القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وصية حب الفصل الخامس والعشرين والسادس والعشرين بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج



رواية وصية حب الفصل الخامس والعشرين والسادس والعشرين بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية وصية حب الفصل الخامس والعشرين والسادس والعشرين بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili حصريه وجديده 


ياسر دخل البيت متوتر، باين عليه التعب والغضب. روان كانت بتطبق هدوم ملك، ولما شافته قالت بهدوء :

– الحمد لله على السلامة.


ماردش، عدّى ادّامها وهو  يتنَفَس بضيق. 


وقفت بصوت ممسوك :

– فى حاجة؟


لفّ عليها من غير ما يبصّ :

– ملك فين؟


– في أوضتها، بتلعب.


قال بنبرة فيها لوم غريب :

– وسايباها لوحدها ليه؟


روان اتكهربت :

– يا ياسر، أنا في الصالة وباب أوضتها ادّامي، هي مش لوحدها.


رد بعصبية عالية :

– من إمتى وهي بتقعد لوحدها بالساعات؟ إنتِ جاية تعيشي هنا ولا تزوري؟


الكلمة جرحتها زي السكينة.


– ساعات؟ إنت عارف أنا بعمل إيه طول اليوم؟ بشيل بيت مش بيتي، وبشيل بنتك، وبحاول أثبّت نفسي في مكان كل حاجة فيه بتصرخ إني غريبة.


قرب منها خطوة :

– لأنك غريبة ما بتحاوليش تبقي جزء من البيت. كل حاجة بتعمليها وهربانة.


صرخت :

– وأنا أهــرب ليه؟ علشان ده مش مكاني؟ علشان دي حياة واحدة غيري؟ علشان أنا ورقة جواز مش مفهومة؟!


هو شدّ صوته أكتر :

– إنتِ اللي اخترتِ البُعد، كل مرة تقعدي في أوضتك بالساعات، وتجاوبي كلمة وتختفي ملك هي اللي بتحاول تقرّبنا مش إنتِ.


الصدمة طلعت في صوتها :

– ملك؟.ليه؟ هو إحنا إيه أصلاً يا ياسر؟.أنا إيه؟ مربية؟ غريبة؟ ولا وصيّة واقفة تتنفّذ وخلاص؟


قرب أكتر.. قرب اوي لدرجة خلتها تحبس نَفَسها :

– إنتِ مش فاهمة حاجة. أنا راجل. وعندي إحتياجاتي وحياتي متوقّفة، نصها مع واحدة نايمة، ونصها مع واحدة واقفة قدّامي ومش عارف أتعامل معاها.

نسرين بلعجيلي 


الجملة خرجت منه زي الطيش، زي الغضب، زي الوجع.


وهي؟

كانت واقفة مصدومة، عينيها إتسعت.. إتسعت للدرجة اللي تخلي أي راجل يحس إنه غلط مليون مرة.


ملك خرجت في اللحظة دي، شايلة رسمة، وببراءة :

– بابا، شوف رسمت.....


صرخ ياسر من غير ما يقصد :

– ملك! أدخلي أوضتك.


وقفت ملك مصدومة، دموعها نازلة.


روان صوتها إتهزّ من القهر :

– براحتك، اتعصّب عليّ زي ما أنت عايز، بس على البنت لأ، ملك مالهاش ذنب.


ياسر لفّ وشه عنها، إيده على راسه، واضح إنه ندم. ندم على الكلمة، على العصبية، على إنه وجّع إثنين في لحظة.

قال بصوت مكسور لأول مرة :

– أنا آسف، الكلمة طلعت غلط.


روان رجعت خطوة لورا، صوتها هادي لكن موجوع :

– غلط؟ دي كلمة واحدة هدمت كل هدنة كنا بنبنيها. إنت راجل ليك احتياجات؟ طب وأنا؟ أنا واحدة ولا ظلّ؟ ولا وصيّة ماشية؟ ولا أيّ حاجة والسلام؟


حاول يقرب، بس لما شاف دمعتها، وقف مكانه.


هي قالت بهدوء مرعب :

– أنا مش جاية أكمّل حياة حدّ. ومش جاية أبقى بديل. ولو يوم الجملة دي اتكررت، هاروّح، ومش هارجع.


ملك بكت أكتر :

– ماما روان، ما تمشيش.


روان حاولت تهديها وياسر واقف، وشه مصدوم وراسه نازل، وكأنه واخد صفعة. لأنه فعلاً كلمة واحدة بس، كانت ممكن تخسره كل حاجة.


هو تمتم بصوت مخنوق :

– أنا آسف، أنا ندمان، ما كانش قصدي أقولها.


روان ما ردّتش، دخلت أوضتها وقلبها بيوجعها. وياسر وقف برّة، إيده على بابها، بس عاجز يطرقه. لأن اللي خرج من بقه ماكانش غضب، كان إعتراف هو نفسه مش مستعد يشوفه.


روان قفلت باب أوضتها بهدوء، الهدوء اللي بيأذي أكتر من الصراخ. سندت ظهرها على الباب، ونفَسها بيطلع متقطع، مش من الخوف، من القهر.


جوا الأوضة…

العتمة كانت أرحم من التفكير. مسحت دموعها بعنف، كأنها بتحارب نفسها مش بتحارب كلمة.


برّا… ياسر واقف ادّام الباب، مش قادر يخبط، مش قادر يبعد، ومش قادر يواجه. حطّ إيده على الباب، وقال بصوت واطي :


– روان، أنا آسف أنا غلطت.


بس الصوت ما وصلهاش، ولا هي سمعت، ولا حتى كانت عايزة تسمع.


إتنهد.. إتنهد جامد وكإن الندم طالع من ضلوعه مش من صدره.


Nisrine Bellaajili 


بعد دقايق…

باب أوضة ملك إتفتح. البنت الصغيرة خرجت عنيها لسه فيها دموع، وبتفركهم بإيدها :

– بابا، هي ماما روان زعلانة مني؟


الجملة كسرت ظهره. ركع ادّامها، حضنها، وقال وهو بيحاول يثبّت صوته :

– لأ يا روحي، إنتِ مالكيش ذنب. أنا اللي غلطت.


ملك خبّت وشّها في صدره :

– طب هي هتمشي؟


الجملة دي كانت خنجر.. خنجر في قلبه، خنجر في الباب المقفول اللي وراه روان بتعيط.


قال بحزم ضعيف :

– لأ، هي مش هتمشي، ولا هسمح إنها تمشي.


ملك رفعت راسها، صوتها مرتعش :

– طب صالِحها.


شدّ نفسه، وبصّ ناحية باب روان اللي لسه ساكن :

– هحاول يا ملك، بس يمكن تحتاج وقت.


الليل نزل على البيت بدري… بدري للدرجة اللي تخوّف. ياسر كان قاعد في الصالة مش قادر يدخل أوضته ولا قادر يبص ناحية أوضة سارة، ولا قادر ينسى جملة “أنا راجل… وليا احتياجات”.


مسك راسه بإيده وقال لنفسه :

– إنت غبي، غبي ومتهور وبتدوّر عن اللي يوجعك.


حاول يقوم، يخبط عليها، يصلّح، يشيل كلمة ويجيب بدالها مية. لكن رجليه ما ساعدتوش، كأن البيت نفسه بيقول له :

“سيبها تهدأ، وإنت كمان إهدا، لأن الكلمة اللي بتتقال غلط، ما بتتصلحش بسهولة.”


جوا أوضتها.....

روان كانت قاعدة على السرير، حضنة ركبها، بتتنفّس بصعوبة. مش بسبب الكلمة بس، لكن علشان إكتشفت إنها لأول مرة من سنين اتوجّعت من راجل مش المفروض يوجعها. وشعرت إنها مش بديلة، مش ضيفة، مش وصيّة، لكن إنسانة، وإن الكلام بيوجعها زي أي حد.


مسحت دموعها وقالت بصوت خافت لنفسها :

– لو الكلام ده اتكرر هاروّح. ومهما ملك إتعلّقت مش هفضل مكان بيتوجع منّي ومنه. قامت فتحت نور خفيف، وبصّت في المراية، وشّها كان متعب لكن عينيها، قوية.. زعلانة، بس قوية.


همست لنفسها :

– مش هسيب حد يكسرني، ولا كلمة تكسّرني.


---


في الصالة، ملك نامت على الكنبة، راسها على رجل ياسر، وهو قاعد ساكت ماسك إيدها الصغيرة وبيفكّر.


بعد ساعة، وقف. راح ناحية أوضة روان، وقف ادّام الباب، مدّ إيده وبعدين سحبها. وقال بصوت يكاد يكون نفس :

– سامحيني، أرجوكِ سامحيني.


وما خبطش. رجع لورا ودخل أوضته، وأول مرة من سنين قفل الباب عليه.


الفصل ينتهي على :

روان في أوضتها.. ياسر في أوضته..

ملك نايمة بينهم زي جسر مكسور. وبيت كامل، واقف على كلمة واحدة غلط. لكن اللي جاي مش نهاية، لأن الخناقة دي كانت أول شرارة بتفتح باب مشاعر، مش باب فراق.


تاني يوم…

الجو في البيت كان بارد، مش برد هوا. برد زعل. 

روان خرجت من أوضتها بدري، لابسة فستان بسيط ، وشها هادي، هادئ من برّه، لكن جواها فيه ارتجاف خفيف ماحدش شايفه.

ياسر كان واقف في الصالة، لابس هدومه، واضح إنه ناوي يروح المستشفى، لما شافها وقف، مش عارف يقول "صباح الخير" ولا "إمبارح آسف" ولا يبتدي منين.


روان قالت بهدوء:

– لو رايح المستشفى، أنا جاية معاك.


الكلمة نزلت عليه زي مفاجأة، ما عارضش وما وافقش، بس هز راسه بس.


ملك جريت عليهم :

– هاتروحوا تشوفوا ماما؟ خدوني معاكم.


ياسر مسك بنتُه :

– لأ يا ملك، إنتِ روحي المدرسة الأول، هنيجي نجيبك بعدين.


روان نزلت لملك على ركبتها حضنتها :

– هنبقى نروح سوا بعد كده لما تبقي مستعدة.


ملك بصّت في عينها، وفجأة مسكت خدّ روان بإيديها الصغيرة :

– ما تزعليش يا ماما روان، بابا كان زعلان، بس هو بيحبّك.


الجملة جرحت قلبين في نفس اللحظة.


المستشفى.....


الطريق كان ساكت، ولا كلمة، ولا نظرة، بس صوت عربيات ونَفَس تقيل بين إثنين مش عارفين يبدأوا منين. وصلوا، دخلوا غرفة سارة.


الغرفة كانت نفسها، البياض، جهاز التنفس، صوت "بيب… بيب" ثابت،

وريحة المستشفى اللي بتوجّع.الذكريات.


روان أول ما شافت سارة اتجمّدت، وشها شاحب، شعرها على جبينها، جسمها هادي بطريقة تخوّف. قربت خطوة.. إثنين، لحد ما وقفت جنب السرير.


ياسر واقف وراها مش قادر يقول حاجة، مش قادر حتى يتنفس كويس.

روان مدّت إيدها، وحطّتها فوق إيد سارة. الدفا كان ناقص، والنبض ضعيف تحت الجلد.


روان بصوت رخيم، هادي، لكن صادق :

– سارة، أنا جيت، روان.. صاحبتك. لسه فاكرة آخر كلمة قولتيها لي، فاكرة "خلي بالك من ملك".


نَفَسها اتقطع لحظة وبعدين كملت :

– ووالله مش هسيبها، ولا هسيب البيت يتكسر. ملك بتكبر وبتضحك، وبتسأل عليكِ كل يوم وبتقوللي "ماما مش هتموت… صح؟"


صوت روان اتكسر، لكنها مسكت نفسها :

– وأنا بوعدك لو صحيتِ هسلمك بيتك، وهسلمك بنتك، وهسلمك جوزِك وهبعد. بس لو ما قمتيش، صدقيني مش هخلّي ملك تحس ولا يوم إنها وحيدة.


ياسر واقف وراها، عينه دمعت من غير ما يحس، مش من الكلام، من الصدق اللي طالع من واحدة مش مضطرة، لكن بتوفي بوصية واحدة نايمة.


روان مسحت على شعر سارة :

– ملك كويسة، بقت أشجع وأحنّ، وبتتكلم عنك كتير، وبتستنى اليوم اللي تصحي فيه.


وبصوت أضعف :

– وأنا مش جايّة آخد مكانك، ولا آخد حياتك، أنا بس بحاول أشيل اللي وقع منك لحد ما ترجعي.


نسرين بلعجيلي 


لحظة إهتزاز...

الجهاز فجأة زوّد صوت "البيب" رمشة بسيطة، مش خطيرة، لكن حركة.


روان شهقت :

– ياسر!


ياسر اتصدر ادّام السرير، بص للجهاز وبصّ لسارة.


والاتنين شافوا نفس الشيء :


رموش سارة، اهتزّت هزّة خفيفة زي نَفَس جديد، زي روح بتحاول ترجع.


ممرضة دخلت بسرعة :

– ده شيء إيجابي، لكن مش معناها فاقَت، ممكن يكون رفلِكس عصبي.


روان وقفت مكانها، إيدها على إيد سارة وعنيها بتلمع.


ياسر واقف جنبهم، بين الأمل.. والرعب.. والذنب.. والحياة اللي واقفة بين الثلاثة.


الممرضة خرجت.


وروح الغرفه  اتغيّرت.


ياسر قال بصوت هادي، مكسور، لكنه صادق :

– روان، شكراً.


ما بصتش ناحيته، لكن قالت :

– ده واجبي، ووصيتها.


سكت لحظة، وبعدين قال كلمة وقفت قلبها :

– مش بس وصيتها.


رفعت راسها، بصّت له، ولأول مرة من أول الجواز هو كان بيبصّ لها بجد مش كغريبة، ولا وصيّة، ولا بديلة، لكن كإنسانة واقفة قدّامه بتشيل وجعه ووجع بنتُه من غير ما تطلب حاجة.


وهنا، أول مرة من أول ما دخلت البيت روان حسّت إنها "مش لوحدها". رجعوا البيت بعد زيارة المستشفى، كل واحد فيهم شايل وجعه لوحده.

ملك رجعت من المدرسة، ولما شافت روان، جريت عليها وحضنتها كأنها كانت غايبة سنين.


الجو كان هادي، هدوء غريب بعد العاصفة اللي حصلت امبارح.


على بالليل…

الساعة كانت 9 ونص، روان كانت لابسة "لبس بيت بسيط و محترم"، قاعدة في الصالة مع ملك بتلّون رسمة. ياسر قاعد في الناحية التانية، شايفهم، ومش فاهم ليه الجو بقى “عيلة”، بس قلبه بيخاف يعترف.


وفجأة…

دَقه قويّة على الباب، ملك قامت تجري، بس ياسر بصوت واضح :

– أقعدي يا ملك، أنا هفتح.


فتح الباب، ولقّى قدريّة واقفة وشها نار، وجنبها سلوى متزيّنة ومستنية حاجة.

بصوت عالي أول ما دخلت :

– هو إيه ده؟.إيه اللي أنا شايفاه ده؟!


بصّت على روان من فوق لتحت، روان ارتبكت، وقامت بسرعة تقف، ملمومة على روحها.


قدريّة رفعت صوتها أكتر :

– صاحبتك مرمية في المستشفى بين الحياة والموت وإنتِ جاية تقعدي هنا في البيت بـ"لبس بيت"، جوزها قاعد، وإنتِ على حل شعرك؟ عيب، عيييب.


روان وشها إحمر، مش من الخجل، من القهر.


سلوى وقفت جنب أم ياسر، وقالت بنبرة سمّ :

– والله يا طنط أنا اتفاجئت، ما كنتش فاكرة إن فيه حد يقدر يعيش في بيت واحدة صاحبتُه كده.


روان فتحت بُقها، بس الصوت ما طلعش.


قدريّة كملت :

– وعايشة هنا كأن البيت بيتك، تطبخي، وتخرجي وتدخلي تلعبي مع البنت، وإنتِ إيه أصلاً؟ مربّيّة؟ ولا واحدة لاقية بيت تتلمّ فيه؟ ده إسمه إيه غير انك.عابشه في الحرام ؟


وكانت هتزود، لكن صوت ياسر فجأة قطع كل شيء. صوت قوي، ثابت، واضح :

– ماما، كفاية، روان مراتي.


الصمت وقع زي الطوبة. قدريّة اتجمدت :

– إيييه؟ إنت بتقول إيه يا ياسر؟!


سلوى وشها ولع، عيونها دمعت من الغيظ.

ياسر بصّ في عينين أمه :

– بقول اللي سمعتيه، روان مراتي، وبوجودِك، ادّام الناس، وادّام الدنيا كلها.


قدريّة صرخت :

– إنت اتجننت؟! تسيب مراتك في المستشفى وتجيب صاحبتها هنا؟!


ياسر شدّ نَفَسه :

– ماما، سارة هي اللي وصّت، سارة اللي طلبت، وسارة اللي اختارت روان، مش أنا.


قدريّة اتلخبطت :

– وصّت بإيه؟!


ياسر قالها بحدة مخلوطة بالحزن :

– وصّت إن روان تبقى مع ملك، وتكون معايا وتبقى في البيت. وأنا نفّذت كلامها.


سلوى بزعل ومرارة :

– يعني خلاص، مافيش نصيب بينا؟


ياسر بصّ لها نظرة واضحة :

– يا سلوى، لمّا يبقى فيه وحدة بينك وبين قدر الله، يبقى مافيش.نصيب من الأول.


روان كانت واقفة ورا ياسر، إيديها بتترعش، مش مصدقة إنه قال الكلمة، و ادّام مين؟


قدريّة استوعبت الكلام، وبمزيج غضب وصدمة :

– يعني أنت اخترت دي على بنت خالتك؟ على سلوى؟ على أهلك؟!


ياسر قال بثبات :

– أنا ما اخترتش، اللي اختارت هي سارة، وأنا بحمي وصيّتها.


ثم بصّ لروان، وولأول مرة قالها بوعي كامل :

– وبحميها هي كمان.


الكلمة كسرت كل الحواجز. قدريّة مسكت شنطتها وقالت :

– يبقى ربنا يسهّل، إنت بقيت ماتسمعش كلام حد، لكن افتكر الجواز ده مش ادّامي وانا مش راضيه عنه .


ياسر ردّ بهدوء :

– ومش محتاج يكون ادّام حد غير ربنا وكتاب الله.


قدريّة خرجت وسلوى وراها، باكية ومكسوفة. باب البيت اتقفل، وورا الباب بدأ عصر جديد.


روان واقفة، مش عارفة تتنفس ولا تتكلم. ياسر إتقدم خطوتين ناحيتها، وقال بصوت أهدى من الهمس :

– آسف، بس ماكنتش هسمح لحد يهينك في بيتي.


روان بصوت مرتعش :

– بيـتـك؟


ردّ وعينه ثابتة عليها :

– لأ، بيتنا.


وهنا ولأول مرة الغربة اللي بينهم اتشقّت.


*وصيّة حب*


بقلم نسرين بلعجيلي 

Nisrine Bellaajili 


_الفصل السادس والعشرين_


البيت تاني يوم كان غريب، مشهد صامت، فيه حرارة خفيفة من أثر الخناقة، وبرودة من أثر الحقيقة اللي اتقالت قدام الناس.

روان خرجت من أوضتها بدري وهي لابسة لبس بسيط ومرتب، عينيها منتفخة من النوم المتقطّع، بس ملامحها ثابتة.

ياسر كان واقف في المطبخ، عامل نفسه بيظبط غلاية الشاي، لكن الحقيقة إنه مش عارف يرفع عينه من الأرض.


ملك دخلت عليهم وهي فرحانة :

– صباح الخييييير.


روان ابتسمت :

– صباح العسل يا روحي.


ياسر ردّ بصوت منخفض :

– صباح الخير.


طاولة الفطار كان عليها كل حاجة، بس الجو حواليها كان مش مرتاح. ملك قعدت تاكل، تكلمهم هما الاثنين، وهما بيردّوا بكلمتين ويفضل الصمت بينهم.


لكن.. في لحظة صغيرة، حصلت حاجة محدش خطّط لها. روان كانت بتقطع رغيف لملك، والسكينة وقعت من إيدها، إنحنت بسرعة، وساعة ما قامت، اتخبطت في كتف ياسر، حركة بسيطة، لمسة مش مقصودة، لكن كانت أول تقارب من غير ما حد يقصد.


ياسر اتلبّخ :

– آسف…


روان بصوت واطي :

– لا، أنا اللي آسفة.


ملك ضحكت :

– إنتم زي العيال، بتخبطوا ببعض 


الاثنين بصوا لها، وبعدين بصّوا لبعض. ولأول مرة بعد الخناقة، إبتسامة صغيرة حاولت تطلع، لكن اختفت بسرعة، لكنها حصلت، و دي أول شق صغير في الحاجز اللي بينهم.


الساعة 11… 

زائرة غير مرغوب فيها، باب الشقة خبط، روان راحت تفتح، متخيلة إنها الجارة اللي فوق، لكن أول ما الباب اتفتح، وشّها اتغير، كانت “أم وجيه” ست ما بتحبش الخير لحد، ولسانها أطول من عمرها وحده من سكان العماره.

بصّة واحدة على روان من فوق لتحت، وقالت بصوت عالي :

– هااا.. إنتِ لسه هنا؟!


روان اتشدّت، وقفت وقفتها :

– اتفضلي؟ فيه حاجة؟


دخلت الست من غير ما تستأذن، وبصوت مليان سخافة :

– هو صحيح يا بنتي؟ الكلام اللي ماشي، إنك أخذتِ مكان صاحبتك؟


ياسر طلع من الصالة، وشه اتغير أول ما شافها :

– فيه إيه يا طنط؟


ردّت وهي عاملة نفسها حزينة :

– الناس كلها بتتكلم يا ابني، بيقولوا إزاي مراتك في المستشفى وصاحبتها قاعدة هنا ولابسة لبس البيت، وبتاكل وتشرب معاكم؟؟

نسرين بلعجيلي 


جملة بعد جملة.  كانت بتوجع روان.

روان عضّت على شفايفها، مش عايزة ترد رد يضايق ياسر.


الست كملت :

– ده حتى البنات تحت بيقولوا إنك…


ياسر قطع الكلام :

– طنط.. لو سمحتِ، الكلام ده مش مقبول ومافيش مكان ليه هنا.


الست اتفاجئت :

– ده أنا بكلمك لمصلحتك يا ابني.


ياسر قال بوضوح :

– وأنا بقولك روان مراتي، ومحدش ليه دعوة بيها، ولا ببيتنا.


الست اتخضّت، والكلمة جرّت الأرض من تحت رجل روان :

– مراتك؟! بتعملوا كتب كتاب من ورا الناس؟


ياسر قرب خطوة، عينه ثابتة وقوية :

– كتب كتاب، ولا مش كتب كتاب، ده مش موضوعك. لكن إسمعي دي :

حد يجيب سيرة روان تاني، أنا اللي مش هسمح.


الست اتكهربت، ولقت الباب بيتقفل قدّامها قبل ما تكمّل كلام.


روان واقفة، إيديها بتترعش من الصدمة. ملك حضنت رجلها :

– ماما روان، بابا خاف عليكِ.


روان مش قادرة تتكلم، وشها سخن، وقلبها مضروب من الكلمة اللي اتقالت قدّامها.

لكن ياسر اتقدّم ناحيتها، وقف على بعد خطوة وقال بصوت منخفض :

– أنا آسف إنك إتضايقتِ، بس كان لازم أوقفها.


روان بصوت مكسور :

– ليه؟ ليه قلت “مراتي”؟


إتنفّس وقال وهو بيبص في عينيها :

– علشان دي الحقيقة قدام الناس، و علشان إنتِ ما تستاهليش حد يهينك.


سكتت، لكن قلبها كان بيخبط. لأول مرة هي مش عارفة تهرب من الإحساس اللي جواها.

ولأول مرة هو مش عارف يرجّع الكلام اللي قاله.


زيارة جديدة لسارة…


بعد العصر، ياسر قال :

– نروح نشوفها؟


روان هزّت راسها :

– نروح.


ملك راحت عند منى . والاتنين راحوا المستشفى. الغرفة نفسها، النور نفسه، البيب نفسه..


لكن لما روان مسكت إيد سارة، كانت أدفى شوية.


همست :

– سارة.. خلي بالك الناس برا بتاكل بعض وأنا واقفة في النص.


ياسر سمع الكلام، لكن ما علّقش. وفجأة، إيد سارة اتحركت حركة خفيفة جدًا، زي تشنج، زي محاولة.


روان صاحت :

– ياسر! بصّ!


ياسر قرب، وعينيه وقفت على صباع سارة اللي بيتهزّ.


ممرضة دخلت :

– ده تطور إيجابي، لكن مش معنى دا إنها فاقَت، ده يعني المخ بدأ يستجيب.


روان دمعت، وياسر مسك طرف السرير، مش قادر يثبت رجليه.


الغرفة كانت مليانة خوف، ومليانة أمل. أمل ممكن يبني حياة أو يهدّ حياة.


Nisrine Bellaajili


الليل… والمواجهة الصغيرة...


رجعوا البيت. ملك نامت بسرعة. روان طلعت من  أوضة ملك، ياسر واقف في الصالة، بيشرب مية، واضح إنه بيفكّر.

روان عدّت قدّامه، كانت هتروح أوضتها.


لكنه قال :

– روان…


وقفت، ما التفتتش.


– ماتزعليش من اللي قلته الصبح، ولا من اللي قلتُه قدّام الناس، أنا كنت لازم أحميكِ.


روان التفتت نص لفة بس :

– حميتني، ولا حميت نفسك من كلام أمك والناس؟


ما عرفش يرد. سكت.


هي قالت بصوت هادي، لكن موجوع :

– ياسر، أنا مش لعبة تتشال لما تتزنق، وتترمي لما تهدى.


وبدون ما تستنى الرد، دخلت أوضتها وسابته واقف، مش قادر يقول كلمة ولا يصدّق إن الكلام وجعه.


قبل ما ياسر يدخل أوضته، تلفونه رن : رقم المستشفى.

فتح، وصوته اتغيّر :

– ألو؟!

_إيه؟

_دلوقتي؟

_إحنا جايين.


قفل الخط بسرعة وبصوت مرعوب :

– روان… قومي، فيه حاجة حصلت لسارة.


ياسر وقف في النص، وشه شاحب، موبايله بيترعش في إيده وعينيه على باب أوضة روان.


– روان… قومي، المستشفى كلمتني. فيه حاجة حصلت لسارة.


الصوت كان مرعوب، مش صوت راجل قوي، صوت حد بيحبّ وعايش على طرف خيط.


روان فتحت الباب بسرعة :

– في إيه؟ إيه اللي حصل؟!


– قالوا إن الأجهزة سجلت تغيّر مفاجئ في الإشارات العصبية، ومحتاجة حد من أهلها دلوقتي.


روان اتجمدت، ثم جريت تلبس طرحتها. ملك كانت نايمة، فروان بسرعة بصت لياسر :

– نخلي ملك مع حد من الجيران أو نسيبها نايمة ونقفل الباب.


هزّ راسه بسرعة :

– نسيبها نايمة، وهنرجع بسرعة.


قفلوا الشقة، ونزلوا السلم بسرعة، كأن الأرض مولّعة وراهم.


المستشفى.. – الساعة 11:40 بالليل

جوّ المستشفى كان مرعب، مش بسبب الصوت، لكن بسبب الهدوء الزيادة.


الدكتور طلع لهم وهو ماسك ورق :

– إنتوا أهل المريضة سارة يونس؟


ياسر قرب خطوة لقدّام :

– أيوه انا جوزها ، إيه اللي حصل؟


الدكتور قال بنبرة طبية لكن فيها لمعة غريبة :

– فيه إستجابة جديدة ظهرت، الدماغ بيرجع يتفاعل، لكن لسه مش في وعي كامل.


روان قلبها وقع :

– يعني.. فاقت؟


– لا، لكن فيه تغيّر من النوع اللي قبل الإفاقة، وده تطوّر بنشوفه قبل ما المريض يصحى بوقت قصير أو طويل، ما نقدرش نحدد.


ياسر سأل :

– طب نقدر ندخل؟


– آه، واحد بس في المرة.


روان بصتلُه فورًا :

– أدخل إنت الأول.


ياسر بصّ لعينيها، لحظة صافية وبعدين هزّ راسه، ودخل.


روان وقفت قدام الباب، بتتنفس بصعوبة، بتحس إن السقف هينزل عليها. بعد دقيقة إتسندت على الحيطة، لأن الحقيقة الكبيرة كانت قدامها :

لو سارة فاقِت، كل حاجة هتتغير.

وهي؟ مكانها مش مضمون، مش مكتوب، مش ملك لأحد.

بس رغم كل ده، في لحظة نادرة

روان دعت :

– يا رب صحيها، حتى لو رجوعي أنا يبقى صعب، بس ملك تستاهل أمّها، وياسر يستاهل راحته.


دمعة نزلت ومسحتها بسرعة.


نسرين بلعجيلي 


جوا الغرفة....


ياسر كان واقف جنب سرير سارة، مش قادر يمد إيده، مش قادر يقرب، قال بصوت مكسور :

– يا سارة، ياريت تفوقي، ياريت تسمعيني دلوقتي، أنا تعبت، تعبت على ملك، وتعبت على البيت، وتعبت من الغُربة اللي سايباني فيها.


قرب إيده ولمس إيدها،:

– فيه حد شال اللي وقعتيه، حاول يلمّ البيت وشال الوجع معايا : روان،

مش مجرد وصية، دي إنسانة وشايلة الحمل كله. وإنتِ لو كنتِ قادرة تشوفي كنتِ هتحبي اللي هي بتعمله.

إيده كانت بتترعش، وصوته كان طالع من كتمة :

– بس لو فقتِ دلوقتي، أنا راضي، حتى لو ده هيبعدني عنها، المهم إنتِ ترجعي.


سارة ما اتحركتش، لكن الجهاز زوّد نبضة واحدة. نفس واحد… صغير.

كأنه ردّ.


ياسر اتخض، وبعدين وقف بسرعة :

– روان… ادخلي.


---


روان دخلت الغرفة..

دخلت بخوف، قلبها بيخبط في صدرها.

ياسر قال وهو واقف جنب السرير :

– صباعها اتحرك، تفاعل تاني، لازم تكوني هنا.


روان قربت، إيدها امتدت بهدوء :


– سارة، أنا هنا، ملك كويسة وبتحلم باليوم اللي تاخديها فيه حضنك، و…

أنا مش هاسيب البيت يقع، بس لو رجعتِ، هارجع خطوة ورا، ده وعد.


الجهاز عمل صوت أعلى، زي "بيب" طويلة خفيفة.


الدكتور دخل بسرعة :

– ده كويس، ده معناه إن المريضة بتستجيب للأصوات القريبة.


روان شهقت :

– يعني سامعانا؟


– بنسبة بسيطة، المخ بيفتح إشارات، إستمّروا، كلموها.


ياسر وقف جنب روان، جنبه مش بعيد. قال بصوت واطي :

– يا سارة، لو فقتِ هتلاقي ملك بخير، وهتلاقي وصيّتك ماشية. وهتلاقي روان عاملة كل حاجة عشان بيتك.


روان بصت له بنظرة طويلة، وجديدة مليانة حاجة بين الشكر والتمزّق.. والخوف.


الجهاز استقر.


الدكتور قال :

– ده أحسن يوم مرّ على حالتها.


وخرج.


---


في الممر


ياسر وقف بعيد شوية وركز على الأرض.

روان كانت بتقفّل طرحتها. واضح على وشّها إنها قوية من برّه، لكن جواها فيه هزة كبيرة.


بعد ثواني.. ياسر قال بصوت منخفض :

– روان، اللي حصل جوّا بيأكد إنها بتحاول ترجع.


روان هزّت راسها :

– وأنا مع ده، مهما كان هيجرالي أنا مع ده.


نظر لها نظرة مختلفة، نظرة راجل شاف قوة مش موجودة عند حد.


قال :

– لو رجعت، هنتصرّف مع بعض، من غير ما حد يتظلم.


الجملة وقفت قلبها، لأنها أول مرة يحطّها في جملة فيها "مع بعض".


---


العودة للبيت


الوقت كان بعد نص الليل. ملك نايمة، والبيت هادي قوي.


روان قالت وهي شايلة شنطتها :

– هادخل أغير هدومي وأنام.


– روان…


وقفت.


– شكراً على كل كلمة قولتيها لها.

هي محتاجاكِ، وإحنا كمان.


ماردتش. عينها لمعت ودخلت أوضتها.

وياسر وقف في الصالة، مش عارف ياخد نفسه، لأنه لأول مرة خايف من بكرة، خايف سارة تفوق، وخايف ما تفوقش، وخايف على روان أكتر من خوفه على نفسه. 

البيت كان ساكت.. ساكت بطريقة مش مريحة، كأن الباب بعد ما اتقفل ساب صدى للخناقة جوّا الجدران.


روان واقفة في مكانها، مش عارفة تتحرك، مش عارفة حتى تتنفس بعمق. كلمة ياسر “بيتنا” لسه بترن جوا ودانها، بس لسه مُرعبة، ولسه مش مفهومة.


ملك طلعت تدور على عشاها، وأول ما شافت روان، جريت عليها :

– ماما روان، العيلة الشريرة مش هتيجي تاني؟


ضحكت غصب عنها :

– لأ يا قلبي، خلاص.


ياسر كان واقف بيتابعهم، مش عارف يدخل في اللحظة ولا يستنى.


قرب خطوة، وقال بصوت واضح :

– روان، تعالي، لازم نتكلم شوية.


الجملة خوّفتها بس راحت. قعدوا في الصالة، ملك كانت قاعدة قريبة، بتلوّن، بس ودانها معاهم.


ياسر بدأ :

– أنا آسف على كل اللي حصل، وخاصة اللي قلتُه الصبح.


روان بصوت ثابت :

– خلاص، عدّت.


هزّ راسه :

– لأ ماعدّتش، الكلمة كانت غلط، وأنا ما قصدتش أجرحك بيها. كنت متلخبط، زعلان وخايف.


رفعت عينها بسرعة :

– خايف من إيه؟


سكت…

لأول مرة من قبل الغيبوبة، ياسر ظهر كأنه بيحاول يلاقي نفسه :

– خايف من البيت، ومن الوحدة، ومن سارة، ومنك.


روان اتوترت :

– مني أنا؟


– أيوه، لأن وجودك بقى مهم، وأنا مش مستعد أعترف بده، ولا عارف ده صح ولا غلط، ومش عايز يبان إني بخون سارة.


الجملة ضربتها في قلبها، لكنها حاولت تكون هادية :

– إنت ما بتخونش حد، أنا جاية عشان ملك.


ردّ بسرعة :

– وأنا عارف بس وجودك مريح ومؤلم في نفس الوقت.


سكتت. كانت عايزة تهرب، بس رجليها تقيلة. عايزة تقوله “ماينفعش تقول كده” بس لسانها مش قادر.


هو كمل بهدوء :

– أنا قلت لأمي إنك مراتي علشان محدّش يهينك، مش علشان أي معنى تاني.


هزّت راسها تفهم، لكن قلبها ما كانش فاهم حاجة.


---


قبل ما يكملوا… خبط خفيف على الباب.

ياسر استغرب :

– مين تاني الساعة دي؟


فتح الباب…

وظهر شخص ماكانوش عاملين له حساب :

عماد، أخو سارة من الرضاعة. وشه باين عليه زعل، غيرة ودهشة.


– مساء الخير. أنا كلمت قدريّة من شوية قالتلي إن فيه واحدة ساكنة هنا مع ياسر، جيت أتأكد.


روان اتجمدت، ياسر نزل وشه، واضح إنه كان ناسي إن عماد ده موجود أساسًا.

عماد دخل من غير استئذان، وبص لروان بحدة :

– إنتِ مين؟ وليه ساكنة في بيت أختي؟ وبأي حقّ؟


روان اتلخبطت، لسانها اتشلّ. ملك جريت عليها وخبّت وشّها في صدرها.


ياسر اتدخل فورًا :

– عماد، إتكلم كويس، روان هنا بناءً على وصية سارة نفسها.


عماد ضحك بسخرية :

– وصية؟ ولا هواك؟ ولا الظروف لعبت معاك؟!


روان حسّت الكلمة كسرت ظهرها. وياسر وشه قلب أحمر من الغضب:

– آخر مرة يا عماد، إهانة واحدة ليها وإنت اللي هتمشي.


عماد قرب خطوة من روان وعينه فيها غلّ غريب :

– أنا مش فاهم إيه اللي بينكم أصلاً؟


روان لأول مرة قررت تردّ بصوت ثابت رغم الخضة :

– اللي بينّا مسؤولية بيت وبنت إسمها ملك وعيلة بتحاول ماتقعش.


عماد هزّ راسه باستهزاء :

– ده كلام ما يدخلش عقلي، وأنا مش هسيب البيت ده لحد غريب، خصوصًا لوحدة زيّك.


الجملة دي كانت هتولّع الخناقة من جديد. ياسر مسك عماد من إيده بقوة :

– برا قبل ما أغلط غلطة مش هقدر أصلّحها.


عماد اتصدم من الشدة اللي في عينيه، وأخيرًا خرج، بس وهو خارج قال :

– بكرا لما سارة تفوق، هنشوف مين مكانه في البيت ومين لأ.


وخرج، والباب اتقفل.


---


البيت اتجمد.

روان وقفت ثابتة، ملك بتعيط في حضنها. ياسر لفّ، وبباله ألف كلمة، بس قال الجملة اللي قدرت تطمنها :

– محدّش..  محدّش هيديكِ إحساس إنك برّا.  طول ما أنا موجود.


روان بصوت مكسور :

– عماد عنده حق في كلامه، أنا مش من البيت.


– لأ… إنتِ من البيت ومش هسمح لحد يشكّك في ده.


ملك شدت على إيد روان :

– ماما روان، إنتِ مش هتمشي، صح؟


روان بصت لياسر، وتوقّعت يقول : "مش هتمشي"


لكنه قال :

– مش هتمشي إلا لو هي اللي قررت.


الجملة فتحت باب كبير، باب خوف، باب مشاعر، باب اختيار هيتحطّ قدّامهم قريب جدًا.


وهو…

كان عارف، وعماد فرش لهم بداية الصراع الأكبر.


سارة قربت.. والكل هيستعد.

يتبع 



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺





أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close