رواية وصية حب الفصل الاول بقلم الكاتبه نسرين بلعجيلي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية وصية حب الفصل الاول بقلم الكاتبه نسرين بلعجيلي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
مقدمة رواية وصيّة حب
بقلم: نسرين بلعجيلي
في الحياة… أحيانًا ربنا بيبعَت لنا ناس مش علشان يغيّرونا،
لكن علشان “يعلّموا فينا” علامة…
ويسيبوا في القلب صوت…
أو ذكرى…
أو وجع حلو…
زي النور لما يمرّ من شق صغير في حيطة قديمة.
“ياسر” و “سارة”…
حبّهم كان شبه بيت دافيّ فوق الجبل.
حبّ هادي، ثابت، نظيف…
مش محتاج كلام كتير علشان يتصدق.
كان بينهم وفاء يخوّف،
وطمأنينة تِدلّ إن في أرواح ربنا بيخلقها لبعضها…
من قبل ما الدنيا تبدأ.
أما “سارة” و “روان”…
فكانت علاقتهم مش مجرد صحوبية عادية،
ولا صدفة عابرة…
كانت أختين من غير دم.
سارة كانت أول حد يشوف وجع روان من غير ما تتكلم،
وروّان كانت الوحيدة اللي بتعرف إمتى تسكت…
وإمتى تحضن السكوت نفسه.
ضحكوا سوا،
تقاسموا تعب الأيام،
وفهموا بعض بنظرة…
لأن في صداقات ربنا بيبعَتها على هيئة “ستر”،
وأمان نفسي…
ومفاتيح لأبواب مكتومة في الروح.
لكن…
الحياة ساعات بتحب تلعب لعبتها.
تلمّ ناس…
وتفرّق ناس…
وتسيب الحكايات معلّقة بخيط رفيع
بين القدَر…
وبين اللي كنا فاكرين إنه ثابت.
“وصيّة حب”
مش قصة جواز…
ولا قصة فراق…
ولا قصة حب من طرف واحد.
دي حكاية تلات قلوب…
كل قلب فيهم بيخبّي سرّ،
وبيحمل وجع،
وبيفتّش عن راحة…
ربما تكون أبعد مما توقّع،
وأقرب مما تظنّ.
حكاية عن الوفاء اللي ما يموتش…
وعن الصداقة اللي تُشبه نعمة…
وعن الحنين اللي يغيّر مصير بيت كامل.
حكاية تقول لك:
إن الرزق مش بس فلوس…
الرزق ساعات بيكون “قلب”…
قلب يدخل حياتك زي الهدايا السماوية،
يكمل نقصك…
يمسح وجعك…
ويفتح لك باب عمرك الجديد.
“وصيّة حب”…
رحلة هادية، مؤلمة، دافئة…
مفيهاش توقعات سهلة،
ومفيهاش إجابات جاهزة،
لكن فيها حقيقة واحدة:
إن بعض الحكايات… ما بتبدأش إلا لما نظنّ إنها انتهت.
الشخصيات
روان
30 سنة
مطلّقة
هادية، بتحب الخصوصية
بتشتغل وبتعتمد على نفسها
علاقتها قوية بصاحبتها سارة
بتحاول تبني حياتها بهدوء من غير استعجال
سارة
33 سنة
متزوجة وأم لطفلة
علاقتها قوية بجوزها
صاحبة روان المقرّبة
بتحاول تكون سند للي بتحبهم
ياسر
36 سنة
زوج سارة
هادي ومحترم
بيهتم بأسرته وبيته
علاقته بروان "عادية ومحترمة"
ملك
7 سنين
بنت سارة وياسر
بتحب روان وبترتاح لها

**وصية حب**
بقلم نسرين بلعجيلي
Nisrine Bellaajili
_الفصل الأول_
كانت الساعة خمسة العصر، ريحة أكل في البيت، وصوت فتافيت سارة في المطبخ وهي بتغني بصوت واطي أغنية قديمة.
ياسر دخل من باب الشقة وهو بيقول :
السلام عليكم..
نبرة راجل جاي من الشغل وتعبه ظاهر في خطواته، بس صوته دافي.
سارة :
وعليكم السلام، إيه ده؟ رجعت بدري النهارده؟
ياسر :
قلت أهرب من المكتب قبل ما يدفنوني فيه.
ورمى الشنطة على الكنبة وفك ربطة الكرفته.
سارة :
طب ياريت تهرب كل يوم كده والله.
ضحكوا، وبينهم لغة حب هادية مش بتاعة صراخ وورد كل يوم، بس راحة.. راحة بيوت مرتاحة ببعض.
رن جرس الباب.
سارة بصّت لنفسها في المرايا الصغيرة اللي جنب الباب تعدل طرحتها، وفتحت.
روان كانت ماسكة كيس فيه حاجات وبتضحك :
دخلت سوبر ماركت وماعرفتش أمنع نفسي، جبتلكم شوية حاجات.
سارة فتحت دراعها بحب :
يا بنتي كفاية تعطي كده، تعالي هنا.
دخلت روان كأنها جزء من البيت. شعرها مربوط فوق، لبس كاجوال بسيط، شكل واحدة بتشتغل طول اليوم و تشيل الدنيا على كتفها لوحدها.
ياسر :
أهلا أستاذة روان.
روان :
أهلا أستاذ المدير، ماهو كل ما آجي ألاقيك داخل في نفس اللحظة، شكل القدر له خطة.
ياسر بابتسامة :
ده قدر كريم، مش أكثر.
سارة قطعت حتة جبنة وقدّمت طبقان :
أقعدي يلا، عاملة شاي حالا.
روان قعدت وكأنها في بيتها، بس دايمًا محافظة على مساحة إحترام.
روان :
كنت معدية، قلت أطمن عليكم قبل ما أروح أكتب شوية شغل.
سارة :
لااا أدخلي نامي ساعتين الأول، وشك باين عليه إدعك في الحياة.
روان :
أهو ربنا بعتهولي في شكل صاحبة.
ملك طلعت من أوضتها وهي ماسكة لعبة، رمت نفسها في حضن روان بمنتهى التلقائية.
ملك :
روان، إنتِ جايّة تتعشي معانا؟
روان :
لو باباكِ وافق.
ياسر :
على حسب، إنتِ هتدفعي ولا لأ؟
ضحكوا كلهم. لحظة هادية، دافية، عادية، زي أي بيت فيه حب بسيط وبشر طبيعيين.
ماكانش حدّ يعرف إن الأيام الجاية
هتفتح أبواب ما فكّروش يوم إنها هتتفتح.
بس النهارده؟
كان يوم عادي جدا. القهوة كانت لسه بدوخنها على الترابيزة، وروان قاعدة ماسكة الكوباية بين إيديها كأنها بتدفّي نفسها بيها مش تشرب.
سارة قعدت قصادها وقالت وهي بتريح جسمها على الكنبة :
بقولك إيه؟ هتفضلي كده لحد إمتى؟
روان ضحكت ضحكه هاديه :
كده إزاي؟
سارة :
لوحدِك. لازم تفكري في نفسك شوية. الطلاق مش نهاية العالم يا روان، إنتِ لسه صغيرة والله.
روان بصّت للقهوة، لفت الكوباية بإصبعها :
مش كل حاجة إسمها جواز وخلاص يا سارة.
سارة :
بس الوحدة برضه صعبة.
روان :
أصعب من راجل نص علاقته جد ونصها لعب؟ بصراحة، الرجالة الأيام دي عايزين يضحكوا شوية و يتسلّوا شوية، وأنا مش النسخة دي. أنا لو هدخل حياة حد هكون جدّ، يا إما ما ادخلش أصلاً.
سارة هزّت راسها بتفكير :
يمكن إنتِ خايفة؟
روان بنبرة ثابتة :
خايفة أضيع وقتي، مش قلبي.
دخل ياسر في اللحظة دي، فَك زرار قميصه وهو بيقول بهدوء :
هادخل أريح شوية، لو احتجتوا حاجة نادوني.
روان بصتلّه باحترام :
- نورت القعدة.
إبتسم ابتسامة صغيرة ومشي لجوه.
سارة تابعته بعنيها لحظة، وبعدين رجعت تبص لروان :
على فكرة، إنتِ تستاهلي حد يشيلك من على الأرض شيل، مش تهربي من فكرة الحب كده.
روان رفعت حاجب :
وأنا قلت إني ههرب؟ بس الحب مش كلمة وخلاص، الحب إختيار، مسؤولية وراجل واقف مش نص حد.
نسرين بلعجيلي
سارة ضحكت :
يا بنتي خفّي عليا من الكلام الكبير ده، أنا أصلاً بجري ورا بنتي طول اليوم مش ورا فلسفة.
ضحكوا مع بعض، الضحكة اللي فيها أمان، وماحدش فيهم كان يعرف إن الأيام هتختبر الكلام ده كله قريب.
ياسر خرج من الأوضة بعد شوية، شكله أحسن شوية. مسح وشّه بإيده كده كأنه بيطرد تعب اليوم.
سارة بصّت له بخفة :
- نمت؟
ياسر :
لا، بس ريّحت دماغي دقيقتين. شوفتوا، الستات بتاخد شاي وتفضفض، والرجالة بتنام.
روان ضحكت :
أهو كل واحد وليه وسيلته للعلاج.
ياسر مد إيده وأخذ كوباية ميّة من على الترابيزة. بصّ لمراته نظرة صغيرة جدًا، النظرة اللي فيها ألف كلمة ساكتة.
ياسر :
شكلك تعبتِ النهارده. لو عايزة نطلب أكل بدل ما تعملي عشَا؟
سارة رفعت حاجبها :
يعني شايفني بعمل إيه؟ ماسكة الطبق بقدرتي العقلية ولا؟
ياسر مبتسم :
ما هو أنا بعزّك، ومابحبّش أشوفك بتتعبي.
الجملة كانت بسيطة.. بس سارة عينيها اتليّنت لحظة. الست لما تلاقي حد يشوف تعبها، حتى لو بسيط، قلبها يهدى.
روان حسّت اللحظة، فابتسمت لنفسها شوية. اللي عندكوا ده حياة، مش تمثيل.
روان تقوم :
خلاص أنا أمشي بقى قبل ما أتحوّل لعجلة ثالثة.
سارة مسكت إيدها :
يا شيخة إنتِ عجلة ايه، إنتِ في بيتك.
روان وهي بتلبس الشال :
بس إنتِ عارفة، ليكِ حياتك، وأنا ليّا حياتي. بس دايمًا مبسوطة لما بشوفكم كده.
خرجت، والباب إتقفل وراها بهدوء.
سارة بصّت لياسر :
ربنا يخليك ليا.
ياسر :
ويخليكِ ليّا... ولملك... ولبيتِنا.
هي ضحكت، ودفعت كتفه بخفة :
قوم ساعدني بقى بدل الكلام الرومانسي ده.
ياسر :
حاضر يا ست الرومانسية.
راحوا المطبخ سوا. ضحك بسيط، قعدة بسيطة، بيت بسيط، بس السعادة مبتحتاجش كثير أصلاً.
ليلة هادية. ولا حد حاسس إن الحياة ساعات بتغير طريقها فجأة.
بس لسه بدري.. الرحلة لسه في أول خطوة.
روان رجعت البيت بعد ما سابت سارة وياسر. المفتاح دار في الباب بهدوء، والبيت كان ساكن، بس ريحة الأكل اللي طالعة من المطبخ قالتلها إن ماما لسه صاحية.
منى (من المطبخ) :
إيه يا بنتي، رجعتِ؟ كنتِ فين؟ كل يوم رايحة لصاحبتك دي، مش كفاية؟
روان وهي بتقلع الشال :
كنت عند سارة شوية يا ماما، بنتك.كانت محتاجة تهوّي عن نفسها.
منى طلعت وهي ماسكة فوطة :
أهو كل مرة نفس الكلام. هي متجوزة ومرتاحة في بيتها، وإنتِ إمتى بقى أفرح بيكِي؟ ولا روان خلاص قررت تفضل لوحدها؟
روان إتنهدت، مش أول مرة تسمع الجملة دي، بس كل مرة بتوجعها بنفس القدر.
روان :
ماما، الجواز مش مكافأة، لو هيجي غلط يبقى لأ. أنا مش هدخل تجربة تاني علشان بس الناس تقول "إتجوزت".
منى هزت راسها وهي بتكمل طريقها للمطبخ :
ماشي يا روان، بس برضه مش طبيعي كل حاجة تبقى خوف واحتياط. الدنيا مش دايمة لحد.
روان إبتسمت بهدوء :
عارفة يا ماما، بس أنا عايزة أعيش وأنا متصالحة مع نفسي، مش غصب عنها.
سابت الكلام وراها، ودخلت أوضتها.
الأوضة بسيطة، فيها لمسة من كل حاجة بتحبها : شمعة صغيرة، مصحف، وسجادة صلاة. قعدت على الأرض، سكتت شوية، وبعدين قامت إتوضت.
صوت الميّة وهي بتقع في الحوض كان هادي، زي موسيقى مطمئنة بتفصلها عن دوشة الدنيا كلها.
صلّت ركعتين، وبعدها قعدت على السجادة، حطّت إيدها على صدرها، وغمضت عينيها. إتنفسّت بعمق كأنها بتطلع تعب الأيام برا صدرها. الشمعة كانت بتنور بخفوت، وظلالها بترقص على الحيطة.
روان بهمس :
يا رب.. سهّل ليا طريقي زي ما كتبت ليا قدري. أنا مش عايزة أكثر من راحة البال، و رزق حلال يسدّني عن احتياج الناس. ولو مكتوبلي نصيب، إختارهولي بطمأنينة مش بخوف. واجعل قلبي دايمًا طاهر ما يحبش إلا بالحق.
سكتت شوية، دمعة نزلت، مسحتها بإيدها وهي بتبتسم إبتسامة خفيفة، إبتسامة واحدة بتقول : لسه عندي أمل، حتى لو الدنيا ثقيلة.
رفعت المصحف، فتحته عشوائيا،
وعينيها وقعت على آية :
"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"
ضحكت بصوت واطي جدًا. وقالت : الحمد لله.. وصلت الرسالة.
قفلت المصحف، نفخت في الشمعة، وضوء القمر دخل من الشباك كأنه بيكمّل سكونها.
كانت ليلة بسيطة، بس ربنا كان سامع الدعاء.
بقلم نسرين بلعجيلي
Nisrine Bellaajili
يتبع .
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺


تعليقات
إرسال تعليق