![]() |
الفصل الثانى والتالت
حكايتى_مع_الاسد
أولاد_الجوهرى2
الحوريه_فاطمة_محمد
__________
لاحول ولا قوه الا بالله .
لا اله الا الله محمد رسول الله .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
__________
"لم يكن سهلا أنا اكون سببا فى ألمك ، ولكن الاصعب أن تختارى البعد حينما شعرت بقربك ، تمنيت لقائك كثيرا قبل أن أراكِ .. "
انفتح باب الغرفه ودلف بطلته الطاغيه وبروده المعهود ، بملامح غاضبه تدب الرعب فى من يراه رفعت عينيها لتعرف من دلف الي الغرفه ...
تمارا بحده رغم تعبها وخوفها من مظهره الذي لايبشر بخير علي الاطلاق ، ولكن دائما يتغلب عنادها وتحديها على خوفها :_ انت ايه اللي جابك هنا ، اطلع برا ... وهى تشير إلى باب الغرفه
أقترب منها بخطوات شبه راكضه ، وملامح غاضبه توحى بأنه حتما سيفتك بها ، واردف بنبره غاضبه :_ قسما بالله لهخليكِ تندمي علي اللي عملتيه ، عشان وقتها تبقي تموتي كافره براحتك ..
انكمشت ملامح وجهها برعب حقيقى وخفق قلبها بشده ، ومع ذلك أجابت بنبره عاليه مرتبك بسبب قربه منها ومظهره المخيف :_ انت مالك اموت ولا اغور في داهيه ..
اقترب منها وقبض علي يدها اليسري بقوه ، ولن يهتم بجرحها ، صرخت تمارا بقوه من شده الالم ...
أسد بنبره مخيفه وفحيح كالافاعى :_ صوتك لو علي تاني هخليكِ خرسه باقي عمرك ، فااااااهمه ..
تمارا ببكاء شديد :_ فاهمه بس سيب ايدي ، مش قادره استحمل ايدك عليها ..
ضغط علي يدها بقوه اكبر جعلتها تصرخ بقوه اكبر ، واردف بحده :_ عشان تفكري بعد كده قبل ما تتصرفي تصرف غبي زي ده ... وترك يدها بقوه ..
تمارا ببكاء وهي تمسك يدها :_ انت مريض ...
اقترب منها أخيها متسائلا وعلامات القلق والخوف تعتلى وجهه
"مالك ياحبيبتي"
إجابته ببكاء شديد ..
"ايدي وجعانى اوي "
،بينما اقترب منها الطبيب متسائلا بحده عن مافعلته بيدها ،فالضماد الابيض تحول إلى اللون الأحمر وهذا يعنى أن جرحها ينزف الدماء نتيجه الضغط عليه ...
الطبيب بحده :_ ممكن افهم اعرف سبب اللي خلى الجرح ينزف ؟
إجابته ببكاء وهى ترمق زوجها بنظرات ناريه
"انا اللى ضغط عليها كنت بحاول اقعد على السرير"
تحدث الطبيب بأسف
"للاسف الجرح هيخيط تانى بس من غير بنج "
رفضت تمارا ببكاء وانهيار شديد ..
"لا انا مش مستحمله وجع تانى" ...
جذبها أخيها إلى أحضانه وشدد من احتضانها وهو يتألم لبكائها ،نعم هى من فعلت ذلك بنفسها ولكن بالاخير هى أخته الوحيده ولن يتحمل بكاءها ، نظر إلى الطبيب لكى يقوم بعملها .. اقتربت الممرضه وهى تحمل اناء خاص بالادوات الطبيه التي يحتاج إليه الطبيب ، أخذ الطبيب المقص الطبي وقام بقص الضماد وعندما نزعه تأكد من الجرح انفتح مره اخرى نتيجه الضغط عليه ، وضع المقص وتناول قطعه من القطن ووضع عليها قليل من المطهر ومررها على الجرح مما جعل تمارا تصرح بشده من الألم وتسحب يدها سريعا من يد الطبيب ..
الطبيب بأسف ..
" أنا اسف والله بس الجرح لازم يتطهر قبل ما اخيطه مره تانيه .."
تمارا ببكاء وشهقات متتاليه ..
"لا والله ما قادره استحمل وجع تانى" ..
قبل أخيها رأسها واردف بنبره حانيه
"معلش ياحبيبتي استحملى عشان تخلصى من الألم خالص .."
لم يكن ردها سوي أن دفنت رأسها بصدره وشددت على ملابس أخيها بقوه بيدها اليمنى ...
كل هذا تحت نظراته الغاضبه من نفسه ، يلعن نفسه بقوه على ما فعله به ، كان يريد معاقبتها ولكن ليس بهذا الطريقه لن يتحمل بكاءها وصرخها من الألم وكل هذا بسبب حماقته وقسوته فى التصرف معها ، مسح على وجهه بقوه حتى يخفف من غضبه وأخذ نفسا عميقا غاضبا ثم أخرجه بهدوء محاولات منه لتهدئه نفسه ،ثم اقترب من الفراش وطلب من الطبيب إعطاؤها القليل من المخدر كى يخفف من ألمها ..
"لو سمحت اديها بنج ولو بسيط قبل ماتخيط الجرح "
الطبيب بهدوء ..
"مش هينفع كده غلط عليها ...."
أسد بحده ...
"سمعت أنا قولت ايه ؟ نفذ وانا المسؤول " ..
بالاخير انصاع الطبيب لأوامره واعطى لها جرعه قليله من المخدر جعلتها تغفو بفعل المخدر والألم معنا ... ثم قام بتطهير الجرح وتضميده مره اخرى وبعدها علق لها بعض المحاليل ..
فهد بامتننأن ..
"شكرا جدا يا دكتور .."
الطبيب بابتسامه ...
" العفو يافهد بيه دا واجبى ، بس اهم حاجه الراحه التامه والبعد عن أى ضغط نفسى ، وياريت تفضل معاكم على طول لانها ممكن تحاول الانتحار تانى .."
فهد بنظرات يغلفها الحزن ...
" إن شاء الله مش هتتكرر تانى ثم أكمل متسائلا .. نقدر نخرج من هنا أمتي ؟ "
الطبيب ...
"تقدر تخرج دلوقتى لو حابب بس اهم حاجه الراحه والعلاج فى المواعيد .."
فهد بابتسامه باهته ...
" ان شاء الله ، وشكرا مره تانى على تعب حضرتك .."
بادله الطبيب الابتسامه واردف ..
"عن اذنكم .." خرج سريعا من الغرفه غالقا الباب خلفه ...
فهد بهدوء زائف ...
"أسد .. ابعد عن تمارا نهائي الفتره دى .."
رافع حاجبيه مندهشا من طلبه ،واردف متسائلا على الرغم من معرفته السابقه بالإجابة ...
"نعم !! اللى بتتكلم عنها تبقى مراتى .."
اجابه وهو يكز على أسنانه ...
"مراتك اللى انت سبب أن جرحها ينزف تانى مش كده ؟ مراتك اللى حاولت تموت نفسها من اول ساعه معاك فى مكان واحد ؟"
أخذ نفسا عميقا وشدد على خصلات شعره بعنف ...وبعد صمت ونظرات متابادله بينهم فالاثنان يعرفا بعض جيدا ....
قطع ذلك الصمت واردف برجاء
"لو انت باقى على عمك و ولاده يا أسد ابعد عن تمارا الفتره دى ، أنا مش هقول اى حاجه ولا هحسبك على اى حاجه مش لانك صح لا .. لأن هى غلطانه بس كفايه عليها وجع لغايه كده دا اولا ، وثانيا أن أنا متأكد من حبك لتمارا رغم تصرفاتك القاسيه والغير محسوبه معها .."
صمت لثواني ثم أردف بتحذير ...
"لو قربت من تمارا يا أسد ولا قولتلها حرف واحد يضايقها اعتبر انك بتقطع كل حاجه بينى وبينك ، وتصرفى هيبقى أسوا من تصرفات حمزه معاك ..." وتركه واتجه إلى باب الغرفه فتح الباب وقبل أن يخرج أردف بجمود ...
"وياريت لو تسبقنا على القصر "
وخرج سريعا غالقا الباب خلفه حتى لاتفيق أخته متجها الى غرفه أبيه .
اما هو تسمر مكانه دون أن يتفوه بحرف واحد ، لم يعلم أهو صامت لانه مخطئ ؟ أم أنه تفاجأ بطريقه ابن عمه معه ؟ ولكن هو يعلم جيدا أنه تسبب لها بألم شديد ربما من الصعب أن يلتئم حاليا أو ربما دائما ، اتجه بهدوء إلى فراشها طبع قبله هادئه على جبينها واردف بأسف
"حقك عليا ، للاسف مش هقدر اقولهالك وأنتِ صاحيه لانك غلطك كان كبير ، لأن مش بسهوله كده هتخرجى من حياتى .."
وبعدها اتجه بخطى سريعه خارج الغرفة بل المستشفى بأكملها متجها إلى القصر ...
على الجانب الآخر .
بغرفة حسن الجوهري .
دق باب الغرفة وبعدها انفتح الباب ودلف فهد ليطمئن على والده ، وجده يستعد للخروج من الغرفة ومعه حمزه ..
فهد بابتسامه يجاهد فر رسمه على شفتيه من أجل والده ..
" السلام عليكم .."
الاثنان ..
"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .."
والده متسائلا بلهفه ..
" تمارا عاملة ايه يافهد ؟ "
اجابه بابتسامه زائفه كى لاتتدهور صحتة مره اخرى ..
" الحمد لله وكلنا هنرجع على القصر دلوقتي .."
أردف حمزه متسائلا بسخريه لاذعه
"والبيه لسه هنا ؟؟ "
نظر له أخيه بحده واردف بنبره أمر ..
"مالكش دعوه بأسد ياحمزه ، واعتبر دا تحذير ليك"
تحدث بعصبيه شديد
"الكلام دا لازم يبقى لاسد بيه أن يبعد عن اختى مش انا اللى ابعد عنه وخصوصا بعد اللى حصلها بسببه "
تحدث حسن بتعب وهو يسعل بشده
"اسمع كلام اخوك ياحمزه ، فى الاول والاخر أسد ابن عمك واحنا متأكدين أن هو عمره ما هياذيها "
ابتسم بسخرية وسريعا ماتلاشت ابتسامته واردف بحده
" فعلا هو عمره ماهياذيها عشان كده احنا هنا النهارده ... انا ماليش دعوه بيه بس قسما بالله لو عمل حاجه تانى لتمارا أنا مش هسكت " وتركهم وخرج سريعا من الغرفه وهو يشتعل غضبا ..
تنهد فهد بتعب شديد واتجه لأحد المقاعد وجلس عليه باهمال مستندا بمرافقيه على ركبتيه واضعا وجهه بين يديه ..
حسن متسائلا بقلق ..
"مالك يافهد ؟؟"
اخذ نفسا عميقا ، واجاب والده بخفوت ..
"تعبان اوى يابابا ، حاسس ان كل حاجه ماشيه بالعكس "
نهض والده من على الفراش متجها إليه ، ربت على ظهره بحنان ابوى وتحدث بثقه ..
"انا عارف انك تقدر تعدى الفتره دى ، وتحل كل حاجه بأمر الله ، بس خليك قوى "
نهض من مقعده ليصبح مقابل والده ، قبل رأسه واردف بحب ..
" ربنا يخليك لينا ياحبيبى ، وان شاء الله الايام الجايه تعدى على خير "
حسن برجاء .. "يارب" ... ثم أكمل حديثه متسائلا .."مش يلا عشان نرجع على القصر ؟"
فهد بابتسامه باهته واعين يطوقها الحزن ..."يلا ياحبيبي "
وخرج الاثنان متجهين الى غرفه تمارا ...
وصل الاثنان للغرفه ودلفا ، وجدوا حمزه يساعد تمارا وعى ترتدى جاكيت من الجينز الكحلى ، اتجه إليها حسن سريعا رغم تعبه ، فكان وجهها شاحبا وعينيها متورمه من كثره البكاء ..جذبها لاحضانه بهدوء وأخذ يمسد على شعرها مرددا بأسف ..
"حقك عليا يابنتى ، أنا اسف "
ابتعدت عنه تمارا برفق متحدثه بصوت متحشرج بالبكاء ..
" حضرتك مش غلطان عشان تتأسف ، انا هنا عشان أنا استحق كده "
أردف فهد لإنهاء ذلك الحديث عديم الفائده ...
"يلا نرجع القصر عشان ترتاحوا وبعدين نتكلم "
نظرات إليه تمارا وطلبت منه برجاء ..
" مش عايزه ارجع على القصر ، ممكن اروح عند ماما ؟ "
أجابها سريعا وكأنه متوقع ذلك الطلب منها ...
" لا .."
أغمضت عينيها وانسدلت منها العبرات دون توقف متسائله ..
"ليه ؟ .. أنا مش عايزه ارجع على الزفت دا "
أجابها بحده شديد ، فهو تمالك نفسه لابعد الحدود ولكن لن يستطيع الصمت أكثر من ذلك ..
" عايزه تروحلها بحالتك دي ؟ وتعرف أن الهانم اللى عاشت عمرها كله عشانها حاولت تموت نفسها بكل بساطه من غير ما تفكر فى حد غير نفسها ؟؟ عايزها تعرف قد ايه انتِ انانيه مش كده ياتمارا هانم ؟؟ .. قولتلك بلاش توافقى غصب عنك وانا معاكِ مهما كانت النتيجه ، لكن ازاى الهانم تتخلى عن عنادها ودماغها اللى عايزه كسرها ؟؟ "
أوقفه حسن بحده ..
"كفايه يافهد ، مش وقت الكلام دا ولا مكانه "
ثم اتجه إلى ابنته وساعدها على النهوض متجها بها إلى الخارج ومن خلفه كل أبناءه ليعودوا القصر ...
_________
وصل أسد الى القصر وهو غاضبا بشده ولكن لم يعلم سبب غضبه ، ترجل من السياره متجها إلى داخل القصر بخطوط سريعه واسعه ...وجد الجميع بقاعه القصر بانتظارهم ، علامات الحزن تعتلى أوجه الجميع ...
هرول إليه الجميع فى حاله من القلق والذعر متسائلين عن تمارا وأبيها ...
ريهام بقلق
"فين حسن وتمارا يا أسد ؟"
فريده متسائله ..
"انت جاى لوحدك ليه يا ابنى ؟"
محمد بحده
" انت مش بترد ليه ؟؟ فين مراتك وعمك ؟"
تنهد بقوه واردف بجمود ...
"شويه و يوصلوا على القصر ..."
تحدث محمد بحده وهو ينظر بعتاب لابنه
" وانت ازاى ترجع من غيرهم ؟؟"
اغمض عينيه بقوه للحظات حتى لايتفوه بما يندم عليه ، ثم أجاب والده بهدوء مصطنع ..
"انا تعبان ومحتاج ارتاح ولما فهد يوصل حضرتك تقدر تسأله أن ليه رجعت لوحدى على القصر ، عن اذنكم .."
واتجه بخطى سريعه للدرج صاعدا إلى الجناح الخاص به ، فهو بحاجه للبقاء بمفرده ..
ريهام بحزن جلى ودموع تتلألأ بنقلتيها
"يارب استرها معنا يارب والايام الجايه تعدى على خير "
الجميع ...."يارب"
عيون بخفوت ..
"عن اذنكم طالعه ارتاح شويه "... واتجهت للدرج ..
لحقت بها فريده متسائله ..
"على فين ياعيون؟ "
عيون بخفوت وعيون تشع حزنا ..
"هشوف أبيه أسد ؟"
رفضت فريده بنره حنونه وهى تربت على ظهرها ..
"لا يا حبيبتى روحى أنتِ ارتاحى وانا هشوف أسد ."
هزت راسها بالموافقه على حديث امها واتجهت لغرفتها القديم ولكن أوقفها صوت امها متسائله ..
"على فين ياعيون ؟؟"
استدارت لتنظر إليها والدموع تتلألأ فى عينيها ..
"مش عارفه رد فعل فهد ايه ، لو هو عايزنى هيدور عليا "
اقتربت منها و تحدثت بهدوء ..
"يا حبيبتى جوزك عمره ما هيستغنى عنكِ ، وعمره ماهيربط اللى بينك وبينه بأخوكِ ومراته ، استهدى بالله يابنتى وخليكِ فى جناح فهد "
فرات دمعه هاربه من عينيها وأجابت بصوت متحشرج بالبكاء ..
"معلش يا ماما انا كده هبقى مرتاحه اكتر "
تنهدت فريده بقنوط ، فهى تعلم أن ابنتها لن تغير رأيها ..
"براحتك يا حبيبتى ، وسيبى كل حاجه على ربنا "
إجابته بابتسامه باهته خاليه من اى مشاعر ..
"إن شاء الله يا حبيبتى "
واستدارت لتتجه لغرفتها سريعا ، بينما اتجهت هى إلى جناح ابنه الأكبر ...
دقت على الباب بهدوء وبعدها فتحت الباب واتجهت إلى الداخل لتبحث عنه إلى أن وجدته بغرفه الملابس وما أن راءها ترك ما بيديه واتجه إليها سريعا ..
أسد متسائلا باهتمام ..
"فى حاجه يا امي ؟؟"
إجابته فريده بابتسامه وهى تجذبه من يده إلى الاريكه ليجلس عليها وهى بجانبه ..
"عايزه اتكلم معاك ، ممكن؟؟
انحنى ليقبل يدها واردف بابتسامه هادئه رغم مايملأ قلبه من حزن ..
"طبعا ياست الكل مش محتاجه سؤال "
ربتت على ظهره وتحدثت متسائله ..
"ليه يابنى سيبت مراتك وعمك وجيت من غيرهم ؟"
اخذ نفسا عميقا واردف بهدوء رغم الصراعات بداخله ..
"دا طلب فهد يا امى ، وانا مش عايز اخسر فهد ولا عمى حسن .."
عقدت حاجبيها متسائله فى دهشه ..
"يعنى ايه ؟ يعنى فهد محملك اللى حصل لتمارا ؟"
نفى سريعا ...
"لا يا امى ، هو ماقالش اى حاجه ، بس هو طلب منى ابعد عن تمارا فتره ، وانا وافقت لان دا حقها .."
تسائلت بحزن على حال ابنها ..
"ليه يابنى ؟ ليه وافقت على طلب جدك وانت عارف انك مش هترتاح ؟"
اغمض عينيه بقوه حتى تهدأ ثورته الداخليه ، واردف برجاء ..
" بعد اذنك يا امى مش عايزه اتكلم فى الموضوع دا .."
نظرت له بحزن واضح فى عينيها ودت لو تنتزع الحزن من داخله وتبدله بسعاده دائمه ، تنهدت بأسى وبعدها تحدثت إليه بهدوء ...
"على راحتك ياحبيبي ، بس بلاش تتعب نفسك وتتعب تمارا معاك ، أن متاكده أن عمرك ما هتأذيه لكن كمان بلاش تقسى عليها يابنى كفايه اللى شافته فى حياتها .."
أجابها بهدوء ..
"ثقى فى يا أمي" ..
نهضت من جانبه بهدوء واردفت ..
"انا نازله عشان اطمئن على تمارا لما ترجع ، حاول تنام وبلاش تفكر فى اى حاجه دلوقتى "
أجابها بشبح ابتسامه ..
"حاضر "
خرجت من الغرفه غالقه الباب خلفها بهدوء متجه الى اسفل ، تتمنى من الله السعاده لأولادها ..
بعد ساعه وصل حسن وأبناءه الى القصر وكان بانتظارهم الجميع ماعدا عيون التى استأذنت لشعورها بالتعب وتاج التى شعرت أنها غريبه عنهم ولابد من عدم توجدها معهم منها للاحراج ...
هرول إليهم الجميع للاطمنئان عليهم ..
جذبت ريهام تمارا إلى أحضانها مردده ببكاء ..
"عامله ايه يا حبيبتى ؟ أنتِ بخير ؟"
اجابتها بنره جامده ونظرات لاحياه بها ...
"للاسف كويسه"
ريهام بأسى على حالها...
"ليه يا حبيبتى كده ؟ استغفرى ربنا "
تمارا بهدوء ..
"استغفر الله العلي العظيم"
اقتربت منها فريد متسائله وهى تربت على ظهرها بحنو ..
"عامله ايه يا حبيبتى ؟؟"
اجابتها بهدوء ..
"الحمد لله " ..
محمد بابتسامه هادئه ..
"حمدالله على السلامه يا حبيبتى .."
تمارا ..
"الله يسلم حضرتك "
اقترب منها مهاب وقبل جبينها بحب واردف متسائلا باهتمام ...
"عاملة ايه دلوقتى ياتيمو .."
إجابته بشبح ابتسامه ..
"الحمد لله .."
تحدث حسن بتعب واضح وملامح حزينه ..
"طلع اختك اوضتها عشان ترتاح يا فهد ، وانا كمان هطلع ارتاح عشان تعبان "
تحدثت ريهام بقلق واضح ...
"مالك ياحسن تعبان ليه ؟ وليه ما شوفتش الدكتور وانت فى المستشفى ؟ "
أجابها بهدوء وهو يربت علي كتفها ...
"أهدى يا حبيبتى ، أنا الحمد لله بخير بس مرهق شويه "
تنهدت بارتياح واردفت بحب ..
"الحمد لله ... "
قبض فهد على ذراع أخته برفق ليعاونها على الصعود إلى غرفتها ، واردف باحترام ...
"عن اذنكم هطلع أنا وتمارا عشان تستريح وانا كمان انام عشان تعبان "
اومأ له الجميع ...
اتجه بها إلى الدرج ليصعدوا معنا ...
تمارا برجاء ..
" مش عايزه ابقى معه فى مكان واحد يافهد ، عشان خاطرى عايزه ابقى لوحدى .."
نظر إليها بعتاب ، الح عليه كثيرا أن ترفض تلك الزيجة وهو سيقف بجانبها ولكن كيف لها أن تتخلِ عن عنادها ورأسها اليابس ...وبعد صمت دام للحظات ، أجابها بجمود ...
"أنتِ هتفضلى فى اوضتك القديم كام يوم لغايه ما ترتاحى ، بس بعد كده هتبقى مع اسد فى جناحه ،لان دا كان قرارك من الاول رغم أن أنا حذرتك .."
اغمضت عينيها بقوه لتهبط العبرات على وجهها دون توقف ، إجابته بصوت متحشرج بالبكاء ..
"انت معاك حق ، أنا لازم اتحمل نتيجه قرارى ، وعشان كده انا هروح على جناحه دلوقتى .."
نظر إليها بحده واردف بغضب ..
" انا قولت بعد كام يوم ، لو سمحتى اسمع الكلام من غير عناد ، لأن حضرتك ببساطه بتتحدي نفسك مش حد تانى ..."
وبعده اتجه بها إلى غرفتها ..دلفا الاثنان الى الغرفه واتجه بها إلى الفراش لتجلس عليه ...
تحدث بجمود ...
"انا هخلى مكه تجي تنام معاكِ عشان ماتبقيش لوحدك وكمان لو احتاجتى حاجه "
ابتسمت بسخريه ، فهى تعلم جيدا السبب الحقيقى من حديثه ، إجابته بهدوء ...
" انا مش محتاجه لحد يافهد ، وانا عارفه كويس اوى انت بتفكر فى ايه ، بس اطمئن أنا مش هعمل كده تانى .."
نظر لها ليستشف الصدق فى حديثها .... انحنى ليقبل رأسها ثم اسقام مره اخرى ...
" وانا مصدقك عشان كده هخليكِ على راحتك ، ولينا كلام تانى بس ارتاحى الاول .."
هزات رأسها موافقه على حديثه ...
خرج من الغرفه متجها إلى الجناح الخاص به ...
أما هى تركت لدموعها العنان لتنساب بحريه على وجنتيها ، ظلت تفكر فى حياتها المتعثرة ، حياه مليئه بالمعاناه ، حرمت من أن يكون لها أبا مثل غيرها من الأولاد ومن المؤسف عندما ابتسمت لها الحياه وتعرفت على عائلتها وبدأت تشعر بالحب معهم صفعتها الحياه بقوه وبلا رحمه عندما أجبرت على الزواج من أخر شخص تتوقعه ، هى لن تكره لشخصه ولكن هى لاتحب أن تفعل شئ رغما عنها ، بالاخير استسلمت لسلطان النوم وغطت فى ثبات عميق ..
على الجانب الآخر
اتجه فهد إلى الجناح الخاص به ..
فتح الباب ودلف بهدوء ، بحث بعينيه عن زوجته ولكنه لن يجدها ، بحث عنها بالمرخاض وبغرفه الملابس ولكن دون فائده ، اتجه الى الاسفل مره اخرى ليسأل والدتها عنها ومن حظه أنها كانت تصعد الدرج بطريقها إلى غرفتها ...
فهد متسائلا بهدوء ..
"عيون فين يا طنط فريده ؟"
اجابتها بارتباك ..
"عيون فى اوضتها ، هى ... يعنى .."
قاطعه فهد بابتسامه زائفه ...
" شكرا ياطنط ، أنا هروحلها "
تحدثت برجاء ..
"بلاش تزعلها يافهد ، هى مش قصدها .."
أجابها بهدوء ..
" اطمئن ياطنط ، عن اذنك " ..
فريده ..
"اتفضل .."
تركها واتجه إلى غرفتها سريعا ، فتح الباب بهدوء ودلف غالقا الباب خلفه بهدوء حينما وقعت عينيه على تلك الملاك النائمه ، جلس بجانبها على الفراش لايقاظها ..
هتف باسمها بهدوء ..
"عيون ... عيون .."
تمللت فى نومها وأجابت وهى مغمضه العينين بصوت ناعس ...
"نعم .." لم تنبه بعد لمن يوقظها ...
هتف باسمها مره اخرى ولكن بحده خفيفه ...
"عيون" ..
فتحت عينيها سريعا عندما تدراكت الأمر ، اعتدلت فى جالستها على الفراش متسائله ..
"انت جيت أمتي ؟"
أجابها بسخريه لاذغه ..
"دا على اساس انك مهتمه !!"
ردت عليه بهدوء ..
"انت بتكلمنى ليه كده ؟"
تسأل بنبره هادئه ، ولكنها هدوء ماقبل العاصفه ..
" انتِ هنا ليه ؟ "
طأطأت رأسها وأخذت تفرك يديها ببعضهم بارتباك دون رد ...
أعاد سؤاله مره اخرى ولكن بحده ...
"الهانم هنا بتعمل ايه ؟"
رفعت عينيها لتلتقى بعينه التى تشتعل غضبا ، وأجابت بصوت بالكاد مسموع ...
" حبيت اسيبك على راحتك ، يمكن ..يمكن مش عايز ..."
هب واقفا مقاطع لها بحده ...
"انا ريح على الجناح لو فى ظرف ثوانى ماكنتش ورايا اوعدك انك تشوفى فهد جديد غير اللى تعرفيه .."
وخرج من الغرفه سريعا متجها إلى جناحه الخاصه صافعا الباب خلفه بحده افزعتها ... نبرته ونظراته دبت الرعب فى أوصالها ، ولكن سرعان ما تجاهلت شعورها بالخوف وهبطت من الفراش سريعا ، جذبت حاجبها من على الأريكة و وضعته على شعرها بإهمال وخرجت متجه الى جناحهم الخاص ، دقت على الباب بهدوء ثم فتحت الباب ودلفت غالقه الباب خلفها ..وجدته جالسه على الأريكة واضعا وجهه بين كفيها وكأنه يحمل هموم العالم بداخله ، عندما شعر باقترابها أوقفها صوت الحاد متسائلا ...
"كنتِ هناك ليه ؟ "
ظلت صامته لثوانى فالكلمات تخلت عنها ولسانها لن يسعفها على الحديث ، فمن يتحدث معها الان ليس فهد الذى اعتادت عليه بل شخص آخر يتحدث إليها بحده غير معهوده وملامح جامده لم يبدو منها إلا الإرهاق فقط ، انتشالها من تفكيره صوته مره اخرى ..
"محتاج اقول السؤال كام مره عشان الهانم ترد عليا ؟"
اجابتها بارتباك وهى تفرك أصابعها بخوف وقلبها يزداد خفقان ..
"مكنتش ... مش عارفه ايه رد فعلك لما ترجع عشان يعنى عشان اللى حصل مع تمارا .."
رفع وجهه ونظر إليها بسخريه ولكن عينيه تعاتبها على ظنها به ، لهذه الدرجه لن تثق بحبه لها ؟ لهذه الدرجه ترى أنه لن يستيطع فصل الامور عن بعضها وأنه سيتخلِ عنها بسبب أخيها ، قطع الصمت اخيرا حينما هب واقفا متجها إلى المرحاض ولكن قبل أن يدلف إليه تحدث بنبره حاده ...
"لو خرجتى برا الجناح تانى لاى سبب من الأسباب صدقينى ياعيون ماهيبقى ليكِ فيه مكان تانى ابدا .."
وتركها ودلف سريعا صافعا الباب خلفه ..
أما هى فظلت واقفه مكانها صامته تستوعب ماقاله لها ، أهذا تهديد منه ؟ ام أنه مرهق مما حدث فيفرغ شحنه غضبه بها ؟؟ ام تغير معها بسبب ماحدث لأخته من أخيها ؟ ام ماذا ؟ ظلت تتردد التساؤلات فى ذهنها كثيرا ، فالبتاكيد هذا ليس فهد الذى تعرفه .. بالاخير اتجهت إلى الفراش واستلقت عليه وهى حزينه بشده ، من سيصدق أن زفافهم كان امس ، ربما تكون مزحه أو كابوس لن يعلم منهم على اى شئ سيفيق ...
وبعد قليل من الوقت خرج من المرحاض متجها الى غرفه الملابس ارتدي بنطال من اللون الازرق وتيشرت من اللون الابيض ثم اتجه إلى الفراش واستلقى عليه موليها ظهره وسرعان ما غط فى ثبات عميق وكأنه يهرب من عالمه إلى عالم أخرى لن يشعر فيه بأى شئ ..
___________
فى شقة مليكه .
تحديدا فى غرفتها ..
استيقظ نور عندما تسللت اضاءه الشمس إلى الغرفه ، فتحت عينيها ببطئ ونظرت بجانبها لترى هل مليكه مازالت نائمه ام استيقظ ولكن وقعت عينيها عليها وهى تجلس على سجاده الصلاه كما تركتها بعد الفجر ، مازالت تقرأ فى كتاب الله بعيون منتفخه من كثره البكاء ، تدعو الله أن يكون بجانب ابنتها ، لن تتمنى فى يوم من الايام سوى السعاده لها ، دائما ماكنت تدعو الله أن تتزوج ابنتها ويكون لها عائله ولكن ليس بتلك الطريقه ، تعلم جيدا أن ابنتها هى من أرغمت نفسها على تلك الزيجه ولكن بالاخير تتمنى لها كل الخير ...
هبطت نور من الفراش وجلست بجانبها على الأرض ، ربت على كتفها بحنان ، متسائله ..
" أنتِ على وضعك دا من الفجر ؟ "
أغلقت المصحف ووضعته على الطاوله أمامها ، ثم ازاحت عبارتها التى ربما جفت على وجهها ، واجابت بصوت مختنق ...
" مش قادره انام ولا ارتاح وانا حاسه ان بنتى مش بخير "
اردفت نور بابتسامه كى تطمئنها ..
"ومين اللى قالك أن بنتك مش كويسه ، أن شاء الله هى بخير .."
اردفت ببكاء وهى تدعو الله ..
" يارب يانور تبقى بخير ، أنا ماليش غيرها بعد ربنا .."
نور مازحه لتغير مجرى الحديث ..
" واحنا يا ست لوكه ؟؟ "
مليكه ..
" انتو اغلى ناس فى حياتى يا نور ، ربنا يدمكم نعمه فى حياتى .."
جذبتها نور إلى أحضانها مردده ..
" يارب ياحبيبتي .." ثم ابتعدت عنها قائله بمرح ...
"يلا نقوم نجهز الفطار بدل ما اخوكِ و ولاده ياكلونا .."
ابتسمت رغم عنها من حديث زوجه أخيها ..
"حاضر .."
نهض الاثنان متجهين إلى خارج الغرفه ، اتجهت مليكه إلى المطبخ لتحضير الفطور ، اما نور اتجهت لإيقاظ زوجها ثم أبناءها ...
وبعد مده من الوقت كان الجميع حول مائده الطعام لتناول الفطور ، كان كريم يترأس السفره وعلى يمينه يجلس نور وبجانبها مراد وعلى يساره تجلس مليكه وبجانبها زين ..
كريم بابتسامه ..
"صباح الخير .."
الجميع ..
"صباح النور .."
كريم موجها حديثه لأخته بهدوء مصطنع ..
" طبعا أن مش هسألك عيونك ورمه ليه ، بس كل اللى هقوله اتاقلمى مع اختيارك وسيبى الباقى على ربنا .."
نظرت له نور بعتاب واردفت بهدوء ..
"خلينا نفطر الاول يا كريم وبعد كده نتكلم .."
أجابها زوجها بعدم رضا ...
" مفيش حاجه نتكلم فيها لا دلوقتى ولا بعدين ، احنا هنسافر بعد ساعتين .."
رفعت عينيها لتنظر لأخيها متسائله بحزن ...
"انت زعلان منى ؟ "
أجابها بحمود دون أن يرفع وجهه ..
" لا .. وهزعل منك ليه ؟"
أغمضت عينيها لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها ، واردفت برجاء ...
" لو سمحت يا كريم بلاش تتكلم معايا بالطريقه دى ، والله انا تعبانه ومش مستحمله .."
ضرب المائده بقبضه يده مما أفزع الجميع ، فكريم من النادر أن يغضب فهو هادي للغايه ، وتحدث بغضب عارم ...
" أنتِ مش مستحمله صح ، أنا من الاول قولتلك بلاش الجوازه دي بنتك وافقت عند مش اكتر ... أنتِ عارفه أن أنا مش معترض على ابن عمها لكن معترض على الطريقه ، لكن حضرتك قولتى ايه ... قولتى خليها يمكن يقدر يخليها سعيده ويعوضها عن اللى فات مش كده يا دكتوره .." قال جملته الاخير بسخريه ...
إجابته ببكاء شديد وشهقات مكتومه ..
" ايوه انا قولت كده عشان جدها قالى أن هو واثق فى حفيده وانه متأكد أن هو بيحبها ... اعمل ايه يعنى كنت عايزها تعيش حياتها اللى هى وقفتها عشان شخص انانى استغل حبها وداس عليها .."
كده انتهى الفصل ...
عايزه رائيكم ..
دمتم فى حفظ الرحمن
________
🌺#البرنسيسه_وفاء_ملكه_الروايات🌺
الفصل الثالث .
#حكايتى_مع_الاسد
#أولاد_الجوهرى2
#الحوريه_فاطمة_محمد
________
صلوا على الحبيب .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
________
إجابته ببكاء شديد وشهقات مكتومه ..
" ايوه انا قولت كده عشان جدها قالى أن هو واثق فى حفيده وانه متأكد أن هو بيحبها ... اعمل ايه يعنى كنت عايزها تعيش حياتها اللى هى وقفتها عشان شخص انانى استغل حبها وداس عليها .."
أجابها بصوت كالرعد ...
"ماهو بردو اللى قالك زمان استحميلى ابنى ، هو كمان اللى جوز ابنه غصب عنه ، وللاسف بيعيد نفس المشكله مع حفيدته .. "
مسح على وجهه بغضب شديد حتى يهدأ ، ثم تنهد بقوه وتحدث بتعب فتمارا ليست فقط بنت أخته بل ابنته ...
"انا معاكِ وعمرى ما هتخلى عنك أو عن تمارا ، بس خليك دائما فاكره أن أنا رافضت الجوازه دي .." ثم هب واقفا واردف بجمود ...
"يلا يا نور عشان هنسافر دلوقتى .." واتجه إلى الغرفه لتبديل ملابسه ولكن أوقفه صوت أحد أبناءه ..
مراد قائلا باحترام ...
" بعد اذنك يا بابا انا عايزه افضل مع عمتى كام يوم .. "
زين باندفاع ..
"وانا كمان .."
أجابهم وهو موليهم ظهره ...
" على راحتكم .."
واتجه سريعا الى الغرفه وهو غاضبا من نفسه لانفعاله على أخته بتلك الطريقه ولكن بالتأكيد غاضبا منها هى الأخرى ، فهى عانت كثيرا بسبب قرارات ذلك الراجل وهاهى أعادت نفس المشكله مع ابنتها ...
على الجانب الآخر ..
بالخارج ..
اقتربت منها نور واردفت بأسف ..
"حقك عليا يا مليكه ، والله كريم مايقصد أبدا أن هو يزعلك هو زعلان على تمارا .."
اجابتها بنظرات خاليه من اى مشاعر الا الخذلان ، ولكن لا تعلم خذلان من نفسها ام من أخيها ..
" حصل خير يا نور ، روحى اجهزى عشان كريم مايتعصبش .."
لم يكون ردها سوى أن ربتت على كتفها ثم اتجهت الى الغرفه التى يوجد بها زوجها ..
مليكه بهدوء ..
" مراد ، زين .. ارجعوا على اسكندريه مع والدكم ، أنا كويسه الحمد لله .."
مراد برفض قاطع ..
" لا ياعمتو احنا هنفضل مع حضرتك .. "
مليكه بهدوء تام ..
"براحتكم ياولاد ، أنا داخله ارتاح شويه .."
وتركتهم واتجهت إلى غرفتها ، غارقه فى أحزانها ، يتردد فى ذهنها كلامها أخيها أنها تكرر نفس مأساتها مع ابنتها ...
بينما بالخارج ..
استعد كريم و زوجته للراحيل وهو فى قمه غضبه من نفسى ومن شقيقته ...
مراد متسائلا ..
" مش هتسلم على عمتو يابابا قبل ما تسافر .."
أجابه نافيا بجمود ..
" لا يامراد ، هبقى اتصل بيها لما أهدى .. بس اهم حاجه خلى بالكم عليها وعلى تمارا .."
اوما له بطاعه ..
" حاضر .."
ثم وجه حديثه لابن الأصغر ..
" وانت يازين بلاش مشاكل .."
زين بهدوء على عكس طبعه ..
" حاضر .."
ودع أبناءهم ودلف نور لمليكه لتودعها هى الآخر ثم هبط الاثنان متجهين إلى الاسكندريه ...
____________
فى شقه نوح .
فى غرفتهم ..
استيقظ نوح وهو يفرك عينيه ويتاثب براحه ، نظر بجانبه لوجه زوجته ، مد يده ليزح خصلات شعرها المتمرده
لتغطى عينيها ، ازحها لينظر لوجهها الملائكى بنظرات رضا .. تسائل فى نفسه ، أكان احمق لهذه الدرجة ؟ كيف له أن يتعامل مع تلك الملاك بقسوه ؟ كيف رفع يده عليها ؟.. ولكن بالاخير ابتسم برضا وحمد الله على تلك الزوجه ، وعلى اختيار والده له كان ونعمه الاختيار .. وحمد الله على أنه عرف قيمه تلك الملاك الذي بعثه الله له ، ظل ينظر إليها كثيرا إلى أن فتحت عينيها ببطئ لتتفاجأ به ينظر إليها بشغف وحب يشع من عينيه ، خجلت بشده من نظراته لها واصبحت وجنتيها شديده الاحمرار ، من يراها يجزم أن وجنتيها تكاد تنفجر من شده الحمره .. حاولت النهوض ولكن قبض على ذراعها برفق ...
أردف متسائلا بابتسامه ساحره ..
" على فين ياقطتى ؟ "
اجابتها بارتباك من شده الخجل ...
"هـ ... هد .. هدخل ..."
قاطعها ضاحكا بشده ..
"اهدى والله مش مستاهله كل الارتباك دا ، والله والله انا جوزك .."
سحبت يدها من يدها من يديه ، واردفت بغضب متسائله ...
" ممكن اعرف هتبطل تضحك عليا أمتى ؟ "
أجابها بابتسامه تسليه ...
" لما تبطلى تتحولى لطماطم .."
هبطت من الفراش وهى تتمتم بكلمات غاضبه غير واضحه متجه إلى المرحاض ... أما هو فلن يتمالك نفسه من الضحك على تلك الغاضبه ...
اخذت حماما دافئا ثم ارتدت بيجامه من اللون الوردى ثم خرجت من المرحاض ارتدت إسدال الصلاه الخاصه بها وصلت فرضها وبعدما انتهت ، اتجهت إلى المطبخ لتحضير الفطور لها ولزوجها ...
أما نوح دلف إلى المرحاض وأخذ حماما دفئا هو الآخر ثم خرج صلى فرضه ، وبعدما انتهى اتجه إلى الخزانه وأخرج منها قميصا من اللون الاسود وبنطال الجنيز التلجى اللون ، ثم اتجه إلى المراءه صفف شعره بحرافيه ثم وضع من البرفيوم الخاص ، وبعدها خرج من الغرفه متجها إلى سفره الطعام التى أعدتها زوجته باشهى فطور .. ترأس السفره وجلست زوجته على يمينه بعدما وضعت الصحن الاخير على المائده ..
نوح بتسليه ..
"هى قطتى زعلانه منى ؟"
إجابته وهى تنظر بصحنها بغضب مصطنع ..
" ايوه ولو سمحت مالكش كلام معايا .."
التقط قطعه خبر من الصحن ودسها بصحن العسل الابيض ، ثم أخرجها واضعها أمام فمها متسائلا ...
"يعنى مش هتاكلى من ايدى ؟ "
فتحت فهما وأخذت منه قطعه الخبز وتحدثت بابتسامه خفيفه حاولت اخفاءها ولكنها فشلت ...
" لا طبعا هأكل الاكل مالوش دعوه بالزعل ، وخصوصا لو من ايدك ..." .
جذب يدها وقبلها بحب جارف يبث لها مدى عشقه لها واردفت بحب وعيون لامعه بالحب بل العشق ...
" ربنا يديمك فى حياتى يا احلى نعمه فى حياتى ، ويقدرنى واسعدك .."
إجابته بحب هى الآخر وهى تنظر إليه عينيه وكان العيون تتحدث بلغته الخاص ...
" وجودك فى حياتى يانوح اكبر سعاده .."
تحدث نوح بحب ...
" يلا خلصى فطار عشان نروح لعمى المستشفى وبعدها اوصلك عند ماما وانا اطلع على الشركه .."
زينه بابتسامه ..
" هخلص بسرعه .."
نوح برفض ..
" لا طبعا افطرى براحتك ، وبعدها قومى بدلى هدومك وانا هلم الاطباق من على السفره .."
غرت شفيتها وابتسمت ببلاهه ، فهى اول مره له يساعدها فى اى شئ يخص المنزل منذ زواجهم ..
تحدث نوح ضاحكا على مظهرها ...
" كملى اكل ياحبيبتى ، مش مستاهله كل الاندهاش دا ، أنا دائما كنت بساعد امى وكنت بغسل الاطباق احيانا مش بس بلمها .."
زينه ...
" بس انت اول مره تعمل معايا كده .."
نوح مؤكد بابتسامه ..
" وان شاء الله مش اخر مره .."
رددت بابتسامه واسعه ...
" إن شاء الله .."
وبعدما انتهوا من تناول الفطور، لملم نوح الاطباق من السفره ووضعها بالمطبخ .. بينما اتجهت زينه سريعا الى غرفتها ، ارتدت فستان من اللون الاسود به قلوب صغيره من اللون الاصفر ، وخمارا من نفس لون القلوب ، وانتعلت حذاء رياضي من اللون الاسود "كوتش" وحقيبه صغيره من اللون الاسود ، وبعدما انتهت خرجت سريعا الى الخارج ...
" انا جهزت .." قالتها زينه بابتسامه ...
رد نوح بابتسامه..
" يلا يا قطتى .."
خرج الاثنان من الشقة مستقلين المصعد إلى الطابق الارضي ، ومنه إلى السياره الخاصه بنوح وانطلقوا إلى مستشفى الجوهرى .. بعد وقتا ليس طويل اوقف نوح السياره أمام المستشفى .. ترجلوا من السياره متجهين إلى داخل المستشفى ، متجهين الى غرفه العنايه التى يوجد به والد زينه ، ولكن عندما وصلوا الى الغرفه أحست زينه أن قلبها سيتوقف فى الحال ، وجدت أن الغرفه فارغه لايوجد به أحد ...
تحدثت بخوف شديد وهى تقبض على ذراع زوجها ..
" بابا يا نوح ، بابا فين ؟؟ "
أجابها بهدوء ليطمئانها ، رغم خوفه الشديد من أن يكون توفى والدها ...
" اهدي يازينه ، اكيد عمى بقى كويس ونقلوه على اوضه تانيه .."
دعت زينه بتمني وهى تبكى بشده ...
"يارب يا نوح .."
مرت أحد الممرضات من أمامهم أوقفها نوح متسائلا ...
" لو سمحتى ، فين المريض اللى كان فى العنايه ؟ .."
الممرضه ..
" الحمد لله صحته اتحسنت واتنقل غرفه عاديه .."
زينه بلهفه ...
" رقم الغرفه ؟."
الممرضه ..
" غرفه ٢٣ فى اخر الطرقه يمين ، عن اذنكم ..."
وتركتهم ورحلت ...
زينه بفرحه ...
" اللهم لك الحمد ...يلا يانوح بسرعه .."
جذبها من يدها واتجه بها الى غرفه والدها بخطوات اشبه بالركض ، ما أن وصلوا أمام الغرفه فتحت الباب باندفاع ودلفت إلى الداخل بسرعه مهروله إلى أحضان ابيها ...
زينه ببكاء ...
" حمدالله على السلامه ياحبيبي ، وحشتني اوي اوي يابابا .."
عانقها هو الآخر و مسد على رأسها برفق ....
" وأنتِ كمان يا حبيبه بابا .."
ظلت تبكى داخل أحضانه ، اردفت ببكاء ..
" هونت عليك الوقت دا كله تسيبنى لوحدي ؟ أنا زعلانه منك اوي .."
امجد ...
" وانا مقدرش على زعلك يا حبيبتى ، بس نقول الحمد لله على كل حال .."
اقترب منها نوح وجذبها برفق من احضان ابيها ، واردف بحده خفيفه ...
" كده غلط يا زينه عمى لسه تعبان ، اتفضلى اقعد جنبه على الكرسي .."
وأشار لها على المقعد بجانب الفراش ، فهو تحدث معها بتلك الطريقه بسبب تصرفها وكأنهم بمفردهم بالغرفه متجاهله الطبيب ...
رفضت زينه يتذمر ..
" لا ..انا عايزه افضل جنب بابا .."
اظلمت عينيه من رفضها لكلامه ، فنظر إليها بغضب واشار الى المقعد دون أن يتفوه بحرف
انصاعت زينه لطلبه ولكن وهى غاضبه ، فنظراته لاتحمل النقاش ..
بينما اقترب هو من والد زوجته وقبل رأسه
واردف بابتسامه صادقه ...
" حمد الله على السلامه ياعمى ، كده تطول وتقلقنا عليك .."
أمجد بابتسامه هادئه ، فعلى الرغم من انتقاله لغرفه عاديه ولكنه مازال متعبا وبحاجه الى رعايه ...
" كله بأمر الله يانوح .."
نوح ..
" اهم حاجه أن حضرتك رجعتلنا بالسلامه .."
زينه وهى تقبض على كف والدها ...
" الحمد لله .."
تحدث نوح إلى الطبيب متسائلا ..
" يقدر يخرج من المستشفى امتى ؟؟ "
الطبيب بابتسامه ..
" يومين تلاته بالكتير إن شاء الله .." ثم أكمل حديثه مؤكدا ..
"بس اهم حاجه الراحه والعلاج بانتظام .."
ردت باندفاع كعادتها ...
" بامر الله يا دكتور هو بس يخرج بالسلامه .."
الطبيب بابتسامه ..
" إن شاء الله يا انسه .."
قاطعه نوح بحده قائلا ، وهو ينظر لها باعين مشتعله من الغضب ..
" مدام .."
الطبيب بخجل ...
" انا اسف .." ثم وجه حديثه لامجد ...
"إن شاء الله اخر النهار هعدي اطمئن على حضرتك ، عن اذنكم ..."
وخرج سريعا قبل أن يفتك به نوح ...
زينه بغضب ولكن بنبره هادئه ...
" ممكن افهم انت خلتني ابعد عن بابا ليه ؟؟ "
أجابها باقتضاب ..
" مش وقته يازينه .."
ردت باستنكار ..
" يعنى ايه مش وقته ؟ هو انت تخلينى اقوم من جنب بابا وتقولى مش وقته .."
أمجد بحده خفيفه ...
" زينه ... عيب كده اتكلمى مع جوزك كويس .."
زينه بحزن ...
" يابابا حضرتك شايف هو عمل معايا ايه قدام الدكتور ولا اتكلم معايا ازاي ؟! "
سعل امجد بشده مما افزعهم .. اقتربت منه زينه بخوف شديد متسائله ..
" بابا حضرتك كويسه ؟ اندي على الدكتور ؟؟ "
بينما أعطى له نوح كوبا من الماء ، ارتشف منه القليل ثم اعاده لنوح مره اخري قائلا ...
"تسلم ايدك يابنى .."
نوح بابتسامه ...
"الله يسلمك ياعمى .."
زينه متسائله باهتمام وخوف ...
" حضرتك كويس ولا نجيب الدكتور .."
أمجد بضيق واضح ..
" والله انا كويس ، بس مش عاجبني طريقتك مع جوزك ..."
اطرقت رأسها أرضا قائله بصوت متحشرج بالبكاء ...
" يابابا هو اللى كلمنى بطريقه مش حلوه والدكتور واقف ، وخلانى اقوم من جنب حضرتك .."
أردف نوح بهدوء زائف ، فلابد من احترام عمه المريض ...
" اهتم بصحتك ياعمى وانا ليا كلام تانى مع زينه بس مش هنا .. اهم حاجه دلوقتى نطمئن على صحه حضرتك .."
نظر له بامتنان ، واردف بابتسامه ...
" ربنا يبارك فيك يابنى .."
نوح ..
" هستأذن أنا وان شاء الله بالليل هكون عند حضرتك ، عشان اطمئن عليك .."
أمجد ..
" إن شاء الله .."
نوح ..
" السلام عليكم ..."
وخرج سريعا من الغرفه واغلق الباب خلفه بهدوء متجها إلى الشركه ....
الاثنان ...
" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .."
أمجد بعتاب ...
" ليه كده يا زينه ؟؟ أنا ربيتك تتكلمى بالاسلوب دا ؟! "
طأطأت رأسها تبكى دون رد ..
جذبها أمجد بهدوء لتجلس بجانبه ، وتحدث بهدوء ...
" يا حبيبتى ماينفعش تتكلمى بالاسلوب دا مع جوزك ولا قدام حد ولا حتى بينكم .."
ثم أكمل حديثه موضحا ..
" وبعدين هو معه حق يغير عليكِ ، كان فى راجل غريب فى الاوضه .."
إجابته بهدوء وخجل من نفسها ...
" حضرتك كنت وحشنى اوي ، وما اخدتش بالى من الدكتور .."
ربت على كف يدها ، واردف بحب ...
" حصل خير يا حبيبتى ، بس اهم حاجه تعتزرى لجوزك .."
هزات رأسها بالموافقه ...
___________
فى منتصف النهار .
فى قصر الجوهرى .
تحديدا فى غرفه الطعام ..
كان الجميع حول مائده الطعام ماعدا "تمارا" و "تاج" .. كان كل منهم يسبح فى أفكاره الخاصه ، كل منهم بداخله الكثير والكثير .. قطع الصمت صوت سعد الجوهرى متسائلا ...
" فين تمارا وتاج ؟ .."
إجابته ريهام بهدوء ..
" تمارا رفضت تنزل وتاج أصرت تفضل معها .."
سعد الجوهرى بهدوء ..
" كملوا اكلكم .."
ثم وجه حديثه إلى فهد قائلا ..
" عايزك فى مكتبى بعد الغدا انت و اخواتك .."
أومأ له باحترام ..
"حاضر ياجدى .."
انتهوا سريعا من الغداء وبعدها اتجه البنات الى غرفه تمارا للجلوس معها والاطمئنان عليه ، بينما اتجه سعد الجوهري ومعه كلا من فهد وحمزه ومهاب إلى مكتبه الخاص ،وطلب من أحدي الخدم أن تجلب له القهوه فى مكتبه ..
وخرج حسن إلى مكان ما ليفعل ماكان يجب عليه فعله منذ وقتا طويل ...
فى مكتب سعد الجوهرى ..
كان يجلس على مقعده الوثير ، ويجلس أمامه كل من مهاب وفهد ويفصل بينهما مكتبه الخشبى ، أما حمزه كان جالسا على الأريكة ..
أردف سعد الجوهرى متسائلا بصوت أجش ...
" انتو ماخيلين أن أنا ممكن أضر اختكم .."
تبادل ثلاثتهم النظرات فى صمت ، نظرات تحمل الاندهاش من هذا السؤال الغير متوقع وتحديدا من ذلك الرجل الذي يفعل ما يشاء دون الالتفات لرأى الآخرين بما يفعل ، ولكن يدم الصمت طويلا فقطعه فهد باجابته ...
" لا طبعا .."
صمت للحظات ثم تحدث بابتسامه هادئه متسائلا ..
" لما هو لا .. ممكن افهم حضرتكم زعلانين ليه ؟ "
اجابه حمزه بهدوء جاهد أن يتحدث به ، فمهما حدث فهذا جده ولابد من احترامه مهما كان الأمر ..
" ياجدى احنا معترضين و زعلانين من الطريقه اللى اتجوزت بيها تمارا ، مش معترضين على أسد لكن معترضين أنها تتجوزه غصب عنها .."
نظر الى حفيده الآخر متسائلا بهدوء ..
" وانت يا أستاذ مهاب ؟.."
مهاب بهدوء ..
" نفس السبب ، كنت عايز تمارا تعمل اللى هى عايزه مش اللى يتفرض عليها .."
نظر إلى أكبرهم بمعنى أن يقول سبب حزنه ...
اخذ فهد نفسا عميقا وأخرجه بهدوء ، تحدث بنبره هادئه ولكن تحمل الكثير .. الكثير من الألم والحزن والخذلان ...
" انا اسف ياجدى ، طبعا كلام حضرتك على راسى ، لكن اخر حاجه كنت أتوقعها أن حضرتك تجبر تمارا على جوازها من اسد بالشكل دا .... تمارا تعبت فى حياتها كتير ، كونها تكبر من غير أب على الرغم من أن والدها عايش ، وللاسف اول شخص ترتبط بيه كان شخص أنانى بيفكر فى نفسه وبس ... "
اغمض عينيه بالم واضح على ملامح وجهه ثم أكمل بأسف ..
" ولما الدنيا بدأت تبتسم لها أن يكون لها اخوات وأهل يحبوها حضرتك أجبرتها على الجواز من اخر شخص تفكر ترتبط بيه فى وقت هى أساس رافضه الفكره .."
تنهد بقوه حينما شعر بألم يكاد يطبق على صدره ..
" وببساطه حاولت تموت نفسها من غير ما تفكر فى اى حد ، لا والدتها اللى ضحت بحياتها عشانها ولا اخواتها و والدها اللى رهن اشاره منها بس عشان تبقى فرحانه ونحاول نعوضها اللى فات ، ومع كده مش قادر الوم عليها .. لانها ببساطه اتظلمت فى الاول و فى الاخر .."
شعر سعد الجوهرى بأنه يتمزق من الداخل ولكن لن تهتز عضله واحده من وجهه لتوضح ما بداخله فهو دائم غامض لن تتغير معالم وجهه ، يعلم أن حفيده محق بكل كلمه قالها ولكن من وجه نظره الخاصه، ولكن هو ينظر إلى الموضوع من جانب آخر لن يفهمه أحد منهما ، وهو أن تلك العنيده المتمرده لن يستطيع ترويضها الا شخصا حازم صارم لين إذا تطلب الأمر مثل أسد ، بجانب أنه راي لمعه الحب بعينيه حتى وإن أنكرها ..
بعد صمت دام لدقائق ، تحدث سعد الجوهرى ...
" انا مقدر خوفكم على اختكم وحزنكم عليها ... لكن أنا كمان بحب احفادي وبخاف عليهم ، وخصوصا تمارا لان زى ما قال فهد هى اتظلمت فى الاول لكن فى الاخر لا يافهد ....... انا لو شاكك واحد فى المليون أن جواز تمارا من اسد هيفشل ماكنتش أجبرتها على الجواز منه ... لكن الفكره كلها أن تمارا محتاجه لراجل شديد وحنين فى نفس الوقت ، واعتقد انكم متأكدين أن أسد هو الشخص دا ... وان شاء الله قريب هفكركم بكلامى .."
ردد ثلاثتهم بهدوء ..
" إن شاء الله .."
أشار سعد الجوهرى باتجاه الباب قائلا ...
" تقدروا تتفضلوا وياريت تفتكروا انكم عرسان .."
قام الثلاثه متجهين إلى باب المكتب ، فتح فهد الباب وقبل الخروج اوقفهم صوت جدهم قائلا ...
" بلاش الزعل يطول بينكم وبين أسد ، وخصوصا انت يافهد .."
أجابه فهد باحترام ...
" حاضر يا جدى .."
وخرج الثلاثه واغلق آخرهم الباب خلفه بهدوء ...
__________
فى غرفه تمارا ..
كانت تجلس على فراشها مستندا بظهرها إلى ضهره ، تجلس بجانبها تاج بملامح حزينه كعادتها منذ وفاه امها الحبيبه ، فالحزن أصبح صديقها المقرب لن يتركها ابدا ، لن تعرف البسمه طريق شفتيها منذ ذلك اليوم الذى فارقت فيه امها الحياه وهى إلى الآن لن تعلم أن وفاه والدتها بفعل فاعل .. أخرجها من شرودها ، صوت تمارا متسائله بامتعاض ..
" ممكن افهم أنتِ مجننه ليث معاكِ ليه ؟ " ثم اكملت حديثها مؤكده ...
" والله يابنتى بيحبك ، دى واضحه للاعمى .."
اجابتها تاج باقتضاب ..
"بلاش كلام فى الموضع دا يا تمارا ، لأن الكلام فيه لا هيقدم ولا هياخر .."
ردت متسائله ..
" يعنى ايه ؟؟.."
تاج بنبره حزينه ..
" يعنى أنا مصره على رأي ومش هغيره .."
رفعت تمارا يدها لتدير وجهها لصبح وجههم مقابل لبعضها ...
" ممكن تقوليلي سبب مقنع لرفضك .."
اجابتها تاج متسائله ..
" تقدرى انتِ تقوليلى سبب رافضك لابن عمك ياتمارا ؟؟ .. لا وكمان سبب مقنع لانتحارك .."
اخذت نفسا عميقا وهى تزيد من انطباق جفنيها .. ثم تحدثت بصوت هزيل خالى من اى تعبير الا الحزن ...
" انا وضعى مختلف يا تاج ، مختلف كتير اوى ... للاسف امى اختارت الشخص الغلط و دفعت التمن وانا معها .." ثم أكملت بسخريه لاذعه وهى تحتجز الدموع بمقلتيها ...
" وانا كمان اخترت الشخص الغلط ، الشخص اللى رسمت كل احلامى معه ، اللى من غير كنت أعيش من غير روح ... وهو فعلا خذلانى وبقيت من غير روح ، بقيت أضعف من ما تتخيلِ وبحاول بكل طاقتى أخفى ضعفى فى أن أكون عنيده ومتمرد ، لان البنت الهاديه المطيعه خلاص بح ...."
صمتت لثوانى ثم اردفت متسائله ..
" عرفتى بقى اجابه سؤالك .."
تحدثت تاج بعدم فهم ..
"بردوا ماجاوبتيش على سؤالى .. ايه علاقه استاذ اسد بالموضوع .."
لم تتمالك تمارا نفسه واطلقت ضحكه رننه ، واخيرا تحدثت بصوت متقطع من الضحك ...
" أستاذ مين ياحبيبتي ، دا كويس اوي انك تقوليله أسد ..."
لكزتها تاج بمرفقها بكتفها .. واردفت بحنق ...
" تصدقى بالله انك رخمه .."
تحدث تمارا وهى تحاول كبح ضحكتها ...
" يابنتى والله أنتِ مكبره الموضوع اوى ، أنتِ دلوقتى مرات ليث الجوهرى يعنى تقوليلى أسد عادى .."
هزت راسها بنفى ثم اردفت بهدوء ..
" سيبك منى دلوقتى وجاوبى على سؤالى ، ايه مشكلتك مع أسد ياستى ؟؟"
اخذت نفسا عميقا ثم أخرجته بهدوء تحاول استجمع الكلمات ...
" انا معنديش مشكله مع أسد يا تاج ، أنا كل مشكلتى فى فكره الارتباط والطريقة اللى ارتبط بيها بأسد ..."
أغمضت عينياه بحزن ارتسم على معالم وجهها واكملت بخفوت ...
" انا ماينفعش اتجوز واحد بشخصيه أسد الجوهري .. أنا عنيده ولا يمكن أخضع لكلام اى شخص بسهوله ، وهو كل حاجه عنده أوامر وزعيق .... مش دا ابدا الشخص اللى ممكن اكون سعيده معه .."
تسائلت تاج بحيره ..
" يعنى أنتِ عايزه تتجوزي واحد ضعيف الشخصيه ياتمارا وأنتِ تبقى الراجل .."
برقت عينيها فى دهشه من سؤالها الغير متوقع .. أيعقل أن تكون فهمت هذا من حديثها ... لا لا هى لن تريد هذا أبدا ...
تلاشت دهشتها سريعا واجابتها باندفاع ...
" لا طبعا أن لا يمكن افكر كده .."
ضرب تاج كف بكف واردف بحيره اكبر ..
" يابنت الحلال فهمينى أنتِ عايزه ايه بالظبط عشان انا بصراحه توهت منكِ ؟؟ .."
تساءلت تمارا فى نفسها ، لهذه الدرجه هى غير مفهومه لمن حولها .. ولكن أخرجها من تفكيرها الجانبي صوت تاج متأففه ...
" يابنت الناس ردى عليا .."
تمارا بتوهان ...
" معاكِ ... معاكِ .."
تاج بحده خفيفه ..
" يابنتى انجزى وردى على سؤالى .."
اجابتها تمارا بهدوء طاغى عكس ما بداخلها من صراعات من نفسها ومن من حولها ...
" لا يا تاج ، أنا لما افكر ارتبط كنت احب ارتبط براجل له شخصيته القويه بس حنيته تبقى اقوي ، يعنى يفرض اللى هو عايزه عليا بس بمزاحى ، يخلينى اعمل اللى هو عايزه وكان أنا اللى عايزه ... يخلينى أتنازل على كل العند والتمرد اللى جوايا بحنيته وطيبته اللى أنا محتاج احس بيهم ... "
اخذت نفسا عميقا ثم اردفت متسائله ...
" عرفتى بقى أنا عايزه ايه يا تاج ؟؟ "
كادت أن تجيبها ولكن قاطعها دقت على بابا الغرفه وبعدها دلف البنات بابتسامه واسعه للاطمئنان عليها ..
مكه بمراحها المعتاد ..
" مسا مسا يابنات .."
ابتسم لها الجميع ..
تمارا بابتسامه ..
" مسا مسا يا رؤوف .."
ضحكت البنات على مراحهم .. ثم جلست كل من مكه وسلمى وجنه على الفراش بجانب بعضهم ..
تمارا متسائله وهى تنظر إلى جنه ..
" أنتِ هنا ليه ؟؟.. على حد علمى ان فرحك كان امبارح .."
قهقهت مكه بشده ، ثم أكملت ..
" يابنتى والله العيله دى مش وش نعمه ، مايعرفوش يفرحوا ابدا ابدا .."
لكزتها سلمى بقوه مما جعلها تتأوه بقوه ..
تحدثت بألم واضح ...
" حرام عليكِ والله ايدى وجعتنى اوى .."
ردت سلمى بحده خفيفه ..
" عشان تفكرى فى الكلام قبل ما تقوليه .."
تمارا ...
" سبيها يا سلمى تتكلم براحتها .."
مكه بمرح ..
" والله يابت ياتيمو أنتِ اللى فيهم .."
ضحك الجميع ...
تمارا متسائله بحذر ..
" هى فين عيون ؟ .."
تبادل البنات بنظرات مرتبكه ... ولكن اخيرا خرج صوت جنه قائله بخفوت ...
" تعبانه شويه .."
نظرت لها تمارا بشك ، ولكنها لم تسأل مره اخرى ..
وسرعان ما تحدثت مكه بمرح حتى تنهى جو التوتر ...
مكه بصوت مزعج للغايه ، افزعهم ..
" تعالوا نلعب يابنات .."
تمارا برفض ..
"لا مش هنلعب .. "
مكه بعبوس ..
" ليه ياتمارا هانم ؟ .."
اجابتها تمارا بابتسامه خبيثه ..
" مش هنلعب هنعمل حاجه احلى من اللعب .."
نظر لها الجميع بانتباه ، ليعرفوا ماذا تريد منهم تلك المشاكسه التى تنظر لهم بمكر يلمع فى عينيها ...
سلمى بحذر ..
" مش مرتاحه ليكِ خالص يا تيمو .."
تمارا ببراءه مصطنعه ..
" انا .. والله دا انا طيبه خالص خالص .."
تاج بابتسامه ..
"ربنا يستر .."
جنه بفرحه ..
" ابو الهول نطق ياجدعان ، تعالى يا ليث اسمع .."
وضعت تاج يدها على فمها سريعا ، تمنعها من الحديث فصوتها مرتفع ، بينما ضحك البنات على تصرف الاثنان ...
تمارا بحده مصطنعه ..
" كفايه أنتِ وهى .. يلا عشان تعرفوا هنعمل ايه .."
مكه ..
"قولى .."
تمارا بهدوء ..
" كل واحده منكم التانيه سؤال بس بشرط انكم تجاوبوا بصراحه .."
البنات بفرحه ..
" موافقين .."
تمارا مؤكده ..
" شرط كمان الكلام اللى هنقوله بينا احنا التلاته مش هيخرج من هنا .."
مكه بمرح ..
" على حسب الكلام .."
ضربتها جنه بخفه على رأسها ..
سلمى بحماس ..
" يلا نبدا يا تمارا وسيبك منها .."
تمارا ..
" بس قبل ما نبدأ واحده منكم تروح تجيب عيون .."
سلمى بحزن ..
" مش هتوافق يا تمارا .."
تمارا بإصرار ..
" لا روحى يامكه قوليلها تمارا عايزاكِ .."
هبطت مكه من على الفراش وتحدثت ..
" ثوانى ونكون عندكم .."
وخرجت سريعا متجه الى غرفه عيون ...
_________
بحديقه القصر .
كان مستلقى على ظهره بحديقه القصر يتأمل نور القمر الذى يملأ المكان ، وينير عتمه الليل ، الذى أثار سوالا فى نفسه .. أيمكن لشخص ما أن ينير عتمه شخص آخر .. أيمكن لشخص أن يمنح شخصا آخر بما يحتاج إليه من أمل .. من نظره تفائل .. ظلت هذا الاسئله تترد فى ذهنه إلى أن قطع تفكيره متسائلا ..
" من قله الغرف بالقصر نايم هنا ؟؟ .."
🌺#البرنسيسه_وفاء_ملكه_الروايات🌺
الفصل الثالث .
#حكايتى_مع_الاسد
#أولاد_الجوهرى2
#الحوريه_فاطمة_محمد
________
صلوا على الحبيب .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
________
إجابته ببكاء شديد وشهقات مكتومه ..
" ايوه انا قولت كده عشان جدها قالى أن هو واثق فى حفيده وانه متأكد أن هو بيحبها ... اعمل ايه يعنى كنت عايزها تعيش حياتها اللى هى وقفتها عشان شخص انانى استغل حبها وداس عليها .."
أجابها بصوت كالرعد ...
"ماهو بردو اللى قالك زمان استحميلى ابنى ، هو كمان اللى جوز ابنه غصب عنه ، وللاسف بيعيد نفس المشكله مع حفيدته .. "
مسح على وجهه بغضب شديد حتى يهدأ ، ثم تنهد بقوه وتحدث بتعب فتمارا ليست فقط بنت أخته بل ابنته ...
"انا معاكِ وعمرى ما هتخلى عنك أو عن تمارا ، بس خليك دائما فاكره أن أنا رافضت الجوازه دي .." ثم هب واقفا واردف بجمود ...
"يلا يا نور عشان هنسافر دلوقتى .." واتجه إلى الغرفه لتبديل ملابسه ولكن أوقفه صوت أحد أبناءه ..
مراد قائلا باحترام ...
" بعد اذنك يا بابا انا عايزه افضل مع عمتى كام يوم .. "
زين باندفاع ..
"وانا كمان .."
أجابهم وهو موليهم ظهره ...
" على راحتكم .."
واتجه سريعا الى الغرفه وهو غاضبا من نفسه لانفعاله على أخته بتلك الطريقه ولكن بالتأكيد غاضبا منها هى الأخرى ، فهى عانت كثيرا بسبب قرارات ذلك الراجل وهاهى أعادت نفس المشكله مع ابنتها ...
على الجانب الآخر ..
بالخارج ..
اقتربت منها نور واردفت بأسف ..
"حقك عليا يا مليكه ، والله كريم مايقصد أبدا أن هو يزعلك هو زعلان على تمارا .."
اجابتها بنظرات خاليه من اى مشاعر الا الخذلان ، ولكن لا تعلم خذلان من نفسها ام من أخيها ..
" حصل خير يا نور ، روحى اجهزى عشان كريم مايتعصبش .."
لم يكون ردها سوى أن ربتت على كتفها ثم اتجهت الى الغرفه التى يوجد بها زوجها ..
مليكه بهدوء ..
" مراد ، زين .. ارجعوا على اسكندريه مع والدكم ، أنا كويسه الحمد لله .."
مراد برفض قاطع ..
" لا ياعمتو احنا هنفضل مع حضرتك .. "
مليكه بهدوء تام ..
"براحتكم ياولاد ، أنا داخله ارتاح شويه .."
وتركتهم واتجهت إلى غرفتها ، غارقه فى أحزانها ، يتردد فى ذهنها كلامها أخيها أنها تكرر نفس مأساتها مع ابنتها ...
بينما بالخارج ..
استعد كريم و زوجته للراحيل وهو فى قمه غضبه من نفسى ومن شقيقته ...
مراد متسائلا ..
" مش هتسلم على عمتو يابابا قبل ما تسافر .."
أجابه نافيا بجمود ..
" لا يامراد ، هبقى اتصل بيها لما أهدى .. بس اهم حاجه خلى بالكم عليها وعلى تمارا .."
اوما له بطاعه ..
" حاضر .."
ثم وجه حديثه لابن الأصغر ..
" وانت يازين بلاش مشاكل .."
زين بهدوء على عكس طبعه ..
" حاضر .."
ودع أبناءهم ودلف نور لمليكه لتودعها هى الآخر ثم هبط الاثنان متجهين إلى الاسكندريه ...
____________
فى شقه نوح .
فى غرفتهم ..
استيقظ نوح وهو يفرك عينيه ويتاثب براحه ، نظر بجانبه لوجه زوجته ، مد يده ليزح خصلات شعرها المتمرده
لتغطى عينيها ، ازحها لينظر لوجهها الملائكى بنظرات رضا .. تسائل فى نفسه ، أكان احمق لهذه الدرجة ؟ كيف له أن يتعامل مع تلك الملاك بقسوه ؟ كيف رفع يده عليها ؟.. ولكن بالاخير ابتسم برضا وحمد الله على تلك الزوجه ، وعلى اختيار والده له كان ونعمه الاختيار .. وحمد الله على أنه عرف قيمه تلك الملاك الذي بعثه الله له ، ظل ينظر إليها كثيرا إلى أن فتحت عينيها ببطئ لتتفاجأ به ينظر إليها بشغف وحب يشع من عينيه ، خجلت بشده من نظراته لها واصبحت وجنتيها شديده الاحمرار ، من يراها يجزم أن وجنتيها تكاد تنفجر من شده الحمره .. حاولت النهوض ولكن قبض على ذراعها برفق ...
أردف متسائلا بابتسامه ساحره ..
" على فين ياقطتى ؟ "
اجابتها بارتباك من شده الخجل ...
"هـ ... هد .. هدخل ..."
قاطعها ضاحكا بشده ..
"اهدى والله مش مستاهله كل الارتباك دا ، والله والله انا جوزك .."
سحبت يدها من يدها من يديه ، واردفت بغضب متسائله ...
" ممكن اعرف هتبطل تضحك عليا أمتى ؟ "
أجابها بابتسامه تسليه ...
" لما تبطلى تتحولى لطماطم .."
هبطت من الفراش وهى تتمتم بكلمات غاضبه غير واضحه متجه إلى المرحاض ... أما هو فلن يتمالك نفسه من الضحك على تلك الغاضبه ...
اخذت حماما دافئا ثم ارتدت بيجامه من اللون الوردى ثم خرجت من المرحاض ارتدت إسدال الصلاه الخاصه بها وصلت فرضها وبعدما انتهت ، اتجهت إلى المطبخ لتحضير الفطور لها ولزوجها ...
أما نوح دلف إلى المرحاض وأخذ حماما دفئا هو الآخر ثم خرج صلى فرضه ، وبعدما انتهى اتجه إلى الخزانه وأخرج منها قميصا من اللون الاسود وبنطال الجنيز التلجى اللون ، ثم اتجه إلى المراءه صفف شعره بحرافيه ثم وضع من البرفيوم الخاص ، وبعدها خرج من الغرفه متجها إلى سفره الطعام التى أعدتها زوجته باشهى فطور .. ترأس السفره وجلست زوجته على يمينه بعدما وضعت الصحن الاخير على المائده ..
نوح بتسليه ..
"هى قطتى زعلانه منى ؟"
إجابته وهى تنظر بصحنها بغضب مصطنع ..
" ايوه ولو سمحت مالكش كلام معايا .."
التقط قطعه خبر من الصحن ودسها بصحن العسل الابيض ، ثم أخرجها واضعها أمام فمها متسائلا ...
"يعنى مش هتاكلى من ايدى ؟ "
فتحت فهما وأخذت منه قطعه الخبز وتحدثت بابتسامه خفيفه حاولت اخفاءها ولكنها فشلت ...
" لا طبعا هأكل الاكل مالوش دعوه بالزعل ، وخصوصا لو من ايدك ..." .
جذب يدها وقبلها بحب جارف يبث لها مدى عشقه لها واردفت بحب وعيون لامعه بالحب بل العشق ...
" ربنا يديمك فى حياتى يا احلى نعمه فى حياتى ، ويقدرنى واسعدك .."
إجابته بحب هى الآخر وهى تنظر إليه عينيه وكان العيون تتحدث بلغته الخاص ...
" وجودك فى حياتى يانوح اكبر سعاده .."
تحدث نوح بحب ...
" يلا خلصى فطار عشان نروح لعمى المستشفى وبعدها اوصلك عند ماما وانا اطلع على الشركه .."
زينه بابتسامه ..
" هخلص بسرعه .."
نوح برفض ..
" لا طبعا افطرى براحتك ، وبعدها قومى بدلى هدومك وانا هلم الاطباق من على السفره .."
غرت شفيتها وابتسمت ببلاهه ، فهى اول مره له يساعدها فى اى شئ يخص المنزل منذ زواجهم ..
تحدث نوح ضاحكا على مظهرها ...
" كملى اكل ياحبيبتى ، مش مستاهله كل الاندهاش دا ، أنا دائما كنت بساعد امى وكنت بغسل الاطباق احيانا مش بس بلمها .."
زينه ...
" بس انت اول مره تعمل معايا كده .."
نوح مؤكد بابتسامه ..
" وان شاء الله مش اخر مره .."
رددت بابتسامه واسعه ...
" إن شاء الله .."
وبعدما انتهوا من تناول الفطور، لملم نوح الاطباق من السفره ووضعها بالمطبخ .. بينما اتجهت زينه سريعا الى غرفتها ، ارتدت فستان من اللون الاسود به قلوب صغيره من اللون الاصفر ، وخمارا من نفس لون القلوب ، وانتعلت حذاء رياضي من اللون الاسود "كوتش" وحقيبه صغيره من اللون الاسود ، وبعدما انتهت خرجت سريعا الى الخارج ...
" انا جهزت .." قالتها زينه بابتسامه ...
رد نوح بابتسامه..
" يلا يا قطتى .."
خرج الاثنان من الشقة مستقلين المصعد إلى الطابق الارضي ، ومنه إلى السياره الخاصه بنوح وانطلقوا إلى مستشفى الجوهرى .. بعد وقتا ليس طويل اوقف نوح السياره أمام المستشفى .. ترجلوا من السياره متجهين إلى داخل المستشفى ، متجهين الى غرفه العنايه التى يوجد به والد زينه ، ولكن عندما وصلوا الى الغرفه أحست زينه أن قلبها سيتوقف فى الحال ، وجدت أن الغرفه فارغه لايوجد به أحد ...
تحدثت بخوف شديد وهى تقبض على ذراع زوجها ..
" بابا يا نوح ، بابا فين ؟؟ "
أجابها بهدوء ليطمئانها ، رغم خوفه الشديد من أن يكون توفى والدها ...
" اهدي يازينه ، اكيد عمى بقى كويس ونقلوه على اوضه تانيه .."
دعت زينه بتمني وهى تبكى بشده ...
"يارب يا نوح .."
مرت أحد الممرضات من أمامهم أوقفها نوح متسائلا ...
" لو سمحتى ، فين المريض اللى كان فى العنايه ؟ .."
الممرضه ..
" الحمد لله صحته اتحسنت واتنقل غرفه عاديه .."
زينه بلهفه ...
" رقم الغرفه ؟."
الممرضه ..
" غرفه ٢٣ فى اخر الطرقه يمين ، عن اذنكم ..."
وتركتهم ورحلت ...
زينه بفرحه ...
" اللهم لك الحمد ...يلا يانوح بسرعه .."
جذبها من يدها واتجه بها الى غرفه والدها بخطوات اشبه بالركض ، ما أن وصلوا أمام الغرفه فتحت الباب باندفاع ودلفت إلى الداخل بسرعه مهروله إلى أحضان ابيها ...
زينه ببكاء ...
" حمدالله على السلامه ياحبيبي ، وحشتني اوي اوي يابابا .."
عانقها هو الآخر و مسد على رأسها برفق ....
" وأنتِ كمان يا حبيبه بابا .."
ظلت تبكى داخل أحضانه ، اردفت ببكاء ..
" هونت عليك الوقت دا كله تسيبنى لوحدي ؟ أنا زعلانه منك اوي .."
امجد ...
" وانا مقدرش على زعلك يا حبيبتى ، بس نقول الحمد لله على كل حال .."
اقترب منها نوح وجذبها برفق من احضان ابيها ، واردف بحده خفيفه ...
" كده غلط يا زينه عمى لسه تعبان ، اتفضلى اقعد جنبه على الكرسي .."
وأشار لها على المقعد بجانب الفراش ، فهو تحدث معها بتلك الطريقه بسبب تصرفها وكأنهم بمفردهم بالغرفه متجاهله الطبيب ...
رفضت زينه يتذمر ..
" لا ..انا عايزه افضل جنب بابا .."
اظلمت عينيه من رفضها لكلامه ، فنظر إليها بغضب واشار الى المقعد دون أن يتفوه بحرف
انصاعت زينه لطلبه ولكن وهى غاضبه ، فنظراته لاتحمل النقاش ..
بينما اقترب هو من والد زوجته وقبل رأسه
واردف بابتسامه صادقه ...
" حمد الله على السلامه ياعمى ، كده تطول وتقلقنا عليك .."
أمجد بابتسامه هادئه ، فعلى الرغم من انتقاله لغرفه عاديه ولكنه مازال متعبا وبحاجه الى رعايه ...
" كله بأمر الله يانوح .."
نوح ..
" اهم حاجه أن حضرتك رجعتلنا بالسلامه .."
زينه وهى تقبض على كف والدها ...
" الحمد لله .."
تحدث نوح إلى الطبيب متسائلا ..
" يقدر يخرج من المستشفى امتى ؟؟ "
الطبيب بابتسامه ..
" يومين تلاته بالكتير إن شاء الله .." ثم أكمل حديثه مؤكدا ..
"بس اهم حاجه الراحه والعلاج بانتظام .."
ردت باندفاع كعادتها ...
" بامر الله يا دكتور هو بس يخرج بالسلامه .."
الطبيب بابتسامه ..
" إن شاء الله يا انسه .."
قاطعه نوح بحده قائلا ، وهو ينظر لها باعين مشتعله من الغضب ..
" مدام .."
الطبيب بخجل ...
" انا اسف .." ثم وجه حديثه لامجد ...
"إن شاء الله اخر النهار هعدي اطمئن على حضرتك ، عن اذنكم ..."
وخرج سريعا قبل أن يفتك به نوح ...
زينه بغضب ولكن بنبره هادئه ...
" ممكن افهم انت خلتني ابعد عن بابا ليه ؟؟ "
أجابها باقتضاب ..
" مش وقته يازينه .."
ردت باستنكار ..
" يعنى ايه مش وقته ؟ هو انت تخلينى اقوم من جنب بابا وتقولى مش وقته .."
أمجد بحده خفيفه ...
" زينه ... عيب كده اتكلمى مع جوزك كويس .."
زينه بحزن ...
" يابابا حضرتك شايف هو عمل معايا ايه قدام الدكتور ولا اتكلم معايا ازاي ؟! "
سعل امجد بشده مما افزعهم .. اقتربت منه زينه بخوف شديد متسائله ..
" بابا حضرتك كويسه ؟ اندي على الدكتور ؟؟ "
بينما أعطى له نوح كوبا من الماء ، ارتشف منه القليل ثم اعاده لنوح مره اخري قائلا ...
"تسلم ايدك يابنى .."
نوح بابتسامه ...
"الله يسلمك ياعمى .."
زينه متسائله باهتمام وخوف ...
" حضرتك كويس ولا نجيب الدكتور .."
أمجد بضيق واضح ..
" والله انا كويس ، بس مش عاجبني طريقتك مع جوزك ..."
اطرقت رأسها أرضا قائله بصوت متحشرج بالبكاء ...
" يابابا هو اللى كلمنى بطريقه مش حلوه والدكتور واقف ، وخلانى اقوم من جنب حضرتك .."
أردف نوح بهدوء زائف ، فلابد من احترام عمه المريض ...
" اهتم بصحتك ياعمى وانا ليا كلام تانى مع زينه بس مش هنا .. اهم حاجه دلوقتى نطمئن على صحه حضرتك .."
نظر له بامتنان ، واردف بابتسامه ...
" ربنا يبارك فيك يابنى .."
نوح ..
" هستأذن أنا وان شاء الله بالليل هكون عند حضرتك ، عشان اطمئن عليك .."
أمجد ..
" إن شاء الله .."
نوح ..
" السلام عليكم ..."
وخرج سريعا من الغرفه واغلق الباب خلفه بهدوء متجها إلى الشركه ....
الاثنان ...
" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .."
أمجد بعتاب ...
" ليه كده يا زينه ؟؟ أنا ربيتك تتكلمى بالاسلوب دا ؟! "
طأطأت رأسها تبكى دون رد ..
جذبها أمجد بهدوء لتجلس بجانبه ، وتحدث بهدوء ...
" يا حبيبتى ماينفعش تتكلمى بالاسلوب دا مع جوزك ولا قدام حد ولا حتى بينكم .."
ثم أكمل حديثه موضحا ..
" وبعدين هو معه حق يغير عليكِ ، كان فى راجل غريب فى الاوضه .."
إجابته بهدوء وخجل من نفسها ...
" حضرتك كنت وحشنى اوي ، وما اخدتش بالى من الدكتور .."
ربت على كف يدها ، واردف بحب ...
" حصل خير يا حبيبتى ، بس اهم حاجه تعتزرى لجوزك .."
هزات رأسها بالموافقه ...
___________
فى منتصف النهار .
فى قصر الجوهرى .
تحديدا فى غرفه الطعام ..
كان الجميع حول مائده الطعام ماعدا "تمارا" و "تاج" .. كان كل منهم يسبح فى أفكاره الخاصه ، كل منهم بداخله الكثير والكثير .. قطع الصمت صوت سعد الجوهرى متسائلا ...
" فين تمارا وتاج ؟ .."
إجابته ريهام بهدوء ..
" تمارا رفضت تنزل وتاج أصرت تفضل معها .."
سعد الجوهرى بهدوء ..
" كملوا اكلكم .."
ثم وجه حديثه إلى فهد قائلا ..
" عايزك فى مكتبى بعد الغدا انت و اخواتك .."
أومأ له باحترام ..
"حاضر ياجدى .."
انتهوا سريعا من الغداء وبعدها اتجه البنات الى غرفه تمارا للجلوس معها والاطمئنان عليه ، بينما اتجه سعد الجوهري ومعه كلا من فهد وحمزه ومهاب إلى مكتبه الخاص ،وطلب من أحدي الخدم أن تجلب له القهوه فى مكتبه ..
وخرج حسن إلى مكان ما ليفعل ماكان يجب عليه فعله منذ وقتا طويل ...
فى مكتب سعد الجوهرى ..
كان يجلس على مقعده الوثير ، ويجلس أمامه كل من مهاب وفهد ويفصل بينهما مكتبه الخشبى ، أما حمزه كان جالسا على الأريكة ..
أردف سعد الجوهرى متسائلا بصوت أجش ...
" انتو ماخيلين أن أنا ممكن أضر اختكم .."
تبادل ثلاثتهم النظرات فى صمت ، نظرات تحمل الاندهاش من هذا السؤال الغير متوقع وتحديدا من ذلك الرجل الذي يفعل ما يشاء دون الالتفات لرأى الآخرين بما يفعل ، ولكن يدم الصمت طويلا فقطعه فهد باجابته ...
" لا طبعا .."
صمت للحظات ثم تحدث بابتسامه هادئه متسائلا ..
" لما هو لا .. ممكن افهم حضرتكم زعلانين ليه ؟ "
اجابه حمزه بهدوء جاهد أن يتحدث به ، فمهما حدث فهذا جده ولابد من احترامه مهما كان الأمر ..
" ياجدى احنا معترضين و زعلانين من الطريقه اللى اتجوزت بيها تمارا ، مش معترضين على أسد لكن معترضين أنها تتجوزه غصب عنها .."
نظر الى حفيده الآخر متسائلا بهدوء ..
" وانت يا أستاذ مهاب ؟.."
مهاب بهدوء ..
" نفس السبب ، كنت عايز تمارا تعمل اللى هى عايزه مش اللى يتفرض عليها .."
نظر إلى أكبرهم بمعنى أن يقول سبب حزنه ...
اخذ فهد نفسا عميقا وأخرجه بهدوء ، تحدث بنبره هادئه ولكن تحمل الكثير .. الكثير من الألم والحزن والخذلان ...
" انا اسف ياجدى ، طبعا كلام حضرتك على راسى ، لكن اخر حاجه كنت أتوقعها أن حضرتك تجبر تمارا على جوازها من اسد بالشكل دا .... تمارا تعبت فى حياتها كتير ، كونها تكبر من غير أب على الرغم من أن والدها عايش ، وللاسف اول شخص ترتبط بيه كان شخص أنانى بيفكر فى نفسه وبس ... "
اغمض عينيه بالم واضح على ملامح وجهه ثم أكمل بأسف ..
" ولما الدنيا بدأت تبتسم لها أن يكون لها اخوات وأهل يحبوها حضرتك أجبرتها على الجواز من اخر شخص تفكر ترتبط بيه فى وقت هى أساس رافضه الفكره .."
تنهد بقوه حينما شعر بألم يكاد يطبق على صدره ..
" وببساطه حاولت تموت نفسها من غير ما تفكر فى اى حد ، لا والدتها اللى ضحت بحياتها عشانها ولا اخواتها و والدها اللى رهن اشاره منها بس عشان تبقى فرحانه ونحاول نعوضها اللى فات ، ومع كده مش قادر الوم عليها .. لانها ببساطه اتظلمت فى الاول و فى الاخر .."
شعر سعد الجوهرى بأنه يتمزق من الداخل ولكن لن تهتز عضله واحده من وجهه لتوضح ما بداخله فهو دائم غامض لن تتغير معالم وجهه ، يعلم أن حفيده محق بكل كلمه قالها ولكن من وجه نظره الخاصه، ولكن هو ينظر إلى الموضوع من جانب آخر لن يفهمه أحد منهما ، وهو أن تلك العنيده المتمرده لن يستطيع ترويضها الا شخصا حازم صارم لين إذا تطلب الأمر مثل أسد ، بجانب أنه راي لمعه الحب بعينيه حتى وإن أنكرها ..
بعد صمت دام لدقائق ، تحدث سعد الجوهرى ...
" انا مقدر خوفكم على اختكم وحزنكم عليها ... لكن أنا كمان بحب احفادي وبخاف عليهم ، وخصوصا تمارا لان زى ما قال فهد هى اتظلمت فى الاول لكن فى الاخر لا يافهد ....... انا لو شاكك واحد فى المليون أن جواز تمارا من اسد هيفشل ماكنتش أجبرتها على الجواز منه ... لكن الفكره كلها أن تمارا محتاجه لراجل شديد وحنين فى نفس الوقت ، واعتقد انكم متأكدين أن أسد هو الشخص دا ... وان شاء الله قريب هفكركم بكلامى .."
ردد ثلاثتهم بهدوء ..
" إن شاء الله .."
أشار سعد الجوهرى باتجاه الباب قائلا ...
" تقدروا تتفضلوا وياريت تفتكروا انكم عرسان .."
قام الثلاثه متجهين إلى باب المكتب ، فتح فهد الباب وقبل الخروج اوقفهم صوت جدهم قائلا ...
" بلاش الزعل يطول بينكم وبين أسد ، وخصوصا انت يافهد .."
أجابه فهد باحترام ...
" حاضر يا جدى .."
وخرج الثلاثه واغلق آخرهم الباب خلفه بهدوء ...
__________
فى غرفه تمارا ..
كانت تجلس على فراشها مستندا بظهرها إلى ضهره ، تجلس بجانبها تاج بملامح حزينه كعادتها منذ وفاه امها الحبيبه ، فالحزن أصبح صديقها المقرب لن يتركها ابدا ، لن تعرف البسمه طريق شفتيها منذ ذلك اليوم الذى فارقت فيه امها الحياه وهى إلى الآن لن تعلم أن وفاه والدتها بفعل فاعل .. أخرجها من شرودها ، صوت تمارا متسائله بامتعاض ..
" ممكن افهم أنتِ مجننه ليث معاكِ ليه ؟ " ثم اكملت حديثها مؤكده ...
" والله يابنتى بيحبك ، دى واضحه للاعمى .."
اجابتها تاج باقتضاب ..
"بلاش كلام فى الموضع دا يا تمارا ، لأن الكلام فيه لا هيقدم ولا هياخر .."
ردت متسائله ..
" يعنى ايه ؟؟.."
تاج بنبره حزينه ..
" يعنى أنا مصره على رأي ومش هغيره .."
رفعت تمارا يدها لتدير وجهها لصبح وجههم مقابل لبعضها ...
" ممكن تقوليلي سبب مقنع لرفضك .."
اجابتها تاج متسائله ..
" تقدرى انتِ تقوليلى سبب رافضك لابن عمك ياتمارا ؟؟ .. لا وكمان سبب مقنع لانتحارك .."
اخذت نفسا عميقا وهى تزيد من انطباق جفنيها .. ثم تحدثت بصوت هزيل خالى من اى تعبير الا الحزن ...
" انا وضعى مختلف يا تاج ، مختلف كتير اوى ... للاسف امى اختارت الشخص الغلط و دفعت التمن وانا معها .." ثم أكملت بسخريه لاذعه وهى تحتجز الدموع بمقلتيها ...
" وانا كمان اخترت الشخص الغلط ، الشخص اللى رسمت كل احلامى معه ، اللى من غير كنت أعيش من غير روح ... وهو فعلا خذلانى وبقيت من غير روح ، بقيت أضعف من ما تتخيلِ وبحاول بكل طاقتى أخفى ضعفى فى أن أكون عنيده ومتمرد ، لان البنت الهاديه المطيعه خلاص بح ...."
صمتت لثوانى ثم اردفت متسائله ..
" عرفتى بقى اجابه سؤالك .."
تحدثت تاج بعدم فهم ..
"بردوا ماجاوبتيش على سؤالى .. ايه علاقه استاذ اسد بالموضوع .."
لم تتمالك تمارا نفسه واطلقت ضحكه رننه ، واخيرا تحدثت بصوت متقطع من الضحك ...
" أستاذ مين ياحبيبتي ، دا كويس اوي انك تقوليله أسد ..."
لكزتها تاج بمرفقها بكتفها .. واردفت بحنق ...
" تصدقى بالله انك رخمه .."
تحدث تمارا وهى تحاول كبح ضحكتها ...
" يابنتى والله أنتِ مكبره الموضوع اوى ، أنتِ دلوقتى مرات ليث الجوهرى يعنى تقوليلى أسد عادى .."
هزت راسها بنفى ثم اردفت بهدوء ..
" سيبك منى دلوقتى وجاوبى على سؤالى ، ايه مشكلتك مع أسد ياستى ؟؟"
اخذت نفسا عميقا ثم أخرجته بهدوء تحاول استجمع الكلمات ...
" انا معنديش مشكله مع أسد يا تاج ، أنا كل مشكلتى فى فكره الارتباط والطريقة اللى ارتبط بيها بأسد ..."
أغمضت عينياه بحزن ارتسم على معالم وجهها واكملت بخفوت ...
" انا ماينفعش اتجوز واحد بشخصيه أسد الجوهري .. أنا عنيده ولا يمكن أخضع لكلام اى شخص بسهوله ، وهو كل حاجه عنده أوامر وزعيق .... مش دا ابدا الشخص اللى ممكن اكون سعيده معه .."
تسائلت تاج بحيره ..
" يعنى أنتِ عايزه تتجوزي واحد ضعيف الشخصيه ياتمارا وأنتِ تبقى الراجل .."
برقت عينيها فى دهشه من سؤالها الغير متوقع .. أيعقل أن تكون فهمت هذا من حديثها ... لا لا هى لن تريد هذا أبدا ...
تلاشت دهشتها سريعا واجابتها باندفاع ...
" لا طبعا أن لا يمكن افكر كده .."
ضرب تاج كف بكف واردف بحيره اكبر ..
" يابنت الحلال فهمينى أنتِ عايزه ايه بالظبط عشان انا بصراحه توهت منكِ ؟؟ .."
تساءلت تمارا فى نفسها ، لهذه الدرجه هى غير مفهومه لمن حولها .. ولكن أخرجها من تفكيرها الجانبي صوت تاج متأففه ...
" يابنت الناس ردى عليا .."
تمارا بتوهان ...
" معاكِ ... معاكِ .."
تاج بحده خفيفه ..
" يابنتى انجزى وردى على سؤالى .."
اجابتها تمارا بهدوء طاغى عكس ما بداخلها من صراعات من نفسها ومن من حولها ...
" لا يا تاج ، أنا لما افكر ارتبط كنت احب ارتبط براجل له شخصيته القويه بس حنيته تبقى اقوي ، يعنى يفرض اللى هو عايزه عليا بس بمزاحى ، يخلينى اعمل اللى هو عايزه وكان أنا اللى عايزه ... يخلينى أتنازل على كل العند والتمرد اللى جوايا بحنيته وطيبته اللى أنا محتاج احس بيهم ... "
اخذت نفسا عميقا ثم اردفت متسائله ...
" عرفتى بقى أنا عايزه ايه يا تاج ؟؟ "
كادت أن تجيبها ولكن قاطعها دقت على بابا الغرفه وبعدها دلف البنات بابتسامه واسعه للاطمئنان عليها ..
مكه بمراحها المعتاد ..
" مسا مسا يابنات .."
ابتسم لها الجميع ..
تمارا بابتسامه ..
" مسا مسا يا رؤوف .."
ضحكت البنات على مراحهم .. ثم جلست كل من مكه وسلمى وجنه على الفراش بجانب بعضهم ..
تمارا متسائله وهى تنظر إلى جنه ..
" أنتِ هنا ليه ؟؟.. على حد علمى ان فرحك كان امبارح .."
قهقهت مكه بشده ، ثم أكملت ..
" يابنتى والله العيله دى مش وش نعمه ، مايعرفوش يفرحوا ابدا ابدا .."
لكزتها سلمى بقوه مما جعلها تتأوه بقوه ..
تحدثت بألم واضح ...
" حرام عليكِ والله ايدى وجعتنى اوى .."
ردت سلمى بحده خفيفه ..
" عشان تفكرى فى الكلام قبل ما تقوليه .."
تمارا ...
" سبيها يا سلمى تتكلم براحتها .."
مكه بمرح ..
" والله يابت ياتيمو أنتِ اللى فيهم .."
ضحك الجميع ...
تمارا متسائله بحذر ..
" هى فين عيون ؟ .."
تبادل البنات بنظرات مرتبكه ... ولكن اخيرا خرج صوت جنه قائله بخفوت ...
" تعبانه شويه .."
نظرت لها تمارا بشك ، ولكنها لم تسأل مره اخرى ..
وسرعان ما تحدثت مكه بمرح حتى تنهى جو التوتر ...
مكه بصوت مزعج للغايه ، افزعهم ..
" تعالوا نلعب يابنات .."
تمارا برفض ..
"لا مش هنلعب .. "
مكه بعبوس ..
" ليه ياتمارا هانم ؟ .."
اجابتها تمارا بابتسامه خبيثه ..
" مش هنلعب هنعمل حاجه احلى من اللعب .."
نظر لها الجميع بانتباه ، ليعرفوا ماذا تريد منهم تلك المشاكسه التى تنظر لهم بمكر يلمع فى عينيها ...
سلمى بحذر ..
" مش مرتاحه ليكِ خالص يا تيمو .."
تمارا ببراءه مصطنعه ..
" انا .. والله دا انا طيبه خالص خالص .."
تاج بابتسامه ..
"ربنا يستر .."
جنه بفرحه ..
" ابو الهول نطق ياجدعان ، تعالى يا ليث اسمع .."
وضعت تاج يدها على فمها سريعا ، تمنعها من الحديث فصوتها مرتفع ، بينما ضحك البنات على تصرف الاثنان ...
تمارا بحده مصطنعه ..
" كفايه أنتِ وهى .. يلا عشان تعرفوا هنعمل ايه .."
مكه ..
"قولى .."
تمارا بهدوء ..
" كل واحده منكم التانيه سؤال بس بشرط انكم تجاوبوا بصراحه .."
البنات بفرحه ..
" موافقين .."
تمارا مؤكده ..
" شرط كمان الكلام اللى هنقوله بينا احنا التلاته مش هيخرج من هنا .."
مكه بمرح ..
" على حسب الكلام .."
ضربتها جنه بخفه على رأسها ..
سلمى بحماس ..
" يلا نبدا يا تمارا وسيبك منها .."
تمارا ..
" بس قبل ما نبدأ واحده منكم تروح تجيب عيون .."
سلمى بحزن ..
" مش هتوافق يا تمارا .."
تمارا بإصرار ..
" لا روحى يامكه قوليلها تمارا عايزاكِ .."
هبطت مكه من على الفراش وتحدثت ..
" ثوانى ونكون عندكم .."
وخرجت سريعا متجه الى غرفه عيون ...
_________
بحديقه القصر .
كان مستلقى على ظهره بحديقه القصر يتأمل نور القمر الذى يملأ المكان ، وينير عتمه الليل ، الذى أثار سوالا فى نفسه .. أيمكن لشخص ما أن ينير عتمه شخص آخر .. أيمكن لشخص أن يمنح شخصا آخرأمل .. من نظره تفائل .. ظلت هذا الاسئله تترد فى ذهنه إلى أن قطع تفكيره متسائلا ..
" من قله الغرف بالقصر نايم
الفصل الرابع والخامس هنا 👇
بداية الروايه من هنا 👇👇
تعليقات
إرسال تعليق