رواية قلوب خلف الستار البارت الأول بقلم الكاتبه بشري إياد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية قلوب خلف الستار البارت الأول بقلم الكاتبه بشري إياد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
كان المطر يهطل كأن السماء تنتحب بدلًا عن نساء تعبْنَ من البكاء...
وفي شارع ضيّق بالكاد يصل إليه ضوء النهار، يقف منزل قديم بلون رماد الحزن، تقف عند عتبته الحكاية.
من الخارج يبدو عاديًا...
لكن من الداخل، كان كل ركن فيه يحمل وجعًا مدفونًا، صوتًا مكبوتًا، وذكرى ممنوعة من النسيان.
**
الساعة تشير إلى الثامنة مساءً، حين دوّى جرس الباب للمرة الأولى منذ أسابيع.
خرجت سُهاد من غرفتها، تمسح يديها بمريول المطبخ، وبنظرة حذرة سألت من خلف الباب:
— "مين؟"
— "آسف… أنا هشام. جاي عالإيجار… من طرف الحارس."
صمتت قليلًا، ثم فتحت الباب ببطء، وكأنها تفتح بوابة زمن قديم دفنته تحت الركام.
دخل هشام، يحمل حقيبة جلدية مهترئة، وعينين مرهقتين من سفرٍ أطول من الطريق.
قالت سُهاد ببرود:
— "الغرفة فوق، الحمام مشترك، والمفتاح ما بيتأخر عن الباب... وفضولك كمان."
رفع حاجبيه بدهشة، لكنه لم يرد. صعد الدرج الخشبي، تُصدر خطواته صريرًا كأنها توقظ البيت من سباته العميق.
**
في الطابق السفلي، تجمعت ثلاث نساء في المطبخ، عيونهن تتبادل الأسئلة بلا كلمات:
— نهى، مطلقة ثلاث مرات، لكن لا أحد يعرف أن طليقها الثالث دفن جنينها في بطنها دون أن تدري.
— سلمى، أرملة فقدت زوجها في غموض، ومُنعت من وراثته بعد أن وُصفت بأنها "مجرد زوجه مؤقتة".
— وسُهاد، سيدة الدار، أرملة منذ سبع سنوات، تخلّت عن الحياة منذ أن غدرها زوجها بميراثها وتركها تقاتل في وجه مجتمع لا يرحم.
**
قالت سلمى بهمس وهي تنظر إلى الأعلى:
— "ما قلتيلي إنه راح يجي رجال."
ردت سُهاد:
— "ما كان في غيره طالب الغرفة… والديون بتطرق كل الأبواب يا سلمى."
تدخلت نهى، بضحكة ساخرة مكسورة:
— "أصلاً يمكن وجود رجال يذكّرنا إننا لسا بشر، مش بس ذكريات تالفة."
**
في الأعلى، وقف هشام يحدّق في الغرفة. بسيطة، باردة، وخالية من أي حياة… تمامًا مثله.
أخرج صورة صغيرة من جيبه ووضعها على الطاولة. فيها فتاة صغيرة تبتسم، وتحتها تاريخ وفاة محفور بالقلم: "14 تشرين الأول – فدوى هشام".
همس:
— "أنا جاي أهرب منك… بس يمكن ألاقيك هون."
**
في منتصف الليل، التقت العيون صدفةً في المطبخ، حين خرج هشام يبحث عن ماء، فوجد سُهاد تُطفئ البوتاجاز.
قال بهدوء:
— "غريبة ريحة المكان… فيها حزن مش مألوف."
نظرت إليه وقالت بجفاء:
— "هنا الريحة مش غريبة… الغريب إنت."
سألها فجأة:
— "أنتِ بتكرهي الرجّالة؟"
تجمدت ملامحها، وضحكت ضحكة مختنقة:
— "لا… بس تعلّمت ما أثق في ظلّهم حتى لو مشي جمبي."
**
في اليوم التالي، جلس هشام في الحديقة الخلفية، وسمع فجأة صوت نهى تصرخ على الهاتف:
— "أنا مش هارجعلك! حتى لو طلعت السما! حرّمت أشوف وشك!"
ركضت بعد المكالمة تبكي، فرآها من خلف الزجاج.
وعرف أن هذا المكان ليس عاديًا…
إنه قبر مفتوح للنساء اللاتي دفنهن المجتمع وهنّ أحياء.
**
بمرور الأيام، بدأ هشام يلاحظ تفاصيل صغيرة:
• سُهاد لا تنام قبل أن تغلق كل الأبواب بنفسها، حتى باب الثلاجة.
• سلمى تنام على صوت القرآن، لكن تُغلق المصحف قبل الفجر وكأنها تخاف من نور الحقيقة.
• نهى تقف يوميًا أمام المرآة، تضع أحمر شفاه ثم تمسحه قبل أن يراها أحد.
**
وفي أحد الليالي، اجتمعوا في المطبخ دون تخطيط.
قال هشام فجأة، وصوته مكسور:
— "أنا فقدت بنتي بحادث، ومراتي ما استحملتني… قالتلي إني ضعيف. ومن يومها وانا ماشي أدور على مكان أدفن فيه نفسي."
نظرت إليه سُهاد بعينين مشعتين من الغضب والحنين وقالت:
— "وإحنا ما بندفنش هون… إحنا بندفن جوّانا كل يوم، ونسكّت الصراخ اللي محدش بيسمعه."
**
سأل هشام:
— "شو هالمكان؟ بيت نساء؟ مأوى؟ سجن؟"
ردّت سلمى أخيرًا، بصوت كأنّه نُحت من الحجر:
— "لا...
هذا بيت النساء اللي ما لاقين مكان بالحكاية، فقرروا يكتبوا روايتهم بنفسهم…
حتى لو ما قراها حدا."
سادت لحظة صمتٍ طويلة بعد كلمات سلمى، وكأنّ الجميع تنفّس وجعه مرّة أخرى... لكن هذه المرة بصوتٍ عالٍ.
كان هشام يحدّق فيها، لا بكلمات إعجاب، بل بدهشة رجل ظنّ أنه الوحيد الذي تكسّرت أضلعه من الداخل... ليكتشف أن هذا البيت مأهول بأشلاء إنسانية تُجيد التماسك الخارجي فقط.
همس هشام بعد لحظات:
— "أنتو مش لازم تكونوا لوحدكم… العالم لازم يسمع عنكم."
قهقهت نهى بسخرية، ثم نظرت إليه بعينٍ دامعة وقالت:
— "العالم؟ العالم عمّال بيزيّن وجعه بالحكي… بس نحنا؟ وجعنا من النوع اللي بيخوّفهم… ما بيحكوا عنه، بيخبّوه، بيقولوا: دول نسوان مكسورات... خلّيهم بعيد."
سُهاد اكتفت بالنظر إلى فنجانها الفارغ، ثم قالت بنبرة ثابتة:
— "الحكي ما بيرجع كرامة، ولا بيعوّض حضن، ولا بيمسح دمعة جَفّت بزمانها."
ثم وقفت فجأة، ومسحت على مريولها بعصبية:
— "خلص... كل واحد على غرفته، بكره في شغل، والنهار ما بينتظر دموع حد."
لكن حين همّوا جميعًا بالرحيل، سأل هشام، ببطء كمن يفتح بوابة وجع جديدة:
— "هو البيت ده... ليه ما فيهش مرايا كتير؟"
تجمّدت خطوات سُهاد.
— "كل بيت في الدنيا فيه مرايا… إلا هنا."
استدارت، ونظرت إليه بعينين لم يعودا صلبتين كعادتهما، بل مرهقتين:
— "عشان نحنا فقدنا ملامحنا الحقيقية من كتر ما تغيّرنا… وكل مرة نطّل على المراية، بنشوف النسخة اللي المجتمع حب يلبّسها إلنا: مهجورة، مطلّقة، أرملة… مش امرأة، مش إنسانة."
**
في تلك الليلة، لم ينم هشام.
جلس قرب النافذة، ينظر إلى السماء، وراح يكتب على دفتره الصغير:
"في هذا المنزل، كل أنثى تخبئ قصيدة غير مكتملة، كل واحدة تحمل نصيبها من الموت، لكن الفرق الوحيد... أنهن ما زلن على قيد الألم."
**
وفي اليوم التالي، طرقت الباب امرأة غريبة، عيناها محمرتان من البكاء، تحمل حقيبة واحدة فقط، ووجهها كأنّه خرج من حرب.
سألت بصوتٍ مبحوح:
— "لو سمحتِ… قالولي إنه هون بيت سُهاد؟"
فتحت سلمى الباب، ونظرت إليها باستغراب:
— "مين حضرتك؟"
قالت المرأة وهي تحبس دموعها:
— "أنا… كنت مرات أخو سُهاد. و… أنا طالبة منها مكان أنام فيه بس هالليلة."
**
تجمّعت النساء، والجو داخل البيت تغيّر. سُهاد جلست مقابلة المرأة، ثم همست:
— "إنتِ كنتي سبب طردي من بيت العيلة… وسبب دفني وأنا عايشة. شو جابك بعد كل شي؟"
قالت المرأة بصوتٍ مكسور:
— "جوزي مات… وأهله طردوني… وعرفت طعم الظلم اللي كنتِ تحكي عنه…
وأنا ما عندي حدا، غيرك."
نهضت سُهاد، مشت بخطى ثابتة نحو الباب… ثم فجأة توقفت، ونظرت للجميع.
— "شو رأيكم؟
نفتح الباب لوجع جديد؟
ولا نخلّي البيت مقبرة مغلقة؟"
**
نهى قالت:
— "كلنا دخلنا من باب ما كنا مستأهلينه… لو كان في حد عطانا فرصة نبدأ من جديد، ما كنا وصلنا لهون.
افتحي الباب، يمكن نلاقي وجع بيشبه وجعنا."
**
وهكذا…
دخلت ضيفة جديدة للبيت،
وأُضيف فصلٌ آخر إلى حكاية النساء المنسيات،
لكن ما لم يكن يعرفه أحد، أن هذه المرأة الجديدة… تخفي سرًّا سيُدمّر كل شيء.
قلوب خلف الستار
البارت الأول
كان المطر يهطل كأن السماء تنتحب بدلًا عن نساء تعبْنَ من البكاء...
وفي شارع ضيّق بالكاد يصل إليه ضوء النهار، يقف منزل قديم بلون رماد الحزن، تقف عند عتبته الحكاية.
من الخارج يبدو عاديًا...
لكن من الداخل، كان كل ركن فيه يحمل وجعًا مدفونًا، صوتًا مكبوتًا، وذكرى ممنوعة من النسيان.
**
الساعة تشير إلى الثامنة مساءً، حين دوّى جرس الباب للمرة الأولى منذ أسابيع.
خرجت سُهاد من غرفتها، تمسح يديها بمريول المطبخ، وبنظرة حذرة سألت من خلف الباب:
— "مين؟"
— "آسف… أنا هشام. جاي عالإيجار… من طرف الحارس."
صمتت قليلًا، ثم فتحت الباب ببطء، وكأنها تفتح بوابة زمن قديم دفنته تحت الركام.
دخل هشام، يحمل حقيبة جلدية مهترئة، وعينين مرهقتين من سفرٍ أطول من الطريق.
قالت سُهاد ببرود:
— "الغرفة فوق، الحمام مشترك، والمفتاح ما بيتأخر عن الباب... وفضولك كمان."
رفع حاجبيه بدهشة، لكنه لم يرد. صعد الدرج الخشبي، تُصدر خطواته صريرًا كأنها توقظ البيت من سباته العميق.
**
في الطابق السفلي، تجمعت ثلاث نساء في المطبخ، عيونهن تتبادل الأسئلة بلا كلمات:
— نهى، مطلقة ثلاث مرات، لكن لا أحد يعرف أن طليقها الثالث دفن جنينها في بطنها دون أن تدري.
— سلمى، أرملة فقدت زوجها في غموض، ومُنعت من وراثته بعد أن وُصفت بأنها "مجرد زوجه مؤقتة".
— وسُهاد، سيدة الدار، أرملة منذ سبع سنوات، تخلّت عن الحياة منذ أن غدرها زوجها بميراثها وتركها تقاتل في وجه مجتمع لا يرحم.
**
قالت سلمى بهمس وهي تنظر إلى الأعلى:
— "ما قلتيلي إنه راح يجي رجال."
ردت سُهاد:
— "ما كان في غيره طالب الغرفة… والديون بتطرق كل الأبواب يا سلمى."
تدخلت نهى، بضحكة ساخرة مكسورة:
— "أصلاً يمكن وجود رجال يذكّرنا إننا لسا بشر، مش بس ذكريات تالفة."
**
في الأعلى، وقف هشام يحدّق في الغرفة. بسيطة، باردة، وخالية من أي حياة… تمامًا مثله.
أخرج صورة صغيرة من جيبه ووضعها على الطاولة. فيها فتاة صغيرة تبتسم، وتحتها تاريخ وفاة محفور بالقلم: "14 تشرين الأول – فدوى هشام".
همس:
— "أنا جاي أهرب منك… بس يمكن ألاقيك هون."
**
في منتصف الليل، التقت العيون صدفةً في المطبخ، حين خرج هشام يبحث عن ماء، فوجد سُهاد تُطفئ البوتاجاز.
قال بهدوء:
— "غريبة ريحة المكان… فيها حزن مش مألوف."
نظرت إليه وقالت بجفاء:
— "هنا الريحة مش غريبة… الغريب إنت."
سألها فجأة:
— "أنتِ بتكرهي الرجّالة؟"
تجمدت ملامحها، وضحكت ضحكة مختنقة:
— "لا… بس تعلّمت ما أثق في ظلّهم حتى لو مشي جمبي."
**
في اليوم التالي، جلس هشام في الحديقة الخلفية، وسمع فجأة صوت نهى تصرخ على الهاتف:
— "أنا مش هارجعلك! حتى لو طلعت السما! حرّمت أشوف وشك!"
ركضت بعد المكالمة تبكي، فرآها من خلف الزجاج.
وعرف أن هذا المكان ليس عاديًا…
إنه قبر مفتوح للنساء اللاتي دفنهن المجتمع وهنّ أحياء.
**
بمرور الأيام، بدأ هشام يلاحظ تفاصيل صغيرة:
• سُهاد لا تنام قبل أن تغلق كل الأبواب بنفسها، حتى باب الثلاجة.
• سلمى تنام على صوت القرآن، لكن تُغلق المصحف قبل الفجر وكأنها تخاف من نور الحقيقة.
• نهى تقف يوميًا أمام المرآة، تضع أحمر شفاه ثم تمسحه قبل أن يراها أحد.
**
وفي أحد الليالي، اجتمعوا في المطبخ دون تخطيط.
قال هشام فجأة، وصوته مكسور:
— "أنا فقدت بنتي بحادث، ومراتي ما استحملتني… قالتلي إني ضعيف. ومن يومها وانا ماشي أدور على مكان أدفن فيه نفسي."
نظرت إليه سُهاد بعينين مشعتين من الغضب والحنين وقالت:
— "وإحنا ما بندفنش هون… إحنا بندفن جوّانا كل يوم، ونسكّت الصراخ اللي محدش بيسمعه."
**
سأل هشام:
— "شو هالمكان؟ بيت نساء؟ مأوى؟ سجن؟"
ردّت سلمى أخيرًا، بصوت كأنّه نُحت من الحجر:
— "لا...
هذا بيت النساء اللي ما لاقين مكان بالحكاية، فقرروا يكتبوا روايتهم بنفسهم…
حتى لو ما قراها حدا."
سادت لحظة صمتٍ طويلة بعد كلمات سلمى، وكأنّ الجميع تنفّس وجعه مرّة أخرى... لكن هذه المرة بصوتٍ عالٍ.
كان هشام يحدّق فيها، لا بكلمات إعجاب، بل بدهشة رجل ظنّ أنه الوحيد الذي تكسّرت أضلعه من الداخل... ليكتشف أن هذا البيت مأهول بأشلاء إنسانية تُجيد التماسك الخارجي فقط.
همس هشام بعد لحظات:
— "أنتو مش لازم تكونوا لوحدكم… العالم لازم يسمع عنكم."
قهقهت نهى بسخرية، ثم نظرت إليه بعينٍ دامعة وقالت:
— "العالم؟ العالم عمّال بيزيّن وجعه بالحكي… بس نحنا؟ وجعنا من النوع اللي بيخوّفهم… ما بيحكوا عنه، بيخبّوه، بيقولوا: دول نسوان مكسورات... خلّيهم بعيد."
سُهاد اكتفت بالنظر إلى فنجانها الفارغ، ثم قالت بنبرة ثابتة:
— "الحكي ما بيرجع كرامة، ولا بيعوّض حضن، ولا بيمسح دمعة جَفّت بزمانها."
ثم وقفت فجأة، ومسحت على مريولها بعصبية:
— "خلص... كل واحد على غرفته، بكره في شغل، والنهار ما بينتظر دموع حد."
لكن حين همّوا جميعًا بالرحيل، سأل هشام، ببطء كمن يفتح بوابة وجع جديدة:
— "هو البيت ده... ليه ما فيهش مرايا كتير؟"
تجمّدت خطوات سُهاد.
— "كل بيت في الدنيا فيه مرايا… إلا هنا."
استدارت، ونظرت إليه بعينين لم يعودا صلبتين كعادتهما، بل مرهقتين:
— "عشان نحنا فقدنا ملامحنا الحقيقية من كتر ما تغيّرنا… وكل مرة نطّل على المراية، بنشوف النسخة اللي المجتمع حب يلبّسها إلنا: مهجورة، مطلّقة، أرملة… مش امرأة، مش إنسانة."
**
في تلك الليلة، لم ينم هشام.
جلس قرب النافذة، ينظر إلى السماء، وراح يكتب على دفتره الصغير:
"في هذا المنزل، كل أنثى تخبئ قصيدة غير مكتملة، كل واحدة تحمل نصيبها من الموت، لكن الفرق الوحيد... أنهن ما زلن على قيد الألم."
**
وفي اليوم التالي، طرقت الباب امرأة غريبة، عيناها محمرتان من البكاء، تحمل حقيبة واحدة فقط، ووجهها كأنّه خرج من حرب.
سألت بصوتٍ مبحوح:
— "لو سمحتِ… قالولي إنه هون بيت سُهاد؟"
فتحت سلمى الباب، ونظرت إليها باستغراب:
— "مين حضرتك؟"
قالت المرأة وهي تحبس دموعها:
— "أنا… كنت مرات أخو سُهاد. و… أنا طالبة منها مكان أنام فيه بس هالليلة."
**
تجمّعت النساء، والجو داخل البيت تغيّر. سُهاد جلست مقابلة المرأة، ثم همست:
— "إنتِ كنتي سبب طردي من بيت العيلة… وسبب دفني وأنا عايشة. شو جابك بعد كل شي؟"
قالت المرأة بصوتٍ مكسور:
— "جوزي مات… وأهله طردوني… وعرفت طعم الظلم اللي كنتِ تحكي عنه…
وأنا ما عندي حدا، غيرك."
نهضت سُهاد، مشت بخطى ثابتة نحو الباب… ثم فجأة توقفت، ونظرت للجميع.
— "شو رأيكم؟
نفتح الباب لوجع جديد؟
ولا نخلّي البيت مقبرة مغلقة؟"
**
نهى قالت:
— "كلنا دخلنا من باب ما كنا مستأهلينه… لو كان في حد عطانا فرصة نبدأ من جديد، ما كنا وصلنا لهون.
افتحي الباب، يمكن نلاقي وجع بيشبه وجعنا."
**
وهكذا…
دخلت ضيفة جديدة للبيت،
وأُضيف فصلٌ آخر إلى حكاية النساء المنسيات،
لكن ما لم يكن يعرفه أحد، أن هذه المرأة الجديدة… تخفي سرًّا سيُدمّر كل شيء.
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم


تعليقات
إرسال تعليق