الحب هو بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج
الحب هو بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج
الورث مش هيتوزع غير لما الشرط اللي في الوصية يتحقق وهو جوازك من سوزان بنته.
-هو هيذلني قبل ما يورثني! انا اصلاً وريثه الوحيد وده حقي.
قالها بعصبية وهو بينتفض من مكانه, وكل وشه أتمكن منه الغضب, من الأساس هو جاي هنا بالعافية عشان ياخد ورثه ويمشي, مش ناقص تأجيل ولا لعب عشان ياخد حقه.
-متنساش إن جدتك لسه عايشه, وهي كمان ليها في الورث هي وبنته.
-مقولتش حاجه, كل واحده تاخد حقها واخد حقي وننفض.
خرجت جدته "سُرية" عن سكوتها وهي بتقول بتريقة:
-إيه مش قادر تستني على ما تاخد حقك! كنت فاكر هتيجي تلهف وتجري! مش قادر تغيب كتير على البرنسيسة.
بصلها بغيظ ورد:
-اه مينفعش اسيبها لوحدها في الشقة, وكنت فاكر إني هاجي اخلص وامشي لاني كلمت المتر قبلها وقولتله متكلمنيش اجي غير لما كل حاجه تخلص عشان مش هقعد, لكن دلوقتي كلام جديد يا متر! امتى طلعت الوصية دي؟
رد المحامي "وفيق" بيبعد نفسه عن الموضوع:
-والله يا خالد بيه انا زيي زيك, اتفاجأت وانا بخلص اعلام الوراثة إن الحاجة سُرية بتقولي إن المرحوم كتب وصية قبل ما يموت بشهرين وكان سجلها عند محامي في القاهرة, واتواصلت مع المحامي ولاقيت فعلا سايب وصية عنده ومعرفتش اللي فيها غير دلوقتي وانا بقراها قدامك.
بص "خالد" لجدته وهو بيسألها بعصبية:
-المفروض مني اتجوزها ليه؟ ليه الشرط ابن ال**** ده! هو مكانش عارف اني متجوز من سنتين؟ اتجوز تاني ليه؟
ردت "سُرية" بهدوء وكأن الموضوع لا يعنيها:
-عشان سوزان بعد طلاقها محدش دخل عليها تاني, والبت كبرت قربت على ال30, وهو كان عايز يطمن عليها ويبقالها عيلة وبيت.
-على قفا امي!
قالها بعصبية وصوت عالي, وكمل بتريقة:
-وانا مالي إن كانت خلت سمعتها زفت بطلاقها.
-هي مش اول ولا اخر واحدة تطلق.
قاطعته "سُرية" بحدة, فكمل كلامه بجمود:
-لكن اللي عملته في جوزها وأهله قبل الطلاق هو اللي خلى سيرتها على كل لسان, والرجالة بقت خايفة تقرب منها, دي بيعته اللي وراه واللي قدامه, وبهدلته في المحاكم رغم إن الراجل طلقها في هدوء, ابنك الله يرحمه وبنته بيموتوا في الشوشرة والمشاكل, عرفتي ليه محدش اتقدملها ولا فكر يقرب منها! ذنب امي انا إيه بقى؟
حركت سُرية راسها باقتناع:
-معاك حق, هم جم على طليقها وبهدلوه من غير داعي, بس متقلقش اللي كان مقويها هو عمك الله يرحمه, واهو مات, يعني لو حصل بينكوا مشكلة عمرها ما هتفكر تبهدلك زي ما عملت مع طليقها.
ضرب كف بالتاني بعصبية وقال:
-هو انا بتكلم على تبهدلني ولا متبهدلنيش!
فتح درعته وهو بيتكلم زي المجنون:
-انا متجوز يا ناس.. متجوز, اتجوز تاني ليه!
-وانا معترضتش انك متجوز, مش كفاية هقبل أكون زوجة تانية.
لف على صوتها, فلقاها واقفة على باب الأوضة لابسة فستان أزرق واصل لبعد الركبة وبنص كم, وسايبة شعرها وراها, وحاطة ميكب رغم بساطته إلا أنه واضح.
ضحك باستهزاء وهو بيجيبها:
-نفسي يبقى عندي ربع بجاحتك! انتِ كمان ليكي عين ترفضي تبقي زوجة تانية ولا رابعة! ومين قالك إني موافق اصلاً.
الحقيقة هو عمره ما حب سوزان ولا عمه, وهم كانوا سبب رئيسي إنه يسيب المنيا ويعيش في القاهرة عشان يبعد عنهم.
-مفيش جواز.. مفيش ورث يا خالد.
قالتها بدنائه واضحة, وهي مبتسمة ابتسامة سخيفة خلت عصبيته تزيد, بصلها من فوق لتحت وكرر النظرة وبعدها قال:
-ألا هو اللي مات كلب!
-خالد!
قالتها "سُرية" وهي بتنتفض من مكانها بعصبية لأول مرة من بداية القعدة, وشاورت له بصابعها بتحذير:
-هتغلط في عمك هزعلك, وهقولك لا في جواز ولا ورث, متنساش نفسك يابن صادق.
شاور على سوزان بيوضح كلامه:
-اصلها لونت وهو مبقالوش أسبوع ميت, يعني لو كان كلب كانت حزنت عليه اكتر من كده.
-بابا مكانش بيحب الحزن, وانا مش عايزه ازعله في قبره.
-يا حنينه!
قالها بتريقة واضحة واتحولت نبرته لضيق وهو بيقول:
-نهايته, شوفلي حل يا متر غير حوار الجواز ده, والا اقولك فكك من الوصية دي كأنها مكانتش, ومشي إجراءات الورث.
هز وفيق راسه بأسف:
-للأسف الوصية طلعت متسجلة في المحكمة.
-يعني إيه؟
قالها بعصبية ومبقاش متحمل الدوامة البايخة اللي وقع فيها, فردت جدته بهدوء:
-يعني زي ما قالت سوزان... فيه جواز, فيه ورث, مفيش جواز, مفيش ورث.
اتحرك من مكانه بيخرج من المكان كله بعصبية وكأن الشياطين كلها اتجمعت قدامه في اللحظة دي.
الجزء الثاني...
يعني زي ما قالت سوزان... فيه جواز, فيه ورث, مفيش جواز, مفيش ورث.
اتحرك من مكانه بيخرج من المكان كله بعصبية وكأن الشياطين كلها اتجمعت قدامه في اللحظة دي.
كان لسه في عربيته لما تليفونه رن وأول ما شاف رقمها خد نفس قوي وهو بيطرد عصبيته وكل اللي حصل في الساعة اللي عدت, ورد بنبرة هادية:
-إيه يا حبيبي؟
سمع صوتها اللي بان عليه القلق:
-انتَ كويس يا حبيبي؟ محبتش اتصل عليك بدري على ما تخلص حواراتك معاهم بس لما اتأخرت عليا ومتصلتش مقدرتش استنى.. إيه صوت العربيات ده؟ انتَ فين؟
-في عربيتي, راجع القاهرة.
ظهر قلقها اكتر وهي بتقول:
-دلوقتي؟ ليه يا خالد كنت استنى للصبح بدل ما ترجع بليل كده.
-يا حبيبتي الساعة لسه 9, وبعدين مقدرش ابات هنا واسيبك لوحدك.
-خالد انتَ عارف إني مبحبش سفر بليل, وبخاف منه, ممكن لو سمحت لو لسه طالع ترجع ومتقلقنيش عليك.
كدب عليها وهو بيقول:
-لا للأسف مش لسه طالع, انا بقالي ساعة كده.. المهم متخافيش, كلها شوية وابقى عندك ان شاء الله, اعملي بس عشا حلو عشان واقع من الوجع.
سمع شهقتها الرقيقة وبعدها صوتها بيقول بلهفة كأنها في اللحظة دي بقت امه مش مراته:
-يا حبيبي, هم مأكولكش؟
-والله انا اللي مستحيل ادوق لقمة عندهم مانتِ عارفة اللي بينا.
ردت بحمقة:
-لا ده كويس بقى إنك مشيت, مش معقول تفضل اليوم كله من غير أكل! وانا هقوم حالاً اعملك طاجن ورق عنب باللحمة من اللي بتحبه.
رد بقلق مش طبيعي:
-لا يا حبيبتي, متتعبيش نفسك محشي إيه اللي تعمليه دلوقتي, اعملي أي اكل خفيف وسريع, ولا اقولك هجيب اكل وانا جاي.
-والله ما يحصل, انا قولت هعمل يعني هعمل, ومتقلقش مش هتعب ولا حاجة ده كل حاجة متخزنه عندي جاهزه, بس المهم كل نص ساعه هكلمك اطمن عليك, اوعى في مرة متردش يا خالد.
-حاضر يا عيون خالد هرد.
---------------
قعدت جنبه وهي بتسند راسها على كتفه فتلقائي حاوطها بدراعه وباس راسها وهو بيكمل فرجة على الماتش, عدى وقت صامت بينهم لحد ما قطعته وهي بتسأله:
-مقولتليش عملت إيه في موضوع الورث؟ لسه برضو معملوش إعلام الوراثة؟
اتوتر شوية وهو بيسمع سؤاله لكن رد بهدوء:
-مانا قولتلك يوم ما روحت وملقتهمش عملوا إعلام الوراثة اتخانقت معاهم ان مشواري كان على الفاضي ورجعت, بس هم بقى عندوا, والمحامي بيحاول معاهم.
-لازم كل الأطراف توافق على الإعلام ده؟
-ايوه.
رفعت راسها وبصتله:
-ونصيبك ييجي كام كده؟ معرفتش برضو؟
حك دقنه بكفه ورد بحيرة:
-والله يا حبيبتي هي أملاك عمي تايهه دلوقتي بين عقارات وفلوس في البنك وبورصة, يعني لسه مجمعوش التركة.
-تقريبًا يعني يا خالد؟
رفع كتفه التاني بجهل:
-يعني ممكن تدخل في مليون مثلاً.
بان على وشها عدم الرضى وهي بتقول:
-مليون بس!
-انا بقول ممكن, وممكن اكتر, انا بقالي 6 سنين بعيد عن عمي ومعرفش حجم املاكه اوي, بس اللي عرفته ان البنك فيه 600 الف, معرفش بقى الباقي, وطبعًا بنته وجدتي هيورثوا معايا.
اتنهدت بقوة وقالت:
-طب ما تحركهم يسرعوا شوية, مش معقول بقالهم شهر معملوش خطوة واحده.
والحقيقة اللي خفاها عنها ان الخطوة دي عليه هو, وهم اللي مستنيينه ياخدها مش العكس!
-------------------------
-وهتعمل إيه؟
سأله اخوه حسن, فرد خالد بتعب واضح من التفكير:
-مش عارف, لكن اللي اعرفه اني قتيل الورث ده.
فكر معاه حسن شوية وبعدين قال باقتراح:
-طب ما تتجوزها يا خالد, وبعد الورث طلقها.
رد خالد بعصبية:
-يا بني انا مش طايقها.
-يا عم ان كان لك عن الكلب حاجه قوله يا سيدي.
بصله خالد وهو مش مقتنع وقال:
-طب و مودة؟
الجزء الثالث...
طب ما تتجوزها يا خالد, وبعد الورث طلقها.
رد خالد بعصبية:
-يا بني انا مش طايقها.
-يا عم ان كان لك عند الكلب حاجه قوله يا سيدي.
بصله خالد وهو مش مقتنع وقال:
-طب و مودة؟
-قولها, ماهي عارفه الورث ده مهم بالنسبالك ازاي, انتَ اصلاً مخبي عليها ليه؟
رد خالد بحيرة:
-مخبي عشان مش عاوز اضايقها بكلامي, ولا اوصلها إحساس مقصودش بأنها حطاني في موقف وحش, او اني بسببها مجبور على حاجة.
-بس انك تخبي عليها مش حل, وبعدين جدتك وبنت عمك مش هيتنازلوا عن قرارهم, ورموا الكرة في ملعبك, غير إن قدام المحكمة لازم شرط الوصية يتنفذ لتوزيع التركة.
بصله خالد بحيرة وعجز, وحط ايده على راسه وقال:
-انا حاسس هموم الدنيا فوق راسي.
علق حسن بضحك بيحاول يخرجه من الحالة اللي هو فيها:
-الحمد لله إني اخوك من الأم.
ابتسم خالد وهو بيهز راسه بزعل:
-ربنا يسامحها امك, إيه اللي خلاها تتجوز في العيلة دي, مكانش في عيلة انضف شوية.
-يلا الله يرحمها شافت الويل مع ابوك.
وصادق أبو خالد كان شخص دكتاتوري وعصبي جدًا, وال10 سنين اللي عاشتهم ام خالد معاه فيهم كانوا من اصعب سنين حياتها, لحد ما مات, وماتت هي بعده ب 5 سنين.
-----------------
مسك كفها بين كفوفه, واتنهد قبل ما يحكلها على حقيقة اللي حصل يوم ما سافر المنيا عشان الورث, وبعدها فضلت ساكتة لدقايق متحسبتش, لحد ما قالت بصوت حزين في الاخر:
-خالد انتَ عارف احنا محتاجين الورث ده ازاي صح؟
هز راسه وهو بيقول بتعب:
-عارف.
سحبت كفها منه بهدوء وقالت:
-اعتقد كلام حسن صح, اتجوزها لحد ما تاخد الورث وبعدها طلقها.
رجع مسك كفها وهو بيقول بعتاب في نبرته وعنيه:
-وبتبعدي ايدك ليه؟
دمعت عينها وهي بتقول بصوت مخنوق:
-غصب عني.. انا... مش متخيل الموضوع صعب ازاي, بس مش هينفع نخسر الورث.
هز راسه بخنقة زيها وقال:
-وانا كمان غصب عني.
-أنا اسفة.
قالتها ودموعها بتنزل, فشدها لحضنه بيحضنها بقوة وهو بيتنهد بتعب وارهاق من كل الضغوط اللي عليه.
----------------
صممت تروح معاه بعد ما بلغ المحامي إنه موافق على شرط الوصية, ورغم إنه ماحبش وجودها في موقف زي ده لكن في نفس الوقت ميقدرش يسيبها تقعد لوحدها كل الفترة دي اللي يا عالم هتكون قد إيه.
-حاولي تضبطي اعصابك هناك, البت دي مستفزة جدا, واحنا مش عايزين مشاكل عشان الأمور تمشي.
بصت من شباك العربية وقالت بصوت واطي:
-ماوعدكش.
-مودة!
بصتله بابتسامة مصطنعة وقالت:
-حاضر يا حبيبي, اول ما اشوفها هاخدها حضن مطارات, وهبوسها من هنا وهنا, واي حاجة هتقولها هضحك عليها واعمل نفسي مضايقتش, حاجة تاني؟ تحب اجهزها بنفسي لكتب الكتاب؟
هز راسه بعدم رضا لكلامه, وردد بنفخ:
-استغفر الله العظيم.
مد كفه مسك كفها بحنية وهو بيقول بصوت هادي:
-انا عارف إن الموضوع فوق طاقتك, عشان كده قولتلك ماتجيش يا مودة.
ردت بضيق:
-وانا مش هقعد في القاهرة واسيبك هناك معاها لوحدكوا, ومخي يودي ويجيب, لا وجودي حتى لو هتقهر احسن ما ابقى عامية وانا بعيد.
رفع ايدها وباسها وقال:
-بعد الشر عليكي من القهرة إن شاء الله سوزان وانتِ لأ.
ضحكت ضحكة صغيرة على جملته, ولكن عليت ضحكتها وهي بتسمعه بيقول بخوف:
-اوعي تكوني نسيتي المنوم! ده فيه مستقبلي ده.
ردت من بين ضحكها:
-متقلقش جبتلك علبة.
ابتسم ابتسامة صغيرة متوترة وقال:
-ربنا يستر.
--------------------
لابسة فستان قصير لقبل ركبتها بحاجة بسيطة, بلون احمر مستفز, وبحملات عريضة, وفتحة صدر واسعة, وعامله شعرها بتسريحة انيقة, وطبعًا منسيتش تزين وشها باللي يليق بيه.. سوزان ك ست, فهي ست حلوة, وانيقة, وتخطف الأنظار بسهولة, ودي حقيقة مقدرتش مودة تنكرها اول ما شافتها, كانت فاكرة انها ست عادية او مبهدلة في نفسها, متخيلتش ابدا انها تكون بالشكل ده.
قربت منهم وكعب جزمتها بيعمل صوت واضح على البلاط, وابتسامة زهو واضحة عليها وهي بتقول:
-اهلا نورتوا.. دي اكيد مودة! ضرتي.
رفعت مودة حواجبها باستغراب لكلمتها الأخيرة فضحكت سوزان بسخافة بتقول:
-سوري يا مودة اصلي مبعرفش ازوق الكلام.
وبصت لخالد بعتاب مصطنع:
-مش كنت تقول يا خالد انها جاية معاك! كنا قدمنالها واجب الضيافة دي اول مرة تيجي عندنا, وكمان منضفناش اوضة ليها.
اتكلمت مودة بهدوء رغم بركانها اللي جواها:
-عادي هنام في اوضة خالد.
-لا مهو خالد ملوش اوضة, مانتِ عارفة بقاله سنين مجاش.
وضحت مودة قصدها:
-قصدي الأوضة اللي نضفتوهاله المرادي.
ضحكت سوزان بدلع واضح وهي بتبص لخالد:
-لا مهي الأوضة دي هتكون ليا انا وخالد, اصل احنا هنكتب الكتاب دلوقتي فمش هيلحق ينام لوحده.
الجزء الرابع...
ضحكت سوزان بدلع واضح وهي بتبص لخالد:
-لا مهي الأوضة دي هتكون ليا انا وخالد, اصل احنا هنكتب الكتاب دلوقتي فمش هيلحق ينام لوحده.
-دلوقتي؟
رددتها مودة بصدمة وعينها لمعت بالدموع غصب عنها, فضغط خالد على كفها اللي ماسكه وكأنه بيقولها متقلقش.
-ايوه... مش شيفاني جاهزة! والمأذون والمحامي والشهود قاعدين في اوضة الضيوف.
-مش كنتي استنيتي ارتاح شوية حتى!
قالها بضيق واضح, فردت بنفس ابتسامتها:
-نكتب الكتاب وبعده هترتاح على الآخر.
جملتها كانت "منحطة" زي ما قالتها مودة جواها في اللحظة دي وهي بتبصلها بقرف.
-بالرفأ والبنين إيه يا خي تف من بوقك!
قالها خالد جواه تعقيب على جملة المأذون, وانفض الجمع بعده من الحضور, لحد ما قالت سُرية بنبرة باين عليها الضيق:
-البنات جهزولك اوضة تقعدي فيها, بس كان واجب تبلغني يا خالد بيه بدل المفاجئة ال... الحلوة دي.
لوت مودة بوقها وهي ملاحظة ان سُرية مش قبلاها, وقالت لخالد:
-تعالي يا خالد لو سمحت وريني اوضتي.
-البنات هي..
قاطعت كلامها وهي بتقول بحدة:
-خالد!
وقف خالد وهو بيقول بارتباك من ان الموقف يتأزم:
-هوريها الأوضة وراجع.
وخدها من ايدها وراه من غير ما يستنى رد حد منهم, شدت ايدها منه اول مادخلوا الاوضة بطريقة عصبية خلته يبصلها باستغراب زاد لما راحت قعدت على السرير وادته ضهرها, قرب منها وقعد قدامها وسألها باستغراب:
-في إيه؟
انفجرت فيه وهي بتقول بغيرة:
-في إنك مقولتليش إنها حلوة كده! انا كنت فكراها واحدة عادية ولا حتى مبهدلة في نفسها من كلامك عنها, لكن.. مين دي!؟
رفع حاجبه باستنكار:
-هي حلوة؟
-خالد متستهبلش!
صرخت فيه بغيظ, فضحك ضحكة صغيرة وهو بيقول:
-طب والله عمري ما شوفتها حلوة, يا بنتي انا مبطيقهاش, يعني لو هي ملكة جمال مش هشوف حلاوتها, وطول عمري اشوف العفريت ومشوفهاش.
بصتله بشك وهي بتسأله:
-ليه يعني؟ للدرجادي؟
-واكتر.. عشان دايمًا من واحنا عيال هي السبب في كل حاجة وحشة حصلتلي في يوم.. حتى أيام الدراسة, كانت تعمل المصيبة وتلبسها فيا, وكل مشكلة تصدرني انا وهي البريئة قدام العيلة, غير إنها كانت دايمًا قليلة الأدب مع ابويا وبترد وبتبجح فيه, ولا كأنه عمها واكبر من ابوها, وهي اللي كانت بتعمل خلافات بيني وبينه طول الوقت بالوسوسة بتاعتها, ده خالد عمل ده خالد قال ده خالد ده خالد.. لحد ما ابويا ماكنش طايقني في اخر فترة, وستي كرهاني من السمع لها, انا عمري ما عملت معاها حاجة وحشة ولا رديت عليها بطريقة مش كويسة, بس من كتر ما بتسمع وز الحرباية كرهتني وبقى فيه حاجز بينا.
-ياه للدرجادي!
ابتسم وهو بيمسك كفها وبيقول:
-شوفتي بقى إني عمري ما اشوف جملها, مودة لو اللي قدامك ملك جيله مادام هو شخص من جوه وحش ومواقفه معاكي وحشة عمرك ما هتطيقي تبصي في وشه ولا هتعترفي بجماله ولا بأي حاجه حلوة عنه اصلاً.
-خايفة..
قالتها بدموع نزلت على خدها ونبرة بتبين خوفها, مسح دموعها بكفه وهو بيبصلها بعتاب:
-مني؟
هزت راسها بلأ وقالت:
-خايفة مشاعرك تتغير ليها, او حتى تنجذب ليها كراجل, خايفة اخسرك..
اتنهد وقال بثقة:
-اولاً مشاعري مش هتتغير ولا هيكون فيه مشاعر ليها, لان مشاعرك محتلة قلبي كله, هجبلها مشاعر منين بقى!
قال اخر جملته بهزار بيحاول يخفف عنها, وكمل:
-وانا مش راجل بيمشي ورا نزواته عشان انشد ليها ك ست! وعمرها ما تزغلل عيني.. فمتقلقيش.
قربت منه وحضنته وهي بتقوله بتعب:
-كل ده هيخلص امتى؟
-مش هياخد اكتر من أسبوع متقلقيش.
وكأن كل همه انه مايسببش ليها قلق او خوف, رغم ان هو نفسه ميعرفش المستقبل في إيه.
---------------
يومين عدوا وهو متبع الخطة اللي حطها قبل ما ييجي معاها, اول ما بيتقفل عليهم باب بيحطلها المنوم في أي حاجه بياكلوها او بيشربوها, وطبعًا هي فاهمه ان العلاقة بينهم طبيعية لكنها بتنسى تفاصيلها لسبب غريب متعرفوش.
-كل دي كمان من ايدي عشان خاطري.
قالتها وهي بتحطله حتة لحمة في بوقة, فكالها وهو بيقول بابتسامة:
-تسلم ايدك, بس كفاية مبقتش قادر.
ضحكت سُرية وهي بتقول:
-مالك يا سوزان عماله تزغطي فيه كده ليه! كفاية ليفطس منك.
-ملافظ السعد يا... يا تيتا.
وقالت سوزان بدلع:
-بعد الشر عنه يا تيتا, يفطس إيه بس انا بغذيه.
كل ده كان تحت انظار مودة اللي حاسة ان الأوضة بتولع بيها, بصتله بعيون كلها دموع فبصلها بصة سريعة, لكنها كانت مليانة اعتذار وحزن عشانها, لكنه رجع بص لسوزان بسرعة عشان متاخدش بالها.
-مبتاكليش ليه يا ضرتي الاكل مش عاجبك؟
سألها سوزان بسخافة, فتدخل خالد بهزار مصطنع:
-إيه ضرتي دي؟ كلمة بلدي اوي يا سوزي.
-سوزي!!
همست بيها مودة وهي بتضغط على سنانها بغيظ, فضحكت سوزان بدلع وهي بتقول:
-معاك حق يا خالودي, مبتاكليش ليه يا مودة؟
-شبعانة.
قالتها وقامت وهي بتخبط المعلقة في الطبق بعصبية وسابت المكان كله, كتم غضبه وحزنه جواه واستمر في مسايسة سوزان بل وكمان بدأ يبين انه مخنوق من مودة:
-زي مانتوا شايفين كده نكد ليل نهار.
قالت سوزان بمكر:
-اعذرها يا خالد, مش سهل بردو تشوف جوزها متجوز عليها.
الجزء الخامس...
اعذرها يا خالد, مش سهل بردو تشوف جوزها متجوز عليها.
رد بضيق مصطنع:
-لالا يا سوزي, مش عشان جوازنا, هي على طول كده, وافضل بقى احايل وادادي.. مالك يا حبيبتي؟ مفيش, طب انا زعلتك؟ لأ, اومال مالك؟ مخنوقة يا خالد وسبني دلوقتي, حاجة تقرف.
-يا خبر! دي نكد خالص.
قالتها سوزان وكأنه صعبان عليها, فبصلها وهو بيقول بتحذير:
-اوعي تقلبي وتكوني زيها, انا صحيح ماكنتش حابب جوازنا ومش عايزه, بس من وقت ماتجوزنا والدلع والفرفشة اللي شايفهم معاكي حسسوني إني عايش.
ولأن سوزان مكانتش تعرف خالد لغيابه سنين عنها, فمتقدرش تحدد إن كان بيتكلم بصدق ولا بيأفلم عليها, وصدقته, فقالت بابتسامة:
-لا انا عمري ما كنت نكد, انتَ مش عارفني ولا إيه! على فكرة ال6 سنين مغيروش فيا حاجة.
-بس غيروا فيا انا حاجات كتير.
قالها وهو قاصد, عشان يبعد أي شك ممكن يجيلها عن شخصيته زمان ودلوقتي, عايزها تصدقه بكل حرف بيقوله وتثق في كل اللي بيرسمه عليها ثقة عمياء.
-------------------
-إيه بقى يا متر هو لسه كتير عن توزيع الميراث؟ مش شرط الوصية اتنفذ!
كان خالد بيتكلم مع وفيق في التليفون وصوته باين عليه العصبية, بعد ما عدى 4 أيام من وقت الجواز ومفيش خطوة جديدة اتاخدت, ظهر صوت وفيق بيقول بهدوء:
-اهدى بس يا أستاذ خالد, مفيش حاجة بتيجي بالسرعة اللي حضرتك طالبها دي, احنا كده ماشيين صح والأمور كلها مسألة وقت وتخليص شوية أوراق بس.
-يعني على امتى؟
-هو حضرتك مستعجل ليه؟
رد خالد بنبرة ثابتة:
-محتاج الفلوس هعمل بيها مشروع يهمني, عندك مشكلة؟
-لا طبعًا, بس ياريت تهدى شوية ومتقلقش الموضوع مش مطول اديني بس كام يوم كمان.
-اما نشوف.
قالها خالد وقفل السكة وهو بينفخ بخنقة, مبقاش متحمل وجوده هنا, ولا قرب سوزان منه, وانه مضطر يلطف معاها ويعيش دور ملزق مش نافع معاه, ولا بعده عن مودة اللي معرفش يجتمع بيها ساعة على بعض من وقت ما جم هنا.
-إيه يا خالود واقف كده ليه؟
لف على صوت سوزان, فابتسم ابتسامته المرسومة اللي بعيدة كل البعد عن انها تكون طالعة من جواه وقال:
-ابدًا يا سوزي كنت بكلم المتر وفيق.
-ليه؟
-بستعجله في الإجراءات.
بصتله بشك وسألته:
-وانتَ مستعجله ليه؟
رد بهدوء:
-اسأليني السؤال الأهم, قوليلي عاوز تعمل إيه بالورث.
بصتله بمعنى السؤال فجاوب:
-عاوز افتح مشروع خاص بيا, بس يكون هنا في المنيا, انا فتحت مشروع في القاهرة من سنين بس مش جايب همه, وفي دماغي فكرة مشروع خطيرة لو اتنفذت هنا هتنقل نقلة تانية.
-طب ومراتك؟
سألها باستغراب:
-وهي مالها؟
-يعني انك تفتح مشروع هنا معناها هتعيش هنا, وهي؟
-قبل ما اعرف حوار الوصية والشرط, كنت ناوي على كده, وده اللي جابني عشان اخد ورثي, وهي كانت عارفه وموافقة كمان, وكانت هتنقل وتعيش معايا هنا.
قالت بذكاء:
-ايوه بس الوضع اختلف, دلوقتي انتَ متجوز هنا.. يعني قعادها هنا هيجبرها تشوفنا مع بعض طول الوقت, يمكن متحبش ده.
رفع اكتافه بعدم اهتمام:
-وانا مفهمها من الأول الوضع وإني هعمل مشروع هنا, وهي كانت موافقة, والله لو اعترضت مش مشكلتي.
قربت منه ومسكت لياقة قميصه وهي بتقول بدلع اشمئز منه:
-بصراحة بقى ياخالود انا مش مرتاحه لوجودها هنا, مش واخده راحتي وهي راشقة عينها معانا كده, ولو عملت مشروع هنا يبقى الوضع ده هيستمر؟
-لا طبعًا, هشوفلها شقة هنا اجرها وابعدها عنك, انا كمان مش مرتاح, أكون بضحك واهزر معاكي الف وشي الاقيها ضاربه بوز تسد نفسي.
ضحكت سوزان ضحكة عالية وهي بتقول:
-يا حرام حالك صعب خالص.. طب ما طلقها يا حبيبي.
قالت جملتها الأخيرة وكأنها بتهزر, لكن هو عارف كويس إنها بترمي طعم, فرد بمحايضه:
-شكلها هترسي على كده.. مش مرتاح معاها وبزق المركب بالعافية, بس مش عايز اظلمها سبيها تيجي في وقتها.
بانت الفرحة على وشها وهي بتبوس خده مبسوطة باللي قاله وكأنها متوقعتش إنه يكون فعلاً بيفكر يطلقها او معندوش مانع.
حضنته وهو كان محافظ على ابتسامته تحسبًا انها ترفع راسها له في أي وقت لكن اختفت الابتسامة وهو شايف مودة واقفة في البلكونة اللي جنبهم والدموع مغرقة وشها.
----------------
باص راسها وايدها للمرة العاشرة وهو بيقول:
-حقك عليا, والله انا ما مبسوط من قربها ليا, بس لازم اسايرها عشان نخلص يا مودة.
زقته وهي بتقوم من على السرير بعصبية:
-وانا مبقتش قادرة اتحمل.. خلاص فاض بيا, مشيني من هنا, مشيني يا خالد واعمل معاها اللي تعمله.
وقف قدامها وهو بيمسك كتافها بيحاول يهديها:
-طب عشان خاطري اهدي, بلاش العصبية دي, مش انتِ اللي اصريتي تيجي يا مودة من الأول؟
ردت من بين عياطها:
-كنت فاكرة هتحمل, كنت فاكرة هبقى مرتاحة اكتر وانا فوق راسك, بس لأ.. لأ يا خالد حرام كده.. حرام والله ما بقتش قادره.
شدها لحضنه بيضمها ليها بقوة وهو بيطبطب على ضهرها وقال بحزن واضح:
-حقك عليا.. حقك عليا والله انا اسف.
رفعت راسها له وقالت بدموع:
-تعالى نمشي يا خالد, طلقها وتعالى نمشي.. خلاص مش عاوزين لا ورث ولا حاجه.. خلينا نمشي.
هز راسه بدموع بسيطة زينت عنيه وقال:
-مش هينفع.. مش هينفع والله, اتحملي عشان خاطري.. وانا مش ساكت وقريب كل ده هيخلص.
رجعت لحضنه وهي بتعيط بوجع بيسكن كل خلية فيها في كل مرة بتشوفه قريب من سوزان او بيضحكلها او بيتقفل عليهم باب.
-------------------------
بعد ما عدى يومين كمان..
نزل من الأوضة بعد ما بنت من الشغالين بلغته ان سُرية طلبته هو وسوزان تحت, دخل اوضة الضيوف ووراه سوزان فتفاجئ بوفيق قاعد جوه, قلبه اتنفض وهو بيتأمل يكون وفيق خلص أمور الميراث, لكن مظهرش تعبير على وشه وهو بيقول:
-ازيك يا متر؟ خير؟
رد وفيق بابتسامة:
-كل خير, جاي النهاردة ابلغ كل واحد فيكوا نصيبه, وبكره هنطلع كلنا على المحكمة عشان نخلص الأوراق وتستلموا اخر اليوم.
حاول كتم فرحته جواه وهو بيقول بهدوء:
-قول سامعينك.
-المرحوم اتقدرت ثروته من غير البيت ده, ب20 مليون جنية, وبناء على التوزيع الشرعي, البنت لها 10 مليون, والحاجة لها 6مليون و600 الف, وحضرتك يا أستاذ خالد نصيبك 3 مليون و400 الف.
اتنفس خالد بهدوء وجواه ارتاح بعد ما سمع نصيبه, ولكن اتصدموا كلهم لما كمل:
-بس دي مش التوزيعة اللي هتم, هيكون في تعديل بسيط.
-تعديل إيه؟
سألت سُرية, فرد وفيق:
-بصي يا حاجة سُرية, المرحوم كتب البيت ده باسمك, وسابلك حساب باسمك في البنك فيه مليون جنيه, وكتب في وصيته ان التركة هتتقسم بين سوزان وخالد بس, وحضرتك متعتبريش وريثة لانه كتبلك نصيب قبل ما يموت.
هزت سُرية راسها بتفهم وبصت لخالد وقالت:
-عمك عمل كده عشان ورثه ابوك كان له حق فيه وملحقش ياخده, فحب يدهولك عشان يرتاح في قبره, وانا معنديش مشكلة.
رد وفيق بسخرية:
-حاجة سُرية, البيت ده يعمله اكتر من ال6 مليون اللي كنتي هتاخديهم! يعني انتِ مش مظلومة ولا حاجة.
بصتله بغيط وقالت:
-ودخلك إيه انتَ يا متر؟ خلص كلامك واخلص.
اتنحنح وقال:
-ما علينا, كده يا أستاذ خالد شرعًا التركة بالتساوي بينك وبين زوجتك, يعني نصيبك 10 مليون زيها.
وهو ماحلمش ابدًا باكتر من كده!..
-الفلوس دي جاهزه؟ ولا متجمده في عقارات؟
رد وفيق بزهو:
-لا طبعًا مش جاهزة, متقسمة بين أراضي والمصنع, وشوية حاجات تانية, لكن بعون الله بعد ما تستلموا في ظرف شهر هخلص كل شيء ونبيع وتقبضوا الكاش.
اختفت فرحته وعقله بيسأل ازاي هيتحمل كل ده شهر كمان؟
كان متخيل الموضوع هيخلص في ظرف اسبوع لكن واضح انه مطول شوية في الهم ده!
الجزء الأخير...
كده يا أستاذ خالد شرعًا التركة بالتساوي بينك وبين زوجتك, يعني نصيبك 10 مليون زيها.
وهو ماحلمش ابدًا باكتر من كده!..
-الفلوس دي جاهزه؟ ولا متجمده في عقارات؟
رد وفيق بزهو:
-لا طبعًا مش جاهزة, متقسمة بين أراضي والمصنع, وشوية حاجات تانية, لكن بعون الله بعد ما تستلموا في ظرف شهر هخلص كل شيء ونبيع وتقبضوا الكاش.
----------------------
تاني يوم رجعوا البيت وكان أوراق المحكمة كلها خلصت.
سألته مودة وهو بيلم هدومهم:
_يعني متأكد ان اللي هتعمله ده مش هيخلي الموضوع يقف تاني.
رد عليها وهو بيقفل الشنط:
_لا... مادام المحكمة اوراقها خلصت محدش يقدر يقرب لورثي بقى حقي الشرعي خلاص...
_اتاكدت يعني يا خالد؟؟
قرب منها بضحك:
_انتي حبيتي الدور اللي عشناه هنا ولا ايه!؟
_لا طبعا، بس مش بعد المرار اللي شوفناه مع الزفتة دي الموضوع يبوظ عشان شوية وقت كمان...
_معاكي حق، بس انا اتأكدت متقلقيش، كل حاجه في الأمان دلوقتي.
مد ايده لها وقال بابتسامة:
_يلا؟ يلا نقهر سوزي؟
ضحكت بانتصار وهي منتظرة اللحظة اللي هتعرف فيها الحقيقة ومتشوقة تشوف شكلها وقتها:
_يلا.
----
وقفت سوزان باستغراب وهي شايفة نزول مع مودة وماسك ايدها ومعاه شنطة السفر اللي كان جاي بيها, وقفت قدامه بذهول:
-رايح فين يا خالد؟
جه في بالها اجابه فابتسمت وهي بتفرد ضهرها بغرور:
-اه فهمت, هتأجر لها شقة في مكان تاني؟
رد خالد بابتسامة هادية بصدق المرادي:
-لا, هنرجع القاهرة.
اختفت ابتسامتها تسأله:
-ليه؟ وازاي يعني من غير ما تعرفني؟
-هو انا مقولتلكيش؟
-قولت إيه؟
بصلها في هدوء تام ورد:
-انتِ طالق يا سوزان.
ظهرت شهقة سُرية اللي طلعت من الأوضة على جملته وصرخت فيه:
-انتَ اتجننت يا خالد؟ بطلقها يا كلب بعد ما خدت اللي انتَ عايزه؟
-اه..
قالها ببرود وهو بيرد على جدته, وكمل:
-مش انا اللي يتلوي دراعي, انا مشيت المركب لحد ما اخد حقي, وبعدها كسرته.
رفعت سوزان راسها بتكبر بعد ما اتجاوزت صدمتها:
-حيلك حيلك, مش تعرف الأول اللي عليك!
بصلها بسؤال:
-عليا إيه؟
ردت سُرية بتشفي:
-المؤخر يا بن صادق, عليك 5 مليون مؤخر, إيه هتدفعهم؟
هو مخدش باله من المؤخر وقت الجواز, والمعلومة فاجئته, بص لمودة اللي بصتله بذهول, وبعدين بصلهم وقال:
-كده بتلووا دراعي؟
استهزئت بيه سوزان وقالت:
-ادفع يا شملول, مش عاوز تطلق ادفع, بس يا حرام هتدفع 5 مليون ويفضل معاك نص المبلغ بس؟ هيعملولك المشروع اللي بتحلم بيه؟
وفعلاً في اللحظة دي فكرت سوزان انها بتلوي دراعه, وانه هيتراجع وهيصعب عليه الفلوس وكملت:
-كنت قلقانه تغدر بيا وكنت عارفه إن المؤخر الكبير ده هيرددك لو حبيت تخلع, مش معقول هتاخد الفلوس باليمين وتديلي نصها بالشمال, الورث اللي يخليك تتجوزني عشان تاخده, يخليك تكمل معايا عشانه بردو.
-يعني مؤخرك 5 مليون؟
سكت شوية كأنه بيفكر بعدين قال:
-بصي انا ممكن مطلقكيش, واسيبك متعلقة لحد ما تزهقي وتخلعي نفسك ومتطوليش مني حاجة, بس انا مش عايز وجع دماغ, وإن كان على ال5 مليون هرميهملك على الجزمة بس اخلص منك, اول ما هستلم الفلوس هطلقك رسمي وادفعلك المؤخر.
اتكلمت مودة وعنيها مليانة شماتة:
-نسيت اقولك يا سوز... يا سوزي, خالد هياخد الورث يعملي بيه عملية, وعمل كل ده عشان ياخد الفلوس اللي هيعالجني بيها واللي هي تقريبا 3 مليون, يعني خالد ضحى واتجوزك عشاني.. عشان يسفرني تركيا اعمل العملية هناك وابقى كويسة وافضل جنبه.. مش طمع, ولا مشروع ولا أي هبل من ده.
حضنها خالد وكأن كلمها عن العملية صحى خوف جواه وقال:
-انا عمري ما همني فلوس ولا ورث, بس قبل ابوكي ما يموت بشهر عرفت إن مودة تعبانة, وإنها محتاجة عملية زرع كبد, وللأسف مفيش حد اعرفه لقيناه اطابق معاها انه يتبرعلها, ودورت كتير على متبرع ملقتش, لحد ما عرفت ان تركيا بيعملوا العمليات دي من غير متبرع والفص بيكون من عندهم, بس التكلفة 2 مليون غير السفر والمستشفى وغيره, كنت في دوامة وبحاول الاقي مخرج بأي شكل...وللأسف الشقة إيجار والعربية مكانتش هتلم المبلغ, فضلت في دوامة وكان ناقص ابيع نفسي لو حكم الأمر، لحد ما ابوكي مات
. وقتها لقيت المخرج وعرفت الحل، كنت مستنى الورث, اللي هو حق ابويا اللي ابوكي كلوا عليا زمان وحرمني منه بحجة ان ابويا كان غضبان عليا, واهو خدته.. مش محتاج اكتر من 3 مليون, لو عاوزه تاخدي 8 بدل 5 معنديش مشكلة.
قالها بتريقة وهو بيخرج بمودة من البيت, ووراه سوزان الغيظ اللي جواها اكبر من انفجار بركان نشط, واحساس انها اتخدعت واتلعب بيها مخليها مش طايقة النفس الخارج منها.
--------------------
فتحت عنيها بعدم غياب عن الدنيا متعرفش قد إيه, فتحت عنيها وهي سامعه صوته جنبها بيهمس لها, وكان اول وش شافته هو..
-حبيبة قلبي حمدا الله على السلامة, انتِ كويسة يا حبيبتي؟ سمعاني؟
-سمعاك.
قالتها بتعب وارهاق, لكنها شافت ابتسامته الفرحانة وحست ببوسته على راسها وكأنه بيعبر عن فرحته برجوعها للدنيا بعد أيام في العناية المركزة, كانت بعيدة عن عينه وقلبه كله القلق عليها.
-كنت هموت من الخوف عليكي, بقالك أسبوع مفوقتيش ويدوب النهارده الصبح قالوا ان المؤشرات بتقول انك بدأتي تفوقي, وقعتي قلبي حرام عليكي.
-سلامة قلبك.
قالتها بهمس وكملت:
-انا متمسكة بالدنيا عشانك يا خالد.
وهي فعلاً كده, هي عارفة كويس إنها الشخص الوحيد اللي بيمثله الأمان والسكن والحب, هي عيلته, هي وحسن اخوه كل ما يملك في الدنيا, عشان كده رغم خوفها من العملية مرفضتش تعملها.. مش عشانها.. عشانه, عشانه تفضل جنبه.
-والدنيا من غيرك مش دنيا يا قلب خالد.
وحكاية المرادي بيغلب عليها الحب, الحب اللي ممكن نتحمل حاجات صعبة عشانه, الحب اللي قدامه بيصغر أي شيء, الفلوس.. والمكانة.. والرفاهية.. وأي حاجة قدامه ملهاش معنى, الحب اللي يخلينا نقاتل عشانه, لكن عينا متزغللش على حاجة غيره, ومنطمعش في أي مغريات تانية, الحب الحقيقي هو... هو الحب!!
تمت بحمد الله
خالد لا طماع ولا مودة طماعة ظلمتوووووووهم😂❤️
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🌹❤️🌺💙


تعليقات
إرسال تعليق