القائمة الرئيسية

الصفحات

روايه عشق ودموع (ما بين عشق قلبين من سينتصر) الفصل الاول بقلم الكاتبه سهر أحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 روايه عشق ودموع (ما بين عشق قلبين من سينتصر) الفصل الاول بقلم الكاتبه سهر أحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



روايه عشق ودموع (ما بين عشق قلبين من سينتصر) الفصل الاول بقلم الكاتبه سهر أحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


حين يبدأ الوجع بصمت

بعض البدايات لا تُعلن عن نفسها…

لا تأتي على هيئة صدمة،

ولا تطرق الباب بعنف،

بل تتسلل بهدوء شديد،

حتى نكتشف متأخرين أنها كانت أول خطوة في طريق لا عودة منه.

كانت مريم عبد الرحمن إسماعيل واحدة من أولئك الذين يبدون أقوى مما يشعرون.

فتاة في منتصف العشرينات، محجبة، ملامحها هادئة كأنها اعتادت ألا تُربك أحدًا. تربّت في بيت يعرف القواعد قبل العاطفة، والواجب قبل الرغبة، فكبرت وهي تُجيد الصمت أكثر مما تُجيد الشكوى.

لم تكن مريم ضعيفة…

لكنها كانت طيبة أكثر مما ينبغي.

في بيت عبد الرحمن إسماعيل، لم يكن للحب صوت عالٍ.

والدها رجل محافظ، يؤمن أن الاستقامة تحمي، وأن التشدد أحيانًا ضرورة. لم يكن قاسيًا بقدر ما كان خائفًا. يخاف على سُمعة بيته، وعلى ابنته التي يعرف هشاشتها أكثر مما يظن الآخرون.

أما أمها، لمياء، فكانت النقيض الهادئ. امرأة بسيطة، قلبها واسع، تحتضن أكثر مما تُعاتب. كانت مريم تلجأ إليها حين يضيق صدرها، لا لتطلب حلًا، بل لتشعر أنها ليست وحدها.

بين أخت كبرى واقعية ترى الحياة بعين التجربة، وأخت صغرى تمشي على الدنيا بخفة، وأخ صارم يعتقد أن الحماية تعني المنع…

كبرت مريم وهي تتعلّم كيف تُوازن بين ما تشعر به، وما يُنتظر منها.

لم تكن حياتها فارغة.

عمل، عائلة، صديقات.

ضحكات عابرة، وأحلام صغيرة مؤجلة.

لكن الفراغ الحقيقي…

كان في القلب.

في الجانب الآخر من الحكاية، كان يوسف محمود الحسيني.

رجل لم يتعلم الاندفاع، بل التروّي.

هادئ، متزن، يزن خطواته قبل أن يخطوها. نشأ في بيت يُقدّس الاحترام، فصار الاحترام جزءًا من تكوينه لا يتجزأ.

حين رأى مريم لأول مرة، لم يشعر بارتباك الحب، بل براحة تشبه الطمأنينة.

رأى فيها زوجة محتملة، شريكة حياة، لا مغامرة عابرة.

ولذلك تقدّم لها بالطريقة التي يعرفها: بوضوح، وبنية صادقة.

في الوقت نفسه، كان آدم عمر المحمدي يسير في طريق مختلف تمامًا.

شاب ناجح، قوي الحضور، يبدو لمن يراه أنه لا ينقصه شيء. لكنه كان يحمل داخله صراعًا قديمًا مع والده، مع فكرة أن المشاعر ضعف، وأن التراجع هزيمة.

لم تكن مريم جزءًا من حياة آدم بعد…

لكن القدر كان قد كتب اسمها في صفحته القادمة.

آدم لا يُشبه يوسف،

ولا يُشبه هدوء عالم مريم،

وحين يدخل حياتها لاحقًا…

لن يطرق الباب بهدوء.

في هذه المرحلة من الحكاية،

لم تكن مريم عاشقة،

ولا مكسورة،

ولا تعرف أنها ستُختبر بين أمان يُشبه العقل،

وعشق يُشبه الخطر.

كانت فقط فتاة تحاول أن تفعل الصواب،

دون أن تعلم أن الصواب أحيانًا…

يأخذنا إلى أكثر الطرق إيلامًا.


ومع أن مريم كانت تحاول إقناع نفسها أن الحياة تسير كما ينبغي، إلا أن الأيام كانت تُخبرها عكس ذلك… ولكن بهدوء. لم تكن تحب الضجيج، ولا القرارات السريعة، ولا القصص التي تبدأ بشغف وتنتهي بندم. كانت تؤمن أن الاستقرار نعمة، وأن القلب يمكن تهذيبه إن لزم الأمر. لذلك، حين جاء اسم يوسف على لسان والدها لأول مرة، لم تشعر بالخوف، ولا بالرفض، ولا بالحماس أيضًا. سمعته في البداية كأي خبر عادي؛ شاب محترم، من عائلة معروفة، عمله ثابت، سمعته طيبة، كل الكلمات التي تُقال حين يُراد للزواج أن يكون “مناسبًا”. نظرت إلى أمها يومها، فوجدت في عينيها راحة خفية، كأنها تقول لها دون كلمات: «ده أمان يا مريم… والأمان مش قليل». لم تُجب وقتها، طلبت مهلة، لا لتفكر في يوسف، بل لتفكر في نفسها. جلست تلك الليلة وحدها، تحاول أن تُفتّش قلبها، لم تجد حبًا، لكنها لم تجد نفورًا أيضًا، وهذا بالضبط ما أخافها. كانت تعلم، في أعماقها، أن أخطر العلاقات ليست تلك التي نرفضها، بل تلك التي نقبلها لأننا لا نملك سببًا قويًا لرفضها. أما يوسف، فكان على الجانب الآخر يُهيّئ نفسه لما هو أكثر من قبول، لم يكن متعجلًا ولا مندفعًا، لكن داخله كان يعرف أن مريم ليست مجرد اختيار عابر. أحب هدوءها، طريقتها في الكلام، انكسارها الخفي الذي لا تطلب له شفقة، ورأى في صمتها عمقًا لا فراغًا. كان يؤمن أن الحب يمكن أن يأتي بعد الزواج، وأن العِشرة قادرة على إنبات مشاعر لم تولد بعد. وفي مكان آخر، بعيد عن كل هذا الهدوء، كان آدم يخوض معركة من نوع آخر؛ حياته لم تكن ناقصة، لكنها كانت قاسية، نجاح متواصل، توقعات أعلى من اللازم، وأب لا يرى في ابنه سوى مشروع يجب أن ينجح بلا أخطاء. لم يكن آدم يعرف مريم، ولا كانت تعرفه، لكن كليهما كان يقف في لحظة فاصلة، كأن القدر يهيّئ المسرح قبل رفع الستار. ومريم… كانت تقف في المنتصف، بين ما تريده لنفسها وما يريده الجميع لها، بين صوت عقل يقول: «دي خطوة صح»، وصوت قلب صامت لا يعترض… لكنه لا يفرح. وفي إحدى الليالي، بعد حديث طويل مع أمها، وبين دعاء متردد وسكون ثقيل، قالت مريم جملتها بهدوء: «اللي فيه خير… ربنا يقدّمه». لم تكن تعلم أن تلك الجملة، ببساطتها واستسلامها، ستفتح بابًا لحياة كاملة، وتُغلق أبوابًا أخرى لم تُفتح بعد. في تلك اللحظة، لم تكن مريم تُخطئ، ولم تكن تُصيب، كانت فقط تختار… والاختيارات هي أول شكل للوجع المؤجل. وهنا انتهى الفصل الأول، دون دموع، دون صراخ، لكن ببذرة حكاية ستنمو، وتؤلم، وتغيّر كل شيء.


لم يأتِ القرار في هيئة احتفال، ولا في لحظة يقين.

جاء عاديًا أكثر مما توقعت مريم، كأن حياتها قررت أن تغيّر مسارها دون أن ترفع صوتها. بعد أيام من التفكير الصامت، والمراقبة الهادئة لكل ما يدور حولها، وجدت نفسها تجلس في الصالة، ووالدها يتحدث مع يوسف وأسرته، الكلمات تُقال، والاتفاقات تُعقد، وهي حاضرة بجسدها فقط.

كانت تراقب يوسف من بعيد.

جلسته المستقيمة، نبرته الهادئة، طريقته في اختيار كلماته. لم يكن يحاول أن يُبهر أحدًا، ولم يكن يتصنع القرب. بدا كما هو… رجل يعرف ماذا يريد، ولا يخجل من هدوئه. في تلك اللحظة، شعرت مريم بشيء يشبه الاطمئنان، ليس فرحًا، ولا شغفًا، بل إحساس بسيط يقول لها: «مفيش خوف هنا».

وحين سألها والدها، بصوته الذي لا يعرف الالتفاف:

— «رأيك إيه يا مريم؟»

رفعت عينيها ببطء، نظرت إلى أمها أولًا، ثم إلى الأرض، ثم قالت بهدوء يشبه الاستسلام:

— «اللي تشوفوه صح… أنا موافقة.»

لم ترتجف.

لم تبكِ.

ولم تبتسم ابتسامة العرائس.

قالت الكلمة، وانتهى الأمر.

في تلك الليلة، جلست وحدها في غرفتها. نفس الغرفة، نفس الهدوء، لكن الإحساس كان مختلفًا. لم تشعر أنها خسرت شيئًا، لكنها لم تشعر أنها ربحت أيضًا. كانت كمن يقف على عتبة باب مفتوح، لا يرى ما خلفه بوضوح، لكنه مضطر للدخول.

فكّرت:

يمكن الحب ييجي بعدين…

يمكن العِشرة تصنع اللي القلب معملوش…

يمكن ده النصيب.

وكانت كلمة «يمكن» هي كل ما تملكه.

أما يوسف، فخرج من البيت وهو يشعر بثقل جميل. كان يعلم أن مريم لم تقع في حبه بعد، لكنه لم يعتبر ذلك خسارة. على العكس، رأى في صمتها فرصة، وفي قبولها مسؤولية. قال لنفسه وهو يقود سيارته:

«أنا مش مستني حب سريع… أنا مستني حياة.»

وفي مكان بعيد، لم يكن له علاقة مباشرة بكل ما حدث، كان آدم عمر المحمدي يقف أمام نافذة مكتبه، يحدق في المدينة من علٍ. لم يكن يعلم أن اسم مريم قد كُتب للتو في عقد زواج، ولم تكن مريم تعلم أن هذا الرجل، الغريب تمامًا عنها، سيكون يومًا أكثر من مجرد عابر في حكايتها. كان آدم غارقًا في صراعه المعتاد مع والده، مع العمل، مع نفسه. رجل يهرب للأمام لأنه لا يعرف كيف يقف.

وفي تلك الليلة، تقاطعت الطرق دون أن يلتقي أصحابها.

مرت الأيام بعدها سريعًا. تجهيزات هادئة، زيارات رسمية، كلمات تهنئة، ونظرات فضول. مريم كانت تقوم بكل شيء كما ينبغي، كما يُتوقع منها، لكنها في كل مرة تضع رأسها على الوسادة، كانت تشعر أن قلبها يقف في المنتصف… لا يعترض، ولا يحتفل.

وقبل موعد عقد القران بأيام، جلست مع أمها في المطبخ. كانت لمياء تُحضّر الشاي، ومريم تراقب حركة يديها. قالت الأم فجأة، دون مقدمات:

— «يوسف راجل كويس… وبيحترمك.»

هزّت مريم رأسها، ثم قالت بصوت خافت:

— «عارفة يا ماما… ومش خايفة.»

ابتسمت لمياء بحنان، وقالت:

— «الخوف مش دايمًا وحش… أحيانًا بيبقى دليل إن القلب صاحي.»

في تلك الليلة، وقفت مريم أمام المرآة. لم ترَ فتاة عاشقة، ولا فتاة مكسورة. رأت امرأة على وشك أن تبدأ حياة جديدة، دون أن تعرف إن كانت هذه البداية ستمنحها الأمان… أم ستؤجل وجعًا أكبر.

وضعت يدها على صدرها، وأغمضت عينيها، وهمست:

— «يا رب… اختياري ده يكون رحمة، مش امتحان.»

لم تكن تعلم أن الرحمة أحيانًا تأتي متخفية،

وأن الامتحانات لا تبدأ دائمًا بالألم،

بل بالهدوء الزائد عن اللزوم.

وهكذا…

أنتهي الفصل الأول.

ليس على حب،

ولا على فراق،

بل على زواج بدأ بالعقل،

وسيُختبر لاحقًا بالقلب.

— نهاية الفصل الأول —

اتمني البارت يعجب الجميع 

 #تفاعل_وكومنتات بليز

اتمني البارتيعجبالجميع 

استوب لحد هنا

يتبع

الكاتبه سهر احمد



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺





تعليقات

التنقل السريع
    close