expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية قطه متوحشه البارت الثاني



البارت الثاني
قطه متوحشه

اشرقت ملامح وجهها فور رؤيتها لكريم فاقتربت منه لتقول بلهجة متذمرة :اتأخرت كده ليه ؟
كريم بخبث:-اسف يا حبيبتي اصل البنزين بتاع عربيتى خلص واضطريت اروح لمحطه بنزيم بعيده ... سامحينى يا حبيبتى
تنهدت واجابت بابتسامة مرحة -ماشى ...فكرتك مش جاى
اقترب منها ليحتضن خصرها بدلال:-انا اقدر برضه افوت حفله عيد ميلاد قمرى
كانت روبي متلهفة لأعلان كريم خطوبتهم... غمزت لصديقاتها وابتعدت عنهما لتراقصه قالت بنعومة -حبيبي مقلتليش ايه رايك فى الفستان وتسريحه شعرى عجبتك؟
كريم بابتسامه تبرز اسنانه: -انتى جميله جداً ، تناست روبي امر جميع المدعوين... وقضت اكثر وقتها مع حبيبها كريم ... امسكت بكأس شرابها لتتناوله بنفس اللحظة اندفع احد المضيفين بجانبها فتمايل كأسها ليبلل فستانها فقالت بسخط:ايه يابنى ادم انت ..مش تفتح
-اجابها بتوتر،شديد:-اسف يا انسه ..غصب عنى والله ارجوكى تقبلى اسفى
ضاقت عنيها بعصبيه:امشى من وشى مش قابله اعتذارك ..بوظت فستانى
حدق من حولها بها بسبب الجلية التي احدثتها... انتبهت لانظارهم محرجة...فاسرعت لمعالجة الوضع بابتسامتها المتصنعة بينما قال لها كريم مهدئاً من روعها : -خلاص يا حبيبتي حصل خير... اطلعى غيرى الفستان ، علا شفتاها ابتسامة متوترة وقالت : -ده الى هعمله ...استنانى هنا جايه على طول
اسرعت روبي لغرفتها لتبحث عن فستان اخر يلائمها... حتى وقع بصرها على الفستان الذهبي الطويل... ارتدته على عجلة وخرجت لملاقاة حبيبها كريم ... كان كل همها ان يعلن كريم خطوبتهما. ، اخذت تجول ببصرها بحثاً عنه... فالتقت عيناه بعينان المدعو ادم ...حدقت به متفاجئة كان يقف مع والدها ومندمجان في الحديث... تسأئلت في سرها من يكون هذا؟وماذا يخبر والدها...هل يعقل انه يشكوها لوالدها... ولكن لايبدو والدها متضايق من شيء.. بل على العكس كان مرحاً والابتسامة لاتفارق شفتاه.
تنهدت وابعدت انظارها عنه واخذت تبحث عن كريم في كل مكان... لم يكن له اثر ..هل يعقل انه غادر الحفل... لم تتقبل تلك الفكرة ولكن رغم ذلك خرجت للحديقة لتتأكد ان كانت سيارته لاتزال موجودة.، ابتسمت بارتياح وهي ترى سيارته... .كادت تعود للحفل عندما استوقفها صوت حركة قرب احد الاشجار.. خطت بخفة وكلها فضول ان ترى من العاشقان... وفجأة سمعت صوت خفيض ومتوتر
-كفايه بقى حد يشوفنا؟!
رفعت حاجبيها بصدمة وهي تسمع صوت كريم ....
اجابه الشخص الاخر بلهفة: -مش قادر وحشانى قوى
-اصبر ياكريم ... اوعدك هجيلك النهارده عشان نقضى وقت لطيف مع بعض
اقتربت بخطواتها المتعثره منهما... لترى كريم يقبل ويحضن امرأه اخرى.. تراجعت للخلف مصعوقة وبالكاد شفتاه تفتح:-كريم.......انت !
حملق بها هو الاخر مرتبكاً وخائف : -حبيبتي روبى انا... ، لم تدعهُ يكمل كلامهُ لتصرخ به باشمئزاز : -حقير... قذر اخرس ... بكرهك ... تسارعت انفاسها وضاق خناقها وهو الاخر اقترب منها ليلمسها فصاحت به بانفعال : -اياك تلمسنى يا قذر ... انا بكرهك وبكره اليوم اللى شوفتك فيه
-روبى .اسمعينى
انفجرت به غاضبة وقالت من بين اسنانها وهي تشير بيدها : -امشى من وشى حاللا مش طيقاك وياريت تناسنى خالص ،وياريت تاخد القذره دى معاك .... ، اهتز بدنه لصراخها واسرع بالخروج مع صديقته ...انهارت روبي على اقرب كرسي واطلقت العنان لدموعها ومشاعرها المتألمة....لايمكن ان تصدق ذلك ...هل يعقل انها كانت طوال هالسنوات الثلاث مغرمة برجل خاين ...وفجأة قاطعها صوت عميق به نوع من البحة
-امسحى دموعكِ
رفعت راسها قليلاً لتجد ذراع ممدودة بجانبها تناولها المنديل...لم تنظر لصاحب الصوت بل اكتفت باخذ المنديل ومسح دموعها وانفها وقالت بنبرة مختنقة : -شكراً... رفعت راسها اكثر لتنظر اليه ...اتسعت عيناها بدهشة ونهضت بعصبية لتتابع بانفعال -انت....ازاى تتجرا ....انت بتعمل ايه هنا فى فيلتى ....انت بتحاول تبان شخص ابن ناس بهدومك الشيك دى
قطب حاجبيه باستياء وقال ببرود:اظاهر انك تعبانه من حاجه....انتى يابت اتعديتى حدودك معايا اكتر من اللازم ...ولازم تعتذرى حالا !
فغرت فاهه غير مستوعبة كلامهُ -نعم ...انت مين انت يا بنى ادم
وقف مستقيماً بجسده المتناسق وهم بوضع كفيه بجيوبه واجابها بلهجة حازمة
-انت مديونه لى باكتر من الاعتذار وهتعتذرى ودلوقتى
-اطلقت صوت ساخر ورفعت اصبعها باستهزاء نحوه -انت اكيد مجنون ..انت فاكر نفسك ايه يا متشرد اخرج بره بيتى دلوقتى حالا...ولا انادى الخدمين يخرجوك
انقضى على كف يدها ليضغط عليها بقسوة وهو يقول بنبرة محذرة -عارفه لو عملتى الحركه دى تانى هكسرلك كل صوابعك
تأوهت متألمة كانت تشعر وكأن اصابعها ستطحن بقبضة يده القوية
روبى بألم:-اوعى سيب ايدى
-انت عاوزه تتعلمى الادب يااانسة
كانت تنظر لقبضته غير مهتميه بكلامه فصاحت :انت متوحش ...عاوزه تكسرلى صوابعى
اطلق سراح يدها ...فاسرعت بدعك اصابعها لتخفف الالم فاردفت بشراسة : -انا هخليك تندم على الحركه دى ...
ادم ببرود -وانامستنيكى ياانسة
ضاقت عيناها ساخطة : -انت اكيد مجنون كنت نقصاك واحد خاين وبعديها واحد متخلف
اخرج من جيبه علبة صغيرة وقال بجفاف : -من تقالدنا بنقدم فى اليوم الهباب ده هديه لصاحب المناسبه حتى لو كان عديم الربايه
وضع العلبة على الكرسي وخطى مبتعداً عنها برشاقة...اما روبي فتوقفت مشدوهة بتصرفاته....نظرت للعلبة بفضول...سرعان ماتحولت نظرتها للأزدراء وهي تتمتم ساخطة :-متخلف ، لم تلمس العلبة حتى... ودلفت من باب المطبخ فهي ليست بمزاج يسمح لها برؤية المدعوين وحتى اكمال السهرة.. جلست على الكرسي والحزن يكسو اعماقها.......
دخلت فاطمه المطبخ ورأت روبي بحالة يرثى لها فقالت بلهجة قلقة :-حبيبتي مالك ايه اللى حصل غير حالك كده؟
لم تتحمل ان تقاوم دموعها...فانفجرت باكية بحرقة...وكأن سؤال فاطمه فتح جرحها -اه ياداده ...هموت من القهر ، اقتربت منها فاطمه لتحضنها بحنان وهي واقفة بينما ظلت روبي جالسة على الكرسي
فاطمه بحزن لحالها: -مالك يا غاليه ...مين قليل الذوق اللى زعلك ؟
اجابتها من بين تنهداتها بأسى :- -كريم خاين يا داده ...حبيبت واحد خاين شوفتى حظى يا داده
مسحت على شعرها مهدئة :- حبيبتى اوعى تبكى عشان راجل ميستهلش الحمد لله انك اكتشفتيه قبل جوازه منك ...
كفكفت دموعها وقالت بحيرة :-بابى كان عارف ..ليه مقليش
اجابتها موضحة : -يمكن كان عاوزك تكتشفيه بنفسك
تنهدت باسى:خايفه يجوزنى راجل مبحبهوش ..هو قالى كده يبقى كان عارف ان كريم خاين
فاطمه: -ان كان فعلا هيجوزك راجل من اختياره اتاكدى ..ان اختياره هيكون لصالحك انتى بنته الوحيده واكيد هيختار اللى يريحك اطمنى .
-ليه كل علاقه ليه بتكون فاشله ..داده انا كرهت الرجاله خلاص انا حظى سئ ... ..انا عمرى ماهلاقى راجل شبه بابى انا بكرهم كلهم .
جلست فاطمه قبالتها لتحضن كفها برقه
متقوليش كده ..انا متأكدة ان نصيبك مستنيكى وهيخليكى ملكه وهيستاهل حبك...عشان كده اوعى تيأسى ابدا ...ويلاه قومى امسحى دموعك وارجعى الحفله وانبسطى
احتجت بأسى : -لا لا يا داده مش عاوزه اشوف حد ....مزاجى زى الزفت
في صباح اليوم التالي كانت روبي ممددة في سريرها ولم ترغب في النهوض...سمعت طرقاً خفيفا على باب غرفتها...اجابت بعصبية : -مين الى بيخبط ؟سيبونى لوحدى مش عاوزه اشوف حد
وفجأه فتح الباب فكانت والدتها متذمرة : -ايه ده انتى لسه فى سريرك دى الساعه 11 ..مالك يا حبيبتى انتى عيانه ؟
قالت بلهجة غير مبالية : -لا...بس عايزه افضل فى سريرى
شريفه -طب خدى يا حبيبتى انتى نسيتى الهديه دى فى الجنينه
وضعت العلبة قرب سريرها ...فتذكرت انها للمدعو المتوحش فقالت وهي تزم شفتيها باستياء : -ارميها فى اى داهيه ...او اديها لاى حد
وبختها شريفه بقسوة:- روبى انت اتجاوزتى حدود كتير ..اتفضلى خدى الهديه واحتفظى بيها لنفسك وبطلى الكلام العبيط بتاعك ده امبارح اختفيتى من الحفله ومهتمتيش بضيوفك ممكن اعرف كنتى فين....وبعدين باباكى كان فى وضع محرج من الى عملتيه ده .
-مامى ، رمقتها بغضب : -مش عاوزه اسمع اعذارك .
.باباكى هيتصرف معاكى وهتعملى الى هيقولك عليه من غير نقاش مفهوم
خرجت شريفه مغتاظة من تصرف ابنتها واطبقت الباب خلفها بعصبية..
.تنهدت روبى ساخطة -ياربى ..مكنش ناقصنى توبيخ على الصبح
وقع بصرها على العلبة فنهضت جالسة لتمسك بها وكادت ترميها وهي تتذكر ادم وكيف تصرف معها بقسوة...ولكن كلماتهُ الاخيرة كانت اكثر لطفاً.
اخذت تقلب بالعلبة لبرهة ثم همت بفتحها لترى شيء اثار دهشتها. .............
تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close