رواية ملاذ الروح الفصل الثاني بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية ملاذ الروح الفصل الثاني بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
عبد الحليم (بعصبية):
فين البت؟! فين اللي خطفت البنت من حضني؟!
سكينة (ببرود):
دي في بيت ربنا، واللي عنده حاجة يقولها بهدوء، مش يزعق قدام الخلق.
عبد الحليم (يدفع الباب):
متلويش دراعي يا ست سكينة… أنا جاي آخد حقي… البنت دي وصيت أمها تسلمهالي.
(حنان تطلع قدام، وشها حازم رغم الخوف، تحط البنت على صدرها وتبص فـ عينه)
حنان (بقوة):
أمي ما وصتش حد غيري… وأنت آخر واحد تستأمنه على طفلة.
وفاء (تضحك بسخرية):
آه طبعا… وهي بنت سبعتاشر سنة هتعرف تربي رضيعة؟ ده إحنا لسه بنربيكوا!
حنان (بحزم):
أنا يمكن صغيرة، بس عمري ما مديت إيدي على أختي… عمري ما جعت واديتها رغيف ناشف… أنتو كنتوا بتسيبونا جعانين، وأنا اللي كنت بلملها من الأرض.
عبد الحليم (يصرخ):
أنا ولي أمرها قانونا! ومش هسيبك تهربي بيها! البنت دي لازم تروح دار ترعى فيه… أو معايا!
سكينة (تقف قدامه):
قول كمان مرة "دار" وشوف أنا هاعمل فيك إيه!
أنتو لو تهمكم البنت، كنتوا حفظتوها وهي نايمة فـ السطح في البرد… مش بتدوروا عليها لما بقت مصلحتكم.
حنان (بعينين مليانة دموع بس بصوت ثابت):
أنا مش خايفة منك يا خالى… ولو عاوز تمشيها قانون؟ ماشي… نروح للمركز… بس قدام الظابط، هقولله إنك كنت بتضرب ماما وهي بتموت، وإنك رميت هدومنا فـ الشارع يوم العزا… وهسجل كل جرح على جلدي باسمك.وقوله على الناس اللى كانو جايين يوم العزا.
(عبد الحليم يسكت لحظة، وشه يحمر، ومراته تحاول تهمسه في ودنه، لكنه بيزعق تاني)
عبد الحليم:
أنا مش هسكت! البلد كلها هتعرف إنك خطافة! أنا مش هسكتلك، فاهمة؟!
فوزية (من ورا الباب، بصوت عالي):
والله لو فتحت بقك كلمه كمان، هنلم عليك رجالة البلد! دي بنت شريفة وغلبانة، وقلوب الناس معاها، مش معاكو.
سكينة (بحدة):
اطلع بره يا عبد الحليم… قبل ما أخلي أهل الحارة يوقفوا لك زفة مش هتعرف تخرج منها.
(عبد الحليم يلف حوالين نفسه، يبص للناس اللي بدأت تطل من الشبابيك، وينسحب بغضب وهو بيرغي بكلام غير مفهوم، مراته ماشية وراه، والراجلين بصوا لبعض ومشيوا وراهم بصمت)
حنان (تنهار على الأرض، حضنة أختها):
أنا عملتها يا خالة… أنا وقفتله… أنا كنت فاكراه جبل… طلع قش.
سكينة (تحضنها):
وربنا ما يضيعش تعبك… إنتي مش بس وقفتيله، إنتي بدأتي تحمي بيتك… من النهاردة، انتي مش البنت الضعيفة، انتي الأم.
(الساعة قربت تكون 2 بعد نص الليل، "سكينة" قاعدة بتطوي هدوم صغيرة وتحطها ف شنطة قماش، و"حنان" واقفة بتلف البنت فـ بطانية خفيفة)
حنان (بصوت واطي):
أنا قلبي بيقرصني يا خالة… مش عاوزة أمشي وأسيبك.
سكينة (من غير ما ترفع عينيها):
أنا كبرت على الهروب يا حبيبتي… بس إنتي لسه فـ أول السكة.
ولو فضلتي هنا، الناس هتفضل تقول عليكي "اللي خطفت أختها"، ولا خالك هيسيبك ف حالك.
حنان (بمرارة):
هو أنا كنت همشي لو لاقيت حضن؟
أنا كنت هستنى لو لقيت باب مفتوح؟
أنا بس خايفة… مش عارفة هاروح فين.
سكينة (توقف الطي وتبص لها):
فيه واحدة ست كانت بتيجي المستوصف، اسمها "نعمة"، ست جدعة وعندها مركز صغير لرعاية الأيتام، بس مش حكومي… خاص ومتحرم.
هي قالتلي: لو يوم احتجتي مكان لبنت محتاجة أمان، ابعتيها لي.
حنان:
يعني أروحلها وأعيش هناك؟!
سكينة:
هتشتغلي، وتربي أختك، وتتعلمي… الدنيا مش هتديكي هدية، بس هتديكي فرصة… وانتي تستغليها.
(فجأة الباب يخبط خبطة خفيفة، "فوزية" بعينين حزينة، تدخل ومعاها كيس صغير)
فوزية (بصوت متكسر):
عرفت من سكينة إنك ماشية…
حنان (تقوم تسندها):
أنا آسفة يا خاله… بس دي مش حياة.
فوزية (تمد إيديها وتعطيها الكيس):
ده دهب أمك… كانت مخبياه فـ قماشة فـ هدومها القديمة… قالتلي لو جرالها حاجة، أديهولك… يمكن تحتاجيه يوم.
حنان (تنهار فـ حضنها):
أنا بحبك قوي… بس كل ما ببص لوش البنت دي، بحس إن لسه فيا نفس… ولسه أمي حواليا.
فوزية (تتمالك دموعها):
خلي بالك من نفسك… ومنها…
وإياكي تسمحي لحد يكسر قلبك من تاني.
حنان (تشد على إيدها):
أوعدك… المرة دي، أنا اللي هحميها.
(تطلع سكينة كيس تاني صغير فيه ساندويتشات وبطانية تانية)
سكينة (نص بضحك):
متنسيش إن الدنيا برد فـ الطريق…
وبلاش تركبي مع حد غريب، روحي الموقف، وخدي عربية من اللي بتطلع على طنطا، ومنها تركبي لغاية ما توصلي للمكان اللي قلتلك عليه.
حنان (تبوس إيدها):
مش هنسى جميلك طول عمري…
أنا هاجي تاني، أول ما أقدر.
سكينة (تحضنها):
أنا مش عاوزة غير تبعتيلي جواب تطمني عليكي…
ولو يوم احتجتي ظهرك، أنا هنا… الست سكينة مش هتتخلى.
(حنان تشيل البنت، وتحط الشنطة على ضهرها، وتخرج في هدوء والشارع ساكت، الليل مغطي كل حاجة إلا قلبها اللي بينبض خوف وأمل ف نفس الوقت)
بعد عدة ساعات
("حنان" بتقف قدام باب حديدي عليه يفطة مكتوب عليها "دار الرحمة – رعاية الأم والطفل"، شنطتها على ضهرها والبنت نايمة في حضنها، وشها عليه آثار تعب وسفر، بس عينيها متماسكة)
(تخبط الباب ٣ مرات… بعد شوية، تفتح شابة صغيرة الباب، وشها طيب)
الشابة:
صباح الخير… محتاجة مساعدة يا أختي؟
حنان (بهدوء):
أنا جاية من طرف الست سكينة… قالتلي إني ألاقي الست "نعمة" هنا.
الشابة (بترحب):
أهلا وسهلا… تعالى دخلي بسرعة، الجو برد والبنت وشها مصفر.
أنا "منار"، تعالي ارتاحي جوا شوية.
(تدخل حنان جوا الصالة، فيها شوية ستات قاعدين بيخيطوا، أطفال بيلعبوا فـ ركن صغير، الجو دافي، ريحة أكل خفيف جاية من المطبخ، "نعمة" ست كبيرة ف الخمسينات بتقرب منها، لبسها بسيط، عيونها فيها حنية ومراقبة ف نفس الوقت)
نعمة (بصوت هادي):
إنتي حنان؟
حنان (تهز راسها):
أيوه يا طنط… أنا جاية أطلب فرصة…
مش بس ليا… لأختي الصغيرة كمان.
نعمة (تقرب وتبص للبنت):
اسمها إيه؟
حنان:
مريم… عندها خمس شهور.
نعمة (تبتسم وهي تلمس خدها):
شكلها ملاك…
تعالي، تعالي نرتب لها سرير الأول.
(ياخدوها أوضة صغيرة فـ آخر الممر، فيها سرير معدن بسيط، ومرتبة نظيفة، "حنان" تحط "مريم" وتغطيها كويس)
نعمة (بهدوء):
سكينة قالتلي إنك هربتي من جحيم…
بس لو هتبدئي من جديد، لازم تبني صح…
هنا ماعنديش رفاهية الدلع… بس اللي عاوز يتغير، بيلاقي فرصته.وكمان مبحبش المشاكل ووجود البت دى معاكى هيعمل مشاكل وهيكتر الكلام عليكى وهتضري بسمعه المكان..... لو عايزة تفضلي متقوليش انها اختك او ليكي علاقه بيها كانها بنت من الدار وانا موكلاكي لرعايتها موافقه ولا ايه؟
حنان (بثقة):
أنا مش جاية أدور على راحة…
أنا جاية أدور على أمان…
وأوعدك، هشيل مسؤوليتي ومسؤولية أختي، حتى لو اشتغلت من الفجر لليل.
نعمة (تضحك بخفة):
كويس… لأننا بنصحى فعلا الفجر.
منار (داخله ضاحكة):
وأنا أول واحدة هتدخلك المطبخ… عندنا فطار بيتوزع بعد ساعة، تحبي تبدأي تغسلي الخضار؟
حنان (تبتسم):
ياريت… نفسي أشتغل بدل التفكير اللي ما بينامش.
(كلهم يضحكوا، "نعمة" تحط إيدها على كتفها وتبص لها بود)
نعمة:
اللي زيك يا بنتي… مش بس بيهرب، ده بيخلق من روحه حتة جديدة.
وإنتي خلاص… بقيتي أم.
بعد اسبوعين بدار الرحمة
(حنان واقفة فـ المطبخ، لابسة مريلة بسيطة، وشها بدأ يهدى، إيدها بتقطع طماطم بسرعة، و"منار" جنبها بتحمر بطاطس، صوت عيال بتضحك فـ الخلفية)
منار (بضحك):
بقيتي شاطرة أهو…
أهو طبختك النهاردة طلعت من غير ما نطلب إسعاف!
حنان (تضحك):
أنا كنت فاشلة ف الطبيخ، بس غصب عني…
كنت باكل اللي يتاكل وخلاص.
دلوقتي لما بشوف "مريم" بتضحكلي، بحس إني عاوزة أطبخ لها الحياة بحالها.
منار (تبص لها بحنية):
أكتر واحدة بتحب أختها هنا…
ربنا يعوضك خير يا حنان. بس ماتقوليش اختى احسن طنط نعمه تيجي تشد ودانا هههه.
(فجأة، جرس الباب يرن، منار تسيب المطبخ وتروح تفتح، يرجع صوتها من بعيد)
منار (من بره):
مدام نعمة!
فيه واحد واقف بيقول إنه جاي يسأل على "حنان"!
حنان (تشيل السكين فجأة، صوت قلبها بيعلى):
مين؟!
(تدخل "نعمة" بسرعة، ملامحها متشددة، تبص لحنان مباشرة)
نعمة:
إنتي مستنية حد من بره؟
حنان (تهز راسها):
لا… لا والله!
أنا ماقولتش لحد مكاني!
منار (من بعيد):
بيقول اسمه "ممدوح"، و… معاه صورة ليكي وإنتي شايلة البنت!
(حنان تحس رجليها بتتهز، تمسك الرخامة تستند، ووشها يصفر)
حنان (بهمس):
ده واحد من طرف خالي…
كان شغال معاه…
أكيد جاي يرجعني بالعافية!
نعمة (بحزم):
هدي نفسك يا بنتي…
إنتي تحت سقفي، ومش هخرجك لحد غصب عنك.
بس لازم أتكلم معاه.
حنان (تشد على إيدها):
بلاش تسيبيني لوحدي…
أنا هنزل بس وجودك جنبي.
(ينزلوا هما الاتنين على الباب، "ممدوح" واقف بدقن مش مرتبة، لبس ترابي، ماسك صورة فعلا… أول ما يشوف "حنان" يضحك بخبث)
ممدوح:
إيه يا ست البنات…
كله اتقلب لما اختفيتي!
خالك مولع الدنيا…
بيقول إنك خطفتي البنت وهربتي بيها!
نعمة (تقطع كلامه):
البنت!!!! بنت مين؟ … حنان لما جات هنا كانت لوحدها
مفيش خطف يا حاج، دا هروب من جحيم.
ممدوح (يبص لنعمة):
أنا ماليش دعوة بالحواديت دي، أنا مأمور أرجعها…
ولازم ترجع، دلوقتي!
حنان (بغضب لأول مرة):
قوله ييجي ياخدني بنفسه!
وأنا هقول قدام الكل اللي عمله ف أمي…
واللي كان ناوي يعمله فيا!
ممدوح (يعض شفته وبيبص حواليه):
انتي نسيتي نفسك ولا إيه؟
إنتي فاكرة إنك ف أمان؟!
نعمة (تقرب منه بخطوة):
خدها مني كلمة…
لو لمست الباب تاني، هبلغ الشرطة، وهي اللي تسألك: بتدور على مين وليه.
واشرب شاي على ما يحضروا المحضر.
ممدوح (يحاول يضحك بتهرب):
خلاص خلاص…
أنا ماشي، بس أنا بلغت… وراكم اللي جاي!
(يمشي بخطوات تقيلة، و"حنان" تبص للست نعمة والدموع مالية عينيها)
حنان (بهمس):
هو مش هيسيبني ف حالي يا طنط…
ده هيرجع… وهيخبط ببابي كل شوية.
نعمة (بحزم):
وكل ما يخبط، هنقفله في وشه.
أنا مش هسيب بنت زيك، عاوزة تعيش شريفة… تقع ف إيد اللي مات قلبه.
بعد 3 ايام
(حنان قاعدة على الكنبة، مريم نايمة جنبها، ونعمة قاعدة قصادها بإزازة مية وتسجيل قديم بيلعب ف الخلفية، منار داخلة بسرعة وهي ماسكة ظرف بني في إيدها)*
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇


تعليقات
إرسال تعليق