القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قصد قلبي الفصل الثاني بقلم الكاتبه آيه شاكر حصري على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية قصد قلبي الفصل الثاني بقلم الكاتبه آيه شاكر حصري على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 



رواية قصد قلبي الفصل الثاني بقلم الكاتبه آيه شاكر حصري على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


خرجت من الحمام أجري وظهرت الصدمة على ملامحي، لما اللي توقعته حصل…

«فراس» كان واقف قدام أوضة جدتي، وماسك موبايلي بيقلب فيه، جريت عليه…


- إيه ده! إنت بتعمل اي؟

قلتها بعصبيه وأنا بخطف الموبايل من ايده، والفرشه لسه في بوقي، بصلي وهو رافع حواجبه، وقال:

- إيه اللي إنتِ كتباه على شات Al ده؟


قرب مني خطوة، فرجعت لورا، وبلعت ريقي بتوتر، ما أنا مش عارفه هو قرار إيه ولا لحد فين!!


مسح على ذقنه وقال بحده:

- صلي الفجر وصحي فريده تصلي، وكلامنا بعدين يا سلوى.


مستناش مني كلمة وخرج من الشقة، ووقفت مذهولة ومصدومة، وقلبي بيتنطط جوايا، كأنه عايز ينط من صدري عشان يهرب من الموقف اللي أنا فيه، وكل خلية في جسمي بتصرخ غضبانه من غبائي، حتى لساني نطق:

- يالهـــــــوي عليا!


وقفت ألف حولين نفسي وأنا بقول:

- أعمل اي! أروح فين واجي منين… اهرب؟ لا مش حل… أقول لـ فريده؟ لا مش حل برده! 


وسمعت صوت جدتي من جوه:

- يلا صحي فريده يا سلوى عشان نصلي جماعه.


- حـ حاضر يا تيته.

قلتها بنبرة مرتعشة، وبدأت جيوش القلق تهجم على قلبي، وأنا ببص في موبايلي وبقرأ شات Al، وبتخيل رد فعل «فراس» ويا ترى قرأ إي؟ وعرف ايه؟ قولوا معرفش ايه؟

لو قرأ الشات كله هيعرف بمشاعري لمحمد والله أعلم هيتصرف بحكمه ولا بغباء كعادته يعني!


اتوضيت وصلينا جماعه وأنا عقلي غايب بيتخيل شكل «فراس» وهو بيقرأ الرسايل، ورد فعله!


وقعدت أذاكر مع فريدة والأفكار بتدور جوايا… حتى لساني حاول يقولّها لكن مقدرتش!

ـــــــــــــــــ

الصبح روحنا الجامعه…

دكتور الكمياء الحيوية بحس إنه مركز معايا أوي، كان دكتور شديد وكل الطلبه بيهابوه وبيخافوا منه…

اللي متخيل إنه بيحبني ولا هيحبني، لا ارتاحوا دا من سن بابا يعني… مستحيل! يمكن يكون متضايق مني بسبب حاجه!


- سلوى راشد… ابقي استني… عايزك.

قالها الدكتور في المايك بعد ما انتهت المحاضرة، فقلت لفريده بخوف:

- يالهوي عليا… هو عايز اي؟ تعالي معايا!


- هو إنتي عملتي حاجه؟


سألتني فريده، فقلت بقلق:

- والله ما عملت حاجه!


رفضت فريده تيجي معايا واتحججت إنها رايحه مشوار وخرجت من المدرج…


روحت بخطوات ثقيلة، كان فيه طلاب واقفين حواليه، بيسألوه عن حاجات مش فاهمينها…

استنيت لما خلص، وبصلي وقال:

- تعالي يا سلوى.

قالها بهدوء لا يدل على إنه متعصب أو متضايق مني، وقفت قدامه وجوارحي كلها بترجف، وقلت بخفوت:

- نعم يا دكتور؟

سكت لحظات، تخيلت خلالهم حاجات كتير أوي ممكن يكون عايزني بسببها، لكن كل تخيلاتي طلعت غلط لما قال:

- مش عايزه تشتغلي؟


بلعت ريقي وقلت:

- أشتغل؟ آآ… الحقيقة مفكرتش في الموضوع ده.


- أنا عندي معمل ومحتاج فني معمل، هتتدربي تسحبي عينات أو تعملي التحاليل… إيه رأيك تجربي؟


بللت شفتاي وقلت:

- طيب هو… ممكن أستأذن بابا الأول؟


- أكيد طبعًا، وممكن برده تأجلي لبعد الإمتحانات عشان تركزي في دراستك.

وابتسلمي وشال اللابتوب بتاعه وخرج…


وقفت مصدومة وأنا باصه للسقف وبفكر، ليه أنا من دفعة حوالي ٤٠٠ طالب؟!

خرجت من الجامعة و«فريدة» بتسألني اي اللي حصل وانا ساكته ولسه مستغربة ومصدومة، قلتلها:

- هقولك في البيت!


وقفنا نستنى مواصلات فوقف الدكتور بعربيته قدامنا وقال:

- سلوى! تعالي أوصلك في طريقي.


اتوترت وبصيت لفريده والدكتور أصر يوصلني، فركبت لكن «فريده» بعدت بسرعه وهي بتلوح لي بإيديها بابتسامة وبتقول:

- عندي مشوار.


ركبت مع الدكتور وأنا مش عارفه تصرفي ده صح ولا غلط! ولسه مش مستوعبه اي اللي بيحصل؟!


مر الطريق في صمت، لحد ما قال الدكتور:

- فاكره الست اللي كانت رايحه تشتري لابنها علاج من صيدليه وحد سرق فلوسها وموبايلها وإنتي ساعدتيها؟


سكتت، مكونتش متخيله إن حد شافني لكن في الوقت ده الشيطان سرح بيا وقالي:

«اثبتي للدكتور إنك بنت مفيش منك، خليه يُعجب بيكي يمكن ينجحك بامتياز.»


وكمل الدكتور:

- الست دي كانت أختي، ودورت عليكي كتير عشان تشكرك ولما جاتلي الجامعه شافتك وقالتلي.


اتسعت ابتسامته وقال:

- أختي بتقول فيكي شعر، رغم إنها مابيعجبهاش العجب.


حمحمت بحرج وقلت:

- أنا ماعملتش حاجه اي حد مكاني كان هيعمل كده وهي كانت مرتبكه فـ... بدافع الإنسانية عملت كده.


وقاومت إني أقول باقي الحاجات اللي عملتها، أنا فاكره اليوم ده كويس لما وقفت الست تعيط وملقتش فلوسها ووقفت معاها واشتريتلها العلاج وركبتها تاكسي…

وتخيلت رد فعل الناس لما تعرف اللي بعمله لله في السر! وسألت نفسي:

«وإيه المشكله لما يكون العمل لله وفي نفس الوقت عشان الناس تمدحني!»

وهنا كنت هنطق وأحكيله عن اللي بعمله وأتكلم عن نفسي لكن كنت وصلت بيتنا، فاستأذنته ونزلت، وقال:

- على العموم هستنى منك رد على موضوع الشغل.


ابتسمت وقلت بمرح لكن بحذر:

- هو أنا أقدر أرفض!

فضحك الدكتور ومشي بعربيته، عضيت على شفايفي بارتباك، وأنا ببص لعربيته وهي بتبعد…

ما أنا برده مقدرش أرفض! نفترض إني رفضت بقا ممكن ماينجحنيش في المادة بتاعته!


ولما بصيت ناحية بيتنا لقيت فراس قدامي، سألني:

- مين اللي كنتي نازله من عربيته ده؟

- الدكتور بتاعي…

قلتها ومشيت خطوتين ناحية البيت وخوفت يظن فيا شيء غلط، فرجعت ليه تاني وقولتله:

- على فكره دا راجل كبير يعني من سن بابا.


كنت هكمل وأوضح الكلام اللي هو قراه على شات Al، لكنه سألني:

- وفريده فين؟


في اللحظة ده ظهرت «فريده» بتنزل من تاكسي مع «محمد»، ورغم إن أنا استغربت لأنها المفروض مش بتطيق محمد! 

لكن دخلت البيت من غير كلام.


وكنت متخيله «فراس» لما اتجه إليهم، إن الغضب بيشع من عنيه، لأنه سأل بحدة:

- جايين مع بعض ولا اي؟


فقال محمد:

- لا، اتقابلنا صدفه.

ومر الموقف أو تخيلت كده!

              ـــــــــــــــــــــــــ 

- احنا طلبنا فريده لـ محمد، كان نفسي آخد سلوى لكن محمد اللي رفض وقال لو آخر بنت في الدنيا مرضاش بيها أبدًا.


اتسمرت مكاني لما سمعت كلام «والدة محمد» بعد ما فتحت باب شقتنا، واستنيت أسمع رد ماما عليها، قالت بكل هدوء:

- القلب وما يريد… وكل واحد بيدور على اللي شبهه يا أمو محمد وسلوى بنتي فكرها عالي ودماغها عالية على ابنك بردة عدم المؤاخذه يعني.


ابتسمت، ودخلت أوضتي، والدتي ست طيبة وفطرتها سليمة ومش بتسمع حد يهيني أو يجي عليا!


قعدت في أوضتي، الأفكار بتوديني وتجيبني لحد ما جه وقت النوم ونزلت عند جدتي.


وأنا نازله درجات السلم كانت عيوني بتبحث عن «فراس»، لكنه مكنش موجود.


وفي شقة جدتي


قعدت في البلكونه لوحدي، أبص للسماء ونجومها وأنا بفكر هعمل اي؟


قربت مني «فريده» وسألتني دفعة واحدة:

- مالك؟ وحصل اي مع الدكتور؟ إنتي نايمه من الصبح ليه؟


- مفيش حاجه… أنا زعلانه منك عشان مشيتي وسيبتيني… وجايه مع محمد كمان!


- لا والله دا أنا لقيته واقف الناحيه التانيه بيشاورلي وإنتي بتتكلمي مع الدكتور فروحتله أشوفه عايز ايه!


- والمفروض أصدق بقا؟

قلتها بضيق، أنا حتى استغربت نفسي وخوفت أكون متضايقه عشان غيرانه منها…


وبعدت عن المكان اللي فريده فيه، لكن يمكن أنا مخنوقه عشان دماغي مشغول بالرسايل اللي قرأها «فراس»، مكونتش عارفه المفروض أعمل ايه؟ أروح أتكلم مع «فراس» ولا اقول لـ «فريده» ولا أعمل اي!


تجاهلتني فريده ومجتش تصالحني، هي دايمًا كده مش بتهتم بزعلي عشان عارفه إني برجعلها تاني!


وأخيرًا بصيت لفريدة اللي قاعده تهزر مع جدتي وتخيلت الأول رد فعلها لما أحكيلها عن الرسايل، أكيد هتتخانق معايا، وهتزعل وهي زعلها وحش! عشان كده قررت أسكت وأستنى يمكن «فراس» ماقرأش حاجه ويمكن ميعملش حاجه.


ولما بصيت من البلكونه شوفت «فراس» واقف مع «محمد»، بلغت ريقي بتوتر وأنا حاسه إن فيه عاصفة هتهب بعد لحظات، وفعلًا بعد فتره بسيطه لصق «فراس» قبضة ايده في وش «محمد» واشتعل الجو بنار الغضب، والجيران اتجمعوا على صوت خناقهم.


- يالهوي عليا.

قلتها بصوت مرتعش، وحطيت إيدي على بوقي في خوف، ووقفت اسمع الكلمات والجمل اللي كانت بتطير في الهوا…

محمد بيحاول يبرر:

- يا عم أنا بحبها!

- بتحب مين ياض؟

قالها «فراس» وهو بيزق «محمد» بعصبية وكمل:

- هي أختي هتبصلك إنت؟ دا إنت لو أخر واحد في الدنيا مش هجوزهالك! 

- لـــــيــــــــــه؟

قالها «محمد» بصوت عالي، وبنفس النبرة قال «فراس»:

- هتستعبط؟ أنا وإنت عارفين ليه!


مش عارفه ليه «فراس» و«محمد» مفيش بينهم توافق نهائي، ودايمًا يتخانقوا! يمكن يكون فيه حاجه بينهم محدش يعرفها… بس أنا شايفه «فراس» حاد الطباع عن «محمد».

نسيت أقولكم «محمد» خريج كلية هندسة لكن مشتغلش بيها وحاليًا ماسك إدارة مصنع الزيوت بتاع والده.

و«فراس» خريج طب أسنان وبيشتغل حكومي، ووالده اللي هو عمي دكتور جراح أما والدي فتاجر قماش معروف.


قال عمي «أبو فراس» بعصبية:

- بس بقا، ممكن أفهم في اي؟


شاور «فراس» على «محمد» بعصبية وقال:

- البشمهندس بيـ…

وبلع فراس باقي كلماته وهو بيرميني بنظرة حادة، وبعدين بص ناحية فريدة، ورجع بص لـ محمد اللي بيتنفس بسرعه، والعرق ظاهر على وشه، ومسك «فراس» فيه تاني وهو بيقول:

- دا عايز يتأدب! الظاهر إن عمي مكنش فاضي يربيه!

- احترم نفسك.

قالها «محمد» بصوت عالي، وبدأت الخناقة من جديد، لكنها مستمرتش إلا لحظات وأتدخل أعمامي وفصلولهم عن بعض.

ووالدة فراس قالت بزهق:

-كفاية بقا، كل يومين تلموا علينا الجيران؟!


فسكت «فراس» والتفت يمين وشمال، يبص على الناس ومشي وساب المكان.


وفي البلكونه بصتلي «فريده» وقالت:

- هو في ايه؟

قلت بحروف بترتعش:

- مش عارفه خالص!  


ومرت عليا لحظات صعبه، وأنا مش عارفه أقول لفريده حاجه


- ايه اللي بيحصل يا ولاد؟

قالتها جدتي فروحتلها، وقلت:

- مفيش يا تيته دا ناس بتتخانق في الشارع.


- مين بيتخانق؟


ردت فريده وهي بتسحب كرسي وبتقعد:

- فراس ومحمد كالعاده.


قالت جدتي:

- ربنا يهديهم العيال دول!


بدلت جدتي نظرها بيننا وقالت: 

- مش عايزين نصيحة الليلة؟


- ياريت!

قلتها أنا وفريده في نفس اللحظة، فقالت جدتي بابتسامة:

- إوعوا الشيطان يضحك عليكم ويقولكوا إيه رأيك تتصدقي بنية إنك بتعملي كدا لله وبرده عشان الناس تقول: فلانه مفيش منها اتنين؟ لأن في الحديث القدسي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشِركه.


قالت فريده بصدمة:

- أنا أول مره أعرف الكلام ده؟ أنا فعلًا بجاهد نفسي عشان اسلك نيتي يا تيته، ربنا ميحرمنيش من نصايحك الحلوه.


كنت في وادي تاني، مبحلقه في السقف وبسأل نفسي هو إزاي كده كل ما أسأل نفسي سؤال ربنا بيبعتلي إجابته…

جدتي كانت سبب إني ألبس واسع وأغير من نفسي كتير، أنا اتربيت على ايد جدتي، اللي دايمًا نصايحها بتطبطب على قلبي وبتمسح عليه وتنضفه من غير ما تعرف إنه عليه غبار!


بصيت لجدتي لما قالت:

- النية هي أساس الأعمال، الإمام الشافعي قال: النية أساس ٧٠ باب من أبواب الفقه.


بصيت ليها وسألتها:

- طيب أعمل اي يا تيته لو كل شويه الشيطان بيوسوس لي وبيشككني في قلبي ونيتي؟


- طول ما إنتي بتقاومي وتجاهدي الوسوسة ليكي أجر يا سلوى.

ابتسمت وبوست ايديها بحب وقلت:

-ربنا يطول عمرك وميحرمناش من نصايحك أبدًا.


وبعد حوار لطيف بيننا عن النية وإننا لازم نراقب قلوبنا دايمًا ونخلي كل الأعمال لله وحده.


دخلنا أوضتنا، وبدأت «فريده» تحور وتحكي عن محمد وازاي هو بيجري وراها ودايب في دباديبها!

أنا بقا كنت سرحانه وبسأل نفسي:

هو يعني ايه دايب في دباديبها؟ هل دباديب جمع دبدوب؟


انتبهت لما حاولت تحلل اللي حصل بين «فراس» و«محمد» وظهر في نبرة صوتها الغرور، وهي بتقول:

- تلاقي محمد قال لفراس أنه بيحبني وفراس اتعصب عليه.

- ممكن!

قلتها وبلعت ريقي بارتباك فسألتني:

- هو الدكتور نبيل كان عايزك في أي! إنتي مقولتليش؟

وقبل ما أرد رن موبايلها برقم «فراس»، اتوترت، وتسارعت دقات قلبي، ولما فتحت «فريده» رميت وداني معاهم، وكان بيقولها تخرج تقابله ضروري.


وخرجت «فريده» تقابله، فعضيت على شفايفي بقلق، ولساني نطق:

- يالهوي عليا! منك لله يا فراس إنت وشات Al.


بدأت اتحرك في الأوضه يمين وشمال وأنا بفرك في إيدي لحد ما رجعت «فريده»، وكانت عنيها بتسع غضب، ورغم خوفي إني أسألها، قربت منها وقلت:

- في اي؟ مالك؟


رشقتني بنظرة حادة وقالت بنرڤزة:

- متعمليش نفسك بريئة، مش تقولي إنك غيوره وحقوده وفتانه.


وهنا، هاخد نفس عميق قبل ما أرجع أكملكم، بس لازم تعرفوا إن أنا كانت نيتي خير لما حكيت لشات Al! هو… مش أهم حاجه النيه؟ وهل أنا كده عملت حاجه غلط؟

يتبع 



الفصل الأول من هنا




تعليقات

التنقل السريع
    close