رواية قصد قلبي الفصل الاول بقلم الكاتبه آيه شاكر حصري على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية قصد قلبي الفصل الاول بقلم الكاتبه آيه شاكر حصري على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
إنتي متخيله يا سلوى ماما عملت ايه ماما عشمت مرات عمك إني ممكن أوافق أتجوز ابنها، وأنا مستحيل أوافق عليه ولو أخر راجل في الدنيا
- ليه؟ أنا شايفه محمد مناسب، مش عارفه إنتي مكبره الموضوع ليه؟
- مناسب ايه، دا تعبان في دماغه! باعتلي رسايل حب، فاكر إني كده هقع في حبه يعني وأوافق عليه!
- باعتلك رسايل حب؟ طيب وريني كده.
قولتها وأنا صوتي بيترعش ومديت إيدي أخدت منها الموبايل وكل خلية فيا بتتمنى يكون تحوير زي ما أنا متعودة من «فريده» بنت عمي! بتحور كتير أوي ودايمًا محسساني إن رجالة الكوكب بتجري وراها.
لكن المره دي للأسف… مطلعش تحوير!
ومن صدمتي قرأت الرسايل بصوت:
-أنا مش فاهم إزاي عيونك بتعرف تحكي قبل ما تتكلمي!
ورسالة تانيه:
-كل الحاجات اللي نفسي فيها لقيتها فيك… حتى اللي مكنتش أعرف إني محتاجها.
وتالته:
-أنا مش بحبك وخلاص… أنا بحبك كإني اتخلقت علشانك، وكإن وجودك هو المعنى اللي كنت بدوّر عليه من زمان.
لوني اتخطف وحلقي جف فحاولت أبلع ريقي وأنا برمي «فريده» بنظرة سريعة وبسأل نفسي، فيها إيه أحسن مني عشان «محمد» ابن عمي يحبها هي وأنا لأ؟! مش هقول إني بحبه لكن اتمنيت أتجوزه! وهو مش شايفيني خالص! وشاف فريده!
يمكن عشان هي بتعرف تضحك وتهزر وتفتح كلام ومهتمه بنفسها؛ بتلبس ضيق في حين أنا بلبس واسع وبتحط مكياج في حين أنا ساعات بنسى أبص في المرايه!
حسيت إني بغير من «فريده»! بس أنا عمري ما كنت غيوره ولا بحقد عليها، لكن بفضفض معاكم يمكن يكون فيا حاجه تستدعي التغير، فأغيرها.
أمي دائمًا تقولي إني أجمل منها لكن… مش عارفه دي حقيقة ولا زي ما قالوا «القرد في عين أمه غزال.»
«فريده» بنت عمي وصاحبتي من لما وعيت على الدنيا. بيقولوا علينا بيست فريندز، لكن رغم إنها بتحكيلي كل تفاصيل حياتها ومشاعرها وحواراتها وتحويراتها اللي مش بتخلص! أنا عمري ما حكيتلها حاجه عني، عشان كده هي شيفاني شخصية غامضه! لكن الأهم إني بحبها وبتمنالها كل الخير.
- هو إنتي باصه في السقف ليه؟
صوتها سحبني من أفكاري، كانت بتبص على النقطه اللي أنا بصالها وانا بقالي شويه قاعده مبحلقه في السقف.
- هاتي يا سلوى! أنا داخله أنام… الكلام معاكي مش جايب همه!
قالتها وهي بتسحب مني موبايلها وطلعتْ من أوضة الجلوس، وسابتني مع أفكاري اللي عملت زحمه جوا دماغي، بسأل نفسي: يا ترى أنا محتاجه أتغير؟ على الأقل أحاول ألفت نظر «محمد»؛ أفتح معاه كلام، أبتسمله، آآ… ألبس ألوان!
- صح أنا المفروض أعمل كده.
قلتها بصوت عالي كنت بكلم نفسي.
وانتبهت على صوت جدتي بتناديني:
-يا سلوى… يا فريدة.
نسيت أقولكم أنا هنا بعمل اي! أنا و«فريدة» متعودين نبات مع جدتي والدة بابا من لما توفى جدي.
أنا ليا أربع أعمام؛ أبو فريدة وبابا ساكنين في بيت واحد، وفي بيت جنبنا ساكن أعمامي التانين.
ولما روحت عند تيتا قالت:
- متنسوش تتسحروا يا حبيبتي.
- حاضر يا تيته.
كنا في شهر رمضان، رمضان السنه دي في شهر مارس، وعندنا امتحانات ميدترم جاية وحوار كبير، ما هو أنا وفريدة في تالته كلية علوم اللي أنا أصريت إننا ندخلها!
- أنا عارفه إن انتوا بتحبوا تسهروا، فعندكوا فاكهه في الثلاجه كلوا منها.
انتبهت على صوت جدتي، اللي مستلقية على سريرها وبتكلمني، قربت منها وقلت:
- لا لا احنا هننام عشان هنصحى بدري عندنا جامعه.
- طيب مش عايزه نصيحه زي كل ليلة؟
قالتها جدتي بابتسامة فهزيت راسي بالإيجاب وقعدت تحت رجليها أسمع نصيحتها، قالت:
- راقبي قلبك، متعمليش حاجه عشان ترضي الناس، وفكري دايمًا ازاي ترضي رب الناس، عشان أهم القلب وأهم حاجه النية… وقومي بقا نامي عشان عايزه أنام.
قالت أخر جمله بابتسامة فهزيت راسي بابتسامة، وقمت وأنا بقول :
- حاضر يا تيته، أنا فعلًا براقب قلبي… تصبحي على خير بقا.
- وإنتي من أهله.
وخرجت من الأوضة بعد ما طفيت النور.
سحبتني دوامة الأفكار من جديد…
بفكر في كلام جدتي، وأسأل نفسي، هو أنا فعلًا مخلصه لله في كل أعمالي يعني في صلاتي وصيامي والصدقة اللي متعوده أطلعها وغيرها من الأعمال ولا بعمل كده رياء الناس؟ أنا بخاف أوي مني ومن قلبي!
وبدون ما أجاوب نقل عقلي لفكرة تانية…
يا بخت فريدة، محظوظه لأنها بتعرف تتعامل مع شباب! يعني هي اللي كانت بتبعت رسايل لمحمد وقدرت تعمل صحوبيه معاه، ويا قلب أمه محمد اتعلق بيها وهي جايه دلوقتي تصده!
تخيلت نفسي مكانها بعمل زي ما بتعمل، ساعتها سألت نفسي: هو لو الظروف سمحت ممكن أعمل زيها؟ لكن هزيت راسي بسرعه، أنفي الفكرة دي، وأنا بقول:
- لأ مستحيل.
تخيلت نفسي روحت أحكي لـ «فراس» أخوها الكبير كل حاجه، و«فراس» اتعصب فمسكها من شعرها وأخد منها موبايلها، وهي خاصمتني…
هزيت راسي بسرعه وأنا بقول:
- لا لا مش هعمل كده!
أصلًا لو «فراس» ألقى عليا السلام حرارة جسمي بتزيد ووشي بيحمر ولو كنا في يناير!
صحيح «فريده» مصاحبه شباب كتير أوي لكن… في إطار الصداقة وباحترام.
ومع إني عارفه إن دا غلط ومفيش صداقه بين شاب وبنت لكن مقولتلهاش أي حاجه!
وهي شايفه إن صحوبية الشباب أفضل من البنات وأهم حاجه النيه. ومره قالتلي إنها كانت بتتمنى لو أنا شاب عشان بتخاف من غيرة البنات!
دايمًا بتكون فرحانه وهي بتحكيلي إن الشاب ده قالها كلمة حلوه والتاني جابلها هديه والثالث ساعدها في مذاكرة حاجه!
أنا أكاد أُجزم إن كل شاب بيصاحب بنت، بيكون ورا مساعدته أو هديته أو كلمته الحلوه ليها، نيه خبيثة أو ربما خاطرة خبيثة وممكن تتحول لنية وقصد ذات يوم.
حاسه إن صمتي على اللي بتعمله «فريده» ده غلط وحرام، وإني محتاجه أساعدها وأنصحها بدل ما أنا بسمع منها وأبلع.
قلت بصوت مسموع:
- أيوه! لازم انصحها مره واثنين وعشره.
- سلوى!
اتنفضت على صوت فريده، كنت واقفه قدام الأوضه اللي هننام فيها ومبحلقه في السقف!
بصت «فريده» للنقطه اللي كنت بصالها في السقف وقالت:
- إنتي بتكلمي مين؟ وهو في حد في السقف ولا اي! بت إنتي متخوفنيش منك!
ضحكت وقلت:
- لا مفيش كنت سرحانه… أصل عندنا مذاكره كتيرة أوي.
- كانت شورتك ندخل كلية علوم، يلا ياختي ننام… وبكره تتحل إن شاء الله.
قالتها بابتسامة، فدخلنا الأوضه، غيرت هدومي ودخلنا على السرير وقعدت تحكيلي أد اي هي مش طايقه «محمد» وإنه نزل من نظرها بعد اللي عمله، فقلت:
- ما إنتي اللي غلطانه يا فريده إنتي اللي فتحتيله الباب وبعدين الراجل معملش حاجه غلط دا طلبك للجواز.
- دا لما يشوف قفاه أنا مستحيل أوافق… يلا تصبحي على خير عشان هنصحى بدري.
ونامت فريدة، فمسكت موبايلي وروحت لشات Al «ذكاء اصطناعي» على ماسنجر، وبدأت أحكيله عن «فريده» وأسأله أعمل ايه!
حكيتله كل الي أنا كتبتهولكم من شويه فوق ده.
وبعد فترة من الحوار مع الشات اتفاجئت برسالة من «محمد» اللي أول مره يبعتلي:
"ازيك يا سلوى؟ ممكن تخلي فريده تطلع البلكونه، أنا واقف تحت، وهي مش بترد عليا!"
«افتحي شباكك أنا جيت أنا واقف تحت البيت!»
جه في دماغي الأغنية دي؛ هي دي بقا الأغاني الحديثة اللي بوظت عقول الشباب وبقوا ينفذوها!
كتبت بسرعه وبنرڤزة:
"أنا مليش دعوه باللي بينك وبين فريده ومش قيلالها حاجه، ولو سمحت متبعتليش رسايل تاني."
وضغطت على إرسال بغضب وأنا بضغط على أسناني!
فكتب بسرعة:
"أنا بحبها بجد، ومحتاج مساعدتك."
"وأنا مليش دعوه خرجني بره الحوار ده."
كتبتها وبعتتها بنفس العصبية، واتنفست بارتياح، وكأني ثأرت لنفسي، قفلت بيانات الموبايل، وغمضت عيني.
فرغم إن بيوتنا قريبه من بعضها ونكاد نكون في بيت واحد مع أعمامي، لكن علاقتي مع عيال عمي الولاد تكاد تكون معدومة، أهلي ربوني أعمل حدود مع أي راجل حتى لو كان أخويا، بس أنا أصلًا مليش اخوات خالص.
ولما سبحت في بحر النوم شوفت في الحلم إني عصفوره وبطير وكنت فرحانه أوي وقفت قدام شباك أصوصو، وفجأه لقيت نفسي فرخه في طبق وواحده جايه تاخدني عشان تجهزني على الغدا! وقبل ما ترميني في المايه المغلية… وقعت من فوق السرير.
قلبي كان بيدق بسرعه، حسست على جسمي عشان أتأكد إني مش فرخه! واتنفست بارتياح، الحمد لله كان كابوس، دا ربنا يكون في عون العصافير والفراخ!
لما بصيت في الموبايل كانت الساعه ٢، فغمضت عيني، وكملت نوم على الأرض وأنا ناويه أقوم اتسحر وأنوي الصيام… وهقولكم إزاي كنت ينوي الصيام…
ـــــــــــــــــــــــ
ـ يا فريده اصحي اتسحري وصلي الفجر وابقي نامي.
فتحت عيني على صوت «فراس» وهو بيخبط على باب الأوضه، فبرقت عيني، إيه اللي جابه هنا ده؟!
وعلى صوته صحيت «فريده» وبصت عليا بعين نص مفتوحة وأنا نايمة على الأرض، وسألت باستغراب:
- إيه اللي منيمك على الأرض كده يا سلوى؟
قلت بسخرية:
- إنتي اللي زقتيني… نومك غريب!
ما أنا أكيد مش هقولها إني وقعت لوحدي، كرامتي متسمحش! فكذب بقا!!
قومت من على الأرض وهي صدقت إن نومها غريب فعلًا، مع إنها طول الليل على نفس الوضعية متحركتش.
غمضت «فريده» عنيها تاني ونامت، وخبط الباب مرة تانيه.
- مش هتلحقوا تتسحروا!
قالها «فراس»، فنفخت «فريده» بضيق وقالت بصوت نايم وهي مغمضه:
- مش عارفه والله فراس شاغل نفسه ليه؟
- خايف علينا… قومي نتسحر ونصلي وابقي نامي تاني.
قلتها وأنا بلبس الإسدال، فقالت:
- أنا مش هتسحر سيبني أنام.
ظهر صوت «فراس» تالت:
- يا فريده!! قومي بقا! عايز الشاحن الموبايل فصل! يا سلوى… يا جماعه!
قالت «فريده» وهي مغمضه عنيها:
- شوفتي أهوه عايز الشاحن يعني لا خايف علينا ولا حاجه!
لبست حجابي وهدومي بسرعة، وفريده سحبت الغطاء عليها ونامت، مش عارفه ازاي بتقدر تعملها! تبقى بتكلمني وفجأة تروح في النوم!
فتحت الباب، فابتسم «فراس» وقال:
- صباح الخير يا سلوى، معلش صحي فريده تتسحر وتصلي، وهاتيلي منها الشاحن.
- طيب ادخل صحيها وخد اللي إنت عايزه، وأنا هروح أغسل وشي.
- تمام، وأنا هاخد الشاحن وهمشي علطول.
- على راحتك.
قلتها بصوت خافت وأنا ماشيه ناحية أوضة جدتي…
سمعاكم ياللي متخيلين إن أنا و«فراس» هنحب بعض ونتجوز في الأخر! ارتاحوا لأن «فراس» خاطب…
هو أكبر مني بـ ٧ سنين، وأنا حاطه حدود بيننا، لكني بعتبره زي أخويا وهو برده بيعاملني باحترام وزي ما بيعامل فريده.
دخلت أوضة جدتي ،أصبح عليها وكانت بتعمل سندوتشات عشان نتسحر…
سمعت صوت خناق فراس وفريدة:
- إنت بتكب عليا مايه ليه؟ أنا بكرهك يا فراس!
- أنا بشربك يا فريده! اشربي الفجر هيأذن!
دي كانت أخر حاجه سمعتها بصوت «فراس»، قبل ما يعم الهدوء. أكيد فريده نامت!
أكلت أنا بسرعه لأني مقدرش متسحرش وأنوي الصيام بصوت عالي…
وقفت وقلت:
- نويت أصوم بكره ابتغاء وجهك يارب.
ضحكت جدتي وقالت:
- إنتي بتعملي اي يا سلوى؟ إنتي قومتي واتسحرتي يبقا أكيد ناوية تصومي يعني.
- مـ... مش عارفه بس أنا بخاف مكونش نويت! هو لو قلت كده حرام يعني؟
- لأ مش حرام لكن… النية محلها القلب يا بنتي… ربنا يصلح قلوبنا ويحسن نويانا ويرزقنا الإخلاص والقبول في القول والعمل…
- يارب.
ابتسمت وحضنت جدتي أنا فعلًا بخاف من نيتي جدًا، لأني عارفه إن أهم حاجه النية…
-يلا صحي فريده خلينا نصلي.
- فراس عندها، هتوضى على ما يمشي.
نادت جدتي على فراس، ودخلت أنا الحمام أغسل أسناني وفجأة افتكرت حاجة، فاتنفض قلبي…
موبايلي أنا سيباه من غير باسورد ولا بصمة…
و«فراس» عنده عادة سيئة في التفتيش في أي موبايل يشوفه، ورسالة «محمد» امبارح، واللي حكيته لشات Al عني وعن فريدة، فشهقت وخرجت من الحمام أجري وفرشه غسيل الأسنان في بوقي.


تعليقات
إرسال تعليق