القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية رقم 17 بقلم الكاتب إسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج


رواية رقم 17 بقلم الكاتب إسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية رقم 17 بقلم الكاتب إسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


لم تكن الصدمة وحدها ما يسكن صدر بدر؛ كان هناك شيء أثقل، شيء يشبه محاولة رجل أن يعيد تركيب قلبه بعد أن تكسّر دون إنذار،منذ أن دخل الشقة، لم يعد هو ذاته،خطواته صار لها وقع غريب، غير متزن،نَفَسه قصير، كأنه يلهث رغم أنه لا يبذل أي مجهود.

وضعت حنان كوب الماء أمامه، فانتفض بدر كمن لسعته نار خفية "ليه بتحطى المية هنا؟! أنا قلتلك متقربيش من المكتب!"

لم تكن هناك مائدة ولا مكتب. لم تكن هناك مشكلة أصلًا.

لكن الكلمات خرجت منه كرصاص مباغت.

تراجعت حنان بخوف، نظرت في عينيه تبحث عن تفسير، ولم تجد إلا رجلًا يقف أمامها يتصرف وكأنه مطارد من شيء لا تراه.

دخلت راما الغرفة بخطوات صغيرة، وما إن رآها بدر حتى تجمد وجهه، ثم تغير صوته فجأة:ـ "تعالي هنا… مين قالك ترسمي على الحيطة؟!لم تكن قد فعلت شيئًا الحيطة نظيفة.

لكن بدر كان يحتاج لسبب، لأي سبب، ليصب شيئًا من الجنون الذي يعتمل داخله.راما وقفت مكانها، ملامحها مرتبكة، لا تفهم ما يحدث.


جلس بدر على طرف الأريكة، وضع رأسه بين كفيه،كيف ليست ابنته؟كيف ينبت كيان شيطاني طفلًا؟

كيف عاش كل هذه السنوات معها دون أن يشعر بشيء؟

حاول بدر أن يقنع نفسه بالبساطة:

"هي اتخلقت منى… من دمى… أنا شفتها وهي بتكبر، أنا اللى وديتها الحضانة، أنا اللى علمتها تمسك القلم."

صوت آخر داخله لم يرحمه:

"وهل كان الكيان محتاج يولد؟ربما كان موجودًا… قبلها… قبل الزواج… قبل الليلة الأولى…"

رفع بدر رأسه بحدة،إن كان ما قاله الكيان صحيحًا، فهذا يعني شيئًا واحدًا:

الكيان لم يدخل حياته الآن، بل كان يسكن فيها منذ البداية

رمش بدر بعنف، كأنه يطرد الفكرة، لكنه أدرك الحقيقة الأكثر رعبًا،رمّا لم تولد لتكون ابنته. 


تحدثت حنان عن شيء ما—فاتورة، زيارة، خطة للغد—لكنه لم يسمع، كان يراها تتحرك، لكن صوته الداخلي كان أعلى منها:

"لو كانت راما ابنته… فلمن تشبه؟لماذا لم يرَ ملامحه فيها قط؟لماذا كانت تلك العيون… منذ أول يوم… لا تشبه أحدًا؟"

أمسك رأسه بيده الأخرى، وأحس بعرق بارد يسيل من رقبته، كأن جسده يحاول التخلص من شيء لا يقدر عقله على إنكاره.


اقتربت راما منه للمرة الثانية، سحبت بنطالها من كفه وهو لا يشعر، ثم وضعت رأسها على كتفه:

ـ "بابا… انت مش بتحبني؟"سقط السؤال في صدره سقوط الحجارة،لو قال نعم… كان يكذب، لو قال لا… كان يقتلها.

فعل ما يفعله الرجال حين تنهار اللغة،نهض وابتعد.


قال بصوت مكسور:

ـ "نامي يا راما… نامي لو سمحتى، لم يرفع عينه عنها. كأنه يخشى أن يرى شيئًا لا يحتمله.

جلس في الظلام، مغمض العينين، وصوت واحد يدور فى رأسه. 

لو كانت ابنته حقًا… ما كان الكيان قال ما قال.

لو كانت ابنته حقًا… لماذا يشعر أنه ضيف في حياة طفلته؟"

ثم جاءت الفكرة التي أنهته:

"لا يمكن لكيان أن يدّعي نسبًا… إلا إذا سبق وجود الأب."

فتح بدر عينيه مذعورًا، كأن أحدًا صرخ داخل أذنه:

الكيان لم يقتحم حياته،الكيان بدأ حياته،تجمد بدر،هذه ليست صفعة،هذه إعادة كتابة للذات.

راما حاولت الاقتراب من والدها، تمد يدها بخفة لتلمس كتفه، لكن بدر تنكّر لها بجفوة واضحة، صوته ارتفع فجأة وهو يصرخ:

—مش قادر أكون زي الأول!

انفجرت راما بحدة، عينان صغيرتان تتوهّجان بالغضب والخوف معًا:

—صديقتي قالتلي… هيعمل كده، مش هيسيبك غير لما ياخدك، ومش هيقدر يأخدك غير لو أهلك سمحوا بكده!

ارتفع بدر وجهه بدهشة وصدمة، عيناه تتفحّصانها وكأنه يحاول استيعاب كلماتها:

—مين صديقتك؟ هي مين؟

رفعت راما إصبعها بلا مبالاة نحو العروسة التي ترقص داخل العلبة في غرفتها.


بدر، رغم غضبه وانفجاره السابق، جلس على حافة السرير بهدوء متوتر، يحاول أن يستعيد السيطرة على نفسه. نظر إلى راما بعينين متشبثتين بأي أثر لفهم الحقيقة، وقال بصوت منخفض:


—راما… حاولى تشرحيلي بهدوء… صديقتك قالتلك إيه بالضبط؟ وماذا تعرف عن… عن الكيان؟


كان قلبه يرفرف في صدره، وامتزج شعور الإحباط بالغضب بالخوف، وكأنه يتشبث بأي خيط من المعلومات حتى لو بدا ضعيفًا، أي شيء قد يعطيه تفسيرًا لما يحدث.


دفع نفسه ليدخل مع راما الغرفة، يلتفت حوله إلى الألعاب والدمى، ثم جلس بالقرب منها وكرر الطلب بنبرة أكثر إلحاحًا:


—خلينا نسمع… من فضلك، قوليلنا كل حاجة. كل كلمة،حتى لو كانت غريبة… أنا لازم أعرف الحقيقة.


راما، وعينها تلمع، رفعت العروسة داخل العلبة وكأنها تنطق باسم صديقتها الغامضة، والدمية كانت تتحرك وكأنها تهمس بصوت بعيد، بينما بدر يحاول قراءة كل حركة، كل همسة، كل تفاصيل دقيقة، يبحث عن أي مؤشر عن الكيان، عن حقيقة ابنته، وعن الخيط الذي قد يعيده إلى ما يشبه الماضي الطبيعي الذي فقده.


بعد صمت طويل، جلست راما قرب بدر، تنظر إلى العروسة في يدها، همست أخيرًا بصوت خافت، كأن الكلمات تنساب عبر الشفة الصغيرة المنقبضة:


—صديقتي… قالتلي… إنها لو قالت أي حاجة… هيعذبني… ويخليني أصرخ… ويحبسني في الظلام.


وقف قلب بدر، شدته هذه الكلمات أكثر من أي تهديد مباشر، فالخوف في صوت راما كان حقيقيًا، وكان واضحًا أن ما تنقله الدمية ليس خيال طفلة، بل رسائل صادمة من عالم آخر، من كيان يعرف كل شيء ويضغط على حدودهم النفسية دون أن يظهر علنًا.


نظر إليها بدر، يحاول أن يخفف توترها، لكنه شعر بالعجز، إذ لم تعد الأبوة مجرد حضن أو كلام مطمئن، بل محاولة للتشبث بأي أمل وسط غموض يهدد العالم كله حوله.


الكيان رحل يا راما انتى شفتى بعينك صديقتك بتكدب !!

قال بدر موضحآ فكرته ،مستفذ إى كان لينفجر ويصرخ بالحقيقه

أغمضت راما عيونها وبعد دقيقه همست كأنها تخاف أن تسمع

صديقتى تقول ارجع بذاكرتك لنفس التاريخ منذ ٩ سنوات يابابا


اتكاء بدر برأسه منذ تسعة سنوات ؟ نفس التاريخ؟

قبل تاريخ ميلاد راما، تذكر بدر بآسى ما حدث معه فى تلك الأيام، ربط عن زوجته لأكثر من شهر، منع عنها، لم تسمح له الاقتراب منها ،حتى انصرف كل شيء فجأه

وبعد تسعة أشعر ولدت راما

يتبع 



بداية الجزء الثاني من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺 






أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close