رواية ملاك الاسد
من البارت الحادي عشر حتي البارت الخامس عشر
بقلم اسراء الزغبي
زى ما اتفقنا👍
سبع سنوات ...... مرت سبع سنوات بحلوها ومرها ..... وقد تغير الكثير من الأحداث
فالجد ..... أصبح أكثر حنانا ومساندة لأحفاده وابنه ..... ولما لا
ألم يفقد حفيدته بسبب إهماله؟! ..... وأخيراً قد أدرك أن الحياة قصيرة ... لا يجب أن نضيعها على تذكر الماضى والبكاء ..... وساعده على ذلك تلك الصغيرة التى أضافت المرح فى حياتهم جميعا ..... أصبحت أغلى أحفاده وقد كان سعيدا جدا عندما علم أنها سجلت على اسم ابنه أى على اسمه هو الآخر ...... بالرغم من أنه لازال يجلس فى حجرته كثيرا لكنه على الأقل يبتسم عند خروجه منها ويجلس مع أحفاده ويساعدهم فى الأعمال أحيانا
أما سعيد فقد ازداد حبه لأسد الذى ظل يسانده فى محنته .... وقد عشق همس كثيرا فهى كانت تعويضا لابنته الحبيبة
ظلت سمية كما هى بل ازدادت حقدا على أسد والجد وتوعدت لهم بأشد الانتقام على موت ابنتها غير مدركة أنها السبب الوحيد فى موتها .....
لو كانت نعم الأم لكانت سمر نعم الابنة
أخيرا اعترف مازن بعشقه لياسمينته بعدما توفيت والدتها وامتنعت عن العمل ظل مازن بجوارها حتى ساعدها واعترفا لبعضهما بحبهما وتزوجا والآن لديهما معاذ ذو الأربع سنوات
أما سامر فقد حاول كثيرا اقتلاع عشق ترنيمته من قلبه ولكن للأسف احتلت كيانه كاملا .....
فكم مرة حاول أن يتزوج فتاة أخرى ولكنه إما يتركها
إما هى من تتركه لبروده معها ......
وكيف لا وهو قد وهب كل مشاعره لترنيمته
مازال يتذكر جيدا عندما أعلن شقيقه خطبته عليها منذ سنتين
بكى وقتها كالطفل الصغير ظل يبكى بهستيرية ..... أحس بانكسار قلبه ..... دعا كثيرا أن يموت ..... وقد كاد .... فقد أتته ذبحة قلبية ولكنه أنقذ على يد أسد الذى كان يعلم ماهية مشاعره تجاه ترنيم ..... وسانده على الاستمرار
شريف وترنيم يعيشون فترة خطبتهما بسعادة
يوفر لها كل ما تريد وهى سعيدة به ووسامته المتناهية
أما بطلنا ...... قد تغير فيه الكثير ...... أصبح قاسيا أكثر وعنيفا تجاه كل من يقترب من ملاكه ..... صار مهووس ومجنون بها ..... أصبح يمنعها من الخروج إلا وهى معه ....
حتى المدرسة لا تذهب لها إلا للإمتحان فقط ....
يذاكر لها
أنانى فى حبها .... يعترف بذلك ....
لكنه يريدها أن تعتمد عليه هو فقط لا غيره ....
حتى النساء لايريدهن فى حياتها .... يكاد يجن عندما يتذكر أنها قضت ست سنوات ونصف بدونه ..... تفعل ما تشاء ويقبلها من يشاء
ولكنه يصبر نفسه أنها كانت طفلة لا تعرف شيء وستظل معه لا محالة.... ولكن هل للقدر رأى آخر ؟!!
لا نعرف!!
همس ..... وآااااه من تلك الصغيرة التى جننت أسدها وجعلته كالمجنون فى حبها ...... ظلت همس كما هى بريئة ولطيفة ..... يحبها الجميع .....
تعلمت من أسد الكثير وأولها
أن تتحلى بالشجاعة .... فكان دائما يقول لها
" طالما أنا جنبك سيبى كل حاجة عليا .. لكن .... أول ما أبعد عنك وده مستحيل بس للاحتياط برده ... وقتها اقتلى أى حد يقرب منك .... وأنا أما أرجعلك هشيل وراكى .... وأنا بتكلم جد تقتلييييه .... فاهمة"
وكانت دائما تهز رأسها له فهى تثق به أكثر من نفسها ..... ولكنها لم تستخدم هذه الشجاعة أبدا
وكيف تستخدمها وهو ملتصق بها كالعلكة؟!! .... حتى العلكة يمكن اقتلاعها لكن هو.....
مستحييييييل ...
ولكن وللحق هى تعشق التصاقه بها .... كما تعشقه.... ولكنها تخاف .... فبراءتها قد أوصلتها إلى فكرة أنه يعتبرها ابنته وفقط هو من رباها.... فهل سينظر لها كحبيبة؟!! ..... أيتها الغبية لو تعرفى ما يدور فى خلده تجاهك والذى لا يمت للأبوة والبراءة بصلة ...
لتمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعك من الخجل
___________________________
فى غرفة أسد
أسد نائم على السرير .... وفوقه ملاكه بمنامتها الوردية المحتشمة بالرغم من أنها للنوم
تنام فوقه برغم أنها كبرت إلا أنهما لا يستطيعان الافتراق أبدا ..... فهو يجعلها تنام معه دون أن يبرر لها السبب .... فتعتقد هى أنه يخاف عليها كالأب الخائف على ابنته .....
وعندما ظلت هى أيضا تنام كذلك .... برر أنها تعتبره والدها لذلك لا تعترض أو تبتعد..... يا الله كم يجعل العشق الناس أغبياء .... يلغى عقولهم تماما
كانت همس تتأمله بحب وتتلمس لحيته
همس بهيام فى سرها: يارب .... يارب خليه يحبنى بقى أنا تعبت والله .... ونفسى يحبنى زى ما بحبه
استيقظ على لمساتها التى تفعل به العجب
نظر لها فوجدها شاردة ولم تنتبه لاستيقاظه
تمنى فى نفسه أن تكون تفكر به هو وأن تكون لمساتها عشقا له وليست مجرد لمسات تلقائية
أسد وهو يقبل يدها: ملاكى سرحان فى إيه
ثم أضاف بمكر: اوعى تكونى بتحبينى؟
همس بسرعة وتوتر خوفا من ابتعاده عنها إذا علم: لأ يا أسدى أنا بس .... بفكر .... إن .... إن دقنك طولت ولازم تخففها عشان بتبقى أحلى وهى خفيفة شوية
كم تمنى أن توافقه الرأى وتخبره أنها كانت هائمة به ولكنها حطمت آماله
أسد: خلاص يا ملاكى .... تعالى يلا خففيها
همس بسعادة : ماشى
اعتاد منذ سنتين أن تخفف لحيته بنفسها
تذكر أول مرة فعلتها له
فلاش باك
منذ سنتين
دخلت همس الحمام دون طرق الباب فوجدت أسد بنصفه العلوى العارى والممتلئ بالعضلات وهو يمسك أدوات الحلاقة
شهقت همس بخجل من نصفه العارى والتى لازالت تخجل من عادته تلك بالرغم من مرور سنوات
همس: آسفة يا أسدى والله مش قصدى ... بحسبك نزلت
أسد بعشق: تعالى يا ملاكى
اقتربت فحملها ووضعها فوق حافة الحوض أمامه مباشرة فمهما كبرت لن يصل طولها حتى لبطنه
أسد: عايزة تعملى حمام
همس بخجل وإحراج: لأ .... كنت هاخد شاور بس لاقيتك هنا
ثم أضافت بفضول شديد وهى تقرب رأسها له
همس: إنت بتعمل إيه .... ها ها
انفجر ضاحكا على منظرها الطفولى الرائع .... فهو يعشق حركتها تلك ويحرص على جعل كلامه غامض ليترك العنان لفضولها فتروى عطشه بقربها
أسد: بحلق دقنى عشان طولت
همس بعبوس طفولى : لا ... مش تشيلها كلها .... شيل حبة بس
أسد بضحك: اسمها أخففها مش أشيل حبة ... وعلى العموم .... ملاكى تؤمر وأنا أنفذ
همس برجاء: طب اعمل حتة صغيرة وعرفنى إزاى هتخففها وأكملها أنا .... بالله عليك
أسد : ماشى يا ستى
بدأ يعلمها .... وقد تعلمت بسرعة ولكن ذلك لا يمنع بعض الخدوش
فكانت تعتذر له واضعة أطراف اصبعيها على أذنيها من أسفل كإعتذار له
تعلمت هذه الحركة من الهنود الذين تعشقهم وتشاهدهم بدون علمه فآخر مرة كاد يحرق التلفاز بالنار بعدما وجدها هائمة فى ممثل ما وقد حذف جميع القنوات وترك الكرتون فقط .....
ولكن تلك المشاغبة لم تستسلم فقد أقنعت ماجد أن يجعل أحد يضيف قناتان للمسلسلات والأفلام الهندية ويجعل أسمائهم على اسم قنوات للأطفال سرعان ما تحولت لقنوات تعليمية ورياضية ..... لا تعلم كيف ولكنه ليس مهما
باك
أفاق من شروده على شدها ليده لتحثه على النهوض
قام معها بسعادة كطفل صغير يجعل أمه تفعل به ما تشاء
خففت ذقنه وخرج حتى تستحم
استحمت فوجدته فى غرفة الرياضة ينتظرها ليبدأ بالتدرب معها .....
أو بالأصح فلنقل بها فهى كانت الأداة التى يستعملها فى كل تدريب وكم عشق ضحكاتها واستمتاعها بذلك
___________________________
فى فيلا ما بمنطقة فخمة بالقرب من قصر ضرغام
استيقظ مازن لينظر لياسمين بعشق
كان خائف من خسارتها ومع موت سمر أزيح حمل من عليه ولكنه ظل خائفا من بقية ماضيه
حتى قرر بعد زواجه بشهرين إخبارها الحقيقة
ابتعدت عنه فى البداية وصرخت وانعزلت بعيدا عنه
ولكنها قررت مسامحته بعد مدة فهى تعشقه وهو ندم
وكم كانت فرحته يومها عندما عادت لحضنه مرة أخرى وقد وعدها ألا يخفى عليها أى شيء أبدا
نظرت له ياسمين وجدته سارحا
ياسمين بحب: فى إيه يا حبيبى
مازن وهو يقترب منها: ولا حاجة يا روحى بس مالك كدة احلويتى ليه
ياسمين: مازن عيب اوعى إحنا الصبح
مازن وهو يعتليها ويغمز لها : هتفرق يعنى
ياسمين : إنت قليل الأدب
مازن: طب خلينى أثبتلك إنى سافل بقى
كاد يقبلها ولكنه سمع طرقات مزعجة على الباب
مازن مبتعدا وعلى وشك البكاء: لأ بقى كدة حراااام ...... الواد دا مش عاتق ولا ليل ولا نهار
انفجرت ياسمين ضاحكة ثم قامت وارتدت روبها
فتحت الباب ليركض صغيرها للداخل ويجلس على السرير
معاذ بحنق طفولى: إنتوا بتعملوا إيه أنا بخبط من الصبح
مازن بغيظ: وإنت مالك إنت
معاذ متجاهلا أبيه: يلا يا ماما عشان الحضانة
مازن: إنتى يا بت بتخمى والنعمة ..... الأطفال كلها بيكرهوا الحضانة والمدارس إلا ابنك ..... لااااااا مش لاعب ..... رجعيه تانى
ياسمين بحنق وهى تجلس معهم: هو علبة تونة ..... يلا يا حبيبى عشان تلبس
مازن بغيظ: أيوة ونبى لبسيه دا ياما لبسنى
معاذ ببراءة : لبستك إيه يا بابا
مازن: الحيطة يا عين أمك
ياسمين بضحك : سيب الواد فى حاله تعالى يا حبيبى عشان تلبس قبل الباص ما ييجى
حملت ياسمين معاذ وذهبت لغرفته
مازن بقرف: كتك داهية فى حلاوتك إنتى وابنك .... والله بدأت أشك إن الولا ده بيراقبنى ويعرف المواعيد..... والنعمة لأطلعه عليك لما تتجوز بس
___________________________
فى قصر ضرغام
فى الأسفل بغرفة الطعام
ابتسم الجميع وهم يسمعون ضحكات تلك الصغيرة والتى تصاحبها بعض الضحكات الرجولية
الجد: يارب تدوم ضحكتهم على طول
أمن الجميع خلفه عدا من تحقد بشدة عليهم فتلك الضحكات كانت من حق ابنتها هى فقط
سعيد لماجد: بابا .... بصراحة كده أنا كنت بفكر تانى إنه يخلى لهمس أوضة منفصلة عشان مينفعش كدة هى كبرت
ماجد بسخرية: أولا يا ابنى بلاش همس دى .... إحنا العضمة كبرت ومش حمل ضرب إنت ما شاء الله شايف ولادك متكسرين ووارمين إزاى .... وهو كتر خيره إنه عملنا تخفيض وسامحلك تقولها بنتى وأنا أقولها حفيدتى ...... ده غبى ومتخلف ومش همه حد .... وأنا يا أخويا عايز أموت موتة ربنا .... مش مقتول على إيد واحد مجنون .... بس أنا السبب .... يا ريتنى كنت ربيته نص ساعة حتى
قال آخر كلامه بتحسر ومرح
لينفجر الجميع ضاحكا بينما سمية لا تطيق كلامهم أبدا
أضاف ماجد بجدية: أنا عارف إن كلامك صح .... أنا حاولت أقنعه وما شاء الله آخر مرة إنتو عارفين عمل إيه وبصراحة بقى أنا واثق إنه مش هيأذيها وهيعرف يتحكم فى نفسه
فلاش باك
منذ نصف عام تقريبا فى مكتب ماجد
استدعى ماجد أسد
أسد: أيوة يا جدى
ماجد بجدية وشجاعة مزيفة: بص بقى .... أنا جيت معاك بالزوق مش نافع ...... فأنا مضطر أجبرك إن همس تنام فى أوضة لوحدها
ثانية واحدة مرت ..... وعيناك لا ترى إلا النور
وجد ماجد مكتبه قد انقلب رأسا على عقب وقد كسر كل ما بها وأسد فى منتصف الغرفة يلهث بشدة
أسد وقد اقترب من ذلك الذى يلعن نفسه
أسد بهمس كفحيح الأفعى: المرة دى جت على قد المكتب ..... المرة اللى جاية حاسب يا حاج لاحسن تيجى فى بنى آدمين
اتجه أسد للباب للخروج
ماجد: ولد أن......
نظر له أسد نظرة كانت كفيلة بإسقاط شعر ماجد
ماجد بتراجع وتقهقر : اعدل الجاكت يا حبيبى .... تقريبا عليه تراب
أسد بسخرية: تشكر يا حاج
خرج أسد تاركا ذلك الذى يلعن نفسه وابنه الذى تركه فى وجه المدفع وحده
باك
انفجر سعيد وابنيه ضاحكين
ماجد بغيظ: اضحك ياخويا اضحك ..... بقى بتضحك عليا ..... تخلينا أناديله وتشجعنى وتقولى إحنا أكبر منه ونقدر نحكمه ...... وقبل ما ييجى بدقيقة تقولى هجيب الموبايل وآجى .... دا أنا كنت هتبر منك يا شيخ
ثم تحولت ملامحه لحزن وقال بشرود: وبعدين سيبوه يمكن فى يوم يسمع كلامى وحياته تتعدل
نظر سعيد له بحزن
يعلم أن والده لا يتحدث عن نومهما معا بل على شيء آخر تماما والذى من المؤكد سيصبح عائق أمام ذلك الأسد لا محالة
سعيد بمرح مصطنع لإبعاد الحزن: خلاص يا بابا بقى .... والله مش عارف إيه اللى حصل لما حسيت إنه قرب ييجى ..... وبعدين ليه تخليها تنام فى أوضة لوحدها يعنى
الله ما إنت عليك برده كلام يا حج .... قال نبعدها قال
ماجد بصدمة: يخربيتك دا إنت اللى بقالك سنة عمال تعششها فى دماغى لغاية ما باضت وفقست عليا أنا فى الآخر يا خويا
ضحك سعيد وسامر وشريف بشدة على جدهما الذى تغير كثيرا واقترب منهم جميعا وأصبح مرحا
فصار الكل يشعر أنه صديقهم ... ظل كل منهم يشكر همس بسره فبدونها ما تغير كل هذا
هبط أسد وفى يده همس بعدما أصرت أن تنزل هذه المرة على قدميها دون حملها فخجلها أصبح يزداد بشدة كلما تكبر وقد وافق أسد بعد إصرارها
سامر بمداعبة لأسد: يا نهار إسود ..... إنتى ماشية على الأرض يا صغيرة ..... لااااا لو أسد عجز إحنا نسد مكانه ...... تعالى أشيلك
همس بالرغم من خوفها على سامر ولكنها لم تستطع منع ضحكتها عندما وجدت سامر يجرى لباب الغرفة ممسكا المقبض استعدادا للهروب خوفا من أسد
اتجه أسد له يركض وصدره يعلو ويهبط
سامر وهو يفتح باب القصر ومن توتره لم يستطع
سامر وهو على وشك البكاء: وحياة عيالك يا شيخ .... والله ما قص....
انقض عليه أسد بااللكم حتى توقف بعدما سمع ملاكه وهى ترجوه أن يتوقف
اتجه أسد لها وحملها على رجله ليطعمها فهذا لن يتغير أبدا مهما أصرت عليه بأن تطعم نفسها
ظل يطعمها ويأكل معها ببرود تاركا ذلك الذى يلعنه ويزحف لطاولة الطعام ليكمل طعامه فهو يحتاج طاقة بعد هذه الجولة من الملاكمة
الجد بتشفى: تستاهل عشان تبقى تضحك عليا تانى
سامر بغيظ وهمس: حسبى الله ونعم الوكيل ... عيلة جزمة صحيح
همس بحزن على سامر صديقها: إنت كويس يا سامر
قرصها أسد من خصرها لتشهق بألم
أسد بغيرة وغيظ: قولتلك ما تنطقيش اسم أى راجل تقوليلهم يا أبيه .... وياريت متتكلميش معاهم أساسا .... هتموتونى ناقص عمر
همس متجاهلة ألمها لخوفها عليه: بعد الشر عليك يا أسدى
ابتسم أسد وظل يطعمها
شريف بعدما أنهى طعامه
شريف: الحمد لله ...... أسد معلش هاخد أجازة انهاردة ....... عايز افسح ترنيم شوية
أسد بتنهيدة ألم على حال سامر: ماشى يا شريف
بينما ذلك العاشق فقد كادت تسقط دمعة من عينيه ونار الغيرة تأكله وهو يتخيلها مع شقيقه
سامر بحزم: أنا شبعت هسبقك أنا يا أسد على الشركة .... وشريف قول لترنيم إنى محتاجها انهاردة فى شغل ضرورى
شريف: يا ابنى ما قولتلك خليها سكرتيرتى أنا الخاصة وشوفلك سكرتيرة تانية
سامر بحزن: ياريت ألاقى غيرها ..... قصدى ... إنت عارف هى شغالة معايا بقالها سنين وعارفة كل حاجة وبعدين إنت شغلك بسيط ومش محتاج سكرتيرة خاصة
شريف: خلاص ماشى نبقى نخرج يوم تانى
شدد سامر على يديه ثم اتجه للخارج دون التفوه بكلمة
أسد فى سره بحزن: ربنا يصبرك يا سامر ..... أنا بعشق وعارف شعورك كويس
بعد انتهاء همس من طعامها أخذها أسد للشركة معه
فهو لا يترك لها الفرصة لتبتعد عنه وتبقى مع غيره
يجعلها تجلس معه فى مكتبه وإذا حضر رجل ما تجلس فى غرفتها المخصصة لها داخل مكتبه
________________________
فى فيلا مازن
ودع مازن وياسمين معاذ وركبا السيارة للذهاب للعمل
فى السيارة
مازن: أنا مش عارف إيه لازمة تمسكك بشغلك ..... ما إحنا ظروفنا عال العال يا حبيبتى ..... ليه تتعبى نفسك
ياسمين: يا حبيبى ..... أولا إنت مش بترضى تخلينى أعمل حاجة فى الفيلا غير الأكل ..... وشغل البيت بتخلى حد ييجى كل يومين يعمله ..... يبقى أقعد أعمل إيه ..... وبعدين أنا بشتغل كام ساعة بس على ما معاذ ييجى وبروح وبقيت الشغل بعمله فى البيت ..... وأسد كده كده مقدر ده ومش بيدينى شغل كتير
مازن وهو يقبل يدها: ماشى يا حبيبتى أنا بس مش عايز أتبعك
ياسمين بعشق: طول ما إنت جمبى فأنا مرتاحة يا حبيبى
ابتسم مازن وظل يشكر الله على نعمته تلك
________________________
فى شركة سعد الدمنهورى أحد المنافسين لشركات ضرغام
الشاب: أنا فكرت فى عرضك ووافقت
سعد بسخرية: والله ما أنا بقالى سنين بقولك وكنت دايما تقول أنا تبت خلاص ومش هأذى أسد إيه اللى حصل
الشاب: ميخصكش ..... وبعدين أنا فكرت إنى فعلا ممكن أحبه بس كنت غلطان ..... وغير كدة كان لازم أهدى مدة طويلة بعد تسنيم لإنه بدأ يكون حذر بزيادة عن اللزوم فى شغله
سعد: تمام ماشى ...... بس عشان تبقى عارف أنا مليش فى الدم ..... إنت ممكن تقتل تانى وتالت .... لكن أنا لأ ..... أنا آه مش بحب أسد وعايز أضره بس آخرى كام ملف يتسرق إنما القتل ده مليش فيه
الشاب بشر: خليلك الملفات يا خويا والقتل ده سيبه عليا أنا ...... ده أنا هحرمه من كل حاجة بيحبها .... أنا ماشى أنا بقى وقبل ما تنفذ حاجة تقولى عليها
البارت الثاني عشر
فى شركة ضرغام
وصل أسد مع ملاكه للشركة ظل يتطلع لمن حوله حتى يرى إذا كان أحد ما ينظر لها
لكنه لم يجد فالجميع رؤوسهم تكاد تلامس الأرض
لم ينسوا ما حدث لأحد الموظفين عندما ابتسم وحاول التحدث مع همس فقد ضرب بشدة ولم يسمعوا عنه أى شيء بعد ذلك
اتجه أسد مسرعا فى خطواته ويشد همس معه حتى لا تظل فى مكان به رجال لمدة طويلة
أخرج زفيرا طويلا بعدما وصل لمكتبه وقد أدرك الآن أنه يحبس أنفاسه
جلس أسد على مقعده وأجلسها على قدميه
كل ذلك وهى عابسة بلطافة شديدة
أسد بحنان مقبلا ما بين حاجبيها حيث موضع عبوسها
أسد: ملاكى زعلانة ليه؟
همس: أولا أنا عايزة أنتظم فى المدرسة إنت مش بتخلينى أروح كل الأيام زى الباقى ليه
أسد بصبر: يا ملاكى أنا قولتلك إن الناس اللى برة مش كلهم كويسين وأنا خايف عليكى ومش عايزك أبدا تتأذى ... إنتى لو واثقة فيا هتخلينى أعمل اللى أنا عايزه بس الواضح إنك للأسف مش واثقة
قال جملته الأخيرة بمكر فهو يعلم أن ذلك سيدفعها لتقبله من وجنته معتذرة له وتسمعه ما يروى عطشه ويؤكد ملكيته ..... وقد كان
همس بلهفة وسرعة وبراءة شديدة: لا لا لا.... لا والله أنا بثق فيك أكتر من نفسى .... لو كلامى هيخليك تفكر كده فأنا آسفة واحبسنى فى الأوضة وأنا موافقة وهبقى مبسوطة بس انت متزعلش منى
آاااااه هذا ما أريد .... لكن مهلا مهلا ..... أين القبلة .... لا لن أتنازل عنها أب..
قطعت أفكاره باقترابها منه وتقبيلها له على خده
آااااه .... ها هى
بدأت تمتلئ عيناها بالدموع فأصبحت كالثلج اللامع
همس بنبرة مختنقة من البكاء: إنت لسة زعلان منى؟
أسد بسرعة: لا لا أزعل إيه أنا لو هزعل من الدنيا كلها مستحيل أزعل منك يا ملاكى أبدا
ابتسمت فكانت كاللوحة التى رسمها أفضل الفنانين
نظر لها ببلاهة ووله ثم أفاق على طرقات الباب
أسد: مين؟!
بالطبع لن يجعله يدخل دون أن يعرف من!!!!
شريف: أنا شريف يا بنى مش هتبطل العادة دى
تنهد أسد بحنق فهو يريد إبعادها عن عائلته أيضا
ولكنه عندما منعها عنهم لأسبوع فقط
مرضت بعدها من شدة البكاء لأنها تعتبر سعيد والدها وماجد جدها وشريف وسامر أخويها
لذلك هو مضطر لتقبل أولئك الحمقى حتى يتزوجها فقط وسيبتعد وقتها ولن يسمح لأحد غيره بأن يراها
شريف: يابنى إنت نمت جوة ولا إيه؟!!!!
أسد: ادخل يا شريف
دلف للداخل وعندما وجد همس كاد أن يمازحها
ولكنه توقف بعدما وجد تلك النظرة
تكلم شريف بتوتر وخوف: أنا .... أنا .... سلام
تنهد أسد قائلا: تعالى يا بابا .... خلص عايز إيه
شريف: مفيش كان فى كذا ورقة محتاجة تتراجع وبعدين نمضى عليها أنا راجعتهم ومضيت فاضل إنت وسامر
أسد باستغراب: سامر؟! هو لسة مجاش ده سبقنا بقالوا كتير
شريف: أنا استغربت بردو والمشكلة إنه حتى مجاش هنا لدقيقة واحدة ...... أنا سألت قالوا إنه مجاش خالص
أسد: راح فين ده؟! على العموم أما ييجى إبقى ابعتله الورق يمضى عليه وبعدين هاتوا
شريف: ماشى يا برنس
خرج شريف بيننا تنهد الآخر
أسد بتفكير: يا ترى بتروح فين يا سامر وبتغيب كتير
.... أما ييجى أبقى أشوف ماله ده كمان
انتبه على تلك التى تنظر له ببراءة وعيون متسعة
أسد بابتسامة؛ ملاكى مالها ؟!
همس: كنت مستنياك عشان أقول ثانيا
ضحك بشدة على براءتها ولطفها
أسد وهو يعض خدها الوردى الممتلئ: قولى يا ستى ثانيا
همس بألم: ثانيا أنا بطنى وجعانى
أسد بفزع: إييييييه .... وإنتى ساكتة ليه ...... قومى هوديكى للدكتور
همس: لأ والله مش وجعانى أوى أوى يعنى .... هى بتوجع شوية وبعدين بتروح ..... تقريبا من الفطار... مش لازم دكتور إنت عارف أنا بخاف منهم
أسد وهو مازال خائفا: طب ماشى ..... بس الوجع لو زاد تقوليلي فورا .... فاهمة
هزت رأسها بالإيجاب
همس : أنا هريح على الكنبة وهات فونك العب بيه على متخلص
قبلها أسد من جبينها: حاضر يا ملاكى
ذهبت وتمددت على الأريكة وظلت تلعب بالهاتف
وذلك العاشق ينظر لها كل مدة حتى اندمج فى العمل
_________________________
خارج مكتب أسد حيث مكتب ياسمين
ياسمين: ههههههههه إنت عايز حجة وخلاص عشان تبقى معايا
مازن ببراءة مصطنعة: يعنى أنا غلطان إنى عايز أوصلك لمكتبك...... لاحسن حد يعاكسك فى الطريق
ياسمين ضاحكة: أمال لو مكتبى فى دور تانى بقى ... متستعبطش يا مازن دا أنا بين مكتبى ومكتبك هو باب وكام خطوة
مازن بغيظ: تصدقى إنتى ملكيش فى الرومانسية ... روحى جاتك داهية تكون فى نفس حلاوتك كده
خرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وسط ضحكات ياسمين
_________________________
فى مكتب شريف
شريف فى الهاتف: مش مصدق والله بينا كام خطوة بس ومضطر أكلمك فون
ترنيم: إنت عارف أسد بيه بيزعق عشان بتشغلنى
شريف: وسامر كمان وحياتك
ترنيم بسرحان: سامر ..... قصدى سامر بيه لسة مجاش .... أنا .... أنا هروح أقعد عند ياسمين على ما ييجى
شريف: طب بصى لما ييجى إبقى اتصلى عرفينى عشان عايزه يمضى على كام حاجة
ترنيم: حاضر .... سلام بقى
_________________________
فى مكتب ياسمين
ترنيم بمرح: السلام عليكم يا أهل الدار
ياسمين: تعالى ياختى اقعدى
ترنيم بغرور مصطنع: لاقيتك فاضية مش وراكى حاجة قولت أشفق عليكى وأسليكى إحنا عندنا ولايا وبنخاف عليهم بردو
ياسمين بتهكم: فاضية؟! آه فعلا دا حتى الورق والقلم اللى فى إيدى يشهدوا
طب إنتى مش وراكى حاجة تيجى تشغلينى أنا ليه؟!
ترنيم: ياختى اتنيلى هو إنتى مشغولة أساسا .. يارب أتجوز شريف بقى عشان يسيبونى أشتغل براحتى زيك
ياسمين بحرج: هو ممكن أسألك سؤال يا ترنيم
ترنيم باستغراب: ها قولى
ياسمين: إنتى بتحبى شريف بجد؟
ترنيم باستغراب: طبعا يابنتى ...... وهى مين الغبية اللى مش تحبه ؟!!! دا كفاية وسامته وشياكته وطيب ودمه عسل يبقى ليه مش أحبه؟!!!
ياسمين: عشان اللى إنتى بتقوليه دا
ترنيم: مش فاهمة
ياسمين بتنهيدة: ساعات بحسك مفتخرة ومعجبة بيه وبس ويمكن كمان يكون إعجابك بوسامته وشياكته زى ما إنتى لسة قايلة أكتر من إعجابك بيه هو نفسه بس حاسة إنك مش بتحبيه لذاته
وبعدين إنتى بقالك كام سنة معاه وعمرى ما حسيت إنك بتغيرى عليه
طب شوفتى لما شريف كان بيمدحنى مازن عمل فيه إيه
دا لإن مازن بيحبنى بجد لكن إنتى كنتى بتضحكى طول ما هو بيمدحنى حتى لما انضرب من مازن جامد كل اللى عملتيه إنك قولتيله تستاهل
إنتى لو بتحبيه بجد كنتى بقيتى ملهوفة عليه وإنتى شايفاه مجروح وبينزل دم
ولا لما واحدة من هنا عاكست مازن أنا هزقتها وكنت هضربها وقتها
دا كله بيدل على الحب الحقيقى
ترنيم بعدم اقتناع: إنتى معاذ هبلك ولا إيه أنا بحب شريف وعادى إنى أمدح فيه
وبعدين مش لازم أغير عليه عشان أبقى بحبه يعنى وبعدين الغيرة يعنى حب عنيف وأنا هادية فى حبى ليه
ياسمين: نعم؟! دا الحب يعنى غيرة
ترنيم: يخربيتك خلاص أنا مقتنعة بده يا ستى .... وبعدين حتى لو مش بحبه ومعجبة بيه ..... الإعجاب ده كافى إنه يخلينا نعيش مبسوطين
ثم أضافت بفزع: يلهوى الوقت خدنا زمان أستاذ سامر وصل ... سلام بقى هشوفك بكرة بإذن الله
_________________________
فى مكتب سامر
دخل سارح بخياله يفكر فى الكثير من الأمور ويحاول أن يعيد حساباته ولكن النتيجة كما هى
نظر لمكتب ترنيمته الذى يقع خارج مكتبه فلم يجدها
غضب بشدة واحمرت عيناه وظل يتنفس بصوت عال
سامر بغضب عارم : أكيد راحت عنده.... مش قادرة تبعد عنه للدرجة دى....... ماشى يا ترنيم
دخل مكتبه فإذا انتظرها قد يقتلها عند دخولها
دلفت ترنيم لمكتبها فظنت أنه لم يصل بعد
حمدت ربها على ذلك وجلست على مقعدها تنهى عملها
بعد مدة قصيرة وجدت باب مكتبه يفتح ففزعت وما زاد الطين بله أنه وصل ولم تكن تعلم
اقترب سامر منها وملامح وجهه لا تنذر بخير
قرب وجهه من وجهها بينما المكتب فاصل بينهما
سامر وهو يجز على أسنانه وبصوت عالى : كنتى فيييييين ها؟ كنتى عنده ..... مش قادرة تستنى وقت الشغل يخلص حتى .... إيه الحب مقطع بعضه للدرجة دى؟!!!!! الشغل شغل .... لو إنتى مش قده يبقى تمشى وترحمينا بقى ..... فاااااااااهمة
هزت ترنيم رأسها بالإيجاب بسرعة وهى تشهق وعلى وشك البكاء
تركها سامر ودخل مكتبه فإن ظل ثانية أخرى سيهجم على شفتيها المزمومتين بإغراء
_________________________
فى مكتب أسد
شعرت همس بشئ غريب يحدث فاتجهت للمرحاض لتعلم السبب
فى المرحاض
همس بشهقة خجل وغضب طفولى : يادى الكسفة السودة اللى أنا فيها ...... هعمل إيه دلوقتى ياربى ..... يعنى يوم ما تجيلى .... تيجى فى الوقت ده ..... ما أنا مستنياكى من شهور وعمالة أعمل احتياطاتى .... تقومى تعمليها معايا وتحطينى فى الموقف الزبالة ده ..... ياربى أعمل إيه دلوقتى ..... دا حتى الفستان أبيض ..... يا مصيبتى يانى
بالرغم من حفاظ أسد على براءتها وعدم السماح لها بأن تعرف أى شيء يخدش حياء الأنثى
إلا أنه جعل إحدى الخادمات كبار السن تعلمها ذلك الشئ وكيفية التعامل معه لا أكثر ولا أقل
خارج المرحاض
أسد باستغراب: ملاكى غابت أوى فى الحمام ليه .... ليكون فيها حاجة
وعند هذه النقطة انتفض واقفا واتجه للمرحاض
ظل يطرق على الباب
أسد بقلق وفزع: ملاكى .... ملاكى إنتى كويسة فى حاجة؟
همس بخجل شديد وتوتر: أيوة ..... أيوة كويسة
أسد: طب اطلعى طمنينى
همس بغضب طفولى وصوت عالى : أطلع إزاى..... إنت بقيت قليل الأدب أوى يا أسدى .... يا خسارة تربيتى فيك
انفجر أسد ضاحكا على صغيرته البريئة
أسد محاولا التماسك: بقى إنتى اللى مربيانى يا شبر ونص ..... دا حتى خسارة فيكى الشبر ..... على العموم أنا مستنيكى برة هخلص شغلى .... وإنتى خلصى ال...
قاطعته همس صارخة: بس يا سافل
أسد بضحك: ههههههههه خلصى يا بت يلا
لم تعد تسمع صوته فعلمت أنه ذهب
همس لنفسها: أعمل إيه ..... أعمل إيه ..... ياربى ده بقى فى بقع على الفستان ..... بصى يا همس إنتى تجرى على الكنبة وتقعدى وتخليه يمشى آخر واحد فى الشركة وبعدين تمشى وراه .... تركبى العربية وتطلعى بعده الأوضة....... أيوة تمام كدة ..... الله عليكى يا بت يا همس إنتى وأفكارك ..... بس بطنى بتوجعنى أوى بس لازم استحمل
_________________________
بعد مدة فى مكتب سامر
طلب سامر عدة ملفات منها مستخدما الهاتف
دخلت ووجهها أحمر بشدة مثل عينيها ومازالت الدموع تجرى على خديها
ترنيم بحشرجة وهى عند الباب وتمد الملفات: اتفضل
سامر دون أن ينظر لها: أنا مهما طولت عمر ما إيدى هتبقى طولها خمسة متر عشان أمدها وآخد الملفات
اقتربت ترنيم وقد بدأت تخرج شهقات باكية منها
ترنيم: اتفضل
وأخيراً نظر لها وليته لم يفعل فقد لعن نفسه مليون مرة أنه السبب فى احمرار ذلك الوجه الجميل بالرغم من فتنتها وهى باكية ولكن ذلك لم يمنع الغصة المؤلمة فى قلبه
لم يستطع الاحتمال فقام سريعا وأخذها فى حضنه
اختفى جسدها الضئيل فى جسده الضخم
كان احتضانه لها كإشارة للإنفجار فى البكاء
ظلت تبكى بشدة وبصوت عالى وهى تلقى الملفات من يدها وتتمسك به دون وعى منها
تحتضنه بشدة كأنه طوق النجاة التى تخاف فقدانه
شعر بالحرارة تسرى فى جسده وفرح بشدة عندما وجدها تتمسك به ولا تنفره
سامر مواسيا وهو يربت على ظهرها صعودا ونزولا مما جعل الكهرباء تسرى فى جسدهما
سامر: خلاص اهدى ..... أنا آسف. ..... مكنش قصدى والله .... أرجوكى متعيطيش .... دموعك دى أغلى من إنها تنزل عشان أى حد ..... حتى لو أنا
ترنيم ببكاء: إنت زعقتلى وأنا معملتش حاجة غلط ..... أنا كنت عند ياسمين عشان إنت اتأخرت
سامر معتذراً: خلاص والله أنا آسف .... متزعليش منى
ظلا على هذا الحال حتى هدأت
حركت رأسها فى كل الاتجاهات عند صدره موضع قلبه
تتمسح به كالقطة الصغيرة وتمسح دموعها مستخدمة ملابسه أو لنقل قلبه فهذه الحركة أشعرته أن قلبه يكاد يقفز من مكانه حتى يلامس وجهها دون أن يعوقه ملابسه
قطع عليهما اللحظة دخول شريف المفاجئ
شريف بصدمة: إيه ده؟
_________________________
فى مكتب أسد
خرجت وتحركت متطلعة لأسد مهما تغير اتجاه حركتها حتى جلست على الأريكة
نظر لها باستغراب وهو يراها لا تهدأ فى جلستها وتتحرك كل دقيقة وتنظر له بابتسامة غريبة
أسد باستغراب أثناء اقترابه منها: إنتى كويسة يا ملاكى
جلس بجانبها على الأريكة
لترتكب أغبى خطأ على الإطلاق عندما تحركت وهى جالسة مبتعدة عنه مسافة ليست بالقليلة تاركة له موضع جلوسها القديم فارغ
وكأنها تقول له أنظر !!!
يا لك من غبية أيتها القصيرة!!!
كاد يقترب أسد منها ولكنه تراجع عندما وجد بقعة دم موضع جلوسها السابق
فزع بشدة معتقدا أنه نزيف وقبل أن يتوفه بكلمة كان قد أدرك كل شيء
نظر لها بخبث وابتسامة
أسد بمكر: ملاكى معلش هاتيلى الملف اللى على المكتب ده
همس بفزع: إيه ..... لا لا لا مينفعش قوم إنت
أسد وهو يتصنع الحزن: خلاص مش عايز حاجة يا ملاكى هقوم أنا مع إنى حاسس بدوخة بس مش لازم هقوم وخلاص
همس بتردد: طب .... طب هقوم خلاص
قامت متجهة للمكتب وهى تتطلع لأسد وتعطى المكتب ظهرها ظلت تتراجع وهى تنظر لذلك الذى يكتم ضحكته بصعوبة
لم تنتبه للمقعد أمام المكتب فتعثرت به وسقطت على الأرض
همس بصراخ: آاااااااه
هنا وانفجر فى الضحك لمدة طويلة
بينما همس عاقدة ذراعيها أمام صدرها بغضب وهى مازالت على الأرض
قام أسد وحملها من خصرها ورفعها لأعلى حتى تعتدل فى وقفتها
اقترب من أذنها هامسا
أسد بخبث: حاسبى يا ملاكى ..... ولا أقول يا أنسة ملاكى
نظرت له بفزع وخجل ثم دفعته وجرت ناحية الحمام
انفجر ضاحكا مرة أخرى على ملاكه التى نضجت..... وتبقى القليل فقط وتصبح ملكه
البارت الثالث عشر
شريف: إيه ده؟
ابتعدت ترنيم بفزع عن سامر وهى متوترة
بينما سامر للحظة تمنى أن يفهم شريف وجود علاقة بينهما ليتركها له
سرعان ما أدرك مدى أنانيته ومدى الأذية التى قد تتعرض لها ترنيمته الغالية فتراجع عن ذلك
شريف بعصبية: ممكن أعرف فى إيه؟!
ترنيم بتوتر: أنا .... أنا ....
شريف وهو يقترب منها بعصبية: إنتى إيه ؟! انطقى يا هانم
سامر: اهدى يا شريف ... أنا زعقت لترنيم عشان فى شغل ناقص وهى عيطت جامد ولو كنت سبتها كانت تعبت
شريف وقد بدأ يهدأ: بس مش بالطريقة دى يا سامر
سامر: حاولت أتكلم معاها عشان تهدى بس عياطها كان بيزيد فاضطريت أحضنها
شريف بتحذير: ماشى يا سامر أنا هعديها المرة دى عشان عندك شوية حق .... بس مش الحق كله ..... على العموم أنا آسف بس مضطر بعد اللى حصل ده إن ترنيم تكون سكرتيرتى أنا وإنت تقدر تختار سكرتيرة من الموظفين الجداد ..... كدة كدة إحنا كنا هنخلى كام واحدة تسيب الشغل عشان فى موظفين زيادة ..... أنا هديك الكشوفات وإنت اختار منهم واحدة
سامر بضيق: اعمل اللى تعمله
تضايقت ترنيم بشدة على تخليه عنها
يتخلى عنها؟!!!! ما بك ترنيم ؟!! أنتى مجرد خطيبة لأخيه ؟!! لماذا تهتمى بتخليه عنك؟
شريف: ترنيم تعالى على مكتبى يلا هتبدأى من النهاردة شغل معايا
ترنيم: بس مش بدرى ..... أقصد يعنى المفروض أدرب الموظفة الجديدة
شريف: لا متقلقيش أنا فى دماغى واحدة عندها مؤهلات عالية ووظيفتها كانت قريبة من السكرتارية وهى هتقدر تفهم علطول ....... يلا تعالى لمى حاجتك وأنا هجيب ملفها لسامر يشوفها
ترنيم بابتسامة صفراء: حاضر
خرجت ترنيم لمكتبها وشريف لمكتبه تاركين ذلك الذى يكاد يبكى وهو يراهم بذلك التقارب
سامر: ياربى ..... أنا دلوقتى اتأكدت إنها مستحيل تكون ليا ..... داوى قلبى وخليه يعشق غيرها يارب
________________________
فى مكتب أسد
أسد وهو يطرق باب المرحاض ويجاهد فى اخفاء ضحكاته
أسد: ملاكى افتحى متتكسفيس....... طب إنتى هتقضى اليوم كله فى الحمام ...... يابنتى اخرجى عشان نشوف حل طيب
همس بتريقة: نانانانانانا ... وإنت مالك إنت؟! أنا هعرف أحلها .... امشى إنت بس ... إنت مصر تحرجنى
أسد بضحك: طب خلاص خليكى عندك أنا هبعت حد يجبلك شوية حاجات عشان تعرفى تطلعى
قبل أن يتحرك سمع شهقتها واقترابها من الباب
فتحت همس الباب فتحة صغيرة وأخرجت رأسها الأصغر مشيرة له بإصبعها ليقترب
اقترب أسد وجلس على ركبته حتى يصل لطولها
همست فى أذنه بخجل
همس: هو إنت هتقول للى باعته ده إن الحاجة دى لمين؟!
أسد: إنتى عايزانى أقوله لمين وأنا أقول
همس ببراءة: ليك إنت
أسد بحدة: نعم يا روح أمك .... لمين ياختى .... ليه شيفانى أمك أدامك
همس برجاء: يا أسد بقى ..... إنت راجل مش مهم ... لكن أنا بنت .... يعنى سمعتى مهمة
أسد وهو يشد طرف أذنها ويضغط عليه
أسد: ما هو أنا عشان راجل يا روح خالتك مينفعش ...
إنتى الدادة حفظتك من غير ما تفهمك ولا إيه
وبعدين سمعة مين ياختى اشحال لو مكنتيش لسة آنسة من كام دقيقة .... آل سمعة آل
همس بغضب: مش عايزة حاجة
أغلقت همس الباب فى وجهه لينصدم أسد
أسد بزهول: هى قفلت الباب فى وشى
ثم أضاف بسخرية: هما الستات كدة يتمسكنوا لحد ما يتمكنوا
ثم اتصل بدادة سعاد التى كانت مسئولة عنها أيضا
وطلب منها كل ما تحتاجه وأن تحضر إحدى الفساتين لملاكه
________________________
دخل لمكتبها فوجدها قد أخذت متعلقاتها
شريف: اسبقينى على مكتبى وأنا هديله الملف وهاجى علطول .... زمانهم دلوقتى بيحطولك مكتب هناك
ترنيم: لا ..... أنا عايزة أشوف الملف بتاع السكرتيرة الجديدة معاكم
شريف باستغراب: ليه يا حبيبتى
ترنيم بتوتر: عادى يعنى يا حبيبى ..... عشان أبقى أتعرف عليها ونبقى صحاب زى ياسمين
شريف: ماشى تعالى
دخلا مكتب سامر فوجده سارح وهو جالس على مقعده
شريف بمرح: مالك ياعم شايل طاجن ستك ليه .... أمال أما تشوف سكرتيرتك الجديدة ..... دى مزة
سامر باصطناع المرح: أول مرة آخد منك فايدة
وللعجب لم تتضايق من إعجاب شريف بل أصبح لها فضول لرؤيتها
لكن بعد جملة سامر .... شعرت بالاحتراق بداخلها وبشيء يؤلم قلبها
ترنيم بضيق: على فكرة عيب اللى بيتقال ده .... دى بنت ..... يعنى المفروض نحترمها
شريف: إيه يا حبيبتى بنهزر .... إلا إذا كنتى بتغيرى عليا ..... دى حاجة تانية
سامر بحدة لم يستطع التحكم بها: شريف هات الملف أشوفه
أعطاه الملف .. ففتحه بغيظ من تلك التى أمامه
ثانية واحدة وانفجر فى الضحك
ترنيم باستغراب: هو فى إيه
شريف بضحك: أصلك مشوفتيش صورة الموظفة الجديدة
ترنيم بفرحة حاولت أن تخفيها: إيه هى وحشة
شريف: يابنتى قولتلك مزة وبياض بحمار وعيون خضرة بس وضعية الصورة نفسها
أخذت ترنيم الملف بحدة وغيرة من سامر الذى مازال يضحك
وكانت المفاجأة ..... فتاة ذات جمال فتاك أكثر مما وصفه شريف محجبة ولكنها فى الصورة كانت تضم شفتيها بطريقة مضحكة وتجمع مقلتى عينيها فيما معروف ب "الاحولال"
بالرغم من أن الصورة مضحكة للغاية ولكن ترنيم عبست أكثر فكانت الصورة تظهر جمالها
ترنيم: عادى يعنى مش حلوة أوى .... وبعدين إزاى توافقوا على موظفة مستهترة وجايبة صورة زى دى
سامر وقد أراد أن يثأر لعشقه وقلبه: لأ بقى معلش يا آنسة ترنيم إنتى اللى مش بتشوفى كويس ..... دى كلمة مزة مش مدياها حقها ..... بس صحيح يا شريف إيه الصورة دى
شريف بضحك: أنا لما سألتها قالت إن فى حاجة نسيت تطبعها فى الملف ..... فراحت تكتبها القلم طرش على الصورة .... بقت الصورة كلها أزرق ... اضطرت تستخدم صورة كانت معاها فى المحفظة عشان كانت متأخرة ..... وهى دى الصورة اللى كانت معاها
قرر سامر أن يغيظ ترنيم بالرغم من الغصة التى فى قلبه بعدما وجد وجهها احمر من الغضب معتقدا أنه نتيجة لغيرتها على شريف
سامر: بس بصراحة أنا بشكر القلم اللى خلاها تحط صورة بالروعة دى وتمتعنا برؤية جمالها ... ولا إنت إيه رأيك يا شريف؟
شريف: طبعا يا معلم
ترنيم بغيظ وهى على وشك البكاء: أنا فى مكتبى الجديد يا شريف
تركته دون إنتظار أى إجابة
تنهد سامر بخفوت
يشعر بألم شديد فى قلبه
شريف: مالها دى ..... المهم أنا رايح مكتبى .... صحيح إنت اتأخرت النهاردة ليه وإنت طالع قبلنا
سامر بتوتر: ها ..... عادى أصل أنا مشيت فى طريق تانى للشركة وكان زحمة
شريف باستغراب: ماشى ... سلام بقى
سامر بشرود: سلام
________________________
وصلت سعاد للشركة ودخلت مكتب أسد
أسد: إزيك يا دادة .... هى فى الحمام فهميها تعمل إيه وبعدين اطلعى والسواق مستنيكى تحت يوصلك
سعاد: الحمد لله يابنى .... حاضر أنا داخله أهو
وبعد دقائق خرجت سعاد
سعاد: خلاص يابنى أنا فهمتها كل حاجة وهى هتنفذها دلوقتى ..... آه صح ابقى خليها تشرب سوائل دافية عشان بطنها وجعاها
أسد بقلق: هى تعبانة
سعاد: لا يابنى دى حاجة عادية
أسد: حاضر يا دادة
خرجت من المكتب
________________________
فى المرحاض
همس: أطلعله إزاى بس دلوقتى ..... يا كسفتك يا همس ..... بصى اطلعى ولو عمل حاجة والله هعضه ..... آه أنا مش ناقصة كسفة زيادة عن كدة
خرجت همس وحمدت ربها أنه لم يعلق ....
ولكن يا الله إنه لا يكمل شيئا لآخره لوجه الله .... تكفى نظراته الخبيثة نحوها وتلك الابتسامة على وجهه حتى وهو يعمل
بعد دقائق دخلت ياسمين وهى تحمل مشروب ساخن لهمس وبعد المزاح معها خرجت لتتابع عملها
أمسكت همس المشروب
همس بتقزز وهى تجعد أنفها بلطافة: حلبة؟! أنا مش بحبها
أسد وقد أسر بمنظرها للمرة التى لا يعرف عددها: لا لازم تشربيها ..... دى الحاجة الوحيدة المفيدة اللى أعرفها فى حالتك ....
ثم أضاف بمكر: إلا إذا اضطرتينى أسأل ياسمين عن حاجات سخنة تانية مفيدة ووقتها لما تسألنى عن السبب هضطر أقولها ليه
ثانية واحدة بل أقل وكانت قد ارتشفت من الكوب
همس ببراءة: ههه أنا أصلا بحبها وهشربها ..... مين الغبى اللى مبيحبش الحلبة
قالت آخر جملة بحسرة شديدة وهى على وشك البكاء
ضحك أسد بخفوت عليها
________________________
فى القصر بغرفة سعيد
سمية بهمس فى الهاتف: جرا إيه يا حبيبى بقالك سبع سنين بتقولى هنتقم هنتقم ومفيش أى حاجة بتحصل
المتصل: خلاص انتقامنا هيبتدى بس هيطول شوية لإنى عايز أدمره بالبطيء وأول خطوة هى إنك ......
سمية بشر: لأ بجد برافو عليك بس أنا خايفة يكشفونى
المتصل: متقلقيش كلنا عارفين إنه بيعشق همس .... فأكيد مش هيستغربوا ده .... نفذى إنتى بس
سمية: حاضر يا حبيبى ..... أنا هاخد حقى وحق بنتى منهم كلهم .... سلام بقى سعيد طالع من الحمام
المتصل: سلام
________________________
أمام شركة ضرغام
خرج أسد مع ملاكه ممسكا بيدها حتى أدخلها السيارة وركب بعدها متجهين للقصر
كان ذلك تحت مرأى من سيدة فى الثلاثينات من عمرها يبدو عليها الفقر الشديد وتحمل مناديل تبيعها
المرأة وتدعى منار: اللى أنا شوفته ده حقيقة ولا بيتهيألى ..... لا حقيقة دى شكلها متغيرش ....
أكيد هى ..... لازم أقول لحمدى
________________________
فى الشركة
رن هاتفه فأجاب
الشاب : إنت متخلف أنا مش قولتلك أنا هتصل بيك
سعد: الله فى إيه يا سامر أنا قولت يمكن عايزنى بس أنا غلطان
سامر: اوعى تنطق اسمى تانى يا غبى .... افرض حد سمعك كل حاجة تبوظ
سعد: خلاص ماشى نسيت ياعم
الشاب بتهكم: طب متنساش تانى ياخويا ولو فى جديد ابقى عرفنى سلام بقى عشان مشغول
________________________
اتجهت منار لإحدى المناطق العشوائية والفقيرة جدا
دخلت المنزل المكون من غرفتين واحدة للأكل والنوم والجلوس والأخرى حمام
نظرت للجسد المرهق بسبب المخدرات لكزته برجلها فى بطنه
منار بتهكم: قوم ياراجل إنت بقى الفلوس اللى أجيبها تخدها للمخدرات داهية تاخدك
حمدى بعدما أفاق: متحترمى نفسك يا ولية عايزة إيه
منار: إنت عارف أنا شوفت مين
حمدى: يارب تشوفى العمى يا شيخة ....... متخلصى مش فاضيلك أنا
منار بقرف: شوفت همس ياخويا
حمدى باستغراب: همس مين؟! اوعى يكون قصدك همس بنتنا!
منار: هى يا خويا .....
وبدأت تحكى له عما رأته
حمدى: دى لو هى هتجبلنا فلوس كتير
سرحت منار فى الماضى وما حدث
فلاش باك منذ أكثر من تسع سنوات
تحمل منار تلك الملاك التى لم تكمل الخمس سنوات وتذهب لإحدى المنازل الفقيرة
منار وهى تصرخ: اطلع يا حمدى .... اطلع يا جبان
خرج حمدى ووالده رأفت
حمدى: جرى إيه يا ولية عايزة إيه
رأفت: جرا إيه يا ست إنتى عايزة إيه
منار: أنا عايزة إبنك ال.... يكتب عليا ياخويا .... ما أنا مش هشيل المصيبة دى لوحدى
رأفت بإستغراب: مصيبة إيه
منار: همس يا راجل يا خرفان إنت .... بنتى وبنت إبنك اللى خلى بيا بعد ما فهمنى إنه هيتجوزنى وفص ملح وداب ولولا ولاد الحلال دلونى عليه بعد السنين دى كلها كنت زمانى لسة فى الشوراع بدور عليه
رأفت: إنتى اتجننتى ولا إيه؟! أنا ابنى مستحيل يزنى
منار: لا يا خويا عملها والدليل الداهية اللى فى إيدى دى ...... والله لولا مكنش معايا فلوس كنت سقط الحمل وريحت نفسى .... لكن هجيب منين بعد ما ابنك خلانى أهرب من أهلى وخد كل اللى حيلتى
رأفت بصدمة: إنت عملت كدة .... انطق
حمدى: أيوة يا بابا بس ....
هجم عليه رأفت بالضرب
رأفت: أنا مش عندى ابن دلوقتى .... يا ريتنى ما خلفتك يا شيخ
ثم طرده من بيته وأغلق باب منزله
حمدى وهو يتهجم بالضرب على منار فى الشارع غير مبالى بتلك الملاك الباكية
حمدى: بقى أنا يا بنت ... تعملى فيا كده
منار وهى تدفعه: خلاص يا خويا بقينا فى الشارع .... قول بقى هنعمل إيه .... إحنا دلوقتى محتاجين بعض بعد ما أبوك الناقص سابنا ومشى وأنا اللى فاكرة إنه هياخدنى فى بيته
حمدى محاولا التماسك فهى على حق كلاهما يحتاج للآخر
كل منهما يظن أن الآخر سيعمل وينفق على غيره ولكن الزمن أثبت لهما العكس
حمدى: خلاص إحنا هنتجوز .... بس البت دى هنعمل فيها إيه ..... أنا مش حمل مصاريف كتير كفاية أنا وإنت
منار بقسوة : معدش ليها لازمة يا خويا هنرميها فى أى شارع معاها علبة مناديل تصرف نفسها بيها
حمدى: ماشى اتصرفى فيها انهاردة وبعدين نشوف هنعمل إيه بعد كده
باك
البارت الرابع عشر
سمع سامر طرق الباب فأذن بالدخول
رحمة: السلام عليكم .... أنا رحمة سكرتيرة حضرتك الجديدة
سامر: إزيك يا آنسة رحمة ..... اتفضلى اقعدى
جلست رحمة ثم نظرت له بترقب
سامر بعدما تنهد: أنا إنسان عملى يعنى محبش الشغل اللى مش كامل ..... هتشتغلى معايا .... يبقى شغلك يتعمل كله باتقان ...... لإنى مش هتهاون أبدا ... تمام
رحمة بجدية: تمام يا فندم .... أظن إحنا هيبقى شغلنا كويس لإن منطقك نفس منطقى
سامر بإعجاب لجديتها المناقضة صورتها التى رآها: أوكى تمام ...... شريف قالى إنك مش محتاجة شرح لإنك فاهمة كل حاجة ...... على مكتبك هتلاقى ملفات ...... عايزك تدرسيها كويس عشان تفهمى الشغل أكتر وأكتر وأى حاجة تحتاجيها قوليلى وأنا هشرحهالك .... ومعلش انهاردة هنتأخر شوية عن معاد الخروج
رحمة: أوكى يا فندم .... مفيش مشكلة
سامر: تقدرى تروحى على مكتبك دلوقتى
رحمة: عن إذنك
خرجت رحمة بينما تنهد سامر قائلا
سامر بهمس: كويس يا سامر .... إنت أخيرا أعجبت بواحدة غيرها ..... حتى لو مش أعجبت برحمة نفسها .... لكن على الأقل شخصيتها عجبتك ومناسباك ...... ودى خطوة حلوة ..... يارب أقدر أنساها للأبد يارب...... وأعيش من غيرها
__________________________
فى مكتب شريف وترنيم
ترنيم بضيق: هو أنا هفضل فى مكتبك كتير
شريف باستغراب: إنتى مضايقة؟!
ترنيم بتوتر: لا أبدا بس يعنى .... إحنا كدة مش هنعرف نشتغل وأنا بحب يبقى ليا خصوصيتى شوية
اقترب شريف من مكتبها وحرك الكرسى ليجلس أمامها
احتضن يديها بين يديه قائلا
شريف: إنتى عارفة يا حبيبتى إن مفيش أوضة خارجية برة مكتبى على عكس مكتب سامر وأسد
..... فلو خرجتى تشتغلى برة أى حد معدى فى الدور هيشوفك ...... وبعدين بالعكس ده قربك ده هيخلينا نشتغل كويس أوى
ثم غمز لها فى نهاية كلامه لتبتسم له باصطناع وهى تسحب يديها
شريف ببعض الجدية: مش شايفة إن خطوبتنا طولت أوى يا حبيبتى ..... إحنا بقالنا أكتر من سنتين وإنتى كل شوية بتأجلى معاد كتب الكتاب والفرح
ترنيم بتوتر: أصل ....
شريف بحزم مقاطعا: لأ مفيش أعذار ..... والدك وموافق من أول ما اتخطبنا ..... وأنا مش هقدر أصبر كتير
ترنيم باستسلام وحزن: ماشى يا شريف اعمل اللى عايزة
شريف بسعادة: تمام يا قمر يبقى بإذن الله فرحنا الأسبوع الجاى ومعاه كتب الكتاب وهتفق مع أبوكى بكرة بعد الشغل
ترنيم بشهقة: بس دا بدرى أوى
شريف: لأ مش بدرى ولا حاجة ..... يلا يا حبيبتى بقى خلصى الملف ده عشان نروح بدرى
ترنيم باستسلام: حاضر
اتجه شريف إلى مكتبه تاركا تلك التى تتخبط فى أفكارها
ترنيم فى نفسها: مالك يا ترنيم؟! مش ده شريف اللى بتحبيه؟! طب ليه عايزة تعيطى وتصرخى وتقوليلوا لا؟! اعقلى يا ترنيم ...... هتلاقى دى فترة ضغط بس وهتعدى بإذن الله
__________________________
فى منزل مازن
نظر لمحبوبته ليجدها سارحة
مازن بغيرة: بتفكرى فى مين؟
ياسمين بابتسامة: دا إنت بتغير أوى بقى!
مازن وبدأ يغضب: ياسمين متخلنيش أتجنن ..... أنا حافظ تعابير وشك لما بتفكرى فيا ...... ودى مش تعابير وشك دلوقتى فممكن أعرف بتفكرى فى مين؟
ياسمين بتنهيدة: بفكر فى ترنيم
مازن باستغراب: ترنيم؟! اشمعنا؟!
ياسمين: مش عارفة ..... خايفة عليها ومنها .... حاسة إنها هتدمر نفسها ..... أنا حاسة إنها مش بتحب شريف ..... هى بس معجبة بشياكته ووسامته ..... وخايفة ده يقلب عليها فى الآخر
مازن: بس هى بتبقى مبسوطة معاه ودا كفاية حتى لو مش بتحبه ..... العشرة والأيام هتخليها تحبه
ياسمين: يارب يا مازن
مازن وهو يحملها: تعالى بقى عشان فى كلمة سر لازم أقولها فى بقك .... أصل بيحذروا من الودن .... بيقولوا فتانة
ياسمين بضحك: ههههههههه والله .... طب نزلنى عيب كدة معاذ يصحى
مازن: أبدا..... وبعدين متنطقيش اسمه ..... النوع ده بييجى على السيرة بعيد عنك
اتجه مازن لغرفتهما ومازال يحملها وسط ضحكاتها تارة وخجلها تارة أخرى من كلامه
ليرويها من عشقه الذى غمرهما منذ سنين ولا يقل أبدا
__________________________
فى قصر ضرغام
تمشى همس بجانبه بخطوات سريعة خائفة من أن يكتشف أحد آخر أمرها وتسحبه معها فهى لا تضمنه أبدا
همس بصوت خافت: يلا .... بسرعة إنت تقيل وعجوز ليه .... افرض حد شافنا
أسد باصطناع الصدمة: أنا عجوز!
همس بمشاكسة: أيوة عجوز ..... لكن أنا لسة بشبابى
قرر أن يحرجها وهو ينظر لها من أعلى لأسفل: هو من ناحية شبابك فهو إنتى فعلا بقيتى فى شبابك
همس بشهقة طفولية وهى تضع يديها على فمها
بلطف شديد جعله يتمنى أكلها
همس بخجل شديد: يا سافل .... يا قليل الأدب
ثانية واحدة ووجدها فرت من أمامه لأعلى
ضحك أسد على صغيرته وصعد خلفها مباشرة حتى يستكمل استمتاعه بلطافتها وخجلها الذى يجعلها فتنة متحركة
__________________________
فى مكتب رحمة
كانت تعمل بجد حتى سرحت فى سامر
رحمة فى سرها: يخربيت حلاوتك يا شيخ كنت هتوقفلى قلبى من نبضه .... بس بس عيب يا رحمة إيه اللى بتقوليه ده اعقلى كده
حاولت الانشغال مرة أخرى فى عملها حتى استطاعت فى النهاية
__________________________
أمام الشركة مباشرة حيث تقف تلك المرأة وزوجها مع الحارس
منار وهى تميل على الحارس غير عابئة بزوجها فلماذا تهتم وهو نفسه لا يهتم؟!
منار بمياعة وإغراء: ممكن أسألك سؤال يا حلو إنت؟
الحارس بتوتر من قربها: ها ..... آه طبعا اسألى حضرتك
منار: من ييجى ساعة كدة كان فى واحد باين عليه غنى أوى ومعاه بنت عندها ييجى ١٣ سنة ونص متعرفش هو مين؟!
الحارس: دا أسد بيه صاحب الشركة واللى معاه دى تبقى الهانم الصغيرة
منار فى سرها: بيه وصاحب شركة؟! لأ وهانم صغيرة كمان؟ دى ولعت
منار: طب ممكن عنوانه عايزاه فى حاجة مهمة تخص الهانم الصغيرة
الحارس بتوتر: خلاص ماشى هو فى ......
منار: تشكر ياخويا
رحلت منار وحمدى الذى لم يهتم بأى شيء سوى جشعه وطمعه حتى كرامته ورجولته لا يهمانه فكما يقول هو " الرجولة مش هتأكلنى عيش"
حمدى: يلا هنروح دلوقتى أنا مش هقدر أستنى لبكرة
منار: ماشى يلا
__________________________
فى مكتب سامر
سامر بتعب: كفاية شغل بقى الوقت اتأخر
خرج سامر فوجد رحمة مازالت تعمل
سامر: آنسة رحمة الوقت أتأخر ..... كفاية شغل وخلينى أوصلك للبيت أحسن
رحمة بتردد: بس ....
سامر: صدقينى مش هينفع تمشى لوحدك الأحسن أوصلك
رحمة بعدما اقتنعت: أوكى ماشى
أخذت حاجياتها وسارت خلفه
أثناء دخوله المصعد وجد شريف قادم مع ترنيمة قلبه تنهد بضعف مازال الأحمق يدق الطبول فرحا كلما رآها حتى ولو كانت مع أخيه
فى المصعد
لم تنطق ترنيم بأى حرف تجاه رحمة بالرغم من مظهرها اللطيف ولكنها تراها كالشيطانة ولا تعلم لماذا؟! هى أبدا لم تكن حقودة أو عدائية ولكنها تشعر برغبتها فى خنقها وقتلها
طردت هذه الأفكار من رأسها فهى أصبحت تخاف من نفسها كثيرا
وصلوا للطابق السفلى وخرجوا جميعا وقبل الخروج من الشركة
شريف بتذكر : استنى يا سامر كنت هنسى صحيح .... مش تباركلى؟
سامر باستغراب: على إيه؟!
شريف وهو يمسك يد ترنيم مما حطم فؤاد ذلك العاشق وسبب الضيق لتلك الحورية
شريف بفرحة: أنا كتب كتابى وفرحى أنا وترنيم الأسبوع الجاى
وهنا وشعر كأنه سينفجر فى الغضب والبكاء معا ... إذا كان من الصعب جدا الوصول لها قديما.... فأصبح من المستحيل الآن
أسبوع واحد .... أسبوع واحد وستصبح محرمة عليه قانونا وشرعا وعشقا
يا الله ألهمنى الصبر والقوة
سامر باصطناع الفرحة: ألف مبروك يا شريف إنت وآنسة ترنيم
رحمة: مبروك ليكم
شريف: الله يبارك فيكم ..... يلا سلام بقى
خافت ترنيم أن تترك سامر مع رحمة فيوصلها لمنزلها
ترنيم بسرعة: تعالى يا رحمة هنوصلك معانا
قرر الثأر لسنواته التى ضاعت فى عشقها
سامر بجمود: لأ ..... رحمة مكانها معايا وجنبى زى ما انتى مكانك مع شريف وجنبه
قال آخر جملة وهو يشعر بقلبه يضربه فى صدره بعنف لكلامه ذلك
ترنيم بعدم فهم: يعنى إيه؟!
سامر: يعنى زى ما إنتى خطيبة شريف ..... رحمة خطيبتى واحتمال كبير فرحنا يبقى الأسبوع اللى جاى معاكوا
ترنيم بصدمة: إيه؟؟؟؟
احتضن شريف سامر وهو يضحك وبارك لهما
غير منتبهين لتلك التى شعرت بالأرض تميل بها وأقل حركة منها قد تسقط ...... أحست بالانهيار ..... أحست بأنها تريد أن تختلى بنفسها لتصرخ فقط ...
عند عودتها لوعيها وجدت نفسها فى السيارة
لا تتذكر ما حدث .... ألهذه الدرجة كانت شاردة .... حتى أنها لم اشعر بشريف وهو يسحبها للسيارة
__________________________
فى قصر ضرغام تحديدا فى غرفة الأسد وملاكه
دلفت همس لتستحم بينما خرج هو للشرفة
أسد فى الهاتف : ألو أيوة يا مازن لازم أرن كذا مرة عشان ترد
مازن: يا عم خلاص المهم ها عاوز إيه
أسد : عايز كل حاجة تجهزلى انهاردة وبكرة نمضى
مازن بعقدة حاجب: امممم فهمت ..... خلاص ماشى
أسد بتردد: اللى بعمله ده صح .... مش كدة يا مازن
مازن بحنان: بص يا أسد قربك دلوقتى بقى غلط ... هتقدر تبعد يبقى تمام وعملت اللى عليك ..... مش هتقدر يبقى ده الصح
ابتسم بارتياح وأغلق معه ثم ذهب ليستحم بغرفة أخرى
بعد مدة
كانا نائمان
أسد وهو يقبل رأسها: ملاكى إنتى دلوقتى كبرتى وبقيتى عارفة الصح من الغلط .... مش كدة
همس بخجل: أيوة
أسد : طب يبقى لازم نلتزم أكتر ... إنتى ما شاء الله صلاتك تمام ..... بس أنا عايزك تبقى غالية أكتر فى عين الناس كمان بعد ربنا ...... يعنى بمعنى أصح عايزك تتحجبى ها .... إيه رأيك يا ملاكى
همس بعد أن رفعت رأسها عن صدره: أنا كدة كدة بحب الحجاب .... بس .... يعنى إزاى؟...... قصدى لو اتحجبت مين هيشوفنى بشعرى؟
أسد بغيرة وحدة : مفيش حد هيشوفك بشعرك غيرى أنا وبس ..... مش مسموحلك تقلعى الحجاب خالص حتى لو مفيش غير دادة سعاد .... فاهمة؟
هزت همس رأسها بخوف
أسد بتراجع بعدما رأى خوفها وقد لعن نفسه: بصى يا ملاكى .... إنتى محرمة على أى حد غيرى أنا .... تمام
همس بابتسامة: تمام يا أسدى .... بس أنا قصدى إن حرام إنت تشوفنى بردو
نظر لها قليلا بشرود حتى أجاب قائلا
أسد بابتسامة: أنا مستحيل أكون السبب إنك تشيلى ذنوب
دايما هكون العصاية اللى تسندى عليها للجنة مش للنار
كل اللى هقولهولك اوثقى فيا وسيبى كل حاجة على ربنا ثم عليا وأوعدك مش هتندمى أبدا
فصدقينى مش هخلى قلعانك حجابك أدامى سبب يشيلك ذنوب
أسندت رأسها موضع قلبه
همس فى سرها: شوفتى يا غبية .... بيقول كدة عشان هو بيعتبر نفسه أبوكى فعادى تقلعيه قدامه ..... أنا تعبت امتى يحبنى بقى
أيتها الحمقاء؟؟ أتتسائلين متى يحبك؟! السؤال الأصح هو متى يتوقف عشقه وهوسه عن النمو والتزايد؟!
أسد فى سره: مش هسمح أبدا إنى أكون سبب يشيلك ذنوب ..... مش هكون عقبة قى طريقك للجنة بإذن الله ..... مهما كلفنى الأمر
دقائق قليلة وسمعا أصوات عالية قادمة من الحديقة لينتفضان ليروا ما يحدث
أسد بحدة: إنتى رايحة فين ..... أنا مش قولت هتتحجبى
همس ببراءة: مهو مفيش حاجة ألبسها على راسى .... انهاردة بس ..... ومش هقدر أقعد هنا لوحدى هخاف
أسد باستسلام خاصة بعد ارتفاع الأصوات أكثر: ماشى تعالى يا تعبانى
أمسك يدها وسحبها معه للحديقة ولكنه تراجع عندما وجد رجلا وحارس القصر واقفان وامرأة معهما
رجلان؟!!!! مستحيل يتركها تخرج .... هى ملكه وحده ..... لن يسمح لها برؤية غيره أبدا أو يراها غيره
عاد للقصر بسرعة خوفا من أن تلاحظ ملاكه البرئ الرجلان حتى لو كانا بعمر والدها ولكن الرجل يظل رجل
دلف للداخل فوجد عمه وجده وزوجة عمه خرجوا من الغرف على صوت الضجة
يا الله!!!! هل يقتل الرجال جميعا ليرتاح ..... يبعدها من رجلين ليجد آخرين فى انتظاره ..... سيجن بالتأكيد
حملها سريعا وجرى بها كالمجنون للمطبخ فهو المكان الوحيد الذى يضمن ألا تكون مع أى رجل
دخل وأمر النساء جميعا بالخروج عدا سعاد
خرج بعدما أمر سعاد ألا تتركها أو تسمح لأحد بالدخول لتلك الضجة التى تعلو وتعلو
__________________________
فى سيارة سامر
قطع سامر الصمت قائلا: أنا آسف على اللى قولته بس...
قاطعته قائلة : بتحبها صح؟
انصدم بشدة من سؤالها
هل مشاعره واضحة لتلك الدرجة؟! إذا لماذا لا تراها ولا تفهمها؟!
تنهد وقد قرر عدم الإنكار فلن يفيده بشيء
سامر بعيون لامعة تحبس الدموع: أيوة
رحمة وقد أحست بقلبها ينكسر: ممكن تحكيلى
سامر بتنهيدة: حاضر
__________________________
فى سيارة شريف
شريف بحب: مالك يا حبيبتى؟! فيكى حاجة
ترنيم بحزن ونبرة مختنقة فهى بالكاد تمنع نفسها من البكاء: لأ ..... تعبانة شوية من الشغل
شريف بقلق: تحبى تروحى تكشفى
ترنيم: لأ .... هنام شوية وأكيد هرتاح
شريف: ماشى يا حبيبتى ..... بس لو التعب زاد ابقى قوليلى
ترنيم باختصار فهى لا تريد التحدث: تمام
شريف: بكرة بإذن الله هبقى أروح لحمايا عشان نجهز كل حاجة
ترنيم بضيق: اعمل اللى تعمله
أوصلها شريف لمنزلها فخرجت من السيارة واتجهت لمنزلها دون توديعه حتى
تنهد شريف قائلا: يا ترى فيكى إيه يا حبيبتى؟
تحرك بسيارته عائدا للقصر
__________________________
فى سيارة سامر
قص عليها كل ما حدث ومشاعره وعشقه لترنيمة قلبه
سامر: أنا دلوقتى قولتلك كل حاجة ..... رحمة أنا يمكن قلت موضوع جوازنا ده عشان أنتقم ..... بس دلوقتى بعد ما فكرت لقيت ده الأنسب ..... أنا عارف إنك معجبة بيا من نظراتك ..... وأنا معجب بشخصيتك الجادة واحترامك ..... فبتمنى تدى لعلاقتنا فرصة إنها تنجح .... وأوعدك هبذل كل جهدى عشان أشيل عشقها من قلبى .... ها إيه رأيك
فكرت رحمة ووجدتها فرصة حتى تكون بقربه فهى بحبها تستطيع أن تعوضه
رحمة بخجل: موافقة
ابتسم سامر بلا روح: تمام .... طب ممكن آخد معاد مع عيلتك عشان أطلبك رسمى .... وجوازنا هيبقى معاهم فى نفس اليوم
أراد أن يشغل نفسه فى يوم عرسها فإذا لم يفعل قد يصاب بأزمة قلبية
رحمة بحزن: أنا مليش حد..... بابا وماما ماتوا ..... ومعرفش حد من عيلتى تانى .... هما مكنش ليهم أخوات أساسا
سامر بحزن لحالها: ربنا يرحمهم ..... طب يعنى تمام معاكى معاد الفرح
رحمة بابتسامة: تمام
أوصلها سامر إلى منزلها وودعها ثم غادر متجها للقصر
__________________________
فى منزل سعد الدمنهورى
رن هاتفه فأجاب
سعد: ها .... قدرت توصل لحاجة يا....
قاطعه قائلا: متنطقش اسمى يا غبى هتكشفنا
سعد بزهق: حاضر .... المهم فى ملفات جبتها ولا لأ
الشاب: لأ ..... وبعدين أنا فرحى كمان أسبوع وبصراحة أنا مش عايز أى حاجة دلوقتى ..... أنا فكرت ولاقيت إن أحسن حاجة أسيب كل حاجة لأسد دلوقتى يكبرها وأنا أبقى آخدها على الجاهز خاصة إنى داخل على جواز يعنى مش هبقى فايق لشغل وممكن كل حاجة تبوظ
سعد بغضب: نعم ..... طب إنت وكدة كدة مهما طال الزمن هتقدر تاخد اللى عايزه من غير ما تخسر.... لكن أنا لا .... دا أنا كام أسبوع وأفلس ..... أنا محتاج كام ملف أقوم بيه ..... ولو لاقيتك فعلا رجعت فى كلامك .... هروح لأسد وأقوله إن ابن عمه بيكرهه وعايز يسرقه ويبقى عليا وعلى أعدائى
أغلق سعد الهاتف بوجهه
الشاب بغضب: ماشى .... أنا جيت معاك بالذوق منفعش ..... يبقى تيجى بالدم
اتصل بأحد رجاله الذى جعله يعمل كخادم فى فيلا سعد لوقت الضرورة
قال للرجل بسرعة بعدما أجاب: تخلص عليه دلوقتى وتبعتلى صورة ليه
الرجل: حاضر يا بيه
خمس دقائق فقط ووصلت له رسالة مكتوب بها
"تم" وأسفلها صورة لسعد وقد قتل ذبحا
ابتسم قائلا بشر: عشان تلعب معايا تانى
__________________________
فى حديقة قصر ضرغام
تجمع الجد وسعيد وسمية وأسد أمام الحارس والرجل والمرأة
أسد بحدة: فى إيه؟
الحارس بخوف: يا باشا الناس دول عايزين يقابلوا حضرتك ولما رفضت جريوا على القصر ومصرين يشوفوا حضرتك
أسد بجمود: امشى إنت دلوقتى
ذهب الحارس لينظر أسد نظرة مرعبة لكلا المذعورين أمامه
أسد بغضب: إنتوا مين؟ وعايزين إيه؟
حمدى بشجاعة لا يملك منها ذرة: أنا أبقى حمدى ودى منار .... إحنا نبقى أبو وأم همس .... وعايزين ناخدها معانا
البارت الخامس عشر
أسد بصدمة: إيييييه؟!
حمدى: اللى إنت سمعته
أسد فى نفسه بجنون وهستيرية: مستحيل ..... مستحيل .... لا لا لا أنا مش هسمح لحد يكون فى حياتها غيرى حتى لو اضطريت أقتلها وأقتل نفسى معاها ..... لا لا لا أنا مقدرش أضرها أبدا ..... بس هأذى أى حد يقرب منها حتى لو بيحبها ..... هى كانت ملكى أنا وهتفضل ملكى دايما
نظر ماجد وسعيد له ولسكونه وقد أدركا أنه الهدوء قبل العاصفة
بينما تلك الحية ابتسمت بشر
سمية فى سرها: الله .... دى احلوت أوى ..... اللعب شكله هيكبر ويولع أكتر
قطع ذلك الصمت سامر وشريف اللذان وصلا فى نفس اللحظة
شريف باستغراب: فى إيه وإنتوا مين؟
سامر: مالكوا ساكتين ليه يا جماعة؟
حمدى بزهق: أووووف يا ربى ..... أنا حمدى أبو همس ودى منار مراتى وأمها ..... وجايين عشان همس ومن ساعة ما اتنيلت قولت كدة والكل ساكت
لحظة واحدة وكان على الأرض والدماء تنزف من كل جزء به
أعماه الشيطان لا يرى سوى شيئان فقط وهما أن أحد ما سيأخذ ملاكه منه والآخر أن ذلك الحقير نطق اسمها على لسانه القذر
حاول الجميع إبعاده عن ذلك الذى كادت تنقطع أنفاسه
سعيد بعصبية: أسد سيب الراجل هيموت
سامر: أسد متتهورش ..... دا مهما كان أبوها وليه حق عليها
وثانية أخرى وكان سامر يترنح من تلك اللكمة التى وجهت له وبالطبع نعرف مصدرها
أسد بصراخ: ليه حق عليها؟!!!! أنا الوحيد اللى ليا حق عليها .... أنا اللى ربيتها ...... أنا أول واحد علمتها إزاى تكتب وتقرا ..... أنا أول واحد أخدها للمدرسة ..... أنا الوحيد اللى كنت بسهر معاها وهى تعبانة ....... أنا اللى كان قلبى بينزف لما بتبعد عنى ..... أنا اللى كنت بموت فى بعدها ..... جاى تقولى حقه هو عليها ..... لا ...... مستحيل .... مستحيل أخلى حد يدخل حياتها غيرى ..... وقسما بالله اللى هيحاول يقرب منها ويدخل حياتها ...... وقتها أنا هخرجه بره الدنيا كلها ..... مش بعد كل اللى عملته ده ييجى ناس *** زيكم وياخدوها منى ..... فاهمين
عم الصمت فى كل مكان منهم من يراقب ما يحدث ومنهم من يترقب ما سيحدث
تعاطف شريف والجد وسعيد مع ذلك المجنون
يعرفان سبب تعلقه وتملكه الشديد لها
لو يستمع لهم فقط ستصبح علاقتهما أفضل ولكن كبرياءه يمنعه
شريف محاولا تهدئته: اهدى يا أسد محدش يقدر ياخدها منك
نظر له أسد بعيون حمراء وصدره يعلو ويهبط غير قادرا على التنفس بشكل جيد
أسد بابتسامة شر وهو يهز رأسه بهستيرية وجنون: محدش يقدر ياخدها منى أبدا
قامت منار بمساندة حمدى ليقوم ..... منار التى ظلت صامتة خوفا من ذلك الأسد ..... وعلى الرغم من ذلك إلا أنها لم تستطع إخفاء نظرة الإعجاب الشديدة به ..... كم هو وسيم بملامحه الرجولية وجسده الملئ بالعضلات وقوته وشدته
الأصغر سنا بينهم جميعا إلا أن الجميع يهابه
نهض حمدى واقفا ومازال يترنح : بس دى بنتى وأنا هاخدها بردو وإلا هبلغ عنك
أسد بابتسامة مجنونة: مش لما تخرج عايش الاول
أنهى كلامه ولم يعطه فرصة للتفكير
بل انقض عليه بالضرب مرة أخرى غير عابئ بكل من يحاول إبعاده عنه
ولكن لحظة ما هذا؟! إنه صوتها الناعم ..... هذه اللمسات...... إنها لمسات يديها الصغيرتين
نظر للخلف فجأة ثم وجه بصره لأسفل ليفاجئ بملاكه الباكية ووجها الأحمر
تمد يدها لأعلى تمسك خصره وترجوه أن يتوقف
يا الله ..... هل رأتنى بذلك المظهر ..... أكيد ستعذرنى ..... يريدون قتلى ببعدها
همس بخنقة من كثرة البكاء فهى واقفة منذ البداية: سيب بابا يا أسد
ماااااذا ....... هل قالت أسد ..... دون إضافة ملكيتها ..... هى لا تفعل ذلك إلا عند التضايق والغضب منه ...... هل فضلت والدها عليه ..... سأريك همس كيف تفعلين ذلك
مال أسد عليها ممسكا كتفيها بعنف شديد لا يناسب رقتها
أعماه الغضب الشديد فلم يعد يفرق من أمامه
أسد: أسد .... دلوقتى بقيت أسد بس .... ها ..... رددددى عليا ..... دلوقتى بقيت أسد بس ...... اتخليتى عنى بالسهولة دى ..... نسيتى كل اللى عملتهولك
همس بألم شديد: أسد إيدى بتوجعنى
ماجد بحدة محاولا تخليصها من براثنه: أسد .... سيب البنت .... ابعد عنها
أبعده أسد صارخا به غير عابئ أنه جده
أسد بصراخ شديد ووجع: آااااااااااه ...... ليييييييه .... لييييه مش بتحسى بيا ..... ليه عايزة تسيبينى لوحدى ..... لييييييه
أضاف محاولا أخذ أنفاسه: طب ..... طب اهدى .... اهدى .... بس قوليلى عايزة مين ..... إنتى عايزانى أنا صح ...... انطقققى ساكتة لييييه...... قوليلهم إنك عايزانى أنا ..... يلاااااا قولى
أرادت احتضانه أرادت الصراخ لتخبره أنها تعشقه أكثر من نفسها ...... أرادت اخباره ألا يسألها عن اختيارها ..... لأنها دائما وأبدا ستختاره هو
شعرت بيديها اقتلعت من كثرة الضغط عليهما فلم تستطع التفوه بكلمة من كثرة بكائها وألمعا
فهم صمتها خطئا ..... اعتقد أنها تريدهم .....
اعتقد أنها تختارهم وتفضلهم عليه
أسد بغضب وقد أصبح فى حالة اللا وعى
والجنون الفعلى : إنتى بتختاريهم هما ..... عايزاهم هما ..... ماشى هتروحلهم بس وإنتى جثة
لحظة واحدة وظل يكيل لها بالصفعات على وجهها حتى كاد أن يطير رأسها الصغير بينما ظل الجميع يصرخ به وهم خائفون على تلك الصغيرة التى احمر وجهها بشدة وقد بدأت تفقد وعيها وتترنح وهى تصرخ بشدة
سعيد بصياح: أسسسسد ...... فوق ..... همس هتمووووووت ...... البت هتموت يا أسد
ولكنه لم يكن فى وعيه أبدا كل ما يراه هى ملاكه تتركه وتذهب لغيره
ظل على حاله حتى أصبحت قطعة لحم مليئة بالدماء
وهنا وتوقف ..... نظر لها بصدمة وهو لا يدرى ما يحدث
تطلع لكل الاتجاهات كأنه يبحث عنها ..... أو يلمح طيفها حوله ولكنه لم يجد ..... لم يسمع سوى بكاء الجد وسعيد ..... وشريف الذى دمعت عيناه .... وسامر وسمية ومنار وحمدى وقد صدموا بما حدث
ما حدث؟! وما الذى حدث؟! لم يحدث شيء .... كل شيء كما هو ..... أجل لم يتغير شيء ..... إنها مازالت فى إنتظاره ليدخل ويحتضنها ..... ثم تنام فوقه
أنزل بصره لتلك الجثة الهامدة تحت قدميه ليبتعد فورا وكأن أحد قد ضربه بصاعق كهربائى
ظل ينظر لها لمدة طويله
انفجر ضاحكا فجأة كالمجنون ..... حتى كاد يختنق من كثرة الضحك
اتجه بتعثر لجده محاولا التنفس
أسد بلا وعى وهستيرية ويحاول تجميع الأحرف بصعوبة: ه...ه...هو ..... إيه اللى ..... إيه اللى حصل ..... ملا....كى ..... فففين ..... أنا ... أنا ... أنا مش فاكر ... حا....جة
صفعه ليستيقظ قائلا: ملاكك تحت رجلك ..... ملاكك بتموت.... إنت السبب ..... إنت السبب ..... ياما قولتلك تتعالج ..... ياما قولتلك هتموت على إيدك!!
أسد وهو يهز رأسه بهستيرية: لا لا لا لا ..... أنا مش مريض و .... وأنا وعدتها هموت معاها ..... أنا لسة مموتش ..... أنا كنت بدعى ربنا إنه يموتنى معاها ..... وأنا متأكد إن ربنا ..... هيستجيب دعوتى .... أيوة .... أيوة هى فى المطبخ .... أنا هشوفها ..... أكيد مستنيانى
وقبل أن يتحرك نظر مرة أخرى لتلك الجثة الهامدة
ليسقط فجأة على ركبتيه أمامها
قرب وجهه منها يتأملها كالطفل الصغير الذى وجد شيء غريب فيقرر اكتشافه
هذه الرائحة ...... إنها رائحتها الطفولية كالفانيليا الممزوجة بالبراءة
ماذاااااا؟! إنها هى ...... إنها ملاكى
انفجر فى الضحك الشديد ..... دقيقة واحد وتحول الضحك للبكاء بهستيرية وشهقات متتالية ..... كادت تنقطع أنفاسه من كثرة البكاء ظل يناديها ويهزها لتستيقظ ..... ولكنها اختارت مصيرا آخر وأخذت قرارها وانتهى الأمر
احتضنها خلال بكائه العنيف
يقبل يديها
ويرجوها أن تنهض وتنام فى أحضانه
لكن لا حياة لمن تنادي
هنا وأخيراً أفاق أحد ما من صدمته
شريف بصراخ: إحنا واقفين ليه ..... يلا بسرعة شيلوه ...... ابعدوه عنها ..... خلينا نلحقها قبل ما تموت
أفاق الجميع عدا العاشقين اللذين يمرح كل منهما فى عالمه
تلك النائمة تتذكر كل شيء مر فى حياتها
بينما ذاك مستيقظ .... ولكنه كمن فى عالم الأحلام
يحتضنها ويحكى لها عن حبه وعشقه كأنها تسمعه
حاول شريف وسامر وسعيد إبعاده عن همس .... وأخيراً استطاعا
أسد بصراخ: لااااا ..... ملاااكى
صرخ وهو يرى غيره يحملها بين يديه حتى أنهكت قواه وسقط فاقدا وعيه
حمل سعيد همس لسيارته ومعه الجد متجها لأقرب مشفى من القصر والتى هى تابعة لهم
بينما سند سامر وشريف أسد إلى سيارة شريف وإنطلقا وراء سعيد تاركين سمية وحمدى ومنار فى القصر
سمية بمكر: مالكم كده مش زعلانين على اللى حصل لبنتكم
منار بمكر لا يقل عنها: يمكن نفس السبب اللى خلاكى مبتسمة طول المصايب دى
سمية باعجاب: شكلنا هنشتغل كويس أوى مع بعض
منار بتهكم: لا شكرا ياختى مش عايزين مساعدتك
سمية بغيظ: متعقل مراتك يا اللى اسمك إيه إنت
حمدى بقرف: اسمى حمدى ياختى .... وبعدين هى مجنونة مثلا يا ولية إنتى ..... يلا يا منار ندخل جوة إحنا
سمية بغضب: نعم تدخل فين إنت وهى
حمدى بعصبية: متتكتمى يا ولية .... وإنتى يا منار يلا ياختى إحنا ندخل
تحركت منار وهى تسند حمدى للداخل
منار: شايف ياخويا الولية بصالنا فى السبوبة بتاعتنا
حمدى: سيبك منها مع إنها مزة يعنى
تذكرت منار ذلك الأسد الذى أسرها وظلت سارحة به وهى تخطط عما ستفعله لتكسبه فى صفها
أما فى الخارج تقف تلك الحية وهى غاضبة
سمية: جتكوا داهية فى قرفكوا..... وأنا اللى كنت فكراكوا هبل طلعتوا شياطين ..... بكرة نشوف الفلوس هتبقى لمين فينا ..... يلا الحمد لله خلصنا من الزفتة دى ..... عقبال الباقى
_________________________
فى المشفى
تقف عائلة ضرغام والهم واضح على وجوههم
يقفان بين غرفتين للعاشقين
شريف بقلق: أنا خايف أوى ..... الصغيرة لو حصلها حاجة أسد هيموت بعدها علطول
ماجد بحدة: بعد الشر عليهم ...... أسد حسابوا كبر أوى .... وأنا هعرف أوقفه عند حده ..... وهيتعالج يا إما هيعمل اللى فى دماغى
سعيد بحزن: يصحوا بس
بعد مدة قصيرة خرج طبيب من إحدى الغرف
سامر: ها أسد كويس؟
الطبيب: متقلقش هو بقى تمام .... جاله إنهيار عصبى حاد ..... بس خد حقنة مهدئة وساعتين كدة وهيصحى بإذن الله .... عن إذنكم
سعيد: الحمد لله
شريف: فاضل الصغيرة ...... ربنا يستر ..... أنا هروح أقعد جمب أسد على ما يصحى
ماجد بتنهيدة: ماشى
_________________________
بعد أكثر من ساعتان
فى غرفة أسد
استيقظ وظل لدقائق لا يعرف شيء حتى تذكر بعض الأحداث ليقوم فجأة وبالرغم من الدوار إلا أنه لم يهتم
بدأت دموعه تتساقط وهو يتذكر كل شيء اتجه للباب لفتحه ولكن أوقفه شريف الذى خرج من الحمام
شريف: أسد الحمد لله إنك صحيت ..... اقعد ارتاح إنت لسة تعبان
تجاهل كلامه وحاول إبعاده عن الباب ولكن لم يستطع فمازال المهدأ يؤثر عليه
أسد بغضب والدموع أبت أن تستقر فى عينيه: ابعد يا شريف...... ملاكى ...... ملاكى فين ...... إيه اللى حصلها ..... أنا السبب ..... أنا السبب
سقط على الارض باكيا وبدأ جسده فى الارتعاش بشدة وهستيرية
شريف بقلق: أسد اهدى .... اهدى
أسد بصدمة وبكاء وقد عاد لأحلامه: هى كانت فى حضنى ..... كنت مستنيها تكبر شوية...... كنت مستنيها عشان نتجوز ...... عشان أقولها قد إيه بعشقها ...... بس .... بس أنا موتها ...... أنا قتلتها بإيدى
نظر ليديه فخيل له بوجود دمائها
ضرب بقبضتى يده الأرض بغضب وهو يصرخ حتى انفجرت الدماء منهما
كاد شريف يتحرك لجلب الطبيب ولكن توقف عند سماعه لهمس أسد له
أسد بتوسل وبكاء: شريف ...... أرجوك اسندنى وطلعنى بره ...... عايز أشوفها ..... أنا قلبى واجعنى أوى ...... حاسس إنه هيقف من كتر الخوف
وأمام إصراره اضطر شريف للموافقة فأسنده للخارج
أمام غرفة العمليات حيث نقلت همس لها بسبب النزيف الداخلى
يقف الجميع بحزن على تلك الصغيرة التى أحيت القصر ومن فيه فكان رد جميله أن يقتلها
اتجه بسرعة لهم يسألهم بجنون وهستيرية عنها
سعيد مهدئا: اهدى يابنى هى فى العمليات
أسد بفزع: إيه عمليات ليه ..... إيه اللى حصل
ماجد بعنف وهو يصفعه: اللى حصل إنك السبب فى كل ده ..... قولتلك جنونك وهوسك هيقتلها فى يوم ..... قولتلك لازم تتعالج ...... قولتلك قلل حبك واتحكم فيه ..... اشبع بقى باللى حصل ...... إنت عارف هى خدت كام غرزة خياطة ...... عارف كام مكان اتخيط فى جسمها ..... عارف عندها كام كسر ........ ها .....لا وبعد ساعتين خياطة وبعد ما طلعوها ...... يفاجئوا بنزيف داخلى ..... ولسة حالا دخلوها العمليات تانى ...... ادعيلها ..... الدكاترة بيقولوا تقريبا مفيش أمل
قال ماجد آخر كلامه بدموع وبكاء
لحظة واحدة تذكر فيها كل ما فعله .... انفجر بعدها فى بكاء مرير ...... أحس بالاختناق بشدة ..... أحس أنه كالطفل الضائع من أمه
ظل يبكى غير عابئ بمن تجمع من عمال وأطباء المشفى ليروا الأسد فى انهياره
أول مرة يروه بتلك الحالة
كان دائما متماسك قوى شامخ لأجلها ..... ولأجلها فقط ..... فلماذا القوة الآن وقد ابتعدت عنه
ظل على هذه الحالة حتى مرت ساعات أخرى
وأخيراً خرج الأطباء وهم يزفرون براحة
انتفض متجها لأحد الأطباء
أسد بتوسل وبكاء: أرجوك .... أرجوك قول إنها عايشة ...... قول إنها لسة بتتنفس ...... قول إنى لسة هعيش معاها سنين كمان ...... أرجوك
الطبيب باستغراب مهدئا إياه: اهدى يابنى ...... الحمد لله إحنا وقفنا النزيف ..... احتمال تاخد أيام عشان تفوق بسبب الكدمات ...بس بإذن الله متغبش أكتر من أسبوع.... أنا مش هبلغ البوليس عشان عارفكم كويس وعارف إنكم مبتظلموش حد ..... إحنا هننقلها العناية المركزة وهنسيبها لغاية ما تفوق
سجد أسد على الأرض يبكى
ظل هكذا لدقائق طويلة وهو يردد "الحمد لله" للمرة التى لا يعرف عددها
نهض عند شعوره بالباب يفتح مرة أخرى وذلك الجسد الهزيل الذى خفيت ملامحه فكل شيء بها عبارة عن اللونين الأحمر والأزرق
اقترب ومازال يبكى ويلعن نفسه
قبل جبينها المغطى بالقماش الأبيض مثل سائر جسدها
دفن رأسه فى عنقها وهو يردد كلمة واحدة فقط
" آسف"
ثم رفع رأسه وقرب أنفه من أنفها حتى يستنشق أنفاسها ...... ظل هكذا لدقائق يتنفس أنفاسها ..... فهو كالمخدر والعلاج لآلامه الداخلية التى لا علاج لها غيرها هى
الطبيب: أستاذ أسد الأحسن ننقلها للعناية دلوقتى هى لسة فى فترة نقاهة ... وتقريبا جسمها ضعيف من صغرها ..... وكمان الكدمات والعملية جاية فى وقت حرج لأى ست
هز أسد رأسه ثم قبل معشوقته على وجنتيها وسمح للممرضات بالتحرك
وأخيراً عادت له الحياة مرة أخرى ...... بعدما ظن أنها تركته للأبد
ماجد بحزم: شريف نادى لممرضة عشان جرح أسد ولما يخلص ييجى للأوضة اللى كان فيها عشان هنتكلم شوية
أغمض عينيه ..... لا يريد أن يرى نظراتهم ..... يكفى أنه كان سينتحر ...... لولا خوفه من الله أولا ومن أن تنجو ويموت هو تاركا إياها فى هذه الحياة القاسية ثانيا
الحياة القاسية؟!!!! بربك أسد ..... لا يوجد قاس غيرك ..... كيف تفعل بملاكك هذا ..... أهذه الحماية التى وعدتها بها ...... أهذا الأمان الذى اقسمت على توفيره لها
خرج من أفكاره على صوت شريف يحثه على الذهاب لجده
نظر باستغراب له ليدرك أن يده عليها قماشة ..... ألهذه الدرجة كان شاردا حتى لم يلاحظ مرور الوقت
قام لجده ولا يعلم لماذا هو خائف كل ما يعرفه أن هناك شيء سيء سيحدث
_________________________
دخل الغرفة وأغلق الباب بأمر من الجد ثم جلس
ماجد بجدية: أنا قررت كذا حاجة ..... والقرارات دى أمر بالنسبة ليك هتنفذها غصب عنك
أول حاجة حمدى ومنار هيعيشوا معانا فى القصر وهيقربوا من بنتهم
أسد بغضب: بس.....
ماجد صارخا: اخرس..... قولتلك دا أمر ..... اسمعنى للآخر ...... تانى حاجة همس هتتسجل على اسم أبوها الحقيقى لإن دلوقتى هيبقى حرام علينا لو عرفنا أبوها مين وسيبناها متسجلة على اسم حد تانى ..... أنا مش هجبرك تتعالج لكن ....
سكت ماجد قليلا قبل أن يفجر قنبلته قائلا: تالت حاجة إنك ....... إنك هتتجوز جنى بنت خالتك
أسد بصراخ منتفضا من مقعده: نعععععم
من البارت السادس عشر حتي البارت العشرون هنا 👇👇👇
بداية الروايه من هنا 👇👇👇