القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وصيّة حب بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili الفصل التاسع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية وصيّة حب بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili الفصل التاسع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية وصيّة حب بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili الفصل التاسع حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


الليل كان ساكن، مش سكون سلام، سكون خوف. زي لما القلب يحس بحاجة قبل العقل، ويبقى واقف مستني حاجة تحصل ومش عارف هي إيه.


سارة كانت نايمة على جنبها، بس النوم ما لمسهاش، عنيها مفتوحة في الظلمة، بتراقب السقف كأنه صفحة مكتوبة بخط خفيف.

كان فيه تعب جديد، مش زي تعب الأيام اللي فاتت. جواها إحساس غريب، إحساس حد واقف على باب مكان مش عارف يدخله ولا يهرب منه.

تنفست بصعوبة، وقامت ببطء، لفت الشال على كتفها كأنها بتحمي جسمها من برد مالوش علاقة بالجو.


بصت لياسر، نايم جنبها، صدره بيطلع وينزل بهدوء. مدت إيدها ولمست شعره بهدوء، لمسة وداع؟ ولا لمسة حياة؟ هي نفسها ما كانتش عارفة.

نسرين بلعجيلي 


قامت من السرير كأنها بتنسحب من مكانها بآخر قوة. رجلها رخت ثانية،

مسكت طرف التسريحة واتمسكت بالحافة بإيد بتترعش.

الدوخة بقت صاحبة البيت. وصلت للمكتبة الصغيرة، فتحت الدرج بهدوء، طلعت نوت بوك قديم، اللي كانت بتكتب فيه أول أيام جوازهم أحلامهم اللي جاية، خطط السفر، أسماء أطفال…

كل ده دلوقتي بقى ذكريات بتوجع مش بتفرّح.

رجعت السرير، قعدت، نور الأباجورة خفيف، دافي، لكن في قلبها برد من النوع اللي ما بيتعالجش ببطانية.


فتحت النوت بوك. مسكت القلم بإيد بتتهز. كتبت على الصفحة الأولى بخط ضعيف :


"لو جي يوم وملك كبرت ومقدرتش أكون حواليها، قولولها إن ماما كانت بتحلم تشوفها ست قوية، أقوى من الحياة نفسها."


دمعة وقعت على الورق، مسحتها بعصبية كأنها مش عايزاها تسيب أثر.

قلبت صفحة جديدة… وكتبت لياسر :


"لو تعبك مني زاد، إفتكر إن عمري ما كنت عبء، أنا كنت دايمًا بحاول أكون قوتك، حتى وأنا بنهار."


رجفت أصابعها… وقفت ثانية…

رجعت تكتب :


"ياسر.. إوعى تكره قدرتك لو ضعفت. الحب مش دايمًا قوة، ساعات حبك لحد بيكسّرك لأنك خايف عليه أكتر من نفسك."


سارة رفعت راسها، النفَس بيطلع متقطع، والصدر تقيل كأنه بيحارب الميّة اللي بتغرقه.


كتبت سطر أخير :


"أنا مش بخاف أموت، أنا بخاف أسيبكم تتوجعوا."

حصري روايات نسرين بلعجيلي 


وسكتت.

القلم وقع من إيدها على السرير. إديها لفت على بطنها تلقائي، زي أم بتحضن نفسها لما تكون محتاجة حضن حد مش موجود.

عيونها دمعت من غير صوت، مش بكاء نحيب، ده بكاء تسليم.


الحلم رجع قدام عنيها فجأة :

نفس الحلم اللي شافته من أسبوع، نفس الإحساس :

قبر مفتوح… صوت آذان… وملك واقفة تبصّ عليها ودموعها سايلة، وياسر شايلها ومش قادر يتكلم.


الهزة رجعت لجسمها.

_"لا… لسه. مش دلوقتي… مش كده."


حطت النوت بوك على صدرها، كأنها بتدفن قلبها جواه.

سمعت حركة خفيفة، ياسر لف وهو نايم ودور عليها بإيده ملقهاش جنبه.

فتح عينه نص فتحة : 

سارة؟ إنتِ فين؟


مسحت دموعها بسرعة : 

هنا… كنت بجيب ميّة.


هو ما فهمش التعب اللي في صوتها، لكنه حس بحاجة مش طبيعية.


مدّ لها إيده :

تعالي نامي جنبي، ما تسيبينيش برا دماغي دلوقتي.


ضحكت ضحكة واهية ما طلعتش للهوى : 

أنا هنا… جنّبك دايمًا.


رجعت إستخبت في حضنه، مش علشان ترتاح، لكن علشان تحس إنها لسه في الدنيا اللي بتحبها.


حطت النوت بوك تحت المخدة بهدوء وخبط قلبها على قلبه.


– ياسر؟

– نعم؟ (صوته نعسان)

– لو جي يوم ماعرفتش أمسك الدنيا، إمسكني انت.


فتح عينه كويس، بص لها بنص وعي، بنص خوف، بنص وجع ماعرفهوش لسه :

ما فيش يوم زي ده. إنتِ هتفضلي معانا.


سارة بصّت في عينه، عرفت إنه بيصدّق كلامه علشان يعيش، مش لأنه متأكد منه.


همست :

بس لو حصل، لا تسيب ملك، ولا تسيب نفسك.


ياسر : 

سارة… بس كفاية الكلام ده. أنا تعبت أسمعه.


لفّها في حضنه، باس راسها وكأنه بيحاول يسكت القدر بإيده.


هي سكّتت، لكن قلبها لسه بيتكلم : "يارب مش دلوقتي، لسه نفسي أشوف فرحة ملك لما تتخرج، لسه نفسي أشوف شيب ياسر، لسه نفسي أضحك وأحط راسي على صدره من غير ما أخاف."


نَفَسها ارتاح شوية، الدنيا هديت، بس جوه صدرها، كان في دقة مختلفة، زي دق ساعة بتعد وقت مش بيوسّع.


قبل ما عينها تقفل، شدّت المخدة عليها، تحس بنوت بوك تحتها، إبتسمت إبتسامة مكسورة وقالت لنفسها بهمس :

كتبتك علشان لو ماقدرتش أكمّل، كلامي يكمل بعدي.


وبعدها غمضت. مش نوم كامل، نصف حياة… نصف خوف… نصف أمل.


والليل؟

فضل قاعد معاهم زي شاهد على أول وصيّة اتكتبت بقلب مش مستسلم، لكن خايف يفوت الوقت.


الصبح جه…

ماكانش نور، كان أكثر شبه ضل رمادي كده. سارة صحيت وهي مش صاحيّة، جسمها تقيل، عينها محمرة من قلة النوم، ووشها شاحب كأن الليل أخذ لونها وسابها فاضية.


ياسر دخل عليها من المطبخ، ماسك كوباية شاي وسندوتش. إبتسم لها ابتسامة باهتة، التعب فيها واضح أكثر من الإبتسامة نفسها :

صباح الخير يا قلب البيت.


سارة ردّت بابتسامة ضعيفة : 

صباح الخير يا سندي.


هي عارفة إنه ما نامش، وهو شايف إنها بتنهار شِويّة شِويّة.


ملك دخلت تجري : 

ماماااا شوفي رسمي، عملت قلب، ده قلبي ليكِ


سارة حضنتها بقوة، قلبها دعى في اللحظة دي بس :

"يا رب خلّيني أكمّل عمرها كله."


ياسر بص عليهم، مسك شنطته وقال بصوت هادي :

أنا نازل الشغل لو احتجتِ حاجة كلميني.


سارة هزّت راسها:

ما تشيلش هم، أنا كويسة.


كان شكلها بيقول العكس. وكان قلبه بيصرخ : "مش كويسة".


خرج… بس روحه فضلت ورا الباب.

Nisrine Bellaajili 


ياسر في الشغل


كان قاعد قدام الكمبيوتر، الشاشة قدامه، شغل كتير، ناس حواليه، بس ودانه مشغولة بدق قلبها مش بدق الماوس.


زميله سأله كده كلمتين عن الشغل، ياسر بصله ومردش، كأنه مش سامع أصلاً.

أول مرة من شهور يمسك تليفونه ويحطّه قدامه، مش علشان شغل، علشان يستنى إتصال، خايف منه ويتمنى يحصل في نفس الوقت.


فجأة…

مسك الموبايل واتصل بروان. هي ردت متفاجئة :

ألو؟ ياسر؟


صوته مكسور، نبرة راجل حاول يكون جبل واتشرخ :

روان… لو تقدري، روحي لسارة.


صمت لحظة…

بعدين قالها بصوت خالي من الكرامة ومن الرجولة اللي بتحب تبان قوية :

هي مش بتقولي كل حاجة، وأنا خايف عليها قوي. أنا عمري ما كنت خايف كده.


روان صوتها لين، مليان تقدير مش شفقة : 

ما تقلقش، أنا في الطريق ليها دلوقتي.


هو حاول يتماسك : 

شكراً، بالله عليكِ ما تسيبيهاش لوحدها النهارده.


قفل، وغمض عينه على ألم ما عرفهوش قبل كده. مش ألم فقد، ألم إنتظار الفقد.


روان عند سارة..


الباب رن. سارة فتحت، لابسة ترنج واسع، عيون مطفية وتعب مرسوم على جسمها كله :


روان!


إبتسامة صغيرة كسرت وشها التعبان.


روان حضنتها من غير ولا كلمة، والحضن لو كان صوت؟ كان هيكون دعاء.

قعدوا في الصالة، سارة ماسكة كوباية مايّة، إيديها بتترعش شويّة.


روان بصوت حنون : 

ياسر كلّمني.


سارة غمضت عنيها، قلبها اتقبض :  ما كانش المفروض يشيل همي، أنا اللي كنت دايمًا ظهره.


روان مسكت إيدها :

وإنتِ لسه ظهره، يمكن مش بجسمك بس بقلبك.


سارة إتنهدت… وبصوت واطي، خجلان، متكسّر :

روان.. أنا مش خايفة من الموت. أنا خايفة أكون ست ناقصة.


رفعت عنيها عليها، دمعة حارة نزلت قبل ما تكمل :

أنا طول عمري زوجة، ست كاملة في بيتها. ياسر راجل، راجل بيحب الست اللي معاه، بيحب قربها، لمسها، دفئها..

وقفت لحظة.. صوتها بقى أضعف :

لو جسمي خانني؟ لو ماقدرتش أكون مراته زي الأول؟ هو هيستحمل؟ هيعيش من غير حضن؟ من غير قرب؟ من غير حقه الشرعي؟


روان شهقت، ما كانتش متوقعة الجرح ده.


سارة كملت :

أنا مش بتكلم بضعف، بتكلم من خوف حقيقي، أنا ست يا روان، ست بتحب جوزها وبتخاف تخليه محتاج حاجة وهي مش قادرة تديهاله.


حطت إيدها على قلبها :

مش عايزة أبقى عبء، ولا عايزة أوجعه ولا أخليه يوم يصحى يلاقيني بقيت "حالة" مش "حبيبته".


دموعها نزلت أكثر :

هو يستحق حياة كاملة، مش نص حياة جنبي.


روان قربت، مسكت وشها بين إيديها :

إسمعيني كويس يا سارة، الرجولة مش علاقة وبس. الرجولة قلب يفضل واقف مكانه حتى لو الدنيا كلها وقعت حواليه.


سارة همست ببكاء :

بس الرجالة ليهم احتياجات، وياسر عاش معايا على حب وعلاقة ونفس ودفا. إزاي فجأة أقول له "ما تلمسنيش"؟


روان دمعت هي كمان : 

لما إتنين بيحبوا بعض بجد، اللمسة ما بتقلش، بتتغير، بتبقى أصغر.. أحن.. أعمق. مش جسم… روح.


سارة خبّت وشها في صدر روان، وانهارت شوية :

خايفة يا روان، خايفة منه يتعب ويتغيّر، ومن نفسي أتكسّر قدامه.


نسرين بلعجيلي 


دعاء مش بصوت...


سارة رفعت راسها، بصت للسقف،

وقالت بـصمت القلب :

"يا رب… لو كتبت الضعف عليا، أكتب الصبر عليه، والرضا لقلبي."


روان مسحت دموعها : 

يلا، غيري هدومك وتعالي أقعد معاكِ، ومش هتحسي إنك لوحدك ولا ثانية.


سارة ابتسمت رغم التعب :

وجودك ستر يا روان.


روان ضمتها : 

وإنتِ نور يا سارة مش هتطفي.


في نفس اللحظة…

ياسر قاعد في مكتبه، إيده بتمسح في دقنه، عينه مش على أي ورقة بيتمتم :

يا رب… قوتي بقت هي  لو وقعت، أنا واقع بعدها. حافظ عليها، وعلّمني أكون ليها رجل وكفّ وقدَر.


النهار كان ماشي ببطء، لكن جوّه البيت كان فيه حب بينزل دموع، ورجولة بتتكتب بصمت، وخوف بيتحوّل لـدعاء.


سارة بدأت أول وصية، بس لسه ما قالتش آخر حب. 

الحكاية مكملة، والقلوب لسه صاحية وبتحارب الحياة مع بعض.


الرحلة ما خلصتش، لسه فيه حكاية.. ولسه فيه أمل.. مهما كان ضعيف.


ايه رايكم في المشاعر دي 

ايه اكثر جمله اثرت فيكم ؟


يتبع.



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺




أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close