القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وصيّة حب الفصل السابع بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية وصيّة حب الفصل السابع بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية وصيّة حب الفصل السابع بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


الفجر نده على الدنيا، صوت الأذان كان لطيف، كأنه ما بيزعقش ولا بينادي، كان بيحضن الهوى حضن خفيف.


سارة فتحت عينيها بهدوء. ماكانش نومها تقيل، كان أشبه بنص صحِّي ونص غرقان في تفكير ما وقفش طول الليل.


مشيت عينيها على السقف الأول، كأنها بتلمّ روحها من الحيطان قبل ما تجمعها في صدرها. وبعدين قلبها نزل على ياسر اللي نايم جنبها، وشه هادي بس عينه شكلها تعبان من جوّا…

لوهلة فكرت :

"هو بينام؟ ولا بس بيغمّض عينه؟"


رفعت نفسها براحة، قعدت على السرير وحطت رجلها على الأرض ببطء، كأنها بتتعامل مع الأرض لأول مرة.

الأوضة كانت ساكتة، بس السكون مش دايمًا راحة، أوقات السكون بيبقى شهادة إن فيه قلب بيحارب.

نسرين بلعجيلي 

سارة إتمددت للحظة، مسكت راسها من الجنب، ونفَس طالع ببطء، مش تعب جسد أد ما هو حمل قلب. وقفت على رجليها ومشيت نحو الشباك، فتحتّه شق صغير وخلّت برد الفجر يلمس خدّها. الهوى كان نظيف، طري، كأنه جايب معاه رسالة :

"قومي… لسه فيه أمل."


سارة ما قالتش ولا كلمة. بس دمعة صغيرة نزلت لوحدها. دمعة من نوع دموع الفجر اللي بتنزل قبل ما حد يصحى ويشوف. مسحتها بإيدها بسرعة، زي اللي مش عايز حتى نفسه يشوف ضعفه.

مدّت إيديها على البسيطة وسندت راسها على الحيطة. وبصوت يكاد ما يسمعهوش غير ربنا :

 يا رب، لو فيه إمتحان، قوّيني عليه،

ولو فيه خير قرّبه، ولو فيه تعب، خلّيه في قلبي مش في وجع أحبابي. إنت اللي شايف، وأنا بس أََمَة واقفة قدام بابك مستنياك.


صوتها كان ثابت، بس قلبها بيرتعش من جواها رجفة شوق للثبات. بعد لحظة، سمعت حركة خفيفة على السرير. ياسر التفت، بصّ ليها، عيونه نص نايمة ونص واعية بيها وبحالها :

 سارة؟ قُمتي بدري ليه؟


إبتسمت له إبتسامة خفيفة، مش إبتسامة قوة، إبتسامة حب :


 صحيت مع الفجر، قلت أتنفس شوية.


مدّ إيده ليها من بعيد :

 تعالي. ما توّديش نفسك بعيد.


رجعت له، مشيت بخطوات بطيئة، لحد ما وصلت السرير.

قعدت جنبه، حدّت نظرها عليه لحظة كأنها بتشرب ملامحه في قلبها وقالت :

 ياسر، أنا كويسة.


قالتها وهي عارفة إنها مش الحقيقة الكاملة. والغريب، هو كمان كان عارف، بس قرر يصدّق الجزء اللي محتاج يصدّقه علشان يقوم بيوم جديد.


مسك إيدها، دفّاها في كفه زي اللي بيحط وردة جوه كتاب علشان ما تتكسرش :

 إنتِ مش لوحدك. ولا هتكوني.


ردّت بصوت ناعم جدًا :

 وأنا عارفة.


وقام من غير كلام كتير، وفي صمت الفجر وقف قدام الحيطة، مدّ سجادة الصلاة، وأشار لها :

 يلا… نقف قدام ربنا سوا.


سارة وقفت جنبه، رغم التعب، رغم الدوخة اللي بتحوم حوالين جسمها كل كام دقيقة، رغم قلبها اللي بيقولها "أقعدي" أوقات كتير، لكن روحها قالت :

 "لو وقعت هنا، هقوم هناك."


صلّوا…

دموعها نزلت وهي بتسجد، مش دموع خوف، دموع تسليم كامل. دموع ناس فاهمة إنها ما بقتش تمسك في الدنيا، هي ماسكة في السماء.

وبعد التسليم، ياسر مد إيده تاني ومسح دمعتها، مش دمعة مرّ،

دمعة رضا :

 ربنا معانا يا سارة.


قالتها من غير ما تبصّ له، وعينها لسه على سجادة الصلاة :

 وإحنا محتاجينه.


سكتوا… سكوت طيب. سكوت مش بيخوف. سكوت بيقول إن الرحلة مش سهلة، بس مش لوحدهم فيها.


وفجأة صوت صغير جه من الأوضة التانية :

 ماما؟ صحيتوا؟ فين الفطار؟


ضحكة خفيفة طلعت من سارة رغم كل حاجة :

 ملك فاقت.


ياسر تنفّس وقال كأنه بيرجع للدنيا :

 يلا نعيش اليوم. واحدة واحدة.


سارة وقفت، حست برعشة بسيطة في رجلها، لكن ثبتت نفسها بسرعة.

لفت طرحتها، وقالت في سرها :

 "كل فجر… بداية جديدة. واللي كتب البداية، قادر يحط النهاية بكرامة."


وخرجت من الأوضة، على نور صبح بدأ ينتشر، ومعاه حكاية لسه بتتنفس، حتى لو بتتنفس ببطء.


الصبح كان هادي، وإزاز الشباك عليه بخار خفيف من سخونة الشاي. سارة قطّعت عيش صغير لياسر وملك، بتحاول تبتسم وتبان طبيعية، بس التعب كان قاعد في ملامحها زي ضيف مالوش نية يمشي.


ملك بتتكلم بحماس طفولي :

 ماما أنا عايزة أخد السندويشه  دي كلها للمدرسة.


سارة ضحكت :

 لا يا بطّة، خليهم نصين علشان مايبقاش غداك فاضي.


وياسر إيده على ذقنه، بيبص لها طول الوقت كأنه بيلقط كل نفس بتاخذه ويخبّي قلق في قلبه.


رنّ التليفون. سارة وقفت في مكانها، بصت للشاشة من بعيد،

"المستشفى".


الجو اتغيّر.


ردّت:

 ألو!.


صوت هادي، رسمي :

 أستاذة سارة، لازم تيجوا بكرة الساعة تسعة. ضروري جدًا.


سارة :

 فيه حاجة حصلت؟


الصوت :

 نفضّل نشرح كل شيء هنا. ما تتأخروش.


المكالمة خلصت.

سارة حطت التليفون على الطاولة ببطء، كأنها بتحط حجر تقيل على صدرها.

Nisrine Bellaajili 

ياسر قرب منها :

 خير؟ قالوا إيه؟


سارة بابتسامة خفيفة تتشقّق من جوّا :

 قالوا نروح بكرة الصبح.


ملك رفعت رأسها :

 ماما إنتِ كويسة؟


سارة مسحت على خدها :

 كويسة يا روح ماما.


ياسر بص في عينيها. عارف إنها مخبية حاجة، بس ساكت علشان مايكسرهاش :

 أنا لازم أروح الشغل بدري النهارده، هتقدري؟


سارة :

 هقدر… روح.


حضنها قبل ما يخرج، حضن أطوَل من العادي، زي اللي بيعمل حساب للحظات جاية مش مضمونة.


ملك سلّمت وباست خد أمها وخرجت تجري على الباص.


الباب اتقفل. البيت بقى ساكت، غير صوت نفسها اللي بيطلع بشق النفس.


سارة فضلت واقفة دقيقة، وبعدين أخذت تليفونها واتصلت بروان.


نسرين بلعجيلي 


مكالمة الوجع والصدق :

– ألو؟

– روان… إزيك؟


صوت روان جاي دافي وطبيعي، زي ما يكون مافيش اللي حصل امبارح :

 كويسة يا روحي وإنتِ؟


سارة :

 أنا.. كنت عايزة أقولك آسفة على اللي حصل من حماتي.


روان ضحكت ضحكة صافية :

 يا بنتي أنا أصلاً ما اتضايقتش، أنا عارفة مين إنتِ ومين ياسر. ودي ست كبيرة وتعبانة من حياتها أكثر مننا، سامحيها إنتِ بس.


سارة اتنفست، وبصوت ضعيف :

 روان.. بكرة عندي موعد مع  الدكاترة.


روان :

– عارفة، قولتيلي قبل كده.


الصمت وقع ثواني، وبعدين سارة قالتها بنبرة بتتهز :


– روان… أنا خايفة. خايفة جدًا. حاسّة إن فيه حاجة... حاجة مش تمام.


صوتها اتشرخ قبل آخر كلمة، كأنها كانت ماسكة الدموع بكل قوتها وفلتت.


روان سكتت نص ثانية.. وبعدين صوتها اتغيّر، بقى قوي وحقيقي :


 أقعدي مكانك. بسرح شعري ونازلة.


سارة :

 لا لا… إنتِ عندك شغل.


روان :

 شغلي؟! يا سارة إنتِ أغلى من أي شغل.


سارة نزلت دمعة، مش دمعة خوف، دمعة لما حد يشيل عنك شوية :

روان… أنا مش قادرة أقول لياسر كل اللي حاسة بيه. مش عايزة أخوّف حد، بس جسمي.. مش جسمي. والليل.. بيبقى أطول من اللازم.


روان اتنهدت بخوف محبة :

 إنتِ مش لوحدك. أنا جاية دلوقتي. إلبسي حاجة دافية وافتحي الشباك تهوي، واستنيني.


سارة مع شهقة صغيرة :

 بحبك يا روان.


ردت عليها :

 وأنا أكثر  وعايزة أشوفك دلوقتي حالًا قبل ما دماغك تجيب وحش.


المكالمة قفلت. سارة قعدت على الكرسي، مسحت دموعها بطرف طرحِتها وقالت لنفسها بصوت واطي يهز القلب :

 يا رب.. لطفك.


بعد ما قفلت سارة المكالمة، قعدت ثواني صامتة تحاول تلم نفسها زي حد بيجمع قطع زجاج وقع فجأة.

لكن فجأة،وجع حاد، قوي، زي نبضة كهربا ضربت في عضلة كتفها وامتدت للصدر.

سارة اتخضّت، حطت إيدها بسرعة على صدرها وبطنها، واتنفّست بعمق لكن النفس كان بيقطع :

 يا رب…


عينها دمعت من الألم ومن الخوف اللي جه مرة واحدة، مش لأن الوجع كسرها، لكن لأنها حسّت إنها مش ماسكة زمام جسمها زي زمان.


اللحظة اللي العقل يبطل يطبطب على القلب ويبدأ يسأله :

"هو إحنا لسه بخير؟"


وقبل ما الأفكار تسوّد، رنّ الجرس.

سارة مسحت دموعها بسرعة، قامت ببطء تتسند على  الحيطة، وفتحت الباب.


روان كانت واقفة… وشّها من غير ميكاب، لبس بسيط، لكن نظرتها كلها قلق صريح.

أول ما عينها شافت ملامح سارة،

من غير أي كلمة... حضنتها.

حضن طويل، مش حضن عزاء، حضن ستر :

 أنا هنا، أنا هنا، ما تخافيش.

همستها روان وهي ماسكة ظهرها كأنها تمنع الدنيا تقع عليها.


سارة حاولت تمسك نفسها، لكن صوتها خرج مكسور زي طفل اتوجع فجأة :

 أنا مش ضعيفة… بس تعبت. حاسّة فيه حاجة، وبتخنق لوحدي.


روان مسكت وشها بين إيديها، مسحت دمعة نزلت من تحت عينها :

 إوعى تعيدي كلمة "لوحدي" تاني.

إحنا هنا، فاهمة؟ وإنتِ مش محمولة على رجلك، إنتِ محمولة في قلوبنا.


سارة نزلت عينيها وخدت نفس تقيل، والقلب بينبض بين الخوف والدعاء :

 أنا خايفة على ياسر وملك أكثر ما أنا خايفة على نفسي.


روان قربت راسها على راسها، وقالت بصوت واطي مطمّن :

 اللي يحبّك ربنا ما يضيعوش. والقلوب اللي فيها خير ربنا بيسترها مهما اتأخرت الراحة.


سكتت لحظة، وبعدين قالتها بصدق نظيف :

 واللي جاي مش خوف. اللي جاي رحمة. يمكن صعبة في الأول، بس رحمة.


سارة قالت بصوت صغير جدًا :

 قوليلي إن ربنا شايفني.


روان حضنتها تاني :

 ربنا شايفك… وبيجهّزلك لطف أكبر من اللي تتخيليه. إهدي واتسندي عليا، مش لازم تكوني قوية كل ثانية.


سارة اتنفست ببطء، وبعدين قالت، كأن سر صغير خرج من قلبها :

 أنا بس عايزة أقوم يوم وأصحى عادية، مش بطلة. عايزة أعيش من غير ما أكون في حرب كل لحظة.


روان ابتسمت :

 وده هيحصل يوم وهيرجع كل ده. بس دلوقتي؟ سيبي معركتك لربنا شوية. خليكِ في حضنه وهو يكمل.


سارة أغمضت عينيها، واللحظة كانت بين ضعف وشجاعة، وبين خوف وإيمان. وما بين الاتنين.. كانت بتتخلق قوة جديدة، هادية، ناضجة، قوة اللي بيستسلم لربنا مش للسكين.


روان مسحت دموعها ودموع سارة مع بعض :

 يلا نصلّي ركعتين ونشرب شاي. الوجع لما يدخل على بيت فيه ذكر بيصغر.


سارة هزّت راسها بابتسامة ضعيفة :

 حاضر… بس… أقعدي جنبي ما تبعديش.


روان :

 مش هبعد… ده مكاني دلوقتي.


وهدأ المكان شوية كأن ربنا مرّر نسمة رحمة في الهواء، وقال للقلبين :

"لسه فيه أمان."


بقلم نسرين بلعجيلي 


يتبع .....



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺




تعليقات

التنقل السريع
    close