نغم الهروب
الحلقة التالته
أول ما دخلت لقيت أوضة مكتب فخمة جدا
كان قدام الباب ترابيزة اجتماعات كبيرة، بعدها كراسي وكنب جلد مرصوصين قدام مكتب فخم..
ورا المكتب كان في مكتبة ضخمة بعرض الحيطة، واقف قدامها راجل لابس بدلة، كان عاطيني ضهره وبيتفحص في عناوين الكتب
طويل، رفيع أوي، أصلع، تقريبا لابس نضارة وبيدخن سيجار..
من غير ما يتدور لقيته بيقول
_أظنك حسيتي باختلاف مجرد ما دخلتي المكان هنا
رديت بتوتر
=أيوة حسيت
اتدور ساعتها وبصلي بنظرة حادة وقال
_أنا كمان حسيت بطاقتك مجرد ما دخلتي من البوابة الخارجية....
كان وشه رفيع،، عينيه وعضم وشه بارزين، عدسات نضارته دائرية وصغيرة
شاورلي بإيده إني أقعد على الكرسي اللي قصاد مكتبه وقعد على كرسي المكتب، بص لي في عينيا بتركيز وقال
_لسه خايفة؟
شاورت براسي بمعنى الموافقة، بعدها رديت
=بس أقل من الأول بكتير
بدأ يدعس سيجارته في الطفاية وسأل وهو بيبص عليها
_إيه أسوء مخاوفك؟
اترددت ثواني لكن لقيتني بقول
=إني أطلع في الآخر مجنونة
رفع عينيه في عينيا وهو لسه بيطفي في السيجارة
_إجابة ممتازة، بالنسبة لكل اللي شفتيه في الفترة الأخيرة..
عقدت حواجبي باستغراب فشبّك صوابعه عالمكتب قدامه، بص لي وكمّل
=مستغربة من إيه؟!، إني عرفت اللي حصل معاكي
شاورت براسي بمعنى الموافقة فبص ناحية الشباك وقال
=إحنا بنعرف نسأل كويس أوي على أي حد ممكن يشتغل معانا، واللي عرفته عنك مش مقتصر على الفترة اللي قضيتيها في البانسيون وبس، لا دا انا عرفت تفاصيل كتير من قبلها بزمان، ممكن أحكيلك تاريخ حياتك من وقت وفاة ماما بالسرطان وانتي طفلة وحيدة عندك ٨ سنين، ممكن أحكيلك عن صدمتك الأكبر في حياتك لما بابا اتجوز بعدها بكام شهر، بس دا مش وقته، لسه هنحكي مع بعض كتير..
خلص جملته وفضل باصص عالشباك وساكت، في الوقت اللي بقيت انا فيه مستغربة من كلامه، ومن معرفته تفاصيل حياتي، يمكن ارتبكت أو اتهزيت أو قلقت، لكن إحساس الراحة الغريبة اللي حسيتها من أول ما دخلت هنا وطريقته المختلفة اللي محسساني إنه شايف روحي من جوه، خلوني حسيت إني قاعدة في جلسة مع دكتور نفسي، حاسه إني عاوزة أصارحه بكل خوفي وقلقي، عاوزة اتكلم من أعمق نقطة في روحي..
بعد ثواني رجع بص لي وسأل
= لكن قوليلي، كان إيه أكبر شطحات جنونك في الأيام الأخيرة؟
اتنهدت وبصيت على المكتب عند ايديه، ورديت بصوت هادي..
_لما البنت اللي شغالة معاكم كلمتني في التليفون وفي وسط كلامها قالت إني أعصابي كانت تعبانة وقت ما شافتني أول مرة، شكيت في نفسي، شكيت إن ممكن مايكونش حد رش عليا بودرة أصلا، وإن واقعة البودرة دي كانت مجرد تهيؤات، زي ما شفت وشي محروق وهو مش محروق،خصوصا إن أم ميار قالتلي إن ما حدش غريب دخل البانسيون يوم الحكاية دي، دا لو حضرتك تعرف يعني بالحاجات اللي بحكيها دي
هز راسه وشاور بايده بمعنى كملي
كملت وقلت
_ الأكبر من كدة لما جوزي كلمني في التليفون قبل ما آجي هنا بساعتين، وقتها هاجمته وقلتله انه هو اللي بعت الست ترمي عليا البودرة فرد عليا وقال هو انتي رجعتي لوساوسك تاني؟! حسيت ساعتها إني مريضة بالخيالات والتهيؤات من فترة، خصوصا لما قال إنه كان بيحاول يقنعني وقت جوازنا بإني أروح لدكتور نفسي، الغريب إني حسيت لوهلة إن جوزي هو اللي مدبر مجيي عندكم هنا بشكل أو بآخر عشان اتعالج، خصوصا مع تمسكه بيا طول فترة قضية الخلع وبعدها، واتصاله الغريب في اليوم دا بالذات، تخيل إن جا في بالي إنه بيعطيني إشارة، إشارة إنه عارف إني جايه هنا عندكم لكن مش عاوز يقول بصورة مباشرة عشان لو عرفت ان مجيي هنا له يد فيه فعمري ما هاجي
ودا كله عشان اتعالج وأخف وبعد ما أخف من جناني أرجعله،، على أساس إن جناني هو السبب في رفعي قضية الخلع عليه..
ابتسم لأول مرة ورد
=جميل، جموح أفكارك مدهش، وبيأكد تفرد طاقة عقلك، لكن أنا عاوز أعرف التفكير العكسي اللي أقنعتي نفسك بيه
شردت قدامي ورديت
_التفكير العكسي كان فيه حاجات كتير أوي، أهمهم إن أنا مش بتحصلي تهيؤات ولا حاجه، خصوصا إن طليقي كان السبب في شكوكي فيه ووساوسي بخصوصه طوال سنة جوازنا، إن انا ذكية جدا مش موسوسة، وإني فضلت متماسكة لغاية ما البودرة اترشت عليا وإنها هي اللي قلبت حالي
=همممم، وارد جدا انها تكون نوع من السحر، لعلمك أنا مؤمن جدا بالسحر، لكن السحر اللي انا مؤمن بيه يعتبر نوع من انواع العلم، لاسيما إن الكون كله داير في فلك المادة والطاقة، داير في فلك الفيزيا والكيميا، السحر اللي أعرفه مالوش دعوة بالجن لإني أنا مؤمن بالجن لكن مش مؤمن بالتلبس والمس، فالسحر بالنسبة لي طاقة ليها موجات غير مرئية زي الموجات الكهرومغناطيسية مثلا، بيتم توجيهها من الساحر ناحية المسحور، فبتداخل مع طاقة جسم المسحور وتعمل خلل في وظايفه الجسدية أو العقلية وممكن توصل بيه للموت أو الجنون، البودرة اللي بتترش أو الأكل أو الشرب المسحور، دا مش هو السحر نفسه دي مجرد علامة بيتم تحديد المسحور من خلالها عشان تكون موجات السحر متحدده على مقصدها، لكن السحرة الحقيقين فئة نادرة جدا ومش أي حد بيقدر يوصلهم، ماظنش أوي إن طليقك يقدر يوصل لحد منهم ..
_ماهو انا ماشيكتش في خالد لوحده، أنا شكيت في أم ميار انها اللي عملتها عشان تخدني في طريق مش مظبوط زي ما قال المحامي، وفي نفس الوقت رجعت فكرت فيها بشكل عكسي وإنها هي اللي اتصلت بيكم لما شافت حالتي وصعبت عليها، فشكيت انكم واخديني تعالجوني مش تشغلوني، وبردو شكيت في وقت من الاوقات إن ...
هنا وقفت وماكملتش فكمّل هو وقال
=شكيتي إن إحنا اللي رمينا البودرة عليكي عشان نخدك لغرض عندنا، والتفكير العكسي رجعتي تقولي فيه، لا، دا احنا جمعية خيرية وعاوزين نشغلك، خصوصا إن انتي اللي طلبتي تشتغلي فليه هنحاول نجبرك عالشغل معانا، وعكس العكس إنك فكرتي إن إحنا رميناها عشان نقفّل الدنيا في وشك بره فماتبقيش قادرة ترفضي أي حاجه تتعرض عليكي هنا وسلسلة من المعكوسات لفت في دماغك...
رفعت حواجبي باندهاش
_انت عرفت إزاي؟؟
وسعت ابتسامته ورد
=عارفه إن كل سيناريو من السيناريوهات اللي حكيتيها ممكن تكون مقنعة بشكل ما، يعني لو افترضنا إن حياتك دي قصة بيكتبها كاتب شاطر فهو ممكن في الاخر يقنع قرّاءه بأي سيناريو من دول، لكن انا ماتهمنيش كل السيناريوهات دي، أنا يهمني إن انتي جيتي المكان اللي هينيسيكي كل ده ، جيتي المكان اللي تستحقيه ويستحقك
بصيت ناحيته بتركيز ورديت
_ازاي؟
=أولا إنتي ممكن تظني إن إحنا تابعين للجمعية الخيرية زي ماهو مشاع، لكن العكس هو الحقيقة، الجمعية هي اللي تابعة لينا، إحنا هنا الكيان الأساسي الأم، والجمعية ما هي إلا نشاط تابع وواجهة خارجية، وعشان كده لازم تعرفي ان المكان هنا مش مكان خيري زي نشاط الجمعية في المجتمع، بالعكس إحنا بيجيلنا كريمة المجتمع اللي يقدروا على مصاريف العلاج هنا، ولاد وزرا ومستشارين ورجال دولة ورجال أعمال، وفي النادر لما بنقبل حد بصورة خيرية ودا بيبقى لأغراض بحثية وعشان بردو ماننفيش بالكامل صفة النشاط الخيري عن المكان هنا، وفوق كل دا فاحنا على شراكة مع واحدة من أكبر شركات الدوا المالتي ناشونال واللي ليها مصنع ضخم هنا في مصر، يعني شغلك هنا لو عديتي فترة التهيئة مش هيبقا بالمجان،، بالعكس انتي هتخدي راتب محترم جدا ماتحلمش بيه أي بنت في سنك...
حسيت ساعتها ان الموضوع بيكبر، حسيت بقلق فحاولت أركز عشان أفهم وسألت
_هو حضرتك تقصد إن دا المكان اللي استاهله ويستاهلني عشان المرتب وكدة
قام من على كرسيه ولف حوالين المكتب لغاية ما قعد عالكرسي اللي قصادي وقال
=لا خالص على فكرة، الراتب دا حاجه هامشية، أما مكافأتك الحقيقية إنك هنا هتلاقي نفسك، زي سمكة رجعت للمياة، المكان دا مكان فريد جدا، مش زي أي مكان للعلاج النفسي والتعافي من الأدمان، فريد في موقعه اللي اخترناه بعناية وعلم وتاريخ،، فريد في طريقة البنا ومواده والأحجار اللي دخلت فيه، حتى الشجر والنباتات المزروعة في جناينه، كل حاجه تم اختيارها بعناية وبحساب، ممكن أحكيلك عن أسرار التفرد دي بعدين،،
لكن الأهم من كل ده، هو اجتماع الطاقات النفسية الفريدة للناس اللي موجودين هنا بعد ما مروا بمرحلة التهيئة، طاقات ايجابية وقوية وتحت سيطرة أصحابها، طاقات اندر كونترول اتجمعت كلها هنا حواليكي، وبطريقة لا حسية بتساهم في تفرد المكان ده
انتي أول ما دخلتي حسيتي باختلاف حقيقي ملموس في طاقتك، ودا لإن المكان هنا مابتخترقوش الطاقات الروحية السلبية أو المؤذية زي طاقات السحر والحسد، وحتى طاقات التخاطر والإسقاط النجمي وغيرها، فلو انتي مسحورة فطاقة السحر مش هتقدر توصلك هنا، كمان المكان هنا مثبط للطاقات الروحية السلبية يعني لو اللي جواكي خلل في طاقتك النفسية نتيجة صدمة أو مجموعة من الصدمات هتحسي ان عوارض الخلل دا بتتراجع، انتي هتكملي المكان والمكان هيكملك، وهتحسي بالرضا الكامل والسعادة
حسيت إني زي التايهه فسألت باستغراب
_بس اشمعنا أنا؟ ودوري هنا ايه؟ مريضة وجايه اتعالج ولا هشتغل معاكم هنا؟
=في فترة التهيئة انتي هتكوني في مرحلة تعافي مش علاج، ودا هيكون تحت إشرافي أنا شخصيا، من بعدها هتبقي معانا في عيلتنا الكبيرة هنا، أما بخصوص إشمعنا أنتي، فاللي لازم تعرفيه إن البنات اللي كانوا بيلفوا عندك في البانسيون، زي ما بيلفوا على حالات تستوجب المساعدة فهم في نفس الوقت بيدوروا على اللي زيك، وكلهم بقوا كواليفيد كفاية إنهم يعرفوا أصحاب الطاقات النفسية العالية لدرجة التفرد من حديث قصير، بعدها بتيجي مرحلة جمع المعلومات واللي بنتأكد من خلالها إن توسمنا في الفرد اللي تم اختياره طلع صحيح، بطريقة بسيطة ممكن أقلك إن لو مستوى الطاقة النفسية في كل فرد بتتقيم من واحد لعشرة فواحد في المية من البشر النهاردة هم اللي ممكن يتجاوزوا الرقم سبعة، وواحد في المليون هم اللي ممكن يتجاوزوا الرقم تمانيه، والواحد في المية دول هم اللي بننتقي منهم عشان نضيفهم هنا لينا ونوصل بيهم لإنهم يكونوا من ضمن الواحد في المليون، انتي ممكن تستغربي وتقولي إزاي واحدة زيك بالضياع اللي كنتي فيه ممكن تكون طاقتها النفسية قوية أو عاليه والحقيقة إنها فعلا قوية جدا لكن بدل ما توجيهها صح بتوجهيها غلط بتهدّي روحك بدل ما بتبنيها، قوة الطاقة مالهاش دعوة بالقدرة على السيطرة عليها وتوجيهها وانتي هنا هتتعلمي أولا تثقي في طاقتك وثانيا هتتعلمي تسيطري عليها وتوجهيها في اللي ينفعك وينفع الكيان اللي هتبقي جزء منه،
في آخر لقاءنا ده، لازم تعرفي إن الطاقة النفسية مش متعلقة بقدرة العقل لوحده ولا متعلقه بصفاء النفس بس ولا متعلقة بالهالة الروحية وخلاص، الحاجات دي هي الأساس اللي بيتبنى عليه لكن الطاقة النفسية الحقيقية بتتكون فوق الأساس ده من خلال التجارب الحياتية الصادمة والقدرة على تجاوزها والمواصلة بعدها،، فلو الأساس قوي والتجارب الحياتيه مؤثرة وصادمة بقدر كافي بنلاقينا قدام قوة نفسية غير طبيعية ودا كله اتوفر فيكي...
خلّص جملته وقام وقف وقال
_جلستنا النهاردة خلصت، ودلوقتي انتي هتروحي أوضتك عشان ترتاحي ولينا لقاء تاني بكرة
مد ايده ضرب جرس فوق مكتبه فجات كبيرة الأخصائيات النفسية
مشيت وراها في نفس الممر اللي جينا فيه لغاية ما وصلنا عند باب في نصه تقريبا على الشمال فتحته بمفتاح معاها وناولتني المفتاح وهي واقفة عالباب وقالت..
_دي هتبقا أوضتك لوحدك، الأوّض هنا كلها فردية، وكل الأوض اللي حواليكي هنا في نفس الممر تبقى بتاعت زميلاتك من الأخصائيات النفسية، أوض الممرضات في ممر قصادنا في الناحية التانية من البهو، والعاملات في ممر تالت في نفس ناحية ممرنا، أما الدكاترة والمشرفات وبقية الموظفات ففي الممر الرابع قصاد الممر التالت،، كل العاملين هنا موجودين في ممرات الدور الأرضي التلاته أما مرضى العلاج من الأدمان موجودين في الدور التاني، والمرضى النفسيين في الدور اللي بعده، والكل في وقت الراحة من الساعة تسعة بالليل من قبل ما توصلي، المكان هنا ماشي بنظام دقيق، الصحيان بميعاد والوجبات بميعاد والتريض والترفيه بميعاد والشغل بميعاد والراحة بميعاد لكن انتي مستثناه من النظام ده لمدة أسبوع، من بعدها هتخضعي لنفس النظام،
دلوقتي هتلاقي أكلك دافي جوه الأوضة وهتلاقي في الدولاب هدوم للنوم وهدوم أخصائيات شبه هدومي دي، وهدوم تانيه متنوعة مع العلم إن الشنطة بتاعتك اللي جات معاكي في العربية اتحفظت في خزانة، وهتلاقي عندك جوه سخان كهربا وكوبيات وتلاجه صغيرة فيها مياة ومشروبات وفاكهة ولو احتجتي أي حاجه هتلاقي تليفون عندك داخلي
رقم واحد خدمة الغرف لو عوزتي أي متطلبات حياتية، رقم ٢ هو رقمي، رقم ستة هو مسئول الحسابات ورقم تسعة هو مستر يوسف المدير العام اللي كنتي لسه قاعدة معاه،، عندك أي استفسارات تانية ؟؟
شاورت براسي بمعنى النفي فمدت إيدها ناحيتي وقالت
_ممكن تليفونك؟
طلعت تليفوني من جيبي وعطيتهولها فقالت
_انتي مستثناه من النظام لمدة أسبوع لكن دا مابينطبقش على التليفون، تليفونك هيتسلم ليكي بعد الأسبوع الأول لكن في وقت الترفيه بس
شاورت براسي بمعنى الموافقة لكن باستسلام ورضا فسابتني ومشيت
دخلت جوه الأوضه وقفلت ورايا
لقيتها فخمة جدا زي أوضة فندق خمس نجوم، سرير عليه بطانيه ومفارش ومخدات بيضه، قصاده تسريحة بسيطة وشيك ومرايتها صافيه، دولاب صغير من ضلفتين، تلاجه صغيرة زي ماحكيت وكرسي وترابيزة، الجدران كلها أوف وايت والأثاث كله بني بندقي سيمبل من غير أويمات وفي أول الأوضة على الشمال باب حمام صغير وقصاد باب الأوضة في الناحية التانيه شباك بي في سي مقفول وعليه من بره قوايم حديد
روحت اترميت على السرير على ضهري وانا حاسه براحة
حاسه إني عماله كل شويه أفوق من كابوس أو جاثوم كنت عايشة فيه
قبل ما آجي هنا كنت بموت
لو كنت لقيت طريقة أتخلص بيها من خوفي فيها مخاطرة وصعوبة أكتر من المكان ده عمري ما كنت هتردد
لكن دول بيحكوا عن راتب وحياة وشغل وعيشة نضيفة
وقبل كل ده كفاية الأمان اللي بدأت أحسه من ساعة ما جيت
غمضت عيني واسترخيت
ماطفيتش حتى نور الأوضة
سيبته منور وأبيض وأمان
لكن ماعرفش انا كنت روحت في النوم ولا لا
لما حسيت بالستارة اللي قدام الشباك بتتحرك
فتحت عينيا بهدوء وبصيت عليها
بس فجأة اتعدلت قاعده،
ودا لإني حسيت بحاجه وراها راسمه شكل بني آدم في الستارة نفسها
فكرت أطلع أجري من الباب بس قلت مش منطقي ابدا إني أجري بسبب شوية هوا حركوا الستارة
فاتمالكتي نفسي ونزلت من عالسرير واتحركت ناحيتها بحذر
شديتها فلقيت وراها الشباك مفتوح حاجه بسيطة أوي
ابتسمت وقفلته وانا بقول في بالي إني كنت هطلع أجري من الأوضة في أول يوم ليا بسبب شوية هوا
اتدورت عشان ارجع أكمل استرخائي لكن مجرد ما عيني جات عالسرير لمحته
ودا قبل ما لمبتين الأوضة ينطفوا في وقت واحد
مانفجروش، انطفوا بس
وانا وقفت متجمدة في مكاني
ماخدتش ولا خطوة
زي ما أكون انقطعت عن العالم
بفتكر شكله اللي شفته قبل اللمبات ما تنطفي
ومش عارفه هو لسه واقف قصادي قدام السرير في الضلمة ولا اتحرك
كان شكل بني آدم عادي
بس شكله مدمن مثلا لحد الموت
أو هو شبح مدمن
عينيه مبرقين وتحتهم إسود بشكل مخيف
شعره منكوش ووشه فيه أثار تهيج جلد وشفايفه زرقه زراق واضح
لابس قميص مفتوح بنص كم وبنطلون مهرول
وعروق ايديه وبطنه واضح فيهم خضار غريب
ما كنتش لسه اتحركت من مكاني
بس تقريبا هو اتحرك
لاني حسيت بنار بتصهد قدامي
شفت لمعه في عينيه قدام عينيا على طول
حسيت بريحة قذرة ف
صرخت
حاولت أجري فخبطت في الترابيزة وتقريبا وقّعت غطا الأكل على الأرض وبعدها وقعت وراه عالأرض
سمعت صوته بيقرب مني وبيقول
_قدامي معاكي أسبوع، قبل ما تختفي عني زي ما بيختفوا، بس الميزة إني مش هلاقي أحلى من كدة
صرخت تاني وتالت
فقمت فجأة منفوضه من نومي ولقيت النور منور
بس الغريب إن غطا الأكل كان مرمي عالأرض
وفي حته في جنبي بتوجعني مكان ما اتخبطت في الترابيزة
لكن الأغرب من كل ده إن لقيت صوت واحده جنبي الناحية التانية بتقول
_
يتبع
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
اوعى ماتتفاعلش
اوعى 🤣🤣
الحلقه التانيه👇👇👇👇👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق