القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ملاذ الروح الفصل الاول بقلم آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

رواية ملاذ الروح الفصل الاول بقلم آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية ملاذ الروح الفصل الاول بقلم آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


 بيت خالي "عبد الحليم" 


(أصوات قرآن شغالة من الراديو، صوت نسوان بتعيّط، والبيت فيه لمّة عزاء. "حنان" بنت عندها 16 سنة قاعدة على طرف الكنبة، شايلا أختها الرضيعة، عنيها حمره من العياط، بس فيها خوف واضح. "عبد الحليم" واقف بيشاور لمراته "شوق" فـ المطبخ)


عبد الحليم:

شوق! خفي الصوت بقى.. الناس بتسأل، البت دي لسه قاعدة بالبت فـ حضنها ليه؟ مش قولنا هنبعتها عند خالتها يومين كده؟ ولا انتي ناوية تقعديها هنا ع الطول؟


شوق (ببرود):

وأنا مالي يا حاج؟ دي أمها لسه ميتة من ساعتين، خلى البت تشيل أختها شوية، ربنا يصبرها.


عبد الحليم (بصوت واطي بس غاضب):

أنا مش عاوز مشاكل.. العيال دول طول عمرهم هم و أمهم نقمة علينا.. أنا شايلهم من يوم ما دخلوا البيت ده. والبت الكبيرة دي لازم تتربى من أول وجديد. وتدفع تمن مصاريفي عليها هي وامها. انجزى بقى وشوفي هتودي الزفته الصغيره فين الناس زمانهم جايين. فضي المولد دا سامعه؟! 


(حنان سامعة كل كلمة، عنيها بتدمع وهي بتبص للرضيعة فـ حضنها، وتتكلم بصوت خافت)


حنان:

إنت مش خالى؟ مش كنت بتقول على أمى أختك؟ ليه بتتكلم علينا كده؟


عبد الحليم (بيقرب منها):

انتى مالك سامعة؟ ركزى فـ اختك ولا هقول لمراتي تشيلها وتوديها الملجأ.. كتر خيرى إنك قاعدة هنا أصلاً.


حنان (واقفة فجأة):

أنا مش هسيب أختى.. وأنا مش هقعد هنا دقيقة كمان!


شوق (بصوت مستفز):

وانتى هتروحى فين يا هانم؟ ده حتى القبر لسه ما اتردمش.


عبد الحليم (ساخر):

هتروح لأبوها؟ اللي هرب وسابهم؟ ولا لعمها المسجون؟ انتى حتى مش لاقية رغيف تاكليه، جاية تقولي مش هقعد؟


(حنان بتبص حواليها، ثم بتبص للباب، ثم لوش الطفلة، صوت قلبها بيدق بسرعة، بتقوم تمشي نحية الباب)


عبد الحليم (صارخ):

ارجعى مكانك! ولا والله لاعملك محضر هروب واختطاف كمان!


حنان (بصوت متهدج):

اختطاف؟ دى أختى يا خالى.. أنا اللى هربيها، أنا أمها من النهاردة، وانت لا ليك عليا حق ولا على ضفرها!


شوق (بتضحك):

يا بت انتى مجنونة؟ ده انتى مش عارفة تمسحى دموعك، هتربى بطفلة؟ ارجعى مكانك بدل ما أنده العساكر اللى فـ العزا برا!


(حنان بتفتح الباب وتجري، لابسة جلابية سودة، شايلة أختها فـ حضنها، وجريت وسط الزحمة، صوت صريخ النسوان، وعبد الحليم بيجرى وراها)


صوت جارة (بتزعق):

البت هربت! يا ناس البت خدت الرضيعة وهربت!


صوت راجل من الجيران:

دى مجنونة؟ دى لسه أمها متدفنتش!


عبد الحليم (يصرخ):

ارجعى يا حنان! ده آخر تحذير!


(حنان بتكمل جري وسط التراب والزحمة، دموعها نازلة بس ماسكة أختها بقوة، صوتها بيطلع وهي بتكلم نفسها)


حنان (بصوت مرتجف):

مش هرجع.. والله ما هرجع.. مش هغلط نفس غلطة أمى.. أنا اللى هحميكى يا مريم، والله ما حد يقربلك طول ما أنا عايشة..


(حنان ماشية بسرعة وهي شايلة "مريم" الرضيعة فـ حضنها، بتبص وراها كل شوية، بتحاول تهدى نفسها، والشارع فاضي غير من قطة بتعدي وبياعين بيقفلوا دكاكينهم)


حنان (بتكلم نفسها):

فين أروح؟ فين؟… لو رحت لدار سعاد، جوزها ما يطيقنيش… ولو رحت لعم صابر، هيبيعنا بخمسة جنيه للخال.


(توقف فجأة، تاخد نفس عميق، تبص في وش مريم)


حنان (بحنان):

ماتخافيش يا قلب أختك… أنا معاكي، والله ما حد يلمسك.


(تلف ناحيه بيت قديم مهجور على أطراف البلد، تبص حواليها ثم تدق الباب الخشبي بهدوء، الباب يتفتح ببطء، تطلع ست كبيرة في السن، شكلها طيب، لابسة طرحه بيضا وعباية سودا، دى "خالة سكينة")


سكينة (بدهشة):

حنان؟ ده وشك ولا القمر؟ إنتى بتعملى إيه هنا يا بنتى فـ نص الليل؟


حنان (بلهفة):

أمانة يا خالة… دخّليني… ماليش غيرك بعد ربنا.


سكينة (بقلق):

مالك؟ فيكي إيه؟ وأختك دى؟ مش كنتوا فـ العزا؟


حنان (تدخل بسرعة وتبوس إيدها):

ماما ماتت… وخالى كان عايز ياخد منى مريم… حسيت إنه ناوى يوديها لمكان ما يرضيش ربنا…والناس كانو جايين علشان ياخدوني... أنا خوفت… خوفت أسيبها هناك… خدت بعضي وجيت.


سكينة (تسندها تدخل):

يا ساتر يا رب… تعالى تعالى… تعالى اقعدى هنا… واهدى… خدى نفسك كده… وبلي ريقك بشوية ميه.


(سكينة تدخل تجيب كوباية ميه من المطبخ، وترجع تحطها جنب حنان، حنان تشرب وهي بتبص حوالين البيت البسيط)


حنان (بهمس):

مش هسيبها، حتى لو هبات فـ الشارع… بس انتى خبيني، أمانة عليكي… خالى ومراته مش هيسيبوني فـ حالي.


سكينة (بحزم وطيبة):

ولا هيوصلوا لك طول ما أنا عايشة… بيتى بيتك يا بنت أختي… والله لو جت الحكومة، ما هسلمك.


حنان (تعيط):

أنا تعبت يا خالة… تعبت… من وانا صغيرة وانا بشيل هم البيت… دلوقتي كمان هشيل بنت صغيرة؟! علشان ايه كل دا؟! علشان خال معندوش لا دم ونخوة عايز يبعنى لراجل خليجي يتجوزني شهرين ويدفع التمن وبعدها يبعنى للي بعده....  زى ما بيعمل فى بنات البلد بيضحك على اهليهم يقولهم انه هيشغلهم مصر وهيتجوزو زواجه زينه والناس من فقرها بتصدق وتبيع بناتها والبنات دلوقتى بمكان ميرضيش ربنا ومجبورين على عيشتهم..... بيرسم الورع والدين والسماحه والطيبه ادام اهل البلد وهو فى الحقيقه شيطان. 


سكينة (تمسك إيدها):

ربنا هو اللى اختارك… ووقت الشدة بيبان الأصل… إنتي بنت أصل يا حنان… وأمك كانت دايما تقول: "دي حنان قلبها أوسع من الدنيا".


حنان (بابتسامة حزينة):

كانت دايما تقول كده… وكان صوتها بيطمني… دلوقتي ساكتة، وسايبانى لوحدى…


(فجأة صوت خبط على الباب، حنان تشد نفسها وتاخد مريم في حضنها بسرعة، وسكينة تبص من الشباك)


سكينة (بهمس):

اهدى… دى فوزية جارتنا… شكلها جايبة عيش وراجعاله.


(سكينة تفتح الباب، وفوزية تدخل بسرعة وبصوت واطي)


فوزية (بهمس):

سكينة… البلد كلها مقلوبة! عبد الحليم بيصرخ فـ الشوارع ويقول البت خطفت الطفلة! وفيه ناس بتقول إنه راح المركز يعمل محضر!


حنان (تقوم واقفة):

محضر؟! على إيه؟ دى أختي!


فوزية:

هو بيقول إنك مش مؤهلة تربيها… وإن أمها وصت إنه ياخد البنت بعد موتها!


حنان (بعصبية):

كذب! أمي ما كانتش تأمنله على خروف! ده كان بيهنا ليل نهار… ومراته كانت بتضربنا!


سكينة (بحزم):

خليهم يعملوا محاضر… اللى معاه ربنا ما يخافش… بس لازم نفكر بسرعة، هتروحي فين بعد كده يا حنان؟


فوزية (بحذر):

لو فضلتى هنا، هييجوا يدوروا… لكن أنا أعرف واحدة ست فـ البلد التانية بتشتغل فـ جمعية خيرية، ممكن تاخدك عندها شوية… حد مش معروف، وتبدأي حياة جديدة.


(حنان تبص لمريم، ثم لسكينة وفوزية)


حنان:

أنا مش عاوزة أهرب… أنا عاوزة أعيش… عاوزة أربي أختي بعيد عن الخوف… لو في أمل نعيش فـ أمان، أنا معاكم.


سكينة (تهز راسها):

يبقى نبدأ من دلوقتي… والبداية؟ إنك تقومي وتخلي بالك من نفسك… البنت دى محتاجالك قوي.


(صوت خبطة شديدة على الباب، "سكينة" كانت بتغرف شوربة لـ "حنان"، البنت الصغيرة نايمة، وحنان تقف بسرعة وهي وشها شاحب)


حنان (بخضة):

ده خالى… عرف مكاني!


سكينة (بهدوء):

متخافيش… أنا اللي هفتح… وشوفي، لو حاول يمد إيده، هتشوفي سكينة التانية.


(سكينة تروح تفتح الباب، وفعلا بيكون عبد الحليم واقف، راجل غليظ، صوته عالي ووشه مليان غضب، وراه مراته "شوق" وراجلين من العيلة) 

يتبع 


الفصل الثاني من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه




تعليقات

التنقل السريع
    close