![]() |
حكايتي_مع_الاسد
اولاد_الجوهري2
الحورية_فاطمة_محمد
الفصل السادس والسابع والثامن
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
_________
صعد أسد سريعا إلى الاعلي ولكنه وجدها جالسه شارده فى سكون الليل ، تتأمل النجوم بصمت ...
أفاقت من شرودها على صوته متسائلا ..
" مانزلتيش مع مالك ليه ؟.."
اجابته دون أن تنظر إليه ..
" انت مالك .."
تحدث بهدوء زائف ..
" اتفضلى قومي عشان ننزل .."
ردت ببرود قائله ..
" تقدر تتفضل أنا مش هنزل دلوقتي .."
تحدث بحده خفيفه ..
" لاخر مره هقولك بهدوء قومي عشان ننزل .."
نهضت قائله بتأفف ..
" هنزل عشان أنا مش بحب الزن وانت ماشاء الله استاذ .."
تجاهل حديثها حتى لايفتك بها ، وهبط الاثنان إلى الاسفل ودلفوا إلى جناحهم .. اتجهت تمارا إلى الأريكة حتى تتمدد عليها ولكن أوقفها صوته الحاد قائلا ...
" تعالى نامى على السرير .."
ردت برفض قائله ..
" لا أنا هنام هنا .."
تحدث بهدوء ولكن بأمر ...
" أنا مش باخد رائيك أنا قولت انك هتنامى على السرير ، وياريت بلاش كلام كتير عشان كلامي هيتنفذ فى الاخر .."
تيقنت أن لافائده من المجادله ولكنها أردت أن تشعل غضبه ، فاتجهت الى الفراش قائله بثبات مصطنع ..
" أنا هنفذ كلامك وهنام على السرير بس تفتكر انك لما تجبرني على حاجه أنا مش عايزها تبقي كده راجل ..."
قالت ذلك وهى مدركه تماما لما قالت ، تريد اشعال غضبه كى يتهور ويخرج عن صوابه ، ولكنه أدرك مبتغاها ولن يجعلها تناله ...
أخذ نفسا عميقا وهو يمسح على وجهه بقوه ثم تحدث بهدوء مخادع ولكن نبرته كانت مخيفه للغايه ...
" لو فاكره أن لسانك الطويل دا هيوصلك للى فى دماغك تبقى غلطانه ولسه متعرفيش مين هو أسد الجوهري .."
ثم اكمل بتحذير ..
" لو لسانك اللى عايز قطعه دا طول تانى ولا حاولتى تختبري غضبى قسما بالله ماحد هيزعل غيرك .. أنا هعدي قله ادبك دلوقتى بس لسببين ، عشان غلاوه عمى عندى دا اولا ، وثانيا لان بكرا لما نروح عند والدتك مش حابب أنها تشوف نتيجه قله ادب بنتها على وشها ، بس خليكِ فاكره أن دا اخر تحذير ليكِ لأن بعد كده هعرفك الرجوله ازاي بس بطريقتى ..."
وتركها واتجه إلى الشرفه سريعا حتى يهدأ ولا يفعل ما لا يحمد عقباه كى يخفف الهوا من النيران المشتعله بداخله ..
أما هى فعندما فشل مخططها جذبت الوساده بعصبيه شديده والقتها ارضا قائله بحده ...
" بااااااارد ..."
جلست على الفراش بإهمال وإرهاق شديد ، تؤنب نفسها على ماقالته له فاخر ماكانت تتوقعه أن يتحدث إليها بهدوء رغم قسوه كلماته ،تساءلت فى نفسها ماذا لو قالت هذا الكلام لآسر بالطبع ستكون العواقب وخيمه ، فهى دائما كانت تحرص على طاعته وعدم مجادلته حتى لا يغضب منها ....
ولكنها تتصرف بدون وعى دون أن تفكر به ، كما هى انانيه حقا ... ولكنها تشعر كأنها غريق يضرب الماء بيده دون فائده ، متخبطه بين أفكارها ، عاجزه أن تختار مايناسبها ، الجميع يريد أن تعطى لنفسها وله فرصه ولكن هى تشعر أنها على حافه حياه جديد لن تعلم ستخذله كما فعلت سابقا أم أنها ستضحك لها اخيرا ، لن تعلم ولكنها مشتته ضائعه بين أفكارها عاجزه عن اتخاذ القرار الصحيح ..
تنهدت بيأس ثم تمددت على الفراش تنظر إلى اللاشيء ..
أما هو كان جالسا على المقعد بالشرفه شاردا فى ظلام الليل الشبيه بحياته ، لاحت ابتسامه ساخره على شفتيه متعجبًا من نفسه ومن هدوءه معها رغم ما قالته ، تسأل متى أصبح بهذا الهدوء ؟؟ .. لم يجرأ اي شخص أن يتحدث إليه كما تفعل هى ومع ذلك يزال محتفظا بهدوءه معها رغم حدتها وتصرفاتها التى تشعل الغضب بداخله ، فلو شخص آخر فعل ولو جزء بسيط مما تفعله لكان فى تعداد الموتى بالتأكيد ، تسأل مجددا ماذا يعني هذا ؟؟ .. حبا ام ماذا ؟؟.. بالتأكيد ليس حبا فهو عاهد قلبه الا يحب مجددا ،ظلت الأفكار تتوالى دون أن يجد اجابه مرضيه لعقله لذلك تخل عن مقعده ودلف إلى الداخل مره اخرى متجاهلها تماما واتجه إلى المرحاض ليأخذ حماما دافئا لعل تفكيره يهدأ .. انتهى من حمامه وارتد البونص الخاص به وخرج من المرحاض متجها إلى غرفه الملابس ، أخذ تشيرت قط من اللون الاسود وسروال قصير من اللون الطوبى وترك شعره دون أن يصففه واتجه إلى الفراش وتمدد على طرفه موليها ظهره ...
تنحنحت تمارا قائلا بخفوت ...
" أسد ..."
رد بسخريه دون أن يلتفت لها متسائلا ..
" فى حاجه نسبتى تقوليها ؟..."
عضت على شفتيها قائله بخفوت ..
" ايوه ... أنا اسفه ..."
اعتدل فى جالسه مستندا على ظهر الفراش يستوعب ما سمعه للتو .. حقا اعتذارت منه !!!
عندما لم تجد منه رد تحدثت بغضب قائله ..
" براحتك أنا عملت اللي عليا .."
وكادت أن تنهض من على الفراش ولكن أوقفها قبضته على معصمها برفق .. سرت رعشه قويه بجسدها حاولت أن تسحب يدها ولكن فشلت فهو شدد من قبضته على معصمها ....
تحدثت بتلعثم قائله ..
" سيب ايدى .."
احس برعشتها ولكن تجاهلها ورد عليها قائلا ..
" اقعدى خلينا نتكلم .."
انصاعت له على غير عادتها دون أن تجادله ...
تحدث أسد متسائلا بهدوء ..
" اعتذارتى ليه ؟؟.."
انكست رأسها واجابته بخفوت قائله ..
" عشان ماكنش ينفع اقولك كده .."
ابتسامه خفيفه زينت ثغره قائلا ..
" افهم من كده انك بداتى تعقلى !!..."
تحدث بغيظ قائله ..
" أنا مش مجنونه عشان اعقل .."
ضحك بقوه عليها قائلا ..
" حقك عليا أنتِ ست العاقلين .."
لم تستمع لما قاله فكانت شارده فى ضحكه فكم يبدو شخصا مختلفا تماما عما تعرفه ، اول مره لها ترى ضحكته ...
أفاقت من شرودها على صوته متسائلا بتسليه...
" هو أنا حلو اوي كده ؟!!! .."
تدركت نفسها سريعا واجابته باندفاع ...
" لا مش الفكره .."
رفع أحدي حاجبيه متسائلا ...
" وايه بقى الفكره ؟؟!!.."
إجابته بتلقائيه ..
" أنا اول مره اشوفك بتضحك ، بصراحه انت على طول مكشر .."
تنهد بحزن متسائلا ..
" فاكره يا تمارا لما اتسألتى ليه لابسه عدسات على الرغم أن عيونك لونها احلي وقتها اجابتك كانت ايه ؟؟.."
إجابته بحزن هى الأخرى ..
"لما تختار الشخص الغلط ، ممكن يكرهك ف احلي مافيك ..."
ابتسم بسخرية قائلا ..
" دا ردي علي كلامك .."
تساءلت بعفويه ..
" لسه بتحبها ؟؟.."
أجابها بسخريه شديده ..
" جدا جدا .."
ثم اكمل متسائلا ليغير مجري الحديث ..
" انتِ عايزه ايه يا تمارا ؟؟.."
غرت شفتيها ونظرت بذهول من سؤاله الغير متوقع ، لن تصدق ان من يتحدث معها هو ذلك القاسى الذي يأمر وينهى فقط ، بالطبع هذا شخصا آخر ..
اعاد سؤاله مره اخرى ولكن بنبره عاليه نوعا ما ..
" عايزه ايه يا تمارا ؟.."
إجابته بتساؤل ..
" هتنفذ اللى هطلبه ؟؟.."
أجابها قائلا ..
" أما أعرف طلبك الاول .."
تحدثت بحذر خوفا من رد فعله ..
" مفيش اى أوامر ، تتصرف معايا على أساس أن احنا اولاد عم وبس ، يعني انا خرج براحتى وادخل براحتى ، اعمل اللي أنا عاوزه ، ...."
لم يتمالك نفسه بل انفجر ضاحكا حتى أدمعت عينيه وأخذ يسعل بقوه ..
تحدثت بغضب قائله ..
" ماكنتش اعرف ان أنا بقول نكت .."
اخيرا تمالك نفسه وتوقف عن الضحك قائلا بسخريه ...
" اتخمدى ياتمارا بدل ما اخليكِ تندمى .."
تحدثت بحده قائله ...
" هو مش انت سالت وانا قولتلك أنا عايزه ايه ، بترجع فى كلامك ليه ؟.."
حاول أن يكون هادئا قدر المستطاع حتى لا يثور عليها ، زفر بهدوء قائلا ..
"اولا .. صوتك مايعلاش وأنتِ بتتكلمى معايا حتى لو كنا لوحدنا لأن أنا دلوقتى سبحان الله هادئ ودا عكس شخصيتى اساسا بس الحمد لله واعتبري أن دا اخر تحذير ليكِ ، ثانيا أنا فعلا سالت لان تصورت انك عاقله وطلبك ممكن يتنفذ ، لكن طلباتك المتخلفه دى لما تتجوزي سوسن مش انا يا استاذه .."
تأففت قائله ..
" أنا مش بتهدد .."
رد بهدوء ولكن بحزم ..
" ومين قالك أن أنا بهدد ، أنا بنفذ ع طول وتقدري تجربي لو حابه أن فعلا اقلب عليكِ .."
تساءلت بضيق قائله ..
" انت كنت كويس ليه قلبت كده ؟؟ .. عموما انا مش عايزه منك ولا من غيرك اى حاجه .."
أجابها بهدوء ..
" انتِ اللى بس اللى فى ايدك تحددى الطريقه والاسلوب اللى اتعامل معاكِ بيه ياتمارا .. وبعدين لما تتكلمى معايا ماتجمعيش معايا اي حد مهما كان مين هو .."
تحدثت بهدوء قائله ..
" وانا موافقه ، خلينا نعمل اتفاق .."
هز رأسه قائلا
" اتفضلى .."
تحدثت بهدوء ..
" بلاش اوامر اتكلم معايا الاول وانا هسمع الكلام بس لما اقتنع بيه الاول ، بلاش زعيق ولا تجبرنى على اى حاجه لان مش بحب الأسلوب دا ، وتخلينى اعمل اللي أنا عايزه لو مش ليه علاقه بيك يعنى مش هيضرك ولا هيقلل منك فى حاجه ..."
رد بابتسامه قائلا ..
" موافق بس بشرط أن أعرف الاول قبل ما تعملى اى حاجه ، انك تحترمى كلمتى لو رفضت ، وبلاش عناد على الفاضى .."
تحدثت بابتسامه واسعه غابت عنها طويلا وهى تمد يدها لتصافحه قائله ..
" اتفقنا .."
مد يده هو الآخر يصافحها قائلا بفرحه لسعادتها ولامعان عينيها الذى يراه لاول مره وهى معه ..
" اتفقنا .."
سحبت يدها بهدوء قائله ..
" من النهارده احنا اصحاب تصبح على خير يا صاحبى .."
ضحك قائلا ..
" والله أنتِ مجنونه وبعدين تصبح على خير فين النهار طلع .."
ردت بمرح قائله ..
" خلاص تصبح على عصر نام بقى عشان أنا عايزه انام .."
تمددت على الفراش سريعا وذهبت فى سبات عميق ...
ظل يتفحصها بتعجب من تحولها المفاجئ ، ولكن ابتسم بداخله على نجاح خطته فهو يعرف جيدا كيف يروض قطته ، متي بتعامل معها بحده ومتى يكون الهدوء والعقل هو الحل الامثل وبالفعل هذا ماحدث اليوم وجعلها كالاطفال تبتسم بسعاده ... بالاخر تمدد بجانبها لحاجته للنوم ...
__________
فى جناح مهاب ..
كانت جنه تقوم بتحضير الحقيبه السفر الخاص بهم وهى شارده تماما فى زوجها وكيف تحول لشخص آخر فمنذ اخر حوار دار بينهم وهو متجاهلها تماما يدلف إلى الغرفه مساءا ويتمدد على الأريكة دون أن ينظر إليها ، تفكر متى سينتهى هذا الخلاف الزائف ، فهو يحاسبها على سراب ، تتساؤل ماذا جنت لكل هذا ؟ فهو يتجنبها تماما ولا يسمح لها بأن تتحدث إليه .. تنهدت بحيره قائله فى نفسها ... " يارب حلها من عندك مش عايز ادخل حد فى الحوار دا .." .. وما أن انتهت من تحضير الحقيبه انفتح الباب ودلف زوجها تمنت أن ينظر إليها أو يتحدث معها حتى ولو كلمه واحده ولكنه فعل كالايام السابقه اتجه إلى الأريكة تمدد عليها متجاهلها ... تنهدت بقنوت من واتجهت اليه بهدوء جثت على ركبتيها أمام الأريكة وهتفت باسمه بهدوء ..
" مهاب .."
أجابها وهو مغمض العينين قائلا ببرود طاغى ..
" تعبان وعايز انام .."
أطبقت جفنيها بقوه قائله برجاء ..
" لو سمحت يامهاب اسمعنى .."
تحدث برفض رغم حزنه بسبب ملامحها الحزينه ولكنه يشعر بغصه داخله من مجرد فكره إعجابها بشخص آخر حتى وإن انتهى الأمر قائلا ...
" قولت عايز انام .."
وقفت وصاحت بغضب ..
" والله انا تعبت حرام عليك ، أنا ماعملتش حاجه لكل دا .."
انتفض بغضب شديد وقبض على شعرها بقوه ألمتها قائلا بنبره غاضبه ...
" إياك صوتك يعلا تانى وأنتِ بتتكلمى معايا تحت اى ظرف والا قسما بالله هنشوف منى اللى عمرك ماتتخيليه ..."
حرر شعرها من قبضه يده بحركه فجائيه جعلتها ترتد للخلف بضع خطوات ، جذبت حجابها على شعرها بإهمال وخرجت من الجناح سريعا دون أن تتفوه بأى حرف اخر دموعها تهبط دون توقف لم تشعر بنفسها إلى وهى تطرق الجناح الخاص باخيه الاكبر ، فهو يمتلك مكانه خاصه بين اخواته ولن يقبل افعال أخيه معها ...
على الجانب الآخر
فى جناح فهد ..
كان فهد جالسا على الفراش مستند إلى ضهره يتأمل حوريته التى تجلس على مقعد امام المرآه تمشط شعرها المنسدل على ظهرها فكانت جميله حقا ..
تذكر حينما كان الوصول إليها صعب المنال ، كم تألم فى بعدها ورفضها الدائم له ، ولكن ابتسم وهو يراها أمامه الان مثلما تمنى من الله ..
افق من شردوه على صوتها متسائله بحيره ..
" بس مش شايف أنها غريبه أن ابيه أسد يوافق على طلب تمارا بسهوله كده ؟؟.."
رفع حاجبه متسائلا ...
" وانتِ شاغله بالك بيهم ليه ؟؟.."
ضيقت عينها بشر وهمست من بين اسنانها قائله ..
" أنا مش شاغله بالى أنا بس مستغربه .."
ضحك بقوه على مظهرها فكانت ملامحها عابسه كالاطفال عندما يزعجهم شخصا ما بحديثه ، تخلت عن مقعدها واتجهت لتجلس بجانبه على الفراش ...
ابتسم متسائلا وهو ينظر لها بتسليه ..
" أنتِ زعلانه منى ؟؟.."
عقدت ذراعيها أمام صدرها وزمت شفتيها متسائله ..
" انت رائيك ايه ؟.."
انفجر ضاحكا على حوريته ، لكتزه بكتفه قائله بغيظ ..
" انت .. انت غلس والله .."
توقف عن الضحك وقرص ارنبه أنفها قائلا بمرح ..
" انتِ اخدتى عليا اوى .."
مطت شفتها وهى تهز كتفيها بلا مبالاه قائله ..
" وايه يعنى انا مراتك .."
" بس !!..."
قالها فهد بحب ..
أكملت بابتسامه واسعه واعين تفيض عشقا ..
" وحبيتك وام ولادك أن شاء الله وكل حاجه .."
ضمها إلى صدره بقوه مستندا بذقنه على قمه رأسها هامسا بحب ..
" بحبك ياعيونى .."
" وانا بحبك اكتر .."
ثم ابتعدت عنها قائله برجاء ..
" رد على سؤالى بقى .."
ضربها بخفه على رأسها قائلا ..
" حاضر يا زنانه .. لا مش مستغرب ، لان أسد حسبها بالعقل لأن تمارا عنيده ولو كان رفض طلبها كانت هتكسر كلامه قدام الكل وهو عمره ماهيسمح بكده ، فهمتى دلوقتي ياعيونى ؟.."
حكت شعرها قائله بحيره ..
" مش عارفه بس اللى متاكده منه أن احنا هنشوف ايام جميله بسبب أبيه أسد وتمارا .."
ضحك قائلا ..
" ربنا يستر .."
قطع حديثهم طرقات خفيفه على الباب ، تفاجأ الاثنان من اتى إليهم بهذا الوقت جذب فهد الهاتف من الكومود بجانبه ليعلم كم الساعه وجدها الواحده صباحا ، هبط من الفراش وفتح الباب ليعرف ماذا حدث وجد أمامه ابنه عمه وزوجه اخيه عيونها منتفخه من البكاء و حجابها على شعرها بإهمال وشعرها ...
تسأل بقلق من مظهرها ..
" فى ايه ياجنه ؟؟ .. مهاب حصله حاجه ؟.."
هزت راسها نافيه وهمست بخجل قائله ..
" لا مهاب كويس .. أنا اسفه يا أبيه أن خبط عليكم دلوقتى ، لكن أنا محتاجه اتكلم معاك .."
قاطعه قائلا ..
" ولايهمك ياجنه ادخلى .."
وتنحى جانبا حتى يفسح لها المجال لتدلف إلى الداخل دلفت بهدوء وما أن رأتها عيون هبطت من الفراش سريعا واتجهت إليها متسائله بهلع ..
" مالك بتعيطى ليه ؟؟ ايه اللى حصل ؟.."
تحدث فهد بحده خفيفه ..
" اصبري يا عيون خليها تعقد وهنتكلم .."
جذبتها من يدها متجه بها إلى الأريكة واجلستها وجلست بجانبها تربت على ظهرها بحنان ..أما فهد اتجه إلى الكومود وأخذ كوب الماء واتجه إليهم جالسا على المقعد ومد يده لها بكوب الماء قائلا بابتسامه زائفه لأنه علم من مظهرها ان أخيه بالتأكيد فعل كارثه ..
" خدى اشربى باجنه واهدي .."
التقطت منه الكوب ارتشفت منه القليل ثم وضعته على الطاوله الصغيره أمامها ..
تحدث فهد متسائلا ..
" ممكن اعرف مالك وليه خارجه من اوضتك فى الوقت دا ؟؟ وبالشكل دا ؟.."
همست بصعوبه من بين شهقاتها المتقطعه ...
" أنا جايه اشتكى لحصرتك من مهاب عشان عارفه ومتاكده انك اكتر واحد هتفهمنى وهتحل الموضوع بهدوء .."
تسأل بذهول ..
" للدرجه دى !! .. ايه اللي حصل ؟؟ ..وبعدين انتو لحقتوا ؟؟.."
اطرقت رأسها واجابته بخفوت ..
" والله يا أبيه أنا ماليش ذنب ، كل الحكايه وانا سهرانه مع البنات امبارح واحنا فى اوضه تمارا مكه سالتنى لو أنا كنت حبيت حد قبل كده انا قولتلها لا بس كنت .."
وتوقفت عن الحديث ..
تحدث قائلا ليحثها على استكمال حديثها ..
" كملى يا جنه .."
استكملت حديثها بخفوت وخجل شديد فحديثها مع البنات يختلف تماما عن حديثها أمام ابن عمها خوفا من يساء فهمها ...
" أنا قولتلهم .... قولتلهم أن أنا كنت معجبه بابن خالى .."
ثم رافعت رأسها قائله ببكاء ..
" بس والله انا عمري ما اتكلمت معه نهائي ولا من قريب ولا من بعيد .."
ابتسم بهدوء قائلا ..
" كملى ياجنه أنا سامعك .."
" مهاب كان جاى عشان يطمئن على تمارا وسمع كلامى وبعدها اتخانق معايا جامد عشان أنا ماقولتلوش على الحوار دا ، بس انا والله ماكنت اعرف ان لازم أقوله .."
وبكت بانهيار ، ربتت عيون على ظهرها قائله بحزن ..
" أهدى ياجنه ، أن شاء الله فهد هيحل الموضوع .."
تابعت حديثها قائله ..
" مش بيتكلم معايا من وقتها النهارده اتحيلت عليه بتكلم معايا بس هو رفض وانا صوتى على وانا بتكلم معه قام مسك شعري جامد وزعق سيبته وخرجت ماكنتش عارفه اتكلم مع مين لاقت نفسي بخبط على جنحكم .."
تخل فهد عن مقعده فأسرعت بالوقف هى الاخر قائله بخجل من نفسها ..
" أنا اسفه يا أبيه مش عايزاك تزعل منى .."
اقترب منها وقبل رأسها بابتسامه قائلا ..
" أنا مش زعلان منك ياجنه ، وانا واثق فى تفكيرك وانك لايمكن تغضبى ربنا حتى لو بنظره .."
ثم اكمل بوعيد ..
" أما الأستاذ التاني فحسابه معايا بس اهم حاجه بلاش تعرفى حد واتصرفوا طبيعى عشان الموضوع مش مستاهل .."
أزاحت دموعها قائله ..
" حاضر .."
ابتسم لها وخرج من الجناح متجها إلى جناح أخيه بعدما طلب منها البقاء مع زوجته ، دلف إلى جناح أخيه دون أن يطرق الباب مما أفزع مهاب واقترب منه متسائلا بقلق ..
" فى ايه يافهد ؟.."
لم يكن رده سوا لكمه قويه بوجه أخيه .. تأوه من ألالم وتسأل بضيق ولكن باحترام فهو أخيه الأكبر مهما فعل لن يتجرأ عليه ..
" فى ايه يا فهد ؟؟.."
تطلع إليه من أوله إلى اخمص قدميه بنظرات مشتعله بالغضب مما جعله يعرف سبب غضبه المفاجئ منه ، تسأل بضيق ..
" جنه اشتكتلك ؟؟.."
أجابه بحده ..
" طبعا عشان متحوزه حيوان لازم تيجى تشتكى .."
ثم اكمل بسخرية ..
" واحمد ربنا أنها جاءت ليا انا مش لجدك ولا لاسد ، طبعا وقتها أنت عارف كانوا هيعملوا ايه ..
تحدث بتبرير رغم عدم اقتناعه بما سيقول لأنه يعلم جيدا فى قراره نفسه أنه أخطأ بحقها ولكن لا يستطيع أن يحتمل فكره إعجابها بشخص أخر قائلا ..
" يافهد انت مش عارف حاجه .."
قاطعه بحده ..
" لا عارف يا استاذ جنه قالتلى .."
برق عينيه بذهول يتسأل فى نفسه ماذا قالت له ؟ فهو كان سيخبره بأى شئ غير الحقيقه ، فكيف لها أن تتجرا وتخبره باعجابها بشخص آخر بالتأكيد هى تخطت كل التوقعات .. انتشله من شروده صوت أخيه الساخر قائلا ..
" بلاش التفكير المتخلف اللى انت بتفكر بيه دا ، ايو قالتلي انها كانت معجبه بابن خالها .."
قبض على يده بقوه حتى ابيضت مفاصله وتحدث بحده قائلا ..
" قسما بالله .."
قاطعه أخيه بحده قائلا ..
" قسما بالله انت لو ما اتعدلت لهتشوف منى تصرف مش هيعجبك ابدا ، ولو ايدك لمستها تانى هقطعهالك .."
ثم اكمل بهدوء ..
" عادى دى لسه عيله عندها ٢٢ سنه وهما بنات بتتكلم مع بعض انت مالك ، قالت كانت معجبه بيه مش جريمه عشان تعمل كل الهبل دا وتخلى مراتك تخرج من جناحها منهاره بالشكل دا .."
كاد أن يتحدث ويخبره أنه يثق بها ولكن الفكره ذاتها تشعل النار بداخله ولكن هو لن يمنحه الفرصه بل تحدث بصرامه قائلا ..
" اتفضل اعتذر لمراتك وبلاش جنان وبكرا هنسافر كلنا وكان مفيش حاجه .. فاااهم .."
قال كلمته الاخيره بحده خفيفه ..
تنهد قائلا ..
" فاهم .."
اتجه إلى الخارج قائلا ..
" خمس دقائق وتبقى عندى .."
وخرج غالقا الباب خلفه بهدوء ..
أما هو مسح على وجهه بقوه من زوجته فأخر ماكان يتوقعه أن يعرف أخيه أن زوجته معجبه بشخص آخر ، لعن نفسه على تصرفه معه وهو ما اضطرها الذهاب لأخيه ، أخذ نفسا عميقا ونفض كل الأفكار من رأسه متجها إلى جناح أخيه ...
على الجانب الآخر وصل فهد الى جناحه وطرق على الباب بخفه وبعدها دلف بهدوء وجد زوجته وزوجه اخيه يجلسان بالرسيبشن أمام التلفاز ، (فجناح فهد مكون من رسيبشن كبير وغرفه نوم كبيره ومكتب خاص به) ... ما أن دلف تخلت جنه عن مقعدها واتجهت اليه سريعا متسائله بقلق ..
" قالك ايه يا أبيه ؟.."
ابتسم بهدوء قائلا ..
" هتعرف رد سؤالك دلوقتى بس اتقلى عليه شويه .."
ابتسمت رغما عنها من حديثه فهى كانت تريد أن تحل مشاكلهم بينهم ولا يعلم بها أحد ولكن هو من اضطرها لذلك .. استمعوا لطرقات على الباب ، سمح فهد للطارق بالدخول ولم يكن سوا أخيه ، دلف بعدما استمع لاذن الدخول وما أن وقعت عينيه عليها خجل من نفسه على ما فعله معها وجعلها حزينه لهذه الدرجه ..
خرج صوت فهد قائلا ..
" ايه يا استاذ هتفضل واقف مكانك !!."
رد بهدوء وهو يتجه اليها ..
" لا .."
اقترب منها وقبل رأسها قائلا بأسف ..
" حقك عليا .."
لم تتحدث بل انسابت دموعها مره اخري على وجنتيها مما جعل غضبه من نفسه يزداد بداخله ..
تحدث فهد قائلا بهدوء ..
" ايه ياجنه .. هو عرف غلطه واعتذر عنه .."
هزت راسها دون أن تتحدث ..
استكمل فهد حديثه قائلا ..
" لو مراتك اشتكت منك تانى يامهاب تصرفى مش هيعجبك ، والافضل ليكم أن مشاكلك تفضل مابينكم عشان ماتكبرش وعشان ماتزعلش عمك يا استاذ .."
رد مهاب بهدوء قائلا ..
" حاضر يا فهد .."
ثم قبض على يدها برفق قائلا ..
" تصبحوا على خير .."
رد فهد وعيون ..
" وانتو من أهله .."
فتح مهاب الباب وكاد أن يخرج ولكن اوقفه صوت أخيه قائلا ..
" ياريت الموضوع مايتفتحش نهائي .."
" حاضر يا فهد .."
قالها ثم خرج الاثنان متجهين إلى الجناح الخاص بهم دلفا إلى الجناح بهدوء واغلق مهاب الباب خلفه ثم اقترب منها وجذبها إلى أحضانه قائلا ..
" حقك عليا .."
ابتعدت عنه متسائله ..
" بتقول كده عشان أبيه فهد كلمك ؟؟.."
جذبها الى أحضانه مره اخري قائلا بنفى ..
" لا مش عشان فهد ، لكن عشان أنا غلط فى حقك ، بس والله غصب عنى فكره انك كنتى معجبه بشخص تانى دا جننتني .."
تحدثت بخفوت قائله ..
" اسفه .."
ابتسم قائلا ..
" وانا خلاص مش زعلان بس إياك ياجنه يبقى فى يوم هنا والاقيك موجوده فى نفس المكان حتى لو القصر كله موجود .."
غرت شفتيها من حديثه ..
تحدث قائلا ..
" أنا قولت اللى عندى ومش محتاجه كل الذهول دا .. ويلا ننام بقى عشان نسافر بكرا أن شاء الله .."
______________
فى فيلا الصياد ..
بمكتب هادى الصياد تحديدا ..
كان يجلس هادى الصياد على مقعده الجلدى الوثير وامامه مكتبه من الخشب الزن من اللون البنى الغامق وأمامه مقعدين ، سجاده صغيره بمنتصف المكتب ..
تحدث هادي بغل وعيون تقطر شرا ..
" اتكلم يا حاتم عايز تقول ايه ؟؟.."
اجابه ابنه الجالس أمامه على أحد المقاعد قائلا ..
" دلوقتى جون بيهددنا عشان صفقه السلام اللي اتقبض عليها ، يا اما نتصرف ونرجعةط السلاح يا اما ندفع فلوسها .."
ضرب على مكتبه بعنف قائلا ..
" اللي عنده بعمله أنا مش هدفع فلوس فى حاجه خدتها الحكومه .."
قاطعه ابنه بحده قائلا ..
" يا بابا الكلام دا مش مع جون دا ممكن ينهينا فى لحظه .."
تسأل بغضب ..
" والمطلوب ؟؟.."
رد قائلا ..
" المطلوب أن ياخد فلوسه لان صعب نوصل للسلاح بعدما ما اتقبض عليه .."
تحدث بكره قائلا ..
" أنا معايا فلوس فى بنك فى فرنسا هحوله المبلغ بس وقتها مش هيبقي معنا الا مبلغ صغير مش هنقدر نكمل شغلنا ونعمل صفقات تاني .."
تحدث حاتم قائلا بخبث ..
" ماتقلقش أنا أعرف ناس تشاركنا والدنيا هتبقي احسن من الاول بس اهم حاجه نخلص من ولاد الجوهري الاول عشان نعرف نشتغل .."
ابتسم بشر قائلا ...
" قريب اوي اوي .."
تسأل بذهول ف أبيه لن بخبره بشئ الا وقتما يريد ...
" ايه اللي فى دماغك ؟..."
عاد بظهره للخلف قائلا بشر ..
" فى واحد بيراقب مرات أسد الجوهري وفي الوقت نفسه اخت فهد الجوهري ، هنتقابل معه ونتفق وعدو عدوي صديقي .."
تسأل بشك ..
" وايه اللي عرف حضرتك أن عدوهم .. ؟؟"
رد بهدوء ...
" دا اللى هعرفه بعد كام يوم اكون جمعت عنه معلومات .."
ثم اكمل قائلا ..
" سيبك من الكلام دا دلوقتي اهم حاجه شوف الناس اللى قولت عليهم عشان نعرف نشتغل .."
هز رأسه بالموافقه ..
تسأل هادي الصياد مره اخري ...
" عرفت حاجه عن ابنك ؟.."
عبست ملامح وجهه قائلا ..
" قاعد مع واحد صاحبه وبيشغل بعد ما بيخلص شغله فى الجامعه .."
_ ناوي معه على ايه ؟؟؟ ...
رد قائلا بهدوء زائف ..
" نسيبه فتره عشان يعرف الفرق بين عيشه التعب والفقر اللي هو فيها ويقدر اللي كان فيه .."
________________
اشرقت شمس نهر جديد لتملأ العالم بنورها الساطع ، فلول عتمه الليل ما كانت يتميز نور الشمس ..
في قصر الجوهري ..
في غرفه الطعام ..
كان الجميع حول مائده الطعام لتناول الفطور معا كعادتهم اليوميه ، و ما أثار ذهول الجميع هو جلوس تمارا بجانب أسد ولكن هما لا يعرفوا أن هو من طلب منها ذلك احتراما لحديث جدها ولكن بداخله ليس هذا السبب الحقيقي ولكن كان يريد قربه ، الي الان لم يعترف أنه يكن لها بعض المشاعر حتى وإن كانت بسيطه ولكنه تحجج بأنها ولابد من احترام حديث جدها ...
سعد الجوهري بابتسامه ..
" صباح الخير .."
الجميع ..
" صباح النور .."
حسن بابتسامه لابنته ..
" عامله ايه النهارده ياتمارا .."
ابتسمت قائله ..
" الحمد لله يابابا .."
تسأل حمزه ..
" جرحك عامل ايه دلوقتي وبتغيري عليه ولا لا ؟.."
إجابته بهدوء ..
" الحمد لله ، أسد بيغيرلي عليه كل يوم .."
ضحك فهد قائلا ..
" ما أسد دكتور العيله من زمان ..."
ضحك الجميع على حديثه ، لان أسد هو من يهتم بأى شخص مجروح فى عائلته حتى وإن احتاج الجرح لتضميد فهو من يقوم ذلك ، فهو متدرب على هذا عندما التحق بكليه الشرطه ..
ابتسم أسد قائلا بغموض وهو ينظر إلي فهد ..
" خاف على نفسك على الصبح .."
ضحك فهد بقوه قائلا ...
" احنا اسفين ياصلاح ، أنا عايزه اعيش يومين والله .."
ضحك الجميع مره اخري ..
مال مالك وهمس بتسال مازحا لتمارا ..
" نزلتى يعنى انا قولت هتنتحري ونخلص منك .."
اجابته وهو تلوح بالسكينه الخاصه بها وهمست من بين اسنانها ..
" لو خايف على عمرك ابعد عنى يالوكه بدل ما اخليهم يأخدو عزاءك النهارده بأمر الله .."
ضربها على مؤخره رأسها بخفه قائلا ..
" قولتلك قبل كده بلاش زفت لوكه دي .."
قاطعهم أسد بحده خفيفه قائلا ..
" ممكن بلاش شغل العيال اللى على الصبح دا .."
نظرات له تمارا بغيظ قائله ..
" احنا مش عيال .."
تدخل حسن قائلا بهدوء حتى يهدأ الجو ..
" تمارا .. رايحين عند مليكه النهارده يا أسد ؟.."
ابتسم بهدوء قائلا ..
" أن شاء الله يا عمى .."
اخيرا تحدث سعد الجوهري قائلا ..
" عايزه اقولكم أن بعد اسبوعين هنعمل حفله صغيره هنا فى القصر عشان ليث وتاج .."
وصمت ليري رد فعل الآخرين .. منهم السعيد
ومنهم الغاضب ومنهم المذهول وبالتأكيد لن تكن سوا تاج لانها لم تعلم أنه سيأخذ هذه الخطوه حاليا وهو لم يخبرها من قبل ...
لم تستطيع نهله ان تصمت أكثر من ذلك خرج صوتها الغاضب قائله وه. تنظر إلى تاج بكره شديد ..
" ازاي يعنى ابنى يتجوز من واحده بقالها هنا اكتر من شهر ولاحد سأل فيها ؟؟ الله اعلم هى ..."
هبطت دموع تاج بغزاره على واجنتيها تخلت عن مقعدها سريعا لتخرج من الغرفه ولكن كان ليث الاسرع ليقف أمامها يمنعها من الخروج ، بينما قاطعها سعد الجوهري بحده وهو يضرب الطاوله بيده قائلا بغضب شديد ..
" أنتِ تخطتى كل حدودك وانا مش هسمح بدأ ، ليث هيتجوز تاج دا قرار نهائي انتِ مالكيش علاقه بيه ، أما تاج فهي زيها زي بنات القصر وماتقلش عن واحده فيهم ، وانتِ لو مش عاجبك اتفضل .."
وأشار بيده الي الخارج ....
تحدث محمد سريعا كى يخفف من الموقف فالجو مشحون بالغضب ...
" صلوا على النبي " عليه افضل الصلاه والسلام " .. الكلام مش كده ، اكيد نهله مش قاصده يابابا ..
همست تاج بصعوبه قائله ..
" أنا مش موافقه يا سعد بيه ودا قرار نهائي وبعد اذنك أنا هرجع بيتنا النهارده ..."
قبض ليث على ذراعها بقوه قائلا ..
" مش بمزاجك تقولي أنا موافقه وبعدين تقولي لا أنا مش لعبه فى ايد حضرتك ، الحفله زي ماجدي قال بعد اسبوعين وأنتِ مش هتتحركِ من هنا ..."
تحدث سعد الجوهري بغضب قائلا ..
" سيب ايدها يا ليث واعمل احترام الموجودين ولا ايه رائيك .."
قطع حديثهم المشحون بالغضب والتوتر عندما دلفت أحدي الخدم لتخبر سعد الجوهري أن بالخاج ينتظره ماهر منصور وابنه ويريدون مقابلته ..
الخادمه بهدوء :_ سعد بيه فى واحد برا اسمه ماهر منصور وابنه عايزين حضرتك ..
تاج بصدمه ...
" عمى !! ..."
رد سعد الجوهري قائلا ..
" خليهم يتفضلوا وشوفيهم يشربوا ايه وانا جاي .."
أومات له وانصرفت سريعا لتنفذ ما طلبه سعد الجوهري ..
تحدث سعد الجوهري وهو ينظر إلي ليث ..
" مش عايز اشوفك برا والا اتحمل اللي هيحصلك .."
وكاد أن يخرج ولكن اوقفه صوت تاج قائله ببكاء ..
" لو سمحت يا سعد بيه أنا هامشي معاهم ..."
احتلت الصدمه أوجها الجميع ...
الفصل السابع ج2
#حكايتي_مع_الاسد
#اولاد_الجوهري2
#الحورية_فاطمة_محمد
_________
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
_________
الخادمه بهدوء :_ سعد بيه فى واحد برا اسمه ماهر منصور وابنه عايزين حضرتك ..
تاج بصدمه ...
" عمى !! ..."
رد سعد الجوهري قائلا ..
" خليهم يتفضلوا وشوفيهم يشربوا ايه وانا جاي .."
أومات له وانصرفت سريعا لتنفذ ما طلبه سعد الجوهري ..
تحدث سعد الجوهري وهو ينظر إلي ليث ..
" مش عايز اشوفك برا والا اتحمل اللي هيحصلك .."
وكاد أن يخرج ولكن اوقفه صوت تاج قائله ببكاء ..
" لو سمحت يا سعد بيه أنا هامشي معاهم ..."
احتلت الصدمه أوجه الجميع ...
اقترب منه ليث قابضا على ذراعها بقوه قائلا بهدوء زائف ...
" عايزه تمشى معهم ؟.. براحتك أنا مش هجبرك تبقى هنا غصب عنك ، ولو عايزه تتطـ ..."
قاطعه سعد الجوهري بحده قائلا ..
" لييييث ... مش عايز اسمع كلمه زياده .."
اوما له قائلا ..
" حاضر .. أنا اصلا ماشى .."
وخرج سريعا متجها الي خارجه الغرفه بل الى خارج القصر بأكمله ..
أما سعد الجوهري فاقترب من تاج وربت على ظهرها بهدوء قائلا ..
" يابنتي عمرك ماهتلاقى حد بحبك زى ليث ، وعمك وأولاده أنتِ عمرك ماهترتحى معهم ... وبعدين دا كانت وصيه والدتك ولا ايه ؟.."
اطرقت رأسها قائله بخفوت ...
" بس يا ..."
قاطعه بهدوء وهو يضع يده اسفل ذقنها ليرفع رأسها ..
" من غير بس .. أنا عارف أنتِ بتفكرى فى اي بس دا كله مش مهم الأهم هو ليث .."
ثم سحبها متجها بها الى الخارج قائلا بابتسامه ..
" ياريت أنا اللى اتكلم وخليكِ واثقه فيا .."
اكتفت بابتسامه حزينه تفكر بمن خذلاته أمام الجميع ...
دلف الاثنان إلى قاعه القصر التى يجتمعوا بها ..هب ماهر واقفا وتحدث بحده قائلا ..
" اهلا بالهانم ، اهلا ياعديمه التربيه .."
قاطعه سعد الجوهري بقوه قائلا بنبره لا تحمل النقاش ..
" الزم حدودك وتتكلم بآدب والا تقدر تتفضل .."
وأشار بيده إلى الخارج ..
تحدث ناصر بن بنبره ساخره ....
" من غير ما تطردنا احنا خارجين بس وبنت عمى معنا .."
جلس سعد الجوهري على أحد المقاعد واضعا قدم على الاخر وأشار لتاج بعينه لتجلس بجانبه .. وتحدث بهدوء طاغى قائلا بابتسامه عريضه ..
" انتو هتخرجوا دلوقتى فعلا بس زي ماجيتوا لوحدك .."
استشاط الاثنان غضبا من هدوءه معهم .. تحدث ماهر بغضب قائلا ..
" احنا هنمشى وبنت اخويا معايا غصب عن اي حد .."
ابتسم له سعد الجوهري قائلا بهدوء ..
" اللي تقدر تعمله اعمله ، المقابله انتهت .."
تحدث ناصر بكره شديد ..
" احنا هنخرج بس هنرجعلكم بالشرطه اللى هتخلينا ناخد بنت عمى .."
ابتسم له سعد الجوهري قائلا ..
" اللى عندك اعمله .."
اتجه الاثنان إلى الخارج بغضب شديد يكاد يحرق القصر بأكمله ، ولكن اوقفهم صوت سعد الجوهري قائلا ..
" مستنيكم بعد اسبوعين فرح حفيدي ليث و مراته تاج .."
التفت له الاثنان وعلامات الصدمه والذهول تعتلي وجههم ..
تسأل ماهر بصدمه قائلا ..
" فرح مين ؟؟.."
اجابه بهدوء قائلا ..
" فرح ليث وتاج .."
صاح ناصر بقوه قائلا ..
" بس احنا مش موافقين .."
ابتسم سعد الجوهري قائلا ..
" ومين قالك أن أنا مستنى موافقتكم .. ليث وتاج مكتوب كتابهم من اول يوم ليها فى القصر وفرحهم بعد اسبوعين .. "
صاح ماهر بغضب قائلا ..
" احنا خارجين بس هنتقابل تانى وهفكرك ياسعد .."
خرج الاثنان سريعا الى الخارج بغضب شديد فما فعله سعد الجوهري خرب عليهم كل مخططاطهم ...
بعدما خرجوا نظر سعد الجوهري بجانبه ليجدها تبكى بصمت ..
تنهد سعد الجوهري متسائلا بهدوء ..
" ممكن اعرف بتبكى ليه يا تاج ؟؟.."
نظرت إليه بضعف شديد ، تخلت عنها الكلمات ، تود أن تصرخ وتخرج كل ما بداخلها لعلها تهدأ من ثورتها الداخليه .. فقدت اغلى ماتملك وعندما عوضها الله بشخصا يحبها ويعوضها عن فقدان والديها وقسوه عمها وابنه ، ظهرت له والده زوجها التى تكن لها الكراهيه دون مبرر ، وكان الدنيا عازمه على ألا تمنحها اي سعاده وكأنهم أعداء ..
طال صمتها متخبطه بين هذه الأفكار ولكن أخرجها من تلك الأفكار صوت سعد الجوهري قائلا بهدوء ..
" بلاش التفكير دا يا تاج وخلى كل حاجه على ربنا .."
فعندما طال تفكيرها علم ماتفكر به ...
رفعت راسها ببطئ ونظرت إليه بعيون تلمع بالدمع ..
" يا جدي والله أنا تعبانه اوي .. مش عارفه ليه كل حاجه جايه عليا ... هو أنا مش من حقى اعيش وافرح زي باقي الناس ؟؟.."
تسألت بنبره يغلفها الحزن والانكسار ..
ابتسم له بهدوء قائلا ..
" استغفري ربنا يابنتى .. ربنا دائما بيختبر الانسان عشان يعرف هو هيقرب منه ولا هيبعد ... هيتفائل ويبقى عنده يقين بالله ولا هييأس .. "
تحدثت ببكاء قائله ..
" بس انا تعبت اوي اوي .."
ربت على كتفها قائلا بهدوء ..
" استهدي بالله يا تاج ، وبدل ما تقولي تعبت قولى يارب وربنا عمره ما هيسيبك ... قومى اطلع اوضتك ارتاحى وصلى ركعتين وان شاء الله خير .."
نظرت له بابتسامه باهته قائله بارتباك ..
" بس ... بس ليث .."
قاطعه بهدوء قائلا .. فنظراته توحى بالندم على ما قالته لليث بالداخل ..
" ليث أنا هتكلم معه بلاش تشيلى هم ، بس حابب اقولك حاجه مهمه ... ازي تتخلى عن حد بيحبك أو تخذليه عشان اي حد أو اي سبب ..."
نظرت له بأسف فهو محق فيما قاله ، فهى أمس أعطت له امل بفرصه جديده فى حياتهم وها هى اليوم تخلت عنه بمنتهى البساطه عندما استمعت لكلام والدته ، نعم حديثها قاسى ولكن هو تمسك بها أمام الجميع وفى المقابل هى خذلاته دون أن تفكر به ...
خرج صوتها متهدج قائله ..
" أنا اسفه .."
ابتسم قائلا ..
" مش ليا انا يا تاج ، الاسف يكون لليث ، ونصيحه منى ياتاج .. اوعى تسمحى لاى شخص يفرق بينكم .."
هزت راسها بضعف ، تخلت عن مقعده قائله بخفوت ..
" عن اذن حضرتك .."
هز رأسه بهدوء ...
اتجهت إلى الدرج لتصعد الى غرفتها لكى تستريح ولكن الراحه ابعد ما يكون عنها لأنها تفكر بمن احبها وهى خذلاته ، تفكر كيف ستعتذر له على ما فعلته ...
أما سعد الجوهري دلف الى مكتبه بعدما أمر أحد الخدم أن تخبر كل فهد ومهاب وأسد بأن يذهب كل منهما إلى وجهته ، وان يلحقه كل من وليد وزوجته إلى مكتبه ...
على الجانب الآخر ..
بغرفه الطعام ..
دلفت الخادمه واخبرتهم بما قاله سعد الجوهري وبعدها انصرفت سريعا ..
اعتراضوا جميعا على أن يذهبوا إلى أي مكان ولكن " محمد "و" حسن " أصروا على تنفيذ أوامر والدهم ومع الحاح الجميع اتجه كل منهما إلى وجهته بعدموا ودعوا الجميع .... عانقت تمارا أخواتها بحب وطلبت منهما أن يهتموا بأنفسهم ويقضوا اوقات سعيده ، طلب منها فهد أن تأتى معهم ولكنها رفضت وفضلت الذهاب الى منزل والدتها ... وبعدها عانقت ابيها وطلبت منه الاهتمام بصحته ثم انصرفت هى وزوجها متجهين إلى منزل والدتها بسياره أسد دون سياره الحراسه التى تلازمهم دائما بناءا على رغبتها ...
أما وليد وزوجته اتجهوا إلى مكتب سعد الجوهري كما أخبرتهم الخادمه .. كانت نهله تسير بتثاقل باتجاه المكتب .. تتمنى لو كان على بعد أميال .. فبالتاكيد ستعاقب على ما فعلته صباحا بزوجه ابنها ، حذرها سعد الجوهري كثيرا ولكنها لم تبالى بحديثه ودائما تفعل ما تريد ... اخيرا وصل الاثنان أمام المكتب ، طرق وليد الباب بخفه ثم فتحه ودلفا الاثنان عندما استمع لاذن الدخول .. دلف وليد واغلق الباب بعدما دلفت زوجته .. اتجه الاثنان ليقفا أمام سعد الجوهري ..أشار لهم بنظره على المقاعد كى يجلسوا وبالفعل جلس الاثنان ... ظل سعد الجوهري يرمقهما بنظرات غامضه لن يستطيع أي منهما تفسيرها .. بالاخير خرج صوته متسائلا ..
" عايزه ايه يا نهله ؟؟.."
لم تتوقع هذا السؤال مما اربكها ، حاولت استجماع الكلمات التى تخلت عنها كى ترد على هذا السؤال .. بالاخير قالت بصوت متقطع ...
" أنا .. أنا مش عايزه حاجه..."
ضرب على مكتبه بقوه افزعتها وهدر بحده قائلا ..
" مش عايزه حاجه !!! ... طيب بتنكدي على ابنك ومراته ليه ؟.. ليه مش عايزه تجبري خاطر البنت ولو بكلمه .. "
إجابته بتردد قائله دون أن تنظر إليه ..
" أنا مش عايز ابنى يتجوز البنت دي .."
كاد أن يرد عليها زوجها ولكن توقف عندما نظر له أبيه بحده ... تسأل سعد الجوهري بهدوء ...
" ليه ؟؟؟ ..."
إجابته بكذب وهى تفرك اصابعها ببعضهم ..
" عشان .. عشان هو يستاهل واحده احسن منها .. ليها اسم وعائله .."
توقفت عن الكلمات عندما شعرت أن نظراته لها ستحرقها ، ف سعد الجوهري عندما يغضب بتحول الي شخصا آخر ...
تحدث سعد الجوهري بغضب وعيون مشتعله بلهيب الغضب ..
" قسما بالله يا نهله لو ما غيرتى تفكيرك المتخلف دا حسابك هيبقي معايا أنا ... ليث هيتجوز تاج بعد اسبوعين .. وقسما بالله لو ما بطلتي كلامك السم هيكون عقابك انك ترجعي بيت أهلك .. أنا ساكت عن كل غلطاتك بس عشان ولادك وجوزك ، غير كده لا .."
هبت واقفه وقالت بغضب مكتوم ..
" شكرا لحضرتك بس انا فعلا هرجع بيت أهلى النهارده .."
تحدث وليد بغضب شديد قائلا ..
" انتِ ازاي انانيه اوي كده ؟.. بتفكري بنفسك بس مش بتفكري بنتك لما ترجع وتلاقيكي مش هنا ؟؟ ولا لما ابنك يعرف انك سيبتى البيت بسبب رفضك لمراته ؟؟؟ ... أنتِ ايه مفيش احساس خالص .."
تنهد بقوه قائلا ..
" اللي انتِ عايزه اعمليه أنا مش هقولك أنتِ بتعملي ايه ... "
ثم تخل عن مقعده قائلا بهدوء وهو ينظر إلى والده ..
" عن اذنك يا بابا انا رايح الشركه ..."
اشار له برأسه بالموافقه ..
خرج سريعا من المكتب قبل أن يفتك بها ، فهو تحملها كثيرا ودائما ما يبرر لها أفعالها السيئه ولكنها دايما تتمادى فى اخطأها دون التفكير بزوجها وأبناؤها .. فقط تفكر بنفسها .. حذرها مرارا وتكرارا من غضب والده من تصرفاتها الحمقاء ولكنها لن تبالى ...
أما هى ما أن خرج زوجها استأذنت وخرجت سريعا متجه الى غرفتها فهى حقا مخطأه وتجاوزت كل الحدود ولكن يجب عليه أن تعيد التفكير فى كل أفعالها كى تحافظ على زوجها وأبناؤها ...
_____________
وصل أسد بسيارته أمام البنايه التى تقطن بها والده تمارا .. هبط الاثنان من السياره متجهين إلى الداخل ثم استقلوا المصعد الى الطابق الخاص بوالدتها ..
طرقت تمارا زر الجرس دون توقف ..
على الجانب الآخر
بداخل شقه مليكه ..
كانت تجلس على السفره هى وابن أخيها لتناول الفطور معنا ...
تحدث مراد بابتسامه قائلا ..
" تسلم ايدك ياعمتو .."
بادلته الابتسامه قائله ..
" بالف هنا ياحبيبي .. بقولك ايه أنا عايزه اشوف تمارا النهارده بس برا القصر .."
اوما لها بهدوء قائلا ..
" خلاص اتصل بفهد وارتب معه ومتفائل برا .."
هزت راسها برفض قائله ..
" فهد امبارح قالي أن هو هيسافر هو ومهاب شرم الشيخ كام يوم .."
رد قائلا ..
" خلاص هكلم حمزه ماتشليش هم .."
قطع حديثهم رنين جرس الباب المتواصل .. كاد أن يقوم مراد ولكن اوقفته مليكه قائله ..
" خليك يامراد كمل أكلك وأنا هشوف مين عديم الذوق اللى بيرن الجرس بالشكل دا .."
واتجهت إلى الباب سريعا وفتحته وكادت أن تتحدث ولكن تمارا ألقت بنفسها داخل أحضانها .. عانقتها بقوه وهى تربت على ظهرها بحنان قائله ..
" حبيبتي وحشتيني اوي اوووي ياتمارا ..."
" وأنتِ كمان وحشتنى اوي اوي يا ماما .."
ابتعدت عنها اخيرا عندما انتبهت للواقف بالخارج .. تحدثت بحرج قائله ..
" أنا اسفه يا أسد بس فرحتي بتمارا خليتنى مش واخده بالى .."
افسحت له الطريق قائله بهدوء ..
" اتفضل .."
ابتسم قائلا ..
" ولايهم حضرتك حصل خير .."
واتجه إلى الداخل ثم أغلقت مليكه الباب ..
أتى مراد على صوتهم .. أسرعت إليه تمارا واحتصنته بحب قائله ..
" عامل ايه يا دكتور ؟.."
قبل رأسها وقال بابتسامه ..
" الحمد لله .. أنتِ عامله ايه ؟؟.."
ابتعدت عنه قائله ..
" أنا الحمد لله .."
اقترب مراد من أسد وصافحه بابتسامه قائلا ..
" عامل ايه يا أسد ؟.."
اجابه بابتسامه زائفه ..
" الحمد لله .. انت عامل ايه ؟؟.."
اجابه بهدوء غير منتبه لضيقه ...
" الحمد الله بخير .."
تسألت تمارا وهى تبحث بعينيها ..
" هو فين زين ؟؟.."
اجابتها مليكه بهدوء ..
" زين رجع اسكندريه .."
عبست ملامحها .. وتحدثت بحزن قائله ..
" ليه كده ؟؟.. والله زين دا رخم .."
تحدثت مليكه بهدوء قائله ..
" أن شاء الله تشوفيه قريب ... ويلا ندخل بدل ما احنا واقفين على الباب كده ..."
دلفوا جميعا إلى الداخل ..
قدم لهم مراد العصير وتحدثوا مع بعض قليلا .. إلى أن طلبت مليكه من ابنتها أن تأخذ زوجها الى غرفتها كى يبدل ملابسه .. بالفعل اتجهت تمارا الى غرفتها مع أسد بعدما حمل أسد الحقيبه الخاصه به ...
دلف الاثنان إلى الغرفه وأغلقت تمارا الباب خلفها بهدوء ..
تتميز غرفتها بالالوان الهادئه .. تجمع بين الازرق والابيض .. فراشها باللون اللبنى يعلوه بعض العرائس والدباديب .. يوجد بالغرفه أريكه من اللون الازرق وبجانبها مقعد من نفس اللون .. أمامها طاوله صغيره عليها فازه على شكل عروسه تحمل باقه ورد .. وخزانه من نفس لون الفراش .. وتسريحه صغيره يعلوها بعض مستحضرات التجميل التى لاتستخدمها تمارا ولكنها تحب تزين التسريحه بها ... بالغرفه مرحاض صغير ..
تفحص الغرفه بنظرات اعجاب .. فالرغم من أنها تبدو طفوليه ولكن الوانها مبهجه ...
تحدث باعجاب قائلا ..
" اوضتك حلوه .. على الرغم أن حاسس ان فى اوضه بنت اختى ..."
وضعت يدها بمنتصف خصرها قائله بتذمر ..
" والله مش عاجبك تقدر ترجع جناحك فى القصر .."
أخفى ابتسامته سريعا واستدار له بثبات قائلا ..
" أنا مقولتش وحشه .. أنا بقول أنها طفوليه بس .."
تحركت من أمامه سريعا متجه الى الخزانه لتبديل ملابسه وهى تمتم بكلام غير مفهوم ...
دلفت إلى المرحاض وابدلت ملابسها ببيجامه قطنيه مريحه من اللون الأزرق .. وبعدها دلف هو وبدل ملابسه بسروال من اللون الاسود وتيشرت من اللون الاخضر ..
نظرت له تمارا باعجاب ثم تدراكت نفسها سريعا متسائله ..
" انت ليه كل هدومك غوامق ؟.."
اجابه بهدوء ..
" بحب الالوان الغامقه .."
تمتمت قائله ..
" انسان كئيب .."
ابتسم من زوايه فمه قائلا ...
" مالكيش دعوه .. "
نظرت له بخجل فهي كانت تتحدث مع نفسها ولاتريد أن يسمعها ...
اتجه إلى الباب قائلا ..
" يلا نخرج .."
اتجهت إليه ولكن توقف مره واحده فاصطدمات به بقوه ...
تحدت بتأوه قائله. .
" آآآه .. حد يقف مره واحده كده .."
ابتسم قائلا ..
" حقك عليا ماكنتش اقصد .."
حكت رأسها قائله ..
" ما علينا .. وقفت ليه بقى ؟؟.."
تحدث بجديه قائلا ..
" لو سمحتى بلاش تحضنى مراد وانتِ بتسلمى عليه يكفى تقوليلوا ازيك .."
ضحكت تمارا بقوه وكأنها استمعت إلى نكته ..
نظر اليها بغضب متسائلا ..
" ممكن افهم الهانم بتضحك على ايه ؟؟.."
إجابته بجديه قائله ...
" عشان حضرتك بتقول اي كلام .. مراد وزين اخواتي ولا انت ولا غيرك يقولي اسلم عليهم ازاي .."
تسأل بهدوء زائف قائلا ...
" يعني ايه ؟؟.."
إجابته ببرود ..
" يعني انا هخرج ومش هرد عليك عشان أنا لساني طويل ومش ضامنه ممكن ردي يكون ايه .."
أنهت كلماتها اللاذغه واتجهت الي الباب غافله عن لهيب عينيه المشتعل ...
قبض على يدها بقوه يمنعها من الخروج قائلا من بين أسنانه ...
" لسانك الطويل دا هقطعه قريب إن شاء الله .. وتأتي مره اوعي اكون بكلمك وتسبينى وتمشي والا قسما بالله هقلب عليكِ .."
تحدثت بألم قائله ..
" سيب ايدي .."
حرر يدها بقوه قائلا بتحذير ..
" انا جاي هنا عشانك وعشان والدتك تطمئن عليكِ .. فبلاش تعملى اللي يخليها تشوف عكس كده .."
نظرت له بعيون تلمع بالدمع دون أن تتحدث ... اتجه الاثنان للخارج بعدما حاولت تمارا أن تبدو طبيعيه حتى لا تحزن والدتها ....
كان الجميع أمام التلفاز فى جو من المرح بين مراد وتمارا متجاهله حديثه معها تماما .. وكأنها تعاقبه على ما فعله معها .. ولكنها غافله عن عقاب الاسد عندما تقع الفريسه بين يديه ... تخلت تمارا عن مقعدها فجاه قائله بحماس ..
" ايه رائيكم اعملكم بيتزا ؟!!.."
مراد بابتسامه ..
" أنا موافق وهعمل معاكِ كمان .."
نظرت إلى والدتها قائله ..
" وأنتِ يا لوكه ؟.."
ابتسمت قائله ..
" اعملى اللى يعجبك .."
نظرت إلى زوجها فهو تعمد تجاهلها قائله بهدوء ..
" وانت يا أسد ؟.."
نظر إليها بغموض قائلا ..
" براحتك .."
صفقت بحماس ..
" تمام يبقي كلنا ، اوعدكم تأكلوا احلى بيتزا فى حياتكم .."
ضحك مراد بقوه قائلا ..
" ربنا يستر .."
زمت شفتيها بتذمر قائله ..
" ماشى يا دوكتور ، اتفضل قدامى .."
ابتسم قائلا ..
" يلا ياختى .."
واتجه الاثنان إلى المطبخ لتحضير البيتزا تحت نظرات مليكه المبتسمه لفرحه ابنتها ، وغضب أسد الذي يحاول جاهدا اخفاءه ...
بعدما اختفى الاثنان من امامهم تخل أسد عن مقعده واتجه ليجلس بمقعد جانب الاريكة التى تجلس عليها مليكة ..
ابتسمت له بصفاء قائله ..
" عايز تقول حاجه ؟؟.."
بادلها الابتسامه قائلا ..
" لو مش هيضايق حضرتك .."
هزت راسها نافيه وتحدثت بهدوء ..
" لا يا أسد مش هضايق انت دلوقتى زيك زي تمارا عندي .."
ابتسم قائلا ...
" ربنا يكرم حضرتك .."
ثم اكمل بحذر متسائلا ..
" حضرتك شايفنى ازاي ؟.."
اخذت نفسا طويلا واخرجته بهدوء ...
" أنا فاهمه سؤالك كويس وعايزه اطمنك ... أنا معنديش مشكله معاك نهائي ، أنا بس كل مشكلتى أن بنتي اتجوزت غصب عنها وللاسف تمارا شافت فى حياتها كتير وماكنتش حابه انها تتجوز بالشكل دا ..."
تسأل بهدوء ...
" وايه اللي خلا حضرتك توافقى ؟.."
ردت بهدوء قائله ..
" عمى سعد اكدلى أن انت زوج مناسب ليها وهتعرف تغيرها وتخليها تعيش حياتها من غير عناد يتعبها ويتعب اللى حواليها ، وانا واثقت فيه .."
ابتسم قائلا ..
" أن شاء الله اكون قد الثقه .."
تحدثت بهدوء ..
" أن شاء الله .."
ثم أكملت متسائله ..
" ليه وافقت على جوازك من تمارا بالشكل دا ؟؟ ..على الرغم أن أنا عرفت انك كنت رافض مبدأ الجواز من الأساس ..."
تنهد بقوه كى بتخلص من الشعور الذي انتابه من سؤالها الغير متوقع بالنسبه له ، فكر فى نفسه قليلا وبالاخير قرر أن يصارحها ...
" أنا ما وافقتش على جوازي من تمارا عشان جدي قالى بالعكس كلهم عارفين ومتاكدين أن أنا مش ممكن اوفق على اي قرار أن مش مقتنع بيه ..."
لاحت ابتسامه خفيفه على شفتيه مكملا ..
" بس انا اقنعتهم أن أنا وافقت عشان عمى حسن ، لان أنا واخد عهد على نفسي عمري ما ادخل ست فى حياتى مهما كلف الأمر .."
قاطعته متسأله ..
" ليه ؟.."
ابتسم بوجع قائلا ..
" أنا شوفت الموت بعينى بس ماكنتش طايله ، شوفت كل انواع العذاب اللي ممكن تيجى فى بالك واللى ما تخطرش على بال اي حد ... كل دا عشان كنت ظابط محترم وبقوم بشغلى على أكمل وجه ..."
ثم اكمل بسخرية ممزوجه بالألم ..
" واللى باعنى وسلمنى ليهم اكتر انسانه واثقت فيها وحبيتها .... "
نظرت له بحزن ودمع يلمع بعينيها متسائله ..
" ليه عملت كده ؟.."
تحدث بسخريه ...
" عشان بتحبنى !!!.."
برقت عينيها فى ذهول متسائله ..
" تضحى بيك عشان بتحبك !!! طب ازاي ؟..."
ابتسم بألم يلمع بعينيه قائلا ..
" الحمد لله على كل حال .."
تسألت بتردد...
" وتمارا بالنسبه ليك ايه ؟؟.."
أخذ نفسا عميقا وأخرجه بهدوء قائلا بشبح ابتسامه ولكن بنبره صادقه ...
" هتصدقيني لو قولتلك سالت نفسى كتير بس دايما كنت ببقى عاجز عن الاجابه او ممكن اكون بهرب منه ... بصراحه مش عارف .. بعد اللى حصل معايا قررت أن عمري ما هرتبط فى حياتى بس مش عارف ايه اللي حصل لما تمارا ظهرت فى حياتنا ... على الرغم أن عمري ما حبيت الشخصيات المتمرده والعنيده ... ابتسمه عريضه زينت ثغره ، ثم اكمل قائلا ... بس مع تمارا الوضع كان مختلف ، تخلي أن بسكت لتمارا على حاجات عمري ما كنت أتخيل أن اقبلها من شخص تاني ولو سالتينى ليه هقولك مش عارف .."
ابتسمت بفرحه مؤكده ..
" عشان بتحبها يا أسد .."
رد قائلا ..
" صدقيني مش عارف .."
تحدثت قائله بحنان ..
" سيب قلبك بتكلم وبلاش عقلك يتحكم فيك زياده عن اللزوم ، وانا واثقه أن تمارا هتحبك بس هى يتكابر .."
ابتسم قائلا ..
" أن شاء الله .. ممكن اطلب من حضرتك طلب ؟؟!!.."
ابتسمت قائله ..
" طبعا ، وبلاش حضرتك قولي يا امي زي فهد وأخواته .."
ضحك قائلا ..
" امي ازاي ؟؟ والله اللي يشوف حضرتك يقول اختي مش امي .. والله فهد وأخواته ما عندهم نظر .."
ضحكت على حديثه قائله ..
" براحتك يا أسد قول اللي يعجبك .."
ابتسم قائلا ...
" هقولك يا لوكه زي تمارا .."
رد قائله ..
" براحتك ياحبيبي ، قول طلبك .."
تحدث قائلا ..
" مش عايز تمارا تعرف اي حاجه من اللي اتكلمت فيها مع حضرتك ..'.
رد بهدوء ..
" من غير ما تقول ياحبيبي .."
قطع حديثهم عندما دلفت تمارا بوجه ملطخ بالطحين الابيض ، وتحدثت وهي تنظر إلي أسد قائله ..
" بدل ما بتتكلم قوم ساعدنا فى البيتزا ..."
____________
فى شقه نوح .
استيقظت زينه على رنين منبه الهاتف الخاص بها ، مدت يدها إلى الكومود والتقطت الهاتف وقامت بإيقاف المنبه ، ثم هبطت من الفراش متجه الى المرحاض توضأت وخرجت ثبت فرضها ودعت الله كثيرا أن يسامحها زوجها فهى حاولت معه كثيرا ولكنه رافض تماما أن يتحدث إليها أو يقبل أسفها .. اتجهت إلى المطبخ واحضرت الفطار لابيه وزوجها .. اتجهت إلى غرفه والدها بابتسامه بشوشه وايقظته بهدوء .. اعتدل فى جلسته على الفراش مستندا بظهره لظهر الفراش قائلا بهدوء ....
" صباح الخير يا زينو .."
بادلته الابتسامه و انحت لتقبل يده قائله ..
" صباح الورد والفل ياحبيب زينو .."
استقامت فى وقفتها وأخذت الصينيه المملؤه بالطعام الشهى الموضوعه على الكومود ووضعتها على وساده أمام والدها قائله ..
" حضرتلك فطار حلو هتاكل صوابعك وراءه .."
تحدث قائلا بتعب ..
" مش قادر اكل دلوقتى يا زينه .."
جلست بجانبه وهى تهز راسها بنفي قائله ..
مش هينفع يا بابا لازم تاكل عشان العلاج .."
ثم قطعه من الخبز ودستها بالجبن ووضعتها بفم ابيها برفق .. اخذت تطعمه بيدها إلى أن تحدث قائلا برجاء ..
" خلاص ياحبيبتي والله مش قادر تانى .."
زمت شفتيها بحزن قائله ..
" يابابا انت لحقت تاكل ؟؟.. ياحبيبي لازم تاكل كويس عشان العلاج اللى بتاخده .."
ربت على يدها قائلا بابتسامه هادئه ..
" بعد شويه يازينه أنا هطلب منك الاكل ، بس دلوقتى كفايه مش قادر اكل اكتر من كده .."
تنهدت بيأس قائله ..
" حاضر .."
ثم التقطت الدواء الخاص به واعطته له ثم ناولته كوب من الماء وبعدما انتهى من تناول الدواء ، طلب منها أن تذهب لزوجها وتحضر له الفطار قبل أن يرحل لعمله ، وطلب منها أن تسترضيه بشتى الطرق عندما علم منها أنه لن يتحدث معها حتى الآن .. استمعت إلى نصيحه والدها ، اخذت الصينيه واتجهت بها المطبخ ثم احضرت صينيه اخري لزوجها واتجهت إلى الغرفه الخاصه بهم ، وضعت الصينيه على طاوله بمنتصف الغرفه .. اتجهت إلى الفراش وجلست بجانب زوجها النائم ..بدأت تهزه بهدوء هاتفه باسمه ..
" نوح ... نوح .. نوح قوم كده هتتاخر على شغلك .."
تسأل بصوت ناعس ..
" الساعه كام ؟.."
إجابته بهدوء بعدما التقطت الهاتف من جانبه ونظرت به ..
" الساعه سبعه ونص .."
استقام فى جلسته سريعا واشاح الغطاء عنه قائلا بجمود ..
" اوعى عشان اقوم .."
هزت كتفيها قائله برفض ..
" مش هقوم الا لما نتصالح .."
مسح وجهه بقوه كى لا يتهور عليها ، فهى تعلم جيدا أنه لن يحب أن يجبره احد على فعل شئ ... تحدث وهو يكز على أسنانه قائلا ..
" قومى يا زينه مش عايز اتاخر على شغلى ، وبلاش صوتى يعلا عشان عمى .."
لمعت عينيها بالدمع وتحدثت بصوت مختنق بالبكاء قائله برجاء ..
" عشان خاطري يا نوح .. أنا والله عارفه أن أنا غلطانه و وعد منى مش هتتكرر تانى ... بس عشان خاطر ربنا خلينا نتصالح .."
تسأل بسخريه قائلا ..
" وانتِ يفرق معاكِ اوي نتصالح أو لا ؟..."
انفجرت بالبكاء من سؤاله الساخر قائله بصوبه من بين شهقاتها ..
" ايوه يفرق معايا .. أنا غلط بس والله ماكان قصدي ، واعتذرت كتير وانت مش فارق معاك ... أنا والله تعبت ..."
شعر بالألم بداخله لبكاءها .. لم يحتمل فجذبها إلى أحضانه هامسا بجانب أذنها قائلا بحنان ...
" اهدي .. خلاص حقك عليا .."
ابتعدت وكفكفت دموعها متسأله ..
" يعنى مش زعلان ؟.."
ابتسم قائلا ..
" لا مش زعلان .. ولو سمحتى قومى بقى عشان كده هتاخر .."
لكتزته بكتفه قائله بتذمر ..
" تصدق انك رخم .."
ثم أشارت له على نهايه الفراش قائله
" تقدر تقوم من اخر السرير مش لازم أقوم .."
ضحك بقوه على غضبها .. اقترب منها قبل وجنتها ثم هبط من نهايه الفراش كما قالت له .. اتجه إلى المرحاض أخذ حماما سريعا ثم توضأ وصلى فرضها وبعدما انتهى وجد زوجته انتهت من كى ملابسه ارتدها سريعا وهى قميصا من اللون الأبيض وحله سوداء جعلته وسيم للغايه ثم اتجه إلى المرآة صفف شعره ووضع البرفيوم الخاص به ...
استمع الى صوت زوجته قائله بغيظ وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها ..
" ممكن كفايه بقى انت خلاص اتجوزت .."
استدار ينظر إليها بصدمه ثم انفجر ضاحكا مما زاد غضبها ..
تسألت بنظرات تكاد تحرقه ...
" ممكن افهم بتضحك على ايه ؟.."
توقف عن الضحك واجابها بصوت متقطع قائلا ..
" عشان أنا اتجوزت خلاص .."
تأففت بصوت مسموعه قائله بغضب ..
" أنا غلطانه أن أنا بتكلم معاك .."
واتجهت لتخرج من الغرفه ولكن كان هو أسرع منها وقبض على يدها برفق متسائلا ..
" ممكن افهم أنتِ مضايقه ليه ؟؟ .. يعنى عشان أنا اتجوزت انزل مبهدل ؟.."
إجابته بغيظ قائله ..
" لا مش مبهدل بس ... بس .."
قبل رأسها قائلا ..
" خلاص ياحبيبتي بلاش بسبسه عشان مفيش كلام تقوليه .. وعموما اطمني أنا عمري ما ابص لواحده غيرك .."
تسألت بخفوت ..
" بجد يا نوح ؟.."
ابتسم قائلا بصدق ..
" بجد ياعيون نوح .."
عانقته بقوه ممزوجه بالفرحه .. ثم ابتعدت عنه وجذبته إلى الأريكة قائله ..
" يلا عشان نفطر مع بعض .."
تسأل بهدوء ..
" وعمى ؟.."
إجابته بابتسامه واسعه .. فهو يهتم بوالدها وكأنه أبيه هو ..
" أنا فطرت بابا الاول عشان علاجه .."
وبعدها تناول الاثنان فطورهما فى جو من المرح والحب وبعدما انتهوا اتجهت زينه لتحضر له الشاى واتجه هو لغرفه والدها كى يطمئن عليه وتناولوا الشاي معا ثم اتجه" نوح " الي عمله بعدما ودع زوجته وأبيها ..
___________
فى الاسكندريه ..
بشقه كريم ..
كان كل من كريم ونور وزين حول مائده الطعام يتناولوا فطورهم .. كان كل منهم ينظر إلى صحنه دون حديث بينهم إلى أن قطع الصمت " نور" متسأله ...
" هتفضل مخاصم مليكه لغايه امتى يا كريم ؟.."
أخذ نفسا عميقا قائلا باقتضاب ..
" نور مش عايز اتكلم دلوقتى .."
قالت نور بإصرار ..
" لا يا كريم لازم نتكلم .. انت مخاصم اختك بقالك يومين ودا مش صح عشان انت عارف مليكه بتحبك ومتعلقه بيك ازاي .."
مسح على شعره بقوه .. فهو يعلم جيدا أن زوجته محقه بكل كلمه ولكنه مازال غاضب من قرار أخته .. ولكن بالتأكيد هو مخطأ فى عقابه لها ..
سألها بحده كى يهدأ من داخله ..
" عايز ايه دلوقتي يا نور ؟.."
إجابته بهدوء .. فهى تعلم أن زوجها ياتى باللين ..
" تكلم اختك وكفايه خصام عشان انت كل أهلها يا كريم .."
تدخل زين قائلا بتأكيد ..
" ياريت يا بابا والله عمتو طيبه اوي .."
تخل عن مقعده والتقط الحقيبه الخاصه به من المقعد المجاور قائلا ..
" أن شاء الله هكلمها .. يلا سلام عليكم عشان اتأخرت .."
وخرج سريعا متجها إلى المستشفى الخاصه به ..
تحدث زين بملامح عابسه قائلا ...
" أنا اول مره اشوف بابا متعصب كده .. الموضوع مش مستاهل كل دا .."
تنهدت نور بقوه .. وقالت ..
" هو متعصب عشان اول مره يزعل هو وعمتك ... وكمان هو متأكد أن هو غلطان بس فى نفس الوقت زعلان منها .."
نهض زين من مقعده واتجه إلى والدته ، قبل رأسها بحب قائلا ..
" أن شاء الله هيتصالحوا قريب .."
تسألت نور ..
" انت نازل دلوقتى ؟؟.."
هز رأسه قائلا ..
" ايوه يا حبيبتي أنا غبت كتير وعندي شغل كتير اوي فى المكتب .."
ابتسمت مردد بدعاء ..
" ربنا معاك ياحبيبي .."
اتجه زين إلى الخارج سريعا للذهاب إلى مكتبه ، أما نور لملمت الاطباق وقامت بترتيب المنزل ...
بعد مايقرب من النصف ساعه وصل زين إلى مكتبه .. دلف بهدوء وجد" ريم " منهمكه على الحاسوب ..
تحدث بهدوء قائلا ..
" السلام عليكم .."
رفعت وجهها من الحاسوب وعندما وجدته زين وقفت احتراما له .. ابتسمت قائله ..
" اهلا يا باشمهندس زين .."
هز رأسه بيأس قائلا ...
" يا ريم قولتلك قبل كده زين بس .. احنا هنا كلنا واحد .."
ابتسمت قائله ..
" حاضر يا زين .."
بادلها الابتسامه قائلا ..
' ايوه كده شاطره .."
ثم اكمل متسائلا ..
" طبعا عندنا شغل كتير جدا ؟؟.."
هزت راسها قائله بتأكيد ..
" فعلا الشغل كتير جدا .. وفى عملاء كتير اتصالوا وسألوا على التصميم بتاعهم .."
حك رأسه بتفكر قائلا ..
" تمام .. تمام .. بصى ياريم هاتيلى الملفات على حسب معاد التسليم .. يعني اللي تسلمها قرب هنشتغل عليها الاول بسرعه عشان ما نعطلش حد .."
ردت بجديه قائله ...
" خمس دقائق بالظبط ويبقوا على مكتبك .."
"تمام" قالها زين واتجه إلى مكتبه ثم استدار لها مره اخري متسائلا ...
" فين شروق ؟.."
إجابته بابتسامه فشلت فى كبتها قائله ..
" زمانها على وصول .."
" شكرا يا ريم .."
قالها ودلف الى مكتبه غالقا الباب خلفه بهدوء ...
كانت ريم تجمع الملفات التى طلبها زين حينما دلفت شروق بابتسامه واسعه كعادتها اليوميه وهى تحميل ما يقرب من خمسه عشر لوحه تأتى بهم كل يوم على أمل أن يراهم " زين " ..
تحدثت بصوت لاهت قائله ..
" صباح الخير يا ريم .."
ابتسمت لها قائله ..
" صباح النور يا شروق .. حظك حلو النهارده زين فى مكتبه .."
اتسعت ابتسامتها بفرحه متسائله ..
" بجد !!.."
هزت راسها بابتسامه ..
اتجهت شروق إلى مكتب زين .. طرق الباب بصعوبه ثم فتحته ودلفت ..
ما أن رأها زين غر شفتيه قائلا ..
" ايه دا ؟.."
إجابته بغيظ قائله ..
" بدل ما تسأل تعالى شيل عنى .."
تمتم بنفسه .. والله خايف يجى واقتلك فيه يابت أنتِ ...
اغتاظت من نظراته لها دون أن يحمل عنها .. افتربت من مكتبه والقت ما بين يدها على المكتب بتأفف قائله بتذمر ..
" هو انت مش شايف انا شايله ايه مش تساعدنى بدل ما تتفرج .."
.....
انتهي الفصل ..
عايزه رايكم ..
دمتم فى حفظ الرحمن ...
الفصل الثامن
#حكايتي_مع_الاسد
#اولاد_الجوهري2
#الحورية_فاطمة_محمد
_________
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
محمد رسول الله
صلِ الله عليه وسلم
_________
اتجهت شروق إلى مكتب زين .. طرقت الباب بصعوبة ثم فتحته ودلفت ..
ما أن راها زين غر شفتيه قائلا ..
" ايه دا ؟.."
إجابته بغيظ قائله ..
" بدل ما تسأل تعالى شيل عنى .."
تمتم بنفسه .. والله خائف يجي واقتلك فيه يابت أنتِ ...
اغتاظت من نظراته لها دون أن يحمل عنها .. اقتربت من مكتبه والقت ما بين يدها على المكتب بتأفف قائله بتذمر ..
" هو انت مش شايف انا شايله ايه مش تساعدني بدل ما تتفرج .."
تحدث بغيظ قائلا ..
" وهو حضرتك استنيتي يعنى ؟؟.. ما أنتِ رميتي كل اللى في ايدك على المكتب .."
ثم تسأل باهتمام وهو ينظر إلى المكتب الذي يعج باللوحات ..
" ايه دا ؟؟.."
إجابته ببراءة كالأطفال وابتسامه واسعه تزين ثغرها ..
" دي رسومات اتدربت عليها الايام اللي فاتت وعايزه اعرف رائيك فيها ..."
ابتسامتها جعلته تائها .. انتبه شعور بالسعادة دغدغ كيانه .. استفاق من شروده على صوتها متسائلة بتذمر طفولي ..
" سرحان في ايه ؟؟.. ركز معايا .."
تدارك نفسه سريعا .. وتحدث قائلا ..
" أنا معاكِ .. "
اتجه إلى المكتب وحمل كل اللوحات واستدار ليتجه إلى الباب كي يخرج متجها إلى المرسم .. أما هدى عندما رأته يتجه إلى الباب تسألت بخوف وصوت مختنق بالبكاء ظننا منها أنه سيلقى بهم في القمامة ...
" أنت واخد تعبي ورايح على فين ؟؟..."
استدار لها زين وانفجر ضاحكا فوقع من يده بعض اللوحات .. زمت شفتيها بغضب ودبت الأرض بقداميها متسائلة بغضب ...
" ممكن افهم بتضحك ليه ؟؟؟..."
توقف عن الضحك بصعوبة .. حاول أن يستعيد هدوءه قائلا بجديه ..
" هاخد اللوحات ونروح المكتب اللى جنبنا .. وهو عباره عن مرسم .."
طأطأت رأسها واردفت بخجل وهى تفرك اطابعها بسبب تسرعها ....
" أنا آسفه .."
ابتسم بتودد قائلا ..
" ولا يهمك يا شروق ..يلا على المرسم بقى ، أنا هخرج وبعدين أنتِ هاتِ بقى اللوح وتعالى .."
واتجه إلى الخارج متجها إلى المرسم .. دلف الى المرسم وهو عباره عن غرفه كبيره تحتوي على بوردتين كبيرتين للرسم أمام كل منهم مقعد .. بالجانب الآخر من الغرفه أريكة جلديه من اللون الاسود وبجانبها من الجهتين مقعدين بنفس اللون ومقابلها منضده صغيره ...
اتجه إلى البوردة ووضع عليها اللوحات واستدار ليجدها واقفه أمامه ..
ابتسم لها قائلا ...
" ادخلِ واقفه عندك ليه ؟.."
دلفت متجه الى البوردة وضعت ما بيدها ..
تسألت بهدوء ...
" هتشوفهم دلوقتي ؟؟.."
هز رأسه بنعم .. التقت واحده من اللوحات واتجه إلى البوردة الأخرى وقام بفرد اللوح عليها .. وما أن راي ما بها انفجر ضاحكا ...
تبدلت ملامحها من الابتسامة الهادئة إلى حزن جلى بعينيها وتساءلت بصوت مختنق بالبكاء ...
" بتضحك على ايه ؟؟؟..."
توقف عن الضحك عندما راي حزنها .. وقال بأسف ...
" أنا آسف والله مش قصدي ازعلك بس .. بس .."
تساءلت ببراءة ..
" بس ايه ؟؟.."
كبح ابتسامه بصعوبة حتى لا تحزن مرة أخري وقال بهدوء ..
" أنتِ مهندسة مش طفله يا شروق ... ايه الرسومات دي ؟؟!! .. "
فكانت رسوماتها قريبه الشبه برسومات الاطفال ...
عبست ملامح وجهها وقالت بخفوت ..
" أنا أسفة .. أنا هامشي ولما اتعلم ابقي ارجع تانى .."
واستدارت لترحل ولكن استوقفه صوته قائلا ..
" استني .. أنا هعلمك كل حاجه وتبقي اشطر مهندسه .."
استدارت بفرحه زينت وجهها وقالت ..
" شكرا اوي اوي يا زين .."
سحب مقعد ووضعه بجانبه أمام البوردة على مسافه لم تتعدي المسافة الشخصية لتجلس عليه .. وأشار لها لتجلس .. اتجهت بحماس وجلست بجانبه .. مد يده إلى سله اللوحات والتقطت لوحة فارغة وقام بتثبيتها على البوردة وبدأ يشرح لها اساسيات الرسم .. كان شخصا آخر .. تخلى عن مرحه تماما وكان يتحدث برسميه ومهارة كبيره ... وبعدما مده من الوقت انتهى من كثير من النقاط الهامه و طلب منها التطبيق على ما شرحه لها وبعدها تأخذ دراسا جديد ... شكرته بشده على طريقتة البسيطة و المرنة فى الشرح لها ...
وبعدما انتهوا طلب منها البقاء وهو يقوم بتصميم بعض المشاريع لبعض العملاء كي تتعلم منه أكثر ...
وبعد يوم طويل من العمل ، سلم زين التصاميم لأصحابها في مواعيدها .. ثم اتجه كل منهم إلى منزله بعد عناء يوم طويل ...
ولكن زين كان يشغل تفكيره تلك الملاك .. كم هي بريئة كالاطفال بوجهها الذي يخلو من مستحضرات التجميل ... تحزن ومع ابسط الكلمات تزين البسمة ثغرها وتلمع عينيها ببريق خاص لن يراه من قبل ...
____________
بشركة السيوفي .
تحديدا بمكتب آسر السيوفي ..
كان يجلس على مقعده يعمل على الحاسوب الخاص به بتركيز شديد .. فهو قرار الاهتمام بعمله لحين العوده الي حبيبته كما يظن ... انتشله من تركيزه طرقات على الباب .. عاد بظهره لضهر المقعد متاوه من ألم ظهرها .. ثم سمح للطارق بالدخول .. دلفت السكرتيره و قالت بهدوء ..
" فى واحد برا مصر يقابل حضرتك يا باشمهندس .."
تسأل بهدوء ..
" واحد مين ؟؟ اسمه ايه ؟؟.."
إجابته قائله ..
" رافض يقول اسمه ، بس بيقول أن حضرتك هتفرح بوجوده .."
ارتفع حاجبيه بذهول .. ولكنه أخبرها أن تخرج وتسمح له بالدخول ولا تسمح لأحد بالدخول إلا بعدما يخرج ..
اومأت له واتجهت إلى الخارج سريعا ، سمحت له بالدخول ثم أغلقت الباب بعدما دلف ...
اتجه هادي إلى مكتبه وجلس أمامه بهدوء طاغي واضعا قدم فوق الآخر .. ما أثار غضب آسر ولكن فضوله كان اقوي ليعرف من هذا الرجل .. فتحلى بالهدوء الزائف متسائلا بجمود ..
" ممكن اعرف مين حضرتك ؟؟ .. وايه سر الزياره ؟؟.."
نظر إليه هادي بابتسامه خبيثه قائلا ..
" أنا هادي الصياد .. "
وصمت ليري رد فعله ..
تحدث باقتضاب قائلا ..
" اهلا بيك .. ممكن اعرف سر وجود حضرتك هنا ؟؟.."
اجابه بهدوء ..
" أنا هادي الصياد ، عم مكة وسلمى بنات ريهام الجوهري ... أما بالنسبه لسر الزياده .. فهو أن احنا الاتنين عندنا هدف واحد هو تدمير أسد الجوهري ... وانا هنا عشان نتشارك وبكده سهل يقع ... أنا كده قولت كل حاجه و على المكشوف .."
نظر إليه بذهول من جراءته ، فهو تحدث بصراحه بالغه وكأنه على يقين أنه لن يكشف أمره أو أنه بالتأكيد سيشاركه فيما يريد .. حاول آسر أن يستجمع أفكاره سريعا
وتسأل بهدوء ..
" ومين قالك أن انا عايزه ادمر أسد ؟؟ .."
نظر إليه بمكر قائلا ..
" لما تبقى خطيب مراته الاول ، وتخصص واحد يراقب كل تحركات مراته ، يبقي اكيد مش بتحافظله عليها .. ولا ايه ؟؟!! .."
قال اخر كلماته بسخريه ... مما جعل آسر يرتبك بشده ، فلا أحد يعلم بأمر مراقبته لتمارا .. فكيف عرف هو بهذا الأمر .. وماذا لو رفض مساعدته فيما يريد .. تخبطت افكاره .. أخرجه من بحر تفكيره صوته قائلا بخبث وعيون تلمع بالشر ..
" بلاش تفكر كتير عشان مش هتوصل لاجابه اي سؤال من اللى بتفكر فيهم .. ولو على أن عرفت المعلومات دي منين ... اسأل مين هو هادي الصياد وانت تعرف أن أنا اقدر اعرف اللى انا عايزه اعرفه .. "
تخلى عن مقعده بابتسامه خبيثه توحى بمدي شره .. أخرج كارت من جيب بنطاله و وضعه أمامه على المكتب قائلا ..
" كارت عليه ارقامى .. رتب افكارك وكلمنى .."
واستدار ليتجه إلى الخارج ولكن اوستوقفه صوت آسر الغاضب قائلا ..
" أنا مش هساعد حد .. أنا وأنت هدفنا مش واحد ، ولا يمكن هدفنا يبقى واحد .."
تحدث وهو مازال موليه ظهره قائلا ببرود ..
" أنا هسيبك تفكر لانك دلوقتي مش عارف تفكر كويس .."
وترك المكتب سريعا غالق الباب خلفه بهدوء ...
وما أن خرج ألقى بنفسه على المقعد بإهمال .. يفكر فى هذا الرجل الغامض الذي تشع عينيه مكرا وخبثا ... لم يشعر بأي راحه اتجه بل شعر بأن من يجلس أمامه أحد رؤساء العصبات ... و اكثر ما جعله مرتبك هو كيف عرف بمراقبه تمارا .... انهمك بالتفكير وبالاخير لم يصل لاي اجابه .. أخذ يضرب مقدمه رأسه بيده لعل تفكيره يهدأ أو يصل إلى اجابه لسيل الاسئله المتردده على ذهنه ...ولكن بالنهاية فشل ... التقط الكارت الموضوع أمامه ونظر إليه مطولا ثم عزم على جمع معلومات كافيه عنه .. فلابد أن يكون حذرا جدا معه ويعرف من سيوجه ربما سيصبح احد أعداءه و ربما يحتاج لمساعدته أو يضطر إلى اللوجوء إليه ... فهو بالاخير سيفعل اي شئ كي يصل إلى من عشقها ...
على الجانب الآخر ..
بحديقه الفيلا الخاصه بالصياد ..
كان جالسا على الأريكة بمنتصف الحديقه ، وبيده فنجان من القهوه يحتسيه بشرود ... ينظر مكالمة من شخصا ما ... ربما تجعلهم يقودا سوق السلاح مره اخري بعدما انهارت حصونهم بسبب" فهد الجوهري " واستطاع القبض على اكبر شاحنه سلاح فى حياتهم ... ارتفع رنين هاتفه التقطت الهاتف من جانبه وما أن علم هويه المتصل انفرجت شفتيه بسعاده عارمه ...
أجاب سريعا ..
" اهلا عزيز باشا .."
" طبعا يا باشا ليا الشرف أن حضرتك تكلمنى .."
" محتاج مقابله حضرتك في مصلحه بينا .."
" بخصوص الشراكة اللى قولت لحضرتك عليها .. حضرتك بالمال واحنا بالتوزيع وندخلها مصر .."
" ماتقلقش ياباشا ، قبل ما افكر اعمل حاجه هكون مخلص عليه .."
" أوامرك يا باشا نتقابل بعد يومين فى المكان بتاعنا .."
" مع السلامه .. فى حفظ الله .."
وما انهي مكالمته .. شعر بسعاده كبيره ، فهو سيمدها بالمال مقابل تسهيل دخول شحنات الاسلحه إلى مصر ، بالاضافه الى توزيعها على التجار الصغار ... وهو بالتأكيد نسبته ستكون الاكبر ...
لم تكتمل سعادته ، فبمجرد ما جلست زوجته بجانبه تلاشت ابتسامته وانكمشت ملامح بحده متسائلا ..
" خير يا نجلاء ؟.."
إجابته بحده ..
" لا مش خير ... أنا قلقانه على يونس وعايزه يرجع الفيلا تانى .."
تحدث بتافف قائلا ..
" روحت واتكلمت معه وهو رافض يرجع اعمل ايه ؟؟.."
تساءلت بحده ..
" يعنى ايه تعمل ايه ؟؟ .. دا دورك انت اللي ترجع ابنك على بيته ، مش أنا اللى اقولك تعمل ايه ..."
نهض بعصبيه واردف بغضب ..
" خلاص مش عايز اسمع كلام فى الموضوع دا تانى ، أنا هعرف ازاي ارجعه تانى .."
وتركها واتجه إلى مكتبه بالداخل كي يرتب لتلك المقابله التى ستنعش اسمهم مره اخري فى عالم تجاره الاسلحه .. بالاضافه الي التفكير بطريقه التى سبزيح بها فهد الجوهري من طريقه كي لا يفسد عليه أعماله الفاسده مره اخري ..ولكن قدره الله فوق كل شئ وبالتأكيد سينقلب السحر على الساحر ...
_____________
بشرم الشيخ ..
توقفت سياره أمام اكبر فنادق شرم الشيخ ..
ترجل الأربعة من السياره ودلفوا إلى الفندق تحت نظرات "عيون " و "جنه" التى تشع فرحا واعجابا بالمكان .. ومن وراءهم العامل يجر الحقائب ... طلب منهم فهد الانتظار بساحه الاستقبال لينهي هو اجراءت الحجز .. تركهم مع مهاب ينظروا إلى المكان بانبهار واضح واتجه إلى الرسيبشن .... عاد إليهم بعدما أنهى اجراءت الدخول واستلم بطاقتين لجناحين متجاورين ... اعطى إلى أخيه البطاقه الخاصه بجناحه وبعدها اتجه كل منهم إلى جناحه الخاصه ليرتحوا من السفر وصعد العامل معهم بالحقائب ...
&&بجناح فهد &&
كانت فرحته لوجدها بجانبه لاتقدر بثمن ... يعشها حد الجنون .. يود أن يحفظها بمكان ما لا يعرفه أحد غيره .. يود أن يمتلكه بمفرده ... نظره السعاده بعينيها تكفى لإسعاده .... عندما تحسن الاختيار ستكون سعيدا للغايه .. فهنيئا لمن اختارت رجلا يتفنن فى اسعادها ..
كانت تدور بالغرفه بسعاده كالاطفال .. جذبها إلى أحضانه بابتسامه واسعه متسائلا ..
" فرحانه ؟!!!..."
شددت من احتضانه وهمست بنعومه قائله ..
" أنا السعاده عندي بتتلخص فى وجودك جنبي ومعايا .."
قبل رأسها بلطف قائلا بخفوت بجانب أذنها ..
" وأنتِ بالنسبالي حياتى .. ربنا يباركلى فيكِ ويقدرني واسعدك دائما .."
ابتعدت عنه .. وجذبت يدها مقبله كفه بحب شديد ..
ابتسم لها قائلا ..
" يلا نغير هدومنا وبعدين نرتاح شويه وبالليل نلف براحتنا ..."
هزت راسها بالموافقه ...
&&بجناح مهاب&&
فتح الباب بالبطاقه الخاصه بها وافسح لها المجال كي تدخل .. دلف الاثنان ومن خلفهم العامل الذي يسحب الحقائب وضعهم وخرج سريعا غالق الباب خلفه ..
كانت البسمه تزين محياها .. اقترب منها وتسأل بابتسامه ..
" لسه زعلانه منى ؟؟.."
إجابته بالسلب وقالت ..
" لا مش زعلانه .."
سحب كفيها وقبلهم بحنان جارف .. وابتسم قائلا ..
" ربنا يديمك فى حياتى يا جنتي .."
عانقته بحب قائله ..
" ويديمك ليا ويقدرنى واسعدك .."
ابتعد عنها قليلا وقال ..
" يلا نرتاح وبالليل هناخد جوله فى شرم كلها .."
انفرجت شفتيها وقالت بحب ..
" حاضر .."
______________
بمقر شركات الجوهري ..
بمكتب ليث ..
وصل ليث إلى الشركه بعد عدد كبير من المكالمات من " حمزه و نوح " وأخبره أن سعد الجوهري هو من يريده ..
كان يجلس على مقعده بوجه جامد خلي من التعابير وكأنه فاقد للحياه .. فما اسوء الخذلان من من نحب ...
تسأل حمزه باهتمام ..
" انت هتفضل كده كتير ؟؟.."
اجابه بفتور قائلا ..
" حمزه اطلع من دماغي أنا على اخري ، واصلا ماكنتش جاي الشركه بس طبعا لما حضرتكم كذبتو عليا وقولتوا جدي عايزني اضطريت اجي .."
تدخل نوح قائلا بهدوء ..
" احنا طبعا مش قاصدين نكذب زي مانت بتقول .. لكن ماكنش ينفع تبقي لوحدك بالحاله اللي مشيت بيها من القصر .."
تحدث بألم قائلا وهو يتصنع اللامبالاة ..
" أنا الحمد لله كويس .. وخلاص مش فارق معايا .."
تنهد حمزه قائلا ..
" انت كده اللي بتكذب يا ليث .. ليك حق تزعل بس هي كمان معها حق .."
تحدث ليث باستنكار ..
" معها حق !!! .. حمزه أنا فيا اللي مكفيني .."
أردف نوح بهدوء ..
" خلينا نتكلم بالعقل يا ليث ... ايوه معها حق ، والدتك قالتله كلام صعب اي حد يستحمله .. وعمها كان أقرب حل ليها .."
ضرب المكتب بحده قائلا ..
" عمها اللي قتل والدتها اقربلها .. صح كده ؟؟!!.."
صاح اخر كلامه بسخرية ..
أردف حمزه بهدوء .. ليجعلها يهدأ ..فليث شخصيه مرحه ولكن عندما يغضب يصعب السيطره عليه ...
" اهدأ يا ليث .. وعموما هي في القصر ما رحتش مع حد .."
تسلل إليه شعور بالفرحه ولكنه تظاهر بعدم الاهتمام وقال بهدوء مصطنع ..
" براحتها تمشي تبقي مايخصنيش .."
ابتسم كلامهم لأنهم يعلموا جيدا عدم صدقه ...
نهض نوح عن مقعده قائلا ..
" قبل ما اخرج حابب انصحك لانك زي اخويا ... البنت مالهاش حد فرد فعلها كان طبيعي جدا ، فبلاش تقول قدامها كلامك اللي زي السم دا لان وقتها بجد هتروح لعمها حتي لو هتعيش معه في النار ..."
وخرج متجها الي مكتبه ..
تبقي حمزه ينظر إليه بغموض ..
تسأل بتأفف ..
" نعم يا حمزه ... قول اللي عندك ..."
هز كتفيه بلا مبالاه قائلا ..
" أنا معنديش حاجه اقولها .. انت اللي عندك .."
زفر بسئم قائلا ....
" ايوه عندي يا حمزه ... عارف احساسي كان ايه لما أنا أعارض امي عشانها وهي بكل برود عايزه تمشي مع عمها ... احساس أنها تتخلي عني في أي وقت رغم تمسكي بيها دا وجعني .."
أردف بهدوء ..
" يا ليث والله اي بنت عنده عزه نفس هتعمل زيها ... طنط نهله مش بتفوت فرصه الا لما تهينها وتحسسها أنها مالهاش أهل ... فرد فعلها طبيعي جدا .."
تسأل بضجر ...
" والمطلوب ؟؟.."
_ أنا مش طالب منك حاجه ، بس حكم عقلك .. فهمها غلطها من غير ماتجرحها .. عشان انت كل أهلها دلوقتي .."
_ حاضر ..
_ تمام .. يلا بقي نشوف مالك ونخلص شغلنا اليومين دول قبل ما أسد وفهد يرجعوا وقتها لو الشغل مش جاهز هنترحم علي نفسنا ...
ابتسم ليث رغما عنه .. فهو محق أسد لن يتهاون ابدا في عمله .. وقال ..
" معاك حق ... بس تعرف الشركه وحشه اوي اوي من غيرهم .."
تنهد قائلا ..
" فعلا .. أن شاء الله يرجعوا بالسلامه .."
واتجه كل منهم لينهي عمله قبل عوده الوحوش ...
______________
أسدل اليل ستائره لينير القمر ظلامه ...
منا من ينظر الليل كي ينعم بنوم هادئ .. ومن من ينتظره ليتأمل صفاء السماء المزينة بالنجوم .. ومن من لا ينتظره ابدا ويتمني أن يدوم النهار ، فاحزنه تنفرد به ليلا ...
في قصر الجوهري ..
كانت تقف بالتراس منتظره عودته على احر من الجمر .. فهي حزينه منذ الصباح .. علي الرغم من بقاء " مكة وسلمى " معها طيله اليوم كي يخرجوها من هذه الحاله ولكن كل محاولاتهم بات بالفشل ... فهي طلبت منهما أن يتركوها بمفردها وهي ستنظره لتعتذر له عن ما بدر منها صباحا ... لاول مره منذ وجودها بالقصر تشعر بالوحده ... دائما كانت مرفوضه من والدته ولكنها اليوم تختبر شعور جديد .. كانت تشعر بالأمان لمجرد تواجده معه بالمكان ... احساسها بالذنب تجاهه يكاد يقتله ... فما اسوء أن تخذل من نصفك ... هاتفته مايقرب من عشرون مره ولكن لن بجيبها ...فاقت من أفكارها عندما رأت سياره وليد الجوهري تدلف من البوابه ... اتجهت للاسفل سريعا كي تسأل والده عليه ..
تقابلت مع وليد الجوهري امام البوابه الداخلية ... عندما رآها علم ماذا تريد ...
وليد بابتسامه ..
" السلام عليكم .." .
بادلته الابتسامه ولكنها كانت ابتسامه حزينة باهته ...
" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .."
اخدت تفرك أصابعها بتوتر ، تستجمع الكلمات المناسبه لتسأل عليه .. قطع تفكيرها كي يسهل عليها الأمر قائلا بهدوء ...
" هو الحمد لله بخير .. بس هو هيبت برا النهارده عشان عنده شغله لازم يخلصه .. "
اطرقت رأسها بحزن .. فرت دمعة من عينيها ازاحتها سريعا ولكن رآها "وليد " ... لعن بداخله غباء ابنه ..
أردف بحنان وهو يربت علي كتفها ..
" بلاش دموعك عشان غالية علينا كلنا ، هو ان شاء الله بكرا هيبقي هنا .."
تحدثت بصوت متحشرج بالبكاء وقالت ..
" إن شاء الله يا عمي ... تصبح علي خير .."
واتجهت الي الاعلي سريعا وهي تشعر بخيبة أمل كبيرة ...
بينما صعد وليد الي غرفته ...دلف بهدوء غالق الباب خلفه ... تجاهل وجوده بالغرفه تماما ... ابدل ملابسه واتجه إلى الفراش وتمدد عليه ..
تأففت بس تجاهله المقصود لها .. جلست بجانبه على الفراش وتساءلت بضجر ..
" يعني انت مش شايف إن أنا مستنياك ؟؟؟..."
أولاها ظهره قائلا بفتور ..
" مش عايز اتكلم يا نهله ... تصبحى على خير .."
وضعت يدها على كتفه برفق قائله بصدق ..
" أنا اسفه يا وليد ، والله مش هتضيق البنت دي تاني وماليش دعوه بيها نهائي .."
استقامه فى جلسته قائلا بغضب ..
" بدل ما تقولي هعتذر للبنت بتقولي مالكيش دعوه بيها .. خدي بالك يا هانم ابنك هيبقي في شقه أسد ورافض يرجع علي القصر .."
شهقت نهله قائله برفض ..
" لا يمكن ليث يعمل كده .."
تشدق بسخريه قائلا ..
" لا عمل يا ست هانم وتقدري تتصلي عليه دا لو رد عليكِ اصلا .."
امتلأت عينيها حزنا .. فهي المره الأولي التي يترك ابنها القصر .. لم يفعلها ابدا مهما حدث ، ولكن بالتأكيد هي أخطأت بحق ابنها وزوجته ... قالت بندم ...
" أنا هكلمه وان شاء الله هيرجع على القصر .."
مد يده واغلق الاباجوره بجانبه ثم تمدد علي الفراش مره اخري قائلا ..
" براحتك اعملي اللي يعجبك ..."
أما هى ظلت مستيقظه تفكر فى طريقه مناسبه لاسترضا ابنه ، وتقبل زوجته رغما عنها فقط من أجل ابنه ...
_________
بشقه مليكة ..
قطع حديثهم عندما دلفت تمارا بوجه ملطخ بالطحين الابيض ، وتحدثت وهي تنظر إلي أسد قائله ..
" بدل ما بتتكلم قوم ساعدنا فى البيتزا ..."
حاول أسد أن يكبت ابتسامته على مظهرها ولكنه فشل فأطرق رأسه يحك أنفه وضحك بخفه ... مما أثار خنقها وتساءلت بحده خفيفه ..
" انت بتضحك على ايه ؟؟.."
تحدثت مليكة من بين ضحكاتها وقالت ..
" بيضحك على شكلك اللي كله دقيق ياتيمو .."
تلقائيا رفعت يدها تمسح وجهها بظهر كفها ..
تحدثت مليكة بهدوء ..
"خلاص يا تمارا لما تخلصي اغسلِ وشك و عيب خلي أسد مرتاح و اعملي أنتِ مع مراد .."
أصرت تمارا على أن يرافقهم " أسد " الي المطبخ قائله بغيظ ..
" لا يا ماما مش هو بيضحك يستحمل .."
وافق أسد على رغبتها واتجه معها إلى المطبخ بعدما استأذن والدتها التى ابتسمت له وهى تدعو الله أن يسعدهما ويعوض كل منهما ما عأنه بحياته ، ليكن الاثنان دواء لبعضهم البعض ...
دلفت تمارا إلى المطبخ وأسد خلفها .. كان مراد يجلس على مقعد بمنتصف المطبخ وأمامه طاوله عليها بوله صغيره يقطع بها الطماطم الخاصه بالبيتزا .. ثم دار بعينيه فى المطبخ ليجد منضده المطبخ الرخامية ملطخه بالدقيق ..
نظر لها متسائلا بسخرية ..
" لما أنتِ مش بتعرفى تعملى ، بتتسحبى من لسانك ليه ؟؟.."
لم يتمالك مراد نفسه وانفجر ضاحكا .. نظرات له تمارا بحده جعلته يتوقف عن الضحك فى الحال ..
نظرت إليه رافعه أحدي حاجبيها وقالت ..
" تقول بعرف أو لا بس لما تاكل الاول مش دلوقتى .."
دار بعينيه سريعا على مظهر المطبخ المقلوب رأسا على عقب قائلا بشبح ابتسامه ..
" الجواب بيبان من عنوانه .."
اردفت بشر من بين أسنانها قائله ..
" قولتلك لما تاكل ابقى اتكلم .. واتفضل يلا ساعدنا أنا مش جيباك عشان ترغى .."
وقبل أنا يتحدث كانت جذبته أمام الطاوله الجالس عليها مراد .. ووضعت أمامه صدور الدجاج واعطت له سكين وقالت بنبره آمره ...
" قطع صدور الفراخ شرائح رفيعه عشان نعملها شورما للبيتزا .."
نظر اليها برفض قائلا ..
" لا أنا مابعرفش ... بصى أنا هعزمكم على بيتزا من برا ومش هعمل .."
نظرت إليه برجاء قائله ..
" عشان خاطري .. أنا هيبقي مبسوطه واحنا بعمل كلنا مع بعض .. الفكره مش فى الأكل الفكره فى الوقت الحلوه اللي هنقضيه مع بعض ..."
ثم أشارت على مراد قائله ..
" شايف مراد بيعمل اهو .."
نظر إليه مراد قائلا ..
" خليك معانا وانا هساعدك .."
ابتسم أسد وجلس بجانبه ... امسك بالسكين وبدأ فى تقطيع الصدور بحرافية .. واتجهت تمارا لتكمل عجينه البيتزا .. كل هذا فى جو من المرح بينهم جميعا .. اكتشفت تمارا فى شخصيه أسد جزء جديد لم تعرفه من قبل .. كان شخصا مرحا ..
بعدما انتهوا من اعداد البيتزا ، كان رائحتها الطيبه تعبأ المطبخ بأكمله .. تناولوا جميعهم الطعام فى جو عائلى دافئا .. شعر أسد معهم بالحب والمرح الذي افتقده منذ وقت طويل ..
بعدما انتهوا من الطعام .. أَثْنَى الجميع على البيتزا ، فكانت ذو مذاق شهى للغايه .. تصنعت تمارا الغرور ليضحك عليها الجميع ... أجبرت تمارا كل من أسد و مراد على مساعدتها فى تنظيف المطبخ وبالفعل انصاعوا لها ونظف ثلاثتهم المطبخ وبعدها احضرت لهم تمارا مشروبا ساخنا وجلوسوا بالشرفة لاحتساء مشروبهم ... بعد وقت من المزاح والحديث استاذنت مليكة للنوم وتركتهم يكملوا سهرتهم ....
تحدث مراد متسائلا ..
" عامل ايه فى شغلك يا أسد ؟؟.."
اجابه بهدوء ..
" الحمد لله .. أن شاء الله هرجع الشغل بعد يومين .. "
ثم اكمل بتساؤل ..
" وانت ناوي تستقر فى القاهره ؟؟.."
اجابه مراد بنفي ..
" لا .. أنا بس هفضل مع عمتو كام يوم وهرجع اسكندريه عشان شغلى .."
تساءلت تمارا وهى تنظر إلي مراد ..
" مش ناوي تستقر و تتجوز يا مراد ؟.."
أجابها بهدوء ..
" ناوي يا تيمو إن شاء الله بس .."
نظرت له تحثه على استكمال حديثه قائله ..
" بس ايه يا مراد ؟.."
تردد فى الاجابه عليها ، ولكنه اخيرا حسم أمره قائلا ..
" مش عارف اختياري صح ولا لا .."
تسأل أسد عندما شعر بحيرته قائلا ..
" لو حابب تتكلم احنا سامعينك ونقولك رأينا .. لو حابب طبعا .."
أخذ مراد نفسا عميقا واخرجه بهدوء .. يحاول استجماع الكلمات فهو لن يستطيع توقع رد فعل أسد .. ولكن بالاخير قرار أن يخبرهم ...
" أنا ماكنتش بفكر نهائي فى فكره الجواز دلوقتي ... بس قابلت بنت خلتني غيرت راي .. بس متردد جدا فى الموضوع دا ..."
تساءلت تمارا بغيظ قائله ..
" ليه يا بارد ؟؟.."
نظر اليها أسد وقال ..
" اصبري يا تمارا خليه يكمل كلامه .."
صمت الاثنان ليستكمل مراد حديثه ..
زفر مراد قائلا ..
" البنت دا حياتها غير حياتى من كل الجهات .. بس كده .."
نظر إليه أسد وتسأل باهتمام ..
" مختلفه ازاي يعني ؟؟.."
اجابه بصراحه قائلا ..
" أنا مش هطول فى كلامي كتير ... البنت اللي أنا اقصدها تبقي" سلمي "...."
وصمت ليري رد فعله .. ظلت ملامح أسد ثابته ، غامضه .. فشل مراد فى معرفه ما يفكر به .. قطع صمتهم تمارا متسائله ..
" سكت ليه يا بني ؟؟...كمل كلامك .."
نظر إليه أسد نظره لن يفهم مغزاها متسائلا ...
" وايه الاختلاف اللي بينك وبين سلمى من وجه نظرك ؟!! .."
تنهد مراد قائلا ..
" أنا صحيح مرتاح ماديا .. لكن مش هقدر اعيشها فى نفس المستوي اللي هي عايشه فيه .."
أردف أسد بسخريه قائلا ..
" ماكنتش اعرف ان سطحي في تفكيرك يا دكتور .." .
تحدث برفض قائلا ..
" أنا مش سطحي بالعكس أنا واقعي .."
ابتسم بمكر قائلا ..
" احنا مش بنفكر كده نهائي ، وعموما لو عايز تتجوز البنت اللي اختارتها القصر مفتوح باي وقت .."
صفقت تمارا بحماس وفرحه شديده .. فمراد يعني لها الاخ والصديق .. بينما ابتسم مراد بفرحه عارمه ..
أردف بفرحه وابتسمه تزين ثغره ..
" شكرا يا ابو نسب .."
ابتسم له أسد بهدوء ..
تخلت تمارا عن مقعدها قائله ..
" بالمناسبه الحلوه دي هعملكم عصير وفشار ونشوف فيلم رعب .."
رفض مراد ..
" لا يا تمارا أنتِ مش بتعرفي تنامى من الخوف .."
رفضت تمارا حديثه وقالت بإصرار ..
" لا يا مراد أنا خلاص قولت .."
تدخل أسد قائلا ..
" سيبها يا مراد على راحتها .."
تركتهم تمارا واتجهت إلى المطبخ لإعداد العصير والفشار وطلبت من مراد أن يختار لهم فيلم ...
بعد قليل كان ثلاثتهم امام شاشه التلفاز ، كان الظلام هو السائد ماعدا اضاءه شاشه التلفاز ...
كان الفيلم عن الاشباح .. كانت تمارا تصرخ من وقت لآخر وطلب منها مراد وأسد أن تكف عن المشاهده ولكنه أصرت علي استكماله للنهايه ...
بعدما انتهي الفيلم .. اتجه مراد إلى غرفته وتمارا وأسد إلى غرفه تمارا ...
بغرفه تمارا ..
تمدد الاثنان على الفراش ولكن بينهم مسافه ... ورفضت تمارا أطفاء نور الغرفة .. أولاها ظهره متظاهرا بالنوم ليراي ماذا ستفعل وهى خايفه هكذا ...
ظلت تمارا تعبث بالهاتف ولكنها لم تستطيع السيطرة على خوفها وما زاد خوفها هو اعتقادها أن أسد نائم ، مما زاد من حركتها على الفراش ..
استدار له أسد متسائلا ..
" مالك يا تمارا ؟؟.."
إجابته بتوتر ..
" أسد أنا مش عارفه انام .. وهروح انام مع ماما .."
وكادت أن تهبط من على الفراش قبل أن تسمع إلى رده .. قبض علي رسغها برفق قائلا ..
" لا طبعا انتِ مش هتخرجي من الاوضة .."
تساءلت بصوت أشبه بالبكاء ..
" ليه ؟؟.. أنا مش هعرف أنا إلا وأنا فى حضن ماما .."
ابتسم له بهدوء قائلا ..
" تعالي نامي جنبي يا تمارا ومتخافيش أنا معاكِ .."
وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها بعدما تدفأت بشرتها بحمره الخجل رافضه بارتباك ..
" لا .. لا .. أنا هروح انام مع مامـ ..."
قطع حديثها عندما جذبها برفق ليضع راسها على صدره .. شعر بضربات قلبها المتسارعة وانفسها اللاهثه التى كادت أن تنقطع ..
ضربها على موخره رأسها برفق .. قائلا بمرح كي يخفف من توترها و توتره هو الآخر ..
" نامي يا تيمو مش مستاهله كل التوتر دا .."
همست بخفوت ..
" بس .. بس ماينفعش كده ..."
انفجر ضاحكا على جملتها .. ابتعدت عنها ووجهها كحبات الفراوله باحمرارها ...
تساءلت بخجل ..
" انت بتضحك على ايه ؟؟.."
أجابها بعدما توقف عن الضحك ..
" على هبلك يا تمارا ... أنا جوزك على فكره ، فأيه بقي اللي ماينفعش ؟؟.."
حاولت أن تستجمع الكلمات لترد عليه .. ولكن تخلت عنها الكلمات .. جذبها إليه مره اخري عندما راي حيرتها وارتباكها .. أخذ يمسد على شعرها قائلا بهدوء ..
" اطمني يا تيمو ونامى .." ...
وكأن كلماته الهادئه الحنونه بمثابه حبات المنوم التى جعلتها تغفو سريعا رغم خجلها الشديد من قربها منها لهذا الحد ... علم أنها ذهبت فى ثبات عميق عندما انتظمت أنفسها ..... ظل يمسح علي شعرها بحنان وكان هو من يحتاج لذلك وبشده ... انتبته سعاده لم يعلم مصدرها .. ولكن قربها بجانبه لهذا الحد كان كافيا لاعاده النبض لقلبه من جديد .. تسأل في نفسها أيمكن بيوم من الايام يصبح الاثنان زوجين يحب كل منهما الآخر أو هذا شبه مستحيل ؟؟!!!.. قطع سيل أفكاره وقرار أن لايضيع سعاده تلك اللحظات بأفكار حزينه ...
بعد وقت من تأملها ذهب هو الآخر في ثبات عميق وهو يشدد من احتضانها ...
___________
مر يومين دون اي جديد ...
مازال فهد ومهاب بشرم الشيخ يقضون اوقات ممتعه ..
تحسن والد زينه وطلب منهم العوده الي منزله وبعد الحاح شديد منه وافق نوح علي أن تزوره زينه يوميا ..
أسد وتمارا يقضون وقت ممتع في بيت مليكه ، وبكل كل تأكيد لا يخلو يومهم من المشاكسه ..
ليث لم يعد الي القصر وهذا جعل تاج حزينه للغايه ، لاتخرج من غرفتها نهائي وعزمت علي تنفيذ قرار مهم حتي تتخلص من شعورها بالذنب تجاهه ..
الشباب يعملون باجتهاد شديد لإنهاء كافه الأعمال المطلوبه منهم قبل عوده أسد وفهد ..
تم الاتفاق بين عزيز وحاتم الصياد ويجهزون الي شحنه اسلحه كبيره ..
مازال آسر متوتر من معرفه هادي الصياد بأمر مراقبه تمارا ، وما زاد توتره هو معرفه من هو هادي الصياد ، ولكنه متردد في الاشتراك معه في أي شئ ...
__________
اشرقت شمس يوم جديد ..
فى منزل مليكة ..
كانوا جميعهم علي مائده الفطور .. تترأس مليكة السفره ، بجانبها الايمين يجلس أسد وبجانبه تمارا .. بجانبها الأيسر مراد ..
ابتسم أسد قائلا بحب ..
" تسلم ايدك يا لوكه ، الاكل تحفه .. وشكرا جدا علي اليومين الحلوين ، الواحد كان محتاجهم جدا .."
بادلته الابتسامه قائله ...
" بالف هنا ياحبيبي .. دا انا اللي فرحانه بيكم جدا ..وفرحانه اكتر أن ربنا كرمها بزوج زيك يا أسد ..وعمري ما كنت اتمني لبنتي احسن منك ، ربنا يفرحكم يارب "
توقف الطعام في حلقها وأخذت تسعل بقوه ..
ناوله أسد كوب الماء ، ارتشفت منه القليل ووضعته بجانبها ..
تسأل مراد بمكر ...
" مالك ؟؟.. مش عاجبك الكلام ولا ايه ؟؟..."
إجابته بغيظ ..
" خليك فى حالك يا مراد .. "
ثم وجهت الحديث لمليكة قائله ..
" مش اوي كده ياست ماما .."
ابتسم أسد لضيقها الواضح علي ملامحها ..
اردفت مليكة بهدوء ..
" عيب كده يا تمارا .."
ابتسم أسد قائلا ببرود كي يزعجها ..
" سبيها يا لوكه أنا مش باخد علي كلامها .."
ضحك كل من مليكة و مراد بينما تساءلت تمارا بحده ...
" ليه حد قالك أن أنا مجنونه ؟؟.. ولا عيله صغيره ؟؟.."
أجابها بهدوء طاغي ..
" الاتنين يا تيمو .."
صاحت تمارا بغيظ ونهضت من مقعدها متجه الى المطبخ وهي تتمتم بكلام غير مفهوم .. أما هما فانفجروا ضاحكين ...
وبعد مده انتهي الجميع من تناول الطعام وجلسوا يحتسوا مشروبهم الساخن ، فمنهم من يحتسى الشاي ومنهم من يحتسي القهوه ...
أردف أسد بهدوء ...
" خلصى قهوتك يا تمارا عشان نرجع القصر .."
ردت برجاء قائله ..
" خليها بالليل عشان خاطري .."
اوما لها قائلا ..
' حاضر خليها بالليل .."
نظرت إليه بامتنأن قائله ..
" شكرا جدا .."
تخلت مليكة عن مقعدها قائله. .
" استاذنكم اتكلم مع تمارا شويه .."
ابتسم أسد وقال ..
" على راحتكم .."
جذبتها من يدها الي غرفتها .. تريد الحديث معها منذ أتت ولكنها فضلت تأجيل الحديث عند رحيلها لأنها تعلم جيدا أنها ستثور ...
دلف الاثنان إلى الغرفه وأغلقت تمارا الباب بهدوء ...جلست مليكة علي الفراش مستنده لظهره ... أشارت لتمارا على فخدها قائله بابتسامه ..
" تعالى نامي علي مكانك المفضل .."
اقتربت منها تمارا ووضعت رأسها علي فخذها .. فهي تفضل هذا وبشده ... بدأت مليكة تمسد علي شعرها برفق ...
تساءلت بهدوء ..
" عامله ايه معاهم هناك ؟؟.. وحسن عامل معاكِ ايه ؟؟.."
اجابتها بحزن ..
" مفيش اي حاجه ليها طعم من غيرك ... بابا الحمد لله كويس معايا ..."
اردفت بهدوء تمهيدا لما ستقوله ..
" ياحبيبتي الطبيعي انك كنتي هتتجوزي وتعيش مع جوزك من غيري ... لازم تتعودي علي كده .."
_ مش قادره يا ماما ... أنا طول عمري معاكِ ..
انحنت قبلت رأسها وقالت. ...
" بكرا ربنا يكرمك بأولاد وتتاقلمي علي العيشه فى القصر وسط اهلك .."
تساءلت بحزن ..
" وانتِ يا ماما ؟؟؟..."
إجابته بهدوء .. خايفه من رد فعلها ..
" أنا هسافر السعوديه يا تمارا .."
انتفضت واستقامت فى جلستها متسائله ..
" حضرتك قولتي ايه ؟؟.."
_ هسافر السعوديه ، عندي عرض شغل هناك ...
تساءلت بصوت مختنق بالبكاء. ...
" وانا ؟؟.."
اجابتها بألم يعتصرها من الداخل ..
" أنتِ مع جوزك واهلك دلوقتي ياحبيبتي .."
اردفت بحده ..
" بس انا مش عايزاهم أنا عايزاكي أنتِ .."
تحدثت برجاء وقالت ..
" عشان خاطري يا تمارا أنا محتاجه ابعد شويه .. وانا ماعملتش كده الا وأنا مطمئنه عليك .."
تساءلت والدمع يلمع بمقلتيها ..
" يعني دا اخر كلام عندك ؟؟.."
_ ايوه ...
تركتها وخرجت من الغرفه سريعا .. دلفت إلى الرسيبشن كالعاصفه .. مما أثار ذهول أسد ومراد من مظهرها ...
توقفت امام أسد قائله بحده ..
" يلا عشان تمشي من هنا ..."
أردف بهدوء ..
" مش قولتي بالليل ، ايه اللي غير رائيك ؟؟ .."
إجابته بغضب قائله ..
"أنا عايزه امشى دلوقتي .."
أردف بهدوء ..
" ممكن افهم في ايه الاول وهنمشى ..."
تحدثت بغضب وقالت ...
" انت غبي بقولك عايزه ارجع دلوقتي .."
صاح بها مراد بحده ..
" تمارااااا اتكلمي بأدب مع جوزك .."
بينما أسد اطبق جفونه بقوه محاولا ان يكون هادئا لانها تخططت كل الحدود ..
لوحت بيدها قائله بحده ..
" أنا ماشيه خليكم انتو مع نفسكم .." .
اتجهت إلى الباب ولكن توقفت عندما قبض علي يدها بقوه قائلا بنبره لاتحمل النقاش ..
" هدخل اجيب مفتاح العربيه وجاي .."
حرر يدها بقوه واتجه الي الداخل ، التقطت مفتاحه وهاتفه وخرج لها سريعا ..
ابتسم لمراد قائلا ..
" سلام يا مراد .."
واتجه الاثنان سريعا الي أسفل مستقلين السياره باتجاه القصر ...
&&&&&&&&
مستنيه رايكم ...
بداية الروايه من هنا 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق