القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية سحر سمره الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه أمل نصر بنت الجنوب كامله جميع الفصول


رواية سحر سمره الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه أمل نصر بنت الجنوب كامله جميع الفصول 



رواية سحر سمره الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه أمل نصر بنت الجنوب كامله جميع الفصول 


جالسه على ارضية الشرفه الصخريه .. وهى ضامه ركبتيها الى صدرها .. ومستنده بظهرها على حائط الشرفه .. مغمضه عيناها وتاركه وجهها لهذه النسمات البارده .. تود لو انتقلت هذه البروده لخلايا عقلها .. فتوقف هذه الماكينات الدائره بالتفكير .. او تتوقف اذنها عن الاستماع لهذه الاصوات المزعجه .. او يحدث شيئاً ما وينقلها من عالمها نهائياً !!..

فتحت عيناها مجلفه لصوت الباب وهو يفتح ويغلق بعدها .. لتراها وهى تتقدم بخطواتها نحوها بجسدها الهزيل وعيناها التى لا يخلو منها الكحل الاسود .. رغم تقدم سنوات عمرها اللى قاربت الخمسين .. سبب شقائها وعذابها !!!

- انت لسه يابت مالبستيش ولا جهزتى نفسك !.

اشاحت بوجهها للجهه الاخرى .. دون ان تنطق بحرف 

اقتربت المرأه اكثر منها لتهدر بصوت خفيض 

- يابت جومى وبلاش عمايلك دى .. الضيوف على وصول .. جاعدالى على الارض البارده .. مش خايفه لتمرضى .

اعتدلت بوجهها وهى ترمقها بلامبالاه 

- وافرضى مرضت ولا تعبت يعنى .. ايه هايحصل ؟!.

زفرت المرأه بضيق ثم اردفت 

- وبعدين معاكى يا" سمره " ؟!.. انتى كان حد جبرك !!... مش انتى اللى جولتى امين !.. لزوموا ايه بجى الكلام الماسخ ده بس ؟!.. 

- اكيد مالوش لزوم الكلام .. انا عارفه لو اتكلمت من هنا لبكره .. كأنى بأدن فى مالطا !.

قالتها وهى تنهض عن الارض .. وتترك الشرفه .. لتتبعها الاخرى بداخل الغرفه .

- يعنى خلاص هاتلبسى وتجهزى نفسك ؟! .. حريم عمامك بيستعجلوكى تحت وبيسألوا عليكى .

"سمره" وهى جالسه على طرف الفراش 

- انزلى يا امى .. انا هالبس واتعدل واتزوج .. وانزل تحت وسطيهم اضحك واهزر كمان !.. راضيه يا امى ؟!.

المرأه وهى ترمقها بنظرات حانقه قبل ان تتقدم من باب الغرفه 

- البسى ياختى وهازرى واضحكى  .. لهو انتى اجل من بت خالك " رضوى " اللى عاملاها فرح فى اؤضتها مع صحباتها ..فرحانه بخطوبتها ب" قاسم ".

اؤمات برأسها باستخفاف وهى تتمتم بصوت خفيض 

- قاسم .. اممم !!!

المرأه بضيق  

- ماشى يا" سمره " .. اما اشوف اخرتها ايه معاكى يابت" بسيمه " .. انا هابعتلك "شيماء "بت خالك 

.. تونسك وانتى بتلبسى .

نظرت اليها " سمره " بخواء وهى تخرج من باب الغرفه وتصفقه بقوه ..

................................


وفى الغرفه الاخرى كانت تلتف بفستانها امام المراَه بسعاده وهى تضحك مع الفتيات صديقاتها 

- ها ايه رأيكم يابنات ؟ .. حلو الفستان عليا .. طب اللون لايق على وشى ؟!

اردفت " سميه "صديقتها 

- يابنتى اهمدى شويه .. خوتينا .. كام مره تسألينا من ساعة ما جينا .

نقلت انظارها من المراَه اليها 

- طب اعمل ايه طيب ؟! .. جلجانه يا " سميه " .. طمنونى يابنات .. انا مش عايزه اطلع اقل منها .

زفرت الفتاه بضيق فأردفت الاخرى 

- مش كده يا " رضوى " .. ماتحطهاش فى مخك .. عشان تعرفى تفرحى .

- افرح ازاى انتى كمان ؟! .. وهى هاتعيش معايا فى نفس البيت .. هو انا متحملاها فى بيت ابويا .. عشان اتحملها كمان فى بيت جوزى .

قالتها وهى تتقدم بخطواتها وتجلس على طرف الفراش .. فجلست بجوارها " سميه " لتسألها 

- جوليلى يا" رضوى " .. هو انتى خايفه من " سمره "  ل" قاسم " يبصلها تانى ويرجع فى كلامه .

خرجت منها تنهيده مثقله قبل ان تقول 

- خايفه !!! ... دا انا بموت كل دجيجه وانا بفكر فى الموضوع ده .. انا عارفه من زمان انه هايموت عليها .. وياما اتجدملها وساق عليها ناس عشان ترضى وتجبل بيه .. وهى دايماً ترفض .. وانا طول عمرى بموت على نظره منه .. جوم لما يجى اليوم ده اللى بتمناه يحس بيا فيه ويطلبنى للجواز .. يجى بعد هى ما تقبل باخوه ويبجى جوازى انا وهى فى يوم واحد و بنفس العماره وشقتها جصادى .. عشان تبجى عقده ليا العمر كله .

قالت الاخيره بصرخه .. لتلفت بعدها وترى الفتيات ينظرن اليها بأشفاق فتنهض مسرعه نحو المراَه وهى تردف 

- جومى انتى وهى ساعدونى .. انا عايزه ابجى احلى منها مية مره الليله .. عايزه مايشوفش حد غيرى فى الفرح كله .. فاهمين !!!.

.........................................


وفى منزل اخر قريب 

خرج من غرفته وهو يهتف على اخته الصغرى 

- مروه ..  انتى يابت ؟

سبقت الوالده فى الرد وهى جالسه ببهو المنزل بجوار زوجها 

- مالك  بتنده ليه عليها يا عريس ؟!

اتسعت ابتسامته وهى يجلس بجوارها ويقبلها اعلى رأسها 

- ست الحبايب !.

ابتسمت المرأه بسعاده قبل ان تسأله 

- فرحان ياولدى ؟ .. ربنا يتم فرحتك على خير .

اومأ براسه موافقاً دون ان ينطق بحرف ... فتدخل الرجل المسن

- وما يفرحش ليه ؟؟.. وهو هايتجوز احلى بنات البلد .. تعليم وجمال .

ازدادت ابتسامته اتساعاً وهو ينهض 

- وبعدين معاكم بجى انا مش هاخلص منكم النهارده .. بت يامروه .. انتى فين يابت ؟؟.

اتت الفتاه مهروله 

- ايوه يا " رفعت " .. انا جيت اها .. عايزنى فى ايه بس ياعريس ؟

تكلم بجديه 

- كويتى العبايه ولامعتى الجزمه الجديده 

الفتاه وهى تضحك 

- طبعاً امال ايه ؟... كويت العبايه وعطرتها ولمعت الجزمه كمان .. فاضل بس  انك تلبسهم ياعريس 

اومأ مرحباً 

- كويس  .. طب وحضرتى برضك هدوم " قاسم " وحاجته ؟!.

حركت رأسها بالنفى 

- لا ماعملتش اى حاجه .. عشان هو جافل على نفسه من الصبح .. ولما خبطت عليه اسأله .. 

قالى .. مالكيش دعوه .. وانا هاحضر كل حاجه بنفسى !!!.

عقد حاجبيه باندهاش 

- بنفسه !!!!.

...............................


وبداخل غرفته كان واقفاً بجسده الطويل وعضلاته البارزه من الفانله التى يلبسها اعلى جسده .. امام النافذه الخشب المفتوحه على مصراعيها  .. ينفث دخان سيجارته بين اطراف اصابعه ..  وهو ينظر لأشجار الحديقه الخلفيه للمنزل .. بعينيه العميقه بنظره لاتنبئ بالخير .. لا احد يستطيع قرأة مايدور بعقله .. ولا احد يعرف ماذا يريد ؟؟ .. ظل هكذا لفتره ليست بقليله .. وبعدها عاد ثانية بخطواتٍ متمهله ليجلس على طرف الفراش  ..  فتناول حذاءه من على الارض .. ليقوم بمسحها بخرقه قديمه وتلميعها .. ليردف لنفسه بوعيد .. والسيجاره مازلت فى فمه .

- حاضر يا" سمره " .. حاااااضر ؟!.

تناول السيجاره بعدها من فمه وهو ينظر لها ويكمل 

- ان ماكنت اخليكى تركعى مابجاش انا !! .. بس تيجى العشيه !!!.


...............................


وفى المساء 

حضر اهل العريسان لمنزل الحاج " سليمان" والد " رضوى " والخال الاكبر ل" سمره " ... ليجلس الرجال بداخل المندره لقرأة الفاتحه .. والنساء بداخل البهو الكبير للمنزل يتسامرن ويرقصن على انغام الموسيقى .


رضوى كانت ترقص بسعاده مع صديقاتها " سميه " و" نورا" وبعض الاقارب فى انتظار العريس وهى تنقل انظارها .. لتلك الجالسه على مقعدها  بجوار النساء .. مستقيمة الظهر .. تبتسم بتكلف وكأنها اميره بجوار رعاياها .. بهذا الفستان المنسدل على جسدها المتناسق  .. وكانه فُصل خصيصاً لها مع هذه المساحيق الخفيفه التى وضعتها بوجهها ومع زلك زادتها جمالاً وبهاءاً .. مابال هذه الفتاه تبدوا جميله ومبهره فى اى شئ .. وبكل حاله .. ونظرات النساء حولها خير دليل على صدق ماتشعر به .


هذا ما كانت تشعر به ايضاً معظم نساء العائله التى كن ينظرن ل" سمره " بانبهار لا يخلوا من الحقد لبعض النفوس الكارهه .. وتفاخر اخريات كأهل العريس المحظوظ كشقيقته "مروه " التى كانت تتحدث عنها  وترقص بسعاده مع بعض الاقارب 


اما " سمره " التى كانت ترسم البسمه على وجهها .. فكانت فى عالم اخر .. دوامه من الافكار المتلاحقه ساقطه بها ولا تجد منفذ للخروج منها .. فاقت من شرودها على اصوات النساء التى تهلل للعريسان الذان يدلفان بجوار الرجل الكبير " سليمان" وبعض رجال العائله .. رفعت انظارها لتفاجأ بنظرته المتصيده لها وهو يسير بجوار اخيه " رفعت " الذى يبتسم بسعاده ظاهره .. فتعمدت تجاهله .. لتزيد من اشتعال عينيه  وهو يرى ابتسامتها الساحره لاخيه .

جلس بجوار " رضوى " .. المتلهفه لنظره  او كلمة اعجاب ولو بسيطه منه تثلج صدرها .

- انت مين كوالك العبايه النهارده ؟!.

- هه ... ايه بتجولى ؟!.

قالها وهو يفيق من شرده فااكملت هى بلهفه 

- اصل العبايه اللى انت لابسها زينه جوى .. دا غير ان انت نفسك شكلك حلو جوى النهارده .

رفع حاجبه بتكلف ليرد عليها ببرود .

- شكلى حلو !!!... طب كويس !

خبئت ابتسامتها قليلاً ثم اردفت بأمل 

- طب ايه رأيك فيا انا ؟؟ .. ولا الفستان اللى لابساه ؟.

نظر اليها بتقيم ثم اردف باقتضاب 

- زينه !.... وفستانك زين برضوا !!.

قالها واللتفت ثانية لناحيه الاخرى  .. ليزيد بداخلها هذا الشعور بالاحباط وخيبة الامل .. وهى تراه لا يرفع عينيه عنها .


وفى الناحيه الاخرى وهى جالسه بجوار " رفعت " .. الذى لايمل الكلام والثناء على جمالها وهى تبتبسم برزانه 

- تبارك الله فى ماخلق .. انتى ايه بالظبط ؟!.

سمره بابتسامه ودوده 

- يعنى هاكون ايه بس ؟؟ .. انا كده هاتغر يا" رفعت " .. بكلامك ده !

- انتى تتغرى وتعملى اللى انتى عايزاه .. يا"سمره" ياست البنات انتى 

قالها بسعاده ظاهره بعينيه .. اشعرتها ببعض الفرح .. وهى تبث بداخلها بعض الطمأنينه لتريح عقلها ولو  قليلاً .

مع مرور الوقت بدأت " سمره " تندمج مع اجواء الفرح حولها من دعابات النساء الاقارب ورقص بعض الشباب الصغار على انغام الموسيقى مع كلمات الغزل التى كانت يمطرها بها " رفعت " وهى تتجنب النظر لهذا المدعو " قاسم " وهى تشعر بنظراته المسلطه عليها ..


ومع قرب انتهاء حفلة الخطوبه المقتصره فقط على الاهل والاقارب وانصراف بعضهم .. عادا العريسان مره اخرى للمندره لتبادل السمر والاحاديث مع شباب ورجال العائله .


اما الفتيات العرائس فتجمعن فى جلسه واحده مع نساء العائله .. فى جو يسوده المرح والاحاديث الوديه .. 

"نعيمه "زوجة" سليمان "بغبطه 

- والنبى ياام " رفعت " .. انا لو كان اتجلى ان اليوم دا هاياجى عمرى ماكنت اصدق .

نفيسه ام العريسان بضحكه 

- ومين سمعك يااختى  ..دا انا نفسى كنت خايفه لا اموت ولا يجى اليوم ده .. اللى اشوف ولدى الكبير " رفعت " عريس فيه !

مروه بسرعه فى الرد

- بعد الشر عليكى ياما .. بلاش كلامك ده وافرحى .. دا انت النهارده جريتى فاتحة الاتنين .. مش واحد فيهم .

وايه على جوز عرايس يحلوا من على حبل المشنقه 

قالتها الاخيره بابتسامه واسعه وهى نظراتها مرتكزه على " سمره " .. لتزيد من اشتعال الحقد فى قلب " رضوى " .. وهى تشعر وكأن المقصوده بهذا الكلام  " سمره " وحدها .. وهى مجرد تابع .. اما " سمره " فكانت تحصى الدقائق لانتهاء السهره وهى تنظر ل" بسيمه " التى كانت تومئ لها بعيناها لتتبادل معهم الحديث .. الا انها لم تستطع الصمود اكثر من ذلك لتردف بابتسامه مسروقه 

- طب ياجماعه عن اذنكم بجى .. اصل تعبانه وعايزه اريح شويه .

- استنى يابت لسه الوجت بدرى 

قالتها " بسيمه " بشده .. ولكن " نعيمه " لحقتها بموده 

- سيبيها يا" بسيمه " .. اسم الله عليها  تلاجيها تعبت .. خليها تروح تريح جسمها .. روحى ياحبيبتى بس ياريت فى الاول تبعتيلى حد ينده على واحد من الشباب " رفعت " ولا " قاسم " .. عشان حد فيهم يوصلنا .

- ما لسه بدرى !!

خرجت من فم الاثنتان " بسيمه " و" نعيمه" لتردف المرأه 

- بدرى من عمركم .. روحى ياحبيبتى زى ماجولتلك .

- ما تستنى ياخالتى شويه .. انتى صاحبة بيت .

قالتها" سمره" بموده وصدق .. لتزيد من فرحة الاخرى هى وابنتها التى اردفت بابتسامه واسعه 

- تسلمى يا " سمره " ياقمر انتى .. احنا ان كان علينا مش عايزين نمشى .. بس انتى عارفه ابويا .. حماكى عن جريب ان شاء الله .. لازم ياخد الدوا بتاعه فى وجته .

اومأت " سمره " براسها بتفهم 

- ااه .. ماشى حاضر .. ثوانى هاشوف عيل ينده على واحد منهم فى المندره .

قالتها وذهبت امام نظراتهم الفرحه . 


بعد ان ابتعدت " سمره " عنهم .. وهى تبحث عن ابن خالها الصغير " مروان" وقبل ان تصل لباب المندره .. فوجئت بذراعٍ قويه .. تدخلها بسرعه داخل غرفة المكتب لعمها .. لتشهق مزعوره وقبل ان يخرج منها الصوت لتصرخ  .. فوجئت بكفه تطبق على انفاسها .. وعيناها القويه تنظر لخوفها بتشفى !!!



#بسم_الله_نبدا

#باعادة_نشر

الفصل الثانى 


كادت ان تسقط مغشياً عليها حيمنا رأته امامها ، وهو ينظر لها بعينه الصقريه ، مطبقاً بكفه الغليظه على فمها .. حتى لا تستطيع الصراخ او حتى الحركه .. وهو بعد ان انتشى قليلاً بمشاهدة الزعر المرتسم على وجهها .. هدر بها بصوتٍ خفيض 

- هارفع كفى ولو صرختى ولا حسك طلع .. هاتشوفى اللى هايحصلك .. وهتلبسى انتى نصيبه .. يعنى مااسمعش نفسك فااااهمه !!!

اومأت برأسها صاغره .. فرفع كفه عن فمها .. فأردفت هى بشفاه مرتعشه 

- فيه ايه يا " قاسم " ؟! .. وانتى دخلتنى هنا ليه ؟!.

مالت زاوية فمهِ بابتسامه ساخره مع هذه النظره الغريبه منه .. فجحظت عيناها ، وقلبها اصبح يخفق بقوه خوفا منه ، حينما وجدت نفسها محاصره بين الحائط وذراعيه 

وهو بكل صفاقه اقترب منها ، وبفحيح الافاعى

-  يعنى العمر دا كله مستنيكى .. وحايش اى مخلوج عنك .. عشان تيجى دلوك وتتجوزى" رفعت " .. غصب عنى .

- بعد عنى ، انتى اتجنيت ولا اتخبلت 

قالتها بشجاعه زائفه ، وهى تحاول ازاحته بيدها الضعيفه ، وهو كالحائط امامها لم يهتز .

- جبل كده،  جولتى عليا فاجر ، وانا النهارده جاى أكدلك ياسمره ؛انى فاجر وكمان جادر 

وبصوت مهتز 

- تجصد ايه بكلامك ده ؟! .

اقترب اكثر منها ،حتى لفحت انفاسه الحاره وجهها ، ليهمس بصوت اثار الرجفه فى اطرافها .

- اجصد انك ، اليوم اللى هاتمضى فيه على ورجة جوازك من " رفعت" ، هتبجى وافجتى على انى اشاركك فيه

 - انت ك.....  

- ما تكمليش ، لصوتك يتسمع ، ويجى حد يشوفك معايا وتبجى فضيحه ليكى ، ساعتها انتى اللى هاتخسرى 

- اخسر ايه يامجنون انت .. دا بين البرشام اللى بتبلبعوه لحس  عجلك .. فاكرنى عيله وهاتخوفها .. انت ما تجدرش تلمسنى غير برضايا .. ودا لا يمكن يحصل ولو على موتى ياقاسم فاهم .

قالتها بقوه لم تؤثر به  .. وهو بنظرة مستخفه اقترب ثانيةً 

- خلى جلبك الجامد دا لبعدين .. انتى هاتبجى فى بيتى وتحت عينى .. يعنى هاتيجى بدل الفرصه الف عشان استفرض بيكى .. وبصراحه انا اكتر حاجه بحبها فيكى .. شدتك دى .. ياسمره .

برقت عيناها بدموع تحاول جاهده لمنع نزولها 

- انت بتعمل معايا كده ليه ؟! .

قالتها بقهره ، لترى الجحيم بداخل عنيه وهو يتحدث اليها 

- عشان انتى لعنتى يا"سمره "، اللى هاعيش واموت بيها  ، طول عمرى  حالف ماتكونى لحد غيرى ، بس انتى وصلتيها معايا لطريج مسدود ، لما وافجتى ب"رفعت " اخويا ، لكن انا بجولهالك اها ، مدام وافجتى تدخلى بيتنا ، وتعيشى معانا ، يبجى تجبلى بشراكتى فيكى مع اخويا ، يا اخلصلك عليه واتجوزك مكانه ، اختارى ياسمره .

 هزت برأسها تستوعب ماتسمعه .. من كوميديا سوداء .. لتردف 

- انت واعى للى انت بتجولوا .. انت خطبت بت خالى .. ومن ساعه بس كنت ملبسها دبلتك .. وانا لبست دبلة اخوك .. يعنى لا انا انفعك ولا انت تنفعنى  خلاص .

فك ذراعيه وهو يردف بسخريه 

- بت خالك مين يا" سمره " ؟!.. دى مسمار جحا .. اللى انا حطيته عشان ارجع تانى بيتنا واهلى يطمنوا انى شيلتك من مخى وموافج على جواز اخوايا منك 

فغرت فمها مصدومه لتردف بصعوبه 

- يعنى الخطوبه .. والادب اللى انت راسمه علينا  الايام اللى فاتت دى كلها .. كان لعبه منك .

اومأ برأسه موافقاً وهو يعيد ترتيب عبائته على جسده ليردف بهدوء .

- ايوه يا" سمره " .. كله كان لعبه .. وراجعى نفسك تانى .. عشان كل شئ يرجع لأصله .. انتى عمرك ما هتكونى لحد غيرى .

صمت قليلاً  امام عينيها الزاهلتين وبعد ذلك اكمل 

- لكن لو عايزه تكملى مع اخويا .. ماشى ...  يبجى تجبلى باللى بجولك عليه .

- انت مجنون !

قالتها بازدراء ليردف هو بكل سهوله 

- ايوه مجنون .. وانتى عارفه من زمان .. انى مجنون بيكى .. يبجى سهليها على نفسك وفشكلى الخطوبه الزفت دى ..  عشان انا كمان احل نفسى من بت خالك واتجوزك بعديها .. يا تختارى الحل التانى وانتى حره .. ياللا بجى سلام .. ياحب عمرى .

خرج بعد ذلك ليتركها وهى مازلت مستنده على ظهر الحائط ..  تعيد ماقيل من دقائق .. لتستوعب ماحدث .. هل يعقل ان يكون مايقصده حقيقى .. ام انها  تعيش احدى كوابيسها على الحقيقه .

...............................


بعد ان طال انتظارها .. طلبت " نعيمه " من ابنتها " رضوى " الذهاب لتتبين سبب تأخر " سمره " .. ولكنها فوجئت به وهو خارج من غرفة المكتب .. فذهبت اليه متلهفه

- قاسم انت كنت بتعمل ايه فى اؤضة المكتب بتاعة  ابويا  ؟!

- وانت مالك ؟؟

قالها بجفاء .. ولكنه تراجع عن قسوته بعدها ليكمل 

- كنت بكلم واحد فى التلفون بعيد عن الاصوات العاليه .. انتى  عايزه حاجه ؟؟

هزت براسها نفياً تقول

- لا طبعاً عايزه سلامتك .. دى بس الست الوالده كانت عايزه حد فيكم .. يروح معاها هى و " مروه " يوصلهم البيت .

- طيب ماشى .

قالها وهو يتحرك اليهم .. ولكنها اوقفته بيدها 

- مش هاتاخد نمرتى ؟!

نظر اليها مستفهماً .. فأكملت هى بخجل 

- جصدى نمرة التلفون يعنى .. عشن نكلم بعض وو ...

قاسم بمقاطعه 

- بعدين بعدين .. هابجى اخد نمرتك او تاخدى نمرتى .

. ادخلى دلوك شوفيلى السكه .. عشان ادخل واخد امى واختى اروحهم .

اومأت برأسها وتحركت على الفور .. لتكتمل بداخلها سلسلة الخيبات .

..........................


وبالمنزل المجاور ..دخل " حسن " الخال الاصغر ل" سمره" يهتف على زوجته " ثريا" وابنته " شيماء " .

- انتى يابت انتى وهى جاعدين فين ؟!.

- تعالى هنا يابا .. احنا بنتفرج عالمسلسل .

دلف " حسن " للغرفه فوجد زوجته و جميع ابنائه  جالسون امام التلفاز فى الغرفه الضيقه ليتسأل باندهاش .

- وجاعدين هنا ليه وزانجين نفسيكم ؟!.. ماتتفرجوا بره فى الصاله !

ردت الزوجه 

- اصل التلفزون اللى فى الصاله بايظ .. فجينا نتفرج هنا

اكملت شيماء وهى واضعه طبق ( الفشار ) وتأكل فيه

- تعالى يابا اجعد معانا .

- اجعد فين يابت هى ناجصه زنجه .. واحده فيكم تاجى تحضرلى عشا .. اخلصوا ياللا .

قالها وذهب فنهضت " ثريا " خلفه هى وابنتها "شيماء " التى هتفت على ابيها 

- لهو انت مكالتش مع الجماعه فى المندره ياابوى ؟؟ .

حسن وهو يجلس على اقرب كرسى

- واكل ليه  ؟! .. مش اهم حاجه ناس العريس .

ثريا وهى تجلس هى الاريكه وتتبعها ابنتها ايضاً .

- طبعاً .. هو اخوك هايراعى حد .. اهم حاجه عنده عريس بته و" رفعت " اخوه عريس" سمره " .. دول كبارات العيله 

حسن وهو يومئ برأسه 

- الحمد لله الليله تمت على خير .. عجبال الفرحه الكبيره .. لكن انتوا جيتوا بدرى يعنى !

شيماء بابتسامه ساخره 

- وهانجعد ليه بس ياابوى .. الليله خلصت بدرى وصفصت علينا احنا وناس العرسان .. جولنا نسيبهم ونمشى ماهم نسايب مع بعض .

ثريا وهى تلوح بكفها فى الهواء

- بس كله كوم وبت اختك " سمره " كوم تانى .. البت عامله زى البرنسيسه .. كل الحريم هاتتجن عليها .. ولا " رفعت " عريسها .. كبير ناسه التجيل .. كان عامل زى العيل الصغير جمبها 

شيماء هى الاخرى 

- ايوه ياما .. دا حتى " قاسم " نفسه عريس " رضوى " ماكنش شايل عينه من عليها  .

حسن بغضب 

- عيب عليكى يا" شيماء" ماتجوليش كده 

ثريا باستنكار 

- خبر ايه يا راجل ؟! ..  بتغلطها ليه ؟!.. لهو انت فاكرها عيله صغيره معارفاش .. دى حكاية " قاسم " وعمايله عشان يتجوز " سمره " تتحكى فى الكتب .

اشاح بوجهه عنها بغضب دون ان ينطق بكلمه .. فااكملت " شيماء " .

- ايوه ياابوى .. امى عندها حق .. والناس كلها عارفه بالكلام ده .. بس انا اللى مجننى .. كيف قبلت بيه " رضوى " وهى عارفه ان بت عمتها .. ياما رفضته عشان سمعته الزفت !!.

زفر الرجل بضيق قبل ان يقول 

- انا عن نفسى الجوازه دى .. جلبى مش مستريحلها واصل .. ومتأكد ان مش جاى وراها خير ابدا .. وربنا يستر .

.................... .............

وعوده لبيت " سليمان" فقد كانت " رضوى " فى غرفتها ممسكه بالهاتف تقلب فى الصور التى اللتقطت لها معه.. عندما كان جالساً بجوارها وهو يضع خاتم الخطبه .. وبعض اللقطات الجميله لهما على الرغم من جمود هيئته ولكن هذا  لم ينقص من وسامته شئ .. تنظر الى صورته بهيام .. لا تصدق انها اخيراً .. قد فازت به بعد كل هذا العذاب فقد كان بالنسبه المستحيل بعينه .. على الرغم من علمها بحكاياته السابقه وافعاله المجنونه فى صد اى خاطب ل" سمره" ومحاولاته الحثيثه لان توافق على الزواج منه .. هذا بالاضافه لسمعته السيئه والتى كانت سبباً رئيسياً فى اعتراض ابيها فى البدايه ولولا اصرارها لما وافق على الزواج . ولكنها الان بعد ان تمت الخطبه واصبح الحلم على بعد خطوه .. اصبح اصرارها على التمسك به اضعاف ولن تسمح له بالعوده للوراء مهما كلفها هذا 

- خلاص الحلم جرب .. وبعد كده مافيش اى حاجه هاتبعدنى عنك .. حتى لو كانت " سمره " ذات نفسها !!!.

خرجت منها بصوت واضح لنفسها وهى تتنفس بخشونه واصرار .

...............................


وفى الغرفه المجاوره .. كانت " سمره " على الفراش  منكمشه على نفسها .. وسيل دموعها لم يتوقف .. لاتدرى الى متى ينتهى هذا الكابوس من حياتها ؟.... الايكفى انه كان السبب الرئيسى فى وصولها الى هذا السن بدون الزواج .. وذلك بأفعاله المتهوره مع اى شاب غريب يتقدم لها .. ومنع اى فرد من عائلتها من الزواج منها .. الم يكتفى منها بعد وهى التى اقسمت له ولنفسها مرات عديده .. انها لو انقرضت الرجال ولم يتبق الا هو .. فلن تتزوج منه .. تفضل الموت على الزواج منه .. هذا المغرور المهووس .. كيف السبيل للخلاص منه 


دوى صوت هاتفها .. فالتقتطته من فوق الكمود .. لترى ان المتصل هو اخيه " رفعت " .. ذو الاخلاق النبيله الذى تحدى اخيه للزواج منها .. فى خطوه لم يستطع اى من الرجال فعلها سواء كان غريباً او من العائله نفسها خوفاً منه ومن بطشه .

دوى الهاتف باتصاله مره اخرى  .. وهى لا تستطيع الرد على اتصاله .. فوضعته ثانيةً على الكمود ..  تعتصر بداخلها هذا الالم .. وهى لا تستطيع حتى البوح

 بما قاله لها هذا المجنون !!.

................................


اما هو فقد كان جالساً فوق سطح منزل صديقه " محسن " متكاءً على الوساده  ينفث دخان الارجيله لأعلى  .. مستمتعاً بهذه السحابه التى يفعلها الدخان امامه .. غير مبالى بفعلته التى جعلت صديقه يضرب كفاً بكف قبل ان يردف باندهاش 

- انا مش عارف .. انت ازاى جالتك الجرأه تجولها الكلام ده ؟!.

نزل بعينيه لينظر لصديقه ويتحدث ببرود 

- امال يعنى كنت عايزنى اعمل ايه ؟!.. بعد ماحطتنى فى خانة الييك .. بقبولها ل" رفعت " اخويا .. اللى كل فلوس العيله  تحت ايده !.

محسن بعدم استيعاب 

- ياصاحبى فهمنى بس .. انتى ازاى بتحبها .. وتقبل راجل تانى يشاركك فيها .

رفع حاجبه بخطوره 

- ومين جالك انى هاقبل اى حد يشاركنى فيها .. حتى لو كان اخويا !!.

نظر اليه " محسن " جيداً كى يفهم .

- امال ايه بس ؟!... مش انت اللى قايلها كده بعضمة لسانك !.

هز برأسه وابتسم بخبث 

- انت كانك حم.... ولا ايه بس ؟!..... ياض افهم .. انا المره دى ماجدرش اروح للعريس واهدده ولا اعمل اى حاجه معاه .. عشان هى المره دى مسكتنى من يدى اللى بتوجعنى .. يعنى الرفض لازم ياجى منها .. وافضل انا بعيد عن الصوره .. وكل حاجه بعد كده تيجى طبيعى .

- طب وافرض راحت لاخوك وقالتلوا .. هتعمل ايه انت ساعتها ؟؟.

ضحك بسخريه من بلاهة صديقه 

- انت اهبل ياض .. فى واحده هاتروح لخطيبها .. وتقولوا .. اخوك زنقنى فى اؤضة المكتب !! .. فى يوم خطوبتنا !!

حك باطراف اصابعه على جانب راسه وهو يرمش بعينيه ليردف منبهراً .

- لا بصراحه .. انت الشيطان نفسه يتعلم منك .. بس اناعندى سؤال اخير 

زفر  " قاسم " بضيق 

- وبعدين بجى فى الليله دى .. اخر سؤال وخلصنى يا" محسن " .

محسن وهو يستجمع شجاعته 

- افرض اخوك عرف وصدقها واتجوزها غصب عنك .. هاتعمل ايه انت ساعتها .

ترك ذراع الارجيله بعنف .. لينظر لصديقه باعين مشتعله .. وهو يضغط  بشده على كل حرف 

- مافيش افرض .." سمره" عمرها ماهتبجى لحد غيرى  .. "سمره" حجى وانا هدافع عن حجى ان شالله حتى بالدم  !!!!



#بسم_الله_نبدا 

#باعادة_نشر

الفصل الثالث 


دلفت" بسيمه "لغرفة ابنتها " سمره " .. لتجدها جالسه على مقعد صغير .. تتناول حذائها وتضع قدمها داخله .. بعد ان اكملت ملبسها  .. نظرت اليها مندهشه 

- لابسه كده .. ورايحه فين على اول الصبح ؟!.

- رايحه شغلى يعنى هاروح فين 

قالتها " سمره " وهى تنهض .. لتفاجأ بوالدتها تمسك بذراعها توقفها .

- يابت انتى اتجنيتى .. فى واحده تطلع وخطوبتها كانت امبارح !!.

سمره وهى تنفض ذراعها 

- انا رايحه شغلى .. مش رايحه اتفسح .

بسيمه وهى تجز على اسنانها 

- يابت ماتتعبيش قلبى .. الناس اللى هاتيجى تبارك .. .. ولا ناس العريس لما يجيبولك شنطة الهدوم .. هانجولهم ايه ؟! 

تناولت حقيبتها لتضعها على ذراعها قبل ان ترد 

- مالكيش دعوه بناس العريس .. انا هاتصل ب" مروه " وهفهمها .. اما بجى حكاية الجيران والناس اللى هاتبارك .. ف" رضوى " بت خالى اهى جاعده وتسد عنى !.

....................................


وبمكان اخر بالعاصمه .. فى حى راقى لايسكنه الا النخبه المتميزه من السكان .. دخلت المرأه العجوز وهى  تتحامل على نفسها لغرفته !!

فاقتربت منه وهو جالس بالشرفه .. يتناول قهوته بشرود .

- سرحان فى ايه ؟!.

قالتها المرأه وهى تضع كف يدها على ذراعهِ .. جعلته يجفل منتفضاً .. ليتناول يدها بعد ذلك مبتسماً ويقبلها .

- ست الكل منوارانى بنفسها .

المرأه وهى تجلس على اقرب كرسىٍ امامه .

- طب اعمل ايه ؟!.. بقالى كام يوم عايزه اشوفك عشان واحشنى .. وانت ولا سائل !

ابتسم ببشاشه وهو يتناول كف يدها ويقبلها مره اخرى .

- يانهار ابيض .. بقى "لبنا " هانم بنفسها ..  نفسها تشوفنى  وانا اتاخر .. سامحينى ياست الكل .. انا اسف حقيقى .

ضربت بالكف الاخرى على جبهة رأسه 

- بطل بكش .. ووفر كلامك الحلو ده للعروسه .

اشاح بوجهه للجهه الاخرى مستنكراً 

- عروسة ايه بس يا تيتيه ؟!.. انتى لسه برضوا حاطه الكلام ده فى دماغك .

صمتت المرأه وهى تنظر اليه بغضب .. فأنب نفسه ليردف .

- خلاص ياتيته بقى ماتزعليش .. انتى عارفانى مقدرش على زعلك .

زفرت بضيق قبل ان تقول 

- يابنى انا مش بجبرك عليها .. بس " صفيناز"  ماتتعايبش .. وانت مش صغير عشان تستنى تانى على جوازك .. انا عايزه افرح بولادك قبل ما اموت 

تقدم منها ليقبل راسها 

- الف بعد الشر عليكى ياست الكل .. ربنا يخليكى ليا .. دا انتى اللى فاضلالى من ريحة الغالين .

- انا مش عايزاك تراضينى .. انا عايزه فعل 

قالتها وهى تنظر لعينيه لتتبين صدقه .. ليومئ برأسه هو 

- حاضر ياتيته .. هافكر فى الموضوع بجد المرادى .. و" صافيناز " بنت حلال زى مابتقولى انتى .. بس والنبى ادينى فرصه كام يوم .

- رؤوف !!.

- خلاص يا تيته بقى انا وعدتك !.

.......................... . ........


وعوده ثانيةً للجنوب وبداخل مدرسة ( اخلاق العظماء ) .. كانت جالسه على كرسىٍ خشبى فى فناء المدرسه مستمتعه بهذا الهواء النقى الذى ينبعث من مجموعة الاشجار القديمه حولها .. لاهيةً نفسها بمتابعة مبارة كرة القدم المقامه بين فريقين من الطلاب .. لتجفل منتفضه على صوت صديقتها 

- ياماشاء الله .. العروسه قاعده هنا وانا بدور عليها .

سمره وهى تضع يدها على قلبها 

- بسم الله الرحمن الرحيم .. خضتينى يا " رحمه " .

الفتاه وهى تجلس على كرسىٍ اَخر بجوارها  

- سلامتك ياقلبى من الخضه .. قوليلى بقى .. انتى ايه اللى جايبك النهارده وانتى اساساً كنتى واخده اجازه عشان خطوبتك ؟!.

ضغطت باطراف اصابعها على جبهتها وهى تشيح بوجهها عنها .. فاردفت صديقتها بطرافه

-  دا انتى باينك عامله مشكله .. هببتى ايه يابت مع خطيبك ؟!.

اللتفتت لها " سمره " بعينينٍ لامعه .. مما جعل صديقتها تجفل لرد فعلها .

- لاااا ... دا بين الموصوع كبير .. احكيلى يا" سمره" .. ايه اللى واجعك بالشكل ده .. احكيلى يا صاحبة عمرى اللى تاعبك .

................................


- راحت المدرسه !!.. ازاى يعنى  ؟!.

هذا ما اردف به "رفعت " لاخته " مروه " باندهاش .. لترد الأخرى .

- انا برضوا استغربت زيك كده وجولتلها .. بس هى كان ردها .. انها عايزه تخلص المنهج المتراكم عليها مع الطلاب .

اردف هو غاضباً .

- وبتتصل بيكى انتى ليه وماتجوليش انا ؟!.

- ماهى اتصلت بيك يا " رفعت " ..  وانت كنت نايم ومرديتش عليها .

تناول هاتفه ليتبين صدق ماتردف به"ِ مروه " .. فالتفت لاختهِ حانقاً  

- ويعنى هى افتكرت تتصل بيا وانا نايم .. وماهنش عليها ترد على اتصال واحد  منى الليله اللى فاتت !!.

- ماهى جالتلى اعتذرلك .. عشان كانت نايمه وعامله التليفون صامت .

قالتها بمكر وهى تنظر اليه بتفحص .. لتكمل بعدها بسؤال 

- هو انت بتحب " سمره " من زمان يا" رفعت " ؟!! 

اسبل عينيه بعيداً عنها وهو يهدر بجديه 

- امشى يا" مروه حضريلى الفطار .. اخلصى بابت امشى من جدامى .

ازدادت ابتسامتها اتساعاً وهى تتحرك للخروج من الغرفه . 

- ماشى يا اخويا اللى تؤمر بيه .. رايحه احضرلك الفطار ..... ياعريس .

زفر بقوه بعد ان خرجت من الغرفه .. وكأنها امسكته بفعل اجرامى .

....... ......................


- يانهار اسود ... انتى بتتكلمى بجد ولابتهزرى .

قالتها " رحمه " بدهشه .

فمالت زاويه فمها الاَخرى بسخريه .. مع هذه الدمعه التى سقطت دون ارادتها .

- ياريت يا " رحمه " يكون هزار .. ياريت يكون  كابوس واصحى منه و بعدها اعيش حياتى .. ياريت .

هزت براسها مستنكره 

- بس انا عايزه افهم .. انتوا ازاى اتخدعتوا فيه .. ونسيتوا تاريخه الزفت وعمايله !!

زفرت " سمره " بقوه 

- اذا كان قدر يقنع اخوه وناسه .. مش هايجدر يقنع خالى وبته .

رحمه بأسف 

- يعنى بعد ماقولنا انه خلاص بعد عنينا وخلصنا منه .. يطلع لنا تانى بنفس أجرامه القديم .

لعقت دمعه على شفتاها ثم اردفت 

- انتى عارفه يا" رحمه " انا ايه اللى تعبنى صح ؟!.... النظره اللى شوفتها فى عنيه .. نظره تبينلك حقيقى انه مابيهزرش .. ولا بيهوش بالكلام .

- طيب وبعدين يا" سمره " .. هاتتصرفى ازاى معاه ؟!.

اخذت نفسٌ طويل ثم اخرجته ثانيةً

- مش عارفه يا" رحمه " مش عارفه .. مخى وقف وانا مش لاقيه حل .. بس انتى عارفه انا نفسى فى ايه ؟!.

رحمه منتبهه 

- جولى يا" سمره " نفسك فى ايه ؟

سمره وهى تنظر امامها 

- نفسى اروح لابويا واجولوا يحمينى .. نفسى اسألوا .. انت ليه مشيت وماسالتش عليا تانى .. وسبتنى لامى اللى غلطت اكبر غلطه فى حقى لما وعدت " قاسم " بجوازى منه .. عشان المجنون ده يمسك فى الكلمه دى ويسودلى عيشتى .

قالتها الاخيره بصوت مبحوح .. لتردف صديقتها وهى تربت على ذراعها 

- يعنى هى كانت تعرف اللى هايحصل .. امك لما وعدتوا كان هو لسه صغير ومكانش باين عليه انه هايبقى بالجنان ده .. ياللا بقى النصيب .. ربنا يكون فى عونك .

..............................


وعند " رضوى " اللى كانت تتلقى التهانى والمباركات .. من النساء الاقارب والجيران .. وهى تبتسم بسعاده .. تظهر حقيقة ماتشعر به .. فتبرع ايضاً فى اخفاء هذه الغصه الموجوده داخلها .

زفرت بضيق بعد ان خروج احدى النساء الجيران من  البيت .. لتنظر لوالدتها باعين مشتعله .

- شايفه ياما مجصوفة الرقبه .. اللى جايبالى الكلام والحديت !.

نعيمه مجفله 

- مجصوفة مين ؟!... وكلام ايه اللى بتجولى عليه ؟!.

رضوى وهى تسقط على احدى الارائك بغيظ 

- الست " سمره " اللى راحت شغلها .. وسابتنى انا لأسئلة الحريم الى حرجت اعصابى .

نعيمه وهى تومئ برأسها 

- جصدك يعنى على شنط الهدوم  .. ماهى " مروه " جالتلك انها هاتيجى بيهم ..بعد الضهر .

رضوى بصياح 

- بعد الست البرنسيسه ماترجع من الشغل .. عشان ياخدوا رأيها فيهم   .. وانا اولع مع نفسى وتتحرج اعصابى من اسئلة الحريم .. اللى نفسها تتفرج على حاجتى وهدية العريس .. اللى لسه فى انتظار الهانم .

نظرت اليها صامته .. فهدرت " رضوى " .

- سكتى ليه ياما ؟!.. ماتتكلمى !.

نعيمه وهى تومئ بيدها 

- يعنى هاقول ايه بس يابتى ؟!.

رضوى باعين يملأها الحقد 

- تجولى ان الزفته دى .. زى ماخدت حظى طول السنين اللى فاتت .. كمان قاطعه فرحتى دلوك .

هزت المرأه برأسها يأساً وهى تمتم بصوت خفيض

- ربنا يهديكى يابتى .

..............................


 بعد ان ترجلت من سيارة الاجره .. وقبل ان تصل لموقف السيارات التابع لقريتها .. توقفت شارده تنظر لهولاء البشر الخارجون بكثافه من محطة القطار .. التى تُمر عليها ذهاباً واياباً فى كل مره ذهبت فيها لعملها .. كم تمنت لو كان ابيها ضمن هؤلاء البشر .. لتهز برأسها وتنفض هذه الفكره التى اَلمتها من كثرة التخيل .

- انتى بينك رجعتى لهبل الطفوله تانى  يا" سمره " !!.

تمتمت بيها لنفسها .. لتفاجأ به واقفاً امامها  بجوار سيارته ناظراً لها بابتسامه جميله .. فتقدمت بخطواتها اليه .

- انت هنا من امتى ؟

قالتها بابتسامه ساحره .. اسرت قلبه ليرد عليها عالمُغيب .

-  انا فى انتظارك بجالى زمن طويل .

اجفلت لمقولته مندهشه 

- ازاى يعنى زمن طويل ؟!!!... تجصد مستنينى من بدرى !.

هز برأسه وكأنه فاق من شروده 

- اركبى يا" سمره " اوصلك .. ياللا اتحركى انا خطيبك  وواد عمك .. مش غريب عليكى ياعنى !.

قال الاخيره بأصرار .. جعلها تدلف للسياره دون اعتراض .

...............


وبداخل السياره .. تحدث بعتب 

-  برضوا دا كلام يا" سمره " .. تيجى شغلك تانى يوم خطوبتك .

سمره بخجل 

- ما انا فهمت " مروه " انه غصبن عنى .. عشان المنهج وو.

رفعت بمقاطعه 

- قالتلى " مروه " كل اللى هاتجوليه .. بس برضوا انا زعلان .. عشان جعدت الليل كله امبارح ارن عليكى .. وانا نفسى اسمع صوتك .

بلعت ارياقها بتوتر وهى مسبله عيناها 

- عندك حق .. بس انا كنت تعبانه .. فنمت زى الاموات . ما سمعتش اى رنه .

- بعد الشر عليكى من الموت يا" سمره " .

قالها بسرعه وعيناه عليها وهو يقود السياره .. وبعدها تناول علبه مغلفه من جواره .

- امسكى يا " سمره " ؟!.. دا تليفون عشان اكلمك بيه .

- لا يا" رفعت " ..انا معايا واحد .

قالتها وهى تهز برأسها .. فنظر اليها غاضباً .

- اخلصى يا " سمره " وماتزعلنيش .. دا حقك عليا انا خطيبك .

شعرت بالحرج .. ولكنها لم تشأ اغضابه .. فتناولته لتفاجأ منبهره .

- ايه ده يا " رفعت " ؟! .. دا احدث نوع فى السوق واسمع انه غالى جداً .

نظر اليها ليردف بصوتِ اجش  

- مافيش حاجه تغلى عليكى يا " سمره " .. انتى اتخلقتى عشان تبجى برنسيسه .

فتحت فمها واقفلته عدة مرات .. وهى لا تجد كلمه مناسبه لهذا الكرم منه .. وهو يبادلها بنظراته الحنونه .. رغم انشغاله بالقياده .. فأردفت ممتنه بابتسامه خجوله 

- انا متشكره جوى .. على زوقك وكلامك اللى يجنن .

ليرد هو بصوت دافئ .

- متشكرنيش ... انتى اتمنى بس وجولى عالى نفسك فيه .

اتسعت ابتسامتها لتردف بمرح 

- لا ياعم انا بالشكل ده ابقى طماعه .. دا زين جوى كده .

 -  زين جوى يا" سمره " .

قالها بطرافه فبادلته هى بابتسامه رائعه  ..ولكنها اجفلت منتفضه على صوت السياره التى اوقفها " رفعت " على حين غره لدرجه اَلمتها .. حينما فوجئ به واقفا امامه وسط الطريق  .. ليهدر بزعر 

- انت اتجنيت يا" قاسم " .. مش خايف لادوسك بالعربيه !!! 



#بسم_الله_نبدا

#باعادة_نشر

الفصل الرابع 


كان واقفاً وسط الطريق .. ينفث دخان سيجارته .. بلا مبالاه .. حتى وأخيه يهدر فيه .. مضيقاً عينيه ليأخذ  نفساً طويلاً من السيجاره التى بين اصابعه ثم نثرها بسهوله فتقع ارضاً ويدوس عليها بحذائه امام " سمره " المزعوره و" رفعت " اخيه الذى فقد اعصابه من جموده .. وبحنكه غريبه فتح فمه بابتسامه عريضه وهو يقترب من السياره 

- ايه انت اتخضيت ولا ايه يا" عم " رفعت " ؟!..انت ناسى ان اخوك جلبه جامد !!.

قالها وهو مائلاً بجسده على نافذة السياره وهو يحدث اخيه .. الذى زفر حانقاً .

- يخربيتك ياشيخ .. دا برضك هزار يا " قاسم " .. انت عايز نهايتك تيجى على يدى !.

ابتسم بخبث ثم اردف 

- نهاية مين يا" رفعت " ؟! .. انا بس طلبت معايا هزار تجيل معاك ...ازيك يا" سمره " عامله ايه ؟!.

يحدثها بعفويه امام اخيه .. الذى لايرى هذه الرسائل الخفيه .. التى يرسلها هذا المجنون .. وهى فقط من تقرأها .. ليزيد بداخلها الرعب منه .

اجلت حلقها اولاً لكى تستطيع التحدث 

- اهلا يا" قاسم " .. تشكر عالسؤال .

وبنبره ماكره 

- امال اا..... انتوا جاين من فين يعنى دلوك ؟!

رفعت بحسن نيه 

- كنت عامل مشوار فى المحافظه وجابلت " سمره " عند المحطه جولت اجيبها معايا فى سكتى .. انت بجى رايح ولا جاى ؟!.

ابتسم بمكر ليردف .

- انا برضو فى طريقكم .. ما انا كمان عايز اشوف رأى رضوى فى شنطة هدومها .

اومأ " رفعت " برأسه .

- ااه ... انتوا بعتوا الشنط مع " مروه " .. طب اركب معانا نوصلك .

فتح الباب الخلفى للسياره ليدلف بداخلها وهو يتصنع الخجل .

- معلش بجى ياجماعه هابجى عزول مابينكم .. بس انتوا عارفين انا ممعايش عربيه  .

رفعت وهو ينظر اليه فى المراَه 

- معلش يا" قاسم " .. بكره ان شاء الله تنزل تنجيلك عربيه زينه .. بدل اللى راحت .

تنهد بصوت واضح ليردف 

- ااه منه لله بجى اللى سرجها .

اما " سمره " التى لا تصدقه فى اى شئ .. ولا حتى رواية سرقة السياره .. كانت تشعر باختراق نظراته لظهرها .. وهى تبتبلع فى ريقها وقلبها يضرب بسرعه من الخوف .

................................


- ها ... ايه رأيك فى الهدوم يا "رضوى " وبجية الهدايا ؟!.

قالتها " مروه " وهى تخرج قطع الملابس المتنوعه من الحقيبه الكبيره .. وهذا عُرف القريه فكل خاطب يأتى  لعروسه بحقيبة كبيره من الملابس وادوات الميكب بعد اتمام الخطوبه .

رضوى وهى تنظر بانبهار لكل قطعه بين بيدها 

- الله يا" مروه " .. كل هدمه احلى من التانيه .. ولا انتى ايه رأيك ياما ؟!.

قالت الاخيره  وهى تعرض القطعه على والدتها .. التى تهللت اساريرها 

- حلوه جوى يابنتى .. زوقك عسل يا" مروه " .. تلاجيكى تعبتى فيهم  .

مروه بموده 

- الله يحفظك يارب ياخالتى .. ولا تعبت ولا حاجه .. انا روحت للمحل المتعودين نشترى منه .. نجيت الهدوم وبعدها حملوها العمال فى العربيه .. انا بس كنت خايفه لا ميعجبش العرايس .. ومدام اتطمنت من " رضوى " .. يبجى فاضل بجى " سمره " .. ولا ايه رأيك ياخالتى .. بسيمه " ؟!.

بسيمه وهى تنظر لقطعه بيدها 

- اكيد لو زى كده هاتعجبها .

- طيب ما تفتحى الشنطه وخلينا نشوف يا" مروه " .

قالتها " رضوى " بفضول .. لتفاجأ بردٍ قاطع من " مروه " .

- لا معلش .. انا جايه الضهر .. عشان اشوف رأى " سمره" بنفسى وهى اول واحده لازم تشوف حاجتها .

شعرت بحرجٍ شديد فاارادت تغير دفة الحديث 

- طيب هو " قاسم " .. مجاش ليه معاكى .

تنهدت بسأم لتردف 

-  ما انا سالته وجالى ورايا مشوار مهم .. اكيد هايجيلك لما يفضى .

همت لتسأل ثانيةً ولكنها تفاجأت بهذه الاصوات الصادره .. لتفاجأ هى والجميع بدخول الحاج " سليمان " وهو يدلف للبيت ومعه " رفعت " و"قاسم " مرحباً بهم .. و" سمره" تدلف معهم .

.............................


وفى العاصمه شمالاً

كان جالساً على مكتبه الفخم يوقع على عدة اوراقٍ امامه .. حينما سمع طرقاً خفيفاً على باب الغرفه ثم طل صاحبه بمرح

- صباح الفل يا اؤوفه.

  قالها ثم دلف لداخل الغرفه منتشيا امام نظرات "رؤوف " الممتعضه

- ايه اؤوفه دى ؟!... هى ليلتك كانت بلدى امبارح ولا أيه ؟!.

الشاب بضحكه جليه 

- ومالوا البلدى ؟!..  هو فى احلى من البلدى .

رفع انظاره وهو يهز راسه بيأس 

- بس لو ربنا يهديك يا " تيسير" .. وتبطل السكه المهببه اللى انتى ماشى فيها دى .

مال بظهره على المقعد ووضع قدماً فوق الاخرى ليردف .

- انا ياعم مبسوط كده .. عايش حياتى مش مقفلها على نفسى زيك .

ترك القلم بلامبالاه لينظر اليه بحنق 

- انا مقفلها على نفسى يا" تيسير "  !!.. هو انا لازم ابقى صايع زيك عشان مبقاش مقفل .

اومأ براسه مبتسماً 

- دا حقيقى .. انتى لازم تبقى زيى .

عاد ليكمل للنظر فى اوراقه ثانيةً وهو يبتسم 

- ربنا مايكتب عليا ابقى زيك .. انا كده مبسوط اوى .

مال برأسه يتفحصه 

- طب هات عينى فى عينك كده !!

- يوووه  يا" تيسير " .. انا مش فاضيلك بقى 

قالها بغضب ليتراجع الاخر 

- خلاص ياسيدى ما تزعلش .. بس انا سمعت من تيته "لبنا " .. انك قربت تخطب .. صحيح الكلام ده ؟! .

اومأ براسهِ موافقاً 

- دا حقيقى .. انا فعلا وعدتها .. بس قولتلها تدينى فرصه كام كده .

- فرصة ايه ياعم ! .. هى " صافيناز" تتعيب .. دى قمر .

- هى كمان قالتلك على" صافيناز" .. عالعموم .. انا لسه بفكر ...

.................................


وعوده ثانيةً لبيت " سليمان" الذى اصر على الشقيقان .. بضرورة تناول وجبة الغداء معه .. وبينما الاثنان بداخل المندره فى انتظار الطعام .. كانت " مروه" تخرج فى قطع الملابس من الحقيبه التى خصصت ل" سمره" وهى فى اشتياقٍ كبير لسماع رايها .

- ها.......عجبوكى يا" سمره " ؟!.

سمره بعقل مشتت مما يحدث حولها 

- حلوين يا" مروه " وجمال جدا كمان .

خبئت ابتسامتها لتردف 

- شكل الهدوم معجبتكيش " ياسمره " .. انا عارفه ان زوجى مش هايبجى زى زوجك و .....

- بس يابنتى والله عاجبنى .. ايه لزوموا الكلام ده بس ؟!

قالتها " سمره " بمقاطعه لترد الاخرى 

- اصل شايفاكى يعنى بتبتسمى من غير نفس .

ابتسمت " سمره " بموده حقيقيه ثم نهضت من مقعدها 

لتجلس بجوارها تحتضنها 

- انتى جلبك طيب جوى يا" مروه " .. ماتزعليش منى انا بس دماغى مشغوله شويه .

بادلتها " مروه " ابتسامتها وهى تربت على ذراعها وهمت لتتحدث ولكن اوقفها هذا الصوت الاونثوى .

- ماشاء الله .. انتوا من دلوك بتحضنوا فى بعض امال لما تبجوا فى بيت واحد هاتعملوا ايه ؟!.

مروه بحبور 

- ياحبيبتى يا " رضوى " تعالى انتى كمان معانا  .

رضوى وهى تحاول السيطره على ماتشعر به 

- لا ياحبيبتى مش وجته .. احنا حضرنا الغدا .. ياللا بجى عشان نتغدى  .

- ماشى ياحبيبتى .....

قالتها " مروه" وهى تحاول النهوض ولكن تفاجات بهذه العلبه الصغيره التى كانت بجوار " سمره "  

- ايه ده ؟! ... انا مش فاكره انى جبته .

سمره بحسن نيه 

- لا ما دا عطهولى " رفعت " فى العربيه جبل مانوصل .

تفاجأت " مروه " ونهضت دون كلمه واحده بعد ان رات هذه النظره المشتعله من " رضوى " .. اما الاخرى فزاد الحريق بداخلها اكثر .

....................... . ...........

- مش كنت تجولى يا " رفعت " .. انا بجيت فى نص هدومى .

قالتها " مروه " بعتب لأخيها بداخل منزلهم بعد انتهاء الزياره 

 ليردف " رفعت " مندهشاً 

- ليه يعنى ؟!... هو انا هاجولك على كل هديه جايبها لخطيبتى !!.

مروه 

- لا يا" رفعت " .. بس انا اتكسفت من " رضوى " اكمن " قاسم " ماجبلهاش زيك .

اومأ براسه متفهماً 

- ااااه ... طب خلاص انا هابنبهوا يجبلها واحد .

نفيسه بحبور 

- عين العجل ياولدى .. عشان البت ما تزعلش وتاخد على خاطرها  !!

........................


هذه المره " رضوى " لم تتماسك كعادتها .. فبعد زيارة اليوم وما رأته  من افعال  " رفعت " ل" سمره " ونظراته التى تنطق بااجمل كلمات الحب لها .. وفى المقابل لا ترى من " قاسم " الا جموداً وحتى ابتساماته كانها مسروقه .. وهى ليست غبيه حتى لاترى تحديقه ب" سمره " حتى لو كان يظهر العكس .. وما زاد الطين بله .. هذا الهاتف الجديد الذى اتى به " رفعت " لهذه المحظوظه دوما ودائما .. اما هى فا أخيراً قد من عليها بأن دون رقمه بداخل هاتفها .. ولكنه لم يكلف نفسه عناء الاتصال بها ولا حتى الرد عليها .. استقامت لتجرب مره ثانيه .. فقامت بمهاتفته ولكنه ايضاً لم يرد 

لترتمى على فراشها مفرغه همها بهذه الدموع العزيزه التى لا تصدر منها الا نادراً .

.......................................


وبداخل ملهى ليلى .. خاص بالسياح وبعض عيلة القوم بداخل المدينه .. كان جالساً على طاوله وزعت عليها مشروبات الخمر وبعض المسليات مع مجموعه من اصداقاء السوء القدامى والفتيات .. وكأنه بركاناً  يغلى بداخله يتجرع الكأس تلو الاخرى ولا شئ يلهيه عن ما يحترق بداخله .. اجفل اخيراً لهذا الصوت الرفيع 

- قاسم باشا .. ياقاسم بيه .

اردف بحده 

- عايزه ايه يابت ؟!.

اصدرت ضحكه رقيعه اولاً 

- اخيراً رديت .. دا انا بقالى ساعه بكلمك .. اللى شاغل عقلك !!.

 - شاغل دا ايه ؟! ..  جولى اللى واكله عجله .. اللى مجنناه .

قالها " محسن " بسخريه .. لتنطلق بعدها الضحكات الرقيعه والخشنه من اصدقاءه وفتيات الملهى .. وهو  ينظر اليهم بتبلد ثم مالبث ان نهض عن مقعده غاضباً .

- يووووه ... انا جايم وسايبهالكم .. خلوا حد غيرى يدفع بجى .

قالها وهو يسير مترنحاً من اثر الشرب .. حاول صديقه ان يوقفه ولكنه نفض ذراع صديقه بقوه 

- اوعى سيب ... وماحدش ياجى ورايا .. مش عايز اشوف خلجة حد فيكم .

ارتعد " محسن " من هيئته فوقف ثابتاً مكانه وهو ينظر لأثره بخوف .

....................... .....


وخارج الملهى جلس بالسياره ممسكاً الهاتف يبحث عن رقم هاتفها الذى دونه على حين غفله من " رضوى " التى اعطته هاتفها  بكل سعاده يبحث فيه .. املاً فى ارضاءه .. وبعد ان اتصل برقمها انتظر قليلاً ثم ما لبث ان اتاه الرد بصوت ناعس وناعم اثار القشعريره بداخله 

- الووو .... مين معايا ؟!.

رد بصوت خفيض ومريب 

- بجى بتروحى وتيجى معاه من دلوك يا" سمره " .

انتفضت مستقيمه بجزعها عن الفراش

- مين معايا ؟!.

- انتى عارفه انا مين ؟!.

قالها بحده ارعدتها  وقبل ان تغلق الهاتف اتاها صوته اَمراً 

- اياكى تجفلى السكه .. يا هاتشوفى اللى هايحصلك وانتى عارفانى .

اطبقت اجفانها بيأس ثم اردفت 

- عايز ايه يا" قاسم " ؟!..

- والله انتى عارفه انا عايزه ايه !!.

تنهدت بتعب 

- وانا جولتلك .. ماينفعش يا" قاسم " .. كام مره اكررها .

انتظرت لحظات من الصمت كالدهر ثم اتاها صوته .

- شكلك كده لسه ما استوعبتيش كلامى .. بس انا بجى هافهمك بالفعل وجريب جوى .

- تجصد ايه ؟!.

قالتها برعب لتفاجأ بغلق الاتصال دون استئذان .. لترتمى على الفراش وقد سرق النوم من اعينها لهذه الليله وربما جميع الليالى القادمه 



كان يا مكان يا سعد يا اكرام ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه افضل الصلاة والسلام

الفصل الخامس 


بعد انهاء المكالمه .. قضت ليلتها على فراش ٍ من الجمر  قلبها يرجف بداخل اضلعها ..مما هو قادم ..وعقلها يصور ابشع الصور ..هى تعلمه جبداً فتاريخه يشهد بما هو قادر على فعله .. ولكن كيف السبيل للخروج من هذا المأزق وما الذى تستطيع فعله هى لحماية نفسها .. والاهم الاَن ماذا يقصد بالفعل  قريباً ؟!!.


فى اليوم التالى كانت البدايه .. حينما اخبرها عمها بطلب " قاسم " و" رفعت " بالتعجيل بالزواج بل وتحديد الزفاف فى ظرف اسبوع .. تهلل وجه " رضوى " بالفرح " ولولا الحياء لرقصت امام أبيها .. بينما هى هبت منتفضه 

- انتى بتجول ايه ياعمى ؟!... كيف يعنى بعد اسبوع  ؟!!.

سليمان 

- بجولك يابتى اللى حاصل .. فيها ايه دى ؟!.

وبنبره غاضبه 

- فيها اسبوع بس ياعمى .. هو سلج بيض !.. وانا مش جاهزه خالص .

هدرت " رضوى " .

- مش جاهزه لايه بالظبط فهمينا ؟!.

صاحت الأخرى 

- الهدوم ياابله والجهاز .. ولا الكوافير وفستان الفرح و لا انتى نسيتى .

- ان كان عالهدوم .. من بكره تنزلوا تنجوا على كيفكم .. وجهازكم يجى من عشيه طول ما الفلوس جاهزه .. اما بجى حكاية الكوافير وفستان الفرح .. فدا شئ يخصهم هما يتصرفوا فيه .

افحمها فى الرد .. فلم تدرى بما تجيب .. امام نظرات " رضوى " المتشفيه .. فقررت التحدث مع صاحب الامر 


.............................


دلف بخطوات متثاقله لداخل الغرفه بعد ان ارسل اليه ابيه فى طلبه 

- صباح الخير يابوى .

تهلل وجه الرجل حينما رأه .. فهم ليعتدل فى فراشه وهو يرد بحماس 

- تعالى ياولدى .. تعالى هنا جمبى .

اسرع فى خطواته ليثينه 

- براحه يابوى .. الحركه تعب عليك .

الرجل وهو يربت على ذراعه .. بعد ان جلس بجواره .

- ياريت يكون التعب فى الحركه بس .. ميكونش فى حاجه تانيه .

 اجفل لحديث ابيه فنظر اليه متسائلاً .

- تجصد ايه يابوى ؟!.

الرجل وهو يحدق بعينيه 

-  جالولى انك صحيت الصبح النهارده .. وكل اللى على لسانك عايز اتجوز بسرعه .. عايز اتجوز بسرعه .

مازل محدقاً بعينبه وهو صامت ليتابع 

- انت صح رايد تتجوز  "رضوى "؟!.

رمش بأجفانه وهو يرسم ابتسامه على وجهه 

- وااه ..  وانا لو مش رايدها .. هطلب ليه جوزاها من الاساس .

- طب و" سمره " نسيتها ؟!.

اشاح بوجهه يظهر غضباً 

- خبرا ايه يابوى ؟! . دى خطيبة اخوى وبكره تبجى مرته .. يعنى الكلام ده ...  

قاطعه الرجل 

- انا وانت مافيش حد معانا فى الاؤضه .. جاوبنى وريحنى .. وبلاش كلامك دا اللى انا عارفه .

فتحه فمه واقفله ثانية .. ثم ما لبث ان يتحدث بصوت عصبى .

-  يعنى بعد اللى حصل دا كله وبرضك مش مصدج توبتى .. ماكتش فاكر انك بالجسوه دى .. بجى الناس كلها تصدجنى وانت لاه .. لو عايزنى اسيب البيت وارجع مطرح ماجيت .. جول .. دا ربنا بيجبل التوبه وانت ابويا مش مصدج ! .

ظل الرجل صامتاً ينظر اليه وهو يلقى خطبته العصماء .. وكأنه يقرأه ... وهذا يتنفش بخشونه ..حتى اجفلت والدته على صوته الذى خرج من الغرفه .. فدلفت تردف بقلق .

- فى ايه ؟! .. وانت مالك يا" قاسم " ؟!.. بتزعج ليه ؟!.

نظر لوالدته .. فنهض عن الفراش يردف بغضب 

- فى ان لسه ابويا مش مصدج توبتى .. وبيجرنى لكلام جديم يودى فى داهيه  .. انا طالع دلوك ولو عايزين تمشونى خالص من البيت جولوا .

قالها وخرج على الفور امام نظرات والدته الملتاعه وهى تحدثه بترجى .

- استنى ياولدى .. ماتزعلش من ابوك ..  استنى يا" قاسم " ...  

نظرت لزوجها بعتب بعد خروجه  

- ليه كده بس يا ابو " رفعت " ؟!.. دا احنا ما صدجنا ربنا هداه .. انت عايزوا يرجع تانى للطريج الجديم !!.

رفع انظاره يسألها بلامباه لما حدث من قليل 

- رفعت راح شغله انهارده

نفيسه باندهاش 

- ايوه راح الوكاله .. ليه فى حاجه ؟!.

تنهد الرجل بتثاقل 

- ربنا يستر ويعديها على خير .

.............................


تبسم باشراق وهو ينظر للهاتف .. حينما وجدها تهاتفه 

- الوو .. صباح الفل 

اجفلها بعذوبته فاردفت هى 

- صباح الخير .. اخبارك ايه ؟!.

اتسعت ابتسامته اكثر ليردف

- اخبارى زى الفل .. مدام سمعت صوتك .

اطبقت اجفانها .. تحاول الرد بلطفٍ

- ااا هو انت ليه طلبت من عمى التعجيل بالجواز ؟!..  وكمان اسبوع .. دى فتره جليله جوى  .

 تنهد قليلاً قبل ان يقول 

- بصراحه دا طلب " قاسم " .. انتى عارفه انه راجع ندمان وطلب الحلال عشان يصون نفسه عن الحرام .. وانا مش عايز اجفلها فى وشه .

خرج صوتها بعصبيه 

- طب ما يتجوز هو احنا مالنا ؟! ... هو لازم يعنى يبجى فرحنا مع فرحهم .

خبئت ابتسامته وحل محلها شعور اخر ليردف 

- واحنا نأجل ليه ؟! .. هو انتى لسه بتشاورى عجلك ؟!.

وكأنه اسكب على رأسها دلواً من الماء البارد .. صمتت لحظات تبحث عن رد مناسب .

- ليه بتجول كده ؟!.. انا بطلب بس التاجيل .

- ونأجل ليه وكل حاجه جاهزه .. وايه اللى يعطلنا اساساً .. وحتى لو هاتبعك .. ادينى سبب واحد .. اوجه الناس بيه لو حد سألنى .. أجلت ليه وجوزت اخوك جبلك .

مسحت بأصابعها على جبهتها هذا العرقً الوهمى .. لقد ابطل كل الحجج .. ولم يتبقى ما تتفوه به .. فصمتت .

فجاء صوته الاجش

- سمره !! .. انتى ساكته ليه ؟ .. فى حاجه جلجاكى ؟! 

اومات برأسها نقياً وكانه يراها .

- لا خلاص يا" رفعت " .. انا بس اتخضيت لما لقيت الميعاد اتسرع جوى كدا .

اشرق وجهه ليردف 

-  سلامتك من الخضه .. انا مش عايزه تجلجى من اى شئ .. وكل اللى نفسك فيه جولى عليه وانا انفذه فى ثانيه .

اومأت براسها بابتسامه باهته 

- تسلملى يا " رفعت " .. ممكن اسيبك دلوك عشان حاسه بصداع رهيب .

تكلم هو بلهفه 

- سلامتك ياجلبى .. ابعتلك دكتور يشوفك او اجى بنفسى اخدك ل....  

- لا لا لا مش مستاهله .. دى صداع عادى .. من دوشة العيال فى المدرسه .

قالتها بمقاطعه فأومأ برأسه متفهماً 

- ماشى يا" سمره " زى ماتحبى .. بس ممكن تطمنينى عليكى بعد ماتصحى  .

- حاضر 

بعد ان انهت المكالمه .. سقطت على الفراش بتعب .. يقتلها هذا الشعور بقلة الحيله .. رفعت انظارها لأعلى بالدعاء  

- يارب دبرنى .. دبرنى يارب 

ليصدح صوت هاتفها .. باشعار رساله 

تناولت الهاتف وفتحته لترى الرساله 

فزفرت بقوه وهى تترك الهاتف بعد ان قرأت نص الرساله وعلمت مصدرها !!.

.........................


دلفت لداخل غرفة والدتها تردف بسعاده 

- شوفتى ياما .." قاسم " حدد مع ابويا .. والسبوع الجاى هبجى فى بيته وعروسته .

ابتسمت المرأه بأشراق .. وهى ترى سعادة ابنتها 

- ربنا يهنيكى يانور عينى .

ارتمت تخبئ نفسها بداخل احضان الوالده وهى تردف بفرح بالغ 

- انا فرحانه جوى ياما .. حاسه جلبى هايفط من ضلوعلى من كتر الفرحه .

نعمات وهى تلمس على شعرها .

ربنا يكتبلك الفرح يابتى .. بس اسبوع دا جليل جوى .. امتى هانلحج ؟!

خرجت من احضان والدته تنظر بحنق 

- جليل ليه ياما ؟! .. انتى هاتعملى زى الزفته " سمرا " ؟!.

نعيمه 

- يابتى ماهى عندها حج .. امتى هانخبز وامتى اشتريلك ... 

رضوى بمقاطعه 

- ابويا جال .. كل حاجه تجهز بالفلوس ..  وان كان على خبيز البسكويت والمعمول .. كله يجى من المخبز جاهز .. والنبى ياما .. ماتجفليها فى وشى .. انا مصدجت .

- طب و" سمره " رضت بالكلام ده ؟! .

هبت منتفضه 

- عنها مارضت .. ان شالله حتى تفركش الجوازه مع " رفعت "  .. وتبجى عملتلى اكبر جميل فى حياتها  .

ظهرت شبه ابتسامه على زاية فمها وهى تحدت ابنتها 

- وانتى فاكره ان " سمره " .. لو فركشت مع " رفعت " .. "قاسم " هايبجى عليكى .. دا مش بعيد يفلتك فى نفس اليوم .

- يعنى ايه كلامك دا ياما ؟!.

قالتها " رضوى " برعب .. فتبسمت والدتها ترد عليها بمراره 

- يعنى " قاسم " .. خطبك بس عشان " سمره " اتخطبت لاخوه .. واتجفلت فى وشه كل السكك .. "قاسم" عمره مانسيها ..  يعنى جميل " سمره " فى انها تكمل مع " رفعت " .. فهمتى يا ناصحه .

أومأت برأسها 

- فهمت ياما .. "سمره " لازم تتجوز " رفعت " .. لازم .

................... .. .........


جالساً على مقدمة سيارته الجديده .. فى مكانٍ خالى من الماره الا قليلاً .. ينفث السيجاره تلو الاخرى .. حتى اتت سياره صغيره للاجره ( تاكسى ) توقفت بالقرب منه .. ابتسم بانتصار حينما رأها بداخله .. ثم اللتفت ثانيةً للأمام فى انتظارها  ..  ليشعر بظلها وهى تقف بالقرب منه بعد ان ترجلت من السياره .

- كنت متأكد انك هتاجى ؟!

قالها وهو ناظراً للامام .. ثم اللتفت ينظر لها حينما لم يجد الجواب .. ليراها امامه مكتفةً ذراعيها .. تنظر اليه بقوه .. بهذه العيون كثيفة الرموش ومكحلة اللون طبيعياً .. على هذه البشره السمراء .. القادره على جذب اعتى الرجال  صرايعاً لها .. عيونها تشُع بالتحدى والقوه .

- هاتفضل باصصلى كده كتير .. ولا ناوى تاخدلى صوره .

قالتها بسخريه لتجده يبتسم باتسعاع فمه 

- حتى فى عز خوفك وضعفك بتتكلمى بجرأه .. و بتعرفى تنجى كلامك .. فرسه على حج .

نظرت اليها بتحدىٍ اكثر

- ومين جالك انى ضعيفه ولا خايفه ؟!.

- امال ايه ؟!... وايه اللى جابك لو انتى مش كده ؟!.

قالها وهو يميل براسه للأمام ناحيتها .. ليزبد بداخلها حنقاً منه لتردف بقوه .

- جايه اجولك انى بلغت " رفعت "بموافجتى على ميعاد الفرح الجديد .. وانك لو زودتها اكتر هبلغ اخوك ويحصل اللى يحصل بعدها ؟!.

ابتسم ثانيةً بسخريه اكبر  

- اممم ... تعجبنى شجاعتك وعصبيتك دى .. فرسه حرنانه .. ماحدش يجدر يراوضها غير فارس .. وانا الفارس .. 

- بطل كلامك وتشبيهاتك الغريبه دى .. عشان ماردش عليك بكلام مايعجبكش .

قالتها بمقاطعه .. لتقطع عليه حبل افكاره الغريبه .. فخبئت ابتسامته وتحول وجهه ليردف بغضب .

- ماشى يا" سمره " ..هابطل كلامى وارد على كلامك .. لكن ياترى بجى انت كد كلامك؟! .

رفعت ذقنها باباء 

- كد كلامى واكتر من كده كمان .. انا لو حصلت للجتل هاجتلك بنفسى وما هايهمنيش .. انا مش ضعيفه ولا جليلة الحيله .

اعتدل فى وقفته ينظر اليها بعيونٍ مشتعله 

- تمام .. اما اشوف شجاعتك دى عاتوصلك لفين .. وانا مستنى بفارغ الصبر .

لم تهابه لتردف بنديه 

- انت عارف انى جويه .. ومفيش اى حاجه تهزنى .. بس انا اللى مجننى .. هايبجى منظرك ايه .. لو اخوك عرف بكلامك ده .

ضحك بسخريه 

-  وانتى فاكره انى هاسيبه يكمل معاكى .. او حتى يلحق يلمسك .. هو  تبجى لسه ماعرفتنيش .

- يعنى هاتعمل ايه ؟!.

- هاخلص عليه ؟!

قالها بسهوله ارعدتها

- تجتل اخوك ؟!!.. اللى من دمك ؟!

ليردف هو بجنون 

-  وهو لو كان اخوى صح ومن دمى .. كان بص لواحده  بحبها .. لو هو اخوى صح يبص لواحده عينى منها .. لو بيراعى صلة الدم يبص لملكى !.

هزت براسها وهى تحاول استيعاب ما يخرج من فم هذا المجنون .

- انت فعلا مجنون .. مين جالك انى ملكك ؟! .. مين اداك الحج فيا ؟! .. اخوك ماطلبش الجواز منى غير لما عرف انى لا يمكن هارضى بيك .. اخوك عمل اللى مجدرش حد فى البلد يعملوا .. خوفا منك ومن عمايلك .. اللى وجفت حالى بالسنين .. انت ايه يا اخى ؟!.. لا بترحم ولا بتخلى رحمة ربنا تنزل .

قالتها بالم .. ليردف هو بتصميمٍ اكثر .

- لأ يا " سمره " .. وهاجولهالك تاتى .. انتى ملكى وانا هدافع عن ملكى ان شالله حتى بالدم .

نظرت اليه بصمت ولم تردف بكلمه اخرى ..لتسير وتذهب من امامه فلا فائده لكلامٍ لاجدوى منه .. فهذا وقت الافعال !!!!



#بسم_الله_نبدا

#باعادة_نشر

الفصل السادس


وقفت امام المقهى الفاخر ..والذى أُنشئ خصيصاً للعائلات ولقاءات الأحبه .. قلبها ينبض بعنف .. وهى لاتدرى ماذا تفعل ؟ اتدلف لداخل ام تعود حيث اتت .. ولكنها اتخدت القرار ولن تتراجع .. اخذت شهيقاً طويلاً تهدئ به نفسها واجمعت امرها للدخول واكمال ما بداته .. 


بداخل المقهى لم تبحث كثيراً .. وذلك لانها وجدته امامها فى ركنٍ قريب .. بابتسامته البشوشه وطلته البهيه .. تقدمت بخطواتها اليه فابتسمت اليه بتوتر وهى تمُد اليه كفها بالسلام تقول.

- ازيك !

اطبق على كفها يخبرها بدفئ 

- ازيك انتى .. تعالى .. تعالى اجعدى .

جلست امامه بقلبٍ يرتجف وهو تابع بسعاده 

- انا ماصدجتش نفسى لما جولتليلى .. انك عايزه تجابلينى .. جلبى كان هايفط من الفرحه .

تبسمت بتوتر تقول 

- ياااه لدرجادى .

وبنظره صادقه منه 

- واكتر من كده كمان .. ها كنتى عايزانى فى ايه بجى ؟

لعقت شفتها تبتلع توترها ولو قليلا ثم سألت كتمهيد 

- ااا اسفه فى السؤال .. بس هو انت فعلا مطمن ل" قاسم " وناسى عمايله اللى فاتت ؟

اسبل جفنيه قليلاً واختفت عن وجههِ الابتسامه ثم ما لبث ان يقول بجديه 

 - لأ ...  ؟

وضعت يدها على الهاتف باأمل ولكنه تابع 

- بس دا اخويا .. وجالى وقال انا توبت وطالب الحلال .. ارجعوا تانى واكسر بخاطر امى وابويا !.. لكن تاكدى لو عمل اى هفوه او رجع بصلك بعينه حتى انا مش هارحمه .. ان شاله اطلع روحه فى ايدى .. هو ضايجك ؟!

اجفلها بسؤاله فجاوبت ببلاهه 

- هه

احتدت نظرته يقول 

- جولى يا" سمره " لو لمح جدامك باى شئ .. جولى انا زمان كنت جبان ومدافعتش عن حبى ليكى .. لكن دلوك انا مستعد اسيح دمه لو فكر بس  .جولى يا" سمره" هو جربلك ؟

اجفلها ثانيةً فهزت برأسها نفياً خوفاً من هيئته 

- لا يا" رفعت " .. اناااا...  بجول كده عشان يعنى ... زكريات زمان و ....

تحدث اليها بحنان 

-  اوعى تفتكرى انى ناسى يا" سمره " .. انا بس صابر عليه ومش عايز اجفل فى وشه باب التوبه واما اشوف اخره ايه 

ارتدت بظهرها للمقعد بعد ان وهى تترك الهاتف ثم اردفت تحاول بطريقه اخرى .

- طيب هو انا ينفع اطلب منك طلب ؟

تكلم بحماس 

- جولى واشرى بايدك .. وانا اجيبلك لبن العصفور ؟

صمتت قليلاً ثم قالت 

- ممكن تأجرلى بيت تانى يا" رفعت " وبلاش نسكن فى بيت العيله .

تغيرت ملامحه وظهر على وجهه العبوس ثم اردف بصوت متمهل 

- انا اجدر اشتريلك عماره واكتبها باسمك مش اجر بيت .. لكن يا" سمره" وانا عارف ان مخك كبير .. ترضيلى اسيب ابويا العيان ولا امى مكسورة الجناح ولا اختى " مروه" الغلبانه واتهنى انا فى بيت لوحدى ؟

وكأنه سكب على راسها دلواً من الماء البارد فقد افحمها جيداً بكلامه فتحدثت بارتباك 

- اانا مش عايزاك تفتكر انى انانيه انا..... 

- انا عارف يا" سمره " .. وفرى على نفسك الكلام .. دا حجك وانا مُنى عينى .. بس انا راجل كبير عيلتى ولازم اتحمل المسؤليه حتى لو جيت على نفسى وعلى اللى بحبها .. فاهمانى يا" سمره" !

اومأت برأسها وهى تُجزم بداخل نفسِها .. انه اقفل فى وجهها بابً اخر من الامل ولابد من طريقه اخرى .

.............................


وبداخل غرفته .. كان فى سبات نومه ٍالعميق  وهاتفه يصدح بصوت الرسائل والاتصالات .. فتح عينيه بتأفف وهو يتناول الهاتف .. وبمجرد رؤية اسم المتصل فتح عليه ليُقرعه بالسباب والشتائم 

- الو ... بترن ليه يازفت على اول الصبح ؟ .. انت مش عارف ان دا وجت نومى يابن ال........

رد الاخر من مكانه يقاطعه 

- طب براحه طب ياباشا .... واسمع انا هاجولك ايه الاول !

زفر بضيق  : يعنى هاتجولى ايه؟ ... اكيد خبر زفت زى وشك !

رد الاَخر بدون تمهيد :  سمره واخوك انهاره كانوا بيتفسحوا فى اغلى كافيه فى المحافظه 

استقام على سريره جالساً بجزعه يقول بعصبيه 

- انت بتجول ايه يا" محسن "الك........

اصدر صوتٍ بفمه ثم اردف بحزن مصطنع 

- الله يسامحك ... يعنى الحج عليا انى بوعيك .. بعد ماشوفتهم النهارده على طرابيزه لوحدهم وكانهم حبيبه وكده على اول الصبح .. دى نسته شغله يا راجل وهى سابت مدرستها ...

كان يستمع الى صديقه بعيونٍ مشتعله وصوت انفاسه مسموعه بفضل غضبه وهو يتوعد لهم  بداخله 

..............................


وبداخل مدرسة ( اخلاق العظماء ) .. كانت جالسه على مكتبها بداخل غرفة المدرسين .. ويدها على وجنتها تستمع مع صديقتها الى هذه المكالمه المسجله حتى اتت هذه الجمله .

- (انا جولتلك جبل كده .. انتى حجى وانا هدافع عن حجى ان شالله حتى بالدم)

اوقفت التسجيل دون ان تنطق بكلمه فتحدثت صديقتها بحماس 

- حلو خالص يا" سمره" .. دا انتى كده تواديه فى داهيه وتفضحيه جدام ناسك ووو .... مالك ساكته ليه ؟

- يعنى عايزانى اجولك ايه ؟

قالتها وهى مازالت واضعه كفها على وجنتها ومستنده بمرفقها على المكتب بسكون .. مما اجفل صديقتها لتهتف 

- يابنتى انت معاكى دليل دلوك .. ليه شكلك كده مايريحش ؟

نزلت بكفها تُمسك بالقلم وتلعب به فاردفت بصوتٍ ميت ولم ترفع عينيها .

- انا جابلت " رفعت " جبل ما اجى المدرسه .. وانا فرحانه زيك انى كده هاجدر اتخلص منه .. لكن اللى اكتشفته بعد كده .. انى هاخسر " رفعت " نفسه !

قالت الاخيره وهى تنظر بعينى صديقتها التى اردفت تسألها  بجزع 

- ليه تخسرى " رفعت " ؟. 

 نزلت منها دمعه على وجنتها وهى تردف بتماسك هش

- عشان انا بكده هافتح بحور دم بين الاخ واخوه .. قاسم مش هين !... " قاسم " مجرم وياما مشى فى السكك الشمال .. لكن " رفعت " مهما بلغت شجاعته .. لايمكن هايجاريه وحتى لو حصل وجدر عليه.. هايبجى نهاية " رفعت " السجن .. ويخسر مستجبله ..يعنى الحرب دى انا خسرانه فيها بجميع الاحوال .

بهتت " رحمه" تنظر اليه باشفاق وهى تقول بيأس 

- يانهار ابيض .. دى عكت قوى .. طب هاتعملى ايه ؟.

نظرت اليها تتحدث بتماسك 

- انا لازم اشوفلى حل تانى ..وانا الحل ده بفكر فيه من زمان مش دلوك وبس .

- حل ايه ؟

...............................


دلف لداخل المنزل يدندن بسعاده .. فوجد شقيقته امامه  تنظر اليها ضاحكه 

- عينى بارده عليك !

اقترب منها بربت على وجنتها بكف يده بخفه يقول 

- اخبارك ايه يا مرموره ؟

ازدادت ضحكتها وهى تقول 

- وكمان مرموره ... لاااا انت تتبخر .. اخويا " رفعت " ياناس بيدلعنى ويجولى يا" مرموره .

هتفت "نفيسه" و هى تخرج من غرفتها 

- مالك يابتى اتجنيتى ؟ .. حسك عالى ليه كده ؟

امسكت "مروه "بمرفق شقيقها وهى تردف بمرح 

- تعالى يامٌا شوفى اخويا " رفعت " بيجولى يامرموره .

 اقتربت المرأه منهم تقول بحزم مصطنع 

- وماسكه ليه كده فيه زى الٌزجه .. عامل ايه انت  ياحبيبى .

قالت الاخيره ل" رفعت " الذى امسك برأسه يقبلها 

- زى الفل ياست الكل .. انتى عامله ايه انتى وابويا ؟

 ربتت " نفيسه " على ذراع ابنها بابتسامه حنونه 

- ان شالله دايماً ياحبيبى .. انا زينه وابوك كمان .. دا حتى من امبارح طالب يشوفك  

- هوا رايحلوا ... بعدى يابت بعدى و بطلى غلاسه  

قال الاخيره بمرح وهى يفلُت ذراع اخته المتشبسه به وبعدها تحرك لدخول غرفة ابيه .. ولكنه تصادف بأخيه الخارج من غرفته بوجهٍ متجهم 

- ازيك يا" قاسم " .. مش بعاده يعنى تصحى بدرى ؟

توقف برهه ينظر الى اخيه بغضبٍ مشتعل ولكنه نجح كالعاده فى اخفاءه ليرد بابتسامه مصطنعه 

- بدرى من عمرك ياعم " رفعت " .. الضهر قرب يأدن خلاص .. وحتى لو مش عوايدى .. اعتبرنى بدرب نفسى .. عشان انزل الشغل معاك .

ضحك " رفعت " بصوت عالى ليردف .

- شغل ايه بس اللى مع الضهر ياعم " قاسم " .. عالعموم كويس انك بتحاول برضوا 

اطبق شفتيه بخط قاسى .. يحاول السيطره على غضبه 

- اديكى جولت بنفسك ... ادينى بحاول .

اربت على ذراعه 

- ربنا يثبتك ياحبيبى .. اسيبك بجى واروح اشوف ابويا 

ذهب من امامه ليتركه بهذه النيران المستعره داخله وهو ينظر لأثره بغضبٍ حارق 

.....................................


وبداخل غرفة ابيه ..جلس بجواره يقبل يده 

- عامل ايه يابوى النهارده ؟

الرجل وهو يربت على كتِفه 

- الحمد لله ياولدى .. انت كيفك وازاى احوالك ؟وايه اخبارك عروستك .

تبسم بأشراق 

- انا الحمد لله يابوى .. وعروستى كمان زينه .. خلاص هانت .. اخر اسبوع وتشوفها كل يوم فى بيتنا بعد كده.

صمت والده قليلاً ليردف 

- ويعنى لازم تبجى فى بيتنا ؟! ... ماينفعش تاخدلك سكن بره 

خبئت ابتسامته ينظر لأبيه بتعجب 

- كيف يابوى اسكن بره واسيبكم انت وامى واختى  .

تابع " حسان " والده 

- مالكش دعوه بينا انت و سيب " قاسم " وعروسته يسكنوا هنا معانا .

نظر لابيه بريبه فقال 

- هو فى حاجه يابوى؟ .. عشان بصراحه كلامك غريب .

- وااه يارفعت .. هو انت لازم تخليه غريب .. انا بجول وخلاص ...

عقد حاجبيه بتفكير 

- ماشى يابوى .. زى ماتحب !

...................................


دلفت " سمره " لداخل المنزل لتفاجأ بهذا الكم الهائل للأدوات المنزليه الحديثه بالأضافه للحقائب الكبرى المعبأه بالملابس المختلفه التى خصصت للعرائس و" رضوى " واقفه بينهم تفرز وتعاين مع والدتها 

- مساء الخير 

قالتها " سمره " وهى تنتقى خطواتها بين هذا الكم الهائل 

  رفعت " رضوى " انظارها اليها ولم تنطق وتكلفت " نعيمه" بالرد 

- مساء الخير ياحبيتى .. عجبال عفشك انتى كمان .

اومأت برأسها بابتسامه خفيفه وهى تدلف وقبل ان تصعد الدرج اوقفتها " بسيمه " تقول 

- ياللا شدى حيلك عشان ننزل انا وانتى الليله المحافظه 

اومأت بسبابتها تقول 

- انااا ..

اقتربت منها مكتفه ذراعيها تردف بسخريه 

- اسم الله عليكى .. امال انا بكلم مين يا ست البنات ؟

انتى مش شايفه جدامك ؟

قالتها وهى تومئ برأسها ناحية " رضوى " والمشتربات 

- حاضر بس مش النهارده 

قالتها وهى تُهم بصعود الدرج ولكن اوقفتها والدتها ممسكه بذراعها 

- امال امتى ؟ .. انتى يومين وهاتبجى فى بيت جوزك .. عايزه تبجى ناجصه عن بت خالك !

 نفضت ذراعها بغضبٍ مكتوم 

- خلاص يامًا انا جولتلك بكره .. سينى بجى اريح شويه .

صعدت بعدها الدرج امام نظرات " بسيمه" الغاضبه 


................................


وفى المساء كانت جالسه على مكتبها بداخل غرفتها ..  تصحح بكرسات التلاميذ .. وهاتفها يصدح بنمرته عدة مرات ولا يمل المحاوله .. زفرت بحنق ثم تناولت الهاتف لترد عليه غير عابئه 

- نعم .. عايز ايه ؟

صرخ فى اذنها بجنون 

- وكمان ليكى عين تردى .. بتروحى تجعدى معاه فى الكافيهات  يا" سمره " .. دا انا هاسود عيشتك انتى وهو ...

اغلقت المكالمه دون استئذان لتزيد من جنونه اكثر 

فزفرت بضيق .. تترك القلم والكراسات تنظر فى الفراغ بتفكير ..ثم ما لبثت ان تتناول هاتفها وتهاتف صديقتها 

لترد عليها الاخرى بعد برهه

- الو... ايوه يا" سمره" 

وبصوت يخلو من المرح 

- عملتى اللى جولتلك عليه ؟

سمعت صوت تنهيده منها قبل ان تقول 

- ايوه يا" سمره" .. كلمت خالى وجالى عالعنوان  

تنهدت الاخرى تقول بارتياحٍ نسبى 

- كويس! .. خلينا نخلص بجى !



#بسم_الله_نبدا

#باعادة_نشر

الفصل السابع 


- هاسود عيشتك يا" سمره " انتى وهو .. عشان فتحتى على نفسك باب الجحيم اللى هايولع فى الكل وانتى اولهم .. سمعانى يا" سمره" سمعااانى .

كان يصرخ بهذه الكلمات بصوته الذى كاد ان يضيع منه من قوة صراخاته .. وحينما لم بجد رد منها .. نظر الى الهاتف فوجدها اقفلت الاتصال ولم تعيره ادنى اهتمام .. لتزيد من جنونه ويصرخ بعلو صوته .. كصرخة حيوانٍ جريح .

- هاجتلك يا" سمره" ..هاجتلك .. هاجتلك واطلع جلبك من صدرك واعصره بأيدى .. كيف ما انتى عاصره جلبى بيدك الجاسيه .. ومش هامك الوجع اللى انا حاسه .. ياعديمة الاحساس يا" سمره" ياعديمة الاحساس .

كان يضرب بقبضته على صدره وهو يصرخ بهذه الكلمات ليتمكن منه التعب .. فارتمى على كوم قش كبير يتنفس بخشونه وتعب حتى غلبه سلطان النُعاس .. ومن ناحية قريبه كان صديقه " محسن " مراقباً فقط ولم يملك جراة التقرب منه ولا التهوين عنه ..لعلمه التام بما قد يفعله به بلحظة جنونه .. 

أشرئب برأسهِ ليرى ما اصابه وهو مُرتمى على كومة القش الكبيره الموجوده بهذه الارض الزراعيه ثم ما لبث ان يتناول الهاتف الملقى قريباً منه وهو يردف 

- نام .. نوم الظالم عباده

..............................


دلفت بخطواتٍ بطيئة وخفيفه لداخل الغرفه المظلمة .. فى هذا الوقت المتأخر من الليل لتجدها فى سبات نومها العميق .. اقتربت برأسها تتفحص ملامحها الهادئه الاَن وقت نومها .. عكس ما تظهره من قسوه اغلب الاوقات .. قبلهتا بخفه أعلى جبهتها .. ثم استقامت بظهرها تنظُر اليها وتُشبع انظارها منها .. وهى تحدث نفسها 

- اااه .. بس لو ماكنش الكِبر مالى جلبك .. كنتى حافظتى على جوزك اللى طفش من معاملتك المتعاليه عليه .. كنتى دوجتينى شويه من حنانك .. ماكنتش وعدتى " قاسم " وعشمتيه بجوازه منى عشان فلوس اهله وصيتهم الكبير فى البلاد .. رغم انك عارفه انه العضو الفاسد فيهم .

صمتت قليلاً فتنهدت بثقل قبل ان تردف وهى خارجه من الغرفه 

- سامحينى يا أمى ..... بس انت السبب !


بعد خروجها من غرفة والدتها وفى اثناء ذهابها لغرفتها .. وجدت الاضاءه خارجه من غرفة" رضوى " المفتوحه وهى تقطع الغرفة ذهاباً وأياباً واضعه هاتفها على اذنها و تُحاول الاتصال بهِ وهو لا يرد كالعاده .

- خير يا" رضوى " فى حاجه ؟ 

قالتها " سمره " وهى تدلف للغرفه .. نظرت اليها فجاوبتها بغضب .

- وانتى مالك ؟.

اجفلت " سمره" من حدتها 

- انا مالى !.. خلاص ياستى انتى حره !

قالتها واللتفت لتخرج ولكن اوقفها صوت " رضوى " الخفيض 

- جايه تسألنى وهى سبب كل المصايب !

اللتفتت اليها ثانيةً وقد عقدت ذراعيها تسألها 

- ممكن افهم نصايب ايه اللى انا السبب فيها ؟

نظرت اليها بغضبٍ مكبوت ولكن كبريائُها يمنعها عن ذكر ما يكُنه قلبها .. ففاجأتها الأخرى 

- مش محتاجه تكتمى اللى فى جلبك لأنى عارفه اللى جواكى كويس .. انا مجولتكيش تتخطبى وتتعجلى بواحد مابيحبكيش يا"رضوى" !.

اجفلت اليها بنظره شرسه فتابعت " سمره " ولم تهابها

- لا والادهى انه متعلج ببت عمتك .. اللى هى انا !

صكت على اسنانها تردف بغل حارق

- انتى ايه؟ ... فاكره نفسك الشمس والكل بيدور فى فلكك !

تنهدت سمره تردف

- لا يا" رضوى " .. انا لا شمس ولا ليا فلك اصلاً .. اسمعينى يابت خالى .. قاسم دا مجنون ماينفعش تربطى نفسك بيه .. وانتى صغيره وحلوه والف مين يستاهلك .

- ماحدش طلب نصيحتك .. وغورى على اؤضتك انا مش ناجصاكى عل اَخر الليل دلوك .

نظرت اليها "سمره " بشفقه رغم ما خرج من فمِها ثم ما لبثت ان تخرج وتتركها .. لتنظر لاثرها " رضوى " بغضبٍ مستعر فتناولت هاتفها ثانيةً تُحاول مهاتفته مره اخرى عله يجاوب هذه المره 

- يا اخى رد عليا بجى حرام عليك انت ايه ؟


...........................


فى اليوم التالى 

نزلت " سمره" من الدرج فى وقت ابكر بكثير عن وقتها المعروف .. أوقفتها" نعيمه" زوجة خالُها "سليمان " التى رأتها وهى خارجه من المطبخ .

- يعنى صحيتى بدرى جوى النهارده يا" سمره" .

اللتفت لها وهو تحاول السيطره على توترها 

- بدرى من عمرك يامرة خالى .. ماانتى كمان صاحيه بدرى .

المرأه وهى تقترب من " سمره" 

- يابنتى .. انا ومن امتى بشبع نوم زى الناس .. دا خالك دايماً يصحينى عالفاضى وعالمليان .. لكن انتى بجى ايه اللى خلاكى تصحى بدرى النهارده وايه الشنطه اللى على دراعك دى؟

سمره وهى تنظر للحقيبه الموضوعه على اكتافها بتوتر 

- دى شنطه حاطه فيها ادوات وملابس مدرسيه عشان الرحله .. امال انا صاحيه بدرى ليه ؟ عشان المدرسه منظمه رحله مدرسيه !

 المرأه بموده 

- اه يابتى .. ربنا يديكى الصحه .. بس اوعى تتأخرى ياحبيبتى  .. انتى عارفه خالك !

سمره بتأثر وهى تقترب من المرأه فتُعانقُها وتقبلها من وجنتيها 

- عارفه يامرة خالى عارفه .. اتطمنى انتى ومتخافيش .. سلام بجى ؟

قالتها وذهبت على الفور .. فنظرت المرأه لأثرها باندهاش 

........................................


كان " رفعت " جالساً يتناول وجبة افطاره وهو يحاول الاتصال بها ولكنها لاتجيب .. زفر بحنق يردف بصوت خفيض 

- ايه الحكايه مش معوده يعنى ؟

- مين هى اللى مش معوده ؟

قالتها " مروه" وهى تجلس بجواره .. فابتسم لها مداعباً 

- وانتى مالك يابارده ؟.. انتى كل حاجه تحشرى نفسك فيها !

تحدثت بغضبٍ مطنع 

- بارده !! ..  الله يسامحك .. انا مش هارد عليك عشان انا مأدبه ومتربيه .

ازدادت ابتسامته 

- ايوه يااختى خليكى مأدبه كده على طول .. وياريت ماسمعش حسك دا خالص .

تكلمت وفمها ممتلى بالطعام 

- حاضر  .. انت تؤمر .

نظر اليها فتحولت ابتسامته لضحك  .. وهى ايضاً كانت تضحك رغم امتلاء فمِها .. ولكن اوقفهم صوت والدتهم نفيسه القلقه .

- ماتعرفش اخوك راح فين ياولدى ؟

اجفل " رفعت " لحديث والدته 

- ليه ياما ؟ .. وهو من امتى بيصحى بدرى كده !

جلست المرأه وهى تردف بقلق 

- اخوك مابيتش اساساً فى فرشتُه ياولدى .. انا خايفه ليكون رجع لطريجه الجديم تانى .

مطت مروه شفتيها تتمتم بصوت خفيض 

- خايفه !! ... يعنى على اساس انه غير طريجه اساساً

نظر اليها " رفعت " بتفكير ثم اردف لوالدته 

- حاضر ياما ... هاسأل عليه واشوفه راح فين ؟

....................... .........


الضوء القوى الذى اخترق اجفانه وهذه الحراره التى شعر بها على وجهه وملابسه جعلته يستقيظ من غفوته .. ليجد نفسه مُلقى على كومة قشٍ كبيره .. استقام بجزعه يستوعب اين هو .. فوجد نفسه فى الخلاء وزجاجات الخمر مُلقاه بكثره حوله .. فلمح من قريب صديقه " محسن " مُستلقى تحت شجرة وهو فى سبات نومهِ العميق .. فتذكر سهرة ليلة امس .. حينما لم يستطع اكملها فى الملهى وجاء الى هنا ليشرب  ويشتكى لصديقه .. فتذكر ايضاً اتصاله بها وعند هذه النقطه اشتعلت النيران بداخلُه حينما تذكر انها اقفلت الاتصال فى وجهه ولم تعيره ادنى انتباه .. فنهض من مكانه وذهب الى صديقه يدفعه بقدمه 

- انت يا" محسن " الزفت .. اصحى ياض .. اصحى اخلص .

نهض الأخر مزعوراً 

- ايوه مين ؟! ... ايه فى ايه؟!

- بجى انا تسيبنى انام على كوم الجش دا زفت .. وتيجى انت هنا تنام تحت الشجره يابن ال.......

استقام بجزعه يتحدث مزعوراً .

- حاولت اصاحيك ياصاحبى .. بس انت تجلت جوى فى الخمره امبارح ومجدرتش تصحى .

زفر بحنق ليقول 

- ماشى يامحسن .. حسابك معايا يعدين .. المهم دلوك فين مفتاح العربيه و تلفونى ؟

تناولهم الهاتف وسلسلة المفاتيح من جواره  ليعطيهم ل" قاسم" .

- اهما كلهم ياصاحبى .. انا دورت عالتلفون امبارح بعد انت مارميته بعيد لحد اما لجيته ومفتاح العربيه انتى كنت نسيه فى مطرحك هنا .

تناولهم" قاسم" .. فذهب بالخطوه السريعه ناحية سيارته . 

فنهض صديقه يردف 

- طب انت رايح فين بدرى دلوك ؟

التف برأسه فقط يجاوبه 

- رايح اعمل اللى كان لازم اعمله من زمان !

محسن وهو يسرع بخطواته لمجارتِه

- طب فهمنى هاتعمل ايه بالظبط ؟

كان قد وصل لسيارته ودلف بداخلها يدير المحرك فنظر لصديقه بقوه  

- هاخطُفها ؟

محسن وهو ينظر اليه من نافذة السياره بدهشه كبيره تعتريه 

- تخطُفها ازاى ؟... كيف يعنى ؟

وضع يده على عجلة القياده قبل ان يديرها وهو يشُد على كل حرف خارج من فمِه 

- هاخطُفها وهاتجوزها فى شجتى الجديمه فى المحافظه .

ابتسم " محسن " ببلاهه 

- شجة الأُنس و الليالى الحلوه !

- ايوه يااخويا هى نفسها .. ياللا بجى غور خلينى امشى .

استقام " محسن " بعدها وهذا سار بسيارته بسرعه جنونيه ليردف بعدها وهو يضرب كفه بالأخرى 

- عليا النعمه انت مجنون وعمرك ماهاتجيبها لبر

......................................


وبداخل مدرسة ( اخلاق العظماء) كانت جالسه " سمره" مع صديقتها " رحمه " والتى كانت تدون لها بعض الارقام فى الهاتف 

- شوفى ياستى .. دى نمرة خالى ودى نمرة " سعاد" اللى قولتلك عليها .. انا وصيتها من امبارح هاتلاقيها مستنياكى هناك فى المحطه .. اهى دى صورتها اللى نقلتها فى تليفونك  .. و بعتلها صورتك انتى كمان .. هى بت جدعه وهاتساعدك اكتر من خالى .. انا بس حطيت نمرته احتياطى .

- تمام ياحبيبتى ..ربنا يخليكى ليا يارب

قالتها " سمره " بامتنان فأمسكت صديقتها بكفها 

- على ايه بس يا" سمره " .. دا انا لولا الراجل والعيال كنت جيت معاكى وساعدتك توصلى لوالدك .

ربتت " سمره" على كفها 

- عارفاكى ياحبيبتى جدعه وقد كلامك .. اجوم بجى عشان احصل انا ميعاد القطر .

قالتها وهى تنهض عن المقعد والأخرى نهضت ايضاً معها 

- انا جايه معاكى اوصلك 

- ماخلاص يابنتى خليكى .

- لا طبعاً دى اقل حاجه اعملها معاكى لكن قوليلى .. هى الست المديره مضتلك عالاجازه 

- مضت على اجازه بدون مرتب .

ظلت الاثنتان تتحادثان فى طريقهن حتى باب المدرسه .. وكادت "سمره" ان تخرج  .. ولكنها شهقت تتراجع الى الداخل .

صديقتها " رحمه" وهى تتراجع معها 

- فى ايه مالك رجعتى ليه ؟

تكلمت "سمره" بصوتٍ خفيض 

- الزفت " قاسم " جاعد بره ومعاه عربيته !

اشرئبت " رحمه" برقبتها تنظر لخارج المدرسه وهى تقول

- دا فين ده قاعد ؟

- دا اللى واجف جمب العربيه الفضى الجديده دى .. اطلع ازى دلوك جدامه و احصل ميعاد الجطر .. و انا جلبى مش مطمن له ..خايفه ليكون نويلى على حاجه عفشه المره دى .

قالتها " سمره" بقلبٍ مرتجف وهى مستنده بظهرها على الحائط لتفاجأ بحارس المدرسه العم " عطيه " يسألها بريبه 

- فى حاجه يا ابلوات ؟

- لا ياعم " عطيه " ما تشغلش بالك 

قالتها "سمره " وهى تُهز برأسها نفياً اما " رحمه " بعد ان  راته جيد هذا القاسم سحبت " سمره " من يدها 

تقول 

- تعالى معايا انا هاتصرف ..

..................

بعد قليل 

خرجت " رحمه " من باب المدرسه وبجوارها " سمره" مرتديه نقابٍ لا يُظهر سوى عيناها ومع ذلك .. قلبها كان يرتعش بداخل اضلُعها كفأرٍ صغير بللته المياه البارده 

- امشى على طول وماتخافيش .. هو كده لا يمكن يعرفك !

وبصوتٍ مرتجف 

- خايفه يا" رحمه" .. لا يكشفنى .. دا بلوه انا عارفاه .

- يابنتى امشى عالطول وماتخافيش .. ان شاء الله هاوصلك المحطه وارجع تانى بنقاب الاستاذه فاطمه ..اللى قاعده مستنانى دلوقت فى غرفة المدرسات بس انتى اجمدى 

سارت الاثنتان بطريقهُن .. حتى اقتربوا من سيارته وهو جالس على مقدمتها .. ونجحن بتخطيه ولكن بعد ان ابتعدن بخطواتٍ قليله اجفلن من صوته 

- استنى عندك !

شهقت " سمره " تنظر لصديقتها وهى فزعه والأخرى تومئ لها بالتقدم دون الالتفاف ولكنه اقترب بخطواته منهم يصيح  

- استنى يا ابله انتى وهى .. خبر ايه مش سامعنى !!


بسم الله نبدا  باعادة نشر 

الفصل الثامن 


فى حىٍ قديم من احياء القاهره ومكتظ بسكانه .. كانت  تسرع بخطواتها وهى ترفع بيدها العباءه عن المياه الراكده فى الارض واليد الاخرى ممسكه ابنتها الصغيره  .. 

- يالا يا "حنين "مدى برجلك شويه ..خلينى اوديكى عند ستك .. عشان احصل صاحبة الشغل لترفدنى  ياللا ياحبيبتى .

- ازيك يا" سوسو" ؟

قالها هذا الرجل الذى خرج لها من العدم يتصدر امامها 

شهقت مفزوعه 

- يخربيتك ياشيخ  .. انت اتجننت ياجدع انت ؟

ضحك بسماجه حتى ظهرت امامها اسنانه 

- انت اتخضيتى يا" سوسو" هههههخ؟

نظرت اليه بامتعاض تردد 

- شالله تخيب .. اكتر ما انت خايب !

- ليه بس الدعا يا"سوسو " على حبيبك !

لوحت بكفها بازدراء 

- ياخى حبك برص  .. انت ياراجل انت مش ناوى تتعدل بدل الخيابه اللى انت فيها دى ؟

وضع يده على قلبه يتنهد 

- بقى حبى ليكى بقى خيابه .. ياخساره يا" سوسو "

صاحت بغضب 

- بقولك ايه .. انا مش ناقصاك يا" ممدوح " ومش فاضيه لعمايلك دى .. سيبنى احصل شغلى يابن الناس الله لايسيئك 

ابتعد عن طريقها يردد 

- خلاص يا" سعاد" .. عدى يا حبيبة قلبى و حصلى شغلك .. وانا موجود وانتى موجود والكلام عمره ما هايخلص مابينا .

تخطته تردف بغيظ 

- شالله عمرك هو اللى يخلص يابعيد .. ياللا يابت مدى برجليكى كفايه تأخير 

.........................


- استنى يا أبله انتى وهى ... خبر ايه مش سامعينى !!

قالها وهو يتقدم بخطواته خلفهم  .. هوى قلبها وكادت ان تسقط مغشياُ عليها وهى تنظر لصديفتها برعب .. أومأت لها الأخرى بالتقدم و اللتفتت هى له تومئ بسباتها 

- انت بتكلمنا احنا ؟!

- حد غيركم ابلوات يعنى فى الشارع ؟... صاحبتك مشيت وسابتك ليه ؟

قالها وهو يومئ براسهِ ناحية " سمره" التى أكملت طريقها دون الالتفاف ..

احكمت السيطره على توترها وأجابت بغضب

- وانت مالك بصاحبتى دى ملتزمه وجوزها محرج عليها تتكلم مع راجل .. انت بقى عايز ايه ؟

اجفل من حدتها فقال

- وانا مالى بيها ياستى ؟ انا كنت عايز اسأل عن واحده  بما انكم ابلوات .. اسمها "سمره " تعرفيها ؟

اربكها سؤاله وهى لا تدرى بما تجيبه بالصدق ام بالنفى  ولكنها اجابت فى الاخير

- هى زميلة معانا .. انتى مالك بيها ؟

- واه .. انتى كل اللى عليكى مالك بيها ؟... دى جريبتى وبت عمى فكنت عايزك تندهيهالى عشان عايزها فى موضوع ضرورى ؟

يتحدث بموضوعيه تخفى غرابة شخصيته .. ولكنها أيضاً تجيد التحدث 

- يا استاذ بتوقفنى فى الشارع وتقولى اندهيلى بنت عمك .. ماتدخل بنفسك المدرسه ولا روح لعم " عطيه " البواب قولوا يندهالك ..انا مالى انا ؟.. الله يجازبك عطلتنى عن مشوارى وخليت صاحبتى سابقتنى ..الله بجازيك !

ظلت ترددها وهى تسير من امامه وتتركه ينظر فى اثرها مذهولا منها ؟

...............................


ترجلت من سيارة الاجرى وهى تسرع بخطواتها كالركض حتى وصلت للباب الزجاجى لمحل الملابس الفاخر ... دلفت اليه تتنفس بسرعه .. 

- ازيك ياهانم .

قالتها للفتاه الجالسه امامها بارستقراطيه على مكتبها الزجاجى وهى تُقلب فى صفحات المجله امامها .. رفعت الفتاه رأسها تنظر لها بغضب .

- تانى تأخير يا" سعاد" ؟

بلعت ريقها تتحدث بتقطع 

- معلش بقى ..ياهانم .. انتى عارفه العيال ... ومدارسهم .

نظرت اليها بامتعاض 

- خدك نفسك الاول وبعدين اتكلمى .. ثم ان االشغل مافيهوش عيال ولا غير عيال الشغل شغل 

سعاد بلهفه 

- طبعاً ياهانم ..الشغل شغل بس معلش سامحينى  المره دى .. انتى عارفه اللى ورايا

نزلت بانظارها للمجله ثانيةً وهى تردف بحنق 

- اخلصى روحى اللبسى يونيفورم المحل وشوفى الهدوم اللى متعلقه دى وظبطيهم كويس وخلى واحده من البنات تيجى تساعدك اخلصى 

اسرعت بحماس 

- اوامرك ياهانم .. هوا ورجعالك 

رددت الاخرى وهى تقلب فى المجله 

- اعمل بس ؟...ما لو ماكنتيش شاطره وشايله المحل .. كنت اسغنيت عنك من زمان !

- بتبرطمى مع نفسك تقولى ايه ؟

رفعت راسها تنظر لصاحب الصوت مبتسمه 

- اهلاً .. تيسير باشا بحاله عندنا !

رفع نظارته السوداء عن عينيه وجلس بخيلاء امامها 

- عامله ايه ياصافى ؟ وحشتينى ؟

رفعت حاجبها الرفيع تردف 

-  قال يعنى بتسأل ! .. ماتشوفش وحش ياروحى !

تشدق قائلاً

- مشغولياتى كتير طيب  يا" صافى " اعمل ايه بس ؟

ضحكت بسخريه 

- انت هاتعملهم عليا يا" تيسير" .. فاكرنى مش عارفه ! ان اللى شايل الشيله كلها فى الشركه " رؤوف " ابن عمك .

- رؤوف .. حبيب القلب !

نظرت اليه غاضبه 

- بطل تستفزنى يا" تيسير" .. انا بقولك اهو

مال بجسده امامها 

- واستفزك ليه بس يابنتى ؟.. رؤوف بدأ يستسلم لزنى انا وتيته " لبنا" وان شاء الله قريب هاتلاقيه متقدملك .. بس متنسنيش بقى بالحلاوه .

داعب الامل قلبها ولكنها ردت بجديه 

- اسمع يا" تيسير" اياك تكون بتهزر .. انا مش فاضيه للعب بتاعك  .

ابتسم بزهو وهو يضع قدم فوق الاخرى 

وغلاوتك يا عندى يا" صافى " ليحصل !!

..............................


 وعوده ل" سمره " التى وقفت بجوار زاويه بحائط مبنى بعيده عن انظار" قاسم "  وهى تضع يدها على قلبها  فى انتظار صديقتها " رحمه".. تدعو الله بكل تضرع .. حتى اجفلت لرؤيتها امامها وهى تضحك .. 

-  عرفتى تعدى منه ؟

اجابت "رحمه " بتفاخر

- طبعاً يابنتى هو انا هينه .

اردفت" سمره" بفرحه

- الحمد لله انا كنت هاموت من الخوف .. بس كويس انك عرفتى تخدعيه !

ردت عليها بمرح 

- واخدع عشره غيرو كمان .. يالا بقى خلينا نوصل المحطه ونحصل القطر .. وكمان عشان تلحقى تغيرى النقاب فى حمامات المحطه 

قالت هى الاخيره وهى تُسرع بخطواتها .. و"سمره "تومئ برأسها توافقها وهى تعدوا بسرعه مثلها 

..............................


كان يسير ذهاباً واياباً امام سيارته بعصبيه .. وهاتفه لا يتوقف عن الرنين .. ود لو يستطيع الدخول اليها .. ولكنه ايضاً لايريد انكشاف امره .. زفر بضيق من هذا الهاتف فاغلقهُ تماماً وذهب باندفاع ناحية حارس المدرسه العم " عطيه" .

اقترب بهدوء يُلقى الصباح على الرجل 

- صباح الخير .

اعتدل الرجل فى جلسته

- صباح النور يابيه 

- بجولك ايه ياعمنا كنت عايزك فى طلب .

اجفل الرجل منتبها 

- طلب ايه يابيه ؟ .. انا مجدرش اتحرك من جدام المدرسه .

اخرج بعض النقود الورقيه ليضعها فى كف الرجل ويطبق عليها فيقول 

- ياراجل وانا هاسخرك بعيد .. انا بس عايزك تدخل المدرسه تندهلى الابله " سمره" وبس كده ؟

تهللت اسارير الرجل حينما راى كمية النقود فى يده .

- واجولها مين عايزها ؟

- جولها .. واد عمك بره وعايزك فى موضوع ضرورى يخص الوالده 

نهض الرجل يتحدث بحماس 

- مدام يخص الوالده يبجى ضرورى تطلعلك .. ثوانى يابيه اندهلها واَجى . 

- اذنك معاك .

قالها وهو يضع السيجاره فى فمِه .. وانتظر بعض  الدقائق .. حتى اتى اليه الرجل مهرولاً 

- الابله " سمره" مش موجوده جوا .. لانها مشت يابيه .

نظر اليه بغير تصديق 

- مشت فين ؟ انا جاعد هنا من الصبح .. يبجى امتى مشت ؟

- والله زى مابجولك يابيه .. انا دخلت سألت عليها عند المدرسات وجالولى انها مشت من يجى نص ساعه بعد ما خلت المديره تمضيلها على اجازه من غير مرتب .

اندفع يُمسك الرجل من تلابيب ملابسه 

- انت بتخرف بتجول ايه ؟.. هاتكون عملتلها جناحين يعنى وطارت !

الرجل بخوف 

- وانا مالى بس يابيه ؟ .. انا ايه ذنبى! .

سأل بغضب 

- المدرسه دى ليها باب تانى ؟ .

هز الرجل برأسه نفياً 

- لا يابيه احنا مدرستنا صغيره .

فهدر بشراسه 

- امال يعنى هاتكون راحت فين ولا طلعت ازاى .. لبست طجية الاخف......

لم يكمل جملته .. حينما تذكر النقاب والمرأه التى اقرعته بحديثها .. فترك الرجل بعنف ليركض الى  سيارته 

وبداخل السياره كان يتنفس بخشونه وصوتٍ عالى 

- بتلبسى نقاب يا" سمره" وتجرطسونى .. دا انا هادبحك انتى والمحروسه اللى وجفت تضحك عليا حاضر حاضر .

- تبجى تخلى " رفعت " ينفعك بعد كده؟

...................................


وبداخل وكالة الغلال الكبيرة كان " رفعت " جالساً على مكتبه .. يكاد يقتله القلق .. فقد هاتفها مراتٍ عديده وهى لم تُرد عليه ولو مره واحده .. وهذه ليست من عادتُها .. فمنذ ان اتى لها بالهاتف الجديد وهى ملتزمه معه بالرد وان لم تستطيع  ارسلت له رساله او عاودت الاتصال فى وقتٍ لاحق ..ومازاد قلقه بمراحل هو اختفاء اخيه منذُ امس .. وهو ايضاً لم يرُد على اى من الاتصالات .. فرك على وجهه بكفه الخشنه يقول بصوت خفيض 

- استغفر الله العظيم يارب ..  انا مخى راح فين بس ؟

هز برأسهِ يجلى هذه الافكار عنها .. ثم تناول هاتفهِ يحاول ثانيةً .. ففوجئ بالرد هذه المره ولكن بصوت مختلف 

- الو .. مين عالتلفون ؟

رد عليها يتحقق من الصوت 

- انتى خالتى " بسيمه " ؟

المرأه وقد تبينت هويته من صوتهِ 

- ايوه يا" رفعت " ياولدى .. انا خالتك " بسيمه " .. "سمره "نسيت التلفون النهارده .. وانا توى اللى دخلت اؤضتها لما سمعت الرنه 

عقد حاجبيه بريبه 

- كيف يعنى نسيت تلفونها ؟!

اجابت المرأه 

- ياولدى انا معرفاش كيف ؟!.. انا اساساً من الصبح ماشوفتهاش .. كل اللى عرفته من مرة خالها انها ..طلعت بدرى الصبح عشان معاها رحله !

ازداد انعقاد حاجبيه ليردف بدهشه غريبه

- رحله !!

......................


على المقاعد الخشبيه جلست تنتظر وصول القطار ومعاها صديقتها بعد تخطيهم هذه الرحله العصيبه فى الوصول للمحطه وخداع هذا القاسم 

كانت جالسه بحزن تنظر لصديقتها بذهنٍ مشتت .. هى خائفه من القادم ولا تريد العوده للوراء .. فهى تعلم تمام العلم انها لو بقيت لن يحدث خير ولن يكون هناك امان وبسفرها هذا .. الله وحده الاعلم بما سيحدث  ؟ 

كم ودت لو صارحت " رفعت " بالامر كله لتجنبه هذا الجرح العميق الذى سيصيبه بسفرها .. ولكن لاحيله لها الاَن 

كانت " رحمه "  ممسكه بكفها تطمئنها وتؤازرها ببعض الكلمات المحفزه .. وبقلب الصديفة الوفيه كانت شاعره بها وبما يقلقها .. هى لا تُريد البعد عنها ولكن لا يوجد حل اخر .

 اتت الساعه الحاسمه وتوقف القطار فى ميعاده 

نهضت " سمره" عن مقعدها وهى ترفع حقيبتها 

- اشوف وشك بخير 

قالتها وصمتت ثم ما مالبثت ان ترتمى على صديقتها تعانقها والأخرى تبادلها بحراره ودموعها تسيل بغزاره 

 -  خلى بالك من نفسك .. حرصى كويس على شنطتك .. وانا هتابع معاكى انتى و" سعاد " بالتليفون ..

اومأت براسها وهو تكفكف دموعها 

- تسلميلى يا" رحمه" .. انا لو ليا اخت مكانتش هاتعمل معايا اكتر من اللى عملتيه .

نكزتها بقبضة يدها بخفه تقول بجديه 

- بس يابت ماتجوليش كده .. انتى اكتر من اختى  .

-   تحركت " سمره " بعد ذلك باقدامٍ مثقله .. حتى صعدت للقطار و استقرت على مقعدٍ قريب بجوار النافذة  تنظر لصديقتها التى تلوح لها بيدها وهى تبادلها ايضاً .. بقلبٍ مرتجف لما ينتظرها .. هل القادم  سيكون خير ام ستكون لها مرحله اخرى من العذاب ؟!.


.... يتبع 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹



أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close