القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أصفاد الحب الفصل الثاني والعشرون بقلم الكاتبه رشا عبد العزيز حصريه وجديده

 رواية أصفاد الحب الفصل الثاني والعشرون بقلم الكاتبه رشا عبد العزيز حصريه وجديده 


أصابها الهلع من منظره.  ملابسه الممزقة أثار الدماء التي سالت من شفتيه وأنفه وتلك الكدمات بلقرب من عينه

ركضت نحوه تتلمس كتفه وذراعيها عينيها تصوب على قسمات وجهه برعب  :


-ايمن أي الي حصل مين عمل فيك كده؟


نظر لها بعينيه الذي شوهت بياضها تلك العروق الحمراء التي تدل على حاله الغضب التي عاشها ثم 

بصوت باهت عكس هيئته قال مطمئنًا لها :


-مفيش  خناقة بسيطة .


ثم تجاوزها ، وجلس بجسده المنهك على الأريكة متكئًا على ظهرها وأعاد راسه الوراء وهويغمض عينيه


بعد قليل شعر بها تجلس بجانبه  تمسك يده تزيل آثار  الدماء بقطعة قطن مبللة


برودة الماء الذى لامس جلده جعله يفتحه عينيه ليصدم بما أنعش قلبه  عندما رأى خوفها  عليه


بارزًا في نظرات عينيها التي تبحث في يده عن الجروح لتضمدها



رفع رأسه ، ليجدها تترك يده متجهة نحو وجهه تزيل آثار الدماء عن شفتيه وأنفه .


كان يراقبها بمتعة رغم ألمه ، أناملها التي تداعب بشرته ربتت على قلبه  قبل أن تداوي جروحه


-ايمن ارجوك قلي مين عمل فيك كده ، اتخانقت ليه ومع مين ؟


نبرة الخوف في صوتها داعبت أوتار قلبه تعزف عليه لحنا جميل تمنى لو استمرّت في الحديث وكأن حديثها وخوفها كبلسم شفى جروحه .


-اتخانقت وخلاص ياخديجة واحد حقير قال كلمة نرفزتني وأخد نصيبه .


تجمدت يدها في الهواء وتوقفت عن الحركة عينها تتحرك يمينا ويسارا وكأنها ادركت شيئاً  نظرت لعينيه تتحرى الحقيقه فيها :


-أنت اتخانقت مع مالك ؟


تشنج جسده وقبض على يده حتى أبيضت مفاصله يتذكر كلام مالك ، عندما التقى به في أحد الاجتماعات لمجموعة من صحفين بعض الجرائد عندما اقترب منه وقال :


-حتى لو بقت على اسمك هيفضل قلبها ملكي.   مهما عملت هتفضل ليا وقلبها مش هيعشق غيرى .


ولم يعي لنفسه إلا وهو يكيل له الضربات حتى طرحه أرضًا ، ويشتبك معه حتى استطاع بعض الرجال التفريق بينهم .


جسده الذي تشنج وارتعش ، وعينيه التي احمرت غضباً  أخبرتها بالحقيقة ، وأيقنت ان مالك هو سبب ماحدث له .


اخفضت عينها تشعر بالخزي وسالت دموعها على وجنتيها  حتى تساقطت  قطراتها على يده التي تمسك بها


دفئ دموعها جعله ينتبه ويعود من ذكرى هذا الموقف المزعج


رفع ذقنها بأصابعه لتواجه عينيه عينيها الغارقة بالدموع ، رفع إصبعه يمسح دموعها بتمهل وسألها بابتسام


-بتعيطي ليه ؟


لتنظر له  بحزن وبصوت مختنق أجابت :


-كل المشاكل الي بتحصلك دى بسببي .


أبحرت عينيه في بحر عينيها وبصوت ملأه الحب اخبرها :


-انا دافعت عن مراتي ياخديجة ،  أنا مش هسمع حد بيتكلم عن مراتي واسكت .


-آسفة .


رفع حاجبيه مستنكرًا :


-بقولك مراتي تقليلي آسفة ، هو انت متجوزة سوسن عشان اسكت !


ضحكت من بين دموعها على كلمته .


-ايوه كده خليني أشوف الابتسامه القمر الي بتنورالدنيا .


احمرت وجنتيها واخفضت وجهها خجلا من كلامه .


ليعاود رفع وجهها وبابتسامه قال لها :


-دموعك دي غالية عليا  ياديجة ، مش عاوزك تعيطي طول ما أنا موجود .


وبلاوعي نطق لسانها بما أثلج قلبه :


-ربنا يحفظك ليا وميحرمنيش منك


حتى وعت لما قالت لتنهض بسرعه وبإرتباك قالت :


-هاروح احضرلك الغدا .


قالت ذلك وهي تهرب إلى المطبخ ، ليظل هو ينظر لأثرها مبتسماً .


*******************************************


تتحرك داخل أروقة المستشفى تراجع الحالات الموجودة حتى وجدت نادية وهى ممرضة كبيرة في المستشفى تهرول بإتجاهها


-دكتور ممكن تجي تشوفي حالة جاية من الطوارئ .

لتسألها مستفسرة :


-وأي الحالة ؟


-هبوط في الدورة الدموية بس الطفل مش طبيعي يادكتورة .


كلام ناديه أخافها فخبرتها تفوق طاقم التمريض الموجود والهلع الذي تراه في وجهها يدل على ان الحالة خطرة فعلا .


دخلت لتجده طفل هزيل الجسم يبدو في الثامنة من عمره والده معه لكن الطفل كان ينظر لوالده بطريقة غريبة وكأنه يخشى شيئاً .


نظرت لوالد الطفل وطلبت منه الخروج لإجراء الفحص :


-لوسمحت حضرتك ممكن تخرج بره عشان أكشف عليه .


ليقول وهو يعقد حاجبه مستنكرًا طلبها :


-بس أنا والده .


ابتسمت له وقالت :


-عارفه يافندم  بس احنا محتاجين نعمل كشف وفحوصات ، ربع ساعه بالكثير ونخلص ماتخافش حضرتك .


وبثقل وعدم رضا خرج من الغرفة.


اتجهت نحو الطفل الذي كان يرتدي أكمام طويلة رغم عدم برودة الجو ، جلست بجانبه وحاولت ان ترفع طرف ملابسه لكنه انتفض وابتعد عنها .


-ماتخافش ياحبيبي أنا هاكشف عليك بس .


ثم اقتربت اكثر، ورفعت طرف ملابسه ليصدمها مارأته كان جسده مليئ بالكدمات وآثار ضرب بشعة تسببت في زرقه جلده نتيجه لضرب عنيف     كانت تلك الآثار منتشره على جميع أجزاء جسمه اماً ذراعه فكانت مليئة بآثار حروق بأعقاب سجائر .


تبلورت الدموع في عينيها لما رأته كم تحمل هذا الطفل من ألم .


جثت على ركبتيها أمامه وسألته :


-مين عمل فيك كده ياحبيبي ؟


لم يجيب الطفل ، بل ظل صامتًا


-أتكلم ياحبيبي ماتخافش .


لكن الطفل التزم بالسكوت لتسأله :


-هو بابا الي عمل فيك كده ؟


ظل الطفل ينظر لها ، لم يتكلم لكنه أومئ لها بالموافقة

أغمضت عينيها تعتصرها كما اعتصر قلبها على حاله ، لم تعلم ماذا تفعل حتى خطر هو في بالها


أخرجت هاتفها من جيبها واتصلت به


ارتجف قلبه وهو يرى اسمها يزين شاشه هاتفه ليجيب بسرعة خوفاً من حدوث شئ فهي لم تتعود الاتصال به


-الو...


-الو ايوا يا ادهم .


-ايوه ياحبيبة


-ادهم انت فين أنا محتاجالك .


خفق قلبه من كلمتها ، وتسلل القلق إلى قلبه


-مالك ياحبيبة صوتك مش طبيعي .


وبصوت هامس أخبرته :


-فيه طفل متعرض للعنف من والده ، موجود عندي ووالده معاه الولد تعبان يا ادهم ، وانا عاوزه أساعده اعمل أي ؟


-حبيبه آخرى الولد على أد ماتقدري ، أتحججى بأي حجة ، تحليل أشعه أي حاجة وانا جاي حالاً


-ادهم متتأخرش أنا خايفة أوي شكل الأب مايطمنش .


لاتعلم ما احدثته كلماتها ورجائها به لم يعد يتمالك نفسه خوفا عليها ، لكن وقبل ان تغلق الهاتف قال لها :


-حبيبة


-نعم


-خلي بالك من نفسك ياحبيبتي .


صمتت لثواني قبل ان تجيب :


-حاضر


أغلق الهاتف وأسرع متجهاً اليها :


اماً هي فبقيت فتره من الزمن تتكلم مع الولد تطمئنه وتسأله عن أسباب تعنيف والده  له  لتجدها أسباب واهية .


لاتستحق هذا العنف لكن والده يخرج ضغوطات حياته في جسد هذا الصغير.


حتى سمعت الوالد يصرخ بالخارج لتقول نادية  التي بدأ يتغلب الخوف والاضطراب عليها :


-هنعمل أي يادكتورة ؟


تصنعت القوه رغم الخوف الذي في داخلها وقالت

هاخرج أتكلم معاه .


لتقول نادية بصوت خائف :


-تخرجي فين يادكتوره دا شكله مايطمنش .


-امال هنعمل أي يا نادية ، أنا مش هسيبه ياخد الولد .


لتنظر إليه فتجد جسده يرتجف وأسنانه تصطك ببعضها وهو يسمع صوت والده احتضنته محاولة أن تطمئنه


-ماتخافش ياحبيبي ناديه خليكي جنبه .


لتمتثل ناديه لطلبها تجلس بجانب الولد وتحتضنه

اماهي فبروح تصنعت فيها الثبات ولسان مثلت فيه القوة قالت :


-حضرتك عامل الغاغه دي كلها ليه ؟


ليصرخ بوجهها بغضب :


-أنا عاوز ابني .


لتنظر لعينه وتقول بتحدي


-أنا قلت لحضرتك احنا بنعمله فحص وتحاليل


ليهتاج اكثر :


- انت بقالك نص ساعة بتقولي كده فين الولد أنا عاوز ابني .


-التحاليل بتطول ومحتاجة وقت ممكن تصبر شوية .

رفع صوته محاولًا إخافتها :


-وانا مش عاوز اعمل التحاليل ، هاتيلي ابني .


حافظت على ثباتها ووقفت أمام الباب


-يخلص الولد كشف وتأخذه .


أحس الرجل بوجود شئ ، فشعر بالغضب وقال :


-انت هتجيبي الولد بالذوق وإلا اخذه بالعافية .


رغم ان الخوف سيطرعليها لكنها أظهرت عكس ذلك .


وبقيت تخبره أنها ستحضر الولد حالما تنتهي من اجراء التحاليل له .


سيطر ضرب من الجنون على الرجل ليشهر بوجهها س*لاح ابيضّ محاولًا إخافتها .


-جيبي الولد احسنلك


تجمهر الناس من حولهم فتحركت عيناها تستغيث من يساعدها لكنها وجدت من يقف يشاهد فقط ومنهم من اخرج هاتفه يصور مايحدث دون الاكتراث لمساعدتها يأخذون سبقاً صحفيًا يزيد من عدد المشاهدات لديهم .

ليحضر بعض الناس يحاولون مساعدتها لكنهم فوجئوا بتحريك السكين أمامهم  من قبل الرجل الذي اقترب منها لتجد ان نصل ذلك السكين اقترب من وجهها


-أديني الواد احسن ما اشوهلك وشك الحلو دا .


لايعلم كيف وصل إلى المستشفى فقد كان يسابق الزمن وكاد ان يصطدم بأكثر من سيارة وبخطوات عريضة وصل ورآها ارتجف قلبه رعبًا من منظرها لكن يجب ان يتحلى بالحكمة وضبط النفس ، كي لايجعل هذا الرجل يتهور بعمل شئ لها .


وصل حيث الجمع المتجمهر، وأشار لرجل في الجهة المقابلة ان يشغله حتى يستطيع دفعه عنها


فعل الرجل مثلما طلب منه وأشغله بانه اقترب منه مدعيًا محاولته في انقاذها ليلتفت له وما أن التفت حتى باغته أدهم بدفعه بعيدًا عنها .


لكن الرجل عاد ليتزن ورفع  السكين في وجهه ليظهر أدهم سلاحه الناري أمامه . وما أن رأى الرجل السلاح الناري حتى أدرك انه خاسر لامحالة ليفلت السكين من يده فتسقط على الأرض وليكتفه بعض الرجال .


إلى حين وصول الشرطة  بعد ان اتصل ادهم بأحد أصدقائه من ضباط الشرطة .


استدار يبحث عنها ليجدها في الزاويه جسدها يرتجف

ليذهب اليها يحتضنها بقوة فتنهار هي داخل احضانه ويسقط عنها قناع القوة الذي كانت ترتديه أمام والد الطفل .


شعر هوبجسدها الذي ارتجف داخل أحضانه ليعتصرها بقوة بين ذراعيه يحاول طمأنتها ، كم كان يود لو يستطيع ان يخبأها بين أضلعه يشعرها بالأمان .


-اهدى ياحبيبتي اهدي ماتخافيش .


شعر بدفئ دموعها على صدره ويدها المتشبثه بملابسه ليمزق قلبه صوت بكائها طرق الخوف أبواب قلبه.


 ليخرجها من أحضانه يمسح على وجهها يسألها بلهفة :


-حبيبة انت كويسه ياحبيبتي ؟


لتحرك له رأسها من دون كلام  وكأن لسانها عقد ليعاود احتضانها مره أخرى لم ترفض أحضانه بل تمسكت بجسده تنشد الأمان بين يديه .


تركها حتى هدأت تماماً وخرجت من احضانه بإرادتها ، مسح على وجهها بحنو وأعاد إخفاء خصلات شعرها المتمردة  داخل حجابها .


-احسن دلوقت يا روحي ؟


رفعت عينها الحمراء نحوه وبصوت متحشرج وحروف متقطعة سالته :


-الولد هيحصله أي ؟


وبابتسامه مطمئنه أجابها :


-الشرطة هتيجى وهي تستلمه ،تتحفظ عليه لغاية ماتتواصل مع أهله .


ولو محتاج يفضل في المستشفى هيتحفظوا عليه هنا .

والأب هياخذوه على القسم لحد ما يترحل على النيابة لان دي فيها عنف اسري واعتداء على موظف أثناء تأدية عمله .


ماتخافيش أنا كلمت صاحبي هيتولى المهمة 

يلا بينا أوديكي البيت ترتاحي .


أومأت رأسها بالموافقة .


احتضن جسدها بيد واحدة يسندها بعد أن شعر بأنها لاتستطيع الوقوف ليذهبا الى المنزل .


بعد يومين كانت تجلس بجانبه في سيارته فكان عليها أن تدلي بشهادتها. وأمام مبنى النيابة مد لها يده ، يطلب منها ان يمسك يدها   مدت يدها بتردد ليمسكها بسرعة لتعانق يده يدها بتملك .


كانت تسير بجواره ليدخل المكان بهيبته المعتادة   فيبدو أن الجميع يعرفه  فكان هناك من يقف ويسلم عليه ويشيد بإعماله ، وهناك من يقف ليؤدي له التحية .


حتى وصلا أمام احد الغرف ،  طرق الباب ثم دخل ، فهمت انه المكان الذي ستدلي به شهادتها وقف الأشخاص الموجودين يلقون عليه التحية .


خفق قلبها وهي ترى نظرات الفخر البادية عليه وهو يقدمها لأصدقائه :


-الدكتورة حبيبه محمد ، المدام .


-اهلاً يا فندم .


-اهلاً بحضرتك .


-اتفضلوا .


جلست بجانبه وطيله  فترة التحقيق لم تفارق يده يدها وكلما أحست بالخوف وتلعثمت كان يضغط على يدها يخبرها انه بجانبها ، نظرات عينيه تساندها وبسمته تشعرها بالأمان ، حتى

انتهى التحقيق وخرجا من البناية .


استقلت السياره بجانبه ، ليستدير نحوها  والابتسامه تعلو وجهه :


-أي رأيك نتغدى بره أنا عازمك على الغدا .


حركت رأسها واشارت له بالموافقة .


كانت شاردة تفكر في حال الطفل وتعود بذكرياتها  إلى ماضي حفر في قلبها وعقلها .


غافلة عن عينيه التي تراقبها وتراقب حركت يدها على ندوب ذلك الحرق  الذي شوه يدها .


-مالك ياحبيبة. ، انت لسه بتفكري في الولد ؟


إجابته بفتور وآسى :


-ايوه.                      (بقلم رشا عبدالعزيز) 


ليقول مندهشاً :


-والله أنا لسه مش مصدق ان فيه أب ممكن يعمل كده في ابنه .


لتلوح شبح إبتسامة على وجهها وبصوت مختنق قالت :


-وفيه الي يعمل أكثر من كده ، فيه الي بينساهم أصلاً .


علم انها تتحدث عن نفسها ، ليمد يده يمسك يدها المشوهه بأثر الحرق يقرّبه من شقته يقبل ندوبه

تفاجأت من فعلته لتغمض عينيها بتلقائية  ويرتعش جسدها عندما شعرت بملمس شفتيه على جروحها 

لتسحب يدها مباشره تمسكها بيدها  الثاني بقوه كانّها تحاول ان تخفي الما سكن روحها منذ زمن طويل


لكنه باغتها بسؤالها


-حبيبه هو أنا ممكن اسألك الحرق الي في أيدك سببه ايً؟


لتنظر إلى جلد يديها المتلاحم وأجابته بسخرية


-دا تذكار سابهولي السيد الوالد .


وفي مكان هادئ على شاطئ البحر جلست أمامه وقصت عليه احداث طفولتها التي لم تعشها أصلاً وكيف خط الفقر لمساته المؤلمة  عليها

  

وكيف كان لوالديها الأثر الكبير في تشويه تلك المرحله من حياتها .


ورغم انها كانت تتحدث بهدوء لكنه كان يشعر ببراكين الألم الثائرة بداخلها وكيف كانت كلماتها حمماً بركانية تحاول قذفها خارج روحها المشتعلة علها تطفئ من نيران غزت قلبها الحزين .


لاتعلم لماذا باحت له باسرارها حتى أدق التفاصيل التي لم تخبرها سوى لعلي ربما لأنها استشعرت الأمان من كلماته التي كان يهون بها عليها.  (بقلم رشا عبد العزيز) 


أو ربما اعتبرته عابر سبيل في حياتها ، حسب اتفاقهم 

أوانها كانت بحاجه لان تتحدث بعد ان أعادت حادثه الطفل لها شريط تلك الذكريات الحزينة


كان ينصت إليها بكامل جوارحه قلبه يتمزق  مما عانت ، عينيه تجول ملامحها المنكسرة ، كم تمنى لوتمنحه الفرصة لاحتضانها عله يخفف عنها ماعانته. اقتربت يده من يدها الموضوعة على الطاوله وامسكها يحرك إبهامه عليها


لتسحبها هي وتحول دفه الحديث له :


-وأنت طفولتك كانت عامله ازاي؟


قبض على يده بقوه لقد ضاعت أحلامه في الاقتراب منها وتساقطت كما تتساقط الأوراق من الأشجار في فصل الخريف


لازالت لا تتقبل لمسته أو قربه لازالت تعده غريباً عنها ، اعتقد ان ماحدث في المستشفى قد مهد له الطريق لكن على مايبدو لازال  الطريق طويل .


ليتنهد وبإبتسامة باهتة أجابها :


-أنا ياستي طفولتي كانت مختلفة تماماً ، أنا كنت طفل وحيد وماما وبابا من كتر خوفهم عليا شبه عزلوني عن العالم كنت دلوع اوي والي بطلبه بيجيني ، وكنت معتمد عليهم تماماً .


لكن دا بدل ماكان بيسعدني كان بيأذيني .


مكنتش اقدر آخذ قرار ولما وصلت مرحله الاعداديه.  تعرضت لتنمر كتير لأني كنت مابعرفش أدافع عن نفسي .

وأي شيئ يطلبوه مني صحابي كنت بقول خليني اسأل ماما الأول شخصيتي شبه اتلغت كانوا بيسموني ابن ماما ويتريقو عليا .


وكبرت معاناتي في ثانوي بقيت بشوف زمايلي بيقدروا يتصرفوا في المواقف وإزاي بيدوا أرائهم في المواضيع الي بنتناقش فيها .


لكن أنا لا مش قادر أتصرف احسن اتصرف غلط.  ولا قادر أقول رأيي لازم أشوف رأي ماما وبابا أي .


لحد ما أخذت قراري إني أغير الحياة دي وادخل كلية الشرطة ، كان لازم ابعد عن حضنهم لازم اعتمد على نفسي .


لينظر لها فوجدها تضحك بقوة قطب حاجبيه مندهشا من ردت فعلها ليفتر ثغره عن ابتسامة

 

-بتضحكي ليه؟


لتجيبه ولاتزال بسمتها تشق وجهها .


-اصلنا متناقضين جدا انت كنت بتهرب من حضن اهلك وانا كنت أتمنى حضنهم

 

أشفق عليها فرغم انها تضحك لكن عينيها كات تخبره عكس ذلك .


******************************************


كانت تنهي بعض أعمال المطبخ عندما سمعت صراخهم وأصواتهم العاليه القادمه من الصاله


أنهت عملها بسرعة واتجهت نحوهم لتعرف مابهم لتجدهم يجلسون أمام التلفاز يشاهدون مباراة في كرة القدم بين النادي الأهلي والزمالك.


لم تتعجب من شدة تركيز ايمن وتوتره لأنها تعلم مدى عشقه لكرة القدم .


لكن ما أدهشها أطفاله الذين كانوا يتابعون بكل حماس  ويتفاعلون مع الهجمات يصرخون عند إحراز الأهداف أو ضياع الفرص لكن انتبهت أن أيمن كان يشجع النادي الأهلي بينما هما يشجعان نادي الزمالك ويجلسون كندين له .    (بقلم رشا عبد العزيز) 


اقتربت منه وجلست بجانبه ورغم إنشغاله إنتبه وابتسم لها لتهمس له :


-هما مش لسه صغيرين على حكاية التشجيع والحماس دا هما بيفهموا في الكورة ؟


ليضحك ويهمس هو أيضاً :


-لا هما بس عاوزين يكونو ضدي عشان يخسروني ، اصلي واعدهم إني آخذهم الملاهي لو الزمالك فاز .


لتضحك خديجة على أفكاره ، لايزال مغرم بهذه اللعبة كما كان في الجامعة .


-ديجة انت بتشجعي الأهلي ولا الزمالك ؟


سؤال طرحه أنس عليها وظل ينظر اليها مترقب جوابها ورغم انها تشجع النادي الأهلي اختارت ان تكون معهم .


-أنا بشجع الزمالك ياحبيبي .


ليجري أنس يحتضنها ويقفز أمام والده في محاولة لاستفزازه يرفع أصابعه الثلاثه أمامه ويقول :


-بقينا احنا التلاته بنشجع الزمالك .


لتضحك خديجه وهي ترى أيمن يمثل انزعاجه من اختيارها .


اشتدّت المبارة بين الفريقين واشتد حماسهم معها وفجأءة احرزالنادي الأهلي هدفًا


لتهب واقفة متناسية  تصفق.   كما وقف ايمن يصرخ ايضاً.  فرحا بالهدف.  ولم يشعرإلا وهو ياخذها بين احضانه كما يفعل المشجعون أحيانًا


غابت هي بين احضانه تختبر مشاعرجديدة داعبت قلبها بقربه ولم يكن حاله بأفضل منها فكان كالذي استرق من الزمن لحظات ينعم بوجودها بين يديه .


حتى استفاقا على صراخ مسك وأنس عليها مستنكرين :.


-دا الأهلي الي جاب الهدف مش الزمالك ياديجه .


لتخرج من أحضانه على استحياء تلملم خصلات شعرها تضعها خلف أذنها بارتباك وتقول متلعثمة


-هااااا …افتكرته الزمالك .


**********"***********************'****** *


قررت ان تشكره بعد كلمات المدح التي قالها في حقها أمام زملائها طرقت الباب


-اهلاً يانهى اتفضلي .


وقفت أمامه باستحياء تفرك يديها ببعضها من فرط الخجل :


-كنت عاوزة أشكرك يادكتور على الكلام الجميل الي قلته عني .


وبإبتسامه قال لها :


-دي حقيقه يانهى مش مجاملة انت تستحقي كل كلام المدح والثناء .


رقص قلبها بين أضلعها من كلامه وقالت بابتسامه زينت وجهها :


-دي شهادة اعتز بيها يا دكتور.


لكنه نظر لعينيها وقال :


-انت غالية علينا يانهى .


وبلا وعي نطق لسانها بلهفة :


-يعني انت بتحبني زي ما أنا بحبك ....

يتبع 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الاول والثاني من هنا



الفصل الثالث حتى الفصل الخامس عشر من هنا



الفصل السادس عشر حتى الفصل الحادي والعشرين من هنا



الفصل الثاني والعشرون من هنا



❤️🌺🌹💙❤️🌺🌹💙❤️🌺🌹💙❤️🌺🌹💙❤️🌺



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا



إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺




تعليقات

التنقل السريع