رواية ثأر حواء الفصل الثاني بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية ثأر حواء الفصل الثاني بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
« البداية »
وقف أمام غرفة شقيقته كل ذرة به ترتجف ، ما يشعر به أصعب من أن يوصف ، الأمر لا يختصر في عدة مشاعر عاصفة ، فكل ما يراه الآن هو الثأر لنفسه ولشقيقته الذي اعتدى عليها الوغد ولشرف عائلتخ الذي أُطيح أرضا وتمضعه أفواه أهل القرية الآن ، دقائق طويلة مرت قبل أن تخرج الطبيبة من الغرفة تحركت إليه ، حمحمت تقول بلا مقدمات :
- ما فيش أي أثر لإعتداء أو إغتصاب ، اللي حصل علاقة بالتراضي ، في الحالة دي ممكن يكون خدرها عشان ما تقاوموش ، أنا لما وصلت كانت هي صاحية وواعية بس ممكن يكون خدرها وقتها ، أنا حاولت أسألها بس هي رفضت ترد عليا
طلب من الطبيبة المغادرة وتحرك يدخل إلى غرفة شقيقته ، تتراقص أمام عينيه شياطين الجحيم جميعهم ، دخل الغرفة بعنف تحرك إليها يقبض على خصلات شعرها يشد رأسها ناحيته يصرخ فيها غاضبا:
- كان نفسي أبقى ظالمك ويطلع أغتصبك عشان اديكِ عذر يا فاجرة ، بس دلوقتي ما فيش أي سبب هيمنعني إني أقتلك ، أني ما تستحقيش تعيشي ، لا أنتي ولا الكلب دا ، أنا هقتلك وهقتله
وابتعد يخرج السلاح من جلبابه ، أغمضت شقيقته عينيها تنهمر دموعها ولم تنطق بحرف ، شد شاهين أجزاء سلاحه ينظر لوجه شقيقته للمرة الأخيرة ، يرتجف جسده بعنف ، أراد قتلها ، أراد أن يتخلص من وصمة العار الذي ستظل ملتصقة في جبينه طوال حياته ، نظر لوالدته القعيدة التي تجلس على مقعد متحرك جوار فراش ابنتهم تبكي بحرقة، تحاول أن تدفع جسدها من فوق المقعد لتحمي ابنتها من رصاص شقيقها الغاضب ، إلى أن فعلت رمت جسدها على الفراش تشد ابنتها إليها تحميها بين أحضانها نظرت لشاهين تحرك رأسها للجانبين تتحدث بحرقة :
- اقتلني قبلها يا شاهين ، ما هقدرش أعيش من غيرها
أعتصر الألم قلبه ينزل سلاحه ، نظر إلى ملاذ مشمئزا قبل أن يوجه حديثه لوالدتهم :
- لو شوفت خلقتها برة باب الأوضة دي ، هدفنها بالحيا ، من اللحظة دي هتعيش وتموت جوا جدران الأوضة دي ، زيها زي المساجين اللي اتحكم عليهم بالمؤبد ، لو عرفت أنها خرجت خطوة واحدة حتى في غيابي قسما بربي هقتلها
وتحرك للخارج يصفع الباب بعنف يُغلقه كما السجان يُغلق باب زنزانة السجن للأبد
ما إن بات خارجا ، شعر بهاتفه يدق في جيبه ، حين أخرجه أبصر رقم زياد فتح الخط فسمع صوت زياد يبادر يتحدث غاضبا :
- ايه يا شاهين فينك بحاول أكلمك من الصبح ، هتيجي امتى الافتتاح بعد كام ساعة
اليوم كان من المفترض أن يكن أسعد أيام حياته لأنه أخيرا سيحقق حلمه الذي طالما سعى لتحقيقه ، ولكن حلمه السعيد تحول لكابوس مروع لن يستيقظ منه قريبا ، تنهد يهمس بحرقة :
- مش هقدر أجي يا زياد ، أنا في كارثة ولازم ألاقيلها حل ، خليك مكاني كأن أنا موجود بالظبط
هدر زياد سريعا قلقا :
- مالك يا شاهين ؟ ايه اللي حصل ؟ خلاص هأجل الافتتاح وأجيلك
رفض شاهين محتدًا يرد سريعا :
- لاء طبعا يا زياد ، دا الحلم اللي بقالنا سنين بنحلم بيه ، أوعى تأجل الافتتاح ، وما تجيش أنا مش طايق نفسي ومش عايز حد جنبي دلوقتي
زياد يعرف شاهين جيدًا ، يعرف أنه يعني كل حرف يقوله ، تنهد يتحدث متضايقا :
- ماشي يا شاهين زي ما تحب ، هبلغك بأجدد التطورات أول بأول ، خلي بالك من نفسك ولو عوزتني في أي وقت كلمني
تنهد شاهين بعمق أغمض عينيه يضغط بإصبعيه على أنفه يرد :
- أنت عارف أني هعمل كدة يا زياد ، ما تقلقش أنا هقدر أحلها ، سلام
_______________
هناك على الناحية الأخرى في بيت عائلة المالكي كان الوضع مختلف تماما ، فصوت ضحكات حامد المالكي كبير العائلة ووالد مالك ورفق تملأ البيت فرحًا ، نظر لولده سعيدًا يربت على ظهره يردد بكل فخر وسعادة :
- عفارم عليك يا واد ، دا أنا في راسي في السما من الفرحة بعد ما دفنت راس عيلة الرفاعي في الأرض ، من أكبر لأصغر عيل فيهم ما هيقدروش تاني يقيموا عينيهم عن الأرض
ضحك مالك الشاب الصغير الجالس جوار أبيه يردد بكل خيلاء :
- دلوجت شاهين هتبقى سيرته على كل لسان ، زمانه قتلها ولا دفنها بالحيا ، الخاطية اللي جابتلهم العار والفضيحة ، وما هيبقاش ليه عين يكمل في عمودية البلد ، ولا يرشح نفسه قصادك في الإنتخابات ، ومين هيصدقه لما يروح يبلغ ويقول مبيداتهم الحشرية مسمومة وبتأذي الناس ، ما هو أكيد بلاغ كيدي بعد اللي حصل
لم تستطع رفق تحمل المزيد مما تسمع ، هرعت للخارج وقفت أمامهم تنهمر الدموع من عينيها تصرخ في وجوههم كارهة :
- أنت إيه يا اخي شيطان أذتك في ايه ملاذ ، ذنبها أنها عيلة صغيرة حبتك ووثقت فيك ، أنت إزاي يا بابا مبسوط وفخور باللي هو عمله
دا اعتدى عليها وشهر بيها قدام أهل البلد كلهم ، المفروض تحاسبه إنت عمرك ما حاسبته على أي بلوة عملها ، دايما كان الحساب بيقع عليا أنا ، مع أن أنا الكبيرة وهو الصغير ، دايما مهمشني وشايفني وصمة عار ، بطلوع الروح خلتني أكمل علامي وخلتني دخلت تجارة مع أن مجموعي كان يدخلني هندسة ، ودخلت مالك بيه كلية الهندسة بالرشوة والفلوس والمحسوبية ، وساكتة وراضية على كل الظلم والقهر اللي شيفاه منك ، إنما أنت إزاي مش شايف أنه عمل جريمة واتنين وعشرة في حق عيلة صغيرة
انتحبت بحرقة في حين ضحك مالك ساخرا يطفقها بنظرات اشمئزاز من أعلى لأسفل قبل أن يتحدث يتهكم منها :
- طول عُمرك حقودة وغلاوية وبصورم يا رفق ، بس ما أفتكرش إن ملاذ هي اللي تفرق معاكي ، عشان كدة محموقة أوي كدة ، أنتي خايفة ومرعوبة عشان أكيد شاهين مش هيبص في خلقتك بعد اللي حصل ، معلش بقى تعيشي وتاخدي غيرها
هب حامد واقفا تحرك صوب رفق يقبض على خصلات شعرها بعنف يقرب وجهها من وجهه يصرخ فيها يتوعدها :
- تعرفي يا بت أنتي ، لو عرفت أنك بتكلمي ابن الرفاعي تاني هدفنك بالحيا ، غوري خشي أوضتك ما ألمحش ضلك براها
ودفعها بعيدا عنه بعنف سقطت أرضا من عنف دفعته، نظرت إليهم كارهة مشمئزة قبل ان تهرع إلى غرفتها ، أغلقت الباب عليها تبكي بحرقة تحاول الإتصال بشاهين ولكن من تخدع هي تعرف تماما أنه لن يجيب ، هي فقط تتمنى ألا يكرهها بعد فعلة الوغد القذر أخيها
________________
أطلت أشعة الشمس الدافئة على وجهها لتفتح عينيها برقة تمط ذراعيها في الهواء ، تزيح خصلات شعرها للخلف تبتسم بخفة تحتضن نفسها كبلهاء
ذلك كله لم يحدث ، فتحت عينيها فجاءة شهقت واعتدلت جالسة في لحظة تجذب السكين الذي تخبئه تحت وسادتها ، تنظر حولها هنا وهناك مرتعبة ، لحظات من الذعر دقات قلبها سريعة عينيها تتحرك بسرعة كبيرة ، يدها تقبض على السكين ، قبل أن تتنهد فجاءة بعنف تلقي السكين أمامها على الفراش ، أخفت وجهها خلف كفيها لحظات تبتسم فيهم ساخرة على نفسها وما فعلت ، رفعت يديها تغرز أظافرها في خصلات شعرها القصيرة ، عادت تنظر للسكين الضخم الملقى أمامها ، في منزل أبيها لا تستطيع النوم دون سكين تحت وسادتها ، جذبت السكين تعيده لمكانه تحت الوسادة ، نفضت الغطاء عنها وتحركت صوب المرحاض ، اغتسلت وبدلت ثيابها ونزلت لأسفل ، ترى أمامها مباشرة والدها يجلس في باحة القصر العريق يُمسك جريدة بين يديه وكوب القهوة على الطاولة المجاورة له ، تحركت ناحيته جلست أمامه تلتقط جهاز التحكم بالتلفاز تبحث عن ضالتها بين القنوات ، علا صوتها تقول :
- حد يعملي أي سندوتش وكوباية نسكافية قبل ما أروح الشركة لو سمحتوا
أبعد« عبد الله» الجريدة نظر ناحيتها ابتسم يردد ساخرا :
- طب قولي صباح الخير يا بابا ، حمد لله على السلامة يا مارسيليا ، عرفت من الخدم أنك رجعتي من السفر الفجر ، مع أن في إشاعات في السوق بتقول أنك رجعتي من السفر بقالك أسبوع ، قاعدة عند سامي الكيلاني في فيلته
ابتسمت مارسيليا بكل هدوء تنظر صوب العاملة التي تقترب منها تحمل صينية عليها عدة شطائر وكوب قهوة ، أخذتها مارسيليا منها تضعها على قدميها ، اقتضمت قضمة من الشطيرة وضحكت تردد ساخرة :
- عندك الباسبور تقدر تتأكد منه إن أنا وصلت في الفجر ، وتقدر تسأل المطار ، سامي الكيلاني ليس سوى شريك عمل لا أكتر ولا أقل ، وبعدين أنت عارفه كويس راجل كويس ومحترم وأخلاقه عاليا وخجول جدا ، ايه بقى اللي ممكن يوديني بيته ولا حضرتك بتصدق أي إشاعة بتتقال دلوقتي
مارسيليا محقة من وجهة نظره ، سامي الكيلاني اسم لا غبار عليه ، تعامل معه مرات عدة من قبل ووجده شابا خجولا ، مهذب لأبعد الحدود ، على الأغلب ابنته محقة وتلك ليست سوى إشاعة قذرة ، خرجت من أحد المنافسين
تنهد عبد الله يحرك رأسه يعتذر دون كلام تقريبا ، عاد ينظر للجريدة في يده
في حين ارتسمت على شفتي مارسيليا ابتسامة ساخرة يمر أمامها سريعا مشاهد عدة من الفترة القصيرة التي قضتها في منزل سام
( - بس يا سام بطل تشد رجلي لتحت كدة هتغرقني في البيسين يعني
- سام بطل شغل العيال دا ما تجريش ورايا
- سااااااام ، ايه دا سوري ما كنتش أعرف أنك بتاخد شاور هستناك بكرة
- تفتكر في حد هيسرب معلومة إني هنا في مصر بقالي كام يوم وقاعدة عندك
- سام ما تجبش عاهراتك اللي أنت مبرمجهم دول البيت وأنا موجودة )
قامت مارسيليا من مكانها ، اقتربت من أبيها تقبل وجنته تردد باسمة :
- أنا رايحة الشركة ، باي
التقطتت مفتاح سيارتها تتحرك إلى الخارج قفزت تجلس خلف المقود قبل أن تدير محرك السيارة دق هاتفها برقم سام ، وضعت سماعة الأذن وأدارت المحرك ، فتحت الخط تردد سعيدة :
-سام في جاسوس قريب منك ، وصل لعبدالله بيه الرشيدي ، إني كنت عندك الأسبوع اللي فات
لحظات من الصمت قبل أن تسمع صوته يطلب منها :
- افتحي الكاميرا
أوقفت السيارة على جانب الطريق تُبعد الهاتف عن أذنيها تنظر للمقطع الحي أمامها ، رأت أحد حراس سام مقيد واقفا على مجسم يشبه شكل الإنسان وسام يقف أمامه يحمل سكاكين عدة في أقل من دقيقة كانت السكاكين في يد سام تخترق جسد الحارس واحدة تلو الأخرى حتى أردته قتيلا ، لف سام الكاميرا ناحية وجهه يردد ساخرا :
- أبوكِ اشتراه ، عشان يوصله أخباري ، أبوكِ مش مأمنلي مع أننا المفروض شركه ، أومال لو عرف الحقيقة بقى ، أننا كمان قرايب ، عامة مش دا اللي كنت متصل بيكِ عشانه ، مار أنا مش عايزك تروحي الافتتاح بتاع زياد النهاردة
ضحكت مارسيليا تحرك رأسها للجانبين تردد ساخرة:
-سوري يا بيبي ، بس أنا بجهز نفسي للافتتاح دا بقالي كتير ، أنا حتى اشتريت فستان هايل من باريس لما كنت مع مارسيليو ، عشان كدة يا حبيب قلبي أنا لازم أروح ، أنا رايحة الشركة باي
أغلقت معه الخط وأكملت طريقها إلى القطب الرئيسي لإدارة شركات والدها ، فعبدالله الرشيدي أحد أهم رجال الأعمال يمتلك عدة شركات منها لتصنيع الحديد والصلب وأخرى للسياحة ، بالإضافة لعدة ملاجئ خيرية للأطفال ) وهي تعرف جيدًا كيف تملك زمام أمور أعماله بطريقتها الخاصة والآن لديها حساب عسير مع أحد الأوغاد الذي خدعه شيطان نفسه وظن واهما أنه يمكنه التلاعب من وراء والأسوء أنه أفتعل كارثة لا تُغتفر في قاموسها
______________
انتهت المحاضرة ، خرجت من المدرج جلست جانبا ، تتطلع إلى ما يحدث حولها بأعين فارغة حزينة ، دوما ما تشعر بفجوة بينها وبين والديها ، لا تعرف كيف تصف ما تشعر ولكن الأمر أشبه بالتعامل مع ممثلين محترفين يمثلون أدورًا عكس شخصياتهم الحقيقية ، الوحيد الذي تشعر أنه حقيقي في بيتهم هو شقيقها زياد ، عدا ذلك تشعر أنها ممثل أبله في مسرحية لا يعرف أحداثها ، شعرت فجاءة بأن هناك من يحدق إليها لفت رأسها فرأت رجل وسيم رأته قبلا على شاشة التلفاز ، تحرك ناحيتها ما أن رأته اقترب منها وابتسم بكل لباقة يسألها :
- صباح الخير ، آسف لازعاجك بس أنا أول مرة أجي كلية فنون ومحتاج مكتب عميد الجامعة أروحله إزاي معلش ؟
شعرت بقشعريرة ترجف جسدها من النظر إليه فقط ، يبدو وسيما مهذبا يتحدث بكل لباقة ، ولكنها تشعر بهالة سوداء خبيثة تحيط به ، قبل أن ترد سمعت صوت زياد يتحدث من خلفها يبدو غاضبا :
- جوري ، ايه اللي موقفك هنا ؟
التفتت فرأت شقيقها يقترب ناحيتهم لم يكن ينظر إليها بل إلى الرجل الواقف أمامها يحدجه بنظرة حادة غاضبة وكأن بينهما عداوة قديمة مثلا ، أقترب منها فنظر إليها يطلب منها :
- جوري اسبقيني على العربية وأنا هشوف سامي بيه عايز ايه ؟
سامي الكيلاني ، تذكرت إذا أين رأته في أحد الأفلام ظهر في مشهد كضيف شرف ، اومأت برأسها وتحركت تبتعد ، وتحركت عيني زياد معها يتأكد من أنها ابتعدت بالقدر الكافي فلف رأسه إلى سامي يحذره :
- بص يا سام ، جوري خط أحمر ، خليك مع الشيطانة بتاعتك ، أوعى أشوفك قريب من أختي تاني ، هقتلك حتى لو هقوم قيامتي ، أنا خسرت واحدة بسبب عيلتكوا الوسخة مش مستعد أبدا أخسر التانية
ومع تهديد زياد العنيف ما كان من سام إلا أنه أنفجر ضاحكا ، رفع يده يضعها على كتف زياد يحادثه باسما :
- هشوفك قريب أوي يا نسيبي العزيز ، صحيح مبروك على الافتتاح ، وخلي بالك كويس أوي من مفاجآت الليل وآخره
وتركه وغادر بعد أن أرسل له عدة رسائل مبعثرة متضاربة وجميعها مقلقة ، تنهد يعود لسيارته فرأى جوري تجلس هناك ما إن فتح الباب انفجر فيها محتدًا :
- أوعي أشوفك واقفة مع الراجل دا تاني ، لو شوفتيه في أي مكان تسيبي المكان كله وتمشي أو تكلميني ، أوعي يفتح معاكِ أي كلام ، دا شخص قذر وهيأذيكِ ، أنا عارفه كويس
أمام غضب زياد المفاجئ لم تستطع جورية سوى أن توافق على ما يقول ، ولكنها حقا لا تفهم ، سامي الكيلاني سمعته كالذهب يبرق كيف يقول شقيقها العكس
____________
في مكتب رئيس مجلس الإدارة الذي هو الآن
( هي ) ، جلست مارسيليا على مقعدها أمامها ملف ورقي يحمل اسم ( ملجأ الزهرة) تقرأ كل حرف في الملف بتمعن شديد ، قبل أن تدفعه جانبا وقفت عن مقعدها ، تتحرك صوب غرفة جانبية مغلقة ، هناك أرضا أبصرت رجل مقيد بالحبال ، يلتف قطعة قماش حول فمه ، نظر إليها يتوسلها أن تتركه ، ضحكت بخفة التقطتت سكين صغير من على سطح الطاولة تحركت ناحية تردد بكل أسى :
- أستاذ علاء مشرف ملجأ الزهرة ، ايه اللي عمل فيك كدة ؟
مزقت الحبال وأزاحت القماش عن فمه ، فبدأ يحرك رأسه للجانبين ابتلع لعابه يردد مذعورا :
- مش عارف يا هانم ، والله ما عارف ، هو أنا عملت حاجة ضايقت جنابك ولا إيه
تحركت مارسيليا صوب أقرب مقعد منه جلست هناك ترفع ساقا فوق أخرى تنظر له تبتسم بكل هدوء :
- لا أبدًا ، الحكاية وما فيها أن أنت والبيه مدير الملجأ فاكرين أنكوا تقدروا تضحكوا عليا ، تستغفلوني ، تقولوا أصلها مش فاضية سيدة أعمال بقى ، فيلا نعمل ما بدالنا ، أستاذ علاء أفرد كف إيدك اليمين على الأرض
ابتلع لعابه مرتعبا خاصة حين رآها فجاءة تُمسك بمسدس لا يعرف حتى من أين أتت به ، بسط كفه الأيمن على الأرض كما قالت ، فقامت هي من مكانها وتحركت ناحيته دون مقدمات داست بكعب حذائها الرفيع على كف يدها فبدأ يصرخ من الألم أما هي فابتسمت تردد بكل هدوء :
-أستاذ علاء من غير صريخ لو سمحت ، هسألك سؤال وتجاوبني بصراحة ، أهم حاجة الصراحة مش كف إيدك اللي أنا دايسة عليه برجلي دا، هو إللي أتحرش بالبنات الصغيرين في الملجأ ؟
حرك رأسه سريعا لأعلى وأسفل يصرخ من الألم يتوسلها أن ترحمه :
- ايوة ايوة ، أبوس رجلك ارحميني
زادت من ضغط كعب حذائها على كفه حتى بدأ ينغرز السن المدبب في لحمه وهو يصرخ يتوسلها أن ترحمه ، ابتعدت عنه تنزل لأسفل قبضت على فكه بأظافرها تصرخ في وجهه :
- أرحمك يا كلب يا قذر ، أنا شوفت كل الفيديوهات المقرفة، شوفت كل اللي عملته في بنات صغيرة أطفال يا كلب ، تفتكر هتعدي كدة
وضحكت في وجهه قبل أن تقف تنادي مرة واحدة :
- كامل
دخلت حارسها الشخصي الخاص ، ومعنى الشخصي هنا أنه مبعوث من مارسيليو نفسه ، اسمه الحقيقي في المنظمة ( ماركوس) ولكنه هنا كامل ، دخل الرجل ينظر إليها فأشارت مارسيليا إلى علاء تحادث كامل :
- اقطعله ايديه الاتنين من غير بنج يا كوكي وارميه قدام مستشفى ، أنا هروح أجهز عشان حفلة افتتاح زيزو قربت ، لما تخلص ارجعلي هنا
قلب كامل عينيه يحرك رأسه لأعلى وأسفل ، الصغيرة حبيبة جدها الذي تقريبا في وزن ذراعه تناديه ( كوكي ) إلا يكفي أنه يعش باسم مستعار ، والآن يجب أن يتحمل اسم ( كوكي) السخيف هذا
__________________
نزل الليل أخيرا ، وقف زياد أمام المرآة ينظر إلى هيئه للمرة المئة تقريبا ، اليوم أخيرا يتحقق حلمه ، وسيبتعد عن مستنقع أبيه السام ، ما يعكر صفوة اللحظة السعيدة أن شاهين لن يحضر ، ولكنه لن يخذل صديقه في لحظة حملوا بها كثيرا ، خرجت من غرفته فرأى أبيه يتحرك في الممر ، رماه عزالدين بنظرة ساخرة قبل أن يردف يتهكم منه :
- رجل الأعمال الصغير زياد عزالدين ، كنت هكتبلك المستشفى كلها باسمك بس أنت اللي عيل فقري ، خلي القيم والمبادئ تنفعك
لم يعلق زياد على ما قال ، لديه ما هو أهم الآن ، تحرك إلى غرفة جورية دق بابها ففتحت الباب ما أن رآها أطلق صفيرا طويلا يردد يمازحها :
- ايه الجمال دا يا جزرة ، عارفة يا بت لو حد عاكسك هخليه أول مريض في العيادة ، يلا يا حبيبتي
أمسك بكف يدها يجذبها معه حيث سيارته
______________
أما هناك بعيدًا فبعد ساعات وساعات من محاولتها الإتصال بشاهين أجاب أخيرا ، قبضت على الهاتف في يدها تتحدث متلهفة باكية :
- شاهين عامل ايه طمني عليك ، أنا آسفة أرجوك ما تكرهنيش أنا ماليش ذنب ، أنا آسفة حقك عليا ، عشان خاطري رد عليا يا شاهين ما تسكتش كدة
بعد لحظات من الصمت سمعت صوته يخرج ثقيلا حزينا :
- أنتِ مالكيش ذنب يا رفق ، أنا ما أقدرش أكرهك أنا بتنفس حُبك ، بس أنا هموت من الألم قلبي هينفجر ، عايز أشوفك يا رفق واو خمس دقايق عشان خاطري أنا
لم تكن لترفض أبدا وافقت ستقابله بعد قليل في مكانهم المعتاد ، خرجت من غرفتها صوب المطبخ لا أحد سيهتم الآن بمكان وجودها ، الوغد مالك يحتفل مع أصدقائه بالكارثة الذي أفتعلها ، ووالدها ذهب لشراء صفقة مبيدات جديدة ، خرجت من الباب الخلفي للبيت تتسلل خفية إلى أن وصلت لمكان لقائهم المعتاد ، وقفت هناك تحاول التقاط أنفاسها تلف رأسها هنا وهناك تبحث عنه تهمس باسمه متوترة قلقة :
- شاهين ، شاهين أنت فين ، شكله لسه مجاش ، بس إزاي كان قايلي أنه أصلا هنا مستنيني هااااااا
شهقت بعنف حين شعرت بمن يقيد جسدها بأحد ذراعيه يضع منديلا على أنفها وفمها ، رفست بجسدها بعنف تحاول مقاومته ، دفعه بعيدا ، الهرب منه ولكن مقاومتها وانهارت حين غابت عن وعيها ، حملها « شاهين » بين ذراعيه يختفي بها داخل أحد الحقول البعيدة!!
___________
طابق كامل ينقسم إلى عيادتين في أحد المباني الفاخرة في حي الزمالك ، العيادة على اليسار تخص طبيب الباطنة وجراحة المناظير الذي هو شاهين ، أما الأخرى على اليمين فتخص طبيب جراحة القلب والأوعية الدموية الذي هو زياد ، وقف زياد جواره جورية يستقبل أصدقائهم هو وشاهين من الأطباء والزملاء ، وعدة معارف ، الكل يهنئ زياد ويسأل عن شاهين ، فيرد زياد بأن لديه جراحة عاجلة ولم يستطع صديقه سوى أن يلبي نداء الواجب ، أقترب أحد الأصدقاء من زياد يحادثه ضاحكا :
- لاء بس المكان فاخر من الآخر ما شاء الله ، دا أكيد اتكلف ملايين ، ما كنت تخليك معانا في مستشفى أبوك يا عم ، المصاريف دي كلها كنت أتجوز بيهم
ضحك زياد ساخرا يرد:
- هي فلوسي ولا فلوسك يا كريم ، ما تخليك في حالك ، خليكوا انتوا في عمليات الليل وآخره إن شاء الله هيتقبض عليكوا قريب
اختفت الإبتسامة من على شفتي كريم قرب رأسه من زياد يهمس له ساخرا :
- وإحنا هيتقبض علينا لوحدنا ، ما أبوك هيتاخد في الرجلين معانا ، ادعيلنا ربنا يهدينا بدل ما تدعي عليا يا عم زياد
وربت على كتفه ، نظر زياد له بإحتقار وهو يبتعد عنه ، الأحمق لا يعلم أنه هو من سيبلغ الشرطة عنهم هم وأبيه معهم
أما بالأسفل فكانت المفاجأة الكبرى توقفت سيارة سوداء فاخرة بشكل مرعب ، نزل كامل سريعا يفتح الباب لتنزل مارسليا ، مشتعلة كجمرة خرجت من نيران الجحيم توًا ، ترتدي فستان أحمر يلمع يلتصق بجسدها به شق طويل بطول ساقيها وحذاء أسود بكعب رفيع ، تعقد خصلات شعرها في دائرة تضع أحمر شفاة فقط ، تحرك كامل جوارها متضايقا من ثيابها ، لف رأسه إليها يحادثها متضايقا :
- الفستان بجد وحش يا مارسيليا ، سام مش هيعدي اللي بيحصل دا على خير
ضحكت مارسليا بخفة نظرت إليها تسبل عينيها تردد ضاحكة :
- كوكي ما تبقاش قفوش زي سام ، يلا نطلع نبارك لزيزو ، وحشني أوي الندل الواطي دا ، أيامه الجاية كلها سودا معايا
دخلت للمصعد إلى الطابق ، تشعر بالأدرينالين يتدفق كما المياه في كل ذرة بها ، وصل المصعد للطابق المنشود خرج كامل أولا يفسح لها الطريق ، تحركت يُسمع صدى صوت كعبها العالي وقفت عند باب عيادته تراه يقف أمامها هناك بين جمع من أصدقائه ، زوجها المستقبلي الوغد ، العدو الذي أقسمت على جعله يجن قبل قتله ، تحركت للداخل فالتفت جميع الأعين والرؤوس إليها ، حالة من الصمت خيمت على الجميع ، انتبه زياد على جملة صديقه وهو يحملق في شيء ما خلفه :
- ايه المزة دي ، أنجلينا جولي دي ولا ايه
هنا لف زياد رأسه ينظر إلى من سلبت أعين الجميع ، فرآها بعد غياب ، الشيطانة عاهرة العائلة ، التعلبة ، الأفعى لديها الكثير من الألقاب السامة الذي لن يظل يحصيها ، تتحرك ناحيته كشعلة نار تود إحراقه في نيران إثمها ، ملوثة تماما كعائلته ، وتريد غمره في الوحل معهم ، أسوء ما فيها أنها فتنة تتحرك على الأرض ، جميلة بشكل يدمر ثبات أي رجل يراها
ويبدو أن مروض الأفعى لم يأتي معها ، سام ليس هنا
وقفت أمامها ومدت يده تريد مصافحته تهنئه باسمة :
- ألف مبروك يا دكتور زياد حقيقي انبسطت جداا بالخبر ، رغم إني عرفته من برة
مد يده يصافحها ، شد على كف يدها غاضبا ، ابتسم بكل لباقة يتحدث من بين أسنانه بهمس خفيض :
- جاية ليه يا مارسيليا ، المكان نضيف مش عايزك توسخيه
ضحكت ضحكة عالية لفتت أنظار الجميع ابتسمت في وجهه تحادثه هي الأخرى بهمس خافت :
- يا بيبي المكان متوسخ من قبل أجي ، كفاية أنك واقف فيه ، وبعدين دي كلمة وحشتيني اللي المفروض تقولها لخطيبتك ، تؤتؤ يا زياد إنت بقيت قليل الذوق أوي
اعتصر أصابعها بعنف في كفه لم تتغير ابتسامته بل أكمل يهمس ساخرا :
- دا أنا توحشني عقربة وما توحشنيش أنتي ، مارسيليا امشي بفستان الرقصات اللي أنتي لبساه دا ، أنا مش سام القرني اللي سايبك ماشية على حل شعرك
ضحكت من جديد تشد أصابعها من كفه تردد ساخرة :
- أنت شكلك غيور يا بيبي ، سام هيزعل أوي من جملتك دي ، صحيح أنا كنت جاية اديك هدية الافتتاح
وماذا فعلت اقتربت منه تطبع قبلة صغيرة على خده أمام الجميع قبل أن تبتعد عنه تبتسم في وجهه تردد سعيدة :
- ألف مبروك يا دكتور زياد !!
______________
في صباح اليوم التالي
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعًا
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
ذلك الوصف الذي أشتهر به خيل امرؤ القيس ، ربما ينطبق على فرسه الأسود الضخم ، صاحب القوائم الصلبة العالية والصهيل العالي المهيب ، والشعر الأسود كالليل
صهل الفرس عاليا حين جذب لجامه يوقفه ، قفز من فوق صهوته يتحرك بخطى رشيقة واسعة صوب المجلس حيث ينعقد الجمع ، حمحم بصوت خشن ما أن دخل يجذب انتباه الجميع :
_ سلام عليكم
انتبه الجمع على صوته فقام شيخ البلد توجه إليه يرحب به :
_اهلا اهلا نورتنا يا شاهين يا ولدي بيتك ومطرحك ادخل نتكلم ونتفاهم
مسح المكان بعينيه ينظر لكل شخص جالس هنا ، يمر أمامه مشهد شقيقته الصغرى وما حدث لها والعار الذي طالهم قبض أنامله يعلو بصوته :
_ما فيش بينا لا كلام ولا مفهومية يا شيخ البلد ، في بينا شرف أختي اللي داسها الكلب أبنهم ، بس صدقوني هسيح دمه قدام عيون الكل ، أنا عمري ما ابتديت بالغدر ولا عمري أذيت جنس مخلوق فيهم ، بس طالما غدرتوا صدقوني هردلكوا القلم أضعاف وبكرة هيوصلكوا أول رد
وتركهم والتفت وغادر تاركًا على رؤوسهم الطير ، أما هو فاعتلى صهوة جواده جذب لجامه وتحرك إلى حيث هو فقط صعد درجات السُلم يفتح الباب فأبصر صاحبة الشعر الغجري الأسود تجلس أمامه وقفت تنظر إليه متلهفة سعيدة لأنه وجدها تنفست الصعداء تتحدث سريعا :
_شاهين ، الحمد لله أنك لقتني ، في ناس خفطوني وجابوني هنا ، يلا نمشي بسرعة قبل ما يرجعوا
وحاولت الخروج من الغرفة ولكنه لم يبتعد ، لم يسمح لها فقط وقف ينظر إليها بأعين فارغة تماما ، أعين لم تكن تنظر إليها أبدا بتلك النظرات ، حرك رأسه للجانبين يتحدث بكل هدوء :
_ لاء يا "رفق " أنتي مش هتمشي من هنا ، عشان أنا اللي خطفتك ، أنا عارف أنك مالكيش ذنب وأنتِ عارفة أن أنا بحبك ، وبحبك أوي كمان ، بس زي ما سمعة أختي وعيلتنا وقعوا في الأرض بسبب أخوكِ ، العين بالعين والسن بالسن ولازم تدوقوا نفس المرار ، أنا مش هغتصبك وشغل الأفلام دا ، أنتي بس هتفضلي هنا ورجالتي هيطلعوا إشاعة في البلد كلها أنك هربتي ، أعتقد جملة واحدة أهل البلد هيبنوا عليها حكاوي كتير وهيطولكوا نفس العار ، شوفتي بقى سهلة إزاي من غير ولا نقطة دم !
_______
بعتذر جداا لعدم نزول الفصل الفترة اللي فاتت كان عندي دور حمى شديد مع ضغط الشغل ، الفصل القادم يوم الجمعة
مواعيد الرواية بداية من الاسبوع الجاي الاتنين والخميس
تحياتي
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللي بيحب الروايات الكامله والحصريه من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق