قصة آدم عبد العزيز الحلقه الثالثه بقلم مصطفى محسن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
قصة آدم عبد العزيز الحلقه الثالثه بقلم مصطفى محسن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
النور بدأ يهتز كأنه زلزال خفيف بيهز الأرض تحت رجلي.
الورقة اللي في إيدي سخنت فجأة، وحروفها نورت بلون أحمر خفيف كأنها بتتنفس، وبعدها اتحولت رماد وطارت من بين صوابعي.
ده مكانش حرق عادي... دي كأنها اتبخرت.
فضلت واقف متجمد في مكاني، نفسي مكتوم، وكل صوت حواليا بقى له معنى غريب.
زنة الكهربا في اللمبات اللي بترعش...
تزييق الخشب بتاع المكتب...
الهوا اللي بيصفّر من تحت الباب...
كل صوت فيهم كان كأنه بيهمسلي بحاجة أنا مش فاهمها.
وفجأة...
تليفون الاستوديو الأرضي رن.
التليفون ده محدش استعمله من سنين.
قلبي دق بسرعة، قولت في سري:
“مين اللي ممكن يتصل دلوقتي؟!”
مديت إيدي ورفعت السماعة...
“آ... آلو؟”
مفيش رد.
بس في صوت وشّ خفيف...
وبعدين... بدأت أسمع مزيكا قديمة جدًا، مزيكا الجرامافون اللي سمعتها قبل كده فى القاعة.
كان فيه صوت وش... كأنه طالع من تحت الأرض.
وفجأة... الخط اتقطع.
قصة آدم عبد العزيز الحلقه الثالثه بقلم مصطفى محسن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
حسيت بعرق ساقع بينزل على وشي.
حاولت أقلع الجاكيت، بس كان لازق على جسمى كأنه جزء مني.
شدّيت بقوة، حسيت جلدى بيتقطع...
مش القماش...
صرخت من الوجع والرعب، وقعت على الأرض وأنا بتنفس بصعوبة.
بصيت على صدري...ملاقتش حاجة!
كأن مافيش حاجة حصلت.
الليلة دي فضلت قاعد على الكرسي، حاضن نفسي، لابس الجاكيت اللي مش عارف أقلعه.
كنت خايف أغمض عيني، خايف أشوف العالم القديم ده تاني...
او الراجل أبو عيون سودا.
كل ساعة كانت بتعدي، كنت بحس انها سنين من الرعب.
اول ما نور الصبح نور، حسّيت إنى في أمان.
مسكت التليفون واتصلت بعماد.
صوتي كان بيرتعش قوتله:
"الحقني يا عماد... أنا مش طبيعي من امبارح، خفت أتصل بيك بالليل عشان ما أقلقكش... بس إلحقني."
عماد قاله:
"أنا جايلك حالًا يا آدم."
وفي أقل من نص ساعة، كان قدامي.
بص لي بقلق وقال:
"إيه اللي حصلك؟ شكلك متبهدل وكأنك منمتش من سنة."
بصيت له وإيدي بترتعش على الجاكيت وقولته:
"لازم نروح المحل اللى جبت منه البدلة يا عماد... لازم أعرف حكاية البدلة دي."
عماد بص على الجاكيت، وبعدين بصلي وقال:
"يلا نروح دلوقتى."
وانا في العربية، ببص من الشباك، بدأت أشوف حاجات غريبة...
يافطات لمحلات بأسامي قديمة...
رجالة لابسين طرابيش...
ستات لابسين فساتين من زمن تاني...
المناظر كانت بتظهر وتختفي زي البرق.
مسكت دراع عماد جامد وقولت:
"شايف اللي أنا شايفه؟"
عماد بص لي وقال بقلق:
"شايف إيه يا آدم؟"
قلتله وأنا بتنهّد:
"الناس شكلها قديم... الشارع كله رجع كأنه من التلاتينات!"
ضحك وقال:
"يا راجل، اهدى... الشارع عادي أهو!"
ساعتها فهمت إن العالم ده... محدش شايفه غيري.
والبدلة دي هي اللي بتورّيني الحاجات دي.
وصلنا وسط البلد، لنفس الشارع اللي اشتريت منه البدلة.
لكن المحل...
كان مقفول بأقفال مصدية، والفاترينة مليانة تراب، كأنها مهجوره من عشرات السنين.
عماد قال لي:
"ده باين عليه مقفول من زمان! أنت متأكد إنك اشتريت البدلة من هنا؟"
قلت له:
"أيوه! اشتريتها من هنا، واللي حسبتني كانت بنت اسمها مروة..."
قبل ما أكمل كلامي، صوت راجل عجوز جه من ورانا:
"بتدوروا على حاجة يا أساتذة؟"
لفينا عليه، لقيناه قاعد على كرسي قدام محله اللي جنب المكان.
عماد سأله:
"لو سمحت يا حاج، المحل ده فين أصحابه؟"
الراجل العجوز بص للمحل، وبعدين بص ليا...
وعينيه وقفت على الجاكيت اللي لابسه.
ملامحه اتبدلت فجأة، وبقى فيها خوف باين جدًا.
قال بصوت مهزوز:
"المكان ده مقفول من يوم ما اتولدت يا ابني...
الناس بتقول إنه مسكون.
عماد قاله:
مسكون ازاى المحل ده بتاع مين؟؟
الراجل العجوز قاله:
محل ده تابع عيلة المنياوي..."
وبص لا أدم وقاله:
"لو بتسأل على مروة... يبقى البدلة لقت صاحب جديد."
أدم قاله بخوف:
"مروة؟ انت تعرفها؟ هي فين؟"
رفع إيده المرتعشة وشاور على حارة قدمة جنب المحل وقاله:
"ساكنة هنا... تانى بيت."
من غير تفكير، دخلت أنا وعماد الحارة وطلعنا سلم متكسر.
الباب كان موارب، عماد زقه ودخلنا.
الشقة كانت أوضة واحدة، مليانة كراكيب وصناديق قديمة.
وفي وسط الضلمة... كانت قاعدة مروة.
على كرسي خشب مكسور، حاضنة صورة قديمة لراجل شيك جدًا...
لابس نفس البدلة اللي أنا لابسها.
عينيها كانت باينة فيها حزن.
ولما شافتني، شهقت وقالت بصوت واطى:
"إنت رجعت بيها؟! ليه؟! مكنش المفروض ترجع أبدًا!"
قلت لها وأنا بقرب بخطوات بطئية:
"البدلة دي فيها إيه؟ انا روحت المحل لاقيته مقفول من زمان ازاى ؟!
وأنا بشوف حاجات غريبة من وقت ما اشتريت البدلة دى.
ارجوكى ساعدينى وقوليلى ايه سر البدلة دى؟!"
قصة آدم عبد العزيز الحلقه الثالثه بقلم مصطفى محسن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
مروة خدت نفس طويل وقالت:
"البدلة دي مش مجرد بدلة عادية... دي فيها اروح شريرة.
كانت بتاعة جدي، جلال المنياوي.
كان راجل معروف في الأربعينات، شيك ومؤدب من برّه،
لكن جواه... كان إنسان مؤذي جدًا.
كان بيستخدم وسامتة وشياكته عشان يجذب البنات ويخلص عليهم،
وآخر مرة، اتقـ//ـتل من واحده قبل ما يخلص عليها ومات وهو لابس البدلة دى،
ومن يومها... روحه اتحبست جواها."
عماد قال لها:
"كمّلي يا مروة، متخافيش."
دموعها نزلت وهي بتقول:
"كل اللي يلبس البدلة... بتبدأ تسيطر عليه.
بتخليه يشوف العالم بعيون جدي،
وبيبدأ يفقد نفسه شوية بشوية،
لحد ما شخصيته تختفي خالص."
سكتت لحظة، وبصت لي بخوف وقالت:
"وأنت يا آدم... بدأت تتحول.
البدلة اختارتك انت."
وفجأة أدم
سمعنا صوت ضحك راجل بيقول:
"انا رجعت... انا جلال المنياوي."
انتظروا الجزء الرابع بلليل باذن الله
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
🌹🌺❤️💙❤️🌺🌹💙❤️🌺🌹💙❤️🌺🌹💙❤️🌺🌹💙
تعليقات
إرسال تعليق