أخر الاخبار

أصبحت خادمه لزوجي من البارت الحادي والعشرين حتي البارت الخامس والعشرون والاخير كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات




أصبحت خادمه لزوجي

من البارت الحادي والعشرين حتي البارت الخامس والعشرون والاخير

أتمني لكم قراءة ممتعة 

 بعد مرور ثلاثة أشهر

---------------------------------------------------------

يأتي الصيف بحرارته المرتفعه وظروفه القاسيه.....لنجد حسناء تسند رأسها علي زجاج السياره وتنظر للا شئ يبدو أنها شارده....كان حمزة يتحدث إليها ولكنها لم تكن متنبهه....وعندما طفح به الكيل تحدث بصوت جهوري وهو يهزها بعنف من كتفها : انتي ي هانم مش سمعاني . 


لتلتفت له الأخري وتقول ببرود : مأخدتش بالي....خير في حاجه . 


حمزة بعصبيه : ما تتظبطي كده وانتي بتتكلمي بدل ما اظبتك انا....انا متعصب ومش عايز اطلعهم عليكي . 


حسناء بلا مبالاه : وايه الجديد ف كده ما انت متعصب علي طول....اعمل اللي تعمله ماعدتش فارقه . 


حمزة بذهول : انتي من امتي وانتي بتكلميني كده....مش عايز أمد ايدي عليكي ي حسناء....فأحسنلك تتقي شري انهارده عشان انا مش طايق حد . 


وحقاً تهديده ذاك أخافها وظهر تأثيره فوراً عليها فهي لم تنسي ذلك اليوم المشئوم الذي ظل يضربها به إلي أن فقدت وعيها من شدته .

---------------<<<<< فلاش باك >>>>>---------------

---------------------------------------------------------

كانت حسناء في المطبخ عندما أتي حمزة من عمله وكان عصبي جداً هذا اليوم....وعندما أحست بوجوده خرجت من المطبخ مباشرة لتسأله إن كان يود تناول الغذاء الآن أم لا....ولكنها تفاجأت به يقول بصوت جهوري : فين الملف اللي كان علي سريري امبارح . 


حسناء ببرود : ماعرفش....انا لما نضفت الأوضه ماكنش فيه حاجه ع السرير...وبعدين انا هاخده اعمل بيه ايه . 


حمزة بعصبيه : ازاي يعني ماتعرفيش؟؟!!....امال مين اللي يعرف....عارفه ي بت لو الملف ماظهرش دلوقتي انا هعمل فيكي ايه . 


حسناء بعند : قولت ماعرفش هوا فين....وريني بقي هتعمل إيه . 


حمزة بسخريه : ايه ي بت الجرأه التي ظهرت عليكي فجأه كده....مش كنت بتقعدي تعيطي كل ما آجي اكلمك....عرفتي بقي انك كنتي بتمثلي . 


حسناء : ايوه عرفت....انت عايز ايه بقي دلوقتي....عشان عايزه امشي . 


لم يرد الآخر وانما ظل يرمقها بنظرات حانقه فتشير حسناء بيدها دلاله علي الا مبالاه وتدير له ظهرها وتمشي متجهه نحو غرفتها....وهنا أصبح حمزة كالثور الهائج....فجذبها من شعرها وهو يقول بصوت جهوري : بت احترمي نفسك معايا....انتي ازاي تمشي وانا ماقولتلكيش تمشي....أنتي شكلك ناقصه تربيه....وانا بقي اللي هربيكي....عشان بعد كده تعرفي ازاي تحترمي نفسك وانتي بتتكلمي معايا....ومن ثم نزلت علي وجهها صفعه مدويه وتلتها عدة صفعات إلي فقدت وعيها بين يديه وتعب هو أيضاً فيتركها مكانها ويذهب غرفته . 


-------------<<<<< عوده للحاضر >>>>>-------------

---------------------------------------------------------

أفاقت من شرودها عندما لكزها الاخر في كتفها وقال : يلا ي ابله وصلنا....انتي هتفضلي كده كتير....يلا انزلي . 


فتنزل الاخري لتجد نفسها تقف أمام فيلا غايه في الفخامه والرقي....فتظل تتأملها بشرود إلي أن تتنبه علي قول حمزة وهو يعتصر يدها : اصحي ي هانم مش كل شويه ألاقيكي سرحانه....العيله كلها جوه دلوقتي....عارفه لو شوفتك قاعده مع جواد ولا زين انا هعمل فيكي ايه....فاكره العلقه اللي اخدتيها قبل كده....دي هتبقي جزء بسيط من اللي هعمله فيكي لو لمحتك بس واقفه معاهم....انتي هتقعدي ف المكان اللي انا فيه....يعني لو مشيت من مكان تيجي ورايا....ماتقعديش....واوعي تكوني فاكره انك جايه هنا عشان تصيفي....لا ي حلوه انتي جايه هنا بس عشان تاخدي بالك من حاجتي وهدومي بس مش أكتر....واياك تقولي حاجه لحد ي حسناء....مفهوم . 


حسناء بألم وهي تنتزع يدها من قبضته : فاهمه....سيب ايدي بقي . 


حمزة وهو ينفض يدها : وآدي ايدك اهي....بتحسي اوي ي بت....يلا امشي . 


لم ترد عليه وإنما رمقته بنظره ساخطه وسارت خلفه وهي تفرك يدها دون أن تتفوه بحرف إلي أن دخلا الفيلا....وبعد تبادل السلام والترحيب صعد كل منهم غرفته ليرتاح من عناء السفر....كانت حسناء تحمل هم الجلوس معه في غرفة واحده....لذلك عندما صعدت الغرفه ظهرت عليها معالم القلق....وكان الآخر يلاحظها فيقول بسخريه : ماتخافيش كده انا مش هاكلك ولا حاجه....وبعدين انتي كنتي جدعه تحت وسمعتي الكلام فمش هعمل فيكي حاجه . 


لم ترد عليه وانما أخذت الحقائب وبدأت بتفريغ محتوياتها في الخزانه....وبعدما انتهت أخذت منامه ودخلت الحمام....أما هو فأخذ أيضاً منامه وبدأ يخلع ملابسه....وعند اللحظه التي تخلص فيها من ملابسه تماما خرجت حسناء من الحمام لتتفاجأ من منظره ذاك ومن ثم تحمر وجنتاها وتدير وجهها فوراً وهي تقول : انت بتعمل ايه . 


حمزة وقد أصبح يقف أمامها : إيه مش شايفه؟!....بغير هدومي . 


حسناء بخجل وهي تتراجع للخلف : وفي حد يغير هدومه كده عادي....ما تستني لما اخرج من الحمام . 


حمزة وهو يقترب منها أكثر وأكثر إلي أن أصبح يحاصرها بين ذراعيه : وفيها أي يعني....وبعدين مالك مكسوفه كده ليه . 


حسناء بخوف : إنت عايز ايه دلوقتي . 


حمزة : أنا مش عايز حاجه . 


حسناء : طيب عديني عشان عايزه انام....وبمجرد أن أفلتها من بين ذراعيه ذهبت مباشرة بإتجاه الاريكه ودفست رأسها بها من شدة الخجل ولم تظل هكذا كثيراً....فسرعان ماتغيرت وضعية نومها عندما غلبها النعاس....وعندما إنتهي الاخر من تبديل ملابسه حملها بين زراعيه ووضعها علي الفراش ومن ثم نام بجوارها....لما فعل ذلك....أحقاً لديه قلب....أحقاً خاف عليها من نومة الأريكه غير المريحه أم ماذا....هو لم يفعل ذلك لأجل ما قولتيه بل لأنه لم يعد يقدر علي النوم إلا بجانبها....فمنذ ذلك اليوم الذي استيقظ به ووجدها تنام علي صدره وهو لا يستطيع النوم دونها....حتي عندما ذهب لقضاء عدة أيام عند أهله لم يستطع النوم وذهب إليها في الصباح الباكر....فهو كان يذهب في الليل لينام بجانبها ويعود غرفته في الصباح قبل ان تستيقظ....وما يجعله مستمر في ذلك....هو ان نومها ليس بالخفيف فهي عندما تنام تصبح كالميته لا تشعر بما يحدث بجانبها....يا إلهي....هل يعيش ذلك معها لحظات رومانسيه....رومانسية ماذا ي عزيزتي....أهناك رومانسيه تأتي من هذا المخلوق....دعينا نُكمل ولا تضيعي وقتك في التفكير بأشياء لسنا بضامنين وجودها . 


وبعد ما يقرب من الثلاث ساعات يستيقظ حمزة علي صوت رنين هاتفه فيلتقطه ويجيب بصوت نائم : أيوه....مين . 


حازم : أنا حازم ي باشا....انت جاي شرم عشان تنام....فوق كده وتعالي احنا ع البحر . 


حمزة : طيب جاي أهو....ومن ثم أغلق هاتفه ليتأمل وجه تلك النائمه علي ذراعه ويظل يملس علي شعرها الذي يعشقه ويذوب عشقاً في رائحته....ولكن يتنبه لنفسه فيزيح بصره عنها ويقوم بحملها ووضعها علي الاريكه ثانية ومن ثم يذهب بإتجاه الخزانه ويخرج منها ملابس مناسبه للسباحه ويرتديها سريعاً ومن ثم يوقظ تلك النائمه ويخبرها بأن تبدل ملابسها....وبالفعل أخذت فستاناً من الشيفون بلون البحر وحجاباً مناسب له ودخلت الحمام....وعندما خرجت تفاجأ الآخر بأناقتها وجمالها في هذا اللباس....فيظل يرمقها بنظرات غريبه لم تفهمها....كان حمزة سيتراجع عن أخذها معه وكان سيتركها....ولكن لم يفعل تجنباً للأسئله الكثيره التي سيطرحها الجميع إن لم يأخذها....لذلك قرر أن يصطحبها اليوم ويتركها في المرات القادمه . 


وبعد بضع دقائق يصلا الشاطئ....فيتركها بجانب والدته ويذهب هو ليتسبح....اما هي فإندمجت بالحديث مع والدته إلي أن خرج جواد وإنضم هو الآخر لحديثهم....وبمجرد أن لمحها حمزة وهي تتحدث مع جواد خرج سريعاً من البحر وأمسك بيدها وقال : إحنا هنمشي إحنا بقي . 


ليلي : إنتوا لحقتوا....طب سيب حسناء تقعد معايا شويه . 


حمزة : لأ معلش ي ماما....المره الجايه....ومن ثم سحبها خلفه وصولاً لغرفتهم....وبمجرد أن أغلق الباب دفعها علي الارض وقال بعصبيه : مش انا قايلك ماتقعديش مع جواد . 


حسناء بإرتباك : هو اللي جيه قعد معانا . 


حمزة وهو يهز كتفها : ماعدتش اشوفك ف مكان هو فيه....حتي لو هوا جيه قعد امشي انتي....فاهمه . 


أومأت له الاخري وقالت : حاضر....حاجه تانيه . 


حمزة بضيق : امشي من قدامي دلوقتي . 


وبالفعل إنصاعت الاخري لرغبته ودخلت الحمام لتبدل ملابسها....وعندما خرجت جلست علي الأريكه وقامت بتشغيل التلفاز لتندمج بمشاهدته لدرجة أنها لم تنتبه لخروجه من الغرفه....وبعد فتره ليست بالقصيره تكتشف أنها في الغرفه بمفردها....ولكنها لم تبالي كثيراً بذلك وقامت بإحضار بعض المقبلات والعصائر البارده ومن ثم عاودت مشاهدة ما كانت تتابعه....وبعد مايقرب من الثلاث ساعات غلبها النعاس ونامت علي الاريكه....لم يمضي الكثير الا وأتي حمزة....ليقوم بإغلاق التلفاز ومن ثم حملها وضعها علي الفراش ونام بجانبها بملابسه....وما هي إلي لحظات وأصبح يغط في نوم عميق . 


في صباح اليوم التالي تفيق حسناء علي صوت حمزة وهو يناديها كي تستيقظ....وبمجرد أن فتحت عينيها يتحدث حمزة قائلاً : إيه سنه عشان تصحي....قومي يلا البسي . 


لم تجادله الاخري وانما ذهبت بإتجاه خزانتها وأخرجت فستاناً بلون البنفسج من الدانتيل له حزاما مزين بألوان مختلفه من الورود وإختارت حجاباً لونه يتماشي معه ودخلت الحمام....مر الكثير من الوقت ولم تخرج بعد....فيقول حمزة بعصبيه : يلا ي هانم....هنتأخر....مش رايحين فرح احنا . 


حسناء بحده : الباب مش راضي يفتح . 


حاول حمزة فتحه عدة مرات ولكن الباب يعاند ويرفض الاستسلام....واخيراً وبعد عناء فُتح الباب....ليقول حمزة بسخريه : لازم يعني تقفلي الباب....كل دا خوف وكسوف....دا انتي لو آخر واحده ف الدنيا مش هبصيلك....ثم أمسكها من رسغها بقوه وخرج من الغرفه وصولاً إلي سيارته....لنجد الجميع في إنتظارهم ومن ثم ركب كلاً منهم سيارته وإنطلقوا إلي وجهتهم ألا وهي أحد أكبر المراكز التجاريه في المنطقه....فخطتهم اليوم هي عمل جوله تسوقيه في ذلك المكان ومن ثم تناول الغذاء والرجوع إلي الفيلا....وبعد عدة دقائق يصلوا جميعاً ومن ثم يمسك حمزة بيد حسناء ويدخل....كان يريد شراء بعض الملابس المنزليه وكذلك الرسميه الخاصه بالعمل....لذلك يتجه بها نحو القسم الرجالي ويبدأ بإختيار هذا وذاك إلي ان ينتهي يتجه بعدها إلي القسم الخاص بالسيدات فيقول وهو يعطيها بطاقته الإئتمانيه : ادخلي شوفي انتي عايزه ايه وانا هستناكي هنا . 


حسناء : بس انا مش عايز حاجه . 


كاد ان يتحدث ولكن قاطعه رنين هاتفه فيترك لها البطاقه ويأخذ أغراضه ويذهب علي عجاله....تضايقت كثيراً لأنه تركها وذهب....ولكن ماذا ستفعل ستضطر أن تنتظره حتي يأتي....لذلك قررت أن تأخذ جوله استكشافيه للمكان....وبعد مايقرب من الساعه بدأت تشعر بالقلق....فهو قد تأخر كثيراً...هل سيفعل مثل أمس....ياله من مهمل....ويتبع تلك الساعه ثلاث ساعات أخري....هل سيتركني هنا....أنا خائفه....وكالعاده بدأت في البكاء كالطفله الصغيره. 


-----------<<<<< في فيلا السيوفي >>>>>----------

---------------------------------------------------------

نجد الجميع يجلس في انتظار قدوم الثنائي المتغيب منذ عدة ساعات....وبعد بضغ دقائق يدخل حمزة ويقول : أمال حسناء فين ؟؟!! 


عزالدين : احنا كنا فاكرين انها معاك . 


حمزة بقلق : انتوا هنا من زمان ؟؟!! 


ليلي : ايوه ي ابني اصل احنا جيبنا الاكل اتغدينا هنا . 


لم يتفوه حمزة بكلمه اخري وإنما خرج مسرعاً وصولاً إلي سيارته ومن ثم ركبها وتبعه جواد وحازم....لم يمض سوي بضع دقائق إلا وكانوا أمام ذلك المركز التجاري....وبمجرد أن اوقف حمزة سيارته حتي مشي بخطوات مسرعه اشبه إلي الركض وصولاً إلي الداخل....ومن ثم ذهب مباشرة لالمكان الذي تركها عنده ولكن لم يجدها....ظل يبحث عنها هنا وهناك ولكن لا فائده....وهنا أصابته حاله من الخوف الشديد وأصبح يبحث عنها كالمجنون وينادي بإسمها بأعلي صوته....ولكنها لم تأتي....أعلم كل من بالمكان بتغيبها كي يبحثوا عنها....وبعد ساعه من البحث المتواصل فقد الامل في أن يجدها وأحث بأن روحه تسحب منه ويكاد يفقد وعيه....فهو لا يستطيع تحمل فكرة انها لن تكون معه بعد الآن....وأخذ يلوم نفسه بشده لأنه من ضيعها....وعندما استسلم تماماً لفكرة أنها رحلت ولن يجدها خرج من ذلك المكان عازماً أمره علي الذهاب لمركز الشرطه....فهو لن يدعها تذهب وتتركه بعدما تعلق بها....وفي اللحظه التي هم فيها بفتح سيارته سمعها تنادي من بعيد وعندما التفت وجدها تركض نحوه بلهفه وإرتمت بأحضانه ودفست رأسها بصدره وظلت تنتحب بقوه....أما هو....فما كان منه إلا أن شدد من احتضانها وكأنه وجد كنزه المكنون....وبعد لحظات هدأت حسناء كثيراً وقالت بدموع : مشيت وسيبتني ليه....وانت عارف اني مش هعرف ارجع . 


حمزة بندم : كنت مستعجل والله وقولت اكيد هتروحي معاهم . 


حسناء بإرهاق : أنا عايزه اروح . 


حمزة وهو يحملها : حاضر....بس انتي كنتي فين كده انا دورت عليكي كتير مالقتكيش . 


حسناء بحزن : تقوم تمشي وتفض الموضوع وخلاص....ولا كإن حاجه حصلت . 


حمزة بتبرير : لأ خالص والله انا كنت رايح القسم عشان يدوروا عليكي....وبعدين ازاي يعني كنت همشي واسيبك . 


حسناء وهو تضع رأسها علي صدره : ايوه صح أمال مين يطلع عين حسناء....روحني يلا عشان عايزه انام . 


إبتسم حمزة وقال بتعجب : انتي مابتبطليش نوم ؟؟ 


حسناء : مالكش دعوه . 


حمزة : ماليش دعوه ازاي يعني ؟!....طب مش مروحك ايه رايك بقي .

ّ

حسناء بتذمر : لأ ماليش دعوه انا عايزه اروح . 


حمزة : خلاص ي ستي هروحك....بس تعالي نروح نتغدي دلوقتي....انتي مأكلتيش حاجه من الصبح . 


حسناء بتعجب : ودا من امتي الاهتمام دا كله....دا انت لسه مهزقني امبارح . 


حمزة بمشاكسه : دا انتي مابتحمديش ربنا....يعني لا ابقي وحش وابهدلك عاجبك ولا ابقي هادي واعاملك كويس عاجبك....وبعدين دا انتي قلبك اسود اوي لسه فاكره من امبارح . 


حسناء : والله ؟!....علي أساس انه امبارح بس....روحني يا ابن الحلال انا عايزه انام . 


حمزة : ااااه انتي شكلك عايز تقلبيها نكد بقي . 


حسناء : ايوه طبعاً....امال عايزني اسيبك مزاجك حلو كده....اصل بصراحه مش متعوده عليك هادي كده....امال فين الزعيق والبهدله واعملي ي حسناء وتعالي ي حسناء....وروحي ي حسناء . 


حمزة بعصبيه مصطنعه : طب اسكتي ي حسناء ويلا عشان نمشي بدل منظرنا دا . 


حسناء : ايوه كده....ارجع لطبيعتك....شوفت ماقدرتش تستحمل تبقي هادي وكويس كام دقيقه....مافيش فايده حمزة هيفضل حمزة....الله يهديك . 


حمزة وهو يُجلسها في السياره : لأ دا انتي اخدتي عليا اوي . 


حسناء : يلا ي ابني بس عشان انا جعانه وعايزه انام . 


حمزة بإستنكار : ابنك ؟!....انتي هتستعبطي ؟؟! 


حسناء بمشاكسه : بهزر ي رمضان....ايه مابتهزرش . 


فتنطلق منه ضحكه رجوليه جذابه ويقول من بين ضحكاته : ماشي ي لمضه....ومن ثم ركب السياره وإنطلق بها عازماً علي الذهاب لأحد المطعام القريبه . 


وبعد فتره ليست بالكبيره تقف السياره أمام مطعماً كبيراً فينزل حمزة من السياره ويقول : ايه مش ناويه تنزلي....عايزاني اشيلك ولا ايه . 


حسناء وهي تنزل : ياريت والله....بس كفايه كده . 


ومن ثم أمسك الآخر بيدها ودخلا المطعم....وكان حمزة في هذا اليوم رومانسياً جداً....حيث قام بسحب الكرسي لها وجلس أمامها وظل يرمقها بنظرات متأمله وكأنه يراها لأول مره....لتحمر وجنتاها وتقول بخجل : إنت بتبصيلي كده ليه . 


حمزة بغضب مصطنع : انا ابص براحتي....عندك مانع ؟! 


حسناء : اااه احنا رجعنا....بص ي عم براحتك....انت هتاخد علي كلامي . 


حمزة : ما كان من الاول لازم يعني اوريكي العين الحمره عشان تسمعي الكلام . 


حسناء : ما انت بتورهاني علي طول....جت يعني من المره دي....هوا ممكن أسألك سؤال . 


حمزة : عارف السؤال من قبل ماتقولي....ومش هجاوبك عليه إلا لما تجاوبي علي السؤال اللي هسأله دلوقتي . 


حسناء : عارفه السؤال بس مش عايزه اجاوب عليه . 


حمزة : وانا خلاص مش هجاوب . 


حسناء : تمام كده نشوف بقي هناكل ايه . 


حمزة بإبتسامه : انا بقول كده برضو....هتطلبي ايه بقي . 


حسناء : بصراحه مش عارفه....ما تختارلي انت . 


حمزة : وانا مالي....هو انا اللي هاكل . 


حسناء وهي تضع يديها امام صدرها وتقول كالأطفال : خلاص بقي مش هاكل.... 


حمزة : دا انتي عيله اوي....خلاص ي ستي هطلبلك انا . 


حسناء بمشاكسه : ما كان من الاول....لازم يعني اوريك العين الحمره . 


حمزة بإبتسام : انتي بترديهالي ولا ايه . 


أومأت له برأسها وقالت : تعرف اني اول مره اشوفك بتضحك....دا انا كنت شكيت إن ماعندكش اسنان....عشان كده مابتضحكش 


فإنطلقت منه ضحكه رجوليه رنانه وقال من بين ضحكاته : وانا كمان اول مره اعرف انك لمضه وروحك حلوه كده . 


حسناء : وإنت تعرف عني ايه اصلاً غير شوية الانطباعات الوحشه اللي اقنعت نفسك بيها . 


حمزة : أنا عندي إستعداد ننسي كل اللي حصل قبل كده ونفتح صفحه جديده . 


صمتت حسناء لثوانٍ ثم قالت وهي تبتسم : هحاول....ويلا بقي اطلب الاكل عشان جعانه اوووي.... 


ومن ثم طلب حمزة الطعام....ولم تمر سوي دقائق إلا وأحضره النادل....ليقوم كل منه بتناول وجبته بنهم....وبعد انتهائهم ذهبوا للتمشيه أمام الشاطئ إلي أن حل المساء....فيأخدها ويعود بها إلي الفيلا بعدما قضوا يوماً من أسعد الأيام التي مرت علي كلاهما....ولكن هل ستستمر هذه السعاده....ام سيحدث ما يعكر صفوها....

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇22👇

---------------------------------------------------------

في صباح اليوم التالي تستيقظ حسناء لتجد نفسها تنام علي صدره وذراعيه يطوقان خصرها ويضماها إليه بتملك....إحمرت وجنتاها وحاولت إفلات نفسها ولكن الأخر لم يدعها....وكلما تحركت شدد من ضمها....وأخيراً وبعد محاولات عده استطاعت أن تنفلت من قبضته وتقول بتذمر : يووه....انا ايه اللي جابني هنا.... 


حمزة : أنا اللي جيبتك....عندك مانع . 


حسناء بعناد : ايوه عندي....لأن انا مش عايزه انام جنبك . 


حمزة : انتي طولي....وبعدين الحق عليا اني جيبتك تنامي ع السرير بدل نومة الكنبه اللي هتبوظلك ضهرك . 


حسناء : انا عايزاها تبوظلي ضهري....ماتشغلش بالك انت . 


حمزة : طب ايه رايك بقي انك كل يوم بتامي هنا . 


حسناء بعدم تصديق : لأطبعاً اكيد مش صح....لأن انا بصحي بلاقي نفسي ع الكنبه . 


حمزة : ماتشغلي مخك ي حسناء بقي....ما انا بآخدك تنامي جنبي ولما بصحي برجعك تاني . 


حسناء بإستنكار : يا سلام....هتشيلني مرتين كده عادي من غير ما احس . 


حمزة بسخريه : انتي فاكره ان نومك عادي كده زي البني آدمين....دا انتي بتبقي ميته مش نايمه . 


حسناء بحده : ماتتريقش عليا لو سمحت....وبعدين يعني ايه اللي حصل ف الدنيا عشان تجيبني انام جنبك....فاكر يوم ما صحيت لقيتني نايمه جنبك عملت فيا ايه....وقولت عليا ايه....انت بتنسي ولا ايه . 


حمزة : مش انا قولت ننسي اللي حصل قبل كده ونبدأ من جديد . 


حسناء : وانت فاكر ان اللي عملته فيا قليل عشان يتنسي كده بسهوله....انا مش لعبه ف ايدك عشان لما تقولي انسي انسي علي طول كده . 


حمزة بإستغراب : ايه الكلام الكبير دا....وبعدين مش انتي كنتي موافقه امبارح . 


حسناء وهي تضع يديها أمام صدرها : انا عيله ي سيدي وبرجع ف كلامي وقولتيلك كده عشان كنت جعانه....حد بياخد علي كلام العيال برضو . 


حمزة : وانتي فاكره نفسك بقي من ضمن العيال . 


حسناء : ايوه طبعاً . 


حمزة بمشاكسه : عيلة ايه بس....دا انتي بقيتي عامله زي الباندا....مش شايفه نفسك تخينتي ازاي دا انا ماكنتش بقدر اشيلك . 


حسناء : انا حره اتخن ماتخنش دي حاجه ترجعلي....خليك ف حالك ي بابا....وبعدين ماحدش قالك تشيلني . 


حمزة : بابا؟!....ماتحترمي نفسك ي بت....انتي هتصاحبيني . 


حسناء : انت تطول؟!....ووسع كده بقي عشان انت اخدت من وقتي كتير . 


حمزة بإبتسام : اتفضلي ي ختي....بس برضو تختني اوي . 


حسناء بغضب : مالكش دعوه....وخليك ف حالك....يعني انت اوي اللي رفيع . 


حمزه بغضب مصطنع : حسناء....خليكي ف حالك . 


حسناء وهي تسير بإتجاه خزانتها : ما انا فحالي اهو....انا كلمتك . 


وبعدها رن هاتف حمزة ليأخذه ويبتعد وبعد لحظات يأتي ثانية ويقول وهو يتجه صوب الخزانه : انا همشي دلوقتي عشان عندي مشوار مهم وممكن ماجيش غير بكره . 


حسناء : خلاص خدني معاك....انا هقعد هنا اعمل ايه . 


حمزة : لأ خليكي....بس ماتنزليش ي حسناء خليكي هنا ف الاوضه....وانا هقول للخدم يطلعولك الاكل . 


حسناء بضيق : انت عايز تحبسني هنا ولا ايه . 


حمزة : حسناء أنا مش فاضيلك....اسمعي الكلام واعملي اللي بقولك عليه . 


ادارت الاخري وجهها ولم ترد ومن ثم جلست علي الاريكه ولم تعطه إهتمام إلي أن انتهي من تبديل ملابسه وذهب....اما هي فبمجرد خروجه إلتقطت هاتفها وقامت بالإتصال علي رقم مجهول وانتظرت حتي أتاها الرد....حسناء : أنا مش مصدقه نفسي والله....معقول أبو غضب بقي رومانسي وبيقول كلام حلو....لأ وكمان بيقولي انه عنده استعداد ينسي اللي فات ونبدأ من جديد . 


المجهول : مش قولتيلك....حمزة دا انا اكتر واحد عارفه....خليكي مستمره بقي ف اللي قولتيلك عليه . 


حسناء : بس انا والله ببقي خايفه منه اوي....انا بحاول اتعامل معاه ببرود واني ماعدتش بخاف بس ساعات ببقي خايفه من ردة فعله....فاكر المره اللي ضربني فيها عشان مشيت وسيبته وهوا بيتكلم . 


المجهول : وانتي برضو ماتزوديهاش معاه....يعني لما يكون متعصب ماتحاوليش تجادليه ولا تقفي قدامه واعملي اللي يقولك عليه لأنه مابيقدرش يتحكم ف عصبيته....اه وخلي بالك ي حسناء ماتحاوليش تلعبي معاه ف حتة الغيره بالذات لأنه هيقلب الدنيا علي دماغك وهتبوظي كل اللي احنا بنعمله . 


حسناء : حاضر...بس هوا مشي وسابني دلوقتي وبيقول مش هيجي غير بكره وعايزني افضل محبوسه ف الاوضه لحد مايجي....اعمل ايه . 


المجهول : يبقي اعملي اللي قالك عليه وماتنزليش....لإن انتي عارفه كويس انه مابيطيقش يشوف جواد قاعد ف مكان انتي فيه....فعشان خاطري استحملي وعدي الموضوع عشان ماتعمليش مشاكل . 


حسناء : ماشي تمام....ربنا يستر أنا قلبي مش مطمن . 


المجهول : ماتخافيش ي حسناء كل حاجه هتبقي تمام بس اسمعي كلامي . 


حسناء بقلق : حاسه ان في حاجه وحشه هتحصل . 


المجهول : بطلي قلقك دا....وبعدين ايه يعني اللي هيحصلك وحش اكتر من انك تتجوزي حمزة . 


حسناء : هوا مش وحش اوي يعني....ساعات بيبقي طيب خالص وسعات بيبقي استغفر الله . 


المجهول : اوبا....احنا وقعنا ولا ايه....معقوله يعني بعد كل اللي عمله فيكي . 


حسناء : مش انت قولتيلي انه كان بيعمل كده عشان ماكنش عايز يبين انه بيحبني....مع اني لسه مش مستوعبه . 


المجهول : ايوه بس خلي بالك....حمزة مابينساش بسهوله ومش معني ان قالك انه هينسي اللي فات انه هينسي فعلاً....هو هيحاول بس لحد ماتثبتيله عكس الفكره اللي واخدها عنك....فامتعلقيش نفسك بيه....عشان شكلك وقعتي....ماشي ي حسناء . 


حسناء بخجل : طيب أنا هقفل انا بقي ولو فيه جديد هبقي اقولك . 


وبعدما انهت المكالمه ظلت تحدث نفسها....ماذا أصابك ي حسناء....أحقاً وقعتي في شباك ذلك القاسي....أنسيتي كل ما فعله بك....لم أنسي....ولكن ماذا ان كان حقاً يحبني....حتي وإن كان يحبك هل ستقدري علي طباعه الصعبه تلك....هل ستتحملي عصبيته....وقسوته.....نعم سأتحمل....ولما لا....فهو قد تغير عن السابق وبدأ يبدو لي لطيفاً.....لا تنخدعي يا عزيزتي بذلك الكلام المعسول وتلك المشادات اللطيفه التي تحدث بينكما....فنحن لسنا بضامنين أن يظل علي حاله هذا....سيظل وما شأنك انت....لقد أصبحت سمجه هذه الفتره....فكلما أقدمت علي شئ جعلتني أتراجع عن فعله....وهذه المره تحديداً لن أدعك تفسدين أفكاري بثرثرتك التي لا فائده منها....الآن أصبحت ثرثاره وأفسد أفكارك....اذاً فلتتحملي مسؤلية ذلك الحب الذي قررتي أن توهمي نفسك به....إصمتي....وابتعدي من هنا....فأنا لن أستمع للمزيد . 


ومن ثم أخذت كتاباً وإندمجت بقرائته إلي أن أتت إحدي الخادمات بصينية الفطور فأخدته منها وبدأت بتناوله....وعندما انتهت عاودت قراءة الكتاب ثانية....وبعد فتره ليست بالقصيره....تضع الكتاب جانباً وتذهب بإتجاه الخزانه وتُخرج منامه منزليه رقيقه ومن ثم تدخل الحمام....وبعد بضع دقائق تخرج وهي تضع علي شعرها منشفه كبيره وتجلس أمام المرآه وتبدأ بتجفيف شعرها ومن ثم قامت بتمشيطه....كنت الساعه في تلك اللحظه تدق الرابعه عصراً فتجد الخادمه تأتي أيضاً بصينيه جديده عليها طعام الغذاء فتأخذها حسناء ومن ثم تضعها علي الطاوله وتذهب بإتجاه الفراش وتُرمي بجسدها عليه وما هي إلا لحظات وذهبت في سبات عميق....وبعد أكثر من ثلاث ساعات تستيقظ حسناء لتجد نفسها محاصره في أحضان حمزة الذي يغط في نوم عميق....لم تحاول إفلات نفسها ولكن عدلت من وضعها وأكملت نومها لتمر ساعة أخري وتستيقط ثانية ولكن تلك المره علي تلك اليد التي تعبث بشعرها....فتتأفف وتقول بضيق : سيب شعري....مابحبش حد يمسكه . 


استمر الاخر في العبث بشعرها وكأنه لم يسمعها لتنتفض الاخري من مكانها وتقول بتذمر : يوووه....قولت سيب شعري بقي . 


حمزة وهو ينظر لشعرها : تعرفي ان شعرك حلو اوي . 


حسناء بحده : ايوه ما انا عارفه....لدرجة إنك مابتفوتش فرصه غير لما تشدني منه....صح؟!....علي فكره كنت بفكر أقصه عشان أستريح . 


حمزة بتحذير : اوعي تعمليها....انتي كده احلي....وخلاص ي ستي ماعدتش هشدك منه . 


حسناء بغرور مصطنع : أنا كده كده حلوه علي فكره . 


حمزة بإبتسام : طبعاً....طبعاً....امال ايه....بقولك....ايه رايك نخرج نتعشي بره . 


حسناء وقد لمعت عيناه : ايوه بقي....بس ايه الرومانسيه دي انا خايفه لأتعود علي كده . 


حمزة : لأ ماتخافيش اتعودي....ويلا قومي البسي عشان منتأخرش . 


فتقوم الاخري سريعاً وتسير بإتجاه الخزانه ومن ثم تخرج فستاناً أنيقاً وحجاباً مناسباً ودخلت الحمام....لم تمر سوي بضع دقائق وخرجت ثانية بعدما بدلت ملابسها لتجده انتهي هو الاخر وعندما رآها أمسك بيدها وخرجا من الغرفه وصولاً إلي السياره ومن ثم ركبا هما الاثنان لتنطلق بهم نحو أحد المطاعم المطلعه علي البحر . 


قضي هذا الثنائي معظم الليل بالخارج ليعودا قرب بذوغ الفجر بعدما قضوا ليلة من أسعد لياليهم....فقد تحدثا كثيراً عن نفسهما وكأنهما يريا بعضهما للمرة الاولي....حقاً لقد كانت أُمسية رائعه بكل ما للكلمه من معني....فقد كُسرت بينهما حواجز عده....وعرف كل منهما عن الآخر الكثير من الطباع....وللصدفه إكتشفا أنهما متشابهان في كثير من الامور....وبعدما عادوا للفيلاً كانت حسناء مُرهقه لدرجه جعلتها غير قادره علي مواصلة السير....فهما قد ذهبا في تمشية طويله علي الشاطئ....لذلك يقوم حمزة بحملها صعوداً بها إلي غرفتهم....وبمجرد أن وضعها علي الفراش عدلت من نومتهما وذهبت في سبات عميق....أما هو فخلع حجابها وبدل ملابسه ونام جانبها ومن ثم جذبها إليه ودفس رأسه بشعرها . 


في صباح اليوم التالي تستيقظ حسناء علي صوت رنين هاتفها لتلتقطه فتجد أن المتصل هو ذاك الشخص المجهول....وسريعاً ما تُخلص نفسها من أحضان زوجها وتدخل الحمام علي عُجاله....وبمجرد أن أغلقت الباب ضغطت علي زر الفتح ليتحدث المجهول قائلاً : انتي فين ي حسناء كده من امبارح....طمنيني في حاجه ولا ايه . 


حسناء بصوت منخفض : لأ مافيش حاجه....بس اقفل دلوقتي عشان حمزة نايم بره . 


المجهول : مش كان قايل إنه هيجي انهارده إيه اللي حصل ؟؟! 


حسناء : مش عرفه والله أنا إتفاجأت برضو لما لقيته جاي امبارح بس مارضتش أسأله . 


المجهول : طيب مافيش جديد؟؟!! 


حسناء بإيجاز : فيه بس اقفل دلوقتي وهكلمك بعدين . 


المجهول : ماشي تمام.... 


وبعدما أنهت المكالمه أخفت الهاتف في ملابسها وقامت بتفريش أسنانها ومن ثم توضأت وعندما كادت أن أن تفتح الباب وجدت حمزة يطرقه ويقول بقلق : حسناء....انتي كويسه ؟! 


حسناء بإرتباك : أيوه كويسه....ومن ثم فتحت الباب وقالت ببشاشه : صباح الخير . 


حمزة : صباح النور....غريبه يعني صاحيه انهارده قبلي . 


حسناء بإرتباك : عادي يعني . 


حمزة : انتي مالك ي بنتي متوتره كده ليه . 


حسناء وهي تتحاشي النظر إليه : مافيش....ووسع كده بقي عشان عايزه أصلي الضحي....ومن ثم إرتدت 

ملابس الصلاة....اما الآخر فأخذ ملابسه ودخل الحمام....وبعدما إنتهت من أداء فرضها وضعت هاتفها بجانب الفراش وحمدت ربها كثيراً لأنه لم يكتشف الأمر....أحقاً لم يكتشفه أم أنه فقط يدعي ذلك....لم تمر سوي بضع دقائق وخرج حمزة مرتدياً ملابس صيفيه مريحه وقال : اعملي حسابك تجهزي الشنط عشان ماشيين بالليل . 


أومأت له برأسها ومن ثم بدأت بإعداد الحقائب كما أمرها....اما هو فأخذ هاتفه وذهب....وبعد فتره ليست بالقصيره إنتهت أخيراً لتجد حمزة يأتي ويقول : إلبسي يلا حسناء عشان هنتغدي برا ونمشي بعد كده . 


وبعدما إنتهت من تبديل ملابسها أمسك بيدها وخرجا من الغرفه وصولاً إلي السياره ومن ثم ركبا وإنطلقت....وبعد بضع دقائق يصلا أمام أحد المطعام الفاخره لينزل حمزة أولاً ويفتح لها الباب ويمسك بيدها ويدخلا....بعدما تناولوا الطعام ظلوا يتحدثوا قرابة الساعه فكل منهما كان يستمتع لسماع أحاديث الاخر....كم أتمني أن تظل علاقتم هكذا....بل وأن تتطور ولا تقف عند هذه المرحله....اريد أن يعترف لها بحبه....بحبه ؟!....ماذا قولت أنت ؟!...أما سمعته صحيح.....نعم يحبها ومنذ أن دخلت ذلك القصر وهو يموت عشقاً بها....وما كانت إهانته وتعصبه عليها سوي تعبيراً عن الغيره التي كانت تُشعل صدره متي وجدها تتحدث مع إخوته وتفضل مجالستهم....كان يحاول جاهداً ألا يتعلق بها ويتمكن حبها منه لهذه الدرجه التي وصل لها....ولكنه كلما عزم علي إخراجها من قلبه إمتنع عقله وما كان يزيده ذلك إلا تعلقاً بها....وفي المره التي تسبب فيها بطرها من القصر....كان فرحاً لأنها لن تعود لتجالس إخوته....فهو كان يريد أن يمتلكها لنفسه فقط....كان يحاول إقناع نفسه بأشياء باطله عنها كي ينزع حبها من قلبه إلي أن تحقق له ذلك عندما وجدها متهمه في قضيه كفيله بأن تحطم ذلك حب....وهو بالرغم من غضبه الشديد منها توسط لها عند ذلك المحقق وأخرجها من القضيه دون علمها....فهي كانت تظن أن جواد هو صاحب الفضل عليها في خروجها من ذلك المكان....وهذه الفتره كانت الاصعب بالنسبة له فهو كان يعافر لينساها....كان يسبها بأبشع الالفاظ متي ذُكر إسمها كل هذا لأجل تحطيمها لحبه بما فعلته بنفسها....وعندما ضغط عليه والده بأن يتزوج كان مهموماً لأنه لن يتزوج ممن عشقتها روحه....وفي اللحظه التي علم بها أن أخيه يريد الزواج منها....قطع وعداً لنفسه بأنه لن يتزوج إلا بها....وعندما نال مراده كان يريد أن ينتقم منها علي مافعلته....لذلك كان لا يدع فرصه لإهانتها وتذكيرها بما مضي إلا وإستغلها....فكم من مره وصفها بما ليس بها ونعتها بأبشع الصفات....ولكنه لم يستمر في ذلك كثيراً فقد طغي حبه لها علي قسوته وبدأ يعاملها بلطف إضافة إلي تعلقه بشخصيتها التي ظهرت مؤخراً بفضل توجيهات ذلك المجهول . 

❤️ أصبحت خادمة لزوجي❤️


👇البارت الــ23ــ24👇👈قبل الأخير

أتمني لكم قراءة ممتعة 

 بعد مرور أسبوع علي رجوعهم

---------------------------------------------------------

خلال ذلك الأسبوع تكرر دخول حمزة غرفة حسناء وهي تهاتف ذلك المجهول....وكانت في كل مره تخبره بأن المتصل السيده حنان....وهو أيضاً كان يزداد لديه الشك....فتوترها المفرط وإرتجاف أطرافها كانا كفيلين بزرع الشكوك برأسه....حاول تجاهل الأمر....ولكن لم يستطع....فالظنون التي تتبادر الآن إلي ذهنه جعلته غير قادر علي النوم من كثرة التفكير....لدرجة أنه إستغل فرصة نومها ذات مره وأخذ هاتفها ليعرف هوية ذلك المتصل....ولكنه لم يفلح فهي بالطبع أخذت حذرها وكانت تمسح المهاتفات بينهم بإستمرار....بالتأكيد هذه تعليمات ذلك المجهول....وهذا أيضاً زاد من شكه....مرت تلك الأيام ثقيله عليه فلم يذق بها طعم الراحه....ومازاد الامر هو مرض والدته فإضطر للذهاب ليكون بجانبها....قضي حمزة بالقصر قرابة الأسبوع....كان يهاتف حسناء عدة مرات في اليوم....وفي ذات يوم إتصل بها عند رجوعه من العمل كعادته ولكنها لم ترد....عاود الإتصال بها لأكثر من مره ولكن بلا جدوي....لم يبالي كثيراً وإنما رجح بأنها من الممكن أن تكون نائمه....لذلك قرر معاودة الاتصال بها في وقت آخر....مرت ساعه وساعه وساعه ومن ثم إتصل بها عدة مرات ولكن لا جديد فلازالت لا ترد....فدب فيه الرُعب خيفة أن يكون قد أصابها مكروه....لذلك إستأذن والديه وركب سيارته وإنطلق بأقصي سرعه وصولاً إليها....وبعد فتره ليست بالكبيره يصل أخيراً أمام مدخل البنايه....وبمجرد نزوله يجد شخصاً غريب الأطوار ليس من سكان البنايه....فهو يعرف جيداً كل من يسكن بها فالعماره بالرغم من كبرها إلا أنها ليست مسكونه إلي من عدة أشخاص....فيدفعه الفضول لسؤال الحارس عن هويته....للمعلوميه هذا الحارس جديد في المنطقه ولا يعرف الكثير فهو قد جاء بديلاً عن الحارس القديم الذي رحل....حمزة : لو سمحت ممكن أعرف مين الراجل اللي نزل دلوقتي من العماره....اصله شكله غريب وانا اول مره اشوفه . 


مجدي الحارس : والله ي بيه كل اللي أعرفه إن الراجل دا بقاله تقريباً أسبوع بيتردد ع العماره وبيجي الصبح وبيروح ف الميعاد دا . 


حمزة : طب ماتعرفش بيطلع لمين ؟! 


مجدي : بيطلع للآنسه اللي ساكنه ف شقه نمره ٦ . 


أحس حمزة بأن أحدهم ضربه علي رأسه فتحدث بصوت هادئ من هول الصدمه قائلاً : طيب ماتعرفش يبقالها إيه ؟! 


مجدي : لا والله ي بيه ماعرفش....وبعدين أنا مالي أنا جاي آكل عيش . 


تركه حمزة وذهب صاعداً لأعلي....كان يمشي بلا وعي وكأنه فقد عقله....إلي أن أصبح أمام الباب ففتحه ودخل سريعاً متجهاً نحو غرفتها....وفي اللحظه التي فتح بها باب الغرفه كانت حسناء تخرج من الحمام وتغطي جسدها بمنشفه كبيره....وهذه هي المره الاولي التي تنسي بها ملابسها....وبمجرد أن لمحته توترت كثيراً وتحدثت بخجل : إنت بتعمل إيه هنا . 


حمزة وهو يتقدم نحوها بخطوات سريعه : مين اللي كان عندك هنا ي حسناء . 


حسناء بإرتباك من منظره الذي لاينم عن الخير : ما...ماكنش حد عندي والله . 


حمزة وهو يمسك معصمها بقوه : ماتكذبيش ي حسناء....أنا شايفه لسه نازل دلوقتي . 


حسناء بإستفهام : مين دا اللي انت لسه شايفه ؟! 


نزلت علي وجهها صفعه مدويه وقال : اللي انتي يتخونيني معاه . 


حسناء بدموع : بخونك إزاي والله ماعملت حاجه . 


نزلت علي وجهها صفعه أخري وقال بصوت جهوري : إخرسي....مش عايز اسمع صوتك ي خاينه....انتي ي حسناء تعملي فيا كده....مالقتيش غير الطريقه دي اللي تكسريني بيها....وأنا اللي قولت لازم اتغير عشانها وأنسي اللي هي عملته....وقعدت أخلق ف مليون عذر عشان أنسي فضيحتك....وقولت لسه صغيره ويمكن ربنا هداها وبقيت كويسه....لكن مافيش فايده ال*** هيفضل طول عمره *** ومش هيتغير....زيك بالظبط . 


حسناء بدموع : أنا مش فاهمه والله انت بتتكلم عن ايه....فهمني عشان خاطري . 


صفعها الآخر بقوه وقال بعصبيه : لسه برضو بتكذبي ومش عايزه تعترفي....انا مش فاهم ازي وصلت بيكي الجباحه انك تجيبيه هنا....ومن ثم صمت قليلاً وأكمل بوقاحه وهو يقترب منها إلي أن أصبح ملاصقاً لها تماماً : ولما انتي لسه ليكي ف الشغل دا ماقولتيش ليه....واهو حتي أنا أولي من الغريب . 


حسناء وهي تحاول الفرار : إنت بتعمل ايه ي حمزة....وايه الكلام اللي انت بتقوله . 


أمسكها حمزة من شعرها وقال بصوت يشبه فحيح الافعي : أنا هاخد حقي وهنتقم لكرامتي ورجولتي اللي أهنتيهم ب******....ثم دفعها لتسقط علي الفراش وإغتصبها بلا أدني شفقه....كانت الأخري تصرخ وتتوسل له ألا يفعل ولكنه كان كالمغيب لايسمع ولا يري....وبعدما إنتهي من فعل جريمته الشنعاء تلك تركها وذهب وكأن شئ لم يكن....أما هي فكانت تنتحب بقهر علي مافعله بها....كانت تظن بأنه قد تغير....وما رأته في السابق كان الأسوأ ولكن اتضح أن لديه جانب مظلم لا يرحم....كان صوت نحيبها عالٍ لدرجة أنه يسمعه من غرفته....ظلت هكذا لفتره ليست بالقصيره لتفقد وعيها....كل هذا ولم يرمش له جفن....ألهذه الدرجه وصلت بك النذاله....ولكن عندما إختفي صوتها ذهب ليتفقدها فيجدها فاقده الوعي وسريرها مليئ بالدماء حاول إفاقتها ولكنها لا تستجيب....فسريعاً ما يتصل علي طبيب رفيقه يسكن قريباً منه....لم تمر سوي بضع دقائق وأتي ليتفاجأ بمنظرها المفجع ذاك فيقول بذعر : إيه دا مين اللي عمل فيها كده . 


إزدرد حمزة ريقه وقال بتوتر : معلش ي دكتور ممكن تشوفها بس الاول وبعد كده هقول لحضرتك . 


وبالفعل إنصاع الطبيب لكلامه وبدأ بفحصها وبعدما إنتهي تحدث بحده : إنت اللي عملت فيها كده....صح؟! 


لم يرد حمزة سؤاله وإنما قال : ممكن أفهم بس هي مالها . 


الطبيب بعصبيه : تفهم إيه....مش شايف إنها حالة إغتصاب لأ وكمان لعذراء وشكلها لسه كمان قاصر....دي جريمه وأنا مش هسكت . 


شعر حمزة بالندم كثيراً لما فعله وحاول كثيراً أن يُفهم ذلك الطبيب ويقنعه بعدم الحديث إلي الشرطه....ولكنه لم يقتنع إلا عندما أعلمه أنها زوجته وليست قاصر كما يعتقد....وهنا فقط هدأت عصبيته ولكن وجه له موجه من التوبيخات القاسيه علي فعلته تلك....وبعدها رحل ليترك الآخر الذي يجلس بجانبها وهو ممسك بيدها ويقول بدموع : أنا عارف إني ماستحقكيش وإني ندل وكنت فاهمك غلط وندمان والله ع اللي عملته....بس إنتي اللي خلتيني أشك فيكي....خلتيني أحس إني مش مالي عينك....كنت مبسوط أوي إن علاقتنا إتحسنت وبدأتي تتكلمي معايا....أنا فعلاً كنت واخد فكره مش كويسه عندك....أنا ف الاول كنت بقنع نفسي عشان ماتعلقش بيكي وأحبك بزياده....بس بعد مع شوفتك ف القسم والدنيا اسودت ف وشي....بقي معقول حسناء الرقيقه اللي عامله زي الملاك حقيقتها تبقي كده....يومها والله ماكنت مصدق عينيا....حاولت كتير أنساكي بعدها بس ماعرفتش....ويوم ماتجوزتك كنت طاير م الفرحه ف نفس الوقت حاسس إنك كسريني بحقيقتك....خلقت ميت عذر وعذر عشان أبدأ معاكي من جديد....طب تعرفي ي حسناء إني كنت بروح لدكتور نفسي عشانك....عشان أعرف أتعامل معاكي....ما انتي عارفه اني عصبي ومابتفاهمش والوحش عندي اكتر من الحلو....عارف إني أذيتك كتير بس والله بيبقي غصب عني....ماكنتش بقدر أتحمل إني أشوفك واقفه مع حد أو بتتكلمي معاه....واكتر حاجه كانت مضيقاني إنك بتشتغلي ف السن دا...بس لما عرفت ظروفك صعبتي عليا اوي وندمت علي كل كلمه وحشه قولتهالك....أنا بحبك ي حسناء والله فعشان خاطري سامحيني....عارف إنه صعب بس حاولي....وبصي ي ستي لو مش عايزه تكملي معايا أنا هطلقك وماعدتيش هتشوفيني خالص بس عايزك تكوني مسمحاني . 


كانت الاخري تسمع ودموعها تنزل دون توقف فهو قد أذي روحها كثيراً....لم تكن بحاله جيده لترد ولكن عاندت وتحدثت بقهر : يا سلام بتحبني وعملت فيا كل دا....أمال لو مابتحبنيش بقي كنت عملت إيه....وبعدين إنت فاكر إن اللي عملته قليل عشان أسامحك عليه....أنا هفضل طول حياتي أدعي عليك....ربنا ينتقم منك وتدور بيك الايام وتحس بالذل والانكسار اللي انا حاسه بيه دلوقتي....أنا بجد بكرهك اوي لدرجه ماتتخيلهاش....انا عمري ماهسامحك ابداً....قولي بس أسامح علي ايه ولا ايه....علي ضربك وإهانتك ولا علي إغتصابك ليا....عارف اللي انت شكيت فيا عشانه دا يبقي مين....يبقي حازم صاحبك اللي كان عايز يصلح علاقتنا ببعض....كان بيقعد ينصحني ويقولي الحاجات اللي انا ماعرفهاش عندك....كان بيحاول يخليني افهك....بس انت عملت ايه....بوظت كل حاجه....مش عارفه لإمتي هتفضل قاسي وشكاك أوي كده....بس عارف انت اديتني درس عمري ماهنساه ف حياتي....بس للأسف هيخيلني فكراك....إنت ماسيبتليش حاجه حلوه تشفعلك عندي....أأنا مستحيل أقعد معاك ثانيه بعد كده....فياريت نطلق وكل واحد يروح لحاله . 


لم يتحدث حمزة وإنما خرج سريعاً فهو لم يعد قادراً علي تحمل كلامها القاسي ذاك....لذلك نجده يدخل غرفته ويوصد بابها جيداً....ومن ثم يرتمي علي فراشه ويظل يبكي إلي أن ينام....يا إلهي ما هذا؟!...أيبكي الصخر....نعم يبكي....ولما لا فهو حقاً تأذي من كلامها كثيراً....فليتأذي بنفس القدر الذي تأذت به تلك الصغيره....فكم من ليلة باتت حزينه مقهوره علي نفسها مما يفعله بها....كم من مره بكت فيها لأجل كلماته اللازعه....الآن فقط يرد لك جزء بسيط مما فعلته بها . 


في صباح اليوم التالي يستقيظ حمزة باكراً ويذهب مباشرة بإتجاه غرفة حسناء....طرق الباب عدة مرات ولكن لم ترد....لذلك يقوم بفتح الباب ويدخل....ليجدها تنام وهي منكمشه علي نفسها كما لو كانت جنيناً....فيجلس بجانبها ويملس بيده علي شعرها ويدقق النظر في ملامحها وكأنه يحفرها في ذاكرته....فاليوم سيكون الاخير لهما معاً ولا نعرف متي سيلتقيا ثانيةً....وعندما أحس أنها بدأت تستيقظ إنتفض من مقعده ووقف بجانب سريرها وأخذ ينادي بإسمها كما لو كان يوقظها....فتنتفض الاخري من نومها وتنظر له بحده وتقول بعصبيه : إنت ايه اللي جابك هنا....امشي اطلع بره انا مش عايزه اشوف وشك . 


حمزة : أنا كنت جاي اصحيكي عشان تجهزي عشان نروح عند المحامي . 


حسناء بإيجاز : طيب امشي انت وانا هلم هدومي وهلبس وجايه . 


لم ير الاخر وإنما خرج مباشرة وذهب غرفته ليبدل ملابسه....وبعد فتره ليست بالكبيره يخرج كل منهما من غرفته ويلتقيا....ليقوم حمزة بحمل حقيبتها ويفتح الباب ويخرج لتتبعه الاخري وصولاً إلي السياره....فيضع تلك الحقيبه في الخلف ويركب ومن ثم تركب حسناء....وينطلق بسرعه متوسطه عازماً الذهاب للمحامي ومن ثم الذهاب للمأذون....كان طيلة الطريق يختلس النظر لها كي يشبع عينيه من رؤيتها....فهو يشعر الآن وكأنه سيفقد قطعه من روحه....وينتهي الطريق ويصلا مكتب ذلك المحامي الذي طلب منه حمزة إحضار مأذون....وبعد فتره ليست بالقصيره من صعودهما العمارة التي يقطن بها المحامي....ينتهي كل شئ ويصبحا غريبين كما كانا....وينزل الاثنان بمشاعر مختلفه....فمنهم من هو حزين حتي البكاء لأجل فقدانها....ومنهم من يشعر وكأنه أصبح حراً بعد أسر....وعندما أصبح أمام السياره تحدثت حسناء دون أن تنظر له : لو سمحت هاتلي الشنطه بتاعتي . 


حمزة : سيبيها واركبي وأنا هوصلك المكان اللي انتي عايزاه . 


حسناء بحده : انت علاقتك بيا انتهت لحد هنا....فإنجز كده وهاتلي الشنطه عشان امشي . 


حمزة بقلق : طب هتروحي فين وانتي ماعندكيش بيت . 


حسناء بعصبيه : مالكش دعوه قولت....وهاتلي الشنطه لو سمحت . 


لم يجادل الاخر وإنما أخرج حقيبتها ووضعها أمامها وقال وملامحه يكسوها الألم والحزن : خلي بالك من نفسك . 


حسناء بحده : ماتخفش أنا هبقي كويسه طول ما انت بعيد عني....ثم حملت حقيبتها وذهبت....ظل الاخر يراقبها إلي أن إختفت....فيمسح تلك الدموع التي كانت تجاهد منذ زمن كي تعلن عن وجودها ومن ثم ركب سيارته وإنطلق بها عائداً لشقته . 


-------------<<<<< في شقة حمزة >>>>>------------

---------------------------------------------------------

نجده ينام علي فراش حسناء وينتحب كالطفل الصغير....فهو لم يكن يتخيل في يوم أن يتعلق بها لهذه الدرجه....لقد وصل تعلقه بها لحد جعله غير قادر علي التنفس....يشعر وكأن حياته إنتهت عند اللحظه التي تركته بها....كان يضع وسادتها علي أنفه كي يستنشق عبيرها الذي يعشقه....ويحتضن منامتها التي كانت ترتديها....ألهذه الدرجه كان يحبها....ولكن أنت من ضيعها وللأبد فهي قد رحلت ولن تعود....لقد إستفذت طاقتها علي الغفران وبفعلتك تلك تكون قد خسرت الفرصه الاخيره للتقرب منها ونيل حبها....فلتتحمل عاقبة ما فعلت . 


يظل ينتحب هكذا إلي أن ينام....وبعد فتره ليست بالكبيره يستيقظ علي صوت رنين هاتفه....فيلتقطه ويقوم بإغلاقه ومن ثم يذهب غرفته....وبمجرد أن دخلها حتي أخذ حقائبه وبدأ بوضع ملابسه بها....وعندما إنتهي طلب من حارس البنايه مساعدته....وبعدما وضعهم جميعاً في السياره وكاد أن يذهب تذكر ماحدث أمس....فإنتابه الفضول كي يسأله عن هوية ذلك الرجل الغريب....فيستدعيه ويقول : إنت امبارح قولتلي إن الراجل الغريب اللي كان نازل من العماره كان نازل من شقه ٦....وأنا اللي ساكن ف الشقه دي....فممكن تقولي إنت تقصد أنهي شقه بالظبط . 


مجدي : أيوه ي بيه صح....انا قولت ٦ بس كان قصدي علي الشقه ٩ اللي فيها الست هيدي....ماتآخذنيش يعني ي بيه انا علي قدي شويه ف القرايه وماليش انا ف شغل الانجليزي دا.... 


حمزة بفضول : ومين هيدي بقي . 


مجدي : دي واحده ي بيه مشيها لا مؤاخذه بطال وكل يوم والتاني تيجي سكرانه....انا ماكنتش اعرف حاجه بس حمدي كان مبيت عندي إمبارح وقالي . 


لم يتكلم حمزة وإنما انهي معه الحديث وذهب عازماً علي الذهاب للقصر....وبعد فتره ليست بالكبيره يصل القصر أخيراً....وبمجرد دخوله يجدهم جميعاً يجلسوا في غرفة الاستقبال....وعندما تنبهوا لوجوده تحدثت ليلي : مشيت ليه إمبارح ي حمزة....وبعدين ماجيبتش حسناء معاك ليه . 


عز الدين : ايوه صح....انت هتفضل حابسها كده كتير . 


لم يرد حمزة علي تلك التساؤلات وإنما قال بدون مقدمات : أنا طلقت حسناء . 


صُعق الجميع وتحدث عزالدين بغير إستيعاب : طلقتها؟!....طلقتها إمتي وليه....وازاي تعمل حاجه زي دي من غير ما تقول لحد فينا . 


ليلي : ليه عملت كده ي حمزة....كان حصل إيه يعني يوصلكم للطلاق . 


حمزة : أنا وهي مش متافهمين ومش عارفين نتعامل ازاي مع بعض....وبعدين اللي حصل حصل بقي....ودي الاسباب اللي عندي فلو سمحتوا ماعدتوش تفتحوا الموضوع دا معايا تاني . 


عزالدين بعصبيه : مش متافهمين ايه ومش عارف تتعامل ايه....انت فاكرني عبيط عشان اصدق الكلام الاهبل اللي انت بتقوله....دا انتوا بقالكوا أقل من اربع شهور متجوزين....يعني مالحقتوش تعرفوا بعض كويس اصلاً....إخلص ي حمزة وقول طلقتها ليه....أصل خلي بالك انت اه اتجوزتها وطلقت بس عادي تتجوز تاني....لو كنت فاكر إنك بكده هتسكتنا عشان ماعدناش نتكلم معاك ف موضوع الجواز....لا ي استاذ هتتجوز تاني وتالت وعاشر . 


حمزة بحده طفيفه : أنا قولت اللي عندي وانتوا حُرين تصدقوا ما تصدقوش دي حاجه ترجعلكوا....أما لو ع الجواز فأنا مش هتجوز تاني لو حصل إيه....أنا جربت حظي اهو وآديني مافلحتش....فاسيبوني ف حالي بقي وبطلوا تتدخلوا ف حياتي وتخلوني اعمل حاجات انا مش عايزها .

ّ

ليلي : ايوه ي حبيبي دي كانت تجربه ومانجحتش....بس دا مش معناه إنك لو عدتها تاني إنك مش هتنجح....وإحنا مش هنضغط عليك....خليك براحتك لحد ما تلاقي البنت المناسبه . 


حمزة بإيجاز : أنا مش هتجوز تاني....ولا هدور ع البنت المناسبه....انا مبسوط بحياتي وانا لوحدي....فوفروا كلاموا دا وسيبوني اعيش حياتي براحتي....وبعد إذنكوا إسمحولي أمشي عشان عايز اطلع اوضتي....ولم يمهلهم فرصة الحديث وذهب ليتبعه حازم....دخل حمزة غرفته وعندما هم بغلق الباب إستوقفه حازم قائلاً : استني ي حمزة عايز اتكلم معاك . 


حمزة : تعالي ادخل . 


وبمجرد أن دخلا تحدث حازم بحده : طلقتها ليه ي حمزة . 


حمزة ببرود : أنا قولتلكوا أسبابي ودلوقتي ماعنديش حاجه أقولها . 


حازم بعصبيه : إزاي يعني تتطلقوا كده من غير ماحد يعرف....مش كنتوا بقيتوا كويسين مع بعض . 


حمزة وهو ينظر له نظره ذات مغزي : والله أهو اللي حصل بقي....وبعدين إنت عرفت منين إننا كنا كويسين . 


حازم بحده : ماتحورش عليا عشان شكلك عارف....أنا كنت بحاول أساعدها عشان تتغير وتبقي بني آدم لكن انت فعلاً اثبتيلي ان عمرك ماهتتغير....حمزة هيفضل حمزة حتي لو عملنا ايه....ممكن بس تقولي ايه اللي حصل وخلاك تطلقها....إنت بجد انسان مايتعش معاه....معقول يعني ماكنش فيه حل غير الطلاق....خلي بالك انت عمرك ما هتلاقي واحده زي حسناء وربنا هينتقم منك علي كل اللي عملته فيها....انت حقيقي دمرت حياتها لا سيبتها ف حالها ولا سيبتها تبقي مراتك....انسان مريض....وكاد أن يذهب ولكن أوقفه حمزة وهو يقول بألم : هي اللي طلبت تطلق....أنا ماكنتش عايز أسيبها بس هي اللي طلبت....لأن أنا فعلاً زي ما انت قولت دمرت حياتها....أنا أذيتها كتير أوي ومش عارف هتسامحني ولا لأ....وصمت قليلاً وعاد للحديث ثانية بصوت مختنق بالبكاء : أنا والله ماكنت أقصد أعمل كده....وماعرفش عملت كده ازاي....أنا قولتلها اني بحبها وطلبت منها تسامحني بس هي رفضت وكانت بتعاملني بطريقه وحشه وقاسيه اوي ماكنتش قادر اتحمل الكلام اللي بتقوله....ومن ثم إنهار وجلس علي سريره وبدأت دموعه في النزول . 


كان حازم يقف مبهوتاً من حالته تلك....فهو لأول مره يراه يبكي....فيسير نحوه بلهفه ويجلس جانبه ويقول بقلق : هوا حصل ايه كده ي حمزة يوصلك للحاله دي....أنا عمري ماشوفتك ضعيف كده . 


حمزة بدموع : هي السبب....هي اللي سابتني بعد ماعلقتني بيها وخلتني أحبها اكتر....بس انا مش زعلان منها لان اللي عملته فيها أصعب بكتير من اللي عملته فيا....أنا كنت عايزها تسامحني . 


حازم : خلاص ي حمزة طالما انت بتحبها كده حاول تتكلم معاها وترجعوا لبعض . 


حمزة بحزن : ياريت كان ينفع بس خلاص هي مشيت ومش هترجع....وطالما هي مابتحبنيش يبقي الكلام مش هيفيد . 


حازم : ومين اللي قالك انها مش بتحبك . 


حمزة بألم : ياريتها مابتحبنيش بس لأ دي قالتلي انا بكرهك وهفضل طول عمري ادعي ان ربنا ينتقم منك....كلامها دا وجعني أوي....كنت حاسس ساعتها ان روحي بتتسحب مني واني ماعدتش قادر اتنفس....عمري ماكنت اتخيل ان حسناء هتعاملني بقسوه كده . 


حازم : ما انت ياما عملت فيها ي حمزة....هوا صحيح انا مستغرب ل اللي بسمعه بس دي أقل حاجه ممكن تعملها بغض النظر عن اللي حصل بينكم لان واضح انها حاجه كبيره وانت مش عايز تتكلم....انا مش هضغط عليك عشان تحكي بس حاول تهون علي نفسك وان شاء الله كل حاجه هتعدي . 


-------------<<<<< عند حسناء >>>>>---------------

---------------------------------------------------------

نجدها تركب بجانب العم محمود في سيارته وتقول : خلاص ي عمو انا موافقه....وممكن أبدأ من انهارده . 


محمود : يبقي علي بركة الله ي بنتي....انا هاخدك دلوقتي تشوفيها وتتعرفوا علي بعض....وماتخافيش هي ست طيبه خالص وعايشه ف البيت لواحدها وأولادها كلهم مسافرين....وبعد فتره ليست بالكبيره يصلا امام احد المنازل التي يبدو عليها الفخامه ومن ثم ينزلا ويدخل محمود وتتبعه حسناء....ليجدا سيده مسنه تجلس علي كرسي متحرك ترحب بهم وتحثهم علي الجلوس فينصاعوا لرغبتها ويجلسوا ومن ثم يبدأ  حوار تعريفي بين كل من حسناء وتلك السيده....وبعد فتره يستأذن العم محمود ويرحل ليبقا هما الاثنان ويكملا حديثهما الذي امتد كثيراً....فكلتاهما احست بالراحه تجاه الاخري . 


وتمر الايام والاسابيع لتصبح شهراً....كان ذلك الشهر مؤلماً علي ذلك الثنائي الذي فرقه القدر....فكلاهما كان دائم الحزن والبكاء ليلاً....هو يبكي ندماً علي ما فعله بها وتحسراً علي فقدانها....أما هي فتبكي لأجل حياتها المدمره تلك....هل سيظلاً هكذا....أم سيأتي القدر بما لا نتوقعه ويُرجعهما....هل سيطول الامر كي يعودا....هل ستلين حسناء بتلك السهوله....هل بذلك يكون حمزة قد أخذ جزائه....أم أن الايام تُخبئ له فاجعه كبيره....

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇24👇

---------------------------------------------------------

--------<<<<< بعد مرور أربع سنوات >>>>>--------

---------------------------------------------------------

في ساعه متأخره من الليل نجد سياره فارهه تسير متجهه نحو أحد المجمعات السكنيه الراقيه إلي أن تصل أمام بوابة قصر كبير فيوقفها السائق وينزل سريعاً ليفتح الباب لتلك الشابه الانيقه التي تجلس في الخلف ويقول : إتفضلي ي هانم . 


فتنزل تلك السيده وتقول بحده طفيفه : انا مش هانم ي مسلم....انا حسناء وبس....مفهوم . 


فيبتسم الاخر ويقول بخجل : مفهوم ي ح....فتقاطعه وتقول : يا إيه بقي . 


مسلم : ي حسناء . 


حسناء بلطف : شوفت سهله ازاي....بلاش الالقاب دي عشان مابحبهاش....ثم صمتت لبرهه وتحدثت ثانية وهي تنظر لساعتها وتقول بقلق : هما اتأخروا ليه مش كانوا سابقينا . 


مسلم : مش عارف والله....هتصل علي سامي كده وأسأله . 


وبمجرد أن امسك بهاتفه وجد سياره فارهه لا تقل فخامه عن التي جاءت منذ قليل تسير بإتجاههم ومن ثم تقف خلفها وينزل منها شاب طويل القامه وسيم لدرجه كبيره ويرتدي ملابس رسميه أنيقه ويحمل علي زراعيه طفلاً نائماً لم يتجاوز الثالثه من عمره ويسير صوب حسناء فتقول وهي تلتقط ذلك النائم بإحتواء : إتأخرتوا ليه كده . 


أنس : نعمل ايه بقي لاستاذ ياسين طقت ف دماغه يشتري عربيه وقعد يعيط وماسكتش غير لما لفينا ع المحلات كلها وشاف انهم قافلين . 


حسناء بمشاكسه : والله تستاهل....لان انت اللي عودته علي كده....مش دا استاذ ياسين حبيب القلب....استحمل بقي . 


أنس بإبتسامه واسعه : دا احنا بنغير بقي . 


حسناء بعبوس : لأ مابغيرش....ويلا خليهم يفتحوا البوابه عشان عايزه انام . 


أنس بمشاكسه : حاضر ي قموصه هانم....ومن ثم يقوم بإخراج المفاتيح ويفتحها ليدخلوا وتلحق بهم تلك السيارتان . 


في صباح اليوم التالي نجد حسناء تستقيظ مذعوره علي صوت بكاء ذلك الصغير النائم بجانبها فتنتفض من نومتها ومن ثم تحتضنه وتحاول تهدئته لتكتشف أن حرارته مرتفعه لدرجه مقلقه فتحمله وتخرج به سريعاً متجهه إلي الغرفه المجاوره فتفتح بابها وتقول بصوت باكيٍ : إلحقني ي أنس ياسين حرارته عاليه وبيعيط....ومن ثم إنفجرت في البكاء....ليقوم الآخر من مقعده ويحتضنها بإحتواء ويقول بحنان : اهدي ي حسناء ماتعيطيش ان شاء الله هيبقي كويس....هوا اكيد اخد برد امبارح....أنا هتصل بالدكتور يجي يشوفه . 


حسناء برفض : لأ الدكتور هيتأخر علي ما يوصل هنا....انا هاخده المستشفي . 


أنس : ي ستي اسمعي كلامي مره واحده بس....الدكتور مش هيتأخر لانه ساكن جنبنا....يعني بالكتير ربع ساعه وهيبقي هنا....فإقتنعت الاخري وهدأت وأخذته إلي غرفتها ثانية وإرتدت إسدالها وجلست بجانبه في انتظار حضور ذلك الطبيب....وبعد مايقرب من نصف الساعه يأتي لتتفاجأ بهويته....يا الله انه الطبيب ذاته....لما هذا؟!...لما كلما اقتربت من نسيان تلك الذكريات السيئه يحدث ما يذكرني بها....لقد تعبت اما يكفي هذا....لعنك الله ايها الحقير فأنت حتي وان غادرت حياتي لم تغادر ذاكرتي اللعينه تلك....ظلت حسناء شارده طوال مدة الفحص....ولم تفق الا علي صوت انس وهو يقول : ايه ي حسناء سرحانه ف ايه . 


حسناء بإرتباك : لا ولا حاجه . 


أنس بحزن : ولا حاجه ازاي ي حسناء....انتي بقالك فتره ع الحال دا....علي طول سرحانه ومكتئبه ومابقتيش تتكلمي معايا زي الاول ورافضه تقوليلي السبب اللي غيرك بالشكل دا .

ّ

امتلأت عيناها بالدموع وارتمت بأحضانه وقالت : أنا مش عايزه افتكر الايام دي....ليه كل حاجه بتحصل بتفكرني بيه....انا مش عايزه اقعد ف البلد دي انا عايزه اسافر تاني....انا كنت ناسياه هناك . 


شدد أنس من احتضانها وقال بحنان : خلاص اهدي ي حسناء....وانا هعملك اللي انتي عايزاه....بس قوليلي مين دا اللي بتتكلمي عنه . 


زاد بكاؤها وعلي صوت شهقاتها وقالت بطريقه هيستيريه : لا لا مش عايزه اتكلم عنه....مش عايزه افتكر الايام دي . 


أنس بحزن : طيب خلاص مش عايز اعرف....بس عشان خاطري ماتعيطيش....واخذ يربت علي كتفها حتي هدأت وقالت بصوت مهزوز : أنا عايزه اقعد لوحدي . 


أنس وهو يقبلها من جبينها : حاضر ي ستي....انا همشي دلوقتي عشان عندي مشوار مهم وهعدي عليكي عشان نتغدي برا يمكن مودك يتحسن . 


أومات له الاخري واحتضنته وقالت : متتأخرش عشان ياسين . 


قبلها انس من جبينها ثانيةً وقال : حاضر مش هتأخر....ومن ثم خرج من الغرفه مغقلاً بابها خلفه ليترك الاخري لأحزانها وذكرياتها المؤلمه....جلست حسناء بجانب ذلك الصغير وظلت تتأمل ملامحه....ولا شعورياً بدأت دموعها في السقوط....وتركت العنان لذاكرتها في استرجاع تلك الايام البائسه....كم تمنيت لو انك لم تولد....فأنت الشئ الوحيد الذي كلما رأيته تذكرت ذلك القاسي....كانت غربتي علي اهون من الرجوع الي هذا البلد....كم حاولت ان اتناسي أمره والا افكر به....ولكن لم استطع....فرأيتك ايها الصغير تذكرني بكل تفصيله به....فأنت لا تشبهه في شكله فقط بل في تصرفاته ايضاً....حتي أصبحت نسخة مصغره منه....وبعد حديث طويل دار بخاطرها تذكرت امر شئ مهم....ماذا ان علم حمزة بشأن ابنه....ماذا ان أخذه....لا لا لن يأخذه....حتماً سأغادر هذا المنزل واعود حيث جئت....فأنا لن ادع ذلك الوغد يعرف بشأن ابنه....ومن ثم احتضنته بتملك وظلت تنتحب خوفاً من فقدانه إلي ان غفت بجانبه . 


وبعد فتره ليست بالكبيره استيقظت وبدأت في البكاء ثانية والتقطت هاتفها واتصلت بأنس....وبمجرد ان سمعت صوته زاد بكاؤها وانهارت تماما ولم تعد قادره علي الحديث....كان الاخر يكاد يموت قلقاً عليها....حاول تهدئتها ولكن لا فائده....لذا قرر الذهاب لرؤيتها....لم يمض الكثير من الوقت وأتي....ليجدها تجلس القرفساء علي سريرها وتنتحب بقهر....وبمجرد أن سمعت صوته جرت نحوه واحتضتنه وظلت تقول بهستيريا : لو عرف هياخده ي أنس....انا عارفاه قاسي ومابيحبنيش وهياخده مني....خلينا نمشي من هنا قبل مايعرف....مشيني من هنا ي أنس عشان خاطري . 


أنس بعدم استيعاب : يعرف ايه؟!....وياخد مين؟!....انتي بتتكلمي عن مين ي حسناء . 


حسناء من بين شهقاتها : هقولك بس اوعدني انك مش هتخليه ياخد ياسين مني . 


أنس وهو يشدد من احتضانها : حاضر....بس اهدي عشان تعرفي تتكلمي....وتعالي نخرج عشان ياسين . 


وبعدما خرجا من الغرفه وهدأت تماماً قالت بحسم : انا عايزه امشي من هنا . 


أنس : ماشي موافق....بس ممكن اعرف السبب . 


حسناء بإرتباك : ع عشان....مش عايزه ابو ياسين يشوفه . 


أنس بعدم استيعاب : ايه دا....يعني هوا ماكنش يعرف انك حامل . 


حسناء وهو منكسة الراس : ايوه . 


أنس بعصبيه : انتي ازاي تعملي حاجه زي دي ي حسناء....حرام عليكي....انتي ازاي انانيه كده....مش قادر اصدق بجد اللي انتي عايزه تعمليه....مش مكفيكي انه قعد كل السنين دي ومايعرفش ان عنده ابن . 


حسناء بدموع : انا لما اطلقت ماكنتش اعرف اني حامل اصلا....وبعدين يستاهل....هوا ماعملش فيا قليل . 


أنس : مهما عمل كان من حقه انه يعرف حتي لو بعد الطلاق....مش يمكن لو كان عرف كنتوا رجعتوا لبعض وابنك ماتحرمش من ابوه كل السنين دي . 


حسناء : لا انا مش عايزه ارجعله ومش عايزاه يعرف حاجه عن ابنه....انا هاخده وهنسافر . 


أنس بعصبيه : ازاي يعني عايزه تسافري....ياسين لازم يعرف ان ابوه عايش....بذمتك ابنك مش صعبان عليكي وهوا بيقول لواحد مايقربلوش حاجه ي بابا....لا وانا اللي كنت فاكر ان ابوه مش عايز يعترف بيه....اللي انتي عايزه تعمليه دا غلط وانا مش ممكن اقبل بيه....ابوه لازم يعرف....وانا بنفسي اللي هدور عليه . 


حسناء ببكاء : لا عشان خاطري ي انس....حمزة لو عرف مش هيسيبهولي . 


أنس بصوت عالٍ : اكيد ودي اقل حاجه هيعملها....وهيبقي حقه....انا مش عارف ازاي جالك قلب تعملي كده . 


حسناء بدموع : يعني اعمل ايه دلوقتي !!؟ 


أنس بقلة حيله : مافيش قدامك حل غير انك تقوليله وهوا ليه حرية الاختيار ي اما الموضوع يتحل ودي ويسيبهولك ويبقي يشوفه من وقت للتاني ي اما بقي هيرفع قضيه ويطالب بحضانته . 


حسناء : اكيد هيرفع قضيه عشان ياخده مني....انا مستحيل اقوله . 


أنس بصوت جهوري : برضو عايزه تعملي اللي ف دماغك....انا مش هسكت ي حسناء وهدور علي ابوه . 


حسناء بتوسل : لا عشان خاطري ماتعملش كده....انا قولتيلك عشان تساعدني مش عشان تعمل كده . 


انس باستنكار : اساعدك ف ايه....انتي اتجننتي....انا لا يمكن اقبل بحاجه زي دي....وفري علي نفسك الكلام ي حسناء عشان مش هرجع ف كلامي ولو تعرفي عنوانه او اي حاجه عنه اتفضلي قوليها . 


حسناء بهستيريا : لا لا لا مش عايزه افتكر حاجه عنه....مش هسيبله ابني....انا بكره البني آدم دا ومستحيل ارجعله تاني....ومن ثم خارت قواها وسقطت مغشي عليها ليُفزع الاخر ويتجه صوبها ويحملها ومن ثم يضعها علي الاريكه ويحاول افاقتها....وما هي الا لحظات واستعادت وعيها....وبمجرد انا فتحت عيناها ظلت تتحدث بصوت خافت : عشان خاطري ماتقولوش....فيحتضنها بحنان ويقول : هش....خلاص ي حبيبتي مش هقوله . 


حسناء : اوعدني ي أنس . 


أنس بإيجاز : انا قولت مش هقوله....وكمحاولة منه لتغيير الموضوع اكمل : وبعدين فكك بقي من الكآبه اللي انتي فيها دي والبسي يلا عشان نتغدي برا . 


حسناء : لا انا مش عايزه اخرج....خلينا هنا انهارده حتي عشان ياسين . 


أنس : خلاص ي حبيبتي اللي انتي عايزاه . 


وينقضي النهار سريعاً حتي اتي المساء....كانت حسناء ملازمه لابنها لا تفارقه....فقد بدأت مخاوفها تتحكم بها لدرجه جعلتها تقرر عدم الخروج....فالحل الوحيد لتجنب حدوث مصادفه تجمع بين الاب وابنه هو المكوث في هذا البيت الي ان يحين وقت الرجوع حيث اتوا....وتتابع الايام دون وقوع احداث تُذكر....فحسناء كانت ترافق ابنها منذ الصباح حتي ينام....وفي احدي الايام اضطرت حسناء للذهاب مع أنس لأمر عاجل وتركت ياسين . 


----------<<<<< في قصر أنس مُراد >>>>>----------

---------------------------------------------------------

نجد ياسين يلعب في حديقة القصر بصحبة تلك المربيه الشابه التي اتت حديثا الي ان يأتيها اتصال فتتركه وتذهب بعيداً....اما هو فقد دفعه الفضول لاستكشاف ما يوجد خلف تلك الاسوار....لذلك نجده يسير بخطي أشبه للركض إلي أن اصبح في الخارج....وبمجرد خروجه ظل يجري لهواً وكأنه قد تحرر من السجن لتوه حتي اتت سياره وكانت علي وشك الاصطدام به....ولكن السائق استطاع تفاديه ومر الامر بسلام....كان الطفل يبكي مذعوراً مما كاد ان يحدث له فينزل ذلك الشاب المنشغل بحاسوبه في الخلف الذي ازعجه بكاؤه....وكلما سار ذلك الشاب بإتجاهه تراجع ياسين وزاد نحيبه....وبعد محاولات عده من ذلك الشاب استطاع أخيراً ان يسكته واقنعه بالذهاب معه....لم يكن يدري ذلك الشاب ماذا يفعل بهذا الطفل لذا قرر ان يصطحبه معه إلي منزله . 


----------<<<<< في قصر ذلك الشاب >>>>>---------

---------------------------------------------------------

بمجرد ان صف السائق السياره نزل ذلك الشاب حاملاً ياسين وذهب به الي الداخل....وعندما وجد والدته اعطاها الطفل وقص لها بإيجاز مع حدث معه وصعد سريعاً لغرفته....بمجرد ان صعد وتنبهت لملامحه جيداً دُهشت كثيراً من الشبه الكبير بينه وبين ابنها....لذلك حملته ذاهبه به إلي زوجها الذي دُهش هو الاخر....وتوالي شعور الدهشه علي كل من رآه....مرت ثلاثة ساعات قضاها كل من في القصر لعباً ومرحاً مع ذلك الطفل اللطيف المشاكس....إلي ان نزل ذلك الشاب الذي صعد غرفته منذ مده....وبمجرد أن رآهم مستمتعون بصحبته قال بدهشه : هوا خد عليكوا بالسرعه دي؟!...دا انا كنت فاكر اني هصحي علي صوت عييطه . 


جواد بحيره : انا مش قادر استوعب الشبه اللي بينكوا ي حمزة....دا زي ما يكون انت بالظبط . 


حمزة : شبهي؟!....شبهي ازاي يعني ؟! 


ليلي وهي توجه ياسين بإتجاهه : معقول ما أخدتش بالك انه نسخه منك . 


حمزة وهو يقترب من الطفل : ماهوا زي ما انتوا شايفين كده انا تقريباً ماعدتش بشوف من غير النضاره وبعدين ساعتها كنت هموت وانام....وعندما اصبح قُبالته اخرج نظارته وارتداها لتتضح له الرؤية كثيراً....ظل ينظر له لفتره ثم تحدث بدهشة كبيره : ايه دا ؟!....انا حقيقي مش مصدق...معقول يكون في حد شبهي اوي كده....ثم احس برغبه مُلحه لإحتضانه....فجتذبه بحركه فجائيه لأحضانه....كان يشعر بإحساس غريب تجاهه....فهناك شيئاً مُريب في هذا الطفل....لا اعرف ما يجذبني له لهذه الدرجه....وبعد مرور لحظات افلته من احضانه وحمله وجلس بجانب والده ووضعه علي قدمه....وظل يتحدث معه كما لو كان طفلاً . 


---------<<<<< في قصر أنس مُراد >>>>>-----------

---------------------------------------------------------

نجد حسناء تبكي بشده وأنس يحتضنها محاولاً تهدئتها ولكنها لا تستجيب فهي أصبحت كالمغيبه لا تري ولا تسمع....وبعد فتره ليست بالكبيره تتذكر أمر الكاميرات فتقول بدموع : الكاميرات ي أنس....تعالي نشوفهم يمكن نعرف نوصل لحاجه . 


أنس : ما انا عايز اقولك كده م الاول بس انتي اللي مش راضيه تسمعي....ثم امسك يدها بحنان وذهبا لغرفة الأمن....قضيا هناك قرابة نصف الساعه ولكن لم يتوصلوا لشئ مفيد بل زاد خوفهم اكثر....فالكاميرات اظهرت انه ذهب في سياره مع شخص غريب لم يتعرفا عليه لبعد المسافه حتي انهم لم يعرفا أين ذهب....لذا حاول أنس التواصل مع اصحاب القصور القريبه من تلك الواقعه....وبعد مرور اكثر من ساعتان استطاعوا تحديد هوية ذلك الشخص ومعرفة مكان قصره....ولكم ان تتخيلوا حالة حسناء بعدما عرفت ان الشخص الذي وجد ابنها وهو الشخص ذاته التي كانت تسعي الا يراه....فقد اصابها الدوار والتصقت قدماها بالارض من هول الصدمه....يا الله لما هذا؟!....لما الحظ السئ يرافقني دوماً....كيف سأذهب الآن....فبالتأكيد سيراني ذلك الأحمق....يا اللهي لقد قلت حيلتي....فماذا انا بفاعله....مهلاً....مهلاً....ماذا تقولي يا حسناء....أماذلتي تهابي رؤيته....ألم يغيرك مرور كل تلك السنين....فحتماً كان سيأتي موعد اللقاء....وحتماً كان سيعرف بأمر ابنه....لذا فلتتشجعي وتستعيدي هدوئك وامضي وكأن شئ لم يحدث....هيا....اذهبي ي حسناء . 


وسريعاً ما نجد ان حالتها قد تغيرت ولحقت بأنس الذي ابتعد عنها....لتركب السياره وهي عازمه علي تلقين ذلك الغبي درساً لن ينساه اذا حاول منعها من أخذ طفلها....هل حديثك مع ذاتك كان له كل ذلك الأثر....اذاً فلتتحدثي اليها دوماً.....فلقد حان وقت المواجهه ولينتهي معه الخوف والضعف....وبعد دقائق معدوده كانت السياره تقف أمام القصر....لتنزل هي اولا وتتقدم للامام ليلحقها الأخر ويدخلوا القصر سريعاً....وبمجرد دخولهم وجدت ياسين يلعب مع حمزة في الحديقه....لتتبدل ملامحها وجهها الجامده إلي الخوف والقلق....ولكن حاولت إخفاء شعورها وتجاهل نغزات قلبها التي أصبحت تزعجها....فهي لا تردي ماذا أصابه ذاك....وتتقدم أكثر وأكثر حتي أصبحت علي بُعد مسافه لابأس بها منهم....وهنا يلمحها ياسين ويجري نحوها ويحتضنها ليتبعه حمزة ويقوم مصافحة أنس محاولاً توضيح ما حدث....وكان يحاول تجنب النظر لتلك التي تقف جانبه رغم أن الفضول كان سيقتله ويعرف من والدته....ولكن العهد الذي قعطه علي نفسه بألا ينظر لغير صغيرته التي هجرته....منعه....أما حسناء فقد فقدت صوابها وأصبحت غير متزنه....إضافه إلي تسارع دقات قلبها بطريقه جنونيه وعدم مقدرتها علي تحريك نظرها بعيداً عنه....كانت نظراتها له واضحه لدرجه لفتت إنتباه زوجها الذي تعجب من فعلتها تلك....وبالطبع أيضاً حمزة الذي أصبح خجلاً جداً من تلك النظرات المصوبه تجاهه....وهنا قرر أن يوجه نظره لتلك المتجبحه كما نعتها في نفسه....ليتفاجأ بما رآه....أحقاً هي حسناء أم انني اتخيل كعادتي....يا الله كم اشتقت لرؤياها....كم توحشت لذلك الوجه البرئ...كم كبرتي ي صغيرتي واصبحت شابه حسناء كإسمك....وكأنه ما لبس ان رآها حتي إلتصقت عيناه بها....لا أعرف صراحةً كم من الوقت استمر حديث العيون هذا....ولكن أستطيع ان اخمن بانه كان طويلا....ليغار أنس ويحمر وجهه من الغضب ويقول بحده : متشكر جداً ي استاذ حمزة....ثم امسك بيد حسناء بقوه واكمل : بعد اذنك....ومن ثم سار بها إلي الخارج تحت نظرات ذلك المتيم بعشق تلك الصغيره....وعندما أصبحا في الخارج تحدثت حسناء بغضب : إيه ي أنس انت ماسكني كده ليه . 


أنس بعصبيه : بجد مش عارفه عملتي ايه . 


لم ترد حسناء وانما تركته وذهبت....اما هو فقال بصوت مرتفع : كلامنا ماخلصش ي حسناء....ثم ركب السياره . 


داخل قصر السيوفي نجد حمزة لا يزال في مكانه يطالع البوابه بشرود ليقطع شروده صوت جواد وهو يقول : مين دول اللي كانوا هنا ي حمزة ؟! 


حمزة بهيام : شوفتها ي جواد....كبرت وبقيت جميله اوي . 


جواد بتعجب : مين دي حمزة؟!....ومالك بتتكلم ليه كده ؟! 


حمزة بحزن : حسناء رجعت ي جواد ؟! 


جواد بضيق : يعني هي اللي كانت هنا ؟!....ثم تذكر امر ياسين وقال بلهفه : معني كده ان ياسين ابنك ي حمزه . 


حمزة ببرود ولا مبالاه : ايوه للاسف . 


جواد باستغراب : للاسف ليه....انت زعلان عشان طلع ليك ابن ؟! 


حمزة بحزن مكنون : تفتكر يعني هكون سعيد بإن عندي ابن مايعرفنيش....وبيقول بابا لحد تاني....ثم تغيرت نبرة صوته الي نبره مهزوزه : انا اه مانسيتهاش وعمرها ماغابت عن تفكيري بس كنت اتعودت علي غيابها خلاص....ليه رجعت دلوقتي....ليه....انا عارف ان ربنا بيعاقبني ع اللي عملته فيها....بس انا والله  تعبت....وما عدتش عندي طاقه اكمل....انا اذيتها كتير اوي....فا دلوقتي مش هرجع أأزيها بإني آخد ابنها....انا عايز ابقي اشوفه علي طول ومش هضايقها خالص بوجودي....قولها كده ي جواد....روحلها بيتها قولها....انا مش عايز ابقي لوحدي تاني . 


جواد بحزن علي حالة أخيه : حاضر ي حمزة....بس عشان خاطري ماتقولش كده....انت مش لوحدك....احنا كلنا معاك وحواليك....وهنفضل جنبك . 


حمزة بقهر : ماهو للأسف برغم وجدكوا الا اني حاسس اني لوحدي....حسناء لما مشيت خدت مني كل حاجه حلوه ف حياتي.....وانا عارف ان عمرها ماهترجعلي....ثم تركه وذهب . 


كان جواد يكاد يبكي علي حالة أخيه تلك....فهو يشعر بالألم والانكسار في كل كلمه ينطقها....وارتجف قلبه خوفاً من أن يعود له ذلك المرض اللعين....فقد حذرهم الطبيب من دخوله في نوبة اكتئاب مرة أخري ومن الآثار السلبيه التي ستتبعها.....لذا قرر ان يعرف مكانها ويذهب للحديث معها غداً محاولاً ايجاد حل يُرضي جميع الاطراف . 


----------<<<<< في قصر أنس مُراد >>>>>----------

---------------------------------------------------------

نجد أنس وحسناء يجلسان في غرفة المكتب في صمت ليقطعه أنس قائلاً : حسناء....انا بكلمك بكل هدوء اهو ومن غير عصبيه....ممكن اعرف مين الراجل دا....وليه كنتي بتبصيله كده . 


حسناء ببكاء : انا مش عارفه ليه ضعفت قدامه ونسيت كل اللي عمله....ليه كان رد فعلي كده....ليه كنت حاسه ان قلبي هيقف لما شوفته....وده مش معناه اني هرجعله....انا خايفه بس لياخد ابني مني....عشان خاطري ي أنس اتصرف ورجعنا مكان ماجينا....انا مش عايزاه ياخده مني . 


أنس بهدوء : اهدي كده ي حسناء عشان نعرف نتكلم ثم اعطاها كاسة عصير لترتشف منها بضع قطرات ليكمل كلامه بنفس الهدوء : يعني حمزة اللي قابلناه هناك دا طليقك اللي كنتي رافضه تحكيلي عنه اي حاجه....بصي ي حسناء....فكرة انك ترجعي دبي تاني مش حل....هوا خلاص عرف بموضوع ابنه فا مافيش 

فايده من هروبك....لازم تواجهيه وتتكلموا مع بعض وتعيدوا حسابتكوا....ابنكوا ذنبه ايه يعيش من غير اب....فكري بعقل شويه ي حسناء....وبعدين انتي فاكره لما تاخدي ياسين وتمشي انتي كده هتنهي الموضوع.....لا بالعكس دا انتي بتزوديه اكتر....لان ساعتها هوا مش هيسكت وهيرفع قضيه ويقلب الدنيا....فعشان كده حاولوا تحلوا الموضوع بينكوا عشان ابنكوا والمشاكل اللي هتعيشوه فيها . 


حسناء بدموع : بس انا مش بحبه....مش عايزه ارجعله....مش عايزه اعيش معاه تاني . 


أنس بمزاح : مابتحبهوش برضو....دا انتي ماشلتيش عينك من عليه ساعت ماشوفيه....دا انا كنت حاسس انك هتاخديه بالحضن....ي شيخه قولي كلام غير دا . 


حسناء بإحراج : بجد ؟!....كان باين عليا للدرجادي ؟! 


أنس بالإبتسامه : ايوه جداً....وهوا كمان شكله بيحبك اوي ي حسناء . 


حسناء : بس انت ماتعرفوش ي أنس....حمزة مابيتفاهمش....ومش هيرضي يسيبهولي . 


أنس : هنحاول ي ستي مش هنخسر حاجه....وبعدين انا حاسك ظلماه....لان شكله مايديش خلاص انه واحد بتاع مشاكل . 


حسناء باستنكار : ظلماه؟!....ومش بتاع مشاكل؟!....دا انا ماحدش ظلمني وعملي مشاكل قده....اسكت ي أنس عشان خاطري ماتفكرنيش بأيام مش عايزه افتكرها....دا انا شوفت معاه اسود ايام حياتي....شخص قاسي ومتحكم وطباعه صعبه....وحقيقي فعلاً مايتعاشرش....وسكتت قليلاً لتطلق تنهيده معبره بها عن ألمها واكملت : بس برغم كل دا حبيته للاسف....ولسه بخاف منه لحد دلوقتي....كل السنين اللي فاتت دي ماقدرتش تغير فيا حاجه....وف اللحظه اللي عرفت فيها انه لقي ياسين حاولت ابقي قويه....بس للاسف اول ماشوفته....رجعت حسناء بتاعت زمان تاني....لسه ذكريات الايام الوحشه دي مش عايزه تتنسي....حاولت كتير بس ماعرفتش....ولما جينا مصر زاد خوفي منه.....لان كل حاجه بقيت بتفكرني بيه وباللي عمله فيا....وبدات اخاف لياخد ياسين....ثم اجهشت بالبكاء وقالت : أنا والله بحبه بس مش عارفه عمل كده ليه....حتي ماسبليش حاجه كويسه تخليني اسامحه . 


فيحتضنها أنس ويحاول تهدئتها ويقول : اهدي عشان خاطري ي حسناء....انا مابستحملش اشوفك بتعيطي....كل حاجه هتتحل بإذن الله....انا مش هسيبك كده . 

❤️ أصبحت خادمة لزوجي❤️


👇البارت الاخـ25ــير👇


-----------<<<< أتمني لكم قراءة ممتعة >>>>>-------

---------------------------------------------------------

----------------في صباح اليوم التالي------------------

-----------<<<<< في قصر السيوفي >>>>>----------

---------------------------------------------------------

وتحديداً في غرفة جواد نجد حمزة يجلس متوتراً علي الاريكه قبالة أخيه الذي ينظر له بشفقه....فحالته كانت مُذريه عيناه حمراوتان منتفختان يحيط بهما السواد ويفرك يديه بقلق ويهز قدميه بشده ووجهه شاحب....فهو حقاً خائف من تلك المقابله....فالتساؤلات التي انهالت عي خاطره ليلة أمس منعته من النوم....جواد بحزن : ايه ي حمزة....مالك قلقان كده ليه....وليه مانمتش ؟ 


حمزة بقلق : تفتكر هترضي تقابلك....او حتي هترضي تخليني اشوفه ؟ 


جواد : اكيد هتوافق....ماتوافقيش ليه....دا حقك....حتي لو رفعت قضيه ماحدش هيلومك....فا اهدي وبلاش توترك دا . 


حمزة : لا ي جواد قضية ايه....انا مش عايز مشاكل....حاول توصل معاها لحل بس بلاش محاكم وقضايا . 


جواد وهو يُربت علي كتف أخيه : حاضر....بس عشان خاطري روح نام شويه علي ما أرجع....انت مش شايف وشك عامل ازاي . 


حمزة : لأ مش هعرف أستني هنا....أنا هاجي معاك وهستناك ف العربيه . 


جواد وهو يلتقط مفتاح سيارته : خلاص ي حمزة اللي تشوفه . 


ومن ثم سار الاثنان خروجاً من الغرفه إلي خارج القصر تماما....ولم تمر سوي بضع دقائق وكانت سيارة جواد تقف أمام ذلك القصر....فيفتح الحارس البوابه سريعاً....ليدخل ويصف سيارته ومن ثم ينزل ليجد أحد الخدم في إنتظاره ليصطحبه للداخل....فهو بالطبع قد تواصل مع أنس ليلة أمس....وبمجرد دخوله أستقبله أنس ورافقه إلي غرفة الجلوس....دار بينهما حوار طويل بشأن ذلك الصغير وإنتهي بمعرفه أنس بوجود حمزة في الخارج ليصر علي مقابلته....حاول حمزة إختلاق الأعذار ولكنه خضع لرغبته تحت إصراره الشديد . 


<<<<< في غرفة الجلوس بقصر أنس مُراد >>>>>

---------------------------------------------------------

أنس : بص ي حمزة أنا مقدر جداً اللي انت فيه....وحاسس بيك....وعارف قد ايه بُعد الناس اللي بنحبهم عننا بيوجعنا....وعارف قد إيه انت بتحب حسناء....طبعاً انت فاكر إنها نسيتك وعايشه حياتها عادي....إسمحلي لو مش هطول عليك اني أحكيلك عن علاقتي بيها....احنا آه متجوزين بس علاقتي بيها ماتعدتش علاقة الأخوات....يعني تقدر تقول جواز علي ورق . 


حمزة : طب وإتجوزتها ليه م الأول . 


أنس بألم : أنا طلقت زوجتي من حوالي خمس سنين وإتفقت معايا إنها هتسيبلي الولاد....وبعدها بكام شهر توفت....ووالدتها بقي الله يسامحها رفعت عليا قضيه إني مهمل ف حقهم واني علي طول مشغول ومافيش حد بياخد باله منهم....واني كمان مانعهم عنها....وقدرت تثبت بطريقة ما صحة كلامها وللأسف اتحكملها بحضانتهم وخدتهم وسافرت....وإتحكملي إني أشوفهم كل أسبوع....حاولت كتير أرجعهم بس للأسف الطريقه الوحيده اللي تخليني أطالب بحضانتهم هي إني اتجوز عشان يبقي في حد موجود ياخد باله منهم وأحاول أنفي كل اللي هي قالته....وقتها كنت عايش ف دُبي فرجعت مصر عشان أطمن علي ولدتي وآخد رأيها ف الموضوع....كانت حسناء هي المسؤله عن رعايتها وماما كانت بتحبها جدا....فلما قولتلها رشحتلتهالي....فتكلمت معاها وعرفت إنها حامل....ولما عرضت عليها الجواز رفضت رفض نهائي....حاولت معاها كتير بس مافيش فايده ماكنتش راضيه تقتنع....وبعد معاناه وافقت بس بشرط إن الجواز يبقي علي ورق بس وإني أسجل الطفل علي إسمي....وكتبنا الكتاب وسافرنا علي طول وبدأنا ف إجراءات القضيه....وبعد أكتر من سنه كسبتها....وكانت علاقتي بحسناء إتحسنت جداً وعرفت قد ايه هي انسانه طيبه واخلاقها عاليه....وضمنت ان ولادي هيتربوا كويس وهيلاقوا اللي يحافظ عليهم....وربنا يعلم اني بعامل ياسين زي ابني بالظبط وعمري مافرقت بينه وبين حد من ولادي....كنت بنزل مصر انا وولادي كل فتره عشان اطمن علي ولدتي وعلي شركتي بس حسناء كانت بترفض تيجي معانا وكانت كارهه الرجوع هنا تاني لحد ما ماما تعبت جداً وطلبت انها تشوفها....ومن وقتها وهي مش طبيعيه علي طول سرحانه ومكتئبه....ولما رجعنا حالتها ساءت وكانت عايزه تسافر....وساعتها قالتلي إنها مش عايزه أبو ياسين يشوفه لانه لو عرف هياخدها منها....اتصدمت لما عرفت إنك ماتعرفش وكنت هدور عليك بس الحمدلله اديك عرفت . 


حمزة بإنكسار : يعني كانت عايزه تحرمني منه طول العمر....طب ليه....المشاكل بينا احنا....ليه تعمل كده....ليه ماقالتليش....عمري ماكنت هسيبها وكنت هرجعها . 


أنس : مقدر إحساسك ي حمزة والله....بس دا اللي حصل....والحمدلله انك عرفت....حسناء بنت جميله وتستاهل كل خير....وأقل حاجه ممكن أقدمهلها إني أساعدها ترجع حياتها أحسن م الأول مقابل اللي عملته معايا....فعشان كده أنا هطلق حسناء وإنت عليك الباقي بقي . 


حمزة : حسناء مابتحبنيش انت فاهم غلط....أنا كده برضو هبوظلها حياتها . 


أنس بمزح : مش بتحبك إيه....إسمع مني بس دا انت اللي فاهم غلط....حسناء بتحبك بس مش قادره تنسي اللي حصل بينكوا....قرب منها تاني وحاول تنسيها....وربنا يقدم اللي فيه الخير . 


لاننكر أن هذه المقابله أثرت في نفس حمزة كثيراً وبثت فيه روحه الأمل من جديد....أحقاً هي تحبه....هل ستصبح تلك الصغيره زوجته مجدداً....ليعود بيته مبتهجاً علي غير عادته....فيجد والديه مجتمعين في الحديقه فيجلس معهما ويتبادلا اطراف الحديث ليأتي جواد وزين وينضما هما الآخران فهذه الجلسه لم تتكرر منذ زمن....كان الجميع مندهش....فحمزة قلما مايتحدث ويمزح....وبعد وقت طويل من الأحاديث الممتعه والمزاح إنفضت تلك الجلسه ليصعد كل منهم غرفته . 


--<<<<< في غرفة حسناء بقصر أنس مُراد >>>>>---

---------------------------------------------------------

حسناء : يعني عايز ايه ي أنس....بقالك كتير قاعد تتكلم عن حمزة....مش فاهمه تقصد ايه . 


أنس : عايزك ترجعي لحمزة ي حسناء....كفايه بُعد لحد كده . 


حسناء : قولت مش هرجعله تاني....انا مش عايزاه . 


أنس : اديله فرصه تانيه مش هتخسري حاجه....لاننا مش ملايكه....وكلنا بنغلط....مش عشان مشكله حصلت بينكوا يبقي تبعدوا عن بعض....كل اتنين متجوزين بيحصل بينهم مشاكل....بس مابيوقفوش حياتهم عندها وبيعدوها وبينسوا....انسي ي حسناء عشان تعرفي تكملي . 


حسناء بحزن : للأسف اللي عمله عمري ماهقدر أنساه....صدقني صعب اوي ارجعله....مش هقدر . 


أنس : حاولي ي حسناء....فكري ف ابنك....ذنبه ايه يتربي من غير ابوه....اديله فرصه يتكلم معاكي....واسمعيه....أكيد قلبك هيحن . 


حسناء : ماتضغطش عليا ي أنس....صدقني مش هقدر . 


أنس : طب علي الأقل اتكلمي مع أخوه....لأنه كان مصمم يقابلك . 


حسناء : جواد؟! 


أنس : أيوه....كان هنا انهارده وقالي أقولك....لو موافقه نروح نقابله بكره . 


حسناء : مش عارفه بصراحه....إنت ايه رايك أروح ولا لأ . 


أنس : أنا من رأيي تروحي مش هتخسري حاجه . 


حسناء : خلاص اللي تشوفه . 


وينقضي اليوم سريعاً دون أحداث....ليأتي اليوم التالي

-----------<<<< في إحدي الكافيهات >>>>---------

---------------------------------------------------------

نجد جواد يجلس ويطالع هاتفه....وماهي الا لحظات وأتت حسناء هي وأنس....فيستقبلهما بترحاب شديد ومن ثم يستأذن أنس تاركاً لهم المجال للتحدث بحريه....ظلت حسناء صامته إلي أن تحدث جواد قائلاً : انا جاي انهارده عشان أقولك ع اللي حصل لحمزة ف غيابك....مش عشان اقولك سامحيه وارجعيله....كل اللي عايزه منك انك تسمعيني....وانتي ليكي حرية القرار . 


حسناء : انا ليه حاسه من كلامك انك بتحملني ذنب اللي حصله....اخوك دمر حياتي وأي حاجه حصلت ليه ذنب اللي عمله فيا لاني عمري ماسامحته ولا هسامحه . 


جواد : والله انا ماقصدي حاجه....وانتي حره تسامحيه او لأ دي حاجه ترجعلك....بس حرام عليكي لما تحرميه من ابنه بعد كل اللي شافه ف حياته....اللي حمزة شافه ف الكام سنه اللي فاتوا دول....مش سهل أي حد يتحمله....حمزة عمل حادثه بعد طلاقوا بشهر....كان بيتسابق هوا واتنين صُحابه زي العاده بس للأسف المره دي ماعدتش علي خير....لان فرامل عربيته كانت بايظه....فإتخبط ف عربية نقل كبيره....المهم لما راح المستشفي الدكتور قالنا ان عنده نزيف ف المخ وشرخ ف الجمجمه....دا غير طبعاً الكسور اللي كانت ف ايده ورجله....عدد كبير من الدكاتره حاولوا يتعاملوا مع حالته بس الامكانيات هنا ماسمحتش....فاضطرينا نسفره ألمانيا....وبعد ما اتعالج وكل حاجه بقت تمام....دخل ف غيبوبه لحوالي تلت شهور....ولما فاق منها اكتشفنا انه ماعدش بيحرك رجليه....يعني بمعني اصح اتشل....الدكتور قالنا ان دا بسبب النزيف اللي جاله ف المخ لأنه أثر علي المراكز العصبيه اللي ف رجله....قعد يتعالج فتره قبل العمليه لأن حالته ماكنتش تسمح بتدخل جراحي....وبعد ماعملها ورجعنا مصر....جاله إكتئاب ولا كان بيتكلم ولا حتي بيطلع من أوضته....وكان دايماً بيجيله كوابيس وبيقعد ينادي عليكي....وصل بيه الحال انه ماعدتش بيعرف ينام غير بمنوم....حاولنا معاه إنه يروح لدكتور نفسي....بس كان رافض خالص لدرجة إنه ساب البيت وقعدنا اكتر من شهر مانشوفوش....لكن بابا تعب وعمل عمليه فاضطر يرجع ويسمع كلامه....فضل متابع مع الدكتور فتره طويله لحد مابقي كويس....وقرر يرجع الشغل....لكن دا كمان ضاع منه وحياته كلها اتدمرت....وبعدها حالته رجعت زي الأول ويمكن أسوأ كمان....لأنه كان متعلق جداً بشغله....وبدأ المشوار من أوله تاني....لكن المره دي ماستجبش للعلاج زي الأول...وحالته ماتحسنتش....الدكتور قال لبابا انه لازم يفضل متابع معاه ويروحله كل فتره....وفضل علي الحال دا شهور لحد ماظهرتي انتي وعرف إنه ليه إبن....كانت حسناء تسمعه بتأثر ودموعها تنزل دون توقف فقطع جواد حديثه ليعطيها منديلاً ورقياً....ثم أكمل : عارف انه أذاكي كتير....بس ربنا أخدلك حقك منه....بابا كان بيقولي إنه لما كان بيروح يطمن عليه بالليل كان بيلاقيه ماسك صورتك ومخدته عليها دموع....انتي عارف يعني ايه حمزة الجبروت القاسي اللي ماكنش بيتأثر بحد ولا كان بيفرق معاه حاجه يعيط عشانك ويبقي منهزم ومكسور بالشكل دا....بجد حمزة شاف كتير....فعشان خاطري اديله فرصه تانيه يمكن يقدر يصلح اللي عمله....وانتي كمان يمكن تقدري تسامحيه....هوا فعلاً اتغير خالص عن الاول....حمزة حقيقي بقي شخص تاني....طب تعرفي انه رسملك لوحه كبيره وحطها ف أوضته عشان يحس بوجودك جنبه....لا وكمان كان بيروح كل شهر الملجأ اللي كنتي بتروحيه....صدقيني حمزة بيحبك وعمره ماهيحب حد بعدك . 


حسناء بدموع : انتوا ليه كلكوا عايزيني ارجعله....ليه ماحدش بيفكر فيا....كلوا بيفكر ف اللي حصله وزعلان عشانه وانا لأ....وبعدين إيه اللي فكره بيا دلوقتي بعد اربع سنين....ليه سابني امشي وماحاولش يدور عليا....ولا عشان دلوقتي عرف ان ليه ابن عايز يرجع....إبنه انا مش همنعه عنه....لو عايز يشوفه ف اي وقت انا ماعنديش مانع....لكن مش هرجعله . 


جواد : طب جربي اتكلمي معاه واسأليه....اديله فرصه يدافع عن نفسه ويفهمك....أكيد عنده كلام كتير عايزك تسمعيه....عشان خاطري ي حسناء اقعدي معاه واسمعيه....حمزة والله مابينام....انتي ماشوفتيش حالته كانت عامله ازاي بعد ما أخدتي ياسين....وكاد ان يكمل ولكن قاطعته حسناء قائله : لو كان قُعادي معاه هيخليكوا تحلوا عني يبقي خلاص....انا موافقه....بس دا مش معناه اني هسامحه . 


جواد بإبتسامه : كنت عارف انك هتحني....صدقيني بتحبيه بس بتكابري . 


حسناء وقد إحمر وجهها خجلاً : لا مش بحبه . 


جواد بمشاكسه : اه ماهو واضح....تحبي تقابليه امتي عشان اقوله . 


حسناء : هبقي أقول لأنس وهوا هيقولك . 


ويأتي أنس ليأخذ حسناء ويعودا القصر....وبمجرد ان وصلا أخبرته بطلب جواد....ليرحب الآخر بشده....فهو ليس لديه مانع مادامت هي راغبه في ذلك....ولكن كان هناك أمراً هاماً يجب أن يفاتحها به....واتفقا ان يتناقشا بعد الغذاء . 


-----------<<<<< في قصر السيوفي >>>>>----------

---------------------------------------------------------

وتحديداً في غرفة حمزة....نجده يجلس متوتراً....وكأنه طالباً ينتظر نتيجة إختباراته....كان يفرك أصابعه ويهز قدميه وعيناه تتجول في الغرفه بعشوائيه إلي ان سمع صوت دق علي الباب....لينتفض ويذهب ناحية الباب ويفتحه بلهفه....ليدخل جواد ويقول : خلاص ي عم وافقت . 


حمزة بفرحه : بجد . 


جواد : ايوه بعد معاناه....لسه دماغها ناشفه زي ماهيا . 


حمزة : ماقلتش امتي ؟! 


جواد : هتبقي تقولي....عايزك بقي تريح نفسك وتنام وتبطل قلقك دا....اهي وافقت تقابلك....وان شاء الله هتقتنع . 


حمزة : تفتكر هترضي ترجعلي تاني . 


جواد : صدقني حسناء بتحبك ي حمزة....هي آه هتاخد فتره علي ما تنسي وتسامحك بس هتوافق....وانت وشطارتك بقي تخليها تنسي كل الوحش الي شافته منك . 


حمزة بشرود : ياااه....معقول حمزة اللي ماكنش بيبطل خناق مع حسناء هوا دلوقتي اللي هيموت ويرجعلها....عمري ماكنت اتخيل ان حبي ليها هيوصل للدرجه دي....أنا كنت حاسس إني مش عارف اتنفس من غيرها....كإن الحياه رجعتلي تاني من يوم ماشوفتها . 


جواد بمزح : ومعقول برضو حمزة بتاع زمان هوا حمزة الحبيب اللي بيقول شعر وواقف قدامي دا....دنيا . 


حمزة بضيق : دا انت مابتصدق....وبعدين انت واقف معايا ليه....يلا روح شوف وراك ايه . 


جواد وهو يتجه نحو : سبحان مغير الاحوال....دا انت كنت شاعر من شويه ايه اللي حصل....لا وكمان بيطردني . 


<<<<< في غرفة الجلوس بقصر أنس مُراد >>>>>

---------------------------------------------------------

حسناء : خير ي أنس....كنت عايز ايه....قلقتني . 


أنس : انتي طبعاً عارفه معذتك عندي قد ايه....واني بعتبرك اختي....وعمري ماهنسي ابداً وقفتك معايا لحد مارجعت ولادي....ولا هنسي حنيتك وخوفك عليهم كإنك أمهم....فعشان كده انا عايز أساعدك ف انك ترجعي حياتك زي الاول واحسن كمان....انا قررت ي حسناء....اننا لازم ننفصل....لاني حاسس بالذنب....لاني الحاجز بينك وبين حمزة....حمزة مش بس بيحبك....دا بيعشقك....وانتي كمان بتحبيه ماتنكريش....انتي لسه صغيره وف بداية حياتك وحرام لما تقضيها بعيد عن اللي بتحبيه ومع شخص مابتحبهوش....او بتعتبريه اخوكي....نصيحه مني ي حسناء ارجعيله وادي لنفسك فرصه انك تسامحيه....وفكري فإبنك....هوا لسه دلوقتي صغير يعني سهل يتعود علي ابوه....لكن صدقيني لو كبر هيفضل حاسس انه واحد غريب وانتي اللي هتتعبي ف انك تصلحي بينهم....وبعدين مش هتعرفي تربيه لوحدك....عيدي حساباتك وفكري من جديد . 


حسناء بدموع : بس انت كده بتجبرني....علي حاجه مش عايزاها . 


أنس وهو يقبل رأسها : والله ما بجبرك....انا عايز اساعدك....ومتأكد إن مقابلتك بحمزة هتفرق كتير....وهتغير رايك . 


حسناء : طب وهنتطلق امتي . 


أنس : وقت ماتحبي....لو عايزه دلوقتي انا ماعنديش مانع....اهم حاجه تكوني راضيه . 


------------<<<<< بعد مرور أسبوع >>>>>-----------

---------------------------------------------------------

إنفصلت حسناء عن أنس في ذلك الأسبوع وسافر....لم تكن تخرج من بيتها طيلة تلك الأيام الماضيه وأجلت موعد اللقاء بحمزة....فهي لم تكن بحاله جيده ابداً....حتي وان لم تكن علاقتهم كأي زوجين إلا أنها كانت متعلقه به....لم تكن تعرف أنها تُكن له كل تلك المعذه....كان حمزة يكاد يجن من عدم رؤيتها....حتي وصل به الحال بأنه كان يقف تحت شُرفتها منتظراً خروجها....كما لو كان مُراهقاً....أما الآخري فرأته ذات مره وتجنبت الخروج ثانيةً....ولكن لا مانع بمراقبته من شرفة أخري خلسةً دون أن يراها....ليمر أسبوع آخر وهي لم تقرر أن تُقابله بعد....لم يتحمل الآخر كل تلك المده ليقوم بأخذ والدته ذاهباً لبيتها دون سابق انذار....كانت الاخري تجلس في الحديقه برفقة ابنها لتتفاجأ به ينزل من سيارته....لتهب واقفه من مكانها بإرتباك....كان الآخر يسير بتجاهها وعلي وجهه إبتسامه واسعه إلي أن اصبح يقف امامها فيقول : لقيتك مطنشاني قولت آجي أنا . 


لم ترد ولكن وجهت نظرها لليلي ورحبت بها بشده ومن ثم جلسا يتسامران....وكذلك انشغل حمزة بذلك الصغير....لتمر فتره ليست بالقصيره....فيقول حمزة موجهاً كلامه لحسناء : مش يلا بقي ولا ايه . 


حسناء دون ان تنظر له : يلا ايه؟!...انت قولت حاجه؟! 


ليلي : أنا هاخد ياسين عندنا وأنتو شوفوا هتروحوا فين . 


حسناء بدهشه : اروح فين ؟! ومع مين ؟! 


حمزة وهو يقف : معايا....ويلا عشان ما نتأخرش . 


ثم حمل ياسين علي ذراعه وسار نحو السياره....ظلت حسناء واقفه تنظر له بذهول....إلي أن ركب السياره وقال : هتفضلي واقفه كده كتير....يلا تعالي....ولا عايزاني اشيلك زي ياسين . 


نظرت له بغضب وسارت بإتجاهه إلي ان اصبحت امامه وقالت : انا مش جايه غير لما اعرف رايح فين...وبعدين انت واخد ياسين ورايح فين . 


حمزة : عايز اتكلم معاكي....مش دا كان اتفاقنا....انتي هترجعي ف كلامك ولا ايه....ولكي يستفزها قال : اه صح انا نسيت انك لسه عيله وبترجعي ف كلامك . 


حسناء وهي تجز علي اسنانها : أنا مش عيله....ومش برجع ف كلامي . 


حمزة بإبتسامه : خلاص يبقي تركبي وانتي ساكته . 


فتركب الاخري والشرر يتطاير من عينيها....لتنطلق السياره متجهه نحو قصر السيوفي....وبعدما نزلت ليلي تحدث حمزة : إتفضلي اطلعي اركبي قُدام . 


حسناء بعند : لا مش هركب انا مرتاحه كده . 


حمزة : وأنا قولت إطلعي اركبي قُدام . 


حسناء بعند : وانا قولت مش هطلع . 


حمزة بغضب مصطنع : يلا تعالي اركبي انا مش هقعد اتحايل عليكي....مش السواق بتاعك انا . 


فتفزع الاخري وتفتح الباب سريعاً وتجلس بجانبه...لينظر لها الاخر بانتصار ويقول : مابتجيش غير بالعين الحمره . 


حسناء دون ان تنظر له : خليك ف حالك . 


حمزة بمشاكسه : انتي جايبه اللماضه دي منين عايز اعرف . 


حسناء بغضب : بس انا مش لمضه . 


حمزة : خلاص ي ستي انا اللي لمض....ماتعصبيش نفسك بس . 


حسناء : ايوه كده شاطر....ويلا بقي عشان ماتأخرش . 


حمزة وهو يلوي فمه : حاضر . 


ثم ينطلق بسيارته إلي خارج المجمع السكني...وبعد مده يصل امام مطعم فاخر كالذي نراه في الأفلام....فينزل هو اولاً ويفتح لها الباب....لتقول : بعرف افتحه لوحدي علي فكره . 


حمزة : مش بقولك لمضه....يلا اتفضلي انزلي . 


فتنزل هي الاخري وتتبعه للداخل....وبمجرد دخولها تفاجأت بكل تلك الورود والزينه التي مُلئ بها المكان....المكان فارغ تماماً وخالي من الطاولات عدا فقط تلك الطاوله المميزه التي تتوسطه....كان المنظر حقاً رائع....فالأرض مغطاه بالورد الأحمر علي هيئة مسار ينتهي عند تلك الطاوله المحاطه بالورد أيضاً....فتقول حسناء بدهشه : إنت عملت كل دا عشاني . 


حمزة : أيوه طبعاً....أتمني يكون عجبك . 


حسناء بسعاده كالأطفال : ايوه عجبني جداً....انا بحب اوووي الورد الاحمر....انت عرفت منين . 


حمزة : تعالي بس نقعد نتكلم عشان عندي كلام كتير اوي عايز اقولهولك . 


وبعدما جلسوا علي الطاوله تحدث حمزة بجديه : بصي ي حسناء انا عارف اني ظلمتك كتير ومهما قولت ومهما عملت مش هقدر أعوضك عن كل اللي عملته فيكي....بس كل اللي عايزه....إنك تديني فرصه....كاد ان يُكمل ولكن قاطعته حسناء قائله بجمود : إنت شايف انك تستحق الفرصه اللي انت بتتكلم عنها دي....انت مش واخد بالك انك ماسيبتليش حاجه واحده حلوه تشفعلك عندي....ثم اهتز صوتها وتحولت نبرة صوتها إلي نبره باكيه وأكملت : انت حكمت علي علاقتنا أنها تنتهي وماعدناش نرجع....يوم ما اغتصبتني....عارف انت حسستني بإيه ساعتها....حسستني اني واحده رخيصه وقد ايه انا ضعيفه قُدامك ومش قادره أدافع عن نفسي....ثم انهارت تماما وأكملت بدموع : ليه عملت كده وانا كنت بدأت احبك....هااا...ليه؟!...كله بسبب شكك وفكرتك الوحشه عني....دمرتلي حياتي....عارف السنين اللي فاتت دي كُلها ماقدرتش تنسيني....أنا لسه فاكره اليوم دا كويس زي مايكون إمبارح....لسه مش قادره أطلعه من دماغي....تعرف اني مسامحاك علي كل اللي عملته قبل كده....علي إهانتك ليا وكلامك اللي بالسوء عني....بس آسفه دي مش هقدر أسامحك عليها . 


حمزة بصوت مهتز : تعرفي أنا أنبت نفسي كام مره علي اللي عملته...تعرفي الاربع سنين دول عدوا عليا ازاي....دول كانوا أسوأ أيام عدت عليا ف حياتي....يوم ما مشيتي وسيبتيني كنت حاسس إني مش قادر أتنفس....مش قادر أتحمل فكرة إنك روحتي من إيدي....فكرت كتير أرجعك تاني....بس كنت متأكد إنك مش هتوافقي....علي فكره كنت عارف مكانك وكنت بروح أقف قُدامه كل يوم علي أمل إني أشوفك....قولت هسيبك فتره تهدي فيها وهرجع أتكلم معاكي فيها....بس للأسف عملت حادثه وسافرت....ولما رجعت وبقيت كويس....روحتيلك هناك لقيتك مشيتي والبيت ناس تانيه اشتروه....ساعتها الدنيا اسودت ف وشي وماكنتش عارف أعمل إيه....وفقدت الأمل اني هلاقيكي....ثم بدأت دموعه في السقوط ليكمل : قوليلي أعملك إيه عشان تسامحيني وأنا أعمله....أنا تعبت من كتر ما أنا لوحدي....حاسس اني مش عايش من غيرك....إديني بس فرصه أصلح فيها كل اللي عملته . 


حسناء بدموع : صدقني مش هقدر . 


حمزة بلهفه : بصي انا مش هضغط عليكي....بس اوعديني إنك هتحاولي....اديني حتي أمل . 


حسناء وهي تنظر لعينيه : إنت بجد بتحبني ي حمزة . 


حمزة : يعني كل ده ولسه مش شايفه اني بحبك....قوليلي كده أنا لو ماحبتكيش هحب مين....أنا حبيتك ي حسناء من أول يوم دخلتي فيه بيتنا....بس كنت بكابر....وف الاخر انتي اللي كسبتي وخلتيني ماقدرش أستغني عنك . 


حسناء وقد إحمر وجهها : دا انت بقيت بتعرف تقول كلام حلو اهو....أمال كنت عاملنا فيها ابو غضب ليه . 


حمزة بإبتسامه : ابو غضب؟!....الله يسامحك ي ستي . 


حسناء : ايوه طبعاً....عندك مانع ولا ايه . 


حمزة : انتي ماحدش قدك ف اللماضه....ومش هعرف اغلبك....المهم....ريحي قلبي وقوليلي....موافقه نتجوز تاني....وتديني فرصه تانيه . 


حسناء بدلال : هفكر . 


حمزة بإبتسامه : يبقي علي خيرة الله....الفرح بعد ما العده تخلص....عايزين نجيب أخ ولا أخت للولد الغلبان اللي ف البيت دا....فتقول الأخري بخجل : انت قليل الادب علي فكره....وبعدين انا قولت هفكر....انت ايه ما بتصدق . 


حمزة بمشاكسه : احلي قليل الادب سمعتها ف حياتي . 


ثم تأخذهم الأحاديث والمواضيع....ليظلا يتسامران إلي أن يحل المساء....وكأن كل منهما يري الاخر للمرة الاولي....ثم يعودا إلي قصر السيوفي....فهما قد اتفقا انها ستمكث هناك إلي أن يتحين موعد الزواج....هي لم تسامحه بعد ولكن قررت أن تمنحه فرصة جديده كي يعوضها عن كل ما سبق....فحبها يستحق تلك الفرصه....وبالطبع طفلهما.... 


عزيزاتي القارئات هناك بعض الامور التي اود ايضاحها في هذه الروايه....هذه الرواية من وحي خيالي....اي انها لا تمت للواقع بأي صله....بمعني أن لا تأخذي منها ولو كلمة واحده بعين الجد....هذه فقط للتسليه....فأنتي كقارئه تستمتعين بقرائتها....وانا ككاتبه استمتع بكتابتها محاولة مني لإمضاء وقت فراغي في شئ مفيد....سبب ما اقوله هذا....هو تعليق قرأته لإحدي المتابعات....التي تتهمني بتحريض الصبايا الصغار علي حب الرجل القاسي العنيف.....وكذلك تعتبر أنني من إحدي المشجعات علي ضرب الرجل للمرأه إلخ....وأدخلتني في مواضيع لا شأن لي بها....وأنا حقاً لا أقصد كل ذلك....لذا عزيزتي القارئه الصغيره التي تزال بسن المراهقه....لا تتأثري بكل ما تقرأيه في الروايات....فلا هناك حياه مليئه بالرومانسيه كالذي تُظهرها الروايات....ولا هناك من تتحمل الضرب والاهانه بهذا الشكل.....وهناك امر آخر أريد إيضاحه لكي....ألا وهو....ان لا احد يتغير لأجل أحد....فالقاسي يظل قاسي....والعنيد يظل عنيد مهما تقدم به العمر وعصفت به الظروف والمواقف....حتي وإن تغير يكون التغيير مؤقت....ثم يعود الي ما كان عليه....فكما يقولون دوماً الطبع يغلب التطبع....أي لا تدعي نفسك تقعين في حب شخص ذو خلصه سيئه وتتوهمي بأنك ستغيريه....وإضافةً الي ما قولته سابقاً....أريدك ان تعرفي أن الجمال الحق يكمن في جمال روحك وطباعك....لا في عيونك الخضراء وبشرتك البيضاء وجسدك الممشوق....فلا جمال خلقتك يدوم ولا جسدك يدوم....بل حقاً ما يدوم ولا يتغير هو جمال روحك....أي لا تجعلي مواصفات بطلات تلك الروايات تفقدك الثقه بنفسك....وتظنين ان قصص العشق والغرام لا تحدث الا مع الفتيات الجميلات.... وان تجعل نظرتك للجمال سطحيه....أعرف أنني قد أطلت عليكم ولكن لا بأس....فأنا كنت أود فعل ذلك من زمن....وها أنا قد فعلت....لذا لا أريد منك سوي أن تستمتعي بقراءة الروايه ولا تأخذي أي حدث بها علي محمل الجد....أظن أنك فهمتي ما اقصده . 


النهاية

وبهذا وصلنا لنهاية روايتنا التي رأينا فيها الحزن والسعاده والالم والبهجه اتمنى أنها تكون نالت اعجابكم واشكركم لحسن متابعتكم

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close