القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية رقم 17 الحلقه التاسعه بقلم الكاتب إسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج


رواية رقم 17 الحلقه التاسعه بقلم الكاتب إسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية رقم 17 الحلقه التاسعه بقلم الكاتب إسماعيل موسي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


لم يكن الشيخ صقر من الرجال الذين يفزعون بسهولة،خمسٌ وعشرون سنة من ملاحقة العوارض والكيانات علّمته كيف يفصل بين الوهم والحقيقة، وكيف يقرأ الخطر في صمت الأشياء.

لكن تلك الليلة، حين عاد إلى شقته بعد جلسة طرد الكيان، أدرك أن شيئًا ما تجاوز كل خبراته.

فتح الشيخ بدر  باب الشقة، كالعادة، بخطوات محسوبة، لا شيء غريب للوهلة الأولى، المصحف على الطاولة، السجادة مطوية بعناية، كوب الماء في مكانه.

لكن قبل أن يخلع عباءته، اتجه مباشرة إلى الغرفة الداخلية، حيث يحتفظ بصندوق الختم ،داخل خزانة الملابس 


وجد الصندوق  في مكانه،ثقيل مغلق بإحكام، نقشٌ قرآني يحيط بوجهه الخشبي كتنبيه صارم لمن يخطئ الاقتراب منه.

جلس الشيخ على الأرض، رفع الغطاء بخبرة من يعرف الحساسية الروحية للأشياء، ولم يتوقع ولو للحظة أن يواجه الفراغ،__كان الختم قد اختفى.

 الصندوق لم يكن مكسورًا وليس عليه خدش واحد،الغبار كما تركه،بل إن الانطباع الأشد رعبًا كان أن الختم لم يغادر الصندوق، بل تلاشى منه،كأنه أُخذ من الداخل دون أن يلمس أحد الجوانب أو الأقفال أو النقوش.

ظل الشيخ صقر جالسًا لثوانٍ لم يستطع بعدها تقدير الزمن

هذه ليست سرقة،السرقة تترك أثرًا، ثم من قد يسرق ختم فضى قديم لا قيمه له ؟ هذه رسالة  منه 

لم يكن بحاجة إلى تفسير من شيخه القديم ناصر، ولا إلى إشارة من النصوص التي درسها عقودًا؛ يدرك تمامًا ما يعنيه اختفاء الختم، الكيان لم يغادر الأرض تماما او ربما  هناك من أكمل مهمته. 

ارتجفت يد الشيخ وهو يعيد الغطاء إلى مكانه بلا وعي،لم يعد قادرًا على المكوث في الشقة، الجدران لم تعد مكانًا آمنًا، والهواء صار أثقل مما يحتمله.

في اليوم التالي، دون أن يخبر أحدًا، نقل حاجياته الضرورية فقط، واختفى من العمارة كما لو أنه لم يوجد يومًا، لا أوراق رسمية، لا عناوين واضحة، لا اتصال بأحد.

اختار بيتًا ريفيآ  منعزلًا في أطراف أحدا القرى  بيتًا لا يمر أحد بجواره إلا عابر طريق ضائع، لا جيران، لا أطفال، ولا حياة بعد الخامسة مساء.

 في البيت الريفي المنعزل، حيث لا تُسمع سوى أنين الريح بين الأشجار، جلس الشيخ صقر على حصيره القديم، محاطًا بأكوام من المجلدات الصفراء التي بدت كأنها تنفست دهورًا من الأسرار، لم يكن المكان كبيرًا، لكنه كان مكتظًا بما يثقل العقل لا بما يملأ المساحة،مصاحف، مخطوطات، حواشٍ مقلوبة، ودفاتر تحمل خطوطًا مهزوزة لأسماء لا يجرؤ أحد على النطق بها.

كان البيت محصنًا بالأوراد، آيات معلّقة على الأبواب، ماء مقروء عليه في كل ركن، وروائح بخور خفيف لا تهدف إلى الطرد، بل لاسترجاع التركيز،ومع ذلك، لم يهدأ قلبه.

جلس الشيخ صقر في منتصف الغرفة، يحدّق في مخطوطة مفتوحة أمامه، والعرق يبلل جبينه رغم برودة الليل.

السؤال الذي ينخر عقله كان واحدًا،كيف اختفى الختم؟

الختم لم يكن مجرد قطعة أثرية أو رمزًا،كان قيدًا، صُمّم بنيّة حبسٍ لا اختفاء، تُنقش عليه آيات مخصوصة تشتعل عند المسِّ الشيطاني، حتى الجن العادي لا يقترب منه دون أن يحترق، فكيف إذًا اختُطف من داخله دون أثر؟أعاد الشيخ قراءة فقرة من كتاب قديم لشيخه ناصر:

"الكيانات العليا لا تكسر الحجاب، بل تتجاوزه، ليست قوة النار ما يمنعها، بل الجهل بوجودها،ارتعشت أصابع الشيخ.

هل فهم الآية أخيرًا؟

هل المشكلة ليست في قوة الختم، بل في من يعرف الختم؟

هنا ارتعد الشيخ  صقر،لو كان الكيان—ذاك الذي ظنه طُرد—قد لمس الختم دون حرق، فهذا يعني أنه لم يعد من الذين تمنعهم الحجب، بل صار من الذين يعرفون مفاتيحها

ثم ماذا لو أن الختم تم استدعائه عن بعد؟ 

رفع الشيخ رأسه كمن سمع صوتًا، رغم أن البيت غارق في صمت ثقيل، أدرك حينها أن ما يحاربه ليس جنًّا يتربص من بعيد، بل كيانًا تعلم طريق العودة.

وإذا وقع الختم في يده؟ أغلق صقر الكتاب بعنف، وكاد ينطق باسم راما قبل أن يبتلع الكلمة،ذلك الاسم وحده يكفي ليُحدث شرخًا في روحه،الختم لم يكن لحبس الكيان فقط،بل كان علامته،طابعه القديم،ورابطه الأول بعالم البشر.

وإن عاد له الختم… فلن يكون دخوله هذه المرة عبر الأبواب أو الجدران أو الظلال،بل عبر الحق الذي يدّعيه.

الشيخ صقر تنفّس بصعوبة، كأنه يختبر فجوة بين قلبه وقفصه الصدري،أدرك الآن ما كان يهرب من الاعتراف به:

الكيان لا يريد العالم، لا يريد الخراب،لا يريد السيطرة،الكيان يريد البنت 

والختم، الذي كان آخر سور بين العالمين، صار بلا حارس، صار ملكه.


راما مش بنتك، سمع بدر الكلمات من الرجل الذى ينظر اليه من خلال المرآه وعلى وجهه ابتسامه ساخره

راما بنتى انا يا بدر، مشكلة الإنسان انه كائن فضولى بيجرى ورا المصايب، كان ممكن ترضى يا بدر تكتم، تصبر

لكن انت اخترت انك تعرف الحقيقه، وانت وجدت الحقيقه

هل انت مستعد لتقبلها؟  جاهز انك تيدنى بنتى تعيش معايا ؟

صرخ بدر من الرعب، رأه الناس يصرخ كالمجنون داخل سيارة أجره لا سائق لها تقف أمام امام إشارة المرور تعطل الطريق.

يتبع 




بداية الجزء الثاني من هنا




لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺 





تعليقات

التنقل السريع
    close