القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بين الحب والانتقام الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه نور الهادي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية بين الحب والانتقام الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه نور الهادي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية بين الحب والانتقام الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه نور الهادي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


يوسف- ايعدى مش هسمحلها تهر.ب منى مش هسمحلها

سهير-هى مين دى اصلا

يوسف- منى الى قت.لتها

بصّتله سهير بشده من اللي قاله وقالت باستغراب:

"يوسف… إنت بتقول إيه؟"


يوسف فاق على صوتها، وبصلها، وبعدها رجع يبص للناس اللي كانوا بيراقبوه.

سهير قالت بسرعة وهي قلقة:

"إنت كويس؟ شربت كتي

مرديش وخد مفاتيحه وخرج فورًا

اتبعت يوسف لغاية عربيته، ولما وقف، قالت له:

"بلاش تسوق… اديني المفتاح."


مدّها المفتاح وركبوا سوا ومشوا.

ولما وصلوا البيت، نزل يوسف معاها وهي مسكاه، دخلوا سوا، وقفلت الباب وراهم.

لكن من بعيد… كان في حد بيلتقط صور كتير ليهم.


يوسف قعد على السرير وقال بتعب:

"كنتي هناك ليه؟"


سهير ردت:

"عرفت إنك موجود… فجيت الكاباريه أشوفك."


يوسف بص لها بتركيز:

"عرفتي من مين؟ حد بلّغك؟"


قالت سهير بتردد:

"سوزان."


يوسف شدد كلامه:

"وهي سوزان تعرف بعلاقتنا؟"


سهير سكتت، فرفع صوته وقال:

"ردي يا سهير! يعرفوا بعلاقتي بيكي؟"


سهير هزت راسها وقالت:

"لأ… بس عارفه زمان… لما كنت بتفضّلني، واجيلك."


 سكت يوسف بضيق بصتله سهير زثالتقالت:

"إنت خايف من أبوك."


يوسف رد بسرعة وحزم:

"سهير… إياكي حد يكون عارف بينا. سمعتي؟ ده لصالحنا إحنا الاتنين."


أومأت له وقعدت جنبه وقالت بهدوء:

"إنت عارف إن ما يهمنيش حد يعرف اللي بينا… لأنك وقتها هتبعد عني. ودي أكتر حاجة تخوفني."


قربت منه، ومالت على صدره وهي تهمس:

"أنا عايزاك إنت من الدنيا دي… عايزة أكون في حضنك وبس."


يوسف بصّ لها، فاقتربت منه أكثر، وأسدلت قبلة خفيفة على شفايفه، فبادلها وهو ماسك وشها. ومع الوقت، مالت عليه بامتلاك واضح.


في اليوم التاني، على اتقلب من نومه فجأة، وقف متجمد لما حس بحد نايم على دراعه.

بصّ جنبُه، لقى وعد مستلقية بحرية تامة… بمعنى أصح زي يوم ما اتولدت.


على في اللحظة دي صمت، عيونه تاهت فيها بهدوء غريب، قبل ما يسحب دراعه ببطء.

قام وقعد على طرف السرير، ملامحه كلها ضيق ووجع. رفع إيده ومسح وشه كأنه بيحاول يستوعب، وبعدها رجع بص للوعد اللي نايمة وما دريتش بأي حاجة.


كان عارف كويس إن لما تفوق هتحصل ثورة جنونية، ومش عارف ساعتها يعمل إيه.

مسك راسه بضيق من نفسه، حس بالكارثة اللي وقع فيها.


وقف من على السرير، سحب بنطلونه بسرعة ولبسه.

رن تليفونه وقتها، كان مالك. رد على من غير مقدمات:

ـ "تعالى الفيلا."


رد مالك باستغراب:

ـ "فيلة بدران بيه ولا…"


قاطعه على بسرعة:

ـ "تعالى فيلتي حالاً يا مالك."


قفل معاه، رجع عند وعد، ظبط اللحاف عليها وغَطّى كتفها، ما بانش غير ملامح وشها وهي غارقة في النوم.


---

جالس يوسف بعدها على السرير صامت، بينما سهير كانت لسه قاعدة جنبه. سألت بفضول:

"مالك؟ بتفكر في إيه؟"


قال يوسف باقتضاب:

"مفيش حاجة."


ابتسمت سهير بخبث وقالت:

"برغم قربنا… عمرك ما كلمتني عن نفسك."


قال يوسف:

"عايزة تعرفي إيه؟"


قالت سهير بتركيز:

"حياتك… غير اللي معروض للناس."


ثم نظرت له وقالت فجأة:

"مين البنت اللي نطقت اسمها… قولت (م.. منى) آه؟"


سكت يوسف، وبصلها بدون كلام.


سهير سألت بحدة:

"مين؟… حبيبتك القديمة؟"


يوسف فضّل الصمت، ثم قام واقف وهو يتفاداها.

قالت سهير بغضب مكبوت:

"ماشي…"


قال يوسف وهو بياخد تليفونه وبيقفل زرار قميصه:

"عندي شغل مهم."


سهير سألته بمرارة:

"عن إيه؟ شركتك؟ ولا عيلتك؟ ولا أختك وأمك؟"


ما ردش، واكتفى بابتسامة صغيرة وهو شايفها متمددة بتلعب في شعرها بإغراء.

قال:

"أشوفك بعدين."


وخرج… وهي فضلت تبصله وهو ماشي، بعينين مليانة أسئلة..

-----

وصل مالك الفيلا، نزل من العربية. الرجالة أول ما شافوه اتعرفوا عليه بسهولة، كأنه كان واحد منهم.

دخل جوه، راح عالصالة، لقى علي قاعد أخيرًا، عاري الصدر وما لابس غير بنطلون، ماسك سيجارة وبينفث دخانها بكثرة… واضح إن فيه حاجة تقيلة مضايقاه.


قرب مالك وقال:

ـ "فيه إيه؟"


رد علي بحدة:

ـ "اتأخرت ليه؟"


قال مالك:

ـ "أول ما كلمتني سيبت اللي في إيدي وجيتلك."


سكت علي، ومالك قعد قصاده وقال:

ـ "حصل حاجة؟"


قال علي:

ـ "تعالى."


قام علي، ومالك مشي وراه لحد أوضته.

فتح علي الباب فتحة صغيرة، ومالِك وقف مستغرب، ولما رمى نظره جوه شاف حد نايم على سريره.


كان ناوي يدخل، بس علي مد إيده ومنعه وقال بهدوء:

ـ "اتعرف عليها من بعيد."


بص مالك تاني، حاول يركز، في الأول ما شافش غير ملامح مبهمة… لكن لما وجهها ظهر، اتفجأ.

اتفتح بؤه بدهشة:

ـ "دي… وعد؟"


اتنفس مالك بصعوبة، رجع يبص لعلي وقال بانفعال:

ـ "هي نايمة ليه عندك… وعلى سريرك؟"


بص مالك لوَعد مرة تانية، وكل لحظة الرعب بيزيد في عينيه. استوعب، وهو بيبص لعلي اللي واقف قصاده لابس بس بنطال.

هتف مالك بصدمة:

ـ "هي بتعمل إيه عندك يا علي؟!"


سحبه علي جامد بعيد عن الأوضة وقفَل الباب وراه، وقال بحدة:

ـ "وطي صوتك."


مالك بص له بقلق وقال بانفعال:

ـ "علي… رد عليا أرجوك. إنت مقربتلهاش، صح؟"


سكت علي، عينيه متجهة على مالك بصمت ثقيل.

قرب مالك خطوة وقال بخوف:

ـ "مفيش حاجة حصلت… صح؟"


اتنهد علي وقال ـ "استسلمتلها… حاولت، بس في النهاية… استسلمت."


اتسعت عيون مالك، صوته خرج متقطع:

ـ "استسسسسلمت؟ قصدك إيه؟"


نظرة علي، الواضحة والصريحة، كانت كفيلة تجاوبه من غير كلام.

انفجر مالك وهو مش قادر يصدق:

ـ "إزاي تعمل كده! إزاي تغلط الغلطة دي؟!"


قال علي وهو بيكتم غضبه:

ـ "ضعفت… ضعفت قدام مشاعري."


صرخ مالك:

ـ "يعني إيه ضعفت؟! عملت كده مع مين! مع بنت أخوك؟! بنت أخوووك يا علي!"


شد علي نفسه وقال بصرامة:

ـ "مش بنت أخويا! أنا أقدر أتجوزها عادي… أنا وبدران مش إخوات بالدم، وانت عارف ده كويس."


قال مالك بانفعال:

ـ "ليه يا علي؟ لييييه؟! ما أنا قولتلك… الجأ لأي واحدة غيرها! خد منها اللي إنت عايزه وسيبها. إنت اللي طول عمرك بتتحكم في نفسك… عمرك ما غلطت غلطة عشان تحقق هدفك!"


رد علي بانفعال

ـ "قولتلك ضعفت… أنا مش بحس بكده مع حد غيرها. يعني مش أي واحدة هتكفيني!"


هز مالك راسه بعدم تصديق وقال بسخرية مرة:

ـ "بنت قد نص عمرك هي اللي كفتك؟! قد بنتك هي اللي بتضعفك يا علي؟! ولا إنت اللي أول ما بتوصل عندها… بتنسى كل حاجة وبتنصاع؟"


ضيّق علي عيونه وقال بتحذير:

ـ "خلي بالك من كلامك يا مالك."


رفع مالك إيده بعصبية وقال:

ـ "إنت مخلتنيش أخد بالي بسبب حجم اللي عملته! ما لقيتش غير دي؟! بنت بدران يا علي؟!"


علي اتنفس ببطء وقال بصرامة:

ـ "هتجوزها."


بصله مالك بحدة، كأنه مش قادر يصدق ودقات قلبه بتعلى،:

قال على ـ "علي! أنا جايبك تقولي حل… قبل ما تفوق!"


قال مالك ـ "تفوق؟!"


قال على ـ "أيوة… وعد! مكناش في وعيها… ومعرفش هتبقى إزاي لما تفوق!"


قرب مالك منه، عينيه بتلمع وقال:

ـ "كويس أوي… يعني لو ما لقتنيش، مش هتفتكر… صح كده؟"


سكت على لحظة، وقال ـ "… آه."


قال مالك-يبقى محصلش اى حاجه


قال على وفهم قصده

ـ "إياك… إياك تقوللي أعمل نفسي محصلش حاجة… وأسيبها!"


وقف مالك قدامه بعصبية، بصّ له وقال:


أمَال انت ناوي تعمل إيه؟ تتجوزها بجد؟


ردّ علي بلا تردد:


قلتلك استسلمت… يعني أنا عايزها معايا.


انقلب وجه مالك، وكأن الكلام مقطع له:


انت مستوعب اللي بتقوله ولا انت شارِب؟ ولا فيك أي؟ وانت فاكرها هتوافق فاكرها عايزاك انت بتقول مكنتش ف وعيها يعنى هتكون نصيبه كبيره علبك.. لازم تبعدها عنك لازم متعرفش حاجه


أجاب علي بصوتٍ مملوء بألم وحسم:


ملكش دتوت بوعد هعرف أتعامل معاها لكن البعد عنها؟ لا… مشاعري تجاهلتها كتير، وشوف النتيجة.


مالك بصله قال - مشااعر انى مشاعر يعلى، انت منغير مشاعر انت جاف من زمان ازاى اتحركت مشاعرك من تانى ومشاعر مين اصلا على بدران ولا


قال على - ماااااالك


 تنهد مالك وحاول يرد بعقل:


اعقل يا علي… اللي بتعمله ده هيفقدك كتير. انت هدفك واحد وبس، وهو انتقامك.


قال علي ببرود:


ولسه هدفك واحد؟


ردّ مالك بتساؤل:


انت هتخلي وعد هدف ليك؟


سكت علي ومردش، ومالك كمل بنبرة تحذير:


رضوان بيه لو عرف هيبقى الموضوع صعب.


قال علي بهدوء مخيف:


مين هيعرفه؟


مالك - مالك مش فاهم؟


ردّ علي قصيراً وبثقة:


أنا ما قلتش لحد غيرك. ولو عرف هيكون منك انت


صمت مالك للحظة، كأنها علامة تهديد، وبعدين قال:


انت عارف إني مش هروح أقول لحد طالما في ضرر عليك… بس برضه مش معاك في اللي هتعمله.


ردّ علي بارتباكٍ لكنه حاسم:


أنا هتصرف.


ختم مالك كلمته بتنبيه شديد:


علي… وجود البنت دي معاك غلط. مش عارف هتصلح النَزوة دي إزاي.


قال علي بجمود وصوت واطي كأنه بيكلم نفسه:


مشاعري ليها ما همدتش… بعد ما خدتها يبقى مش نَزوة يا مالك.


مالك بصله بدهشة وقال:


يعني إيه؟ انت بتحبها؟


سكت علي… نظراته كانت كافية. هو حاول يبعد عنها، حاول يقاوم، بس فشل. وده معناه إنها استثناء. مهما كانت العواقب، هو لسه عايزها… ومش ناوي يبتعد من دلوقتي.


---


فتحت وعد عينيها ببطء وهي بتتقلب على السرير. أول ما حاولت تتحرك اتألمت من صداع شديد، كأن دماغها مش قادرة تستحمل النور.

بصّت حواليها… الأوضة مش أوضتها. استوعبت إنها أوضة علي في الفيلا.


اتعدلت في قعدتها، اللحاف وقع من عليها فجأة. عينيها اتسعت لما لمحت نفسها… بسرعة خبت جسمها باللحاف ووشها ارتسمت عليه صدمة مرعبة.


نزلت عينيها للأرض… لقت ملابسها مرمية هناك. قلبها بدأ يدق بسرعة وخوف، كأنها بتسمع دقاته في ودانها.


وبين رعشة إيديها وارتباكها، ظهر في ذاكرتها مشهد خاطف… هي وعلي، قريبين أوي، شفاههم متلاصقة في قُبلة.


شهقت بصوت مكتوم، وحطت إيدها على بقها بذهول… ملامحها اتجمدت على صدمة ما كانتش مستعدة تشوفها أو تصدقها.


وهي في حضنه افتكرت اللحظة اللي خلعت فيها قميصه، اتسعت عينيها والدمع اتحجر فيها، اتنفضت بخوف:

"لا… مستحيل! لا!"


قامت مرتبكة، قلبها بيدق بجنون، لمّت هدومها بسرعة ولبستها وهي متبهدلة عليها، لكن ماهمهاش، الأهم إنها تخرج. رجليها مش شايلها، كل خطوة كانت بتخبط في الحيطان، بتسند على الصور عشان متقعش.


فجأة سمعِت صوته من وراها:

"إنتي كويسة؟"


بصّت له بعيون مرتبكة، لما شافته واقف لسه طالع من الأوضة، اتقدمت ناحيته مرتبكة، صوتها بيتقطع:

"ع… عمي… أ.. أنا…"


اتلخبطت ومش عارفة تقول إيه، أخيرًا خرجت الكلمة:

"امبارح… امبارح حصل إيه؟"


سكت علي، عينيه ثابتة فيها من غير ما يجاوب.


قالت وعد بصوت بيرتعش:

"أنا… أنا مش فاهمة، تصرفاتي كانت غريبة، في حاجة… في حاجة غلط… أنا…"


قاطعها علي بنبرة هادية بس تقيلة:

"إفتكرتي بسرعة كده؟"


اتسعت عينيها أكتر:

"إنت بتقول إيه؟!"


قرب منها خطوة بخطوة، وصوته منخفض:

"اللي حصل… حصل يا وعد."


شهقت وعد وهي بتاخد خطوة لورا:

"يعني إيه اللي حصل حصل؟! حصل إيه؟"


اقترب أكتر، عينيه مش سايبينها:

"هنتكلم… وهفهمك كل حاجة."


بعدت عنه بخوف، عينيها بتترجّيه:

"يعني إيه اللي حصل حصل؟! يعني إييييه؟!"


بصلها علي، عيونه تقيلة وكأنه بيدوّر على كلام. رجعت ورا وهي مهزوزة:

"إنت… إنت معملتش كده معايا، صح؟! مفيش حاجة حصلت من اللي في دماغي، صححح؟!"


فضل صامت.


صرخت برجاء وهي الدموع مالية عينيها:

"رد عليّااا! ساكت لييييه؟! إيه اللي حصل امبارح؟! إيه اللي حصصل؟!"


رفع إيده بهدوء وهو بيقرب منها:

"ممكن تهدي…؟"


قرب أكتر، ولما حاولت ترجع مسك إيدها:

"أهدي… ممكن؟"


هزّت رأسها وهي بتبكي:

"أرجوك… قول الحقيقة. أنا مكنتش في وعي والله… أنا—"


قال علي بنبرة واثقة:

"عارف. أنا عارف إنك لو في وعيك مش هتعملي كده."


شهقت وعد، دموعها وقعت غصب عنها:

"وأنت… أنت إيه؟"


سكت علي لحظة، بصّ في عينيها مباشرة. كلماتها اللي قالها زمان رجعت تضرب في دماغها قالت

"أنت كنت واعي لكل حاجة."


رجليها اتكعبلت كانت هتقع مسكها على قالت وعد -ابعد

شالها على زراعيه دخلها الاوضه وحطها على السرير بهدوء بتضمن رجليها وترجع ورا وتحط ايدها على وشها وتبكى قالت

- ازاى عملت كده

قال علي "اللي حصل… ناتج عن مشاعرنا يا وعد."


اتسعت عينيها بصدمة:

"إنت بتقول إيه؟! مشاعر إيه؟! إنت عارف حجم اللي حصل؟! ده… ده مش بسيط!"


قرب منها بخطوة، صوته هادي لكنه حاسم:

"أنا مش بقولك إنه مش غلط. عارف إنه غلط كبير… بس ماكنش مجرد نزوة، وماكنش مجرد علاقة عابرة… دي كانت مشاعر، حقيقية."


قالت وعد بصوت متقطع، دموعها مخنوقة في حلقها:

"مشاعر؟!! مشاعر إيه يعني؟! إزاي… إزاي متكنش غلطة ؟ إزاي تقول إنها مشاعر؟!"


قرب منها علي، عيونه متمسكة بيها:

"إنتِ ندمانة؟"


بصّت له بذهول، دمعة نزلت من عينها، مسكت راسها بإيدها وهي مش مصدقة:

"إزاي… إزاي عملت كده؟! إزاي؟!"


مسك إيديها بقوة، صوته مليان إصرار:

"ردي عليّا! ندمانة دلوقتي… ولا فين مشاعرك الحقيقية يا وعد؟! قولي الحقيقة."


نظرت له في عينه، قلبها بينسحب منه افتكرت كل لحظة قرب، كل لمسة، وكل إحساس حقيقي عاشته معاه… لكن ضميرها صرخ فيها. انتفضت فجأة، وبعدت عنه وهي تهز راسها:

"لأ… غلط! غلط!"


قال علي بحدة:

"إيه اللي غلط؟!"


صرخت:

"اللي إنت بتقوله ده غلط! مينفعش… مينفعش!"


مسكت راسها بألم، صوتها بيتكسر وهي بتلعن نفسها:

"إزاي… إزاي أسمح بكده! إنت عمي! إزاي نعمل الغلطة الكبيرة دي؟!"


اقترب علي منها بخطوة واحدة، وصوته هبط لحدة باردة:

"ولو قلتلك… إني مش عمك؟ هترتاحي؟"


بصّت له وعد بصدمة، عينيها بتترجّف:

"مش عمي؟! إزاي يعني؟!"


مد يده وأخرج ورقة من درج جانبي، مدّها لها ببرود:

"أمضي هنا… وساعتها هنكون اتنين متجوزين."


نظرت للورقة، قلبها وقع مكانه، صوتها اتكسر:

"إيه… إيه ده؟"


قال علي وهو بيمد الورقة قدامها:

"ورقة جواز عرفي."


قرب منها علي ببطء، عيونه ثابته فيها وصوته هادي لكنه مليان ثقل:

"أنا مش عمك يا وعد… مش عمك بيولوجيًا. زي ما سمعتي."


شهقت وعد، دماغها بتدور مش فاهمة حاجة:

"إزاي؟!"


تنهد علي وقال وهو بيحاول يسيطر على الموقف:

"أنا وبدران نعرف بعض من زمان… علاقتنا قوية جدًا زي الأخوات وأكتر. وقدّمني لعيلتك على إني أخوه معنويًا بس… لكن في الحقيقة إحنا اتنين مختلفين."


كانت وعد واقفة قدامه، عينيها معلقة عليه وصوتها انكسر:

"…"


قرب منها أكتر، صوته بدأ يهدأ وكأنه بيحاول يطمّنها:

"مشاعرك مش غلط… اللي عندك مش غلط. بوحي اللي جواكي."


قالت وعد بصوت ضعيف:

"أنا… أنا…"

لسانها كان مش فاهم هي فيه إيه.


مسك إيديها بحنان:

"نفس المشاعر اللي إنتِ حسّيتي بيها أنا كمان حسّيت بيها. عارف إن اللي حصل غلط… بس مشاعري ليكي ماوقفتش. علشان كده… هنتجوز."


رفعت عينيها عليه بصدمة:

"نتجوز؟!"


قال علي بنبرة حاسمة وهو ماسك إيديها:

"أنا عايزك في حياتي يا وعد."


كانت متخيلاه بيحب واحدة تانية عشان كده متجوزش. كانت متخيلاه هيحس بالذنب زيها ويمكن أكتر. ماكنتش متصورة إنه هيقولها كده… إنه هيقول إن عنده مشاعر ناحيتها وعايزها تبقى مراته.


دموعها نزلت غصب عنها، عقلها بيقتلها من اللي حصل وقلبها بيترعش:

"بس… بس أنا عملت غلط كبير…"


قال علي بصوت ثابت:

"أنا مش بقلل من اللي حصل… بس خلاص. هنتجوز. أنا مضيت… فاضل إنتِ."


بصّت وعد للورقة اللي في إيدها، قلبها بيرتعش. علي مد إيده بهدوء ورجع خصلة من شعرها لورا وقال بنبرة حنونة لكنها قوية:

"هصلّح اللي حصل. أنا فعلاً عايزك معايا يا وعد."


رفعت عينيها المرتبكة عليه وسألت بخوف:

"ليه؟"


سكت لحظة، وبعدين بصلها في عيونها مباشرة وقال من غير تردد:

"عشان بحبك."


الكلمة وقعت على قلبها زي الصاعقة. الجميلة دي ماقدرتش تبصله غير بدهشة… صوته كان صادق، عينه بتلمع، وهي قلبها بيتخبط جوا صدرها. حسّت كأنه بيخدر عقلها وضميرها مع بعض.


علي لاحظ ارتباكها، شاف قد إيه كلامه مأثر عليها. قال

"مممكن تهدي بقى؟"


سكتت، بصّت للورقة في إيدها، صوتها اتكسر:

"ب… بس ليه عرفي؟"


رد علي بسرعة وهو بيقرّب:

"مش هتفرق. المهم هنكون متجوزين."


شهقت وعد، عينيها اتسعت:

"عرفي؟!… جواز عرفي؟!"


بص لها وقال وهو رافع حاجبه:

"إنتِ خايفة؟"


سكتت لحظة طويلة، كأنها بتحارب نفسها من جواها، وبعدين قالت بصوت واطي:

"الجواز العرفي… ده مش جواز صح."


قال علي وهو بيحاول يسيطر على ارتجافها:

"في الوضع اللي إحنا فيه… ده أنسب حل."


دموعها لمعت وهي بتقول:

"وبابا؟… وعيلتي؟!"


قرب منها علي وقال بحزم:

"بلاش حد يعرف دلوقتي. عشان كده هنتجوز عرفي… مؤقت."


رفعت عينيها عليه، صوتها مرتجف:

"يعني… هتتجوزني رسمي بعدين؟"


قال علي وهو بينفخ تنهيدة تقيلة:

"آه… بس مش دلوقتي."


رفعت وعد عينيها عليه باستغراب:

"ليه مش دلوقتي؟ نتجوز رسمي… أفضل. ومش هقول لحد."


نظر لها علي بصمت لحظة، وبعدين رد وهو بيحاول يهرب بعينه:

"ظروفي ما تسمحليش أتجوزك رسمي دلوقتي يا وعد."


سكتت، كأنها اتكسرت من جوه، ملامحها وقفت مكانها.

قرب منها علي وهو بيقول بحزم:

"امضي… ده الحل الوحيد."


بصت له بنظرة مليانة خوف وارتباك، بس برضه فيها طمأنينة غريبة جابتها من عينه.

مدّ القلم ليها… إيدها ارتعشت، لكن خدته ووقّعت.


ولما خلصت، مدّت الورقة له وهي بتقول بصوت واطي:

"اتفضل."


بص لها علي بهدوء وقال وهو بيرجع الورقة ليها:

"خليها معاكي… اتأمني من غدري."


هزت وعد راسها وقالت بعفوية:

"اللي بيخبّي… مش بيغدر. وانت بتحبني."


سكت علي، عيناه بانت فيهم لمعة غامضة. خد الورقة منها، مشي على الأوضة وفتح الدولاب، وحط الورقة جوا بعناية، وبعدين قفله بإحكام.


بصت له وعد وقالت وهي مترددة:

"هتحطها هنا؟"


رجع لها بخطوات ثابتة وقال:

"الفيلا من النهاردة بقيت بيتك… وورقة جوازنا موجودة هنا."


لما قالت بخجل:

"يعني… في بيتنا."


اتجمّد قلب علي في مكانه، جملة صغيرة لكن كسرت جواه كل الحواجز.

مد إيده، مسح دمعة نزلت على خدها بكفه وقال برقة:

"متفكريش في حاجة خلاص."


سكتت وعد، قرب منها علي وقال بابتسامة خفيفة:

"كنتي عايزة ترحيب إني جيت مصر؟"


سحبها لصدره وحضنها.

عيون وعد لمعت، وقلبها دق بسرعة وهي حاسة إنها عايشة حالة حب بجد لأول مرة… مشاعرها مش قادرة تمسكها، لأنه مش عمها زي ما كانت فاكرة.

حضنته بقوة، وإحساس غريب حلو غطّى على ذنبها وخوفها… كأن حضنه سترها من نفسها ومن ضميرها.

غمضت عينيها، وابتسامة صغيرة ظهرت على شفايفها، تلاشت معاها كل آثار الصدمة والحزن.


---


في فيلا بدران…

رانيا كانت قاعدة لوحدها، ملامحها متجهمة وزعلانة.

اتفتح الباب فجأة، ودخل بدران وهو باصص لها بحدة.


قال بصوت متحكم:

"عارف إن موتي وسكوتي… إني أكلم حد ويسيبني ويمشي."


ردت رانيا بسرعة وهي عاملة نفسها مش فارقة:

"مش عايزة أتكلم يا بدران… لو سمحت."


قرب منها بدران وقال بحزم:

"ما هو للأسف لازم تتكلمي. ومعلش… هغصبك يا رانيا عشان أفهم إيه اللي حاصل."


رفعت حاجبها باستفزاز وقالت:

"تغصبني؟"


قال بدران بحدة وصوته علي:

"وعد مشيت ليه… يا رانيا؟"


حاولت تتفادى عينه وقالت ببرود:

"ما تسألها هي."


صرخ بدران وهو بيخبط بكفه على الترابيزة:

"راااانيا!"


اتوترت، بدران قال:


وعد مشيت ليه؟ إيه اللي حصل؟ اتكلمي.


ردت رانيا وهي مترددة:


قولتلك… اتخانقنا. هي عجبتني شوية فقولت…


قطب بدران:


قولتي إيه؟


قالت رانيا وهي متأثرة:


هي قالت إنها مش عايزة تبقى زي… قالت مش هتتجوز حازم ولا هتاخد حد مش بيحبها.


دمعت عيونها وبصت له:


زي ما إنت مش بتحبني… هي كمان مش عايزة جوزها يحب غيرها. لإنها ملقتش الحب معاه. قالت كل ده وقالتلي إني مدخلش في حياتها، وإني بساعدها مش عشانها… عشان نفسي، عشان آخدك منها.


قال بدران بدهشة:


وعد قالت كده؟


هزت رانيا راسها:


أنا استحملت عشانك، بس كلامك كان إهانة يا بدران. أنا كمان اتعصبت وقلت لها إنها مش هتبقى زي… وهتبقى زي أمها.


بصّ لها بدران بحدة.


قالت رانيا بسرعة:


اتعصبت يا بدران، أعمل إيه؟ مش شايف كلام بنتك؟ هي مصرة تفرق بيني وبين أمها… وده كان ردي عليها.


سكت بدران شوية وقال بهدوء:


تمام… أنا هكلمها.


---


في الفيلا، كانت وعد قاعدة على السرير، ملامحها مرهقة.

دخل علي بهدوء، قرب منها وحط في إيدها برشامة وكوباية ميه.


قال بهدوء:


دي عشان الصداع اللي حاسه بيه.


بصت له شويه وسالت:


أنا… أنا شربت إيه امبارح؟


على- مش مهم تعرفي. المهم ما تشربيش حاجة تاني مش عارفة مصدرها.


قالت باستغراب:


يعني… مش عصير؟


قعد قدامها، نظرته غاصت في عيونها البريئة وقال بنبرة واثقة - 


أنا اتأكدت إنك عمرك ما شربتى قبل كده.


قالت- شوفت؟ قولتلك.


فجأة، وضعت إيدها على فمها وبصت له بدهشة:


أنا… أنا شربت خمرة؟!


مد إيده القويه ، لمس وشها ونظر لشفايفها وقال بابتسامه عليها


للأسف.


احمر وشها من الخجل، انكسرت في عيونه ولمسته خلت قلبها يتلخبط. ابتسم علي ابتسامة خفيفة من ملامحها وقال:


خدي البرشامة، هتريّحك.


أخذت البرشامة وشربت شوية ميه. مد إيده ومسح شعرها من ورا ودنها وقال بنعومة:


أحسن كده.


دق قلبها بسرعة وتفت الميا من بقها، غمض علي عينه، وهي اتلخبطت أكتر وقالت بسرعة:


أنا آسفة… مكنتش أقصد.


مدّ علي إيده، أخد منديل ومسح وشه برفق وهو يقول:


حصل خير.


بصّت وعد ناحية البرشامة التانية وقالت بخفوت:


ودي بتاعة إيه؟


رد عليها وهو جاد:


دي هتبقى روتين معاكي… تاخديها يوميا بدون نسيان ياوعد


هزّت راسها بطاعة من غير جدال. قام علي وهو في طريقه للباب، لكن صوتها أوقفه:


عمّي… أنا عايزة هدوم.


التفت لها وقال بهدوء:


استخدمي هدومي لحد ما أجيبلك.


سكتت شوية، بعدين أومأت بخجل وقامت، لكن رجليها وجعتها. لاحظ علي فورًا ونظر لها بقلق.

خدت وعد تيشرت وبنطلون


قال علي وهو متابعها بعينه:


إنتي كويسة؟


سكتت لحظة، الألم واضح على ملامحها، وبعدين تمتمت:


مفيش حاجة.


قرب منها، صوته اتغير لحدة ناعمة:


إيه اللي وجعك؟


مد إيده ولمس خصرها بخفة، اتكسفت ووشها احمر وقالت بسرعة:


مفيش… خلاص، هاخد دش وهبقى كويسة.


قال علي بابتسامة جانبية وهو يراقب ارتباكها:


عايزة مساعدة؟


هزت راسها بعنف، قلبها بيخبط وقالت:


لأ… أنا جعانة.


على- خلّصي دش، ولما تخرجي هيكون الأكل وصل.


خرج من الأوضة وسابها واقفة متوترة، ووشها لسه محمّر من كلماته ولمسته.


خرجت وعد من الحمام لابسة تيشرت واسع وبنطلون من هدومه. شكلها كان مضحك وهي "عايمة" في لبسه الكبير، لكن رغم رجولية الهدوم، مغطتش أنوثتها ولا جسمها الممشوق. شعرها كان منسدل ناعم كالحرير، بيزودها براءة ورقة.

نزلت من فوق مش لاقية علي، لكن فجأة شافته داخل من باب الفيلا.

وقف مكانه وهو بيبصلها من رأسها لرجليها، نظرة مطولة خلتها تتكسف وتقول بخجل:


عقبال ما أجيب هدومي.


قرب منها وقال - إنتي مش هترجعي الفيلا.


بصّت له باستغراب: فيلا؟ قصدك عند بابا؟


قال بهدوء ثابت: أيوه.


سكتت لحظة، وبصوت منخفض قالت:


احنا اتجوزنا… عادي أعيش معاك هنا.


 يرد بجدية:


محدش يعرف ده غيرنا… ومينفعش أي حد يعرف، يا وعد.


خفضت راسها وقالت بضعف:


ليه؟


شد على إيدها وقرب منها، صوته اتغير لحِدّة:


وعد! قولتلك… في الوقت المناسب هيعرفوا.


اتراجعت خطوة صغيرة، قلبها بيدق من حدة نبرته، لكنها في الآخر أومأت له بالموافقة..قالت

- الى انت شايفه


تنهد وقربها من على رقبتها اتوترت، تنفس على بها ورائحتها الجميله قال

- خايفه من اى


وعد- مش بنعمل حاجه غلط صح


على- لو كنتى غلطه مستحيل اندم عليها


وعد-مش فاهمه


على- لو بس ف ظروف تانيه لو الاقدار مختلفه عن دلوقتى كان اجتمعنا هيكون مختلف


قالت وعد - اى ظروفك ياعمى، اى الى مانعنا نعترف بحبنا


سكت بس ابتسم لما جمعت قال - حبنا


بصّت على الأكياس في إيده:


أنا جعانة.


ابتسم علي ابتسامة صغيرة وهو يحط الأكل على السفرة:


يلا.

قعدت وعد معاه على السفرة، أول ما شافت طبق مليان نقانق – أكتر حاجة بتحبها – عينيها لمعت وبدأت تاكل بشهية.

علي كان قاعد بيدخن سيجارته بهدوء، بيتأملها. رفعت عينيها تبصله، ولما لقت نظرته عليها، اتكسفت فورًا. ابتسامته طلعت غصب عنه من خجلها.


مد إيده، مسح بخفة على شعرها الناعم، والقشعريرة الجميلة دي خلت قلبها يدق بسرعة.

سحب كرسيها جنبه، وإيده نزلت من خصل شعرها لحد وسطها ولمسها بحنان كان خصرها جاي على قد ايده، صغيره هي مثل ارنته وجميله مثل امرأته، 


على- كل حاجة فيكي… جميلة.


ارتبكت، لكن ابتسامة صغيرة خرجت منها وهي بتغرق في عيونه اللي بتسحرها.

جمعت شجاعتها وسألت بصوت متردد:


إنت… مش بتحب خالتو نادين؟


رفع حاجبه بدهشة، وقال:


نادين؟! 


وعد- مش مرتبطين


على- لا، مفيش الكلام ده.


تنفست الصعداء، وفرحة خفية لمعت في عينيها، رغم إنها حاولت تخفيها. ابتسم هو، شايف بعينيه قد إيه البنت اللي قدامه دي غرقانة فيه بجنون.


فجأة، رن تليفون وعد. اتسمرت مكانها، وقلبها اتقبض كأنها عاملة جريمة.

بصّ لها علي باستغراب وهو ينفث دخان سيجارته:


مين؟


ردّت وعد بصوت متردد:


بابا…


قال علي بهدوء وهو ينفث دخان سيجارته:


ردي خايفه من اى


فتحت الخط، وجاها صوت بدران:


إنتي فين يا وعد؟!


كان ممكن تجاوبه بسهولة وتقول مكانها، لكن دلوقتي… هي بقت زي الهاربة.

قالت بتردد:


نعم يا بابا؟


قال بدران بلهجة صارمة:


ترجعي البيت النهارده يا وعد… ومش عايز أي حجج فارغة.


شعرت إن قلبها بيتقبض، حاولت تبرر:


حجج فارغة؟! إنت متعرفش اللي حصل يا بابا…


رد بدران بسرعة، وكأنه قافل الحوار:


عرفت كل حاجة. وما كانش لازم تتكلمي مع والدتك كده… وتقوليلها الكلام اللي قولتيه.


اتصدمت وعد، إزاي أبوها قلب عليها فجأة!

حاولت تدافع:


بس هي قالت أكتر من كده…


سألها بدران بحدة:


اللي هو إيه؟


سكتت… إيديها اتشدت على بعض بقهر وحزن، عينيها لمعت بدموع مقهورة.

جالها صوت أبوها آخر مرة، تقيل وقاسي:


تكوني في البيت النهارده. عشان ما أجيش أجيبك أنا… بلاش تعصبيني أكتر من كده.


قالت وعد بصوت مكسور:


اللي إنت شايفه يا بابا…


وقبل ما تسمع رد، قفلت الخط بسرعة.

إيدها كانت بتترعش، قلبها مقبوض، ودموعها محبوسة في عينيها.

التفتت لعلي، قالت بمرارة:


معقول عرف كل حاجة… ووقف معاها هي؟ بيقول اللي حصل مجرد سوء تفاهم… وإن أنا اللي غلطت لما رديت عليها كده؟


قال علي بثبات:


بدران ميعرفش اللي حصل كله.


هزت وعد راسها وقالت:


لا… يعرف. أنا فعلاً قلت إني مش عايزة حازم… وقلت مش هاخد حد مش بيحبني زيها.

بصلها علي واضايق إنها زعلت، دموعها بتنزل على خدها:


كنت بشوفهم دايمًا… علاقتهم جافة. وأنا مش عايزة كده. وبعد اللي قلته، هي قالت… إن أمي… إنها خطفت جوزها منها.


انهارت دمعة صوتها اختنق:


معقول بابا… بعد ده كله… شايف إني أنا الغلطانة؟


قرب علي منها بهدوء، رفع إيده، مسح دمعتها بكف إيده الخشن وقال بصوت واطي:


متعيطيش قدامي…


بصّت له وعد، واتعلقت عينيها بعينيه.

وعلي، وهو بيغوص في عيونها، حسّ كأنه شايف الكون كله متجسد في ملامحها… ملامح بريئة هادية، والدموع مغرقة عينيها، بتناديه من غير كلام.


فجأة، اتغرقت عينه هو كمان بالدموع… مد إيده ناحية وشها، يلمسه كأنه قدامه شخص تاني… مش وعد.

وطلع صوته ضعيف، مهزوم:


منى…


استعرب وعد من الاسم ونبرته الغريبه الى أول مره تسمعها منه

ولأول مرة، شافت في عيونه حاجة مختلفة انه ليس على نفسه وكان ملامح وشه اتحولت… حزن هائل، كأنه طفل ضعيف مكسور.


قالت بصوت متردد:


ع… عمي؟


الكلمة رجّعته للواقع فجأة. اختفت الصورة اللي كانت قدامه بالكامل، ورجع يشوف وعد… مش منى.

تراجع بسرعة، عيناه متسعة بارتباك، كأنه اكتشف نفسه في لحظة عارية.


قالت وعد بخوف:


إنت كويس؟


ابتعد عنها فجأة، خطواته سريعة متوترة، لحد ما اختفى في الحمام. قفل الباب بالمفتاح بإيد مرتعشة.

ووعد فضلت واقفة قدام الباب


كانت عروقه بارزة بقوة، كأن وحش هائج بيحاول يكبحه قدر الإمكان.

سند إيديه على الحوض، أنفاسه تقيلة متقطعة، رفع وشه وبص في المرايا.

عينيه حمراء، وجه مشدود مليان شر وثأر… والهمس خرج من بين أسنانه باحتقان:


نسيت نفسك إنت مين… صدقت إنك "علي" اللي بتمثّله… ونسيت "علي" القديم اللي إنت واقف هنا بسببه.


طرق خفيف هزّ الباب.

صوت وعد المرتبك:


عمي…


كانت واقفه على الباب قلقانه اتفتح الباب.

وقفت قدامه، عينيها بتدور على آثار اللي شافته من شوية… بس اللي قابلها كان "علي" طبيعي، ملامحه هادية، ولا كأن في عاصفة هاجت جواه.


قال على


المفروض إنك جعانة… بس شايفك سايبة الأكل وجاية ليّ.


ارتبكت، بلعت ريقها:


لا… أنا كنت قلقانة عليك… بس إنت كويس؟


ابتسم ابتسامة صغيرة:


آه، في حاجة؟


وعد- لا… مفيش.


قرب منها خطوة، قال


مترديش على أي حد من البيت تاني… حتى لو بدران. مفهوم؟


 هزت راسها بطاعة قالت-


حاضر… بس بابا حذرني إني لازم أرجع النهاردة.

قال علي وهو بيبص في عيونها:

"وأنا بقولك مترجعيش… المفروض تسمعي كلام جوزك."


قلب وعد دق بسرعة، لسه مش مستوعبة وضعهم الجديد. مد علي إيده على وسطها وقربها منه، صوته بقى أخف:

"متضايقيش نفسك… خلاف العيلة ده أنا هخلصه."


بقلق سألت: "إزاي؟"


رد بثقة: "سيبيها عليا."


بصت في عيونه للحظة، لكن هو نزل بعينه على شفايفها وقرب منها، وباسها فجأة. قلبها دق بعنف، حسّت بجسمها بيتجمد وهو بيشدها أقرب، ويغرس وجهه في ملامحها يقبّلها بعنف مبالغ فيه.


اتالمت، حاولت تبعده بصعوبة، همست متقطعة:

"ع… عمي…"


وقف فجأة، وبعد عنها. بصتله بخوف وارتباك واضح.


قال "في إيه؟"


ردت بخجل وتوتر:

"إنت بتطوّر في علاقتنا بسرعة… وأنا لسه بحاول أستوعب."


سكت لحظة، هو عارف إنه أول تجربة في حياتها، وقال أخيرًا بنبرة أهدى:

"هحاول أكون لطيف معاكي."


تمتمت بصوت واطي "أنا خايفة."


قال علي بحدة "لأنك مش بتتعاملِي معايا بمشاعرك."


سكتت وعد، اتلخبطت، وبتردد قالت:

"عمي…"


قاطعها بعصبية:

"متقوليش عمي! قولتلك… أنا مش كده."


تراجعت خطوة وسألته بارتباك:

"طب… أناديلك بإيه؟"


قال علي بهدوء لكنه حاسم:

"باسمي… علي اسمى."


كان صعب على وعد تنطقه باسمه، ارتبكت، لكن صوته جذبها من جديد:

"وعد… إنتي كنتي بتتعاملي معايا أكتر من كده. عايزك تكسري قيودك معايا، مش تزوديها. إحنا بنحب بعض."


لمعت عيونها بدهشة:

"بنحب بعض؟"


ابتسم علي بعمق وقال متحديًا:

"إنتي مش بتحبيني؟"


اتكسفت، رفعت عينيها ليه وهو ماسك وشها، صوته أصرّ:

"ردي."


همست بخجل، لكن بصوت مليان صدق:

"ب… بحبك."


ابتسامه ظهرت على وشه، مد إيده ولمس رقبتها بلطف، وعيونها ضعفت من لمسته. قرب منها وباسها برقة مختلفة المرة دي، وعد فضلت ساكنة لحظات، وبعدين رفعت دراعها وتحضنه، تبادله القبلة بمشاعر غرام لأول مرة.

لما بعد عنها، وشها كان محمّر خجل، ابتسم علي، شالها بين إيديه وهي مخبية وشها في كتفه.


✦ ✦ ✦


في بيت بدران…

كان قاعد متضايق جدًا، عينه على الساعة اللي عدت 12. غضبه بيغلي:

"بنتي مجتش… زي ما قلتلها. لا… وكأنها مش مهتمة بيا ولا بكلامي."


يوسف حاول يهدّي الموقف:

"ممكن تكون نسيت… أكيد مش قصدها تكسر كلمتك."


بدران ضرب الطربيزة وقال بصوت هادر:

"محممممود!"


دخل محمود بسرعة أول ما سمع ندائه:

"أيوه يا باشا."


أمره بدران بصرامة:

"تاخد الرجالة… وتروح تجيب وعد من بيت ياسمين."


اتصدم يوسف من كلام أبوه، وبص لمحمود اللي رد بسرعة:

"حاضر يا باشا."


يوسف اندفع وقال:

"استنى يا بابا!"


بدران بعصبية:

"استنى إيه؟"


يوسف بهدوء وهو بيحاول يمسك أعصابه:

"لو عملت كده… وعد هتضايق جدًا. إنت عارفها… بتزعل من أقل حاجة."


بدران صوته علي:

"يعني تعصي كلامي؟"


يوسف:

"ممكن تكون زعلانة… بس بالطريقة دي هتخليها تسيب البيت العمر كله. أنا عارف وعد، العناد غلط معاها."


بدران حدة صوته خفت شوية:

"والصح إيه بقى؟"


يوسف قرب وقال:

"سيبلي أنا الموضوع… هرجعها بطريقتي."


سكت بدران وهو بيكتم غضبه، وقال بضيق:

"اتصرّف يا يوسف."


✦ ✦ ✦


مع إشراقة الصبح…

فتحت وعد عينيها بنعاس، لكن حركة جمبها صحتها.


بصّت تلاقي علي خارج من الحمام، بيمسح شعره وهو بيقف قدام الدولاب يختار قميص. لمحها في المرايا وقال بهدوء:

"صحيتِك؟"


هزت راسها بالنفي وهي لسه مستغربة نفسها فين.


قعد علي على طرف السرير وهو بيلبس القميص. وعد اتعدلت بخجل، وبصت له وقالت بصوت واطي:

"إنت خارج؟"


قال علي وهو بيظبط أزرار قميصه:

"آه… وانتي كمان."


وعد رفعت عينيها باستغراب:

"أنا كمان إيه؟"


ابتسم علي ابتسامة غامضة وقال:

"مالك… هييجي يوصلك الفيلا في وقت معيّن. متعارضهوش… أنا اللي هكون باعتُه."


وعد اتوترت وردت:

"هرجع البيت… بس ليه؟"


بص لها علي ان القعده هنى عجبتها اتكسفت لما لقيته بيبتسم

قالت وعد "مش عايزة أبعد عنك… مش إنت جوزي؟"


شدّ نفسه للحظة، وبنبرة جادة قال:

"وعد… متذكريش الجملة دي قدام حد. مش هقولك تاني."


سكتت بخجل.

هو قرب منها ولمس رقبتها ورفع وشها ليه وقال:

"متقلقيش… أنا هكون معاكي على طول. وجودك هناك مش معناه إننا مش هنكون مع بعض."


أومأت له بطاعه، فمال عليها وقبّل شفايفها كأنه بيكافئها.

وشها احمر وهو ابتسم وقال بنعومة:

"نسيت أقولك… صباح الخير."


ارتبكت وعد وخرج صوتها ضعيف:

"عم... علي."


كانت أول مرة تنطقه باسمه بصوتها الرقيق… فنبض قلبه بابتسامة صافية، واكتفى إنه ينسحب بهدوء ويخرج من الغرفة.

لمست وعد شفايفها بخجل وهي لسه حاسة بحرارته، ابتسامة رقيقة غمرت وشها… ابتسامة كلها عشق.


على نزل على تحت بيفتح باب الفيلا ولسا هيخرج وقف مكانه من لما لقى فى وشه رضوان الى كان ع الباب ونظر إليه ودخل الفيلا قال

- زياره مفاجئه


البارت الثامن 


رضوان قال- زياره مفاجئه

بصّ علي لـ رضوان بهدوء وهو يقفل الباب وراه، وقال 

"دي زيارة غريبة… وغبية. إزاي تيجي هنا؟"


ابتسم رضوان وقال: "عايز أسألك عن حاجة."


في الوقت ده، وعد كانت خارجة من أوضتها. سمعت صوت اتفاجئت بيه، وقفت على السلم تنصت، لقطت نبرة علي وعرفت إنه لسه ممشيش. نزلت خطوة بخطوة، وقفت لما شافت معاه شخص غريب


قال علي:

"مش منطقي إنك تيجي أصلاً… لا بسؤال ولا بغيره."


ضحك رضوان بخفة وقال:

"ما تتضايقش يا علي. أنا عارف إنك هنا ملكش ودان غيرك. حتى رجالتك اللي برا… متأكد إنهم واقفين بمسافة كافية ومش هيسمعوا كلامنا."


كان علي على وشك يرد، لكنه سكت بص ع السلم فلقى وعد واقفة، عينيها معلقة عليه وعلى رضوان بتمعّن واضح.


جلس رضوان على الكنبة وقال وهو بيميل بجسده للأمام:

"أخبارك إيه مع بدران؟ مش ناوي تعتزل بقى؟"


علي كان بيبصله، لكن عينه التانية معلقة بوعد. رضوان لاحظ التشتت وقال باستغراب:

"مالك؟"


رفع علي نظرته له وقال بحدة:

"امشي دلوقتي يا رضوان."


قال رضوان بجدية "بقولك… عايزك في موضوع ضروري. بخصوص حسن، ظابط قضيتك."


رد علي بحدة قصيرة:

"مش دلوقتي. خلاص."


نقلت وعد نظرها بسرعة لعلي، ولما عينه وقعت في عينها، فهمت من نظرته الواضحة إنها تمشي فورًا.


رضوان لاحظ حاجه في عين علي فسأله:

"مالك؟"


سكت لحظة… وبعدين حس إن في حاجة غريبة. وقف وقال وهو ماشي خطوتين ببطء:

"في حد هنا معاك؟"


رد علي بثبات:

"لا."


لكن رضوان وقف فجأة، لف بسرعة وبص للسلم الىىطان على بيبصله… وقفت وعد مكانها، ملامحها متوترة. عينيها اتعلقت بيه وبعلي في نفس اللحظة.

تجمدت ملامح رضوان، عارفها كويس… عارف هي مين. نطق اسمها بصوت منخفض كأنه همس:

"… وعد."


نظر لعلي، وبعدين رجع بعينه لملابسها… ملابس رجالية واضحة، عارف إنها مش بتاعتها. ارتسمت على وشه ابتسامة غامضة.


ترددت وعد وقالت بخجل مرتبك:

"أنا آسفة… إني قطعتكم."


 رضوان ابتسامة قال وهو عينه مثبتة عليها:

"إنتي… وعد."


قالت بتوتر:"حضرتك… تعرفني؟"


 رضوان قال: "عز المعرفة."


علي قاطع الحوار بحدة وصوت مسيطر:

"اطلعي… يا وعد."


أومأت بخوف، وطلعت على السلم بهدوء.

عين رضوان فضلت متسمّرة عليها لحد ما اختفت فوق.


على قال:

"مش هقولك تاني… امشي. كفاية اللي كنت هتقوله وهي هنا."


 رضوان قال "غلطتك إنك ماعرّفتنيش يا علي."


رد علي : "أديك عرفت."


نظر رضوان للأعلى وهو مركز في تفاصيل اللبس وقال بنبرة شك:

"هي… مش دي هدومك اللي البنت لابساها؟"


سكت علي، ونظرته بقت باردة زي الجليد.

اقترب رضوان خطوة، ووقف قدامه مباشرة وقال:

"لبساها ليه؟ وبتعمل إيه هنا… في بيتك؟"


رد علي بلهجة هادئة لكنها قاطعة:

"قاعدة عندي… بسبب خلاف في بيتها. وهترجع النهارده."


 رضوان قال: "قاعدة عندك؟ اممم


 عين رضوان لسه متعلقة بالسلم، وكأنه بيسترجع صورة وعد.

ثم قال وهو يغمغم:

"حاسس… إنك بتعمل حاجة كبيرة من ورايا."


ارتسمت على وش علي ابتسامة ساخرة وقال بهدوء:

"إنت دايمًا بتحس… بس عمرك ما عرفت الحاجة دي إيه."


ضحك رضوان ابتسامة باهتة وقال:

"أنا بحب أتفاجأ بيك يا علي… بتبهرني دايمًا. وشكل الانبهار المرة دي… هيكون فريد."


ما ردش علي، بس ملامحه ازدادت صلابة.

تنهد رضوان، وقف، وقال وهو متراجع ناحية الباب:

"أشوفك… لما تبقى فاضي."


خرج من الفيلا، وابتسامة غامضة مرسومة على وشه.

ركب عربيته، وقال للسواق "امشي."


وقف علي مكانه لحظات بعد ما رضوان مشي، ملامحه متجمدة لكن عينه فيها نار مكتومة.طلع السلم بخطوات تقيلة، فتح باب الأوضة… لقى وعد قاعدة بتتظاهر بالهدوء، بس أول ما شافته قامت بسرعة.


قالت بصوت متردد:

"مين ده؟"


رد علي بحدة وهو بيقفل الباب وراه:

"إيه اللي نزلك؟"


اتلخبطت وعد وقالت بسرعة:

"أنا… كنت بشوفك. لسا ممشيتش ليه؟"


قرب منها خطوة وقال بعصبية مكتومة:

"عرفتي إني معايا حد… وبرغم كده وقفتِ تتفرجي؟"


وعد "انت مضايق؟"


قال علي  "كنتي عايزة إيه بالظبط؟ عايزاه يشوفك؟"


قالت وعد بسرعة، صوتها بيرتعش: "لما حسيتك بتقولي امشي… مشيت. بس هو…"


قاطَعها علي بحدة، صوته منخفض "ما كانش المفروض تقفي أصلًا وأنا معايا راجل غريب. المفروض… محدش يعرف إنك هنا. قُمتِ نزلتي؟"


قالت وعد تدافع عن نفسها: "محدش يعرف من عيلتي… وده…"


قاطعها بعينين ثابتة:

"أنا قلت… محدش خالص يعرف يا وعد. سواء من عيلتك… أو حد إنتِ متعرفهوش."


سكتت وعد بحزن من حدته، اقترب منها علي، صوته انخفض وبقا هادى:

"البسي هدومك يا وعد… عشان تمشي.

وإياك تقابلي حد كده… أو تنزلي لحد وانتي مش مظبوطة. ساعتها… هتشوفي مني وش… هتندمي إنك عرفتيه."


كانت عيون وعد معلّقة بعينه، صوتها مهزوز:

"بتكلّمني كده ليه؟… أنا ما كنتش أقصد."


سكت علي لحظة، قالت وعد بصوت أوطى:

"أنا ما غلطتش عشان تكلّمني بالشكل ده."


اقترب منها فجأة، صوته منخفض بس قاطع:

"غلطتى يا وعد… غلطتى."


ارتبكت، قبل ما تستوعب لقت إيده ماسكة كتفها يسحبها ناحيته، وبإيده التانية مسك وشها، ونزل يمرّر أصابعه على رقبتها الناعمة ببطء متعمد.


قال بنبرة مسيطرة:

"حريتك… معايا أنا.

البسي… واعملي كل اللي يريحك معايا.

أنا قولتلك إن البيت ده بيتك.

لكن أول ما يكون في حد تاني… يبقى مش بيت، يبقى شارع.

وساعتها… مفيش غلطة بتعدي."


سكت لحظة، عينه ما زالت مغروسة في عينيها المرتبكة. بعدها أفلتها فجأة، خطا خطوة لورا وقال :

"كده فهمتي؟"


ما قدرتش ترد، قال على"دلوقتي… أنا همشي."


فتح الباب وخرج، وسابها واقفة مكانها، عيونها بتطارد طيفه اللي مازال عالق في الأوضة… وفي قلبها.


----

كان مالك خارج من فيلا الضخمة، وفجأة لقى رضوان واقف قدامه.

رضوان بابتسامة هادية:


اتأخرت عليك يا مالك.


مالك باحترام:


لا يا رضوان بيه، الرجالة قالولي إنك مش موجود، فرنيت عليك.


رضوان:


آه، مسمعتش… أصلي كنت مع علي.


مالك باستغراب:


مع علي؟! في حاجة جديدة؟


رضوان وهو بيهز راسه:


آه… بس الأهم حاجة شفتها في بيته.


مالك بدهشة:


بيته! إنت رُحتله الفيلا؟


رضوان بابتسامة غامضة:


أيوه… واضح إنك كمان متفاجئ.


مالك:


أكيد! خصوصًا إن علاقتكم فيها حرص شديد ومحدش يعرف تفاصيلها.


رضوان:


اللي عرفته أهم من كل ده.


مالك بسرعة:


بخصوص قضية علي؟


رضوان أومأ بإيجاب:


بالظبط… بس قولي، إنت كنت تعرف إن بنت بدران قاعدة معاه؟


سكت مالك شوية، وبعدين رد:


الأنسة وعد؟ آه… بقالها يومين بالظبط هناك، بسبب خلاف بسيط حصل.


رضوان بحدة:


مقولتليش ليه؟


مالك بهدوء:


الموضوع مكانش يستاهل إنّي أبلّغ حضرتك.


رضوان بعينين ضيقة:


لا… مهم. اشمعنا علي بالذات اللي راحتله؟


مالك:


عشان عمها… ووعد متعلقة بيه جدًا.


رضوان وهو بينظر لمالك بنبرة غامضة:


وشكلك يا مالك… هو كمان متعلق بيها.


مالك بتوتر خفيف:


حضرتك عايز تقول إيه؟


رضوان لَف ووقف قصاده:


قوللي يا مالك… مفيش حاجة بينهم؟


مالك باستفسار:


بين وعد وعلي؟


رضوان بحزم:


أيوه، بين وعد وعلي.


مالك هز كتفه:


معرفش… علاقتهم مش متطورة أوي، مجرد علاقة عم ببنت أخوه.


رضوان فضَل باصص له لحظة، وكأنه بيحاول يقرأ وشه أو يكشف كدبة مستخبية. بعدين قال بهدوء:


طب… راقبهملي.


مالك بحذر:


علي ولا وعد؟


رضوان بصرامة:


علاقتهم. راقبلي علاقتهم.


قال كده ومشي، وساب مالك واقف ساكت، ملامحه هادية ومافيش أي كدبة بانِت عليه.


---

في الفيلا في المطبخ، كانت رنا بتغسل الأطباق وعينيها كل شوية تروح على فاطمة. سألتها بفضول:

"مالك يا طنط فاطمة؟"


فاطمة ردت بسرعة وببرود:

"مفيش حاجة."


رنا ما اقتنعتش وقالت:

"إنتي ساكتة من امبارح… لما نزلتي من عند رانيا هانم تديها القهوة. هي قالتلك حاجة زعلتك؟"


فاطمة هزت راسها:

"لا يا رنا."


رنا فضلت تلحّ:

"أمال في إيه؟ ولا زعلانة عشان وعد مش هنا؟ أنا سمعت البيه الكبير وهو بيكلمها امبارح، وبيقولها ترجع."


فاطمة التفتت لها بعصبية:

"قولتلك متتصنتيش على حد هنا، عشان متحطيش نفسك في مشاكل أكبر منك."


سكتت رنا فورًا وهزت راسها بخوف:

"حاضر… خلاص."


تنهدت فاطمة، كانت بتفتكر الكلام الى سمعته ع الباب ورانيا بتقول لبدران نص الى حصل وبتغلط وعد

 دخلت رئيسة الخدم بسرعة وقالت:

"على بيه داخل!"


الكل اتوتر وبصوا لبعض باستغراب.

وبالفعل دخل علي، هيبته مالية المكان.

وقف في نص المطبخ وقال بنبرة حادة:

"فين فاطمة؟"


بصّت رنا لفاطمة بقلق…

فاطمة رفعت عينيها وقالت بسرعة:

"أنا يا بيه."


علي أشار لها:

"تعالي."


مشت ورا بخطوات مترددة، ورئيسة الخدم بصتلها بحدة وهمست:

"عملتي إيه؟"


خرجت فاطمة مع علي للطرقة. وقفت قدامه وقالت بخوف:

"نعم يا بيه؟"


علي وقف بإيديه في جيوبه وسألها مباشرة:

"إنتي كنتي بتكلمي وعد لما رانيا كلمتها؟"


فاطمة اتلخبطت:

"كانت بتكلمها قدامنا كلنا… مش أنا بس."


علي ضيق عينيه وقال:

"بس وعد كانت بتتكلم معاها على انفراد."


ترددت فاطمة لحظة وقالت:

"آه."


سأله تاني ببرود واضح:

"سمعتي حاجة من الكلام اللي بينهم؟"


فاطمة سكتت… وسكوتها فضحها.

ابتسم علي ابتسامة صغيرة بس مرعبة وقال:

"يبقى سمعتي الكلام اللي اتقال لوعد."


كانت ملامح فاطمة حزينة ومتوترة، حاولت تتهرب لكنها قالت بصوت واطي:

"آه."


في اللحظة دي اتفاجئت لما سمعت صوت بدران من وراها:

"قالتلها إيه؟"


التفتت بدهشة إنها لقت بدران واقف، هيبته ووقاره ماليين المكان.

قال علي بنبرة جدية:

"لو خايفة من رانيا… بدران بيه بنفسه بيقولك اتكلمي."


اتنهدت فاطمة وقالت بصوت متردد:

"رانيا هانم… كانت بتقولها إنها مرتبّة معاد تقابل فيه حازم بيه، عشان يتعرفوا على بعض. بس وعد اتضايقت وزعقت لها… وقالت إنها مش عايزة الموضوع ده، وإنها قالت لأبوها إنها رافضة ومحدش يدخل في حياتها… وإنها مش عايزة تكون زيّها."


كملت فاطمة بتنهيدة تقيلة:

"رانيا هانم اتضايقت… وقالتلها إنها عمرها ما تكون زيها، وإنها هتبقى زي أمها اللي خطفت جوزها منها."


اترددت لحظة، وبعدين نطقت بالكلمة اللي كانت مترددة تقولها:

"قالتلها… إن مفيش حد هيحبها، وإنها ملهاش تتكبر… تبص في الأرض وبس."


بدران ضاق صدره وبص لفاطمة بحدة، كأن الكلام ده ضربه في مقتل.

كملت فاطمة بصوت مرتعش:

"وقت الكلام ده… يوسف بيه ظهر، ووعد خرجت من الفيلا زي ما حصل."


قال بدران بنبرة غاضبة مكتومة:

"مقولتليش ليه؟"


خفضت فاطمة عينيها:

"خوفت يحصل مشاكل… أنا غلطت لما سمعت كلامهم، بس كنت قلقانة على وعد هانم."


علي رفع إيده وقال بحزم:

"خلاص يا فاطمة… روحي شغلك."


هزت راسها باحترام ومشيت.


التفت علي لبدران وقال بهدوء فيه نبرة مرارة:

"دلوقتي عرفت رد رانيا الكامل كان إيه."


بدران اتنفس بعصبية وقال:

"إزاي تقولها حاجة زي دي؟!"


قال علي وهو بيولع سيجارته:

"يا بدران… مهما حاولت، رانيا عمرها ما هتتقبل وعد زي يوسف. هي طول الوقت شايفاها نسخة من أمها… والفرق الوحيد إن يوسف ابنك، لكن وعد بنتها. كلام وعد لمس حاجة جواها… خلاها تفتكر سلوى وترد رد ماكانش لازم يتقال ليها في يوم من الأيام."


قال بدران وهو بيتمشى بعصبية:

"أنا مأكد عليها من زمان… إزاي مش قادرة تفهم لحد دلوقتي؟"


قال علي بهدوء:

"ممكن غيره… وهي مش شايفة وعد بنتك، شايفاها سلوى."


ضيق بدران عينيه:

"دي حاجة تضايقني أكتر… كويس إن يوسف منعني امبارح من تصرف غبي."


التفت له علي باهتمام:

"تصرف إيه؟"


قال بدران بنبرة تقيلة:

"كنت هخلي الرجالة يجيبوا وعد من عند صحبتها اللي قاعدة عندها… ياسمين."


رفع علي حاجبه:

"يوسف هو اللي منعك؟"


أومأ بدران. ابتسم علي ابتسامة صغيرة… دلوقتي فهم ليه بدران ما قلبش الدنيا على وعد: يوسف خاف كذبته تنكشف.


في اللحظة دي… دخل يوسف من برا.

بص له بدران بحدة:

"كنت فين كل ده؟"


يوسف اتوتر، وقال بسرعة:

"كان عندي شغل."


قال بدران بصرامة:

"فين وعد؟ مش المفروض كنت هترجعها؟"


يوسف ارتبك وابتلع ريقه:

"في… في الجامعة دلوقتي."


أومأ بدران بتفهم ساكت. لكن علي اللي كان قاعد مسترخي، رفع عينه على ساعته بابتسامة خفيفة… كأنه عارف إن الوقت جه بالظبط.


فتح الخادم الباب وقال:

"بدران بيه… آنسة وعد برا."


اتصدم بدران، وحتى يوسف اتفاجئ، أما علي فابتسم وهو يراقب اللحظة.


دخلت وعد… أول ما عينها وقعت على علي قلبها دق جامد، لكن عين بدران شدت انتباهها أول.


قال بدران بصوت تقيل:

"وعد… كنتي فين؟"


قالت وعد بهدوء:

– كنت عند صحبتي… إنت مكنتش عارف إني برا البيت كل ده؟


رد بدران وهو بينظر لها بحدة:

– عارف… بس بسألك برضه.


سكتت وعد، قلبها متقلّب، لأنها أدركت إن محدش أصلاً مهتم يدور عليها، ولا حتى يعرفو إنها كانت مع علي.


قال بدران بنبرة جادة:

– وعد، بعد كده لو حصل خلاف في البيت تيجي تقوليلي… مش تمشي كده من غير ما أعرف.


قالت وعد بحزن:

– بابا… إنت متعرفش حاجة.


تنهد بدران وقال وهو يحاول يسيطر على غضبه:

– عرفت خلاص. أنا مبحطش اللوم عليكي… أنا بس مكنتش عارف اللي حصل بالتفصيل.


بان عليه الضيق وهو يضيف:

– هتكلم مع رانيا… وأنتي اطلعي أوضتك دلوقتي.


نظرت وعد سريعًا ناحية علي، تبحث في ملامحه عن أي شيء، لكن هو كان متماسك، ما بيبصش لها، وكأنه ما يعرفهاش، كأنهم ما كانوش مع بعض من ثلاث ساعات بس. هو قادر يخفي مشاعره… وهي متأكدة إنها هتفضح نفسها عاجلًا أو آجلًا.


طلعت وعد على أوضتها، بينما بدران جلس متنهّد وقال بضيق:

– مشاكل الشغل… ومشاكل البيت.


قام يوسف وهو ماسك مفاتيحه:

– أنا رايح الشركة… هتيجي معايا يا عمي؟


رد علي:

– هخلص شغل مهم هنا… وأعدي عليك.


أومأ بدران من غير كلام. يوسف مشي لكنه وقف لحظة، لف، وطلع فوق.


قعدت وعد في أوضتها، رجعت بيتها… لكن مش زي ما كانت. هي خلاص مش نفس البنت.

كانت متوترة، ماسكة إيديها في بعض، بتكلم نفسها بصوت مخنوق:

– قال لي مش هيحصل حاجة…


حاولت تهدي نفسها، بس كل حاجة حواليها بتضغط عليها. حتى الحيطان حاساها بتبص عليها… وكأنها مكشوفة قدام الدنيا كلها.


Flash


كانت وعد قاعدة في فيلا علي قبل ما ترجع، لابسة زي ما قالها. بتبص في الساعة، قلبها يدق بسرعة.

سمعت صوت خطوات جاية ناحية الباب. قامت بخطوات بطيئة، فتحته… لقت مالك واقف.


بصّ لها وقال بهدوء:

– علي بيه قال لي أوصلك.


أومأت برأسها وقالت بخفوت:

– أيوه… قال لي.


مشي مالك قدامها يسبقها للبرّه. وعد واقفة لحظة في الصالة، تنهدت وهي تتمتم لنفسها:

– كنت بحسبه هو… علي.

خرجت من الفيلا، ركبت العربية مع مالك. هو انطلق من غير ما ينطق ولا كلمة، السكون مسيطر.

وعد قاعدة ورا، عينها على ضهره، وكل لحظة بتحس إن قربه من علي مش عادي… مش بيخلي حد يوصلها غيره، وكأنه امتداد ليه.


قطعت الصمت وسألت بنبرة حذرة:

– إنت تعرف علي من أمريكا ولا من مصر؟


رد مالك، من غير ما يبص ناحيتها:

– أمريكا.


قالت بسرعة:

– مساعده في الشركة هناك وهنا؟


– آه.


سكتت شوية، عينها بتتابع الطريق. العربية وقفت فجأة. رفعت راسها، بصت حواليها… المكان مش الفيلا.


قالت بدهشة:

– دي مش الفيلا.


رد مالك بهدوء، وهو مشاور لتاكسي واقف على جنب:

– في تاكسي هناك… هيوصلك لحد باب الفيلا.


– ليه مش إنت؟


بص بعيد وقال:

– لو شافونا مع بعض، هيبقى في محل شك… هيقولوا إنك ماكنتيش عند صحبتك، ويسألوني: كنتي فين؟ ومع مين؟ وهتدخلوا في مشاكل إحنا مش محتاجينها.


سكتت وعد، كلامه ضربها زي الرصاصة. قلبها وقع وهي تهمس بارتباك:

– قصدك… هيعرفوا عني أنا… وعلي؟


مردش مالك… نزلت وعد من العربية، وقفت ثواني تتلفت لحد ما شافت التاكسي واقف يستناهبصيت لمالك وهو لسه واقفه مكانه زى ما يكون بيطمن إنها ركبت.


التاكسي اتحرك… وعد قاعدة وعيونها معلقة في المراية، بتشوف صورة عربية مالك اللي بتصغر وراها. قلبها اتقبض وهي بتسأل نفسها:

هل حرص مالك مجرد التزام بأوامر علي؟ ولا هو عارف السر… عارف إنها مش مجرد بنت في البيت، وإنها في الحقيقة مراته؟


Flash

رجعت لواقعها وهي ماسكة تليفونها، عايزه تكلم علي وتسأله، لكن فاكرة تحذيره:

"متجيش غير لما أبعتلك… ومتعمليش حاجة من دماغك يا وعد."


اتخضيت أول ما الباب اتفتح فجأة.

التفتت بسرعة… بس لقت يوسف واقف.


ابتسم بخفة وقال:

– مالكِ؟ خضيتك؟


وعد لسه قلبها بيدق بسرعة، قالت بنبرة متوترة:

– أول مرة تدخل من غير ما تخبط.


قفل يوسف الباب ولف ناحيتها.

وعد بصّت له باستغراب، خصوصًا لما قرب وقعد جنبها. ارتبكت وقالت بسرعة:

– في حاجة يا يوسف؟


رد بنبرة هادية لكن فيها تساؤل:

– مكنتيش بتردي عليا… لو في خلاف بينك وبين ماما، أنا ماليش دعوة.


تنهدت وعد وقالت:

– ماكنتش برد على أي حد، عشان عارفة إنكم هتضايقوا من خروجي.


يوسف هز راسه وقال:

– المفروض كنتِ تعقلي ونشوف المشكلة زي ما بابا قال تحت.


نظرت له بحدة خفيفة:

– كنت هتقف معايا ضد ماما؟


سكت يوسف لحظة، وبص لها مباشرة:

– أنا ماقولتش إن ماما معاها حق… هي غلطت في كل اللي قالته، بس إنتِ برضو غلطانة.


سكتت وعد وما ردتش. قامت تقف وهي ماسكة هدومها وقالت بفتور:

– أنا داخلة أخد دش.


قال يوسف وهو واقف:

– آه… ماشي. أنا خارج. بس عايز أسألك حاجة.


وقفت مكانها متوترة:

– حاجة إيه؟


قال يوسف وهو بيركز في ملامحها:

– كنتي فين اليومين دول؟


قلبها دق بقوة، بس حاولت تخفي وقالت بسرعة:

– عند صحبتي… منتا عارف. وإنت بنفسك قلت لبابا.


ابتسم يوسف ابتسامة صغيرة ما فيهاش تصديق:

– صحبِتك مين يا وعد؟ أنا قلت كده عشان بابا ما يعملش مشكلة. بس الحقيقة… أنا دورت في كل حتة ممكن ألاقيكي فيها.


ارتبكت وعد، بس رفعت راسها بعناد:

– يبقى ما دورتش كويس.


بص لها باستغراب وسألها:

– كنتِ عند صحبتي… مش كده؟ اسمها إيه؟


ردت بسرعة:

– نيلي.


سكت يوسف، نظر لها ثواني من غير كلام، بعدين خد نفسه وخرج من الأوضة.

وعد وقفت مكانها، خدودها محمرة من التوتر. أخدت تنهيدة عميقة ودخلت الحمام وهي بتحاول تلم أعصابها.

-----


في النادي

كانت سهير بتركض بخفة ورشاقة في التراك، لابسة ملابس رياضية، وسماعات في ودنها بتسمع موسيقى. فجأة، الموبايل رن وقطع الأغنية.

بصّت على الشاشة، لقت المتصل: بدران جوزها.


ردّت بابتسامة صغيرة:


إيه يا حبي؟


بدران بنبرة جادة:


تعالي الفيلا… عايز أتكلم معاكي.


سهير استغربت:


في حاجة يا بدران؟


رد بصرامة:


لما تيجي هتعرفي.


قفلت سهير المكالمة وهي واقفة في نص التراك، ملامحها مليانة استغراب وقلق.


---

رضوان ف الجنينه لمح عربيه على وبينزل منها ابتسم قال - افتكرتك مش جاى

بص على لمالك الى كان مع رضوان رجع بص لرضوان قال

-اى المهم الى عرفته

قال رضوان- حسن مات وده كان خيط مهم لقضيتك

قال على- انت بتحصرنى

قال رضوان- عيلته موجوده

قال على - هعمل اى بعيلته

قال رضوان- فكر يعلى عنده زوجه وبنت اكيد مراته تعرف اى حاجه عنه او تعرف حد يعرف يوصلك لهدفك

سكت على بعدين بصله قال - اسمها اى

قال رضوان - ميرفت شيمان

سكت على بصله رضوان قال - هتمشي

قال على - أشوفك بعدين

شاور لمالك راح معاه وخرجوا من البيت، قال مالك - رضوان سألني عن وعد

قال على - عارف وانت رديت بإيه

قال مالك - إنها قاعده عندك من قريب مش أكتر

اومأ على بتفهم وركب العربيه تبعه مالك جنبه قال - كويس انا رعت البيت بس عندك ثقه إنها مش هتقول لحد ع الى بينكم

قال على- انا عارف بعمل اى يمالك

قال مالك- بس مش مدرك نتايج الى بتعمله

ابتسم على وقال - قولتلك وعد استثناء فى حياتى

قال مالك- انا مش فاهمك هى استثناء فعلا ومن زمان هى خط د.م طويل بس انت لفيت الخط ده ف رقبتك

قال على - ف ايدى لفيت الخط ده ف ايدى يمالك.. شايفك قلقان أكتر منى

قال مالك- انت حر يعلى انت ادرى بأفعالك بس أنا مش مطمن

قال على- دورلى على مرات حسن ونتتاخرش عن ٢٤ساعه

قال مالك- حاضر، نا مممكن أسألك سؤال

قال على- إيه

قال مالك- علاقتك برضوان المدينه اوى دى اى، انا عارف ان هدفك الانتقام لوحدك هو ف حد بينتقمله برضو

قال على- مصالح مشتركه

قال مالك- بس ده من زمان يعنى مش مجرد تعارف مؤقت

- قال على- رضوان منعنى عن حاجه غبيه زمان عشان يستخدمنى بيها بعدين وف المقابل استخدامه بيساعدنى

قال مالك- يعنى رضوان بيستخدمك انت يعلى

قال على- آه 

---


رجعت رانيا الفيلا، ماسكة فوطة بتجفف بيها رقبتها بعد ما خلصت رياضة. دخلت وهي بتقول للخدامة:


اعمليلي عصير.


الخدامة:


حاضر يا هانم.


دخلت مكتب بدران، لقيته قاعد منتظرها. قالت بابتسامة:


كنت عايزني؟


بدران بنبرة تقيلة:


وعد جت.


رانيا اتوترت بعدين قالت:


بجد؟… كويس.


بدران شد ملامحه وقال:


كويس إنها عرفت غلطها… بس في غلط أكبر إنتي عملتيه.


رانيا اتوترت ووقفت قدامه:


غلط إيه؟


بدران مسك دراعها بقوة وقرب منها:


إزاي تقولي لوعد كده يا رانيا؟! إزاي توصلي إنك تهينيها بالطريقة دي؟


رانيا حاولت تدافع عن نفسها:


غصب عني يا بدران! قلتلك… اتعصبت وغلطت.


بدران صوته علي شوي:


تقولي لها إنها وامها خطّافة رجالة؟! تقولي لها إنها معيو..بة وتبص في الأرض ليه؟! إنتي فاكرة نفسك مين عشان تهينيها كده؟


رانيا رفعت صوتها بغضب:


أوعى يا بدران… إنت بتكلمني أنا كده؟


بدران شد إيده أكتر وقال بعينين مولعة:


بنتي ما تبصش في الأرض! ولاد بدران يحطّوا إيديهم في العِزّ والتخين. وعد مش صعب تلاقي الحب… وهيجيلها أحسن من حازم ألف مرة… لأنها بنتي أنا!


رانيا نظرت له بحدة وقالت بمرارة:


لأ… اللي مضايقك مش إنك دافعت عنها… اللي مضايقك إنك حسيت إنها أهانتك إنت شخصيًا.


بصّت له رانيا، وبعدت إيده عنها وقالت بحدة:


إنت مضايق عشان أنا هنتك إنت يا بدران… مش عشان وعد. ولا يمكن عشان فكرتك بماضيك؟ لما شبهتها بأمها "سلوى" اللي إنت رميتها زمان… ولا نسيت؟


بدران صرخ بصوت تقيل:


راااانيا!


رانيا اتراجعت بخوف من نبرة صوته.


اقترب منها وقال وعينه فيها تهديد:


أنا بحذرك يا رانيا… الكلام ده لو خرج منك تاني… علاقتنا هتكون انتهت.


سكتت رانيا، وعينيها فيها قلق.

بدران أشار للباب وقال ببرود:


امشي.


خرجت رانيا بضيق، والباب وراها اتقفل بقوة. بدران فضل واقف، صدره بيعلى وينزل من العصبية، ووشه كله غليان من كلامها.


---


غرفة وعد


كانت وعد قاعدة، لما سمعت خبط على الباب. قامت وفتحته… لقيت فاطمة واقفة بابتسامة حنونة:


حمد لله ع السلامة يا بنتي.


ابتسمت وعد:


طنط فاطمة، اتفضلي.


كانت هتقفل الباب، لكن رنا وقفتها وهي تقول بسرعة:


وأنا كمان!


ضحكت وعد لما شافتها، وقالت:


ادخلي طبعًا.


دخلوا هما الاتنين، وقعدوا جنبها. رنا مسكت إيدها بحنية:


وحشتينا قوي.


وعد بابتسامة خفيفة:


محسساني إني كنت مسافرة.


فاطمة قالت بقلق واضح:


قلقنا عليكي يا بنتي.


وعد ردت بهدوء:


أنا كويسة… متقلقوش.


رنا استفسرت بفضول:


طب كنتي فين كل ده؟


سكتت وعد، وعينيها راحت بعيد كأنها بتفتكر حاجة.

فاطمة سألتها بقلق:


آه صحيح… كنتي فين؟ عيلتك قلبوا الدنيا عليكي. احكيلي يا بنتي.


وعد فضلت صامتة، في بالها صوت "علي" وتحذيره الصارم إنها متقولش لحد. كانت نفسها تفضفض وتحكي، لكن مسكت لسانها وقالت بهدوء مصطنع:


كنت عند صاحبتي… متشغلوش بالكو.


بصّت لها رنا بريبة، لكن ماحبتش تضغط عليها أكتر.


---


داخل الشركة فتحت نادين باب مكتب يوسف كان قاعد في مكتبه مع السكرتيرة الى قامت فورًا لما شافتها، بصيت نادين ليها وليوسف قالت


يوسف، ممكن لحظة؟


يوسف رفع عينه وقال:


ف حاجه؟


نادين بابتسامة بسيطة:


عايزاك خمس دقايق.


قام يوسف معاها وخرجوا من المكتب. وهي ماشية جنبه قالت بسرعة:


بعت الإيميل اللي قولتلك عليه لعلي؟


يوسف رد وهو بيعدل رابطة عنقه:


لسه… مرجعتوش.


نادين رفعت حواجبها:


تراجع إيه؟ أنا مخلصة كله، ومفيهوش غلطة. متقلقش. بس… علي فين لحد دلوقتي؟


يوسف قال ببرود:


معرفش… قالي هيخلص شغل وييجي هنا.


سكتت نادين لحظة كأنها فهمت مغزى كلام يوسف.

يوسف بص لها بابتسامة جانبية وقال:


وحشك ولا إيه يا خالتو؟


نادين رمقته بحدة:


يوسف!


ضحك يوسف بخفة وقال:


كلنا عارفين الوضع. ليه ماخدتوش خطوة واتجوزتوا؟ ولا ناوي يسيبك كده، لحد ما تلاقي حد تاني وهو يكون شاب شعره؟


نادين ردت بسخرية ناعمة:


حتى لو شاب… هيبقى وسيم بردو.


يوسف هز راسه:


وسيم آه… بس أنا ساعات بشك فيه.


نادين استغربت:


بتشك في إيه؟


يوسف قرب منها وهمس:


إن عمّي… مش طبيعي جن..سيًا.


اتسعت عيون نادين بصدمة، ومدت إيدها ضربته في كتفه:


والله لاقوله!


ضحك يوسف وقال بجدية ممزوجة بالتهكم:


يمكن أكون ظالمه… بس أنا عمري ماشفت واحدة معاه. لا حب، لا قصة، ولا حتى نز.وة. ده لو كان مجروح كنت هقول ماشي… لكن كده؟


نادين فكرت وقالت بهدوء:


أو يمكن… في دماغه حاجة تانية.


يوسف بص لها بخبث وسكت، فابتسمت نادين وقالت بسرعة:


ماقصدتش أنا.


يوسف رفع حاجبه:


مفهوم مفهوم… يلا، شوفي شغلك.


رجع لمكتبه، لكن نادين وقفته بمسكه خفيفة على دراعه وقالت:


السكرتيرة الجديدة اللي جوه… مش كده؟


رد يوسف ببرود:


آه.


نادين ضيقت عينيها:


شكلها طيبة… وانت بدورك بتفَتح عينها.


يوسف ابتسم ابتسامة غامضة وقال:


الطيبة ماتنفعش في الشغل. وبعدين… شكلها "يِجي منها".


دخل المكتب وقفل الباب وراه، ونادين فضلت واقفة تبص على الباب بعين مليانة حيرة.


فى الليل كان علي سايق عربيته في هدوء الليل، عينه على الطريق لكن قلبه مشغول. فتح تليفونه، ضغط على رقم "وعد"، فضل يرن مرة ورا التانية… لكنها ما ردتش.


وصل الفيلا، طلع أوضته، المكان فاضي إلا من صدى خطواته. وقف قدام السرير، لمحت عينه هدومه اللي كانت وعد لبساها من فترة، مطوية على الطرف.

مد إيده ومسَك التيشيرت، رفعه قريب من وشه، شَم فيه بقايا عطرها اللي لسه متعلق بالقطن… غمض عينه والذكرى بتاخده.

افتكر انهار رجعت بيتها، أول نظرة ليها ما كانتش لأبوها… كانت ليه هو. نظرة مليانة ألف معنى.


تنهد علي بعمق، شد مفاتيحه من الطاولة، نزل بسرعة، ولما رجاله حاولوا يتبعوه قال بحدة:


محدش يتحرك معايا إلا لو أنا طلبت.


حاضر يا باشا.


ركب عربيته واختفى في الطريق المظلم.


---


غرفة وعد، الوَحدة ساكنة المكان. وعد ممددة على سريرها، عينيها نصف مغمضة، شاخصة في السقف كأنها مش قادرة تنام. أفكارها بتتقاطع جواها زي دوامات.


فجأة… سَمِعت صوت مفتاح بيلف في الباب. قلبها دق بسرعة.

غمضت عينيها، اتظاهرت إنها نايمة.

الصوت اتأكد… الباب اتقفل بهدوء.

خطوات تقيلة لكنها واثقة، بتقرب… أقرب… لحد ما وقفت جنبها.


حست بالمرتبة بتميل لما حد قعد جنبها حسبت بحد بيلمسها.فتحت عينيها بخضة،

أنفاسه قريبة، دافية، وصوته هادي يقول:


أهدّي…


 اتسعت عيونها، بس لما شافته… تجمدت الكلمة في حلقها.


هدِيت وعد أول ما غاصت عينيها في عيونه، تنفست بارتباك وقالت بصوت واطي:

– علي…


قال – خوّفتك؟


اتعدلت في جلستها، قعدت قدامه وهي مش قادرة تخفي ارتباكها:

– إنت بتعمل إيه هنا؟


رد بهدوء عميق:

– جيت أشوفك.


قالتها بسرعة كأنها بتبرر لنفسها:

– كنت فاكرة إنك رجعت الفيلا.


– رجعت فعلاً… بس افتكرت إنك هنا. ومقدرتش أقاوم… جيت.


لمعت عيونها بدهشة، وكأنها مش مصدقة:

– إنت جاي… عشاني؟


مد إيده برفق، لامس رقبتها الناعمة، وصوته غرق في حنان غريب:

– قولتلك هكون معاكي… لأني أنا اللي مش قادر أبعد عنك.


ارتبكت وعد، قلبها بيتخبط في صدرها:

– وجودك هنا… غلط.


قرب وشه منها، نظرته ثابتة، صوته حاسم لكن دافي:

– مفيش حاجة هنا غلط… نسيتي كلامي ليكي؟


عينيها غرقت في عيونه، لحظة طويلة سكتت فيها، قبل ما تبعد بنظراتها بخجل ناحية الباب. حس بخوفها فمال أكتر وهمس بحرارة:

– وحشتيني…


اتسعت عيونها وارتجف قلبها من الكلمة. خرج صوتها متقطع، خجول:

– وإنت… كمان.


ماست شفايفه على رقبتها، لمسته كانت كأنها شعلة نار. جسدها كله ارتجف، إحساس غريب بيغزوها، بركان بيجري في عروقها.

دفن وجهه أكتر، قبلها بنَهَم كأنه بيغرق جواها. 

لكن وعد اتوترت، بعفوية دفعت صدره بخفة، وصوتها مبحوح:

– ع… علي! 

ابتعد عنها، أنفاسه متلاحقة، عينيه مثبتة عليها… كان ضعيف قدامها، ضعيف بطريقة عمره ما حسها قبل كده. 

قالت وهي تبص حواليها بخوف:

– مينفعش… ممكن حد يشوفنا. 

سكت علي شوية وبعدين قال بهدوء:

– في حد كلمك النهاردة؟ 

ردت وعد:

– يوسف سألني كنت فين. 

قال علي:

– وبعدين؟ 

– قولتله إني كنت عند صحبتي نِيلِي.

سكتت لحظة وأضافت بقلق:

– بس ممكن يروح يسألها، أنا عارفة يوسف. 

ابتسم علي وهو يحاول يطمنها:

– متقلقيش، أنا عامل حساب لكل حاجة. 

هزت وعد راسها بتفهم وبعدين قالت:

– طب إنت عملت إيه لما جيت هنا؟ 

بص لها علي وقال:

– بتسألي عن إيه بالظبط؟ 

قالت بتوتر:

– بابا عرف موضوع ماما إزاي؟ 

رد علي:

– كان في حد سامعكم. 

اتسعت عيون وعد:

– مين!؟ محدش كان معانا. 

قال علي:

– إنتي قولتي إنك كنتي بتكلمي واحدة اسمها فاطمة؟ 

– آه… ثانية… يعني طنط فاطمة مكنتش مشيت وسمعت الحوار؟ 

قال علي:

– بالظبط. 

وعد زعلت وقالت بنبرة مكسورة:

– يعني سمعت الكلام اللي على أمي… وكمان إني وحشة. 

قرب منها علي، مسك دقنها ورفع وشها وقال بثبات:

– كلام رانيا مأثر فيكي… اسمعيني، أي كلام سخيف زي ده متزعليش عشانه. 

قالت وعد بصوت متردد:

– وممكن ميكونش مجرد كلام سخيف… يمكن تكون دي الحقيقة. 

قرب علي أكتر وهمس بعزم:

– لو عايزة تعرفي الحقيقة… أجبهالك لحد عندك. 

-بصّت له وعد بابتسامه وهمست:

– يكفيني إنك دورت على الحقيقة… وعرفت بابا. فرحت قوي لما محطش اللوم عليّا في غلطة أنا ماعملتهاش. 

علي قال:

– لما تحبي تشكريني… اشكريني صح. 

قربت منه، وبنظرة مكسوفة حضنته وقالت:

– شكراً. 

ابتسم علي بحنان، شدها أكتر لحضنه، وبعد لحظة رفع وشها وقبّل شفايفها بهدوء. 

بُهتت وعد للحظة ورجعت لورا بدهشة، بس هو لسه كان قريب منها لدرجة إنها اتسندت على السرير. استسلمت، وبادلته المشاعر بحب لأول مرة. 

بعد عنها علي وبصّ لها، وهي اتكسفت ووشها احمر. ابتسم وقال بنبرة غامضة:

– الليلة هتعدي… بس بكرة مش هعرف. 

ارتبكت وعد:

– مش فاهمة. 

مسح إيده على شعرها برفق وقال:

– تصبحي على خير. 

وقف، فاتت بعينيها ورا خطواته وقالت:

– هتمشي؟ 

ابتسم وهو بيبص لها آخر نظرة:

– نامي يا وعد. 

خرج من أوضتها بهدوء، قفل الباب ووقف لحظة يتأكد إن مفيش حد شايف أو سامع… وبعدها مشي. 

--- 

في الصبح على الفطار، بدران قاعد ورانيا قصاده، ساكتين من بعد خناق امبارح. رانيا بترشف قهوتها في صمت. دخلت الخادمة وقالت:

– الفطار جاهز يا بيه. 

ردّت رانيا:

– بلغتيهم؟ 

قالت الخادمة:

– يوسف بيه نزل، هطلع أنده وعد. 

هزّ بدران راسه وقال:

– متطلعيش… رانيا هتطلع تقولها. 

بصّت له رانيا بحدّة:

– مين اللي هتطلع؟ 

قال بدران بهدوء وهو يقطع لقمة:

– انتي. 

رانيا استغربت:

– أطلع لوعد؟ 

ابتسم بدران بخبث وقال:

– أيوه… فيها إيه؟ 

اتنرفزت رانيا وبصّت له بغيظ، والخادمة كانت محرجة من الجو، فقامت رانيا من غير كلام وطلعت.

وصلت عند أوضة وعد، ولسا بتدخل ملقيتهاش استغربت


وعد فى الاعلى واقفه عند اوضة على بتخبط قبل ما تدخل قالت- عمى

 قال على - ادخلى يا وعد

فتحت الباب ودخلت شافته على الأرض بيعمل ضغط وجوده يتقطع عرقا من التمارين وعضلاته بارزه، اتعدل واخد ميا يشرب

وعد قالت - ادخل عادى

بصلها على وكأن طبيعيا معاها دخلت وقالت - عايزه اوريك حاجه

خرجت صوره من تليفونها قالت - عارف المكان ده فين

بص على وشاف جبل مليء بالكسو الأخضر ومنظر طبيعى قال على

- سويسرا

قالت وعد- بجد

قال على- اشمعنا المكان ده

قالة وعد- لأن مفيش زيه ثم إن من هناك تقطر تشوف السما وكأنك قادر تلمسها

مكنش قادر على يفهم كلامها لأن نظرة وعد دايما مشرقه عكس نظرته المقتوله

قالت وعد- نقدر نروح نا وانت

ابتسم على قربت منه قالت - هتفضالى مش كده

سحبها ليه قال - تصرفاتك هتخلينى ارتكب أكبر حماقه هنا

اتكسفت بابتسامه وبصيت لدرعاته قالت - بنيتك قويه، تقدر تشيل كام كيلو

قال على- تحبى تختبرينى

نظرت انحنى أرضا وعمل ضغط بصيتله بابتسامه وقربت منه وقفت بركبتيها على ضهره وهو لما يتأثر بل كان ينزل ويطلع بها زى ما يكون طفله

كانت عايزه تضحك لفت دراعها حوالين رقبته قالت

- انت قوي اوى

سحبها وخلها تحته مره واحده بصيتله بشده قال على

- كام مره هقولك تصرفاتككك

وعد قالت- نا عملت اى

عينه نزلت على شفايفها قرب منها قالت - على

كان مغيب بس جه صوت بعد عنها وزقته وعد ووقفت فورا وهى بتعدل هدومها رجعت تبصله لقته يبتسم استغربت ومشيت فورا من عنده


لسا بتنزل  قابلت رانيا الى قالتلها - كنتى فين دورت عليكى

استغربت وعد انها بتكلمهى، قالت رانيا بهدوء مصطنع:

– صباح الخير يا وعد، إنتي رايحة الكلية؟


وعد أومأت:

– آه.


قالت رانيا بسرعة:

– طب افطري قبل ما تمشي، معانا… يلا، كلهم مستنيينك تحت.


قالت وعد بخفة:

– جاية.


رانيا بصّت لها وقالت وهي مترددة:

– مضايقة مني بسبب كلامي؟


سكتت وعد، واكتفت تبصّ لها من غير رد.


كملت رانيا بإصرار:

– متزعليش… ماشي؟


الغريب إن وعد حسّت بجواها بفرحة صغيرة، رغم إنها عارفة كويس إن دي مش أمها الحقيقية… لكن رانيا هي أول واحدة نادتها "ماما"، وهي اللي عرفت إنها أمها أول ما اتولدت.


ابتسمت رانيا وقالت:

– يلا عشان نفطر.


ابتسمت وعد ابتسامة هادية، محدش عارف كانت طيبة بتنسي بسرعة… ولا مغفلة.


نزلت وعد على السفرة، وقفت مكانها لحظة أول ما شافت علي قاعد. قلبها دق بسرعة، افتكرت ليلتهم في الأوضة. حاولت تسيطر على نفسها وهي بتاخد نفس عميق.


يوسف ناداها بابتسامة خفيفة:

– وعد!


اتحركت بخطوات مترددة لحد ما قعدت على الكرسي، وكل شوية بترفع عينها تبص لعلي. بس هو كان قاعد عادي جدًا، بيأكل وكأنه ما يعرفهاش… ولا كأنه نفس الشخص اللي كان معاها بالليل. الهدوء اللي ظهر عليه زود ارتباكها أكتر.


قطع بدران الصمت وقال:

– رايحة كليتك يا وعد؟


ردت بابتسامة باهتة:

– آه يا بابا… عندنا تدريب عملي النهاردة.


دخل علي في الكلام فجأة:

– فين؟


بصّت له وعد، والتقت عينيها بعينيه. ارتبكت، بس ردّت:

– في معمل المدينة الرئيس.


ضحك يوسف بخبث وقال:

– وشك محمّر كده ليه؟


وعد اتلخبطت أكتر، وبصت ليوسف بسرعة:

– لا… مفيش. الجو حر بس.


تدخل بدران:

– أخليهم يعلّوا التكييف.


هزت وعد راسها بسرعة:

– لأ… أنا تمام. همشي عشان متأخرش.


قامت تستأذن، ولسه بتدور تمشي، سمعت صوت علي ينادي:

– وعد!


وقفت مكانها، وقلبها بيرتعش، وكل العيون اتوجهت ناحيته. علي قال بهدوء، وهو ماسك حاجة في إيده:

– نسيتي تليفونك.


بصّت وعد لعلي وهو بيمدّد بإيده عشان يديها الموبايل. مدت إيدها بخجل، محرجة من إنها نسيت حاجة مهمة زي دي.

لكن أول ما لمست أصابعها إيده، سرت في جسمها رعشة غريبة… زي كهرباء بتجري في عروقها.


علي شد إيدها بخفة وهو بيسلّمها التليفون وقال بنبرة هادية، عينيه مثبتة عليها:

– خلي بالك المرة الجاية.


ارتبكت وعد، واكتفت تهز راسها من غير كلمة. علي ابتسم ابتسامة صغيرة، وهي أخدت نفسها بسرعة ومشيت بعيد، تحاول تهرب من ارتباكها… بينما هو فضّل يتابعها بعينه للحظة قبل ما يرجع لمكانه كأن شيئًا لم يكن.


يوسف كسر الصمت:

– أما ألحق أروح الشغل بقى.


علي قال وهو يبص له:

– بتسهر كتير يا يوسف.


يوسف رد وهو بيرتب هدومه:

– الشركة تستحق.


علي ابتسم ابتسامة غامضة وقال:

– الشركة آه… بس سهرك ما قصدش بيه حياتك العملية.


يوسف اتلخبط للحظة، ما فهمش قصده بالضبط، بس حسّ إنه بيلمح بحاجة. علي كمل ببرود:

– تمام… امشي بقى ع شغلك.


يوسف قال:

– أنا فعلاً ماشي.


وأخد بعضه وخرج.


بدران بصّ لعلي وقال:

– في حاجة يا علي؟


علي هز راسه:

– مفيش.


طلّع إزازته الصغيرة من جيبه، فتحها وشرب منها دفعة واحدة، بعدين قفلها وهو ساكت… ملامحه تقيلة، وصمته مغطي وشه كله بتيجيله رساله ع تليفونه بتهليه يقوم ويمشي

بصيت رانيا لبدران قالت- اعرف انى معملتش كده عشانك ومش هتنازل تانى واكلم حد

قال بدران- لو وقفتى تصرفاتك الغبيه مش هتكرى تتنازلي يا رانيا هانم

اتغاظت منه وقامت ونفث بدران دخان سيجارته بقوت

----


في السيارة، كان علي يقود بهدوء، لحد ما ظهرت بجانبه عربية تانية.

فتح السائق شباك زجاجه، وعلي عمل نفس الشيء. لمح وجه مالك وهو بيحرك إيده بملف باتجاهه.


مدّ علي إيده وخد الملف بسرعة واداله ظرف قال- ابعته لرضوان هو عارف هيعمل اى

فتحه مالك وشاف صور ليوسف وسهير بص لعلى 

على قال- النهارده بدران يعرف

اومأ مالك له وانطلق على وسبق عربيته

فتح الظرف وهو ماسك الدركسيون بإيده التانية، عينه اتحركت على الأوراق. أول صفحة كانت صورة شخصية، كأنها ورقة تعريف.


رنّ التليفون، ظهر اسم مالك. رد علي وهو بيقلب الصفحات.

مالك– العنوان في الصفحة التانية؟

اومأ على بتفهم، قال مالك

–  من ساعة ما الظابط حسن مات، أهله رجعوا بيتهم القديم. مع إن رضوان بيه كان مأكّد إنه ماكنش بيعقد هناك. حسن كان علطول في الملاهي، سايب أهله لوحدهم.


ضغط علي أسنانه وقال:

– يعني هما حاسين إنهم مش في أمان… فسابوا البيت.


أكمل مالك:

– بالظبط. وبعدين… مراته كان بينهم مشاكل كبيرة.


رفع علي حاجبه:

– مشاكل إزاي؟


رد مالك:

– كانت طالبة الطلاق قبل ما يموت. ورفعت عليه قضية خلع. بس هو ماكانش سايبها. علاقاته مع مسؤولين كبار وقعت القضية من إيدها. خلى الموضوع ينها..ر وهي فضلت على ذمته غصب عنها.


علي قفل الملف بعد ما لمح اسم "ميرفت" في الصفحة الأخيرة، وابتسم ابتسامة باردة:

– كويس أوي… خلينا نشوف "ميرفت" دي حكايتها إيه.


قفل علي المكالمة وهو ثابت، وكأن الطريق قدامه محدد ليه من غير ما يفكر.

وصل لحي هادي، نزل من العربية ووقف قدام بيت قديم له بوابة صغيرة.


عينه وقعت على بنت صغيرة لسا راجعة من المدرسة، بتلعب على مرجيحة في الحوش. رجع بروده وهو يثبت نظره على الباب المفتوح.


خرجت على الباب، جه صوت واحده

– كفاية لعب يا جودي!


الست وقفت فجأة لما لمحت علي واقف قدامها.

– إنت مين؟


ببرود قال:

– جاي أسألك عن حاجة.


نبرتها اتخشنت واتشدت:

– حاجة إيه؟


– حسن.


تغير وشها فورًا لما سمعت الاسم، عينيها اتسعت واتسحب منها النفس.

– أنا ماليش دعوة، مش هفيدك في حاجة… اتفضل امشي.


صوته كان ثابت، تقيل:

– مفيش غيرك هيفيدني.


صر..خت بحدة وهي بتقفل الباب بسرعة:

– بقولك امشي! عايزين مننا إيه؟ سيبونا ف حالنا بقى!


إيده مسكت الباب قبل ما يتقفل، دفعه لتحت بإصرار، عينه ببرود جليدي.

ارتجفت ملامحها، صوته اخترق خو..فها:

– هو في حد جالك غيري؟


اترددت وهي بتحاول تخفي رعشتها:

– لو سمحت… امشي حالًا.


ضغط أكتر على الباب ببطء، وكأنه بيقول إنه مش بيتراجع. عينه ثبتها فيها ببرود قا..تل:

– أنا جاي من سفر… وقاصد طريقك. يعني مش همشي غير لما آخد جواب على أسئلتي.


ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بخو..ف:

– إنت عايز إيه بالظبط؟


خفض صوته وبقى أهدى، لكن تقيل ومسيطر:

– أنا مش هأذيكي.… كل اللي عايزه كلمتين.


---


سكتت ميرفت، كانت عارفة إنها مش قدّه… تنهدت واستسلمت، فتحت الباب وقالت بصوت واطي:

– اتفضل.


دخل علي بخطوات ثابتة، عيناه بتجول في المكان لحد ما قعد في الصالة. جلست قدامه متحفزة، إيديها متشابكة في حجرها.


قال بهدوء:

– عايز أسألك عن حاجة.


– حاجة إيه؟


– حسن… قبل ما يمو..ت.


اتجمد وشها للحظة، وبعدين نطقت بسرعة:

– حسن قبل ما يموت ماكنش ليا أي علاقة بيه… يعني أي سؤال عنه مش هعرف أجاوبه.


ابتسم علي ابتسامة باهتة وهو بيراقب ارتباكها:

– أنا عارف إنك كنتي قاعدة معاه غصب عنك… بسبب قضية الخُ..لع اللي وقعت منك.


تنهدت بضيق، عينيها بترتعش لكنها ما ردتش.


اتكأ علي ببرود وقال:

– أنا هسألك على حاجة واحدة… أي كلمة، أي تلميح قالهولِك فيه شبهة.


رفعت نظرها ليه بسرعة وقالت بحدة:

– مفيش! مفيش أي حاجة… أنا معرفش حاجة عن شغله.


– مراته… ومش عارفة هو بيخبي إيه؟ ملفات؟ فلوس؟ أي سر؟


– انت… عايز إيه بالظبط؟


قرب علي بجسمه شوية للأمام، صوته اتقل:

– مش مهتم بحياته الشخصية. أنا ليّا عنده حق… كبير… من زمان.


عينيها اتسعت وابتلعت ريقها، قالت 

– حق… تقصد فلوس؟


قال علي:

"فلةس؟! حقّي أكبر من إنك تتخيليه."


سكت لحظة وبصلها، وبعدين قال:

"قلتي إن في حد سألك عليه غيري؟"


ميرفت ردت:

"آه، كان زمايله في الشغل، وحبّة ناس كانوا بيشتغلوا معاه."


رفع علي تليفونه وورّاها صورة بدران:

"الشخص ده جالك؟"


اتجمدت وهي بتبص للصورة وقالت باستغراب:

"لأ… بس حاسة إني شوفته قبل كده في التلفزيون… أعتقد."


علي رجع بص على التليفون وقال بتركيز:

"يعني حسن مكنش قايلك أي حاجة عن بير الغويط اللي ما..ت فيه؟"


ميرفت هزت راسها:

"مكنش بيتكلم معايا قدها."


علي شدد كلامه:

"قد مين؟"


تنهدت ميرفت وقالت:

"قد عشيقته… اللي كان بيسيبنا ويقضي معاها وقته كله، وسط الخمر..ة والقرف اللي كان فيه. حتى فلوسه ضيّعها عليها."


علي سأل بحدة:

"يعرفها منين؟"


ميرفت هزت كتفها:

"معرفش. أنا شُفتهم سوا. وقتها طلبت الطلاق وهو رفض… مكنتش عايزة بنتي تشوف أبوها مقرف أكتر من كده."


قرب علي وسألها:

"اسمها إيه؟"


ردت ميرفت ببرود:

"سهير."

يتبع 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول والثاني من هنا



الفصل الثالث والرابع من هنا



الفصل الخامس والسادس من هنا



الفصل السابع والثامن من هنا



❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹





تعليقات

التنقل السريع
    close