رواية العسقله الماكره الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه إيمان كمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
رواية العسقله الماكره الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه إيمان كمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
مسك راسه وضغط عليها جامد من الصداع، كان حاسس انها هتنفجر من كتر التفكير، مش قادر يفكر ولايقبل ان راجل غريب يملك قلبها غيره،
لازم في سر، وسر كبير، لابد انه يبان ويظهر، ومش هيسكت غير لما يعرفه.. ؟!!
فضل كتير في المكتب، لدرجة لاحظتها مرزوقة، واستغربت انه مخرجش لحد دلوقتي من الاوضة، راحت المطبخ وعملت له فنجان قهوة وخبطت ودخلت لاقيته في عالم تاني خالص، مريح على الكنبه وساند راسه لورا، وحاطط ايده على عينه مخبي بيهم اي ضوء، وحاله من السكون حواليه، لكن جواه صراع... واصوات اصواتها عاليه بتصرخ مش عايزة تسكت لحظة. فاق على صوت مرزوقة بتنادي عليه بصوت عالي، اتخض وقام مفزوع بيزعق فيها: في اية؟
حد ينادي بالطريقة دي يامرزوقة ؟!
هو انتي عمرك ما هتتعلمي الذوق ابدا، هو مفيش فايدة فيكي ياشيخه.
بصت عليه ومتكلمتش، صعب عليها نفسها اوي، حطت القهوة ومشيت من سكات من غير ما ترد عليه، حس انه زودها معاها، نادى عليها وقال: استني يامرزوقة.
لفت له وبصتله وعينها لامت عليه اوي، كانت الدموع عامله سحابه قدامها بتهدد بالنزول، حجبت الرؤيا ومش شايفاه كويس، قام وقرب منها ومسح بطرف ايده دمعه عرفت تتحرر وتسللت ونزلت على خدها وبص في عينها، حس برعشتها من لمسته، كان اول مره يلاحظ اد ايه عيونها عسليتها تسحر وعميقه لو حد بص جواهم يتوه في اعماق بحورها، لما طال النظر نكست مرزوقة عنيها رفعهم وقال: معلش يامرزوقة، أعذريني انا اعصابي تعبانه شوية، ومضايق وجت فيكي، شكرا على القهوة، فعلا كنت محتاجها جدا، روحي نامي الوقت اتأخر، عشان بكره ورانا حاجات كتير اوي، هننزل نجبها ان شاء الله.
ضمت حواجبها بتعجب وسألته: حاجات اية دي يا ياسر بيه؟
ابتسم غصب عنه وشرحلها التغيير اللي مفروض يحصلها في شكلها، فرحت وعنيها لمعت وظقطتت، وهو ضحك على براءتها اللي اقل حاجة ممكن ترضيها وتسعدها، واول ما اختفت من قدامه، قعد يشرب قهوته ورجع الزن تاني يسكن راسه وفكره بكل حاجة، معرفش يهرب منه غير انه يقوم يروح ينام، وقبل ما يروح اوضته دخل يطمن على والدته، ولقاها لسه نايمه مستغرقة في النوم ولا على بالها حالة الغليان اللي هو فيها، دخل اوضته وخد شاور، ولبس هدومه وريح على سريره، وغمض عينة في محاوله انه ينام يمكن يرتاح ويهدأ شوية.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
وابتدى يوم جديد، بأحداث أجدد، وشعور مختلف لكل الموجودين، شادية قامت فرحانه ومبهجة، فيها حاجة متغيرة، عينيها بتلمع لمعه بقالها كتير مشفتهاش، وشها منور، كأنها صغرت عشر سنين لورا، قلبها رجع يدق ويرقص من تاني بعد ما كانت كل دقاته صامته من غير صوت، عايشه لياسر وبس، دفنت نفسها بالحيا من لحظة ما قررت تضحي بنفسها عشانه؛ والنهارده بس حست انها عايشه من لحظة ما سمعت صوته، وبتحلم بقربه من تاني...
نزلت لتحت تشوف مرزوقة حضرت الفطار، دخلت لقتها مع نفسها بتغني وبتدندن اغنية قديمة قوي، وقفت تسمعها وسرحت في معانيها لما غنت:
أنساك ده كلام
أنساك يا سلام
أهو ده اللي مش ممكن أبدا
ولا أفكر فيه أبدا
ده مستحيل قلبي يميل
ويحب يوم غيرك أبدا، أبدا
*مهما مرت سنين عمري ما نسيتك لحظة، كنت ساكن جوايا، وفي نبض قلبي.
ولا ليلة ولا يوم أنا ذقت
النوم أيام بعدك
كان قلبك فين وحنانك فين
أنا أنسى جفاك وعذابي معاك
ما انساش حبك
أنساك ده كلام أنساك يا سلام
اهو ده اللي مش ممكن ابدا
*كل ليلة ادعي ربنا اني اشوفك ولو لمحه واحده في غفوه اخدها، كانت بتكون بنسبالي هي المخدر اللي ببخليني اقدر اعيش حياتي من غيرك..
كان لك معايا أجمل حكاية
في العمر كله
سنين بحالها ما فات
جمالها على حب قبله
سنين ومرت زي الثواني
في حبك إنت
وإن كنت أقدر أحب ثاني أحبك إنت
*كانت ومازالت حكايتنا اجمل واحلي قصة عشق، برغم عذابها والحرمان اللي عشناه، بس لسه قلوبنا بتنبض بيه لحد اخر نفس..
فضلت شادية تسمع مرزوقة وترد على نفسها في كل مقطع، وهي مش حاسه بيها، مشغوله في غسل المواعين وتحضير الفطار، واول ما لفت وشافتها قالت: اصباح الخير ياستي، اتاخرتي النهارده في النوم مش بعاده؟
قربت شادية منها، وابتسمت بسعاده وقالت: تصدقي يا مرزوقة ان النهاردة بس اول يوم انام فيه من سنين كتير اوي فاتت.
بصتلها مرزوقة وحطت صوباعها السبابه على دقنها بتعجب وسألتها: معقول ياستي !! واية السبب ياترى ؟!
شادية وهي بتحط الفناجين على الصينية، معرفتش ترد وتقولها ان ظهور سليم من تاني غيرها وغير لون الكون كله من حواليها، وانها حاسة ان عمرها رجع لمراهقتها وبتعيش اسعد لحظاتها، ابتسمت بمكر مرزوقة وسكت، وخرجت بالاطباق تحطها على السفرة، وطلعت تصحي ياسر عشان يفطر، خبطت بهدوء، ولما اذن لها انها تدخل، دخلت وبلغته ان الفطار جاهز، سألها ياسر: ماما صحيت؟
ردت بابتسامه بلهاء وقالت بسعادة: اه صحيت ومبسوطة، ووشها منور الدنيا كلها، معرفاش ليه؟
جاوب ياسر بهمس وقال بوجع: انا بقى عارف.
مرزوقة: بتقول حاجة ياياسر بيه؟
ياسر وهو بيسرح شعره، باصلها في المرايا وقال: متشغليش بالك انتي، انزلي وانا جاي وراكي، وبعد الفطار هنخرج على طول.
شاورت له بحاضر ونزلت وشادية سألتها عليه، وقالتلها انه نازل وراها، ثواني ونزل ياسر وشكله باين انه مرهق جدا، صبح عليها وكان صباحه جاف لاول مرة استغربت وسالته شادية: مالك ياحبيبي؟ شكلك تعبان ليه كده؟
ياسر باقتضاب: منمتش كويس، منشغليش بالك.
شادية باستفسار: في حاجة تعباك ياحبيبي؟
بصلها ياسر في نظرة لوم وعتاب معرفتش تفسرها ولا تحدد هو يقصد بيها اية، وقال: مش كل حاجة تنفع تتقال ياماما، في حاجات السكوت بيكون افضل كتير من الكلام، لان لو اتكلمنا وحكينا، هيكون الوجع اشد، متشغليش بالك انتي، واهتمي بصحتك.
شادية متعجبه طريقة كلامه اوي، وحاسه انه مخبي حاجة عليها ومش عايز يقولها دلوقتي، يمكن عشان وجود مرزوقة مش عارف ياخد راحته، قررت تسكت دلوقتي وبعدين تكلمه، فاقت من حديثها لنفسها بيقولها: ياريت ياماما تشوفي حاجة تلبسها مرزوقة عشان بعد الفطار هنخرج نشتري ليها لبس، ونغير شكلها.
شادية بتبلع لقمه في فمها، وهزت راسها وقالت: خلاص مفيش مشكله، بس كده النهاردة اليوم هيضيع ومش هيبقى في وقت للتمرينات.
ياسر بآسف: هنعمل اية بس مش مشكله لما نرجع لو قدرنا نكمل تمارين الاتيكيت والالقاء هيبقى كويس، ملحقناش يبقى بكره، وعلى فكره ياريت ياماما تكلمي مرسي يبعت لينا بنت تانية، عشان بالطريقة دي مرزوقة مش هتنفع تشتغل وتتدرب في نفس الوقت.
شادية مأكده: فعلا انا كنت ناوية اكلمه حرام كل ده يكون فوق راسها.
مرزوقة وشها جاب الوان، وبتوتر قالت: متشغليش بالك ياستي، انا ادها، هو يعني شوفتني قصرت في ايتها حاجة معملتهاش.
شادية بطبطب على اديها بحب وقالت: حبيبتي انتي دلوقتي مش مرزوقة اللي بتشتغل عندنا، انتي هتبقي بإذن الله ممثلة وهيبقي ليكي اسمك، وانتي عندنا من دلوقتي ضيفة، واصول الضيافة مش تشتغلي عندنا، عشان كده هنجيب حد يساعدنا.
بلعت ريقها وسكتت خالص، وده قلق شادية بس معلقتش، بص ياسر لمرزوقة وقال: خلصي اكل واجهزي يامرزوقة مع ماما.
قامت مرزوقة وخلصت اكل، ودخلت عملت القهوة ليهم، وهو شربها من غير كلام، وشادية قامت اخدت مرزوقة تشوف ليها فستان ينفع يجي مقاسها، دورت لحد ما اختارت فستان رقيق وطويل، ادتهولها وقالتلها: خدي يامرزوقة قسي الفستان ده في الحمام جوة، حاسه انه هيجي مقاسك مظبوط.
اخدته مرزوقة من اديها، وحطته على جسمها بتقسمه عشان يظهر وبصت لنفسها في المرايا وقالت: وهوووه يابوي والله هتبقي على افرنجي يامرزوقة، وهتلبسي زي بنات بحري.
شاورت شادية ليها عشان تدخل وتنجز، دقايق مرت وخرجت مرزوقة فرحانه بنفسها ومكسوفة، قربت منها شادية واعجبت من جمالها اللي كانت مخبياه ورا جلابيتها الفلاحي، مدت اديها وشالت من على راسها المنديل اللي رابطة بيه راسها، اتفك شعرها الطويل ورا ظهرها سايح بسواد الليل في عتمته، فردته شادية وهي عيونها معجبه بيها وقالت: ماشاء الله اية الجمال ده يامرزوقة !!
كل ده مخبياه، انتي طلعتي موزه الموزز.
اتكسفت مرزوقة وضحكت وقالت: يوه متكسفنيش بقى ياستي.
شادية وهي بتسرح شعرها وتعدل هدومها، وبتحط ليها بعض اللمسات البسيطة من الميكب اب، شكلها اتغير ١٨٠ درجة، ابتسمت لشكلها في رضا، ونزلت بعد ما لبست جزمه مناسبه تقدر تمشي بيها، واول ما نزلوا على درجات السلم، رفع ياسر عينه عليها ومصدقش ابدا ان اللي قدامه دي مرزوقة اللي جت من كام يوم تشتغل عنده، وقلبت كيان البيت من اول ما هلت عليهم، قرب منها بخطوات رزينه، ولمحت في عيونه الانبهار، في ثانية كانت خدودها انصبغت للون الأحمر، بدون ما يشعر ابتسم وقال: اية الجمال ده يامرزوقة؟
مرزوقة بكسوف همست: تسلم عيونك ياسي ياسر.
ياسر : مش قولنا استاذ ياسر مش سي، ولا اقولك قولي مستر ياسر اخف.
شاورت بعنيها وغمضتها، واتحركوا كلهم على اشهر المولات عشان يشتري لمرزوقة كل حاجة تحتاجها، من لبس بيت وخروج واكسسوارات كل شيء، وده كان بمساعدة شادية اللي اتفننت في اختيار لبس يليق على بشرتها، ومناسب لجسمها.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
قاعدة شروق في اوضة مكتبها بتابع شغلها، وعينها مش مفارقة تليفونها كل شوية بتبص عليه، على امل ان رسالة تجلها من عماد، ويعبرها، لما فقدت فيه الامل، نفخت بوجع وقالت بتوعد: ماشي ياعماد، ورحمة ابويا لأبطلك الطبع المنيل ده، ويا انا يا انت !! ومسيرك يا ملوخية تجي تحت المخرطة، وهتشوف شروق هتعمل فيك اية؟
رمت التليفون على المكتب وكملت شغلها وهي هطق منه، فكرت تتصل بخالتها كتير تشتكيه، لكن على اخر لحظة تتراجع لانها مش بتحب تدخل حد في مشاكلهم مع بعض، لانها مقتنعه ان اي حد غريب هيدخل الموضوع هيتعقد ويكبر، فأسلم حل انهم يحلوه سوا بدون دخيل، وحلم حياتها انه يفهم كده ويقرب منها ويتقابلوا في نقطة، لكن طبعه غالب مع كل آسف.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كل شوية تدخل مرزوقة تقيس حاجة في غرفة اللبس وتطلع بشكل وهيئة مختلفة، وعلامات الانبهار مرسومه على وش شادية وياسر، والدنيا كلها مش سعياها من الفرحه المرسومه على وشها، واخيرا بعد ساعات كتير مرت بين كل الاقسام اشترت حاجات كتير اوي، حاسب ياسر بالفيزا، والعامل شال كل الشنط في شنطة العربية، وقفت مرزوقة مره واحده وقالت لياسر والدموع بتنزل من عيونها: انا مش عارفه اشكرك ازاي يا سي ياسر على كل الحاجات الكتيرة اللي جبتهالي، كتير اوي عليا كل ده، انتوا لو اهلي مش هتعملوا معايا كل ده، انا اكيد امي دعيالي في ليلة القدر وربنا استجاب دعاها، ان حياتي تتقلب بالشكل ده في يوم وليلة، جميلكوا ده هيفضل مطوقني لآخر يوم في عمري.
ضمتها شادية من كتافها وطبطبت عليها، وقرب منها ياسر وقال بثقة: اولا انا معملتش لسه حاجة، وكل ده لو مكنتيش تستهلي مكنتش عملت اي حاجة عشانك، لازم تثقي انك موهوبه وتستحقي فرصة يامرزوقة، واهي الفرصة جتلك اتمسكي بيها واوعي تضيعها، لان الفرصة متجيش مرتين، اثبتي للدنيا كلها ان مرزوقة الفلاحة البسيطة هتقدر تقف قدام الكاميرا وتمثل وتخرج موهبتها بمنتهى البساطة وعدم التكلف، واتاكدي لولا إيمان مجدي وتمسكه بيكي، وتشجيعه لموهبتك مكنتش اتشجعت انا كمان ووقفت معاكي.
مرزوقة مركزة في كلامه اوي، ومسحت دموعها بطرف صوباعها، وبصتله بنظرة اتأكد منها ياسر ان اللي واقفة قدامه دي انسانة تانية غير اللي يعرفها، حب نظرة التحدي والقوة لما قالت بكل ثقة: وانا يا ياسر بيه مش هضيع الفرصة من يدي، وامسك فيها بإيدي وسناني، وعمرك ما تندم انك ساعدتني ووقفت جنبي.
شادية بسعادة: هو ده الكلام يامرزوقة، واول لما نروح هعلمك ازاي تلبسي وتنسقي كل الهدوم اللي اشتريناها، وكمان هعلمك ازاي تحطي ميكب اب بسيط بدون ما اساعدك.
ابتسمت مرزوقة وقالت بحماس: وانا من ايدك دي لدي يا ست شادية، بس..
سكتت شوية وقالت: انا جعانه اوي ولما بجوع..
رد ياسر بسرعة: مش بعرف اركز ولا افهم، حفظنا ياست المفجوعة، يالا بينا نروح نشوف هناكل اية؟
ضحكوا جميعًا ثم توجهوا لإحدى المطاعم لتناول الطعام في جو مليان بالمناغشة من مرزوقة، اللي حولت ببراءتها وشغلت القلب اللي متحصن وعمره ما اعترف، لا بالحب ولا بعذابه وحيرته.
كانت بتحاول قدر المستطاع تنفيذ تعاليم شادية ليها، اللي كل شوية تبصلها بطرف عينها لما تاكل بطريقة مش صحيحة، فتنفخ وتعدل من طريقتها. وانتهوا من الاكل وروحوا البيت بعد يوم متعب جدا على للجميع، وبالاخص شادية عشان واقفة طول الوقت ورجليها كانت بتوجعها جدا، اول ما وصلت طلعت اوضتها واخدت العلاج والمسكن، وبعدين اخدت شور وغيرت هدومها واستريحت، مسكت تليفونها تتسلى وشافت كمية رسايل فويس مرسلة من سليم كتير اوي، فتحت اول واحده تسمعها:
سليم: وحشتيني اوي.
سليم: مش بتردي لية؟
سليم: طب اخدتي علاجك؟
سليم: اخبار الحقنه اية، ريحتك، ولا الألم لسه موجود.
سليم: شكلك مش فاضيه، تبقي تطمنيني عليكي حبيبتي.
سمعت كل الفويسات والسعادة مرسومه على وشها، اد اية بقالها زمن نفسها تحس ان في حد خايف عليها، ومهتم بيها وبأدق تفاصيلها، حتى لو مجرد كلمه وسؤال، الاحساس ده في حد ذاته بيسعد اوي.
بعت فويس تقول فيه:
شادية: انا كويسة الحمدلله، بس كنت طول النهار بره في مشاوير ورجعت هلكانه، شكرا لسؤالك.
اول ما بعتتها ثواني وكان فاتح سليم وسمعها، وفضل يكرر صوتها عشرات المرات بدون ملل او كلل، وبعدين كتب يقول: تستهلي الحمد حبيبتي، ارجوكي ارتاحي عشان العلاج يجيب نتيجة، وبلاش تتعبي نفسك، هستناكي بكره متتأخريش، الكلام هيكون طويل بينا، تصبحي على خير ياقلبي.
شادية قرأتها وردت عليه وقفلت الفون وهتستعد عشان تنام، افتكرت انها لازم تكلم مرسي الزيات ضروري، اترددت تتصل بيه دلوقتي عشان الوقت اتأخر، لكن بكره يومها هيكون مشغول مع مرزوقة، فقررت تتصل وهي وحظها، رنت عليه وثواني كان رادت عليها وقايل باعتذار: يا اهلا بست الهانم وست الهوانم كلاتهم، والله ياست ما ليكي عليا حلفان، كنت ناوي اتصل عليكي النهاردة واعتذرلك عشان اتأخرت عليكي في مجايب البنت اللي قولتلك عليها، بس والله معزور، وليا عذري البنت امها تعبت اوي وكان مفيش حد حداهم يخدمها، وقعدت جار امها تداويها لحد ما اتحسنت هبابه، وكنت هجبهالك بنفسي طوالي، والنبي ياست الكل ما تاخدي على خاطرك مني، ده اني مليش بركة غير رضاكي عليا.
شادية كانت بسمعه وبتحاول تسوعب كلامه، ازاي بيعتذر انه مجبش حد يشتغل هنا، ومرزوقة دي تطلع مين؟ ومين اللي باعتها؟ ولمصلحة مين بتشتغل؟ فضلت ساكته، حس مرسي انها زعلانه فقال: انتي لساكي زعلانه يا ست شادية؟
شادية بتيه: لا أبدا يا مرسي، ربنا ميجبش زعل، هسناك بكره تجبها، بس ياريت يكون بدري، مش متأخر.
مرسي: عيوني ياست الناس، على الظهر كده بمشيئة الرحمن هنكون حداكم، مع الف سلامة.
قفلت شادية ودماغها مش عارفه تسكت من كتر الاسئلة اللي بيطرحها علقها ومعندهاش إجابة ليها؟!
قامت تنزل تعرف الحقيقة من مرزوقة، واول ما وصلت اوضتها
ولسه هتفتح الباب سمعتها بتتكلم مع حد وبتقول بلهجة الأجنبية:
- هل اصابك الجنون ؟
كيف تهاتفيني في هذا الوقت ؟
ألم نتفق اني إذا اتاحت لي الفرصة سأقوم بمحادثتك ؟
- أجل كل شيء على ما يرام، لدرجة لم اتخيلها، والظروف تقف في صفي، وكأن الدنيا ستضحك لي من جديد.
وأكملت بسعادة تشبه العجرفه والثقه:
- الا تلاحظي على طريقة حديثي التي تغيرت ؟
- تمام تمام سلام.
قفلت معاها مرزوقة ولسه هتخبي التليفون، الباب اتفتح على مصراعيه..
وإلى هنا تنتهي احداثها عند هذا الحد لنتعرف غدا هتقول ايه مرزوقة؟
وياترى شادية هتصدقها؟
وهل شادية هترجع لسليم؟
كل هذا واكثر سنعرفه من خلال متابعتنا لروايتي الجديدة
#العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
#إيمووو
الفصل الثامن
ولسه هتفتح الباب سمعتها بتتكلم مع حد وبتقول بلهجة الأجنبية:
- هل اصابك الجنون ؟
كيف تهاتفيني في هذا الوقت ؟
ألم نتفق اني إذا اتاحت لي الفرصة سأقوم بمحادثتك ؟
- أجل كل شيء على ما يرام، لدرجة لم اتخيلها، والظروف تقف في صفي، وكأن الدنيا ستضحك لي من جديد.
وأكملت بسعادة تشبه العجرفه والثقه:
- الا تلاحظي على طريقة حديثي التي تغيرت ؟
- تمام تمام سلام.
قفلت معاها مرزوقة ولسه هتخبي التليفون، الباب اتفتح على مصراعيه،
بصلتها شادية ووجوه عينيها الف سؤال محتاج لتبرير، قربت منها وسألتها: ممكن افهم اية اللي سمعته ده؟
مرزوقة بابتسامه على وشها قالت: شوفتي بقى يا شوشو انا بقيت شاطره ازاي، واتعلمت كام جملة انجليزي وجمعتهم مع بعض، اصل انا محدش يتوقعني ابدا، وحبيت بقى اتفشخر على بنت صاحبتي في البلد اني اتغيرت وبقيت بلطم بالانجليزي.
سكتت لحظة وكملت وهي بتقرب من شادية وكملت: انا مديونه ليكي بكل الحاجات الحلوة اللي اتعلمتها في الوقت قصير ده على ايديك حببتي، ومهما اعمل مش هقدر اوفي مجهودك ابدا.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
ياسر بيحاول ينام مش عارف، بيتقلب على كل جنب شوية، فكره مشغول بحاجات كتير، طبل مش عايز يسكن، آنين وخوف من بعاد أغلى انسانه عنده تسيبه وتبعد وتتجوز، مجرد ما الفكره طرأت في باله ونطقها مقدرش يكملها، غمض عينه بوجع، وقال لنفسه يطمنها؛ مستحيل ماما تسبني ابدا، طارئته فكره تانية وفضلت تحوم وتلف في راسه، هل مرزوقة هتعرف تقوم بالدور؟ هل هتنجح ولا كل التعب ده هيروح وتفشل، وهو كمان يفشل معاها؟ فجأه بمجرد ماذكر اسمها جت صورتها قدام عيونه بهيئتها الجديدة، وشكلها اللي متوقعش انها هتبقى حلوه كده بملامح مصرية، شرقية اوي، اكتشف ان كل حاجة فيها حلوة.. عيونها اللي اول ما حد يبص فيهم يغرق في جمالهم.. ولا غابات شعرها الأسود بسواد ظلمة ليله الحزين، اتنهد لما افتكر منحنيات ورشاقة جسمها، هز راسه يستغبى عقلة انه فكر بالشكل ده، وقال بعتاب: استغفر الله العظيم، في إيه ياياسر من امتى هزت فيك بنت شعره واحده ؟ ولا انك تفكر فيها بالشكل ده؟ طول عمرك قافل على قلبك بألف ضبة ومفتاح، وواخد قرار مش هتغيره ابدا، لا للحب ؟! لا للجواز ؟!
ليه هتغير مبدأك دلوقتي؟! ويوم متغيره هتكون مرزوقة؟!
أعقل كده واستهدى بالله ونام احسن.
حاول يقنع نفسه بكلامه، لكن برضو النوم جفاه قام يشرب سجارة، وخرج يطمن على والدته ملقهاش، نزل تحت يشوفها، بص لاقها خارجة من اوضة مرزوقة فسألها: بتعملي اية دلوقتي عند مرزوقة ياماما؟
شادية بتوتر خايفة يكون سمع حاجة، بلعت ريقها وبسرعه فكرت وقالت: مفيش مكنش جايلي نوم، نزلت اعلمها تنسق الهدوم مع بعض ازاي عشان تشلهم في الدولاب، وقولت نتكلم شوية.
سكتت لما لاقت مفيش تعجب واضح على وشه، فسألته: وانت صاحي ليه لحد دلوقتي، منمتش ليه ياحبيبي ؟
نفخ دخان سيجارته وخد نفس وقال: مش جايلي نوم، عندي قلق، حاولت كتير معرفتش، قولت اروح اطمن عليكي اخدتي علاجك ولا لأ، خصوصا انك تعبتي النهارده مع مرزوقة ووقفتي كتير.
شادية بابتسامة حب على شفايفها، قربت منه وسندت على ايده عشان تطلع معاه في اوضتها وقالت: متقلقش انا باخد علاجي، ركز انت في شغلك واي حاجة بعملها تفيدك وتساعدك على قلبي زي العسل، متشلش همي خالص، انا سعادتي بتكون انك تبقي متهني وسعيد يا حبيبي، انا مليش غيرك في الدنيا.
ضمها ياسر بحب وخوف وهمس قال: بجد ملكيش حد غيري ياماما؟
شادية بتعجب ردت بسرعة: طبعا ياروح قلب ماما، انت كل دنيتي وناسي يا ياسر، حياتي قفلتها عليك من زمان اوي، عندك شك في كده؟
ياسر وهو بيحاول يهرب ويداري خوفه واللي جواه قال: لا طبعا معنديش شك يا ست الحبايب، وعشان كده انتي كمان ياماما كل عالمي، واكتفيت بيكي عن الدنيا كلها.
شادية وهي بتقعده جنبها على السرير قالت بوجه عبوس وبزعل: ولحد امتى هتكتفي بيا انا وبس؟
انا نفسي ومنى عيني تتجوز واشيل عيالك يا ياسر، عمرك بيجري وانت لحد دلوقتي مفيش ست دخلت حياتك امتى هتحب وتتجوز وتكون اسره ؟!
ياسر بوجع بان على ملامح وشه قال: تاني يا ماما مش بتزهقي من الموضوع ده؟ سنين بتتكلمي فيه واجابتي واحده مش بتتغير، مش هتجوز ابدا، مش هحب واكون أسره وبعدين يحصلي حاجة اسبهم لوحدهم وابني ولا بنتي يتيتموا وميلقيش حد يربيهم، ويحصل معاهم زي ما حصل معايا، فقدت ابويا وأمي في لحظة، يمكن ربنا عوضني بيكي وكنتي احلى عوض، وعمرك ما اثرتي معايا، كنتي ابويا وأمي وعمتي، صاحبتي وكل حاجة عايزها من الدنيا، ليه عايزاني اتجوز ويمكن عيالي ميلقيش حد زيك في حياتهم؟!
انا مستحيل احب ولا ارتبط.
شادية بحده: يابني استغفر ربنا، هو عشان حصل معاك كده، وابوك وامك عملوا حادثه هيحصلك انت كمان، خلي امانك بربنا كبير، لو كل حد عمل زيك عمر الدنيا ما هتعمر، ربنا سبحانه وتعالي امرنا نعمر الدنيا من بداية الخلق، هتيجي انت وعايز تغير نظام الكون؟ فين إيمانك يا ياسر، بلاش تشاؤم يا بني، العمر بيعدي ونفسي اشيل عيالك.
ياسر بخوف: حشا لله اني اغير نظام الكون، بس النظام مش هيقف لما ياسر يسري يقرر انه مش هيتجوز ولا يخلف؟
شادية بهدوء ردت: ما لو انت عملت كده، وغيرك فكر بنفس الطريقة، مش هنعمر والنسل هيقف.
بص مدخلنيش في مناقشة محورية وندخل نتفلسف فيها، انا بترجاك مش بطلب منك بلاش تضيع عمرك هباء، انا مش هعيش اد ما عشت، وهتلاقي نفسك في الدنيا دي عايش وحيد من غير ونيس يشارك وحدتك، ارجوك يا بني فكر في كلامي لأخر مره.
ياسر بصلها وبخوف في عيونه، قام ومسك كتفها هزهم وقال بدموع في عيونه : انتي ضحيتي يا ماما وكنتي ليا كل الدنيا، ازاي عايزاني اسيبك؟ وتيجي واحده تشاركك في قلبي ازاي؟ مستحيل يا ماما اسيبك، ولا حد يشاركني فيكي، انتي كل حاجة ليا، ومش عايز غيرك في حياتي.
شادية مدت اديها ومسحت دمعه فرت منه، وضمته لحضنها وقالت بحنان: اهدى يا قلب امك، مفيش حد يقدر يشاركني فيك ابدا، ده انت اللي طلعت بيه من الدنيا، وان كان على العروسة انا راضية ياسيدي.. ملكش دعوة، قابله وهحبها وهحطها في عيوني عشانك، انا ربنا اختارلي ده، ورضيت بيه وانا سعيده بيك وبعوضه... يا ياسر افهم سواء بيك او من غيرك انا مكنتش هتجوز ابدا.
قالت اخر كلامها بدون ما تشعر في لحظة تهور، وقف عندها ياسر وبصلها بعيون فيها الف سؤال وسؤال، حست انه عايز يتكلم، وهي مكنش عندها اي استعداد لفتح دفاتر لسه متكتبش فيها اخر سطر، ولا تعرف ليها نهاية، شاورت له بعنيها وقالت: لما يجي الوقت المناسب واقدر اجاوب على السؤال اللي شيفاه في عيونك هجاوبك من غير تردد، فكر في كلامنا تاني، ويالا حاول تنام وسبني عشان اريح شوية، تصبح على خير.
مقدرش يتكلم ياسر ولا يرد، كلامها كان في قطع للحوار، باس جبينها وخرج بعد ما اكدتله بدون قصد ان كان في راجل في حياتها زمان، ولسه عايش جواها، وفسر كلامها انها عايزه تجوزه عشان تعيش هي معاه... التفسير ده كان بمثابة الطعنة في قلبه، طعنها بيده جواه بكل قوة، حس بنزيفها ووجعها اوي، اتألم في صمت، حس انه رجع زي الطفل اللي اول مره امه تعوده انه ينام لوحده في اوضته، وحاول ينام مش عارف، ونفسه يروح يترمي في حضنها ويقولها متبعدنيش عن دفى حضنك وحنانك يا امي.
ضم احزانه ودفنها جوه قلبه، واتغطى وغصب نفسه ينام عشان يهرب من اوجاعه.
في الوقت ده بعد ما مشي ياسر وسبها لوحدها، حست انها ضايقته بدون ما تقصد، خصوصا لما شافت في عيونه اسئلة كتير اوي، حست ان لو في امل بيتولد بينها وبين سليم، ياسر موته في ثانيه، مستحيل هيقبل بيه في حياتها، صعب عليها مقدرتش تفرد جسمها على السرير ترتاح، اتحركت عند اوضته وفتحت بابه، لمحت عيونه اللي غمضها بسرعة لما حس بيها، ابتسمت بألم عليه فهو طبعه عمره ما هيتغير ابدا في الهروب من مشاكله بأنه يدعي النوم، قربت منه ومن غير اي كلام اخدته في حضنها، وهو ما صدق دفن راسه في صدرها وبكى زي الأطفال، وهي مسدت على شعره زي ما كانت بتعمل زمان وتهديه، وباست راسه وفضلت كده قاعده معاه لحد ما اطمنت ان نفسه انتظم وهدي خالص وراح في نوم عميق، غطته وقامت دخلت اوضتها والنار والحيره زادوا واشتعلوا من غير أي حطب، كانت مشاعر غيرة ياسر عليها اقوى من اي حطب، بكت على حالها مع حبيب عمرها؛ اللي اول ما حست ان حلمها قرب، اكتشفت انه هيبعد عنها اميال واميال من تاني.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
صحيت مرزوقة في معادها بكل همه ونشاط، قررت تفاجأ الكل بمرزوقة جديدة، فتحت الدولاب ووقفت محتارة تختار تلبس اية لبس مناسب تطلع بيه ويكون مريح، جت عينيها بعد طول تدقيق على جيمز بلون الكافي، برسمه ورده رقيقة من الصدر، حست انه مناسب مع لون بشرتها، طلعت بنطلون بني غامق، وكوتشي، وصرحت شعرها ورفعته لفوق، ونزل خيوط الحرير على ظهرها بحرية، وعملت مكياج يبرز جمال عيونها، وحطت روج نحاسي وحددت شفايفها بطريقة مثيره، وحطت برفان وخرجت وهي كلها ثقة بأنها غير الاول، حضرت الفطار ونزلت شادية، واول ما شافتها ابتسمت بمكر وقالت: اية الجمال ده يا مرزوقة !! ناوية على اية؟
قربت منها بحب وسندت اديها على كتفها وهمست: على كل خير ياقلب مرزرقة.
اتنهدت شادية وابتسمتلها، خلصت كل حاجة وخرجت تستنى ياسر اللي كان نازل على السلم واول ما عيونة وقعت عليها؛ وقف مبلم ومتنح للي سحرته بجمالها ومقدرش ينطق، حس بسخونه بتطلع نار من وشه، عينه مكنتش مصدقة كم التطور السريع اللي بيلاحظة فيها، لبسها وطريقة تزينها صعب ان مرزوقة تعمله بنفسها، قعد وسألها: أنتي اللي عملتي كل ده يامرزوقة، ولا ماما ساعدتك؟
مرزوقة بصت على اصناف الاكل وشاورت وقالت: لا انا اللي عملت الأكل والله.
ياسر كشر وقال: اكل اية وبتاع اية اللي بسال عنه، مقصدش خالص، انا بتكلم على اللبس والمكياج، والجمال الرباني اللي شايفه قصادي؟
رفعت عيونها تبصله اوي تلمح فيهم فعلا صدق كلامه، لكنها لاقت قوة مغناطيسية بتشدها وتجذبها تطول في لمعة عيونة وسرحت بدون ماتشعر، لاحظت سكوتهم شادية فردت بدلها بأعجاب: شوفت يا ياسو شطارة وتقدم مرزوقة، هي اللي عملت كل حاجة النهارده، وطلعت زي القمر ازاي.
ياسر اتنحنح وبص لشادية وقال بفخر: فعلا ياماما تعبك معاها واضح اوي، وبتتقدم بسرعه انا مندهش ليها جدا، عقبال يارب باقي التمارينات تتفوق كده؟
مرزوقة باصرار قالت: ده انا هبهرك.
ياسر وهو بيمد ايده وبياكل قال: وانا هستنى اشوف كل انبهاراتك يامرزوقة.
ابتسمت وابتدت تاكل زي ما علمتها شادية، عينة كل شوية مركزة معاها، وده خلاها تحس انها تحت المكرسكوب، اكلت حاجة خفيفة وصبت الشاي للكل، وسمعت صوت الباب بيرن، قامت تشوف مين، فتحت وشافت مجدي واقف بيسألها: ياسر يسري موجود لو سمحت؟
ضحكت مرزوقة ضحكتها العالية لما شافت ان مجدي معرفهاش، والكل بص على الباب ونادى ياسر مجدي بيقوله: تعالى يا ميجو، معقول معرفتش مرزوقة ؟
رجع مجدي يبص تاني ليها، ومسك اديها ولفها حوالين نفسها وعينه مش مصدقة ان دي مرزوقة الفلاحة وقال: مش ممكن تكون دي مرزوقة ابدا، اية الجمال ده يابنتي، انتي اتحولتي خالص، بقيتي طلقة وتحلي من على حبل المشنقه.
برغم ان كلام مجدي مفروض يفرحها، لكن علامات الضيق ظهرت على وشها، ياسر كان لسه هيرد لولا ان الكل اتفاجأ بدخول مرسي العياط ومعاه بنت عشان تشتغل بدل مرزوقة في البيت، هنا علامة الصدمة اترسمت على وشها لما عرفت اسمه، وبصت بسرعة لشادية عشان تلحقها، وبالفعل ادخلت فورا لانقاذ الموقف وقالت: اهلا يامرسي حمدلله على السلامه.
مرسي: الله يسلم عمرك يا ست هانم، انا جيت اهو بنفسي ومعايا البت هنية اللي كنت كلمتك عليها.
شادية في استعجال: اه، خشي انتي جوة ياهنية ولما الضيوف تمشي هفهمك تعملي اية؟ خديها جوة يامرزوقة.
مرزرقة قلبها واقع في رجليها:حاضر.
اخدتها وهي بتدعي ربنا الموقف يعدي على خير.
شادية انهت الكلام من مرسي واديتله حلاوة البنت وهو سافر تاني على البلد، بعد ما وصى هنيه على الوصاية العشرة.
رجعت شادية على ترابيزة الطعام تاني، وكان مجدي بيكمل فطارة وبيتكلم مع ياسر عن جمال ومفاتن مرزوقة، والغضب سيطر على ياسر ميعرفش ليه حس بضيق من كلامه، يمكن لانه عارف مجدي مش بيقدر يمسك نفسه قدام اي بنت جميلة بيحب يتغزل فيها ويوقعها، ولا عشان بيتغزل في مرزوقة بالذات ؟! حاول يغير الموضوع وقاله: دلوقتي عايزين نختار اسم حلو لمرزوقة يتماشى مع هيئتها الجديدة ويكون اسم الشهرة بتاعها، تفتكر نختار اية ؟!
وهنا كانت شادية اسرع وقالت بحماس: انا عندي اسم حلو قراته في رواية وعجبني، اية رأيكم في جهاد؟
مجدي وياسر بصوا لبعض وقالوا: جميل جدا، ولازم تتصف وتاخد من اسمها، وتجاهد فعلا عشان توصل، بس جهاد اية؟
فكروا شوية ولسه هيقترحوا، سمعوا صوت مرزوقة جاية وقالت: لطفي، جهاد لطفي، ايه رايكوا؟
الكل اثنوا عليه وعجبهم جدا، بالأخص ياسر، اللي عيونه كانت مرصاد لنظرات وتلميحات مجدي اللي مش بتنتهي مع مرزوقة.
انتهوا ودخلوا غرفة المكتب عشان يبداوا تمارين ورشة التمثيل، ودخلت شادية تعرف هنية هتعمل اية في شغل البيت، وامرتها تحضر القهوة ودخلها جوة المكتب.
سمعت شادية صوت تليفونها، خرجت وردت واول مافتحت الخط سمعت صوته، قلبها دق بسرعه شديدة، واتوترت اوي لما قال: وحشتيني اتاخرتي اوي عليا؟
شادية بهمس: معاد الكشف لسة بدري؟
سليم بوجع: انتي عارفه انا بقصد أية ؟
شادية بمرار علقم ردت: كان غصب عني، وربي عالم.
سليم بترجي: ولحد امتى هيفضل غصب عنك؟
سكتت شادية ومعرفتش ترد تقول اية؟ تقوله ان شكلها مش باين له لقا، حس بترددها، فقال: ليه مصعباها على نفسك ياحبيبتي؟
ليه مش عارفة تتخذي قرار؟
شادية بوجع: مش بأيدي القرار، زمان اخدت قرار دفعت تمنه غالي اوي، ودلوقتي الزمن بيعيد نفسه تاني بس القرار دلوقتي اصعب، لما اجي هشرحلك كل حاجة، التليفون مش هينفع.
سليم بلهفة: هنتظرك الباقي من عمري كله، مهما اتأخرتي عليا، هتلاقيني منتظرك ياشادية.
غمضت عينها بوجع على كمية الحب اللي حساها في نبرة صوته ومش قادرة تريحه وتعذب ابنها، قفلت ونار الحيرة شعللت فيها من تاني.
طلعت اوضتها، خدت علاجها وفضلت تفكر كتير في مصيرها مع سليم وازاي توصل لحل متعذبش حد منهم، لكن الاهم من ده لازم الاول تعرف حل لغز الجوابات اللي عمرها ما خدتهم من وقت ما سافر، ومين اللي كان يستلمهم نيابه عنها؟
غيرت ملابسها ولبست اجمل بدلة عندها، وجهزت نفسها ونزلت خبطت على ياسر وقالتلة: انا خارجة رايحه المستشفى عشان الحقنة يا ياسر.
انتبه ياسر وقام وقف وبضيق رد: لا استني هوصلك، متروحيش لوحدك.
شادية بهروب: مفيش داعي يا حبيبي، عشان متسبش مجدي لوحده، وكمان انا مش هتأخر، سلام.
ياسر باعتراض: يا ماما، استني بس.
شاورت باديها ومشيت مدتهوش فرصة، اخد نفس عميق وطلعه مرة واحده بغضب، لاحظت مرزوقة ضيقة، حاولت تدخله في الحوار مع مجدي وتخليه يشارك معاهم، مكنش متقبل في الاول، ومع الوقت عرفت مرزوقة تدخله في بحورها بكل بساطة من خلال مرة تأدي القاء المشهد بطريقة صحيحة، ومرة تتعمد تقوله غلط عشان يصحح ليها الغلط ده، وتقرب منه وتشاركة في القراية، وتختلط الأنفاس وتمتزج، والعيون تقول كلام كتير لا العقل قادر يستوعبه، ولا الشفايف قادرة تنطقه.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
وصلت شادية واتحركت بخطوات بطيئة بتقدم رجل وتأخر التانيه، خايفة من المواجهه... خايفة تضعف... خايفة تتوجع تاني وجع اشد من اللي عاشت فيه سنوات عمرها... لكن للأسف مفيش من المكتوب هروب، لازم هيحصل مهما حاولت تأخر.
وقفت قدام باب مكتبه، لسه هتخبط، لاقت الباب اتفتح، واول ما اتفتح لاقت سليم واقف بهيبته وعيونه بتلمع في نظرة شوق ولهفة ملهاش وصف، واتصدمت من اللي عمله....
وإلى هنا تنتهي احداثنا عند هذا الحد لنتعرف غدا سليم عمل اية صدمها بالشكل ده؟
وياترى حكايتها معاه هتوصل لبر الأمان، ولا هيتكتب عليها الفراق من تاني؟
وياسر هيقدر يتقبل سليم في حياة امه، ولا هيحاربه بكل اسلحته؟
كل هذه الاجابات هنعرفها لما تابعوا روايتي الجديدة المتواضعة..
العسقلة_الماكرة
بقلمـ إيمان كمال ✍️
إيمووو


تعليقات
إرسال تعليق