رواية أنت تحلم الفصل الثاني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية أنت تحلم الفصل الثاني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

رواية أنت تحلم الفصل الثاني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

في الجهة المقابلة كان فؤاد:

"اسمي فؤاد.لم أترعرع في بيئة مرفهة، ولم أتربَّ في كنف والدين محبين، بل ربتني الظروف الصعبة وسوء حظ – أو لعنة – تتبعني أينما ذهبت.

مات والدي في حادث سير وأنا في عمر التاسعة،حيث رأيت أمي تستغيث من تحت السيارة، ولا يزال صدى صوتها يتردد على مسمعي إلى اليوم.

ظننت في البداية أن النحس الذي أعاني منه هو مجرد أحداث مؤسفة أو حزينة،ولكن توالي هذه الأحداث وشدتها القوية علمتني أن في الأمر خطبًا. ففي أولى أيامي في منزلي الجديد – دار الأيتام – كنت مكتئبًا وحزينًا، وبعدها بمدة تعرفت على ياسين، طفل في مثل سني، كان يهون عليَّ ويحاول إسعادي في فترة اكتئابي. ولكنه لم يكن شيئًا في هذه القصة الدرامية التراجيدية الحزينة، لم يكن سوى شخصية ثانوية في لعبة حاكها الشيطان لنا، ليتحكم بنا.

قد يبدو ما أقوله جنونًا،ولكنه حقيقة مجردة.

لم يمر شهر منذ أول يوم تعرفت فيه على ياسين،إلا ورأيته بلا يد! كان قد سقط من الطابق الثاني على الأرض، إلا أن يده صدت الضربة، وبالتالي نجا، ولكن بلا يدٍ!

كانت حالته النفسية سيئة جدًا،بالإضافة إلى كونه لم يعد يود رؤيتي بعد ذلك الحادث المريع. كان يتجاهلني مرارًا كلما أردت أن أتحدث معه، حتى استسلمت ذات يوم من المحاولة.

كانت كراهية ياسين غير المبررة ما جعلتني أُربي هذا الاعتقاد بأني منحوس،وجعلتني ذلك أشعر كما لو أني أنا من كنت السبب فيما حصل له، فحملت في قلبي شعورًا بالذنب إلى جانب شعور الفقد. ولم ينتهِ الأمر بهذه البساطة، كانت هناك أحداث كثيرة جعلتني أوقن أني حقًا بلا حظ، وجعلتني أيأس من حياتي، وأتمنى في نفسي لو أنتهي... حتى جاء يوم قررت فيه أن أرحل من دار الأيتام، فلم أعد أطيق رؤية الناس تتألم بسببي، خصوصًا ياسين. لقد مرت خمس سنين ولا يزال يكن لي العداوة، فتمامًا عندما بلغت الرابعة عشرة من عمري، تسللت خارجًا مع غروب الشمس.

بعد مرور بعض الوقت، أصبح الليل دامسًا والأمطار تتهاطل بغزارة. نمت على رصيف، وحلمت بشيء:

{كان الجو ضبابيًا،وأحدهم واقف على بعد أمتار مني، بوجهه مشوش ولكنه طويل – نفس طول مروان. كان يوجه كلامه لي، أيا كان هذا الكيان. ولكن ما قاله لي هو ما جعلني أحقد؛ قال لي إنه هو من قام بكل تلك الأمور السيئة للناس، وأنه هو من تسبب في السحر الأسود الملقى عليَّ. وكان يقهقه وراء كل عبارة يستنبطها من حياتي، وكأنه يتعمد أن يحطمني. ثم قال لي بصريح العبارة:

"سأقتلك في المستقبل".

ثم رأيتني أهرب من ذلك الكيان وهو يحمل سكينا،يحاول طعني بها.}

أرعبتني تلك العبارة، وكانت آخر ما قاله، فلقد استيقظت بعدها على شيء أشبه بهاتف قديم مرمي على يدي. ولكني بعد أن تفحصته عن كثب ولم أجد فيه ما يثير الاهتمام، وضعته في جيبي وأكملت نومي، ولم أهتم.

لم أكن التقيت بمروان بعد آنذاك. حتى مرت سنتان بعد ذلك، قضيتهما بالكامل في الشارع، آكل من القذارة، وأتعرض للظلم... ذات يوم، كنت نائماً في الشارع، وجاء أحدهم، كان رجلاً ضخماً سكراناً، رآني بمفردي فأراد أن يستفرد بي، لولا أن الزمن توقف بمحض الصدفة في لحظة ما؛ كنت قد ضغطت على زر الاتصال في ذلك الهاتف القديم دون أن أدري. بعدها، ضغطت على الزر الأوسط، فمر المستقبل أمام ناظري كصفعة مؤلمة. لقد كانت نية الرجل سيئة؛ هو خبيث.

"عليه أن يموت الآن."

هكذا قلت في نفسي.بعدها، كسرت زجاجة الخمر التي بيده على الأرض، وغرزتها في عنقه، وضغطت على زر إنهاء الاتصال.

ورأيته بأم عيني يتخبط كالشاة المذبوحة،دماءه تناثرت في كل مكان.

كنت في عمر الرابعة عشرة حين اكتشفت أن لذلك الهاتف القديم طريقة استخدام؛رغم مظهره العادي، إلا أنه عبارة عن آلة تغيير للمستقبل. وكانت تلك الحادثة أول ضربة حظ لصالحي طوال حياتي

يتبع 

بداية الرواية من هنا