القائمة الرئيسية

الصفحات

حكايتي_مع_الأسد أولاد_الجوهرى2 الفصل الرابع والخامس الحوريه_فاطمة_محمد كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات



حكايتي_مع_الأسد

أولاد_الجوهرى2

الفصل الرابع والخامس

الحوريه_فاطمة_محمد

________

سبحان الله 

الله اكبر

الحمد لله 

لا اله الا الله 

_______ 


                      


بحديقه القصر .

كان مستلقى على ظهره بحديقه القصر يتأمل نور القمر الذى يملأ المكان ، وينير عتمه الليل ، الذى أثار سوالا فى نفسه .. أيمكن لشخص ما أن ينير عتمه شخص آخر .. أيمكن لشخص أن يمنح شخصا آخر بما يحتاج إليه من أمل .. من نظره تفائل .. ظلت هذا الاسئله تترد فى ذهنه إلى أن قطع تفكيره متسائلا ..

" من قله الغرف بالقصر نايم هنا ؟؟ .." 


                      


لم يعيره اى انتباه ، وكانه لم يستمع إليه من الأساس بل ظل ينظر إلى السماء دون تحدث معه أو حتى النظر إليه .. 


                      


جلس بجانبه على أرض الحديقه .. وتحدث بهدوء متسائلا ...

" ممكن اعرف حضرتك هتفضل مقموص زي الاطفال كده لغايه امتى ؟؟.." 


                      


لم يعيره أي اهتمام بل ظل على وضعه ينظر الى السماء تنهد أسد وتمدد بجانبه أرضا واضعا ذراعه تحت رأسه ..ثم تحدث قائلا بهدوء ..

انت بجد زعلان منى يافهد ؟ يعنى انت شاكك ان ممكن أذى اختك ؟.."

صمت اخرجهم منه صوت فهد قائلا بصوت مخنوق ..

"انا عمري ما شكيت ليل يا أسد لان انا واثق فيك اكثر من نفسي ... بس لما تقبل تتجوز تمارا وانت عارف انها مش موافقه دا اللى انا مش قادر اقتنع بيه يعني على الرغم من ان عيون كانت غلطانه في انها تنهي علاقتها معايا الا لما اسيب شغلی ، محدش فيكم وافق أن يجبرها على الجواز منی ، ايه اللي اختلف دلوقتى ؟ ليه تمارا تتجوز وهي مجبوره ؟ وبلاش تقولى عشان خاطر جدك لان أنا واثق انك لا يمكن تعمل حاجه أنت رافضها . والأسواء انك تضغط على جرحها بكل قسوة وكانك واحد تاني .."

اغمض اسد عينيه بقوه يحاول السيطره على صراعاته الداخليه ابن عمه محق بكل كلمه ولكن هو نفسه عاجز عن الاجابه التى يطالبه بها , الى الان يتردد في ذهنه ذلك السؤال ، لماذا انصاع لكلام جده وتزوج من تمارا رغما عنها ؟ لن يتعرف بداخله إلى الآن انه يگن لها بعض المشاعر ، ربما لأنه لن يستطيع تحديد تلك المشاعر أو انه ينكره من الأساس ... 

اخيرا خرج صوته هادئا ..

" انت معاك حق فى كل كلامك ، بس فى فرق كبير بين تمارا وعيون .." 

اعتدل فهد فى جلسته متسائلا بحده ..

" يعنى ايه ؟؟ .. زي ماعيون اختك تمارا اختى .. ولو قصدك أن هى كبرت بعيد عننا فدا مش هيغير فى الأمر شئ ، ولا هيقلل من تمارا ويخليها أقل من عيون أو أى بنت هنا .."

اعتدل هو الآخر وصاح فيه بحده ..

" اول مره تبقى غبى واعمى عن كلامى .. انا لما قولت أن تمارا غير عيون مش بقلل من تمارا ، لأنها ببساطه مراتى دلوقتى ولو قللت منها يبقى بقلل من نفسى دا اولا .... ثانيا .. أنا وافقت اتجوز تمارا رغما عنها لأنها موقفه حياتها على ارتباط قديم و فاشل ، وانا كان هدفى أنها تبدأ حياه جديده ، تتخلص من عنادها وتمردها اللى الحياه خلتها استاذه فيهم .." 

توقف عن الحديث عندما شعر بضيق يكاد يطبق على صدره ، أخذ نفسا عميقا ثم استكمل حديثه بهدوء عكس ما بداخله ...

" لو سألت ليه عملت كده او حتي ليه عايزها تخرج من اللى هى فيه هقولك أنا نفسي معنديش اجابه ، حاولت كتير الاقى الاجابه لكن فشلت ... مش قادر احدد حقيقه مشاعرى تجه تمارا ولكن اللى عايزك تتاكد منه مليون فى الميه هو أن عمري ما اظلم تمارا أو أذيها أو اضرها ..." 

ربت على كتفه بهدوء قائلا ..

" أنا قولتلك قبل اى حاجه أن أنا واثق فيك اكتر من نفسى ، لكن كنت حابب اسمع منك أسبابك .. و نصيحه منى بلاش تنكر مشاعرك وتتهرب منها ، لان لو انت مش معترف بيها عمرك ما هتقدر تخليها تنسى وتبدأ معاك من جديد .. صدقنى انتو الاتنين محتاجين بعض وللأسف انتو الاتنين بتكابروا .." 

اخد نفسا عميقا وأخرجه بهدوء لعله يرتاح قليلا .. وأخير تحدث قائلا ...

" هحاول يافهد وان شاء الله خير .." 

فهد بابتسامه ..

" بأمر الله كل الامور هتبقى بخير .." 

بادله الابتسامه قائلا ..

"يارب .." 

فهد بهدوء ...

" اتكلم مع تمارا وبلاش تخليها بعيد كتير .." 

رفع حاجبيه متسائلا بابتسامه ماكره ..

" مش دا كان طلبك أن أما ابعد ؟ .." 

فهد ضاحكا ..

" بلاش قلبك يبقى اسود كنت مضايق وكنت زعلان على تمارا .. لكن الصح انكم تبقوا فى مكان واحد .." .

أسد بابتسامه  ...

" هخليها عليا وهتكلم معها دلوقتى وهخليها ترجع الجناح .." 

فهد محذرا ..

" بالعقل يا أسد ، تمارا مش بتيجى بالعند ولا الأمر .." 

اوما له قائلا ...

" سيبها على ربنا ، والنهارده اختك هترجع الجناح وهى موافقه تعمل كده .." 

ربت على كتفه قائلا ..

" وانا واثق انك تقدر على دا .." 

_____________

بغرفة تمارا ..

عادت مكه مره اخرى ومعها عيون بعد الحاح شديد ، طرقت على الباب ثم فتحته ودلفت ومن وراءها عيون وأغلقت الباب خلفها ..

سلمى متسائله بضيق ...

" ايه يابنتي كل التاخير دا ؟؟.." 

جلست مقابل تمارا وبجانب جنه وسلمى بنهايه الفراش، قائله ...

" الاستاذه كانت رافضه تيجى معايا ..." 

وجلست عيون بمنتصف الفراش بملامح يكسوها الحزن ..

أشارت لها لتجلس بجابنها مستنده لظهر الفراش ، انصاعت لها وجلست بجانبها لتصبح تمارا بالمنتصف بين عيون وتاج ..

مالت تمارا وهمست بجانب أذنها بصوت هادى ..

" هعرف أنتِ زعلانه ليه بس مش دلوقتى .." 

لم تكن اجابتها سوى ابتسامه باهته جاهدت لرسمها على شفتيها ..

مكه بحماس ...

" يلا نبدا .." 

تمارا ..

" نقول من تانى هنعمل ايه عشان خاطر عيون .... كل واحده مننا هتختار واحده وتسالها السؤال اللى يعجبها واللى أتوجه ليها سؤال تجاوب وبكل صراحه .. تمام ؟.." 

اوما لها الجميع ...

تاج بهدوء ..

" بس بلاش اسئله رخمه .." 

مكه بابتسامه ماكره ..

" عيونى ، بس كده .." 

ضحك الجميع على طريقتها فى الحديث ..

تاج بقلق ..

" مش مرتحالك يا مكه .." 

مكه بصوت قوي وهى تقلد صوت ابطال مسلسل ريا وسكينه ..

" ليه يا شابه داحنا هنريحوكى .." 

انفجر الجميع ضاحكا مره اخرى بما فيهم تاج التى لم تعرف الابتسامه طريق ثغرها منذ وفاه والدتها ..

تمارا بحده زائفه ..

" كفايه يا ريا خلينا نبدأ .." 

جنه ..

" أنا هسأل مكه فى الاول .." 

هزت تمارا رأسها بالموافقه  ..

جنه متسائله وهى تنظر إلى مكه ..

" أنتِ فعلا هتتطلقى من حمزه لما تكملى الواحد وعشرين ؟.." 

زفرت نفسا هادرا قائله بهدوء  ...

" أنا عمرى ما حبيت ولا هحب حد غير حمزه .... بس اللى حصل منه خلانى افكر واعيد نظر فى حاجات كتير اوي .. يعنى حاتم الصياد لو عمل اى حاجه فى اى وقت حياتى تتحول لجحيم ؟؟ .. كل غلطه من الناس دى هتيجى على دماغى ؟ ... لو دا اللى هيحصل يبقى بلاها وخليه ابن خالى وبس .... أنا بقى بفكر فى الطلاق فعلا ولا لا فالاجابه لا ، أنا بس عايزه يتغير ويغير طريقه تفكيره وحكمه على الأمور .." 

تمارا بابتسامه ..

" هو دا الصح .."

صاحت سلمى قائله ..

" أسأل أنا عيون .." 

عيون بهدوء ..

"أسألى .." 

سلمى ...

" أيه رائيك فى ابيه فهد بما أنه اطيب واحد فى القصر ؟؟ .." 

صفنت عيون فى معشوقها قائله ..

" فهد دا اطيب راجل ممكن أقابله فى حياتى ... وللأسف طيبته مخليه تعبان .. حنين على الكل حتى لو اللى حواليه قاسين .. بيحاول بكل الطرق يرضى الكل على حساب نفسه وتقريبا مفيش حد بيحاول يرضيه ، دائما بيفكر بغيره ونفسه دى اخر حاجه ممكن يفكر فيها ... بيحب من قلبه بجد ولا يمكن يجرح أو يفرط فى الناس اللى بيحبهم ... مثال للاخ الطيب والزوج المحب والابن المطيع ، من الاخر راجل تتمناه اى بنت ... اما بقى هو ايه بالنسبه ليا هو حب عمرى ، هو الشخص اللى اتمنى من قلبى أن اشوفه قبل ما اغمض عينى لاخر مره ، هو اللى قلبى بيدق عشانه ولو بطل يدق يبقى فارق الحياه هو اللى نظره الحب فى عينيه تخليكِ ملكه ..." 

أخرجها من شرودها تصفيق الجميع بقوه ، أما هى فرت دمع هاربه من عينيها ...

غمرت لها تمارا قائله ..

" كل دا لفهد ؟؟ .. دا طنط اللى يرحمها دعياله من قلبها .." 

تحدثت عيون بصوت مبحوح ..

" وكل اللى أنا قولته دا قليل عليه .." 

تاج بابتسامه ...

" ربنا يسعدكم ويخليكم لبعض .." 

ردد الجميع بدعاء ...

" يارب .." 

تمارا بابتسامه ..

" أنا بقى هسأل تاج ، وعايزه منك اجابه صريحه من غير زعل .."

أومات لها تاج قائله ...

" اتفضلى .." 

تمارا متسائله ...

" ممكن اعرف ليه مش عايزه تعطى فرصه لليث ؟ .. على الرغم انك متأكده من جواكِ أن ليث شخص مناسب جدا وبيحبك جدا .." 

اجابتها تاج بابتسامه باهته ...

" أنتِ معاكِ حق ، ليث اى بنت تتمناه وهو شخص مناسب جدا بس مش ليا انا ... أنا ظروفى متلغبطه على الاخر ، اهلى كل همهم الفلوس وبس .." 

اخذت نفسا عميقا ، قائله والدموع تتلألأ بمقلتيها تأبى السكون ...

" أنا هنا بقالى اكتر من شهر حد حاول يسأل عليا ؟؟ .. الاجابه طبعا لا ولا حد هيسال الا لما يحتاجوا امضتى عشان أتنازل عن ورثى .." 

انسابت الدموع بغزاره على وجنتيها ...

" حتى والده ليث رافضانى من قبل حتى ما تعرفنى ، مش بتضيع اي فرصه عشان تفكرنى انى أن حاجه وانتم حاجه تانيه وأن أنا لا يمكن اكون مناسبه لابنها .. " 

أزاحت دموعها بكفها كالاطفال قائله بصوت متحشرج بالبكاء ..

"أنا مش بلوم عليها دا حقها ، هى ام ومحتاجه تفرح بابنها ... وانا لازم افكر بالمناسب ليا .." 

ربت على ظهرها تمارا قائله بحنو ..

" أنتِ مش اقل من اى حد هنا ، أنتِ على راسنا كلنا بأدابك واخلاقك .... " 

اجابتها بخفوت ..

" شكرا .." 

بينما اطرقت جنه رأسها قائله بخجل شديد من تصرفات والدتها المخجله ...

" انا اسفه جدا يا تاج .." 

تاج بابتسامه حزين للغايه ...

" أنتِ مالكيش ذنب ولا مامتك كمان ، أنا كنت بس بعرفكم اسبابى .." 

تمارا بمرح ...

" يلا نغير الكلام و تاج واحده مننا مش محتاجه كلام .." 

الجميع بصوت واحد ..

" طبعا مننا .." 

عيون بابتسامه ...

" أنا أسأل جنه .." 

جنه بهدوء ..

" ربنا يستر .." 

ضحك الجميع ..

عيون متسائله ...

" أمتى عرفتى انك بتحبى مهاب ؟؟ .." 

جنه بتنهيده ..

" مش هضحك عليكو ..وانا الاول كنت معجبه جدا بابن خالى ، بس كان مجرد اعجاب ، بس هو ماكنش معايا ابدا ، وبعدين كان ليه كام تصرف مع اللى حواليا اكدلى أن هو لا يمكن يكون الراجل اللى أنا عايزه ارتبط بيه ... بعدها بفتره لاقيت مهاب مهتم بيا جدا ، نظرات عينيه كانت واضحه للكل الا انا هههههه ، وبعدها البنات قالولى ومن وقتها اخدت بالى و حسيت أن هو دا الراجل اللى هكمل حياتى معه ، جدع وطيب و بيحب الهزار ، واهم حاجه أن بيحبنى ..." 

مكه بمرح ...

" ياسيدى يا سيدى ..." 

تاج بخجل ..

" ممكن أسألك يا تمارا .." 

تمارا ضاحكه ...

" والله أنتِ المؤدبه اللى فينا ، بتسالى وأنتِ مكسوفه .." 

ضحك الجميع ..

تمارا بهدوء ..

" طبعا ممكن ..." 

تاج بتردد ...

" شايفه حياتك ازاى مع أسد ؟ .." 

اخذت نفسا عميقا وزادت من انطباق جفنيها ، محاوله منها أن تستجمع الكلام ... أما الجميع ظل مترقبا اجابتها ...

فتحت عينيها مره اخرى قائله بهدوء ..

" صدقيني أنا نفسى مش عارفه ... دائما الحياه بتجبرنى على حاجات أنا مش عايزها ، والحاجه الوحيده اللى كانت اختيارى خذلاتنى فيها .." 

مكه باندفاع كعادتها ..

"لسه بتفكرى فيها ؟.."

صاحت سلمى بحده ..

"مكه ..." 

تمارا بهدوء ..

" عادى ياسلمى خليها تسأل .." ثم نظرات إلى مكه قائله بهدوء عاصف يفتك بها من الداخل ...

" عارفه يا مكه أنا دلوقتى بالظبط زى اللى فاقد الاحساس حتى بنفسه ، ببساطه أنا اتخليت عن حياتى بسهوله فمن السهل جدا اتخلى عن اللى واجعنى وجرحنى ... اقولك حاجه كمان أنا حتى نفسى مش حبها يبقى من المستحيل احب اى حد .." 

عيون متسائله بحزن ..

" حتى ابيه أسد ؟.." 

تمارا بتنهيده طويله ...

" والله يا عيون أنا معنديش مشكله مع أسد نفسه ، أنا مشكلتى مع طريقته ، مشكلتى مع الارتباط اللى اتفرض عليا .. فهمتى ؟؟ .." 


                                  


              

                    


قطع حديثهم طرق على باب الغرفه ثم انفتح الباب و ما أن اتضح لهم من الطارق ، صفقت مكه بقوه واردفت ... 

" تعالى يا أبيه لسه كنا بتجيب فى سيرتك .." 

لكزتها سلمى بقوه ألمتها ، واردفت بتاؤه ..

" آاااه .. ليه كده ياسلمى .." 

لم تجيبها سلمى بل نظر إليها الجميع بحده كادت أن تحرقها .. 

بينما شعرت تمارا بألم بمجرد ما علمت أنه من دلف إلى الغرفه .. تلقائيا تحركت يدها اليمنى لتتحسس جرحها ، فالألم الذي تسبب لها فيه لم يكن هين ، بل جعلها تتلوه من ألالم .. أحست أن قلبها على وشك التوقف وما زاد الأمر سوءًا هو طلبه من البنات أنه يريدها على انفراد ...

اسد بهدوء طاغى ، وكأنه يطلب شيئا مألوف ...

" عايز اتكلم مع تمارا .. ممكن !! .." 


أومأ له جميع الفتيات ..


سلمى بهدوم ..

" طبعا ممكن احنا اصلا كنا هنروح ننام .." 


تمارا باندفاع ونبره خائفه حاولت جاهده أن تتلاشها ...

" انا تعبانه وعايزه انام ، مش عايزه اتكلم .." 


تصرف كما لو كانت رحبت بالحديث معه.. بعدما أغلقت اخر من خرجوا الباب خلفها اتجه إلى الاريكه وجلس عليها باريحيه شديد ...


عقدت ذراعيها أمام صدرها وتحدثت بامتعاض ... 

" افتكر انك بتسمع ، وسمعت أن أنا مش عايزه اتكلم معاك .." 


هز كتفيه بلا مبالاه واردف ببروده المعهود ..

" بس انا عايز اتكلم وأنتِ هتسمعى .." 


ردت عليها بحده شديده ..

" من الواضح أن فهمك قليل ، وانا ماليش طوله بال .." 

أشارت بيدها باتجاه الباب وتحدثت بحده ...

" اتفضل برا عشان تعبانه ومحتاجه ارتاح .." 


مال قليلا للامام مستندا بمرفقيه على ركبتيه ، واردف بنبره هادئه ولكنها مخيفه ،صارمه لا تحتمل النقاش ، وهو ينظر إليها بنظرات تقطر شرا ...

" انا جاى اتكلم معاكِ وأنتِ هتسمعى الكلام والا من غير كلام نهائى اتفضلى على جناحك ومفيش داعى لوجودك فى الاوضه دى ..." 


لوحت بيدها وهى تقول بحده ..

" اطلع برا ، أنا لا هسمع ولا هتحرك من هنا .." 


هب واقفا مما افزعها وجعلها تتراجع للخلف قليلا ، كان باتجاهه إليها ولكن حين راي الذعر يلمع فى عينيها ، تمالك نفسه ومسح على وجهه بقوه حتى تهدأ ثورته الداخليه ، فهو أسد الجوهرى لن يتجرأ شخص ما ذات يوم ويتحدث إليها بتلك الحده والصوت المرتفع .. واخيرا خرج صوته وهو يكز على أسنانه ...

" ياريت تسمعى الكلام بمزاجك بدل ما تسمعيه غصب عنك .." 


أحست بل أيقنت أن عنادها لن ينفعها الان ، فقررت أن تنصاع لها بإرادتها أو كما اوهمت نفسه .. ردت بتأفف ...

" انا سامعه .." 


أشار له على الفراش ، وتكلم بنبره أمر ..

" اقعدى .." 


جلست بمضض وهى تتمتم ولكن بصوت مرتفع ...

" اتنيلت .." 


            


              

                    


عاد للجلوس مره اخرى على الأريكة .. وتحدث متسائلا بهدوء ...

" ايه مشكلتك معايا يا تمارا ؟؟ .." 


برقت عينيها فى دهشه ، وتساءلت فى نفسها أهو احمق ام يتصنع الحماقة ... كيف له أن يتسأل عن مشكلتها معه ، تزوجها رغما عنها ، وتسبب فى ألمها عندما ضغط على جرحها ... ويتسأل عن مشكلتها معه يا لها من حماقه .... 

انتشالها من شرودها صوته ، عندما قال ...

" انا عايز اجابه السؤال ، مش بقولك اسرحى .." 


نظرت إليها نظرات جامده خاليه من المشاعر وتحدثت بسخريه ...

" يعنى عايز تقنعنى انك مش عارف مشكلتى ايه معاك ؟؟ .." 


أسد بهدوء ...

" اجابه سؤالى مش سؤال ..." 


تنهدت بضيق ثم إجابته ...

" مشكلتي معاك أن أنك اتجوزتنى وانت عارف ومتأكد أن أنا مش موافقه ... مشكلتي معاك أن أنا وانت لايمكن نتفق فى يوم من الايام ، لأن ببساطه انت كل حاجه عندك قسوه وزعيق و أوامر ، وانا بقى عمري ماهقبل بكده ولا فى يوم من الايام هبقى الزوجه المطيعه وليك انت بالذات ... واخر حاجه لما ضغط على جرحى فى المستشفى ولا همك اى حاجه غير انك تتطلع غضبك فيا ... " 

اخذت نفسا عميقا و هى تزيد من اطباق جفنيها ..ثم تحدث بصوت ضعيف يبوح بما داخلها من ضعف وانكسار ...

" انا وانت طريقنا مختلف يا أسد ، صعب اوى نتقابل .." 


رد عليها بهدوء ، فحالتها الان لن تسمح بأن يحتد عليها أو يجادلها ...

" بلاش تحكمى قبل ما تدى نفسك فرصه .." 


اجابتها سريعا دون تفكير ..

" وانا مش مستعده اجرب ولا عايزه من الأساس .." 

ثم أكملت متسائله ..

" انا بس عندى ليك سؤال واحد ... ممكن افهم انت ليه اتجوزتنى ؟؟ مع أن انا متاكده مليون فى الميه أن واحد بشخصيتك لا يمكن يقبل يتجوز واحده رافضه ؟؟ .." 


نهض من على الأريكة متجها إليها مما جعلها تقف هى الاخرى ، وتحدث إليها بهدوء عكس ما نشب بداخله من عواصف متسارعه و متصارعه من سؤالها الغير متوقع ....

" الايام كفيله ترد على سؤال ... يلا بقى على الجناح عشان تعبان ومحتاج انام .." 


إجابته بسخريه وهى تشير باتجاه باب الغرفه ..

،" وهو أنا ماسكه فيك .. روح نام وانا مش هتحرك من هنا .." 


اردف متسائلا بهدوء ..

" مش فهد متفق معاكِ انك هترجعى الجناح بعد كام يوم ؟؟ .." 


اجابتها بارتباك ونظرات زائغه ..

" ايوه .. بس مش النهارده .." 


نظر إليها بابتسامه هادئه ...

" مش هتفرق كتير النهارده من بعد كام يوم ، فى النهايه النتيجه واحده ... " 

ثم أكمل حديثه بنبره استشعرت هى مدي صدقها ..

" بلاش تخلى العند يخسرك يا تمارا .. حاولى تنسى اللى فات و ابدى من جديد .. صدقينى العند آخرته هلاك ليكِ قبل اى حد .." 


اطرقت رأسها بضعف ، فهو محق بكل كلمه ...


أردف بهدوء وهو متجه الى باب الغرفه ... 

" انا راجع على جناحى ومستنيكِ .." 


            


              

                    


اجابتها بنبره متحديه فهى لن تترك له فرصه يأمرها بها ..

" انا هاجى بس عشان أنا وعدت فهد ، لكن دا مش هيغير اى كلام قولته قبل كده .." 


خرج من الغرفه غالقا الباب خلفه متجاهلا الرد على حديثها ....

بعدما خرج من الغرفه جلست على فراشها بإهمال تفكر فيما سيحدث بعدما تنتقل الى جناحه ، من الممكن أن يؤثر عليها ويجعله تتخلى عن عنادها و تمردها ؟؟ .. أممكن أن يدق قلبها من جديد ؟؟ وماذا لو حدث وتركها مثلما فعل الاخر .. بالاخير نفضت الأفكار من رأسها وعزمت على أن لا تترك فرصه واحده يشعره بالأمل بل ستصده دائما ولن تمنحه اى فرصه فهى تألمت بما يكفى .. خرجت من غرفتها متجه الى جناحه تقدم قدما و تأخر الأخرى إلى أن وصلت ، طرقت الباب ثم دلفت بهدوء تبحث عنه بعينيها إلى أن وجدته ...

أسد بهدوء وهو يقف أمام المراءه  ..

" نورتى جناحك .." 

تمارا بحده خفيفه ...

" جناحك انت مش انا .." 

أستدار له وكاد أن يرد عليها ولكن تحولت عينيه إلى الأسود القاتم من ملابسها ، اتجه اليها بهدوء ولكن هيئته دبت الرعب فى أوصالها ، مما جعلها ازدردت لعابها بخوف متسائله ..

" فى ايه ؟ .. انت بتقرب ليه كده ؟؟ .." 

اقترب منها أكثر مما جعلها تتراجع إلى أن أصبحت محاصره بينه وبين الحائط .... رعشه سرت فى جسدها ولكن حاولت تتجاهلها متسائله بصوت مرتبك ..

" فى ايه ؟؟ .. وانت ازاي تقف قدامى كده ؟؟ .." 

ابتسم داخله بتسله على خوفها وارتباكها التى تحاول جاهده أن تخفيهم ... 

تسائل بهدوء زائف ...

" انت ازاى تخرجى من اوضتك بالمنظر دا ؟.." هو يشير بيده عليها .. فهى كانت ترتدى بيجامه رمادى بتشيرت قط وبنطال برمودا ..


اجابته بتحدى ..

" انت مالك البس اللى على ..." 

قاطعها بحده ارعبتها ...

" قسما بالله لو ما اتعدلتى فى الكلام أنتِ حره ، وافتكر انك متأكده أن أنا مش بهدد .." 

تمارا بخفوت ..

" أخر مره .." 

رفع يده ليمسح على شعرها مما جعله تغمض عينيها لأنها توقعت أن يصفعها ، ولكن مسد على شعرها واقترب هامسا بجانب أذنها بصوت متقطع متعمدا اربكها ...

" شـ ـط ـو ر ه .. وبلاش تخافِ لأن أنا مش همد ايدى عليكِ ..". 

ابتعد عنها متجها إلى الفراش وعلى شفتيها ابتسامه عريضه بسبب خوفها الشديد و احمرار وجنتيها كحبه الطماطم ...

عندما شعرت بابتعاده عنها فتحت عينيها ببطئ وهى تلهث كما لو كانت تجرى أميال ...

تحدثت بصوت متقطع مرتفع ...

" اياكِ تقرب منى كده تانى ، انت فاهم ؟ .." 

تمدد على الفراش قائلا بتسليه ...

" تعالِ نامى وبكرا نتكلم .." 

دبت بقداميه على الأرض مثل الاطفال ثم اتجهت إلى الفراش وأخذت من عليه وساده وغطاء واتجهت إلى الاريكه والقت بهم عليها وجلست بتذمر ..

اعتدل مستندا على مرفقه متسائلا ..

" أنتِ بتعملى ايه ؟؟.." 

اجابته بتأفف ..

" انت شايف ايه ؟؟.." 

رد عليها قائلا بهدوء ..

" تعالى نامى على السرير .." 

تمارا برفض ..

" لا .." 

تمدد مره اخرى على قائلا بلا مبالاه ..

" براحتك .." 

واطفاء الاباجوره بجانبه ...

صاحت تمارا بهلع مما افزغه بشده ...

" افتح النور .." 

اعتدل سريعا وقام باضاءه الاباجوره مره اخري متسائلا بفزع ...

" فى ايه ؟.." 

تمارا بخفوت ..

" بخاف من الضلمه .." 

أسد باستنكار  ..

" نعــــم .." 

تمارا ..

" ايوه لازم يبقى فى نور خفيف فى الاوضه ، مش عاجبك اروح انام فى اوضتى .." ونهضت من على الأريكة ..

أجابها وهو يكز على أسنانه ..

" خليكِ وانا هخفف الاضاءه .." 

تمددت على الأريكة وابتسامه النصر تعلو وجهها أنها تسببت فى ازعاجه ...

________

بشقه مليكه ..

كانت على وضعه منذ أن رحل أخيها وزوجته صباحا ، تجلس على الفراش مستندا إلى ضهرها مغمضه العينين ودموعها تنسب على وجنتيها دون توقف ، تفكر فى ابنتها وكيف حالها الان ، لن تستطيع الاتصال بها ، ماذا تقول لها ؟ تسألها عن حالها وهى تعلم جيدا ماهو حالها .. تفكر ماذا سيحدث لو كان مصير ابنتها مثل مصيرها .. أهلكها التفكير والبكاء .. رفضت الخروج من الغرفه على الرغم من الحاح أبناء أخيها ..

على الجانب الآخر ..

بالرسيبشن ..

كان يجلس كل من مراد و زين بملامح عابسه ، فهما الاثنان عاجزين عن إخراج عمتهم من حزنها ..

زين متسائلا بعبوس ...

" هنعمل ايه مع عمتو ؟.. هتفضل لوحدها كده ومش عايزه تخرج من اوضتها .." 

أجابها مراد بتنهيده ..

" والله مش عارف يا زين ، عمتو حالتها صعبه اوي اوي .. ومحدش هيقدر يخرجها منها غير تمارا .." 

زين متسائلا بضيق ..

" ودي بقى هنعملها ازاى ؟.." 

قطع حديثهم جرس الباب ..

عقد زين حاجبيه متسائلا ..

" مين اللي جاي دلوقتى ؟.." 

نهض مراد متجها إلى الباب قائلا ..

" هنعرف دلوقتى .." 

فتح الباب وتسمر مكانه من الواقف أمامه ، فهذا اخر شخص متوقع أن ياتى إليهم ...

حسن بهدوء ...

" السلام عليكم .." 

انتبه مراد سريعا قائلا  ...

"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. اتفضل .." 

وافسح له الطريق ليدلف إلى الداخل .. دلف حسن واغلق مراد الباب ، ثم أردف متسائلا بملامح قلقه ...

" تمارا فيها حاجه ؟؟.." 

حسن نافيا ..

" لا يابنى تمارا بخير .. بس انا جاى اتكلم مع مليكه لو ممكن .." 

مراد بابتسامه ..

" طبعا ممكن اتفضل .." 

واتجه به إلى الرسيبشن قائلا بابتسامه هادئه ..

" اتفضل حضرتك وانا هقول لعمتو أن حضرتك هنا .." 

هز رأسه بالموافقه ..

نهض زين من مقعده متسائلا ..

" تمارا فيها حاجه ؟.." 

اجابه مراد قائلا ...

" لا يا زين تمارا بخير .. شوف عمى يشرب ايه وانا هبلغ عمتو .." 

واتجه إلى غرفه عمته ...

زين متسائلا ..

" تشرب ايه حضرتك ؟.." 

حسن بهدوء ..

" ولا حاجه .." 

زين بإصرار ..

"لا طبعا لازم حضرتك تشرب حاجه .." 

حسن بابتسامه ..

" يبقى قهوه مظبوط .." 

زين ..

" حاضر .. عن اذن حضرتك .." 

واتجه سريعا الى المطبخ ..


            


              

                    


على الجانب الآخر ..

دق مراد على باب الغرفه ثم دلف حينما استمع الى اذن الدخول ..

مراد بهدوء ...

" عمتو والد تمارا بره وعايز حضرتك .." 

هبطت من الفراش بخوف شديد متسائله ..

" تمارا فيها حاجه ؟.." 

مراد نافيا ..

" لا ياحبيبتي هو جاى يتكلم مع حضرتك .." 

تنهدت براحه عندما علمت أن ابنتها بخير ، جذبت حاجبها من على الفراش واحكمته على شعرها ثم اتجهت إلى الخارج ومن وراءها مراد ..دلفت إلى الرسيبشن قائلا ..

" السلام عليكم .." 

وقف حسن قائلا ...

" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. عامله ايه يا مليكه ؟.." 

مليكه بهدوء ..

" الحمد لله .." 

حسن متسائلا ..

" بس شكلك بيقول غير كده .." 

فعينيها متورمه وشديده الاحمرار من كثره البكاء ووجهها شاحب ..

اجابته قائله ..

" الحمد لله على كل حال .. اتفضل .." وأشارت له بالجلوس مره اخري ..واتجهت هى إلى أحد المقاعد وجلست عليه ... دلف زين وهو يحمل القهوه ووضعها على الطاوله امام حسن قائلا باحترام ..

" اتفضل .." 

حسن بامتنأن ..

" شكرا .." 

زين ..

" العفو .. تشربى حاجه يا عمتو ؟.." 

مليكه بهدوء ..

" لا ياحبيبتي مش عايزه .." 

مراد بهدوء ..

" بعد اذنكم هتكلم مع زين .." 

مليكه بهدوء ..

" براحتكم ياحبيبي .." 

اتجه الاثنان إلى الشرفه ليفسح لهما المجال للحديث ...

أخذ حسن فنجان القهوه وارتشف منه القليل ثم وضعه على الطاوله مره اخرى ، ثم تنحنح قائلا ...

" طبعا أنا عارف أن أنا متأخر اوى فى الكلام معاكِ ، وكان لازم المقابله تكون قبل كده .." 

مليكه بهدوء ..

" ولا يهمك يا باشمهندس .." 

تحدث قائلا بنبره حزينه نادمه ..

" للاسف مافيش اى كلام يعوضك عن اللى فات ولا يديكى حقك ، بس للاسف أنا فوقت متأخر متأخر اوى ... بس صدقيني كان غصب عنى .." 

مليكه ...

" أنا مقدره يا باشمهندس واكبر تعويض ليا الحمد لله كان من ربنا وهو تمارا بنتى ... لو حابب فعلا تعتذر عن غلطتك معايا ، فاعتذارك هو انك تخلى بالك على بنتى وتحافظ عليها .." 

تسائل فى دهشه ..

" عندك شك فى أن احافظ على بنتى ؟!!..." 

مليكه بصوت مبحوح ..

" لا طبعا بس باكد عليك ، لان تمارا أهم شخص فى حياتى ، بنتى وصاحبتى وحبيبتي وكل حاجه ليا ، ولما وافقت على جوازها من ابن عمها عشان كنت عايزها تبدأ حياه جديد وجدها قالى أن أسد انسب شخص ليها .." 

حسن بتأكيد ..

" وانا باكدلك أن تمارا هتتغير للاحسن ، وهتعيش كل اللى اتحرمت منه .. بس انا النهارده جاى عشانك مش عشان تمارا .." 

اجابته مليكه بجمود ....

" اللى بيجمعنى بيك دلوقتى هو تمارا .. تمارا وبس .." 

حسن بهدوء ...

" حتى لو قولتلك أن أنا عايز اعوضك تن اللى فات .." 

مليكه بجمود ...

" قولت لحضرتك ربنا عوضنى بتمارا وانا مش عايزه اكتر من كده .." 

نهض من مقعده قائلا ...

" بس انا مش هيأس ولينا كلام تانى .." 

وقفت هى الأخرى قائله بهدوء ..

" أنا هطمئن على تمارا وبعدها هسافر فبلاش تتعب نفسك لأن تعبك على الفاضى ..." 

حسن متسائلا بانتباه ...

" مسافره ؟؟ فين و ليه ؟.." 

عقدت ساعديه أمام صدرها قائله بكبرياء ..

" افتكر دي حاجه تخصنى لوحدى .." 

رد عليها قائلا بغضب ..

" براحتك يا مليكه ، وافتكرى أن لينا كلام تانى .." 

وتركها واتجه إلى الخارج سريعا و هو غاضب من طريقته معه ، ولكنها بالاخير محقه ، فما فعله بحقها لن يكون هين ، لذلك سيظل وراءها إلى أن يصلح ما أفسده فى الماضى ...

أما هى فجلست على مقعده مره اخرى ، تفكر فى القادم ...

خرج كل من زين ومراد عندما استمعوا لصوت الباب ...

زين متسائلا ..

" خير يا عمتو ، والد تمارا كان عايز ايه ؟؟.." 

مليكه بهدوء ..

" ماتشغلش بالك يا حبيبي .." 

مراد مغير مجري الحديث قائلا بمرح ..

" ايه يا لوكه مش هناكل ولا ايه ؟؟ .." 

مليكه بابتسامه ..

" لا ياحبيبى هتاكل ، ثوانى واجهزلكم احلى اكل .. بس قبل ما اقوم عايزكم ارجعوا اسكندريه بكرا كل واحد منكم عنده شغله .." 

رفض الاثنان ..

مراد ..

" لا ياعمتو أنا هنبقى مع حضرتك .." 

زين ..

" وانا كمان .." 

مليكه بهدوء ..

" لو بتحبوا عمتكم اسمعوا الكلام .." 

مراد قائلا ..

" خلى زين يرجع عشان مكتبه ، وانا هبقى مع حضرتك كام يوم وبعدين ارجع .." 

مليكه متسائله ...

" قولت ايه يا زين ؟ .." 

زين بابتسامه ..

" موافق بس هرجعلك تانى .." 

مليكه بابتسامه ..

" ربنا يبارك فيكم يا ولاد .. يلا أنا هقوم اجهز الاكل .." ونهضت من مقعدها لتتجه إلى المطبخ ..

الاثنان بصوت واحد ...

" واحنا معاكِ .." 

واتجه الثلاثه إلى المطبخ ...

_____________

بغرفه مهاب ..

كان جالسا على الأريكة يهز قدمه بغضب شديد ، فهو استمع الى حديث زوجته مع أخته وعلم بأنها كانت معجبه بابن خالها ، فهى المره الاولى له أن يعرف ذلك ، كيف لها أن لاتخبره قطع تفكيره عندما دلفت زوجته بابتسامه هادئه ، أغلقت الباب خلفها واتجهت اليه متسائله ..

" حبيبي انت هنا من امتى ؟.." 

كادت أن تجلس بجانبه إلا أنه هب واقفا وقبض على معصمها بقوه متسائلا بغضب ...

" ليه ما قولتليش ؟؟.." 

اجابته بتاوه ...

" اااااه .. اقولك ايه يا مهاب ؟؟ .. ايدى بتوجعنى .." 

ترك يدها بقوه مما جعلها تترنج فى وقفتها ولكنها استندت على الأريكة حتى لا تسقط متسائله وهى تبكى ...

" ممكن افهم فى ايه ؟.." 

رد عليا بصوت أجش قائلا ...

" فى انك كذابه .." 

اندهشت بشده من اتهامه لها وحدته معها ..ولكنها ردت قائله ببكاء ..

" ممكن افهم ليه بتقول كده ؟ .. والله أنا ما عملت حاجه .."

رد بحده شديد ..

" أنا اللي كنت بحب ابن خالى مش كده يا هانم يا محترمه .." 

قال كلمته الاخير بسخريه .. 

نظره عينيه تخبرها أن من أمامها ليس زوجها بل وحش ثائر ، رمش بعينيها محاوله السيطره على ارتباكها ، فآخر ما كنت تتوقعه أن يستمع إلى حديثها مع البنات ... تحدثت اخير بنبره حاولت أن تكون هادئه ...

" أنا مقولتش أن أنا بحبه ، أنا قولت كنت معجبه بيه وفى فرق بين الاتنين ..."

ضرب الحائط بقبض يده بقوه حتى لا يفعل ما يندم عليه ..واردف بغضب شديد ..

" ياريت مالكيش علاقه بيا نهائي الفتره دى وإلا قسما بالله ما حد هيندم غيرك ...

وخرج سريعا من الغرفه وهو غاضب بشده صافعا الباب خلفه بقوه افزعتها ... أما هى جلست تبكى بقوه ، فالبتاكيد هذا ليس زوجها انما شخصا آخر لا تعرفه ...


بكده انتهى الفصل ...

دمتم فى حفظ الرحمن ..

عايزه رائيكم ....

_____________


🌺#البرنسيسه_وفاء_ملكه_الروايات🌺

حكايتي مع الاسد 

( اولاد الجوهري2)

 الفصل الخامس

 

________

سبحان الله

الحمد.لله 

________

اتجهت عيون إلى جناحها فتحت الباب ودلفت بهدوء  وقع نظرها على زوجها وهو مستلقى بظهره على الفراش وبعدما دلفت استلقى على جانبه الأيسر موليها ظهره .. تنهدت بحزن ، تعلم أنها أخطأت ولكن ماحدث جعلها عاجزه على التفكير ، تعلمه جيدا وتعرف كيف يفكر ولكن محاوله انتحار أخته شتت تفكيرها مما جعلها تتصرف دون تفكير ، وها هو يعاقبه على عدم ثقته به ... 

اتجهت إلى الفراش وجلست بجانبه بهدوء ووضعت يدها على كتفه قائله بهدوء ...

" فهد .. " 

لم يجيبها ..

هتفت مره اخرى باسمه ..

" فهد .. عشان خاطرى أنا اسفه ، اتكلم معايا قول اى حاجه بس بلاش تسكت .." 

أزاح يدها برفق من على كتفه قائلا وهو مغمض العينين ...

" مش عايز اتكلم ياعيون .." 

رد بصوت مخنوق بالبكاء قائله ..

" عشان خاطرى يافهد ، والله أنا معترفه أن أنا غلطانه بس عشان خاطرى اتكلم زعق قول اى حاجه بس بلاش تسكت .." 

اعتدل فى جلسته مستند على ظهر الفراش ، وتحدث بهدوء متسائلا ...

" ممكن اعرف أنتِ بتبكى ليه ؟؟ .. أنا ما عملتش ولا قولت اى حاجه .." 

اجابته ببكاء ..

" المشكله انك ساكت ومش بتتكلم .." 

رفع حاجبيه متسائلا ..

" يعنى لو اتخانقت معاكِ و زعلتك بالكلام هيبقى حلو ؟.." 

أزاحت دموعها بكفها قائله ..

" اعمل كده وبعدها نتكلم مع بعض وبلاش تخاصمنى .." 

ابتسم بداخله على طفولتها ، تريد العقاب كى ينتهى الخصام .. جذبها إلى احضانه قائلا بتسليه ...

" اعقبك بمزاجى طبعا .."

ازداد خفقان قلبها واحمرت وجنتيها من شده الخجل فهى اول مره تكون قريبه منه لهذا الحد ، حاولت أن تبتعد ولكن كان يحتضنها بقوه ...

أردف ضاحكا ...

" بتعملى ايه ؟؟.." 

اجابته بصوت مبحوح ..

" ابعد يافهد .." 

زاد من احتضانها قائلا بنفى ..

" لا مش هبعد وخصوصا بعد ما قلبتى على فراوله كده .." 

دفنت رأسها فى صدره متسائله بخجل شديد متسائله ....

" مش زعلان ؟؟.." 

قهقه بشده مما أثار حنقها ، ابتعدت عنه متسائله بعبوس ..

" ممكن افهم بتضحك على ايه ؟.." 

أجابها بصوت متقطع من الضحك ...

" واخدك فى حضنى يبقى اكيد مش زعلان مش محتاجه ذكاء .." 

زمت شفتيها بغضب مما جعله يضحك عليها مره اخري ويجذبها لاحضانه مره اخري قائلا ..

" حقك عليا متزعليش وبلاش الحركه دى تانى .." 

ردت عليه بتحدى قائله وهى تضربه بكف يدها الصغير على صدره ..

" مالكش دعوه .." 

رفع إحدى حاجبيه متسائلا ..

" أنتِ قد الكلام دا ؟؟ .." 

شددت من احتضانه قائله بمرح ..

"طبعا قده أنا مرات فهد الجوهرى .." 

قبل رأسها قائلا بحب ..

" انتِ مش بس مراته أنتِ حبيبته وكل حياته .." 

ثم اكمل متسائلا ...

" مستعده تبدأ حياتك معايا ؟.." 

هزت راسها بخجل شديد ..

__________

فى فيلا السيوفى ..

كان يجلس بغرفته مستند لضهر الفراش ، يملأ الغرفه دخان السجائر الخاص به ، وامامه الكثر من أعقاب السجائر داخل المطفأه وخارجها ... نمت لحيته ، وعنينه حمراء بشده كأنها دماء وتحت عينيه هالات سوداء ، من يرآه يظنه قابع بتلك الغرفه لأسابيع وليس عده ايام ، فمنذ أن علم بزوج حبيبته أو كما يزعم ، فمن يحب لن يخذل ،لن يترك من يحبه يتألم دون أن يلتفت إليه مهما كانت الظروف ، من يحب حقا يحارب كل الظروف كى يحصل على حبه ..

انفتح الباب ودلفت والدته التى اخذت تسعل بقوه وتلوح بيدها بسبب الدخان ، من يدخلها يكاد يختنق من الرائحه السيئه ، اتجهت سريعا الي النافذه وازحت السائر يمينا ويسارا وفتحت النافذه على مصرعيها كى تجدد هواء الغرفه ثم اتجهت إلى ابنها الجالس على الفراش ولم يعيرها اى اهتمام أو ربما لن ينتبه لوجودها من الأساس ...

صاحت بغضب شديد قائله ...

" ممكن افهم ايه اللي انت بتعمله فى نفسك دا ؟.." 

لم يجيبها مما جعلها تتحدث بعصبيه شديد قائله ..

" يابنى حرام عليك ، خلاص البنت اتجوزت وشافت حياتها شوف انت كمان حياتك ..." 

ألقى السيجاره من يده ارضا واخيرا رد عليها قائلا بصراخ ..

" تمارا مش هتكون لحد غيرى حتى لو اتجوزت ، تمارا ليا انا وبس وهعمل كل اللي اقدر عليه عشان تبقى ليا ، ليا انا وبس حتى لو اضطريت اقتل أسد .." 

وقعت كلماته الاخيره كالصاعقه على أذنها ، حقا ابنها أصيب بالجنون ، أمسكت بكتفيه تهزه بقوه شديده كى يفيق من ما هو عليه قائله بحده ...

" هتقتل يا آسر ، هتغضب ربنا عشان الهبل اللى فى دماغك ؟؟ ... انت السبب أنها تبعد عنك بلاش تلوم غيرك على غلطتك .." 

دفن راسه داخل أحضانها ولف ذراعيه حول خصرها بقوه يبكى بقوه كطفل صغير ، أدمعت عينيها لبكاءه الشديد ، فكان يبكى بانهيار شديد ، احتضنته بذراعيها  وأخذت تمسد على ظهرها بحنان ام قائله بهدوء ...

" استغفر ربنا يا بني ولو تمارا نصيبك هتبقي ليك ولو بعد ميه سنه .." 

ثم أكملت بنبره راجيه ..

" بس بلاش يابني توجع قلبي عليك ، انت اتحرمت من ضناك بلاش تحرمني منك .." 

اجابه بخفوت وتعب شديد واضح فى نبرته ..

" حاضر .." 

أبعدته عنها قائله ..

" قومى يابنى خد حمام دافئ واحلق دقنك ، وصلى يابني وادعى ربنا يريح قلبك .." 

هز رأسه بضعف ..

تركته واتجهت إلى المرحاض قائله بابتسامه حزينه ..

" وانا هجهزلك الحمام بنفسى ..". 

دلفت إلى المرحاض ، ملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ ووضعت به سائل الاستحمام برائحه الياسمين المنعشه فهو يحب تلك العطر وبشده وبعدها خرجت إليه مره اخري لتجده مسلقى على الفراش بضعف شديد لم تراه بتلك الحاله منذ وفاه ابنته الراحله " تمارا " نعم كانت تمارا ، اتجهت إليه وجلست بجانبه قائله بحنو ..

" قومى ياحبيبي الحمام جاهز ، وكمان هنزل اخلى "مايا" تجهزلك الاكل اللى بتحبه .." 

أجابها نافيا وهو مازال على وضعه ..

" لا يا أمى مش عايز اى حاجه .." 

ردت عليه بإصرار قائله ..

" لا هتقوم وهتاكل وهترجع ابنى اللى كله نشاط .." 

نهض من على الفراش قائلا بيأس  وهو متجه الى المرحاض ..

" كان يا أمى .. كان .." 

ودلف إلى المرحاض بخطوات مترنجه يجر قدميه بتثاقل وكان حياته توقفت ولن تعود ابدا ...

أما هى رددت داخله بدعاء ..

"يارب يابني يصلح حالك وتفوق من اللى انت فيه .." 

نهضت من على الفراش متجه إلى أسفل لتخبر مايا (فتاه تهتم بشؤون الفيلا وإعداد الطعام ) بإعداد طعامه المفضل وهو نجرسكو واسكلوب بانيه ..

على الجانب الآخر ..

أخذ آسر حماما دافئا وتخلص من ذقنه الكبير نوعا ما ، ثم خرج وارتدي تيشرت من اللون الأزرق وبنطال جينز من اللون الاسود واتجه إلى أسفل كى تطمئن والدته فهى مريض و لايجب أن تقلق أو تحزن حتى لا تسوء حالتها الصحيه .. ولكن من هبط لم يكن آسر القديم بل شخص آخر لن يفكر فى اى شىء سوي كيف له أن يحصل على تمارا حتى وإن كان بالإكراه أو القتل أو أي شىء ولكن كل ما يهمه هو الحصول عليها ...

ولكن هل هذا حب ام رغبه فى التملك ...

_________

فى مستشفى الجوهرى .

تحديد بغرفه امجد تحديدا .. 

كان الجميع ملتف حول فراشه للاطمنئان عليه ، فهو بالنسبه لوالد نوح ليس مجرد صديق بل أخيه المقرب ، فوالد نوح ليس لديه اخوات و والد زينه لن يختلف حاله كثيرا فهو لديه اخين ولكن لم يهتم اي منهم بأمره ، فهو مكث بالمشفى مايقرب من الشهرين ولن سأل عنه أحدهم ، فوالد نوح بالنسبه له الصديق الوفي والاخ الحنون ....

عبد الحميد بابتسامه واسعه ..

" الف حمدالله على سلامتك يا اخويا ، والله غيابك كان فارق معايا جدا .." 

اجابه أمجد بابتسامه صادقه ..

" ربنا مايحرمنى منك يا عبدو ، ربنا يعلم والله انك معزتك عندى اكتر من اخواتى  .." 

زينه بعبوس ..

" بلاش يا بابا السيره دي دلوقتى .." 

سمر بهدوء ...

" خلى والدك على راحته يابنتي .." 

ردت عليها زينه قائله بحزن ..

" ياماما بيتعب لم بيفكر فى اخواته ، وللأسف هما اخواته بالاسم بس ، يعنى بابا فى المستشفى من أمتي ؟؟.. حد سأل عليه ولا حس بغيابه حتى ؟.." 

أمجد بعتاب وهو ينظر إلى ابنته ..

" يابنتي اتكلمنا فى الموضوع دا قد ايه ؟.. وكام مره قولتلك هما اعمامك سوء قبلتى أو لا .."

عبد الحميد مغيرا دفه الحديث ، فهو يعلم أن صديقه لن يغير تفكيره فهو لن يقبل أن تتحدث عنهم ابنته بطريقه سيئه ،وهى لن تستطيع أن تصمت حينما تاتى سيرتهم ..

" قومى يا نوح هاتلى قهوه وهات لعمك و والدتك عصير من الكافتيريا وخد مراتك معاك .." 

نهض نوح من مقعده قائلا بهدوء ..

" حاضر يابابا بس انا هروح لوحدى .." 

زينه بعناد ..

" لا أنا هاجى معاك .." 

رمقها بنظرات متوعده مما ارعبتها ولكنها ستحاول معه فهى اخطاءت بحقه صباحا ، وقامت بالاتصال عليه كى تعتذر ولكن لن يجيبها .... اتجه إلى خارج الغرفه وهى خلفه ..

كان يسير بجانبها باتجاههم إلى الكافتيريا ولكن يسير كما لو كان بمفرده .

هتفت زينه قائله بهدوء  ...

" نوح .." 

لن يجيبها بل اكمل سيره عبس وجهها من تجاهله له ولكنه قبضت على ذراعه برفق لتوقفه ، توقف متسائلا بهدوء ..

" خير .." 

إجابته بخفوت وهى تنظر له لترى رد فعله ..

" اسفه .." 

لم يجيبها بل ظل صامتا يحدق بها مما اربكها ..

اردفت برجاء وارتباك ...

" عشان خاطرى رد عليا ، أنا اسفه والله .." 

لم تهتز عضله واحده من وجهه بل ظلت ملامحه جامده لن توحى بأى تعبير وأخيرا خرج صوته قائلا بجمود ..

" وانا مش قابل اسفك ولا عايز اتكلم اساسا .." 

ترقرقت الدموع بمقلتيها قائله بصوت مخنوق بالدمع ... 

" حتى لو قولتلك اخر مره .." 

أجابها بصوت أجش قائلا ..

" لا يا زينه مش هتكون اخر مره لأنها مش اول مره .." 

كور قبضه يده وضرب الحائط من خلفها مما جعلها تغمض عينيها بخوف شديد ، متسائلا بحده ولكن بصوت هادئ ..

" عايز افهم ليه بنكون تمام وقدام عمى كل حاجه بتتغير ، طريقه كلامك ، اسلوبك معايا ، وانك تردي عليا ، بتستغلى احترامى لوالدك ويتبقى واحده تانيه .." 

رمشت بعينيها عده مرات كى تستوعب ما قاله للتو ، أهذا ما وصل به إليه تفكيره ؟ ... تسلل إلى أفكاره سؤاله ساخرا ...

" مش لاقيه كلام ؟ ولا بتدوري على كلام تقوليه ؟.." 

هزت راسها بنفى قائله ...

" والله انت فاهم غلط ، أنا عمري ما فكرت اقلل منك او اعصى كلامك قدام بابا .." 

رد بجمود قائلا ..

" كلامك دلوقتى مالوش اى اهميه عندى ، عمى هيخرج بكرا بأمر الله على شقتنا وياريت نتعامل قدامه طبيعي عشان صحته .." 

تحدثت متسائله سريعا وهى تخشى إجابته ..

" ومن وراءه ؟..." 

أجابها بجمود ..

" مالكيش علاقه بيا نهائى الا لما تتعلمى تحترمي كلامى بعد كده ، وتحاسبى على كلامك معايا فى وجود أي شخص حتى لو كان والدك أو والدى .." 

ألقى عليها كلمات كالرصاص وتركها تستوعب ما قاله واتجه إلى الكافتيريا أحضر القهوه لوالده وعصير لكل من عمه و والدته ولها واتجه إلى الغرفه مره اخري وجدها تقف كما هى بمنتصف الرواق تبكى بصمت ، توقف أمامها قائلا بهدوء ..

" اغسلى وشك وتعالى وبلاش عمى يشوفك كده .." 

لم ترد عليه بل اتجهت إلى المرحاض لتغسل وجهها من اثر البكاء حتى لا تتدهور صحه والدها ، ثم عادت إليه مره اخرى ودلف الاثنان إلى الغرفه بملامح باهته حزينه ..

___________ 

رحل ظلام الليل لياخد مكانه ضوء النهار واشعه الشمس الساطعة ، فبعد الظلام حتما سيأتى النور ..

فى قصر الجوهري 

تحديدا فى جناح أسد ..

كانت تجلس على الأريكة وبيدها كوب من عصير الفراولة المفضل لديه ترتشف منه بتلذذ وهى تتصفح أحد وسائل التواصل الاجتماعى ، انتهت من كوب العصير ثم وضعته على الطاوله الصغيره بجانب الاريكة .. انفتح الباب بشكل مفاجئ مما افزعها ودلف بملامح غاضبه للغايه لاتبشر بخير على الإطلاق مما جعل الرعب يتسلل إليها هبت واقفه متسائله بصوت جاهدت لخروج من شده خوفها...

" انت ازاي تدخل هنا ؟؟.." 

لن يجيبها بل استدار واغلق الباب من خلفه بالمفتاح ثم وضعه بجيب بنطاله ، ثم خلع سترته وألقى بها ارضا وخلع ساعته والقها هى الاخر ثم أخذ يشمر ساعديه ، مما جعلها تخاف بل تكاد تموت رعبا .. تراجعت للخلف متسائله بحده ...

" انت بتعمل ايه ؟.. " 

لم بجيبها بل اتجه اليها بنظرات تقطر شرا وقبض على شعرها بقوه مما جعلها تصرخ بقوه من قبضته فكاد أن يقتلع شعرها من رأسها ، جذبها وألقى بها على الفراش بقوه كادت أن تكسر ظهرها فصرخت بالم شديد ، تراجعت للخلف برعب شديد ، قلبها يزداد خفقان بل على وشك التوقف ، انقض عليها كالاسد الذي يلتهم فريسته بلا رحمه ولا شفقه .. اخذت تصرخ وتصرخ ....

استيقظ "أسد" بفزع  بسبب صراخها أضاء الغرفه واتجه إليها سريعا لايقاظها فمن المؤكد أنها تري حلما أو بالاحري كابوس .. أخذ يهزها بقوه ويهتف باسمها ..

" تمارا .. تمااارا فوقى .." 

اخيرا فتحت عينيها وهى تصرخ وما أن رأته أمامها صرخت بقوه اكبر وتراجعت للخلف ...

قبض على كف يدها برفق قائلا  بهدوء ..

" ماتخافيش أنتِ كنتى بتحلمى .." 

اجابته بصوت متقطع ..

" أااا ... أنـ ... أنـ...ت .." 

قاطعها بهدوء قائلا ..

" اهدي .. اهدي وبلاش تتكلمى .." 

ثم نهض من جانبه واتجه إلى الكومودينو بجانب الفراش وسكب له ماء من الدورق واتجه إليها مره اخري وجلس بجانبها على الأريكة فهى كبيره بما يكفى ، مد يده له بكوب الماء قائلا ..

" اشربى وقولى اعوذ بالله من الشيطان .." 

مدت يدها وأخذت منه الكوب بيد مرتعشه ، ارتشفت منه قليلا ثم أعادته له مره اخري قائله بخفوت ..

" شكرا .." 

أجابها مازحا على غير عادته قائلا بشبه ابتسامه  بعدما أخذ منها الكوب ...

" فى الغلط لسانك مترين لكن فى الشكر صوتك طالع بالعافيه .." 

ابتسمت رغما عنها فحالتها لن تسمح بالمرح اطلاقا ، ولكن طريقته كانت مضحكه فهى اول مره لها تراه وهو يمزح ...

أردف متسائلا ..

" كنت بتحلمى صح .." 

إجابته بملامح حزينه ونبره هادئه  ..

" دا مش حلم دا كان كابوس وحش اوي .." 

رد عليها متسائلا ..

" اول مره ؟.." 

هزات راسها بالنفى ..

تسائل مره اخري ..

" من امتى ؟ .. وايه هو الكابوس ؟.." 

اطرقت رأسها و إجابته بصوت بالكاد وصل إلى مسامعه ...

" من وقت اللى حصل فى شقتك .." 

اغمض عينيه بقوه وزفر نفسا هادرا لعله يهدأ من الداخل ، فكل مره يتذكر بها تلك الحادثه وكيف كانت حالتها يعتصر قلبه ألما ولكن ليس من أجلها فقط ...

اخيرا تحدث بصوت أجش قائلا ..

" احمدي ربنا أن أنا وصلت فى الوقت المناسب ، واتاكدي أن حقك جالك من الحيوان دا .." 

ردت بهدوء قائله ..

" الحمد لله .." أزاحت الغطاء قائله ..

" ممكن تقوم عشان عايزه اروح لعيون .." 

رفع حاجبيه متسائلا  ..

" عيون دلوقتى ؟.." 

ردت يتذمر ..

" ايوه عيون دلوقتي ، الجرح واجعني اوي وعايزها تشوفه .." وأخذ تمسد على جرحها برفق ..

رد عليها قائلا برفض ..

" لا خليكِ وانا هشوفه .." 

ردت باندفاع قائله ...

" لا .. انا هروح لعيون .." 

نهضت من جانبه متجها إلى المرحاض كى يحضر صندوق الاسعافات الاوليه قائلا ببروده المعتاد ..

" قولت لا .." 

تمتمت بغضب ...

" بااااارد .." 

عاد إليها مره اخري وهو يحمل صندوق الاسعافات الاوليه بيده ، جلس بجانبها واضعا الصندوق أمامه وفتحه ثم جذب يدها برفق قائلا ...

" لمى لسانك عشان مزعلكيش .." 

إجابته بتأفف ..

" أنا عايزه عيون ماطلبتش منك انت .." 

لم يبالي بحديثها ، بل قص الضماد الابيض من يدها ثم مسح على جرحها بقطعه قطن عليها قليل من المطهر مما جعلها تتأوه ...

"ااااه ، بيحرق اوي .." 

رد بهدوء ..

معلش بيحرق عشان مطهر .." 

ثم لف علي الجرح شاش ابيض مره أخرى ثم قام بقص اللاصق الطبي ولفه فوق الشاش الطبى حتى يثبته على الجرح وبعدما انتهى ، وضع كل شىء بالصندوق مره اخري ثم نهض واتجه إلى المرحاض لاعاده صندوق الاسعافات وغسل يديه ، خرج من المرحاض وبين يديه منشفه صغيره يجفف بها يديه من الماء ..

تحدثت تمارا لتشكره على ما فعله معها ...

" شكرا .." 

رد عليها بهدوء قائلا ...

" العفو .. بس ياريت ما تناميش ودراعك تحت راسك ، لان دا اللى وجع ايدك .." 

غرت شفتيها ونظرت إليه ببلاهه ...

تحدث قائلا بابتسامه خفيفه ..

" اقفلي بوقك مش محتاجه كل الاندهاش دا ، شوفتك وانتى نائمه و دراعك تحت راسك .." 

ردت عليه بغيظ قائله ..

" وانت مركز معايا ليه ؟ .." 

ردد بسخريه قائلا ...

" مركز معاكِ .. أنا مش فاضى لشغل العيال دا .." 

ردت عليه بحده ..

" أنا مش عيله .." 

رد عليها بابتسامه فشل فى اخفاءها ..

" انا نازل أجري شويه ، وأنتِ جهزي نفسك والبسى حاجه عدله عشان نفطر كلنا تحت .." 

هزت كتفيها بلا مبالاه قائله ببرود متعمده استفزازه ..

" أما مش عايزه أفطر مع حد ، وبالنسبه ليا انا حره فى لبسى دا مش شغلك .."

تفوهت بحماقه ولن تحسب حساب لرد فعله ، استدار إليها قائلا بغضب وهو يكز على أسنانه ...

" قسما بالله لو سمعت كلمه مش شغلك دى تانى لهزعلك ومش هعمل حساب لاي حاجه ، والنزول مش بمزاجك .." 

ثم هدر بقوه افزعتها ...

"فاااااااااهمه" 

ردت بارتباك ...

" فاهمه .." 

تركها وخرج من الغرفه غالقا الباب خلفه متجها إلى خارجه القصر وهو يرتدي ترنج رياضى أسود كى يمارس رياضته المفضله التى امتنع عنها من فتره ..

أما هى ما أن خرج من الغرفه اخذت تسبه وتمتمت بغيظ قائله بتوعد ...

" بارد وغلس .. ماشى والله لوريك .." 

______ 

بعد ساعه تقريبا كان الجميع بغرفه الطعام حول مائده الفطور  لتناول فطورهم كالمعتاد ، كان منهم من يجلس والفرحه تملأ قلبه وتنير وجه والبعض الآخر حزين ولن يستطيع البوح بما داخله ، كان سعد الجوهري يترأس المائده وعلى يمينه ابنه الكبير "محمد" وبجانبه زوجته التي يجلس بجانبها "أسد "

وعلى يساره ابنه "حسن" وبجانبه تمارا بجانبها حمزه وبجانبه كل من اخواته بجانب زوجتهم ، وباقي العائله حول المائده ... 

تحدث سعد الجوهرى قائلا ...

" صباح الخير ..." 

رد عليه الجميع بهدوء ماعدا تلك العنيده التى تعبث بصحنها دون أن تأكل  ...

" صباح النور .." 

سعد الجوهرى موجه حديثه لتمارا ...

" عامله ايه يا تمارا ؟.." 

إجابته باقتضاب وهى مازالت تنظر بصحنها ..

" الحمد لله .." 

مال حمزه هامسا بأذنها ...

" اتكلمى عدل مع جدك .." 

ردت عليه بخفوت قائله ...

" والله اقوم .." 

توقع الجميع أن سعد الجوهرى معاقبه تمارا ولكن لم يتحدث اطلاقا ..

نظر حسن لابيه بأسف ولكن بادله بابتسامه تعنى انه يقدر حالتها فبادله ابنه بنظره شكر و امتنان ..

تحدث سعد الجوهري قائلا بهدوء ..

" طبعا محدش فيكم قدر يستغل إجازته عشان كده معاكم ثلاث ايام كل واحد ياخد مراته ويسافر المكان اللى يريحه تغيروا جو قبل ماترجعوا الشغل تانى .." 

تحدثت تمارا باندفاع ..

" أنا مش هسافر مع حد ، أنا هروح عند ماما .."

رد أسد قائلا بهدوء ..

" خلى مهاب وفهد يسافروا وانا وتمارا هنقضي اليومين عند والدتها .." 

نظر اليه الجميع باستغراب و أولهم زوجته ، فمنذ متى وهو بتلك الطيبه والهدوء .. 

بينما نظر إليه سعد الجوهرى وحسن بفخر ، فهو صارما وقاسيا بعض الشئ احيانا ولكنه يحسم الأمور بعقله ويعرف الطريق الأمثل لترويض قطته المتمرده ..

ثحدث سعد الجوهري بابتسامه ..

" اللى يريحكم .." 

تحدث ليث قائلا بمرح ..

" هتسافروا فين وانا احجزلكم .." 

رد مهاب بملامح جامده  ..

" أنا مـ ..." 

ولكنه توقف عن الكلام حينما قبضت زوجته على كفه برفق وكأنها تطلب منه إلا يرفض سفرهم .. 

اكمل حديثه قائلا ...

" شوف فهد وعيون واحنا معهم .." 

ردت عيون بابتسامه واسعه ..

" نسافر شرم الشيخ .." 

أكد فهد قائلا ..

" يبقى شرم .." 

انتهى الجميع من تناول الطعام واتجه كل منهما لوجهته ..  

بحثت تمارا عن فهد إلى أن وجدته يجلس بحديقه القصر ويتحدث بهاتفه ، جلست بجانبه الى أن انتهى من اتصاله وبعدما اغلق الخط ..

تحدثت متسائله ..

" هو انت زعلان منى يا فهد ؟ .." 

أجابها بهدوء زائف ..

" لا .." 

ردت متسائله بشك ..

" متأكد ؟.." 

تحدث بهدوء ..

" مش زعلان منك يا تمارا ، زعلان عليكِ .. للاسف كل حاجه عندك عند وتحدي ، وللأسف كده أنتِ بتدمري نفسك بنفسك .." 

ارتسمت ابتسامه زائفه على شفتيها متسائله ...

" وتفتكر انا لسه ما ادمرتش ؟ .." 

أجابها بهدوء ..

" لسه فى ايدك تصلحى اللي فات .." 

تنهدت بقوه قائله ..

" حاسه أن أنا عاجزه عن كل حاجه .. " 

                                             

🌺#البرنسيسه_وفاء_ملكه_الروايات🌺

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇

من هنا


بداية الروايه من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات

التنقل السريع
    close