رواية رقم 17 الجزء الثاني الفصل الاول بقلم الكاتب إسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية رقم 17 الجزء الثاني الفصل الاول بقلم الكاتب إسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
الشيخ صقر قال مش لازم تغير الشقة، الكيان الشرير رحل ومش هيرجع تانى، وان الكيان لما يرتبط بشخص مش صعب عليه يعثر علية فى اى مكان، اما لو كان تغير الشقة هيساعد مراتك تستعيد ثقتها ونفسيتها تتحسن مفيش مانع ،انا كمان بعد الأحداث إلى مرت بيا كنت محتاج اغير الشقة، الذكريات السيئه بتلاحقنى فى كل ركن ومكان، ورغم ان حنان مراتى مطلبتش منى نسيب الشقة إلى انى كنت بشوف فى عنيها رغبه بالهرب من الشقه.
بعد الحادثه بيومين كلمت الشيخ صقر اكتر من مره ومردش علية، كنت عايز اعرفه انى قررت انقل من الشقه لشقة تانيه
بس للأسف مفيش اى رد.
السمسار إلى كلمته عرضلى اكتر من شقه، اخدت حنان وراما بنتى اتفرجنا عليهم، حنان مكنتش مهتمه بنوعية الشقه اكتر من هروبها من شقتنا القديمة لدرجة انها وافقت على كل الشقق إلى اتفرجنا عليها.
راما وافقت على شقه كانت مسكونه قبلنا لأنه لقيت فيها غرفة اطفال واسعه وجميله والوانها عجبتها ،وفى النهاية اخترتنا الشقه إلى عجبت راما ونقلنا فيها كل الحجات بتاعتنا
بس حنان قررت انها تتخلص من كل ملابسها الداخليه، سبتها هناك وطلبت منى احرقها.
الشيخ صقر غادر الشقة بخطوات متثاقلة، ليس لأنه متعب جسديًا، لكن لأن ذاكرةً ثقيلة تجلس على كتفه.
المشي في الشارع لم يعيد ترتيب المشاعر، أضواء المحلات، صوت موتوسيكل توصيل ، شخطة كعب حذاء على رصيف رطب كلها أمور عادية تبدو له الآن كمنظر خلفي لشيءٍ أكبر كان يلمس عمامته بيده بين الحين والآخر كفعل اعتاد عليه — ليس ليتأكد من وضعها، بل ليفحص وجوده في جسد يتعب من الذكرى.
المشاهد التي تعصف بعقله لا تأتي دفعة واحدة؛ تأتي كسلسلة نقاط صغيرة تربط بينها لقطات،صوت الباب يُطرق في الشقة أُعيد إليه بصورةٍ تشبه نغمة قديمة،رائحة البخور الخفيف في الممر أرجعته إلى غرفة صغيرة في معهدٍ قديم؛ طاقة المكان مختلفة، أكثر احتقانًا لكنها واقعية جدًا: خشب مُبلى، صفائح ورقية عليها آيات مكتوبة باليد، ومروحة سقف لا تعمل جيدًا، هذه التفاصيل تعطي ذاكرته ثقة أنها ليست هلوسة — كانت حدثًا واقعياً حدث بالفعل.
في رأسه تترتب الأحداث كما لو أنه يقرأ دفتر ملاحظات قديم. الشيخ ناصر، الرجل الأكبر، كان عمليًا ومتحفظًا، لا يحب الخرافة،عرفه صقر كرجل درس الأصول والطبائع، متعمق في نصوص لا يشاركها إلا القليلين.
لم يكن ناصر مهووسًا بالغرائب، لكنه كان يدرك الحدود: ما يُذكر في الكتب ليس كله قابلًا للتطبيق، وبعض الأشياء تحتاج طرقًا احترازية خاصة.
الختم الذي ظهر في ذاك الدفتر القديم — كما يتذكره صقر الآن — ليس قطعة موسيقية من قصص الأطفال،كان ختمًا معدنيًا صغيرًا، حجمه لا يتجاوز راحة اليد، لكنه مُصنّعًا من مادة أثقل من الفولاذ، سُمكه يعطي إحساسًا ببرودة ممتدة، نقشٌ فوقه يشبه عينًا مُغلقة جزئيًا وحلقات دقيقة حولها،كان موجودًا داخل صندوق خشبي مطعّم، ملفوف بقطعة قماش داكنة، وموضعًا على منضدة صغيرة في زاوية الغرفة.
الشرح الذي سمعه من ناصر كان مباشراً: الختم تقنية قديمة — رمز عملي أكثر من كونه نصًا — وُضِع ليحدّ من تداخل كائنات من طبقات «ما بين» مع العالم البشري. ناصر لم يصفه بأسطورة، بل كأداة: لها شروط، حدود، وسلطة تعمل إذا احُترمت آلياتها. وأضاف بصوت منخفض أن أي تلاعب طائش بالختم قد يُخلّ بتوازن ضبطه: إذا لُمِس بلا بروتوكول أو نُقل إلى مكان غير محمي، فهناك احتمال لانحراف آثاره،هذا كلام تقني أكثر من كونه وعظًا — تحذير مهني.
كيف وقع صقر في ذلك؟ الحكاية لم تكن لحظة بطولية أو خيانة، لكنها لحظة بشرية: شابٌ يريد أن يفعل شيئًا جيدًا.
كانت الضغوط بسيطة — خوف من أن يترك الناس دون حماية، ثقة في قدرة المُعلم، وفضول عملي لمعرفة آلية الختم. في وقفة ضعف، مدَّ صقر إصبعه فقط على حافة المعدن ليتأمل برودته—لمسة قصيرة لم يقصد بها إلا الفحص، لكنه يكفي لبدء سلسلة من تداعيات لاحقة. ناصر صاح فورًا — ليس بتهويلٍ بل بخبرة صارمة — وأمره بسحب يده؛ لكنه كان قد لمس وأحسّ بشيء ينزلق داخله: إحساس بخفة، واهتزازٍ قادم من المعدن، ثم صدى ضحكةٍ قصيرة لم تكن من هنا.
عند وصوله إلى مسكنه، كانت ذاكرته لا تعني له مجرد صورة قديمة، بل خريطة تبين نقاط ضعف عملية: أين وُضع الختم، من عرف بموقعه، وأين فشلوا في بناء طبقات حماية كافية حول استخدامه. المشي في الشارع والتحرك إلى الشقة لم يطفئا الأسئلة، بل جعلها أوضح: كان يشعر بالمسؤولية، وبحاجة إلى مراجعة تقنية — ليست لتبرير الخطيئة، بل لمعرفة ما الذي يجب عمله عمليًا كي لا يتكرر.
وقف أمام باب منزله، وضع يده على المقبض لفترة أطول من المعتاد، ثم دخل. عمق الرتابة في الداخل — الأثاث، الأصوات المنزلية الاعتيادية، رائحة القهوة — وضع حاجزًا عمليًا بينه وبين الذكرى. لكنه يعرف أن الحاجز هش: الختم لم يكن شيئًا يمكن دفنه بالكلام. كان جزءًا من تاريخهم المهني، ومن خطأه الخاص.
قصد الشيخ صقر غرفته الداخليه حيث يوجد صندوق خشبى صغير قديم نقشت عليه آيات قرأنيه للحمايه
تنهد ثم فتح الصندوق، لفافة القماش الخضراء ظهرت
امامه ،عندما فتحها، لم يجد الختم.
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇


تعليقات
إرسال تعليق