القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وصيّة حب الفصل الثاني بقلم الكاتبه نسرين بلعجيلي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

رواية وصيّة حب الفصل الثاني بقلم الكاتبه نسرين بلعجيلي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية وصيّة حب الفصل الثاني بقلم الكاتبه نسرين بلعجيلي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


الصبح دايمًا ليه ريحة خاصة في البيوت الهادية. ريحة قهوة، ريحة فطار بسيط، وشوية دوشة خفيفة من ملك وهي بتدور على الشراب اللي مش لاقياه زي كل يوم.


سارة كانت واقفة قدام المراية في الطرقه، بتربط شعر ملك ديل حصان، والبنت بتتحرك يمين وشمال كأنها عندها ماتش مهم بعد نص ساعة.


ملك :

 مامااااا، كله إلا الشعر، هبوظ التسريحة في الباص.


سارة :

 يا شيخة حطي عقلك معايا بس. إنتِ عندك 7 سنين ولا سبعه وعشرين؟

ضحكت وهي بتزبّط لها البنسة الأخيرة.

ياسر كان قاعد في الصالة يربط رباط الجزمة وبيسخّن بإيده على الكوباية السخنة.


ياسر :

 سيبيلها شعرها سايب وخلاص. هو إحنا قاعدين في مهرجان كان؟


سارة :

 دي بنتي، مش بنتك لوحدك. بنتك لازم تطلع ست شياكة.


ياسر :

 يعني أنا مش شيك؟


قالها وهو بيعدل لياقة القميص وهو بيضحك.


سارة :

 أيوه طبعًا، إنتَ شيك، بس أوقات كده بتحسّسني إنك نازل تجيب عيش مش رايح شغل.


ملك وقفت جنب أبوها، ماسكة الشنطة، والاثنين بصّوا على سارة بنفس النظرة المتآمرة :

"هتفضلي تنظّري كثير ولا نروح؟"


سارة :

 ماشي خلاص يلا، قوموا إلحقوا الباص.


فتح ياسر الباب، وملك خرجت تسبقهم على السلم كأنها داخلة سباق فورمولا ون.


ملك :

 باباااااا استناااا!


ياسر :

 إجري يا بت، ماحدش طايل يجري وراك.


سارة وقفت في الباب تبص عليهم، وبصوت منخفض من غير ما حد يسمع :

 ربنا يحفظكم.


نزلوا، وبعد دقايق رجع صوت المفتاح في الباب. ياسر ظهر وهو بيغلق الباب بهدوء.


سارة :

 خلّصت المدارس؟


ياسر :

 أيوه، ووقّفت الباص وابتسمت للمدرسة كأنها شايلة أمانة غالية. بكرة هاجيبلها شوكولاتة هدية. 


سارة :

 خير يا عم الحنية! مالك النهارده؟ شايفاك فايق ورايق.


ياسر :

 ما هو لو صحيت على وشك كل يوم كده، مش هعرف أزعل أصلاً.


سارة عملت نفسها مش متأثرة،

بس الحقيقة قلبها اتنقَل نقلة صغيرة جواها.

الست بتعيش بالكلمة الحلوة حتى لو عملت نفسها مش فارقة.


سارة :

 طب روح على شغلك قبل ما مديرك يفتّح تحقيق.


ياسر :

 هو المدير أدامك أهو. مش أنا اللي ممكن اتشرد.


سارة :

يلا يا أستاذ المدير، إمشي قبل ما أقولهم تكلموني لما تطردوه.


ياسر :

حاضر يا ست البيت. إدعيلنا.


سارة :

 ربنا يسهّل لك طريقك ويفتح لك أبواب الرزق.


وقف لحظة، بصّ لها نظرة صافية، وافتكر ليه اختار البيت ده والحياة دي.


ياسر :

 آمين يا رب، ويخلّيكى لينا.


خرج. الباب اتقفل، وسارة وقفت ثواني تمسح الترابيزة وتجمع الأكواب. هدوء البيت بعد خروجهم كان زي حضن، بس كمان فيه نقطة فراغ صغيرة كده، الست بس هي اللي بتحسها.


روان… صباح جديد..


في الجهة التانية من المدينة، روان كانت واقفة أدام المرايا تربط طرحتها وتظبط بلايزر شغلها.


أمها ندهت من الصالة :

 روان، الفطار جاهز، تعالي كلي لقمة قبل ما تنزلي.


روان :

 ماشي يا ماما جاية.


قعدت على الترابيزة، بيض مسلوق، جبنة بسيطة، شاي. حياة هادية زيها.


الأم :

 هتعدّي على سارة النهارده ولا لأ؟


روان بابتسامة :

 لا يا ماما، كل يوم مش معقول. الناس دي عندها بيت وحياة.


الأم :

 أيوه يا بنتي. خليكِ عارفة إنك لازم تكون ليكى حياتك إنتِ كمان، مش تفضلي ضيف عند حياة الناس.


روان هزّت رأسها بهدوء. مش زعلانة، بس فاهمة.


روان :

 حاضر يا ماما. أنا مش تايهة والله، أنا بس.. باخذ نفسي.


الأم بصتلها بنظرة حنية عميقة :

 نفسي أشوفك مستقرة ومبسوطة.


روان :

 وهشوفك مبسوطة، بس ادّيها وقت.


خذت شنطتها، قبّلت راس أمها وخرجت.


سارة لوحدها.. 

رجعت سارة للمطبخ، فتحت الشباك، ودخل هواء بارد منعش. جابت فوط، وبدأت تنظف الرخامة وتغسل كوبايات الشاي. والهدوء حواليها كان مريح، بس عقلها بدأ يسرح شوية.

فتحت الموبايل تبص على الواتساب، رسالة من روان :

"صباح الخير يا ست البيت "


سارة ابتسمت وردّت :

"صباح الورد يا قلبي. ربنا يسهّل يومك."


قربت الكوباية من شفايفها، وغمضت عينيها ثانية، مش مجهدة، بس عاملة حساب الدنيا. كل ست عندها لحظة كده في اليوم تتنفس وتقول : الحمد لله.


نسرين بلعجيلي 


ياسر في الطريق...


في العربية، ياسر ماسك الدركسيون ويسمع إذاعة خفيفة، إبتسامة على وشه، ومشاعر هادية جوّاه، مش عارف يوصفها، راحة؟ إمتنان؟ ولا مجرد يوم جميل وخلاص؟


هو نفسه ماكانش واخذ باله إن فيه أيام بتتحفظ في الروح، وتبان بعدين لما الصورة كلها تتغيّر.


بعد ساعة، رنّ موبايل سارة.


سارة :

ألو!


روان :

 عاملة إيه؟ نخرج نشرب قهوة العصر؟ عندي استراحة النهارده.


سارة :

 ماشي يا بنتي، نطلع ساعة ونرجع قبل العشاء .


روان :

 إتفقنا. هعدّي عليكِ بعد الظهر.


قفلت المكالمة وهي مبتسمة. حياة بسيطة، بس فيها ناس بتحبك بصدق، وده رزق كبير.


سارة بعدها دخلت أوضتها ترتّب السرير وتفتح الشباك. الهواء دخل يشيل ريحة المسك الخفيف من الأوضة، والشمس واقفة عند نص الستارة كأنها بتقول لبيتها : صباحكم نور.


شدّت الملاية وبسطتها كويس، وبعدها فتحت الدولاب تطلع لبس خفيف للخروج.


وقفت لحظة قدام الهدوم، مش بتدوّر على فستان ولا شايلة هم شكلها، بس الست بتحب تكون مرتبة حتى لو خارجة ساعة واحدة بس.

إختارت بلوزة بسيطة لونها سكري وبنطلون جينز مريح، ومسكت عبير خفيف ورشّت منه، مش للزين.. لـ“مزاج اليوم”.


بصت في المرايا ثاني، بس مش نظرة تقييم، نظرة رضا صغيرة.

قالت لنفسها :

"الحمد لله، يوم كويس لحد دلوقتي."


عملت كوباية شاي جديدة، وقعدت على الكرسي جنب الشباك تتفرج على الناس في الشارع. كل واحد ماشي في عالمه، وهي في عالمها البسيط، الراضي.


روان في الشغل..

كانت قاعدة أدام الكمبيوتر في مكتبها بتراجع تصميم لعميل. ميزة روان إنها لما تشتغل، الدنيا كلها تختفي. تركيز، دقة، تنسيق. حتى شوية الموسيقى الهادية اللي في ودنها مش باينة.


رئيسها عدّى جنبها وقال :

الشغل حلو يا روان كالعادة.


رفعت عينيها بابتسامة صغيرة :

شكراً، بحاول على أد ما أقدر.


جوبها :

 واضح. خلي عندك إجازة بكرة نص يوم، أنتِ تستاهلي.


روان اتفاجئت، مش عشان الإجازة، لكن عشان حد شاف تعبها من غير ما تقول.


 شكراً أستاذ علاء، قدّرها جدًا.


رجعت تكمل شغلها. بس البسمة فضلت على وشها شوية زيادة.


فتحت واتساب بسرعة :

 "سارة، عندي نص يوم بكرة، نخطط لحاجة؟"


وردت سارة فورًا :

 "ننزل البحر؟ ولا نعمل يوم بنات؟"


روان ضحكت وبعثت :

"يوم بنات أكيد البحر ده محتاج راجل يشيل الفوط و المستحضرات."


ضحكوا كإن الدنيا سهلة ومش شايلة أسرار.


رجوع ملك..


وقت العصر، رجع صوت  الباب بيتفتح. سارة قامت بسرعة ولقت ملك داخلة شنطتها بتترنّح وراها كأنها راجعة من رحلة مش يوم مدرسة.


سارة :

 إيه يا بت، شكلك كنتِ في حرب مش مدرسة؟ 


ملك :

ماماااا، أنا شاطرة جداً، جبت نجمة في القراءة.


سارة :

 بسم الله ماشاء الله! تعالي أحضنك يا فصيحة.


شالتها في حضنها وقبلت خدها بقبلة طيّبة.

ملك بصوت مغرور صغير :

 أنا هبقى أكبر واحدة شاطرة في الدنيا.

روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili  

سارة :

 إن شاء الله يا روح ماما.


ملك :

 ماما، نروح عند روان؟ إشتقت لها.


سارة :

 لا، إحنا هنشوفها بعد شوية في الكافيه.


ملك :

يييييه! طيب ألبس فستان ولا ألبس تريننج؟ 


سارة ضحكت :

 إلبسي اللي يخليكِ سعيدة.


ملك جريت على أوضتها كأنها داخلة برنامج موضة. والبيت بقى فيه حركة صغنونة، النوع الحلو اللي بيخلي اليوم "حيّ".


لحظة خفيفة مع ياسر..


ياسر بعت رسالة وهو في المكتب :

"إنتِ وملك جاهزين للكافيه؟ ولا لسه في طقوس الاستعداد؟ "


سارة ردّت :

 "لسه في توتر إختيار اللبس "


ياسر ضحك وكتب :

 "ربنا معايا ومعاكم."


الحياة كانت ماشية بالحب البسيط ده، اللي مش بيعتمد على هدايا ولا كلام كبير، بس على تفاصيل صغيرة تمنّي القلب.


جهزوا للخروج..

روان وصلت تحت البيت وبعتت : "أنا تحت."


سارة نادت ملك :

 يلا يا عروسة جاهزين؟


ملك خرجت لابسة فستان صغير وردي وشعرها طاير من الحماس :

 جاهزة يا مامااا!


سارة ضحكت :

 هو إحنا رايحين حفلة ولا كافيه؟


ملك :

 حفلة، أنا وقلبي الحلو. 


طلعوا ونزلوا، لقوا روان واقفة بالسيارة، شباكها مفتوح، شعرها هوا خفيف يلعب فيه، إبتسامة هادية على وشها.


روان :

 بصوا ملك عاملة إزاي! دي ملكة مش بنت.


ملك :

 أنا ستايل يا روان. 


ضحكوا كلهم، وركبوا العربية مع بعض.


سارة :

 يلا نروح على الكافيه قبل ما ملك تطلب فستان جديد كمان.


ملك :

 هو في وقت؟ 


اليوم كان ما زال بسيط، زي أيام كتير بتمرّ من غير ما حد يلاحظ قيمتها. لكن ربنا كان بيعدّ القلوب بهدوء، من غير ما حد يفهم ليه.


والرحلة…

لسه في أولها.



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺




تعليقات

التنقل السريع
    close