القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية العسقله الماكره الفصل الثالث والرابع بقلم الكاتبه إيمان كمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية العسقله الماكره الفصل الثالث والرابع بقلم الكاتبه إيمان كمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية العسقله الماكره الفصل الثالث والرابع بقلم الكاتبه إيمان كمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


ركز اوي في كلمات الأغنيه واستغرب وكان مندهش جدا، ومره واحده صرخ بأعلى طبقات صوته منادي على اسمها، واول ما سمعت صوته انتفضت وبثقت داخل صدرها من خضتها، قامت شادية مفزوعه زيها وميشوا هما الاثنين طالعين عنده، وركب مرزوقة بتخبط في بعض، ومش عارفه هي عملت اية غلط مسبب له الغضب ده، كل ده وهو مش مبطل زعيق ونفخ، وصلت قدامه واول ما لمح طيفها مسكها من ايديها بقوة من حديد، وجز على سنانه قال:

انتي جبتي الاغنية دي مين، واشمعنى دلوقتي غنتيها؟

اصفر لو وشها وجاب الف لون ولون، حاولت شادية تفك ايده، ولما معرفتش قال بحده: سيب ايدها يا ياسر، حرام عليك مش كده؟ البنت قلبها هيوقف من الخوف، هي عملت ايه بس عشان تزعق بالشكل ده؟

بص ياسر لشادية وقال وهو بيشاور على مرزوقة: الهانم بتغني الأغنية اللي كتابها في روايتي، انا عايز اعرف هي جابتها منين؟

نفخت شادية بغضب وقالت: بقى انت عامل كل الهوليله دي كلها عشان الأغنية دي؟

ياسر وهو باصص على مرزوقة اللي ميته في جلدها من عصبيته قال بتوعد: أيوة عشان دي مش زي اي اغنية، دي كانت مكتوبة في روايتي، وهي نفذت كل اللي مكتوب حتى بالحركات، عرفتي ليه بزعق؟! انطقي يازفته جبتيها منين؟ وفتحتي روايتي تاني من ورايا؟

مرزوقة استخبت ورا ظهر شادية، برعب من شكله، جز على سنانه وكرر اسئلته تاني، عشان تجاوب عليه ارتعش جسمها وقالت بتهته: ااانا مممش عاااارفة بتتتكلم عن اية اصلا.

ياسر بصوت عالي: انطقي واتكلمي عدل لحسن ورب العزه اديكي قلم يعدلك يامرزوقة.

مرزوقة بتبلع ريقها بصعوبه قالت: يابية الأغنية دي، انا بغنيها من زمان حدنا في البلد، من اول ما طلعت وهي اغنيتي اللي بحبها، ولما بكون فرحانه ومبسوطة بغنيها، واني ممسكتش ورقك من اخر مره.


خلصت كلامها بصعوبه وفضلت تبكي، اشفقت عليها شادية وحضنتها، وقالت لياسر بغضب: كفاية لحد كده يا ياسر البنت انهارت، صدفة مش اكتر، خلاص الموضوع انتهى، واتفضل روح خد شور عشان نفطر.

ياسر باعتراض قال: ياماما..


قطعت كلامه شادية وبصوت حاد: قولت خلاص ياياسر، يالا يا مرزوقة شوفي اللي وراكي.


اخدتها ونزلت تحت انظار ياسر الحارقة لها، غسلت وشها وابتدت تحط الاكل على السفرة، وكل شوية ترفع كم الجلابية تمسح دموعها اللي نازله، وقفتها شادية وقالتلها: ما خلاص بقى يامرزوقة، بطلي عياط ومناحة، الموضوع مش مستاهل، خلي قلبك ابيض، ووريني ابتسامتك الحلوة يالا.

ابتسمت مرزوقة ابتسامتها، واول ما لمحت ياسر نازل على درجات السلم، اختفت ابتسامتها واتبدلت لتكشيرة عامله ميه وحداشر بين حاجبها، ودخلت المطبخ تستخبى خايفة من بركان غضبه لينفجر فيها تاني، لاحظ ياسر تصرفها وقعد على منصة الطربيزه واستغرب من تصرفها وقال: هي مالها جريت كده ليه كأنها شافت عفريت؟

شادية وهي بتضحك على تصرفها: خايفة منك لتزعقلها تاني، معلش ياياسر طول بالك عليها، مرزوقة خام خالص، وجاية من مكان بسيط ومش واخده على الحياة المدنيه لسه، استحملها، وراضيها بكلمتين حلوين عشان خاطري.


زفر ياسر انفاسه وقبل يد شادية وقال: حاضر ياماما عشان خاطرك أنتي بس هراضيها، سمي الله وافطري عشان تاخدي علاجك ياحبيبتي.

شادية سمت الله وابتدوا ياكلوا، وطول الوقت وياسر ذهنه مشغول بقدرة مرزوقة في التعبير واداءها البسيط الغير مفتعل، مقدرش ينكر قدرتها في التعبير البسيط، لكن صوتها العالي وجنانها بيدو مذاق حلو لشحصيتها.

خلص اكل ونادى عليها، جت بسرعة تلبي طلبه ولسه التكشيرة على وشها، ابتسم لها وقال: فكي بوزك ده يامرزوقة، مش لايق عليكي الزعل، فين ضحكتك اللي بحب اسمعها.

ردت عليه بنفس التكشيرة وقالت: راحت مع الوبا يابيه، وادفنت كومان.

ضحك اكتر من ردها وقال: طب طلعيها بسرعة قبل ما تموت وتفطس.

مرزوقة بعند: لاء اني مبسوطة أكده، وملكش صالح بيا عاد، اني هنفذ كل اللي ست شادية تأمري بيه، لكن أنت دايما بتزعقلي وهاين عليك تضربني كومان.

شادية خافت ان ياسر يتهور ويضربها، فحبت تخلصها من ايده فقالت ليها: عيب تقولي كده يامرزوقة، يالا شيلي الاطباق، واعملي اثنين قهوة بسرعة.

مرزوقة بصوت هادي قالت: عيوني ياست شادية، يا اميرة، يا نسمة، ياشربات انتي بس.

ضحكوا على هذه المعتوه كما يسميها ياسر، وضرب كف على كف من كلامها وشخصيتها العجيبه اللي اول مره يصادف زيها، وقام ودخل مكتبه يفكر في مصير روايته.

دقايق مرت ودخلت مرزوقة تحط له فنجان القهوة، وكوباية الميه وهي ساكته مفتحش بقها بنص كلمه، وخرجت تحط قهوة شادية على الطربيزه، وبعدين طلعت تنضف الغرف فوق، بدات بغرفة شادية، رتبتها ولمعت كل حاجة، وشالت السجادة، لكن وهي بترفعها وقعت منها صورة لشاب في اوائل العشرين من عمره، بتقلب الصوره قرات الكلام اللي مكتوب وراها " إهداء إلى اغلى حبيبه، أحبك" اتنهدت مرزوقة بحب وقالت: ياما نفسي حد يكتبلي كلمتين حلوين أكده، امتى راح الاقي حد يعبرني ويقولي احبك يابت يامرزوقة، ولو حتى في الحلم.

مسكت الصوره ونزلت تنادي على شادية اللي اتصدمت لما قربت منها مرزوقة الصوره وبتقول: التصورية دي لاقتها ياستي واقعه على الارض في اوضتك.


اخدتها شادية بعد ما وشها جاب الوان من الحرج، لانها حست انها قرات اللي مكتوب، سكتت لحظات وشكرتها، وبعدين امرتها تكمل شغل.

واول ما طلعت بصت على الصوره بحب، بتذكر عنيها بملامحه وشكله، بس ازاي وقلبها وعقلها حافر ملامحه وناقشها جواه زي الوشم من سنين، لكن لاول مره تسأل نفسها سؤال ده: ياترى شكلك اتغير ياسليم، ولا زي ما أنت الشاب الوسيم اللي كل بنات البلد كانت بتتمنى بس تبص عليهم؟


انتهدت بوجع سنين كتير، وضمت الصوره ناحية قلبها، كأنها عايزة تدخلها جوه وتقفل عليها، ورجعت بذاكرتها لأخر مقابلة كانت بينهم....


شادية بترجي: انت لازم تعمل حاجة ياسليم، بابا المرة دي مصمم يجوزني لابن صديقة، وانا مستحيل هكون لراجل غيرك.

سليم الحزن معشش داخل عيونه رد عليها وقال: قوليلي اعمل ايه تاني واعمله ياشوشو، حاولت معاه كتير واتقدمت بدل المره عشره، وكل مره بيهني عشان معنديش اطيان زيه.

شادية بوجع: يعني خلاص، مفيش حل تاني، اتكتب عليا اقضي عمري كله مع راجل معرفوش، ولا بحبه؟!

والله ده حرام... انا الموت عندي اهون من اني اتباع في سوق العبيد بالشكل ده.

سليم قرب منها ومسح دموعها الغاليه لقلبه، ثم همس ليها وقال: مفيش غير حل واحد نتجوز وتيجي تسافري معايا البعثه اكمل تعليمي، ونبعد عن البلد والدنيا كلها، قولتي ايه؟


بصت له والحيره ارتسمت على وجهها، ازاي هتقدر تحط راس ابوها وأخوها في الارض، ويعيشوا طول عمرهم موطين راسهم في البلد نتيجة عملتها دي، فضلت ساكته مش قادره تتكلم، ومفيش غير الدموع هي اللي نازله زي الشلالات بدون توقف، حس سليم بترددها فقال: هتقدري تعيشي من غيري ياشادية، انا اسافر وهفضل هناك كذا سنة، هتتحملي تعيشي من غيري، انا عارف ان القرار صعب، بس للاسف مفيش حل تاني غيره.

نطقت شادية بسرعه وقالت: لا في، نحاول تاني مع بابا واخويا يمكن قلبهم يلين.

سليم بنبره يأس قال: ده لو الحجر الصوان لَان ابوكي واخوكي عمرهم ما يلينوا ابدا، بصي بابنت الناس انا قدامي اسبوعين بالعدد واسافر، مش قدامك غير انك تجيلي على المحطة يوم السفر هستناكي لحد اخر لحظة، لو جيتي هكون اسعد واحد على وجه الكره الارضيه، وهنكتب كتابنا اول ما ننزل مصر، وبعدها نسافر على طول، غير كده معنديش رد، الكره بقت في ملعبك، واختاري ياشادية، نار ابوكي، ولا جنة سليم.

قال كلامه بسرعة، وكل كلمه تخرج منه كأنها رصاصة موجهه لقلبها، ازاي يخيرها بين الحياة والموت، وجودها بجواره تمثل حياة جميلة نفسها تعيش فيها، والبعد عنه بمثابة الموت، سابها وتركها تعيش الحيرة والتردد، كل يوم بيعدي بتحس ان لحظة اعدامها قربت لو رفضت تروح معاه، وابوها مش راحمها كل شوية بيضغط عليها عشان تقبل العريس وهي بترفض بشدة، ويوم بيجر يوم، والاسبوع بقى اثتين، وجه يوم السفر، ومن اخر مقابلة كانت بينهم سليم مشتفهوش، قرر انه ميضغطش ولا يأثر عليها، وفضل لها الاختيار بدون ضغط. 

وحسمت شادية قرارها، وحضرت شطنة كبيره وهحطت كل هدومها فيها، وكتبت ورقة لابوها تعتذر فيها انها سابت البيت وراحت مع اللي اختاره قلبها، واتحركت ناحية الباب بشويش خالص، واول ما فتحته شافت ابوها قدامها، ارتعشت من الخوف لما شافها ماسكه شطنتها ومستعده للخروج، صاح فيها وضربها قلم على وشها وقعت على الارض من قوته وفضل يضرب فيها ويصفعها على خدها ويضربها برجله في كل اجزاء جسمها لحد ما قوتها انهارت ومش قادره تتحرك، ومع كل ضربه يزعق ويقول: عايزة تحطي راس ابوكي في الطين يافاجره، انا ادفنك بإيدي يوم ما تعمليها ياناقصة رباية، انا هربيكي من اول وجديد، عايزة تهربي معاه مش كده، انا هحرق قلبك عليه، زي ما عايزة تموتني ناقص عمر، اول ماسمعت انه ممكن يأذية، دبت الروح فيها وزحفت على ركبتها وقربت من رجل ابوها تبوسها وبدموع عينها قالت: موتني انا يا بابا، وادفني بس بالله عليك متأذهوش، عشان خاطر اغلى حاجة عندك، انا هنفذ كل اللي انت عايزه بس هو يعيش في سلام، اللي هتقوله هعمله.


لمعت عينه بشر، وزق رجله وضربها وقال بقوة: يعني موافقه تتجوزي طارق ابن العياط؟


هزت راسها بالموافقه وهي بتتقطع على حببها اللي هتسيبه من غير وداع، لكن للاسف مفيش في اديها حاجة تعملها غير انها تضحي بروحها عشان هو يعيش في أمان بعيد عن بطش ابوها ونفوذه.

قامت بعد محاولات كتير، ودفنت نفسها في غرفتها، وفضلت تبكي على حببها اللي سافر وهو فاكر انها اتخلت عنه، وصوت صفير القطر العالي بيرن في ودنها، زي مايكون انزار بيقولها خلاص فات الوقت، وعمرك هيدفن مع راجل مش بطيقي تشوفي وشه، وتعيشي عمرك معاه، حست بكسره وضياع وهي مسلوبه الاراده مش عارفه تعمل اية، كل اللي شاغلها بس هو ان سليم يكون في امان، ومش مهم اي حاجة تانية تهون.

رفعت راسها للسماء، وبكت بدموع العين تتوسل وتدعي لربها انه يحصل معجزة وجوازتها متمش من ابن العياط، حتى لو كان الثمن موتها، فالموت بالنسبه ليها رحمه انها تتجوزه.

وكأن ابواب السماء كانت مفتوحه في اللحظة دي وتقبل ربها الدعاء، وحصلت المعجزة، لكن تركت وجع جواها متمسحش لحد اليوم، يوم ما كان اخوها ومراته جايين البلد يحضروا الجواز، وعملوا حادثة مات هو ومراته، والوحيد اللي نجي ابنهم ياسر، اول ما وصل الخبر لابوها قلبه متحملش ومات من صدمته، واتقلب الفرح ميتم وعم الحزن على القصر شهور، واعتنت شادية بابن اخوها وحبته زي ما يكون ابنها، وعاشت عشانه ورفضت فكره الجواز مطلقًا. 

واصبح ياسر كل دنيتها وهو اللي فاضل من ريحه أهلها، وخلال السنين دي كلها متعرفش اي حاجة عنه، ولا شافته، ولا تعرف له عنوان، كانت بتتمنى انه يبعت ليها اي جواب تتطمن عليه، لكنه ما صدق سافر ونسي حبه وكل حاجة بتربطه بالبلد. 


رجعت شادية من ذكرياتها على صوت مرزوقة بتقولها: اني خلصت ترويق فوق ياستي، ياخبر دي القهوة بردت ياستي أعملك غيرها؟ 

بصت لها شادية ومسحت دمعه خانتها ونزلت وقالت: شكرا يامرزوقة، مليش نفس، انا هطلع استريح فوق، وانتي حضري الغداء. 


مرزوقة بتبص عليها وشايفة الحزن اللي مالي وشها وحست ان الصوره اللي ادتهلها هي السبب، خصوصا انها ماسكها في ايدها، اخدت فنجان القهوة وراحت على المطبخ تغسله وتحضر الاكل، وطول ماهي واقفه مش مبطله غنى كأنها راديو متنقل، وصداه واصل لحد ياسر اللي انزعج من دوشتها، لكن مرضاش يقوم يسكتها عشان ميزعلش امه، فضطر يسكت ويتحمل دوشتها، لكن بينه وبين نفسه مش قادر بنكر جمال بحة صوتها، وجمال اداءها للاغنية اللي بتغنيها بدون نشاز، زي ماتكون هي نفسها المطربه، وبدون مايشعر لقى ايده احتضنت قلمه رفيق دربه وابتدى غير ملامح بطلته وياخد من تصرفات مرزوقة ويضيفها في السيناريو،وطول ما هو بيكتب الابتسامه مش مفارقة وشه. 


الباب خبطت كذا مره، سابت مرزوقة المواعين اللي كانت بتغسلها ومسحت ازيها في جلابيتها كالعاده، وراحت ناحية الباب تفتحه، واول ما فتحته؛ لاقت راجل طويل، عيونه بسواد الليل المظلم، وشعره الكثيف مرجعه لورا، مزروقة سألته: انت مين يا سي الافندي؟ 

الشخص بيحاول يزقها عشان يدخل، بس هي واقفه كيف الحيطه وحاطه ادبها على الباب عشان تمنعه، كررت سؤالها وهو رد: ياسر موجود؟ 

مرزوقة هزت راسها وقالت: سي ياسر جوه، انت مين؟ 

اتنهد وقال: وسعي كده انتي هتفتحيلي محضر سين وجيم. 

وزقها ودخل، وهي صوتها ارتفع وزعقت فيه وقالته: انت يابيه رايح فين أكده !! هي كانت وكاله من غير بواب، ولا وكاله من غير بواب، اقال على رأي المثل سكتناله دخل بحماره، اقف اهنا وكلمني، ياياسر بيه. 

سمع ياسر الدوشة اللي عملاها وخرج، ولاقي صديقة المخرج مجدي الألفي بيقول بحده: اية الكائن الغريب ده اللي مشغلها ياياسر، دي انسانه لا تطاق، أنت متحملها ازاي. 


بصتله مرزوقة بغيظ وغل، وقربت منه وهي حاطة اديها في وسطها، واتكلمت بجرأه شديده اتعجب الاثنين لما قالت: ما غريب إلا الشيطان، اكنش بعض الخلق، ولا ماشية اقطع في خلجاتي، ولا يكنش ناكشه شعري وبيشده، اقال كائن غريب اقال !! 


عض ياسر على شفته السفلى، وغمزلها عشان تسكت، ومسك ايد مجدي وقال: خلاص يامرزوقة ده المخرج مجدي صاحبي، ومكنش يعرف، روحي اعملنا اثنين قهوة مظبوطه من ايديكي يالا. 


اول ما سمعت اسمه، قربت ولفت حوالين منه وهي مش مصدقه انها شايفاه وبحلقت فيه وقالت: هو ده المخرج بتاع السيما اللي بيخرج الأفلام؟ 

رد مجدي باقتضاب: ايوة ياستي انا بلحمه وشحمه، عندك إعتراض؟ 


مرزوقة وهي لسه في حالة التيه قالت: انت بتشوف الممثله اللي زي لهفة القشطه شيراز؟ 

ضحك على اداءها وطريقة كلامها، هز راسه وقال: ايوة يامرزوقة بشوفها وبتمثل معايا. 

ضحكت مرزوقة وقالت: سلملي عليها وقولها مرزوقة بتحبك قوي قوي وبتبعتلك السلام، اياك تنسى السلام امانه. 

ياسر بزهق قال: خلاص بقى يالا روحي اعملي القهوة. 

مرزوقة بسعادة قالت: حاضر يابيه فريرة، وعندك اثنين قهوة وصلحوا يامرزرقة. 


ابتسم بسخرية مجدي ودخل لغرفة المكتب وقعد على الكرسي وسألة: انت جبت التحفه دي منين يا ياسر؟ 

ياسر وهو بيقعد خلف المكتب قال: والله ماجبتها، هي اللي طبت علينا زي القضا كده، مصيبه واتحدفت علينا، هي شعنونه بس مسليه لحد ما. 

سكت مجدي وفضل يتأملها وهي جاية تحط القهوة على التربيزه اللي قدامه، وبعدين خدت فنجان ياسر وحطته قدامه، وسألتة: تأمري بايتها حاجة ياياسر بيه؟ 

ياسر وهو بيشرب القهوة: لا شكرًا يامرزرقة، شوفي بتعملي ايه في المطبخ، واعملي حسابك استاذ مجدي هيتغدى معانا. 


مرزوقة وهي بتبص على مجدي وبتلعبله حواجبها قالت: هتنورنا ياسي مجدي، ويارب اكلي يعجبك ياسي مجدي، لو احتاجت حاجة نادي بس وقول يامرزوقة هجيلك فريرة ياسي مجدي. 


كاتم مجدي الضحك ومش قادر، يادوب اول ما خرجت فطس على روحه من الضحك بطريقه كلامها وشكلها الهيمان اللي بتتكلم بيه، بص على ياسر لقاه مش مركز معاه خالص، وسرحان في حتة تانيه، خبط على المكتب لشد انتباه وقال: ياهوو يا اخينا نحن هنا، وصلت لحد فين؟ 

ياسر بانتباه بصله وقال: مفيش بفكر بس البنت الفلاحة البسيطة اللي هتتحول لممثلة تكسر الدنيا بموهبتها واداءها الفطري، بحاول افكر مين اللي مناسب بعد رفض شيراز ؟! 


سكت مجدي ومسك قهوته وابتدى يشربها ويفكر معاه، دقايق وعرض عليه اسماء كتير من الممثلات عليه، وكل واحده يعرضها يرفض ويطلع فيها القطط الفطسانه، لحد ما يأس ومره واحده قام وقال: وجدتها !! وجدتها !! 

لسة ياسر هيسأله هي اية دي اللي وجدها، بس بص على الباب اللي اتفتح مره واحده، وشاف مرزوقة داخله من غير ما تخبط، بتصرخ ووشها مخضوض وقالت: الحق ست شادية يا ياسر بيه ؟! 


وإلى هنا تنتهي احداثها عند هذا الحد لنتعرف غدا اية اللي حصل لشادية؟ 

وهل القدر سيجمعها مع سليم، ام كتب عليهم الفراق للابد؟ 

وياترى اية اللي وجدها مجدي وكان عايز يقوله ودخول مرزوقة منعه؟ 


كل هذا واكثر سنعرفه من خلال متابعتنا في لروايتي المتواضعة 


#العسقلة_الماكرة 

بقلمـ إيمان كمال ✍️ 

#إيمووو

الفصل الرابع 


بص على الباب اللي اتفتح مره واحده، وشاف مرزوقة داخله  زي القطر بسرعة، ومن غير ما تخبط، بتصرخ ووشها مخضوض واصفر زي الليمونه وقالت: الحق ست شادية ياياسر بيه ؟! 


اول ما سمع ياسر اسمها قام مفزوع يجري باقصى ما عنده لغرفتها حتى منتظرش يسمع من مرزوقة حصلها اية، كل خوفه منصب للحظة دي على عمته، امه اللي طلع بيها من الدنيا، فهي كل ناسه ودنيته، اخيرا وصل ليها واول ما دخل لقاها واقعه على الأرض ومش قادرة تقوم وبتصرخ من وجع رجليها اللي بتاعني من وجعهم شهور، قرب منها بكل حب وخوف ولهفه بيشلها بيد من حديد، وحطها على السرير وقال بنبره حنونه: اية اللي حصلك ياحبيبتي، وقعتي ازاي كده؟

شادية وهي ماسكة رجلها اليمين وبتأن من الألم قالت: كنت داخله اتوضى ورجلي اتلوت واتنت  ومقدرتش اقوم، ولا حتى انادي على حد؛ لولا جت مرزوقة ونادتك.


ياسر وهو بيمسح دموع الوجع اللي نازله بدون توقف قال: الف سلامة عليكي يا ماما، طب حاولي كده تحركيها لحسن لا قدر الله يكون في كسر ولا حاجة؟ 

شادية بتحاول تطمنه، ابتسمت بصعوبه لما شافت الرعب عليه وقالت: اطمن يا حبيبي، مش لدرجة كسر، هي بس اتلوت وللاسف جت في رجلي اللي وجعاني. 

ياسر بخوف شديد: طب حركيها عشان اطمن. 

حركتها بصعوبه، ولما شافها بتحركها سألها:  هو فين المرهم اللي كاتبه الدكتور ادهنلك يسكن الألم شوية؟


شاورت شادية على شنطة علاجها، وهو مد ايده واخد المرهم، وابتدى يدهن رجليها براحه خالص، ويدلكها ليها لحد ما سكنت شوية من تأثير المخدر اللي جواه، شكرته وطلبت منه ينزل لصاحبه، وهي هتترتاح شوية، غطاها وقبل جبينها، وقال: ارتاحي ياحبيبتي، وانا هكلم الدكتور بتاعك نروحله عشان نطمن عليكي.

شادية وهي بتنفي براسها قالت: ياحبيبي مفيش داعي، انت دهنتها هتسكن دلوقتي، حاجة بسيطة قدر ولطف.

ياسر بحزم: لأ مش كل مره ياماما تتحملي الألم ومتكمليش كورس العلاج وتقولي بسيطة، انتي مش بتقدري تمشي عليها من الوجع، ولولا المسكنات مش بتعرفي تنامي، لو سمحت مش عايز معارضة تاني، ارتاحي دلوقتي وانا هحدد معاد مع الدكتور.

شاورت بالموافقه ومقدرتش تعارضه المرة دي زي كل مره، فهي فعلا تعبانه، سبها ونزل ومجدي اول ما شافه سأله عنها وطمنه، مسك تليفونه وطلب رقم الدكتور، وانتظر لحد ما يرد، وحكاله على حالتها و رد الدكتور قاله: يا استاذ ياسر انا فعلا مدام شادية تعبتني جدا، مريضة متعبه مش بتسمع الكلام، عدم انتظام مواعيد العلاج عمره ما هيجيب نتيجة ابدا.

رد ياسر بتهكم: طب والحل اية يادكتور؟ هتفضل تتألم كده كتير من خشونة الركبه، لازم في حل.

الدكتور بهدوء: الحل انها تلتزم بالكورس اللي أخدناه، وعمومًا انا كنت هكلمك النهارده مخصوص، في دكتور صديق ليا هيجي من بره في حالات هنا هيعالجها، وكنت مسجل اسم مدام شاديه في اول القايمه اللي هيكشف عليهم.

ياسر بفرحة: بجد طب دي حاجة كويسه اوي، امتى معاده.

الدكتور: يومين كده هبعتلك التفاصيل في رسالة.

ياسر: شكرا جدا يادكتور لحضرتك.

قفل معاه وهو بيحمد ربنا، ومستبشر خير في الدكتور ان يكون ربنا واضع في ايده الشفا لأغلى انسانه عنده.


لاحظ مجدي ابتسامته وده شجعه انه يقوله على اقتراحه، سكت ياسر وافتكر كلمة مجدي لما قال وجتها، فسأله تاني، بص له وعلى وجهه القلق، فقال بتلجلج: البنت اللي بتحلم تلاقيها.

ياسر بتعجب: مالها لاقتها؟

مجدي باندفاع قال مره واحده كلمته زي الرصاصة اللي خرجت من البندقيه بسرعه: مرزوقة !!

عقد ياسر بين حاجبه وكشر ثم سأل بتعجب: مالها مرزوقة، واية علاقتها بالموضوع اصلا ؟!

مجدي بتوضيح: مرزوقة هي اللي هتمثل الدور.


ياسر فتح عينه اوي، ومذبهل مش قادر يستوعب اللي قاله ضحك مجدي على شكله، مسك علبه السجاير، وفتحها وقدم له سجارة يولعها وقال: انا هفهمك.


ياسر رمى السجاره على المكتب بغضب، وضرب بإيده على المكتب بقوه، اتخض مجدي واتفزع وقال بصوت مرتفع: تفهمني اية بس، مستحيل اللي بتقوله ده ابدا، انت لو عايز تخسر وتسقط الفيلم مش هتقول كده؟

مجدي بتنهيده وبيحاول ينظم أنفاسه قال: يا ياسر الكلام مش بالشكل ده، اقعد وافهم وجهة نظري، انا لولا اني شايف ان يجي منها مكنتش ابدا هعرض عليك العرض ده، انا مش غاوي الفشل.


زفر انفاسه والتقط السجارة وولعها، واخد نفس يطلع فيه غضبه، ثم جلس على الكنبه وسند راسه لفوق، وكمل مجدي كلامه: افهمني ياياسر، انا من اول ما دخلت وهي لفتت انتباهي، ومش عارف انت ازاي ماخدتش بالك في تلقائيتها في التعبير بدون افتعال، خصوصا ان الدور اللي انت كاتبه متفصل عليها، فلاحة، مشاغبه، كل شيء متطابق عليها، يبقى اية المانع؟


ياسر اعتدل في جلسته وقال بحده:

المانع كتير اوي يامجدي، اولهم انها مش متعلمه وهتتعبنا جدا، ثانيا ازاي هنقدر نقنعها اصلا، ثالثا ودي الأهم هتحتاج وقت كتير عشان تتغير وتتعلم تتكلم، تلبس، تغير في شخصيتها وتتحول لسيدة مجتمع ومشهورة، ازاي هنعمل كل ده في الوقت القصير ده؟

مجدي بتحدي قال: سيبك من كل الحجج دي، المهم انك تقتنع وتوافق، وملكش دعوة بكل اللي قولته، دي حاجات في ناس متخصصه تعملها، مش صعبه يعني، وانا هتولى المهمه دي، انا بس محتاج اسمع موافقتك.

ياسر ساكت ومستمع لكلامه بيحاول يوزنه بمكيال العقل والمنطق، وبيفكر كويس قبل ما يرد، استعجله مجدي وهو بيشاور انه يتكلم فقال: مش عارف اقولك اية يامجدي، انت مخرج وليك نظرة، بس خايف تعبك يروح ومتحققش اللي نفسك فيه، وما ينوبنا غير اننا ضيعنا وقت على الفاضي.

مجدي بسعادة : ملكش دعوة بالوقت انا كفيل بيه، ومش مجدي اللي يراهن على حاجة ويخسر، وانا بقولك ان مرزوقة دي هتكسر الدنيا، وهتقعد شيراز واللي زيها في بيتهم، وهتندم ندم عمرها انها رفضت الدور.

طفى سيجارته في الطفاية، وبصله وهو مبتسم وقال: شكلك واثق ياميجو، وقدام اصرارك ده مش هقدر اقول لأ.


وفي اللحظة دي دخلت مرزوقة وهي مبتسمه اوي تحط العصير على التربيزة وقالت موجهه كلامها لمجدي: اني بحب افلامك اوي اوي يا مجدي بيه، خصوصا اخر فيلم ليك، اللي فيه البطله بتموت في اخر لقطة وبتعيط لما بتقول للبطل....


وهنا اعتدلت مرزوقة في وقفتها وادت المشهد بمنتهى البساطة والابداع  وباحساس يفوق البطلة نفسها، وبدون ما حد يطلب منها، كانوا منبهرين بأداءها لدرجة لم يتوقعها ابدا ياسر، معقول تمثل المشهد افضل من اداء الممثله اصلا، ومرة واحده وقف ياسر وفضل يسقف ليها باعجاب شديد.

 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 


بترن شروق على عماد للمره العاشرة وهو مش بيرد، نفخت بضيق من عدم رده، واتأكدت انه زعلان ومقموص منها، ودي اكتر صفة بتكرها فيه، انه زي الطفل الصغير كل شوية يتقمص ويزعل، اتنهدت بضيق وكلمت نفسها: ياربي عليك ياعماد مش هتبطل اسلوبك ده ابدا، اووف بقى، رد عليا، ثواني وجربت تاني، والمره دي رد عليها وقال بأختصار: نعم.

شروق بحده : اية نعم دي؟!

مش بترد عليا ليه، كلمتك اكتر من عشر مرات وانت ولا هنا، انت مش هتبطل طريقتك دي معايا ياعماد؟

عماد مدعي البرود: لما انتي تبقي تقديرني ابقى ارد عليكي.


شروق سكتت ومقدرتش ترد عليه، ولما صمتها طال قال: هتفضلي ساكتة كده كتير؟ طب اتصلتي ليه مادام انتي مشغله السايلنت كده؟

شروق بزعل: خلاص ياعماد، مفيش بينا كلام تاني بعد اللي قولته.


قالت كلامها وقفلت من غير ما تستنى رده، وفضلت تبكي من غير صوت، بتبكي وهي مش عارفه هتفضل كده طول عمرها معاه مش بيعرف يتفاهم ولا بيتناقش في موضوع يخصهم، كل اللي بيقدر عليه انه يتقمص ويزعل، وياخد جنب، ودي اكتر حاجة بتزعلها منه، ومع كل آسف مش عارفة تغيرها فيه.

اما هو بعد ماقفلت الخط، بص للفون في ايده وقال بتوعد: ماشي ياشروق بقى انا تقفلي الخط في وشي، انا هدفعك ثمن التصرف ده؟  صبرك عليا.

 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 


مرزوقة مكنتش مصدقة ان المخرج والمؤلف ممكن يعجبوا بأداءها البسيط بالشكل ده، وكانت السعادة مش سيعاها حاسة انها طايره وهتمسك النجوم بأديها، لكن اللي سمعته من مجدي المخرج خلاها تفقد الباقي من عقلها، ومقدرتش تتحمل كل المفاجأت دي دفعه واحده، واول ما انتبهت واستوعبت ردت قالت: يابووووي يابوووي اية الحديت اللي بتقوله ده يامجدي بيه، تمثيل اية اللي امثله، وه ابدا مايحصل، اني معرفش اقول كلامهم ولا امثل زيهم ابدا، ده لو اهلي في البلد عرفوا هيطيروا رقبتي ويقطعوني تقطيع، والنبي يامجدي بيه سبني في حالي، ودور على واحده تانية غيري، قال تمثيل قال. 


مجدي وهو بيحاول يقنعها: يامرزرقة اسمعيني بس، ياسر كاتب دور حلو اوي، وانا مش عايزك تمثلي خالص، كل المطلوب منك هتأدي الدور بشخصيتك دي، بدون تمثيل، كل اللي هتعمليه انك هتحفظي الكلام اللي هو كاتبه، ودي بسيطة هخلي حد من المساعدين عندي يقوم بالمهمه دي، الصعب بقى لما الشخصية تتحول وتبقى شخصية مرموقه في المجتمع وتصبح من المشاهير وسيدة أعمال وليها نفوذ وقوة.

يرضيكي ياسر روايته متطلعش النور وتتشاف، انتي فاكره اننا مدورناش، بالعكس عرضنا الدور على شيراز، رفضته، تخيلي بقى لما انتي تمثلي دور مكان نجمه زي شيراز هيبقى نجاح ليكي ازاي. 


مرزوقة تاهت في كلامه، خصوصًا لما ذكر اسم الممثلة اللي بتحبها، ونفسها تشوفها في الحقيقة، هتعمل دور اتعرض عليها، عجبتها الفكره بس لسه مازالت خايفة، فسألته باستفسار: طب دي هعملها ازاي بقى؟


ياسر ادخل في الحديث وقال: بالتدريب يامرزوقة، كل حاجة بالتدريبات هتبقى سهله، وفي ناس متخصصه في ده، هتيجي وتدربك، بس انتي ساعديهم واتعلمي.


مرزوقة ضحكت وقالت: هو بعد ماشاب ودوه الكتاب ههيهيهيهي

على فكره اني متعلمه ومعايا شهاده كبيره اوي.


مجدي بحماس قال: شهادة ايه يامرزوقه؟


مرزوقة بنبره فخر ورافعة راسها بعزة وقالت: معايا شهادة الإعدادية، بس بوي الله يسامحه اعدني في البيت عشان اخدم اخواتي الصغيرين، وقالي كفاية عليكي علام لحد أكده.


مجدي بعد ما خاب امله قال: طب ده حلو اوي يعني بتعرفي تقراي كويس؟

مرزوقة بفخر: امال اية، ده انا بقرأ لبلب، اصلي بحب القراية اوي، لما كنت في دوار العمده بشتعل فيه، بته النبي حارسها كانت بتجيب كتب وروايات من البندر تقرأ فيهم، لما كانت بتخلصهم كنت باخدهم اقراهم وارجعهم تاني، من غير ما بوي يعرف ولا ايتها حد.

قالت كل كلامها بحماس وسعادة، خلت ياسر يعجب بطريقتها وطفوليتها اللي لسه عايشة جواها فقالها: برافووو عليكي يامرزوقة، انتي كده هتساعدينا كتير، قولتي اية؟ موافقه تعملي الدور؟

مرزوقة بعد تفكير قالت: موافقه بس خايفة معرفش.

مجدي بنبرة تحدي قال: مادام خايفة تبقي هتنجحي، ومش هتنجحي وبس؛ لا هتكسري الدنيا.

مرزوقة بضحك: لاه يابيه مش عايزة اكسر الدنيا، اصل لما اكسرها مين راح يتفرج عليا بقى هيهيهيهيهي.


ضحكوا جميعا عليها، ثم عقد مجدي اجتماع مغلق، حددوا الخطوات اللازم تتعمل من اجل تغير مرزوقة وتحولها لشخصية تانيه خالص في اقل وقت ممكن، وعشان يتعمل ده صح، اجرى مجدي عدة اتصالات بمساعدية يجهزوا لتدريب مرزوقة في الالقاء، والاتيكيت، والازياء... وخلافه، وتم عمل جدول يومي لكل مدرس يجلها، وطبعًا كل ده هيتم في سرية تامه بعيدا عن الصحافة والسوشال ميديا، واول ما تجهز هتظهر للجميع.


مرزوقة كانت بتسمع كلامهم وحاسه انها في دنيا غير الدنيا، حياتها اتشقلبت مره واحده، ومش عارفه هتوصل لفين، وهل هتقدر تكمل، ولا هتغرق في اول الطريق، كل ما كانت عينيها تجي في عيون ياسر، تشوف فيهم تشجيع وقوة؛ تطمن للحظات بمجرد ما تأثير سحر نظرته يروح، ترجع تاني تخاف، لكن يستلمها مجدي ويدفعها بقوة ترجع تقوى من تاني، فضلت على ده الحال تنقل نظراتها بينهم وهي ساكته، وسابت كل زمام امرها ليهم، وربنا يصلح حالها بكل خير.

 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 


بعد ما انتهى الاجتماع الثلاثي، خرج مجدي يجهز كل شيء، عشان يبدأ من بكره تدريب مرزوقة، وقام ياسر يوصله وبعدها طلع يطمن على مامته، طرق باب غرفتها ولما سمع صوتها دخل وقعد جنبها وسألها: ازيك دلوقتي ياماما؟ 

ردت بحنان: الحمدلله ياحبيبي، سامحني خضيتك ياقلبي عليا. 

ياسر وهو بيبوس ادبها: انا مش اتخضيت وبس، لا انا اترعبت عليكي حبيبتي، كنت حاسس ان قلبي هيقف من خوفه عليكي ياماما. 

شاديه وهي بتملس على خده: ربنا يخليك ليا ولا يحرمني من حنيتك عليا ياحبيبي، كتير اوي عليا كل ده؟ 

ياسر بحب: ويباركلي فيكي يا اعظم ام، واحن ام في الدنيا دي كلها، انتي بالنسبه ليا عالمي ياماما، انتي امي وابويا، وعمتي، وكل الأهل والأحباب، انا معرفش حد غيرك انتي، كبرت في حضنك الدافي، عوضتيني عن ابويا وامي اللي ماحقتش اكون معاهم ذكريات، وكنتي انتي كل دول ولوحدك عمرك ما قصرتي معايا في حاجة، انا لو اقدر اجبلك نجمه من السماء واقدمهالك مش هتأخر، وبعد كل ده تقولي كتير عليكي، مفيش حاجة كتير على امي وعمتي، وحببتي ياشوشو. 


كانت شادية بتسمع كلامه والدموع بتغرغر من عنيها، مش قادره تستوعب كل الحب ده ليها، وانها قدرت تزرع محبه ابن اخوها في قلبه سنين والنهارده بتحصد الزرعة حب وموده، حست ان ياسر هو عوض ربنا ليها ورزقها بيه يعوضها عن عدم جوزاها وخلفتها، نجا ياسر عشان يكون ابنها اللي مخلفتهوش، ضمته في حضنها وطبطبت على ظهره بحنان، وكل واحد منهم كان بيدعي للتاني بطول العمر والصحه، خرج ياسر وحكى لها كل اللي حصل من شوية، واللي ناوي يعمله مجدي، علمات الذهول كانت مرسومه على وجهها، وبعد ما خلص قالت: بص انت عارف يا ياسر رأي في صاحبك مجدي كويس، مجنون ومتهور، وفي نفس الوقت عنيد، ولما يحط حاجة في راسه بيعملها، ومادام شاف في مرزوقة الموهبه؛ تأكد انه هيقدر غيرها وتنجحوا معاها، جرب ياحبيبي ومش هتندم، يمكن فعلا تقدر تعمل علي رأي المثل "من الفسيخ شربات" 


ضحك ياسر بشده على المثل وقال: والله يا ماما انتي عليكي شوية امثال انما عجب، ولوز اللوز. 

ضحكت معه، وبعدين اتكلموا في تفاصيل كتير تخص مرزوقة ومفروض يحطها في اعتبارة، واهمها تحويل مظهرها الخارجي، وتغير اسلوبها، وده اول حاجة هتبدأ فيها من بكره، وتخصص ياسر هيعلمها الالقاء وطريقة مخارج الحروف والكلمات تكون إزاي. 

دعت له من كل قلبها انه يقدر ينجح في تحولها زي ما هو عاوز، وبلغها بموعد الدكتور بعد يومين، شعور غريب كان قلبها حاسه، ومش عارفه تفسيره اية، في دقة زيادة قلبها دقها، يمكن خوف على تجربة ياسر؟ او يمكن عشان متحمسه للموضوع؟ مش عارفة؟ لكن اللي عرفاه وواثقة منه ان بكره هيبقى احلى من النهارده.

 * * * * * * * * * * * * * * * * * * 


ومر يومين وجه معاد الدكتور، ساب ياسر كل الناس اللي في بيته بتدرب مرزوقة، واستأذن منهم عشان يروح معاد الدكتور، لان صحة والدته عنده اهم من اي حاجة، وكان مطمن لان مجدي معاهم متابع، وصل للعيادة وانتظروا يجي دورهم، عدى بعض الوقت والممرضه اخدت بيناتها ودخلوا، اول ما دخلت وبصت للدكتور اللي قاعد خلف مكتبه، ولابس نظارته الطبيه وبدأ بالترحيب بيها وهو  باصص على الورق اللي فيه حالتها الصحية وقرأ اسمها بصوت عالي، ورفع عينه بسرعة البرق ليتأكد بعينه من الشخصية اللي قدامه، وهنا كانت الصدمه الجمتهم هما الاتنين،وحدش فيهم قدر ينطق بحرف...


ياترى ليه اتصدم كده الدكتور؟ 

وهل ستنجح مرزوقة في الوقت القصير ده في تعلم حاجات محتاجة لسنوات دراسه؟ 

وهل هتغير شروق طبع حبيبها عماد، ولا هتعاني معاه مع كل تصرف او مشكلة تقابلهم؟ 

َكل ده واكثر  من احداث مليانه بالاثارة والتشويق، وايضا الغموض مع لروايتي المتواضعة


العسقلة_الماكرة 

بقلمـ إيمان كمال ✍️

إيمووووو



الفصل الخامس والسادس من هنا



بداية الروايه من هنا






تعليقات

التنقل السريع
    close