القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ثأر حواء الفصل الأول بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده

رواية ثأر حواء الفصل الأول بقلم الكاتبه دينا جمال حصريه وجديده 

« البداية»

¤¤¤¤¤¤¤

أفعى تزحف نحوه بسرعة كبيرة التفت حوله في لحظات ، تعتصر جسدها ، يصرخ بلا صوت يتلوى من الألم يحاول أن يُنقذ نفسه من جسد الأفعى ولكن دون فائدة

فتح عينيه فجاءة مذعورا ، شهق يتنفس بعنف رفع يديه إلى وجهه يخفي وجهه خلفهما ، كابوس آخر ؛ كابوس تظهر فيه نفس الأفعى تعتصره تحاول قتله ، ضحك في نفسه ساخرا وكأنه لا يعلم من تلك الأفعى ؟ هو على أتم ثقة أنها تختبئ تتربص به حتى لتقضي عليه 

أنزل ساقيه واعتدل جالسا يمد ذراعيه في الهواء ، قبل أن يرتدي خفه يتحرك إلى المرحاض ، لا يزال يجب أن يعمل في المستشفى صباحا أيام قليلة وسيفتحح عيادته الخاصة ، اغتسل سريعا وبدل ثيابه ونزل يسرع الخطى لأسفل 

في منتصف منزل والده الضخم أبصر الجميع يلتفون حول طاولة الطعام يتناولون الإفطار ، تحرك ناحيتهم يجلس جوار شقيقته الصغيرة ، مد يده يقرص وجنتها يردف يمازحها 


- صباح الخير يا جزرة ، ما كنش المفروض يسموكي جورية كان المفروض يسموكي جزرية 

ضحكت الفتاة الشابة الجالسة جواره لم تتضايق من وصفه لها بالجزرة ، فتلك الطفرة الغريبة تميزها بشكل سخيف أحيانا 

كل شعرة بها لونها برتقالي ، رموش عينيها حاجبيها حتى شعر رأسها ، رفعت كتفيها لأعلى تردد ساخرة :

- على الأقل الجزرة حاجة حلوة ، مش زيك يا زياد باتمان أنت ، بتظهر فجاءة وتختفي فجاءة ، بتروح فين بتظهر إشارة باتمان في السما فبتروح تحارب الشر

في تلك اللحظة تحديدا نظر زياد ناحية والده الذي يجلس على رأس الطاولة ليرى الأخير يرميه بنظرة حادة غاضبة ، فابتسم زياد يلف رأسه إلى شقيقته الصغيرة قبل أن يردف ضاحكا:

- تصدقي فعلا كنت بحارب الشر ، بس الأشرار ما عجبهمش إني بحارب الشر وكانوا عايزين يموتوني ، فقررت إني هعتزل ومش هحارب الشر تاني عشان الأشرار ما يزعلوش وكله إلا عقوق الآباء 

وضحك من جديد حين رأى كيف أحمر وجه أبيه غضبا ويده تشتد على الشوكة في يده قبل أن يتحدث غاضبا :

- جرى ايه يا زياد بيه إنت قلبت من دكتور لأرجوز على الصبح ، من ساعة ما نزلت وأنت ما فصلتش ، أنت فاكر نفسك في استناد أب كوميدي ، كمل أكلك وروح شغلك ، وأنتِ يا جوري كُلي من غير صوت ويلا عشان تلحقي جامعتك 

توترت جورية ووقفت سريعا ، اضطربت حدقتيها وابتلعت لعابها تردف متوترة :

- لاء أنا شبعت ، أنا آسفة يا بابا ، عن إذنك هجيب شنطتي عشان ما اتأخرش عن الجامعة

ما إن اومأ والدهم برأسه موافقا ، تحركت جورية سريعا تهرع لأعلى ، فعاد يلف رأسه ينظر ناحية أبيه مباشرة يطيل النظر ، جورية كانت ولا تزال مدللة الجميع بداية من أبيها نهاية به كيف لا تكون وهي الصغيرة الفتاة أتمت عامها الثامن عشر قبل عدة أيام فقط ، حرك عينيه إلى أميرة زوجة أبيه ، والدة جورية

جورية شقيقته من ناحية الأب فقط ، علاقته بأميرة ليست بسيئة إطلاقا ولا جيدة هو فقط يتلاشى وجودها قدر الإمكان ، تزوجها أبيه قبل عدة أعوام بعد وفاة والدته ، بأمر مباشر من مارسيليو ، أميرة إحدى أعضاء تلك المنظمة الملعونة ولكنه على أتم ثقة من أنها من الطبقة الدنيا ، أميرة تعلم أنها عضو من المنظمة ويجب أن تنفذ أوامر مارسيليو دون اعتراض ، ولكنه يقسم أنها لا تعرف حتى شكل مارسيليو ، مارسيليو الذي يكون والد زوجها ، انتبه حين تحدث عزالدين يسخر منه :

- ايه يا حبيبي متنح في وشي ليه ، وبعدين أنت ليك عين تتكلم يا بجح ، رايح تحارب الشر فاكر نفسك هتعرف توقع الجوكر كان غيرك أشطر ، كان عملها المشوه ولا لوسيفر ، دول أنت جنبهم عيل بتلعب ، وايه اللي حصل جدك طردك من العيلة ، لا بقيت طايل طبقة عليا ولا طبقة دُنيا ، خليك عايش على هامش الحياة مالكش لازمة

هنا أنفجر زياد في الضحك يردد ساخرا من بين ضحكاته :

- هامش الحياة وماليش لازمة ، عشان مش عاوز أتاجر في السلاح والمخدرات والدعارة والآثار وأي حاجة تودي النار ، يا عم ماشي أنا عايش على هامش الحياة ، هلحق بقى المستشفى عشان كلها كام يوم وهسيبهالك خالص وافتح عيادتي ، وكمل أنت تجارة أعضاء براحتك فيها سلام 

أحمر وجه عزالدين غضبا ينظر ناحية ولده محتدًا ساخطًا إلى أن غادر الأخير صافعا الباب خلفه ، هنا انتبه على صوت أميرة تتحدث بكل هدوء :

- مارك ، زياد محتاج يتحاسب على رعونته ، صوته عالي كان ممكن جورية تسمع 

لف عزالدين رأسه ناحية أميرة وابتسم يحرك رأسه للجانبين يتحدث ساخرا:

- ولما جورية تسمعك بتقوليلي يا مارك مش هتسأل مين مارك دا ، مارك السفاح اللي بتحاولي تفكريني بيه مش هيأذي عيل من عياله ، وخصوصا زياد مارسيلو عايز يجوزه للأفعى ، بيقول أن نسل الجوازة دي هيبقى مميز ، بس أنا شايف إن نسل الجوكر والأفعى هيبقى مميز أكتر ، بس زي ما أنتي عارفة ما حدش يقدر يعترض على قرارات بابا !!

قالها وضحك يسخر منها ومن نفسه ، مارسيليو الذي هو والده يبدو أصغر منه عمرا بسنوات وسنوات ، توقف فجاءة عن الضحك ونظر لزوجته يردف فجاءة :

-صحيح بمناسبة أوامر مارسيلو ، في أمر جديد صدر بأن الجوكر هيتجوز جورية ، بس لسه ما اتحددش الميعاد 

أميرة تعرف جيدًا من هو الجوكر ، تعرف بأمر المشرحة البشرية أسفل منزله ، الأمر مرعب بالنسبة لأي أم ولكن أميرة حركت رأسها لأعلى وأسفل بكل هدوء دون أن تُظهر ذرة اعتراض واحدة 

______________

أطلت تنظر من نافذة الطائرة المغلقة ، ها هي الطائرة تهبط في مطار القاهرة الدولي ، ها هي قد عادت للبلاد بعد طول غياب ، تحمل في جعبتها الكثير والكثير ، توقفت الطائرة وبدأ الركاب في النزول ، كانت هي آخرهم ما أن وقفت أعلى سلم النزول ارتسمت على شفتيها إبتسامة كبيرة سعيدة تردد مبتهجة :

-عزيزي زياد ، مارسيليا وصلت مصر ، استعد عشان كل أبواب الجحيم اتفتحت 

وضحكت تنزل درجات السلم بثقة ، صوت كعبها الرفيع كطلقات الرصاص ، تلك الإجراءات الروتينية الطويلة لم تحتج إليها ، مارسيلو أنهى كل شيء بمكالمة واحدة وهو يجلس مكانه قبل نزولها حتى من الطائرة ، تحركت للخارج حيث تنتظرها السيارة ، ما أن باتت بالداخل تحركت السيارة بها متجهة إلى منزل سام ، أما هي فأخرجت هاتفها من حقيبة يدها فتحت برنامج ما تتابع باهتمام خط سير زوجها القادم ، زمت شفتيها تردد ساخرة :

-على طول بيمشي في الطرق الزحمة ، تفتكر خايف مني أحسن أطلعله في طريق فاضي ، جبان أوي ، ما يعرفش اللي مستنيه يا حرام 

تحركت عينيها تتابع بإهتمام خط سيره إلى أن وصل للمستشفى ، فكتبت سريعا رسالة ترسلها لرقمه ( حمد لله على السلامة يا بيبي ، ما تبقاش تمشي في طرق زحمة تاني عشان توصل أسرع ، هنتقابل قريب )

أغلقت الهاتف ووضعته جانبا تبتسم ساخرة ، لحظات فقط واهتزت ابتسامتها أغمضت عينيها تعتصر جفنيها بعنف تتسارع أنفاسها ، الوغد هو من بدء بالخيانة ، هي لم تحبه يومًا ، وإن كانت أخطأت وفعلت عليها أن تتخلص من تلك المشاعر الغبية 

أخيرا توقفت السيارة أمام منزل سام ، أو بمعنى أصح سامي الكيلاني رجل الأعمال المعروف الشريف المحب للخير ، صاحب أكبر عدد لمصحات علاج الإدمان في البلاد بأسرها 

خطت للداخل ، تصعد السُلم سريعا إلى غرفة سام ، فتحت الباب ودخلت فرأته يتسطح إلى الفراش ينام شبه عاريًا ، وفتاة ما ترقد جواره زمت شفتيها تحرك رأسها يائسة ، تحركت صوب النافذة شدت الستار تفتح النافذة وأخرجت سيجار من حقيبتها تشعله اقتربت من سام تنفث دخان السيجار في وجهه 

في اللحظة فتح سام عينيه في نفس اللحظة أحاط عنق مارسليا بكف يده ، انتبه يبتعد عنها يردد سعيدًا :

- ايه دا مار حمد لله على السلامة ، طب مش تقوليلي أنك جاية بدل ما تشوفيني في المنظر دا ، هقوم أخد دش وأجيلك 

واقترب يقبل وجنتها وتحرك صوب المرحاض وابتعدت مارسيليا عن الفراش تُكمل سيجارتها ، حين استيقظت الفتاة لم تنظر إليها 

لم تتحرك عينيها في أي من أنحاء الغرفة هي فقط قامت وكأنها لُعبة مبرمجة وتحركت للخارج بكل هدوء تغلق الباب ، ضحكت مارسيليا تحرك رأسها تردد ساخرة :

- نفسي أعرف بيبرمجهم كدة إزاي 

مضت دقائق وخرج سام بهيئة رجل الأعمال الوسيم ، حديث الصحافة ومعشوق الفتيات 

اقترب منها يلتقط التبغ منها يلقيه من النافذة ، حملها بين ذراعيه بخفة فضحكت عاليا ، بدأ يتحرك ينزل بها لأسفل يردد ساحظا :

- كان المفروض تكوني هنا من شهر يا مار ، ايه التأخير دا كله ، من أمتى بتحبي إيطاليا أوى كدة 

أنزلها عند طاولة الطعام ، حيث جلست هي على سطح الطاولة وجلس هو على مقعد أمامها مباشرة ضحكت تردد :

- أبدًا ، كان أسبوع الموضة في باريس من ناحية ، سافرت مع مارسيلو أسبانيا كان عاوز يحضر مبارة مصارعة تيران ، مارسيلو دماغه بقت غريبة بجد 

ابتسم سام بكل هدوء يحرك رأسه لأعلى وأسفل يردد ساخرا :

- آه ما أنا عارف دا حتى كان في شاب لطيف أوي قاعد في نفس المباراة ، بس يا حرام دفع تذكرة على الفاضي وما شافش المباراة ، شاف حاجة أحلى ما عرفش ينزل عينيه من عليها 

أحمر وجه مارسيليا غضبا تصيح فيه غاضبة :

- يعني أنت اللي خطفته ، كنا متفقين أنا وهو نتقابل ونتعرف على بعض و...

- وهتلاقي اللي باقي منه تحت في المشرحة ، وما كنتوش هتتعرفوا على بعض ، انتوا كنتوا رايحين تتقابلوا في أوضة في فندق ، مش معنى إني كنت بعيد وقتها ، أني مش عارف كل حركة اتحركتيها 

قالها بلهجة حادة غاضبة مما جعلها تغضب هي الأخرى تسخر منه:

- سام إنت مش جوزي ، ولا خطيبي ولا عبدالله بيه الرشيدي بابا ، ومش من حقك تمنعني عن أي حاجة أنا عاوزة أعملها ، وبعدين أنت خلاص هتتجوز ركز مع المدام أحسن 

ضحك سام عاليا يحرك رأسه لأعلى وأسفل ، مد يده ناحيتها يجذبها نحوهه نظر إلى حدقتيها الخضراء السامة كالافعى وابتسم يهمس :

- أنا مش هتجوز حد غيرك ، جورية أخت زياد يوم فرحنا هيبقى آخر يوم ليها في الدنيا ، هتخرج من القاعة على المشرحة تحت ، وهدي أعضاءها هدية لمستشفى أبوها يكسب منها 

تغضن وجه مارسيليا ضيقا ، جورية لا ذنب لها في شيء ، الفتاة هشة كقطعة بسكوت ناعمة ، لا تفهم حقا لما يصر جدهم على زواجها من سام ، وهو يعرف ميول سام المريضة المخيفة 

ابتعدت تجلس على المقعد بالقرب منه حين بدأ الخدم يضعون الطعام على الطاولة ، بدأت تتناول طعامها ، عينيها شاردة تفكر في الكثير 

لفت رأسها صوب سام تتحدث فجاءة :

- بس جورية ما أذتكش في حاجة يا سام دي لسه عيلة صغيرة ، ايه الهبل دا هي هتصعب عليا ولا ايه ، لا أنت حر عايز تموتها موتها 

ضحك سام يحرك رأسه يائسا ، رفع المحرمة المجاورة له يمسح فمه يضعها جانبا تبدلت نبرة صوته تماما لأخرى يردف :

- سيبك من العبط دا كله ، الشحنة الجديدة على الأبواب ، عايز أعرف التعلبة هتدخلها إزاي المرة دي 

ابتسمت تدق بأظافرها على الكأس أمامها لمعت حدقتيها خبثًا تمتم متلذذة:

- ما تقلقش ، دخلتها مضمونة 100 في المية 

في ظرف 48 ساعة هتكون جوا المخازن ، وبعدها تتوزع ، أنت عارف أنا الموضوع بالنسبة لي تحدي مع الشرطة وأنا بعشق التحديات ، بحب أشوفهم والبضاعة معدية قدام عينيهم وهما مش شايفينها ، المهم عرفت أن زياد افتتاح العيادة الخاصة بتاعته قريب

بفكر أبعتله هدية الافتتاح 

________________

في إحدى قُرى الصعيد البعيدة ، بيت قديم كبير عريق ، في إحدى غرفه النائية تجلس زهرة صغيرة في ريعان شبابها ، بالكاد تفتح ربيعها الثامن عشر قبل أسابيع قليلة ، تحتضن هاتف صغير في كف يدها يخرج صوتها مرتعشا متوترًا :

- يعني إيه يا مالك ، لسه صغيرين ومش هيوافقوا ، روح لشاهين وأطلب أيدي منه ، مالك أنا بحبك وما أقدرش أعيش من غيرك ، وأنت كمان بتحبني ، يبقى نتجوز

سمعت صوته من الطرف الآخر يتحدث منفعلا :

 - تفتكري ما حاولتش يا ملاذ ، روحت لوالدي وطلبت منه أننا نيجي نخطبك اتريق عليا وقالي أنت يا عيل يا أبو 20 سنة رايح تخطب ، ولما عرف أنك أنتِ العروسة رفض أكتر ، رغم أن أبوكي مات من سنين ، لكن أبويا مش ناسي أنه زاحه من العمودية وخدها مكانه وخدها بعده أخوكي شاهين ،سبب أهبل أنا عارف بس مش عارف أغير دماغ أبويا ، ملاذ إحنا لازم إحنا اللي نعتمد على نفسنا ، ما نستناش سنين موافقة أبويا وأخوكي ، إحنا مش أول اتنين حبوا بعض وهربوا سوى واتجوزوا وعاشوا حياة سعيدة ، إحنا مش محتاجين حد غير حُبنا الكبير ، اللي هنبني بيه حياة سعيدة هما ما يعرفوش عنها حاجة أبدا ، حياتهم كلها غل وصراعات ، ملاذ آخر الأسبوع أنا وأنتي هنسيب الصعيد كله ونهرب ونتجوز ونروح أي مكان بعيد عن العيون نبدأ حياتنا فيه على نضافة ، أكيد أنتي موافقة مش كدة 

توافق؟ بالطبع ستفعل مالك الحبيب الذي كبرت على حُبه ، ستوافق 

ابتسمت تحرك رأسها لأعلى وأسفل سريعا شددت تمسك بالهاتف جيدًا ترد :

- موافقة يا مالك طبعًا ، إحنا فعلا لازم نبعد عن القرف دا كله 

______________

امرؤ القيس كان يحب خيله كثيرا وهو أيضًا يفعل ، سلالة خيله النادرة الأصيلة تجعله له أقرب من الصديق ، توقف عند أرض زراعية بعيدة عن زحام أهل القرية ، ربت على جيد خيله برفق قبل أن يقفز من فوقه ، يتحرك صوب الشجرة الكبيرة أمامه حيث من المفترض أن تنتظره هناك ، لف رأسه هنا وهناك يبحث عنها ، إلى أن سمع صوت خيله يصهل عاليا ، فالتفت له سريعا ورآها تقف جوار خيله تشاكسه فيصهل الخيل متضايقا منها ، ضحك يقترب منها يردد ساخرا :

- بكفياكِ لعب وأذية يا "رفق" ، رماح خلقه ضيق 

ضحكت تحرك رأسها للجانبين تخرج من جيب جلبابها بضع قطع من الجزر تقربهم من الحصان الذي بدا سعيدا حين رآهم واقترب يأكل من يدها ، فرفعت كف يدها الآخر تمسح على رأسه بخفة تردف باسمة :

- رماح عمره ما يأذيني ، رماح بيحبني 

لفت رأسها ناحيته حين سكت ولم يعلق حين فعلت رأت عينيه معلقة بذراعها المكشوف تحديدا لعلامة الضرب الواضحة عليه ، أنزلت يدها سريعا حين سمعته يسألها :

- أبوكِ مش كدة ؟ ، كان جايبلك بردوا عريس ورفضتيه ؟

حاولت ألا تبكي حين مر أمام عينيها سريعا ، كيف تم تعنيفها بشكل وحشي لا تقبله حتى الحيوانات لأنها رفضت الكهل العجوز صديق والدها الذي تقدم لخطبتها ، ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها تحاول أن تبدو غير مبالية :

- عادي يعني يا شاهين مش أول مرة ، علقة تفوت ولا حد يموت ، المهم إنهم في الآخر مش هيقدروا يجبروني اتجوز أي راجل غيرك ، كره أبويا لأبوك ، دا كره أهبل مش مبرر لأنك عرضت عليه تتنازل له عن عمودية البلد وهو رفض ، الموضوع أكبر من كدة يا شاهين ، أنا بس مش عارفة النهاية فين ، وخايفة من اللي جاي 

تحرك ناحيتها وقف جوارها يمسح على رأس جواده قبل أن ينظر ناحيتها يتحدث :

- أنا راجع القاهرة بعد كام يوم ، أنا وزياد صاحبي اللي حكتلك عنه هنفتح عيادة كبيرة في خلال الأيام الجاية، والد زياد عم عزالدين راجل طيب ومحترم جدا ، هطلب منه يجي معايا وأنا واثق أنه هيقدر يقنع أبوكِ ويوافق على جوازنا ما تخافيش يا رفق 

بعد عدة أيام 

كارثة حلت ، ملاذ شقيقته مختفية منذ الصباح ، لا يعلم أين هي ، هاتفها مُغلق ثيابها مختفية ، لا أثر لها في البيت بأكمله ورسالة غبية تركتها على سطح فراشها كالتي تكتبها بطلات الأفلام في الستينات 

( أنا آسفة يا شاهين ، أنا بحب مالك ومش هقدر أعيش بعيد عنه ، أنا وهو هنتجوز ونعيش حياتنا بعيد عن القرف دا ، سامحني وخلي ماما تسامحني ، ملاذ )

شقيقته الحمقاء ، والوغد الآخر سيقطع عنقها وعنقه معًا ما أن يضع يده عليهما ، جواده يركض يقطع الطريق يجوب القرية عله يستطيع اللحاق بهما قبل أن يهربا وتحدث الكارثة ، ولكن ما حدث أن عينيه توقفت عند قطعة الأرض البعيدة الذي اعتاد ملاقة رفق هناك ، لمحت عينيه حقيبة ثياب صغيرة ملقاة هناك تلك الحقيبة يعرفها جيدًا ، نزل يركض نحوها ، حقيبة شقيقته !! 

تقدم يركض ينادي باسمها إلى أن تجمدت قدميه وتصمنت كل ذرة به ، حين رآها هناك ملقاة أرضا جوار كومة قش يابسة ، شبه فاقدة للوعي ، عارية ، الدماء تُلطخ المكان حولها 

نظرات عينيها خاوية من الحياة تماما ، رفعت حدقتيها تنظر إليه فنزفت دموعها بالكاد خرجت بعض الأحرف من بين شفتيها فهم أنها تهمس بإسم مالك ، كأنها تخبره بأن الوغد هو من انتهك براءة شقيقته !! ، وقبل أن يعي الكارثة أمامه سمع صوت يأتي من مكبر الصوت في الجامع الكبير ، صوت الوغد مالك وهو يضحك :

- صباح الخير يا أهل البلد ، النهاردة أنا حققت التار من عيلة الرفاعي ، النهاردة الآنسة ملاذ أخت الدكتور شاهين ، ما بقتش آنسة خلاص ، الدكتور شاهين ما عرفش يربي أخته فباعت شرف العيلة كلها بكلمة حلوة ، يا خسارة يا دكتور شاهين ، يا خسارة !!

_______________

مش هقولك دا تسخين ، دي لسه قشور 

دا اللي جاي أسوء

الفصل الجاي يوم الأحد بإذن الله

يتبع 


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



اللي بيحب الروايات الكامله والحصريه من هنا 👇 ❤️ 👇 

روايات كامله وحصريه



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم



❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹






تعليقات

التنقل السريع
    close