: جدى .... أنا مستحيل أتجوز غير همس ..... هى الوحيدة اللى ليها الحق إنها تشيل اسمى


 

ماجد: إنت مضطر تنفذ اللى قولته وتتجوز جنى وإلا .... إنت عارف دلوقتى همس متسجلة على اسم مين ...... يعنى بكلمة منى لسعيد أقدر أقنعه إنه يرفع عليك قضية بخطف بنته والتهجم عليها بالضرب عشان مشاكل فى الورث ...... أنا عارف إنك ساعتين بس وتخرج من القضية دى ..... بس تخيل أنا أقدر أعمل إيه فى الساعتين دول ..... أنا أقدر أنقل همس من هنا لمكان بعيد محدش يعرفه ....

وأنا متأكد إنك عارف إن مهما نفوذك زادت عمرها ما هتوصل لنفوذى

انتفض أسد من مجلسه صارخا

يحطم كل ما بالغرفة ...... وكيف لا وهو متأكد من صحة كلام ذاك العجوز الذى يستحيل أن يكن له الحب ..... كيف يحبه وهو يريد إبعاده عن ملاكه؟! كيف؟!

ظل يكسر كل شيء ويصرخ بصوت عال تجمع على إثره كل من بالمشفى ....... ولكن لا أحد امتلك الجرأة للدلوف

مرت دقيقة واحدة وانقلبت الغرفة رأسًا على عقب ..... حتى الفراش لم يسلم من غضبه

أسد صارخا بوجع وغضب: آااااااااه ......ليييييه ...... ليه كلكم بتكرهونى ...... ليه مش بتتمنولى الخير ..... ليه مصرين تكسرونى ...... آااه


 

سقط على الأرض باكيا بشدة وقد اهلكته الهموم والعقبات التى تقف فى طريقه لملاكه .... كلما ظن أنه اقترب منها يكتشف العكس تماما


 

يبكى بهستيرية ..... إذا نظرت له لن تصدق أنه من فعل كل هذا الدمار بالغرفة المسكينة

راقبه الجد بخوفوحزن أكبر على حال حفيده وهو يفكر ...... هل كان مخطئ فى قراره ...... هل ملاك لأسد فقط ...... هو يحبهما كلاهما ولذلك يريد مصلحتهما ...... يعتقد أنه إذا كان أبا وأخًا لها سيكون أفضل وأكثر أمانًا لكلاهما بدلا من أن يكون عاشقًا لها

ربت على كتف ذلك الذى مازال يبكى وقد علت شهقاته وارتجف جسده

ماجد بحنان: أسد ..... إنت دلوقتى كبير كفاية إنك تاخد القرار الصح ...... جنى بتحبك وبنت طيبة ..... وبنت خالتك الله يرحمها اللى كنت بتعتبرها أمك التانية ...... نسيت جنى يا أسد ...... جنى اللى كنت بتحبها وإنت صغير ......اللى كنت بتغير عليها ..... مش دى جنى اللى قلت إنك هتتجوزها أما تكبر ..... إيه اللى اتغير

أسد بضعف وهو ينظر له: اللى اتغير إنى كبرت ..... اللى اتغير إنى وقتها كان عندى أقل من خمس سنين ..... يعنى طفل مش فاهم حاجة غير كلامكم وإنتو بتقولوا إن جنى لأسد ..... إنتو اللى حطيتوا الفكرة فى دماغى ...... بس لو أنا كنت بحبها بجد كنت اتألمت على ألمها ..... كنت منعتها تسافر تكمل تعليمها برة ..... كنت اتوجعت عليها هى لما خالتى ماتت .... مش أتوجع على خالتى وبس ..... لكن .... لكن ملاكى حاجة مختلفة ...... ملاكى هى العشق اللى بجد .... ملاكى هى الوحيدة اللى عيشتنى كل المشاعر ...... الحب والعشق لما بشوفها ..... الحزن لما بتبعد عنى أو أضرها من غير قصد ..... الغضب لما حد يزعلها أو يفكر يبعدها عنى .... و .... والغيرة لما حد يقرب منها ..... إنتو كلكو كنتم عايشين حياتكم عادى من غيرها ..... لكن أنا اللى كنت ميت من غيرها ..... ولما جت وعيشتنى ...... عايزين تاخدوها منى ..... ليه تبعدوها عنى وإنتو عارفين إنى مهووس بيها ومقدرش أتنفس من غيرها ... ليه

ثم أضاف بنبرة مترجية لأول مرة: جدى ...... أنا اللى حفيدك مش هيا ..... أنا اللى من صلبك ..... يبقى تفكر فى مصلحتى أنا مش مصلحتها ...... حتى لو فكرت فى مصلحة ملاكى ...... أنا متأكد إن مصلحتها معايا أنا ..... أنا أمانها ..... أنا أسدها ..... أنا العاشق ليها هى ..... وهى وبس مش حد غيرها .... أرجوك فكر فيا ..... ارجع عن قرارك ده ..... متستخدمش قوتك على حفيدك

ماجد بحنان : يا حبيبى أنا عشان بفكر فيك بعمل كده ..... أنا متأكد إن جنى هتنسيك حبها ..... جنى بتعشقك يا أسد ..... هى سافرت عشان تنساك لما لقت اهتمامك قل ..... بس فى كل مرة كنت بكلمها كنت بحس بعشقها ليك ..... إديها فرصة ..... يمكن تعشقها هى وتنسى هم.... حفيدتى

أسد بإصرار: مستحيل ...... مستحيل أقدر أنسى ملاكى ..... ملاكى يعنى قلبى ...... صدقنى لو كان لسة فى جزء ولو صغير جدا من قلبى فاضى ...... كنت إديت الجزء ده لغيرها يمكن أقدر أتخلص من عشقها ....... لإنه بيوجعنى أوى ...... لكن هى مش أخدت قلبى كله بس ..... لأ ..... دى أخدت كل حاجة فيا ..... روحى وجسمى وعقلى وقلبى وكيانى ...... كل جزء فيا بيناديها هى بس


 

..... كل جزء عايز قربها وعشقها ..... أوعدك مش هأذيها تانى بس سيبهالى أشبع منها ....

أنا لسة محققتش أحلامى اللى اتمنتها معاها

ماجد بقسوة وإصرار: أنا حاولت معاك بالذوق منفعش ..... يبقى نرجع للغصب تانى ...... موافق ولا أبدأ آخد اجراءات

أسد بضعف وإنهيار وقد أدرك أن جده لن يتراجع أبدا: موافق ..... بس بشرط

ماجد بفرحة وأمل فى إصلاح حياة حفيده كما يعتقد: إيه هو؟

أسد : علاقتى بملاكى تفضل زى ما هى ..... محدش يتدخل بينا ..... جنى لما تيجى تعرفها مكانتها إيه جنب مكانة ملاكى ...... لإن أى تجاوز منها تجاه ملاكى ..... مش هرحمها أبدا ..... وكمان حمدى ومنار ملهومش علاقة بملاكى أبدا ..... هما أبوها وأمها بالاسم مش أكتر ..... يعنى أنا المتحكم الاول والأخير بيها وبحياتها ..... وقبل متعترض على موضوع أمها وأبوها ..... أظن إنك ذكى كفاية إنك تعرف إنهم جايين عشان الفلوس وبس .... وآخر حاجة بقى ..... ملاكى أول ما تم ١٨ سنة هخيرها إنها تكون بنتى وأختى بس ..... ووقتها مستحيل تكون زوجة أى حد لو هى مش زوجتى أنا ..... أو إنها تكون مراتى وحبيبتى وكل دنيتى وأوعدك وقتها هنفذ اللى هى هتختاره ..... ها موافق

ماجد بتنهيدة: موضوع أبوها وأمها ماشى تمام ..... أما موضوع ال١٨ سنة بقى ...... فممكن أعرف جنى وضعها هيبقى إيه

أسد ببرود قاتل: ساعتها اللى ملاكى هتقوله هيتنفذ ..... يعنى لو قالت أطلقها هطلقها ..... لو قالت أسيبها مراتى هسيبها

ماجد بغضب يحاول التحكم به: وإنت ترضى بالظلم ده

أسد بهدوء: زى ما إنت رضيت بيه

ماجد: ماشى يا أسد ..... طب وهتعامل حفيدتى عادى إزاى بعد اللى عملته

أسد بألم بعدما تذكر ما حاول نسيانه: هى أكيد هتنسى أما تصحى زى كل مرة بيغمى عليها

ماجد: ماشى يا أسد ...... أنا هتصل بجنى وأقولها تيجى

أسد: اعمل اللى تعمله ....... بس ملاكى متعرفش أى حاجة عن اللى هيحصل ..... أنا هفهمها بنفسى

خرج دون انتظار الرد

الجد بحزن: سامحنى يا أسد بس كان لازم أعمل كدة ..... إنت وملاك مختلفين عن بعض ..... هى متقدرش تستحمل عنفك ومرضك أبدا .....

لو استمريت معاها أكيد هتتسبب فى قتلها فى يوم

_________________________

خارج الغرفة

وقف أمام الحشد المتجمع على صوته العالى

أسد بصراخ: كل واحد على شغله

لحظة واحدة وكان المكان خالٍ إلا من عائلته

شريف بمواساة: إحنا سمعنا كل حاجة ...... صدقنى جدك عايز مصلحتك

سامر : أيوة يا أسد.... شريف عنده حق

أسد بصرامة: اللى سمعتوه يتنسى ..... ولا كإن فى حاجة ..... ملاكى لو عرفت حاجة عن الموضوع مش هرحم حد .... فاهمين

هزا رأسهما بالموافقة ..... فمن هما ليعترضا أمام الأسد

_________________________

توالت الأيام وتغير الكثير

وهو مقيم فى المشفى فقد أمر بإحضار سرير كبير له ولملاكه بعد خروجها من غرفة العناية المركزة

بالطبع لم ينسى تغيير طاقم الأطباء إلى إناث بعد أن أخذ حقه ممن رأوها من الرجال سواء الأطباء أو الممرضين ..... فمن نجا منهم هو من حدث له كسور

وشروخ ...... فما بالك بالهالكين؟!!!!!!

أجل شريف موعد زفافه مع ترنيم مما دفع أخاه لفعل المثل مع رحمة

اتصل ماجد بجنى وطلب منها الحضور وبعد إصرارها على معرفة ما يريد اضطر أن يخبرها كل شيء فهو رأى أحقيتها أن تختار إما أن تخوض هذا التحدى للفوز بعشقها أو الانسحاب بهدوء والاستسلام وحتى الآن لم تخبره رأيها أو ترد على اتصالاته فعلم الجد برفضها للأمر وخجلها من الرد عليه


 

لم يطل فى إصراره بينما ذلك شجع هذا الأسد وأسعده كثيرا فلا عائق أمام عشقه لملاكه الآن


 

أما منار وحمدى فهما يعيشان فى نعيم قصر ضرغام ولم يبذلا جهدا فى السؤال على ابنتهما حتى

وسمية تكاد تنفجر غيظا منهما

_________________________

فى الغرفة حيث يمكث العاشقان

يحتضنها بشدة وهو حزين والدموع فى عينيه

أسد: يلا يا ملاكى ...... أرجوكى اصحى بقا بقالك تسع أيام وساعتين نايمة ...... وحشنى التلج اللى فى عيونك ...... وحشتنى نظرتهم البريئة ليا لما بتسألينى عن حاجة مش عرفاها ....... وحشنى نومك فى حضنى وأنا بذاكرلك ........وحشنى خوفك عليا كإنك أم وأنا ابنها ..... وحشتنى مقالبك اللى بتعمليها فيا

قال آخر جملة مصاحبة لضحكاته بالرغم من الدموع المتساقطة فقط تذكر إحدى مقالبها وهى بعمر الثامنة

فلاش باك

دخل سريعا للقصر بعد عودته من الشركة أو بالأحرى تركه لها

لم يكمل الساعتين فهذه أول مرة يذهب للشركة بدونها بعدما رفضت بشدة مما أثار استغرابه ولكنه لم يعلق مثلما لم يستطع أن يظل فى الشركة وعقله وقلبه وروحه معها ولكن ما شجعه على العودة اتصال ملاكه به ليعود حتى تريه شيئًا هامًا

صعد بسرعة للطابق الذى به غرفتهما

فتح باب الغرفة فلم يجدها قلق وتملكه الخوف بعدما فكر فى العديد من الأشياء الغير جيدة أبدا وأخطرها أن تكون فى الأسفل مع جده أو عمه!!

دخل غرفة الثياب عله يجدها ولكنها لم تكن هناك

لم يتبقى سوى المرحاض

فتح الباب وقبل أن يدخل وجد تلك المياة الغزيرة الساقطة فوقه

تحرك بعشوائية لتفادى المياه لينزلق على الأرض وهو يتألم

أغمض عينيه بألم ثم فتحمها ليجد ملاكه بل بالأحرى شيطانته الصغيرة خاصة بعد ذلك الموقف

كانت واقفة فوق مقعد عال جدا بالنسبة لها فهو أطول منها وتمسك فى يديها الصغيرتين دلو كبير تتساقط منه قطرات الماء وتنظر له ببراءة من أعلى ..... كاد يشل بسبب براءتها تلك وكأنها لم تفعل شيء نظر لأسفل ليجد صابون

قام متصنعًا الغضب ليخيفها

نظرت له بفزع ثم ألقت الدلو سريعًا محاولةً النزول بصعوبة لطول المقعد الشديد فهو ليس مقعد للجلوس بل مقعد زينة

تمسكت يديها بأعلى الكرسى وهى تعطى ظهرها لأسد وتحاول مد رجليها قدر المستطاع لتصل للأرض لكنها تفشل

بكت بخوف وهى تصرخ بطفولية ...... لم تكن تلك من ضمن مخططاتها ...... لقد تسلقت ذلك المقعد بمساعدة مقعد آخر صغير وكانت ستهبط بواسطته ولكن ذلك الغبى أبعده بقدمه عند سقوطه

همس بصريخ: يلهوى يلهوى ...... الحقونى ..... هيقتلنى

كل ذلك أمام من يكتم ضحكته بصعوبة شديدة على كتلة اللطافة والغباء معا ...... فقد تعلقت فى المنتصف لا تستطيع الصعود ولا الهبوط

ولكنه تحكم بها بصعوبة ورسم الجدية والغضب على وجهه

اقترب منها وهى مازالت توليه ظهرها ..... وهل ذلك بإرادتها مثلا؟!!!!!

أمسكها من ملابسها خلف عنقها بقبضة يده

رفعها وأدارها نحوه وهو يتحرك لخارج المرحاض

أسد بغضب مصطنع: إيه اللى هببتيه ده

همس بخوف: مكنث قثدى ..... أنا .... أنا كنت بثتحمى وإنت دخلت والمية وقعت عليك

أسد: بتستحمى بهدومك وعلى كرسى وكمان بتاع الزينة اللى مبنحركهوش من مكانه أصلا

همس بصراخ وهى تحرك رجليها المنطلقة فى الهواء: إنت إزاى تمثكنى كدة ..... الله ..... قولتلك مث قثدى

أسد: بت شغل خدوهم بالصوت دا مش هيدخل عليا يلا اعترفى

همس بكبرياء وهى تربع يديها أمام صدرها وكأنها لم تكن خائفة منذ قليل وقد أوقفت حركتها: أيوة كان قثدى ..... فيها إيه يعنى

هنا وانفجر ضاحكا عليها وهى معلقة فى الهواء بفعل قبضة يده

تحرك باتجاه الفراش ثم جلس فوقه وأجلسها على قدميه

أسد وهو يضحك: قوليلى بقى جيبتى المقلب ده منين

همس بضيق: جيرى عملها فى توم

ثم أردفت باحتجاج واعتراض وكأنها أمام قاضٍ:

ومع إن جيرى أقثر منى بث نزل عادى من الكرثى

أسد بسخرية : مهو معلش الكرسى عايز طول فار مش طول نملة

همس بضيق وهى تسخر منه: نانانا

أسد: ههههههههه بس خلاص متزعليش ياستى المقلب حلو تعالى بقى عشان آخد حقى

هجم عليها وهو يحرك يده بخفة على بطنها لتضحك بشدة وتعلو ضحكاتهما معا

باك

انتبه على شعوره بحركتها البسيطة ليمسح دموعه وينظر لها بأمل وترقب لتتحرك مرة أخرى

ضحك بفرحة ضاغطا على زر بجانبه حتى تأتى الطبيبة

أسد بلهفة: ملاكى ....... ملاكى إنتى صحيتى صح .... إنتى سمعانى ...... طب فتحى عيونك يا روحى

فتحت عيونها ببطئ مزامنة مع دخول الطبيبة

فحصتها أمام ذلك العاشق الولهان

الطبيبة: الحمد لله يا فندم هى صحت خلاص ...... وأقل من شهر بإذن الله وهنشيل الجبس اللى على دراعها

أومأ لها وهو ينظر لملاكه التى تحاول فتح عينيها

استطاعت أخيرا لتنظر لكل مكان حتى وقعت عينيها عليه

لحظة واحدة وظلت تصرخ بشدة فى وجهه وظهر عليها علامات الفزع والرعب وهى تتراجع للخلف وتتساند على يدها المكسورة مما يؤلمها ويبكيها أكثر

تطلع إليها وقد هوى قلبه بين قدميه .... أتنظر له برعب؟!!!!! هل تذكرت ما حدث؟!!!! يا الله ....... لم يتوقع أبدا هذا ..... لقد اخترع أكثر من قصة والكثير من التبريرات ليقنعها أنها وقعت من على السلم أو تعرضت لحادث ...... لكن أن تتذكر كل شيء ..... هذا ما لم يكن فى الحسبان أبدا

السابع عشر


شعر بالضياع وأنه على وشك الإنهيار وقد امتلأت عينيه بالدموع

أسد بهمس متقطع: ملا....كى

ظلت تصرخ وقد ارتعش جسدها

تنتفض فى مكانها

برزت عروق رقبتها وجبهتها

الطبيبة بصراخ فى الممرضة: جهزى حقنة مهدئة بسرررررعة

ناولتها الممرضة إياه

اقتربت من همس التى ما إن رأتها حتى ازداد رعبها وهلعها أكثر وأكثر فهى تخاف بشدة من الإبر والحقن

وأخيراً خرج من صدمته على اقتراب الطبيبة من ملاكه فركض بسرعة ناحيتها ودفع الطبيبة حتى سقطت

احتضنها بشدة وهو يهدئها

أسد بدموع تمردت عليه فتساقطت: ملاكى ..... ملاكى أنا آسف والله مش همد إيدى عليكى تانى إهدى أرجوكى ...... ملاكى خلاص أنا مشيتها محدش هيقرب منك .... اهدى .... أرجوكى اهدى

ظل يهدئها ولكنها كما هى تنتفض وتصرخ بشدة وكل ما تراه هو لحظة اعتدائه بالضرب الشديد عليها

دخلت عائلة ضرغام على الصراخ لتنصدم مما رأوه

فأسد جن بالتأكيد!!! يحتضنها بشدة لدرجة أن اختنقت وقد انهار مثلها وهو يحاول يهدئها كالمجنون الذى لا يعرف ولا يدرك شيئًا

انطلق شريف وسامر ناحيته محاولين سحبه عنها ليصرخ بشدة عليهم

أسد بصراخ: ابعدوا عنى ..... ابعدوا هى محتاجانى جنبها .... سيبونى ...... ملاااكى

استطاعا إبعاده عنها ولكنه فك قيده واتجه لها بسرعة

وأخيراً عاد لوعيه ورأى ما فعله بملاكه التى تشهق بصوت عال من البكاء والاختناق معا فقد شدد على احتضانها بعنف

ليسقط على الأرض بانهيار وهو يصرخ بشدة ويبكى

ينادى باسمها علها ترحمه ...... يضرب الأرض بيديه حتى نزفت مرة أخرى واغرورقت الأرض بدمائه

هدأت شهقاتها لتعلو شهقاته هو ..... نظرت له بصدمة

أول مرة ينهار بتلك الطريقة أمامها ..... وما إن تلطخت يديه بالدماء حتى تذكرت ما فعله.

ولكن تلك المرة مختلفة فقد تذكرت حنانه تجاهها ..... إسعاده لها ...... حمايتها من كل شيء..... ستسامحه ...... أجل لن تكون أنانية وتعاقبه بل ستشفع له ..... لقد علمت سبب تملكه الغريب ..... علمت ما هو مرضه الذى يتحدثون عنه ..... علمت أنه مريض ..... مريض نفسى ..... فقد سمعت الجد ذات مرة يتحدث مع سعيد أنه ذهب لطبيب نفسى بعد وفاة والديه ولكن لم يكمل علاجه ..... ونتيجة ذلك هو تملكه الغريب ناحية طفلة .... احتاج الحنان والبراءة فى حياته .... ولسوء الحظ اجتمعا فى تلك الطفلة ..... لكن هى .... لا يهمها مرضه ..... لن تجبره أن يتعالج ..... ستكون هى العلاج .... ستكون الحضن الدافئ وتعوضه عن أمه ...... ستكون الأمان والحماية وتعوضه عن والده ..... هو يستحق مسامحتها ..... وليس مرة واحدة بل مليون مرة ..... يكفى عشقها وجنونها به ليشفع له عندها

قامت من الفراش برغم ألمها واتجهت له وهى تتحامل على قدميها الملفوفتين بشاش

ظل على حاله من الصراخ والانهيار حتى شعر بتلك اليد الصغيرة على كتفه ...... إنها يدها ..... هو لا يحلم ..... لا لا مستحيل أن يكون حلمًا

ولكنه خاف ..... خاف أن يستدير فلا يجدها أمامه.... بل على الفراش وتحيطها هالة الرعب والهلع

أغمض عينيه بشدة كأن بإغلاقهما يغلق عليها باب قلبه ليأسرها به للأبد .. ولكن زاد تشبث تلك اليد به

نظر خلفه ببطئ ليجدها أمامه ببرائتها المعتادة

تقوس شفتيها وعلى وشك البكاء

وفى جزء من الثانية كانت بين أحضانه أو لنقل بداخل ضلوعه ..... فقد سحقها بين زراعيه

لم تمانع أبدا بل شددت هى الأخرى على احتضانه بيدها السليمة

ظل يضحك بسعادة وقد استحت الدموع من الظهور مرة أخرى ...... فعند ظهور ملاكه .....

كل شيء يختفى

استمرا على ذلك الحال لفترة طويلة

اقتنع الجد قليلا أنهما لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما أبدا ..... ولكنه مازال مصرا على ألا يكونا عاشقان .... هذا دمار وموت لكليهما

أسد بهمس خافت فقد أتعبه كل شيء: سامحينى

حزنت وغضبت من نفسها ...... كيف تفعل هذا بأسدها ...... كيف تكون السبب فى انهياره ...... أقسمت ألا تكرر أى شيء يحزنه أبدا

همس بحزن: أنا مسامحاك يا أسدى

أطلق زفيرا براحة شديدة بعد سماع لقبه المحبب

همس وهى تكمل بحماس حتى تسعده: أسدى..... إنت عارف ..... أنا شوفتك فى أحلام كتير ..... كنا بنجرى ورا بعض فى جنينة حلوة أوى ..... متزعلش منى يا أسدى ..... والله أنا عايزاك إنت مش عايزة الناس دى كلها ..... أنا هختارك إنت دايمًا......

بس لما إنت سألتنى أختار مين ..... وقتها كنت بعيط جامد ..... وإنت عارف لما بعيط مش بقدر أتكلم خالص ..... أنا آسفة مش هكرر ده تانى أبدا

وضعت إصبع يدها السليمة عند طرف أذنها كإعتذار

يا ليتها لم تبرر ..... ضربها وعنفها على اللا شيء ... كيف نسى أنها لا تستطيع التحدث عند بكائها .....

أذى صغيرته وها هى تعتذر بكل براءة بالرغم من خطأه هو فى حقها

احتضنها مرة أخرى وأجلسها على قدميه وهو مازال جالس على الأرض وقد سقطت دمعة ندم من عينه

همس وهى تقوس شفتيها بحزن: خلاص متزعلش بقى بالله عليك ...... لو عايز مش هطلع أبدا من الأوضة ومش هتكلم مع أى حد تانى

جاء ليرد عليها بسعادة ...... فماذا يريد أكثر من ذلك ..... ملاكه تطلب منه بكامل إرادتها أن تكون له وحده ..... يجب عليه استغلال الفرصة

تحطمت آماله عندما سارع جده بالرد

ماجد بسرعة وخبث : لا يا حفيدتى أسد بيخاف عليكى وعايز يفرحك دايما عشان كده هيخليكى تكلمى والدك ووالدتك وإحنا عادى...... مش كدة يا أسد ولا هتحرمها من حقها فى الاختلاط بالناس

نظرت له بأمل وبراءة أن يؤكد على قول جدها

سبه بأبشع وأقذر السباب فى نفسه

أسد: طبعا يا ملاكى بخاف عليكى ..... هسيبك تتكلمى عادى بس مش كتير يعنى ...... تمام

أومأت له بسعادة ليحملها متحركًا بها للفراش مرة أخرى

وضع الغطاء فوقهما وقبل أن يعدل وضعية نومهما

أسد ببرود وفظاظة للواقفين: هتفضلوا كدة كتير ...... عايزين ننام ..... يلا برة

تطلع الكل إليه بصدمة ثم خرجوا بسرعة عندما وجدوا تحول نظرته من البرود للاشتعال وهم يسبونه ويلقبونه بالمجنون

ضحكت همس عليهم برقة

حملها أسد من على الفراش وجعلها فوقه كالعادة

أسد بابتسامة عاشقة: مبسوطة

هزت رأسها لتؤكد على كلامه ثم أضافت

همس بخبث: أيوة مبسوطة بس لسة زعلانة شوية

أسد بحنان وهو يقبل جبينها: وأعمل إيه لملاكى عشان ترضى عنى

همس برجاء: عايزة أول ما أطلع من المستشفى أكون أنا الكبيرة ليوم واحد بس والله

أسد باستغراب: مش فاهم كبيرة إزاى

همس: يعنى أنا أعمل كل حاجة بيعملها الكبار وأبقى دايما أكبر واحدة فى السن حتى لو معانا جدو العجوز

أسد بضحك شديد: عجوز؟ والله أول مرة تقولى الحق مع إنه ناقص شوية بس يلا بكرة تقولى الحق كله ...... وحاضر يا ملاكى أوامر مجابة ...... حاجة تانية

همس بنعاس: لأ ...... سيبنى أنام بقى

تأملها وهى نائمة وملس على شعرها الناعم الحر

الحر؟! هل رأوها هكذا؟! حسنا سيحاسبهم فيما بعد

ظل على حاله من التأمل حتى سقط فى نوم عميق لأول مرة منذ أكثر من أسبوع

________________________

مرت أيام وهو يدلل ملاكه ويعوضها عن كل شيء

يعلم أنها سامحته تماما ..... ولكنها تمثل أحيانا الحزن حتى تضمن أن ينفذ شرطها ..... غبية

......ألا تعلم أنه ينفذ ما تقول دون شروط فهى تشير فقط ويأتى لها بالكون

تم كل شيء أعده مع مازن ليرتاح قلبه قليلا

خرجت همس من المشفى بعد إزالة الشاش من قدميها وبعض أنحاء جسدها وتبقت يدها المكسورة فقط

استطاع بصعوبة اقناعها أن ترتاح يومين فى المنزل ثم ينفذ شرطها

مر اليومان الإضافيان وهذا اليوم المنشود بالنسبة لها

استيقظت فى السادسة صباحًا على غير عادتها فقد كانت تتعبه كثيرا فى إيقاظها

ظلت تنظر له بحب وتتلمس أجزاء وجهه الوسيم سواء حاجبيه الكثيفان أو رموشه المعتدلة لا طويلة ولا قصيرة ..... أنفه الأرستقراطى المرفوع بشموخ ...... شفتيه الجميلتان والتى تصبح مثيرة جدا أثناء كلامه

هزت رأسها بسرعة من أفكارها المنحلة فى رأيها ..... فما بالها بأفكار أسدها الخادشة للحياء ..... بل لكل شيء وليس الحياء فقط!!

نهضت بهدوء واستحمت وارتدت فستانا محتشمة باللون الوردى ذو فصوص من الألماس والفضة معا فكانت كالملكة المتوجة ولم تنسى ربط شعرها بالطبع ....... وضعت طوق له فروع أشجار متشابكة باللون الذهبى

اتجهت إليه توقظه حتى استيقظ أخيرا

فتح عينيه وتمنى لو لم يفعل ....... كيف سيمر اليوم دون أن يؤذيها ...... يا الله ألهمنى الصبر حتى تبلغ ١٨ عاما ثم خذه مرة أخرى ...... فأنا لن أحتاج له بمجرد أن تكتب على اسمى

أسد بهيام: إيه القمر ده

ردت بخجل: شكرا يلا بقى قوم متضيعش يومى

أسد بغيرة شديدة: إنتى هتخرجى كده ... وبعدين مش اتفقنا تتحجبى

همس برجاء: بالله عليك .... انهاردة بس .... وبعدين إحنا مش جيبنا طرح ليا

أسد: ماشى انهاردة بس ..... صليتى الأول

همس: أيوة ..... يلا بقى خد شاور عشان نبدأ

قام وقبلها من وجنتها ثم اتجه للمرحاض تاركا تلك الهائمة به

أفافت على نفسها: يخربيتك اليوم هيضيع فوقى بقى

بعدما استعد كل منهما جلسا يمزحان معا ويضعا خططا للمذاكرة حتى تعوض ما فاتها .....

أصبحت الساعة الثامنة فهبطا لأسفل للإفطار

تناولاه دون تعليق أى أحد من أفراد العائلة وبالطبع تجاهل منار وحمدى للجميع ...... يؤلمها تجاهلهما لكن أسدها يعوضها كل شيء

سحبته معها وذهبت للسيارة آمرة إياه أن يذهبوا لمطعم أسبانى...... أجلسها على قدمية رغم خجلها كل مرة

________________________

فى المطعم

جالسان فى المطعم الخالى من أى شخص عداهما

جعلها تجلس على قدميه بالرغم من تذمرها ولكنه أصر

جالس يكتم ضحكته بصعوبة وهو يراها تحاول أن تقرأ بالإسبانية لكنها سالب وليس صفر فقط

همس: بيو ... بوى ... بيويو .... أووووف أنا مش فاهمة حاجة

انفجر ضاحكا هو والنادلة على لطافتها

أسد: ما أنا قولتلك يا ملاكى أساعدك

همس باستسلام: ماشى ..... لا لا لا لا هات ده هات ده بسرعة

أسد بصدمة: اهدى بس هو إيه اللى هات ده ..... وإشمعنا ده اللى اختارتيه

همست له فى أذنه وكأنها تخبره أسرار حربية:

الكلمة طوييييلة أوى يبقى أكيد الأكلة كبيرة خالص

انفجر ضحكا قائلا: هو أى حاجة كبيرة وخلاص يا طفسة ...... إنتى عارفة إن اللى اخترتيه ده نوع من السلطات ..... يا أم وجبة كبيرة خالص

قال آخر جملة وهو يقلدها بسخرية

همس بضيق: أووووف ...... خلاص اختار إنت بس شوف وجبة كبيرة

أسد بحب: حاضر يا ملاكى

وهكذا كان اليوم وسط مشاكساتهما وحبهما الخفى فقد اختارت العديد من الأماكن ومنها الملاهى والسينما وغيرها وغيرها

عادا للقصر وهما يضحكان أثناء تشبثه بيدها

كأنها طوق النجاة خاصته

دخلا القصر فسمعا ضحكات عالية فى غرفة الصالون

فتح باب الغرفة ليصدم بالجميع يجلس مع ..... مع جنى ....... ما الذى أتى بها؟!

ماجد بسعادة: تعالى يا أسد ...... جنى خلاص وافقت

أسد بصدمة: إييييه؟!.

الثامن عشر


أسد بصدمة: إييييه

همس بإستغراب: فى إيه

جنى بابتسامة: إنتى همس مش كدة ؟

وقبل أن ترد عليها ارتفع صوت أسد

أسد بغضب وصراخ: متنطقيش اسمها

انتفضت جنى وحزنت بشدة ...... فكم تتمنى أن تكون هى همس ...... ولكنها لن تتخلى عن حبها ...... ظلت تفكر لعدة أيام فى كلام الجد حتى وافقت على التحدى وعادت ...... وقد أقسمت أن تجعله يحبها

همس: مالكوا فى إيه أنا مش فاهمة حاجة ..... ومين دى

جنى بابتسامة مصطنعة: إزيك ...... أنا جنى بنت خالة أسد وخطيبته وهبقى مراته كمان شهر

همس بصدمة وقد ترقرقت عينيها بالدموع: إيييه؟

نظرت لأسد نظرة لن ينساها أبدا ...... نظرة حزن وخذلان ...... جعلته يلعن نفسه وجده وكل إنسان على هذا الكوكب بالطبع غير ملاكه

حاول التبرير لكن سبقه الجد

ماجد: حفيدتى ...... ممكن نتكلم لوحدنا

أسد بسرعة وخوف: لأ ...... ملاكى مش هتروح مع حد ..... أنا هشرحلك كل حاجة .... والله ...

قاطعته همس ببكاء: يلا يا جدو

ذهبت من أمامه وذهب قلبه معها ..... تجمعت الدموع بعينيه سرعان ما تحولت لشرارات وجهها لتلك المبتسمة بسماجة..... اتجه نحوها وهو مستعد لقتلها ولكن منعه عمه

سعيد: اهدى يا أسد ..... اهدى ..... دى بنت خالتك متنساش

حاول الهدوء اكراما لخالته فقط

__________________________

فى غرفة الجد

ماجد: اقعدى يا حفيدتى

جلست أمامه سرعان ما انفجرت فى بكاء مرير وهى تشهق بشدة وقد احمر وجهها

ماجد مواسيا: اهدى ..... صدقينى دى سنة الحياة ...... أسد دلوقتى عنده ٢٥ سنة يعنى بقى راجل واعى ولازم يتجوز ...... وصدقينى عمر علاقتكم ما هتتغير ...... إنتى دايما هتكونى بنته اللى رباها ..... مينفعش تكونى أنانية ....... متنسيش إنه فكر فى مصلحتك كتير وضحى عشانك ..... يبقى لازم تردى الجميل

ظلت تبكى لفترة ثم توقفت بعد سماع كلماته القاسية

معه حق .... لما تكون أنانية مع من أكرمها دائما .... من كان لها خير العون والسند ...... العشق يعنى التضحية ...... فإذا كانت تعشقه .... فيجب أن تفكر به أولا وتضحى لأجله ..... ستوافق على زواجه ..... أو قتلها بالمعنى الأصح .....إذا استطاع تركها فهى لا تستطيع أبدا ..... هو نفسها ...... هو روحها........ هو .... هو قلبها

همس: حاضر يا جدو

ماجد بسعادة: شطورة...... أنا هنادى جنى تقعدوا مع بعض وتتكلموا شوية ...... هى طيبة وهتحبيها

" هتحبيها" رددت هذه الكلمة فى عقلها بسخرية

كيف ستحب غريمتها ...... كيف ستحب مالكة عشيقها ..... لا يهم إذا كانت ستحبها أم لا ....

المهم ألا يحبها هو ..... ألا يعشقها أبدا

خرجت من أفكارها على نهوض الجد وخروجه لينادى جنى

بمجرد خروجه ...... انهمرت دموعها مرة أخرى ..... ولكن أشد وأمر ...... لا مهرب الآن ..... كانت تعلم أنه لن يظل الحال هكذا طويلا ..... ولكن كان يوجد أمل ولو بسيط أن يحبها ...... والآن لا أمل ..... لا حب .....لا أسد

__________________________

خرج ونادى جنى غير مهتم بكتلة الغضب أمامه

ماجد: تعالى يا جنى ..... ادخلى لحفيدتى اتعرفوا على بعض يلا

أسد بعصبية وغضب: دا على جثتى إن حد يدخل لملاكى ....إنتوا مجانين صح .... أنا مستحيل إنى أكون ملك لحد تانى غيرها ..... ليه مش عايزين تفهموا إنى من غيرها ميت ...... وإنتى ..... لو مفكرة إنى ممكن أحبك فى يوم تبقى مجنونة ..... أنا قلبى ليها هى ..... وياريته قلبى بس لأ دا أنا عقلى وقلبى ونفسى وروحى وكيانى كل حاجة ليها .... حتى جسمى هيكون ليها أول ما تتم ١٨

جنى بهدوء متجاهلة إيه: أنا هدخلها يا جدو

توجه لها بغضب يود الفتك بها لكن أوقفه صياح جده

ماجد بصراخ: أسد أنا لسة عند تهديدى وممكن أنفذه عادى ودلوقتى حالا

تراجع بغضب أشد ..... فكر لوهلة أن يقتله وبذلك يتخلص من كل العقبات ..... لكنه تراجع واستغفر ربه ...... فبجانب أنه جده وأنها جريمة لا يسامح الله عليها ...... إلا أنه سيلوث يده التى تمسك بيد ملاكه وهو لن يسمح بذلك أبدا

اتجهت جنى لغرفة الجد حيث همس

دخلت عليها لتجدها تبكى بشدة

جنى مواسية: اهدى يا هم ... اهدى

هل تظنون أنها قد تنطق اسمها مرة أخرى .....

حتى لو لم يكن موجودا ..... يستحيل!!!!

همس ببكاء وغضب: ملكيش دعوة

حاولت أن تتماسك أمامها حتى لا تخسر من اول التحدى ..... يجب أن تجعل تلك الصغيرة فى صفها حتى تكسب أسد

جنى ببعض الحدة: احترمى نفسك ..... عيلة زيك هتهزقنى ولا إيه

دفعتها بحدة وركضت للخارج بغضب

__________________________

سمع صوت خطواتها لينظر لها بلهفة

اتجه لها بسرعة محاولا احتضانها لكنها أبعدته عنها

همس ببعض الحدة: أنا عايزة أقعد لوحدى

خرجت إلى الحديقة حيث حوض الورد التى زرعتها مع أسدها

نظر إلى ظلها بصدمة ألتلك الدرجة أصبحت تنفر منه ...... يا الله لا تجعلها تكرهنى ......

هذا العذاب بحد ذاته

نظر للموجودين بغضب وخذلان ثم صعد لغرفته حتى يراقب ملاكه من الشرفة

تطلعت منار إلى حمدى بخوف

منار بهمس : يا نهار اسود دا هيتجوز

حمدى: متقلقيش ..... مش هيمشى همس الواضح إنه متعلق بيها أوى وشكله بيحبها كواحدة ست مش بنته ودا كويس أوى لينا

منار فى نفسها: يعنى دلوقتى بقى عندى منافستين مش واحدة بس .. والله لتكون ملكى برضو يا أسد

__________________________

جلست أمام الحوض تبكى بشدة غير واعية لذلك العاشق المنكسر الذى يراقبها

ظل يراقبها وقلبه يتحطم لملايين القطع حتى وجدها هدأت ودخلت القصر

أحس بارتياح لتوقف دموعها وانتظرها لتدخل الغرفة

ولكن مرت نصف ساعة ولم تأتِ

قلق بشدة فخرج ليتفاجئ بالخدم يجهزون غرفة بجانبه

اتجه للغرفة ليجد ملاكه جالسة على الأريكة والخدم يجهزون الفراش

ذهب لها بسرعة وهو يمسك كتفيها

أسد بقلق: إنتى بتعملى إيه؟!!!

همس ببرود: بنقل لأوضة تانية ..... إنت خلاص هتتجوز يعنى حضنك من حقها هى

أسد بغضب: كل حاجة فيا من حقك إنتى بس فاهمة ولا لأ

همس بحزن: بالله عليك سيبنى ..... أنا تعبانة وعايزة أرتاح ...... اطلع برة وسيبنى لوحدى

حزن بشدة عليها ... كاد يبكى ... ولكنه تماسك لأجلها ... قبل جبينها وخرج دون كلمة أخرى

__________________________

مرت ساعات الليل بصعوبة على كليهما ... اعتاد كل منهما على رائحة الآخر ... اعتادا احتضان بعضهما حتى يستطيعا النوم

ظل يتململ فى فراشه ... يشتاق لها ... رائحتها مخدر ... تنسيه آلامه وتساعده على النوم


 

نفذ صبره .... تحرك بهدوء إلى غرفتها ... فتح الباب واغلقه بحذر

وجدها نائمة فى الفراش كالملائكة

اتجه لها وحملها بهدوء ثم وضعها فوقه وهو نائم على الفراش ....... دقيقة واحدة وغط فى نوم عميق

إذا نظرت له لن تصدق أنه من كان يناجى النوم منذ ساعات طويلة

رفعت رأسها بعدما أحست بنومه لتتأمله ... لم تستطع النوم هى الأخرى ... تريده بجانبها ... شعرت به فلم تتحرك فهى فى أشد الحاجة لحضنه الدافئ ...... آااه وأخيراً حصلت عليه

لم تأخذ وقتا طويلا هى الأخرى حتى غطت فى نوم عميق

__________________________

مرت العديد من الأيام ما يقارب أسبوعين والحال لم يتغير كثيرا

اتفق سامر وشريف أن يتزوجا مع أسد

منار وحمدى كما هما منغمسان فى نعيم القصر

جنى تشترى كل شيء ..... بدون مساعدة أسد ولو بكلمة حتى ..... لم تنسى أول مرة سألته رأيه عن إحدى ملابس النوم التى اشترتها ...... ظنت أنها تغريه وتجعله يشتاق لها ..... ولكن حدث العكس فلم يمر وقت طويل ووجدت الثوب قد مزق لقطع صغيرة ..... لم يكتفى بذلك بل رماها بوجهها مسمعًا إياها أبشع الكلمات عن كونها عاهرة وغيره من السباب القذر ..... آلمتها كرامتها بشدة ولكنها صبرت نفسها أنها مازالت فى البداية

ترنيم كما هى فى حيرتها ...... لما تشتاقه ..... لما تشتاق قربه ..... لماذا حزنت عند تحديد موعد زفافها .... وحزنها الأكبر لعلمها بزواج سامر أيضا

لا تعلم الإجابة أبدا

بينما رحمة تحاول كسب سامر فى صفها تنجح أحيانا وتفشل كثيرا ولكنها لا تيأس

سامر كما هو حزين بشدة على زواج ترنيمته .... لا ينكر إعجابه البسيط لرحمة ..... ولكن حب .... أبدا ..... يشعر أنها أخته المسئولة منه ..... يدعو الله أن يكتب له الخير دائما ويسانده فى محنته


 

شريف يعيش حياته بسعادة .... فأيام ويتوج حبه بالزواج


 

أما عاشقنا الولهان فقد طفح به الكيل ..... أسبوعان وهى تتجاهله ..... لا تجلس معه فى مكان أبدا كأنه وباء قاتل ..... لا تتكلم أبدا إلا للضرورة وبكلمات مختصرة جدا .... يأتى لأحضانها خلسة ليلًا كما يعتقد ويذهب فجرًا خوفا من استيقاظها فتغضب أكثر

يحاول الجلد ولكنه لا يستطيع ..... كل جزء به يناديها ..... كل ذرة بجسده تحتاج قربها ...... يحتاجها بشدة ..... أصبح يعمل بالمنزل وسامر وشريف بالشركة حتى يحصل على أكبر فرصة لرؤيتها

__________________________

فى المطبخ

تقف همس وهى محتارة وتبكى..... فقد أخرجت كل الخدم حتى تصنع كعكة بالشوكولاتة

لكن فجأة وأصبحت هى الكعكة ..... ملامحها الغير واضحة سواء بسبب الدقيق أو الشوكولاتة ..... وبعد كل هذه المعاناة يقع القالب منها

ظلت تبكى بطفولية على حظها السيء

مر على المطبخ صدفة فسمع بكائها

انطلق مسرعا ليفاجئ بمنظرها الطفولى ..... كادت تفلت منه ضحكة على شكلها اللطيف ولكنه تماسك كى لا تغضب أكثر

أسد بحنان وهو يقترب: ملاكى بتعيط ليه

همس ببكاء وقد نست الخلاف: الكيكة باظت يا أسدى

كاد أن يرقص بسعادة وجنون فقد تحدثت معه ونست خلافهما وعادت لطبيعتها

أسد بحب وسعادة: تحبى أساعدك

نظرت له بعيون متسعة وبريئة كالقطط : بجد

أسد بهيام: بجد

تعالت ضحكاتها الطفولية وسحبته حتى يبدأ

صنع الكعكة لها وهى تساعده بأشياء بسيطة جدا وسط ضحكاتهما

سامحته تماما .... اتخذت قرارها .... لن تضيع اكثر من ذلك ... ستظل بجانبه حتى لو تزوج مليون مرة


 

أخرجا الكعكة معا لتفرح همس بشدة ..... بالطبع لم ينسى مشاكستها ليرى غضبها الطفولى

__________________________

مرت الأيام بسعادة فقد استطاع أسد إقناع ملاكه بأنها الأهم دائما كما أخبرها أن زواجه من جنى مجرد صفقة ومن المستحيل أن يلمسها لم يخبرها الحقيقة حتى لا تقلق أو تخاف

كم سعدت بشدة بكلامه وقررت تجاهل جنى تماما ستنتظر أن يطلقها حتى لو اضطرت الإنتظار مدى الحياة

اليوم هو يوم الزفاف المشترك

كان زفافا للبعض وجنازة للبعض الآخر

قضى أسد اليوم كله مع ملاكه ليعوضها ..... اختارت هى بدلته كما اختار لها فستانا رائعا وبالطبع معه الحجاب خاصته فقد قرر ألا يرى أى حد شعرها حتى لو والديها ..... لا أحد له الحق برؤيتها غيره هو

__________________________

فى غرفة أسد بعدما ارتديا ملابسهما

نظر لها ليجد الدموع فى عينيها

اقترب منها وحملها

أسد بحنان: ملاكى ..... أنا قولتلك دى صفقة وبس ووعدتك مش هلمسها أبدا وحتى هقضى اليوم ده وكل الأيام معاكى إنتى

همس بابتسامة رقيقة: بجد يعنى مش هتحضنها

انفجر فى الضحك وهو ينظر لها بفخر ..... فقد أرضى غروره ورجولته أنها بريئة لا تفهم شيئًا

أعجبه ذلك كثيرا ... فهو ينتظر بفارغ الصبر ليعلمها كل شيء بنفسه

نظر لها وقبل جبينها مردفًا: أيوة بجد يا ملاكى

أنزلها أرضا بعد إصرارها وخرج ممسكا بيدها

__________________________

خرج للحشد الكبير وهو غاضب ومتوتر فقد قرر ألا تحضر ملاكه الزفاف ولكنه تراجع بعدما ظلت تبكى وهى تردف أنه يتخلى عنها لأجل تلك الملعونة ...... غبية!!!! ألا تعلم عشقه وغيرته المميتة ..... ولكن لا بأس فقد أمر حراسه بتفتيش جميع الحاضرين وأخذ الهواتف والكاميرات ليضمن ألا يتم تصوير ملاكه فيراها عدد أكثر

خرج معها .... سلم على الجميع وهو يخفيها وراءه

بعد الانتهاء

استمر فى التحدث معها والضحك ليساعدها على نسيان هذا اليوم الصعب ..... ولكن من يساعده هو على نسيانه؟

__________________________

أما سامر فهو واقف فى نهاية درجات القصر وبجانبه شريف وسعيد

بينما هو حزين ومهموم ..... اليوم ستتوج ترنيمته باسم غيره ..... حاول أن ينساها بكل الطرق ولكن لم يفلح أبدا

هبطت الثلاث حوريات فكن جميلات حقا

تمنت ترنيم لو تتجه لسامر مثلما تمنى هو

لا تعلم لماذا ولكنها تشعر أنها تنتمى له هو

تسلم كل منهما عروسته بينما جنى تبحث عن أسد لتجده يمرح مع تلك الشمطاء

جنى بعصبية: شايف يا جدو عمل إيه ..... منظرى دلوقتى يبقى إيه


 

ماجد بتنهيدة: معلش يا جنى إنتى عارفة من الأول المشاكل اللى هتواجهك


 

زفرت جنى بحنق وتوجهت لمقعدها وهى تجلس بعصبية وتنظر بحسرة لكل عروس وزوجها

اتجه ماجد لأسد واستطاع بصعوبة اقناعه أن يجلس بجانب عروسه

__________________________

اتجه لمقعده ومعه ملاكه بالطبع

جلس وأجلسها بينه وبين تلك الغبية

جنى بصراخ لهمس: فستانى يا متخل...

تراجعت بعد رؤيتها تلك النظرة التى أقسمت أنها كادت تقتلها

بينما تلك الصغيرة أخرجت لسانها لها وهى تسخر منها بسخريتها المعتادة: نانانانا

انفجر ضاحكًا على مشاكسته الصغيرة

وهكذا مر الزفاف ولم يتركها أبدا حتى فى رقصة العروسين ..... حملها ورقص معها هى بينما جنى تكاد تنفجر من الغيظ والغيرة

انتهى الزفاف وذهب سامر وشريف لقضاء شهر العسل بباريس

حملها صاعدا لأعلى ليوقفه صراخ جنى

جنى بصراخ: طب أهنتنى فى الفرح وماشى ..... مفيش شهر عسل برضو ماشى ... لكن ليلتى لأ

أسد ببرود: لو مش عجبك أطلقك حالا عادى

ضحكت همس بسعادة وهى تصفق بيديها الصغيرتين بطفولة

لينظر لها بحب

أسد بسعادة ومشاكسة: هههه يوغتى كميلة .... عجبتك يا ملاكى

هزت رأسها بإيجاب واحتضنته وهو مازال حاملًا إياها

صعد بها لأعلى غير مهتم بتلك الشعلة خلفه

زفر ماجد وسعيد بحنق لتصرفات أسد

ماجد لسعيد: مراتك بقالها أكتر من شهر غضبانة عند أهلها ..... مش هترجع ولا إيه

سعيد بقرف: أحسن سيبها تغور فى داهية .... قال إيه يا إما أنا فى القصر يا إما حمدى ومنار ... ولية نكد صحيح

ماجد: ههههههههه طب يلا اطلع نام يابنى

وهكذا انقضت الليلة كغيرها من الليالى

مرت أيام تليها أيام حتى أصبحوا أكثر من أربع سنوات

التاسع عشر


أكثر من أربع سنوات

انقلبت حياة البعض بينما البعض الآخر كما هو

طلق سعيد سمية بعدما وجد استحالة الحياة معها

حيث علم تخطيطها مع شخص ما لتدمير عائلته ..... قرر فى البداية سجنها ولكنه تراجع ..... فهى مهما كانت والدة أبنائه وسجنها سيضرهم لذلك تصرف بالطريقة الأمثل وهى أنه أعطاها مبلغا كبيرا من المال مقابل توقيعها على أوراق بعدم التدخل فى حياتهم أبدًا أو الظهور والتخلى عن أبنائها ..... لم يأخذ وقتًا لإقناعها ..... ولما الوقت مع من يعشق المال ...

سافرت سمية للخارج بعد طلاقها وقد قررت الابتعاد خاصة بعد كشف حقيقة مخططها ولكنها لم تفصح عمن يساعدها


 

أدركت ترنيم حقيقة مشاعرها تجاه سامر ..... ولكن قد فات الأوان ..... فهى زوجة أخيه وهو محرم عليها ..... استطاعت بصعوبة إقناع شريف بتأجيل الإنجاب فيما بعد بحجة العمل ..... ولكن الحقيقة أنها أقسمت إذا لم تتزوج من عاشقها فلن تنجب من غيره أبدا .... تحاول تجنب سامر قدر الإمكان خوفا من أن يصل بها الأمر للخيانة ..... ولكنها تفشل ..... فدائمًا تجد نفسها منصتة لحديثه حتى لو لم يكن مهما ..... وأكثر ما يخيفها هو أن يلاحظ ذلك فينفر منها أو يفكر بها بشكل سيء

شريف يعيش حياته بسعادة مع ترنيم بالرغم من المشاكل الكثيرة ولكن حبه يشفع

فشلت رحمة فى مهمتها ..... فسامر لم يقترب منها أبدا منذ زفافه ..... دائما يعدها بالمحاولة لكنه لا يستطيع ويبتعد فورا .... أصبح اليأس يتسلل لقلبها رويدا رويدا ..... أصبحت شبه مقتنعة أنها مهما فعلت لن تحتل ولو جزء بسيط من قلبه ولكنها مازالت تحاول حتى الآن

سامر كما هو لم يتغير شيء به أبدا ..... سوى عشقه لترنيم الذى وللغرابة زاد أكثر وأكثر بالرغم من محاولاته المستميتة لإنهاء عشقه ولكنه كالعادة يخسر فى حرب العشق ..... يشعر بالذنب تجاه رحمة بشدة ولكن يصبر نفسه أنه لم يخدعها بل هى على دراية بكل شيء منذ البداية

منار وحمدى كما هما أنانيان ..... لا يفكران سوى بالطعام والشراب فقط ..... ولكن مختلفان بشيء ..... فحمدى اتجه أكثر للمخدرات خاصة بعد إعطائه مبلغًا وفيرًا كل شهر من الجد إكراما لحفيدته


 

أما منار تحاول إغراء أسد كثيرا حتى لاحظ ذلك وهددها فخافت وتراجعت ولكن ذلك لم يمنع بعض المحاولات البسيطة جدا


 

جنى كما هى من الداخل؟!!! ..... ولكن خارجيا .... لااااا...... فلولا عمليات التجميل لصارت مشوهة تماما ..... فكم مرة ضربها لوقاحتها مع ملاكه ..... قد يكون عقابا صارما بعض الشيء .... ولكنها تستحق ..... فمن يملك قلبا يستحيل أن يحاول حرق فتاة صغيرة ..... يستحيل أن يسقطها من الدرج ..... يستحيل أن يحاول تفجير موقد النار فى وجه طفلة

نعم .... فعلت كل هذا .... حاولت كثيرًا قتل همس أو على الأقل تشويهها

ولكن ذلك الأسد يقف أمامها دائما ..... يحمى ملاكه من كل خطر ..... لا يسمح بهبوط دمعة واحدة من قطعتى الثلج خاصتها

أما أسد .... فيكفى القول أنه عاشق .... كم سُر بشدة عندما وجد زواجه لا يعيق حياته مع ملاكه الصغير...... علاقتهما كما هى لم تتغير أمام الجميع ...... ولكن بالنسبة له فهو يشعر بتطورها ..... أصبح يلاحظ شرود ملاكه به ..... فى البداية ظن أنه مجرد شرود فى شيء ما لا أكثر ..... ولكنه يتكرر كثيرا .... مستحيل أن يكون عاديًا بتلك النظرة التى يعرفها حق المعرفة ..... ولما يجهلها وهو من يقع بها كل لحظة .... إنها نفس نظرته لها .... نظرة العشق والهيام ...... ليس متأكد ولكنه يظن وهذا أفضل بكثير من عدم المعرفة ..... مازال هو من يذاكر لها وبالطبع يمنع عنها كل ما يريد أن يعلمها إياه بنفسه على الأرض الواقع ..... فهذا حقه هو وليس حق مجرد كتاب أو موقع تعليمى ......حتى أنهت المرحلة الثانوية ..... شهور فقط وتلتحق بكلية الهندسة ..... استطاعت بمساعدته الحصول على أعلى الدرجات

الآن هى ثانى شخص فى العائلة بعد أسد تلتحق بالكلية بمجهودها .... وسوف يحافظ على ذلك فقد كتب على الجميع من بعدها ألا ينال هذه الفرصة أبدا ..... سيبذل جهده أن يلتحق الباقى بجامعة خاصة حتى لو أتى بمجموع عال ..... طالما ملاكه تدخلت فى شيء ما ..... لا يحق لأحد غيره أن ينال شرفه أبدا

اليوم هو الموعد المنتظر منذ سنون كثيرة فهمس ستتم الثامنة عشر عاما .... ساعات فقط وتصبح ملكه وحده ..... أخيرا سيتوج حبهما بالزواج المعلن..... سيعترف بحبه لها ..... سيخبرها مدى عشقه ..... ساعة واحدة ..... لها الحق فى ساعة واحدة أن تستوعب اعترافها وترد عليه ...... وبعدها يعطيها العمر كله لتستوعب زواجها منه ..... بالطبع لن ينتظر أكثر من ذلك

همس الصغيرة ..... أو لنقل همس الأنثى ..... تغيرت تماما من الخارج ...... أصبحت أنثى بمعنى الكلمة مما زاد من حنق أسد وغضبه الشديد ...... ولكنها كما هى من الداخل ببراءتها وعفويتها وطفولتها

ازدادت تعلقا بأسد ..... كلما تعتقد أن هذا أقصى حد لعشقها له تكتشف العكس ..... حتى اقتنعت أن عشقها لا حد له ..... بالرغم من خجلها من قربه والنوم فى أحضانه ..... بالرغم من شعورها بالذنب لعصيان ربها ...... إلا أنه يطمئنها دائما أنه يحل له ذلك .... تذهل من ثقته المتناهية فى عدم وجود خطأ بقربهما ..... لكنها تثق به تعشقه بجنون ..... تدعو دائما أن يكون زوجها فى الدنيا والآخرة ....... ساعات فقط وتتم الثامنة عشر ..... لن تنتظر أكثر ..... لن تعذب نفسها أكثر ..... ستعترف له فى حفلة عيد ميلادها ..... ستخبره عن عشقها وهوسها به..... ستنتظر رده ..... أكيد يكن لها بعض المشاعر ..... هى تشعر بغيرته وحبه التى من المستحيل أن تكون ناتجة عن أبوة أو أخوة .....


 

ستخبره بحقيقة مشاعرها ..... إن رفضها ستكون ظله ..... حتى ولو أجبرته على الزواج منها .... ألم يخبرها أن ما تريده كل ما عليها هو أن تأمر ويأتى لها ..... إذا ستأمره أن يأتى لها ..... لن تتراجع أبدا ..... لن تضيع سنوات أخرى فى الخجل والخوف

أما مازن وياسمين فحياتهم كما هى سعادة وسرور ..... امتنعت ياسمين عن العمل بعد إنجابها مليكة ..... توسع مازن فى عمله أكثر وأكثر حتى أسس شركة محاماة ..... ظل المسئول عن شركات ضرغام أيضا ..... يمكننا القول أنهم العائلة الأكثر استقرارًا وتفاهمًا ..... بالطبع لا تخلو حياتهم من المشاكل ولكن يتم حلها بسرعة دون انتظار أن تكبر وتسبب فجوة فى علاقتهم

___________________________

فى غرفة أسد

مستلقٍ تحتها يتأمل كل شبر بها ابتداءا من حاجبيها المنحوتين بدقة ...... عينيها التى تشبه القطط منغلقتان على قطعتى الثلج ...... أنفها الدقيق والصغير برسمته اللطيفة..... وجنتيها الممتلئتين كالأطفال وأكثر بلونهما الوردى الدائم والذى يتحول للأحمر عند الخجل أو الغضب..... وأخيراً شفتيها .... عذابه الأكبر .... اليوم يحق له كل شيء ..... سيملكها قلبا وقالبا ..... سيضع وسوم ملكيته على كل شبر بها

خرج من أفكاره على تململها البسيط فى أحضانه لتضرب قدميها ركبتيه بخفة

عند هذه الفكرة وظل يضحك بخفة عليها ..... فملاكه مهما كبرت ستظل قصيرة دائما ... رأسها بالكاد يصل لصدره ... يعشق ملامحها الحانقة إذا سخر من قصرها

تململت أكثر حتى فتحت عينيها الثلجية التى وقعت عليه لتتنهد بخفة

همس بخجل وسعادة: صباح الخير يا أسدى

أسد بفرحة مشددًا على احتضانها: صباح الجمال يا ملاكى

همس بحماس: طب إيه

أسد وهو يكتم ضحكته بصعوبة : إيه

همس بحزن: إيه؟!!! إنت مش عارف انهاردة إيه

أسد: أوووووبس .... إزاى أنسى حاجة زى كدة

همس بفرحة: ها افتكرت

أسد : آاه طبعا ..... انهاردة لازم أصرف المكافأة لكام عامل .... بجد شكرا يا ملاكى إنك فكرتينى

نظرت له نظرة قاتلة فى رأيها ولكن فى رأيه كانت من ألطف إن لم تكن ألطف النظرات التى شاهدها فى حياته


 

انتفضت من مكانها بعنف وهى تسند عليه بشدة لتوجعه ولكن ملامحه كانت باردة لتزفر بحنق وتركض ناحية المرحاض

همس بصراخ: ابقى اطلع استحمى برة بقى

أغلقت الباب بعنف ليضحك عليها بشدة وعلى طفولتها التى لن تزول أبدا

ذهب لغرفة أخرى ليستحم بها وقلبه يكاد يقفز من الفرحة

_________________________

الخادمة فى الهاتف: أيوة يا فندم ..... لا متقلقش كله تمام ..... أيوة هو جهز حفلة خاصة بيهم وأنا قدرت أعرف مكانها ..... لا متقلقش هقدر أدخله المكان بس كله بحسابه ...... تمام يا باشا سلام

أغلقت الهاتف معه ثم اتجهت لأعمالها

_________________________

فى غرفة حمدى ومنار

حمدى: معاكى فلوس؟

منار بشهقة: نعععم إنت لحقت تخلص فلوسك ولا إيه ..... دول أكتر من خمس تلاف جنيه ..... كله من الهباب اللى بتشمه ده

حمدى بغضب: خلاص جاتك القرف وإنتى ولية خرفانة ..... غورى مش عاوز حاجة

خرج من الغرفة متجها لأسفل ليبحث عن الطعام فهذا كل ما يفعله

منار بقرف: جاتك ستين مصيبة يا شيخ ..... يادى النيلة على حظى الهباب ..... مش كنت اتجوزت راجل زى أسد ..... يلا ملناش نصيب ..... بس نحاول تانى معاه يمكن يرضى

__________________________

فى غرفة شريف

شريف بحزن: ترنيم ..... إنتى مش حاسة إننا طولنا فى موضوع الخلفة ده

ترنيم بحزن عليه: معلش يا شريف ..... صدقنى مش هقدر أخلف دلوقتى .... شوية وقت بس

شريف بتنهيدة: ماشى اللى يريحك يا حبيبتى

____________________________

فى غرفة سامر

رحمة بيأس: إنت عمرك ما هتحبنى أبدا يا سامر

سامر باندفاع مبررًا لنفسه قبلها: صدقينى هنساها وهحبك إنتى ..... اصبرى عليا بس ..... وأوعدك لو مش نسيتها هشوف مكان تانى نعيش فيه أنا وإنتى ونكون عيلتنا إحنا بس

رحمة بابتسامة أمل: بجد يا سامر

سامر: أيوة بجد

___________________________

نعود مرة أخرى للعاشقين

استحم أسد ودخل غرفته فوجدها ما زالت فى المرحاض

أسد بسخرية: مستنى تطلع بسرعة .... دا هى فى العادى بتغيب لما بتستحمى .... ما بالك بقى لو زعلانة كمان ...... بس يلا كله يهون عشانها

ظل ينتظرها وهو جالس على الفراش حتى مل فخرج للشرفة

فى المرحاض

همس وهى تسب نفسها: غبية متخلفة ..... إزاي تنسى تاخدى هدوم معاكى .... طب أطلع برة ولا إيه .... أيوة هطلع هو أكيد لسة بيستحمى برة

فتحت الباب قليلا ونظرت للغرفة فلم تجده لتزفر براحة

خرجت وهى تلف جسدها بمنشفة صغيرة جدا بالكاد تغطيها

شعر بقلبه ينبض بعنف ..... لا يعلم لماذا .... قرر النظر للخلف

وليته لم يفعل ..... امرأة ذات أنوثة طاغية فى غرفته .... متى كبرت صغيرته ..... ألتلك الدرجة كان أعمى أم أنه تعامى حتى لا يفقد صوابه

يا الله ...... ظل يقترب منها وأنفاسه يعلو صوتها

صدره يكاد ينتفض وانتشرت الحرارة فى جسده

أحست بأنفاس حولها ..... إنها أنفاسه

استدارت ببطئ تدعو ألا يكون هو .... يا الله إنه هو

نظرت له ولحالتها فاحمرت أكثر وأكثر .... أصبحت كالفراولة الناضجة المنتظرة قطفها ..... وبالطبع على يد ذلك العاشق

لحظة واحدة وكان أمامها مباشرة

لم تستطع التحرك .... فهو أمامها والجدار خلفها

ظلت أنفاسه تعلو أكثر وأكثر محاولًا التحكم بنفسه

أغمضت عينيها .... تشعر بأنفاسه تحيط بها

كادت تنقطع أنفاسها لكنها أفاقت على صوته المتقطع من فرط المشاعر

أسد بلهاث وتقطع: ثانية واحدة ..... ثانية واحدة وتكونى اختفيتى وإلا .....

اقترب من أذنيها وهمس بكلماتٍ متغزلا بها

احمرت بشدة حتى تعرقت ... تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها من فرط خجلها

لا لن أنتظر أن تنشق الأرض

نفذت كلامه بالحرف .... استغرقت ثانية واحدة لدفعه والهروب للمرحاض مرة أخرى

استندت على الباب من الداخل تلهث وتشعر بحرارة بكامل جسدها


 

همس: يلهوى .... يلهوى .... دا طلع قليل الأدب أوى .... نهار اسوح أنا مجبتش الهدوم تانى .... فعلا سعد زغلول قالها مفيش فايدة ..... أنا مش هطلع تانى ..... آااه أنا أخاف على نفسى .... بلا عيد ميلاد بلا هبل

أما فى الخارج

حاول تهدئة نفسه كثيرا ولكن لا شيء ينفع أبدا .... يريدها ويعشقها بشدة

اتجه للمرحاض مرة أخرى ليأخذ حماما باردا علها تهدئ مشاعره قليلا

سمعته يفتح الباب ويغلقه

همس : يادى النيلة .... طب أعمل إيه دلوقتى ..... ياترى هو برة ولا مشى ..... أطلع تانى ولا إيه

وأخيراً تشجعت قليلا وخرجت ..... وهذه المرة نظرت فى كل الاتجاهات ..... زفرت براحة عندما لم تجده اتجهت بسرعة لغرفة الثياب

ارتدت فستانا وعليه الحجاب وانتظرته ليعود فقد نبه عليها كثيرا ألا تهبط لأسفل بدونه أبدا

بعد استحمامه مرة أخرى دخل عليها

لم تسمح له بالنظر حتى فسرعان ما أتى انطلقت من أمامه لأسفل وهى خجلة بشدة لينفجر ضحكا على ملاكه البرئ

_____________________________

هبطت لأسفل وجلست على مقعدها بعدما أقنعته بصعوبة أن تجلس بجانبه لا على قدميه

جاء بعدها مباشرة وجلس هو الآخر بجانبها

تناولوا طعامهن بصمت وسط نظرات جنى الحاقدة تجاه همس المستمتعة

فكم تعشق أن تغيظها

مال عليها هامسًا

أسد بخبث: شايفك مستمتعة أوى بنظراتها

همس بتوتر: ها هى مين دى ..... وبعدين أنا مالى بجنى

أسد بضحك على صغيرته الحمقاء: هههه وهو أنا جبت سيرة جنى

نظرت له بحنق ثم أكملت طعامها متجاهلة إياه

لم ولن تنسى عدم تذكره عيد ميلادها

لم يعجبه تجاهلها ليقرر أن يخجلها

أسد بهمس وهو ينظر لها بجراءة: بس مقاساتك كبرت أوى يعنى ..... عشان كدة مش عايزانى أشتريلك هدوم .... صحيح مقاساتك بقت كام دلوقتى ولا أخمن أنا على حسب اللى شوفته

أنهى كلماته بغمزة لتشهق وتبثق ما كانت تحتسيه ليتجه لجنى


 

انفجر ضاحكا عليها بينما لم تستطع جنى التكلم فقد لاحظت نظرته نحوها كأنه يتحداها أن تتفوه بكلمة

نهض وقبل جبين ملاكه وذهب للشركة ولأول مرة يطلب منها ألا تأتى معه مما أحزنها أكثر

_____________________________

قضت يومها بملل شديد حتى جاء الليل ولم يحضر أسد بعد ..... قلقت عليه بشدة

همس بتوتر وخوف: هو أتأخر ليه .... يا رب تحميه يا رب أنا مق....

لم تكمل كلامها بسبب طرقات الباب

ارتدت حجابها وفتحت الباب

همس بإستغراب: إنتو مين

إحدى الفتيات: أستاذ أسد بعتنا عشان فى حفلة هيحضرها وحضرتك هتحضريها

همس بتمتمة وحنق: نانانا شاطر يحضر حفلات غيره وبس لكن إنه يعايدنى حتى ..... لا طبعا إزاى مينفعش

دخلت الفتيات ووضعوا لها المكياج الذى لأول مرة يلمس وجهها النقى ..... وارتدت الفستان بعدما ظلت مدة طويلة فاتحة فمها وهى منبهرة من جماله فبالرغم من بساطته إلا أنه كان رائعا فهى تعشق البساطة كما أنه اختار لونا يظهر عينيها بشدة

إحدى الفتيات بإعجاب: وااااو ما شاء الله عليكى إيه الجمال ده .... إحنا كده خلصنا

هزت رأسها وهى شاردة فى نفسها أفاقت على سائقتها التى تخبرها أن السيارة جاهزة لنقلها

اتجهت همس للسيارة وتحركوا للحفل كما تعتقد

توقفت السيارة أمام فيلا شديدة الجمال والأناقة تتكون من طابق واحد أرضى ولكنها واسعة بشدة

ترجلت من السيارة وهى محتارة من عدم وجود أى شخص حتى وجدت ممرا به ورود

فقررت أن تسير باتجاه الورود حتى وصلت إلى غرفة

فتحت الباب ببطئ لتتفاجئ بما رأته

غرفة مليئة بالورود والشموع والزينة

وأكثر ما جذب انتباهها هى تلك الجملة على ذلك الفراش

(أكتفى بك)

دق قلبها بعنف تدعو ألا يخيب الله ظنها أبدا

وفجأة خرج سارق قلبها من مكان ما ليظهر أمامها بطلته الرجولية التى ترهقها ببذلته السمراء المحددة عضلاته وذلك المنديل بنفس لون ثوبها

اقترب ببطئ منها وقد أقسم أن الفستان لم يكن بهذا الجمال إلا عندما ارتدته هى .... مالكة قلبه وعقله وروحه ونفسه

ظل يقترب منها وهما مغيبان وفجأة علت موسيقى هادئة رومانسية

انحنى لها كالملوك يمد يده

أسد بهمس: ملاكى تقبل تدينى الشرف إنى أرقص معاها

قدمت يدها له دون اعتراض كأنها آلة عليه السمع والطاعة ..... ولما لا فقد قدمت روحها وقلبها من قبل

وضع يده على خصرها ورفعها لتقف بقدميها فوق قدميه لتعلو ولو قليلا

أسد بهمس فى أذنها: كل سنة وملاكى معايا... كل سنة وملاكى فى حضنى

هنا وأفاقت من كل شيء لتحتضنه بشدة تبكى وتضحك فى نفس الوقت

أبعدها عنه برفق يزيل دموعها بشفتيه

أسد بعشق وحنان: اوعى تنزل دموعك أبدا حتى لو دموع الفرح ..... أنا هنا أبكى وأزعل مكانك ..... وإنتى افرحى واضحكى مكانى

نظرت له بوله وهما يرقصان على الموسيقى

أسد وقد قرر عدم الانتظار أكثر: ملاكى أنا .... أنا....

توقف عن الكلام بعدما سمع تأوه ضعيف منها

نظر لها باستغراب سرعان ما تحول لصدمة وفزع وهو يشعر بسائل دافئ تحت يديه ..... وملاكه الصغيرة تنهار وقد أسندت كامل جسدها على صدره

رفع يده ببطئ ناحية وجهه ليجدها ملطخة بالدماء

أفاق على سقوط ملاكه فأسرع بالتقاطها

ظل ينظر لها بفزع

لما لا يخرج الكلام من حلقه ..... يريد التحدث .... يريد الصراخ.... لا يستطيع..... كل ما يفعله هو الارتعاش..... والبكاء..... و ....... والموت معها

همس بصوت ضعيف: بعشقك

ثم أغمضت عينيها بسلام

هنا وخرج صوته أخيرا

أسد بصراخ وهو ينتفض بشدة: ملااااااااااااكى..

العشرون


أسد بانهيار وصراخ: ملاااااكى.. لااا.

ظل يصرخ باسمها ويهز رأسه بجنون رافضا فكرة موتها حتى تعب وجرحت حنجرته كما تعب قلبه

شد عليها ... ضمها كأنه يتمنى ادخالها بين ضلوعه

أسد بضعف وبحة من كثرة الصراخ وشلالات من المياه تتدفق من عينيه: ملاكى ...... أرجو ....كى متسبينيش ..... أنا هموت من غيرك ..... أنا لسة عايز أعترفلك بعشقى ليكى ..... أنا مهووس بيكى من أول لحظة ..... كنت دايما بقنع نفسى إنى أبوكى وبس ..... بس مقدرتش ...... مجرد إنى أفكر بالطريقة دى كنت بتعذب وأموت ببطئ ....... كنت دايما أمانك وحمايتك ..... أنا بعشق كل حاجة فيكى ..... حتى أنفاسك ..... بعشقها ......كنت .... كنت دايما بستناكى لما تنامى وأقرب منك ..... كنت بقرب منك وأتنفس أنفاسك .... كنت بحس بشعور غريب لما بتنفسهم ...... قومى يا ملاكى ..... قومى عشان خاطرى ..... طب ...طب هجيلك أنا .... خدينى معاكى .... أنا لو قتلت نفسى هتحرم منك فى الجنة ..... فخدينى إنتى...... يارب .... يارب خدنى ليها يارب ..... مقدرش أعيش من غيرها ..... يلا يا ملاكى قومى ..... يلااا قووومى

قال آخر جملة بصراخ وقد عاد لانهياره وجنونه مرة أخرى ظل يعنفها ويصرخ فى وجهها أن تقوم لكن لا حياة لمن تنادي

أسسد

قالها شريف بصراخ وصدمة وهو يبعده

أسد بغضب وصراخ أكثر وأكثر: ابعد عنا ..... سيبنا لوحدنا ..... سيبونى معاها...... أنا بكرهكم كلكم ..... عايزين تبعدونا لييييه .... لييييييه ..... شريف أرجوك قولهم إنها بتحبنى والله العظيم بتحبنى يا شريف ..... هى ....هى قالت إنها بتعشقنى مش بتحبنى بس ..... أنا متفق مع المأزون هروحله كمان ساعة عشان .... عشان أتجوزها شرعى ..... ابعد يا شريف أكيد مستنى ..... لازم اتجوز ملاكى .... لازم

لحظة واحدة وتحرك وجهه للجهة الأخرى بعدما صفعه شريف

شريف بصراخ: اصحى وفوق بقى البنت هتموت

وكأنه كان ينتظر تلك الصفعة ليدرك ما هو فيه

قام بسرعة يحملها بين يديه منطلقًا خارج الفيلا

أسد بصراخ لشريف: افتح الباب بسرررررعة

ركض شريف وفتح باب السيارة الخلفى

أسد بانهيار: سوق إنت ..... أنا مش قادر وأعصابى بايظة

شريف: حاضر اركب بسرعة

ركب وهو حامل ملاكه على قدميه يحتضنها بشدة ..... يخبرها كم يعشقها ..... يترجاها أن تستيقظ وتحتضنه ..... يتأسف لها ندما ..... يسمعها ما تمنى أن يسمعها إياه وهى واعية ...... يبكى ويصرخ كلما تذكر كيف سقطت بين يديه ..... يطلب منها أن تغفر له خطأه ..... فهو لم يستطع حمايتها

أسد بصراخ وغضب وقد احمر وجهه وعينيه: يلا بسرعة يا شريف

شريف: أهو ..... خلاص وصلنا

أسرع أسد بفتح الباب وحملها متجها لداخل المشفى وهو يصرخ

أسد: ساعدووونى بسرعة

ولحسن حظه أن طبيبة هى المسئولة عنها

أسد بصراخ ممسكًا كتفيها: قسما بربى .....

لو مطلعتش سليمة من العملية ليكون فيها موتك إنتى وعيلتك كلهم ..... فاهمة

الطبيبة: بس دى بتمو ..

قاطعها صارخا: فااااااهمة

الطبيبة بخوف: فاهمة فاهمة

أسد: ممرضات .... مش عايز جنس راجل معاها فى الأوضة

الطبيبة بزهق: حاضر .... ممكن أشوف المريضة

أخذوا همس واتجهوا لغرفة العمليات

ليقع أمام الغرفة صارخًا مناديًا اسمها

يبكى بهستيرية وقد بدأ جسده بالارتجاف وظل يلهوس بعدة كلمات غير مفهومة

شريف مواسيا: اهدى يا أسد مينفعش كدة ..... متنساش إنت أمانها .... لازم تكون قوتها دائما

وهنا تذكر وعده لها بعدم الانهيار أبدا .... أن يظل جبلا شامخا

قام وجلس على إحدى المقاعد أمام الغرفة ومازال جسده يرتعش وينتفض بشدة

تقدم شريف واحتضنه وهو يواسيه: متقلقش والله هتكون كويسة .... إنت مش بتقول إنها اعترفت بحبها ليك ..... يبقى أكيد مش هتسيبك ..... أنا متأكد

نظر له كالطفل الصغير الضائع الذى وعده شخص بأن يرجعه لأمه

أسد بأمل ودموعه تجرى كما لو كانت بسباق: بجد

شريف بابتسامة: أيوة بجد ...... أنا اتصلت بجدى وعرفته اللى حصل

نظر له بارهاق ثم أرجع رأسه للخلف واسندها على الحائط

أغلق عينيه عل الدموع تتوقف ولكن لا ..... وكأنها تحالفت مع جسده المرتعش واتفقوا ألا يتوقفوا ..... يحتاجها بجانبه ..... يحتاج أنفاسها ....

الجميع يظن أنه أمانها وقوتها ..... ولكن الحقيقة العكس ..... فالأمان والقوة يعنى ملاكه ..... كلمة منها تقويه ..... كلمة منها تشعره بالأمان .... ولكن هل انتهت الكلمات الآن لينتهى معها الأمان

حرك رأسه بهستيرية ورفض قاطع لأفكاره ..... لن تتركه أبدا ..... لن تخذله ..... حتى لو فعلت .....

ربه لن يخذله ...... لقد دعا ربه كثيرا أن تكون ملكه وحده .... أن يموت وهى زوجته أمام الجميع ..... مختومة بملكيته .... متأكد أن الله معه دائما .... هو من يستطيع حفظ ملاكه ..... لن يضيع وقته فى البكاء والانهيار

اتجه للخارج وذهب لمسجد قريب

يدعو ويناجى ربه أن يحفظ ملاكه ويرجعها له ..... توسل الله ألا يأخذ أمانته الآن ..... توسله أن يأخذهما معا فى نفس اللحظة وهما بأحضان بعضهما ...... توسله أن يتركها له حتى يتزوجها ثم يأخذهما معا عنده ..... لاتهمه سوى الآخرة ونعيمها ..... ولما ستهمه الدنيا التى تفرقه عن ملاكه ..... الشيء الوحيد المهم بها هى ملاكه ..... وملاكه فقط

***

فى القصر

الجد بحزن وقد ترقرت عينيه بالدموع: حفيدتى انضربت بالنار

صدم الجميع وحزنوا بينما بكت ترنيم ورحمة على تلك الملاك اللطيف وسط فرحة جنى ولامبالاة منار وحمدى سوى خوفهما أن تموت فينتهى النعيم

الجد: يلا كلنا هنروح المستشفى

منار بكذب: معلش يا حج أنا تعبانة ومش هقدر أروح

حمدى وقد انتهز الفرصة: وأنا مش هقدر أسيب منار لوحدها

نظر لهما بقرف واتجه لأعلى هو والآخرون ليجهزوا أنفسهم بينما ظلت جنى فى القصر وقد عزرها الجد فمن تقبل أن تطمئن على عشيقة زوجها

***

انتهى من صلاته واتجه مرة أخرى للمشفى ولكن بشكل مختلف

كم أحس بالسكينة والراحة .... عادت له ثقته أن ملاكه لن تتركه ..... بالطبع يوجد خوف بداخله ولكنه خف بدرجة كبيرة ..... ولما لا ..... فالله لا يخذل عباده أبدا

اتجه لموضع جلوسه سابقا منتظرًا خبر إفاقتها..... لن يسمح بغير ذلك

***

بعد عدة دقائق حضرت العائلة ولكنه لم يهتم بل حتى لم يبذل جهدا فى الرد عليهم .... يوفر جهده لها عندما تستيقظ

سامر: متقلقش يا أسد بإذن الله خير

نظر له شريف بنظرات مبهمة مبطنة باتهام أو شيء من هذا القبيل ليستغرب سامر ولكنه لم يعلق

مرت نصف ساعة أخرى وقد بدأ التوتر يزداد وسالت الدموع من عينيه من جديد ..... لما التأخير؟!

وكأن الطبيبة سمعته فحققت أمنيته لتخرج

ركض بلهفة ناحيتها

أسد بخوف: ملاكى مسبتنيش صح

الطبيبة بابتسامة: متقلقش يا فندم الحمد لله هى كويسة ولحسن حظها إن الرصاصة مش أذت ولا قلبها ولا العمود الفقرى ..... دقايق وهتخرج من العمليات بإذن الله بس أهم حاجة الراحة وإحنا هننقلها لمكان معقم بعيد عن الفيروسات عشان جسمها ضعيف

زفر براحة وقد أنهكه التعب ..... نزل على الأرض وسجد لربه

يشكره على نعمه التى لا تعد ولا تحصى

دقائق بسيطة وخرجت على (الترولى)

اتجه لها بسرعة وقبل جبينها ويديها وهو يبكى

ثم قبل وجنتيها

أسد بهمس مملوء بالشجن والعشق معا : بعشقك يا أحلى وأنضف حاجة فى حياتى كلها

أخذتها الممرضات للغرفة الأخرى بعدما أذن لهن

ما إن ابتعدت حتى تحول تماما

أصبح شيطانا على الأرض بنظراته تلك

أسد بغضب: قسما عظما .... لأنتقملك يا ملاكى من اللى عمل فيكى كده

شريف بتوتر: أسد بصراحة فى حاجة لازم تعرفها

أسد بجمود: إيه

أخذه شريف لمكان بعيد عن العائلة

شريف بتنهيدة: قبل ما أجيلك جاتلى خدامة وقالتلى إن فى خدامة جديدة غريبة فى تصرفاتها.....

وغير كدة بتلم فى هدومها من غير ما تعرف حد ..... أنا قلقت بصراحة فقررت إنى أحبسها يمكن يكون وراها مصيبة ..... وفعلا ..... بعد ضغط وتهديد كتير اعترفتلى إن فى حد كتبلها شيك بمبلغ كبير مقابل إنها تساعده فى إنها تعرف المكان اللى إنت عامل المفاجأة فيها .... وهى قدرت تجيبه بسهولة لأنها هى اللى جابت طلبات المفاجأة ووصلتهم للفيلا

أسد والشرر يتطاير من عينيه: هى فين

شريف: فى المخزن القديم بتاعنا

اتجه أسد بسرعة لذلك المكان دون إنتظاره

***

دخل أسد ليجد الخادمة مقيدة وعليها علامات الضرب

وبدون سابق إنذار هجم عليها بالصفعات حتى كادت أن تنفصل رأسها عن جسدها

أمسك شعرها بقوة بين يديه وهو يشده

أسد بغضب: من غير كلام كتير مين اللى وراكى

الخادمة بخوف وبكاء: مفيش ..... آااااه

صرخت بشدة بعدما هجم عليها بالضرب المبرح وكل ما يراه مشهد وقوع ملاكه بين يديه والدماء تتدفق منها بغزارة

أسد بصراخ: خلصى يا بنت *** ..... مين وراكى يا ****..... قولى بدل ما أقتلك

الخادمة ببكاء: هقول والله هقول ..... اللى خلانى أعمل كدة هو .... هو سامر بيه

أسد بصدمة : إيه..... إنتى كدابة

شريف بحزن: للأسف يا أسد هى مش كدابة .... أنا اتأكدت من كده .... فعلا كان بيكلمها ولما دورت وراه لقيته كان بيكلم سعد الدمنهورى قبل ما يموت وتقريبا كان بيتفق معاه على إنه يديله ملفات مقابل إن سعد يساعده يدمرك

أسد بصدمة: لا لا لا ..... مستحيل

انطلق بسرعة لسيارته ثم شرد فى ذكرياته مع سامر صديق طفولته ... كيف خانه ... كيف فعل هذا

أمسك الهاتف: ألو ... أنا أسد ضرغام ..... عايز أبلغ عن سامر ضرغام ابن عمى فى محاولة قتل همس حمدى الزيات ..... هو موجود دلوقتى فى مستشفى ..... وفى واحدة ساعدته هتلاقوها فى مخزن خاص بينا فى ---------

أغلق الهاتف ..... يريد قتله ولكن هناك جزء يخبره أنه من المستحيل أن يكون هو .... الآن الحل الأمثل هو السجن ..... إذا ظل طليقا قد يقتله

***

اتجه للمشفى وبمجرد دلوفه وجد عائلته كما هى

انطلق تجاه سامر بخفة ثم انقض عليه بالضرب المبرح غير عابئ بصراخ كل من حوله

جاء شريف فدفع أسد عن أخيه

شريف بحزن: أرجوك يا أسد متنساش دا أخويا وابن عمك

أسد بغضب: ابن عمى؟!!! وهو لو كان عامل اعتبار لده كان حاول يقتل ملاكى ... يحمد ربنا إنى شفعتله واكتفيت بسجنه

الجد بغضب: إنت بتقول إيه يا أسد

أسد بصراخ: بقول الحقيقة ..... البيه حفيدك الكبير هو اللى حاول يقتل ملاكى وكان بيخطط إزاى يدمرنى

الجد بغضب: الكلام ده صح يا سامر ..... انطق

لم يتفوه بكلمة واحدة حتى فاتجه الجد له وصفعه على وجهه

ماجد: مش عايز أشوف خلقتك تانى

وفى تلك اللحظة جاءت الشرطة واتخذت كل الإجراءات ..... رفض سامر الكلام فثبتت التهمة عليه ..... أخذوه الشرطة وسط بكاء شريف ورحمة وسعيد و .... وترنيم!!!

ترنيم بغضب: إنتوا إزاى قدرتوا تصدقوا الكلام ده ..... أنا متأكدة إنه برئ

قالت تلك الجملة وركضت للخارج .... لم يملك شريف القدرة على اللحاق بها .... فيكفى ما هو فيه

**

مر يومان منع فيه من رؤية ملاكه .... كاد أن يرتكب اكثر من جريمة لرؤيتها لكنه يتراجع فالأهم صحتها وتعرضها لأى شخص قد يسبب لها المرض بسبب جسدها الضعيف ..... أخذ غرفة بجانبها ينام بها طوال اليومين ..... فإن لم يكن معها بنفس الغرفة على الأقل بنفس الطابق

الجميع حزين على ما حدث وهم لا يصدقون كيف يفعل سامر شيئا كهذا ؟ وما الذى دفعه؟

ساءت حالة ترنيم كثيرا ..... ضعفت وأصبحت بالكاد تأكل بضع لقيمات فى اليوم الواحد

علمت سمية كل ماحدث عن طريق التلفاز والجرائد ظلت تهز رأسها بنفى وهى تبكى بشدة وقد قررت العودة مرة أخرى علها تصلح الأمور

**

بإحدى أقسام الشرطة حيث وضع سامر حتى يأتى معاد جلسته

اتجه سامر لمكتب الضابط ليرى زائره

وكانت المفاجأة ترنيمة قلبه فى انتظاره ..... إذا قتلوه الآن فسيصبح اكثر من سعيد ..... معشوقته أمامه .... بالرغم من الاسمرار تحت عينيها وشحوبها إلا أن فتنتها كما هى .

تركهم الضابط بمفردهم

بمجرد خروجه انفجرت ترنيم فى البكاء وهى تشهق بعنف وقد احمر وجهها

لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك

اتجه ناحيتها بسرعة واحتضنها بل اكتسحها ...... فكانت بالنسبة له طوق النجاة الذى يهلك بدونه

ظلت تبكى وتشد على أحضانه أكثر وأكثر حتى هدأت تماما

ابتعد سامر عنها بعدما تذكر أنها زوجة أخيه

سامر بجمود مصطنع: إيه اللى جابك يا مرات أخويا

أغمضت عينيها لثوانى ثم فتحتهما ونظرت مباشرة فى عينيه مما أربكه

ترنيم : بعشقك

صدم بشدة ..... ماذا؟!!!!!!!

هل هو يحلم ام ماذا ..... هل يوجد شخص أمامه فعلا ..... هل هى رحمة وهو يتخيلها ترنيمته ..... لا لكان شعر منذ أن احتضنها ...... إذا ماذا يحدث ..... هل أنا شريف. توقف أيها الغبى كيف تكون شريف؟!

أخرجته من أفكاره وهى تردف بقوة وثقة: أنا بعشقك ...... ومتأكدة إنك برئ ومعملتش حاجة .....

حتى لو الكون كله قال إنك مذنب ..... أنا هقف فى وشهم كلهم ..... أنا هطلق من شريف لإنى مش هقدر اكمل معاه وأنا بحبك إنت ..... لو مش بتبادلنى نفس المشاعر أوعدك إنى هبعد ..... زى ما بوعدك إنى هكون ملكك لو بتحبنى ولو واحد فى المية من حبى ليك هجيلك تانى يا سامر سلام وهتوحشنى أوى

خرجت بسرعة من الغرفة ودقات قلبها تقرع كالطبول ..... أخيرا اعترفت له

بينما هو..... لا أستطيع كيف أصفه ..... لولا السقف فوقه لطار من الفرحة ..... ترنيمة قلبه تعشقه

يعلم أنه أنانى ...... يعلم أن ذلك سيجرح أخاه ..... لكنه يستحق ..... كما أنه من بدأ وأخذ قلبه منه ..... ولكن الآن هى من جاءت له بقدميها ولن يتركها أبدا

___

فى المشفى

عادت ترنيم وجلست مع العائلة متجاهلة سؤال شريف عن مكان رحيلها

مرت ساعة تقريبا ووجدوا سعيد انتفض فى جلسته فجأة وهو ينظر بذهول أمامه

تطلعوا إلى ما ينظر له ..... فتفاجئوا بسمية فى أسوأ حالاتها ... تبكى بانهيار شديد

تقدمت منهم تحاول التحدث ولكن لا تستطيع فسواء تحدثت أو صمتت ستخسر لا محالة

سعيد بغضب: إيه اللى رجعك

سمية ببكاء: أنا جاية عشان سامر

أسد بصراخ غاضب: قصدك ابنك الخاين الواطى

سمية بصراخ هى الأخرى: سامر معملش حاجة ..... سامر برئ

أسد : ولما هو برئ أمال مين المذنب ..... مين السبب فى كل اللى حصل ده ...... مين اللى عايز يدمرنى أنا وملاكى

سمية بانفعال: المذنب والسبب فى كل حاجة بتحصل هو شريف .....شريف مش سامر

تكمله الروايه من هنا 👇👇👇

من هنا

بداية الروايه من هنا 👇👇👇

من هنا



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close